Jump to ratings and reviews
Rate this book

ديوان أبي المعالي

Rate this book

705 pages

Published January 1, 1690

Loading interface...
Loading interface...

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
1 (100%)
4 stars
0 (0%)
3 stars
0 (0%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for Mustafa Nuwaidri.
382 reviews173 followers
September 15, 2022
مراجعتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=dAnbX...

ديوان عظيم جدا
بعد أن قرأت ديوان ابن المقرب وديوان ابو البحر الخطي ورأيت كيف ان دواوينهم فتحت بابا ينفذ فيه القارئ إلى أزمانهم هناك لنتعرف على بلاد البحرين ونكتشف الحياة فيها وتفكير أدبائها والوضع السياسي وكل شيء ، خلت أنني لن أجد ديوانا آخر يوثق حياة البحرين ، حتى وجدت هذا السفر المبهر.

السيد عبدالرؤوف أبو المعالي هو رجل من جدحفص البحرين عاش بين 1650 - 1700 ميلادي ، ينحدر من السيد عبدالرؤوف قاضي قضاة البحرين في عهد ابو البحر الخطي، وكان أبو المعالي من علية القوم ، حيث كما يفتخر عن نفسه أنه ورث القضاء والمكانة والمال، فهو احد أعيان البحرين انذاك ، ابان الفترة الصفوية ، في تلك الفترة التي ظهر فيها السيد هاشم التوبلاني وسليمان الماحوزي وعبدالله السسماهيجي، وسيظهر بعد قليل الشيخ يوسف ال عصفور البحراني ، انها الفترة الذهبية للعلوم الدينية في البحرين ، اما من منظور ابو المعالي فيعكس صورة اقل مثالية لذلك الزمان ، ترى ان هناك منافسة شديدة بين العلماء ، ترى ان ابو المعالي وصديقه يحرضان وزير البحرين على بعض القضاة ، ترى ابو المعالي يذم بعض ولاة الصفويين في البحرين واحيانا يمدح بعضهم.

يكتب الشعر في أهل البيت، له في ذلك عدة قصائد ، كان متأثرا بزمانه الذي كانت فيه عصبية مذهبية وتمسك بالامبراطورية الصفوية كحامية للشيعة ، وكره كبير لاولئك القبائل السنية التي نزحت من نجد الى ضفاف الخليج ليحدث بمجيئهم صراع وحروب مع هؤلاء واولئك.

لم يهاجر ابو المعالي من البحرين ، بل اغلب الحوادث تؤكد انه عاش اغلب حياته في جزيرة أوال البحرين ، ووثق ديوانه شيئا من قرى البحرين كجدحفص وكرزكان وصدد والمنامة وبربورة وأبو بهام ومقبرة ابو عنبرة ، وشيئا من شخصيات البحرين وبعضهم فقهاء معروفون ردوا على قصيدة لابي المعالي يذم فيها بعض المتدينيين. رثى ابو المعالي الشيخ سليمان الشاخوري لما توفي ، كما رثى اخته بقصيدة تعبر عن وفاءه لمعنى الأخوة.

كان السيد عبدالرؤوف على غير ما نخبره من علماء الدين المعاصرين ، كان رجلا صريحا وشفافا لا يكتم شيئا ولا يرائي بأنه من اهل التقوى ، فكان نصف الكتاب في تقديري تغزلا بالمحبوبة ، كان هناك الكثير من القصائد التي تحتوي على الفاظ بذيئة خادشة للحياء وتسيء لكاتبها ، كان هناك ايضا تغزل بالخمرة ، كان ابو المعالي قاضيا ورجل دين كما يبدو ، ولكنه كان ايضا شاعرا يبث مشاعره وشخصيته دونما حرج، وهو في ذلك لم يبتعد كثيرا عن سيرة من سبقوه أمثال ابو البحر الخطي وسيد ماجد بن هاشم واناس من اسرة السادة القارونيين وآخرين كان المشهور في زمنهم ان لابأس بالحديث عن الغزل والخمرة بدون ان يقربوا الخمرة بالطبع (كما ورد في ديوان ابو البحر)، ولكن يبدو ان مثل هذا التقليد السائد لم يكن ليستمر ، فكان فقهاء البحرين في عهده قد صار لهم قوة كبيرة ، وقد ردوا عليه وخطؤه في بيت كان يهاجم فيه بعض المرائين بالعبادة انهم كالبعوض ، فرد عليه بابيات مفحمة كل من العلماء التالين: محمد يوسف المقابي ، أحمد محمد يوسف المقابي، سليمان أبي ظبية ، سليمان الماحوزي ، عبدالله بن صالح البحراني ، حسين بن علي الحسيني ، عبدالنبي بن لطف الله ، محمد بن الشيخ أحمد الأجسائي، وأخيرا الشيخ حسن الدمستاني .

وهذا يفسر لماذا كان ديوان الدمستاني كله في رثاء اهل البيت ، وكذلك كل العلماء المعاصرين وفي الاجيال اللاحقة ، نبذوا اي شعر في غير الدين وفي كتب غير الكتب الدينية، كان يبدو على ابو المعالي قراءته لكل الادب والشعر القديم والمعاصر له ، كان ضليعا بمختلف الحقول الفكرية ، على انه لم يضف الكثير من الفكر المستنير ، بل شطح في الغزليات ، نستطيع ان نقول عموما ان غزله فيه عفة غالبة على قصائده ، وان الخمرة والبذاءة قليلة جدا في ديوانه. وفي ديوانه نجد حس الصداقة الجميل بينه وبين اصدقاءه امثال السيد شرف الدين

كان من أجمل ما كتبه أبو المعالي هي ابتهالاته الدينية ، شيء في غاية العظمة والسمو ، لقد عانى السيد عبدالرؤوف من الامراض فكان يمسي طريح الفراش كثيرا ، وهذا يفسر لماذا لم يكن يسافر ، فيبدو ان بدنه ليس قويا ، وكان دائما يتوب إلى ربه من خطاياه ، كان يعترف بخطاياه وهذا الشيء كبر في وجداني ، كان ابو المعالي صادقا في تجربته في الحياة ، لم يأتي ليظهر شخصية غير ماهو عليه ، اظهر نفسه بعيوبه ، بتنافسه وتحاسده وتباغضه مع بعض القضاة والشخصيات ، بغرائزه ومشاعره ، بحبه للمال والوجاهة والمكانة ، ثم بآلامه وسقمه الشديد ، برغبته في صديق يعوده في مرضه ، ثم بتوجهه لله بالتوبة النصوحة ، فكانت قصائد ابو المعالي في الابتهال الى خالقه من اجمل قصائده حقا.

كان لابي المعالي انواع مختلفة من القصائد، نظم في شعر البند ستة بنود في غاية الجمال ، نظم شعر الموال باللهجة الدارجة ، وغريب ان اللهجة المستخدمة هي اقرب لأن تكون مفرداتها اقرب للرفاعية والمحرقية منها الى اللهجة البحرانية ، وهذا قد يفتح لنا بابا للتساؤل حول وجود اللهجتين البحرانية والبحرينية وتاريخ وجودهما في البحرين وانتشارهما بين الناس ، وأقل ما نقول أن عبدالرؤوف الجدحفصي كتب هذه المواويل الهائلة الكثيرة العدد تأثرا بثقافة اخرى هي ثقافة العرب السنة الذين كان لهم وجود انذاك في جزيرة البحرين وحولها ، ورغم الكره والحقد السياسي بين الجدحفصي وبين هؤلاء الا انه كان يشبههم كثيرا في مواويله ، ولعل ذلك يوحي لنا بهوية الناس في البحرين انذاك ، ان كانوا شيعة أو سنة، فكلهم احبوا المواويل الممزوجة بلؤلؤ البحار ورطب النخيل.

هذا الديوان قد اثرى المكتبة البحرينية وسد ثغرات كثيرة في تاريخنا المجهول ، وهو جدير بالقراءة والدراسة والاعتبار
Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.