علم النحو: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←علم النحو والعلوم الشرعية: تصحيح قالب وسم: تعديل مصدر 2017 |
ط بوت: تصحيح استخدام القالب |
||
(43 مراجعة متوسطة بواسطة 25 مستخدماً غير معروضة) | |||
سطر 1:
{{بطاقة عامة}}
'''عِلْمُ النَّحُو'''<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q114811596|الصفحة=258}}</ref> ويسمَّى '''أيضًا عِلْمُ [[إعراب|الإِعْرَاب]]'''<ref name=":0">كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 كشف اصطلاحات الفنون] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 الجزء 1] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 الصفحة 23]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}</ref><ref>كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 أبجد العلوم] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180724114203/http://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 |date=24 يوليو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 جزء 1] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180724114203/http://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 |date=24 يوليو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 صفحة 547]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180113133131/http://shamela.ws/browse.php/book-9579 |date=13 يناير 2018 }}</ref> هو علم يعرف به حال أواخر الكلم، وعلم النحو يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب.<ref name=":0" /><ref>كتاب [https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n558/mode/1up أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 559.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref> فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات والخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.<ref>[https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n560/mode/2up كتاب أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 560]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref><ref name="مولد تلقائيا1">كتاب [https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n560/mode/1up أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 561.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref>▼
▲'''عِلْمُ النَّحُو''' ويسمَّى '''أيضًا عِلْمُ الإِعْرَاب'''<ref name=":0">كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 كشف اصطلاحات الفنون] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 الجزء 1] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 الصفحة 23]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}</ref><ref>كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 أبجد العلوم] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180724114203/http://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 |date=24 يوليو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 جزء 1] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180724114203/http://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 |date=24 يوليو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 صفحة 547]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180113133131/http://shamela.ws/browse.php/book-9579 |date=13 يناير 2018 }}</ref> هو علم يعرف به حال أواخر الكلم، وعلم النحو يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب.<ref name=":0" /><ref>كتاب [https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n558/mode/1up أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 559.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref> فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات والخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.<ref>[https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n560/mode/2up كتاب أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 560]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref><ref name="مولد تلقائيا1">كتاب [https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n560/mode/1up أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 561.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref>
والغرض من علم النحو تحصيل ملكة يقتدر بها على إيراد تركيب وضع وضعا نوعيًا لما أراده المتكلم من المعاني وعلى فهم معنى أي مركب كان بحسب الوضع المذكور.
السطر 12 ⟵ 11:
والنحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإنْ لم يكن منهم، وإنْ شذ بعضهم عنها رد به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحوًا، كقولك قصدت قصدًا، ثم خصّ به انتحاء هذا القبيل من العلم" (الجزء الأول – صفحة 34)، فالنحو عند ابن جني على هذا هو: محاكاة العرب في طريقة كلمهم تجنبًا للّحن، وتمكينًا للمستعرب في أن يكون كالعربيّ في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.
من خصائص هذا العلمِ تمييزُ [[اسم (نحو)|الاسمِ]] من [[فعل|الفعلِ]] من
== أصل التسمية ==
النحو في [[اللغة العربية|اللغة]] من [[مصدر (لغة عربية)|المصدر]] نَحَا؛ والنَّحْوُ: القَصدُ والطَّرِيقُ، يكون ظرفًا ويكون اسمًا، '''نَحاه''' يَنْحُوه ويَنْحاه '''نَحْوًا''' وانْتَحاه، ونَحْوُ [[اللغة العربية|العربية]] منه، وهو في الأَصل مصدر شائع أَي '''نَحَوْتُ''' نَحْوًا كقولك قَصَدْت قَصْدًا، ثم خُص به '''انْتِحاء''' هذا القَبيل من العلم، كما أَن الفِقه في الأَصل [[مصدر (لغة عربية)|مصدر]] فَقِهْت الشيء أَي عَرَفته، ثم خُص به [[علوم شرعية|علم الشريعة]] من التحليل والتحريم. قال [[ابن سيده]]: وله نظائر في قصر ما كان شائعًا في جنسه على أَحد أَنواعه، وقد استعملته العرب ظَرْفًا، وأَصله المصدر؛ ومن ذلك فقد سُمي علمُ النحوِ بهذا الاسمِ لأن المتكلمَ ينحو به منهاجَ كلامِ العربِ إفرادًا
وتكثر الروايات بشأن تسمية النحو بهذا [[اسم (نحو)|الاسم]] بكثرة الروايات التي تتحدث عن نشأته، ومن أشهر الرويات هي ما روي أن [[علي بن أبي طالب]] لمَّا أشار على [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الأسود الدؤلي]] أن يضع علم النحو، قال له ـ بعد أن علمه [[اسم (نحو)|الاسم]] و[[فعل|الفعل]] و[[حرف (نحو)|الحرف]] -: [[اسم (نحو)|الاسم]] ما أنبأ عن مسمى، و[[فعل|الفعل]] ما أنبأ عن حركة المسمى، و[[حرف (نحو)|الحرف]] ما أنبأ عن معنى في غيره، و[[رفع (نحو)|الرفع]] للفاعل وما اشتبه به، و[[
== التاريخ ==
فلما كانت [[فتوحات إسلامية|الفتوحات الإسلامية]] واتسعت [[الدولة الإسلامية]]، واختلاط العرب الفاتحين بالشعوب التي كانت تحت سيطرة الفرس والبيزنطيين والأحباش، ودخول كثير من هؤلاء في [[
=== بوادر اللحن ===
{{مفصلة|بوادر اللحن}}
بدأ [[لحن (نحو)|اللحن]] قليلًا خفيفًا منذ أيام [[محمد|الرسول]] {{صلى الله عليه وسلم}} على ما يظهر، فقد [[لحن (نحو)|لحن]] رجل بحضرته فقال: {{اقتباس مضمن|أرشدوا أخاكم؛ فإنه قد ضل}}.<ref name=":9">كتاب الخصائص لا بن جني، جزء 2، صفحة 8.</ref> والظاهر أيضًا أنه كان معروفًا بهذا الاسم نفسه «اللحن»، بدليل أن [[أبو بكر الصديق|أبا بكرالصديق]] {{رضي الله عنه}} كان يقول: {{اقتباس مضمن|لأن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ فألحن}}.<ref name="مولد تلقائيا2" /><ref name=":6" /><ref>كتاب الأضداد، جزء 1، صفحة 244.</ref>
غير أن اللحن في [[عصر صدر الإسلام|صدر الأول الإسلام]] كان لا يزال قليلًا بل نادرًا، وكلما تقدمنا منحدرين مع الزمن اتسع شيوعه على [[لسان|الألسنة]]، وخاصة بعد تعرب [[مستعرب|الشعوب المغلوبة]] التي كانت تحتفظ ألسنتها بكثير من عاداتها اللغوية، مما فسح للتحريف في عربيتهم التي كانوا ينطقون بها، كما فسح اللحن وشيوعه.<ref name="مولد تلقائيا3">كتاب المدارس النحوية، جزء 1، صفحة 11.</ref>
وورد إلى عمر كتاب أوله: «من أبو موسى الأشعري» فكتب عمر بن الخطاب [[أبو موسى الأشعري|لأبي موسى الأشعري]] بضرب الكاتب سواطان، والصحيح أن يكتب «من أبي موسى الأشعري».<ref>كتاب الخصائص، جزء 2، صفحة 8.</ref> والأنكى من ذلك تسرب [[لحن (نحو)|اللحن]] إلى قراءة الناس [[القرآن|للقرآن الكريم]]، فقد قدم [[بدو|أعرابي]] في خلافة [[عمر بن الخطاب|عمر]] {{رضي الله عنه}} فقال: من يقرئني شيئًا مما أنزل على محمد؟ فأقرأه رجل [[سورة التوبة|سورة براءة]] بهذا [[لحن (نحو)|اللحن]]: {{اقتباس مضمن|وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهِ...}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|إن يكن الله بريئًا من رسوله، فأنا أبرأ منه}} فبلغ [[عمر بن الخطاب]] مقالة [[بدو|الأعرابي]] فدعاه فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة...}} وقص القصة فقال عمر: {{اقتباس مضمن|ليس هكذا يا أعرابي}} فقال: "كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|وأنا أبرأ ممن برئ الله ورسوله منهم}}. فأمر [[عمر بن الخطاب|عمر]] ألا يقرئ [[القرآن]] إلا [[لسانيات|عالم باللغة]].<ref name=":9" /><ref name=":7">كتاب [[نزهة الألباء في طبقات الأدباء]]، جزء 1، صفحة 7.</ref><ref name=":8">كتاب تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر، جزء 7، صفحة 110
وقال [[عمر بن عبد العزيز]]: {{اقتباس مضمن|إن الرجل ليكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فأرده عنها، وكأني أقضم حب الرمان الحامض لبغضي استماع اللحن، ويكملني آخر في الحاجة لا يستوجبها فيعرب فأجيبه إليها؛ التذاذا لما أسمع من كلامه}}. وكان يقول: {{اقتباس مضمن|أكاد أضرس إذا سمعت اللحن}}.<ref>كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 14.</ref><ref>كتاب [[الأضداد (كتاب)|الأضداد لابن الأنباري، جزء 1، صفحة 245]].</ref>
== نشأة علم النحو ==
وضع علم النحو في [[عصر صدر الإسلام|الصدر الأول للإسلام]]، لأن علم النحو ككل قانون تتطلبه الحوادث، وتقتضيه الحاجات، ولم يكن قبل [[
وكثرت الروايات في قصة وضع علم النحو، ولكن معظم الروايات أتفقت على أن الذي وضع علم النحو هو [[أبو الأسود الدؤلي]] المتوفى سنة 67 هـ، <ref name=":5" /> وقد ورد في كتاب سبب وضع [[علوم اللغة العربية|علم العربية]]، للإمام [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] بعضًا من هذه الروايات:
* الرواية الأولى عن [[محمد بن القاسم الأنباري|أَبُي بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي]] فِي أَمَالِيهِ حَدثنِي بعض أَصْحَابنَا قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الْقطعِي حَدثنِي مُحَمَّد بن عِيسَى بن يزِيد حَدثنِي أَبُو تَوْبَة الرّبيع بن نَافِع الْحلَبِي حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس عَن ابْن جريج عَن [[ابن أبي مليكة|ابْن أبي مليكَة]] {{رضي الله عنه}} قدم [[بدو|أعرابي]] في خلافة [[عمر بن الخطاب|عمر]] {{رضي الله عنه}} فقال: من يقرئني شيئًا مما أنزل على محمد؟ فأقرأه رجل [[سورة التوبة|سورة براءة]] بهذا [[لحن (نحو)|اللحن]]: {{اقتباس مضمن|وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُه}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|إن يكن الله بريئًا من رسوله، فأنا أبرأ منه}} فبلغ [[عمر بن الخطاب]] {{رضي الله عنه}} مقالة [[بدو|الأعرابي]] فدعاه فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة...}} وقص القصة فقال عمر: {{اقتباس مضمن|ليس هكذا يا أعرابي}} فقال: كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|وأنا أبرأ ممن برئ الله ورسوله منهم}}. فأمر [[عمر بن الخطاب|عمر]] ألا يقرئ [[القرآن]] إلا [[لسانيات|عالم باللغة]] وَأمر [[أبو الأسود الدؤلي|أَبَا الْأسود]] فَوضع النَّحْو.<ref name=":
* الرواية الثانية عن أَبُي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزجاجي النَّحْوِيّ فِي أَمَالِيهِ حَدثنَا أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن رستم الطَّبَرِيّ قَالَ حَدثنَا أبو حَاتِم السجسْتانِي حَدثنِي يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا سعيد بن سلم الْبَاهِلِيّ حَدثنَا أبي عَن جدي عَن [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الْأسود الدؤَلِي]] {{رضي الله عنه}} قَال: دخلت على أَمِير الْمُؤمنِينَ [[علي بن أبي طالب|عليّ بن أبي طَالب]] {{رضي الله عنه}} فرأيته مطرقًا متفكرًا، فَقلت فيمَ تفكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: قَالَ إِنِّي سَمِعت ببلدكم هَذَا [[لحن (نحو)|لحنًا]] فَأَرَدْت أَن أصنع كتابًا فِي أصُول [[اللغة العربية|الْعَرَبيَّة]]، فَقلت: إِن فعلت هَذَا أَحْيَيْتَنَا، وَبقيت فِينَا هَذِه اللُّغَة، ثمَّ أَتَيْته بعد ثَلَاث فَألْقى إِلَيّ صحيفَة فِيهَا [[
* الرواية الثالثة عن ابْن الْأَنْبَارِي قَال: حَدثنَا يَمُوت حَدثنَا السجسْتانِي وَهُوَ أَبُو حَاتِم سَمِعت مُحَمَّد بن عباد المهلبي عَن أَبِيه قَال: سمع [[أبو الأسود الدؤلي|أبُا الْأسود الدؤَلِي]] {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُه}} فَقَال: لَا تطمئِن نَفسِي إِلَّا أَن أَضَع شَيْئًا اصلح بِهِ [[لحن (نحو)|لحن]] هَذَا أَو كلَامًا هَذَا مَعْنَاه.
* الرواية الثالثة عن ابْن الْأَنْبَارِي قَال: حَدثنِي أبي حَدثنِي أَبُو عِكْرِمَة قَالَ قَالَ الْعُتْبِي كتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد يطْلب عبيد الله ابْنه فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ كَلمة فَوَجَدَهُ يلحن فَرده إِلَى زِيَاد وَكتب إِلَيْهِ كتابًا يلومه فِيهِ وَيَقُول: أمثل عبيد الله يضيع فَبعث زِيَاد إِلَى [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الْأسود]] {{رضي الله عنه}} فَقَالَ لَهُ يَا [[أبو الأسود الدؤلي|أَبَا الْأسود]] إِن هَذِه الْحَمْرَاء قد كثرت وأفسدت من [[اللغة العربية|ألسن الْعَرَب]] فَلَو وضعت شَيْئًا يصلح بِهِ النَّاس كَلَامهم ويعربون بِهِ [[القرآن|كتاب الله]] فَأبى ذَلِك أبو الْأسود فَوجه زِيَاد رجلًا وَقَالَ لَهُ أقعد فِي طَرِيق [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الْأسود]] فَإِذا مر بك فاقرأ شَيْئًا من [[القرآن|الْقُرْآن]] وتعمد اللّحن فِيهِ فَفعل ذَلِك فَلَمَّا مر بِهِ [[أبو الأسود الدؤلي|أَبُو الْأسود الدؤلي]] {{رضي الله عنه}} رفع الرجل صَوته فَقَرَأَ {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُه}} ([[جر (نحو)|بالجر]]) فاستعظم ذَلِك [[أبو الأسود الدؤلي|أَبُو الْأسود]] وَقَالَ عز وَجه [[الله]] أَن يبرأ من [[محمد|رَسُوله]] ثمَّ رَجَعَ من فوره إِلَى زِيَاد فَقَال: يَا هَذَا قد أَجَبْتُك إِلَى مَا سَأَلت وَرَأَيْت أَن ابدأ [[إعراب|بإعراب]] [[القرآن|الْقُرْآن]] فَابْعَثْ إِلَيّ ثَلَاثِينَ رجلًا فأحضرهم زِيَاد، فَاخْتَارَ مِنْهُم أَبُو الْأسود عشرَةً ثمَّ لم يزل يختارهم حَتَّى اخْتَار مِنْهُم رجًلا من [[عبد القيس|عبد الْقَيْس]] فَقَال: خُذ [[مصحف|الْمُصحف]] وصبغًا يُخَالف [[لون]] المداد فَإِذا فتحت شفتي فانقط وَاحِدَة فَوق [[حرف (نحو)|الْحَرْف]]، وَإِذا ضممتها فَاجْعَلْ النقطة إِلَى جَانب [[حرف (نحو)|الْحَرْف]]، فَإِذا كسرتها فَاجْعَلْ النقطة من اسفل [[حرف (نحو)|الْحَرْف]]، فَإِن أتبعت شَيْئًا من هَذِه الحركات غنة فانقط نقطتين فابتدأ [[مصحف|بالمصحف]] حَتَّى أَتَى على آخِره، ثمَّ وضع الْمُخْتَصر الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بعد ذَلِك.
* الرواية الرابعة عن أَبُي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ أخبرنَا أَبُو جَعْفَر بن رستم الطَّبَرِيّ النَّحْوِيّ عَن أبي عُثْمَان الْمَازِني عَن أبي عمر الْجرْمِي عَن أبي الْحسن الْأَخْفَش عَن سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل بن أَحْمد عَن عِيسَى بن عمر عَن عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ عَن عَنْبَسَة الْفِيل وَمَيْمُون الأقرن عَن يحيى بن يعمر اللَّيْثِيّ قال: أَن [[أبو الأسود الدؤلي|أبا الْأسود الدؤَلِي]] {{رضي الله عنه}} دخل إِلَى ابْنَته بِالْبَصْرَةِ فَقَالَت لَه: يَا أَبَت مَا أَشد الْحر رفعت أَشد فظنها تسأله وتستفهم مِنْهُ أَي زمَان الْحر أَشد؟ فَقَالَ: لَهَا [[ناجر|شهر ناجر]] (يُرِيد شهر [[صفر (شهر)|صفر]] الْجَاهِلِيَّة كَانَت تسمى شهور السَّنة بِهَذِهِ الْأَسْمَاء) فَقَالَت: يَا أَبَت إِنَّمَا أَخْبَرتك وَلم أَسأَلك، فَأتى أَمِير الْمُؤمنِينَ [[علي بن أبي طالب|عَليّ بن أبي طَالب]] {{رضي الله عنه}} فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذهبت لُغَة الْعَرَب لما خالطت [[عجم|الْعَجم]]، وأوشك إِن تطاول عَلَيْهَا زمَان أَن تضمحل، فَقَالَ لَهُ: وَمَا ذَلِك فَأخْبرهُ خبر ابْنَته فَأمره فَاشْترى صحفًا [[درهم إسلامي
وقَالَ [[السيرابيوم|السيرافي]]: وَيُقَال إِن السَّبَب فِي وضع النحو أَنه مر [[أبو الأسود الدؤلي|بِأبي الْأسود]] سعد الْفَارِسِي وَكَانَ رجلا فارسيًا من أهل بوزنجان، كَانَ قدم الْبَصْرَة مَعَ جمَاعَة من أَهله فدنوا من قدامَة بن مَظْعُون الجُمَحِي، فَادعوا أَنهم اسلموا على يَدَيْهِ، وَأَنَّهُمْ بِذَاكَ من موَالِيه، فَمر سعد هَذَا [[أبو الأسود الدؤلي|بِأبي الْأسود]] وَهُوَ يَقُود [[
وقد روي أنه قيل لأبي الْأسود من أيْنَ لَك هَذَا الْعلم يعنون النَّحْو قَالَ أخذت حُدُوده عَن [[علي بن أبي طالب|عَليّ بن أبي طَالب]] {{رضي الله عنه}}. وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام الجُمَحِي وَكَانَ أول من أسس الْعَرَبيَّة وَفتح بَابهَا وأنهج سَبِيلهَا وَوضع قياسها أبو الْأسود الدؤَلِي وَإِنَّمَا فعل ذَلِك حِين اضْطربَ كَلَام الْعَرَب. وروى ابْن لَهِيعَة عَن أبي النَّضر قَالَ كَانَ [[عبد الرحمن بن هرمز|عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز]] أول من وضع الْعَرَبيَّة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى رَحمَه الله أول من وضع الْعَرَبيَّة أَبُو الْأسود الدؤَلِي ثمَّ مَيْمُون الأقرن، ثمَّ عَنْبَسَة الْفِيل ثمَّ عبد الله بن أبي إِسْحَاق.
السطر 65 ⟵ 64:
ويرى [[ابن جني]] في كتابه [[الخصائص (كتاب)|الخصائص]]: أنَّ النحو طريقة لمحاكاة العرب في طريقة كلامهم؛ وذلك من أجل تجنب [[لحن (نحو)|اللحن]]، ولتمكين المستعربين في الوصول إلى مرتبة العربيِّ في [[فصاحة|الفصاحة]]، وسلامة [[اللغة العربية|اللغة]] التي يتكلمها، وبالتالي يكون غرض علم النحو هو تحقيق هذين الهدفين.<ref>كتاب الخصائص، جزء 1، صفحة 34.</ref>
وقد وردت الكثير من الاقتباسات تدل على أهمية علم النحو وتحث على طلبه ومن هذه
ويقول [[محمد بن القاسم الأنباري|ابن الأنباري]]:{{اقتباس مضمن|ن الأئمة من السلف والخلف أجمعوا قاطبة على أنه شرط في رتبة الاجتهاد، وأن المجتهد لوجمع كل العلوم لم يبلغ رتبة الاجتهاد حتى يعلم النحو، فيعرف به المعانى التى لا سبيل لمعرفتها بغيره. فرتبة الاجتهاد متوقفة عليه، لا تتم إلا به}}.<ref name=":3" /><ref>كتاب لمع الأدلة في أصول النحو، الفصل الحادي عشر.</ref>
السطر 72 ⟵ 71:
وقد أنشد [[ابن الطبيب|إسحاق بن خلف]] البهراني كما في [[زهر الآداب وثمر الألباب]]:
{{أبيات|
== المدارس النحوية ==
* [[المدرسة النحوية الكوفية]] طلب العلم في البصرة على أئمتها، قرأ على أبي عمرو بن العلاء، وعلى عيسى بن عمر الثقفي، لكنه لم يقارب أحدا من تلامذتهم فلم ينبه، وعاش بالبصرة غير معروف، وكان أول كوفي ألف في العربية، وكتابه
* [[المدرسة النحوية البصرية]] وهي السابقة في دراسة علم النحو، وأول من ذكر من أعلامها [[أبو الأسود الدؤلي]]، وتلاميذه هم الذين نشروا النحو في البصرة، وتخرج على أيديهم وأيدي تلاميذهم طبقات من أعلام النحو رفعوا بناء المذهب البصري على أسس متينة وقواعد محكمة.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://shamela.ws/browse.php/book-9937/page-30
السطر 88 ⟵ 86:
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2018-10-02
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181018133529/http://shamela.ws/browse.php/book-9937/page-30 | تاريخ أرشيف = 18 أكتوبر 2018
| | مسار = https://shamela.ws/book/10546/13
| عنوان = ص17 - كتاب المدارس النحوية - البصرة تضع النحو - المكتبة الشاملة الحديثة
السطر 99 ⟵ 98:
=== نشأة الخلاف واحتكاك المدرستين ===
أول ما يعرف من الخلاف بين البصريين والكوفيين ما أثبته سيبويه في
ولم يكن في هذا الخلاف ولا في غيره مما حدث بين البصريين أنفسهم يومئذ، أكثر من المذاكرة وحكاية الأقوال المخالفة والرد عليها أحيانا. فأنت كثيرا ما تجد سيبويه يورد لشيخيه يونس والخليل أقوالا يخالفها فيقول:
ولم تدخل الدنيا بين المشهورين من رجال هذه الطبقة، فالخليل والرؤاسي مثلا كلاهما صالح عفيف، ومتى خلت المناقشات العلمية مما يؤرثها من حوافز المادة أو الجاه بقيت هادئة جميلة صافية.
السطر 111 ⟵ 110:
=== الجهل بالنحو وإفضاؤه إلى الفهم الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة ===
ويقول ابن جني: إن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد، وحاد عن الطريقة المثلى؛ فإنما استهواه. 36 إلى ذلك واستخف حلمه ضعفُهُ في هذه اللغة
== القرآن الكريم وعلم النحو ==
ارتبط علم النحو في البداية بفهم القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية وحمايتها، إذ ترجع نشأته إلى خشية المسلمين على القرآن الكريم من مخاطر اللحن والتحريف، حيث ظهر النحو لمعالجة ظاهرة لغوية بدأت تزحف على السلوك اللساني العربي، هي ظاهرة اللحن، ذلك أن خطورة اللحن على العربية كان عاملا (2) أساسيا في نشوء علوم عربية عديدة وأولها علم النحو،
أما عن علاقة النحو بالقرآن الكريم فتظهر في أن فهم القرآن مرتبط بمعرفة النحو لأن به يتم إحكام المعنى وتحديده، وهو ضروري في تفسير القرآن الكريم، يقول الإمام الشافعي
== أهم المؤلفات في علم النحو ==
كثرت المؤلفات في النحو، فقد ألف الكثير من علماء النحو العرب، من الكتب والمتون المنثورة
ومن الكتب المؤلفة في النحو:
* كتاب [[الجمل في النحو (الفراهيدي)|الجمل في النحو]]
* كتاب [[كتاب سيبويه|الكتاب]] ل[[سيبويه]]
* كتاب [[الأصول في النحو]]
السطر 131 ⟵ 130:
* [[مغني اللبيب عن كتب الأعاريب]] ل[[ابن هشام الأنصاري]]
* التذييل والتكميل [[أبو حيان الغرناطي|لأبي حيان النحوي]]
* شرح سيبويه ل[[أبو سعيد السيرافي|أبي سعيد السيرافي]]
ومن أهم المتون المنثورة في النحو:
* متن [[الآجرومية]] [[محمد بن آجروم|لابن آجروم]]
* متن [[شرح قطر الندى وبل الصدى
* متن
ومن أهم المتون المنظومة في النحو:
* نظم [[الكافية الشافية]]
السطر 142 ⟵ 141:
== انظر أيضًا ==
* [[نحو عربي]]
* [[
* [[قواعد لغة]]
* [[نظم الآجرومية
* [[الآجرومية
== المراجع ==
{{روابط شقيقة}}
{{مراجع|2}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|اللغة|اللغة العربية|
[[تصنيف:علم العلامات]]
[[تصنيف:فروع اللسانيات]]
[[تصنيف:فلسفة اللغة]]
[[تصنيف:قواعد اللغة]]
[[تصنيف:كتابة]]
[[تصنيف:كيانات نحوية]]
[[تصنيف:لسانيات]]
[[تصنيف:لغة]]
[[تصنيف:مصطلحات
[[تصنيف:مفاهيم في نظرية المعرفة]]
[[تصنيف:نحو]]
|