Menolak Faham Wahabi
Menolak Faham Wahabi
Menolak Faham Wahabi
)(١
)ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ(
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻀﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ
ﻭﺷﺮﻑ ﺃﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺘﻔﻴﻦ
ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ )ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ( ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺧﺎﺩﻡ
ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻵﺛﺎﻡ ﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ ﺃﺣﻤﺪ
ﺑﻦ ﺯﻳﻨﻲ ﺩﺣﻼﻥ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﻣﺸﺎﻳﺨﻪ ﻭﻣﺤﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻗﺪ
ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻣﻦ ﻻ ﺗﺴﻌﻨﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺃﻥ ﺃﺟﻤﻊ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﺍﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ
ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ
ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺒﻄﻼ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﻓﺠﻤﻌﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ
ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﺧﺘﺼﺮﺗﻬﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺒﺴﻮﻁ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻓﺎﺳﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻗﻮﻝ )ﺇﻋﻠﻢ( ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﺮ ﻧﺒﻴﻨﺎ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺟﺎﺅﻭﻙ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ
ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺍﺑﺎ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﺩﻟﺖ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺚ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺊ
)(٢
ﺇﻟﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻩ ﻟﻬﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ
ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻭﺩﻟﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻭﺟﺪﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺍﺑﺎ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﺑﻤﺠﻴﺌﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻫﻢ
ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻓﺄﻣﺎ ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﺣﺎﺻﻞ ﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻨﺺ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﺬﻧﺒﻚ ﻭﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻭﺻﺢ ﻓﻲ
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻵﻳﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻣﺠﻴﺌﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻫﻢ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻤﻠﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ
ﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﺤﺎﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺷﻔﻘﺘﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﻦ ﺟﺎﺀﻩ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﺭﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﺇﻥ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻣﻌﻴﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻌﻢ ﺑﻌﻤﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﺔ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻟﻠﺠﺎﺋﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﺤﺒﻮﺍ ﻟﻤﻦ ﺃﺗﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃﻫﺎ
ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺳﺘﺤﺒﻮﻫﺎ ﻟﻠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺭﺃﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﺁﺩﺍﺑﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻦ ﻟﻪ ﻓﻌﻠﻬﺎ
ﻭﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﺩﻟﺖ ﺍﻵﻳﺔ
ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﺋﻲ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﺑﺴﻔﺮ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﻟﻮﻗﻮﻉ
ﺟﺎﺅﻭﻙ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ
ﻣﻬﺎﺟﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺗﻢ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻊ ﺃﺟﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺷﻚ ﻋﻨﺪ
ﻣﻦ ﻟﻪ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺴﻜﺔ ﻣﻦ ﺫﻭﻕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺼﺪﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻣﻬﺎﺟﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻛﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻗﻄﻌﺎ ﻓﻜﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﻨﺺ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ
ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﻘﺒﺮ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺃﺣﺮﻯ ﻭﺃﺣﻖ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺑﻞ ﻻ ﻧﺴﺒﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﺃﻳﻀﺎ
ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺯﺍﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻘﻴﻊ ﻭﺷﻬﺪﺍﺀ ﺃﺣﺪ ﻓﻘﺒﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ
ﺃﻭﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ
)(٣
ﻟﺘﻌﻈﻴﻤﻪ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﻪ ﻭﻟﻴﻨﺎﻝ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﺑﺼﻼﺗﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺤﺎﻓﻴﻦ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻓﻲ
ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﻜﺮﻡ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﻝ ﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺍﺟﺒﺔ
ﺃﻭ ﻣﻨﺪﻭﺑﺔ ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻓﻘﺪ ﺧﺮﻕ ﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﻭﺍﺣﺘﺞ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﺭﻧﻲ
ﻓﻘﺪ ﺟﻔﺎﻧﻲ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﺑﺴﻨﺪ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﻭﺟﻔﺎﺅﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺣﺮﺍﻡ ﻓﻌﺪﻡ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻟﺠﻔﺎﺋﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﻭﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﻨﺪﺏ؟
ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ ﺇﻧﻪ ﺟﻔﺎﺀ؟
ﻫﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻠﻆ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺊ ﻓﺄﻛﺜﺮ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﺪﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻟﻴﻦ
ﻓﺎﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﻣﻘﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻭﺃﻧﺠﺢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ ﻭﻳﺪﻝ ﻟﻚ؟
ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻻ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻧﻄﻤﺲ ﻧﻮﺭ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ
ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺯﺍﺭ ﻗﺒﺮﻱ ﻭﺟﺒﺖ ﻟﻪ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺣﻠﺖ ﻟﻪ
ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻗﺪ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﺮ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻧﺎﻡ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻃﺮﻕ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺻﺤﺤﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ
ﻛﻠﻤﺎ؟ ﻭﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺯﺍﺭﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻲ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺯﺍﺭﻧﻲ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺯﺍﺋﺮﺍ ﻻ ﺗﻬﻤﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻻ ﺯﻳﺎﺭﺗﻲ ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻟﻪ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺯﺍﺋﺮﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻟﻪ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻷﺑﻲ ﻳﻌﻠﻰ
ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻣﻦ ﺣﺞ ﻓﺰﺍﺭ ﻗﺒﺮﻱ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ
ﻓﺰﺍﺭﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﻦ ﺯﺍﺭﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﺞ
ﻓﺰﺍﺭﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻱ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻲ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﻦ ﺯﺍﺭﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺯﺍﺭﻧﻲ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻨﺖ ﻟﻪ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻭﺷﻬﻴﺪﺍ ﻭﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ
)(٤
ﺍﻵﻣﻨﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺭﻭﺍﻩ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ
ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ
ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﻧﺪﺏ ﺑﻞ ﺗﺄﻛﺪ
ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﺎ ﻭﻣﻴﺘﺎ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﻭﻛﺬﺍ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭ ﻛﻠﻔﻆ ﺍﻟﻤﺠﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺮﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺳﻔﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺮﺑﺔ ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﻮﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺒﻘﻴﻊ ﻭﺑﺄﺣﺪ ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ
ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺒﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺃﺣﺮﻯ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻔﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺮﺑﺔ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻓﻼ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻨﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺤﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻐﺼﻮﺏ
ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﻗﺮﺑﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻗﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻓﻘﻂ ﻓﻘﺪ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺀ ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺗﺨﻴﻞ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻴﻦ ﺇﻥ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺃﻥ
ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻬﻮ ﺗﺨﻴﻞ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺆﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ
ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺀ
ﻻ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺬﻭﺭ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻤﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺪﺍ ﻟﻠﺬﺭﻳﻌﺔ ﻣﺘﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻨﺎ ﺃﻣﺮﺍﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺟﻮﺏ
ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺭﻓﻊ ﺭﺗﺒﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻓﺮﺍﺩ
ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﻔﺮﺩ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻋﻦ
ﺟﻤﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺮﻙ ﻭﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺷﺊ ﻣﻦ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ
ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ ﺃﻭ ﻛﻔﺮ ﻭﻣﻦ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﻟﻢ
ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ
)(٥
ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻓﺮﺍﻁ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻳﻂ ﻭﺃﻣﺎ
ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﺗﺸﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﺤﺮﺍﻡ
ﻭﻣﺴﺠﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺸﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﻷﺟﻞ
ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺸﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﻌﻈﻴﻤﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻻﻗﺘﻀﻰ ﻣﻨﻊ
ﺷﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﻟﻠﺤﺞ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻟﻤﻨﻈﻢ ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ
ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻨﺪﻩ ﺣﺴﻦ
ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﻄﻲ ﺃﻥ ﺗﺸﺪ ﺭﺣﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﻳﺒﺘﻐﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﻣﺴﺠﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ
ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺟﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﻓﺮﺩﺕ ﺑﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﻦ ﻃﻤﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ
ﻓﻤﺎ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺬﺭ * ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻓﻘﺪ ﺻﺢ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ﺃﻣﺎ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﺻﺢ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻮﺳﻞ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ
ﻭﺻﺢ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺑﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ
ﻣﺎﺟﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ
ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖ ﻣﻤﺸﺎﻱ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﺈﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﺃﺷﺮﺍ
ﻭﻻ ﺑﻄﺮﺍ ﻭﻻ ﺭﻳﺎﺀ ﻭﻻ ﺳﻤﻌﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﺳﺨﻄﻚ ﻭﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻣﺮﺿﺎﺗﻚ ﻓﺄﺳﺄﻟﻚ
ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺬﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻥ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻚ ﻭﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺠﻼﻝ
ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻋﻨﺪ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺎ ﻣﻦ
ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺇﻻ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺎﻧﻈﺮ
)(٦
ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻜﻞ ﻋﺒﺪ ﻣﺆﻣﻦ ﻭﺭﻭﻯ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺑﻼﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻣﺆﺫﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻔﻈﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺎﻝ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺣﻮﻝ
ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺑﺤﻖ ﻣﺨﺮﺟﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻧﻲ
ﻟﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﺑﻄﺮﺍ ﻭﻻ ﺃﺷﺮﺍ ﻭﻻ ﺭﻳﺎﺀ ﻭﻻ ﺳﻤﻌﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻣﺮﺿﺎﺗﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﺀ
ﺳﺨﻄﻚ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺬﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻥ ﺗﺪﺧﻠﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ
ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻠﻔﻆ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ
ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻣﺤﻞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ
ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻣﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻪ ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﺩﻋﻴﺘﻪ ﺑﺤﻖ ﻧﺒﻴﻚ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺟﻴﺪ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻷﻣﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺳﺪ ﻭﻭﺳﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪﺧﻠﻬﺎ ﺑﺤﻖ
ﻧﺒﻴﻚ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻃﻮﻳﻞ ﺭﻭﺍﻩ
ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺻﺤﺤﻮﻩ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ
ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺃﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﺑﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻣﻲ ﻭﺫﻛﺮ ﺛﻨﺎﺀﻩ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻜﻔﻴﻨﻬﺎ ﺑﺒﺮﺩﻩ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺤﻔﺮ ﻗﺒﺮﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺍﻟﻠﺤﺪ ﺣﻔﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺗﺮﺍﺑﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﺩﺧﻞ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻓﺎﺿﻄﺠﻊ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻲ ﻭﻳﻤﻴﺖ ﻭﻫﻮ ﺣﻲ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻏﻔﺮ ﻷﻣﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﺑﻨﺖ ﺃﺳﺪ ﻭﻭﺳﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪﺧﻠﻬﺎ ﺑﺤﻖ ﻧﺒﻴﻚ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ﻓﺈﻧﻚ
)(٧
ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﺬﺍ
ﺭﻭﻯ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ
ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ
ﺣﻨﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺿﺮﻳﺮﺍ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺩﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﻨﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻋﻮﺕ ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ
ﺻﺒﺮﺕ ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻗﺎﻝ ﻓﺎﺩﻋﻪ ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻓﻴﺤﺴﻦ ﻭﺿﻮﺀ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻭﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ
ﺭﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻟﺘﻘﻀﻰ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺷﻔﻌﻪ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﺩ ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺼﺮ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ﻭﻃﺎﻝ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺿﺮ ﻗﻂ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺧﺮﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ
ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻤﻨﻜﺮ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ
ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻷﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺫﻟﻚ
ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ
ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺇﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﻓﻲ
ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﺸﻜﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ
ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺋﺖ ﺍﻟﻤﻴﻀﺎﺓ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﺛﻢ ﺍﺋﺖ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻓﺼﻞ ﺛﻢ ﻗﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻭﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳﺎ
ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻧﻲ
ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺑﻜﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻟﺘﻘﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺼﻨﻊ
ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺃﺗﻰ ﺑﺎﺏ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ
ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﻣﻌﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺫﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻓﺬﻛﺮ
ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﻘﻀﺎﻫﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﺎﺫﻛﺮﻫﺎ ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ
ﻓﻠﻘﻲ ﺍﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﺤﺎﺟﺘﻲ ﺣﺘﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻲ ﻓﻘﺎﻝ
)(٨
ﺍﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻬﺪﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺗﺎﻩ
ﺿﺮﻳﺮ ﻓﺸﻜﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻫﺎﺏ ﺑﺼﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻓﻬﺬﺍ ﺗﻮﺳﻞ ﻭﻧﺪﺍﺀ
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ ﻗﺤﻂ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺳﺘﺴﻖ ﻷﻣﺘﻚ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻫﻠﻜﻮﺍ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺴﻘﻮﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺎﻟﺮﺅﻳﺎ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﻥ ﺭﺅﻳﺎﻩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﺎ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻻﻣﻜﺎﻥ ﺍﺷﺘﺒﺎﻩ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺋﻲ ﻻ ﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﻭﻫﻮ
ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﺗﻴﺎﻧﻪ ﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻧﺪﺍﺅﻩ ﻟﻪ
ﻭﻃﻠﺒﻪ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺴﻘﻲ ﻻﻣﺘﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ
ﻭﺍﻟﺘﺸﻔﻊ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻭﻗﺪ
ﺗﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺑﻮﻩ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻬﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺗﻮﺳﻞ ﺁﺩﻡ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻪ ﻓﺄﺗﻪ ﻛﻠﻪ ﻫﺪﻯ
ﻭﻧﻮﺭ ﻓﺮﻭﺍﻩ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻻ ﻣﺎ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻭﻟﻢ ﺃﺧﻠﻘﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺇﻧﻚ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻘﺘﻨﻲ ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ
ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ
ﺗﻀﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﻤﻚ ﺇﻻ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺪﻗﺖ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﺇﻧﻪ
ﻷﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻭﺇﺫ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﺑﺤﻘﻪ ﻓﻘﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻚ ﻭﻟﻮﻻ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺘﻚ ﺭﻭﺍﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻚ ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺣﺞ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﻭﺯﺍﺭ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺄﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ
ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻤﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺃﺩﻋﻮ ﺃﻡ ﺃﺳﺘﻘﺒﻞ
)(٩
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺩﻋﻮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻟﻢ ﺗﺼﺮﻑ ﻭﺟﻬﻚ
ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺘﻚ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺑﻴﻚ ﺁﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﺳﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ
ﻓﻴﺸﻔﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺟﺎﺅﻭﻙ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺍﺑﺎ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﺳﺎﻗﻪ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ
ﺍﻟﺴﻤﻬﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﻓﻲ ﺁﺩﺍﺏ
ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺟﺎﺀﺕ
ﺑﺎﻟﺴﻨﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ
ﻭﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﻓﻬﺪ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ ﻭﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ
ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﻭﺿﺎﻉ ﻭﻻ ﻛﺬﺍﺏ ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ
ﻳﺼﺪﻕ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻧﺴﺐ ﻟﻪ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻓﻨﺴﺒﺔ
ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﺇﻟﻰ ﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺮﺩﻭﺩﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺘﻠﻘﻰ
ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﻮﺳﻞ ﺁﺩﻡ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﺮﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻲ ﻭﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﻋﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﺓ ﻓﺴﻘﻮﺍ ﻭﺫﻟﻚ
ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﻤﺎ
ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪ ﻓﺎﻗﺘﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﻩ
ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻔﻴﻪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﺒﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻣﻨﻊ
ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻣﻨﻊ ﺫﻟﻚ
ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻧﺺ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﻴﻦ
ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭﺇﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
)(١٠
ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺻﺪﺭ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ
ﻗﺤﻄﻮﺍ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭﺇﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﺘﻘﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﺴﻘﻮﻥ
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﺠﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻖ
ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺑﻼﻝ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﺭﻭﻯ
ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺑﻌﺪﻱ
ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻭﺃﺩﺭ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻌﻪ ﺣﻴﺚ ﺩﺍﺭ ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﺭﻭﺍﻩ ﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻌﻬﻤﺎ
ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺧﻼﻓﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻷﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻗﺒﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﺯﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻟﻪ ﻭﻧﺎﺯﻋﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻦ
ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺗﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺳﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪﻱ ﻧﺒﻲ
ﻟﻜﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ ﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ
ﺍﻟﺠﻬﻨﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﺼﻤﺔ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻗﺘﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﻠﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﺣﺒﻞ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺩ ﻣﻦ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺓ ﺍﻟﻮﺛﻘﻰ ﻻ ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﻟﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ
ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﺴﻖ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﺒﻴﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺇﻥ ﺫﻟﻚ
)(١١
ﻻ ﺣﺮﺝ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ
ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﺳﺘﺴﻘﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻘﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﻷﻧﻪ ﺣﻲ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﻲ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺑﺎﻃﻞ
ﻭﻣﺮﺩﻭﺩ ﺑﺄﺩﻟﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻮﺳﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻼﻝ
ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻞ ﺁﺩﻡ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ
ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺗﻮﺳﻞ ﺁﺩﻡ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻜﻴﻒ
ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺻﺤﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻲ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻓﺘﻠﺨﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻐﻴﺮﻩ
ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻤﺮ ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺧﺺ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺷﺮﻑ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻤﻔﻀﻮﻝ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻭﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ
ﻭﻓﻲ ﺗﻮﺳﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻜﺘﺔ
ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻳﻀﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﻫﻲ ﺷﻔﻘﺔ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﺄﺧﺮﺕ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ
ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻓﻠﻮ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻘﻊ ﻭﺳﻮﺳﺔ
ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺨﻼﻑ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻻ ﺗﺤﺼﻞ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﻭﻻ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺻﺤﺔ
)(١٢
ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺟﻮﺍﺯﻩ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﻛﺬﺍ ﺑﻐﻴﺮﻩ
ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﻛﺬﺍ
ﺑﺎﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻷﻧﺎ ﻣﻌﺎﺷﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻻ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻭﻻ ﺧﻠﻘﺎ ﻭﻻ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺃﻭﻻ ﺇﻋﺪﺍﻣﺎ ﻭﻻ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﺿﺮﺍ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ
ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻭﻻ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﺿﺮ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻻ ﻟﻐﻴﺮﻩ
ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻓﻼ ﻓﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ
ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﻛﺬﺍ
ﺑﺎﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻭﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺨﻠﻘﻮﻥ ﺷﻴﺎ
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺒﺮﻙ ﺑﻬﻢ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﺃﺣﺒﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﻠﻖ
ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺩ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻀﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻣﺎ
ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺠﻮﺯﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﺣﻴﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪﻫﻢ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ
ﺩﻭﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ
ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻫﺬﺍ ﺑﻬﺘﺎﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺘﺸﻔﻊ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻛﻠﻬﺎ
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﺬﻛﺮ ﺃﺣﺒﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺴﺒﺒﻬﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ﻓﺎﻟﻤﺆﺛﺮ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺫﻛﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﺳﺒﺐ ﻋﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻪ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺄﺩﻟﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺮﺭﺕ
ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺳﺮﻯ ﺑﻲ ﻳﺼﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﺮﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ
ﺃﻣﺘﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺇﻥ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻓﻴﻌﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﻏﺮﺍﺳﻬﺎ
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻣﺜﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ
ﻟﻤﺎ ﺻﻠﻰ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺳﺮﻱ ﺑﻪ ﺛﻢ ﺗﻠﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺗﺮﺩﺩ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻣﻘﺎﻡ ﻣﻜﺎﻟﻤﺘﻪ ﺭﺑﻪ ﻟﻤﺎ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻤﺴﻴﻦ
)(١٣
ﺻﻼﺓ ﻓﺄﻣﺮﻩ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﺤﺠﻮﻥ ﻭﻳﻠﺒﻮﻥ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻻ ﻣﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ
ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ
ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻬﻢ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﻷﻭﻟﻰ ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻸﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﻟﻠﺸﻬﺪﺍﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻻ
ﻳﻌﻠﻢ ﺻﻔﺘﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺜﺒﻮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﺤﺚ
ﻋﻦ ﺻﻔﺘﻬﺎ ﻭﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺇﻥ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ
ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺛﺒﺘﺖ ﻟﻬﻢ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻼ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻧﻪ ﻣﻴﺖ ﻭﺇﻧﻬﻢ
ﻣﻴﺘﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺒﺴﻮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﻮﻻﺕ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ
ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﺇﻥ ﺷﺒﻬﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﺗﻮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻭﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﻮﻟﻲ ﺍﻓﻌﻞ ﻟﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺷﺨﺎﺹ
ﻟﻢ ﻳﺘﺼﻔﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺑﻞ ﺍﺗﺼﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻴﻂ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ
ﻭﺧﻮﺍﺭﻕ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺃﺣﻮﺍﻻ ﻭﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺄﻫﻞ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﺊ ﻣﻨﻬﺎ
ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻮﻥ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﺎﺕ ﺩﻓﻌﺎ
ﻟﻺﻳﻬﺎﻡ ﻭﺳﺪﺍ ﻟﻠﺬﺭﻳﻌﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻭﻻ
ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﺿﺮ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﻭﻟﻮ ﺃﺳﻨﺪﻭﺍ
ﻟﻸﻭﻟﻴﺎﺀ ﺷﻴﺌﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ
ﻭﻗﺼﺪﺗﻢ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﺎﻟﻤﻬﻢ ﻭﺟﺎﻫﻠﻬﻢ
ﺧﺎﺻﻬﻢ ﻭﻋﺎﻣﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﻮﻫﻤﺔ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﺄﻣﺮﻭﻫﻢ
ﺑﺴﻠﻮﻙ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﻮﻫﻤﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ
ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺣﺘﻴﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻋﻘﻠﻲ ﺷﺎﺋﻊ ﻣﻌﺮﻭﻑ
ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
)(١٤
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﺷﺒﻌﻨﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﺭﻭﺍﻧﻲ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺷﻔﺎﻧﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻧﻔﻌﻨﻲ ﻓﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺤﻤﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻻ ﻳﺸﺒﻊ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺒﻊ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺳﺒﺐ ﻋﺎﺩﻱ ﻓﺈﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻟﻪ ﻣﺠﺎﺯ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺳﺒﺐ ﻋﺎﺩﻱ
ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻣﺘﻰ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻟﻐﻴﺮ ﻣﻦ
ﻫﻮ ﻟﻪ ﻳﺠﺐ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ
ﻛﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻭﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ
ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﻪ ﻣﻊ ﺛﺒﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺻﺪﻭﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺧﻠﻘﻬﺎ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ
ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﺤﺘﺮﻣﺎ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻛﻔﺮﺍ ﻭﺍﻧﻤﺮﺍ ﻛﺎ ﻭﻛﻞ
ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻧﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﻛﻼﻡ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﺳﻠﻔﻬﺎ ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ
ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺮﻡ ﺃﻭ ﻛﻔﺮ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻘﻮﻟﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺔ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻨﺘﻢ ﺧﻴﺮ ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻜﻴﻒ
ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﻫﻲ ﺧﻴﺮ ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﺎﻟﻼﺋﻖ
ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﻮﻫﻤﺔ
ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﻭﺑﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻳﻬﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻭﺃﺗﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ
ﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﺳﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻛﺪﻋﺎﺀ
ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻃﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﺩﻭﻩ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻭﻗﻴﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﻳﻘﺎﻝ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ
)(١٥
ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﺌﻼ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﺧﻠﻘﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﻮﺟﺪ ﻟﻠﺸﺊ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ
ﻓﻴﻪ ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﻋﺎﺩﻱ ﻟﻜﻨﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻮﻫﻢ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﺎﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻟﺪﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻳﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻄﻠﻘﺎ
ﻭﻻ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﻮﺣﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ
ﻣﻮﺣﺪ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻭﻻ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺤﺮﻣﺎ ﻓﻠﻮ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﻼﻑ ﺍﻷﺩﺏ
ﻭﺟﺎﺯﻭﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺷﺮﻃﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺄﺩﺏ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﻋﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﻮﻫﻤﺔ
ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺟﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻠﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﻔﻊ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻮ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻱ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﺇﻟﻰ
ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻨﻪ ﺟﺎﻫﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻴﺚ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻨﻪ ﻓﺎﻟﺘﻮﺟﻪ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﻐﻴﺮﻩ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺇﻻ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺠﺎﺯﺍ ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻻ
ﻳﻘﺼﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻨﺸﺮﺡ ﻟﺬﻟﻚ ﺻﺪﺭﻩ ﻓﻠﻴﺒﻚ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻓﺎﻟﻤﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻴﺚ ﻓﻬﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺴﺘﻐﺎﺙ
ﺑﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻐﻮﺙ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ
ﻣﺠﺎﺯﺍ ﻭﺍﻟﻐﻮﺙ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﻭﺗﺸﻔﻌﻪ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﻠﻮ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺎ ﺭﻣﻴﺖ ﺇﺫ ﺭﻣﻴﺖ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﺭﻣﻰ ﺃﻱ ﻭﻣﺎ ﺭﻣﻴﺖ ﺧﻠﻘﺎ ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺇﺫ ﺭﻣﻴﺖ ﺗﺴﺒﺒﺎ ﻭﻛﺴﺒﺎ ﻭﻟﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻣﻰ ﺧﻠﻘﺎ
ﻭﺇﻳﺠﺎﺩﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻠﻢ ﺗﻘﺘﻠﻮﻫﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺣﻤﻠﺘﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﻠﻜﻢ ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﺠﺊ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻭﻳﺠﺊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﻤﻜﺘﺴﺒﻪ ﻭﻳﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺠﺎﺯﺍ ﻛﻘﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻦ ﻳﺪﺧﻞ
ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻓﺎﻵﻳﺔ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﻓﻌﻞ
)(١٦
ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﻫﻮ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﺈﻃﻼﻕ ﻟﻔﻆ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻟﻤﻦ
ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﻏﻮﺙ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﻟﻐﺔ ﻭﻻ ﺷﺮﻋﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﺖ
ﺃﻏﺜﻨﻲ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺩ ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﺃﻏﺜﻨﻲ
ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻱ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻂ
ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﻟﻮ ﺗﺘﺒﻌﺖ ﻛﻼﻡ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ
ﻣﺒﺤﺚ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭﻭﻗﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﻮﺍ
ﺑﺂﺩﻡ ﺛﻢ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﺛﻢ ﺑﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺘﺄﻣﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﻮﺍ ﺑﺂﺩﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻪ ﻣﺠﺎﺯﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺻﺢ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻋﻮﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻴﻨﻮﻧﻲ
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻏﻴﺜﻮﻧﻲ ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻗﺼﺔ ﻗﺎﺭﻭﻥ ﻟﻤﺎ ﺧﺴﻒ ﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻐﺎﺙ
ﺑﻤﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻠﻢ ﻳﻐﺜﻪ ﺑﻞ ﺻﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺃﺭﺽ ﺧﺬﻳﻪ ﻓﻌﺎﺗﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ
ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻐﺜﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺳﺘﻐﺎﺙ ﺑﻚ ﻓﻠﻢ ﺗﻐﺜﻪ ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﻐﺎﺙ ﺑﻲ ﻷﻏﺜﺘﻪ ﻓﺈﺳﻨﺎﺩ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺠﺎﺯﻱ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻨﻰ
ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﺇﺫ ﻫﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻲ
ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺳﺘﺴﻖ
ﻷﻣﺘﻚ ﺃﻱ ﺍﺩﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
ﺑﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﺴﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻣﻊ
ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﺴﺆﺍﻟﻪ ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ ﻭﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻗﺒﻞ ﺑﺮﻭﺯﻩ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﺸﻔﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ
ﻣﻤﺎ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻊ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﻴﻊ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺪ :ﻭﻣﻮﻻﻩ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺎ
ﺣﺒﺎﻩ ﻭﺃﻭﻻﻩ ﻭﺃﻣﺎ ﺗﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﺇﻥ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ
)(١٧
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻬﻮ
ﺗﺨﻴﻞ ﻓﺎﺳﺪ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ
ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺀ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺬﻭﺭ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻳﻤﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﺳﺪﺍ
ﻟﻠﺬﺭﻳﻌﺔ ﻣﺘﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺤﻴﺜﻤﺎ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻪ
ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻙ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻈﻢ ﻣﻦ
ﻋﻈﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺘﻌﻈﻴﻤﻪ ﻧﻌﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺼﻔﻪ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ
ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﻮﺻﻴﺮﻱ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ
ﺩﻉ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﺘﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻲ ﻧﺒﻴﻬﻢ * ﻭﺍﺣﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﺪﺣﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺣﺘﻜﻢ
ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻙ ﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﻛﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻈﻢ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻯ
ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻈﻢ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﻭﻻﺩﺗﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﺍﻟﺒﺮ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺮﺩﺕ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﻭﻣﺎ
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻋﺘﻨﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﺄﻟﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﻨﻔﺎﺕ
ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻣﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﻌﻈﻴﻤﻪ
ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻣﻘﺎﻡ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻭﺃﻣﺮﻧﺎ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﻌﻈﻴﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻭﻣﺲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ﻭﺗﻘﺒﻴﻞ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ
ﻭﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺎﺭ ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ
ﻭﺍﻟﻤﻴﺰﺍﺏ ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﻛﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ
ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﺿﺮﺍ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻻ
)(١٨
ﻳﻜﻮﻥ ﻷﺣﺪ ﺳﻮﺍﻩ ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻌﻈﻴﻢ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺭﻓﻊ ﺭﺗﺒﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﻔﺮﺩ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ
ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ
ﺃﺷﺮﻙ ﻛﺎﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻟﻸﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ
ﻭﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻋﻦ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ ﺃﻭ ﻛﻔﺮ ﺃﻣﺎ
ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺼﻔﻪ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺪ
ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ
ﻻ ﺇﻓﺮﺍﻁ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻳﻂ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺷﺊ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻳﺠﺐ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﺫ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ
ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺁﻳﺎﺗﻪ
ﺯﺍﺩﺗﻬﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻓﺈﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻣﺠﺎﺯ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﻋﺎﺩﻱ ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻳﻮﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻮﻟﺪﺍﻥ ﺷﻴﺒﺎ ﻓﺈﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺠﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺠﺎﺯ ﻋﻘﻠﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺤﻞ
ﻟﺠﻌﻠﻬﻢ ﺷﻴﺒﺎ ﻓﺎﻟﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺠﺎﻋﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻳﻐﻮﺙ ﻭﻳﻌﻮﻕ ﻭﻧﺴﺮﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﺿﻠﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﺈﺳﻨﺎﺩ
ﺍﻻﺿﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻣﺠﺎﺯ ﻋﻘﻠﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻻﺿﻼﻝ ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﻱ
ﻭﺍﻟﻤﻀﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ
ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻳﺎ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻟﻲ ﺻﺮﺣﺎ ﻓﺈﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﻣﺠﺎﺯ ﻋﻘﻠﻲ ﻷﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﺁﻣﺮ
ﻓﻬﻮ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﺒﻨﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻨﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺷﺊ ﻛﺜﻴﺮ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﻮﺍ ﺑﺂﺩﻡ ﻓﺈﻏﺎﺛﺔ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺠﺎﺯﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻐﻴﺚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻣﺎ ﻻ
ﻳﺤﺼﻰ ﻛﻘﻮﻟﻬﻢ ﻧﺒﺖ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﺒﻘﻞ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻣﻨﺒﺘﺎ ﻭﺍﻟﻤﻨﺒﺖ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈﺳﻨﺎﺩ ﺍﻻﻧﺒﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻣﺠﺎﺯ ﻋﻘﻠﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻧﻔﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻭ ﺃﻏﺎﺛﻨﻲ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ
)(١٩
ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻮﺣﺪ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ ﻓﺠﻌﻠﻬﻢ ﺫﻟﻚ
ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺟﻬﻞ ﻣﺤﺾ ﻭﺗﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻖ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺻﺪﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻣﻦ ﻣﻮﺣﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻳﻜﻔﻲ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻷﺣﺪ
ﺳﻮﺍﻩ ﻻ ﻟﺤﻲ ﻭﻻ ﻟﻤﻴﺖ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺾ ﺑﺨﻼﻑ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻏﻴﺮ
ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻴﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﻓﺈﻥ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻜﺄﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﺨﻠﻖ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻬﻮ
ﻣﺬﻫﺐ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﻧﻮﺩﻱ ﺍﻟﺤﻲ
ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﺿﺮﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﺊ ﺃﺻﻼ
ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﺊ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ
ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻭﺗﺸﻔﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ
ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﻻ ﺑﺄﺱ
ﺑﺈﻟﺤﺎﻕ ﺃﺩﻟﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺴﻤﻬﻮﺩﻱ
ﻓﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺠﻮﺯﺍﺀ ﻗﺎﻝ ﻗﺤﻂ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻗﺤﻄﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﺸﻜﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺎﺟﻌﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻛﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺳﻘﻒ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﻤﻄﺮﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﻧﺒﺖ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﻭﺳﻤﻨﺖ ﺍﻹﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺘﻘﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺤﻢ ﻓﺴﻤﻲ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﻖ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻏﻲ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻜﻮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﺪﺏ ﺳﻨﺔ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﻔﺘﺤﻮﻥ ﻛﻮﺓ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺣﺎﺋﻼ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺴﻤﻬﻮﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺍﻏﻲ ﻭﺳﻨﺘﻬﻢ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻪ ﻟﻠﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻘﺼﺪ
)(٢٠
ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﻉ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻟﺮﻓﻌﺔ ﻗﺪﺭﻩ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﺑﺠﺎﻫﻪ ﻭﺑﺮﻛﺘﻪ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺍ ﻩ ﻭﺫﻛﺮ ﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻦ ﻟﻠﺰﺍﺋﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻭﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﻳﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ
ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺘﺒﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻭﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ
ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺘﺒﻰ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺠﺎﺀ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻳﺎ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫ
ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺟﺎﺅﻭﻙ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺍﺑﺎ
ﺭﺣﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﺟﺌﺘﻚ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻌﺎ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻭﺇﻧﻲ
ﺟﺌﺘﻚ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﺭﺑﻚ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻲ ﺛﻢ ﺑﻜﻰ ﻭﺃﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮﻝ
ﻳﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻓﻨﺖ ﺑﺎﻟﻘﺎﻉ ﺃﻋﻈﻤﻪ * ﻓﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﻬﻦ ﺍﻟﻘﺎﻉ ﻭﺍﻻﻛﻢ
ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻟﻘﺒﺮ ﺃﻧﺖ ﺳﺎﻛﻨﻪ * ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺘﺒﻰ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﻓﻐﻠﺒﺘﻨﻲ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﻋﺘﺒﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻓﺒﺸﺮﻩ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ
ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺤﻞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻬﺎ
ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺋﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺤﻞ
ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﺍ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺫﻛﺮﻭﺍ
ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﻜﻬﻢ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻪ ﻟﻠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻛﺬﺍ ﻭﻓﻲ
ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻛﺬﺍ ﻣﻨﺎﻓﺎﺓ ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﺣﻜﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻤﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻳﺎ ﺧﻴﺮ
ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻣﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺤﻤﻞ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻭﺭﻭﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺴﻤﻌﺎﻧﻲ ﺃﻧﻪ
ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﺮﻡ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﻧﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺩﻓﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﻓﺮﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ
)(٢١
ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﺗﺮﺍﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻠﺖ
ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﻭﻭﻋﻴﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﻋﻨﻚ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺟﺎﺅﻭﻙ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻟﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺍﺑﺎ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺟﺌﺘﻚ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻓﻨﻮﺩﻱ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻚ ﻭﺟﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻬﻲ ﺗﺆﻳﺪ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﻳﺆﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻋﻨﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﺗﺤﺪﺛﻮﻥ ﻭﺃﺣﺪﺙ ﻟﻜﻢ ﻭﻭﻓﺎﺗﻲ
ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ
ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮﺕ ﻟﻜﻢ ﻭﻳﺆﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻦ
ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﺩ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻮﺑﺔ ﻧﺼﻮﺣﺎ ﻭﻳﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ﺑﻌﺪ ﺗﻼﻭﺓ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ
ﺇﺫ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺟﺎﺅﻭﻙ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺍﺑﺎ
ﺭﺣﻴﻤﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻧﺤﻦ ﻭﻓﺪﻙ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺯﻭﺍﺭﻙ ﺟﺌﻨﺎﻙ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺣﻘﻚ
ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﺰﻳﺎﺭﺗﻚ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﻉ ﺑﻚ ﻣﻤﺎ ﺃﺛﻘﻞ ﻇﻬﻮﺭﻧﺎ ﻭﺃﻇﻠﻢ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻓﻠﻴﺲ
ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻔﻴﻊ ﻏﻴﺮﻙ ﻧﺆﻣﻠﻪ ﻭﻻ ﺭﺟﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﺑﺎﺑﻚ ﻧﺼﻠﻪ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﺍﺷﻔﻊ
ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻚ ﻭﺃﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﻃﻠﺒﺎﺗﻨﺎ ﻭﻳﺤﺸﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﺮﺓ ﻋﺒﺎﺩﻩ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴﺎ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﺒﻴﺒﻚ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪﻙ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﺪﻭﻙ
ﻓﺈﻥ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻲ ﺳﺮ ﺣﺒﻴﺒﻚ ﻭﻓﺎﺯ ﻋﺒﺪﻙ ﻭﻏﻀﺐ ﻋﺪﻭﻙ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﻏﻀﺐ
ﺣﺒﻴﺒﻚ ﻭﺭﺿﻰ ﻋﺪﻭﻙ ﻭﻫﻠﻚ ﻋﺒﺪﻙ ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻐﻀﺐ
ﺣﺒﻴﺒﻚ ﻭﺗﺮﺿﻰ ﻋﺪﻭﻙ ﻭﺗﻬﻠﻚ ﻋﺒﺪﻙ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﻢ ﺳﻴﺪ
ﺃﻋﺘﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﺄﻋﺘﻘﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻚ ﺑﺤﺴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺫﻛﺮ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺖ
ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺑﻦ
)(٢٢
ﺍﻟﻬﻤﺎﻡ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻏﻴﺮ
ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻜﺮﻡ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻟﻠﻘﺒﻠﺔ ﻭﺳﺒﻖ ﺍﺑﻦ
ﺍﻟﻬﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻧﻘﻞ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ
ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺊ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻭﻳﺴﺘﺪﻝ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺮ
ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﺎ ﻣﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻲ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺰﺍﺋﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﻊ ﺯﺍﺋﺮﻩ ﺇﻻ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻭﺍﺳﺘﺪﺑﺎﺭ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ
ﻓﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﻴﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺇﺫﺍ
ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻠﻘﺒﻠﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ
ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ﻭﻳﺴﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻭﻟﻰ
ﺑﺬﻟﻚ ﻗﻄﻌﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻗﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﻭﻟﻢ ﺗﺼﺮﻑ ﻭﺟﻬﻚ
ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺘﻚ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺑﻴﻚ ﺁﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻃﺎﻓﺤﺔ ﺑﺎﺳﺘﺤﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻟﻪ ﻣﺴﺘﺪﺑﺮﺍ ﻟﻠﻘﺒﻠﺔ ﺛﻢ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ
ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻔﻴﻪ ﺍﺧﺘﻼﻑ
ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻭﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ
ﻛﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ
ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺑﻪ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ
ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ ﻓﻲ
ﻧﻘﻞ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻃﺎﻫﺮ ﺳﻨﺒﻞ ﻓﻲ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻤﻦ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻋﺐ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻓﺘﻮﻯ ﻟﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺑﻤﻜﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺮ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻗﺎﻝ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
)(٢٣
ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺮﺡ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﻤﻘﻨﻊ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ
ﻣﻔﻠﺢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺷﺮﺡ ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﻟﻤﺤﺮﺭ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺼﻮﺭ
ﺍﻟﺒﻬﻮﻧﻲ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺷﺮﺡ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﺴﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺟﺪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ
ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻭﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻﺀ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺘﺒﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻭﺇﻧﺸﺎﺩ
ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ * ﻳﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻓﻨﺖ ﺑﺎﻟﻘﺎﻉ ﺃﻋﻈﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻭﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ
ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺇﺫﺍ ﺗﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ
ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺃﻋﻨﻲ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺮ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻤﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺍ ﻩ
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻵﻟﻮﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻓﻬﻮ ﻧﻘﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﺪ
ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻭﻫﻢ ﺃﺩﺭﻯ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻃﺎﻓﺤﺔ ﺑﺎﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﻧﻘﻞ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺒﺮ ﻓﺈﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻐﺘﺮ ﺑﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ
ﻭﻗﻒ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﺃﻣﺮﺕ
ﺑﻌﺘﻖ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺒﻴﺒﻚ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪﻙ ﻓﺄﻋﺘﻘﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﺣﺒﻴﺒﻚ
ﻓﻬﺘﻒ ﺑﻪ ﻫﺎﺗﻒ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺗﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻟﻚ ﻭﺣﺪﻙ ﻫﻼ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﺫﻫﺐ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺘﻘﺘﻚ ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺪ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ
ﻭﺃﻧﺸﺪ ﺷﺎﺭﺣﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻫﻤﺎ
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺑﺖ ﻋﺒﻴﺪﻫﻢ * ﻓﻲ ﺭﻗﻬﻢ ﺃﻋﺘﻘﻮﻫﻢ ﻋﺘﻖ ﺃﺣﺮﺍﺭ
ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺬﺍﻛﺮ ﻣﺎ * ﻗﺪ ﺷﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻕ ﻓﺄﻋﺘﻘﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻗﺎﻝ ﻭﻗﻒ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﻷﺻﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺇﻧﺎ ﺯﺭﻧﺎ ﻗﺒﺮ ﻧﺒﻴﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻼ ﺗﺮﺩﻧﺎ ﺧﺎﺋﺒﻴﻦ
ﻓﻨﻮﺩﻱ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺫﻧﺎ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﺮ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺃﻧﺖ ﻭﻣﻦ
ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻣﻐﻔﻮﺭﺍ ﻟﻜﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻓﺪﻳﻚ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﻛﺖ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
)(٢٤
ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺘﻼ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ
ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ ﻧﺪﺍﺀ
ﻣﻠﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﻘﻂ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻏﻲ
ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻠﻨﻬﻲ ﻋﻦ
ﻧﺪﺍﺋﻪ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺣﻴﺎ ﻭﻣﻴﺘﺎ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻓﺪﻳﻚ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ
ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﻦ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻲ ﻣﺎﺕ ﺳﻨﺔ
ﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻓﺪﻳﻚ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ
ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﻟﻠﺰﺭﻗﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺍﺳﺘﺸﻔﻊ ﺇﻟﻴﻚ
ﺑﻨﺒﻴﻚ ﻳﺎ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﺷﻔﻊ ﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻚ ﺍﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻀﺢ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺳﻠﻤﻨﻲ ﺍﻷﻣﺔ
ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣﻨﻪ ﺛﺎﺑﺘﺔ
ﻋﻨﻬﻢ ﻗﻄﻌﺎ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﺔ ﻭﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﻭﺍﻗﻊ
ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﻭﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ
ﺑﻪ ﻗﺪ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﺇﺫ ﺩﻋﺎ * ﻭﻧﺠﻰ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ
ﻭﻣﺎ ﺿﺮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ ﻟﻨﻮﺭﻩ * ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﺫﺑﻴﺢ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻴﺜﻴﻦ ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻷﻧﺎﻡ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﻐﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﺒﺮﻛﺔ ﺗﻮﺳﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻦ
ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴﺎ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺴﺘﺴﻘﻲ ﺑﻪ
ﻭﺃﻧﺸﺪ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﺃﻭﻟﻬﺎ
ﺃﺗﻴﻨﺎﻙ ﻭﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻳﺪﻣﻰ ﻟﺒﺎﻧﻬﺎ * ﻭﻗﺪ ﺷﻐﻠﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﺮﺍﺭﻧﺎ * ﻭﺃﻧﻰ ﻓﺮﺍﺭ ﺍﻟﺨﻠﻲ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻞ
ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ ﻟﻤﺎ ﺃﻧﺸﺪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ
)(٢٥
ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻗﺎﻡ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺠﺮ ﺭﺩﺍﺀﻩ ﺣﺘﻰ ﺭﻗﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﺨﻄﺐ ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻬﻢ ﻓﻠﻢ
ﻳﺰﻝ ﻳﺪﻋﻮ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﻄﺮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻭﺷﻜﻰ
ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻧﺠﺎﺑﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﻴﺎ ﻟﻘﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﻨﺸﺪﻧﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺃﺭﺩﺕ ﻗﻮﻟﻪ
ﻭﺃﺑﻴﺾ ﻳﺴﺘﺴﻘﻰ ﻟﻐﻤﺎﻡ ﺑﻮﺟﻬﻪ * ﺛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻋﺼﻤﺔ ﻟﻸﺭﺍﻣﻞ
ﻓﺘﻬﻠﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻻ ﻗﻮﻟﻪ ﻳﺴﺘﻘﻰ
ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﺃﻭ ﺷﺮﻛﺎ ﻷﻧﻜﺮﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﺇﻧﺸﺎﺩﻩ ﻭﻛﺎﻥ
ﺳﺒﺐ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﺪﺡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻥ ﻗﺮﻳﺸﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ ﻗﺤﻂ ﻓﺎﺳﺘﺴﻘﻰ ﻟﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺗﻮﺳﻞ
ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻓﺎﻏﺪﻭﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ ﻓﺄﻧﺸﺄ
ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺁﻣﻦ ﺑﻤﺤﻤﺪ ﻭﻣﺮ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻚ
ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﻟﻮﻻ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻓﺎﺿﻄﺮﺏ ﻓﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺴﻜﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺃﻓﻼ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﻛﻌﺐ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﺇﻥ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﻗﺤﻄﻮﺍ ﺍﺳﺘﺴﻘﻮﺍ ﺑﺄﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻓﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ
ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺴﻤﻬﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺟﺮﺕ
ﺇﻥ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻞ ﻋﻨﺪ ﺷﺨﺺ ﺑﻤﻦ ﻟﻪ ﻗﺪﺭ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﻜﺮﻣﻪ ﻷﺟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﻗﺪ
ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﻤﻦ ﻟﻪ ﺟﺎﺀ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻫﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ
ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﺭ ﻓﺄﻃﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻓﺘﻮﺳﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄﺭﺟﻰ ﻋﻤﻞ ﻟﻪ ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺪﺕ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺣﻖ ﻭﺃﻭﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺳﻞ
ﺑﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻨﺒﻮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻮﻥ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
)(٢٦
ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺃﻋﺮﺍﺿﺎ ﻓﺎﻟﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺃﻭﻟﻰ
ﻓﺈﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﻮﻝ
ﻟﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺯﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﻗﺖ ﻛﻞ ﻛﻤﺎﻝ
ﻭﻋﻈﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺂﻝ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻭﺣﻴﺎﺯﺓ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﺳﺒﺒﻪ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻓﻴﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻬﻢ ﺣﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺩﺏ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻫﻢ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺟﻮﺍﺯ
ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻗﺼﺔ ﺳﻮﺍﺩ ﺑﻦ ﻗﺎﺭﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺳﻮﺍﺩ ﺑﻦ ﻗﺎﺭﺏ ﺃﻧﺸﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ
ﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺭﺏ ﻏﻴﺮﻩ * ﻭﺃﻧﻚ ﻣﺄﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻏﺎﺋﺐ
ﻭﺃﻧﻚ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ * ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ ﺍﻷﻃﺎﻳﺐ
ﻓﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻳﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﺮﺳﻞ * ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺐ ﺍﻟﺬﻭﺍﺋﺐ
ﻭﻛﻦ ﻟﻲ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻳﻮﻡ ﻻ ﺫﻭ ﺷﻔﺎﻋﺔ * ﺑﻤﻐﻦ ﻓﺘﻴﻼ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﺩ ﺑﻦ ﻗﺎﺭﺏ
ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭﻻ
ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻛﻦ ﻟﻲ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻭﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﺮﺛﻴﺔ ﺻﻔﻴﺔ ﺭﺿﻲ ﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻤﺔ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺭﺛﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﺑﻴﺎﺕ
ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻟﻬﺎ
ﺃﻻ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺖ ﺭﺟﺎﺅﻧﺎ * ﻭﻛﻨﺖ ﺑﻨﺎ ﺑﺮ ﺃﻭ ﻟﻢ ﺗﻚ ﺟﺎﻓﻴﺎ
ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺭﺟﺎﺅﻧﺎ ﻭﺳﻤﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺛﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺖ ﺭﺟﺎﺅﻧﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ
)(٢٧
ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺇﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻫﻮ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻛﺎﻥ
ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺠﺊ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻳﺤﻪ ﻳﺰﻭﺭ ﻓﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ
ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺗﻮﺳﻞ
ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺠﺐ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻛﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﻭﻟﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﺃﺭﺍﺩ
ﻗﻀﺎﺀﻫﺎ ﻓﻠﻴﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ
ﺁﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺫﺭﻳﻌﺘﻲ * ﻭﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﻴﻠﺘﻲ
ﺃﺭﺟﻮ ﺑﻬﻢ ﺃﻋﻄﻰ ﻏﺪﺍ * ﺑﻴﺪﻱ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﺎﻋﻠﻮﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻣﺠﻤﻊ
ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻮﻓﺎﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﻗﻞ ﺑﻌﺪ
ﺻﻼﺓ ﺭﻛﻌﺘﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺃﻟﻬﻲ ﺑﺤﺮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﻭﺟﺪﻩ
ﻭﺑﻨﻴﻪ ﻭﺃﻣﻪ ﻭﺃﺑﻴﻪ ﻧﺠﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﺎ ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼﻝ
ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺤﻴﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻨﻮﺭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ
ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭﻳﺄﻣﺮ
ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻪ ﻭﺑﺤﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻇﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻤﻨﻮﻋﺎ ﻟﻤﺎ
ﻓﻌﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﺃﻣﺮ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻇﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺇﻣﺎﻡ ﺣﺠﺔ ﻳﻘﺘﺪﻯ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻟﺨﻠﻒ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻌﺪ ﺭﻛﻌﺘﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺛﻼﺛﺎ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺏ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ ﻭﺇﺳﺮﺍﻓﻴﻞ
ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺟﺮﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﻼﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ
ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﺧﺺ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
)(٢٨
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺭﺏ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﻓﻲ ﺷﺮﺡ
ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺯﺭﻭﻕ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ
ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺃﺣﺒﻮﻙ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺒﻮﻙ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﺒﺒﺘﻬﻢ ﻓﺒﺤﺒﻚ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ
ﺣﺒﻚ ﻭﻧﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺒﻬﻢ ﻓﻴﻚ ﻓﺘﻤﻢ ﻟﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ
ﺣﺘﻰ ﻧﻠﻘﺎﻙ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ﻭﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺩﻋﺎﺀ ﻣﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺏ
ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺑﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭﺃﺑﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﻭﺑﻨﻴﻬﺎ ﻧﻮﺭ ﺑﺼﺮﻱ ﻭﺑﺼﻴﺮﺗﻲ ﻭﺳﺮﻱ
ﻭﺳﺮﻳﺮﺗﻲ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺃﻥ ﻣﻦ
ﺫﻛﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻛﺘﺤﺎﻝ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ
ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﺳﺒﺒﻴﻦ ﻟﻠﺸﺒﻊ ﻭﺍﻟﺮﻱ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻬﻤﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺪﻩ
ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻧﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺟﻌﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﺧﻴﺎﺭ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻈﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺘﻌﻈﻴﻤﻬﻢ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﻛﻔﺮ ﻭﻻ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﻭﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺃﺩﻋﻴﺘﻬﻢ ﻭﺃﻭﺭﺍﺩﻫﻢ
ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻭﻟﻮ ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻦ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻻﻣﺘﻸﺕ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻭﻣﻘﻨﻊ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺮﺃﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﻣﺴﻤﻊ ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺃﻃﻠﺖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺘﻀﺢ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺸﻜﻜﺎ ﻓﻴﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻻﺗﻀﺎﺡ
ﻷﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺒﻬﺎﺕ
ﻳﺴﺘﻤﻴﻠﻮﻧﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺘﻘﺪﻫﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﻌﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻣﻦ
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻔﻈﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺷﺒﻬﺎﺗﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻳﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﻄﺎﻟﻬﺎ
ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﺇﻻ ﻛﻨﺖ ﻣﺸﺎﻗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ
ﻭﻣﺘﺒﻌﺎ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺎﻗﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ
ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻧﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻭﻧﺼﻠﻪ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺳﺎﺀﺕ
ﻣﺼﻴﺮﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺄﻛﻞ
ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺍﻟﻘﺎﺻﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻗﻴﺪ
ﺷﺒﺮ ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻊ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻪ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﻓﻲ
)(٢٩
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ
ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺧﻄﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺤﺒﻮﺣﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺃﺑﻌﺪ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻋﺮﻓﺠﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺬ ﺍﻟﺸﺎﺫ ﻣﻨﻬﻢ
ﺍﺧﺘﻄﻔﺘﻪ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﺨﺘﻄﻒ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ
ﺟﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺫﺋﺐ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺬﺋﺐ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﺍﻟﻘﺎﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﺈﻳﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺏ
ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ
ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻦ ﻳﺠﻤﻊ ﺃﻣﺘﻲ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻯ
ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻓﺎﺭﻗﻮﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﻋﻤﺪﻭﺍ
ﺇﻟﻰ ﺁﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﺤﻤﻠﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺗﻮﺻﻠﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻭﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻬﻢ
ﻣﺜﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻟﻠﻪ ﺯﻟﻔﻰ ﻭﻗﺪ
ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺃﻣﺎ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻜﻴﻒ
ﻳﺠﻌﻠﻮﻫﻢ ﻣﺜﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻫﺬﺍ ﺑﻬﺘﺎﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻨﻊ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺸﻔﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻳﺸﻔﻌﻮﻥ ﺇﻻ ﻟﻤﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ
ﻟﻠﺸﻔﺎﻋﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻹﺫﻥ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻪ ﻓﻜﻴﻒ
ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻤﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ
)(٣٠
ﻭﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﻭﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ
ﺍﻹﺫﻥ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺻﺤﺖ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺄﻧﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻤﻦ ﻗﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺇﻟﻰ
ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻭﻟﻤﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻟﻤﻦ ﺯﺍﺭ
ﻗﺒﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺣﻠﺖ ﻟﻪ
ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﻟﻮ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻟﻄﺎﻝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ
ﻟﻌﺼﺎﺓ ﺃﻣﺘﻪ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ
ﻭﺫﻛﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻳﺸﻔﻌﻮﻥ ﺇﻻ ﻟﻤﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ ﺃﻥ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺜﺒﺖ
ﺑﻬﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﺄﺫﻭﻥ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ
ﻣﺎﺕ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﺸﻔﺎﻋﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﻔﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻇﺎﻫﺮ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ
ﻣﻦ ﺍﻧﻄﻤﺴﺖ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ
ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻔﺮ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ
ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻣﺮﺩﻭﺩ ﻭﻻ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺷﺒﻬﺘﻬﻢ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺩﻋﺎﺀ ﻭﻛﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺑﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﺦ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺣﻤﻠﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﻮﺻﻠﻮﺍ
ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻗﺪ ﻳﺴﻤﻰ
ﺩﻋﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻛﺪﻋﺎﺀ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎ
ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻧﺪﺍﺀ ﺩﻋﺎﺀ ﻭﻛﻞ ﺩﻋﺎﺀ
ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﺸﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻧﺪﺍﺀ ﻣﻤﻨﻮﻋﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺳﻮﺍﺀ
ﻛﺎﻥ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺃﻡ ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﻮ ﻧﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ
ﻓﻴﺮﻏﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺨﻀﻌﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ
)(٣١
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ
ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﺎ ﺃﻭ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﺃﻭ
ﺟﻤﺎﺩﺍ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻓﻘﻮﻟﻬﻢ ﻛﻞ ﻧﺪﺍﺀ
ﺩﻋﺎﺀ ﻭﻛﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻭﻋﻤﻮﻣﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ
ﻻﻣﺘﻨﻊ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﺊ
ﻭﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻟﺸﺊ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻜﻮﻧﻪ
ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺎﺟﺰ ﻭﻻ ﻗﺪﺭﺓ
ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻛﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻛﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﺨﻠﻖ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﻭﻫﻮ
ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﺎﺳﺪ ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ
ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﺴﺐ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ
ﺷﺊ ﻓﻴﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ
ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ
ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ
ﺷﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﺿﺮﺭ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻸﻣﻮﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻮﺟﻪ
ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ
ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺳﺘﺴﻖ ﻷﻣﺘﻚ ﻓﻔﻴﻪ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺑﻌﺪ
ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺴﻘﻲ ﻷﻣﺘﻪ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻛﻘﻮﻟﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻘﻮﻥ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻧﺪﺍﺀ ﻭﺧﻄﺎﺏ ﻭﻫﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ
)(٣٢
ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻟﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﺳﺘﺤﺒﻮﺍ
ﻟﻠﺰﺍﺋﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﺟﺌﺘﻚ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻲ
ﻣﺴﺘﺸﻔﻌﺎ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺅﻩ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﻭﺻﺢ ﻋﻦ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺫﺑﺢ ﺷﺎﺓ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻋﺎﻡ
ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﺓ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﻓﺼﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍ ﻣﺤﻤﺪﺍﻩ ﻭﺍ ﻣﺤﻤﺪﺍﻩ ﻭﺻﺢ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﻭﺍ ﻣﺤﻤﺪﺍﻩ
ﻭﺍ ﻣﺤﻤﺪﺍﻩ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺧﺪﻟﺖ
ﺭﺟﻠﻪ ﻣﺮﺓ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﺍﺫﻛﺮ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺍ ﻣﺤﻤﺪﺍﻩ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺭﺟﻠﻪ ﻭﺟﺎﺀ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻠﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺄﻥ
ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﺃﺭﺿﺎ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺭﺽ ﺭﺑﻲ ﻭﺭﺑﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻧﺪﺍﺀ ﻭﺧﻄﺐ ﻟﺠﻤﺎﺩ ﻭﻻ ﻛﻔﺮ
ﻭﻻ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﻓﻴﻪ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻻ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻐﻴﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﺩﺍﺑﺘﻪ ﺑﺄﺭﺽ
ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﺃﻧﻴﺲ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺣﺒﺴﻮﺍ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺿﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺩﻋﻮﻩ ﻓﻠﻴﻘﻞ
ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻴﻨﻮﻧﻲ ﺃﻭ ﺃﻏﻴﺜﻮﻧﻲ ﻓﺈﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﻻ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﺩﺍﺑﺔ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺑﺄﺭﺽ ﻓﻼﻩ ﻓﻠﻴﻨﺎﺩ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﺣﺒﺴﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﻳﺠﻴﺒﻮﻧﻪ ﻓﻔﻴﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﻭﻃﻠﺐ ﻧﻔﻊ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪﻫﻢ ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﺄﺭﺽ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻴﺲ ﻓﻠﻴﻘﻞ
ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻴﻨﻮﻧﻲ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻏﻴﺜﻮﻧﻲ ﻓﺈﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﻻ ﺗﺮﻭﻧﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﻭﻫﻮ ﻣﺠﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺭﺽ ﺭﺑﻲ ﻭﺭﺑﻚ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻙ ﻭﺷﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻚ ﻭﺷﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﻓﻴﻚ ﻭﺷﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﺏ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻋﻮﺫ
)(٣٣
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺪ ﻭﺃﺳﻮﺩ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﺳﺎﻛﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻭﺍﻟﺪ ﻭﻣﺎ ﻭﻟﺪ
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻦ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻠﺠﻤﺎﺩ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﻋﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ
ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻲ ﻭﺭﺑﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻔﻴﻪ ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻠﺠﻤﺎﺩ ﻭﺻﺢ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﻴﻦ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺛﻢ ﺃﻛﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺒﻠﻪ ﺛﻢ ﺑﻜﻰ ﻭﻗﺎﻝ
ﺑﺄﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻃﺒﺖ ﺣﻴﺎ ﻭﻣﻴﺘﺎ ﺍﺫﻛﺮﻧﺎ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻚ ﻭﻟﻨﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻚ ﻭﻓﻲ
ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻘﺒﻞ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻧﺒﻴﺎﻩ ﺛﻢ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺍﺻﻔﻴﺎﻩ ﺛﻢ
ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺍﺧﻠﻴﻼﻩ ﻓﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﻧﺪﺍﺀ ﻭﺧﻄﺎﺏ ﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ
ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻝ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﺟﺬﻉ ﺗﺨﻄﺐ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮﻭﺍ ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻨﺒﺮﺍ ﻟﺘﺴﻤﻌﻬﻢ ﺣﻦ ﺍﻟﺠﺬﻉ ﻟﻔﺮﺍﻗﻚ ﺣﺘﻰ
ﺟﻌﻠﺖ ﻳﺪﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺴﻜﻦ ﻓﺄﻣﺘﻚ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻴﻦ ﻓﺎﺭﻗﺘﻬﻢ ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ
ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺘﻚ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻚ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﻃﺎﻋﺘﻚ ﻃﺎﻋﺘﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﻄﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ
ﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺘﻚ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻥ ﺑﻌﺜﻚ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺫﻛﺮﻙ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺇﺫ ﺃﺧﺬﻧﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻣﻴﺜﺎﻗﻬﻢ ﻭﻣﻨﻚ ﻭﻣﻦ ﻧﻮﺡ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ
ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺘﻚ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﻮﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ
ﺃﻃﺎﻋﻮﻙ ﻭﻫﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﺒﺎﻗﻬﺎ ﻳﻌﺬﺑﻮﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﺎ ﺃﻃﻌﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻃﻌﻨﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻻ
ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺍﺗﺒﻌﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﻋﻤﺮﻙ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻊ ﻧﻮﺡ ﻓﻲ ﻛﺒﺮ ﺳﻨﻪ
ﻭﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺪﺩ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻭﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﻭﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ﻓﻲ
ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻓﻴﺒﻄﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻴﻦ
ﻟﻠﻨﺪﺍﺀ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺇﻥ ﻛﻞ ﻧﺪﺍﺀ ﺩﻋﺎﺀ ﻭﻛﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ
)(٣٤
ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ﺃﺟﺎﺏ ﺭﺑﺎ ﺩﻋﺎﺀ ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ
ﺟﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻣﺄﻭﺍﻩ ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻧﻨﻌﺎﻩ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻧﻌﺎﻩ
ﻭﺍﻟﻨﻌﻲ ﻫﻮ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﺪﺍﺅﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ
ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﺭﺛﺘﻪ ﻋﻤﺘﻪ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻤﺮﺍﺙ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ
ﺃﻻ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻨﺖ ﺭﺟﺎﺀﻧﺎ * ﻭﻛﻨﺖ ﺑﻨﺎ ﺑﺮ ﻭﻟﻢ ﺗﻚ ﺟﺎﻓﻴﺎ
ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﺪﺍﺅﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻊ ﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ﻭﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﻪ ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻦ
ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻨﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﺚ
ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻋﺘﻀﺪ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺻﻮﺭﺗﻪ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺩﻓﻨﻪ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ
ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ
ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﻖ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﻖ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺁﺗﻴﺔ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻗﻞ ﺭﺿﻴﺖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺭﺑﺎ ﻭﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ ﻭﺑﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﺒﻴﺎ ﻭﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﻗﺒﻠﺔ ﻭﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﺎ ﺭﺑﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ
ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺣﻴﺚ ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺮﻳﺶ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻟﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻘﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻴﺐ ﺭﻭﺍﻩ
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺫﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﻨﺎﺩﻳﻬﻢ
ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﺴﺮﻛﻢ ﺇﻧﻜﻢ ﺃﻃﻌﺘﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﺈﻧﺎ ﻗﺪ
ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺣﻘﺎ ﻓﻬﻞ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﻣﺎ ﻭﻋﺪ ﺭﺑﻜﻢ ﺣﻘﺎ ﻭﺃﻣﺎﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ
ﻋﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻓﺸﺊ ﻛﺜﻴﺮ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺩﻭﻥ ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﻭﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺭ ﻭﻻ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺸﺊ ﻗﺎﻡ ﺛﺒﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻷﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﻳﺎ ﻛﺎﻓﺮ ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﺇﻻ ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺗﺮﻙ
)(٣٥
ﻗﺘﻞ ﺃﻟﻒ ﻛﺎﻓﺮ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﺩﻡ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﺤﻜﻢ
ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺇﻻ ﺑﺄﻣﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﻗﺎﻃﻊ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﺼﺮ
ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻦ
ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻧﺼﺤﻚ ﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻒ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ
ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻲ ﻓﻜﻔﺮﻩ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺨﺼﻮﺻﻪ ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ
ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻧﺖ ﺷﺎﺫ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﻨﺴﺒﺔ
ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺷﺬ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﻷﻧﻪ ﺍﺗﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺎﻗﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻧﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻭﻧﺼﻠﻪ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﻣﺼﻴﺮ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ
ﺍﻟﻘﺎﺻﻴﺔ ﺍ ﻩ ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯﻭﺍ
ﺍﻟﺤﺪ ﻓﻜﻔﺮﻭﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﺳﺘﺤﻠﻮﺍ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﻮﻫﻢ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﻢ ﻗﺒﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻧﺪﺍﺋﻬﻢ ﻟﻪ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﺣﻤﻠﻮﺍ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻋﻮﺍﻣﻬﻢ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﻣﻦ ﺃﺿﻞ ﻣﻤﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻫﻢ ﻋﻦ
ﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﻭﺇﺫﺍ ﺣﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻌﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻛﺎﻓﺮﻳﻦ
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﺗﺪﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺬﺑﻴﻦ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ
ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺑﺸﺊ ﺇﻻ ﻛﺒﺎﺳﻂ ﻛﻔﻴﻪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻴﺒﻠﻎ ﻓﺎﻩ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺒﺎﻟﻐﻪ ﻭﻣﺎ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
)(٣٦
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻄﻤﻴﺮ ﺇﻥ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﺩﻋﺎﺀﻛﻢ
ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﻮﺍ ﻟﻜﻢ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺸﺮﻛﻜﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﺌﻚ ﻣﺜﻞ ﺧﺒﻴﺮ
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻞ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻓﻼ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻀﺮ ﻋﻨﻜﻢ
ﻭﻻ ﺗﺤﻮﻳﻼ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺃﻳﻬﻢ ﺃﻗﺮﺏ
ﻭﻳﺮﺟﻮﻥ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﺇﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺭﺑﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺬﻭﺭﺍ ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ
ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺛﻢ ﺣﻤﻠﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﺎﺙ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ
ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺃﻭ ﻧﺎﺩﺍﻩ ﺃﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺧﻼ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻟﻔﻰ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ
ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺗﺨﻠﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ
ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﺌﻦ ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻴﻘﻮﻟﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺌﻦ
ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﻘﻮﻟﻦ ﺧﻠﻘﻬﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻙ ﺇﻻ ﻟﻘﻮﻟﻬﻢ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻟﻔﻰ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻭﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻠﻚ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻮﺣﻴﺪ
ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﻭﻛﻼﻣﻬﻢ ﻛﻠﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
ﻭﻫﻢ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻄﻼﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺃﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﺒﺎﻃﻞ
ﺃﻳﻀﺎ ﻓﺈﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻟﺴﺖ
ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻠﻰ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﻟﺴﺖ ﺑﺈﻟﻬﻜﻢ ﻓﺎﻛﺘﻔﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺮ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻗﺮ ﻟﻪ ﺑﺎﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺮﺏ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﻞ
ﻫﻮ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻳﺴﺄﻻﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻓﻴﻘﻮﻻﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ
ﺭﺑﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻮﻻ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺇﻟﻬﻚ ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﻬﺪ
ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﺗﻮﺣﻴﺪ
)(٣٧
ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻴﺴﺘﺤﻠﻮﻥ ﺩﻣﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﻴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ
ﻭﻫﻞ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻷﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﺇﺫ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺣﺪ ﻓﻬﻞ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﻼﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻴﺴﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻳﻔﺼﻞ
ﻟﻬﻢ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﻳﺨﺒﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻠﻬﻢ
ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﻭﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭﻳﺤﻜﻢ ﺑﺈﺳﻼﻣﻬﻢ
ﻓﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺰﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻭﺣﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﻓﻘﺪ ﻭﺣﺪ ﺍﻹﻟﻪ
ﻭﻣﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺎﻟﺮﺏ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺎﻹﻟﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺭﺑﻬﻢ ﻓﻴﻨﻔﻮﻥ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﻮﻥ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ
ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻊ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻟﻔﻰ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﻞ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺇﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻬﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ
ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺃﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻟﻜﻢ
ﺿﺮﺍ ﻭﻻ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﻳﺨﻠﻘﻮﻥ ﻭﻫﻢ ﻳﺨﻠﻘﻮﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺯﻟﻔﻰ ﻓﺎﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺑﺮﻳﺌﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺇﺫ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﻭﺃﻣﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻜﻔﺮﻭﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﺗﺨﺒﻄﻮﺍ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﻷﻟﻮﻫﻴﺔ
ﻭﺗﻮﺻﻠﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻚ
ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ
ﻻ ﻣﺤﻴﺺ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﺓ ﺍﻟﻤﻜﻔﺮﺓ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻥ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ
ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﻬﻢ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮ ﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ
)(٣٨
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺪﺍ ﺃﻭﻳﺴﺎ ﺍﻟﻘﺮﻧﻲ ﻭﻳﺴﺄﻻﻩ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ
ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ
ﻳﺰﺩﺣﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺀ ﻭﺿﻮﺋﻪ ﻳﺘﺒﺮﻛﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻨﺨﻢ ﺃﻭ ﺑﺼﻖ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺫﻟﻚ
ﻭﻳﺘﻤﺴﺤﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﺍﺯﺩﺣﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﺍﻗﺘﺴﻤﻮﺍ ﺷﻌﺮﻩ ﻳﺘﺒﺮﻛﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﺷﺮﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺩﻣﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻟﻤﺎ ﺍﺣﺘﺠﻢ ﻭﺷﺮﺑﺖ ﺃﻡ ﺃﻳﻤﻦ ﺑﻮﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺻﺤﺔ ﻳﺎ ﺃﻡ ﺃﻳﻤﻦ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﻧﺪ ﺑﻞ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﺎﺀ ﺳﻘﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﺎﻳﺔ ﻓﺄﻣﺮ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻤﺎﺀ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻏﻴﺮ
ﻣﺎ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻷﻧﻪ ﺍﺳﺘﻘﺬﺭﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺗﻤﺴﻪ ﺍﻷﻳﺪﻱ
ﻧﺄﺗﻴﻚ ﺑﻤﺎﺀ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻣﺴﺘﻪ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻓﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﻧﻮﺭ
ﻭﺑﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻄﻠﺐ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﺱ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ
ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﻭﻻ ﺍﻟﺤﺮﻣﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺗﻮﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺃﻏﺮﺍﺿﻬﻢ ﻓﻼ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻼ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ
ﻣﻮﺣﺪﺍ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ
ﻛﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻳﺨﻄﺐ
ﻟﻠﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﺒﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ
ﺇﻧﻜﺎﺭﺍ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻣﻤﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﺃﺧﻮﻩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﻢ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﺧﻤﺴﺔ ﻓﻘﺎﻝ
ﺃﻧﺖ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺳﺘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻌﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻤﺴﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻙ ﺭﻛﻦ ﺳﺎﺩﺱ
ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻛﻢ ﻳﻌﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ
ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﻌﺘﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﻳﻌﺘﻖ ﻣﺜﻞ
ﻣﺎ ﺃﻋﺘﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻛﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻚ ﻋﺸﺮ ﻋﺸﺮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻤﻦ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺪ ﺣﺼﺮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻴﻚ ﻭﻓﻴﻤﻦ
)(٣٩
ﺍﺗﺒﻌﻚ ﻓﺒﻬﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻔﺮ ﻭﻟﻢ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺧﺎﻑ ﺃﺧﻮﻩ ﺃﻥ
ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﻓﺎﺭﺗﺤﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻭﺃﻟﻒ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻠﻢ
ﻳﻨﺘﻪ ﻭﺃﻟﻒ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺭﺳﻠﻮﻫﺎ ﻟﻪ
ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ
ﻳﺴﻄﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﺩﻕ ﺫﻭ ﺩﻳﻦ ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ
ﺻﺪﻗﻪ ﺑﺄﻥ ﻗﻮﻣﺎ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻗﺼﺪﻭﻙ ﻭﻫﻢ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﺃﻟﻒ
ﺧﻴﺎﻝ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺃﺛﺮﺍ ﻭﻻ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ
ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺗﺼﺪﻕ ﺍﻷﻟﻒ ﺃﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻘﺎﻝ
ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻷﻟﻒ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ
ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻳﻜﺬﺑﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﻭﻳﺰﻳﻔﻮﻧﻪ ﻓﻨﺼﺪﻗﻬﻢ ﻭﻧﻜﺬﺑﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺮﻑ
ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻣﺘﺼﻞ ﺃﻡ
ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﺸﺎﻳﺨﻲ ﻭﻣﺸﺎﻳﺨﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﻥ ﺩﻳﻨﻚ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻻ ﻣﺘﺼﻞ ﻓﻌﻤﻦ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺣﻲ ﺇﻟﻬﺎﻡ
ﻛﺎﻟﺨﻀﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺫﻥ ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻓﻴﻚ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﻭﺣﻲ
ﺍﻻﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻋﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻬﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ
ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻼ
ﻭﺟﻪ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺃﺻﻼ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺇﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ
ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﻓﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺴﻖ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﻘﺼﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻴﺖ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺴﻘﻰ ﺑﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻹﻋﻼﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺤﺘﺞ
ﺑﺎﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﻋﻤﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﻯ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻮﺳﻞ ﺁﺩﻡ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ
ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺒﻬﺖ ﻭﺗﺤﻴﺮ ﻭﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺎﻭﺗﻪ ﻭﻣﻘﺎﺑﺤﻪ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﻭﻣﻦ
)(٤٠
ﻣﻘﺎﺑﺤﻪ ﺇﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﺮﺝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ
ﺍﻷﺣﺴﺎﺀ ﻭﺯﺍﺭﻭﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﻠﻐﻪ ﺧﺒﺮﻫﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﻣﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﺎﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺤﻠﻖ ﻟﺤﺎﻫﻢ ﺛﻢ ﺃﺭﻛﺒﻬﻢ ﻣﻘﻠﻮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﺴﺎﺀ ﻭﺑﻠﻐﻪ
ﻣﺮﺓ ﺃﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﺞ
ﻭﻋﺒﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻓﺴﻤﻌﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻤﻦ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ
ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﺨﻠﻔﻮﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﺘﺄﺫﻯ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ
ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺠﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺋﺮ ﻭﻳﺆﺫﻱ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ
ﻭﻳﻌﺎﻗﺒﻪ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺭﺟﻼ ﺃﻋﻤﻰ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺫﻧﺎ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺫﺍ ﺻﻮﺕ ﺣﺴﻦ
ﻧﻬﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺘﻪ
ﻭﺃﺗﻰ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﻓﻘﺘﻞ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺑﺔ ﻓﻲ
ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔ ﺃﻗﻞ ﺇﺛﻤﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺋﺮ ﻭﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻤﺎ ﺃﻓﻈﻊ
ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﻨﻊ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﺃﺣﺮﻕ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﺘﺴﺘﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺃﺣﺮﻕ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﺫﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺤﺴﺐ ﻓﻬﻤﻪ ﺣﺘﻰ ﻫﻤﺞ ﺍﻟﻬﻤﺞ ﻣﻦ
ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺷﻴﺎ ﻣﻨﻪ
ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻨﻬﻢ ﻵﺧﺮ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻗﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺣﺘﻰ ﺃﻓﺴﺮ ﻟﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ
ﻳﻔﺴﺮ ﻟﻪ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻭﻳﺤﻜﻤﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻬﻤﻮﻧﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺪﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ
ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﺊ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﺘﺴﺘﺮ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻭﻳﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﺣﺮﺭﻭﻫﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻬﻢ ﺿﻠﻮﺍ ﻭﺃﺿﻠﻮﺍ
ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻤﺎ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻫﺬﺍ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻧﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﻻ ﻧﻘﺘﺪﻱ ﺑﻘﻮﻝ ﻣﺼﺮﻱ
ﻭﺷﺎﻣﻲ ﻭﻫﻨﺪﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻟﻬﻢ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ
)(٤١
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﻫﻮﺍﻩ ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﻭﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻫﻮﺍﻩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ﺟﻠﻲ
ﺃﺟﻤﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻘﺺ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻃﺎﺭﺵ
ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻤﺮﺍﺩﻩ ﺃﻧﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺎﻣﻞ ﻛﺘﺐ ﺃﻱ ﻏﺎﻳﺔ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻟﻄﺎﺭﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻠﻪ
ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻟﻴﺒﻠﻐﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻧﻈﺮﺕ
ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺑﻬﺎ ﻛﺬﺍ ﻛﺬﺍ ﻛﺬﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ
ﻫﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻞ
ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﺨﺒﺮﻭﻧﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻴﻈﻬﺮ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﻀﺮﺗﻪ
ﻓﻴﺮﺿﻰ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺼﺎﻱ ﻫﺬﻩ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻷﻧﻬﺎ
ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﻊ ﺃﺻﻼ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ
ﻃﺎﺭﺵ ﻭﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻔﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻛﻔﺮ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻲ
ﻣﺒﺘﺪﺃ ﺃﻣﺮﻩ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻨﺪﻱ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺍﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺧﻪ ﻳﺘﻔﺮﺳﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻟﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ
ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺳﻴﻀﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻳﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺪﻩ ﻭﺃﺷﻘﺎﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ
ﻭﻣﺎ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻓﺮﺍﺳﺘﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ
ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺘﻔﺮﺱ ﻓﻲ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺍﻻﻟﺤﺎﺩ ﻭﻳﺬﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻳﺤﺬﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺬﺍ ﺃﺧﻮﻩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ
ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﺍﺋﻐﺔ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺃﻧﻪ ﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﺩﺓ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺳﻨﺔ ١١١١ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻭﻋﺎﺵ ﻋﻤﺮﺍ ﻃﻮﻳﻼ
ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٢٠٦ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺳﺘﺔ
ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﺎ ﺯﻳﻨﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
)(٤٢
ﻭﺭﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻳﺰﺧﺮﻑ
ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﻳﻔﻬﻤﻬﻢ ﺇﻥ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻪ ﺷﺮﻙ ﻭﺿﻼﻝ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻟﻬﻢ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ
ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻓﺘﺒﻌﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻏﻮﻏﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭ
ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺳﻨﺔ ١١٤٣ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻭﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﺑﻨﺠﺪ ﻭﻗﺮﺍﻫﺎ ﻓﺘﺒﻌﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻨﺼﺮﺗﻪ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﺳﻌﻮﺩ ﻭﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﻧﻔﺎﺫ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﺤﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﺘﺒﻌﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ
ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻄﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺣﻲ ﺑﻌﺪ ﺣﻲ ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﺣﺘﻰ ﻗﻮﻯ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﺨﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻳﺰﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﻫﻢ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ
ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺎﺳﺘﺤﺴﻨﻮﺍ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺑﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻄﺒﺎﻕ ﻣﺸﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ ﻭﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﺸﺮﻛﺎ
ﻓﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﺘﺎﺑﻌﻮﻩ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺎﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻪ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺑﺄﻣﺮﻩ
ﻭﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻋﻄﻮﺍ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﺳﻌﻮﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﺍﻗﺘﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻣﺸﻰ ﻭﻳﺄﺗﻤﺮﻭﻥ ﻟﻪ
ﺑﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻳﻨﻔﺬ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﺗﺴﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻗﺒﻞ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻭﺗﻄﺎﻳﺮ ﺷﺮﺭﻫﻢ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﻣﻜﺔ ﺳﻨﺔ ١١٤٦
ﺳﺘﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ ﻭﻭﻓﺎﺗﻪ ﺳﻨﺔ ١١٦٥ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ
ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻣﺮﺍﺩﻫﻢ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﻭﺣﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ﻋﻘﺎﺋﺪ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻭﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻤﻴﻦ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﻹﺫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﺊ
ﻣﻘﺮﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺑﻈﻬﻮﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﺠﺪ
ﻭﺇﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﻋﻠﻤﺎﺅﻫﻢ ﻣﻜﺔ ﺃﻣﺮ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻇﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻌﺜﻮﻫﻢ ﻓﻨﺎﻇﺮﻭﻫﻢ
)(٤٣
ﻓﻮﺟﺪﻭﻫﻢ ﺿﺤﻜﺔ ﻭﻣﺴﺨﺮﺓ ﻛﺤﻤﺮ ﻣﺴﺘﻨﻔﺮﺓ ﻓﺮﺕ ﻣﻦ ﻗﺴﻮﺭﺓ ﻭﻧﻈﺮﻭﺍ
ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻔﺮﺍﺕ ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺠﺔ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺴﺠﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﺓ ﺍﻷﻧﺬﺍﻝ ﻭﻭﺿﻌﻬﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﺳﻞ ﻭﺍﻷﻏﻼﻝ ﻓﻘﺒﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﺳﺠﻨﻬﻢ ﻭﻓﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻭﺃﺧﺒﺮﻭﺍ ﺑﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﻓﻌﺘﺎ ﺃﻣﻴﺮﻫﻢ ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺮ ﻭﻧﺄﻱ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻘﺼﺪ ﻭﺗﺄﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻀﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١١٦٥ﺧﻤﺲ
ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ ﻭﻭﻟﻰ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﻣﻜﺔ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ
ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﺄﺑﻰ ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻹﺫﻥ ﻟﻬﻢ ﻓﻀﻌﻔﺖ ﻋﻦ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻣﻄﺎﻣﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١١٨٤ﺃﺭﺑﻊ
ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ ﻭﻭﻟﻰ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﻣﻜﺔ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﺭﺳﻞ
ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺒﺮﻭﻫﻢ ﻓﺎﺧﺘﺒﺮﻭﻫﻢ
ﻓﻮﺟﺪﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺘﺪﻳﻨﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﻓﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺰﻉ
ﺇﻣﺎﺭﺓ ﻣﻜﺔ ﻣﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺳﺮﻭﺭ ﺑﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺳﻨﺔ ١١٨٦ﺳﺖ
ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺳﺮﻭﺭ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ
ﺑﺄﻧﻜﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺗﻢ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺁﺧﺬ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺁﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ
ﻭﺍﻷﻋﺠﺎﻡ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ ﻓﻌﻈﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺩﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺳﺮﻭﺭ ﺳﻨﺔ ١٢٠٢ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ
ﻭﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﻭﻟﻰ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﻣﻜﺔ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ
ﻓﻤﻨﻌﻬﻢ ﻭﺗﻬﺪﺩﻫﻢ ﺑﺎﻟﺮﻛﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺟﻬﺰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻴﺸﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٢٠٥ﺃﻟﻒ
ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺧﻤﺴﺔ ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ١٢٠٥ﺃﻟﻒ
ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺧﻤﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺔ ١٢٢٠ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺩﻓﻌﻬﻢ ﻭﻭﻗﻊ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻗﻌﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﻣﻜﺔ ﻳﻄﻮﻝ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﺗﺴﻊ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻭﺗﻄﺎﻳﺮ ﺷﺮﺭﻫﻢ ﻓﻤﻠﻜﻮﺍ
ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻤﻠﻜﻮﺍ ﺃﻭﻻ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺛﻢ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺍﻷﺣﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﻋﻤﺎﻥ ﻭﻣﺴﻜﺖ
ﻭﻗﺮﺏ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﻣﻠﻜﻮﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺛﻢ ﺍﻟﺨﻴﻮﻑ ﺫﻭﺍﺕ
)(٤٤
ﺍﻟﻨﺨﻞ ﺛﻢ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻉ ﻭﺟﻬﻴﻨﺔ ﺛﻢ ﻣﻠﻜﻮﺍ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺏ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺣﻠﺐ ﻭﻣﻠﻜﻮﺍ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺣﻠﺐ ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﻣﻠﻜﻮﺍ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﻜﺔ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻠﻜﻮﺍ ﻣﻜﺔ
ﻣﻠﻜﻮﺍ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﻣﻠﻜﻮﺍ
ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻓﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﻩ ﺳﻨﺔ ١٢١٧ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﻭﺍﻵﻣﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺞ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺬﺑﺤﻮﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ ﺃﻣﻪ ﻭﻧﻬﺒﻮﺍ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺳﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻓﻌﻠﻮﺍ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻳﻄﻮﻝ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﺛﻢ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٢١٨ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺸﺮﻳﻒ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻘﺘﺎﻟﻬﻢ ﻓﺘﺮﻙ ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺔ ﻭﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﺓ ﻓﺨﺮﺝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ
ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﺑﻤﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻷﻫﻞ ﻣﻜﺔ
ﻓﺪﺧﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﺓ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﻓﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﻭﺃﻃﻠﻖ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺩﺧﻮﻝ ﺟﺪﺓ ﻓﺎﺭﺗﺤﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ
ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ١٢١٨ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻭﺃﺑﻘﻮﺍ ﺑﻤﻜﺔ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺤﻔﻈﻬﺎ
ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺭﺟﻊ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺟﺪﺓ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺟﺪﺓ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻜﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺛﻢ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺑﻴﻨﻪ
ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺔ ١٢٢٠ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺃﻟﻒ ﻓﺘﻐﻠﺒﻮﺍ
ﻭﻣﻠﻜﻮﺍ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﺣﺎﺻﺮﻭﺍ ﻣﻜﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﻋﻢ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﺃﻛﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﺍﻟﺠﻴﻒ ﺛﻢ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻣﻜﺔ
ﺑﺎﻟﺼﻠﺢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺃﻟﻒ ﻓﺄﻣﺮ ﻣﻮﻻﻧﺎ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﺨﻢ ﺑﻤﺼﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺷﺎ ﻓﺠﻬﺰ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺛﻢ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ
ﻭﺳﺎﺭ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺄﺻﻠﻬﻢ ﻭﻗﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮﻫﻢ ﻭﺃﺭﺥ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻗﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺳﻨﺔ ١٢٢٧
ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﺋﻌﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻄﻮﻝ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺬﻛﺮﻩ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﻗﺎﻡ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﻣﺤﻤﺪ
)(٤٥
ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻗﺎﻡ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ
ﺇﺫﺍ ﻣﻠﻜﻮﺍ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺳﻠﻄﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺩﻧﺎ ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻳﺴﻠﻂ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻠﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻐﺰﻭ ﺑﻠﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻛﺘﺐ
ﻟﻜﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺴﻴﺮﻫﺎ ﻣﻌﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻟﺨﻨﺼﺮ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ
ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺯﺍﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﻳﻜﻠﻔﻮﻧﻪ ﺑﺸﺊ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ
ﻋﺴﻜﺮ ﻭﻻ ﺟﻨﺪ ﻭﻻ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻳﺤﺼﻴﻬﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺒﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ
ﺍﻷﺧﻤﺎﺱ ﻭﻳﻌﻄﻮﻧﻪ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﻣﻌﻪ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﺃﻟﻮﻓﺎ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻻ ﻳﺤﺼﻴﻬﻢ
ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻘﻴﺮ ﻭﻻ ﻗﻄﻤﻴﺮ ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻠﻴﺔ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻫﻲ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻃﺎﺷﺖ ﻣﻦ ﺑﻼﻳﺎﻫﺎ
ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺣﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻮﻫﻤﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﺋﻤﻮﻥ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻛﺎﻟﺰﻧﺎ
ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﻁ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺄﻣﻨﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻮﻥ ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻮﻥ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻭﻳﻐﻔﻠﻮﻥ ﻭﻳﺬﻫﻠﻮﻥ
ﻋﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺬ
ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﻏﻔﻠﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺘﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻛﻬﻢ
ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺑﻬﻢ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺮ ﻟﻪ ﻭﻟﻤﻦ ﺃﺣﺒﻪ ﻭﻏﻴﺮ
ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﺤﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﻭﻛﻔﺮﻭﺍ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ
ﻳﺘﺒﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻃﻮﻋﺎ ﺃﻭ ﻛﺮﻫﺎ ﻳﺄﻣﺮﻭﻧﻪ ﺑﺎﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ
ﺍﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺇﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﺍﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻳﻚ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻣﺎﺗﺎ ﻛﺎﻓﺮﻳﻦ
ﻭﺍﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﻳﺴﻤﻮﻥ ﻟﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺒﻠﻮﻫﻢ ﻭﺇﻻ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﺮﺣﻮﻥ
ﺑﺘﻜﻔﻴﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺬ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺻﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﺘﺒﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﺞ ﺣﺠﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ ﺣﺞ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺣﺠﺘﻚ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻌﻠﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻓﻼ ﺗﺴﻘﻂ
ﻋﻨﻚ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﺗﻬﻢ
)(٤٦
ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﻢ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ
ﻣﺎ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮﻩ ﻣﻮﻟﻌﺎ ﺑﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ
ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻛﻤﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻭﺳﺠﺎﺡ ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻌﻨﺴﻲ ﻭﻃﻠﻴﺤﺔ
ﺍﻷﺳﺪﻱ ﻭﺃﺿﺮﺍﺑﻬﻢ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻳﻀﻤﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻟﻮ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻷﻇﻬﺮﻫﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻻﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻴﺘﻜﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ
ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﺄﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ
ﺇﻧﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻓﻘﻂ ﻟﺌﻼ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻴﻨﻜﺸﻔﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻪ
ﻫﻮ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺆﻭﻟﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻻ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻓﺴﺮﻩ ﺑﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﺃﻗﺎﻭﻳﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﻨﺒﻄﻪ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻲ
ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺬﺑﺎ ﻭﺗﺴﺘﺮﺍ ﻭﺯﻭﺭﺍ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺮﺉ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﺪﺏ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻪ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺃﻟﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
ﺃﻟﻒ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﺗﻤﺴﻚ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺇﻧﻬﻢ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺁﻳﺎﺕ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
ﻓﺠﻌﻠﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﻮﻑ ﻣﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﺘﺄﻭﻝ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ
ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﻭﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻛﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﺑﺤﺴﺐ
ﻓﻬﻤﻜﻢ ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻭﺍﺣﻜﻤﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺗﺮﻭﻧﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺗﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻗﺘﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ
ﻭﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ
)(٤٧
ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﻪ ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ ﻭﻫﻮﺍﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻻ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻣﺬﻫﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺑﻞ
ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭﻳﺘﺴﺘﺮﻭﻥ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﺑﻤﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﺇﻧﻜﻢ
ﺗﻄﻠﺒﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺟﺮﺍ ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻨﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻟﻠﺮﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﻋﻤﻼ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺒﺪﻉ
ﻭﺳﻜﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﺃﻫﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺇﻻ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﺣﺠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ
ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﺪﺏ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭﺍﻟﺘﺰﻡ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻗﻮﺍﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﻫﻞ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ
ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺃﻗﻞ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺗﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺰﻏﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﻳﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻤﻦ ﺃﻟﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻓﻌﺠﺰ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻟﻖ
ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺟﻠﻴﻼ ﺳﻤﺎﻩ ﺗﻬﻜﻢ ﺍﻟﻤﻘﻠﺪﻳﻦ ﺑﻤﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﻛﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﺪﻋﻬﺎ ﺑﺄﺑﻠﻎ ﺍﻟﺮﺩ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺑﺴﺆﺍﻻﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻟﻪ
ﻓﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺃﻗﻠﻬﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻓﻤﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺳﺄﻟﻚ
ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺎﺕ ﺿﺒﺤﺎ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺼﻞ ﻛﻢ
ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﺮﻓﻴﺔ ﻭﻛﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﺯ ﻣﺮﺳﻞ
ﻭﻣﺠﺎﺯ ﻣﺮﻛﺐ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﻓﺎﻗﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﺗﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ
ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻣﺠﺮﺩﺓ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﻠﻴﺔ ﻭﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﻠﻔﻮﻑ
ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﻭﻕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻔﺼﻞ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺯ
ﻭﺍﻹﻃﻨﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻱ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﺯ
ﺍﻟﺤﻜﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺃﻱ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻀﻤﺮ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﻭﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻭﻣﺎ
ﻣﻮﺿﻊ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻭﺍﻟﻮﺻﻞ ﻭﻛﻤﺎﻝ
ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺟﻤﻠﺘﻴﻦ ﻣﺘﻌﺎﻃﻔﺘﻴﻦ ﻭﻣﺤﻞ ﺗﻨﺎﺳﺐ
)(٤٨
ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﻭﺟﻪ ﻛﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺯ ﻗﺼﺮ
ﻭﺇﻳﺠﺎﺯ ﺣﺬﻑ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﺱ ﻭﺗﺘﻤﻴﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺷﺊ ﻣﻤﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻦ
ﺃﻋﻼﻡ ﻧﺒﻮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﻛﻠﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺗﺮﺍﻗﻴﻬﻢ
ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻬﻢ
ﺇﻟﻰ ﻓﻮﻗﻪ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭﺍﻟﻔﻮﻕ ﺑﻀﻢ ﺍﻟﻔﺎﺀ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻭﻓﺮﻗﺔ ﻗﻮﻡ ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﺍﻟﻘﻴﻞ ﻭﻳﺴﻴﺌﻮﻥ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺗﺮﺍﻗﻴﻬﻢ ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺮﻭﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ ﻻ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻓﻮﻗﻪ ﻫﻢ ﺷﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻘﺔ
ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺃﻭ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ
ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻓﻲ
ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻗﻮﻡ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﺳﻔﻬﺎﺀ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻗﻮﻝ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ
ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻘﻴﺘﻤﻮﻫﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻫﻢ ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﻤﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺗﺮﺍﻗﻴﻬﻢ ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ ﻫﻢ ﺷﺮ
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺗﺮﺍﻗﻴﻬﻢ ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﻓﻴﻪ
ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻓﻮﻗﻪ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺃﺱ
ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻟﺨﻴﻼﺀ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻹﺑﻞ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻏﻠﻆ
)(٤٩
ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻳﻤﻨﻨﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﻲ ﻧﺠﺪﻧﺎ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻳﻤﻨﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ
ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺑﻬﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺗﺮﺍﻗﻴﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻄﻊ ﻗﺮﻥ ﻧﺸﺄ ﻗﺮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ
ﺁﺧﺮﻫﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ
ﺗﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻪ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﻧﻪ
ﻳﻔﺎﺭﻕ ﻣﺠﻠﺴﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻠﻘﻮﺍ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻂ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻀﺖ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻓﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺮﻳﺢ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻷﻫﺪﻝ ﻣﻔﺘﻲ ﺯﺑﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﺆﻟﻒ ﺃﺣﺪ ﺗﺄﻟﻴﻔﺎ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ
ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺤﻠﻖ
ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻳﺘﺒﻌﻨﻪ ﻓﺄﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻣﺮﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ ﻛﺮﻫﺎ
ﻭﺟﺪﺩﺕ ﺇﺳﻼﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻪ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺤﻠﻖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺃﻧﺖ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺤﻠﻖ
ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻓﻠﻮ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﺤﻠﻖ ﻟﺤﺎﻫﻢ ﻟﺴﺎﻍ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺤﻠﻖ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻷﻥ
ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻓﻴﻬﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻔﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻟﻜﻨﻪ
ﺇﻧﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺼﺪﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﺭ ﻣﻨﻪ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺮﺱ ﻓﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻠﻊ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻗﺮﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﺜﻨﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻲ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺑﻬﺎ ﻳﻐﻨﻰ
ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﺍﺡ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺑﻌﺪ
ﺫﻛﺮ ﻗﺘﺎﻝ ﺑﻨﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻗﺎﻝ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺭﺟﻞ ﻳﻐﻴﺮ ﺩﻳﻦ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻲ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻻ ﺩﺧﻠﺘﻪ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ
)(٥٠
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻗﺘﻼﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ
ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﺻﻤﺎﺀ ﺑﻜﻤﺎﺀ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻌﻤﻰ ﺑﺼﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﺨﺮﺟﺎ
ﻭﻳﺼﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺸﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺘﺸﺮﻓﺖ ﻟﻪ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺳﻴﻈﻬﺮ
ﻣﻦ ﻧﺠﺪ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺗﺘﺰﻟﺰﻝ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻮﻱ
ﺍﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﺑﺎﻋﻠﻮﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻟﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺟﻼﺀ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺟﻠﻴﻞ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ
ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺳﻨﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ ﻓﻲ
ﻭﺍﺩﻱ ﺑﻨﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺭﺟﻞ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻠﻌﻖ ﺑﺮﺍﻃﻤﻪ ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ
ﺍﻟﻬﺮﺝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺝ ﻳﺴﺘﺤﻠﻮﻥ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻳﺘﺨﺬﻭﻧﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺘﺠﺮﺍ ﻭﻳﺴﺘﺤﻠﻮﻥ
ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻳﺘﺨﺬﻭﻧﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻔﺨﺮﺍ ﻭﻫﻲ ﻓﺘﻨﺔ ﻳﻌﺘﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺭﺫﻟﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻔﻞ
ﺗﺘﺠﺎﺭﻯ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎﺭﻯ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ ﻗﺎﻝ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺗﻘﻮﻱ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺧﺮﺟﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺮ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺃﺻﺮﺡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻐﺮﻭﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﺗﻤﻴﻢ ﻓﻴﺤﺘﻤﻞ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﺐ ﺫﻱ ﺍﻟﺨﻮﻳﺼﺮﺓ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ
ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺿﺌﻀﺊ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻋﻘﺐ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻣﺎ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ
ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻟﺌﻦ ﺃﺩﺭﻛﺘﻬﻢ ﻷﻗﺘﻠﻨﻬﻢ ﻗﺘﻞ ﻋﺎﺩ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻳﻘﺘﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﺪﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺎﺩﻫﻢ ﻭﺃﺭﺍﺣﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ
ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﻼ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻤﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺃﺻﻼﺏ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻢ
ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻗﻮﻡ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ
ﺇﻥ ﻭﺍﺩﻳﻬﻢ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻭﺍﺩﻱ ﻓﺘﻦ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﻛﺬﺍﺑﻬﻢ
)(٥١
ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻭﻳﻞ ﻟﻠﻴﻤﺎﻣﺔ ﻭﻳﻞ ﻻ ﻓﺮﺍﻕ ﻟﻪ ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺫﻛﺮﻩ
ﻓﻲ ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻗﻮﻡ ﻳﺤﺪﺛﻮﻧﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻮﺍ ﺃﻧﺘﻢ
ﻭﻻ ﺁﺑﺎﺅﻛﻢ ﻓﺈﻳﺎﻛﻢ ﻭﺇﻳﺎﻫﻢ ﻻ ﻳﻀﻠﻮﻧﻜﻢ ﻭﻻ ﻳﻔﺘﻨﻮﻧﻜﻢ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻨﺎﺩﻭﻧﻚ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﺗﺮﻓﻌﻮﺍ
ﺃﺻﻮﺍﺗﻜﻢ ﻓﻮﻕ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻮﻱ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺁﻧﻔﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﻓﻲ ﺫﻡ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ﻭﻭﺍﺋﻞ ﺷﺊ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻳﻜﻔﻴﻚ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ
ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ
ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺒﺎﻏﻴﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﻭﺍﺋﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺟﺎﺀ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺃﻋﺮﺽ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻣﻮﺳﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺒﻨﻲ ﺣﺪ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﻭﻻ ﺃﺧﺒﺚ ﻣﻦ ﺭﺩ ﺑﻨﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻮﻱ
ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺣﺒﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻃﺎﻫﺮ ﺳﻨﺒﻞ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺳﻨﺒﻞ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺳﻤﺎﻩ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ
ﻟﻸﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺃﻣﺎ
ﻣﻦ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻼ ﻳﺮﺟﻰ ﻓﻼﺣﻪ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺛﻢ
ﻻ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺼﻮﺏ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ
ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻬﻮ ﻏﻠﻂ ﺣﻴﺚ ﺣﺴﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﻦ
ﻣﻨﻜﺮﺍﺗﻪ ﻭﺗﻜﻔﻴﺮﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﺣﺮﻕ ﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻭﻗﺘﻠﻪ
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﻮﺍﻣﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ
ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻟﻠﺒﺎﺭﻱ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﻘﺪﻩ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺗﻨﻘﻴﺼﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﻧﺒﺶ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻭﺃﻣﺮ ﻓﻲ
ﺍﻷﺣﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﺤﻼ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ
ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﻭﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺋﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺫﺍﻥ
ﻭﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻐﻮﻏﺎﺀ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺑﺪﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ
)(٥٢
ﻭﻳﻔﻬﻤﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﺤﻮﻯ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺴﻢ
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﺤﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻴﻤﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻖ
ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﺡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻪ ﻭﺧﻄﺒﻪ ﺑﺘﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻷﺣﺪ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺃﻭ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﻻ
ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺳﻴﺪ ﺃﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻸﻧﺼﺎﺭ ﻗﻮﻣﻮﺍ ﻟﺴﻴﺪﻛﻢ ﻳﻌﻨﻲ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻭﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﻳﻨﻜﺮ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﺔ ﺛﻢ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻮﻱ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻋﻨﺪﻧﺎ
ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻﺳﺘﺤﻼﻟﻪ ﺃﻣﻮﺍﻻ
ﻣﺠﻤﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺑﻼ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺳﺎﺋﻎ ﻣﻦ ﺗﻨﻘﻴﺼﻪ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺗﻨﻘﻴﺼﻬﻢ ﺗﻌﻤﺪﺍ ﻛﻔﺮ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺍﻷﺋﻤﺔ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍ ﻩ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻷﻥ ﻭﻻﺩﺗﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻨﺔ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ ﻭﻫﻼﻛﻪ ﺳﻨﺔ ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺳﺘﺔ ﻭﺃﺭﺥ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺑﺪﺍ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ١٢٠٦ﻭﺧﻠﻒ ﺃﻭﻻﺩﺍ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺑﻌﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﻭﺣﺴﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮﻫﻢ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﺧﻠﻒ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻣﺘﻌﺼﺒﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﺳﻨﺔ ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ
ﻭﻗﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺑﻌﺜﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻓﻌﺎﺵ ﻣﺪﺓ ﺑﻤﺼﺮ ﺛﻢ ﻣﺎﺕ ﺑﻤﺼﺮ ﻭﺃﻣﺎ
ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﺨﻠﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻭﻟﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﻜﺔ ﻭﻋﺎﺵ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺩﻫﺮﺍ ﻃﻮﻳﻼ ﺣﺘﻰ
ﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻭﻣﺎﺕ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻓﺨﻠﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
ﻓﺨﻠﻒ ﺃﻭﻻﺩﺍ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻧﺴﻠﻬﻢ ﺑﺎﻗﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ
ﺑﺄﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻬﻢ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ )ﻟﻄﻴﻔﺔ( ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺰﺑﻴﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﻳﺼﻠﻲ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻓﺎﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺗﺠﺎﺩﻻ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﺎﺀ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
)(٥٣
ﺑﺎﺷﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻭﺩﻣﺮﻫﺎ ﻭﺩﻣﺮ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﺩﻟﻴﻦ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ
ﻳﺮﺟﻊ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺗﺮﺟﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ
ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﺑﺪﺍ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺛﻢ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ
ﻳﺬﻫﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻏﺪﻭ ﻳﺼﻠﻴﺎﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﻭﻳﻨﻈﺮﺍﻥ ﻣﺎﺫﺍ
ﻳﻘﺮﺃ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻳﺠﻌﻼﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻻ ﻳﺤﻜﻤﺎﻥ ﺑﻪ
ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺬﻫﺒﺎ ﻭﺻﻠﻴﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻘﺮﺃ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺔ ﺃﻫﻠﻜﻨﺎﻫﺎ ﺃﻧﻬﻢ
ﻻ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﻓﺘﻌﺠﺒﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﺿﻴﺎ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻔﺎﻝ ﺣﻜﻤﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ
ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﻭﺳﻠﻢ
)(٥٤