أم الفحم: الفرق بين النسختين
[مراجعة غير مفحوصة] | [مراجعة غير مفحوصة] |
وسمان: تعديلات المحتوى المختار تحرير مرئي |
وسمان: تعديلات المحتوى المختار تحرير مرئي |
||
سطر 184: | سطر 184: | ||
<big>'''أحداث الروحة 1998'''</big> |
<big>'''أحداث الروحة 1998'''</big> |
||
في [[27 أيلول]] [[1998]]م حدثت مُواجهات بين سُكّان المدينة و[[حرس الحدود الإسرائيلي|حرس الحدود]] و[[شرطة إسرائيل|الشُرطة]] وأفراد الدوريّات الخضراء التّابعة لوزارةِ الزراعة الإسرائيليّة، وذلك عندما قامت باقتحامِ خيمة الإعتصام الّتي قد أقامها أهالي أُمّ الفحم احتجاجًا على قرارِ السُلطات الإسرائيليّة بمُصادرةِ آلاف الدونمات من أراضي أُمّ الفحم في منطقةِ [[الروحة]] لغرضِ التدريبات العسكريّة. خرج أهالي أُمّ الفحم بالحجارةِ والعُصي لمُواجهةِ الشُرطة الإسرائيليّة وقد ردّت عليهم ب[[غاز مسيل للدموع|الغازِ المُسيل للدموع]] و[[رصاص مطاطي|الرصاص المطاطي]]، والّذي نتج عنهُ إصابة المئات من المُتظاهرين وعلى رأسهم عضو [[الكنيست]] [[هاشم محاميد]] ورئيس بلديّة أُمّ الفحم آنذاك [[الشيخ رائد صلاح]]، وقد اقتحمت القوّات الإسرائيليّة المدرسة الثانويّة وجُرح مئات الطّلّاب،<ref>[https://www.youtube.com/watch?v=CybBYPBUuYA "ابو حسام يتحدث عن ارض الروحة واحداث 1998"]{{يوتيوب}}، 26 أيلول 2012.</ref> مما حدا بحُكومةِ [[بنيامين نتنياهو]] رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى فتحِ تحقيقٍ حول الموضوع، وقد |
في [[27 أيلول]] [[1998]]م حدثت مُواجهات بين سُكّان المدينة و[[حرس الحدود الإسرائيلي|حرس الحدود]] و[[شرطة إسرائيل|الشُرطة]] وأفراد الدوريّات الخضراء التّابعة لوزارةِ الزراعة الإسرائيليّة، وذلك عندما قامت باقتحامِ خيمة الإعتصام الّتي قد أقامها أهالي أُمّ الفحم احتجاجًا على قرارِ السُلطات الإسرائيليّة بمُصادرةِ آلاف الدونمات من أراضي أُمّ الفحم في منطقةِ [[الروحة]] لغرضِ التدريبات العسكريّة. خرج أهالي أُمّ الفحم بالحجارةِ والعُصي لمُواجهةِ الشُرطة الإسرائيليّة وقد ردّت عليهم ب[[غاز مسيل للدموع|الغازِ المُسيل للدموع]] و[[رصاص مطاطي|الرصاص المطاطي]]، والّذي نتج عنهُ إصابة المئات من المُتظاهرين وعلى رأسهم عضو [[الكنيست]] [[هاشم محاميد]] ورئيس بلديّة أُمّ الفحم آنذاك [[الشيخ رائد صلاح]]، وقد اقتحمت القوّات الإسرائيليّة المدرسة الثانويّة وجُرح مئات الطّلّاب،<ref>[https://www.youtube.com/watch?v=CybBYPBUuYA "ابو حسام يتحدث عن ارض الروحة واحداث 1998"]{{يوتيوب}}، 26 أيلول 2012.</ref> مما حدا بحُكومةِ [[بنيامين نتنياهو]] رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى فتحِ تحقيقٍ حول الموضوع، وقد تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قرار مصادرة الأراضي نتيجة لمقاومة الأهالي والضغط الشعبيّ.<ref>[http://www.wadina.net/?mod=articles&ID=8005 "مدينة أم الفحم"] وادينا، 30 تشرين الثاني 2014. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305202300/http://wadina.net/?id=8005&mod=articles|date=05 مارس 2016}}</ref> |
||
<big>''' |
<big>'''الانتفاضة الثانية 2000'''</big> |
||
في [[28 أيلول]] [[2000]]م اقتحم [[أرئيل شارون]] [[المسجد الأقصى]] وتجوّل في ساحاتهِ مما أثار استفزاز المُصلّين الفلسطينيين؛ فاندلعت المواجهات بين المُصلّين وجنود الاحتلال في ساحاتِ [[المسجد الأقصى]]، وكانت هذه البداية لاندلاعِ [[انتفاضة فلسطينية ثانية|الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية]] إذ أقدمت الشُرطة الإسرائيليّة على إطلاقِ الرصاص على المُصلّين داخل [[المسجد الأقصى]] ووقوع العشرات من القتلى والمئات من الجرحى. فانطلقت مسيرات ضخمة من مُختلفِ المناطق في [[فلسطين]]، وكذلك في مدينةِ أُمّ الفحم والقُرى المُجاورة لها حيثُ شارك بها الآلاف، تقدمهم قادة [[الحركة الإسلامية في إسرائيل|الحركة الإسلاميّة]] وعلى رأسهم [[الشيخ رائد صلاح]]؛ رئيس [[الحركة الإسلامية في إسرائيل|الحركة الإسلاميّة]] وبلديّة أُمّ الفحم آنذاك، وقادة سياسيّون آخرون. وقد حشدت الشُرطة الإسرائيليّة وحرس الحدود أعدادًا كبيرة من عناصرِها، وخاصةً قنّاصيها الّذين أخذوا مواقعهم على أسطُحِ المنازل العالية وقمم الجبال المُحيطة بمدخلِ المدينة. رغم مطالبات وجهاء المدينة وعلى رأسهم الدكتور [[سليمان أحمد إغبارية]] نائب رئيس البلديّة في حينها؛ بسحبِ الشُرطة لعناصرها وعدم الاحتكاك بجمهور المتظاهرين، إلّا أنّهُ حال دون ذلك وقد استشهد ثلاثة شبان من أُمِّ الفحم وهم "محمّد أحمد جبارين"، "أحمد إبراهيم صيام" من قريةِ [[معاوية (قرية)|مُعاوية]] الفحماويّة و"مصلح أبو جراد" [[غزة|الغزّاوي]] الأصل.<ref>[http://www.elgzal.com/news-21,N-6678.html "رواية تاريخية - هبة القدس والأقصى (تشرين أول - أكتوبر 2000)"] الغزال، 30 أيلول 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150923235405/http://www.elgzal.com/news-21,N-6678.html |date=23 سبتمبر 2015}}</ref> وقد أُصيب المئات من المُتظاهرين بجُروحٍ طفيفة وحتّى بليغة.<ref>[http://www.bldtna.com/player_new,639 "عفو اغبارية يتكلم عن هبة الاقصى بعد 10 سنين"]. موقع بلدتنا. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150923191814/http://www.bldtna.com/player_new,639 |date=23 سبتمبر 2015}}</ref> |
في [[28 أيلول]] [[2000]]م اقتحم [[أرئيل شارون]] [[المسجد الأقصى]] وتجوّل في ساحاتهِ مما أثار استفزاز المُصلّين الفلسطينيين؛ فاندلعت المواجهات بين المُصلّين وجنود الاحتلال في ساحاتِ [[المسجد الأقصى]]، وكانت هذه البداية لاندلاعِ [[انتفاضة فلسطينية ثانية|الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية]] إذ أقدمت الشُرطة الإسرائيليّة على إطلاقِ الرصاص على المُصلّين داخل [[المسجد الأقصى]] ووقوع العشرات من القتلى والمئات من الجرحى. فانطلقت مسيرات ضخمة من مُختلفِ المناطق في [[فلسطين]]، وكذلك في مدينةِ أُمّ الفحم والقُرى المُجاورة لها حيثُ شارك بها الآلاف، تقدمهم قادة [[الحركة الإسلامية في إسرائيل|الحركة الإسلاميّة]] وعلى رأسهم [[الشيخ رائد صلاح]]؛ رئيس [[الحركة الإسلامية في إسرائيل|الحركة الإسلاميّة]] وبلديّة أُمّ الفحم آنذاك، وقادة سياسيّون آخرون. وقد حشدت الشُرطة الإسرائيليّة وحرس الحدود أعدادًا كبيرة من عناصرِها، وخاصةً قنّاصيها الّذين أخذوا مواقعهم على أسطُحِ المنازل العالية وقمم الجبال المُحيطة بمدخلِ المدينة. رغم مطالبات وجهاء المدينة وعلى رأسهم الدكتور [[سليمان أحمد إغبارية]] نائب رئيس البلديّة في حينها؛ بسحبِ الشُرطة لعناصرها وعدم الاحتكاك بجمهور المتظاهرين، إلّا أنّهُ حال دون ذلك وقد استشهد ثلاثة شبان من أُمِّ الفحم وهم "محمّد أحمد جبارين"، "أحمد إبراهيم صيام" من قريةِ [[معاوية (قرية)|مُعاوية]] الفحماويّة و"مصلح أبو جراد" [[غزة|الغزّاوي]] الأصل.<ref>[http://www.elgzal.com/news-21,N-6678.html "رواية تاريخية - هبة القدس والأقصى (تشرين أول - أكتوبر 2000)"] الغزال، 30 أيلول 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150923235405/http://www.elgzal.com/news-21,N-6678.html |date=23 سبتمبر 2015}}</ref> وقد أُصيب المئات من المُتظاهرين بجُروحٍ طفيفة وحتّى بليغة.<ref>[http://www.bldtna.com/player_new,639 "عفو اغبارية يتكلم عن هبة الاقصى بعد 10 سنين"]. موقع بلدتنا. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150923191814/http://www.bldtna.com/player_new,639 |date=23 سبتمبر 2015}}</ref> |
||
سطر 205: | سطر 205: | ||
[[ملف:شارع السلام، الشيكونات - أم الفحم.JPG|تصغير|منطقة الشيكونات (الظهر)، وهي عبارة عن [[حي سكني|أحياءٍ سكنيَّة]] حديثة.<ref>[https://www.youtube.com/watch?v=RRaph2V8gq0 الأحياء الغنية والأحياء الفقيرة في أم الفحم]{{يوتيوب}}، 30 نيسان 2013. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20151207145558/https://www.youtube.com/watch?v=RRaph2V8gq0 |date=07 ديسمبر 2015}}</ref>]] |
[[ملف:شارع السلام، الشيكونات - أم الفحم.JPG|تصغير|منطقة الشيكونات (الظهر)، وهي عبارة عن [[حي سكني|أحياءٍ سكنيَّة]] حديثة.<ref>[https://www.youtube.com/watch?v=RRaph2V8gq0 الأحياء الغنية والأحياء الفقيرة في أم الفحم]{{يوتيوب}}، 30 نيسان 2013. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20151207145558/https://www.youtube.com/watch?v=RRaph2V8gq0 |date=07 ديسمبر 2015}}</ref>]] |
||
تُعتبر أُمّ الفحم اليوم مركزًا لتقديم الخدمات العامة لمنطقة [[المثلث الشمالي]]. يعملُ السواد الأعظم من قوّتها العاملة كمُزوّد أساسيّ لسُوقِ الأعمال البدنيّة الشاقّة كالعمارةِ أو الخدمة ب[[مطعم|المطاعمِ]] و[[فندق|الفنادقِ]] في المُدنِ اليهوديّة. في هذهِ الفترة تحديدًا طرأ تطوّرٌ كبير بالمجالاتِ [[إقتصاد|الإقتصاديّة]]، [[علم|العلميّة]] و[[تعليم|التعليميّة]]؛ كذلك ازدادت نسبة [[جامعة|التعليم الأكاديميّ]] لدى الذكور والإناث. من المُشكلات الّتي تُواجهها أُمّ الفحم أنّ البلديّات والمجالس العربيّة ما زالت تُعاني من [[التمييز|التميّيز]] في حجمِ [[ميزانية الحكومة|الميزانيّات]] المُقدّمة لها مُقابل البلدات اليهوديّة؛ الأمرُ الّذي يُؤثّر سلبًا على [[عرب إسرائيل| |
تُعتبر أُمّ الفحم اليوم مركزًا لتقديم الخدمات العامة لمنطقة [[المثلث الشمالي]]. يعملُ السواد الأعظم من قوّتها العاملة كمُزوّد أساسيّ لسُوقِ الأعمال البدنيّة الشاقّة كالعمارةِ أو الخدمة ب[[مطعم|المطاعمِ]] و[[فندق|الفنادقِ]] في المُدنِ اليهوديّة. في هذهِ الفترة تحديدًا طرأ تطوّرٌ كبير بالمجالاتِ [[إقتصاد|الإقتصاديّة]]، [[علم|العلميّة]] و[[تعليم|التعليميّة]]؛ كذلك ازدادت نسبة [[جامعة|التعليم الأكاديميّ]] لدى الذكور والإناث. من المُشكلات الّتي تُواجهها أُمّ الفحم أنّ البلديّات والمجالس العربيّة ما زالت تُعاني من [[التمييز|التميّيز]] في حجمِ [[ميزانية الحكومة|الميزانيّات]] المُقدّمة لها مُقابل البلدات اليهوديّة؛ الأمرُ الّذي يُؤثّر سلبًا على [[عرب إسرائيل|سكانها الفلسطينيين]] ومعيشتهم في مُدنِهم وبُلدانِهم، لهذا هُناك الكثير من المُشكلاتِ في [[البنية التحتية|البُنية التحتيّة]] وازدادت في السنوات الأخيرة مشاريع الأسرلة وتدجين الشباب الفلسطيني في أم الفحم، كاستدراجهم للخدمة القومية الإسرائيلية بهدف سلخهم عن هويتهم وانتمائهم الفلسطيني.<ref>[http://ummelfahemarchive.com/portfolio/arabs-israel-2000s/ "عرب إسرائيل في سنوات 2000"]. أرشيف أم الفحم ووادي عارة. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160601024425/http://ummelfahemarchive.com/portfolio/arabs-israel-2000s/ |date=01 يونيو 2016}}</ref> |
||
يُلاحظ في الفترةِ الأخيرة قُدوم الكثير من الغُرباءِ للسكنِ في أُمِّ الفحم من شتّى أنحاء [[فلسطين التاريخية|فلسطين]]، رُغمَ مُعاناة المدينة من قلّةِ [[المربعات السكنية|الوحدات السكنيّة]]، و[[الكثافة السكانية|الكثافة السُكّانيّة]] العالية وعلى وجهِ التحديد في مركزِ البلد، فتمّ إنشاء منطقةً سكنيّة حديثة تُدعى بمنطقةِ "الشيكونات" إلاّ أنّ الأزمة ما زالت مُستفحلة، بالرُغمِ من وُجودِ الكثير من الأراضي التّابعة للمدينةِ إلّا أنّها زراعيّة وترفضُ [[الحكومة الإسرائيلية|الحُكومة]] بتحويلِها إلى سكنيّة، وهُناك الكثير من حالاتِ الهدم للبُيوتِ في حالِ قيام أحد المُواطنون ببناءِ بيتٍ في أرضٍ زراعيّة.<ref name="youtube.com"/> في الوقتِ الحالي جاري العملُ على وحداتٍ سكنيَّة جديدة في منطقةِ عين جرّار،<ref>[http://www.umelfahem.org/article.asp?newsid=190 "مشروع الإسكان حي عين جرار"]. بلدية أم الفحم، 27 تشرين الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161220085939/http://www.umelfahem.org/article.asp?newsid=190 |date=20 ديسمبر 2016}}</ref> والباطن، وقحاوش.<ref>[http://bldtna.co.il/news/news/96385/ام-الفحم:-قريبا--260-شقة-سكنية-للبيع-في-حي-الباطن-وقحاوش-للازواج-الشابة.html "ام الفحم: قريبا 260 شقة سكنية للبيع في حي الباطن وقحاوش للازواج الشابة"]. بلدتنا، 9 كانون الأول 2016.</ref> |
يُلاحظ في الفترةِ الأخيرة قُدوم الكثير من الغُرباءِ للسكنِ في أُمِّ الفحم من شتّى أنحاء [[فلسطين التاريخية|فلسطين]]، رُغمَ مُعاناة المدينة من قلّةِ [[المربعات السكنية|الوحدات السكنيّة]]، و[[الكثافة السكانية|الكثافة السُكّانيّة]] العالية وعلى وجهِ التحديد في مركزِ البلد، فتمّ إنشاء منطقةً سكنيّة حديثة تُدعى بمنطقةِ "الشيكونات" إلاّ أنّ الأزمة ما زالت مُستفحلة، بالرُغمِ من وُجودِ الكثير من الأراضي التّابعة للمدينةِ إلّا أنّها زراعيّة وترفضُ [[الحكومة الإسرائيلية|الحُكومة]] بتحويلِها إلى سكنيّة، وهُناك الكثير من حالاتِ الهدم للبُيوتِ في حالِ قيام أحد المُواطنون ببناءِ بيتٍ في أرضٍ زراعيّة.<ref name="youtube.com"/> في الوقتِ الحالي جاري العملُ على وحداتٍ سكنيَّة جديدة في منطقةِ عين جرّار،<ref>[http://www.umelfahem.org/article.asp?newsid=190 "مشروع الإسكان حي عين جرار"]. بلدية أم الفحم، 27 تشرين الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161220085939/http://www.umelfahem.org/article.asp?newsid=190 |date=20 ديسمبر 2016}}</ref> والباطن، وقحاوش.<ref>[http://bldtna.co.il/news/news/96385/ام-الفحم:-قريبا--260-شقة-سكنية-للبيع-في-حي-الباطن-وقحاوش-للازواج-الشابة.html "ام الفحم: قريبا 260 شقة سكنية للبيع في حي الباطن وقحاوش للازواج الشابة"]. بلدتنا، 9 كانون الأول 2016.</ref> |
نسخة 01:29، 28 مايو 2019
أم الفحم | |
---|---|
אם אל-פחם (بالعبرية) | |
مركز مدينة أم الفحم
| |
شعار بلدية أم الفحم الرسمي | |
الموقع الجغرافي
| |
اللقب | أم النور |
تاريخ التأسيس | عام 1200م تقريبًا (بداية القرن 13) |
تقسيم إداري | |
البلد | إسرائيل[1] |
المنطقة | لواء حيفا |
المسؤولون | |
رئيس البلدية | د. سمير صبحي محاميد |
القائم بأعمال رئيس البلدية | المهندس زكي محمد إغبارية |
نواب رئيس البلدية | المحامي علي عدنان بركات د. علي خليل جبارين |
خصائص جغرافية | |
إحداثيات | 32°30′57″N 35°09′09″E / 32.515833333333°N 35.1525°E [3] |
المساحة | 26.06 كم² |
الارتفاع | أدنى: (173م) — أقصى: (520م).[2] |
السكان | |
التعداد السكاني | 54,240 نسمة (إحصاء 2017م[4]) |
الكثافة السكانية | 2,081 نسمة / كم مربع² |
معلومات أخرى | |
التوقيت | توقيت شرق أوروبا (+2 غرينيتش) |
التوقيت الصيفي | +3 غرينيتش |
الرمز البريدي | 3001000 |
الرمز الهاتفي | 00972/4[5] |
الموقع الرسمي | www.umelfahem.org |
الرمز الجغرافي | 293286[6] |
تعديل مصدري - تعديل |
أُمَّ ٱلْفَحْم (بالعبرية: אֻם אל-פַחְם ⓘ) وكما يدعوها أهلها أيضًا "بِأُمِّ ٱلْنُّور"، هي مدينة عربية تقع شمال فلسطين التاريخية في منطقة المثلث وتحديدًا الشمالي منه، ضمن منطقة حيفا الإسرائيلية.[7] تبعد عن مدينة القدس حوالي 120 كم شمالًا.[8] سُلمت لإسرائيل عام 1949 بموجب اتفاقية الهدنة مع الأردن أو ما يُعرف "باتفاقية رودوس"، دخلتها القوات الإسرائيلية في 20 أيار / مايو عام 1949؛ وبقي أهلها فيها ولم يهجروها. تُعتبر اليوم ثالث كبرى المدن العربية داخل الخط الأخضر بعد مدينتي الناصرة ورهط من حيثُ عدد السكان.[معلومة 2]
كانت تعتبر أم الفحم إحدى أكبر قُرى قضاء جنين أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، وتبعد عن مدينة جنين حوالي 25 كم باتجاه الشمال الغربي،[8] أما اليوم فهي إحدى مدن منطقة حيفا حسب التقسيم الإداري الإسرائيلي وتبعد عن مدينة حيفا حوالي 45 كم باتجاه الجنوب الشرقي.[8] يتوسط ارتفاع مدينة أم الفحم عن مستوى البحر حوالي 350 مترًا.[2] ويُشكل جبل إسكندر القمة الأعلى فيها الَذي يشرف على مناطق واسعة ويشكل نقطة إستراتيجية مهمة.
يبلغُ عدد سكان مدينة أم الفحم حوالي 54,240 نسمة حسب إحصائيات عام 2017 ومعظمهم من المسلمين.[4] يبلغ إجمالي مساحتها حوالي 26 ألف دونم، بعدما بلغت حوالي 140 ألف دونم قبل النكبة ومُصادرة أراضيها في منطقتي مرج ابن عامر والروحة عام 1948.[9] تأسس المجلس المحلي فيها عام 1960، وفي عامِ 1984 أصبحت مدينة برئاسة السيد هاشم مصطفى محاميد.[10] يترأس بلدية أم الفحم اليوم د. سمير صبحي محاميد بعدما ترأسها الشيخ خالد حمدان إغبارية.[11]
تعرف الصورة النمطية العامة لمدينة أم الفحم لدى الوسط اليهودي بكونها المدينة العربية الأكثر تطرفًا بسبب صمود واحتفاظ أهلها بالثوابت الوطنية الفلسطينية؛ لهذا هناك مخطط لضمها إلى السلطة الفلسطينية.[12] كان يقام في أمِ الفحم سنويا مهرجان الأقصى في خطر والذي كان يحضره عشرات الآلاف من فلسطينيي الداخل. لا تخلو أم الفحم من مكونات المدينة؛ فهي تملك القاعدة الاقتصادية والتجارية، كما وتعتبر إحدى المدن المركزية في المثلث؛[13] بالرغم من عدم وجود منطقة صناعية في المدينة، إلا أنه أقيمت مبادرات ذاتية، كإنشاء المصانع وورش العمل التي استوعبت الأيدي العاملة المحلية.
التسمية
عُرفت أُمّ الفحم بالعديدِ من الأسماءِ المُختلفة على مرِّ العُصور غيرَ الاسم المُتعارف عليهِ اليوم؛ فقد سمَّاها الفرنجة "بودورانة" نسبةً لإحدى الأميرات، وما زال هذا الاسم يُشير إلى منطقةٍ قُربَ عين جرَّار جنوبي أُمِّ الفحم. كذلك أُطلق عليها في عهدِ السّلاطين وتحديدًا بعد معركةِ حطّين اسمَ "السّلطانة" لقُربها من طريقِ وادي عارة التّاريخيّ الّذي مرّ منهُ العديد من السّلاطين والمُلوك عند توجههم إلى الشّام أو مِصر. سُمّيت أُمّ الفحم بهذا الاسم نسبةً إلى الفحمِ الّذي كان يتمُّ إنتاجه في هذهِ البلدة على مرّ العُصور،[14] ونسبةً إلى تجارةِ أهلها بالفحمِ طوال عُصورها التاريخيّة المعروفة،[15] حيثُ كان الفحم مصدر المعيشة الأوّل والأساسي لسُكّانِها وعلى مدارِ أجيالٍ طويلة، فالغاباتُ والأشجارُ ما زالت وبكميّات كبيرة مُنتشرة حولَها وعلى كافّةِ جهاتها،[16] ومن هُنا فإنّ العديد من قُرى المنطقة وبالذاتِ القريبة من أُمِّ الفحم، تحمل أسماءً مُشابهة الّتي تدلُّ على صناعةِ الفحم والخشب والحطب، مثل: قرية فحمة، باقة الحطب ودير الحطب.[17]
صناعة الفحم
كان يُقطّعُ الخشب إلى قطعٍ صغيرة ويُجمّعُ بأكوامٍٍ على شكلٍ هرمي، ثُمّ يُغطّى بالتُراب، ومن ثُمّ تُشعل النّار في الخشبِ من خلالِ فُتحةٍ صغيرةٌ الّتي كانت تُغطّى فيما بعد، لكي تبدأ النيران بأخذِ مفعولها تدريجيًّا، حتّى لا يحترقُ الخشب تمامًا، بل يتأثّر بالحرارةِ الساخنة والكامنة والمدفونة فيتحوّلُ إلى فحمٍ بعد عدّةِ أيّام، وهذه العمليّة كانت تحتاج إلى عنايةٍ ومُراقبة دائمة، لكي لا يشتعل الخشب وتُصبحُ شُعلةٌ من النيران، بل يبقى الدُخان يتصاعد من المفحمةِ "المشحرة"، ويقوم صاحبها بتغطيةِ الفُتحات المُتكوّنة بالتُرابِ كلّ الوقت، حتّى يمنع دخول الهواء إلى داخلِ كومة الخشب، وعادةً ما كان الأهالي يقومون بتحضيرِ هذه المفاحم في أوقاتٍ مُعيّنة وفي نفسِ الفترة وفي أماكنٍ مُتقاربة حتّى يساعدون بعضهم بعضًا في العملِ وفي حراسةِ وصيانة المفاحم دوريًّا.
كانت الأخشاب البريّة مثل البلُّوط والسنديان من أفضلِ أنواع خشب الأشجار لصناعةِ الفحم الّذي يفضلهُ النّاس، ولشحّ هذه الأخشاب أو لمنعها من قبلِ السُلطات، أخذ النّاس يستعملون بعد ذلك كلّ أنواعِ الأخشاب مثل الحمضيّات، الجوافة، أشجار اللوزيات وغيرها، وعند الانتهاء من هذهِ العمليّة يُزال التُراب من على المفحمة ويُفرد الفحم حتّى يبرد، ثمّ يُعبّأ بأكياسٍ لحفظهِ بعيدًا عن متناولِ المياه أو النيران، أو يُعدّ لبيعهِ ونقلهِ إلى الأسواقِ.[18] أما اليوم فلم تعد هذه الصناعة متوفرة.
التاريخ
من المُكتشفاتِ الأثريّة الّتي تمّ العُثور عليها في أُمِّ الفحم وضواحيها؛ يستدلُّ على أنّ هذه البلدة قائمة منذُ آلاف السنين، منذُ العصر الكنعانيّ مُرورًا بالعهدِ اليونانيّ والرومانيّ والبيزنطيّ والعربيّ والإسلاميّ، فتمّ العُثور على مقابرٍ تعودُ إلى العصرِ الكنعانيّ في منطقتي "خربة الغطسة" و"عين الشعرة"، ويُعتبر هذا أوّل إثبات رسميّ على أنّ تاريخ هذه البلدة يعود إلى ما يُقارب 5,000 عام، وكذلك تمّ العُثور على آثارٍ لخانٍ قديم ونُقود عربيَّة يعود تاريخهما إلى العصرِ الأُمويّ، كما ويُوجد على قمّةِ جبل إسكندر مقامٌ تاريخيّ يُنسب إلى "الشّيخِ إسكندر".[19]
بدأ الاستيطانُ البشريّ الكنعانيّ في أُمِّ الفحم وضواحيها حوالي عام 3000 ق.م، ووُرد اسمُها لأوّلِ مرّة عام 1265م أثناء حُكم المماليك بوثيقةِ توزيع المُمتلكات الّتي أجراها السُلطان الظاهر بيبرس بين جُنوده وكانت أُمّ الفحم من نصيبِ الأمير جمال الدين آقوش النجيبي نائب السلطنة.[16] في عامِ 1844م زار أُمّ الفحم الرحّالة الأجنبيّ "إدوارد روبنسون" وكتب عنها.
كان اعتماد أهالي أُمّ الفحم منذ أن توطّنوا فيها؛ على المواشي قبل أن يُمارسوا الزراعة، وكان أكثر طعامهم الحليب ومشتقاته ولحوم الماشية، بالإضافةِ إلى ما كانوا يجلبوهُ شراءً أو مُقايضة كالقمحِ والذُّرة البيضاء. كانوا يُكثرون من زراعةِ الفول؛ إذ كان طعامهُم المُفضّل واليوميّ، وكان يُسمّى "بالبصارة". كذلك كانوا يزرعون الكرسنة والحلبة لإطعامِ البقر العاملة في الحراثةِ. كان القمحُ الرُكن الأساسي في البيتِ فمنهُ الدقيق ومنهُ البرُغل ومنهُ السّميد، وكان البُرغل الأبيض المُحبّب لإكرامِ الضّيف.[20]
العهد الصليبي
اُستحدثت أُمّ الفحم في عصرِ الفرنجة عندما توجّه الملكُ بلدوين الرابع ملك القُدس إلى النّاصرة لاحتلالِها في أواخرِ القرن الثّاني عشر الميلاديّ، عيّن لها حاكمًا اسمهُ "تتدكر"، رأى هذا الحاكم أن يُقيم القلاع لتكُون لهُ عُيونًا على الجُيوشِ الإسلاميَّة، فأقامَ القلاع في بيسان وطبريا وعلى سفحِ جبل الكرمل في المكانِ الّذي يُسمّى اليوم "دير المحرقة"، وأقام في الجبالِ المُطلّة على وادي عارة قلعة حصينة سُمّيت "بلدوينا" نسبةً للملك بلدوين الرابع، ثُمّ سُمّيت "بودورانة"، كانت تُعتبر من أهمِّ القلاع الّتي أُقيمت في المنطقة، وسكن فيها الفرنجة لرصدِ كُلّ تحرّكات الجيوش الإسلاميَّة.
لم تكن الاتصالات حديثة وفوريّة كما هو الحال في هذهِ الأيّام، بل كانت اتصالاتهم تتمّ بواسطةِ إشعال النيران على قمّمِ الجبال العالية بإشاراتٍ ورموز مُتعارف عليها فيما بينهم، وكانوا يتصلون من بودورانة ليلًا بدير المحرقة القائم على سُفوحِ جبل الكرمل بواسطةِ النيران المُشتعلة إمّا عن قمّةِ جبل إسكندر وإمّا عن قمّةِ جبل الست خيزران، فعندما يكون في الطريقِ جيوش مُسلّحة يخشونها؛ كانوا يُشعلون سبعة مشاعل يراها الإفرنج الّذين في دير المحرقة فيتّصلون بالقيادةِ فورًا لإبلاغها بالأمر، وإن كان المارّون قلّة لا تُخشى أو قوافل تجاريّة أشعلوا شُعلةً واحدة دلالة على الأمانِ والاطمئنان، وفي هذه الفترة كانت الحُريّة الدينيّة مُتوفرة، والأمن بين العرب والفرنجة قائمًا بمُوجبِ مُعاهدة أمنيّة والّتي كانت تُنصّ على أنّ تكون القُرى المسيحيّة في أمانٍ تحت الحُكم الإسلاميّ، والقُرى الإسلاميّة في أمانٍ تحت الحُكم الإفرنجيّ، وكانت كُلّ قرية تدفع الضرائب للسُلطةِ المُسيطرة.[21]
بقيت العلاقة حسنة بين بودورانة والقُرى الإسلاميّة الّتي حولها، وكان سُكّان بودورانة من الصُنَّاع الّذين يُتقنون النجارة والحدادة والصياغة وغيرها، لذا فقد استقطبوا سُكّان تلك القُرى الإسلاميّة المُجاورة، وتطوّرت العلاقات التجاريّة بينهم، وكان إذا اشترى أحد سُكّان تلك القُرى مِحراثًا أو سكّة حديد للحراثةِ أو مصاغًا وعجز عن دفعِ ثمنه بالمال قايضه بكميّةٍ من الفحمِ الّذي كان يصنعه أهل هذه القُرى من أخشابِ الغاباتِ الكثيفة الّتي كانت تُحيط بقُراهم كما هو الحال في أُمِّ الفحم، وكان الفحمُ سلعةً ضروريّة لأهل بودورانة الإفرنجيّة من أجلِ أعمالهم الّتي كانوا يُمارسونها؛ كالصياغة والحدادة، وذلك بسبب قوّة نار الفحم إذ تُعتبر أقوى من نار الحطب.[20]
العهد المملوكي والعُثماني
في عامِ 1265م أثناء الحُكم المملوكي أجرى السُلطان الظاهر بيبرس توزيع المُمتلكات بين جنوده وكانت أُمّ الفحم، اللجُّون وجنين من نصيبِ الأمير جمال الدين آقوش النجيبي،[16] أمّا في العهدِ العُثماني فكانت أُمّ الفحم، اللجُّون وجنين ضمن نفوذ الأمير الحارثي؛ أحمد بن علي الحارثي، وقد عُرفت "بالبلادِ الحارثيّة"، تولّى الأمير أحمد الحارثي حُكْمَ صفد ثُمَّ ولاية اللجُّون بعد موت أبيهِ، فامتدت من جنين حتَّى أبواب يافا. في هذهِ الفترة حدثت العديد من المُشكلات أبرزها بينهُ وبين فخر الدين المعني الثاني؛ أميرُ لبنان، الّذي قصد الحارثيّ بجيشٍ ما يزيد عن ألفي مُقاتل، فلمّا علمَ الحارثيّ بقدومهِ وعلم بأنّ لا طاقة له عليه، تركَ جنين وانسحب إلى آخر معقلٍ له في يافا وخيّم عند نهر العوجا.
أمّا الأميرُ فخر الدين الثاني فقد دخل جنين ومكث فيها أسبوعًا وأبقى فيها بضع مئات من جنوده، وذهب لمُطاردةِ خصمه، فاتّجه بجيشهِ إلى يافا ولمّا وصل بجيشهِ إليها وتحديدًا عند نهر العوجا داهم هناك الأمير الحارثيّ، لكن الحارثي جمّع أنصاره من القبائل العربيّة، وبليلةٍ مدلهمة قاموا بالهجوم على فخر الدين وجنودهُ الّذين كانوا يعتقدون أن الحارثيّ هُزمَ ولن تقوم له قائمة إلّا أنّ الحارثيّ وأنصاره استطاعوا في هذه الليلة أن يُدمروا المعني وأن يقتلوا من رجاله اثنين وأربعين رجلًا، فانسحبَ مذهولًا حتى وصلَ خان جلجولية ومنها نزل قرية شويكة ولما رأى أنه لا يستطيع البقاء في هذه البلاد وعلم أنَّ جميع هذه المناطق أخذت تتعاطف مع الأمير الحارثي وأخذت تتجمّع لنصرتهِ، تابع سيره شمالًا فنزل في وادي عارة قُرب "عين الزيتونة" التّابعة لأُمِّ الفحم حيث المياه الموجودة هُناك، فلمّا علم أهلها بنزول المعني بديارِهم وكانوا قلّة آنذاك إلّا أنّهُم مُخلصين للأمير الحارثي، فأرسلوا المراسيل إلى جبالِ نابلس وأعدّوا العدّة لمُهاجمة جيش الأمير فخر الدين، وكان ذلك عام 1623م على وجه التقريب، ولمّا رأى فخر الدين ذلك اتجه شمالُا تاركًا جنين واللجُّون وعاد إلى لُبنان بعد أن فقد الاتّصال بحاميتهِ في جنين.[22]
لقد شاركَ أهالي أُمّ الفحم مع سائرِ البلاد الحارثيّة بمُحاصرةِ جنين واسترجاعها إلى حُكمِ الأمير الحارثيّ، ولمّا ذهب أهالي أُمّ الفحم لتهنئتهِ بالرجوع، استقبلهم استقبالًا حارًّا واقطعهم أراضي واسعة في مرج بن عامر وأعطاهم اللجُّون وأراضي الرُّوحة التي كانت مِلكًا لهُ في مُعاوية، وغيرها.[20]
الانتداب البريطاني
بعد سُقوط الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة أثر الحرب العالميَّة الأُولى؛ احتلَّت القُوَّات البريطانيَّة بلاد الشَّام عام 1917م فارضة عليها الحُكم العسكريّ،[23] وفي 9 كانون الأوَّل من نفسِ العام دخلت مدينة القُدس بقيادةِ الجنرال إدموند ألنبي، بقيت فلسطين تحت الحُكم العسكريّ حتَّى نهاية شهر حُزيران عام 1920م ثُمَّ حوَّلتها بعد ذلك إلى الحُكمِ المدنيّ وعيَّنت هربرت صمويل أوَّل مندوب ساميّ لها على فلسطين حتَّى عام 1925م وقد تبعهُ ستّة مندوبين آخرين، استمرَّ نظام الحُكم حتَّى العام 1948م تخلَّلهُ العديد من الثوراتِ العربيَّة ضد الانتداب البريطانيّ مِنها ثورة القُدس عام 1920م، ثورة يافا عام 1921م، ثورة البُراق عام 1929م[24] وانتفاضة عام 1933م والثورةُ الفلسطينيَّة الكُبرى من عامِ 1936م حتَّى عام 1939م.[25]
وفقًا للتقسيمِ الإداريُّ لفلسطين بين عاميّ 1920م و1948م تبعت أُمّ الفحم قضاء جنين وكانت تُعدّ من أكبرِ قُراه. شهد سُكَّان أُمّ الفحم أثناء هذه الفترة؛ بناء المدارس والتعليم المجّانيّ، وأمّا بالنسبةِ للعمل؛ فقد ترك الكثيرون العمل في الأراضي الزراعيَّة، وذهبوا للعملِ في المصالحِ والورشات الَّتي أقامها الانتداب في مدينةِ حيفا، بعدما كان العملُ في الأراضي لا يجلبُ الربح، إنخرط الكثير من النّاسِ بالعملِ في سلكِ الشُرطة والجيشِ الإنجليزيّ، تمتع المُنتسبون للعسكريَّةِ البريطانيَّة بالميِّزاتِ الواسعة الَّتي حصلوا عليها، عدا عن الأجرِ المُغري الَّذي قُدِّم لهُم أثناء ثورة عام 1936م حيث اضطرَّ بعضهُم إلى المُشاركةِ في إخمادِ الثورة، بينما رفض بعضهُم ذلك، وفي عامِ 1947م عندما قرَّرت بريطانيا الانسحاب، حافظ جُزءٌ كبير من العسكريِّين على سلاحِهُم وحاربوا بهِ عام 1948م.[26]
شارك أهالي أُمّ الفحم بالثوراتِ الَّتي حدثت في فترةِ الانتداب، وأبرز هؤلاء الثُوَّار يوسف الحمدان، أحمد الفارس وعلي الفارس الَّذين قاتلوا مع قائدِ المنطقة يوسف أبو درّة، حيثُ قدَّم أهالي أُمّ الفحم الكثير من أبنائهم، والَّذين قتلوا في هذهِ الثورات عند مقاومتهم للإحتلالِ الإنجليزيّ.[27]
الوعي السياسي
عندما عمّت الاحتجاجات والاضطربات في المُدنِ الفلسطينيّة الكُبرى أثر احتلال بريطانيا فلسطين؛ لم تشترك القُرى فيها بسببِ بُعدِهم عن السياسة. في أواخرِ 1922م بدأت السّياسة تدخلُ أُمّ الفحم عندما أصدرت الحُكومة مرسومًا بتشكيلِ مجلس تشريعي بفلسطين، فأخذ زُعماء فلسطين يتنافسون على المقاعدِ الّتي خُصّصت للعرب وهي عشرة مقاعد، فرشّح أحد زُعماء أُمّ الفحم نفسهُ وهو حسن السعد وقد ساعدهُ في هذا الترشيح صديقان لهُ هُما حمدان الحج أحمد من باقة ومُصطفى أحمد قاسم من رُمّانة، حيثُ كان لهما نُفوذ في المنطقة، وقد أخذ حسن السعد يزور مُؤيّديه في أُمِّ الفحم، وأصبحت قضيّة المجلس التشريعي الشُّغل الشَّاغل في أُمِّ الفحم فأخذوا يتناقشون حول الموضوع إذا ما كان لهُ فائدة أم مضرّة، وفي النّهايةِ توصّلوا إلى اتّفاقٍ برفضِ هذه الفكرة وكانت هذه أوّل صحوة سياسيّة في أُمِّ الفحم.[20]
في عامِ 1935م فوجئ أهالي أُمّ الفحم بمقتل الشيخ عزّ الدّين القسّام على مقربةٍ من بلدِهم في جبالِ يعبُد، ولقد رأوا لأوّلِ مرّة طائرةً تُحلّق فوق أُمّ الفحم، فخرج شيوخها وشبابها وأطفالها مُندهشين ينظرون إليها ولم يعلموا أنّها كانت تُحلّق لإعطاءِ الإشارة للجُنودِ للتقدُّم نحو مكان الشيخ عزّ الدّين القسّام.[20]
الإضراب العام وإعلان الثورة
في نيسان 1936م أُعلن الإضراب العام في فلسطين فعاد قسمٌ كبير من أهالي أُمّ الفحم من حيفا الّذين كانوا يعملون فيها بالتّجارةِ. وفي أيّار 1936م أعلنت الهيئة العربيّة العُليا عن قيامِ مُظاهرةٍ في قضاءِ جنين، فشارك العديد من أهالي أُمّ الفحم فيها، وقد جُرح البعضُ من المُتظاهرين بِجُروحٍ بسيطة. في هذهِ الفترة أصبح الأهالي يطلبون السّلاح؛ حيثُ كان الفلّاحُ في أُمِّ الفحم يبيع فرسه أو بقرته ليشتري بُندقيّة، وأكثرُ البنادق الّتي كانت موجودة هي قديمة الطُّراز إمّا كانت ألمانيّة أو عُصماليَّة وقليلٌ من البنادقِ الإنجليزيَّة. في أواخرِ شهر أيّار قدم إلى أُمِّ الفحم مجموعة من تُجّارِ الأسلحة من السيلة الحارثيّة وقد صادفوا ثُلّة من الجيش فاشتبكوا معهُم بمعركةٍ قصيرة ولمّا عرف أهالي أُمّ الفحم بذلك هبُّوا لنجدتِهم، بعد هذه المعركة خاف أهالي أُمّ الفحم؛ إذ لم يكن لديهم السّلاحُ الكافي فهرّبوا البعضُ من أهاليهم إلى عانين لحمايتِهم، وبقي البعضُ من شبابِ أُمّ الفحم يُراقبون قُدوم الجيش، فقد قدم بعد ثلاثة أيّام، حيثُ تقدّم قائد عسكري بفرقتهِ نحو أُمِّ الفحم وأمر ناطور القرية أن يُنادي على جميعِ رجال أُمّ الفحم للحُضور إلى ساحةِ دار اريال، وقد حضر الرجالُ إلى السّاحة وجلسوا، فقدم القائد ومعهُ مُترجم وقال: «أنتم قبل يومين أطلقتُم النّار على الجيش، وأنا جئتُ أُنذركُم فقط، وأُفتّش بُيوت القرية.» وقف فيّاض اريال وقال للقائد: «تفضّل هذا أوّل بيت» قاصدًا بيته، فصعد الجنود إلى بيتهِ وكسروا جرار الزيت وخلطوا القمح بالشعير وكسروا أثاث البيت، فلمّا ذهب يشكوا إلى القائد؛ أمر جنوده بركله وضربه، وفعلوا ذلك بالعديدِ من البُيوت وعند انسحابهم لم يكترث أهالي أُمّ الفحم بتهديدات القائد وأخذوا يشترون الأسحلة.[20]
في أوائلِ شهرِ آب 1936م جرت إحدى أكبر المعارك في جبالِ أُمِّ الفحم المُمتدّة من عرعرة، ثُمّ خلّة الحمارة فالعرائش إلى عراقِ الشّباب، واستحكم آخرون في جبالِ الرُّوحة من البيار حتّى عين إبراهيم وقد استنجد الجيشُ بالطّائراتِ فأخذت تقصفُ أطراف أُمّ الفحم وتحديدًا عند حيّ عين خالد واستشهد في هذه المعركة العشرات من أهالي عرعرة واليامون وسيلة الحارثية ورُمّانة. وعندما تأجّج لهيب الثورة قدم إلى أُمِّ الفحم القائد فوزي القاوقجي ليقُوم بدروهِ بمُساعدةِ الثُّوَّار الفلسطينيِّين في جبالِ نابلس، وقد عرضَ عليهم الوحدة تحت قيادة واحدة، وعيّنوا اجتماعًا لذلك وكانَ في منطقةِ أُمّ الفحم وتحديدًا في المُعلَّقة، بما أنّها قريبة من الشَّارعِ العامّ المارّ بوادي عارة ليتسنَّى لهُم مُراقبة الجيش عن كثب.[20]
في عامِ 1937م انتهى الإضراب العام في فلسطين وقدمت اللجنة الملكيّة للتحقيقِ في القضيّةِ الفلسطينيّة، وبعد رحيل فوزي القاوقجي اجتمع قادة الثّورة مع بعضِهم وهم عبد الرحيم الحجُّ محمّد أبو كمال وفرحان السّعدي وعطيّة علي أحمد للتشاور مع رجالاتِ القُرى حول الأوضاع السّياسيّة، فتمّ الاجتماعُ في مسجدِ الإغباريّة واتّفقوا في النِّهايةِ على الانتظار حتَّى تُصدِر اللجنة الملكيّة قرارها فإن كان فيهِ إنصاف قبلوه، وقد اقترح الشيخ عطيّة إجراء مُناورات وتدريبات للثُّوَّار من قبلِ الّذين خدموا في الجيشِ العُثماني، وقد كانت التدريبات قُرب عين الذروة ووصلت حتّى عين المغارة.[20]
كان أوَّل ثائر من أُمِّ الفحم هو أسعد مُفلح حسين محاجنة حيثُ شارك بمعركةِ يعبُد جنبًا إلى عزّ الدّين القسّام الّذي أُستشهد فيها، وقد أُلقي القبض عليهِ وحُكم بالسجنِ لمُدّةِ عامين. وأوّل من استشهد من أُمِّ الفحم كان مُصطفى يُوسف أحمد الهنداويّة حيثُ كان في مُهمةٍ في قريةِ الكفرين أواخر عام 1936م فاعتقلهُ الجيش وحكم عليهِ بالإعدامِ شنقًا في سجنِ عكّا وقد دُفن في اللجُّون.[20]
معارك عام 1938
في شتاءِ كانون الثّاني 1938م خطّط ثُوَّار أُمّ الفحم لمعركةٍ مع الجيش حين علموا أنّه قادمٌ إليها، فطوّقوا أُمّ الفحم وأخذوا مراكزهم حولها ابتداءً من خلّةِ الحمارة فأبو لاحم وجبل الطفوف فالسِّتُّ خيزران فاسكندر فبيدر دبالا. حينما وصل الجيشُ أُمّ الفحم وتحديدًا عند خلّة البير اُستصعب عليهم الصُعود بسيّاراتهم إلى الميدان بسببِ مشقةِ الطّريق إذ لم تكُن مُعبّدة فأخذوا ينقلون عتادهم بواسطةِ الحمير قاصدين المدرسة وأمرواببعضِ النّاس من أُمّ الفحم بمُساعدتهم، عندما بدأ الجُنود بالتقدُّم؛ أطلق الثُّوَّار النّار عليهم فاحتار الجنود أين يذهبوا فأينما ولّوا وجوههم تتلقّاهم النيران. وعلى أثر هذا في اليوم التالي أخذ الجنود يفتشون عن قتلاهم، وقد حضر إلى أُمِّ الفحم "البوليس الملكي" الّذي انهال بالضربِ على وجهاء أُمّ الفحم فتمّت إهانتهم بشكلٍ كبير فأخذوا يُعذبونهم بأبشعِ الطُّرق.[20]
وفي أوائلِ آذار 1938م حصلت معركة بين ثُوَّار أُمّ الفحم والجيش البريطاني امتدّت من بيدرِ دبالة واسكندر فسلسلة الجبال الّتي تمتدُّ حتَّى اليامون بقيادةِ الشيخ عطيّة، انسحب على أثرها الجيش البريطاني وقد استشهد فيها الشيخ عطيّة وثلاثة عشر مُقاتل آخر، وعندما بلغ الخبرُ دمشق معقل إدارة شُؤون الثّورة بقيادةِ بعض زعماء فلسطين؛ أرسلوا رسولًا إلى الثُّوَّارِ بأن يختاروا قائدًا جديدًا لهم إمّا علي الفارس أو يوسف سعيد أبو درّة، فتنازل علي الفارس لأبي درّة احترامًا لسِنِّهِ وتقديرًا لرفقتهِ مع القسَّام فأصبح نائبهُ إلى أن اُستشهد أبو درّة في إحدى المعارك فتولّى علي الفارس القيادة.[20]
بعدها بفترةٍ قام الجيشُ البريطاني ببناءِ مُعسكرًا لهُ على قمّةِ جبل إسكندر فاحتاجوا إلى الماءِ من أجلِ الشُرب والاستحمام، فاستأجروا رجلاً مع جمالهِ ليُحضر لهُم الماء من عينِ النّبي، فقُسِّمَتْ عين النّبي زمانيًّا؛ فحُظر على النّساءِ جلب الماء من السّاعة الثامنة صباحًا حتَّى السّاعةِ العاشرة صباحًا، وكُلّ مرّة يذهبُ الجمّال لجلبِ الماء يصتحبهُ جُنديين تأمينًا لجلبِ الماء. في إحدى أيّامِ نيسان 1938م راقبهم أحمد الفارس ورفيقًا لهُ إلى ما إن اقتربوا منهما أطلق النّار عليهم وقد أصاب الجُنديين وأرداهما قتيلين، فلمّا علم الجيشُ بذلك أخذ يُطلق النّار عشوائيًّا على بُيوتِ أُمّ الفحم فقتلوا وجرحوا البعض من أهالي أُمّ الفحم، ثُمّ جمّعوا رجال أُمّ الفحم في ساحةِ الميدان، وقدم قائد المُعسكر وأمر جُنوده بإهانةِ الرجال، وقد أخذوا أربعون رجُلاً إلى مكانِ الحادثة قُرب عين النّبي، وكان قُرب العين نبات الصبر فأمروهم أن يدوسوا عليهِ حفاء الأقدام فسالت دماؤهم في الشّارعِ، وبعد ذلك أخذت القُوَّات البريطانيّة تقصفُ بعض بُيوت أُمّ الفحم وتعتقلُ أصحابها، وقد أُفرج عنهم فيما بعد، إلى أن رحل الجنود عن أُمِّ الفحم.[20]
نهاية الانتداب البريطاني
في أواسطِ آذار عام 1948م غادر مركز شُرطة اللجُّون آخر بوليس إنجليزي؛ فبعد رحيل الانتداب البريطاني عن فلسطين تُركت البلاد في فوضى؛ إذ لا قانون ولا سُلطة، فأصبحت العائليّة والحارتيّة هي البديل المُؤقّت. وبهذا اجتمع زُعماء أُمّ الفحم وقُراها لانتخابِ لجنةٍ قوميَّة فطالبوا الهيئات المُشرفة على القيادةِ في فلسطين بإقامةِ لجنةٍ قوميَّة خاصَّة بأُمِّ الفحم ومنطقتها مُعترفٌ بها وبكُلِّ ما يصدُر عنها فلُبّي الطّلب، وقد أُصدرت بطاقات هويّات شخصيّة لأهالي أُمّ الفحم ومنطقتها؛ فأصبح الفحماويون يستطيعون السفر بها إلى شرقيِّ الأُردن، سُوريا ولُبنان. وقد ضبطت هذه اللجنة جميع شُؤون أُمّ الفحم بمُحافظتها على الأمنِ وحُقوق المُواطنين.[20]
النكبة ودولة إسرائيل
عندما قرّرت الحُكومة البريطانيّة إنهاء الانتداب على فلسطين عام 1948م؛ أصدرت الأمم المُتّحدة قرارًا بتقسيمِ فلسطين لدولتين يهوديّة وعربيّة الأمر الّذي عارضتهُ الدول العربيّة والقوى الوطنية الفلسطينية التي هبت لتقاوم المحاولات العسكرية للعصابات الصهيونية في احتلال أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين منها منذ إعلان قرار التقسيم في تشرين ثاني 1947م حتّى آذار 1949م، إلّا أن القوات العربية لم تتدخل بالهجوم رسميًا حتى شهر أيار 1948 (ما عدا محاولات جيش الانقاذ بقيادة فوزي القاوقجي). بعد هذه الحرب والهزيمة العربيَّة وقيام دولة إسرائيل؛ تمَّ تسليم أُمّ الفحم سِلميًّا إلى إسرائيل بمُوجبِ مُعاهدة رودس مع الأُردن في عامِ 1949م، وحسب التقسيم الإداريّ الإسرائيليّ فإنّ أُمّ الفحم تقع ضمن لواء حيفا. على أثرِ نكبة عام 1948م دُمّرت قرية عريقة مُجاورة لأُمِّ الفحم هي اللجُّون التي 80% من سكانها إلى أم الفحم، وغيرها من قُرى الرُّوحة القريبة من أُمِّ الفحم كلدِّ العرب، المنسي، الغبيّات (الفوقى والتحتى)، الكفرين، البُطيمات، خُبّيزة، قنّير، أُمّ الشّوف، السنديانة، صبّارين، أُمّ الزينات وغيرها؛ الّتي هُجّر أهلُها منها ودُمِّرَت تمامًا بعدما هُزم جيشُ الإنقاذ من قِبَلِ الهاجاناه فلجئ أهلها إلى أُمِّ الفحم لِما فيهِ من صلةِ القرابة والعلاقات التجاريَّة، وقد استقبلَهُم أهالي أُمّ الفحم وأمنُّوا لهُم المأوى.[20]
في مُنتصفِ أيّار عام 1948م دخل الجيش العراقي أُمّ الفحم، وبدأ بتجنيدِ مُتطوعين لفوجٍ فلسطينيّ، فأقبل العديد من شُبّانِ أُمّ الفحم ووادي عارة بالتطوُّعِ في هذا الجيش، وأخذ المُدرّبون العراقيّون يُدرّبونهم الوسائل القتاليَّة المُختلفة، وقد انخرط في هذا الجيش كُلٍّ من الشيخ توفيق عسليّة، محمّد أحمد حمدان، حسن سعيد بدويّة، مُحمّد عبد حسن، فيّاض حسن موسى والمُلازم أوّل محمّد عارف يونس من عرعرة. استلم قيادة الجيش في أُمِّ الفحم القائد نجيب حبُّوش وقد ألّف لجنة عسكريَّة من أُمِّ الفحم للتشاور في الأُمورِ العسكريَّة والمدنيَّة وقد تكوّنت من السّادة: رُشدي سعيد، جبر حسن عبد الفتّاح، أنيس الحاج مُحمّد حامد وتوفيق أبو رعد.[20]
بعد انسحاب الجيش العراقي من المنطقةِ لرفضهِ التوقيع على مُعاهدةِ رودوس حلّ مكانهُ الجيش الأردني، وجاء إلى أُمِّ الفحم بعض مُراقبي الهُدنة الدوليّة بسيّارةٍ تحملُ علم الأُمم المُتّحدة وحلّوا ضيوفًا على أحدِ وجهاء أُمّ الفحم، وقد استهلّ الكلام في الجلسةِ أحد الضُّبَّاط قائلاً: «لقد جئنا إلى أُمِّ الفحم لنبلغكم باسم الأمم المُتّحدة أنّهُ وقعت هُدنة بين إسرائيل وبعض الدول العربيّة الّتي دخلت فلسطين، بمُوجبِ الاتّفاق فانّ أُمّ الفحم سوف تُصبح تحت السيطرة الإسرائيليّة تحت بُنود من الاتّفاقيّات إلى حينِ تسوية القضيّة الفلسطينيّة بأكملِها، والجيشُ الإسرائليّ سيدخُل أُمّ الفحم ومنطقتها بمُوجبِ هذه الاتّفاقات الدّوليّة».[20]
عندما تأكّد الأمرُ بتسليمِ أُمّ الفحم إلى إسرائيل أصابت أهالي أُمّ الفحم الحيرة فمِنهُم من رحل مع اللاجئين من أجلِ الهُروب من هذه الدولة خوفًا على أنفسهم وعلى عائلاتهم من المجازرِ الّتي أُرتكبت في مُختلفِ القُرى الفلسطينيَّة، فسكنوا في الطيبة القريبةُ من أُمِّ الفحم الّتي كانت مشاعًا بين حمائل أُمّ الفحم ليُعمروها ويترقبوا مصير أُمّ الفحم، وأمَّا الأكثريَّة السّاحقة من أهالي أُمّ الفحم فقرّروا البقاء في أرضِهم وفي بُيوتِهم.[20]
تسليم أُمّ الفحم
في 20 أيَّار 1949م دخلت القُوَّات الإسرائيليَّة أُمّ الفحم، حيثُ تقدّمت دبابة وما إن وصلت على مقربةٍ من حيِّ البير نادى أحد الجُنود: «يا أهالي أُمّ الفحم، لقد قدم جيش إسرائيل لاستلام أُمّ الفحم، فنرجو أن تلزموا بُيوتكم، إلى حينِ إشعارٍ آخر، ونُنذر كُلّ من تُسوِّل لهُ نفسهُ بالتصدّي للجيش أو بعملٍ ما يخلُّ بالنظام.» فلزم أهالي أُمّ الفحم بُيوتهم، وقد قدمت أوّل دبابة إلى حيِّ الميدان بصُعوبةٍ بسببِ مشقةِ الطّريق وقد تبعتها بعض العربات، وعند وُصولهم إلى الميدان نادى الجُنديّ مرّةً أُخرى نداءً مُوجّه إلى مخاتيرِ أُمّ الفحم أن يحضروا إلى الميدان وعند حُضورهم، نادى للمرةِ الثّالثة إلى كُلِّ من لديهِ سلاح أن يُسلمهُ للجيش، وقد حُمّلت جميع الأسحلة مُنكّسة إلى الميدان. وفي هذه الأثناء تقدّم قائد الجيش نحو مُختارِ الإغباريّة وطلب منهُ أن يجتمع معهُ في بيتهِ مع وجهاء القرية، ثُمّ وقف وقال: «لقد حكمتْ إسرائيل هذه البلاد قبل 2,000 سنة، وها هي قد عادت وحكمتها، وما لكُم إلّا التّعاوُن معنا، فلكُم ما لنا، وعليكُم ما علينا، لكُم حقٌّ وعليكُم واجب. شالوم» وبهذا أصبحت أُمّ الفحم تحت نفوذ السيطرة الإسرائيليّة.[20]
في هذه الفترة فرضت إسرائيل الحُكمَ العسكريّ على الأقليّةِ العربيّة؛ سعت من خلاله مُحاصرة البلدات العربيّة ضمن المُضايقات الّتي انتجهتها ضد الفلسطينيين الّذين بقيوا في أرضِهم؛ فتمّ منعهُم من حقِّ التنقُّل إذ لم يستطيعوا مُغادرة قُراهم إلّا بتصاريحٍ من الحاكمِ العسكري. استمرّ هذا الحُكم لغايةِ عام 1966م.[28]
أحداث عام 1958
في عامِ 1958م أعلنت الحُكومة الإسرائيليّة الإحتفالات الرسميّة بمُناسبةِ مُرور عشر سنوات على قيامِ الدولة، وقد أُقيم أوّل عرض عسكريّ في مدينةِ القُدس. أُلزم العرب وسُلطاتهم المحليّة ومدراسهم الإحتفال بهذه الذكرى. في 29 نيسان 1958م أُقيم في أُمِّ الفحم احتفالاً بهذهِ المُناسبة، حيث كان في منطقةِ الميدان، وقد كان الأهالي يحتلفون رُغمًا عنهُم. بعد الاحتفال أخذ أهالي أُمّ الفحم يستعدون للثأرِ على خلفيّةِ هذا الحفل. في 3 أيَّار 1958م اجتمع أهالي أُمّ الفحم في ساحةِ مسجد المحاجنة للقيامِ في مُظاهرةٍ فحاصرت الشُرطة جميع مداخل القرية وانتشرت في جميع أحيائها، وكان عضو الكنيست توفيق طوبي ضيف المُظاهرة وأثناء إلقاءِ خطابهِ داهمت الشُرطة المُظاهرة وبدأت بضربِ الحشود وتفريقهم عن بعضهم واعتقلت العديد منهم.[29]
زيارة كهانا الاستفزازيّة 1984
في 29 آب 1984م زار عُضو الكنيست حينها مائير كاهانا؛ زعيم حركة "كاخ" أُمّ الفحم في خُطوةٍ إستفزازيَّة ليستفزّ سُكّانها، والمُواطنين العرب في إسرائيل بشكلٍ عام؛ داعيًا إيّاهم الهجرة إلى الدولِ العربيّة؛ الأمرُ الّذي أثار غضب الفحماويّون، حيث تصدّوا له بحُشودٍ بلغت الآلاف لردعهِ من دُخولِ المدينة وإفشال مُخطّطهِ وفِكرتهِ، وقد حدثت مُواجهات عنيفة بين المُتظاهرين والشُرطة الإسرائيليّة نتج عنها العديد من الإصابات في كِلا الطرفين.[30]
أحداث الروحة 1998
في 27 أيلول 1998م حدثت مُواجهات بين سُكّان المدينة وحرس الحدود والشُرطة وأفراد الدوريّات الخضراء التّابعة لوزارةِ الزراعة الإسرائيليّة، وذلك عندما قامت باقتحامِ خيمة الإعتصام الّتي قد أقامها أهالي أُمّ الفحم احتجاجًا على قرارِ السُلطات الإسرائيليّة بمُصادرةِ آلاف الدونمات من أراضي أُمّ الفحم في منطقةِ الروحة لغرضِ التدريبات العسكريّة. خرج أهالي أُمّ الفحم بالحجارةِ والعُصي لمُواجهةِ الشُرطة الإسرائيليّة وقد ردّت عليهم بالغازِ المُسيل للدموع والرصاص المطاطي، والّذي نتج عنهُ إصابة المئات من المُتظاهرين وعلى رأسهم عضو الكنيست هاشم محاميد ورئيس بلديّة أُمّ الفحم آنذاك الشيخ رائد صلاح، وقد اقتحمت القوّات الإسرائيليّة المدرسة الثانويّة وجُرح مئات الطّلّاب،[31] مما حدا بحُكومةِ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى فتحِ تحقيقٍ حول الموضوع، وقد تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قرار مصادرة الأراضي نتيجة لمقاومة الأهالي والضغط الشعبيّ.[32]
الانتفاضة الثانية 2000
في 28 أيلول 2000م اقتحم أرئيل شارون المسجد الأقصى وتجوّل في ساحاتهِ مما أثار استفزاز المُصلّين الفلسطينيين؛ فاندلعت المواجهات بين المُصلّين وجنود الاحتلال في ساحاتِ المسجد الأقصى، وكانت هذه البداية لاندلاعِ الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية إذ أقدمت الشُرطة الإسرائيليّة على إطلاقِ الرصاص على المُصلّين داخل المسجد الأقصى ووقوع العشرات من القتلى والمئات من الجرحى. فانطلقت مسيرات ضخمة من مُختلفِ المناطق في فلسطين، وكذلك في مدينةِ أُمّ الفحم والقُرى المُجاورة لها حيثُ شارك بها الآلاف، تقدمهم قادة الحركة الإسلاميّة وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح؛ رئيس الحركة الإسلاميّة وبلديّة أُمّ الفحم آنذاك، وقادة سياسيّون آخرون. وقد حشدت الشُرطة الإسرائيليّة وحرس الحدود أعدادًا كبيرة من عناصرِها، وخاصةً قنّاصيها الّذين أخذوا مواقعهم على أسطُحِ المنازل العالية وقمم الجبال المُحيطة بمدخلِ المدينة. رغم مطالبات وجهاء المدينة وعلى رأسهم الدكتور سليمان أحمد إغبارية نائب رئيس البلديّة في حينها؛ بسحبِ الشُرطة لعناصرها وعدم الاحتكاك بجمهور المتظاهرين، إلّا أنّهُ حال دون ذلك وقد استشهد ثلاثة شبان من أُمِّ الفحم وهم "محمّد أحمد جبارين"، "أحمد إبراهيم صيام" من قريةِ مُعاوية الفحماويّة و"مصلح أبو جراد" الغزّاوي الأصل.[33] وقد أُصيب المئات من المُتظاهرين بجُروحٍ طفيفة وحتّى بليغة.[34]
زيارة مارزل الاستفزازيّة 2009
في 24 آذار 2009م زار الناشط اليميني باروخ مارزل أُمّ الفحم برفقةِ العشرات من مُؤيّديهِ، وبالمُقابل خرج المئات من سُكّانِ أُمّ الفحم لمُواجهتهم؛ إلّا أنّ الشُرطة قامت بحمايتهم وألقت القنابل الصوتيّة والغاز المُسيل للدموع على أهالي أُمّ الفحم ورشّت عليهم المياه العادمة لتفريقهم. استمرّت المسيرة اليهوديّة بقيادة مارزل حوالي 15 دقيقة، أمّا المواجهات بين الفحماويين والقوّات الإسرائيليّة فاستمرّت نحو 3 ساعات نتج عنها العديد من الإصابات والإعتقالات.[35]
زيارة مارزل الاستفزازيّة 2010
في 27 تشرين الأول 2010م زار الناشط اليميني باروخ مارزل أُمّ الفحم للمرّةِ الثانية، وذلك بعد مُرور 20 عامًا على وفاةِ الحاخام مائير كاهانا مُؤسّس اليمين المتطرف؛ الّذي سبق وزار أُمّ الفحم بخُطوةٍ إستفزازيّة عام 1984م، وقد أُغتيل فيما بعد في نيويورك عام 1990م.[36] كان هدف مارزل من زيارتهِ الاستفزازيّة لأُمِّ الفحم مُعارضته لوجود الحركة الإسلاميّة في إسرائيل فدعى أن يتمّ حظرها. حيث زار أُمّ الفحم عشرات اليهود بقيادةِ باروخ مارزل وايتمار بن جبير للقيام في مُظاهرةٍ بالمدينةِ ضد الحركة الإسلاميّة لقيامها بدعمِ حماس بمُشاركةِ قائدها الشيخ رائد صلاح بِأُسطولِ الحُريّة.
بعدما سمحت المحكمة الإسرائيليّة النشطاء اليمينيين بالتظاهر في أُمِّ الفحم ضد الحركة الإسلاميّة؛ حضر إلى أُمِّ الفحم المئات من ضُبّاطِ الشُرطة لمنع وقوع أيّ اشتباكات بين الجانبين. إلّا أنّ الشُرطة أطلقت الغاز المُسيل للدموع والقنابل الصوتيّة على أهالي أُمّ الفحم بعدما ألقوا الحجارة على اليمينيين واعتقلت العديد منهم.[37]
شارك أهالي أُمّ الفحم مجموعة من اليهود المتدينين الّذين استنكروا زيارة مارزل الاستفزازيّة لمدينةِ أُمّ الفحم وقد رفعوا بعض الشعارات الموجهة ضده وضد الصهيونيّة، كما وتواجد رئيس بلديّة أُمّ الفحم وعددًا من أعضاء البلديّة والحركةِ الإسلاميّة وقسمٌ من أعضاء الكنيست العرب، وقد أُصيب البعض منهم.[38]
أُمّ الفحم اليوم
تُعتبر أُمّ الفحم اليوم مركزًا لتقديم الخدمات العامة لمنطقة المثلث الشمالي. يعملُ السواد الأعظم من قوّتها العاملة كمُزوّد أساسيّ لسُوقِ الأعمال البدنيّة الشاقّة كالعمارةِ أو الخدمة بالمطاعمِ والفنادقِ في المُدنِ اليهوديّة. في هذهِ الفترة تحديدًا طرأ تطوّرٌ كبير بالمجالاتِ الإقتصاديّة، العلميّة والتعليميّة؛ كذلك ازدادت نسبة التعليم الأكاديميّ لدى الذكور والإناث. من المُشكلات الّتي تُواجهها أُمّ الفحم أنّ البلديّات والمجالس العربيّة ما زالت تُعاني من التميّيز في حجمِ الميزانيّات المُقدّمة لها مُقابل البلدات اليهوديّة؛ الأمرُ الّذي يُؤثّر سلبًا على سكانها الفلسطينيين ومعيشتهم في مُدنِهم وبُلدانِهم، لهذا هُناك الكثير من المُشكلاتِ في البُنية التحتيّة وازدادت في السنوات الأخيرة مشاريع الأسرلة وتدجين الشباب الفلسطيني في أم الفحم، كاستدراجهم للخدمة القومية الإسرائيلية بهدف سلخهم عن هويتهم وانتمائهم الفلسطيني.[40]
يُلاحظ في الفترةِ الأخيرة قُدوم الكثير من الغُرباءِ للسكنِ في أُمِّ الفحم من شتّى أنحاء فلسطين، رُغمَ مُعاناة المدينة من قلّةِ الوحدات السكنيّة، والكثافة السُكّانيّة العالية وعلى وجهِ التحديد في مركزِ البلد، فتمّ إنشاء منطقةً سكنيّة حديثة تُدعى بمنطقةِ "الشيكونات" إلاّ أنّ الأزمة ما زالت مُستفحلة، بالرُغمِ من وُجودِ الكثير من الأراضي التّابعة للمدينةِ إلّا أنّها زراعيّة وترفضُ الحُكومة بتحويلِها إلى سكنيّة، وهُناك الكثير من حالاتِ الهدم للبُيوتِ في حالِ قيام أحد المُواطنون ببناءِ بيتٍ في أرضٍ زراعيّة.[9] في الوقتِ الحالي جاري العملُ على وحداتٍ سكنيَّة جديدة في منطقةِ عين جرّار،[41] والباطن، وقحاوش.[42]
الجُغرافيا
تقع مدينة أُمّ الفحم على دائرةِ عرض 32.31 شمالاً وخطّ طُول 35.9 شرقًا. وتحديدًا في الجهة الشماليّة الغربيّة لمنطقة السامرة على سلسلة جبال أُمّ الفحم. تُعتبر أُمّ الفحم مدينة جبليّة تمتد حتَّى أعلى قمتيّ جبل إسكندر والستّ خيزران؛ البالغ إرتفاعهما حوالي 520 مترًا فوق مُستوى سطح البحر.[2][43] أمّا مُتوسَّط إرتفاع المدينة فهو 346.5 مترًا فوق مُستوى سطح البحر.[2]
تبعدُ مدينة أُمّ الفحم عن مدينةِ جنين حوالي 15 كم جوًّا إلى الشَّمَال الغربيّ، وعن مدينةِ حيفا حوالي 33 كم جوًّا إلى الجّنوب الشرقيّ، وعن العاصمةِ القُدس حوالي 83 كم جوًّا إلى الشّمال.[8] تقع مدينة أُمّ الفحم ضمن المناخ الجبلي المُعتدل لحوضِ البحر الأبيض المُتوسط؛ الّذي يتميّز بصيفٍ جاف وحار؛ تسود فيه بعض الليالي اللطيفة، وفصلَ شتاء ماطر وبارد.
تبلغُ مساحة أُمّ الفحم اليوم حوالي ستة وعُشرون ألف دونمًا أيّ ما يُعادل ستة وعُشرون كيلو مترًا مُربَّعًا؛ وبهذا تُعتبر أُمّ الفحم المدينة العربيَّة الأكبرُ في منطقةِ المُثلّث بشقّيهِ الشّماليّ والجنوبيّ. تكثرُ الينابيع في أُمِّ الفحم وأشهرها: عين النبي، عين الشعرة، عين البير، عين الوسطى، عين أم الشيد، عين المغارة، عين أم خالد، عين جرار، عين الزيتونة، عين إبراهيم، عين داوود، عين العيون وغيرها. حيث كان النّاس يستخدموها في الماضي لريِّ المزروعات وسقي المواشي، أمَّا اليوم فقد جُفّ مُعظمها وقلّ استخدامها.[43]
لاتساعِ أراضي أُمّ الفحم تاريخيًّا؛ فكانَ من الصعبِ على أهاليها آنذاك، الذّهاب إلى حُقولهِم للحراثةِ والحصاد، ثُمّ الرجوع إلى بيوتهم في القريةِ كلِّ مساء لبُعدِ المسافة ومشقّة الطريق، فاضطرّوا لبناءِ بعض البيوت في الأماكنِ المُتوفّرة فيها المياه، ومع مُرورِ الوقت اتسعت هذه الأمكنة وكُثرت البيوت فأصبحت قُرى تختلف في صُغرِها وكُبرَها وأصبحت كُلٍّ منها قرية قائمة بحدِّ ذاتها وهي: مشيرفة، مُصمُص، مُعاوية واللَجُّون؛ إلَّا أنَّها هُجِّرَت ودُمِّرَت عام 1948م.[44]
البياضة • مشيرفة • مُصمُص | أراضي الروحة | مُعاوية | ||
سالم • زلفة | عرعرة | |||
| ||||
الطيبة (الضّفّة الغربيّة ) | عانين (الضّفّة الغربيّة ) | مي عامي |
السُكَّان
يسكنُ مدينةَ أُمّ الفحم العديد من العائلاتِ الّتي نزحت من مُختلفِ المناطق في فلسطين، فقد جاء قسمٌ مِنهُم من منطقةِ الخليل وتحديدًا من بيتِ جبرين وتلِّ الصّافي، بالإضافةِ إلى بعضِ العائلات الّتي يرجعُ أصلُها إلى مصر أثناء حملة محمّد علي باشا في الشّام.[20] ينقسم سُكّان أُمّ الفحم إلى أربعِ حمائل كبيرة؛ الإغباريّة، المحاجنة، الجبارين والمحاميد.[45][46]
وصل عدد سُكّان قرية أُمّ الفحم عام 1922م إلى 2,191 نسمة وفي عامِ 1931م إلى 2,443 نسمة مِنهُم 1,187 ذكرًا مُسلمًا و1,240 أنثى مُسلمة وثمانية مسيحيّين وثماني مسيحيّات، وفي عامِ 1945م قُدّروا بِـ 5,430 نسمة بما فيهم سُكّان اللجُّون، مُعاوية، مُشيرفة ومُصمُص.[47] أمّا اليوم ووفقًا لمكتبِ الإحصاء المركزيّ الإسرائيليّ؛ فقد وصل عدد سُكَّان مدينة أُمّ الفحم إلى 54,240 نسمة حسب إحصائيّات نهاية عام 2017م.[4]
يُبيّن الجدول التالي النموُّ السُكَّاني لأُمِّ الفحم خلال الأعوام السّابقة:
المصدر: مكتب الإحصاء المركزي.
أعلام
من أعلامِ مدينة أُمّ الفحم:
- الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلاميّة في الداخل الفلسطيني.[48]
- الشيخ مشهور فوَّاز، رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني.[49]
- الشيخ خالد حمدان، رئيس بلديّةِ أُمّ الفحم سابقًا.
- الشيخ رائد فتحي، مُحاضر في كُلِيَّة الدعوة والعُلوم الإسلاميَّة في مدينةِ أُمَ الفحم.[50][51]
- د.عفو إغباريَّة، طبيب وعُضو سابق في البرلمانِ الإسرائيليّ "الكنيست".[52]
- رجا إغباريّة، رئيس حركة أبناء البلد في مدينةِ أُمّ الفحم.
- الفنّان سعيد أبو شقرة، فنّان ومُدير صالة العرض للفُنون.
- توفيق عسليّة جبارين، قاضٍ وأوَّل رئيس مُعيَّن لمجلسِ أُمّ الفحم المحلّي (عام 1963م).[20]
- علي الفارس محاميد، أحد أهمّ قيادات ثورة فلسطين الكبرى (1936م - 1939م).
- أحمد الفارس محاميد، أحد أبرز ثوّار ثورة فلسطين الكبرى (1936م - 1939م).
وغيرهم...
الاقتصاد
في أواخرِ القرن التاسع عشر أصبحت أُمّ الفحم مركزًا تجاريًّا يُؤمّها أهالي قُرى الرُّوحة والمنسي وقسمٌ من جاراتِها مثل عانين وعرعرة، إذ كان تُجّار أُمّ الفحم يملكون حوانيت القماش الَّذي كانوا يحضرونهُ من دمشق وبيروت، وكذلك عندهم تُجّار المُؤن وكلّ ما يحتاجه كلّ بيت.[20] وإلى يومِنا هذا ما زالت تُعتبر أُمّ الفحم إحدى أهمّ المراكز الاقتصاديّة في المنطقةِ وللقُرى المُجاورة في وادي عارة، إذ تحتوي على العديد من ورشاتِ العمل والمصانع في شتّى المجالات، منها معامل الزجاج، الطباعة، مواد البناء، الأثاث وغيرها.
تكثرُ في أُمِّ الفحم المُجمّعات التجاريّة، كما وتحوي على شارعٍ باسمِ "شارعِ السُّوق" ينتشرُ على امتدادهِ الكثير من المحلَّاتِ التجاريَّة. وجديرٌ بالذكر أنّ المنطقة الصناعيَّة ما زالت قيد الإنشاء والَّتي ستُوفّر العديد من الفوائد؛ كتوفيرِ فُرصِ العمل، واجتذاب الاستثمارات الأجنبيَّة، وتوسيع رُقعة البُنية الأساسيَّة من الخدماتِ في المدينة.
تاريخيًّا؛ عندما أُعلنت الحرب العالميّة الثّانية في الأربعينات أقامت الحُكومة البريطانيّة العديد من المشاريع أبرزها بناء مراكز الشُرطة في اللجُّون وجنين وغيرها؛ حيثُ عمل ببنائها قسمٌ كبير من عُمّالِ أُمّ الفحم، وكذلك عُبّدت الطّريق من العفُّولة إلى عارة فاستوعبت قسمًا كبيرًا من العُمّالِ الفحماويّين، وأُقيم أيضًا مطارًا في أرضِ أُمّ الفحم قُرب اللجُّون فعمل بإنشائهِ الكثير من أبناءِ أُمِّ الفحم، وكذلك فُتحت الأعمالُ في حيفا فسافر إليها البعضُ من أهالي أُمّ الفحم للعملِ بها، وقد ارتفعت أسعار الحُبوب والخُضار فانتعشت الزراعة في أُمِّ الفحم وأصبحت تأتي بمدخولٍ جيّد.
في هذهِ الفترة تحسّنت الأوضاعُ الاقتصاديَّة بشكلٍ كبير فشرع أهالي أُمّ الفحم بتعبيدِ الشّارع من حيِّ عين إبراهيم إلى الميدان على حسابِهم الخاص؛ حيثُ دفع كُلّ رجل ليرة واحدة فسُمّي "بمشروعِ الليرة". وقد قاموا أيضًا بمدِّ مواسير مياه من عينِ النّبي إلى الميدان، وقد بنوا خزّانًا فيهِ حنفيّات، فاستراحت نساءُ أُمّ الفحم من نشلِ المياه من العين. وفي ظلِّ هذه الأوضاع الاقتصاديَّة المُمتازة تمّ بناء أربعة صُفوف زيادةً على الخمسة في المدرسةِ الابتدائيَّة، وقد توحّد أصحاب باصات أُمّ الفحم وأسّسوا "شركة باصات اللجُّون".[20]
النقل والمُواصلات
في بادئِ الأمرِ كانَ سُكَّان أُمّ الفحم كسائرِ باقي القُرى يتنقّلون بواسطةِ الحمير والخيول والجِمال والّتي كانت تُستخدم أيضًا لنقلِ البضائع من مكانٍ إلى آخر، حيث اُستخدمت لنقلِ الأغراض والحمولات كمحاصيلِ القمح والقش والفحم والزيتون وغيرها. في فترةِ الانتداب البريطانيّ، ظهرت وسائل مُواصلات جديدة ومُتطوّرة كالسيّارات لكنَّها كانت قليلة آنذاك، أمَّا الباصات فكان هُناك شركة باصات في منطقةِ اللجُّون القريبة من أُمِّ الفحم، سُمّيت "بباصاتِ اللجُّون" وفي عامِ 1937م وصل عدد باصاتها إلى سبعةِ باصات.[53] كان لها خُطوط في كُفر قرع، عرعرة، حيفا وجنين ومن ثُمّ بالتناوبِ مع شركة "خلف" من طُولكرم بتسيير خطّ حيفا – أُمّ الفحم، عرعرة، باقة، جت وطُولكرم.[20]
أمَّا في فترةِ الحُكم العسكريّ بعد قيامِ دولة إسرائيل؛ بدأ ظُهور المركبات ووسائل النقل بشكلٍ أكبر، فبدأ يعمل خطٌّ للباصات على طريقِ وادي عارة، وفي سنواتِ الستينات دخلت الباصات إلى أُمِّ الفحم،[54] وفي الآونةِ الأخيرة ابتداءً من تموز 2013م قامت شركة "كاڤيم للسفريّات" (بالعبرية: קווים תחבורה ציבורית בע"מ) بتفعيلِ المُواصلات العامّة داخل مدينة أُمّ الفحم بهدفِ خدمة السُكّان وتسهيل تنقلهم ووصولهم من مكانٍ إلى آخر داخل أحياء المدينة وكذلك ومن وإلى القُرى المُجاورة.[55] كما وقامت بلدية أم الفحم على إنشاء مجمع باصات داخلي لتنظيم المواصلات الداخلية في المدينة، ولتوفير المواصلات العامة لتصل إلى كل الحارات.[56]
العمارة والتخطيط الحضري
كانت البيوت القديمة في أُمِّ الفحم قبل عام 1948م تتميّز بوُجودِ الخوابي والقطوع فيها والّتي لها القناطر، وكان يسكن فيها العائلات والدواب، وكانت أسقُف هذه المباني من الأخشاب التي كانوا يحضرونها من الأحراشِ ويضعون فوقها البلان "النتش"، بالإضافة إلى وابل من التُرابِ الناشف، ثمّ يضعون عليه الطين اللزج الّذي كانوا يحضرونه من تلالِ السلطانة، لأنّ هذه التُربة إذا ما مُزجت مع التبن تكون كالكلس أو الأسمنت.
كان في أُمِّ الفحم أكثر من خمسينِ عقدًا وهذه العقُود كانت تُبنى بالحجرِ المشبوط "القصم" وكانت طينتها من الشيد ورماد الطوابين، وسقفها كالقُبّةِ تُبنى بحجرٍ يُسمّى "الريش" أو "الكلس" وكان هذا العمار يُعمِّرُ لمئاتِ السنين. أقدم عقد في أُمِّ الفحم هو عقد مسجد عُمر بن الخطّاب في حارةِ المحاجنة والّذي هُدم فيما بعد.
أوّل البنايات الّتي سُقفت بالأسمنت في أُمِّ الفحم هي مدرسة أُمّ الفحم (ابتدائيّة الزهراء اليوم) والّتي بُنيت عام 1927م، بعدها بيت "خضر حسن علي" والّذي بُني عام 1930م، ولم يُسكب غيرهما حتّى عام 1936م، ومن عامِ 1927م وحتّى 1947م كانت البيوت الّتي سُقفت بالأسمنتِ قليلةٌ جدًّا.[20]
الأحياء
تنقسمُ مدينة أُمّ الفحم شأنها شأن جميع المُدن والقُرى إلى حارتٍ وأحياءٍ تحملُ أسماءً مُختلفة؛ ففيها أربعُ مناطق سكنية رئيسيّة مُحاذية ومُتلاصقة لبعضِها البعض والّتي تنقسمُ إلى العديد من الأحياءِ وهي:[57]
الميدان | الخانوق | العُيون | عين الشعرة |
الشرفة | البير | المِحجر | الظهر / الشيكونات |
الكينا | الخلايل | البراغلة | الجدُّوع (العُلوي/السُفلي) |
الباطن | الغزالات | البيادر | السلطانة |
المصّايات | الشيكون | رأس الهيش | عراق الشباب |
الخُضور | عين الذروة | عين جرّار |
عين خالد | أبو لاحم | الشّاغور |
إسكندر | الست خيزران | بيدر دبالة | عين النبي | الأقواس |
الملساء | عين المغارة | عين الوُسطى | عين التينة | وادي النسور |
عين إبراهيم | عين الزيتونة | وادي ملحم | البيار | سويسة |
قحاوش | المُعلّقة | العرايش | عقادة | رُبزة |
المُؤسّسات
تحوي أُمّ الفحم على العديدِ من المُؤسّساتِ المُختلفة؛ ففيها مركزُ شُرطة ومركزُ إطفاء وفرع لمُؤسّسةِ التأمين الوطنيّ، والعديد من المدارسِ، الكُليّات، العيادات، البُنوك والبريد وغيرها من المؤسّساتِ الحكُوميَّة والعامّة، بالإضافةِ إلى العديدِ من المراكزِ الثقافيَّة والتربويَّة.
مركز الشُرطة
يقع " مركز شُرطة أُمّ الفحم" في حيِّ قحاوش المُطل على الشارعِ الرئيسي وادي عارة.[59] والقائد الحالي للمركزِ هُو المقدم «نير يونا»، حيثُ استلم منصبه أواخر عام 2017م.[60] |
|
المركز الجماهيري
تأسّس " المركز الجماهيري" عام 2010م في حيِّ الغزالات، يُعتبر من أهمِّ المراكز في المدينةِ وهو مُخصّص لخدمةِ جميع الأجيال من جيلِ الطفولة المبكرة حتّى المُسنين وذلك باحتوائهِ على العديدِ من الأقسامِ المُهمّة ومنها: قسم الشبيبة، وحدة الأولاد من 6-12 سنة، وحدة التطوُّع والعمل الجماهيريّ، وحدة الوالديّة والأُسرة، وحدة الكبار وذوي الاحتياجات الخاصّة، وحدة الفنون والثقافة وقسم الرياضة.[61] كما ويحوي على العديدِ من الغُرفِ التدريسيّة، القاعات وورشات العمل وكذلك يحوي على قاعةٍ رياضيّة، وقاعة المسرح؛ التي تستوعب لأكثرِ من 500 شخص.[62] |
ملف:المركز الجماهيري - ام الفحم.jpg |
مكتبة ابن زيدون العامّة
تأسّست " مكتبة ابن زيدون العامَّة" عام 1978م في حيِّ المصّايات. وفي 9 مايو 2018 تم افتتاح المكتبة الجديدة بجانب المدرسة الأهلية الثانوية (في الصورة). تحتوي المكتبة على الآلافِ من المُؤلّفات العلميّة والأدبيّة والموسُوعات وكُتبَ المُطالعة في شتّى المجالات، كما ويتواجد فيها الكُتبَ المُترجمة من اللُغتي الإنجليزيّة والعبريّة وغيرها، وكذلك تُوفّر إمكانيّة البحث في شبكةِ الإنترنت من خلالِ أجهزةِ حاسوب حديثة.[63] |
|
مركز العلوم والفنون
تأسّس " مركز العُلوم والفُنون" عام 1998م في حيِّ العُيون من قبلِ شركة اليناصيب الوطنيَّة "مفعال هبايس". يُعتبر أحد أهمّ المراكز التعليميّة والتربويّة الأساسيّة في المدينةِ، حيثُ يتمّ فيهِ تعليم العُلوم، التكنولوجيا والفُنون في ساعاتِ الصّباح لطُلّابِ المدارس، أمّا في ساعاتِ بعد الظهر فيفتتح المركز أمام الجمهور لإقامة فعّاليّات لا منهجيّة لكافّة الأجيال، فيحتضن الأمسيات والمسرحيّات وغيرها. ويحتوي على قاعةٍ تتسع لأكثرِ من 200 شخص. |
المُجمّعات
تكثرُ في أُمِّ الفحم المُجمَّعات التجاريَّة؛ إذ تحتوي على ستة مُجمّعات، وكثيرًا ما يقصدُها سُكّان المدينة، ومنطقة المثلث الشمالي، وسُكّان قُرى وادي عارة، وهي:
|
|
أماكن ترفيهيّة
يُعتبر مُنتجع الواحة منظومة مُتكاملة للنشاطِ الرياضيّ، السّياحيّ والترفيهيّ فهو يُمثّل منفذًا سياحيًّا جذّابًا يتناسبُ مع شرائحٍ مُختلفة من المُجتمعِ لما فيهِ من أوجُهِ الرّاحة والخُصوصيّة، فهو من أبرِز وأهمّ معالم أُمّ الفحم الحديثة فيقصدهُ الكثير من السُكَّانِ العرب، يُعتبر مُنتجع الواحة من أكبرِ المُنتجعات في الوسطِ العربيّ في إسرائيل إذ يقوم على مساحةٍ تُقدّر بِـ 17 دونم،[67] يحوي على العديدِ من المسابح الدّاخليّة والخارجيّة المُلائمة لجميعِ الأجيال، كما ويحوي على صالةٍ رياضيّة وعلى مدينة ملاهي ترفيهيّة للأطفال.[68]
المُتنزّهات
تحوي أمّ الفحم على العديد من المتنزهات العامّة والحدائق الصغيرة المنتشرة بين أحياءها، وهي:
|
|
المساجد
تحوي أُمّ الفحم على العديدِ من المساجدِ الحديثة، لكن هُناك أربعة مساجد قديمة بُنيت قبل عام 1948م في مراكزِ الحارات الأربعة، ثُمّ أُعيدَ بناؤُها وترميمُها على الطُرازِ الحديث. وهي:[69]
-
مسجد أبو عُبيدة بن الجراح في حارةِ الإغباريّة
-
مسجد عُمر بن الخطّاب في حارةِ المحاجنة
-
مسجد أبو بكر الصدّيق في حارةِ المحاميد
-
مسجد عُثمان بن عفّان في حارةِ الجبارين
وهُناك غيرها العديد من المساجدِ المُوزّعة بين أحيائها، وهي:
المسجد | الحي | الصورة |
---|---|---|
ابن تيمية | الباطن | |
عبد الله بن مسعود | المرمالة | |
صلاح الدين الأيوبي | البراغلة | |
طارق بن زياد | الأندلس | |
عز الدين القسام | عين النبي | |
بلال بن رباح | عين جرار | |
الأهليّة | الظهر | |
الهجرة | عين الوسطى | |
الفاروق | الملساء | |
قباء | الشيكون | |
الزاوية الرفاعيّة | جبل إسكندر | |
التوحيد | الميدان |
المسجد | الحي | الصورة |
---|---|---|
أبو بكر الصديق | عراق الشباب | |
علي بن أبي طالب | البير | |
عين إبراهيم | عين إبراهيم | |
دار الأرقم | الشاغور | |
الغزالي | العيون | |
النور | الخلايل | |
عبد القادر الجيلاني | الشرفة | |
المُعلَّقة | المُعلَّقة | |
العرايش | العرايش | |
سويسة | سويسة | |
عقادة | عقادة | |
البيار | البيار | |
خالد بن الوليد | عين خالد | |
قطاين الشومر | قطاين الشمور | |
محمد الفاتح (قيد البناء) | الظهر |
الدين
تُعدُّ أُمّ الفحم إحدى كُبرى المدن الإسلاميَّة داخل الخطّ الأخضر، حيثُ يعتنقُ سُكّانها الدينُ الإسلاميّ على منهجِ أهلِ السُنّة والجماعة، وأقليَّة صغيرة جدًّا تتّبع الطريقة الصُّوفيَّة؛ الَّتي بدأ إنتشارها في أُمَّ الفحم أواخرِ القرن الثامن عشر. تتميّز المدينة بكثرةِ مساجدها إذ تحوي على ثلاثُون مسجدًا.[70] كما وتحوي على مقامٍ تاريخيٍّ يُعرف بِمقامِ "الشّيخ إسكندر" الواقع على قمّةِ جبل إسكندر، حيثُ كان النّاسُ يزورونهُ قديمًا لطلبِ الغيث والولد أو وفاءً للنُذور وكانوا يُقدّمون له القرابين، أمّا اليوم فقد تلاشت هذهِ العادات.[71] ويُوجد حول مقام "الشّيخ إسكندر" قُبورًا دارسة يُعتقد أنّها لِعُلماءٍ اشتهروا بفضلِهم وعلمِهم.[43]
في أواخرِ القرن الثامن عشر سكن المسيحيُّون أُمّ الفحم والّذين جاءوا من شرقيِّ الأُردن وتحديدًا من السّلط ومنطقة الحصن، وبعد مُدّة قدم غيرهُم من شفاعمرو وطبريا وبُلدانٍ أُخرى، وبهذا سكنت أُمّ الفحم العديد من العائلاتِ المسيحيَّة حتَّى وصل عددها لغايةِ عام 1918م لِـ 35 عائلة أشهرها عائلة الحدّاد والَّتي ملكت الكثير من الأراضي في أُمِّ الفحم ومنطقتها؛ كاللَجُّون، الرُّوحَة والبُطيمات. وكان لهم كنيسة قُرب مسجد الجبارين لا تعبد عنهُ سوى عشرات الأمتار.[20]
كانت العلاقة بين المسيحيّين والمُسلمين في أُمّ الفحم جيدة جدًّا إذ كانوا يُشاركون بعضهم الأفراح والأتراح، إلّا بعد حادثةٍ وقعت عندما احتلّ الإنكليز البلاد ومرّوا من أُمّ الفحم، فإذ بامرأةٍ مسيحيَّة من أُمّ الفحم تقف على نُقطةٍ مُرتفعة لتُغنِّي للإنكليز، قائلةً: «يـا ملك جورج يـا ملكنا، لولاك كان أُهْلِكْنا، لولاك ولولا وجودك كانت الإسلام أكلتنا»، فاستنكر المسيحيّون هذا العمل قبل المُسلمين، إلّا أنّ المُسلمون أصرّوا على ترحيلِ تلكَ المرأة المسيحيّة رُغْمَ اعتذار المسيحيّين لَهُم، بعد هذه الحادثة بمُدّةٍ قصيرة أخذ المسيحيُّون يرحلون من أُمِّ الفحم بعد أن أُفتتحت الأعمال في حيفا والنّاصرة، وأمّا العائلات المسيحيّة التي كان لها حصّةٌ كبيرة من أراضي أُمّ الفحم وأملاكها لم تبعها إلّا لسُكّانِ أُمّ الفحم وبثمنٍ أقل من قيمتها، قائلين: «أهالي بلدنا أُمّ الفحم، أحقُّ بأملاكِهم من غيرِهم، اشتريناها منهُم، ورددناها إليهِم».[20]
الثقافة والتعليم
في عامِ 1996م تأسَّست في أُمِّ الفحم صالة العرض للفُنون بمُبادرةٍ من السُكَّانِ المحليِّين والفنَّانين، من أجلِ عرض الفنّ العربيّ الفلسطينيّ في حالِ عدم وُجود صالاتِ عرضٍ أُخرى في الوسطِ العربيّ في إسرائيل آنذاك، وعلى مدى سنينٍ معدودة أصبح المكان نُقطةَ إلتقاءٍ مُهمَّة بين الثقافات والنّاس وهو من أهمِّ معالم المدينةِ بحيثُ يجذبُ السُيَّاحَ والجمهورَ بشكلٍ كبير.[72][73] وفي الوقتِ الحالي طُرح مشروعٌ حديث لبناءِ مُتحف أُمّ الفحم للفنِّ المُعاصر في المدينةِ ولذلك منحَّت بلديَّة أُمّ الفحم صالة العرض للفُنون مساحةً كبيرةً من الأرضِ لبناءِ هذا المُتحف والَّذي سيكون من أهمِّ وأبرز معالم المدينة.[74]
تميّزت السّنوات الأخيرة من الحُكمِ العُثماني وتحديدًا أثناء مُشاركة الدولة في الحربِ العالميّة، إنتشار الفقر والجهل والَّذي جعل التعليم في أسفلِ أولويات النّاس، وبسبب ذلك عانى أهالي أُمّ الفحم من الجهلِ السائد بينهُم فكان من النادرِ أن تجدَ قارئًا أو كاتبًا إلّا إمام المسجد، فتعليمُ الأطفال كان مُقتصرًا على القراءة والكتابة وحفظ القرآن للذُكور فقط، وذلك على أيدي مُعلّمين "شيوخ" في الكتاتيب أو في المسجد، وبالطبعِ لم يكُن هُناك أيّ إهتمامٌ بالعُلومِ العصريّة والحديثة.
أمّا في عهدِ الانتداب البريطانيّ، بدأت تظهر المدارس الحديثة، وقد بُنيت في منطقةِ وادي عارة مدرسة أو إثنتان، وصار بإمكانِ الفتيات التعلّم كما هو الأمر عند الأولاد ولكنَّ بشكلٍ مُنفصل، وصار بالإمكانِ أن يتعلّم الطُّلَّاب مواضيع أكثر تنوّعًا كالحساب واللغة الإنجليزيَّة والجغرافيا والزراعة.[75]
كانَ في أُمِّ الفحم مُنذ ما كانت قرية أثناء الحُكم العُثماني مدرسة حكوميَّة بُنيت عام 1886م، ومدرسةٌ أُخرى تبشيريَّة إنكليزيَّة كانت تُعلِّم الجالية المسيحيَّة في أُمِّ الفحم بُنيت عام 1891م على وجهِ التقريب،[20] وفي عامِ 1942م أثناء الانتداب البريطانيّ بُنيت مدرسة للإناث.[43] أمَّا اليوم فهناك ما يُقارب الثلاثون مدرسة في المدينة، وهي:[76][77]
المدراس
المرحلة الابتدائيَّة
التعليم الابتدائي، هو المستوى التعليمي الأوّلي والذي يتكوّن من ستة مراحل أساسيّة، تبلغ مدّة كلّ مرحلة سنة كاملة، وفيها يتعلم الطلاب المبادئ الأساسيّة، يتواجد في أمّ الفحم أربعة عشر مدرسة ابتدائيّة، وهي:
|
المرحلة الإعداديَّة
التعليم الإعدادي، هو المستوى التعليمي المتوسط، والذي يتكوّن من ثلاثة مراحل أساسيّة، تبلغ مدّة كلّ مرحلة سنة كاملة، وهي مُكمّلة للمرحلة الابتدائيّة، يتواجد في أمّ الفحم خمسة مدارس إعداديّة، وهي:
|
المرحلة الثانويَّة
التعليم الثانوي، هو المستوى التعليمي الأخير من التعليم الإلزامي، والذي يتكوّن من ثلاثة مراحل أساسيّة، تبلغ مدّة كلّ مرحلة سنة كاملة، يليه التعليم الجامعي، يتواجد في أمّ الفحم سبعة مدارس ثانويّة، وهي:
|
|
التعليم الخاص
التعليم الخاص، هو تعليم لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، من أجل مساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن، وتحقيق ذواتهم، ومساعدتهم في التكيّف، ويتواجد في أمّ الفحم خمسة مدارس خاصة، وهي:
|
|
الكُليّات
الكُليَّة، هي مؤسّسة تعليميّة تقدّم الشهادات العُليا لما بعد المرحلة الثانويّة، ويتواجد في أمّ الفحم العديد من الكُليَّات، منها:[79][80]
|
الرياضة
تتنوَّع الرياضة في أُمِّ الفحم إلى عدَّةِ مجالات ففيها كُرة القدم، كُرة السلَّة، كُرة التنس، السباحة، الجودو وغيرها الكثير، لكن كُرة القدم في أُمِّ الفحم تُعتبر أكثر الرياضات شُهرةً وأكثرها أهميّةً وتفضيلاً على غيرِها.[9]
يوجد في أُمِّ الفحم ملعبين لكُرةِ القدم؛ القديم في حيِّ الباطن والحديث في حيِّ الظهر ويُسمَّى بإستادِ السَّلام، وفيها اليوم ناديين لكُرة قدم وهما هپوعيل اتّحاد أُمّ الفحم ومكابي أُمّ الفحم. من أشهرِ لاعبي كُرة القدم الفحماويّين اللاعب أحمد حربي أحد لاعبي المُنتخب الفلسطيني لكُرةِ القدم حيثُ يلعبُ في خطِّ الدفاع.[81]
يُعدُّ نادي هپوعيل أُمّ الفحم السابق أحد أشهرِ وأهمِّ أندية كُرة القدم في المدينةِ، حيث لعب بالأساسِ بالدرجاتِ الأُولى والثانية حتَّى نهاية موسم 2007م / 2008م حيث ترقى للقُطريَّةِ وهي الدوري الثَّالث في إسرائيل، كذلك وصل إلى الدورةِ التَّاسعة من مُبارياتِ الكأس، لكنَّهُ تفكَّك ولم يسمترَّ بسببِ الديون الَّتي حلَّت على الإدارة.[82]
بعد هذا التفكك قرّر الجمهور الفحماوي تشكيل جمعيّة وإدارة جديدة لتشكيل نادي جديد باسم "أُخوَّة أُمّ الفحم"، وبعد تأسيسه أُطلق عليه اسم "هپوعيل أُمّ الفحم"، ثُمّ تمّ اقتراح توحيد جميع أندية كُرة القدم في أُمّ الفحم؛ فاتَّحد نادي "هپوعيل أُمّ الفحم" الجديد مع نادي "بيتار أُمّ الفحم" وتمّ تشكيل نادي هپوعيل اتّحاد أُمّ الفحم، أمّا إدارة نادي مكابي أُمّ الفحم فقد رفضت هذا الاتّحاد.[83]
الصّحّة
في أواخرِ القرن التاسع عشر بنى المُبشرون الإنكليز في النّاصرة مشفى خيريًّا، كان يُسمَّى في العهدِ العُثماني "الخستخاني" وبجانبهِ "الاجزخاني" أيّ الصيدليّة فكان يقصدهُ أهالي أُمّ الفحم كسائر قُرى المنطقة. وفي عامِ 1935م بنت حُكومة الانتداب البريطاني مشفى كبيرًا على شاطئِ حيفا وهو مشفى رمبام اليوم، كان يُديره آنذاك السيّد "نايف حمزة" فعُرف عند أهالي القُرى "بإسبيطارِ حمزة".
دخل قسمُ الصّحّة أُمّ الفحم في عهدِ الانتداب البريطاني، حيثُ أُقيم في كُلِّ قضاء دائرة صحيَّة فيها طبيبٌ واحد. كان طبيب قضاء جنين يُدعى "الحجّ عابدين" كان يزور كُلِّ قُرى قضاء جنين بأيَّامٍ مُختلفة من الأسبوع راكبًا فرسه، كان يُداوي من دونِ تشخيص ويُطعِّم الأطفال ويُعالج جميع الأمراض المُنتشرة آنذاك كالجدري، والحصبة، والطاعون، وغيرها. وقد تولّى أيضًا الإشراف على نظافةِ القُرى وعُيون الماء.[20]
تُعدُّ أُمّ الفحم اليوم إحدى المُدن المركزيّة في منطقةِ المُثلَّث، فتكثرُ فيها العيادات الطبيَّة، وأشهرها عيادتي "النُّور" و"الحياة"، بالإضافةِ إلى العديدِ من الصيدليَّات المُنتشرة فيها. وفي الآونة الأخيرة أُفتتح "مشفى النُّور الطبِّي"، الَّذي يقومُ بخدمةِ ما يزيد عن مائةِ ألف مُواطن من سُكَّانِ أُمّ الفحم والمنطقة، حيثُ يتكوّن من خمسةِ طوابق، تبلغُ مساحةَ كلِّ طابق 1,200 متر مُربَّع. يضمُّ هذا المشفى العديد من الأقسامِ، منها: تصوير الأشعة ومنظار المعدة، قسم الميموغرافيا (الكشف المُبكّر عن سرطان الثدي)، المُختبر الطبِّي وفحوصات الأولتراساوند، بالإضافةِ إلى قسمٍ مُخصص للنساء ومُتابعة الحمل، وكذلك قسم مُخصص للعجزة، والعلاجُ الطبيعي وغيرِها من الأقسام.[84]
الإدارة
الاسم | الفترة | |
---|---|---|
1. | هاشم مصطفى محاميد |
• 1984 - 1989 |
2. | الشيخ رائد صلاح (3 دورات متتالية) |
• 1989 - 1993 • 1993 - 1998 • 1998 - 2001 |
3. | د. سليمان إغبارية (عامين من الدورة الثالثة للشيخ رائد صلاح) |
• 2001 - 2003 |
4. | الشيخ هاشم عبد الرحمن |
• 2003 - 2008 |
5. | الشيخ خالد حمدان (دورتين متتاليتين) |
• 2008 - 2013 • 2013 - 2018 |
6. | د. سمير محاميد |
• 2018 - الآن... |
الاسم | |
---|---|
1. | توفيق عسلية جبارين |
2. | أحمد أبو حشيش محاجنة |
3. | وجيه فياض محاجنة |
4. | أحمد جابر جبارين |
5. | محمد مصطفى محاميد |
المجلس
في 20 أبريل 1960 تأسس مجلس أم الفحم المحلي، وفي عام 1963 عُين الشيخ توفيق عسلية جبارين ليكون أول رئيس للمجلس المحلي. وفي عام 1965 جرت أول انتخابات للمجلس المحلي. ترأس هذا المجلس خمس رؤساء، هم: توفيق عسلية جبارين، وأحمد أبو حشيش محاجنة، ووجيه فياض محاجنة، وأحمد جابر جبارين، ومحمد مصطفى حاج داوود محاميد، حتى عام 1984 وتأسست بلدية أم الفحم.[13]
في عام 1984 تأسست بلدية أم الفحم، أما الإعلان عنها بشكلٍ رسمي فكان في 11 نوفمبر 1985 في احتفالٍ ضخم.[10] وفقًا للقانون الإسرائيلي فإن لكل بلدية مجلس بلدي يُقرر عدد أعضائه نسبة لعدد سكان المدينة وبهذا عدد أعضاء المجلس البلدي في أم الفحم هو 17 عضو،[85] يُنتخبون من قبل أصحاب حق الاقتراع من سكان المدينة، تتم انتخابات المجلس البلدي كل خمس سنوات، وتنبثق عن هذا المجلس لجانٌ عديدة لإدارة أمور البلدية.[86]
الرؤساء
الرئيس الحالي لبلدية أم الفحم هو د. سمير محاميد المرشح عن قائمة البيت الفحماوي. حيث حصل على نسبة التصويت الأعلى وهي 54.2% في الجولة الثانية من الانتخابات التي أجريت في 13 نوفمبر 2018. حيث فاز على منافسه الشيخ خالد حمدان المرشح عن قائمة نور المستقبل بحصوله على 12,778 صوت مقابل 10,810 صوت للشيخ خالد حمدان.[87] ترأس البلدية قبله الشيخ خالد حمدان في دورتين متتاليتين إحداهما متمثلةً بالحركة الإسلامية التي تولت منصب رئاسة بلدية أم الفحم نحو 24 عامًا في الفترة ما بين 1989 و2013، متمثلةً أيضًا بكل من الشيخ هاشم عبد الرحمن، ود. سليمان إغبارية، والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي). بينما كان الرئيس الأول لبلدية أم الفحم عضو الكنيست السابق المربي هاشم مصطفى محاميد في عام 1984.[88]
طالع أيضًا
مراجع
- ^ "صفحة أم الفحم في GeoNames ID". GeoNames ID. اطلع عليه بتاريخ 2024-12-04.
- ^ ا ب ج د "أم الفحم، بيانات السلطات المحلية في إسرائيل". دائرة الإحصاء المركزية، عام 2011. (بالعبرية) نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "صفحة أم الفحم في خريطة الشارع المفتوحة". OpenStreetMap. اطلع عليه بتاريخ 2024-12-04.
- ^ ا ب ج التجمعات السكانية، سكانها ومعلومات إضافية (بالعبرية)
- ^ "معلومات الإتصال في إسرائيل". (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 15 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ GeoNames (بالإنجليزية), 2005, QID:Q830106
- ^ "منطقة المثلث". فلسطينيو48، 27 أيار 2012. نسخة محفوظة 16 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب ج د "أداة قياس المسافات"، جوجل إيرث.
- ^ ا ب ج "حكاية بلد مدينة أم الفحم". على يوتيوب، 22 كانون الثاني 2012. نسخة محفوظة 26 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب "إعلان أم الفحم مدينة". أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 25 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "النتائج الأخيرة لانتخابات أم الفحم 2013". بلدتنا، 23 تشرين الأول 2013. نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "خطّة ضم منطقة المثلّث للسلطة أو الدّولة الفلسطينيّة". فلسطينيو48، 19 كانون الثاني 2014. نسخة محفوظة 13 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب "أم الفحم". أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 26 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "تعرفوا على تاريخ مدينة ام الفحم والعائلات الفحماوية" بلدتنا، 26 حزيران 2012. نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "لماذا سميت أم الفحم بهذا الإسم؟" موقع مدينة أم الفحم، الإسم الحركي لفلسطين.
- ^ ا ب ج "كتاب بلادنا فلسطين، صفحة: 174" فلسطين في الذاكرة. نسخة محفوظة 31 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ وجدي حسن جميل: ام الفحم ـ الاسم والمعنى بلدتنا، 2 أيار 2012. نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "صناعة الفحم" موقع أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 03 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "أم الفحم، عاصمة المثلث - بقلم: د.محمد عقل" موقع الحياة لللأطفال. نسخة محفوظة 12 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب ج د ه و ز ح ط ي يا يب يج يد يه يو يز يح يط ك كا كب كج كد كه كو كز كح كتاب أم الفحم جذور وفروع - تأليف: الحاج رمزي حسين مصطفى محاميد (أبو فاروق) 2008م / 1429هـ
- ^ نكهة بلد، الحلقة: 27 - الجزء الأوّل. على يوتيوب، 23 تشرين الثاني 2014. نسخة محفوظة 04 يناير 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "الأمير أحمد بن طراباي الحارثي والدولة العثمانية - الجزء الأول" فلسطين في الذاكرة. نسخة محفوظة 02 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ "الانتداب البريطاني" مركز المعلومات الوطني الفلسطيني. نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "ثورة البُراق" مركز المعلومات الوطني الفلسطيني. نسخة محفوظة 05 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "ثورة 1936" مركز المعلومات الوطني الفلسطيني. نسخة محفوظة 05 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "العسكر" أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 07 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "فترة الانتداب البريطانيّ" أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 15 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "الحكم العسكري على الأقلية العربية في إسرائيل 1948–1966" أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 01 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ أحداث في الذاكرة، أيار 1958 في أم الفحم بلدتنا، 22 كانون الأول 2012. نسخة محفوظة 02 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "تظاهرة في أم الفحم، 1984" يديعوت أحرونوت، 25 تشرين الثاني 2011. (بالعبرية) نسخة محفوظة 12 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "ابو حسام يتحدث عن ارض الروحة واحداث 1998". على يوتيوب، 26 أيلول 2012.
- ^ "مدينة أم الفحم" وادينا، 30 تشرين الثاني 2014. نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "رواية تاريخية - هبة القدس والأقصى (تشرين أول - أكتوبر 2000)" الغزال، 30 أيلول 2012. نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "عفو اغبارية يتكلم عن هبة الاقصى بعد 10 سنين". موقع بلدتنا. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "أعمال شغب في أم الفحم تبرز التوتر". 24 آذار 2009. (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 13 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "مئيؤ كاهانا - أعضاء الكنيست". نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "الشرطة تشتبك مع المتظاهرين العرب، أثناء احتشاد اليمينيين في أم الفحم". 27 تشرين الأول 2010. (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 02 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "أحداث أم الفحم: اصابات واعتقالات بزيارة مارزل" بانيت، 27 تشرين الأول 2010. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ الأحياء الغنية والأحياء الفقيرة في أم الفحم. على يوتيوب، 30 نيسان 2013. نسخة محفوظة 07 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "عرب إسرائيل في سنوات 2000". أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 01 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "مشروع الإسكان حي عين جرار". بلدية أم الفحم، 27 تشرين الأول 2010. نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "ام الفحم: قريبا 260 شقة سكنية للبيع في حي الباطن وقحاوش للازواج الشابة". بلدتنا، 9 كانون الأول 2016.
- ^ ا ب ج د "كتاب بلادنا فلسطين، صفحة: 177" فلسطين في الذاكرة. نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ "كتاب بلادنا فلسطين، صفحة: 178-179" فلسطين في الذاكرة. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "العائلات الفحماوية" مدينة أم الفحم، الإسم الحركي لفلسطين.
- ^ "كتاب بلادنا فلسطين، صفحة: 176" فلسطين في الذاكرة. نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ "كتاب بلادنا فلسطين، صفحة: 175" فلسطين في الذاكرة. نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ "ما هي الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر؟" فلسطين سؤال وجواب. نسخة محفوظة 07 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "السيرة الذاتية" أمانة الفتوى. نسخة محفوظة 23 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "د. رائد فتحي" جمعية إقرأ. نسخة محفوظة 09 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "الشيخ رائد فتحي" طريق الإسلام.
- ^ "أعضاء الكنيست، عفو أغبارية" الكنيست. نسخة محفوظة 17 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "اللجّون" ذاكرات (زوخروت).
- ^ "مواصلات" أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 24 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "انطلاق المواصلات العامة في أم الفحم والمنطقة" بلدتنا، 22 تموز 2013. نسخة محفوظة 21 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "بدء العمل في مجمع الباصات في مدخل أم الفحم" بلدتنا، 5 تموز 2015. نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "حارات واحياء" أرشيف وادي عارة وأم الفحم. نسخة محفوظة 22 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "الباحث الفحماوي وجدي حسن جميل: "إبراهيم الخليل عليه السلام في اللجون وأم الفحم" المسار، 19 حزيران 2012. نسخة محفوظة 11 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "قائمه بالهواتف الاساسيه"، شرطة اسرائيل. نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "صور:جلسة في بلدية ام الفحم مع قيادة الشرطة الجديدة في المنطقة". بلدتنا، 19 كانون الأول 2017.
- ^ "عن المركز" المركز الجماهيري - أم الفحم.
- ^ المركز الجماهيري البلدي بلدية أم الفحم، 28 آذار 2010. نسخة محفوظة 08 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "تعرفوا من جديد على مكتبة بن زيدون العامة في ام الفحم" المنار. نسخة محفوظة 09 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ احتفال كبير بافتتاح "مدينة سنتر" في أم الفحم فلسطينيو48، 24 حزيران 2014. نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "افتتاح كنيون عبد اللطيف في أم الفحم باجواء احتفالية" بانيت، 14 تموز 2007. نسخة محفوظة 08 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "ام الفحم:الاحتفال بوضع حجر الاساس للمركز التجاري سيفين". بلدتنا، 5 نيسان 2016.
- ^ "الواحة" بلدية أم الفحم، 29 أيلول 2010. نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "من نحن" الواحة. نسخة محفوظة 01 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ "مساجد المدينة" بلدية أم الفحم، 10 نيسان 2010. نسخة محفوظة 08 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ تعريف بالشؤون الدينية بلدية أم الفحم، 29 أيلول 2010. نسخة محفوظة 28 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "قبور أولياء" أرشيف وادي عارة وأم الفحم. نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "صالة العرض للفنون أم الفحم". نسخة محفوظة 15 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "صالة العرض للفنون أم الفحم" الطريق إلى وادي عارة. نسخة محفوظة 01 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "12عاما على إنشاء صالة العرض للفنون في أم الفحم" رابطة أدباء الشام، 9 أيار 2009. نسخة محفوظة 21 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "التعليم" أرشيف أمّ الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 19 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "مدارس وطلاب" بلدية أم الفحم، 5 نيسان 2010. نسخة محفوظة 13 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "مؤسسات تعليمية" دليلك. نسخة محفوظة 01 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "من نحن - تأسيس الكلية وأهدافها"، كلية الدعوة والعلوم الإسلامية.
- ^ "تعليم عام ومهني" دليلك. نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "تعليم" دليلك. نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "اللاعب أحمد حربي" كورة. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "الحقيقة وفقط الحقيقة" موقع مدينة أم الفحم، الإسم الحركي لفلسطين. 19 أيار 2010. نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "أم الفحم تحتفل بعيد الفطر وعيد توحيد الفرق الكروية والتعاقد مع اللاعبين المحليين يرفرف بالأفق بسلم الأولويات". بلدتنا، 16 تموز 2015. نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ "بعد توقف دام سنتين: استئناف العمل في مشفى النور الطبي" موقع مدينة أم الفحم، الاسم الحركي لفلسطين. 26 أيار 2012. نسخة محفوظة 11 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "المجلس البلدي". بلدية أم الفحم، 14 آذار 2010. نسخة محفوظة 25 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ الدولة – الحكم المحلّي. وزارة الخارجية الإسرائيلية، 30 كانون الأول 2010.
- ^ "ملفات نتائج الانتخابات المحلية الجولتين الأولى والثانية" وزارة الداخلية الإسرائيلية. (بالعبرية)
- ^ رؤساء البلدية - الموقع الرسمي لبلدية أم الفحم نسخة محفوظة 07 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
معلومات
- ^ تم تأسيس شعار بلدية أم الفحم عام 1988، وقد صممه الفنان عبد اللطيف حُصري، والذي يرمز إلى عدة أمور، أبرزها الشجرة الظاهرة به، ويتوسطها مقام الشيخ إسكندر، وتتكون جذورها من الفلاحين والعمال.
- ^ حسب إحصائيات أواخر عام 2014 بلغ عدد سكان مدينة الناصرة 74,619 نسمة وبهذا فهي تشكل المدينة العربية الأكبر، يليها مدينة رهط حيثُ يقطنها 60,426 نسمة، أما أم الفحم وهي الثالثة كُبرًا فبلغ عدد سكانها 51,367 نسمة.
- ^ قبل أكثر من عشر سنوات كانت قد شرعت الحركة الإسلامية وعدد من المستثمرين في مدينة أم الفحم ببناء مجمع قصر المنار، والذي كان من المخطط أن يكون منافسًا للمجمعات الكبرى في البلاد، إلا أنه تمت مصادرة كافة أمواله من قبل الحكومة الإسرائيلية لادعائها بأن الأموال تذهب لجهات معادية لإسرائيل.
وصلات خارجيَّة
مواقع إخباريّة فحماويّة: |
أُخرى: |