علم النحو: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسم: تعديل مصدر 2017
MenoBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: تصحيح استخدام القالب
 
(43 مراجعة متوسطة بواسطة 25 مستخدماً غير معروضة)
سطر 1:
{{بطاقة عامة}}
{{stack
|{{علوم اللغة العربية}}
|{{لسانيات}}
 
}}
'''عِلْمُ النَّحُو'''<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q114811596|الصفحة=258}}</ref> ويسمَّى '''أيضًا عِلْمُ [[إعراب|الإِعْرَاب]]'''<ref name=":0">كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 كشف اصطلاحات الفنون] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 الجزء 1] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 الصفحة 23]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}</ref><ref>كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 أبجد العلوم] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180724114203/http://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 |date=24 يوليو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 جزء 1] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180724114203/http://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 |date=24 يوليو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 صفحة 547]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180113133131/http://shamela.ws/browse.php/book-9579 |date=13 يناير 2018 }}</ref> هو علم يعرف به حال أواخر الكلم، وعلم النحو يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب.<ref name=":0" /><ref>كتاب [https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n558/mode/1up أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 559.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref> فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات والخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.<ref>[https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n560/mode/2up كتاب أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 560]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref><ref name="مولد تلقائيا1">كتاب [https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n560/mode/1up أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 561.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref>
[[ملف:علم النحو.png|تصغير]]
'''عِلْمُ النَّحُو''' ويسمَّى '''أيضًا عِلْمُ الإِعْرَاب'''<ref name=":0">كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 كشف اصطلاحات الفنون] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 الجزء 1] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 الصفحة 23]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626163827/http://shamela.ws/browse.php/book-2573/page-67 |date=26 يونيو 2018 }}</ref><ref>كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 أبجد العلوم] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180724114203/http://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 |date=24 يوليو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 جزء 1] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180724114203/http://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 |date=24 يوليو 2018 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-9579#page-595 صفحة 547]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180113133131/http://shamela.ws/browse.php/book-9579 |date=13 يناير 2018 }}</ref> هو علم يعرف به حال أواخر الكلم، وعلم النحو يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب.<ref name=":0" /><ref>كتاب [https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n558/mode/1up أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 559.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref> فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات والخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.<ref>[https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n560/mode/2up كتاب أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 560]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref><ref name="مولد تلقائيا1">كتاب [https://archive.org/stream/waq8538/abgado2#page/n560/mode/1up أبجد العلوم، جزء 2، صفحة 561.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200117212211/https://archive.org/stream/waq8538/abgado2 |date=17 يناير 2020}}</ref>
 
والغرض من علم النحو تحصيل ملكة يقتدر بها على إيراد تركيب وضع وضعا نوعيًا لما أراده المتكلم من المعاني وعلى فهم معنى أي مركب كان بحسب الوضع المذكور.
السطر 12 ⟵ 11:
والنحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإنْ لم يكن منهم، وإنْ شذ بعضهم عنها رد به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحوًا، كقولك قصدت قصدًا، ثم خصّ به انتحاء هذا القبيل من العلم" (الجزء الأول – صفحة 34)، فالنحو عند ابن جني على هذا هو: محاكاة العرب في طريقة كلمهم تجنبًا للّحن، وتمكينًا للمستعرب في أن يكون كالعربيّ في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.
 
من خصائص هذا العلمِ تمييزُ [[اسم (نحو)|الاسمِ]] من [[فعل|الفعلِ]] من الحرفِ،[[حرف ومعنى|الحرفِ]]، تمييزُوتمييزُ المعربِ من المبنيِّ، و تمييزُوتمييزُ المرفوعِ من المنصوبِ من المخفوضِ من المجزومِ، مَعَ تحديدِ العواملِ المؤثرةِ في هذا كلِّه، و قدوقد استُنبِطَ هذا كلُّه من كلامِ العربِ بالاستقراءِ، و صارَوصارَ كلامُ العربِ الأولُ شعرًا و نثرًاونثرًا - بعدَ نصوصِ الكتابِ و السُّنةِوالسُّنةِ - هو الحجةَ في تقريرِ قواعدِ النحوِ في صورةِ ماعُرِفَ بالشواهدِ اللُّغويةِ، و هووهو ما استَشهدَ به العلماءُ من كلامِ العربِ لتقريرِ القواعدِ.
 
== أصل التسمية ==
النحو في [[اللغة العربية|اللغة]] من [[مصدر (لغة عربية)|المصدر]] نَحَا؛ والنَّحْوُ: القَصدُ والطَّرِيقُ، يكون ظرفًا ويكون اسمًا، '''نَحاه''' يَنْحُوه ويَنْحاه '''نَحْوًا''' وانْتَحاه، ونَحْوُ [[اللغة العربية|العربية]] منه، وهو في الأَصل مصدر شائع أَي '''نَحَوْتُ''' نَحْوًا كقولك قَصَدْت قَصْدًا، ثم خُص به '''انْتِحاء''' هذا القَبيل من العلم، كما أَن الفِقه في الأَصل [[مصدر (لغة عربية)|مصدر]] فَقِهْت الشيء أَي عَرَفته، ثم خُص به [[علوم شرعية|علم الشريعة]] من التحليل والتحريم. قال [[ابن سيده]]: وله نظائر في قصر ما كان شائعًا في جنسه على أَحد أَنواعه، وقد استعملته العرب ظَرْفًا، وأَصله المصدر؛ ومن ذلك فقد سُمي علمُ النحوِ بهذا الاسمِ لأن المتكلمَ ينحو به منهاجَ كلامِ العربِ إفرادًا و تركيبًاوتركيبًا.<ref>معنى نحا؛ معجم [[لسان العرب]]، [[ابن منظور|ابن منظور الأنصاري]].</ref><ref>معن نحو؛ [[المعجم الوسيط]].</ref>
 
وتكثر الروايات بشأن تسمية النحو بهذا [[اسم (نحو)|الاسم]] بكثرة الروايات التي تتحدث عن نشأته، ومن أشهر الرويات هي ما روي أن [[علي بن أبي طالب]] لمَّا أشار على [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الأسود الدؤلي]] أن يضع علم النحو، قال له ـ بعد أن علمه [[اسم (نحو)|الاسم]] و[[فعل|الفعل]] و[[حرف (نحو)|الحرف]] -: [[اسم (نحو)|الاسم]] ما أنبأ عن مسمى، و[[فعل|الفعل]] ما أنبأ عن حركة المسمى، و[[حرف (نحو)|الحرف]] ما أنبأ عن معنى في غيره، و[[رفع (نحو)|الرفع]] للفاعل وما اشتبه به، و[[النصبنصب (نحو)|النصب]] للمفعول وما حمل عليه، و[[جر (نحو)|الجر]] للمضاف وما يناسبه، انح هذا النحو يا [[أبو الأسود الدؤلي|أبا الأسود]] (آي اسلك هذه الطريقة)؛ فسمي بذلك.<ref name=":5">كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 27.</ref><ref>كتاب نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، جزء 1، صفحة 22.</ref><ref name="adwaa-jtc.blogspot.com">[http://adwaa-jtc.blogspot.com/p/blog-page_1387.html أضواء: أسباب نشأة علم النحو العربي<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170818232628/http://adwaa-jtc.blogspot.com/p/blog-page_1387.html|date=18 أغسطس 2017}}</ref> من هنا اعتبر النحو محاكاة كلام العرب واتباع نهجهم في ما قالوه من الكلام الصحيح، وسمي نحوا لأن المتكلم ينحو به نهج كلام العرب، وهذا ما عبر عنه ابن جني -وهو يحدد بدقة مفهوم النحو- قائلا: “هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره كالتثنية والجمع، والتحقير، والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب وغير ذلك ليلحق من ليس من أهل العربية بالعربية في الفصاحة”(3).
 
== التاريخ ==
فلما كانت [[فتوحات إسلامية|الفتوحات الإسلامية]] واتسعت [[الدولة الإسلامية]]، واختلاط العرب الفاتحين بالشعوب التي كانت تحت سيطرة الفرس والبيزنطيين والأحباش، ودخول كثير من هؤلاء في [[إسلام|الإسلام]]، واضطرارهم إلى تعلم ما استطاعوا من [[اللغة العربية|العربية]]، وانتشرت [[اللغة العربية|العربية]] كلغة أساسية بين هذه الشعوب، بعد أن أصبحت [[اللغة العربية]] لغة خاصة بالعرب إلى لغة لجميع [[مسلم|المسلمين]]، تسرب الفساد إلى [[اللغة العربية]] وبدأ يسمع [[لحن (نحو)|لحن]] في التخاطب، إلى أن انتشر وتفشَّى اللحن والتحريف في [[اللغة العربية]] داخل [[الدولة الإسلامية|الأراضي الإسلامية]]، ولم يقتصر الأمر على المستعربين بل وظهر [[لحن (نحو)|اللحن]] بين العرب خصوصًا في العراق، <ref>كتاب نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، جزء 1، صفحة 20.</ref> واستفحال خطره وتسرب اللحن حتى في قراءة [[القرآن|القرآن الكريم]] و[[حديثالحديث نبويالنبوي|الحديث النبوي الشريف]]. كان من الأسباب التي استدعت وضع علم النحو، وضبط الألسن، بتدوين القواعد المستنبطة من [[القرآن|القرآن الكريم]] وأقوال العرب، والتخلص من آفتيْ اللحن والتحريف، التي قد تجمع [[لفظ|اللفظ]] و[[معنى|المعنى]]. قليلًا في الأول ثم أخذ في الانتشار حتى لفت إليه أنظار المسئولين وغيرهم من [[أهل الحل والعقد]].<ref name="مولد تلقائيا2">كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 8.</ref><ref name=":6">كتاب نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، جزء 1، صفحة 16.</ref><blockquote>وهذا ماذكره [[أبو بكر الزبيدي]] في مقدمة كتابه [[طبقات النحويين واللغويين]] فقال: {{اقتباس مضمن|ولم تزل العربية تنطق على سجيتها في صدر اسلامها وماضي جاهليتها، حتى أظهر الله الاسلام على سائر الأديان، فدخل الناس فيه أفواجا واقبلوا اليه ارسلًا، واجتمعت فيه الألسنة المتفرقة، واللغات المختلفة، ففشا الفساد في اللغة العربية، واستبان منه في الاعراب الذي هو حليها، والموضح لمعانيها. فتفطن لذلك من نافر بطباعة سوء افهام الناطقين من دخلاء الأمم بغير المتعارف من كلام العرب، فعظم الإشفاق من فشوا ذلك وغلبته، حتى دعاهم الحذر من ذهاب لغتهم وفساد كلامهم إلى ان سببوا الاسباب في تقييدها أمن ضاعت عليه، وتثقيفها لمن زاغت عنه}}.<ref>كتاب طبقات النحويين واللغويين، مقدمة المؤلف.</ref></blockquote>
 
=== بوادر اللحن ===
{{مفصلة|بوادر اللحن}}
 
بدأ [[لحن (نحو)|اللحن]] قليلًا خفيفًا منذ أيام [[محمد|الرسول]] {{صلى الله عليه وسلم}} على ما يظهر، فقد [[لحن (نحو)|لحن]] رجل بحضرته فقال: {{اقتباس مضمن|أرشدوا أخاكم؛ فإنه قد ضل}}.<ref name=":9">كتاب الخصائص لا بن جني، جزء 2، صفحة 8.</ref> والظاهر أيضًا أنه كان معروفًا بهذا الاسم نفسه «اللحن»، بدليل أن [[أبو بكر الصديق|أبا بكرالصديق]] {{رضي الله عنه}} كان يقول: {{اقتباس مضمن|لأن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ فألحن}}.<ref name="مولد تلقائيا2" /><ref name=":6" /><ref>كتاب الأضداد، جزء 1، صفحة 244.</ref>
 
غير أن اللحن في [[عصر صدر الإسلام|صدر الأول الإسلام]] كان لا يزال قليلًا بل نادرًا، وكلما تقدمنا منحدرين مع الزمن اتسع شيوعه على [[لسان|الألسنة]]، وخاصة بعد تعرب [[مستعرب|الشعوب المغلوبة]] التي كانت تحتفظ ألسنتها بكثير من عاداتها اللغوية، مما فسح للتحريف في عربيتهم التي كانوا ينطقون بها، كما فسح اللحن وشيوعه.<ref name="مولد تلقائيا3">كتاب المدارس النحوية، جزء 1، صفحة 11.</ref>
 
وورد إلى عمر كتاب أوله: «من أبو موسى الأشعري» فكتب عمر بن الخطاب [[أبو موسى الأشعري|لأبي موسى الأشعري]] بضرب الكاتب سواطان، والصحيح أن يكتب «من أبي موسى الأشعري».<ref>كتاب الخصائص، جزء 2، صفحة 8.</ref> والأنكى من ذلك تسرب [[لحن (نحو)|اللحن]] إلى قراءة الناس [[القرآن|للقرآن الكريم]]، فقد قدم [[بدو|أعرابي]] في خلافة [[عمر بن الخطاب|عمر]] {{رضي الله عنه}} فقال: من يقرئني شيئًا مما أنزل على محمد؟ فأقرأه رجل [[سورة التوبة|سورة براءة]] بهذا [[لحن (نحو)|اللحن]]: {{اقتباس مضمن|وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهِ...}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|إن يكن الله بريئًا من رسوله، فأنا أبرأ منه}} فبلغ [[عمر بن الخطاب]] مقالة [[بدو|الأعرابي]] فدعاه فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة...}} وقص القصة فقال عمر: {{اقتباس مضمن|ليس هكذا يا أعرابي}} فقال: "كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|وأنا أبرأ ممن برئ الله ورسوله منهم}}. فأمر [[عمر بن الخطاب|عمر]] ألا يقرئ [[القرآن]] إلا [[لسانيات|عالم باللغة]].<ref name=":9" /><ref name=":7">كتاب [[نزهة الألباء في طبقات الأدباء]]، جزء 1، صفحة 7.</ref><ref name=":8">كتاب تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر، جزء 7، صفحة 110.</ref><ref name=":9">كتاب الخصائص لابن جني، جزء 2، صفحة 8.</ref><ref name=":10">كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 9.</ref><ref name=":11">كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 10.</ref> وروى الجاحظ أن أول لحن سمع [[بادية|بالبادية]]: «هذه عصاتي» بدل «هذه عصاي»، وأول لحن سمع بالعراق: «حيِّ على الفلاح» (بكسر الياء بدل فتحها).<ref>كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 11.</ref>
 
وقال [[عمر بن عبد العزيز]]: {{اقتباس مضمن|إن الرجل ليكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فأرده عنها، وكأني أقضم حب الرمان الحامض لبغضي استماع اللحن، ويكملني آخر في الحاجة لا يستوجبها فيعرب فأجيبه إليها؛ التذاذا لما أسمع من كلامه}}. وكان يقول: {{اقتباس مضمن|أكاد أضرس إذا سمعت اللحن}}.<ref>كتاب من تاريخ النحو العربي، جزء 1، صفحة 14.</ref><ref>كتاب [[الأضداد (كتاب)|الأضداد لابن الأنباري، جزء 1، صفحة 245]].</ref>
 
== نشأة علم النحو ==
وضع علم النحو في [[عصر صدر الإسلام|الصدر الأول للإسلام]]، لأن علم النحو ككل قانون تتطلبه الحوادث، وتقتضيه الحاجات، ولم يكن قبل [[إسلام|الإسلام]] ما يحمل العرب على النظر إليه فإنهم في جاهليتهم غنيون عن تعرفه لأنهم كانوا ينطقون عن سليقة جبلوا عليها، فيتكلمون في شؤونهم دون تعمل فكر أو رعاية إلى قانون كلامي يخضعون له، قانونهم: ملكتهم التي خلقت فيهم، ومعلمهم: بيئتهم المحيطة بهم بخلافهم بعد [[إسلام|الإسلام]] إذ تأشبوا بالفرس والروم والنبط وغيرهم، فحل فانتشار اللحن والانحراف في اللسان العربي، حتى هرعوا إلى وضع النحو، وحمل القوم على الاجتهاد لحفظ [[اللغة العربية|العربية]]، وتيسير تعلمها للأعاجم، فشرعوا يتكلمون في [[إعراب|الإعراب]] وقواعده حتى تم لهم مع الزمن هذا الفن.<ref name=":4" /><ref>كتاب نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، جزء 1، صفحة 19.</ref>
 
وكثرت الروايات في قصة وضع علم النحو، ولكن معظم الروايات أتفقت على أن الذي وضع علم النحو هو [[أبو الأسود الدؤلي]] المتوفى سنة 67 هـ، <ref name=":5" /> وقد ورد في كتاب سبب وضع [[علوم اللغة العربية|علم العربية]]، للإمام [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] بعضًا من هذه الروايات:
 
* الرواية الأولى عن [[محمد بن القاسم الأنباري|أَبُي بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي]] فِي أَمَالِيهِ حَدثنِي بعض أَصْحَابنَا قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الْقطعِي حَدثنِي مُحَمَّد بن عِيسَى بن يزِيد حَدثنِي أَبُو تَوْبَة الرّبيع بن نَافِع الْحلَبِي حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس عَن ابْن جريج عَن [[ابن أبي مليكة|ابْن أبي مليكَة]] {{رضي الله عنه}} قدم [[بدو|أعرابي]] في خلافة [[عمر بن الخطاب|عمر]] {{رضي الله عنه}} فقال: من يقرئني شيئًا مما أنزل على محمد؟ فأقرأه رجل [[سورة التوبة|سورة براءة]] بهذا [[لحن (نحو)|اللحن]]: {{اقتباس مضمن|وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُه}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|إن يكن الله بريئًا من رسوله، فأنا أبرأ منه}} فبلغ [[عمر بن الخطاب]] {{رضي الله عنه}} مقالة [[بدو|الأعرابي]] فدعاه فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة...}} وقص القصة فقال عمر: {{اقتباس مضمن|ليس هكذا يا أعرابي}} فقال: كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}} فقال [[بدو|الأعرابي]]: {{اقتباس مضمن|وأنا أبرأ ممن برئ الله ورسوله منهم}}. فأمر [[عمر بن الخطاب|عمر]] ألا يقرئ [[القرآن]] إلا [[لسانيات|عالم باللغة]] وَأمر [[أبو الأسود الدؤلي|أَبَا الْأسود]] فَوضع النَّحْو.<ref name=":79" /><ref name=":87" /><ref name=":98" /><ref name=":10" /><ref name=":11" /> <sub><nowiki>[[أخرجه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق]]</nowiki></sub>
* الرواية الثانية عن أَبُي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزجاجي النَّحْوِيّ فِي أَمَالِيهِ حَدثنَا أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن رستم الطَّبَرِيّ قَالَ حَدثنَا أبو حَاتِم السجسْتانِي حَدثنِي يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا سعيد بن سلم الْبَاهِلِيّ حَدثنَا أبي عَن جدي عَن [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الْأسود الدؤَلِي]] {{رضي الله عنه}} قَال: دخلت على أَمِير الْمُؤمنِينَ [[علي بن أبي طالب|عليّ بن أبي طَالب]] {{رضي الله عنه}} فرأيته مطرقًا متفكرًا، فَقلت فيمَ تفكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: قَالَ إِنِّي سَمِعت ببلدكم هَذَا [[لحن (نحو)|لحنًا]] فَأَرَدْت أَن أصنع كتابًا فِي أصُول [[اللغة العربية|الْعَرَبيَّة]]، فَقلت: إِن فعلت هَذَا أَحْيَيْتَنَا، وَبقيت فِينَا هَذِه اللُّغَة، ثمَّ أَتَيْته بعد ثَلَاث فَألْقى إِلَيّ صحيفَة فِيهَا [[بسملةالبسملة|بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم]]، الْكَلَام كُله اسْم وَفعل وحرف، فالاسم مَا أنبأ عَن الْمُسَمّى، وَالْفِعْل مَا أنبأ عَن حَرَكَة الْمُسَمّى، والحرف مَا أنبأ عَن معنى لَيْسَ باسم وَلَا فعل، ثمَّ قَالَ لي تتبعه وزد فِيهِ مَا وَقع لَك، وَاعْلَم يَا [[أبو الأسود الدؤلي|أَبَا الْأسود]] أَن الْأَسْمَاء ثَلَاثَة ظَاهر، ومضمر، وَشَيْء لَيْسَ بِظَاهِر وَلَا مُضْمر، وَإِنَّمَا تتفاضل الْعلمَاء فِي معرفَة مَا لَيْسَ بِظَاهِر وَلَا مُضْمر، قَالَ [[أبو الأسود الدؤلي|أَبُو الْأسود]] فَجمعت مِنْهُ أَشْيَاء وعرضتها عَلَيْهِ، فَكَانَ من ذَلِك حُرُوف النصب، فَذكرت مِنْهَا إِن وَأَن وليت وَلَعَلَّ وَكَأن وَلم أذكر لَكِن، فَقَالَ لي: لم تركتهَا فَقلت: لم أحسبها مِنْهَا فَقَالَ: بل هِيَ مِنْهَا فزدها فِيهَا.
* الرواية الثالثة عن ابْن الْأَنْبَارِي قَال: حَدثنَا يَمُوت حَدثنَا السجسْتانِي وَهُوَ أَبُو حَاتِم سَمِعت مُحَمَّد بن عباد المهلبي عَن أَبِيه قَال: سمع [[أبو الأسود الدؤلي|أبُا الْأسود الدؤَلِي]] {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُه}} فَقَال: لَا تطمئِن نَفسِي إِلَّا أَن أَضَع شَيْئًا اصلح بِهِ [[لحن (نحو)|لحن]] هَذَا أَو كلَامًا هَذَا مَعْنَاه.
* الرواية الثالثة عن ابْن الْأَنْبَارِي قَال: حَدثنِي أبي حَدثنِي أَبُو عِكْرِمَة قَالَ قَالَ الْعُتْبِي كتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد يطْلب عبيد الله ابْنه فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ كَلمة فَوَجَدَهُ يلحن فَرده إِلَى زِيَاد وَكتب إِلَيْهِ كتابًا يلومه فِيهِ وَيَقُول: أمثل عبيد الله يضيع فَبعث زِيَاد إِلَى [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الْأسود]] {{رضي الله عنه}} فَقَالَ لَهُ يَا [[أبو الأسود الدؤلي|أَبَا الْأسود]] إِن هَذِه الْحَمْرَاء قد كثرت وأفسدت من [[اللغة العربية|ألسن الْعَرَب]] فَلَو وضعت شَيْئًا يصلح بِهِ النَّاس كَلَامهم ويعربون بِهِ [[القرآن|كتاب الله]] فَأبى ذَلِك أبو الْأسود فَوجه زِيَاد رجلًا وَقَالَ لَهُ أقعد فِي طَرِيق [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الْأسود]] فَإِذا مر بك فاقرأ شَيْئًا من [[القرآن|الْقُرْآن]] وتعمد اللّحن فِيهِ فَفعل ذَلِك فَلَمَّا مر بِهِ [[أبو الأسود الدؤلي|أَبُو الْأسود الدؤلي]] {{رضي الله عنه}} رفع الرجل صَوته فَقَرَأَ {{قرآن|أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُه}} ([[جر (نحو)|بالجر]]) فاستعظم ذَلِك [[أبو الأسود الدؤلي|أَبُو الْأسود]] وَقَالَ عز وَجه [[الله]] أَن يبرأ من [[محمد|رَسُوله]] ثمَّ رَجَعَ من فوره إِلَى زِيَاد فَقَال: يَا هَذَا قد أَجَبْتُك إِلَى مَا سَأَلت وَرَأَيْت أَن ابدأ [[إعراب|بإعراب]] [[القرآن|الْقُرْآن]] فَابْعَثْ إِلَيّ ثَلَاثِينَ رجلًا فأحضرهم زِيَاد، فَاخْتَارَ مِنْهُم أَبُو الْأسود عشرَةً ثمَّ لم يزل يختارهم حَتَّى اخْتَار مِنْهُم رجًلا من [[عبد القيس|عبد الْقَيْس]] فَقَال: خُذ [[مصحف|الْمُصحف]] وصبغًا يُخَالف [[لون]] المداد فَإِذا فتحت شفتي فانقط وَاحِدَة فَوق [[حرف (نحو)|الْحَرْف]]، وَإِذا ضممتها فَاجْعَلْ النقطة إِلَى جَانب [[حرف (نحو)|الْحَرْف]]، فَإِذا كسرتها فَاجْعَلْ النقطة من اسفل [[حرف (نحو)|الْحَرْف]]، فَإِن أتبعت شَيْئًا من هَذِه الحركات غنة فانقط نقطتين فابتدأ [[مصحف|بالمصحف]] حَتَّى أَتَى على آخِره، ثمَّ وضع الْمُخْتَصر الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بعد ذَلِك.
* الرواية الرابعة عن أَبُي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ أخبرنَا أَبُو جَعْفَر بن رستم الطَّبَرِيّ النَّحْوِيّ عَن أبي عُثْمَان الْمَازِني عَن أبي عمر الْجرْمِي عَن أبي الْحسن الْأَخْفَش عَن سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل بن أَحْمد عَن عِيسَى بن عمر عَن عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ عَن عَنْبَسَة الْفِيل وَمَيْمُون الأقرن عَن يحيى بن يعمر اللَّيْثِيّ قال: أَن [[أبو الأسود الدؤلي|أبا الْأسود الدؤَلِي]] {{رضي الله عنه}} دخل إِلَى ابْنَته بِالْبَصْرَةِ فَقَالَت لَه: يَا أَبَت مَا أَشد الْحر رفعت أَشد فظنها تسأله وتستفهم مِنْهُ أَي زمَان الْحر أَشد؟ فَقَالَ: لَهَا [[ناجر|شهر ناجر]] (يُرِيد شهر [[صفر (شهر)|صفر]] الْجَاهِلِيَّة كَانَت تسمى شهور السَّنة بِهَذِهِ الْأَسْمَاء) فَقَالَت: يَا أَبَت إِنَّمَا أَخْبَرتك وَلم أَسأَلك، فَأتى أَمِير الْمُؤمنِينَ [[علي بن أبي طالب|عَليّ بن أبي طَالب]] {{رضي الله عنه}} فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذهبت لُغَة الْعَرَب لما خالطت [[عجم|الْعَجم]]، وأوشك إِن تطاول عَلَيْهَا زمَان أَن تضمحل، فَقَالَ لَهُ: وَمَا ذَلِك فَأخْبرهُ خبر ابْنَته فَأمره فَاشْترى صحفًا [[درهم إسلامي فضي|بدرهم]] وأملى عَلَيْهِ الْكَلَام كُله لَا يخرج عَن اسْم وَفعل وحرف جَاءَ لِمَعْنى. وَهَذَا القَوْل أول كتاب [[سيبويه|سِيبَوَيْهٍ]] ثمَّ رسم أصُول النَّحْو كلهَا فنقلها [[نحاة|النحويون]] وفرعوها. وفي رواية أخرى عن أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ قال: أَخْبرنِي أَحْمد بن الْعَبَّاس قَالَ حَدثنَا الْعَنزي عَن أبي عُثْمَان الْمَازِني عَن الْأَخْفَش عَن الْخَلِيل بن أَحْمد عَن عِيسَى بن عمر عَن عبد الله بن أبي إِسْحَاق عَن أبي حَرْب بن أبي الْأسود قَال: أول بَاب وَضعه أبي من النَّحْو [[أسلوب التعجبتعجب|بَاب التَّعَجُّب]] وقَالَ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَيُقَال إِن ابْنَته قَالَت لَهُ يَوْمًا يَا أَبَت مَا أحسن السَّمَاء، فَقَال: أَي بنية نجومها قَالَت: إِنِّي لم أرد أَي شَيْء مِنْهَا أحسن، إِنَّمَا تعجبت من حسنها، قَال: إِذن فَقولِي مَا أحسن السَّمَاءَ فَحِينَئِذٍ وضع كتابًا.
 
وقَالَ [[السيرابيوم|السيرافي]]: وَيُقَال إِن السَّبَب فِي وضع النحو أَنه مر [[أبو الأسود الدؤلي|بِأبي الْأسود]] سعد الْفَارِسِي وَكَانَ رجلا فارسيًا من أهل بوزنجان، كَانَ قدم الْبَصْرَة مَعَ جمَاعَة من أَهله فدنوا من قدامَة بن مَظْعُون الجُمَحِي، فَادعوا أَنهم اسلموا على يَدَيْهِ، وَأَنَّهُمْ بِذَاكَ من موَالِيه، فَمر سعد هَذَا [[أبو الأسود الدؤلي|بِأبي الْأسود]] وَهُوَ يَقُود [[خيل|فرسهفرس]]ه فَقَالَ لَهُ: مَا لَك لَا تركب فَقَال: إِن [[خيل|فرسيفرس]]ي ضالع فَضَحِك بِهِ بعض من حَضَره، فَقَالَ أَبُو الْأسود: هَؤُلَاءِ الموَالِي قد رَغِبُوا فِي [[إسلامالإسلام|الْإِسْلَام]] ودخلوا فِيهِ فصاروا لنا إخْوَة فَلَو علمناهم [[اللغة العربية|الْكَلَام]] فَوضع بَاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ وَلم يزدْ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَيْضًا وَيُقَال: إِن [[أبو الأسود الدؤلي|أبا الأسود]] لما وضع بَاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ، زَاد فِي ذَلِك الْكتاب رجل من بني لَيْث أبوابًا، ثمَّ نظر فَإِذا فِي كَلَام الْعَرَب مَا لَا يدْخل فِيهِ فأقصر عَنهُ، وَلَعَلَّ هَذَا الرجل [[يحيى بن يعمر]] قَالَ: وروى مَحْبُوب الْبكْرِيّ عَن خَالِد الْحذاء قَالَ أول من وضع الْعَرَبيَّة [[نصر بن عاصم الليثي|نصر بن عَاصِم]].
 
وقد روي أنه قيل لأبي الْأسود من أيْنَ لَك هَذَا الْعلم يعنون النَّحْو قَالَ أخذت حُدُوده عَن [[علي بن أبي طالب|عَليّ بن أبي طَالب]] {{رضي الله عنه}}. وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام الجُمَحِي وَكَانَ أول من أسس الْعَرَبيَّة وَفتح بَابهَا وأنهج سَبِيلهَا وَوضع قياسها أبو الْأسود الدؤَلِي وَإِنَّمَا فعل ذَلِك حِين اضْطربَ كَلَام الْعَرَب. وروى ابْن لَهِيعَة عَن أبي النَّضر قَالَ كَانَ [[عبد الرحمن بن هرمز|عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز]] أول من وضع الْعَرَبيَّة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى رَحمَه الله أول من وضع الْعَرَبيَّة أَبُو الْأسود الدؤَلِي ثمَّ مَيْمُون الأقرن، ثمَّ عَنْبَسَة الْفِيل ثمَّ عبد الله بن أبي إِسْحَاق.
السطر 65 ⟵ 64:
ويرى [[ابن جني]] في كتابه [[الخصائص (كتاب)|الخصائص]]: أنَّ النحو طريقة لمحاكاة العرب في طريقة كلامهم؛ وذلك من أجل تجنب [[لحن (نحو)|اللحن]]، ولتمكين المستعربين في الوصول إلى مرتبة العربيِّ في [[فصاحة|الفصاحة]]، وسلامة [[اللغة العربية|اللغة]] التي يتكلمها، وبالتالي يكون غرض علم النحو هو تحقيق هذين الهدفين.<ref>كتاب الخصائص، جزء 1، صفحة 34.</ref>
 
وقد وردت الكثير من الاقتباسات تدل على أهمية علم النحو وتحث على طلبه ومن هذه الاقتباساساتالاقتباسات قول [[عمر بن الخطاب]] {{رضي الله عنه}} حيث قال: {{اقتباس مضمن|تعلَّموا النحو كما تعلَّمون السَّنن والفرائض}}، <ref name=":1" /><ref name=":2">كتاب البيان والتبيين، جزء 2، صفحة 151.</ref> وكان [[أيوب السختياني]] يقول:{{اقتباس مضمن|تعلموا النحو، فإنه جمال للوضيع، وتركه هجنة للشريف}}.<ref name=":1">كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-7299/page-5898 المفصل فىفي تاريخ العرب قبل الإسلام] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190506063742/http://shamela.ws/browse.php/book-7299/page-5898 |date=6 مايو 2019 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-7299/page-5898 جزء 17] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190506063742/http://shamela.ws/browse.php/book-7299/page-5898 |date=6 مايو 2019 }}، [https://shamela.ws/browse.php/book-7299/page-5898 صفحة 11]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180628125206/http://shamela.ws/browse.php/book-7299/page-5898 |date=28 يونيو 2018 }}</ref><ref name=":2" />
 
ويقول [[محمد بن القاسم الأنباري|ابن الأنباري]]:{{اقتباس مضمن|ن الأئمة من السلف والخلف أجمعوا قاطبة على أنه شرط في رتبة الاجتهاد، وأن المجتهد لوجمع كل العلوم لم يبلغ رتبة الاجتهاد حتى يعلم النحو، فيعرف به المعانى التى لا سبيل لمعرفتها بغيره. فرتبة الاجتهاد متوقفة عليه، لا تتم إلا به}}.<ref name=":3" /><ref>كتاب لمع الأدلة في أصول النحو، الفصل الحادي عشر.</ref>
السطر 72 ⟵ 71:
 
وقد أنشد [[ابن الطبيب|إسحاق بن خلف]] البهراني كما في [[زهر الآداب وثمر الألباب]]:
{{أبيات|
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ|\\وَالمَرْءُ تُعْظِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ}}
{{بيت|فَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ العُلُومِ أَجَلَّهَ| \\فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الأَلْسُنِ}}
{{بيت|لَحْنُ الشَّرِيفِ يُزِيلُهُ عَنْ قَدْرِهِ|\\وَتَرَاهُ يَسْقُطُ مِنْ لِحَاظِ الأَعْيُنِ}}
{{بيت|مَا وَرَّثَ الآبَاءُ عِنْدَ وَفَاتِهِمْ|\\لِبَنِيهِمُ مِثْلَ العُلُومِ فَأَتْقِنِ}}
{{بيت|فَاطْلُبْ هُدِيتَ وَلا تَكُنْ مُتَأَبِّيًا| \\فَالنَّحْوُ زَيْنُ العَالِمِ المُتَفَنِّنِ}}
{{بيت|والنَّحْوُ مِثْلُ المِلْحِ إِنْ أَلْقَيْتَهُ|\\فِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْ طَعَامٍ يَحْسُنِ<ref>كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-13012/page-1248 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، جزء 2، صفحة 28، رقم 1087]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180628153021/http://shamela.ws/browse.php/book-13012/page-1248 |date=28 يونيو 2018}}</ref><ref>كتاب [https://shamela.ws/browse.php/book-7328/page-5 نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة، جزء 1، صفحة 11]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180628183546/http://shamela.ws/browse.php/book-7328/page-5 |date=28 يونيو 2018}}</ref>}}
{{نهاية قصيدة}}
== المدارس النحوية ==
* [[المدرسة النحوية الكوفية]] طلب العلم في البصرة على أئمتها، قرأ على أبي عمرو بن العلاء، وعلى عيسى بن عمر الثقفي، لكنه لم يقارب أحدا من تلامذتهم فلم ينبه، وعاش بالبصرة غير معروف، وكان أول كوفي ألف في العربية، وكتابه "«الفيصل"» عرضه -فيما ذكروا- على أصحاب النحو بالبصرة فلم يلتفتوا إليه، ولا جسر على إظهاره لما سمع كلامهم، أما هو فيزعم أن الخليل طلب الكتاب فأطلعه عليه، "«فكل ما في كتاب سيبويه: قال الكوفي كذا، فإنما عنى الرؤاسي هذا"»2. وزعم جماعة من البصريين أن الكوفي الذي يذكره الأخفش في آخر المسائل، ويرد عليه الرؤاسي. يعد من قراء الكوفيين، وسترى من أسماء كتبه الموضوعات التي عني بها: كتاب التصغير، الإفراد والجمع، الوقف والابتداء، معاني القرآن. ولما رجع إلى الكوفة وجد فيها عمه معاذ بن مسلم الهراء "187" مرجع الناس في العربية، وعني بالصرف ومسائله خاصة، وتبعه في هذه العناية من قرأ عليه من الكوفيين، حتى قيل: إنهم فاقوا البصريين فيها، ومن هنا عدهم بعض العلماء واضعي علم الصرف. وتخرج بالرؤاسي تلميذاه المشهوران: الكسائي والفراء. أما الكسائي فأنت تعرف أنه أعجمي الأصل وأحد القراء السبعة وإمام الكوفيين في العربية، أخذ عن يونس أحد أئمة البصرة وجلس في حلقة الخليل، ثم خرج إلى بوادي نجد والحجاز وتهامة يأخذ عن الأعراب "«فأنفد خمس عشرة قنينة حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ، فقدم البصرة فوجد الخليل قد مات وفي موضعه يونس، فجرت بينهما مسائل أقر له فيها يونس وصدره في موضعه"»1. ثم انتقل إلى بغداد، فعاش في قصر الرشيد مؤدبا للأمين والمأمون، ونال الحظوة وأقبلت عليه الدنيا: يخدمه وليا العهد، ويعنى به ويعوده الرشيد نفسه. ولما خرج الرشيد إلى الري اصطحب معه الكسائي ومحمد بن الحسن الشيباني، فاتفق أن ماتا سنة 189 في يوم واحد، فقال الرشيد: "«دفنت الفقه والنحو في يوم واحد"». تمركزت في مدينة الكوفة في العراق أيام العباسيين وعلى رأسهم [[الكسائي]].
* [[المدرسة النحوية البصرية]] وهي السابقة في دراسة علم النحو، وأول من ذكر من أعلامها [[أبو الأسود الدؤلي]]، وتلاميذه هم الذين نشروا النحو في البصرة، وتخرج على أيديهم وأيدي تلاميذهم طبقات من أعلام النحو رفعوا بناء المذهب البصري على أسس متينة وقواعد محكمة.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://shamela.ws/browse.php/book-9937/page-30
السطر 88 ⟵ 86:
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2018-10-02
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181018133529/http://shamela.ws/browse.php/book-9937/page-30 | تاريخ أرشيف = 18 أكتوبر 2018
| وصلة مكسورةحالة المسار= yes dead}}</ref><ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://shamela.ws/book/10546/13
| عنوان = ص17 - كتاب المدارس النحوية - البصرة تضع النحو - المكتبة الشاملة الحديثة
السطر 99 ⟵ 98:
 
=== نشأة الخلاف واحتكاك المدرستين ===
أول ما يعرف من الخلاف بين البصريين والكوفيين ما أثبته سيبويه في "«الكتاب"» من حكاية أقوال "«الكوفي"» أبي جعفر الرؤاسي على ما علمت آنفا. والظاهر أن مرافقة الرؤاسي للخليل في القراءة على عيسى بن عمر جعلت بينهما نوعا من الأنس سمح للخليل أن يطلب من الرؤاسي كتابه، فروى منه بعض أقوال لتلميذه سيبويه، فأثبتها هذا في كتابه.
 
ولم يكن في هذا الخلاف ولا في غيره مما حدث بين البصريين أنفسهم يومئذ، أكثر من المذاكرة وحكاية الأقوال المخالفة والرد عليها أحيانا. فأنت كثيرا ما تجد سيبويه يورد لشيخيه يونس والخليل أقوالا يخالفها فيقول: "«وزعم الخليل"»، "«وزعم يونس"».
 
ولم تدخل الدنيا بين المشهورين من رجال هذه الطبقة، فالخليل والرؤاسي مثلا كلاهما صالح عفيف، ومتى خلت المناقشات العلمية مما يؤرثها من حوافز المادة أو الجاه بقيت هادئة جميلة صافية.
السطر 111 ⟵ 110:
 
=== الجهل بالنحو وإفضاؤه إلى الفهم الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة ===
ويقول ابن جني: إن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد، وحاد عن الطريقة المثلى؛ فإنما استهواه. 36 إلى ذلك واستخف حلمه ضعفُهُ في هذه اللغة الـكريمةالـ[[كريمة الشريفةالشريف]]ة.
 
== القرآن الكريم وعلم النحو ==
ارتبط علم النحو في البداية بفهم القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية وحمايتها، إذ ترجع نشأته إلى خشية المسلمين على القرآن الكريم من مخاطر اللحن والتحريف، حيث ظهر النحو لمعالجة ظاهرة لغوية بدأت تزحف على السلوك اللساني العربي، هي ظاهرة اللحن، ذلك أن خطورة اللحن على العربية كان عاملا (2) أساسيا في نشوء علوم عربية عديدة وأولها علم النحو،
 
أما عن علاقة النحو بالقرآن الكريم فتظهر في أن فهم القرآن مرتبط بمعرفة النحو لأن به يتم إحكام المعنى وتحديده، وهو ضروري في تفسير القرآن الكريم، يقول الإمام الشافعي (ت204 هـ): “من تبحر في النحو اهتدى إلى كل العلوم “، وقال أيضا:”لا أسأل عن مسألة من مسائل الفقه إلا أجبت عنها من قواعد النحو”(4). لقد كانت أول غايات النحو هي فهم القرآن الكريم ومقاصده ومعانيه، ولا أحد ينكر مدى مساهمة النحاة في خدمة النص القرآني بالوقوف على مظاهر الإعجاز فيه؛ ويدعم هذا الأمر صاحب الدلائل بدعوته إلى تحصيل ملكة النحو حتى لا تنغلق النصوص من القرآن الكريم على الفهم (5)، وأهمية النحو تكمن في إبانة الفوارق بين المعاني، ولهذا حث العلماء على الأخذ بأسباب هذا العلم متكاملا، فهذا ابن خلدون، وهو يتحدث عن علاقة النحو بعلوم الشريعة يقول (6) “إن مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة، وهي بلغة العرب، ونقلتها من الصحابة والتابعين عرب، وشرح مشكلاتهم من لغاتهم، فلا بد من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة”. وتكاد تكون موضوعات علم النحو وأبوابه المتكاملة مطلبا واجبا على المفسر، يتوسل بها لفك مقفلات النصوص، وتجلية الأغراض الكامنة في كلام الله تعالى. إن فهم النص القرآني متوقف على معرفة علوم اللسان العربي لأنه به نزل، ولذلك فالمفسر ملزم بمعرفة النحو لأن بدونه قد يضل الطريق ولا يصل إلى القصد، بل يشترط السيوطي (7)(ت 911هـ) على المفسر جملة من العلوم ومنها: اللغة، النحو، التصريف، الاشتقاق، علم المعاني، البيان، البديع، القراءات، أصول الدين، أصول الفقه..الخ
 
== أهم المؤلفات في علم النحو ==
كثرت المؤلفات في النحو، فقد ألف الكثير من علماء النحو العرب، من الكتب والمتون المنثورة و المتونوالمتون المنظومة على هيئة قصائد شعرية.
 
ومن الكتب المؤلفة في النحو:
* كتاب [[الجمل في النحو (الفراهيدي)|الجمل في النحو]]
* كتاب [[كتاب سيبويه|الكتاب]] ل[[سيبويه]]
* كتاب [[الأصول في النحو]]
السطر 131 ⟵ 130:
* [[مغني اللبيب عن كتب الأعاريب]] ل[[ابن هشام الأنصاري]]
* التذييل والتكميل [[أبو حيان الغرناطي|لأبي حيان النحوي]]
* شرح سيبويه ل[[أبو سعيد السيرافي|أبي سعيد السيرافي]]
ومن أهم المتون المنثورة في النحو:
* متن [[الآجرومية]] [[محمد بن آجروم|لابن آجروم]]
* متن [[شرح قطر الندى وبل الصدى (كتاب)|قطر الندى]] لابن هشام الأنصاري
* متن الكافية [[كافية ابن الحاجب|الكافية لابن الحاجب]]
ومن أهم المتون المنظومة في النحو:
* نظم [[الكافية الشافية]]
السطر 142 ⟵ 141:
== انظر أيضًا ==
* [[نحو عربي]]
* [[صرفعلم (توضيح)|صرفالصرف]]
* [[قواعد لغة]]
* [[نظم الآجرومية|نظم الاجرومية]]
* [[الآجرومية|الاجرومية]]
 
== المراجع ==
{{روابط شقيقة}}
{{تصنيف كومنز|Syntax}}
{{مراجع|2}}
 
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|اللغة|اللغة العربية|اللغةكتابة|لسانيات|مجتمع}}
 
[[تصنيف:علم العلامات]]
[[تصنيف:فروع اللسانيات]]
[[تصنيف:فلسفة اللغة]]
[[تصنيف:قواعد اللغة]]
[[تصنيف:كتابة]]
[[تصنيف:كيانات نحوية]]
[[تصنيف:لسانيات]]
[[تصنيف:لغة]]
[[تصنيف:مصطلحات لغوياتاللسانيات]]
[[تصنيف:مفاهيم في نظرية المعرفة]]
[[تصنيف:نحو]]