مقومات الداعية المربي كما جاء في القرآن الكريم 17
مقومات الداعية المربي كما جاء في القرآن الكريم 17
مقومات الداعية المربي كما جاء في القرآن الكريم 17
ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ ) 8-7ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻷﻭل 1426ﻫـ 17-16 ،ﺃﺒﺭﻴل 2005ﻡ(
ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻫﻲ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﺭﻜﻴﻥ ﻓﻲ ﺼﺭﺡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺃﻫﻡ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻠﺕ ﻤﺎ ﺍﻗﺘﺒﺱ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺎﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﻨﻅﻤﻪ ،ﻭﻫﻲ ﺩﻟﻴل ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺯﺓ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻥ )ﻴﻭﺴﻑ ،1997 ،ﺹ.(96
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺭﻴﻀﺔ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ " :ﻭ ﹾﻟ ﹶﺘﻜﹸﻥ
ﻥ ﺍ ﹾﻟﻤﻨ ﹶﻜﺭِ" )ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﺍﻵﻴﺔ.(104 :
ﻋِﻥ
ﻑ ﻭ ﻴ ﹾﻨ ﻬ ﻭ
ﻥ ﺒِﺎ ﹾﻟ ﻤ ﻌﺭﻭ ِ
ﺨ ﻴ ِﺭ ﻭ ﻴ ْﺄ ﻤﺭﻭ
ﻥ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ ﹶ
ﻤﻨ ﹸﻜ ﻡ ُﺃ ﻤ ﹲﺔ ﻴ ﺩﻋﻭ
ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻫﻲ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻸﺭﺽ ﻭﻫﻲ ﻫﺩﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻕ ﻭﻫﻲ ﺩﻴﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ
ﻭﻁﺭﻴﻘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ﻭﻗﺩ ﺍﺨﺘﺎﺭﻫﺎ ﺍﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ،ﺜﻡ ﺍﺨﺘﺎﺭﻫﺎ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ
ﻥ
ﻥ ﺍﻟﺩﻴ
ﻭﻓﺭﻀﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺽ ﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﺒﺩﻴﻼ ﻋﻨﻬﺎ )ﺍﻟﺼﻭﺍﻑ ،1981 ،ﺹ ،(23ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ "ِﺇ
ﻼﻡِ ﺩِﻴﻨﹰﺎ ﹶﻓﻠﹶﻥ ﻴ ﹾﻘﺒَ ل ِﻤ ﹾﻨ ﻪ" )ﺁل
ﺴﹶ
ﻏ ﻴﺭ ﺍﻹِ
ﻼ ﻡ" )ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(19 :ﻭﻗﻭﻟﻪ " ﻭﻤﻥ ﻴ ﺒ ﹶﺘﻎِ ﹶ
ﺴﹶ
ﻋﻨ ﺩ ﺍﻟﹼﻠ ِﻪ ﺍ ِﻹ
ِ
ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﺁﻴﺔ.(85 :
ﻥ ﻭﻟِﺴﻤ ﻭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ " ،ﻭﻤﺎ ﻜﹶﺎ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ْﺅ ِﻤﻨﹸﻭ
ﺠﻌﻭ ﹾﺍ
ﻥ ﻭ ِﻟﻴﻨ ِﺫﺭﻭ ﹾﺍ ﹶﻗ ﻭ ﻤ ﻬ ﻡ ِﺇﺫﹶﺍ ﺭ
ِﻟﻴﻨ ِﻔﺭﻭ ﹾﺍ ﻜﹶﺂ ﱠﻓ ﹰﺔ ﹶﻓ ﹶﻠ ﻭ ﹶﻻ ﹶﻨ ﹶﻔﺭ ﻤِﻥ ﹸﻜلﱢ ﻓِ ﺭ ﹶﻗﺔٍ ﻤ ﹾﻨ ﻬ ﻡ ﻁﹶﺂ ِﺌ ﹶﻔ ﹲﺔ ﱢﻟ ﻴ ﹶﺘ ﹶﻔ ﱠﻘﻬﻭ ﹾﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟﺩﻴ ِ
ﻥ" )ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(122 :ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻻ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻡ ﺃﻭ
ﺤ ﹶﺫﺭﻭ
ﺇِ ﹶﻟ ﻴ ِﻬ ﻡ ﹶﻟ ﻌﱠﻠ ﻬ ﻡ ﻴ
ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺇﺫ ﺃﻥ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺇﺒﻼﻏﻪ ﺍﻟﻜﻤﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﻭﺇﻋﺩﺍﺩﻩ ﻟﻠﺩﻨﻴﺎ
ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ.
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﺩﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﺴﺘﻤﺭ ﻭﻤﺘﻨﻭﻉ ﻭﻓﺴﻴﺢ ،ﻭﻤﻬﻤﺘﻪ ﻻ ﺘﻘﻑ ﻋﻨﺩ ﺤﺩﻭﺩ ﺃﺸﻜﺎل
ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒل ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺍﻟﺸﻜل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻯ ،ﻭﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺘﺯﺩﺍﺩ ﻴﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻴﻭﻡ ﻭﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺘﻪ
ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﻓﻜﺭﺘﻪ ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ) .ﺴﻌﻴﺩ ،1987 ،ﺹ(93
ﻭﻷﻥ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﻭﺘﺯﺍﻴﺩ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺭ
ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺘﻔﺎﻋﻼﺘﻪ ﻭﺘﺯﺍﺤﻡ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻴﺤﺘﻡ
ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺘﻁﻭﻴﺭﻫﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ
ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻁﺒﻌﺎ ﻫﻭ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﺜﻭﺍﺒﺕ ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ
ﻭﺍﻟﻭﺴﺎﺌل.
ﻭ"ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ﻭﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ ﻭﺍﺠﺘﻬﺎﺩﺍﺘﻬﻡ ﻋل ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺩﺍﺕ ﻭﻓﻲ
ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺜﻭﺍﺒﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﺒﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ...ﻭﻗﺩ ﺘﻭﺠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺘﻐﻴﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺃﺴﻠﻭﺒﻬﺎ
ﻭﻗﺩ ﺘﻭﺠﺏ ﺘﻐﻴﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﻠﻡ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ") .ﺍﻟﻘﺭﻀﺎﻭﻱ ،2004 ،ﺹ(10
ﻭﺘﺒﺭﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻅﻴﻤﺔ ﻭﺍﻷﺯﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﺎ ﺍﻷﻤﺔ "ﻓﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻭﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻗﻅ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻭﺍﻷﻤﻡ
582
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻤﻥ ﺴﺒﺎﺘﻬﺎ ﻭﺘﺼﻨﻊ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺘﺸﻜل ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻓﻲ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻭﺭ
ﺍﻟﻤﺸﻭﻫﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺸﺎﺌﺨﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺭﺨﻭﺓ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻭﺘﺤﻔﺯﻫﺎ ﻟﻺﻗﻼﻉ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺫﻟﻙ
ﺃﻥ ﺇﺤﺒﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺨﻴﺒﺎﺘﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻻ ﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻤﻜﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﻨﺴﻤﻴﻪ ﺨﻤﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﻭﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺘﺜﻴﺭ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ" .
)ﺤﺴﻨﺔ ،1992 ،ﺹ.(87
ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ "ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺠﺯ ﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻭﺘﺤﺎﻭل ﺒﻁﺭﻕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺭﺽ ﻗﻴﻡ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﺤﻀﺎﺭﺓ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻫﻲ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﻡ ﺍﻷﻗﻭﻴﺎﺀ" )ﺍﻟﺴﺩﻻﻥ ،2002 ،ﺹ ،(374ﻭﺘﻌﻅﻡ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭ
ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻬﺠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺭﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺨﻁﺎﺒﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻤﻤﺎ
ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻨﺴﻼﺥ ﺍﻷﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻨﻜﺭ ﻟﻌﻘﻴﺩﺘﻬﺎ ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﺎ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺃﻤ ﹰﺔ
ﺒﻼ ﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﻜل ﺫﻟﻙ ﻴﺩﻋﻭ ﺒﺈﻟﺤﺎﺡ ﺇﻟﻰ ﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻤﺔ
ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺴﻭﺍﺀ ﻗﺼﺩ ﺒﻪ
ﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﺭ ﺒﺈﺫﻥ ﺭﺒﻬﻡ ﺃﻭ ﺘﺤﺫﻴﺭﻫﻡ ﺃﻭ ﺘﺼﺤﻴﺢ ﺃﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺤﺭﻓﻴﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﻭ
ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻭﺘﻔﻨﻴﺩﻫﺎ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺯﻴﻔﻬﺎ ﻭﺒﻁﻼﻨﻬﺎ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺘﻠﻔﻅ
ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺩﻋﻭﺓ ﺒﻔﻌل ﺃﻤﻭﺭ ﺘﻭﺠﻪ ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺘﺠﻌﻠﻪ ﻓﺎﻋﻼ
ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ.
ﻭﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺨﺎﻟﺩﺓ ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺠﺘﺜﺎﺜﻬﺎ ﺭﻏﻡ ﻀﺭﺍﻭﺓ ﺍﻟﻬﺠﻤﺔ ﻭﺸﺭﺍﺴﺘﻬﺎ
ﻭﻟﻜﻥ ﺨﻠﻭﺩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻫﻭ ﺘﻜﻠﻴﻑ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺘﺒﺭﻫﻥ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭﺘﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻟﻴﺱ ﻤﻘﺘﺼﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﻓﻘﻁ.
ﻭﺭﻏﻡ ﺍﻹﺼﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺭﻏﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺤﻘﻘﺘﻬﺎ ﺇﻻ "ﺇﻨﻬﺎ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻹﻤﻜﺎﻨﺎﺕ ﻭﺤﺸﺩ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﻭﻟﻴﺱ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ
ﺒﺈﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻟﻠﻌﻁﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻜل ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﻥ ﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻋﺩﺍﺩﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺯﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ
ﻭﻻ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺭﺒﻭﻱ ﻤﺤﺩﺩ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻷﻁﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻴﻘﺩﻡ
ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺨﻼﺼﺔ ﻤﺭﻜﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ").ﺴﻌﻴﺩ،1987 ،
ﺹ(12
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻟﻴﺠﺴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺤﻴﺙ
ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻭ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺒﺈﺨﺭﺍﺝ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻓﺎﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻫﻲ "ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻠﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻤﻠﺘﻪ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
583
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻀﻡ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻜﻠﻬﺎ :ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻼﻍ ،ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ،ﺍﻹﻋﺩﺍﺩ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﻭﺴﺎﺌﺭ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺩﻭﻥ
ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ" ) .ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ(137 ،2000 ،
ﻭﻤﻌﻠﻭ ﻡ ﺃﻥ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ
ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺨﺒﻁ ﺨﺒﻁ ﻋﺸﻭﺍﺀ ،ﻓﻼ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺼﻭل ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻘﺎﺕ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻟﻨﻔﻲ ﻤﺎ ﺤﺭﻓﻪ ﺍﻟﻐﺎﻟﻭﻥ ﻭﺍﻨﺘﺤﻠﻪ ﺍﻟﻤﺒﻁﻠﻭﻥ ﻭﺃﻭﻟﻪ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻭﻥ،
ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺩﻩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺜل ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺩﻋﺎﺓ
ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺩ "ﺍﻀﻁﺭﺒﺕ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺒﺴﺕ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺒﺎﻷﺒﺎﻁﻴل ﻭﺘﺸﻭﺵ
ﻤﻌﺎﺭﻓﻬﻡ ﻤﻘﻭﻻﺕ ﺘﻠﻘﻭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺜﻘﺔ ،ﻟﻡ ﺘﻤﺤﺽ ﻭﻟﻡ ﺘﻨﺎﻗﺵ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ،
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺠﻤﻌﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭل ﻭﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ،ﻭﻴﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺴﻠﻑ ﻭﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭ،
ﻭﻴﻭﻓﻘﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻭﻤﻘﺎﺼﺩﻫﺎ ﻭﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﻠﻬﻤﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﻴﻌﺎﻴﺸﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ
ﻭﻴﺴﺘﺸﺭﻓﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل" ) .ﺍﻟﻘﺭﻀﺎﻭﻱ(39 ،2004 ،
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻭﻁ ﺒﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺤﺢ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﻴﻨﺄﻯ ﺒﻬﺎ ﻋﻥ ﻤﺯﺍﻟﻕ ﺍﻟﻀﻼل ﺒﺈﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ﻭﻴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﻔﻘﻭﺩ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻟﻠﺩﻨﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺨﺭﺓ.
"ﻭﺘﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﻤﺅﻫل ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﻤﻬﺎﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺒﺎﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻟﺩﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻨﺠﺎﺤﻪ ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺘﻪ
ﻼ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ،ﻤﺅﺜﺭﺍ ﻓﻲ ﺠﻤﻬﻭﺭﻩ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻭﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺃﺩﻭﺍﺭﻩ ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ،ﺤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﺎﻋ ﹰ
ﻴﺤﻘﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻬﺎ ﻭﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﺒﻠﻴﻐﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻘﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ" ) .ﺸﺭﻑ ،2004 ،ﺹ(51
ﻭﺇﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻡ ﺜﻐﺭ ﻤﻥ ﺜﻐﻭﺭ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻔﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻟﻨﺸﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﺩﺍﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻪ
ﻭﺘﺭﻙ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻔﺘﺎﻜﺔ ﺘﻌﻴﺙ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻫل
ﺍﻟﻌﻁﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋﻨﻪ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺒﺭﻜﺏ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ.
ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:
ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺼﺎﻍ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-1ﻤﺎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ .
-2ﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .
-3ﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .
584
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:
ﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ :
-1ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ .
-2ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:
ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﻴﻠﻲ :
-1ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻭﺃﺜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ .
-2ﻴﺄﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺘﺩﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﻭﺃﺨﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﺩﻗﺔ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.
-3ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﺄﻫﻴل ﺠﺎﻨﺏ ﺤﻴﻭﻱ ﻤﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.
-4ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ :
-ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻓﻲ ﻜل ﻤﻭﻗﻊ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺼﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺼﻼﺡ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻬﻡ .
-ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻭﻥ ﺒﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﻋﻭﻱ ﻭﺘﺠﻭﻴﺩﻩ .
-ﺘﺸﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻁﺎﺭﹰﺍ ﻤﺭﺠﻌﻴﹰﺎ ،ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ .
ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:
ﺘﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺩﻋﻭﻱ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺴل ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻷﻗﻭﺍﻤﻬﻡ .
ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:
ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻜﻴﻔﻲ ﻜﺄﺤﺩ ﻤﺩﺍﺨل ﻭﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺘﻨﺎﻭل
ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺇﺩﺭﺍﺠﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﺭ ﻋﻨﻪ
ﻓﻲ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.
ﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:
ﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺎﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﻻ :ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ .
ﺃﻭ ﹰ
ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ :ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .
ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ .
585
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
586
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻓﺘﺤﻴﺩ ﻋﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﷲ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺒﻌﺙ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﻤﺒﺸﺭﻴﻥ ﻭﻤﻨﺫﺭﻴﻥ ،ﻭﻟﻜﻲ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ
ﻥ ﻭَﺃ ﹾﻨﺯَ ل
ﻥ ﻭ ﻤ ﹾﻨ ِﺫﺭِﻴ
ﺸﺭِﻴ
ﻥ ﻤ ﺒ ﱢ
ﺙ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺍﻟ ﱠﻨ ِﺒﻴﻴ
ﺤ ﺩ ﹰﺓ ﹶﻓﺒﻌ ﹶ
ﺱ ُﺃ ﻤ ﹰﺔ ﻭﺍ ِ
ﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎ
ﺤﺠﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺭﺴل ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ " :ﹶﻜﺎ
ﺨ ﹶﺘ ﹶﻠﻔﹸﻭﺍ ﻓِﻴﻪ" )ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﺍﻵﻴﺔ (213 :ﻜﻤﺎ ﻭﺃﻥ "ﻋﻠل
ﺱ ﻓِﻴﻤﺎ ﺍ ﹾ
ﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎ ِ
ﺤ ﹸﻜ ﻡ ﺒ ﻴ
ﻕ ِﻟ ﻴ
ﺤﱢ
ﺏ ﺒِﺎ ﹾﻟ
ﻤ ﻌ ﻬ ﻡ ﺍ ﹾﻟ ِﻜﺘﹶﺎ
ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻟﻡ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﻤﻨﺫ ﺍﻷﺯل ،ﻭﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺩﻴﻥ ﺍﷲ ﻟﻡ ﺘﻨﻘﺹ ﻗﻁ ،ﺒل ﻟﻘﺩ
ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻭﺍﺸﺘﺩﺕ" ) .ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ ،1996 ،ﺹ(74
ﻭﻗﺩ ﻋﻜﺱ "ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﺅﻤﻨﻬﺎ ﻭﻜﺎﻓﺭﻫﺎ ،ﻤﻬﺘﺩﻴﻬﺎ ﻭﻀﺎﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﻪ
ﺍﻟﺨﺎﻟﺩﺓ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺩﻫﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺼﻭﺭ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﺘﺎﺭﺓ،
ﻭﺍﻟﺤﺙ ﺘﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺎ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺘﺎﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﺘﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ ﻭﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﻤﺴﺘﻭﻯ ﺘﻔﻜﻴﺭﻩ" )ﻁﻬﻁﺎﻭﻱ ،1996 ،ﺹ (13ﻓﺎﷲ ﺨﻠﻕ ﻋﺒﺎﺩﻩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ ﻭﻭﻀﻌﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺼﺭﺍﻁﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ﻟﻜﻨﻬﻡ ﺍﻨﺤﺭﻓﻭﺍ ﻭﺒﺩﻟﻭﺍ ،ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺭﺴل ﺇﻋﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻭﺤﺩﻩ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺭﻭﻴﻪ
ﻋﻥ ﺭﺒﻪ "ﻭﺇﻨﻲ ﺨﻠﻘﺕ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺤﻨﻔﺎﺀ ﻜﻠﻬﻡ ﻭﺇﻨﻬﻡ ﺃﺘﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻓﺎﺠﺘﺎﻟﺘﻬﻡ ﻋﻥ ﺩﻴﻨﻬﻡ") .ﻤﺴﻠﻡ،
ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،4ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ،ﺹ(2197
ﻭﺘﺤﻔل ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻷﻤﺔ ،ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺼﻼﺤﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻴﻬﻴﺊ
ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻤﺭﻫﺎ ﺭﺸﺩﹰﺍ ﻭﻴﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴل ،ﻓﺂﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ "ﻟﻴﺴﺕ ﺇﻻ
ﻀﺭﺒﹰﺎ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻭﻋﻅ ﻭﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺘﻭﺠﻴﻬﹰﺎ ﺼﺤﻴﺤﺎﹰ ،ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﻴﺭﺸﺩ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ
ﻭﻴﻭﺠﻬﻬﻡ ﻭﻴﻨﺼﺤﻬﻡ ﻭﻴﻨﻅﻡ ﻟﻬﻡ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻷﺴﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﻡ
ﺒﻐﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻡ" )ﺍﻟﻌﻴﺴﻭﻱ ،1987 ،ﺹ.(172
ﻭﻴﻨﺩﺭﺝ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻅ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺌﺢ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺎﺕ ،ﻓﻠﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭل ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﺃﻭل ﻭﺼﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺼﻴﺔ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ
ﺙ
ﺤ ﻴ ﹸ
ﻙ ﺍ ﹾﻟﺠ ﱠﻨ ﹶﺔ ﻭﻜﹸﻼ ِﻤ ﹾﻨﻬﺎ ﺭﻏﹶﺩﹰﺍ
ﺠ
ﺕ ﻭ ﺯ ﻭ
ﻥ َﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﺴ ﹸﻜ
ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻵﺩﻡ ﻭﺤﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ " ﻭ ﹸﻗ ﹾﻠﻨﹶﺎ ﻴﺎ ﺁ ﺩ ﻡ ﺍ
ﻥ" )ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(35 :ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺩﺤﺽ ﻤﻘﻭﻟﺔ ﺃﻥ
ﻥ ﺍﻟﻅﱠﺎ ِﻟﻤِﻴ
ﺸﺠﺭ ﹶﺓ ﹶﻓ ﹶﺘ ﹸﻜﻭﻨﹶﺎ ِﻤ
ﺸ ْﺌ ﹸﺘﻤﺎ ﻭﻻ ﹶﺘ ﹾﻘ ﺭﺒﺎ ﻫ ِﺫ ِﻩ ﺍﻟ ﱠ
ِ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﺩﺃﺕ ﻤﻥ ﺩﺭﻙ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺒل ﻤﻥ ﺃﺘﻡ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻋﻠﻤﺎ
ﻭﻫﺩﻯ ﻭﺭﺸﺩﺍ ﻭﺘﻭﺤﻴﺩﺍ ﻭﺍﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﻭﺨﻠﻘﺎ ﻭﺘﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ "ﺃﻭل ﻤﻥ ﺴﻜﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻜﺎﻥ ﻋﺎﻗﻼ
ﺤﻜﻴﻤﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻤﺠﻴﺎ ﻤﺘﻭﺤﺸﺎ ﻤﻨﺘﻘﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ﻜﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻼﺤﺩﺓ
ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﻴﻴﻥ" )ﺨﻠﻴل ،1987 ،ﺹ.(15
587
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﺴ ِﻡ
ﻭﺍﺴﺘﻜﻤﺎﻻ ﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﷲ ﻭﺭﺤﻤﺘﻪ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻪ؛ ﻓﻘﺩ ﺍﺤﺘﻭﺕ ﺃﻭل ﺁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ "ﺍ ﹾﻗ ﺭ ْﺃ ﺒِﺎ
ﻕ" )ﺍﻟﻌﻠﻕ ،ﺍﻵﻴﺔ– (1 :ﺘﻭﺠﻴﻬﺎ ﻭﺇﺭﺸﺎﺩﺍ -ﻴﻤﺜل ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ
ﺨ ﹶﻠ ﹶ
ﻙ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﹶ
ﺭ ﺒ
ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻹﻟﻬﻲ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﺩﺃ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ،ﻭﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻫﻭ
ﻋ ﹶﻠ ﻡ َﺃﻨﱠ ﻪ ﻻ ﺇِ ﹶﻟﻪِ ﺇ ﱠﻻ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ" )ﻤﺤﻤﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ (19 :ﻭﺘﺼﺤﺏ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ " ،ﹶﻓﺎ
ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺭﺍﺤل ﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﺒل ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﻭﺠﻴﻬﻪ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﺒﺎﺨﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ "ﺘﺨﻴﺭﻭﺍ ﻟﻨﻁﻔﻜﻡ" )ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ،1990 ،ﺝ ،2ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ،ﺹ.(176
ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻫﻭ ﺤﻕ ﻤﺠﺎﻨﻲ ﻟﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ
ﻥ"
ﺏ ﺍ ﹾﻟﻌﺎ ﹶﻟﻤِﻴ
ﻋﻠﹶﻰ ﺭ
ﺠﺭِﻱ ﺇِﻻ
ﻥ َﺃ
ﺠ ٍﺭ ِﺇ
ﻥ َﺃ
ﺴ َﺄﹸﻟ ﹸﻜ ﻡ ﻋ ﹶﻠ ﻴﻪِ ِﻤ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺭﺴل ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ " ﻭﻤﺎ َﺃ
)ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺎﺕ.(180 ،164 ،145 ،127 ،109 :
ﻭﺘﺘﻀﺢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻤﺼﺩﺍﻗﹰﺎ
ﻟﻠﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻤﻥ ﻗﺎل ﷲ ﻭﻟﻜﺘﺎﺒﻪ ﻭﻟﺭﺴﻭﻟﻪ ﻭﻻﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻋﺎﻤﺘﻬﻡ"
)ﻤﺴﻠﻡ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،1ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﺹ .(74ﻜﻤﺎ ﻭﺒﺩﺍ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﻭل ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻲ )ﺠﺭﻴﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ
ﺍﷲ(" :ﺒﺎﻴﻌﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻜل ﻤﺴﻠﻡ" )ﻤﺴﻠﻡ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،1ﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﺹ (75ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻴﻌﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ "ﺇﺭﺸﺎﺩﻫﻡ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ ﻓﻲ ﺁﺨﺭﺘﻬﻡ ﻭﺩﻨﻴﺎﻫﻡ ﻭﻜﻑ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻨﻬﻡ
ﻓﻴﻌﻠﻤﻬﻡ ﻤﺎ ﻴﺠﻬﻠﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺩﻴﻨﻬﻡ ﻭﻴﻌﻴﻨﻬﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻔﻌل" )ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ،1972 ،ﺝ ،2ﺹ (39ﻭﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﺩﺭﺝ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺘﺤﺕ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ،ﺒل ﻭﻴﻭﻀﺢ ﻤﻌﻨﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺠﻠﻴﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻠﻔﻜﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺤﻕ
ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻟﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ،ﻓﻘﺩ ﺃﺸﺎﺭ )ﺯﻫﺭﺍﻥ ،1980 ،ﺹ (57ﺇﻟﻰ "ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ
ﺤﺎﺠﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﻤﻥ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﺴﻭﻱ ﺇﺸﺒﺎﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺤﻘﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﻜل ﻓﺭﺩ ﺤﺴﺏ ﺤﺎﺠﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻴﻤﻭﻗﺭﺍﻁﻲ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﻟﻠﻔﺭﺩ
ﺤﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﻪ ﻜﺈﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﻤﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﻭﺘﻴﺴﻴﺭ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ
ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻟﻜل ﻓﺭﺩ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ".
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻫﻲ ﺼﻤﺎﻡ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻔﻅ ﺍﷲ ﺒﻪ ﺍﻷﻤﺔ-ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ -ﻓﺈﻥ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻻ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺘﻘﺭﻴﺭ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ،ﺒل ﻴﺄﻤﺭ ﻭﻴﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﺴﻠﻜﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﺙ ﻋﻠﻴﻬﺎ،
ﻥ
ﻋِﻥ
ﻑ ﻭ ﻴ ﹾﻨ ﻬ ﻭ
ﻥ ﺒِﺎ ﹾﻟ ﻤ ﻌﺭﻭ ِ
ﺨ ﻴ ِﺭ ﻭ ﻴ ْﺄ ﻤﺭﻭ
ﻥ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ ﹶ
ﻥ ِﻤ ﹾﻨ ﹸﻜ ﻡ ُﺃ ﻤ ﹲﺔ ﻴ ﺩﻋﻭ
ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ " :ﻭ ﹾﻟ ﹶﺘ ﹸﻜ
ﻋﺎ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ
ﻥ ﹶﻗ ﻭﻟﹰﺎ ﻤﻤﻥ ﺩ
ﺴ
ﺤ ﻥ" )ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﺍﻵﻴﺔ " ،(104 :ﻭ ﻤ
ﻥ َﺃ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ﹾﻨ ﹶﻜ ِﺭ ﻭﺃُﻭ ﹶﻟﺌِﻙ ﻫ ﻡ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ﹾﻔ ِﻠﺤﻭ
ﻥ" )ﻓﺼﻠﺕ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(33 :ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﺇﻥ ﺍﷲ
ﺴ ِﻠﻤِﻴ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻤ
ﻭﻋﻤِ َل ﺼﺎ ِﻟﺤﺎ ﻭﻗﹶﺎ َل ِﺇ ﱠﻨﻨِﻲ ِﻤ
588
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻭﻤﻼﺌﻜﺘﻪ ﻭﺃﻫل ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﻀﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻨﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺠﺤﺭﻫﺎ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﺤﻭﺕ ﻟﻴﺼﻠﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺨﻴﺭ" )ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،5ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﺹ ،(50ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻴﻀﺎ" :ﻤﻥ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺩﻯ ﻜﺎﻥ
ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺭ ﻤﺜل ﺃﺠﻭﺭ ﻤﻥ ﺘﺒﻌﻪ ﻻ ﻴﻨﻘﺹ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠﻭﺭﻫﻡ ﺸﻴﺌﺎ" )ﻤﺴﻠﻡ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،4ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ،
ﺹ (2060ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻴﻀﺎ" :ﻤﻥ ﺩل ﻋﻠﻰ ﺨﻴﺭ ﻓﻠﻪ ﻤﺜل ﺃﺠﺭ ﻓﺎﻋﻠﻪ" )ﻤﺴﻠﻡ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،3ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻤﺎﺭﺓ،
ﻥ
ﻥ ﻴ ﹾﻜ ﹸﺘﻤﻭ
ﻥ ﺍﱠﻟﺫِﻴ
ﺹ .(1506ﻜﻤﺎ ﻭﺃﻨﻪ ﻴﺭﻫﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻁ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺱ ﻋﻥ ﺤﻤﻠﻬﺎِ" ،ﺇ
ﻙ ﻴﻠ ﻌﻨﹸ ﻬ ﻡ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﻭ ﻴ ﹾﻠ ﻌ ﹸﻨ ﻬ ﻡ
ﺏ ﺃُﻭﻟﹶـ ِﺌ
ﺱ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟ ِﻜﺘﹶﺎ ِ
ﺕ ﻭﺍ ﹾﻟ ﻬﺩﻯ ﻤِﻥ ﺒ ﻌ ِﺩ ﻤﺎ ﺒ ﻴﻨﱠﺎ ﻩ ﻟِﻠﻨﱠﺎ ِ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﺒ ﻴﻨﹶﺎ ِ
ﻤﺎ ﺃَﻨ ﺯ ﹾﻟﻨﹶﺎ ِﻤ
ﻥ" )ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(160 :ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺩﻴﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ" :ﻤﺎ ﺒﺎل ﺃﻗﻭﺍﻡ ﻻ ﻴﻔﻘﻬﻭﻥ
ﻋﻨﹸﻭ
ﺍﻟﻠﱠﺎ ِ
ﺠﻴﺭﺍﻨﻬﻡ ﻭﻻ ﻴﻌﻠﻤﻭﻨﻬﻡ ﻭﻻ ﻴﻌﻅﻭﻨﻬﻡ ﻭﻻ ﻴﺄﻤﺭﻭﻨﻬﻡ ﻭﻻ ﻴﻨﻬﻭﻨﻬﻡ" )ﺍﻟﻬﻴﺘﻤﻲ ،1986 ،ﺝ ،1ﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﺹ (164ﻭﺠﺎﺀ ﺃﻴﻀﺎ" :ﻟﺘﺄﻤﺭﻥ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﻟﺘﻨﻬﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﺃﻭ ﻟﻴﻭﺸﻜﻥ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺒﻌﺙ
ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻋﻘﺎﺒﺎ ﻤﻨﻪ ﺜﻡ ﺘﺩﻋﻭﻨﻪ ﻓﻼ ﻴﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻜﻡ" )ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،4ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻥ ،ﺹ.(468
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻫﻲ "ﺤﻤل ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺯﻟﺕ ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﻋﻠﻰ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﺘﺒﻠﻴﻐﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺒﺄﺼﻭﻟﻬﺎ ﻭﻓﺭﻭﻋﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻜل ﻭﺴﻴﻠﺔ
ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻤﺒﺎﺤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻴﻌﺩ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒل ﻫﻭ ﺃﻋﻅﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ) ".ﺍﻟﺤﺩﺭﻱ ،1997 ،ﺹ(477
ﻭﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1ﻴﻌﺩ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ،ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ
ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ.
-2ﻴﻬﻴﺊ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ،ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ) .ﻋﻠﻲ ،1993 ،ﺹ (179
-3ﻴﺸﺘﻤل ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ،ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻗﻭﻴﺔ ﻟﻠﻀﺒﻁ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺃﻥ "ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ،ﻴﺸﻌﺭ ﺒﺎﻷﻤﻥ ﻜﻠﻤﺎ ﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻊ
ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﻗﻴﻡ ﺠﻤﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻬﺎ" )ﻏﻴﺙ ،1981 ،ﺹ (87ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻬﻭﺩ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺩ
ﺘﺴﺘﺜﻴﺭﻫﻡ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌل ﺫﺍﺘﻴﺎ ﻭﻟﻜﻭﻨﻬﻡ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻤﻌﻪ ،ﻴﻭﻟﻭﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻭﺭﻀﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻬﻡ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻬﻡ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻫﻡ ﻟﻬﻡ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻻ ﻴﺘﺤﻤﻠﻭﻥ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺎﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺫﻡ
ﺃﻭ ﺍﺤﺘﻘﺎﺭ ﺴﻠﻭﻜﻬﻡ ﻭﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻬﻡ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻨﺼﺎﻋﻭﻥ ﻟﻠﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ )ﺍﻷﺴﻤﺭ ،1997 ،ﺹ .(455
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻀﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﻨﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻤﺎ
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ "ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﺭﻴﺭﺓ ﻗﺎل :ﻗﺎل ﺭﺠل ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ :ﺇﻥ ﻟﻲ ﺠﺎﺭﺍ ﻴﺅﺫﻴﻨﻲ ﻓﻘﺎل:
ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻓﺄﺨﺭﺝ ﻤﺘﺎﻋﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﻓﺎﻨﻁﻠﻕ ﻓﺄﺨﺭﺝ ﻤﺘﺎﻋﻪ ﻓﺎﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ :ﻤﺎ ﺸﺄﻨﻙ ﻗﺎل:
589
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﻟﻲ ﺠﺎﺭ ﻴﺅﺫﻴﻨﻲ ﻓﺫﻜﺭﺕ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻘﺎل :ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻓﺄﺨﺭﺝ ﻤﺘﺎﻋﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ،
ﻓﺠﻌﻠﻭﺍ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ :ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺍﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺍﺨﺯﻩ ﻓﺒﻠﻐﻪ ﻓﺄﺘﺎﻩ ﻓﻘﺎل :ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺯﻟﻙ ﻓﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﺅﺫﻴﻙ"
)ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺩ.ﺕ ،1985 ،ﺹ .(58
-4ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻭﺍﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ،ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬﻭﻟﺔ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻜل
ﻓﺭﺩ ﻤﺴﻠﻡ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻜﺎﻥ ﺃﻡ ﺼﻐﻴﺭﺍ ﺫﻜﺭﺍ ﺃﻭ ﺃﻨﺜﻰ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻤﺴﺘﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻓﻼ
ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﺨﺼﺔ ﻟﻤﺯﺍﻭﻟﺘﻪ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﺠﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ
ﺒﺩﺭﺠﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺒﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﺩ ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ،ﺘﺘﻴﺢ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﻟﻜل ﻓﺭﺩ ﺒﺄﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺤﺴﺏ ﻗﺩﺭﺘﻪ
ﻭﻁﺎﻗﺘﻪ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺃﻤﺭﺍ ﻤﻤﻜﻨﺎ ﻭﻤﻴﺴﻭﺭﺍ.
ﻤﻤﺎ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻁﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ
ﺒﻭﺍﺠﺒﻬﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﻠﺨﻴﺹ
ﺫﻟﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1ﻭﻗﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻙ ﻭﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﻭﻭﻗﺎﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺍﻹﻋﻼﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺤﻴﻨﻤﺎ
ﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻥ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺤﻤل ﺭﺍﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻨﺸﺭﻫﺎ.
-2ﻭﻗﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻥ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
ﻭﺫﻟﻙ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﻨﺘﺸﺭ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﺘﻭﺠﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﺓ )ﺍﻟﺤﺩﺭﻱ ،1997 ،ﺹ ﺹ.(174،175
-3ﺸﻴﻭﻉ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﻔﺎﻀﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻨﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺭﺫﺍﺌل ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺴﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﻜﺭﻫﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻴﻌﻤل
ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺭﺴﺎﻟﺘﻪ ،ﻋﻤﻼ ﺒﺎﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ "ﻤﻥ ﺭﺃﻯ ﻤﻨﻜﻡ ﻤﻨﻜﺭﺍ ﻓﻐﻴﺭﻩ ﺒﻴﺩﻩ
ﻓﻘﺩ ﺒﺭﺉ ﻭﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ ﻴﻐﻴﺭﻩ ﺒﻴﺩﻩ ﻓﻐﻴﺭﻩ ﺒﻠﺴﺎﻨﻪ ﻓﻘﺩ ﺒﺭﺉ ﻭﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ ﻴﻐﻴﺭﻩ ﺒﻠﺴﺎﻨﻪ
ﻓﻐﻴﺭﻩ ﺒﻘﻠﺒﻪ ﻓﻘﺩ ﺒﺭﺉ ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻀﻌﻑ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ" )ﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،8ﺹ .(112
ﻭﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﺘﺼﺩﻯ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﻔﺴﺩﻴﻥ ﻭﺍﻵﺜﻤﻴﻥ ﻭﻴﻨﻬﻭﻨﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻴﻨﺠﻭ ﺒﺄﺴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺤﻁﺎﻁ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ "ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﺸﻴﺭ ﻗﺎل :ﻗﺎل
ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :ﻤﺜل ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻤﺩﻫﻥ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻜﻤﺜل ﻗﻭﻡ ﺍﺴﺘﻬﻤﻭﺍ
ﻋﻠﻰ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻓﺄﺼﺎﺏ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻭﺃﺼﺎﺏ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺃﺴﻔﻠﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ
ﺃﺴﻔﻠﻬﺎ ﻴﺼﻌﺩﻭﻥ ﻓﻴﺴﺘﻘﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻴﺼﺒﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻼﻫﺎ ،ﻓﻘﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻼﻫﺎ :ﻻ
ﻨﺩﻋﻜﻡ ﺘﺼﻌﺩﻭﻥ ﻗﺘﺄﺫﻭﻨﻨﺎ ﻓﻘﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﺴﻔﻠﻬﺎ :ﻓﺈﻨﺎ ﻨﺜﻘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺴﻔﻠﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﺨﺫﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ
ﻓﻤﻨﻌﻭﻫﻡ ،ﻨﺠﻭ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﺇﻥ ﺘﺭﻜﻭﻫﻡ ﻏﺭﻗﻭﺍ ﺠﻤﻴﻌﺎ" ) .ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،4ﺹ (470
-4ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ
ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻜﻠﻤﺎ ﺨﻔﻲ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻭ ﻅﻬﺭ ﻤﻨﻜﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺭ ﺍﻷﻴﺎﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ
590
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻴﻔﺘﺭ ﻋﻥ ﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﻜل ﺴﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻨﺎﻫﻲ ﻏﻴﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ
ﻴﺼﺢ ﺸﺭﻋﺎ ) .ﻋﻁﺎ ،1985 ،ﺹ (18
ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ :
ﻟﻜل ﻨﻅﺎﻡ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﻭﻤﻘﻭﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻴﻨﻬﺽ ﺇﻻ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻟﻪ ﻤﺩﺨﻼﺘﻪ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺘﻪ
ﻭﻤﺨﺭﺠﺎﺘﻪ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ،ﻓﻔﻘﺩﺍﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﻱ ﺨﻠل ﻓﻴﻬﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺘﻌﻁﻴل
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺌﻭل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺴﻤﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ.
ﺍﻟﻤﻘﻭﻡ ﻟﻐﺔ:
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺓ ﻗﻭﻡ :ﻗﻭﺍﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﻫﻭ ﻨﻅﺎﻤﻪ ﻭﻋﻤﺎﺩﻩ )ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،2ﺹ(499
ﻭﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ "ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺘﻭﺍﻓﺭﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﺅﻫل ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﺒﻨﺠﺎﺡ".
ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺴل ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ ﻟﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﺴﻔﺭﺍﺀ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ ،ﻭﺍﺼﻁﻔﺎﻫﻡ ﻟﺤﻤل ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻭﺘﺒﻠﻴﻎ
ﺕ ﻭِﺇﻗﹶﺎ ﻡ ﺍﻟﺼﻼ ِﺓ ﻭﺇِﻴﺘﹶﺎ ﺀ
ﺨ ﻴﺭﺍ ِ
ﺤ ﻴﻨﹶﺎ ﺇِ ﹶﻟ ﻴﻬِ ﻡ ِﻓ ﻌ َل ﺍ ﹾﻟ ﹶ
ﻥ ِﺒ َﺄ ﻤ ِﺭﻨﹶﺎ ﻭَﺃ ﻭ
ﺠ ﻌ ﹾﻠﻨﹶﺎ ﻫ ﻡ َﺃﺌِ ﻤﺔﹰ ﻴ ﻬﺩﻭ
ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ " ﻭ
ﻥ" )ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ (73 :ﻭﺍﻗﺘﻀﺕ ﺤﻜﻤﺘﻪ ﺃﻥ ﻴﺠﻌﻠﻬﻡ ﺃﻜﻤل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺨﻠﻘﹰﺎ
ﺍﻟ ﺯﻜﹶﺎ ِﺓ ﻭﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ ﹶﻟﻨﹶﺎ ﻋﺎ ِﺒﺩِﻴ
ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﻡ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺃﺸﺭﻓﻬﻡ ﻨﺴﺒﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺤﻔﻅﻬﻡ ﺒﻌﻨﺎﻴﺘﻪ ﻭﻴﻜﻸﻫﻡ ﺒﺭﻋﺎﻴﺘﻪ ﻭﻴﺭﺒﻴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻪ،
ﻤﻌﺼﻭﻤﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ ﻭﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺎﺕ ،ﻓﻬﻡ ﺤﻤﻠﺔ ﻤﺸﻌل
ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ ،ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺭﻜﺏ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻟﻠﺒﺸﺭﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎﺀ ﺤﻴﺙ "ﻜﺎﻥ ﻜل ﻤﻨﻬﻡ ﺼﻭﺭﺓ
ﻤﺠﺴﻤﺔ ﻟﻠﻜﻤﺎل ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫل ﺯﻤﺎﻨﻪ ،ﻭﺭﺴﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻤﻪ ﻭﺃﻤﺘﻪ ﻟﻴﻁﻬﺭﻫﻡ ﻭﻴﺯﻜﻴﻬﻡ
ﻭﻴﺄﺨﺫ ﺒﺄﻴﺩﻴﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺝ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ" )ﺍﻷﻟﻭﺍﺌﻲ ،1986 ،ﺹ.(12
ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺭﺴل ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺩﻋﺎﺓ ﻭﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ،ﺒل ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻠﻰ
ﻴﺩﻱ ﻜل ﻤﻨﻬﻡ ﺠﻴل ﺃﻭ ﺃﺠﻴﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ؛ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﺍﻓﻌﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻌﻬﻡ ﻭﺴﺎﻫﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻓﻲ
ﻥ
ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻋﻤﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻫﻡ )ﻋﺒﻭﺩ ،1980 ،ﺹ (244ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻴﻭﻥ " ﻭ ﹶﻟ ِﻜ
ﻥ" )ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﺍﻵﻴﺔ (79 :ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ
ﺏ ﻭ ِﺒﻤﺎ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ﻡ ﹶﺘ ﺩ ﺭﺴﻭ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ِﻜﺘﹶﺎ
ﻥ ِﺒﻤﺎ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ﻡ ﹸﺘ ﻌﱢﻠﻤﻭ
ﻜﹸﻭﻨﹸﻭﺍ ﺭﺒﺎ ِﻨﻴﻴ
ﺇﻻ ﺒﺎﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﻭﻟﻘﺩ ﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻥ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩﻫﻡ ﻓﻲ
ﺴ ﹶﺘﻘِﻴ ٍﻡ" )ﺍﻟﻨﺤل ،ﺍﻵﻴﺔ (121 :ﻭﺇﻥ ﺃﻫﻠﻴﺔ
ﻁ ﻤ
ﺼﺭﺍ ٍ
ﺠ ﹶﺘﺒﺎ ﻩ ﻭ ﻫﺩﺍ ﻩ ِﺇﻟﹶﻰ ِ
ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ﺍ
ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻗﻀﻴﺔ ﻜﺒﺭﻯ ﺘﺸﻐل ﺒﺎل ﻜل ﻤﻥ ﻴﺘﺼﺩﻯ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﻜل ﻋﺼﺭ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻤﺘﻤﻴﺯ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﻭﺘﻘﺩﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ،ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺘﺭﺒﻴﺘﻪ
ﻭﺨﻠﻘﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ.
591
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ،ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻔﺎﻋل ﻗﻴﺎﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻥ ،ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻵﺨﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭ ،ﻭ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻜﻌﻤﻠﻴﺔ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻭﺍﻤل ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ
ﻜﻔﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺒﻬﻤﺎ.
ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻫﻭ ﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﻋﺼﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻷﻫﻡ ﻓﻴﻬﺎ،
ﻭﻜﻤﻌﻠﻡ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻤﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺎﺕ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻪ ﻭﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﺼﻑ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﺘﺅﻫﻠﻪ
ﻟﻠﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ) .ﻋﻼﻭﻨﺔ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ،1992 ،ﺹ.(48
ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻫﻭﻗﺎﺌﺩ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺩﻭﺭﺍ ﻗﻴﺎﺩﻴﺎ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻤﺔ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ،ﻟﻜﻭﻨﻪ ﺃﺩﺍﺓ ﻤﻭﺠﻬﺔ
ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﻴﺼﻨﻊ ﺒﺄﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﺴﻠﻭﻜﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺒﺩﻉ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺢ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺨﺒﻴﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ.
ﻭﻴﺘﻀﺢ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻠﻤﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﺸﺭﻁ ﺃﺴﺎﺱ ﻭﺍﻹﻋﺩﺍﺩ
ﺸﺭﻁ ﻤﻜﻤل ﻟﻪ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻟﻲ ،ﻭﻟﻜﻲ ﻴﺅﺩﻱ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺭﺒﻰ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺩﻭﺭﻩ ،ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻓﻴﻪ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻤﻬﻤﺔ ﻴﻘﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ
ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻤﻬﻨﻴﺔ .ﻭﻤﻔﺘﺎﺡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻬﻲ ﻤﻬﻤﺔ ﻟﻜل ﻋﻤل،
ﻓﻼ ﺒ ﺩ ﻟﻜل ﻤﻬﻤﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺘﻭﺠﻬﻬﺎ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺠﻭﺓ )ﺤﻤﺩﺍﻥ،1992،ﺹ(62
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻤﺘﻼﻜﻪ ﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺘﻤﻜﹼﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﻤﻠﻪ ،ﻭﺘﺤﻠﻴﻪ ﺒﺼﻔﺎﺕ
ﺘﺠﻌﻠﻪ ﻤﺤﺒﻭﺒﺎ.
ﻭ"ﺘﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻴﻤﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺸﺭﻭﻁﹰﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ
ﻭﺍﻟﻔﻥ… ﻓﺎﻟﺼﻼﺡ ﻭﺤﺩﻩ ﻻ ﻴﺼﻨﻊ ﻤﻌﻠﻤﺎ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺤﺩﻩ ﻻ ﻴﺼﻨﻊ ﻤﺭﺒﻴﺎ ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﻨﺎﺠﺢ" ) .ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،1990 ،ﺹ(185
ﻭﻴﺅﻜﺩ )ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻭﻨﻲ ،1999 ،ﺹ (61ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺫﻟﻙ "ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻓﻲ
ﺏ ﻭﻗﺩﻭﺓ ،ﻻ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻘﻴﻥ ﻋﻠﻭﻡ ﻭﺘﺨﻁﻴﻁ
ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻠﻡ ﻭﺩﺍﻋﻴﺔ ﻭﻤﺭ ٍ
ﻤﺴﺎﺌل ﻭﺤﺸﻭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻁﻼﺏ" ﻓﻬﻭ ﻭﺍﺭﺙ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﻓﺎﻟﺭﺴﻭل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻭ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺍﻷﻭل "ﺇﻨﻤﺎ ﺒﻌﺜﺕ ﻤﻌﻠﻤﺎ" )ﺍﻷﺼﺒﻬﺎﻨﻲ ،1996 ،ﺝ ،4ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻁﻼﻕ ،ﺹ (164ﻭﺇﻥ ﻤﻥ ﻤﻬﺎﻡ
ﺙ
ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺯﻜﻴﺔ )ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﺔ( ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ " ﻫ ﻭ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﺒﻌ ﹶ
ﻥ ﹶﻗ ﺒ ُل
ﻥ ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ ِﻤ
ﺏ ﻭﺍ ﹾﻟﺤِ ﹾﻜﻤ ﹶﺔ ﻭِﺇ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ِﻬ ﻡ ﺁﻴﺎ ِﺘ ِﻪ ﻭ ﻴ ﺯﻜﱢﻴ ِﻬ ﻡ ﻭ ﻴ ﻌﻠﱢ ﻤ ﻬ ﻡ ﺍ ﹾﻟ ِﻜﺘﹶﺎ
ﻥ ﺭﺴﻭ ﹰﻻ ِﻤ ﹾﻨ ﻬ ﻡ ﻴ ﹾﺘﻠﹸﻭ
ﻓِﻲ ﺍﻷ ﻤ ﻴﻴ
ﻥ" )ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ،ﺍﻵﻴﺔ.(2 :
ﹶﻟﻔِﻲ ﻀﻼ ٍل ﻤﺒِﻴ ٍ
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺃﺤﺩ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻓﻠﻘﺩ ﺃﺸﺎﺭ )ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،1ﺹ (55ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻤﻥ "ﺍﺸﺘﻐل ﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻓﻘﺩ ﺘﻘﻠﺩ ﺃﻤﺭﺍ ﻋﻅﻴﻤﺎ ﻭﺨﻁﺭﺍ ﺠﺴﻴﻤﺎ" ،ﻓﻬﻭ ﻤﻤﺜل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﻋﻠﻰ
592
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
593
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
594
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
595
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﺘﺘﻠﻘﺎﻩ ﺍﻹﺭﺴﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻋﻡ ﻟﻠﺘﺒﺸﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﻀﻌﻑ ﻤﺎ ﻴﻘﺩﻡ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺃﺜﺭ
ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠل ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺭﻱ ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ )ﺍﻟﺴﻤﺎﻥ ،1986 ،ﺹ (190ﻭﻫﺫﺍ ﻻ
ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺒﺏ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ .
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﻜل ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﺎﷲ ﺜﻡ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﺜﻡ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ
ﻥ" )ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻵﻴﺔ(71 :
ﻅﺭﻭ ِ
ﻲ ﻭﻻ ﹸﺘ ﹾﻨ ِ
ﺠ ِﻤﻌﻭﺍ َﺃ ﻤ ﺭ ﹸﻜ ﻡ" ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ " ﹸﺜ ﻡ ﺍ ﹾﻗﻀﻭﺍ ِﺇ ﹶﻟ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻓ َﺄ
ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ِﺇﻨﱢﻲ ﻋﺎ ِﻤ ٌل" )ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ (93 :ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻫﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻥ" )ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ (55 :ﺇﻨﻪ ﻻ ﻴﻘﻭل ﻫﺫﺍ ﺇﻻ ﻤﻥ ﻫﻭ ﻭﺍﺜﻕ ﻜل ﺍﻟﻭﺜﻭﻕ
ﻅﺭﻭ ِ
ﺠﻤِﻴﻌ ﹰﺎ ﹸﺜﻡ ﻻ ﹸﺘ ﹾﻨ ِ
" ﹶﻓﻜِﻴﺩﻭﻨِﻲ
ﺒﺎﷲ.
ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﻴﺎ ﻋﻡ ﻭﺍﷲ ﻟﻭ ﻭﻀﻌﻭﺍ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﻓﻲ ﻴﻤﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺭ
ﻓﻲ ﻴﺴﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺘﺭﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺤﺘﻰ ﻴﻅﻬﺭﻩ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺃﻫﻠﻙ ﻓﻴﻪ ﻤﺎ ﺘﺭﻜﺘﻪ" )ﺍﺒﻥ ﻫﺸﺎﻡ،1990 ،
ﺝ ،2ﺹ (101ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻤﺘﻠﺊ ﻗﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﻬﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺒﺎﻟﺜﻘﺔ ﺒﺎﷲ ﻭﺤﺩﻩ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ
ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻁﺎﻏﻭﺕ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ.
ﻥ" )ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ،
ﻥ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ِﻫﻠِﻴ
ﻥ ِﻤ
ﻥ َﺃ ﹸﻜﻭ
ﻭﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻗﺎ َل َﺃﻋﻭ ﹸﺫ ﺒِﺎﻟﹼﻠ ِﻪ َﺃ
ﻥ" )ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(62 :ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ
ﺴ ﻴ ﻬﺩِﻴ ِ
ﻲ ﺭﺒﻲ
ﻥ ﻤ ِﻌ
ﺍﻵﻴﺔ (67 :ﻭﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻨﻪ ﺃﻴﻀﺎ "ِﺇ
ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻤ ﻌﻨﹶﺎ"
ﻥ ِﺇ
ﺤ ﺯ
ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﹼﻡ ﻤﺨﺎﻁﺒﺎ ﺃﺒﺎ ﺒﻜﺭ "ﻻ ﹶﺘ
)ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(40 :ﺇﻥ ﺍﺴﺘﺤﻀﺎﺭ ﻤﻌﻴﺔ ﺍﷲ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺜﻘﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﺍﷲ
ﻭﺭﻋﺎﻴﺘﻪ ﻭﺘﻭﻓﻴﻘﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺨﺎﻑ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻓﻬﻭ ﻜﺎﻓﻠﻪ ﻭﺤﺎﻓﻅﻪ ﻭﻤﻌﻴﻨﻪ ﻭﻨﺎﺼﺭﻩ.
ﻥ"
ﺼ ﺭﻨِﻲ ِﺒﻤﺎ ﹶﻜ ﱠﺫﺒﻭ ِ
ﺏ ﺍ ﹾﻨ
ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺘﻨﺼﺭ ﺒﺎﷲ ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﺭ
ﺼ ﺭﻨِﻲ" )ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻭﺕ ،ﺍﻵﻴﺔ.(30 :
ﺏ ﺍ ﹾﻨ
)ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(26 :ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻟﻭﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻗﺎ َل ﺭ
ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻜل ﺃﻤﺭ ﻓﻬﻭ ﻤﻌﻴﻨﻪ ﻭﻨﺎﺼﺭﻩ.
-ﺍﻷﺩﺏ ﻤﻊ ﺍﷲ:
ﻥ" )ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ،(80 :
ﺸﻔِﻴ ِ
ﺕ ﹶﻓ ﻬﻭ ﻴ ﹾ
ﻀ ﹸ
ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻭِﺇﺫﹶﺍ ﻤ ِﺭ
ﻓﻘﺩ ﻨﺴﺏ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻭﻜﻼﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﷲ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻤﻭﺴﻰ
ﻋ ﺩ ﻭ ﹸﻜ ﻡ" )ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ (129 :ﻓﻬﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻋﺴﻰ ﻭﻟﻡ ﻴﺠﺯﻡ
ﻙ
ﻥ ﻴ ﻬ ِﻠ
ﻋﺴﻰ ﺭ ﺒ ﹸﻜ ﻡ َﺃ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "
ﺘﺄﺩﺒﺎ ﻤﻊ ﺍﷲ ﻭﻤﻨﻌﺎ ﻟﺘﻭﺍﻜﻠﻬﻡ.
-ﺍﻹﺨﻼﺹ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﺩ ﻭﺍﻟﺯﻫﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻻﺤﺘﺴﺎﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ:
ﺠﺭِﻱ
ﻥ َﺃ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ" )ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻵﻴﺔِ" (72 :ﺇ
ﻱ ﺇِﻻ
ﺠ ِﺭ
ﻥ َﺃ
ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ِﺇ
ﺴ َﺄﹸﻟ ﹸﻜ ﻡ ﻋ ﹶﻠ ﻴﻪِ َﺃﺠﺭﹰﺍ
ﻥ" )ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ (109 :ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻫﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ﻻ َﺃ
ﺏ ﺍ ﹾﻟﻌﺎ ﹶﻟﻤِﻴ
ﻋﻠﹶﻰ ﺭ
ﺇﻻ
596
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻁ ﺭﻨِﻲ" )ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ (51 :ﻭﺒﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻭﻫﻭﺩ ﻭﺼﺎﻟﺢ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﹶﻓ ﹶ
ﺠﺭِﻱ ﺇِﻻ
ﻥ َﺃ
ِﺇ
ﻥ" )ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺎﺕ،145 ،127 ،109 :
ﺏ ﺍ ﹾﻟﻌﺎ ﹶﻟﻤِﻴ
ﻋﻠﹶﻰ ﺭ
ﺠﺭِﻱ ﺇﻻ
ﻥ َﺃ
ﻭﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ِﺇ
.(180
ﻓﺎﻟﺭﺴل ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ ﻴﺒﺘﻐﻭﻥ ﺒﻌﻤﻠﻬﻡ ﻭﺠﻪ ﺍﷲ ﻭﺘﺤﻘﻴﻘﹰﺎ ﻟﻠﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﻁﺔ ﺒﻬﻡ ﻻ ﻴﺒﺘﻐﻭﻥ ﺍﻷﺠﺭ ﻤﻥ
ﺴﻭﺍﻩ ،ﻓﻬﻡ ﻤﺨﻠﺼﻭﻥ ﷲ ﻭﻟﺭﺴﺎﻟﺘﻬﻡ ،ﻭﺍﻹﺨﻼﺹ ﻤﻥ ﺃﺴﺱ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﺎﻹﺨﻼﺹ
ﻥ
ﻥ ﹶﻟ ﻪ ﺍﻟﺩﻴ
ﺨ ِﻠﺼِﻴ
ﻤﻘﻴﺎﺱ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻌﻤل ﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ " ﻭﻤﺎ ُﺃ ِﻤﺭﻭﺍ ﺇﻻ ِﻟ ﻴ ﻌ ﺒﺩﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻤ ﹾ
ﺤ ﹶﻨﻔﹶﺎ ﺀ" )ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ،ﺍﻵﻴﺔ (5 :ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻻ ﻴﻘﺒل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻻ ﻤﺎ
ﺨﻠﺹ ﻭﺍﺒﺘﻐﻲ ﺒﻪ ﻭﺠﻬﻪ" )ﺍﻟﻁﺒﺭﺍﻨﻲ ،1983 ،ﺝ ،8ﺹ (140ﻓﻜل ﻋﻤل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﻭﺠﻪ
ﺍﷲ ،ﺍﻹﺨﻼﺹ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻫﻭ ﺇﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺨﻼﺹ ﺍﻟﻌﻤل؛ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻹﺘﻘﺎﻨﻪ ﻭﺒﺫل
ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﻟﺘﻁﻭﻴﺭﻩ.
ﻭﻴﻘﺘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺩ ﻭﺍﻻﺤﺘﺴﺎﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺒﺎﻟﺘﻌﻔﻑ ﻋﻥ ﺍﻷﺠﺭ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ
ﺴ َﺄﹸﻟ ﹸﻜ ﻡ ﻋ ﹶﻠ ﻴﻪِ ﻤﺎ ﹰﻻ" )ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ(29 :
ﺠﺭٍ" )ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻵﻴﺔ" (72 :ﻻ َﺃ
ﻥ َﺃ
ﺴ َﺄ ﹾﻟ ﹸﺘ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ
ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻓﻤﺎ
ﺠﺭٍ"
ﻥ َﺃ
ﺴ َﺄﹸﻟ ﹸﻜ ﻡ ﻋ ﹶﻠ ﻴﻪِ ِﻤ
ﻭﺒﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻭﻫﻭﺩ ﻭﺼﺎﻟﺢ ﻭﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻭﻤﺎ َﺃ
)ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺎﺕ (180 ،145 ،127 ،109 :ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻟﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
ﻥ" )ﺹ ،ﺍﻵﻴﺔ (86 :ﻭﻴﺒﻴﻥ )ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻁﻲ،1983 ،
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ﹶﺘ ﹶﻜﱢﻠﻔِﻴ
ﺠﺭٍ ﻭﻤﺎ َﺃﻨﹶﺎ ِﻤ
ﻥ َﺃ
ﺴ َﺄﹸﻟ ﹸﻜ ﻡ ﻋ ﹶﻠ ﻴﻪِ ِﻤ
" ﹸﻗ ْل ﻤﺎ َﺃ
ﺝ ،3ﺹ (20ﺃﻨﻪ "ﻴﺅﺨﺫ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﺭﺴل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ
ﺃﻥ ﻴﺒﺫﻟﻭﺍ ﻤﺎ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﺠﺎﻨﺎ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﺨﺫ ﻋﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ".
ﺇﻥ ﻋﺩﻡ ﺃﺨﺫ ﺍﻷﺠﺭ ﻫﻭ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﻭﺇﺨﻼﺼﻪ ،ﺇﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻤﻬﻨﺔ ﺒل ﻴﻨﻬﺽ
ﺏ ﻭ ِﺒﻤﺎ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ﻡ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ِﻜﺘﹶﺎ
ﻥ ِﺒﻤﺎ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ﻡ ﹸﺘ ﻌﱢﻠﻤﻭ
ﻥ ﻜﹸﻭﻨﹸﻭﺍ ﺭﺒﺎ ِﻨﻴﻴ
ﺒﺭﺴﺎﻟﺔ ﻭﻗﺩ ﺩﻟل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ " ﻭ ﹶﻟ ِﻜ
ﻥ" )ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﺍﻵﻴﺔ (79 :ﺃﻱ ﻟﻴﻜﻥ ﺘﻌﻠﻴﻤﻜﻡ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻜﻡ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﷲ ﻻ ﻟﻨﻴل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﹶﺘ ﺩ ﺭﺴﻭ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ.
ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺃﺨﺫ ﺍﻷﺠﺭ ﻟﻠﻤﻔﺭﻍ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺭﺘﺯﺍﻕ ﺒﺎﻟﺩﻋﻭﺓ
ﻭﺃﺨﺫ ﺍﻷﺠﺭ ﻟﻠﻤﺘﻔﺭﻍ ﻟﻬﺎ ﻑ"ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺒﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻜﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻹﻤﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ﺇﻨﻤﺎ
ﻴﺄﺨﺫ ﺍﻷﺠﺭ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻤﺸﻐﻭﻻ ﺒﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻑ ﻭﺍﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﻭﻫﺫﺍ ﺠﺎﺌﺯ ﺸﺭﻋﺎ" )ﺴﻌﻴﺩ،1987 ،
ﺹ.(159
ﻭﻴﺸﻴﺭ )ﻋﺒﻭﺩ ،1980 ،ﺹ ﺹ (255 ،254ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ
ﺘﻤﻜﻴﻥ ﻤﺎﺩﻱ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﺌﺩ ﻻ ﻴﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻜﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻟﻜل ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻋﺎﺌﺩﻫﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺃﻭ
ﺍﻵﺨﺭﺓ ،ﻭﻻ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺘﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻟﻸﺠﺭ ،ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ ﺭﺴﺎﻟﺘﻪ ،ﻓﺨﻴﺭ ﻤﺎ ﻴﺅﺠﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻭ
597
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻭﺃﺠﺭ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺃﺠﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻤﻊ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻡ ﻭﻗﺒل ﻜل ﺸﺊ ﻴﻘﺼﺩ
ﺒﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﻭﺘﻬﺫﻴﺒﻪ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻪ ﻭﺠﻪ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ.
ﻭﻴﻭﺼﻲ )ﺍﺒﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ( ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺒﺄﻥ "ﻴﻨ ﺯﻩ ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻥ ﺠﻌﻠﻪ ﺴﹼﻠﻤﺎ ﻴﺘﻭﺼل ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ
ﺍﻟﺩﻨﻴﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻩ ﺃﻭ ﻤﺎل ﺃﻭ ﺴﻤﻌﺔ ﺃﻭ ﺸﻬﺭﺓ ﺃﻭ ﺨﺩﻤﺔ ﺃﻭ ﺘﻘﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺭﺍﻨﻪ" )ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ،1986 ،
ﺹ ،(77ﺇﻥ ﺃﺨﻁﺭ ﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺍﻨﺸﻐﺎﻟﻬﻡ ﺒﺎﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻟﻠﻬﺎﺙ ﻭﺭﺍﺀ ﺴﺭﺍﺒﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺩﻉ ،ﻓﺎﻟﺯﻫﺩ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻴﺱ ﺒﻘﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎل ،ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﻴﺩ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل
ﺍﺴﺘﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﻁﻭﺍﻏﻴﺕ ﻟﻠﺩﻋﺎﺓ ،ﻟﻴﺭﻜﻨﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻴﺴﻜﺘﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺃﻻ ﻴﺘﻭﺼﻠﻭﺍ ﺒﺎﻟﺩﻋﻭﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺭﺘﺯﺍﻕ ﻭﺍﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺯﻫﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
-2ﺍﻟﺘﺄﺩﺏ ﻭﺍﻟﺘﻠﻁﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ:
ﻭﺭ ﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺭﺴل ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻴﺎ ﹶﻗ ﻭ ِﻡ" ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ )ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ،
ﺍﻵﻴﺎﺕ.(78 ،65 ،59 :
ﻓﺎﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﺘﺄﺩﺏ ﻭﺍﻟﺘﻠﻁﻑ ﻫﻭ ﺴﻠﻭﻙ ﺒﻨﺎﺀ
ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺒﻌﻜﺱ ﺍﻟﻁﺎﻭﻭﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﺭ ﻭﺍﻟﺼﻠﻑ ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻻﺒﻨﻪ
ﺱ" )ﻟﻘﻤﺎﻥ ،ﺍﻵﻴﺔ (18 :ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺴﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺨ ﺩﻙ ﻟِﻠﻨﱠﺎ ِ
ﺼ ﻌ ﺭ ﹶ
" ﻭﻻ ﹸﺘ
ﺒﺎﻟﺘﻠﻁﻑ ﻭﺍﻟﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺓ ﻓﺭﻋﻭﻥ " ﹶﻓﻘﹸﻭﻻ ﹶﻟ ﻪ ﹶﻗ ﻭﻻﹰ ﹶﻟﻴﻨ ﹰﺎ" )ﻁـﻪ ،ﺍﻵﻴﺔ.(44 :
-3ﺴﻌﺔ ﺍﻟﺼﺩﺭ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻤﺢ ﻭﺘﺤﺎﺸﻲ ﺍﻻﺴﺘﻬﺯﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ:
ﺤﻭﺍ"
ﺼ ﹶﻔ
ﻋﻔﹸﻭﺍ ﻭﺍ
ﻓﻬﺫﻩ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻻﺯﻤﺔ ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ،ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ " ﹶﻓﺎ
)ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(109 :ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺒﻌﻴﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻬل ﻭﺍﻻﺴﺘﻬﺯﺍﺀ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ
ﻥ" )ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(67 :ﺭﺍﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻤﻪ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻥ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ِﻫﻠِﻴ
ﻥ ِﻤ
ﻥ َﺃﻜﹸﻭ
ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "َﺃﻋﻭ ﹸﺫ ﺒِﺎﻟﱠﻠ ِﻪ َﺃ
ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻟﻪ "َﺃ ﹶﺘ ﱠﺘﺨِ ﹸﺫ ﹶﻨﺎ ﻫ ﺯﻭﹰﺍ" )ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﺍﻵﻴﺔ (67 :ﻭﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻗﺎ َل ﻴﺎ ﹶﻗ ﻭﻡِ ﹶﻟ ﻴﺱ
ﺒِﻲ ﻀﻼﻟ ﹲﺔ" )ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ (61 :ﻭﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻫﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻗﺎ َل ﻴﺎ ﹶﻗ ﻭﻡِ ﹶﻟ ﻴﺱ ﺒِﻲ
ﺠ ﱠﻨ ﹲﺔ" )ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ،
ﺠ ٌل ِﺒ ِﻪ ِ
ﻥ ﻫ ﻭ ﺇﻻ ﺭ
ﺴﻔﹶﺎ ﻫ ﹲﺔ" )ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ (67 :ﻭﻗﻭل ﻗﻭﻡ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ِﺇ
ﻥ" )ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ،
ﻙ ﻓِﻲ ﻀﻼ ٍل ﻤﺒِﻴ ٍ
ﻥ ﹶﻗ ﻭﻤِﻪِ ِﺇﻨﱠﺎ ﹶﻟ ﹶﻨﺭﺍ
ﺍﻵﻴﺔ (25 :ﻭﻋﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻗﺎ َل ﺍ ﹾﻟﻤﻸ ِﻤ
ﺍﻵﻴﺔ.(60 :
ﻓﻘﺩ ﺼﺒﺭ ﺍﻟﺭﺴل ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺃﻗﻭﺍﻤﻬﻡ ﻭﺇﻴﺫﺍﺌﻬﻡ ﻟﻬﻡ ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻗﻭﻡ ﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻪ
ﻥ
ﻅ ﱡﻨﻙِ ﻤ
ﻥ" )ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ (185 :ﻭﻗﻭل ﻗﻭﻡ ﻫﻭﺩ " ﻭِﺇﻨﱠﺎ ﹶﻟ ﹶﻨ ﹸ
ﺤﺭِﻴ
ﺴﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻤ
ﺕ ِﻤ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻪ "ِﺇ ﱠﻨﻤﺎ َﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﻥ" )ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ (66 :ﻓﺎﻟﻤﺭﺒﻲ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﻀﺒﻁ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﺘﻐﺎﻀﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﺎﻫﺎﺕ ﻭﻀﺒﻁ
ﺍ ﹾﻟﻜﹶﺎ ِﺫﺒِﻴ
ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺭ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺒﺫﻱﺀ ﺒﻤﺜﻠﻪ
598
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻓﻬﻭ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﻨﺯﺍﻫﺔ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﻁﻬﺎﺭﺘﻪ ،ﻴﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺘﻬﻜﻡ ﻭﺍﻟﻌﻨﻭﻨﺔ ،ﻓﻠﻘﺩ ﺍﺘﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴل ﺒﺎﻟﻜﺫﺏ ﻭﺍﻟﺠﻨﻭﻥ
ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺇﻻ ﺴﻼﻤﺎ ﻭﻤﺎ ﻨﻁﻘﻭﺍ ﺇﻻ ﺤﺴﻨﹰﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻟﻠﻤﺭﺒﻴﻥ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺭ ﺩ ﻋﻨﺩ ﺴﻤﺎﻉ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻤﻨﻔﺭﺓ ﺃﻭ
ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻨﺎﺒﻴﺔ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺒﺎﻟﻤﺩﻋﻭﻴﻥ ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻴﺭﻫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﻜﹼﻡ ﺒﻬﻡ ﻭﺍﻟﻨﻴل ﻤﻥ ﻜﺭﺍﻤﺘﻬﻡ
ﺏ ﻭﻤﻭﺠﻪ ﻴﺠﺏ ﺃﻻ ﻴﻔﻘﺩ ﺭﺴﺎﻟﺘﻪ ،ﺇﻨﻪ ﻴﻘﺎﺒل ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺒﺎﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﻟﻜﻥ
ﻭﺍﻻﺴﺘﻬﺯﺍﺀ ﺒﻬﻡ ،ﻓﻬﻭ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﻭﻤﺭ ٍ
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻔﻬﻡ ﺍﻟﻤﺭﺒﻭﻥ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺃﻥ "ﺍﻟﺴﻤﺎﺤﺔ "ﻗﺎﺼﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻭﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺄﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺩﻓﻊ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺒﻜل ﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺼﻭﺭﻫﺎ ﺃﻭ
ﻻ" )ﻗﻁﺏ ،1982 ،ﺝ ،5ﺹ (3122ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺤﺔ ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﺼﺒﺭ ﺤﺘﻰ ﻴﻘﻀﻲ ﺍﷲ ﺃﻤﺭﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻔﻌﻭ ﹰ
ﺍﻟﻭﻻﺀ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ "ﺍﻟﺴﻤﺎﺤﺔ ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺨﻠﻕ ﻭﺴﻠﻭﻙ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻘﻴﺩﺓ" )ﻴﺎﺴﻴﻥ،
،1983ﺹ.(210
ﻭﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻤﻌﻨﻰ ﺴﻌﺔ ﺍﻟﺼﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺍﻟﺴﻔﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﺤﺘﻤﺎل ﺍﻷﺫﻯ ،ﺒل ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻴﻀﺎ
ﻑ ﺴ ﹶﻨﺔٍ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻋﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻓ ﹶﻠﺒِ ﹶ
ﺙ ﻓِﻴ ِﻬ ﻡ َﺃ ﹾﻟ ﹶ
ﻥ ﻋﺎﻤ ﹰﺎ" )ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻭﺕ ،ﺍﻵﻴﺔ (14 :ﻭﻗﺼﺔ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻤﻊ ﻗﻭﻤﻪ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ " ﻭِﺇ ﹾﺫ
ﺨ ﻤﺴِﻴ
ﺇِﻻ ﹶ
ﻥ" )ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﺍﻵﻴﺔ.(71 :
ﺤﻭﻫﺎ ﻭﻤﺎ ﻜﹶﺎﺩﻭﺍ ﻴ ﹾﻔ ﻌﹸﻠﻭ
ﻗﹶﺎ َل ﻤﻭﺴﻰ ﻟِ ﹶﻘ ﻭﻤِﻪِ" ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻟﻪ " ﹶﻓ ﹶﺫ ﺒ
ﻓﺎﻟﺼﺒﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ
ﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﻓﻬﻭ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤ ﹼ
ﺼﺎ ِﺒﺭﺍ" )ﺍﻟﻜﻬﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ (69 :ﻓﻬﻭ ﻴﺴﺘﻭﻋﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﺨﻼﻕ
ﻥ ﺸﹶﺎ ﺀ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﺠ ﺩﻨِﻲ ِﺇ
ﺴ ﹶﺘ ِ
ﺍﻟﺴﻼﻡ "
ﻁ ِﺒ ﺭ" )ﺍﻟﻘﻤﺭ ،ﺍﻵﻴﺔ (27 :ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ
ﺼﹶﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻭﺍ
ﺴ ِل" )ﺍﻷﺤﻘﺎﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ(35 :
ﻥ ﺍﻟ ﺭ
ﺼ ﺒ ﺭ ﺃُﻭﻟﹸﻭﺍ ﺍ ﹾﻟ ﻌ ﺯ ِﻡ ِﻤ
ﺼ ِﺒ ﺭ ﹶﻜﻤﺎ
ﻟﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ " :ﹶﻓﺎ
ﻋ ﺯ ِﻡ ﺍﻷﻤﻭ ِﺭ" )ﻟﻘﻤﺎﻥ ،ﺍﻵﻴﺔ(17 :
ﻥ
ﻥ ﹶﺫﻟِﻙِ ﻤ
ﻙ ِﺇ
ﻋﻠﹶﻰ ﻤﺎ َﺃﺼﺎ ﺒ
ﺼ ِﺒ ﺭ
ﻭﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻻﺒﻨﻪ " ﻭﺍ
ﻟﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺜﻘﺎل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﻤﺸﻜﻼﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺭﺴﺎﻟﺘﻪ ،ﻜﻤﺎ
ﻴﺠﺏ ﺃﻻ ﻴﻀﻴﻕ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺒﺄﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺒﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻨﻔﻀﻭﺍ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ﺃﻭ ﻴﻘﻌﻭﺍ ﻓﺭﻴﺴﺔ ﺇﺠﺎﺒﺎﺕ
ﺨﻁﺄ ﻤﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﺘﻤل ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻬﻡ ﻭﻴﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺠﻴﻬﻬﻡ ،ﻓﻤﺤﻭﺭ ﺭﺴﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻔﻬﻡ
ﻭﺘﺄﻟﻑ ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ ﻭﺨﻴﺭﻫﻡ ﻭﻨﻔﻌﻬﻡ ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﺄﻟﻑ ﻭﻻ ﺨﻴﺭ ﻓﻴﻤﻥ ﻻ ﻴﺄﻟﻑ
ﻭﻻ ﻴﺅﻟﻑ" )ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ،1990 ،ﺝ ،1ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﺹ ،(73ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﻊ ﺼﺩﺭﻩ
ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻜﻨﻬﻡ ﺴﻤﺎﻋﻪ.
-4ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ:
ﻥ"
ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻭﻫﻭﺩ ﻭﺼﺎﻟﺢ ﻭﻟﻭﻁ ﻭﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ِﺇﻨﱢﻲ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻡ ﺭﺴﻭ ٌل َﺃﻤِﻴ
)ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺎﺕ.(187 ،163 ،125 ،107 ،72 :
599
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﻭﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﺒﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺘﺸﻤل ﻜل ﻤﺎ ﻴﺴﺄل ﻋﻨﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ " ﻴﺎ
ﻥ ﺁ ﻤﻨﹸﻭﺍ ﻻ ﹶﺘﺨﹸﻭﻨﹸﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﺍﻟ ﺭﺴﻭ َل ﻭ ﹶﺘﺨﹸﻭﻨﹸﻭﺍ َﺃﻤﺎﻨﹶﺎﺘِ ﹸﻜ ﻡ" )ﺍﻷﻨﻔﺎل ،ﺍﻵﻴﺔ (27 :ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ
َﺃ ﻴﻬﺎ ﺍﱠﻟﺫِﻴ
ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﻤﻥ ﺃﺸﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺨﻴﻪ ﺃﻤﺭﺍ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ ﻓﻲ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﻘﺩ ﺨﺎﻨﻪ" )ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ،1990 ،ﺝ ،1ﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﺹ (184ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻋﺯﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻋﺩﻡ ﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻷﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ،ﻋﺩﻡ
ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ )ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺭﺸﺩﺍﻥ ،1994 ،ﺹ.(51
ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺌﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ ﻭﺇﺴﻨﺎﺩ ﺘﺩﺭﻴﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺹ ﺒﻬﺎ ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﺃﻤﺎﻨﺔ،
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﻅﺎﻟﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺇﺩﺍﺭﻴﺎ ﺃﻭ ﻨﻔﺴﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﻨﺼﺢ
ﺍﻷﺥ ﻭﺍﻟﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺯﻤﻴل ﺍﻟﻤﺨﻁﺊ ﺇﺫﺍ ﺤﺎﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﺃﻤﺎﻨﺔ.
-5ﺍﻟﺼﺩﻕ:
ﺼﺩﻴﻘ ﹰﺎ ﹶﻨﺒِ ﻴﺎﹰ" )ﻤﺭﻴﻡ ،ﺍﻵﻴﺔ.(41 : ﻓﻠﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﺼﻑ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ِﺇﻨﱠ ﻪ ﻜﹶﺎ
ﻥ ِ
ﺽ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ
ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺼﻔﺔ ﻭﺍﺠﺒﺔ ﻭﺸﺭﻁ ﻻﺯﻡ ﻟﻜل ﻤﻥ ﻴﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺒﺩﻭﻨﻬﺎ ﻴﻨﻘ
ﺃﺴﺎﺴﻪ ،ﻓﻘﺩ ﻭﺼﻑ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺒﺎﻟﺼﺩﻕ ﻗﺒل ﻭﺼﻔﻪ ﺒﺎﻟﻨﺒﻭﺓ ﻭﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻭﺍﻗﻊ ﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺭﺴل ،ﻓﻘﺩ ﻋﺭﻑ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺒﺎﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻭ"ﺍﻟﺭﺍﺌﺩ ﻻ ﻴﻜﺫﺏ ﺃﻫﻠﻪ"
)ﺍﻟﻬﻴﺘﻤﻲ ،1986 ،ﺝ ،8ﻜﺘﺎﺏ ﻋﻼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ،ﺹ (277ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ،
ﻭﻋﻼﻤﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ .ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﻟﻴﺱ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﺘﺤﻠﻲ ﻭﻻ ﺒﺎﻟﺘﻤﻨﻲ ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ
ﻭﻗﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺼﺩﻗﺘﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎل" )ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ،1989 ،ﺝ ،1ﺹ.(80
ﺢ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻡ
ﺼ ِﻠ
ﺴﺩِﻴﺩﺍﹰ ،ﻴ
ﻓﺎﻟﺼﺩﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎل " ﻭﻗﹸﻭﻟﹸﻭﺍ ﹶﻗ ﻭ ﹰﻻ
ﻋﻤﺎ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻡ" )ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ،ﺍﻵﻴﺘﺎﻥ (71 ،70 :ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻴﻬﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺠﻭﺭ"
َﺃ
)ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،1987 ،ﺝ ،5ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺹ (2261ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺠﺒﺎﻨﺎ ﻭﺒﺨﻴﻼ ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﺫﺍﺒﺎ
ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻴﻀﺎ "ﻻ ﻴﺅﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻜﻠﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺭﻙ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺯﺍﺡ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺀ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺼﺎﺩﻗﺎ"
)ﺍﺒﻥ ﺤﻨﺒل ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،2ﺹ (364ﻭﻟﻴﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﺇﺫ ﻻ ﻴﻠﻴﻕ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻴﺽ )ﺍﻟﺘﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻤﺭﺓ( ،ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻴﺽ ﻟﻤﻨﺩﻭﺤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺫﺏ ،ﻓﺎﻟﻜﺫﺏ ﺨﺼﻠﺔ ﻤﻥ ﺨﺼﺎل
ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻜﺫﺏ ﻫﻭ ﺘﺒﺭﻴﺭ ﻟﻠﺨﻁﺄ ﺃﻱ ﻓﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭ ﺇﻻ ﺸﺭ ﺃﺸﺩ ﻤﻨﻪ ﻭﻴﺠﺏ ﻏﺭﺱ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ
ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻥ ﻭﺍﻵﺒﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﻌﻁﻴﺎ ﻤﻥ ﻨﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ
ﺒﺎﻟﺼﺩﻕ ﻭﺍﻟﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻓﺎﻟﻭﻟﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻯ ﺃﺒﻭﻴﻪ ﻴﻜﺫﺒﺎﻥ ﺃﻭ ﻴﻐﺸﹼﺎﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﻠﻡ
ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻭﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺜﻕ ﺒﻤﻥ ﻴﻘﺩﻤﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺼﺢ.
600
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
-6ﺍﻟﺘﻭﺍﻀﻊ:
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ِﻌ ﹾﻠ ِﻡ ﻤﺎ ﹶﻟ ﻡ
ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻤﺨﺎﻁﺒﺎ ﺃﺒﺎﻩ " ﻴﺎ َﺃﺒﺕِ ِﺇﻨﱢﻲ ﹶﻗ ﺩ ﺠﺎﺀﻨِﻲ ِﻤ
ﻙ" )ﻤﺭﻴﻡ ،ﺍﻵﻴﺔ (43 :ﻭﺃﻭﺭﺩ )ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ،1995 ،ﺝ ،3ﺹ (18ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻋﻥ ﺘﻭﺍﻀﻊ
ﻴ ْﺄ ِﺘ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ "ﻓﻠﻡ ﻴﺴﻡ ﺃﺒﺎﻩ ﺒﺎﻟﺠﻬل ﺍﻟﻤﻔﺭﻁ ،ﻭﻻ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻔﺎﺌﻕ" ﻭﻫﺫﺍ ﺠﺎﻨﺏ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ،ﻟﻌﺩﻡ
ﻥ" )ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ،
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ْﺅ ِﻤﻨِﻴ
ﻙ ِﻤ
ﻥ ﺍ ﱠﺘ ﺒ ﻌ
ﻙ ِﻟ ﻤ ِ
ﺤ
ﺠﻨﹶﺎ
ﺽ
ﺨ ِﻔ
ﺇﺤﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭ ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ " ﻭﺍ ﹾ
ﺍﻵﻴﺔ ،(215 :ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻ ﻴﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﺒﻌﻠﻤﻪ ﺃﻭ ﻤﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﻨﺴﺒﻪ.
ﺇﻥ ﺘﻜﺒﺭ ﻭﺍﺴﺘﻌﻼﺀ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺘﺭﻓﻌﻪ ﻋﻨﻬﻡ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻨﻪ ﻓﻬﻭ ﻻ
ﻴﺤﺱ ﺒﻬﻡ ﻭﻻ ﺒﻤﺸﺎﻜﻠﻬﻡ ﻓﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﺠﻴﺒﻭﻥ ﻟﻪ ؟ ﻭﻜﻴﻑ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻜﺒﺭ ﻓﻠﻠﻪ ﺍﻟﻌﺯﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺎﺀ ؟
-7ﺍﻟﺘﻔﺎﺅل ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻴﺄﺱ:
ﺇﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﺒل ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻲ ﺫﻟﻙ ﻗﻭل ﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻘﻭﻤﻪ
ﻙ"
ﻥ ﻤ ﻌ
ﻙ ﻭ ِﺒ ﻤ ﻋ ﹾﻨ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ" )ﺍﻟﻨﻤل ،ﺍﻵﻴﺔ ،(47 :ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻜﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻟﻪ" :ﺍ ﱠ
ﻁ ﻴ ﺭﻨﹶﺎ ِﺒ ﻁﺎ ِﺌ ﺭ ﹸﻜ ﻡ ِ
"ﹶ
ﺙ
)ﺍﻟﻨﻤل ،ﺍﻵﻴﺔ ،(47 :ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻓﻘﺩ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﺘﺤﺩﺜﹰﺎ ﻋﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻓ ﹶﻠﺒِ ﹶ
ﻥ ﻋﺎﻤ ﹰﺎ" )ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻭﺕ ،ﺍﻵﻴﺔ (14 :ﻭﺭ ﺩ ﻓﻲ ﺨﻁﺎﺒﻪ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﻟﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ
ﺨ ﻤﺴِﻴ
ﻑ ﺴ ﹶﻨﺔٍ ﺇﻻ ﹶ
ﻓِﻴ ِﻬ ﻡ َﺃ ﹾﻟ ﹶ
ﻑ
ﻥ" )ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ (36 :ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻓ ﹶﻜ ﻴ ﹶ
ﺱ ِﺒﻤﺎ ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ ﻴ ﹾﻔ ﻌﻠﹸﻭ
ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻓﻼ ﹶﺘ ﺒ ﹶﺘ ِﺌ
ﻋﻠﹶﻰ ﹶﻗ ﻭﻡٍ ﻜﹶﺎ ِﻓﺭِﻴﻥ) "ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(93 :ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻻ ﻴﺤﺯﻥ ﻤﻥ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻭﺒﺫل
ﺁﺴﻰ
ﺠﻬﺩﻩ ،ﻓﻬﻭ ﻗﺩ ﺃﻋﺫﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻓﻠﻥ ﺘﻀﻴﻊ ﺠﻬﻭﺩﻩ ﺴﺩﻯ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺴﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭ ﻭﻓﻲ ﺨﺒﺭﺍﺘﻪ
ﻭﻗﺩ ﺘﻅﻬﺭ ﺒﻔﻌل ﻤﻭﻗﻑ ﺃﻭ ﻤﺤﺭﻙ ﻴﻭﻤﺎ ﻤﺎ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻤﺤﻔﻭﻓﺔ
ﺒﺎﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ،ﻤﺤﻭﻁﺔ ﺒﺎﻷﺸﻭﺍﻙ ﻭﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺫﺭﻴﻌﺔ ﻟﺘﺜﺒﻴﻁ ﻫﻤﺔ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ-ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ
ﻭﺘﺴﺭﺏ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻼ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﻭﺠﻪ ﺃﻥ ﻴﻴﺄﺱ ﻭﻻ ﺃﻥ ﻴﺩﻉ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ ،ﻴﻘﻭل
)ﺍﻟﻌﺩﻭﻱ ،ﺩ.ﺕ ،ﺹ" :(3ﺇﺫﺍ ﺴﺌﻡ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻭﻥ ﻤﻥ ﻁﻭل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻓﻠﻴﺱ ﻟﻠﺩﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﺴﺄﻡ" ﻓﺎﻟﺴـﺄﻡ
ﻭﺍﻟﻤﻠل ﻤﻌﻁﹼﻼﻥ ﻟﺒﻠﻭﻏﻪ ﺃﻫﺩﺍﻓﻪ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻔﺭﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻴﻀﻌﻑ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻷﻥ ﺼﺎﺤﺏ
ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻴﺄﺒﻰ ﺫﻟﻙ.
ﺇﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ ﻤﺤﻔﻭﻑ ﺒﺎﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﻭﻤﻌﺒﺩ ﺒﺎﻷﺸﻭﺍﻙ
ﻭﻤﻥ ﻻ ﻴﺩﺭﻙ ﺫﻟﻙ ﻓﻼ ﻴﺩﺭﻙ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﻤﻊ ﺃﻥ ﻀﻌﻑ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻗﺩ ﻴﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ
ﺍﻹﺤﺒﺎﻁ ﻟﻜﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻴﻘﻭﻱ ﺍﻟﻌﺯﻴﻤﺔ ﻭﻴﺒﻌﺙ ﺍﻟﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ.
-8ﺍﻟﻌﺯﻴﻤﺔ ﻭﻗﻭﺓ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ:
ﻋﻠﹶﻰ ﻤﻜﹶﺎ ﹶﻨ ِﺘ ﹸﻜ ﻡ ِﺇﻨﱢﻲ ﻋﺎ ِﻤ ٌل" )ﻫﻭﺩ،
ﻋ ﻤﻠﹸﻭﺍ
ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻭﻴﺎ ﹶﻗ ﻭ ِﻡ ﺍ
ﺍﻵﻴﺔ (93 :ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻴﺨﺸﻰ ﺍﷲ ﻭﺤﺩﻩ ﻭﻤﻥ ﻴﺨﺸﻰ ﺍﷲ ﻻ ﻴﺨﺸﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻭﻤﻥ ﺨﺸﻲ
601
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﻥ"
ﻅ ﺭﻭ ِ
ﺠﻤِﻴﻌ ﹰﺎ ﹸﺜﻡ ﻻ ﹸﺘ ﹾﻨ ِ
ﻏﻴﺭﻩ ﻴﺨﺸﻰ ﻤﻥ ﻜل ﺸﻲﺀ ،ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻫﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻓﻜِﻴﺩﻭﻨِﻲ
)ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ.(55 :
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﺍ ﻋﺯﻴﻤﺔ ﻗﻭﻴﺔ ،ﻓﻬﻭ ﺫﻭ ﺜﻘﺔ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺴﻘِﻴﻥ"
ﺴُﺄﺭِﻴ ﹸﻜ ﻡ ﺩﺍ ﺭ ﺍ ﹾﻟﻔﹶﺎ ِ
ﺴ ِﻨﻬﺎ
ﺤ
ﺨﺫﹸﻭ ﹾﺍ ِﺒ َﺄ
ﺨ ﹾﺫﻫﺎ ِﺒ ﹸﻘ ﻭ ٍﺓ ﻭ ْﺃ ﻤ ﺭ ﹶﻗ ﻭﻤﻙ ﻴ ْﺄ ﹸ
ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ،ﻭﻴﺄﺨﺫ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﺒﻘﻭﺓ " ﹶﻓ ﹸ
ﻼ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
)ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(145 :ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻭﻫﻭ ﻴﺭﺒﻲ ﺠﻴ ﹰ
ﺒﺘﺭﺒﻴﺔ ﻗﻭﻤﻪ ﺒﻌﺩ ﺨﺭﻭﺠﻬﻡ ﻤﻥ ﻤﺼﺭ ﻭﺇﻤﻌﺎﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻥ ﻭﺇﺨﻼﺩﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫل ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻷﺨﺫ
ﺒﺎﻷﻭﻟﻭﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺯﻴﻤﺔ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻻﺯﻤﺘﺎﻥ ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻁﺭﻴﻕ ﺒﻌﻴﺩ ﻭﺸﺎﻕ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﺎﺌﺭ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺼﺒﺭ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﻋﺯﻴﻤﺔ ﻗﻭﻴﺔ ،ﻓﻤﻥ ﻻ ﻴﻤﻠﻙ
ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ.
-9ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺭﺃﺓ:
ﻥ" )ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ،
ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻟ ﹶﻘ ﺩ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ﻡ َﺃ ﹾﻨ ﹸﺘ ﻡ ﻭﺁﺒﺎ ُﺅ ﹸﻜ ﻡ ﻓِﻲ ﻀﻼ ٍل ﻤﺒِﻴ ٍ
ﺍﻵﻴﺔ (54 :ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻨﻪ ﺃﻴﻀﺎ " ﹶﻗﺎ َل َﺃ ﹶﻓﺭَﺃ ﻴ ﹸﺘ ﻡ ﻤﺎ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ﻡ ﹶﺘ ﻌ ﺒﺩﻭﻥَ ،ﺃ ﹾﻨ ﹸﺘ ﻡ ﻭﺁﺒﺎ ُﺅ ﹸﻜ ﻡ ﺍﻷ ﹾﻗ ﺩﻤﻭﻥ ،ﹶﻓ ِﺈ ﱠﻨ ﻬ ﻡ
ﻋ ﺩ ﻭ
ﻥ" )ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺎﺕ (77 -75 :ﻭﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﺃﻥ ﻴﺠﻬﺭ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻭﻻ ﻴﺠﺎﻤل
ﺏ ﺍ ﹾﻟﻌﺎ ﹶﻟﻤِﻴ
ﻟِﻲ ﺇِﻻ ﺭ
ﺇﻨﻪ ﻴﺭﻓﻕ ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﻴﺤﺎﺒﻲ.
ﻭﻤﺎ ﺃﺤﻭﺝ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻤﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺍﻷﻤﻨﺎﺀ،
ﺍﻟﺠﺭﺁﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺫﻟﻙ )ﺠﻤﺎل ،1986 ،ﺹ ﺹ (89 ،87ﺃﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ
ﻻ ﻴﺅﺩﻭﻥ ﻭﺍﺠﺒﻬﻡ ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻫﻭ ﻤﻨﻁ ٍﻭ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﻴﺘﺼﺩﻯ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ
ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻻ ﺒﻠﺴﺎﻨﻪ ﻭﻻ ﺒﻘﻠﻤﻪ ﻤﻜﺘﻔﻴﺎ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﺭﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺌﺽ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻻﺘﺼﺎل
ﺒﺎﻟﺴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﻤﻴﻭﻟﻬﻡ ﻭﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺘﻬﻡ ﻭﺃﻥ "ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ،ﻋﻥ ﻓﺴﺎﺩ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺸﻴﻭﻉ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭﺍﺕ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩﻫﺎ ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺘﻬﺎ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻋﻅﻤﻰ ﻭﺩﻭﺭﻫﻡ ﻓﻲ
ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ ﻭﺘﻘﻭﻴﻤﻬﺎ ﻤﻬﻡ ﻭﺨﻁﻴﺭ ﻭﻭﺍﺠﺏ".
ﻭﻴﺅﻜﺩ )ﺍﻟﻘﺭﻀﺎﻭﻱ ،1994 ،ﺹ (92ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺭﺍﺽ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
"ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﻤﻨﻬﻡ ،ﻓﻬﻡ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻻﺘﻬﺎﻡ ﻷﻨﻬﻡ ﻴﻤﺎﻟﺌﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺭﻏﻡ
ﻋﻠﻤﻬﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺍﷲ ﻭﻫﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﻔﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﺴﻜﺘﻭﺍ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﺍ ﻟﻠﻅﺎﻟﻡ ﻴﺎ ﻅﺎﻟﻡ ﺒل ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻟﻪ
ﻤﺎ ﺃﻋﺩﻟﻙ ﻭﻤﺎ ﺃﻋﻅﻤﻙ".
602
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
603
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﻭﻨﻬﻴﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻌﺯﺍﻟﻪ ﺸﻴﻭﻉ ﺍﻟﻤﻔﺎﺴﺩ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﻴﻨﻔﺭﺩ
ﺒﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﻭﺠﻬﻭﻨﻬﻡ ﺘﻭﺠﻴﻬﺎ ﺨﻁﺌﺎ ﻭﻴﺭﺒﻭﻨﻬﻡ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﻤﻨﺤﺭﻓﺔ ﻭﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ
ﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﺍﻟﺒﻨﱠﺎﺀﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻭﻭﺴﻴﻠﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﻌﻨﻲ
ﻨﻜﻭﺼﹰﺎ ﺒل ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﹰﺍ ﺒل ﻫﻲ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻓﻬﻲ ﻤﺨﻁﻁﺔ ﻭﻫﺎﺩﻓﺔ.
ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻻ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ ،ﻓﻬﻭ ﺇﻤﺎ ﻤﺘﺤﻔﻅ ﻴﻌﺭﻑ
ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﺯل ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻤﺎ ﻴﺠﺩ ﺤﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﻭﻤﺅﺜﺭﺍﺕ ﻭﺃﻤﺎ ﺃﻨﻪ
ل ﻻ ﻴﺩﺭﻙ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺵ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻠﻨﺎﺱ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ
ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎ ٍ
ﺩﻋﻭﺓ ﺍﷲ.
-12ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﺘﻁﺎﺒﻕ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻌﻤل:
ﻋ ﹾﻨ ﻪ" )ﻫﻭﺩ،
ﻥ ُﺃﺨﹶﺎ ِﻟ ﹶﻔ ﹸﻜ ﻡ ِﺇﻟﹶﻰ ﻤﺎ َﺃ ﹾﻨﻬﺎ ﹸﻜ ﻡ
ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻭﻤﺎ ُﺃﺭِﻴ ﺩ َﺃ
ﻥ" )ﺍﻟﺼﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ (2 :ﻭﻋﻥ ﻋﻤﺭ ﺃﻨﻪ
ﺍﻵﻴﺔ (88 :ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ " ِﻟ ﻡ ﹶﺘﻘﹸﻭﻟﹸﻭﻥ ﻤﺎ ﻻ ﹶﺘ ﹾﻔ ﻌﻠﹸﻭ
ﺏ ﺸﻴﺌﺎ ﺜﻡ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﺜﻠﻪ ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﺇﻥ ﺃﺨﻭﻑ ﻤﺎ
ﻗﺎل ﻜﻔﻰ ﺒﺎﻟﻤﺭﺀ ﻏﻴﺎ ﺃﻥ ﻴﻌﻴ
ﺃﺨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺘﻲ ﻜل ﻤﻨﺎﻓﻕ ﻋﻠﻴﻡ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ" )ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ،ﺝ ،1ﺹ.(44
ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻫﻭ ﺭﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﻭﺜﻴﻕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﺎﷲ ،ﻋﺎﻟﻡ ﺒﺩﻴﻨﻪ ﻤﻌﻠﻡ ﻟﻪ،
ﻓﻬﻭ ﻴﺭﺒﻲ ﺒﺴﻴﺭﺘﻪ ﻗﺒل ﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻪ ﺒﻠﺴﺎﻨﻪ ﻭﻴﺩﻩ ،ﻭﺇﺩﺭﺍﻜﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ
ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻜﺘﺠﺴﻴﺩ ﻟﻠﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻘﺩ ﺸﺩﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺤﺫﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ
ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﻤﻥ ﺴﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺴﻨﺔ ﺤﺴﻨﺔ ﻓﻠﻪ ﺃﺠﺭﻫﺎ ﻭﺃﺠﺭ ﻤﻥ ﻋﻤل ﺒﻬﺎ ﺒﻌﺩﻩ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻨﻘﺹ
ﻤﻥ ﺃﺠﻭﺭﻫﻡ ﺸﻲﺀ ﻭﻤﻥ ﺴﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺴﻨﺔ ﺴﻴﺌﺔ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﺭﻫﺎ ﻭﻭﺯﺭ ﻤﻥ ﻋﻤل ﺒﻬﺎ ﻤﻥ
ﺒﻌﺩﻩ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﻡ ﺸﻲﺀ" )ﻤﺴﻠﻡ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ ،2ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ،ﺹ.(705
ﻓﻼ ﻋﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻭﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺘﺩﻯ ﺒﻪ ،ﻷﻥ "ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﻋﻤل ﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻡ ﻨﺎﻗﺹ" )ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،1990 ،ﺹ (239ﻭﺘﺘﻤﺜل ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ
ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩﺍﻡ ﺒﻼ ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻭ ﻤﻐﺎﻻﺓ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﺎ
ﺩﻭﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﻌﺩﻴل ﺴﻠﻭﻜﺎﺘﻬﻡ ﻓﺎﻟﻘﺩﻭﺓ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ
ﻻ.
ﻭﺇﺼﻼﺡ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺼﻼﺡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺃﻭ ﹰ
ﻭﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻭﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺅﻭﺱ ،ﻓﺎﻟﻔﻀﺎﺌل ﻭﺍﻟﺭﺫﺍﺌل ﺘﻨﺘﻘل
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺭﺼﺩ ﺍﻷﻨﻤﻭﺫﺝ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﻭﺍﻻﺴﺘﻬﻭﺍﺀ ﻭﺍﻹﻴﺤﺎﺀ ﻓﺎﻟﻘﺩﻭﺓ ﻗﺩ ﺘﺒﻨﻲ ﻭﻗﺩ ﺘﻬﺩﻡ
ﻭﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺃﻭل ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺘﺒﻨﻲ ،ﺒﻌﻜﺱ
ﺴ ﻭ ﹲﺓ
ﻥ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻡ ﻓِﻴ ِﻬ ﻡ ُﺃ
ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﻡ ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻗﺘﺩﺍﺀ ﺒﺭﺴل ﺍﷲ " ﹶﻟ ﹶﻘ ﺩ ﻜﹶﺎ
604
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﺤﺴ ﹶﻨ ﹲﺔ" )ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ ،ﺍﻵﻴﺔ (6 :ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﻭﻀﻊ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺩﻋﻭﻱ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ
ﻴﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻨﻤﺎﺫﺝ ﺒﺸﺭﻴﺔ ﺘﺠﺴﺩﻩ ﻭ"ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺫﻫﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻤﺜل
ﻤﻌﺭﻭﻀﺎ ﻋﺭﻀﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻷﻋﻴﻥ" )ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺎل ،1985 ،ﺹ (73ﻓﺎﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﻟﻴﺴﺕ ﻏﺎﻴﺔ ﻓﻲ
ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ،ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻘﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺏ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ )ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﻭﺓ( ﻭﺴﻠﻭﻜﻪ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻫﻭ ﻋﺼﺏ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻭﺍﻟﻤﺜل ﻭﻫﻭ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺘﻭﺠﻴﻬﻴﺔ ﺤﻴﺔ ﻭﺼﻭﺭﺓ ﻟﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻴﻪ،
ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﻩ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺒﻌﻴﺩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻴﺼﺭﻓﻬﻡ ﺒﺴﻠﻭﻜﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻴﻘﻁﻊ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ
ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺇﺫ ﺃﻥ "ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻨﻔﺴﻪ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻗﺩ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﹶﺒﻭل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﻗﺩ
ﺘﺤﻤﻠﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻫﺎ ﻭﺭﻓﻀﻬﺎ ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻋﺼﺭ ﻭﻤﻜﺎﻥ
ﻭﺃﻤﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻤﻊ ﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻨﺎﻁﻘﻴﻥ ﺒﺎﺴﻤﻬﺎ" )ﺴﻌﻴﺩ ،1987 ،ﺹ .(77
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺜﻘﻭﺍ ﺒﻪ ﻭﺍﺘﺒﻌﻭﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻭﺍ ﺨﻼﻑ
ﺫﻟﻙ ﻨﻔﺭﻭﺍ ﻤﻨﻪ ﻭﻟﻡ ﻴﺴﺘﻤﻌﻭﺍ ﻭﻴﺴﺘﺠﻴﺒﻭﺍ ﻟﻪ.
ﻭﻴﺅﻜﺩ )ﺠﻤﺎل ،1986 ،ﺹ (66ﺃﻥ "ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﺒﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺢ
ﺍﻟﺭﺸﻴﺩ ﻻ ﻴﻜﻔﻴﺎﻥ ﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻭﻻ ﻴﻔﻴﺎﻥ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺃﺴﻭﺓ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻴﺠﺎﻫﺩ ﻓﻲ ﺴﺒﻴﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺭﻴﺩ ﻤﻤﻥ ﻴﻨﺘﺴﺏ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺴﻠﻡ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎل" ﻤﺼﺩﺍﻗﺎ ﻟﻠﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ
ﻥ" )ﻓﺼﻠﺕ ،ﺁﻴﺔ .(3
ﺴ ِﻠﻤِﻴ
ﻥ ﺍﹶﻟ ﻤ
ﻥ ﺩﻋﺎ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﹶﷲ ﻭﻋﻤِ َل ﺼﺎ ِﻟﺤﺎ ﻭﻗﹶﺎ َل ِﺇ ﱠﹶﻨﻨِﻲ ِﻤ
ﻥ ﹶﻗﻭﻻ ِﻤ ﻤ
ﺴ
ﺤ
ﻥ َﺃ
" ﻭ ﻤ
ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﻴﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻭﺍﻟﻭﺍﻟﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻭﻥ ﺃﺴﻭﺓ ﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻟﻜﻲ ﻴﺘﺸﺭﺏ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻗﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻤﺒﺎﺩﺌﻪ ﻭﺴﺒﻴل ﺫﻟﻙ ﺃﻥ
ﻴﻘﻭﻤﻭﺍ ﺒﺈﻨﺯﺍل ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻬﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺤﻴﺎﺓ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﻡ ﺘﻼﻤﻴﺫﻫﻡ ﻭﺃﻥ
ﻴﺨﻀﻌﻭﺍ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺘﺤﺕ ﻀﻭﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻴﻬﺩﻡ
ﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ.
ﺏ( ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ:
ﻭﻫﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺨﺫﻫﺎ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻴﺔ ﻭﻫﻭ
ﻴﺅﺩﻱ ﺩﻭﺭﻩ ﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﻜﻔﺎﺀﺓ.
605
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
606
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﻤﻥ ﺴﺌل ﻋﻥ ﻋﻠﻡ ﻓﻜﺘﻤﻪ ﺃﻟﺠﻡ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﺒﻠﺠﺎﻡ ﻤﻥ ﻨﺎﺭ" )ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ،ﺩ.ﺕ ،ﺝ،5
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﺹ.(29
ﻭﻤﻥ ﻤﻘﺘﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﺒﻼﻍ ،ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ " ﻭ ﹸﻗ ْل ﹶﻟ ﻬ ﻡ ﻓِﻲ
ﺴ ِﻬ ﻡ ﹶﻗ ﻭﻻﹰ ﺒﻠِﻴﻐ ﹰﺎ" )ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ (63 :ﻤﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ
َﺃ ﹾﻨ ﹸﻔ ِ
ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺤﺜﺎ ﻭﺍﻀﻁﻼﻋﺎ ﻭﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﻤﺤﺎﺩﺜﺔ ﻜﻤﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻭﺴﺎﺌل ﺇﻴﻀﺎﺡ ﻭﻤﺨﺎﻁﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺓ
ﻭﺍﻟﻔﻠﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﻁﺔ ﻭﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺒﺭﻴﺩ ﺍﻹﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻨﺘﺭﻨﺕ.
-2ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:
ﻥ" )ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ(62 :
ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﻤﺎ ﻻ ﹶﺘ ﻌ ﹶﻠﻤﻭ
ﻋ ﹶﻠ ﻡ ِﻤ
ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻭَﺃ
ﻋ ﹾﻨ ِﺩ ِﻩ" )ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ (28 :ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ
ﻥ ِ
ﺤ ﻤ ﹰﺔ ِﻤ
ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻨﻪ ﺃﻴﻀﺎ " ﻭﺁﺘﹶﺎﻨِﻲ ﺭ
ﺤ ﻤ ﹰﺔ" )ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ (63 :ﺃﻱ "ﺃﻋﻁﺎﻨﻲ ﺭﺤﻤﺔ ﻤﻨﻪ ﻤﻤﺎ ﺃﻭﺤﻰ ﺇﻟﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ
ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻭﺁﺘﹶﺎﻨِﻲ ِﻤ ﹾﻨ ﻪ ﺭ
ﻭﺍﻟﻬﺩﻯ" )ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻁﻲ ،1983 ،ﺝ ،3ﺹ (19ﻭﻓﺴﺭﺕ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﺒﺎﻟﺭﺴﺎﻟﺔ )ﺍﻟﻌﺩﻭﻱ ،ﺩ.ﺕ ،ﺹ (33ﻤﻤﺎ
ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻫﻲ ﺭﺤﻤﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺃﻻ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ،ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺤ ﹾﻜﻤﺎ ﻭﻋِﻠﻤﺎ" )ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ:
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺨﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﻟﻭﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ" :ﻭﻟﻭﻁﹰﺎ ﺁﺘﻴﻨﺎ ﻩ
.(74
ﻑ ﻤﺎ ﹶﻟ ﻴﺱ ﹶﻟﻙِ ﺒ ِﻪ
ﺩﻋﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜل ﺴﻠﻭﻙ ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﻤﺅﺴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ " ﻭﻻ ﹶﺘ ﹾﻘ ﹸ
ﻋ ﹾﻠ ﻡ" )ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ (36 :ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ "ﻤﻥ ﺃﻓﺘﻰ ﺒﻐﻴﺭ ﻋﻠﻡ ﻜﺎﻥ ﺇﺜﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﻓﺘﺎﻩ"
ِ
)ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ،1990 ،ﺝ ،1ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﺹ (184ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻴﺴﺒﻘﻬﻤﺎ ﻜﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﻴﺫﻫﺏ
)ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻨﻲ ،1993 ،ﺹ (71ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ "ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻋﺎﻗل ﻴﻘﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻤل ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻭﻴﻨﺼﺏ ﻤﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻌﻠﻤﺎ ﻭﻤﺭﺸﺩﺍ
ﻭﻤﻭﺠﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﻫﻠﻪ ﻟﺫﻟﻙ ،ﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﻜﻤﻥ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺸﻴﺌًﺎ ﻭﻫﻭ
ﻓﺎﻗﺩﻩ ﻭﻓﺎﻗﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻻ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺇﻗﺩﺍﻡ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﻤﺎ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻪ
ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺎﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻔﺘﻭﻯ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﺒﺩﻭﻥ ﺃﺴﺎﺱ ﻋﻠﻤﻲ ﻜﺎﻑ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻀﻪ
ﻟﻠﺫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ".
ﻓﺎﻟﺭﺴل ﻟﺩﻴﻬﻡ ﻋﻠﻡ ﺭﺒﺎﻨﻲ ﻴﺒﻴﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﺘﺒﺎﻋﻪ ،ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﻤﻭﻗﻑ ﻜل ﻗﻭﻡ ﻤﻥ
ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﺭﺴﻭﻟﻬﻡ ﻟﻬﻡ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﺯﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﺒﺨﻁﺔ ﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻴﺅﻫل ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻁﺒﺎﺌﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻨﻔﻭﺴﻬﻡ ﻭﻁﺒﺎﺌﻊ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺴﺒل ﻨﺠﺎﺤﻪ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﻠﺭﺴل
ﻭﻨﻔﺕ ﻋﻨﻬﻡ ﺼﻔﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻐﻴﺏ ،ﻭﺒﻴﻨﺕ ﺃﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻻ ﻋﻠﻡ ﻟﻪ ﺒﺒﺎﻁﻥ ﺃﺘﺒﺎﻋﻪ ﻭﻻ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﺒﻨﻪ،
607
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻠﻰ ﺒﻪ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ-ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ-ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﺒﺎﷲ ،ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺹ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺠﻴﺩﺍ ﻟﻤﺎﺩﺘﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭﻤﺤﺘﻭﺍﻫﺎ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺼل
ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺒﺤﺎﺙ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﻤﺘﻤﻜﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻌﻁﻲ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﻏﻴﺭ
ﺼﺤﻴﺤﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺘﺠﻨﺏ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻡ؛ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻐﺭﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﺭ ﻭﺍﻟﻌﺠﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﻠﻤﺭﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﺼﻤﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻓﻬﻭ ﻤﻌﻠﻡ ﻭﻤﺭﺒﻲ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﻭﻭﻋﻲ ﺒﺎﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺼﺎﻟﺢ ﻭﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ
ﻥ ﺭﺒﻲ" )ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺘﺎﻥ (88 ،63 :ﻓﻬﻭ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺃﻤﺭﻩ ،ﻓﻬﻭ
ﻋﻠﹶﻰ ﺒ ﻴ ﹶﻨﺔٍ ِﻤ
ﺕ
ﻥ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸ
ﺍﻟﺴﻼﻡ "َﺃ ﺭَﺃ ﻴ ﹸﺘ ﻡ ِﺇ
ﻨﻔﺴﻪ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺭﺒﻪ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺒﻴﻨﺔ ﺘﺠﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻴﻘﻴﻥ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻘﻪ )ﻗﻁﺏ ،1982 ،ﺝ،4 ﻴﺠﺩ ﻓﻲ
ﺴﺒِﻴﻠِﻲ َﺃ ﺩﻋﻭ ِﺇﻟﹶﻰ
ﺹ (1908ﻓﻬﻭ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻌﻤل ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻭﻜﻴﻑ؟ ﺇﻨﻪ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﻜﺎﻤل " ﹸﻗ ْل ﻫ ِﺫ ِﻩ
ﻋﻠﹶﻰ ﺒﺼِﻴ ﺭ ٍﺓ َﺃ ﹶﻨﺎ ﻭ ﻤ ِ
ﻥ ﺍ ﱠﺘ ﺒ ﻌﻨِﻲ" )ﻴﻭﺴﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ.(108 : ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ
ﻑ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺩﻋﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﺃﻫﺩﺍﻑ
ﻉ ﻷﻫﺩﺍ ِ
ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻭﺍ ٍ
ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻴﻥ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺘﺤﺩﺩ
ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺎﺕ ﻭﻟﻜﻲ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺫﻟﻙ ﻓﻼ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺭﺅﻴﺔ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭﻏﻴﺭ ﻏﺎﻤﻀﺔ ﻤﻨﻁﻠﻘﺔ
ﻤﻥ ﻤﺭﺠﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ
ﻫﺩﻯ ﺃﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﻨﻴﺭ ﻭﻤﻥ ﻤﺴﺘﻠﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻠﺩﺍﻋﻴﺔ ﺇﻁﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﺍﻟﻁﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻻﺘﺼﺎل ،ﻭﻤﺎ ﻴﺴﺘﺠﺩ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺸﻌﺎﺭﻩ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ،
ﻋﻠﹾﻤ ﹰﺎ" )ﻁﻪ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(114 :ﻓﻬﻭ ﺫﻭ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻨﺤﻭ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ
ﺏ ِﺯ ﺩﻨِﻲ ِ
" ﻭ ﹸﻗ ْل ﺭ
ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻁﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭﺘﻭﻅﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻓﻬﻭ ﺫﻭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭ "ﺇﺫ ﻻ
ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻴﺠﻬل ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺼﺭﻩ ﻭﻤﺩﻯ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺃﺴﻠﻭﺏ ﺨﻁﺎﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻔﻬﻡ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻋﺼﺭﻩ ﺸﻴﺌﺎ" )ﻜﻭﻟﻥ،
،2003ﺹ.(131
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﻨﺎﺠﺢ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﻴﺭﺓ ﻭﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺘﻬﺎ ﻤﻥ
ﺤﻭﻟﻪ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﻴﺴﺘﺤﺩﺙ ﻤﻥ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻟﻪ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻤﻨﻪ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻭﺭ ﺤﻭل ﺨﺒﺭﺍﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺨﻼل ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺘﺩﻋﻲ ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻜﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻻﻨﺘﺭﻨﺕ ﻭﺘﻭﻅﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﷲ.
608
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻭﻴﺅﻜﺩ )ﺠﻤﺎل ،1986 ،ﺹ " (60ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻷﺨﺫ ﺒﺄﻓﻀل
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻭﻫﻭ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻬﻡ ﺠﺩﺍ ﻷﻥ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻻ ﺘﻔﻠﺢ ﻓﻲ
ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻴﻥ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻓﻼ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ".
609
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺒﺒﻼﻏﺔ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻭﻤﻬﺎﺭﺓ ﻟﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﺭﻴﺩﻫﺎ ﺸﺭﻁ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻭﻻﺯﻡ؛ ﻤﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻤﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺍﻟﺠﻴﺩ
ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻟﻠﺤﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﺨﺎﻟﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﻨﻁﻕ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻬﻤﺔ ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻘﻌﺭﺓ "ﻓﺎﻟﺫﻴﻥ ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﺃﻥ
ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻭﺍ ﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﻤﺒﻬﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻤﻠﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﺒﻴﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻷﺠل ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻭﻗﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﺨﺎﻤﺔ ﻓﻲ
ﻜﻼﻤﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺄ ﻋﻅﻴﻡ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻫﻭ ﺤﺴﻥ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺒﻴﻥ ﻟﻠﺒﻼﻍ" )ﻜﻭﻟﻥ،2003 ،
ﺹ ﺹ .(142-141
-4ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ:
ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻏﻴﺭﻩ " ﹶﻓﺎ ﱠﺘﻘﹸﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭَﺃﻁِﻴﻌﻭﻥِ" )ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀَ" ،(108 :ﺃ ﻭﻓﹸﻭﺍ
ﻥ" )ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(181 :ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﻤﻭﺠﺯﺓ ﻭﺍﻀﺤﺔ
ﺴﺭِﻴ
ﺨ ِ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ﹾ
ﺍ ﹾﻟ ﹶﻜ ﻴ َل ﻭﻻ ﹶﺘﻜﹸﻭﻨﹸﻭﺍ ِﻤ
ﻗﺩﻤﺕ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻭﺍﻀﺢ ﻤﺤﺩﺩ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻲ ﺍﻟﻤﻔﺼل ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ .
-5ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ:
ﻥ"
ﻀﻠﱡﻭﺍ ،ﺃﻻ ﹶﺘ ﱠﺘ ِﺒ ﻌ ِ
ﻥ ﻤﺎ ﻤ ﹶﻨﻌﻙِ ﺇ ﹾﺫ ﺭَﺃ ﻴ ﹶﺘ ﻬ ﻡ
ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻗﺎ َل ﻴﺎ ﻫﺎﺭﻭ
)ﻁﻪ ،ﺍﻵﻴﺘﺎﻥ.(93 ،92 :
ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﻭﻻ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﺩﻋﺎﺓ -ﻭﻫﻡ
ﺒﺸﺭ ﻴﺨﻁﺌﻭﻥ ﻭﻴﺼﻴﺒﻭﻥ -ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻘل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﻭﺃﻥ
"ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﻬﻭﺍ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ،ﺇﺫ ﺍﻟﺨﻁﺔ ﺍﻟﻭﺍﻋﻴﺔ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ،ﻭﺠﺴﻤﻬﺎ
ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻭﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻤﻭﺠﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻡ ﻭﺜﻤﺭﺍﺘﻬﺎ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ" )ﺴﻌﻴﺩ،
،1992ﺹ.(118
-6ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﺒﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻠﺩ ﻭﺍﺴﺘﻔﺭﺍﻍ ﺍﻟﻭﺴﻊ:
ﺕ ﹶﻗ ﻭﻤِﻲ ﹶﻟ ﻴﻼﹰ ﻭ ﹶﻨﻬﺎﺭﺍﹰ" )ﻨﻭﺡ ،ﺍﻵﻴﺔ .(5 :ﻭﺠﺎﺀ
ﻋ ﻭ ﹸ
ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ِﺇﻨﱢﻲ ﺩ
ﺕ" )ﻫﻭﺩ ،ﺍﻵﻴﺔ (88 :ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ
ﻁ ﻌ ﹸ
ﺴ ﹶﺘ ﹶ
ﺡ ﻤﺎ ﺍ
ﻥ ُﺃﺭِﻴ ﺩ ﺇﻻ ﺍﻹﺼﻼ
ﻓﻲ ﺨﻁﺎﺏ ﺸﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ِﺇ
ﺴ ﻌﻬﺎ" )ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﺍﻵﻴﺔ (286 :ﻭﺍﻟﻭﺴﻊ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭﺓ،
ﻑ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻨﻔﹾﺴ ﹰﺎ ﺇﻻ ﻭ
ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ "ﻻ ﻴ ﹶﻜﻠﱢ ﹸ
ﻁ ﻌ ﹸﺘ ﻡ" )ﺍﻟﺘﻐﺎﺒﻥ ،ﺍﻵﻴﺔ.(16 :
ﺴ ﹶﺘ ﹶ
" ﹶﻓﺎ ﱠﺘﻘﹸﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻤﺎ ﺍ
ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻫﻲ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻤﻬﻤﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﺒﺫل ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺠﻬﺩﻩ ﻭﻤﺴﺌﻭل ﻋﻥ
ﺘﻜﻠﻴﻑ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺴﻌﻬﺎ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺯﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﻤﺩﺍﺭﺝ ﺍﻟﺒﺫل ﻭﻤﻭﺍﻜﺒﺔ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ
ﺍﻻﺴﺘﻁﺎﻋﺔ ﻟﻠﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ "ﺍ ﹾﻨ ِﻔﺭﻭﺍ ﺨِﻔﹶﺎﻓﺎﹰ ﻭ ِﺜﻘﹶﺎ ﹰﻻ" )ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ،ﺍﻵﻴﺔ.(41 :
610
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻥ"
ﻕ ﻭ ِﺒ ِﻪ ﻴ ﻌ ِﺩﻟﹸﻭ
ﺤﱢ
ﻥ ﺒِﺎ ﹾﻟ
ﺨ ﹶﻠ ﹾﻘﻨﹶﺎ ُﺃ ﻤ ﹲﺔ ﻴ ﻬﺩﻭ
ﻥ ﹶ
ﻓﺎﻟﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺭﺒﻭﻥ ﻴﻬﺩﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﻕ " ﻭ ِﻤ ﻤ
)ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ.(181 :
ﻓﻬﻡ ﺩﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻻ ﻴﺴﻜﺘﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺒﻪ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﻴﺘﻘﻭﻗﻌﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﻻ
ﻴﻨﺯﻭﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺭﻓﻭﻨﻪ ﻭﻴﺤﻤﻠﻭﻨﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﻴﻬﺩﻭﻥ ﺒﻪ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻓﻠﻬﻡ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻓﻴﻤﻥ ﺤﻭﻟﻬﻡ ﻤﻥ
ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺭﻴﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﻟﻬﻡ ﻋﻤل ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ
ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﺒﻪ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺒﺎﺴﻤﻪ )ﻗﻁﺏ ،1982 ،ﺝ ،3ﺹ.(1403 ،1402
ﻓﺎﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺃﻤﺭ ﻤﻤﺩﻭﺩ ﻤﺘﺼل ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺼل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺒﻁ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺤﺎﻀﺭﻩ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺒﺩﻋﻭﺘﻪ ﻓﻬﻭ ﻴﻌﻁﻴﻬﺎ ﻜﻠﻪ.
-7ﺘﻨﻭﻴﻊ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﻓﻲ )ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻌﻤل( ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ:
ﻥ ِﻟﱠﻠ ِﻪ ﻭﻗﹶﺎﺭﺍﹰ" )ﻨﻭﺡ ،ﺍﻵﻴﺔَ" ،(13 :ﺃ ﹶﻟ ﻡ
ﺠﻭ
ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻤﺎ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻡ ﻻ ﹶﺘ ﺭ
ﻕ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ" )ﻨﻭﺡ ،ﺍﻵﻴﺔ (15 :ﻭﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹸﻗ ْل ﺴِﻴﺭﻭﺍ ﻓِﻲ
ﺨ ﹶﻠ ﹶ
ﻑ ﹶ
ﹶﺘ ﺭﻭﺍ ﹶﻜ ﻴ ﹶ
ﻅﺭﻭﺍ" )ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻭﺕ ،ﺍﻵﻴﺔ.(20 :
ﺽ ﻓﹶﺎ ﹾﻨ ﹸ
ﺍﻷ ﺭ ِ
ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﻨﺎﺠﺢ ﻴﻨﻭﻉ ﻓﻲ ﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﻨﺎﺴﺏ ﻤﻥ ﻴﺩﻋﻭﻩ ﻤﺭﺍﻋ ﻴﺎ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ،
ﻓﻼ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﺘﻭﺠﻴﻬﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺒل ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻭﻴﺩﻋﻭ ﺍﻟﻌﻘل ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻤﺎل ﺍﻟﻔﻜﺭ،
ﺇﻨﻪ ﻴﻭﺠﻪ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﻗﺎﺩ ﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ،ﻴﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺘﻤﺘﻊ
ﺒﺎﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ،ﻭﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻠﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ،ﻭﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ
ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺒﻴﺌﺔ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻴﺘﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻋﻥ
ﻥ" )ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ ،ﺍﻵﻴﺔ (93 :ﻭﺠﺎﺀ ﺃﻴﻀﺎ " ﹶﻓﺠﻌ ﹶﻠ ﻬ ﻡ
ﻀﺭﺒ ﹰﺎ ﺒِﺎ ﹾﻟ ﻴﻤِﻴ ِ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ِﻬ ﻡ
ﻍ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻓﺭﺍ ﹶ
ﻥ
ﺤﻴﺎ ِﺓ َﺃ
ﻥ ﹶﻟﻙ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟ
ﺏ ﹶﻓ ِﺈ
ﺠﺫﹶﺍﺫﺍﹰ" )ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ،ﺍﻵﻴﺔ (58 :ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ " ﹶﻗﺎ َل ﹶﻓﺎ ﹾﺫ ﻫ
ﺤﺭ ﹶﻗﻨﱠ ﻪ ﹸﺜﻡ
ﺕ ﻋ ﹶﻠ ﻴﻪِ ﻋﺎﻜِﻔ ﹰﺎ ﹶﻟ ﹸﻨ
ﻅ ﹾﻠ ﹶ
ﻅ ﺭ ِﺇﻟﹶﻰ ﺇِ ﹶﻟﻬِﻙ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﹶ
ﺨ ﹶﻠ ﹶﻔ ﻪ ﻭﺍ ﹾﻨ ﹸ
ﻥ ﹸﺘ ﹾ
ﻥ ﹶﻟﻙ ﻤ ﻭﻋِﺩﹰﺍ ﹶﻟ
ﺱ ﻭِﺇ
ﹶﺘﻘﹸﻭ َل ﻻ ِﻤﺴﺎ
ﹶﻟ ﹶﻨ ﹾﻨﺴِ ﹶﻔ ﱠﻨ ﻪ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟ ﻴ ﻡ ﹶﻨﺴﻔ ﹰﺎ" )ﻁﻪ ،ﺍﻵﻴﺔ ،(97 :ﻭﻴﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻨﻭﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ )ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ
ﻭﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ( ﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺃﺜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻗﻭﻟﻪ " ﻭﻻ ﻴ ِﻠﺩﻭﺍ ﺇﻻ ﻓﹶﺎﺠِﺭﺍﹰ ﹶﻜﻔﱠﺎﺭﺍﹰ"
)ﻨﻭﺡ ،ﺍﻵﻴﺔ (27 :ﻭﻴﻘﻭل )ﺍﻟﻌﺩﻭﻱ ،ﺩ.ﺕ ،ﺹ" (17ﻭﺇﻥ ﻭﻟﺩﻭﺍ ﻨﺸﹼﺄﻭﺍ ﺃﻭﻻﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻙ ﻭﺭﺒﻭﻫﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺭ" ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﺓ ﻭﻋﻥ ﻗﺭﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻭﺀ ،ﻜﻲ ﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﻟﻸﺒﺭﻴﺎﺀ ﻭﻴﺅﻜﺩ )ﻴﺎﻟﺠﻥ ،1977 ،ﺹ (531ﺃﻥ "ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻗﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺨﻴﺭ ﻗﺩﻭﺓ ﻟﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺃﻭﻻ ﺃﻥ ﺘﻅﻬﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻔﺴﺩﺓ ،ﺃﻭ ﺃﻱ ﺃﻤﺭ
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ،ﺜﻡ ﻴﺠﻌل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺴﺎﺌل
ﻤﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﻠﻘﻥ ﺩﺭﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻬﺎ ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ
611
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﻱ ﻋﺎﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﺠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺎﻨﺩﺍ ﻟﻪ ،ﻭﺩﺍﻓﻌﺎ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻀﺎﻤﻨﺎ ﻟﻶﺜﺎﺭ
ﺒﻭﻀﻊ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺘﺭﺒﻭ ٍ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺜﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﺔ".
612
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺴل ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ ﻨﺎﺒﻌ ﹰﺔ ﻤﻥ ﻓﻬﻡ ﺩﻗﻴﻕ ﻟﻸﻤﺭﺍﺽ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻴﻥ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻤﺘﻔﻬﻤﺎ ﻟﻤﺨﺎﻁﺒﻴﻪ ﻴﻌﻤل ﻟﺤﺴﻥ
ﺩﻋﻭﺘﻬﻡ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻬﻡ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺒﺨﺼﺎﺌﺹ ﻨﻤﻭﻫﻡ ﻭﺤﺎﺠﺎﺘﻬﻡ ﻭﻤﻴﻭﻟﻬﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻟﻠﻤﺨﺎﻁﺒﻴﻥ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺠﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﺒﺩ
ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻨﻤﻭ ﻭﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺘﻪ ﻓﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﺎﻟﻁﻔل ﻤﻊ ﺍﻟﻁﻔل ﻭﺍﻟﺸﺎﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ.
ﻭﺘﺘﻁﻠﺏ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﻀﻌﻑ ،ﺍﻟﻴﻘﻅﺔ ﻭﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻟﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ ﻤﻥ ﻤﻴﻭل ﻭﺴﻠﻭﻙ،
ﻁ ِﺒ ﺭ" )ﺍﻟﻘﻤﺭ،
ﺼﹶﻴﻭﻀﺢ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺃﺤﻭﺍل ﻗﻭﻤﻪ " ﹶﻓﺎ ﺭ ﹶﺘ ِﻘ ﺒ ﻬ ﻡ ﻭﺍ
ﺍﻵﻴﺔ (27 :ﻓﻔﻴﻪ "ﺇﺭﺸﺎﺩ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻜﻪ ﻤﻌﻬﻡ ﺒﻴﻘﻅﺔ ﻭﺍﻋﻴﺔ" )ﻁﻨﻁﺎﻭﻱ،1996 ،
ﺴﻤﺎ
ﺝ ،1ﺹ (112ﻭﻴﺘﻀﺢ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻘﻭﻤﻪ " ﹶﻗﺎ َل ِﺒ ْﺌ
ﻁ ٌل ﻤﺎ ﻥ ﺒ ﻌﺩِﻱ" )ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ (150 :ﻭﺠﻭﺍﺒﻪ ﻟﻘﻭﻤﻪ "ِﺇ
ﻥ ﻫﺅُﻻ ِﺀ ﻤ ﹶﺘ ﺒ ﺭ ﻤﺎ ﻫ ﻡ ﻓِﻴ ِﻪ ﻭﺒﺎ ِ ﺨ ﹶﻠ ﹾﻔ ﹸﺘﻤﻭﻨِﻲ ِﻤ
ﹶ
ﻉ ﻟﻠﻤﺅﺜﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﻥ" )ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﺍﻵﻴﺔ (139 :ﻓﻬﻭ ﻭﺍ ِ
ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ ﻴ ﻌ ﻤﻠﹸﻭ
ﺍﻷﺠﻴﺎل ﻭﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﺎ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﺎ.
ﻭﻴﺸﻴﺭ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ،ﻭﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻫﻔﻭﺓ ﺒل ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ ﻴﺭﺒﻴﻪ ،ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ
ﻴﺠﺩ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﺸﺨﺹ ﻻ ﻴﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻜل
ﺠﻤﻴل ﺍﻟﺨﺼﺎل )ﻗﻁﺏ ،1982 ،ﺝ ،2ﺹ (47ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺩﺍﺌﻡ
ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻟﻤﺩﻋﻭﻴﻪ ﻻ ﻴﻬﻤل ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻼﺤﻅ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﻴﺩﻟل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻗﻭل ﺍﺒﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ "ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻑ ﺍﻟﻨﺎﺼﺤﻭﻥ ﷲ ﻭﺩﻴﻨﻪ ﻴﻠﻘﻭﻥ ﺸﺒﺎﻙ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ
ﻟﺼﻴﺩ ﻁﺎﻟﺏ ﻴﻨﺘﻔﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻭﻤﻥ ﺒﻌﺩﻫﻡ" )ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺎل ،1985 ،ﺹ ،(188ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺠﺢ ﻟﻬﻭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﻴﺩﻋﻭﻫﻡ ﺃﻭ ﻴﺭﺒﻴﻬﻡ ﻓﺎﻟﻤﺩﻋﻭﻭﻥ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﻭﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻌﻤﺭ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﻫﻡ ﻤﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﺍﻟﻁﺒﺎﺌﻊ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﻭ"ﺇﻥ
ﺍﻟﺠﻬل ﺒﺤﺎل ﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻴﻥ ﻗﺩ ﻴﻭﻗﻊ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺨﻁﺎﺀ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﻴﻕ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺩﻋﻭﻱ ﻭﺘﺅﺨﺭ
ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭﻫﻡ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻔﻭﺭ ﻤﻨﻪ ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭﻫﻡ ﺇﻟﻴﻪ" )ﺃﺒﻭ
ﻓﺎﺭﺱ ،1992 ،ﺹ ،(64ﻜﻤﺎ ﻭﻴﺩﺨل ﺘﺤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻬﺩﺍﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﻤﻥ ﺃﻭﺒﺌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﻭﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻐﻨﻲ؛ ﻟﻠﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻀﻌﻑ ﻭﺍﻻﻨﺒﻬﺎﺭ ﺒﺎﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻓﺩﺓ.
-10ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺒﻁ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ )ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ(:
613
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
614
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
615
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
616
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﺍﻷﺴﻤﺭ ،ﺃﺤﻤﺩ ﺭﺠﺏ) :(1997ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻨﺘﻤﺎﺀ ﻭﺍﺭﺘﻘﺎﺀ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ، -9
ﻋﻤﺎﻥ.
ﺍﻷﺼﺒﻬﺎﻨﻲ ،ﺃﺒﻭ ﻨﻌﻴﻡ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﺤﺎﻕ ) :(1996ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻹﻤﺎﻡ -10
ﻤﺴﻠﻡ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺍﻷﻟﻭﺍﺌﻲ ،ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ) :(1986ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ ،ﺩﻤﺸﻕ. -11
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺍﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ) :(1985ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩ ،ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﻜﻤﺎل ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﺤﻭﺕ ،ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ، -12
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺠﻌﻔﻲ ) :(1987ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺩﻴﺏ ﺍﻟﺒﻐﺎ، -13
ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،3ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ) :(1999ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،2ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﺤﺯﻡ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ -14
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ،ﺃﺒﻭ ﻋﻴﺴﻰ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻴﺴﻰ )ﺩ .ﺕ( :ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻭﺽ ،ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ -15
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﺒﻭ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ )ﺩ.ﺕ( :ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ، ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺸﺎﻜﺭ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ، -16
ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺠﻠﺒﻲ ،ﺨﺎﻟﺹ ) :(1985ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،3ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ، -17
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺠﻤﺎل ،ﺃﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ) :(1986ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،2ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ، -18
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺒﻭﺭﻱ ) :(1990ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻥ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﻁﻔﻰ -19
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻁﺎ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺤﺠﺎﺯﻱ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ) :(1968ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،6ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. -20
ﺍﻟﺤﺩﺭﻱ ،ﺨﻠﻴل ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ) :(1997ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻤﺩﻯ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ -21
ﻤﻨﻬﺎ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺭﻯ.
ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺯﻴﺎﺩ ) :(1992ﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ -22
ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ.
ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ،ﻋﺎﻤﺭ )ﺩ.ﺕ( :ﻤﺩﺨل ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻷﺯﻫﺭ ،ﻏﺯﺓ. -23
ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ )ﺩ.ﺕ( :ﺍﻟﻘﺼﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻭﻗﻪ ﻭﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. -24
ﺨﻠﻴل ،ﻤﺤﻤﺩ ﺭﺸﺎﺩ ) : (1987ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ ﻟﻠﻨﺸﺭ -25
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ .
ﺍﻟﺩﻴﻠﻤﻲ ،ﺃﺒﻲ ﺸﺠﺎﻉ ﺸﻴﺭﻭﻴﻪ ﺒﻥ ﺸﻬﺭﺩﺍﺭ ﺒﻥ ﺸﻴﺭﻭﻴﻪ ﺍﻟﻬﻤﺫﺍﻨﻲ ) :(1986ﺍﻟﻔﺭﺩﻭﺱ ﺒﻤﺄﺜﻭﺭ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ -26
ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﺯﻏﻠﻭل ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
617
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﺭﺍﺸﺩ ،ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ) :(1994ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻭﺃﺩﺍﺅﻩ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ -27
ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ،9ﺝ ،62ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
ﺍﻟﺯﺭﻨﻭﺠﻲ ،ﺒﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ) :(1985ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺼﻼﺡ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺨﻴﻤﻲ ﻭﻨﺫﻴﺭ -28
ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ،ﺩﻤﺸﻕ.
ﺯﻫﺭﺍﻥ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) : (1980ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺍﺸﺩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﻁ ، 2ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ . -29
ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺠﺎﺭ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ) :(1995ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، -30
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺍﻟﺯﻴﻥ ،ﺴﻤﻴﺢ ﻋﺎﻁﻑ ) :(1980ﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ -31
ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
ﺍﻟﺴﺩﻻﻥ ،ﺼﺎﻟﺢ ﻏﺎﻨﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ) :(2002ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻟﻠﻨﺩﻭﺓ -32
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ 26-23ﺸﻌﺒﺎﻥ 11\1 – 10\29 ،ﻟﻠﻌﺎﻡ .2002
ﺴﻌﻴﺩ ،ﻫﻤﺎﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ) :(1987ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،3ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺩﻭﻱ ،ﻋﻤﺎﻥ. -33
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﻋﺭﻓﺎﺕ ) :(1985ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،2ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. -34
ﺍﻟﺴﻤﺎﻥ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ) :(1986ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﻏﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ -35
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻅﺭﻭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺁﻻﻤﻬﺎ ﻭﺁﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﺃﺒﺤﺎﺙ ﻭﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻟﻠﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﺝ ،1ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ 17 -12ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1406ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ27-22ﻴﻨﺎﻴﺭ .1986
ﺸﺭﻑ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ ) :(2004ﻤﻘﻴﺎﺱ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻤﺠﻠﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ -36
ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻷﺯﻫﺭ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ 124ﺝ ،1ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻷﻤﻴﺭ ) :(1986ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻋﻨﺩ ﺍﺒﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،2ﺩﺍﺭ ﺍﻗﺭﺃ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. -37
ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻁﻲ ،ﺴﻴﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺎﺩﺍﺘﻲ ) :(1997ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ،4 -38
ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﺩﺍﺭ ﺇﺸﺒﻴﻠﻴﺎ ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ.
ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻁﻲ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻷﻤﻴﻥ ) :(1983ﺃﻀﻭﺍﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻴﻀﺎﺡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻊ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻸﻭﻓﺴﺕ، -39
ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ.
ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻨﻲ ،ﻋﻤﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺘﻭﻤﻲ) :(1993ﻤﻥ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ،ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ،ﻟﻴﺒﻴﺎ. -40
ﺼﻘﺭ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺩﻴﻊ ) :(1980ﻜﻴﻑ ﻨﺩﻋﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،8ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻭﻫﺒﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. -41
ﺍﻟﺼﻭﺍﻑ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ) :(1981ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،2ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ، -42
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺍﻟﻁﺒﺭﺍﻨﻲ ،ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﻴﻭﺏ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ) :(1983ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﻤﺩﻱ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ -43
ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،2ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﺍﻟﻤﻭﺼل.
ﺍﻟﻁﺒﺭﺍﻨﻲ ،ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﻴﻭﺏ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ) :(1994ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﻭﺴﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﻤﻴﻥ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. -44
ﻁﻨﻁﺎﻭﻱ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻴﺩ ) :(1996ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﺩﺍﺭ ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ، -45
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
618
ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻑ ،ﺃ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺎل ،ﺤﺴﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ) :(1985ﻓﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻋﻨﺩ ﺒﺩﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﺩﻭل -46
ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ.
ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺭﺸﺩﺍﻥ ،ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺯﺍﻫﻲ ) :(1994ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻤﺠﻠﺔ -47
ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ،9ﺝ ،68ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
ﻋﺒﻭﺩ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ) :(1980ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. -48
ﺍﻟﻌﺩﻭﻱ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ )ﺩ.ﺕ( :ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﺭﺴل ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ) ،ﺩ.ﻥ(. -49
ﻋﻁﺎ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ) :(1985ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻟﻠﺨﻼل ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، -50
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﻋﻠﻲ ،ﺴﻌﻴﺩ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ) : (1993ﺃﺼﻭل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ . -51
ﻋﻼﻭﻨﺔ ،ﺸﻔﻴﻕ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ) :(1992ﻁﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﻭﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ، -52
ﻋ ﻤﺎﻥ.
ﺍﻟﻌﻴﺴﻭﻱ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﺤﻤﺩ ) : (1987ﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻫﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ . -53
ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ ،ﺃﺒﻭ ﺤﺎﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ)ﺩ.ﺕ( :ﺇﺤﻴﺎﺀ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺝ ،1ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. -54
ﻏﻴﺙ ،ﻤﺤﻤﺩ ) :(1981ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺴﻠﻭﻙ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ. -55
ﺍﻟﻘﺭﻀﺎﻭﻱ ،ﻴﻭﺴﻑ) :(1994ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺤﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻁﺭﻑ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،3ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. -56
ﺍﻟﻘﺭﻀﺎﻭﻱ ،ﻴﻭﺴﻑ ) :(2004ﺨﻁﺎﺒﻨﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻕ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. -57
ﻗﻁﺏ ،ﺴﻴﺩ ) :(1982ﻓﻲ ﻅﻼل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،10ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻕ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. -58
ﻗﻁﺏ ،ﻤﺤﻤﺩ ) :(1982ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻁﺒﻌﺔ ،6ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻕ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. -59
ﻜﻭﻟﻥ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺘﺢ ﺍﷲ ) :(2003ﻁﺭﻕ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺇﺤﺴﺎﻥ ﻗﺎﺴﻡ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻴل -60
ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ.
ﻟﺒﻴﺏ ،ﺭﺸﺩﻱ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ) :(1983ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺘﺩﺭﻴﺱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. -61
ﺍﻟﻤﺎﻭﺭﺩﻱ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺤﺒﻴﺏ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ )ﺩ.ﺕ( :ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، -62
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﻤﺠﺎﻭﺭ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻠﻲ ) :(1990ﺘﺩﺭﻴﺱ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﺴﺴﻪ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻪ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ،4 -63
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ ،ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ.
ﻤﺤﻤﻭﺩ ،ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻠﻴﻡ ) :(1993ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،4ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ، -64
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﺓ.
ﻤﺴﻠﻡ ،ﻤﺴﻠﻡ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺒﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺒﻭﺭﻱ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ )ﺩ.ﺕ( :ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ -65
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،ﺯﻏﻠﻭل ﺭﺍﻏﺏ ) :(1990ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻭﺤﻠﻭﻟﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻔﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، -66
ﻫﻴﺭﻨﺩﻥ ،ﻓﻴﺭﺠﻴﻨﻴﺎ.
619
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ...
ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ،ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺭﻀﺎ ) :(1985ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ،3ﻤﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ. -67
ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ،ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺭﻀﺎ ) :(2000ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ، -68
ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ.
ﺍﻟ ﱠﻨﺴﺎﺌﻲ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺸﻌﻴﺏ )ﺩ .ﺕ( :ﺴﻨﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. -69
ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ،ﺃﺒﻭ ﺯﻜﺭﻴﺎ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﺸﺭﻑ ﺒﻥ ﻤﺩﻱ ) : (1972ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﻋﻠﻲ ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ ،ﻁ ، 2ﺩﺍﺭ -70
ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ .
ﺍﻟﻬﻴﺘﻤﻲ ،ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ) :(1986ﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺯﻭﺍﺌﺩ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺭﻴﺎﻥ ﻟﻠﺘﺭﺍﺙ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. -71
ﺍﻟﻭﻅﺎﻑ ،ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ) :(1982ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. -72
ﻴﺎﺴﻴﻥ ،ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ) :(1983ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻅﻼل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺭﻗﻡ ،ﻋﻤﺎﻥ. -73
ﻴﺎﻟﺠﻥ ،ﻤﻘﺩﺍﺩ ) :(1977ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﻨﺠﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. -74
ﻴﻭﺴﻑ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻤﺤﻤﺩ ) :(1997ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﻟﻸﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ -75
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
620