عرض مصدر معاوية بن أبي سفيان

{{محمية|2}}
{{صندوق معلومات خليفة|الاسم=مُعاوية بن أبي سُفيان|الصورة=Muawiyah.png|حجم_الصورة=250|التعليق=تَخطيط لاسم الخَليفة مُعاوية بن أبي سُفيان|المنصب=[[قائمة الخلفاء الأمويين|الخَليفةُ الأمَويُّ الأوَّل]]|الاسم_الكامل=مُعاوية بن أبي سُفيان بن حَرب بن أُمَيَّة بن عَبدِ شَمس بن عَبد مَناف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّة القُرَشيُّ العَدنانيُّ|الفترة=[[41 هـ|41]] - [[60 هـ|60]] هـ / [[661]] - [[680]] م|الكنية=أبُو عَبدَ الرَّحمَن|ألقاب=|التتويج=|قبله=تأسيس الدولة الأموية|بعده=[[يزيد بن معاوية|يَزيد بن مُعاوية]]|مكان_الدفن=[[مقبرة الباب الصغير]]، [[دمشق]]|زوج=[[ميسون بنت بحدل|مَيْسُون بنت بَحدل]] {{•}} فاخِتة بنت قرظة {{•}} كنود بنت قرظة {{•}} نائِلة بنت عمارة {{•}} [[قريبة الصغرى بنت أبي أمية|قريبة الصُّغرى بنت أبي أُمَيَّة]]|الأب=[[أبو سفيان بن حرب|أبُو سُفيان بن حَرب]]|الأم=[[هند بنت عتبة|هِند بنت عُتبَة]]|الأبناء=[[يزيد بن معاوية|يزيد]] {{•}} عبد الرحمن<sup>(مات صغيرًا)</sup> {{•}} عبد الله {{•}} هند {{•}} صفيّة {{•}} رملة {{•}} عاتكة {{•}} عائشة|الإخوة=[[يزيد بن أبي سفيان|يزيد]] {{•}} [[عتبة بن أبي سفيان|عتبة]] {{•}} عمر {{•}} عمرو {{•}} محمد {{•}} [[عنبسة بن أبي سفيان|عنبسة]] {{•}} [[جويرية بنت أبي سفيان|جويرية]] {{•}} [[أم حبيبة|رملة الكبرى]] {{•}} رملة الصغرى {{•}} أم الحكم {{•}} [[هند بنت أبي سفيان|هند]] {{•}} ميمونة|السلالة=[[بنو أمية (قبيلة)|بَني أُمَيَّة]]|الديانة=[[مسلم|مُسْلِم]]|عرقية=[[عرب]]يٌّ|سبب الوفاة=|المدة=|سابقة تشريفية=[[أمير المؤمنين|أَميرُ اَلمُؤمِنين]]|مكان الولادة=[[مكة|مَكَّة]]، [[الحجاز|الحِجاز]]، [[شبه الجزيرة العربية]]|مكان الوفاة=[[دمشق|دِمَشْق]]، [[الدولة الأموية|الخِلافَة الأُمَويَّة]] {{صورة رمز علم|Umayyad Flag.svg}}|تاريخ الوفاة=[[60 هـ|60]] هـ / [[680]] م (72 عاماً)|تاريخ الولادة=[[15 ق هـ|15]] ق.هـ / [[608]] م|المنصب2=والي [[بلاد الشام|الشَّام]]|الفترة2=[[21 هـ|21]] - [[41 هـ|41]] هـ / [[641]] - [[661]] م|قبله2=أوَّل والٍ على كُل الشَّام|بعده2=آخر والٍ على كُل الشَّام}}
'''أميرُ المُؤمِنين وخَليفَةُ المُسْلِمين أبُو عَبدَ الرَّحمَن مُعاويَة بنُ أبي سُفيان بن حَرب بن أُمَيَّة بن عَبدِ شَمس بن عَبدِ مَناف القُرَشِيُّ''' ([[15 ق هـ|15]] ق.هـ - [[60 هـ|60]] هـ / [[608]] - [[680]] م)، من أصحاب النَّبيُّ [[محمد|مُحَمَّد]]، وأحد كُتَّاب [[وحي|الوحي]].<ref>الكنى والأسماء - [[مسلم بن الحجاج]] أبو الحسن القشيري النيسابوري (طبعة عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة: ج1 ص511)</ref> هو مؤسس [[الدولة الأموية|الخِلافَة الأُمَويَّة]] وأوّل خُلَفائها، والخَليفةُ السَّادِس في ترتيب الخُلفاء للنبيُّ [[محمد|مُحَمَّد]]، وأوَّلُ [[ملك|مَلكٍ]] في [[الإسلام]].

وُلِد مُعاوية في مدينة [[مكة|مَكَّة]]، حيث ينتمي لأُسرةٍ ثريَّة مرمُوقة، كما تعلَّم الكتابة والحساب.<ref name="الزركلي">الأعلام - خير الدين الزركلي (طبعة دار العلم للملايين:ج7 ص261)</ref> كان أبوه، [[أبو سفيان بن حرب|أبُو سُفيان]] من سادات [[قريش|قُريش]]، ورُغم أن أبيه كان مُعادياً للنبيُّ [[محمد|مُحَمَّد]] خلال علنيَّة [[البعثة النبوية|البَعْثة النَّبويَّة]]، فقد أسلم مُعاوية سرًا قبل [[فتح مكة|فتْح مَكَّة]].<ref>تاريخ دمشق - أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج59 ص67)</ref>

بعد توحيد [[شبه الجزيرة العربية|الجَزيرةُ العَربيَّة]] على يد النبيُّ [[محمد|مُحَمَّد]] انتهت الزعامة القبليَّة آنذاك. وبعد وفاتِه، بُويع [[أبو بكر الصديق|أبُو بَكرٍ الصَّديق]] خليفةً له، وولَّى مُعاوية قيادة جيش تحت إمرة ولواء أخيه [[يزيد بن أبي سفيان|يزيد بن أبي سُفيان]]، فكان على مقدمته أثناء فتح مدن [[صيدا|صَيْدا]]، و[[عرقة (لبنان)|عَرقة]]، و[[جبيل]]، و[[بيروت|بَيْرُوت]]. وبعد أن بُويع [[عمر بن الخطاب|عُمَر بن الخَطَّاب]] خليفةً للمُسلِمين بعد [[أبو بكر الصديق|أبُو بَكر]]، عيَّنهُ والياً على [[جند الأردن|الأُردُن]]، ثم ولاه [[دمشق|دِمَشْق]] بعد وفاة أميرها وأخو مُعاوية يزيد، وفي أثناء خلافة قريبه [[عثمان بن عفان|عُثمان بن عَفَّان]]، جمَع لهُ [[بلاد الشام|بِلاد الشَّام]] كُلَّها، وجعل وُلاة أمصارِها تابعين له فأصبح مُعاوية أولُ واليًا على كُل بلاد الشَّام.

[[فتنة مقتل عثمان|قُتل الخليفة عُثمان]] على يد الخارجون عليه، ثم بُويع [[علي بن أبي طالب|عَلِيُّ بن أبي طالِب]] خلفاً له وسط توتر مشحون في المدينة، إلا أنَّ مُعاوية رَفض خلافته قبل أن يقتصَّ من قتلة ابن عمِّه عُثمان، وكان الخليفةُ عَلِي يرى توحيد الصُّفوف أولاً قبل القصاص من قتلتِه، ما أنشب حربًا أدَّى لمَعركة داميَة بين الطَّرفين، عُرفت [[معركة صفين|بوَقْعَة صَفِّين]] في 37 هـ / 657 م، وانتهت بالتَّحكيم، ليستمر مُعاوية في حُكم الشَّام من [[دمشق]] غير معترفًا بالخليفة علي في [[الكوفة]]، ثُم بدأ حرب نفوذٍ فأرسل سريَّات عسكريَّة على [[الحجاز]]، و[[تاريخ اليمن الإسلامي|اليمن]]، و[[تاريخ مصر الإسلامية|مِصْر]] لضمهم إلى حُكمه، واستمر الخلاف بينهما حتَّى اُغتيل الخليفة عَلِيّ على يد [[عبد الرحمن بن ملجم|عَبدُ الرَّحمن بن مُلجِم]] الخارِجيّ. بُويع [[الحسن بن علي|الحَسَن بن عَلِيّ]] بالخِلافة بعد أبيه، إلا أنَّهُ آثر التَّنازُل عنها بعد ستة شُهورٍ لمُعاوية لأسباب عديدة من بينها إصلاح أحوال الأمة وحقن الدماء وإنهاء الفتن وذلك في 41 هـ / 661 م، وفق مُعاهدة صُلح عُرفت بعام الجماعة<ref name="الزركلي" />، وبذلك يُصبح مُعاوية أوَّلُ خليفةً [[الدولة الأموية|للدَّولة الأُمَويَّة]]، مُتَّخِذاً من دِمَشْق عاصمة للخلافة.

حكم الخليفة مُعاوية دولة مُترامية الأطراف، امتدَّت من [[خراسان الكبرى|خُراسان]] شرقًا حتى [[إفريقية]] غربًا، ومِن [[اليمن في العصر الأموي|اليَمَن]] جُنوبًا حتَّى بِلاد [[الكرج|الكُرج]] شِمالًا. أسس الخليفةُ مُعاوية عددًا من السياسات التي كانت تُعد الأولى منذُ الخليفةُ الرَّاشدي أبُو بكر الصَّدِّيق، حيث أنشأ الدواوين، ومنصب [[حاجب (لقب)|الحاجب]]، كما اعتَنى بتأمين الحُدود للبِلاد، وقد تم استئناف [[فتوحات إسلامية|الفُتوحات]] في عهده، فقد أرسل أوَّلُ حملةٍ على [[القسطنطينية|القسْطَنْطِينيَّة]] عاصِمة [[الإمبراطورية البيزنطية|الرُّوم]] عام 43 هـ / 663 م، ورُغم أنَّها لم تكُن ناجِحة، إلا أنَّها مثَّلت تهديداً جديَّا للرُّوم، وقد استمرَّ في إرسال حملات أُخرى، فقد أعدَّ أُسطولاً بحرياً ليشُن حملة جديدة، فقد [[حصار القسطنطينية (53-60 هـ)|حُوصِرت القسْطَنْطِينيَّة]] على مدار أعوام مِن 54 حتَّى 60 هـ والمُوافِق مِن 674 حتَّى 678 م، وقد افتُتح عدداً من المَناطِق في عَهدِه، مثل الرُّخج من بِلاد [[سجستان|سَجُستان]]، وكانت [[السند (إقليم)|السَّند]] قد شهَدت مُحاولات مُتكررة لفتحِها.<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=قصة الإسلام {{!}} حركة الفتوح في عهد معاوية|مسار= https://islamstory.com/ar/artical/20120/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9|تاريخ الوصول=2023-11-23|صحيفة=islamstory.com|لغة=ar|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230118125845/https://islamstory.com/ar/artical/20120/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9|تاريخ أرشيف=2023-01-18}}</ref>

حَكَم الخليفة مُعاوية حوالي تَسعَةَ عَشرَ عامًا، وذلِك حتَّى 60 هـ / 680 م، وقد أولَى بوِلاية العَهدِ مِن بعدِه، لابنِه [[يزيد بن معاوية|يَزيد]]، وكان ذلك إيذاناً ببداية الفترة الملكيَّة في التَّاريخ الإسلامي، ومُخالفاً بذلك لمبدأ [[شورى|الشُّورى]] في اِختيار الخُلَفاء مُنذ [[أبو بكر الصديق|أبُو بكرٍ]]، والذي شهد صِراعاً فيما بعد.

== نشأته ==
=== نسبه ===
هو معاوية بن [[أبو سفيان بن حرب|صَخْر]] بن [[حرب بن أمية|حَرب]] بن [[أمية بن عبد شمس|أمَيَّة]] بن [[عبد شمس بن عبد مناف|عَبدِ شَمْس]] بن [[عبد مناف بن قصي|عَبد مَناف]] بن [[قصي بن كلاب|قُصي]] بن [[كلاب بن مرة|كِلاب]] بن [[مرة بن كعب|مُرة]] بن [[كعب بن لؤي|كَعب]] بن [[لؤي بن غالب|لُؤي]] بن [[غالب بن فهر|غالِب]] بن [[فهر بن مالك|فَهر]] بن [[مالك بن النضر|مالِك]] بن [[النضر بن كنانة|النَّضر]] بن [[كنانة|كِنانة]] بن [[خزيمة بن مدركة|خُزَيمة]] بن [[مدركة|مُدرِكة]] بن [[إلياس]] بن [[مضر|مَضَر]] بن [[نزار بن معد|نِزار]] بن [[معد بن عدنان|مُعد]] بن [[عدنان]].

وأمّه: [[هند بنت عتبة|هند]] بنت [[عتبة بن ربيعة|عُتبة]] بن رُبَيْعة بن [[عبد شمس بن عبد مناف|عَبدِ شَمْس]] بن [[عبد مناف بن قصي|عَبد مَناف]] بن [[قصي بن كلاب|قُصي]] بن [[كلاب بن مرة|كِلاب]] بن [[مرة بن كعب|مُرة]] القُرَشيَّة.<ref>أسد الغابة في معرفة الصحابة - أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد، المعروف بابن الاثير. (طبعة دار الكتب العلمية:ج7 ص281)</ref>
[[ملف:Makkah-1910.jpg|يمين|تصغير|منظر عام [[مكة|لمكة المكرمة]] عام [[1910|1910 م]] حيث ولد وعاش معاوية بن ابي سفيان]]

=== طفولته ===
ولد مُعاوية قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل: بثلاث عشرة، والأول أشهر.<ref>الإصابة في معرفة الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار الكتب العلمية:ج6 ص120)</ref> وقد تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروي أن أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال: {{اقتباس مضمن|إن إبني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه}}، فقالت هند: {{اقتباس مضمن|قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.}}<ref>البداية والنهاية - ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار هجر:ج11 ص398)</ref> وعن [[أبان بن عثمان بن عفان|أبان بن عثمان]] قال: {{اقتباس مضمن|كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمه هند فعثر فقالت قم لا رفعك الله وأعرابي ينظر إليه فقال لم تقولين له فوالله إني لأظنه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه.}}<ref>معجم الصحابة - أبو القاسم البغوي، عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المَرْزُبان بن سابور بن شاهنشاه (طبعة مكتبة دار البيان:ج5 ص363)</ref>

== إسلامه ==
قيل أنه أسلم هو وأبوه وأمه وأخوه يزيد يوم [[فتح مكة]]، <ref>تهذيب الأسماء واللغات - أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص101)</ref> وقيل أنه أسلم قبل الفتح وبقي يخفي إسلامه حتى عام الفتح، قال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أبيه.}}<ref>تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج2 ص540)</ref> وروي عن معاوية أنه قال:{{اقتباس مضمن|لما كان عام الحديبية صدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة فقالت: إياك أن تخالف أباك، أو أن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إني مصدق به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعلم أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوما: لكن أخوك خير منك، فهو على ديني، قلت: لم آل نفسي خيرا. وقال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح فأظهرت إسلامي ولقيته فرحب بي.}}<ref>الطبقات الكبرى/الجزء المتمم - أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (طبعة مكتبة الصديق:ج1 ص106)</ref>

== أعماله ==
=== أعماله في خلافة أبي بكر ===
تولى قيادة جيش إمداد لأخيه الصحابي [[يزيد بن أبي سفيان]] في خلافة [[أبو بكر الصديق|أبي بكر]]، وأمره [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] بأن يلحق به فكان غازيا تحت إمرة أخيه، وقاتل المرتدين في [[معركة اليمامة]]، ومن بعد ذلك أرسلهُ الخليفة [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] مع أخيهِ يزيد لفتح [[بلاد الشام|الشام]] وكان معه يوم فتح [[صيدا]] و[[عرقة (جنين)|عرقة]] و[[جبل عامل|جبل]] و[[بيروت]] وهم من سواحل الشام.

=== ولاية الشام ===
[[ملف:Umar Farrukh's Muʿāwiyah takes to the sea.png|تصغير|والي الشَّام مُعاوية بن أبي سُفيان يشهد إنزال أوَّل أُسطُولٍ إسلاميٍّ في مياه [[جبيل|جُبيل]] أو [[بيروت]] تمهيدًا لِانطلاق المُسلمين نحو [[الغزوات البحرية الإسلامية على جزر المتوسط|غزو البحر]]]]
تولى معاوية بن أبي سفيان ولاية [[الأردن]] في [[بلاد الشام|الشام]] سنة [[21 هـ]] في عهد [[عمر بن الخطاب]]. وبعد موت أخيه [[يزيد بن أبي سفيان]] من [[طاعون عمواس]]، ولاه [[عمر بن الخطاب]] ولاية [[دمشق]] وما يتبع لها من البلاد، ثم جمع له الخليفة [[عثمان بن عفان]] على ولاية الشام كلها، فكان من ولاة أمصارها. وبعد موت [[عثمان بن عفان]] سنة [[35 هـ]] نادى بأخذ الثأر من قتلة الخليفة [[عثمان بن عفان]] وحرض على قتالهم. وقبل ذلك وقعت [[موقعة الجمل]] حيث كانت [[عائشة بنت أبي بكر]] زوجة النبي [[محمد]] في جيش يقاتل للقصاص من قتلة الخليفة [[عثمان بن عفان]] وكان في قيادة الجيش [[طلحة بن عبيد الله]] و[[الزبير بن العوام]] وكانوا خرجوا جميعا لأخذ الثأر من قتلة [[عثمان بن عفان]] <ref>(قال [[ابن العربي (توضيح)|ابن العربي]] المفسر المعروف أنها ماخرجت لقتال ولكن رجاء أن رآها الناس جنحوا للسلم فلقيها [[عمار بن ياسر]] قائلا ألم تقرأ قول الله (وقرن في بيوتكن) فرجعت)</ref>، وبعد [[موقعة الجمل]] قاد معاوية جيشاً ضد خليفة المسلمين [[علي بن أبي طالب]] وكانت [[وقعة صفين|موقعة صفين]] التي انتهت بالتحكيم الجبري، وبعد مقتل أمير المؤمنين [[علي بن أبي طالب]] تولى [[الحسن بن علي]] الخلافة فثار معاوية على الحسن وحاربه فما كان من الحسن إلا أن حقن دماء المسلمين وأقام عهداً مع معاوية ينص على أنه يبايع معاوية على مابايع المسلمون عليه أبابكر وعمر وان يسير بسيرتهم وان الأمر يعود للمسلمين لاختيار خليفتهم بعد وفاة معاوية وهذا ما لم يحدث، وبموجب ذلك العهد تسلم معاوية الحكم فأصبح خليفة المسلمين في دمشق عاصمة دولة الخلافة الإسلامية.

== سياسته الداخلية ==
* إنشاء الدواوين المركزية:<ref name="الصلابي">الدولة الأموية، الدكتور علي محمد الصلابي</ref>
** ديوان الرسائل: هو الهيئة المشرفة على تحرير رسائل الخليفة وأوامره وعهوده.<ref name="الصلابي"/>
** ديوان الخاتم: أنشأ معاوية ديوان الخاتم لتحقيق السرية والأمان لمراسلات الدولة.<ref name="الصلابي"/>
** ديوان البريد: حيث أدخل نظام البريد إلى الدولة الإسلامية في دمشق.<ref name="الصلابي"/>
** نظام الكتبة: حيث عين كاتب لديوان الرسائل، وكاتب لديوان الخراج، وثالث لديوان الجند، ورابع لديوان، الشرطة وخامس لديوان القضاء.<ref name="الصلابي"/>
* توطين الأمن في خلافته:<ref name="الصلابي"/>
* الحاجب: حيث كان أول من اتخذ الحاجب في الإسلام، لكي يتجنب محاولات الاعتداء عليه.<ref name="الصلابي"/>
* الحرس: وهو أيضا أول من اتخذ الحرس في الدولة الإسلامية، خوفا من الخوارج الذين يريدون قتله.<ref name="الصلابي"/>
* الشرطة: وظيفتها المحافظة على الأمن والنظام.<ref name="الصلابي"/>
* حسن اختيار الرجال والأعوان.<ref name="الصلابي"/>
* استخدام المال في تأكيد الولاء.<ref name="الصلابي"/>
* اتباع سياسة الشدة واللين.<ref name="الصلابي"/>
* جهاز المخابرات: كانت الأجهزة الداخلية والخارجية في عهد معاوية قوية جدًا، وما يدل على قوتها:<ref name="الصلابي"/>
** اطلاعه على المراسلات التي بين الحسين وأهل العراق.<ref name="الصلابي"/>
** قصة الأسير المسلم عند البيزنطين، الذي لطم على وجهه بين يدي ملك الروم وقول الأسير: وا إسلاماه أين أنت يا معاوية، ووصل الخبر عند معاوية.<ref name="الصلابي"/>
* الاهتمام ببناء الجيش الإسلامي.<ref name="الصلابي"/>

== وفاته ==
توفّي في [[دمشق]] عن 78 سنة بعدما عهد بالأمر إلى ابنه [[يزيد بن معاوية]] ودفن في [[دمشق]] وكانت وفاته في [[رجب]] سنة [[60 هـ]] كان خلالها والياً لـ 20 عامًا وخليفة لـ 20 عامًا أخرى.

تولى معاوية بن أبي سفيان [[بلاد الشام|الشام]] بعد أخيه يزيد في زمن [[عمر بن الخطاب]]، ولم يزل بها متوليا حاكما إلى أن مات، ودام حكمه أربعون سنة منها في أيام عمر أربع سنين أو نحوها، ومدة خلافة عثمان، وخلافة [[علي بن أبي طالب]] وابنه [[الحسن بن علي]]، وذلك تمام عشرين سنة، ثم استوثق له الأمر بتسليم الحسن بن علي إليه في سنة إحدى وأربعين هجرية، ودام له عشرين سنة. ومات في شهر [[رجب]] ب[[دمشق]]، وله ثمان وسبعون سنة. وكان أصابته في آخر عمره لقوة، وكان يقول في آخر عمره: ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى، ولم أر من هذا الأمر شيئا. قال [[الملا علي القاري]]: {{اقتباس مضمن|وكان عنده إزار رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} ورداؤه وقميصه وشيء من شعره وأظفاره فقال: كفنوني في قميصه، وأدرجوني في ردائه، وأزروني بإزاره، واحشوا منخري وشدقي ومواضع السجود من شعره وأظفاره، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين}}.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=علي بن سلطان محمد القاري|مؤلف1-وصلة=ملا علي القاري|عنوان=مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح كتاب العلم حديث رقم: (200)|ناشر=دار الفكر|سنة= 1422 هـ/ 2002م|مسار=http://www.t.islamweb.org/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=410|صفحة=283 و284| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170221114343/http://www.t.islamweb.org/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=410 | تاريخ أرشيف = 21 فبراير 2017}}</ref>

== حياته الشخصية ==

=== إخوته ===
له من الأخوة: [[يزيد بن أبي سفيان]]، و[[عتبة بن أبي سفيان]]، و[[عنبسة بن أبي سفيان]]. ومن الأخوات: [[أمهات المؤمنين|أم المؤمنين]] [[أم حبيبة|أم حبيبة بنت أبي سفيان]]، وأم الحكم بنت أبي سفيان، و[[عزة بنت أبي سفيان]]، و[[أميمة بنت أبي سفيان]].

=== أُسرتُه ===
* تزوّج [[ميسون بنت بحدل]] وأنجبت له [[يزيد بن معاوية|يزيد]]. وقد طلّقها.
* فاختة بنت قرظة وأنجبت له عبد الله وعبد الرحمن.
* كنود بنت قَرَظة، تزوّجها بعد أن طلّق اختها فاختة.
* ونائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها.
ومن بناته: رملة تزوجها [[عمرو بن عثمان بن عفان]]. وهند تزوجها عبد الله بن عامر. وعائشة وعاتكة وصفية.<ref>دراسة في تاريخ الخلفاء الأمويين - د. محمد ضيف الله بطاينة (طبعة دار الفرقان للنشر والتوزيع: ج1 ص129)</ref><ref>معاوية بن أبي سفيان - شخصيته وعصره - عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي (طبعة دار الأندلس الجديدة ج1 ص27)</ref>

=== صفته الخَلقيّة ===
ذكر [[ابن أبي الدنيا]]، وغيره:أن معاوية كان طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب.<ref>سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج3 ص120)</ref>

=== أخلاقُه ===
كان كريما سخيا خاصة مع أهل البيت والصحابة ولذلك شواهد منها:
* بعث مرة إلى [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] بمائة ألف درهم، فوالله ما أمست حتى فرقتها<ref>سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج2 ص187)</ref>
* كان معاوية إذا تلقى [[الحسن بن علي]] قال له مرحبا وأهلا بابن رسول الله وإذا تلقى [[عبد الله بن الزبير]] قال له مرحبا بابن عمة رسول الله وأمر [[الحسن بن علي|للحسن بن علي]] بثلاثمائة ألف و[[عبد الله بن الزبير]] بمائة ألف.<ref>تاريخ دمشق، ابن عساكر، ط دار الفكر 1995، ج59 ص194</ref>
* روى [[أحمد بن حنبل|الإمام أحمد]] عن علي بن أبي حملة عن أبيه قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع.<ref>كتاب الزهد، الإمام أحمد، طبعة مكة، ص172.</ref>
* عن يونس بن ميسر الحميري الزاهد ـ وهو من شيوخ [[عبد الرحمن الأوزاعي|الأوزاعي]] ـ قال: «رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مُرْدِفٌ وراءَه وصيفًا<ref>أي خادم</ref>، وعليه قميص مرقوع الجَيْب يسير في أسواق دمشق.<ref>تاريخ دمشق، لابن عساكر، ج59، ص171، البداية والنهاية، لابن كثير، ج8، ص143.</ref>
* قال [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|ابن عمر]] عن حلم معاوية:(معاوية من أحلم الناس قالوا يا أبا عبد الرحمن وأبو بكر قال أبو بكر خير من معاوية ومعاوية من أحلم الناس).<ref>[تاريخ دمشق، ابن عساكر ج59 ص177]</ref>
* قال [[قبيصة بن جابر]]:(صحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة منه).<ref>[تاريخ دمشق لابن عساكر ج19 ص 183]</ref><ref>[تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام، الذهبي ج2 ص540 ]</ref><ref>[سير أعلام النبلاء ، الذهبي ج3 ص153]</ref>

== ميراثه ==

=== نظرة أهل السنة والجماعة لمعاوية ===
يلقبه أهل السنة والجماعة بخال المؤمنين، ويذكرون أنه كان بعد إسلامه يكتب الوحي بين يدي الرسول [[محمد|محمد بن عبد الله]] صلى الله عليه وسلم.<ref name="المهدي كاتب الوحي">[https://ar.islamway.net/article/2549/معاوية-بن-أبي-سفيان-المهدي-كاتب-الوحي معاوية بن أبي سفيان: المهدي كاتب الوحي]، طريق الإسلام {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110304222220/http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2549 |date=04 مارس 2011}}</ref><ref name="قصة الإسلام معاوية">[http://www.islamstory.com/article.php?id=729&gclid=CMbftcaf6ZsCFZwA4wodfW0H5w معاوية بن أبى سفيان]، د.[[راغب السرجاني]]، موقع [[قصة الإسلام (موقع)|قصة الإسلام]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100416083404/http://www.islamstory.com/article.php?id=729&gclid=CMbftcaf6ZsCFZwA4wodfW0H5w |date=16 أبريل 2010}}</ref>

وأخرج البخاري في صحيحه (2636)، ومسلم (5925) عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي {{صلى الله عليه وسلم}} يوماً قريباً مني ثم أستيقظ يبتسم فقلت: ما أضحكك ؟ قال: «أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة»، قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: أدع الله أن يجعلني منهم، فقال: «أنت من الأولين» فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً. أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت وهذا الحديث فيه منقبة لمعاوية بن أبي سفيان {{رضي الله عنه}} وذلك لأن أول جيش غزى في البحر كان بإمرة معاوية (فتح الباري (11/75).) وقال المناوي في «فيض القدير» (3/84): «أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة». قال ابن عبد البر في «التمهيد» (1/235): «وفيه فضل لمعاوية رحمه الله إذ جعل من غزا تحت رايته من الأولين ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي».

عن أبي إدريس الخولاني قال لما عزل عمر بن الخطاب عمير ابن سعد عن حمص ولى معاوية فقال الناس عزل عميرا وولى معاوية قال عمير بن سعد {{رضي الله عنه}} : لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله? يقول: «اللهم أجعله هادياً مهدياً واهد به».<ref>رواه البخاري في « التاريخ الكبير » (5/240) ، وأحمد في « المسند » (17929) ، والترمذي في « جامعه » (3843) ، والطبراني في « المعجم الأوسط » (656) ، وفي « مسند الشاميين » (2198) ، وابن أبي عاصم في « الآحاد والمثاني » (3129) ، والأجري في « الشريعة » (1915، 1914) ، والخطيب في « تاريخه » (1/207) ، وأبو نعيم في « الحلية » (8/358) ، وفي « أخبار أصبهان » (1/180) ، والخلال في « السنة » (676 ورواه الترمذي وصححه الألباني، وصححه محمد الأمين الشنقيطي في رسالته الأحاديث النبوية في فضائل معاوية بن أبي سفيان وقد اعتبر ابن حجر الهيتمي هذا الحديث من غرر فضل معاوية وأظهرها ، ثم قال : ومن جمع الله له بين هاتين المرتبتين كيف يتخيل فيه ما تقوّله المبطلون ووصمه به المعاندون. تطهير اللسان (ص 14) .</ref>

وروى [[مسلم]] في [[صحيح مسلم|صحيحه]] في باب «باب من لعنه النبى -- أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة.» عن [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] قال {{اقتباس مضمن|كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله -- فتواريت خلف باب - قال - فجاء فحطأني حطأة وقال « اذهب وادع لي معاوية ». قال فجئت فقلت هو يأكل - قال - ثم قال لي « اذهب وادع لي معاوية ». قال فجئت فقلت هو يأكل فقال «لا أشبع الله بطنه». قال ابن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة.<ref>[http://islamport.com/d/1/mtn/1/77/2870.html?zoom_highlightsub=%22%E1%C7+%C3%D4%C8%DA+%C7%E1%E1%E5+%C8%D8%E4%E5%22 صحيح مسلم] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304200711/http://islamport.com/d/1/mtn/1/77/2870.html?zoom_highlightsub=%22%E1%C7+%C3%D4%C8%DA+%C7%E1%E1%E5+%C8%D8%E4%E5%22 |date=4 مارس 2016 }}، باب من لعنه النبى -- أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة. {{استشهاد ويب |مسار=http://islamport.com/d/1/mtn/1/77/2870.html?zoom_highlightsub=%22+++%22 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=12 سبتمبر 2023 |تاريخ أرشيف=26 يناير 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200126142917/http://islamport.com/d/1/mtn/1/77/2870.html?zoom_highlightsub=%22+++%22 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>}} وقال الإمام [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] في [[المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج (كتاب)|شرح صحيح مسلم]] (16/156) {{اقتباس مضمن|وقد فهم مسلم  من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب وجعله غيره من مناقب معاوية لانه في الحقيقة يصير دعاء له<ref>[http://www.islamport.com/b/3/alhadeeth/shrooh/%D4%D1%E6%CD%20%C7%E1%CD%CF%ED%CB/%D4%D1%CD%20%C7%E1%E4%E6%E6%ED%20%DA%E1%EC%20%E3%D3%E1%E3_1/%d4%d1%cd%20%c7%e1%e4%e6%e6%ed%20%da%e1%ec%20%e3%d3%e1%e3%20040.html (16/156)]، شرح النووي على صحيح مسلم {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126142923/http://www.islamport.com/b/3/alhadeeth/shrooh/%20/%20%20%20_1/%20%20%20%20040.html |date=26 يناير 2020}}</ref>}} وقال الحافظ الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (2/699): «لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي? : «اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة».

والجدير بالذكر أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد أشار أن خلافة النبوة من بعده ثلاثون عاما ثم ملك ورحمة، ومن المعروف أن الرسول محمد بن عبد الله قد توفي سنة [[11 هـ]]، أي أن في عام [[41 هـ]] قد اكتملت الثلاثون عاما التي قد أشار إليها النبي محمد. حيث قال النبي [[محمد]]: {{اقتباس مضمن|الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك}}<ref>[[صحيح الجامع]]، الراوي: [[سفينة أبو عبد الرحمن]] مولى رسول الله المحدث: [[محمد ناصر الدين الألباني|الألباني]] - المصدر: [[صحيح الجامع]] - الصفحة أو الرقم: 3341، خلاصة الدرجة: صحيح</ref> بالإضافة إلى الحديث الصحيح الآخر الذي أورده [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] في صحيحه وهو:{{اقتباس مضمن|أخرج النبي  ذات يوم [[الحسن بن علي|الحسن]]، فصعد به على المنبر، فقال: ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.}}<ref>الراوي: [[أبو بكرة نفيع بن الحارث]] المحدث: [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] - المصدر: [[صحيح البخاري]] - الصفحة أو الرقم: 3629، خلاصة الدرجة: [صحيح]</ref>

وبالجملة فالصحابة كلهم عدول قال النووي في التقريب: "الصحابة كلهم عدول من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد به (تقريب النواوي مع شرحه تدريب الراوي 2/214) قال الذهبي في «السير» (3/132): «حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم - وهو ثغر - فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه وإن كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك وإن كان غيره من أصحاب رسول الله ؟ خيراً منه بكثير، وأفضل وأصلح، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه، وسعة نفسه وقوة دهائه، ورأيه وله هنات وأمور، والله الموعد. وكان محبباً على رعيته، عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك.

وقد ألَّف الإمام [[ابن حجر الهيتمي]] (ت 974هـ) كتاباً في فضائل معاوية، جمع فيه أقوال علماء أهل السنة فيه وردودهم على الطاعنين به، وسماه «[[تطهير الجنان واللسان عن ثلب معاوية بن أبي سفيان]]»، ومن تلك المناقب المذكورة:<ref>[https://archive.org/details/fresh_soul2030_yahoo_20150709/page/n45/mode/2up تطهير الجنان واللسان عن ثلب معاوية بن أبي سفيان، ابن حجر الهيتمي، ص44]</ref>
# كتابته للوحي.
# دعاء النبي له.
# وصف النبي له بأنه أحلم الأمة وأجودها.
# أنه أمين على كتاب الله.
# أنه أحد أصهار النبي.
# أنه بُشر بالخلافة.
# أنه تولى لعمر وعثمان دمشق.
# قوة حجته في استنباط الأدلة.
# ثناء [[علي بن أبي طالب]] عليه.
# أنه أظهر منذ صغره مخايل نجابته.
# شهادة [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] له بأهليته للملك.
# شهادة [[أبو الدرداء الأنصاري|أبي الدرداء]] بأن صلاته أشبه بصلاة النبي.
# طرف مما عنده من العلم والمعرفة.
# روايته عن أكابر الصحابة وأكابر التابعين عنه.
# إخباره عن أمور مغيبة.
# شهادة بعض الصحابة على أفضليته.
# روايته عن النبي في [[الصحيحان|الصحيحين]].

=== نظرة الشيعة لمعاوية ===
يرى الشيعة معاوية بن أبي سفيان بأنه خارج على إمام زمانه [[علي بن أبي طالب]] وحارب عليا في صفين ونافيا الصحابي [[أبو ذر الغفاري|أبا ذر الغفاري]] من الشام وقائد الفئة الباغية التي قتلت الصحابي [[عمار بن ياسر]] والذي قال فيه الرسول {{اقتباس مضمن|ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار}}<ref>صحيح البخاري، ج1، ص122</ref> وكان من مؤيدي والساعين لإشعال معركة الجمل ففي رسالة بعث بها إلى [[الزبير بن العوام]] قال:{{اقتباس مضمن|فإني قد بايعت لك أهل الشام فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الجلب، فدونك الكوفة والبصرة، لا يسبقك إليها ابن أبي طالب، فإنه لا شي بعد هذين المصريين، وقد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك، فأظهرا الطلب بدم عثمان، واعدوا الناس إلى ذلك، وليكن منكما الجد والتشمير، أظفركما الله وخذل مناوئكما<ref name="نهج السعادة 285-1">[http://www.yasoob.com/books/htm1/m013/14/no1443.html نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة]، ج1 - 285، عالم الدين [[محمد باقر المحمودي]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170214103028/http://www.yasoob.com/books/htm1/m013/14/no1443.html |date=14 فبراير 2017}}</ref>}}

إضافة إلى ذلك فمعاوية سنّ سب [[علي بن أبي طالب]] على المنابر والانتقاص والاستهزاء منه ومن أهله وأنصاره، فعن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:
{{اقتباس مضمن|أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، فقال : مامنعك أن تسب أبا التراب، فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله  فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم}} <ref>[[صحيح مسلم]]، ج4، ص1871</ref>
وكانت من وصايا معاوية للمغيرة عندما ولاه الكوفة {{اقتباس مضمن|أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا، وقد أردت إيصاءك بأياء كثيرة فأنا تاركها اعتمادا على بصرك... ولست تاركا إيصاءك بخصلة لا تتحمّ عن شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب على أصحاب علي والاقصاء لهم}} <ref>[[تاريخ الطبري]]، ج4، ص188</ref>

وإضافة إلى طمعه في الخلافة فقد أوصى بالخلافة لغير أهلها كما ذكر ذلك [[معاوية بن يزيد]] بقوله {{اقتباس مضمن|إنّ هذه الخلافة حبل الله وأنّ جدّي معاوية نازع الأمر أهله ومَن هو أحقّ به منه عليّ بن أبي طالب، وركب بكم ما تعلمون حتّى أتته منيّته فصار في قبره رهيناً بذنوبه، ثمّ قلّد أبي الأمر وكان غير أهل له ونازع ابن بنت رسول الله ، فقصف عمره، وانبتر عقبه، وصار في قبره رهيناً بذنوبه، ثمّ بكى وقال: مِنْ أعظم الاُمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبؤس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله ، وأباح الخمر وخرّب الكعبة}} <ref>فضائل الخمسة من الصحاح الستة للفيروز آبادي ج 3 / 392، الصواعق المحرقة ص 143</ref>

== في التلفاز والإعلام ==

قدمت شخصية معاوية بن أبي سفيان في عدد من المسلسلات [[تلفاز|التلفازية]] [[عرب|العربية]] و[[فارس|الفارسية]]
* [[2002]] : مسلسل '''[[رجل الأقدار (مسلسل)|رجل الأقدار]]''' عن قصة حياة '''[[عمرو بن العاص]]''' بطولة [[نور الشريف]]. وقام بدور '''معاوية ''' الممثل [[محمود مسعود]].
* [[2010]] : مسلسل '''[[القعقاع بن عمرو التميمي (مسلسل)|القعقاع بن عمرو التميمي]]''' عن قصة حياة '''[[القعقاع بن عمرو التميمي]]''' بطولة [[سلوم حداد]]. وقام بدور '''معاوية ''' الممثل [[قيس شيخ نجيب]].
* [[2010]] : مسلسل ''' [[معاوية والحسن والحسين (مسلسل)|معاوية والحسن والحسين]]''' وقام بتجسيد دوره الممثل ''' [[رشيد عساف]]'''.

== مراجع ==

{{مراجع|2}}

== وصلات خارجية ==

* [[:s:سير أعلام النبلاء/معاوية بن أبي سفيان|معاوية بن أبي سفيان]]، [[سير أعلام النبلاء]]، للحافظ [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]
* [http://encyclopedia.educdz.com/معاوية-بن-أبي-سفيان/ معاوية بن ابي سفيان - الموسوعة المعرفية الشاملة]
* [http://www.islamstory.com/article.php?id=729&gclid=CMbftcaf6ZsCFZwA4wodfW0H5w معاوية بن أبى سفيان]، د.[[راغب السرجاني]]، موقع [[قصة الإسلام (موقع)|قصة الإسلام]]
* [http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=7047 سُئلَ بن تيمية: عن إسلام معاوية بن أبي سفيان، متى كان؟]، مجموع فتاوى بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)، موقع طريق الإسلام
* [http://ar.m.islamway.com/spotlight/829/ معاوية بن ابي سفيان ] موقع [[موقع طريق الإسلام|طريق الإسلام]]

{{استخلاف
| قبله = [[الحسن بن علي]]
| مجال = [[خلافة إسلامية|الخلافة الإسلامية]]
| حقبة = 662-680
| بعده = [[يزيد بن معاوية]]
}}
{{استخلاف
| قبله = لا أحد
| مجال = [[الدولة الأموية|الخلافة الأموية]]
| حقبة = 662-680
| بعده = [[يزيد بن معاوية]]
}}
{{Lifetime|602|680|اسم الشخص}}
{{روابط شقيقة}}
{{صحابة}}
{{شريط سفلي الخلفاء الأمويون}}
{{الخلفاء المسلمون}}
{{أمراء الصحابة}}
{{شجرة خلفاء أمويين}}
{{فقهاء الصحابة}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|أعلام|الإسلام|التاريخ الإسلامي|الدولة الأموية|السياسة|العالم الإسلامي|العرب|شبه الجزيرة العربية|صحابة|محمد}}

[[تصنيف:الفتنة الأولى]]
[[تصنيف:أشخاص من الفتنة الأولى]]
[[تصنيف:أشخاص من شبه الجزيرة العربية]]
[[تصنيف:أشخاص من مكة]]
[[تصنيف:أمراء جيوش الخلافة الراشدة]]
[[تصنيف:بنو أبي سفيان]]
[[تصنيف:خلفاء أمويون في القرن 1 هـ]]
[[تصنيف:خلفاء أمويون في القرن 7]]
[[تصنيف:شخصيات من ألف ليلة وليلة]]
[[تصنيف:صحابة]]
[[تصنيف:عرب في القرن 7]]
[[تصنيف:عسكريون عرب]]
[[تصنيف:ملكيون في آسيا في القرن 7]]
[[تصنيف:ملكيون في الشرق الأوسط في القرن 7]]
[[تصنيف:ملكيون في القرن 7]]
[[تصنيف:مواليد 15 ق هـ]]
[[تصنيف:مواليد 602]]
[[تصنيف:مواليد عقد 600]]
[[تصنيف:مواليد في مكة]]
[[تصنيف:مؤسسو دول]]
[[تصنيف:وفيات 60 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 680]]
[[تصنيف:وفيات في دمشق]]
[[تصنيف:ولاة الأردن في عهد الخلفاء الراشدين]]
[[تصنيف:ولاة الشام في عهد الخلفاء الراشدين]]