الزبير بن العوام
الزبير بن العوام الأسدي القرشي، ابن عمة النبي محمد أبو عبد الله (594م - 656م). ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم وعمره اثنتين عشرة سنة، كان ممن هاجر إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة، تزوج أسماء بنت أبي بكر وعمته هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد. آلت الخلافة لولده الصحابي عبد الله بن الزبير ولم تقم للزبيريون دولة بعد مقتل عبد الله بن الزبير و مصعب بن الزبير كغيرهم من البيوت القرشية الأمويين و العباسيين وغيرهم. وآلت إلى آل الزبير بعد ذلك سقاية زمزم نيابة عن خلفاء بني العباس واستمرت فيهم إلى اليوم [1] .
شهد بدرا وجميع غزوات الرسول, وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص في فتح مصر وقد ساعد ذلك المسلمين كثيراً لما في شخصيته من الشجاعة والحزم. ولما مات عمر بن الخطاب على يد أبي لؤلؤة كان الزبير من الستة أصحاب الشورى الذين عهد عمر إلى أحدهم بشئون الخلافة من بعده.
وصفه
كان خفيف اللحية أسمر اللون، كثير الشعر، طويلاً. كان من السبعة الأوائل في الإسلام.
نسبه
- هو : الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان [2]. والعوام وعمته هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد.
- أمه الصحابية الجليلة : صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان[2]. وهي عمة رسول الله وشقيقة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب.
- إخوته ثلاثة كلهم أدركوا الإسلام اثنان منهم أسلما وواحد مات على الشرك:
- السائب بن العوام : أسلم وحضر أحد والخندق واستشهد يوم اليمامة عام 11 هـ وليس له عقب.
- عبد الرحمن بن العوام : كان يؤذي محمد رسول الله وشهد بدر في صفوف المشركين وأسلم يوم فتح مكة عام 8 هـ وكان اسمه في الجاهلية (عبد الكعبة) فسماه رسول الله عبد الرحمن واستشهد يوم اليرموك عام 13 هـ وابنه عبد الله استشهد يوم الدار في بيت عثمان بن عفان عام 35 هـ.
- عبد الله بن العوام : كان وأخوه عبد الرحمن على جمل فوجدا حكيم بن حزام ماشياً وهو ابن عمهما وكان عبد الله أعرج فقال له أخوه عبد الرحمن:أنزل بنا نركب حكيماً فقال:أنشدك الله فإني أعرج فقال:والله لتنزلن عنه ألا تنزل لرجلٍ إن قتلت كفاك وإن أسرت فداك؟ فنزل وأركبا حكيماً على الجمل فنجا حكيم ونجا عبد الرحمن على راحلته وأدرك عبد الله فقتل فمات على الشرك.
كان من المهاجرين بدينهم إلى الحبشة تزوج أسماء بنت أبي بكر وهاجرا إلى المدينة، فولدت له أول مولود للمسلمين في المدينة عبد الله بن الزبير، ثم مصعب بن الزبير. يعرف الزبير بن العوام بحواري الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن الزبير يعتبر أحد العشرة المبشرين بالجنة.
سبب قلة روايته للحديث
كان حريصًا على ملازمة رسول الله، إلا أنه لم يروِ الكثير من الأحاديث؛ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ : مَا لِي لاَ أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا؟! قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".
جزء من سلسلة مقالات حول |
الإسلام |
---|
بوابة الإسلام |
من مناقب الزبير بن العوام
- كان أول من سلَّ سيفًا في سبيل الله: فعن عروة وابن المسيب قالا: أول رجل سلَّ سيفه في الله الزبير، وذلك أن الشيطان نفخ نفخة، فقال: أُخذ رسول الله. فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه، والنبي بأعلى مكة.
- حواري رسول الله: فعَنْ جَابِر بن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ يَوْمَ الأَحْزَابِ: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟" قَالَ الزُّبَيْرُ : أَنَا. ثُمَّ قَالَ: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟" قَالَ الزُّبَيْرُ : أَنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ : "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".
- نزلت بسيماه الملائكة: فعن عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- قال: كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزل جبريل على سيماء الزبير.
- في "يوم قريظة" جمع له رسول الله بين أبويه؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -رضي الله عنهما- عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ أَبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: "بِأَبِي وَأُمِّي"
الزبير بن العوام متوكلا على الله
ان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلاً: "إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي". فسأله عبد الله : "أي مولى تعني؟" فأجابه: "الله، نعم المولى ونعم النصير". يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ما وقعت في كربةٍ من دَيْنِهِ إلا قلت: يا مولى الزبير، اقضِ دينه. فيقضيه.
كان الزبير من أمهر وأفضل الفرسان في زمانه وكان لا يجاريه في الفروسية إلا خالد بن الوليد فقد كانا الوحيدين الذين يقاتلان بسيفين يقودان الخيل برجلهما.
عن الزبير قال: "لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى إلا عيناه, وكان يكنى أبا ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات فأخبرت أن الزبير قال لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطيت فكان الجهد أن نزعتها يعني الحربة فلقد انثنى طرفها" قال عروة: "فسأله إياها رسول الله فأعطاه"غريب تفرد به البخاري[3].
بدأت معركة أحد وكان وقودها الأول حملة لواء أهل مكة بني عبد الدار، فخرج طلحة بن أبي طلحة وكان شديد الباس قوي البنية، فتقدم على جمل وسط الميدان ونادى للمبارزة، فلم يخرج أحد وساد صمت شديد، فوثب له الزبير بن العوام قبل أن ينيخ جمله حتى صار معه على الجمل ثم أسقطه أرضا وذبحه من رقبته، فكبر وكبر معه الرسول والمسلمون.
- خيبر:
تبارز في خيبر مع ياسر اليهودي أخو مرحب اليهودي الذي صرعه علي بن أبي طالب ومرحب اليهودي هذا بطل خيبر من يهود، خرج أخوه ياسر اليهودي للمبارزة فخرج له الزبير فقالت أمه صفية عمة الرسول: إذ يُقتل الزبير ابني، فقال الرسول: بل ابنك يقتله، وفعلا صرع الزبيرُ ياسرا.
كانت المعركة الفاصلة ضد الروم وكان عدد جيش الروم أكثر من 200 ألف. عن ابن المبارك: أنبأنا هشام عن أبيه أن أصحاب رسول الله قالوا للزبير: "ألا تشد معك قال إني إن شددت كذبتم", فقالوا: "لا نفعل", فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد, ثم رجع مقبلا فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين ضربة على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر, قال عروة: "فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير", وقيل أن هذه الوقعة هي يوم اليمامة.
مقتله
لما كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله، وسارع قاتل الزبير إلى عليٍّ يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه، لكن عليًّا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن، وأمر بطرده قائلاً: "بشِّرْ قاتلَ ابن صفية بالنار". وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبَّله الإمام علي، وأمعن في البكاء وهو يقول: "سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله ". وقد دفنه (على الله عنه) في البصرة في موقع يعرف الآن بإسمه
وبعد أن انتهى علي من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلاً: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]. ثم نظر إلى قبريهما وقال: سمعت أذناي هاتان رسول الله يقول: "طلحة والزبير جاراي في الجنة".
وقد قُتل الزبير بن العوام في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله ست أو سبع وستون سنة.
زوجاته
كان للزبير بن العوام حوالي سبع زوجات هن:
- أسماء بنت أبي بكر قد ولدت له 5 ذكور و3 إناث.
- زينب بنت مرثد وقد ولدت له ذكرين وأنثى.
- أم خالد بنت خالد بن سعيد واسمها أمة وقد ولدت له ذكران و3 إناث.
- الرباب بنت أنيف وقد ولدت له ذكران وأنثى.
- أم كلثوم بنت عقبة وقد ولدت له أنثى واحدة.
- عاتكة بنت زيد وقد طلقها قبل استشهاده فاستشهد وهي في عدتها.
- تماضر بنت الأصبغ أقام عندها الزبير 7 أيام ثم لم يلبث أن طلقها.
أولاده
كان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء:
- فأولاده الذكور هم:
- عبد الله بن الزبير من أسماء بنت أبي بكر.
- عروة بن الزبير من أسماء بنت أبي بكر.
- المنذر بن الزبير من أسماء بنت أبي بكر.
- عاصم بن الزبير من أسماء بنت أبي بكر وقد مات قبله.
- المهاجر بن الزبير من أسماء بنت أبي بكر ولم يذكر عنه شيء.
- جعفر بن الزبير من زينب بنت مرثد.
- عبيدة بن الزبير من زينب بنت مرثد.
- عمرو بن الزبير من أم خالد بنت خالد بن سعيد.
- خالد بن الزبير من أم خالد بنت خالد بن سعيد.
- مصعب بن الزبير من الرباب بنت أنيف.
- حمزة بن الزبير من الرباب بنت أنيف.
- وأولاده الإناث هن:
- خديجة بنت الزبير من أسماء بنت أبي بكر.
- أم الحسن بنت الزبير من أسماء بنت أبي بكر.
- عائشة بنت الزبير من أسماء بنت أبي بكر.
- حفصة بنت الزبير من زينب بنت مرثد.
- حبيبة بنت الزبير من أم خالد بنت خالد بن سعيد.
- سودة بنت الزبير من أم خالد بنت خالد بن سعيد.
- هند بنت الزبير من أم خالد بنت خالد بن سعيد.
- رملة بنت الزبير من الرباب بنت أنيف.
- زينب بنت الزبير من أم كلثوم بنت عقبة.
المراجع
- الإصابة في تمييز الصحابة
طالع كذلك
وصلات خارجية
- الزبير بن العوام على موقع islamstory.com.