انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Ma0868190/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الحقائق الرئيسية

[عدل]
  • لقد أصبح استعمال الهواتف المحمولة من الظواهر الشائعة، حيث بات عدد الاشتراكات في هذا المجال يناهز 6.9 مليار اشتراك في جميع أنحاء العالم.
  • تصنف الحقول الكهرومغناطيسية التي تسببها الهواتف المحمولة من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان بأنها قد تكون مسرطنة للإنسان.
  • هناك دراسات جارية لتقييم الآثار الصحية التي يُحتمل أن تظهر على المدى البعيد جرّاء استخدام الهواتف المحمولة.
  • ستقوم منظمة الصحة العالمية بإجراء تقييم رسمي للمخاطر على أساس جميع النتائج الصحية التي تم دراستها والتي تنجم عن التعرض لمجالات الترددات اللاسلكية بحلول عام 2016.

وقد أصبحت الهواتف المحمولة أو الخلوية تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من وسائل الاتصال الحديثة. والملاحظ، في كثير من البلدان، أنّ أكثر من نصف السكان يستعملون الهواتف المحمولة، وأنّ سوق تلك الهواتف في نمو مستمر. وكان هناك، في عام 2014، نحو 6.9 مليار اشتراك في جميع أنحاء العالم. والجدير بالذكر أنّ الهواتف المحمولة تمثّل، في بعض مناطق العالم، أكثر وسائل الاتصال موثوقية أو أنّها تمثّل وسيلة الاتصال الوحيدة في بعض الأحيان.

ومن الأهمية بمكان، بالنظر إلى العدد الكبير لمستخدمي الهواتف المحمولة، إجراء التحرّيات اللازمة بشأن تلك الهواتف والسعي إلى فهم ورصد آثارها المحتملة على الصحة العمومية.

وتقيم الهواتف المحمولة اتصالات مع بعضها البعض بإرسال موجات راديوية عبر شبكة من الهوائيات تُدعى محطات قاعدية. وتُعد موجات التردّد الراديوي مجالات كهرومغناطيسية لا يمكنها، على عكس الإشعاع المؤيّن من قبيل الأشعة السينية أو أشعة غاما، كسر الروابط الكيميائية أو إحداث تأيّن في جسم الإنسان.

مستويات التعرّض

[عدل]

الهواتف المحمولة من الأجهزة التي ترسل موجات راديوية منخفضة ولا تستهلك كمية كبيرة من الطاقة، فهي تعمل بتردّدات تتراوح بين 450 و2700 ميغاهيرتز وطاقة تتراوح قيمتها القصوى بين 0.1 و2 واط. ولا ينقل الهاتف الطاقة إلاّ عندما يتم تشغيله. وسرعان ما ينخفض مستوى الطاقة (وبالتالي مستوى تعرّض المستخدم للتردّد الراديوي) عند الابتعاد عن الهاتف. وعليه فإنّ الأشخاص الذين يستعملون هاتفاً محمولاً على مسافة 30 إلى 40 سنتيمتراً من جسدهم- لدى كتابة رسالة قصيرة أو النفاذ إلى الإنترنت أو استخدام جهاز التكلّم الحرّ- يتعرّضون بصورة أقلّ بكثير لمجالات التردّد الراديوي مقارنة بالأشخاص الذين يلصقون الهاتف برؤوسهم.

ويمكن أيضاً، بالإضافة إلى استعمال أجهزة التكلّم الحرّ التي تمكّن من إبقاء الهواتف بعيدة عن الرأس والجسم أثناء المكالمات الهاتفية، الحدّ من مستوى التعرّض بالتقليل من عدد المكالمات وتقليص مدّتها. كما يسهم استخدام الهاتف في أماكن تتسم بجودة استقبال الموجات في الحدّ من مستوى التعرّض لأنّه يمكّن الهاتف من الإرسال بطاقة مخفّضة. ولم تتأكّد فعالية استعمال الأجهزة التجارية للحدّ من التعرّض لمجالات التردّد الراديوي.

وكثيراً ما يُحظر استعمال الهواتف المحمولة في المستشفيات والطائرات نظراً لاحتمال وقوع تضارب بين إشارات التردّد الراديوي وبعض الأجهزة الطبية الإلكترونية ونُظم الملاحة الجوية.

هل هناك آثار صحية محتملة؟

[عدل]

لقد أجري عدد كبير من الدراسات على مدى السنوات العشرين الماضية من أجل تقييم ما إذا كان للهواتف المحمولة آثار صحية محتملة. ولم يتبيّن، حتى الآن، وجود أيّة آثار صحية ضارّة جرّاء استعمال تلك الهواتف.

الآثار القصيرة الأجل
[عدل]

يمثّل ارتفاع حرارة النُسج آلية التفاعل الرئيسية بين طاقة التردّد الراديوي وجسم الإنسان. وبالنظر إلى التردّدات التي تستخدمها الهواتف المحمولة يتم امتصاص معظم الطاقة من قبل الجلد والنُسج السطحية الأخرى، ممّا يؤدي إلى ارتفاع ضئيل جداً في درجة حرارة الدماغ أو أيّة أعضاء أخرى من أعضاء الجسم.

وقد عكف عدد من الدراسات على تحرّي آثار مجالات التردّد الراديوي على النشاط الكهربائي للدماغ، والوظيفة المعرفية، والنوم، ووتيرة نبض القلب، وضغط الدم لدى مجموعة من المتطوعين. ولا تشير البحوث، حتى الآن، إلى أيّة بيّنات متسقة على وجود آثار صحية ضارّة جرّاء التعرّض لمجالات التردّد الراديوي بمستويات أقلّ من تلك التي تتسبّب في ارتفاع حرارة النُسج. كما لم تتمكّن البحوث من دعم فرضية وجود علاقة سببية بين التعرّض للمجالات الكهرومغناطيسية والأعراض المبلّغ عنها ذاتياً، أو "فرط الحساسية الكهرومغناطيسية".

غير أنّ البحوث أظهرت، بوضوح، زيادة إصابات حوادث المرور عند استعمال السائقين للهواتف النقالة (باستخدام اليد أو بوسائل"التكلّم الحرّ") أثناء القيادة. ويجري، في عدة بلدان، منع السائقين من استعمال الهواتف المحمولة أثناء القيادة، أو حثّهم بالقوةعلى تحاشي ذلك.

الآثار الطويلة الأجل
[عدل]

لقد عكفت البحوث الوبائية التي أُجريت لتحديد مخاطر قد تظهر على المدى البعيد جرّاء التعرّض للتردّدات الراديوية، أساساً، على البحث عن علاقة بين أورام الدماغ واستخدام الهواتف المحمولة. غير أنّه لا يمكن للدراسات في الوقت الحالي، بالنظر إلى تعذّر الكشف عن كثير من السرطانات إلاّ بعد مرور سنوات عديدة على التفاعلات التي أدّت إلى ظهورها وبالنظر إلى عدم الشروع في استعمال الهواتف المحمولة إلاّ في مطلع تسعينات القرن الماضي، سوى تقييم السرطانات التي تتطوّر بصورة واضحة في فترات زمنية قصيرة. ولكنّ نتائج الدراسات الحيوانية تبيّن، بشكل متسق، أنّه لا توجد أيّة زيادة في مخاطر الإصابة بالسرطان جرّاء التعرّض الطويل الأجل لمجالات التردّد الراديوي.

وهناك عدة دراسات وبائية كبرى أُنجزت في بلدان متعدّدة ودراسات مماثلة أخرى قيد الإنجاز، بما ذلك دارسات إفرادية ودراسات أترابية تطلعية تبحث عدداً من النقاط النهائية الصحية لدى البالغين. ولم توفر نتائج الدراسات الوبائية، تم الاضطلاع بدراسة استعادية على البالغين أُطلق عليها اسم INTERPHONE وتولت تنسيقها الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وهي وكالة متخصّصة ترعاها منظمة الصحة العالمية، وذلك من أجل تحديد ما إذا كانت هناك علاقات بين استخدام الهواتف المحمولة وظهور سرطانات في الرأس والعنق لدى البالغين.

وقد تبيّن، استناداً إلى مجموع التحاليل الدولية القائمة على البيانات التي تم جمعها من 13 بلداً مشاركاً، أنّه لا توجد أيّة زيادة في مخاطر الإصابة بالورم الدبقي أو الورم السحائي جرّاء استخدام الهواتف المحمولة لفترة تتجاوز عشرة أعوام. بينما هناك بعض المؤشرات على زيادة مخاطر الإصابة بالورم الدبقي بين الذين أبلغوا عن أكبر عدد من الساعات التجميعية المكرّسة لاستخدام الهاتف الخلوي والمقدّرة نسبتهم بنحو 10%، ولو أنّه لم يُسجّل أيّ تساوق بين زيادة المخاطر وزيادة الاستعمال. وخلص الباحثون إلى أنّ الأخطاء والعيوب تحدّ من وجاهة هذه الاستنتاجات وتحول دون إجراء تفسير سببي.

وبالاستناد إلى حد كبير على هذه البيانات، صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان المجالات الكهرومغناطيسية للترددات اللاسلكية بأنها قد تكون مسرطنة للإنسان (المجموعة 2B)، وتستخدم هذه الفئة عندما يعتقد في وجود علاقة سببية موثوقة، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن استبعاد الصدفة والتحيز أو الخلط بدرجة معقولة من الثقة. وفي حين لم يثبت وجود أيّة زيادة في مخاطر الإصابة بالأورام الدماغية، فإنّ زيادة استعمال الهواتف المحمولة ونقص البيانات عن استعمالها لفترات تتجاوز 15 سنة من الأمور التي تستوجب إجراء المزيد من البحوث بشأن العلاقة بيم استخدام تلك الهواتف ومخاطر الإصابة بالأورام الدماغية. وبالنظر، تحديداً، إلى الرواج الذي عرفه استخدام الهواتف المحمولة بين صغار السنّ في الآونة الأخيرة، ومن ثمّ احتمال تعرّضهم لفترات أطول، شجعت منظمة الصحة العالمية على إجراء المزيد من البحوث على تلك الفئة. ويجري الاضطلاع بعدة دراسات لتحرّي الآثار الصحية المحتملة بين الأطفال والمراهقين.

الدلائل الإرشادية الخاصة بحدود التعرّض القصوى

[عدل]

ترد حدود التعرّض القصوى الخاصة بمستخدمي الهواتف المحمولة في شكل معدل الامتصاص النوعي- أي معدل امتصاص طاقة التردّد الراديوي لكل وحدة من وحدات كتلة الجسم. وقد تمكّنت هيئتان اثنتان 1 2 ، في الوقت الراهن، من وضع دلائل إرشادية فيما يخص تعرّض العاملين وعامة الناس، باستثناء المرضى الخاضعين للتشخيص الطبي أو العلاج. وتقوم تلك الدلائل على تقييم مفصّل للبيّنات العلمية المتوافرة.

استجابة منظمة الصحة العالمية

[عدل]

استجابة لشواغل الجماهير والحكومات أنشأت منظمة الصحة العالمية المشروع الدولي الخاص بالمجالات الكهرومغناطيسية في عام 1996 من أجل تقييم البيّنات العلمية على الآثار الصحية الضارّة التي قد تحدث جرّاء التعرّض للمجالات الكهرومغناطيسية. وستجري المنظمة، بحلول عام 2016، عمليات تقييم رسمية للمخاطر الصحية الناجمة عن التعرّض لمجالات التردّد الراديوي. وبالإضافة إلى ذلك، وكما ذكر أعلاه، فقد قامت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) وهي إحدى الوكالات المتخصصة التابعة للمنظمة، باستعراض احتمال تسبب مجالات الموجات اللاسلكية، من قبيل تلك الناجمة عن الهواتف المحمولة في السرطان في أيار/ مايو 2011.

كما تعمل المنظمة، بشكل دوري، على تحديد وتشجيع الأولويات البحثية فيما يخص مجالات التردّد الراديوي والصحة بغية سدّ الثغرات المعرفية القائمة من خلال برامجها البحثية. وتعكف منظمة الصحة العالمية على إعداد المواد الإعلامية وتشجيع الحوار بين العلماء والحكومات وصناعة الهواتف المحمولة وعامة الناس لرفع مستوى الفهم للمخاطر الصحية الضارة والتي قد تترتب على الهواتف المحمولة.

المراجع:

  1. ^ http://www.icnirp.org/documents/StatementEMF.pdf