86495
86495
86495
ﻫﺩﻴل ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻁﻴﺔ /ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﻤﻨﻴﺭﺍﻭﻱ
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺤﻤﺩﺍﻥ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻠﻭﺡ
ﻗﺩﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﺴﺘﻜﻤﺎﻻﹰ ﻟﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﺍﻨﻁﻼﻗﹰﺎ ﻤﻥ ﻗﻭل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻤﺤﻤﺩ ) :-r-ﻤﻥ ﻻ ﻴﺸﻜﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻴﺸﻜﺭ ﺍﷲ() ،(1ﻓﺈﻨﻨﻲ ﺃﺤﻤـﺩ
ﺍﷲ -Y-ﺤﻤﺩﺍ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻁﻴﺒﺎ ﻤﺒﺎﺭﻜﹰﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﺈﺘﻤﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴـﺎﻟﺔ ،ﻭﻴـﺴﺭﻫﺎ ﻟـﻲ ﺤﺘـﻰ
ﺼﺎﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ،ﻓﺎﻟﺤﻤﺩ ﻜل ﺍﻟﺤﻤﺩ ﻟﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﺃﻭﻻﹰ ﻭﺁﺨﺭﺍ.
ﻭﺃﺘﻘﺩﻡ ﺒﺎﻟﺸﻜﺭ ﺍﻟﺠﺯﻴل ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺘﺎﺫﻱ ﺍﻟﻔﺎﻀل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺤﻤﺩﺍﻥ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻜـﺭﻡ ﺒﻘﺒﻭﻟـﻪ
ﻟﻺﺸﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺸﺩﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ .ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ –ﺤﻔﻅﻪ ﺍﷲ -ﻟﻡ ﻴﺄلُ ﺠﻬﺩﺍ ﻓـﻲ
ﺇﺴﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺌﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻔﺩﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﺤﺘﻰ ﺨﺭﺠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ،ﻓﺄﺩﻋﻭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺠﺯﻴﻪ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ،ﻭﺨﻴﺭ ﺍﻟﺜـﻭﺍﺏ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻨﻔـﻊ ﺒـﻪ ﺍﻹﺴـﻼﻡ
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﺇﻨﻪ ﻭﻟﻲ ﺫﻟﻙ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﺃﻗﺩﻡ ﻋﻅﻴﻡ ﺸﻜﺭﻱ ﻷﺴﺘﺎﺫﻱ ﺍﻟﻔﺎﻀﻠﻴﻥ ،ﻋﻀﻭﻱ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﺘﻔﻀﻼ ﺒﻘﺒﻭل ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﻹﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺯﻴﺩﻫﺎ ﺤﺴﻨﹰﺎ ،ﻭﻫﻤﺎ:
-ﺤﻔﻅﻪ ﺍﷲ. ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ :ﻭﻟﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﻭﺩﻱ
-ﺤﻔﻅﻪ ﺍﷲ. ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ :ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻋﻨﺒﺭ
ﻭﺃﻗﺩﻡ ﺸﻜﺭﻱ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺎﺘﺫﺘﻲ ﻓﻲ ﻜﻠﻴﺔ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻲ
ﻓﻀل ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ.
ﻜﻤﺎ ﻭﺃﺸﻜﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻐﺯﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺘﺎﺤﺕ ﻟﻲ ﻓﺭﺼﺔ ﺇﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺴـﺎﺌﻠﺔﹰ ﺍﻟﻤـﻭﻟﻰ
-U-ﺃﻥ ﻴﺠﺯﻱ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺨﻴﺭﺍ.
ﻜﻤﺎ ﻭﺃﻗﺩﻡ ﻋﻅﻴﻡ ﺸﻜﺭﻱ ﻭﺍﻤﺘﻨﺎﻨﻲ ﻟﻭﺍﻟﺩﻱ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺭﺒﻴﺎﻨﻲ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺇﻴﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺸـﺠﻌﺎﻨﻲ ﻋﻠـﻰ
ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ،ﻓﺄﺴﺄل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺠﺯﻴﻬﻤﺎ ﻋﻨﻲ ﻜل ﺨﻴﺭ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺤﻔﻅﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻜل ﺴﻭﺀ.
ﻭﻻ ﺃﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺃﺸﻜﺭ ﺯﻭﺠﻲ )ﺃﺒﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ( ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩﻡ ﻟﻲ ﻴﺩ ﺍﻟﻌﻭﻥ ،ﻓﺄﺴﺄﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﺘﻨﻔﻪ ﻓﻲ ﺤﻔﻅﻪ
ﻭﺭﻋﺎﻴﺘﻪ.
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺃﺸﻜﺭ ﻜل ﻤﻥ ﻨﺼﺤﻨﻲ ﻭﺃﻋﺎﻨﻨﻲ ﻭﺃﺴﺩﻯ ﺇﻟﻲ ﻤﻌﺭﻭﻓﹰﺎ ،ﻭﻜل ﻤﻥ ﺴﺎﻫﻡ ﻓـﻲ ﺇﺨـﺭﺍﺝ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﺭ.
ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ – ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ – ﺒﺎﺏ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﺭ ﻟﻤﻥ ﺃﺤﺴﻥ ﺇﻟﻴﻙ – – 339/4ﺤﺩﻴﺙ )،(1954 )( 1
أ
m
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﻨﺤﻤﺩﻩ ﻭﻨﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻨﺴﺘﻐﻔﺭﻩ ﻭﻨﺴﺘﻬﺩﻴﻪ ﻭﻨﺘﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻨﻌﻭﺫ ﺒﺎﷲ ﻤـﻥ ﺸـﺭﻭﺭ
ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻭﻤﻥ ﺴﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ،ﻤﻥ ﻴﻬﺩﻩ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻤﻀل ﻟﻪ ،ﻭﻤﻥ ﻴﻀﻠل ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ ،ﻭﺃﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺤﺩﻩ ﻻ ﺸﺭﻴﻙ ﻟﻪ ،ﻭﺃﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻤﺤﻤﺩﺍ ﻋﺒﺩﻩ ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ ،ﻭﺼـﻔﻴﻪ ﻤـﻥ ﺨﻠﻘـﻪ ﻭﺨﻠﻴﻠـﻪ ،ﺃﺩﻯ
ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ،ﻭﺒﻠﻎ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﻭﺠﺎﻫﺩ ﻓﻲ ﺍﷲ ﺤﻕ ﺠﻬﺎﺩﻩ ،ﺼﻠﻭﺍﺕ ﺭﺒـﻲ ﻭﺴـﻼﻤﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﻋﻠـﻰ ﺁﻟـﻪ
ﻭﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻭﺃﺯﻭﺍﺠﻪ ،ﻭﻤﻥ ﺘﺒﻌﻬﻡ ﺒﺈﺤﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ...ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ:
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﺸﺭﻑ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﺃﺸﺭﻑ ﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ؛ ﻟﺫﺍ ﻋﻜﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﺨﺩﻤﺘﻪ ﺒﺒﻴﺎﻥ ﻋﻠﻭﻤﻪ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ،ﻭﻜل ﻋﻠﻡ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ – –Uﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ،ﻭﺃﺸـﺭﻓﻬﺎ
ﻗﺩﺭﺍ ،ﻭﺃﻋﻼﻫﺎ ﻤﻨﺯﻟﺔ ،ﻭﺃﺴﻤﺎﻫﺎ ﻤﻜﺎﻨﺔ.
ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻭﻗﺩﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﺭﻉ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻘـﻭل
ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺸﺨﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻨﺹ ﻴﺠﻬل ﻤﻌﻨﺎﻩ؛ ﻟﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻟﻭﺍﺯﻡ ﻤﻥ ﻴﺭﻴﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅـﻴﻡ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﻋﻠﻭﻤﻬﺎ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻨﻬﻡ ﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺃﻋـﺎﺭﻴﺒﻬﻡ ﻟﻬـﺎ،
ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ .ﻓﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻘـﺎﻡ
ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺯ.
ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺒﻴﻥ ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻭﺘﻁﺒﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺃﻥ ﺃﻗـﺩﻤﻬﺎ ﻓـﻲ ﺭﺴـﺎﻟﺔ
ﻋﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺭﺠﻌﺕ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴـﺔ ﺇﻟـﻰ ﻜﺘـﺎﺏ
ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻷﺒﻲ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻓﻭﺠﺩﺘﻬﺎ ﻤﺎﺌﺔ ﻭﺨﻤﺴﺔ ﻭﺴﺒﻌﻴﻥ ﻤﻭﻀﻌﺎ ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ ﺜﻼﺜـﺔ
ﻭﺴﺘﻴﻥ ﻤﻭﻀﻌﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﺃﺴﺄل ﺍﷲ -Y-ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺒل ﻤﻨﻲ ﻋﻤﻠﻲ ﻫﺫﺍ ،ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﺨﺎﻟﺼﺎ ﻟﻭﺠﻬﻪ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ.
ﻓﻤﺎ ﺃﺼﺒﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺸﻲﺀ ﻓﻬﻭ ﻤﺤﺽ ﻤﻨﺔ ﻭﻓﻀل ﻤﻨﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ ،-ﻭﻤﺎ ﺃﺨﻁﺄﺕ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﻨﻲ ﺃﺴﺘﻐﻔﺭ
ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻭﺃﺘﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ.
ب
ﺃﻭﻻﹰ :ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ:
ﺘﻨﺒﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺃﺫﻜﺭ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
-1ﺘﻌﻠﻕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺄﺸﺭﻑ ﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ،ﺃﻻ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ.
-2ﺤﺩﺍﺜﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺒﺸﻜل ﻤﺴﺘﻘل ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺠﺫﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺃﺼﻭﻟﻪ
ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻬﺎ.
-3ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻤﻌﺎﻥٍ ﺠﺩﻴﺩﺓ.
-4ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ – –Uﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻟﹸﻐﻭﻴﺔ ﺇﻋﺭﺍﺒﻴﺔ.
-5ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻴﺒﻴﻥ ﻟﻭﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﺃﻟﻭﺍﻥ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ،ﺃﻻ ﻭﻫﻭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ.
-6ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﺏ ﻓﻴﻪ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻋﻠﻡ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ:
-1ﺨﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ –ﺠل ﻭﻋﻼ -ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.
-2ﺇﺭﺸﺎﺩ ﻭﺘﺸﺠﻴﻊ ﻤﺸﺭﻓﻲ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺤﻤﺩﺍﻥ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﻓﻲ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ
ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺨﻭﺽ ﻏﻤﺎﺭﻩ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻴﻪ.
-3ﺸﺩﺓ ﺘﻌﻠﻘﻲ ﺒﺎﻹﻋﺭﺍﺏ.
-4ﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻉ ﺘﻅﻬـﺭ ﻗﻴﻤﺘـﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻴﻨﺘﻔﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﻁﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺨﺎﺼﺔ.
-5ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻭﻫﻭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ.
ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ:
ﺇﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻫﺩﺍﻓﹰﺎ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻏﺎﻴﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ،ﺃﺫﻜﺭ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
-1ﺍﺒﺘﻐﺎﺀ ﺍﻷﺠﺭ ﻭﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﷲ -I-ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺨﺩﻤﺔ ﻜﺘـﺎﺏ ﺍﷲ
–ﺠل ﻭﻋﻼ.-
-2ﺇﺜﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﺘﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟﻴﻪ.
-3ﻓﺘﺢ ﺁﻓﺎﻕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﻭﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺍﻟﺘﻭﺼـﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺨﺭﺝ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ –.-Y
-4ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.
-5ﺍﺴﺘﻜﻤﺎل ﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻭﺇﺜﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﺠﺩﻴـﺩ ﺨﺎﺼـﺔ ﻭﺃﻥ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﺼﻭﻟﻬﺎ ﻭﺠﺫﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
ج
-6ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬـﺎ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﻁﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤـل ﻭﺘﻭﺠﻴـﻪ
ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ.
-7ﺒﻴﺎﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻭﻫﻭ )ﺍﻹﻋﺠـﺎﺯ ﻓـﻲ ﺍﻹﻴﺠـﺎﺯ(
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻘﺎﻡ ﺁﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ.
ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ:
ﺒﻌﺩ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻜﺘﺏ ﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴـﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒـﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗـﻊ
ﺍﻻﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴﺔ ،ﻟﻡ ﺃﻋﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺘﻨﺎﻭﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻭﻤﺤﻜﻤﺔ.
ﻭﻗﺩ ﻭﻗﻔﺕ ﻋﻠﻰ ﺒﺤﺙ ﻨﹸﺸﺭ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺘﺸﺭﻴﻥ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ – ﺴﻠـﺴﻠﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ) (29ﺍﻟﻌﺩﺩ ) .2007 (1ﻭﻫﻭ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ :ﺃﺜﺭ ﺘﻌـﺩﺩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴـﺔ ﻓـﻲ
ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ،ﻟﻠﺩﻜﺘﻭﺭ ﺴﺎﻤﻲ ﻋﻭﺽ ﻭﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻴﺎﺴﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻁﺭﻩ ﺠﻲ.
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻨﺜﻭﺭ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﻜﺘﺏ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻬﺎ ﻭﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺃﻨﻨﻲ ﺭﺍﺴﻠﺕ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﻴﺼل ﻟﻠﺒﺤﻭﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻗﺴﻡ ﺨـﺩﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺭﺴﻠﻭﺍ ﺇﻟﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﻤﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل.
ﺨﺎﻤﺴﺎ :ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ:
.1ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻤﺔ ﺇﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﺃﻭ ﻨﺼﺏ ﺃﻭ ﺠﺭ ﺃﻭ ﺠﺯﻡ ،ﻭﺘﺤﺘﻤـل
ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻭﺠﻪ ﺇﻋﺭﺍﺒﻲ.
.2ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻅﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭﻫﺎ ﻋﻼﻤﺔ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﺘﺤﺘﻤل ﺃﻜﺜﺭ ﻤـﻥ ﻭﺠـﻪ
ﺇﻋﺭﺍﺒﻲ.
.3ﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺩﺩ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ.
.4ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗـﺭﺍﺀﺓ ﺼـﺤﻴﺤﺔ ﻤﺘـﻭﺍﺘﺭﺓ
ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ.
د
ﺴﺎﺩﺴﺎ :ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ :
ﺍﺘﺒﻌﺕ ﺒﺤﻤﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻵﺘﻴﺔ:
-1ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ،ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺃﺜﺭ
ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﺴﻡ ﺍﻟﻨﻅـﺭﻱ ﻟﻬـﺫﻩ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.
-2ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻤـﻥ
ﺨﻼل ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.
-3ﺘﺘﺒﻊ ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻭﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ.
ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺃﺴﻠﻭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
-1ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻤﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺒﺭﻭﺍﻴﺔ ﺤﻔﺹ ﻋﻥ ﻋﺎﺼﻡ.
-2ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺏ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺓ.
-3ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍ ﺇﺠﻤﺎﻟﻴﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻲ.
-4ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﺨﺘﹸﻠﻑ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻜﺘـﺏ ﺍﻹﻋـﺭﺍﺏ ﻭﻜﺘـﺏ ﺘﻭﺠﻴـﻪ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻬﺎ ﻭﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
-5ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻀﺎﻓﻬﺎ ﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ.
-6ﻋﺯﻭ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻬﺩ ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺴﻭﺭﻫﺎ ﺒﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﻭﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ.
-7ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﺒﺎﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ،ﻭﻋﺯﻭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻅﺎﻨﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺤﺴﺏ
ﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺘﺨﺭﻴﺞ ﻭﺃﺼﻭﻟﻪ ،ﻭﻨﻘل ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺤﺎﺩﻴﺙ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟـﺼﺤﻴﺤﻴﻥ ﻤـﺎ
ﺃﻤﻜﻥ.
-8ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻐﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺸﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻜﺘﺏ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺠﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ.
-9ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻟﻸﻋﻼﻡ ﺃﺨﺫﹰﺍ ﻤﻥ ﻤﻅﺎﻨﻬﺎ .
-10ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ .
-11ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺸﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻔﺼﻴل ﻤﺒﺘﺩﺌﺔ ﺒﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻭﺍﻟﻤﺅﻟﱢـﻑ ﻭﺍﻟﺠـﺯﺀ
ﻭﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ.
ه
-12ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺘﺴﻬﻴل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤـﺙ،
ﻭﻫﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺃ -ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ.
ﺏ -ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ.
ﺝ -ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ ﻟﻬﺎ.
ﺩ -ﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ.
ﻫـ -ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ.
و
ﺴﺎﺒﻌﺎ :ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ :
ﺘﺤﻘﻴﻘﹰﺎ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﻓﻘﺩ ﺍﺸﺘﻤﻠﺕ ﺩﺭﺍﺴﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻭﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﺒﺎﺤـﺙ ﺘﹸﻤﺜـل ﺍﻟﺠﺎﻨـﺏ
ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻭﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﺘﹸﻤﺜل ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ.
ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ :ﻭﻗﺩ ﺍﺸﺘﻤﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻭﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴـﺔ ﻤﻨﻬـﺎ
ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﻭﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ
ﻭﻗﻔﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ
ﻭﻓﻴﻪ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﺒﺎﺤﺙ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻟﻐﺔ ﻭ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ
ﺃﻭﻻﹰ :ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﻟﻐﺔﹰ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ.
ز
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ
ﻭﻓﻴﻪ ﻤﻁﻠﺒﺎﻥ:
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ.
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ
ﻭﺘﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.
ح
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ
ﻭﻗﻔﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ
ﻭﻓﻴﻪ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﺒﺎﺤﺙ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻟﻐﺔ ﻭ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔـﺴﻴﺭﻴﺔ ﻭﺇﻅﻬـﺎﺭ
ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ
ً ً
ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻹﻋﺮﺍﺏ ﻟﻐﺔ ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﺎ
ﺃﻭﻻﹰ :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻟﻐﺔﹰ:
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﻬﻤﺯﺓ ﻤﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺃَﻋﺭﺏ ﻴﻌﺭِﺏ ﺇِﻋﺭﺍﺒـﺎ ،ﻭﻫـﻭ ﺒﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟﺒﻴـﺎﻥ
ﻭﺍﻹﻴﻀﺎﺡ ﻭﺍﻹﻓﺼﺎﺡ.
ﻗﺎل ﺍﻷﺯﻫﺭﻱ)" : (1ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺏ ﻤﻌﻨﺎﻫﻤﺎ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺒﺎﻨﺔ .ﻴﻘﺎل :ﺃﻋـﺭﺏ ﻋﻨـﻪ ﻟـﺴﺎﻨﹸﻪ
ﻭﻋﺭﺏ ﺃﻱ ﺃﺒﺎﻥ ﻭﺃﻓﺼﺢ .ﻭﻴﻘﺎل :ﺃﻋﺭﺏ ﻋﻤﺎ ﻓﻲ ﻀﻤﻴﺭﻙ ﺃﻱ ﺃﺒِﻥ .ﻭﻤﻥ ﻫـﺫﺍ ﻴﻘـﺎل ﻟﻠﺭﺠـل ﺇﺫﺍ
ﺃﻓﺼﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻗﺩ ﺃَﻋﺭﺏ").(2
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺭﺍﻏﺏ)" : (3ﻭﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ .ﻴﻘﺎل :ﺃﻋﺭﺏ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ) :ﺍﻟﺜﻴﺏ ﺘﻌﺭﺏ ﻋـﻥ
ﻨﻔﺴﻬﺎ() (4ﺃﻱ ﺘﺒﻴﻥ .ﻭﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺇﻴﻀﺎﺡ ﻓﺼﺎﺤﺘﻪ").(5
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﺜﻴﺏ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﺃﻱ ﺘﺫﻜﺭ ﺭﺃﻴﻬﺎ ﻭﺘﺒﻴﻨﻪ ﻟﻔﻅﹰﺎ ﻭﺘﻔﺼﺢ ﻋﻨـﻪ ﺒـﺎﻟﻘﺒﻭل ﺃﻭ ﺍﻟـﺭﻓﺽ
ﻓﻴﻤﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ.
ﻭﻴﻘﺎل ﻟﻠﺭﺠل ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻠﺤﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :ﺃﻋﺭﺏ ﻜﻼﻤﻪ ،ﻭﻋﺭﺏ ﻤﻨﻁﻘﻪ :ﺃﻱ ﻫﺫﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺤﻥ ،ﻓﺄﺠﺎﺩ
ﻭﺃﻓﺼﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ).(6
ﻭﻤﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺃﻴﻀﺎ :ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻘﺎل :ﻋﺭِﺒﺕ ﻤﻌﺩﺓ ﺍﻟﺭﺠل :ﺇﺫﺍ ﺘﻐﻴـﺭﺕ ﻟﻔـﺴﺎﺩ ﻁـﺭﺃ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺘﻐﻴﺭﺕ ﻤﻥ ﺤﺎل ﺇﻟﻰ ﺤﺎل.
ﻭﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﻘﻭل:
ﻴﻼﺤﻅ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻭﺍﻹﻴـﻀﺎﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ).(7
ﺍﻷﺯﻫﺭﻱ :ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺃﺒﻭ ﻤﻨﺼﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻷﺯﻫﺭ ﺒﻥ ﻁﻠﺤﺔ ،ﻨﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺠﺩﻩ ﺍﻷﺯﻫﺭ ،ﻭﻟـﺩ ﺴـﻨﺔ )( 1
ﺼﺤﻴﺢ.
ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺹ ، 557ﻭﺍﻨﻅﺭ :ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ – ، 686/1ﻭﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺭﻭﺱ – ﺍﻟﺯﺒﻴﺩﻱ – 335/3 )( 5
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ – ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ – ، 179/1ﻭﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺭﻭﺱ – ، 336/3ﻭﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯ ﺃﺒـﺎﺩﻱ –
.106/1
) (7ﺍﻨﻅﺭ :ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ – ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ – ، 689/1ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺡ – ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ – .179/1
3
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ:
ﻟﻡ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻋـﺭﺍﺏ ﺘﻌﺭﻴﻔﹰـﺎ ﺍﺼـﻁﻼﺤﻴﺎ ،ﻭﺠﻤﻴـﻊ
ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺘﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻙ ﻭﺍﺤﺩ.
ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ" :ﻫﻭ ﺍﻹﺒﺎﻨﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺒﺎﻷﻟﻔﺎﻅ").(2 )( 1
-1ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ
ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻼﺤﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟـﺫﻱ ﻫـﻭ
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺒﺎﻨﺔ ﻭﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻼ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﻴﻌﺩ ﺘﻌﺭﻴﻔﹰـﺎ ﺍﺼـﻁﻼﺤﻴﺎ ﺠﺎﻤﻌـﺎ
ﻤﺎﻨﻌﺎ.
-2ﻭﻋﺭﻓﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺒﺄﻨﻪ :ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠـﺔ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻟﻔﻅﹰـﺎ ﺃﻭ
ﺘﻘﺩﻴﺭﺍ).(3
-3ﻭﻋﺭﻓﻪ ﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺄﻨﻪ" :ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻴﻠﺤﻕ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﻭﻨﺼﺏ ﻭﺠـﺭ
ﻭﺠﺯﻡ ،ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻨﺤﻭ").(4
-4ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻜﻴﺸﻲ)" : (5ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﺎﻤـل ...ﻭﺍﻹﻋـﺭﺍﺏ ﻭﻀـﻊ
ﻟﻠﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺫﺍﺕ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﻀﻌﺕ ﻟﻠﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﺍﺕ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﺘﺨﺘﻠـﻑ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ،
ﻷﻥ ﻤﺩﻟﻭﻟﻬﺎ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ،ﻭﻴﺨﺘﻠﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻷﻥ ﻤﺩﻟﻭﻟﻪ ﻴﺨﺘﻠﻑ.(6)"...
ﻭﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ:
ﺃﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻫﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺭﻱ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ – ﺍﻟﺫﻱ ﻫـﻭ ﻤﺤـل
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ – ﻭﺘﺘﻐﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺘﻐﻴﺭ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻠﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻠﻔﻅـﻲ
ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ :ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺠﻨﻲ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ،ﻤﻥ ﺃﺤﺫﻕ ﺃﻫل ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺃﻋﻠﻤﻬﻡ ﺒﺎﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ ،ﻭﻟﺩ ﺒﺎﻟﻤﻭﺼل )( 1
ﻗﺒل ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ﻭﺜﻼﺙ ﻤﺎﺌﺔ ،ﻭﺘﻭﻓﻲ ﺒﺒﻐﺩﺍﺩ ﺴﻨﺔ 392ﻫـ ،ﻟﻪ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ :ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻑ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﻤﺎ.
ﺍﻨﻅﺭ) :ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ( – ﻴﺎﻗﻭﺕ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ – ﻤﺠﻠﺩ ،81/2 – 6ﻭ)ﺸﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﻫﺏ( –ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ– .140/3
) (2ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ – .35/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﺎﺌل ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﺸﻨﺘﺭﻴﻨﻲ – ﺹ ، 105ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ
ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﺨﺎﻭﺭﺍﻨﻲ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ﺹ ، 43ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ – ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻜﻴﺸﻲ –
ﺹ ، 16ﻭﺸﺭﺡ ﺸﺫﻭﺭ ﺍﻟﺫﻫﺏ – ﺍﺒﻥ ﻫﺸﺎﻡ – ﺹ ، 33ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ – ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ – ﺹ ، 35ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ –
ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻜﻔﻭﻱ – ﺹ ، 143ﻭﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﻭﺍﻓﻲ – ﻋﺒﺎﺱ ﺤﺴﻥ – ، 74/1ﻭﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ
– ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ – ﺹ .75
) (4ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ – .612/2
) (5ﺍﻟﻜﻴﺸﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ ،ﺍﻟﻜﻴﺸﻲ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻋﺎﻟﻡ ،ﻤﺼﻨﻑ ،ﻤﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ،ﻭﻟﺩ
ﺒﻜﻴﺵ ﺴﻨﺔ 615ﻫـ ،ﻭﺩﺭﺱ ﺒﺎﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﺔ ﺒﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﻭﺘﻭﻓﻲ ﺒﺸﻴﺭﺍﺯ ﺴﻨﺔ 695ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ( –
ﻋﻤﺭ ﺭﻀﺎ ﻜﺤﺎﻟﺔ – .278/8
) (6ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ – ﺹ .16
4
ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﻜل ﻤﻭﻗﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻴﺨﺘﺹ ﺒﻌﻼﻤﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﻤﻴﺯﻩ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗـﻊ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺨﺎﺹ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ.
ﻭﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻨﺫﻜﺭ ﻤﺜﺎﻻﹰ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ :ﺠﺎﺀ ﺯﻴﺩ ،ﻭﺭﺃﻴﺕ ﺯﻴﺩﺍ ،ﻭﻤﺭﺭﺕ ﺒﺯﻴﺩٍ.
ﻓﻜﻠﻤﺔ )ﺯﻴﺩ( ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻟﻡ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻲ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﻭﻨـﺼﺏ
ﻭﺠﺭ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺠﺎﺀﺕ ﻜﻠﻤﺔ )ﺯﻴﺩ( ﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﻭﻋﻼﻤﺔ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻀﻤﺔ؛ ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﺎﻋﻼﹰ
ﻟﻠﻔﻌل ﺠﺎﺀ.
ﻭﺠﺎﺀﺕ ﻜﻠﻤﺔ )ﺯﻴﺩ( ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻭﻋﻼﻤﺔ ﻨﺼﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﻔﻌـﻭﻻﹰ ﺒـﻪ
ﺤﻴﺙ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﻜﻠﻤﺔ )ﺯﻴﺩ( ﻤﺠﺭﻭﺭﺓ ﻭﻋﻼﻤﺔ ﺠﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜـﺴﺭﺓ؛ ﻭﺫﻟـﻙ ﻟﻜﻭﻨﻬـﺎ
ﻭﻗﻌﺕ ﺍﺴﻤﺎ ﻤﺠﺭﻭﺭﺍ ﺒﺤﺭﻑ ﺍﻟﺠﺭ ﺍﻟﺒﺎﺀ.
ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻌﻼﻤﺎﺕ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﺘﺒﻌﺎﹰ ﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠـﺩ ﺃﻥ ﻤﻌﻨـﻰ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺠﻤﻠﺔ ﻗﺩ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﺨـﺘﻼﻑ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻭﺘﺒﺎﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ.
ﻭﺨﺘﺎﻤﺎ ﺃﻗﻭل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺩﺭﺍﺴﺘﻲ ﻫﺫﻩ :ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ ﻻ ﺘﺘﻐﻴـﺭ
ﻋﻼﻤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﺃﻭ ﻨﺼﺏ ﺃﻭ ﺠﺭ ﺃﻭ ﺠﺯﻡ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺃﻭﺠﻬﻬـﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴـﺔ ﺘﺒﻌـﺎ
ﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﺜﺭﺍﺀ ﻟﻠﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ،ﻭﺴـﻴﻅﻬﺭ ﻫـﺫﺍ ﺠﻠﻴـﺎ
ﺒﺎﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ –ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.-
5
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻌﺎﺠﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ،ﻜﺎﻨﺕ ﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﻘـﻭل
ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﺼﺩﺭ ﻤﺄﺨﻭﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﹶﺴﺭ ﻭﻫﻭ ﻜﺸﻑ ﺍﻟﻤﻐﻁﻰ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ،ﻓﺎﻟﺘﻔـﺴﻴﺭ :ﻫـﻭ
ﻜﺸﻑ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﻤﺸﹾﻜِل.
ﻭﻴﻘﺎل :ﻫﺫﺍ ﻜﻼﻡ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻓﹶﺴﺭٍ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭٍ :ﺃﻱ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺇﻴﻀﺎﺡ ﻭﺒﻴﺎﻥ.
ﻭﻴﻘﺎل ﺃﻴﻀﺎ :ﺍﺴﺘﻔﺴﺭﺕﹸ ﻓﻼﻨﹰﺎ ﻜﺫﺍ ،ﺃﻱ ﻁﻠﺒﺕﹸ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻔﺴﺭﻩ ﻟﻲ.
ﻭﻤﻥ ﺍﺸﺘﻘﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﹶﺴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﱠﻔﹾﺴِﺭﺓ ،ﻭﻟﻬﺎ ﻤﻌﻨﻴﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺒﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺩل ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻘﺎل :ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺇﻟﻰ ﺘﹶﻔﹾﺴِﺭﺘﻪ ،ﺃﻱ ﻨﻅـﺭ
ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﻌﺭﻑ ﺃﻭ ﻴﻜﺸﻑ ﺒﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﺍﺀ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻴﻨﻅﺭ ﺘﻔﺴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻟﻴﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻋﻠﺘﻪ ،ﻓﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻔﹶﺴﺭ ﻴﻨﻅـﺭ
ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻟﻴﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ ،ﻭﻴﺯﻴل ﻤﺎ ﺨﻔﻲ ﻋﻥ ﺍﻷﻓﻬﺎﻡ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﺴﻡ ﻟﻜل ﺸﻲﺀ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻪ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ.
ﻭﺘﻁﻠﻕ ﻟﻔﻅﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺔ ﻟﻼﻨﻁﻼﻕ .ﻴﻘﺎل :ﻓﹶﺴﺭﺕﹸ ﺍﻟﻔﺭﺱ :ﻋﺭﻴﺘﹸـﻪ ﻭﻜـﺸﻔﺕﹸ
ﻋﻥ ﻅﻬﺭﻩ ﻟﻴﻨﻁﻠﻕ ﻭﻴﺠﺭﻱ.
ﻭﻗﻴل :ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﻭ ﻤﻘﻠﻭﺏ ﻤﻥ )ﺴﻔﹶﺭ( ﻭﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻜﺸﻑ .ﻴﻘﺎل :ﺴﻔﹶﺭﺕﹾ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺴـﻔﻭﺭﺍ ،ﺇﺫﺍ ﺃﻟﻘـﺕ
ﺨﻤﺎﺭﻫﺎ ﻋﻥ ﻭﺠﻬﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺴﺎﻓﺭﺓ ،ﻭﺃﺴﻔﺭ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺃﻀﺎﺀ.
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﺩﺓ )ﺴﻔﹶﺭ (ﻭﻤﺎﺩﺓ )ﻓﹶﺴﺭ (ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺭﺍﻏﺏ ﺍﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ ﻭﻤﺜﻠﻬﺎ ﻋﻨـﺩ ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺃﺒـﺎﺩﻱ)،(2
ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻜﻼﹰ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻗﺩ ﻓﺭﻕ ﻭﻤﻴﺯ ﺒﻴﻥ )ﺍﻟﺴﻔﹾﺭ( ﻭ )ﺍﻟﻔﹶﺴﺭ( ،ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺫﻟﻙ :ﺃﻥ ﺍﻟـﺴﻔﹾﺭ ﺠﻌـل ﻹﺒـﺭﺍﺯ
) (2ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺃﺒﺎﺩﻱ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺸﻴﺭﺍﺯﻱ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻬﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺓ ﻤﺠـﺩ
ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺃﺒﻭ ﻁﺎﻫﺭ ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺃﺒﺎﺩﻱ ،ﺍﺒﻥ ﺸﻴﺦ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﻌﻘﻭﺏ ،ﺸﺎﻓﻌﻲ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ،ﻟﻪ ﺘﺼﺎﻨﻴﻑ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ:
ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺒﻭﺱ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ817ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺸﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﻫﺏ( –ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ– .126/7
7
ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻟﻸﺒﺼﺎﺭ ،ﺃﻱ ﻟﻠﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺤﺴﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻓﻘﻁ .ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﹶﺴﺭ ﺠﻌل ﻹﻅﻬـﺎﺭ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ،ﺃﻱ ﻟﻠﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ.
ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺘﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﺍﻟﺤﺴﻲ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ،ﺃﻱ
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻋﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﹶﺴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻏﻠﺏ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ.
ﻭﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﻘﻭل:
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﻓﻲ ﺘﺼﺭﻴﻔﺎﺕ ﻤﺎﺩﺓ )ﻓﹶﺴﺭ( ﻭﺍﺸﺘﻘﺎﻗﺎﺘﻬﺎ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻻ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ
ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﺡ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻹﻅﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﺱ ﻭﺍﻹﺸﻜﺎل ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﻤـﺭﺍﺩ
ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ،ﻭﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﺒﻠﻔﻅ ﺃﻴﺴﺭ ﻭﺃﺴﻬل ﻤﻥ ﻟﻔﻅ ﺍﻷﺼل).(1
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺸﻕ ﺍﻵﺨﺭ ﻟﻤﺭﻜﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻓﻬﻭ ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ( ،ﻭﺃﺼﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺭﺒﺎﻋﻲ )ﺤﻠﱠلَ(
ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ )ﻓﹶﻌل( ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻤﺼﺩﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ )ﺘﹶﻔﹾﻌﻴل(.
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺜﻼﺜﻲ )ﺤلﱠ(" :ﺤلّ ﺍﻟﻌﻘﺩﺓ ﻴﺤﻠﱡﻬﺎ ﺤﻼﹰ :ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻭﻨﻘﻀﻬﺎ ﻓﺎﻨﺤﻠﱠﺕ.(3)". )(2
ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ
ﻭﻗﺎل ﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺼﻠﻪ ﺍﻟﺭﺒﺎﻋﻲ ..." :ﻭﺤﻠﱠل ﺍﻟﺸﻲﺀ :ﺭﺠﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ .ﻴﻘﺎل :ﺤﻠﱠل
ﺍﻟﺩﻡ ،ﻭﺤﻠﱠل ﺍﻟﺒﻭل .ﻭﻴﻘﺎل :ﺤﻠﱠل ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﻼﻥ :ﺩﺭﺴﻬﺎ ﻟﻴﻜﺸﻑ ﺨﺒﺎﻴﺎﻫﺎ .ﻭﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ :ﺒﻴﺎﻥ ﺃﺠﺯﺍﺌﻬﺎ
)( 4
ﻭﻭﻅﻴﻔﺔ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ".
ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﺸﻘﻲ ﺍﻟﻤﺭﻜﺏ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﺭﻜﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ
ﻟﻐﺔﹰ ﺒﺄﻨﻪ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺨﺒﺎﻴﺎﻩ ،ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﺒﻠﻔﻅ ﺃﻴﺴﺭ ﻭﺃﺴﻬل ﻤﻥ ﻟﻔﻅ
ﺍﻷﺼل.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ – ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ – ، 64/5ﻭﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺭﻭﺱ – ﺍﻟﺯﺒﻴﺩﻱ – ، 323/13ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺡ –
ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ – ، 781/2ﻭﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺃﺒﺎﺩﻱ – ﺹ ، 411ﻭﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ –
ﺹ ، 341ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﺭﺍﻏﺏ ﺍﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ – ﺹ ، 412ﺹ ، 636ﻭﺒﺼﺎﺌﺭ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ
ﻓﻲ ﻟﻁﺎﺌﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ – ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺃﺒﺎﺩﻱ – ، 192/4 ،224/3ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻜﻔﻭﻱ – ﺹ ،260
ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – ، 121/1ﻭﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ – .147/2
ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﻜﺭﻡ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺒﻥ ﺤﻘﺔ ﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ ) (2
ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ،ﻭﻟﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ،ﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭ ﻜﺘﺒﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 711ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ:
)ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺓ( – ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ – .248/1
) (3ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ – .203/11
) (4ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ – .200/1
8
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ:
ﻗﻠﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﻤﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﻜﻠﻤﺘﻴﻥ:
ﺃﻤﺎ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ ﻓﻘﺩ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺃﻟﻔﺎﻅﻬﻡ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺠﺎﻤﻊ ﻤﺎﻨﻊ
ﻟﻪ ،ﻭﻫﺎﻙ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻥ ﺃﻗﻭﺍﻟﻬﻡ:
-1ﻗﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ" :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺼﻁﻼﺡ ﻨﺯﻭل ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺸﺌﻭﻨﻬﺎ ﻭﺃﻗﺎﺼﻴﺼﻬﺎ ،ﻭﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺯﻟـﺔ
ﻓﻴﻬﺎ ،ﺜﻡ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻤﻜﻴﻬﺎ ﻭﻤﺩﻨﻴﻬﺎ ،ﻭﻤﺤﻜﻤﻬﺎ ﻭﻤﺘﺸﺎﺒﻬﻬﺎ ،ﻭﻨﺎﺴﺨﻬﺎ ﻭﻤﻨﺴﻭﺨﻬﺎ ،ﻭﺨﺎﺼـﻬﺎ ﻭﻋﺎﻤﻬـﺎ،
ﻭﻤﻁﻠﻘﻬﺎ ﻭﻤﻘﻴﺩﻫﺎ ،ﻭﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﻭﻤﻔﺴﺭﻫﺎ ،ﻭﺤﻼﻟﻬﺎ ﻭﺤﺭﺍﻤﻬﺎ ،ﻭﻭﻋﺩﻫﺎ ﻭﻭﻋﻴﺩﻫﺎ ،ﻭﺃﻤﺭﻫـﺎ ﻭﻨﻬﻴﻬـﺎ،
)( 1
ﻭﻋﺒﺭﻫﺎ ﻭﺃﻤﺜﺎﻟﻬﺎ".
ﻭﻴﻼﺤﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﻨﻪ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔـﺴﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﻼ ﺃﻋﺩﻩ ﺘﻌﺭﻴﻔﹰﺎ ﺠﺎﻤﻌﺎ ﻤﺎﻨﻌﺎ.
ﻭﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﺇﻴﺠﺎﺯﺍ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﻗﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ" :ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻭﺸﺄﻨﻬﺎ ﻭﻗﺼﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟـﺴﺒﺏ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻴﻪ ﺒﻠﻔﻅ ﻴﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻻﻟﻪ ﻅﺎﻫﺭﺓ").(2
-2ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ)" : (3ﻋﻠﻡ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﺄﻟﻔـﺎﻅ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ﻭﻤـﺩﻟﻭﻻﺘﻬﺎ ﻭﺃﺤﻜﺎﻤﻬـﺎ
ﺍﻹﻓﺭﺍﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻴﺔ ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻭﺘﺘﻤﺎﺕ ﻟﺫﻟﻙ").(4
ﺜﻡ ﺨﺭﺝ ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭﺸﺭﺤﻪ ﻗﺎﺌﻼﹰ" :ﻓﻘﻭﻟﻨﺎ :ﻋﻠﻡ ﻫﻭ ﺠﻨﺱ ﻴﺸﻤل ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ،ﻭﻗﻭﻟﻨﺎ:
ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﺄﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻋﻠـﻡ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﻭﻗﻭﻟﻨـﺎ :ﻭﻤـﺩﻟﻭﻻﺘﻬﺎ ﺃﻱ
ﻤﺩﻟﻭﻻﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠـﻡ ،ﻭﻗﻭﻟﻨـﺎ :ﻭﺃﺤﻜﺎﻤﻬـﺎ
ﺍﻹﻓﺭﺍﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﻴﺸﻤل ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺒﺩﻴﻊ ،ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺸﻤل ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻤﺎ ﺩﻻﻟﺘـﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻤﺠﺎﺯ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻗﺩ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺒﻅﺎﻫﺭﻩ ﺸﻴﺌﺎﹶ ﻭﻴﺼﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻤل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭ ﺼـﺎﺩ،
ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﻷﺠل ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺤﻤل ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ،ﻭﻗﻭﻟﻨﺎ :ﺘﺘﻤﺎﺕ ﻟـﺫﻟﻙ ﻫـﻭ ﻤﻌﺭﻓـﺔ
ﺍﻟﻨﺴﺦ ،ﻭﺴﺒﺏ ﺍﻟﻨﺯﻭل ،ﻭﻗﺼﺔ ﺘﻭﻀﺢ ﻤﺎ ﺃُﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻭﻨﺤﻭ ﺫﻟﻙ").(5
9
ﻭﻗﺩ ﻤﺎل ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻜﻔﻭﻱ) (1ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ).(2
-3ﻗﺎل ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ)" :(3ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻋﻠﻡ ﻴﻔﻬﻡ ﺒﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﻋﻠﻰ ﻨﺒﻴﻪ ﻤﺤﻤﺩ -r-ﺒﻴﺎﻥ ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ،
ﻭﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﺤِﻜﹶﻤﻪ ،ﻭﺍﺴﺘﻤﺩﺍﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺃﺼـﻭل
ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ .ﻭﻴﺤﺘﺎﺝ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺯﻭل ﻭﺍﻟﻨﺎﺴﺦِ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺥ").(4
ﻭﺭﺠﺢ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﻟﻁﻔﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ﻭﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺨﺎﻟﺩﻱ ﺍﻟﻘـﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﻤـﻥ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ،ﻓﻘﺎﻻ" :ﻫﻭ ﻋﻠﻡ ﻴﻔﻬﻡ ﺒﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻤﺩ – –rﻭﺒﻴﺎﻥ ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ،ﻭﺍﺴـﺘﺨﺭﺍﺝ
ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﺤﻜﻤﻪ").(5
" -4ﻋﻠﻡ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ،ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ
ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ").(6
ﻭﻗﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ،ﻭﻋﻠﹼـﻕ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺒﻘﻭﻟـﻪ" :ﻭﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻤﺘﻔﻕ ﻜﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻋﻠﻡ ﻴﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻤﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻘـﺩﺭ ﺍﻟﻁﺎﻗـﺔ
ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﻓﻬﻭ ﺸﺎﻤل ﻟﻜل ﻤﺎ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ").(7
ﻭﻤﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺍﻟﺯﺭﻗﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻭﺃﺭﺠﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺇﻟﻴﻪ).(8
ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻜﻔﻭﻱ :ﺃﻴﻭﺏ ﺒﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﻴﻤﻲ ﺍﻟﻜﻔﻭﻱ ،ﺼﺎﺤﺏ )ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ( ،ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻷﺤﻨﺎﻑ، )( 1
ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ )ﻜﻔﻪ( ﺒﺘﺭﻜﻴﺎ ،ﻭﺍﻟﻘﺩﺱ ،ﻭﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﻁﻨﺒﻭل ،ﻭﺘﻭﻓﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺴﻨﺔ 1094ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ:
)ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – ،38/2ﻭ)ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ( – ﻋﻤﺭ ﺭﻀﺎ ﻜﺤﺎﻟﺔ – .31/3
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ – ﺹ .260
ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺒﻬﺎﺩﺭ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ،ﻜﺎﻥ ﻓﻘﻴﻬﺎ ،ﺃﺼﻭﻟﻴﺎ ،ﻤﻔﺴﺭﺍ ،ﻟﻪ ) (3
ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻨﺎﻓﻌﺔ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 794ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ( – ﺍﻟﺩﺍﻭﻭﺩﻱ .157/2 -
) (4ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .13/1
) (5ﻟﻤﺤﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ – ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﻟﻁﻔﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ – ﺹ ، 187ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل –
ﺩ .ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺨﺎﻟﺩﻱ – ﺹ .28
ﺫﻜﺭﻩ ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ ﻓﻲ )ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ( – 13/1ﻨﻘﻼﹰ ﻋﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒـﻭ )( 6
ﺴﻼﻤﺔ.
) (7ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ – .14/1
) (8ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻨﺎﻫل ﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .381/2
10
ﻭﺍﻋﺘﺒـﺭﻩ ﺘﻌﺭﻴﻔﹰـﺎ ﻤﺨﺘـﺼﺭﺍ )( 1
ﻜﻤﺎ ﻭﺃﺸﺎﺩ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻟﺨﺎﻟﺩﻱ ﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ
ﻤﻔﻴﺩﺍ) ،(2ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ" :ﺍﺴﻡ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﻥ ﺒﻴـﺎﻥ ﻤﻌـﺎﻨﻲ ﺃﻟﻔـﺎﻅ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻨﻬﺎ ،ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺭ ﺃﻭ ﺘﻭﺴﻊ").(3
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﻤﻴل ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﻫﻭ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ،ﻓﻬﻭ ﻋﻠﻰ ﻗﻠـﺔ ﺃﻟﻔﺎﻅـﻪ
ﺃﻋﺩﻩ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎﹰ ﺠﺎﻤﻌﺎﹰ ﻤﺎﻨﻌﺎﹰ ﻟﻜل ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻫﻲ ﺸﺭﺡ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ.
ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﻭ" :ﻋﻠﻡ ﻴﻔﻬﻡ ﺒﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﻋﻠـﻰ ﺴـﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤـﺩ – –rﻭﺒﻴـﺎﻥ ﻤﻌﺎﻨﻴـﻪ
ﻭﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﺤِﻜﹶﻤﻪ".
ﻭﺃﻋﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩ ﻭﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺒﻴﺎﻥ ﻟﻸﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻤﺭﻜﺒﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺫﻜﺭﻩ
ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺨﺎﻟﺩﻱ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻭﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻲ ،ﻭﻭﺼـﻔﻪ
ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ "ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻴﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﻤﻊ ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺴﻭﺭﺓ ،ﻭﻤﻊ ﺁﻴﺎﺘﻪ ﺁﻴﺔ ﺁﻴﺔ ،ﻭﻴﺘﻭﺴـﻊ
ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ﻭﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ ،ﻭﻴﻔﺼل ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ ،ﻭﻴﺴﺘﻁﺭﺩ ،ﻭﻴﻌﺭﺽ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ،ﻭﻤﺒﺎﺤـﺙ ،ﻭﻤـﺴﺎﺌل
ﻋﺩﻴﺩﺓ").(4
ﻭﻗﺩ ﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻤﺅﻟﻑ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠـﻲ ،ﻭﻭﺼـﻔﻪ
ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻑ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﻜل ﺁﻴﺔ ،ﻭﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺘﺤﻠﻴﻼﹰ ﻤﻭﺴﻌﺎ ﻤﻔـﺼﻼﹰ ،ﻭﻴﺘﺤـﺩﺙ ﺃﺜﻨـﺎﺀ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻋﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ،ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﻭﻓـﻲ
ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗـﺸﺎﺕ ﻭﺍﻷﺩﻟـﺔ
ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻴﻥ").(5
ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻟﺨﺎﻟﺩﻱ ﻗـﺼﺩ ﺒﺎﻟﺘﻔـﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔـﺼﻴﻠﻲ
ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﺍﺴﻤﺎﻥ ﻟﻤﺴﻤﻰ ﻭﺍﺤﺩ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻟﻔﻅﺔ )ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل( ﻴﻘـﺼﺩ
ﺒﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻁﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻌﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﺒﺤﺙ ﻤﺤﺩﺩ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـل(
ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻬﺎ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻤﺒﺎﺤﺙ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ،ﻭﻨﻨﺘﻬـﻲ
ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ :ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻔﺎﻀل ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ :ﺃﺩﻴﺏ ﺨﻁﻴﺏ ،ﻤﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻤﻥ ﻁﻼﺌـﻊ )( 1
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﻨﺎﺒﻬﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ،ﻤﻭﻟﺩﻩ ﻭﻭﻓﺎﺘﻪ ﺒﻬﺎ .ﻭﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻨﺩﻭﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻓﻲ ﺒﻌـﺽ ﻤـﺅﺘﻤﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺭﻗﻴﻥ .ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1390ﻫـ.ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – .325/6
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺹ .28
) (3ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – .11/1
) (4ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺹ .13
) (5ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ – ﺹ .27
11
ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺃﻋﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﺘﺤـﺕ ﺍﻟﻜـﻼﻡ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ.
ﻤﻼﺤﻅﺔ ﻋﺎﻤﺔ:
ﻴﻼﺤﻅ ﻤﻥ ﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻨﻪ ﺃﻗـﺭﺏ ﻷﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﺘﻌﺭﻴﻔﹰـﺎ
ﺍﺼﻁﻼﺤﻴﺎ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ،ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ﻴﻁﻠﻕ ﻭﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ؛ ﻷﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌـﺭﻭﻑ
ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻭل ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻬﻡ ،ﺜﻡ ﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩﻩ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻭﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻓﻲ ﻓﺘـﺭﺍﺕ
ﻤﺘﺄﺨﺭﺓ.
ﻓﻔﻲ ﻀﻭﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺼﻁﻼﺡ ،ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻟﺨﺎﻟـﺩﻱ
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺘﻔﺼﻴﻠﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺃﺠﺘﻬﺩ ﺒﺈﻴﺠﺎﺩ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﺼﻁﻼﺤﻲ ﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺘﻔـﺴﻴﺭ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﻫﻭ:
"ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺸﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ".
ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻵﻴﺎﺕ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ –:-U
ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻨﺯﻭل ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ ،ﻭﻤﻌﺭﻓـﺔ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻨﻲ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴـﺔ ﻟﻸﻟﻔـﺎﻅ
ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ،ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﻭﺠﻪ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ).(1
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻜﺎﻤﻼﹰ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﺒﺎﺘﺒﺎﻋﻪ ﺁﻴـﺔ ﺁﻴـﺔ ﻭﻓﻘﹰـﺎ
ﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ ﻤﻥ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭﻩ.
ﻭﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻤﻨﻬﺎ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ،ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ،ﺘﻔﺴﻴﺭ
ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ،ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ "ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﺎﹰ" – ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺤﻤﺩﺍﻥ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﻭﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺤﻤﺩﻱ ﺍﻟﺩﻫﺸﺎﻥ – ﺹ .5
12
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺸﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻵﻴـﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﻭ ﻋﻠﻡ ﻴﻔﻬﻡ ﺒﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﻋﻠـﻰ
ﻨﺒﻴﻪ ﻤﺤﻤﺩ – ،-rﻭﺒﻴﺎﻥ ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ،ﻭﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﺤﻜﻤﻪ.
ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻤﻨﻬﺞ ﻤﻥ ﻤﻨـﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻔـﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌـﺩﺩﺓ،
ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﺍﺌﻘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ.
ﻓﻜل ﻤﻔﺴﺭ ﻟﻪ ﻤﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺒﻌﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻹﻅﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻭﻤﻌﺭﻓـﺔ
ﻤﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺘﻪ.
13
ﻭﺘﻌﺭﻴﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻤﺭﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﺼﻁﻼﺡ:
ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ "ﻫﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺠﻤﺎل ﻭﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ﻭﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺭ").(1
ﻭﺘﻌﺭﻴﻑ ﺁﺨﺭ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻨﻪ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻭﻫﻭ" :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻭﺠﺯﺓ ﻤﺠﻤﻠـﺔ
ﻤﺨﺘﺼﺭﺓ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻬﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﻟﻶﻴﺎﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼـﺩ
ﻭﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ").(2
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻴﺘﻡ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻶﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻤـﻭﺠﺯ
ﺒﻌﻴﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﻴل ﻭﺍﻟﺘﻭﺴﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ.
ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺠﻠﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ﺘﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻭﺘﻭﺴـﻊ ﺃﻜﺜـﺭ ﻤﻨﻬـﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻷﻭل.
ﻭﻜﻤﺎ ﻤﺭ ﻓﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺠﻤﺎل ﻟﻐﺔﹰ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﻨﻪ ﺠﻤﻊ ﻋﻥ ﺘﻔﺭﻗﺔ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤـﺎﻟﻲ
ﻓﻴﻪ ﺠﻤﻊ ﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻴﻭﻀﺢ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ،ﻭﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒـل ﺫﻟـﻙ
ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻤﺘﻔﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ،ﻭﻤﻭﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ.
ﻭﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻴﻌﻨﻰ ﺒﺘﺤﻠﻴل ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻴﻌﻨـﻰ
ﺒﺘﺭﻜﻴﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﻋﺭﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺏ ﺠﺩﻴﺩ ﻤﻭﺠﺯ ﻭﻋﺎﻡ.
ﻭﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﻘﻭل:
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ،ﻓﻬﻭ ﺜﻤﺭﺓ ﻟـﻪ ،ﻭﻻ ﻴـﺘﻡ
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻟﻶﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻟﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠـﻲ
ﻴﻤﺜل ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻭﺍﻷﺼل ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻬﺩ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﺎﺌﺏ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻴﺔ :ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻟﻠﻭﺍﺤﺩﻱ ،ﺃﻴﺴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﻷﺒـﻲ
ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ ﻟﻠﺴﻌﺩﻱ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻟﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺤﺠﺎﺯﻱ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
14
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻭﻗﺩ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻤﻬﺎ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻠﻐـﻭﻱ.
ﻭﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻗﺴﻡ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ .ﻓﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻤﻥ ﻴﻀﻊ ﺘﻔـﺴﻴﺭﺍ
ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ؛ ﻷﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩﻫﻡ ﻭﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ
ﺃﻥ )ﺯﻴﺩ( ﻓﺎﻋل ،ﻴﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺯﻴﺩﺍ ﻟﻡ ﻴﺤﺴﻥ ﻓﻲ ﻋﻤلٍ ﻤﺎ .ﻭﻗﻭﻟﻨﺎ :ﻤﺎ ﺃﺤﺴﻥ ﺯﻴﺩٍ! ﻴﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ،ﻭﻓﻴﻪ
ﻨﺴﺘﻔﻬﻡ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﺤﺴﻥٍ ﻓﻲ ﺸﺨﺹ ﺯﻴﺩ .ﻓﻠﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎﺕ ﺇﻋﺭﺍﺏ ،ﻟﻡ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ
ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻭﺍﻟﺘﺒﺱ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻌﺠﺏ ﺒﺎﻟﻨﻔﻲ ،ﻭﺍﻟﻨﻔﻲ ﺒﺎﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ.
16
ﻭﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﻟﻬﺎ ﻭﺘﺄﻴﻴﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ).(1
ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ 207ﻫـ، )( 2
ﻭﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺃﻟﻑ ﻭﺼﻨﻑ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ
ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ 286ﻫـ ،ﻭﺜﻌﻠﺏ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺤﻴـﻰ) (4ﺍﻟﻤﺘـﻭﻓﻰ ﺴـﻨﺔ )( 3
ﻭﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ
291ﻫـ ،ﻭﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ) (5ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ 508ﻫـ ،ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟـﺭﺤﻤﻥ ﺒـﻥ ﻤﺤﻤـﺩ ﺃﺒـﻭ
ﺍﻟﺒﺭﻜﺎﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ) (6ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ 577ﻫـ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻜﺜﻴﺭ.
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﻭﻋﻴﻥ ،ﻭﻟﻜلٍ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﺒﻪ ،ﻭﻫﻤﺎ:
ﺍﻷﻭل :ﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﻜل ﻤﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﻴﺕ ﺒﺎﻟﻨﺤﻭ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﻤﻌـﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ
ﻟﻠﻔﺭﺍﺀ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﻷﺒﻲ ﺤﻴﺎﻥ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻜﺘﺏ ﺍﺨﺘﺼﺕ ﺒﺈﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻭﻫﻲ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ:
-1ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﻠﺯﺠﺎﺝ) (7ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ 311ﻫـ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ – ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻟﻁﻔﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ – ﺹ ، 153ﻭﻟﻤﺤﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﻭﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ – ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻟﻁﻔﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ – ﺹ .231
ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ :ﺃﺒﻭ ﺯﻜﺭﻴﺎ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﺯﻴﺎﺩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﻭﺃﻋﻅﻡ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ ،ﻜﺎﻥ ﺭﺃﺴـﺎ ﻓـﻲ )( 2
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻭ ،ﻗﻴل :ﻟﻭﻻﻩ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺭﺒﻴﺔ .ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻀﺒﻁﻬﺎ ﻭﻫﺫﺒﻬﺎ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺸﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟـﺫﻫﺏ( – ﺍﺒـﻥ ﺍﻟﻌﻤـﺎﺩ
ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ – .19/2
) (3ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻷﺯﺩﻱ ،ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟﻤﺒﺭﺩ ،ﺇﻤﺎﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻟﻪ ﺘﺼﺎﻨﻴﻑ ﻜﺜﻴﺭﺓ
ﻤﻨﻬﺎ :ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻭﺍﻟﺭﻭﻀﺔ ،ﻭﻟﺩ ﺒﺎﻟﺒﺼﺭﺓ ﻭﺘﻭﻓﻲ ﺒﺒﻐﺩﺍﺩ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺃﻨﺒﺎﺀ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺯﻤـﺎﻥ( – ﺍﺒـﻥ
ﺨﻠﻜﺎﻥ – .313/4
) (4ﺜﻌﻠﺏ :ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻨﻲ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻨﺤﻭﻱ ﺒﻐﺩﺍﺩﻱ ،ﺜﻘﺔ ﻜﺒﻴﺭ ،ﻟـﻪ
ﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺒـﻥ ﺍﻟﺠـﺯﺭﻱ –
.148/1
) (5ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ،ﺃﺒﻭ ﺯﻜﺭﻴﺎ ،ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟﺨﻁﻴﺏ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ ،ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﺘﺒﺭﻴﺯ ﺒﺈﻗﻠﻴﻡ ﺃﺫﺭﺒﻴﺠﺎﻥ
ﺴﻨﺔ 421ﻫـ ،ﻭﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﻭﺘﻭﻓﻲ ﻓﻴﻬﺎ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ.157/8 -
) (6ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﺭﻜﺎﺕ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﺍﷲ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﺭﻜﺎﺕ ،ﻜﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻭﻟﺩ
ﺴﻨﺔ 513ﻫـ ،ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺭﺠﺎل ،ﻜﺎﻥ ﺯﺍﻫﺩﺍ ﻋﻔﻴﻔﹰﺎ ،ﺨﺸﻥ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻭﺍﻟﻤﻠﺒﺱ ،ﺴـﻜﻥ ﺒﺒﻐـﺩﺍﺩ
ﻭﺘﻭﻓﻲ ﻓﻴﻪ ،ﻤﻥ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ :ﻨﺯﻫﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ،ﻭﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺨﻼﻑ ،ﻭﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﻨﺤـﻭ.
ﺍﻨﻅﺭ) :ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺃﻨﺒﺎﺀ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ( – ﺍﺒﻥ ﺨﻠﻜﺎﻥ – .139/3
) (7ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ :ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺍﻟﺴﺭﻱ ﺒﻥ ﺴﻬل ،ﺃﺒﻭ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ،ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺼـﻨﻑ
ﻜﺘﺎﺒﺎ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺃﺨﺫ ﺍﻷﺩﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭﺜﻌﻠﺏ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺨﺭﻁ ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﺜﻡ ﺘﺭﻜﻪ ﻭﺍﺸﺘﻐل ﺒﺎﻷﺩﺏ ﻓﻨﺴﺏ ﺇﻟﻴﻪ.
ﺍﻨﻅﺭ) :ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ( – ﺍﻟﺩﺍﻭﻭﺩﻱ – ،7/1ﻭ )ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺃﻨﺒﺎﺀ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ( – ﺍﺒﻥ ﺨﻠﻜﺎﻥ – .49/1
17
-2ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻻﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ) (1ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ 370ﻫـ.
-3ﺍﻟﺘﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﻷﺒﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ) (2ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ 616ﻫـ.
-4ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﻟﻠﺼﻔﺎﻗﺴﻲ) (3ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﺴﻨﺔ 742ﻫـ).(4
ﻭﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻭﺨﺩﻤﺘﻬﻡ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ – ، -Yﻗﺎل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ
ﺭﻓﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺒﻪ" :ﻭﺃﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﻨﺤﺎﺘﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺒﻠﻭﺍ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻓﻲ ﺘﻭﺜﻴـﻕ ﻨـﺹ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﺎﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﻭﺠﻭﻫﻬﺎ ،ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ﻗﺭﺍﺌﻬﺎ ،ﻭﺃﻨﻬﻡ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻫﻴﺄﻭﺍ
ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻔﻬﻡ ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﻭﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﺘﻔﺼﻴل ﺁﺩﺍﺒﻪ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﻪ
ﻤﻥ ﺃﺒﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﻜﺘﺒﻬﻡ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭﻜﺘﺏ" :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ" ﻭ "ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ" ،ﻭﻤﺎ ﻏﺎﺼﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺘﺤﻠﻴـل
ﻵﻴﺎﺘﻪ ،ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺒﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻀﺎﺀ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴـﺯ ﻭﻤﻜـﻨﻬﻡ ﻤـﻥ
ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ،ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﺎﻷﺜﺭﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺒـﺎﻟﺭﺃﻱ،
ﻭﺠﺭﺃﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺘﻭﺴﻌﻬﻡ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺘﺭﺴﻴﺨﻬﻡ ﺃﺼﻭﻟﻪ ﻭﻤﻨﺎﻫﺠﻪ").(5
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺘﺘﻀﺢ ﺼﻠﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﻀﻭﺤﺎ ﺒﺎﺭﺯﺍ،
ﻭﻗﺩ ﻀﺭﺏ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺴﻤﻴﺢ ﻋﺎﻁﻑ ﺍﻟﺯﻴﻥ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻤﺜﺎﻻﹰ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﻗﺭﺁﻨﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﻋـﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﺒﻌﺩ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻬﺎ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﺘﺭﺍﺩﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﻫﻲ ﻜﻠﻤﺔ )ﺃﻨﻠﺯﻤﻜﻤﻭﻫﺎ(
ﻋﻨـﺪه ِ َ ُ ﱢ َ ْ
ﻓﻌﻤﻴـﺖ َ َ
ﻋﻠـﻴ ْﻜ ُْﻢ رﲪـﺔ ً ِﻣـﻦ ِ ْ ِ
ْ رﰊ َ َ َ ِ
وآﺗـﺎﲏ َ ْ َ ﻋـﲆ َ ٍ ِ أرأﻳـﺘﻢ ْ ِإن ْ ُ ْ ُ
ﻛﻨـﺖ َ َ َ ﱢ
ﺑﻴﻨـﺔ ﻣـﻦ ْ َ ﱢ ﻗـﻮم ِ َ َ َ ْ ُ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :
ﻗـﺎل َﻳـﺎ َ ْ
وأﻧﺘﻢ َ َﳍﺎ َ ِ ُ َ
ﻛﺎرﻫﻮن[) .(6ﻭﻗﺩ ﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﻼﻏﺔ ﻭﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﻭﻤﺎ ﺘﺜﻴﺭﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ ﻤـﻥ ُﻤﻮﻫﺎ َ َ ْ ُ ْ َُ ْ ِ
أﻧﻠﺰﻣ ُﻜ ُ َ
ﺼﻭﺭ ﻭﺃﺤﺎﺴﻴﺱ ،ﻭﻤﺎ ﺘﺸﺘﻤل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻭﻤﻐﺯﻯ ،ﻭﻗﺎﺭﺏ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻷﺴـﺘﺎﺫ ﻟﻬـﺎ ﺍﻟـﺼﻔﺤﺎﺕ
ﺍﻷﺭﺒﻊ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﻪ ،ﻭﻋﻠﹼﻕ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﻓﻠﻭﻻ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ،ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻴﺘـﺴﻨﹼﻰ
) (1ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ :ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﻟﻐﻭﻱ ﻤﻥ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ،ﺃﺼﻠﻪ ﻤﻥ ﻫﻤـﺩﺍﻥ ،ﺍﺴـﺘﻭﻁﻥ
ﺤﻠﺏ ﻭﻋﻅﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﺸﻬﺭﺘﻪ ،ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﻤﻨﺯﻟﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﻋﻨﺩ ﺒﻨﻲ ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﻤﻥ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ :ﻤﺨﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﺸﻭﺍﺫ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺘﻭﻓﻲ
ﻓﻲ ﺤﻠﺏ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – .231/2
) (2ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ :ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ،ﺤﻨﺒﻠﻲ ،ﻨﺤﻭﻱ ،ﺇﻤﺎﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﻔﻘـﻪ ﻭﺍﻟﻠﻐـﺔ ﻭﺍﻟﻌـﺭﻭﺽ
ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺌﺽ ،ﻤﻥ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ :ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻠﻤﻊ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺸﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﻫﺏ( – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ – .67/5
) (3ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺴﻲ :ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻭﺭﻱ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ،ﻓﺎﻀل ﻤﺠﺎﻫﺩ ،ﻤﻥ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺼﻔﺎﻗﺱ ،ﻤﻭﻟﺩﻩ ﻭﻭﻓﺎﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺍﻨﺘﻘـل
ﺇﻟﻰ ﺘﻭﻨﺱ ،ﻭﺭﺤل ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺭ ،ﺜﻡ ﺘﺼﺩﺭ ﻟﻠﺘﺩﺭﻴﺱ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻩ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺒﺫل ﻤﻥ ﻤﺎﻟﻪ ﻤﺎ ﻴﺠﻬﺯ ﺒﻪ ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻟـﻪ
ﺘﺂﻟﻴﻑ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ :ﻏﻴﺙ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – .30/5
) (4ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ – ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻟﻁﻔﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ – ﺹ 158ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﻭﻟﻤﺤﺎﺕ ﻤﻥ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﻭﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ – ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻟﻁﻔﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ – ﺹ 238ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﺒﺘﺼﺭﻑ.
) (5ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ – .9/1
ﺴﻭﺭﺓ ﻫﻭﺩ -ﺍﻵﻴﺔ ).(28 )( 6
18
ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻔﻬﻡ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ،ﻭﻻ ﺃﻥ ﻨﺩﺭﻙ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺠﻤﺎﻟﻪ ،ﻭﻤﺤﺎلّ ﺒﻼﻏﺘﻪ ،ﻭﺇﻋﺠﺎﺯﻩ ،ﻭﺴـﺎﺌﺭ
ﺃﻭﺍﻤﺭﻩ ﻭﻨﻭﺍﻫﻴﻪ ،ﻭﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻓﻲ ﺤﻼﻟﻪ ﻭﺤﺭﺍﻤﻪ ،ﻭﺁﻴﺎﺕ ﻭﻋﺩﻩ ﻭﻭﻋﻴﺩﻩ.
ﻓﻤﺎ ﺃﺤﺭﺍﻨﺎ ﺇﺫﻥ ﺒﺈﺘﻘﺎﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻟﻨﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻏﻭﺍﻤﺽ ﻟﻐﺘﻨﺎ ،ﻭﻜﻨﻭﺯ ﻗﺭﺁﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ!").(1
) (4ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻋﺘﻴﻕ :ﺍﻟﻁﻔﺎﻭﻱ ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﻭﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻟﻔﺎﺀ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﺜﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺘﻘﺭﻴﺏ ﺍﻟﺘﻬﺫﻴﺏ( –
ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻨﻲ .310/2 -
ﺸﻌﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ – ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ – ﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ – – 321/4ﺤﺩﻴﺙ ).(1568 )( 5
19
ﻭﻴﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﻟﻴﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ،ﻭﻫـﻭ
ﻤﺎ ﺘﻡ ﺇﻴﻀﺎﺤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﻭﺴﻴﺯﻴﺩ ﻭﻀﻭﺤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﺩﻋﻤﺎ ﺒﺎﻷﻤﺜﻠﺔ –ﺇﻥ ﺸـﺎﺀ
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.-
ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﻫﺫﺍ ﻗﻭل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ﻤﻠﺨﺼﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨـﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻔـﺴﻴﺭ
ﻭﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﺇﺫ ﻴﻘﻭل" :ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻜﺎﺸﻑ ﻋﻥ ﺃﺴﺭﺍﺭﻩ ﺍﻟﻨﻅـﺭ
ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺼﻴﻐﺘﻬﺎ ﻭﻤﺤﻠﹼﻬﺎ ،ﻜﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﺒﺘﺩﺃً ﺃﻭ ﺨﺒﺭﺍ ،ﺃﻭ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺃﻭ ﻤﻔﻌﻭﻟـﺔ ،ﺃﻭ ﻓـﻲ ﻤﺒـﺎﺩﺉ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺠﻭﺍﺏ ،ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ.(1)"...
) (1ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ، 302/1ﻭﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ – ، 563/2ﻭﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﺒﻥ ﻋﻘﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻜﻲ – .403/1
20
ﱠ
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
) (1ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻤﺭﺍﻨﺔ ﺍﻟﻠﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ :ﻤﺭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻤﺭﺍﻨﺔﹰ :ﺃﻱ ﺘﻌﻭﺩﻩ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭ ﻋﻠﻴﻪ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ( –
ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ﺹ .622
ﺴﻭﺭﺓ ﻓﺎﻁﺭ -ﺍﻵﻴﺔ ).(28 )( 2
22
ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻗﻁﻌﺔ ﺃﻟﻤﺎﺯ ،ﻜﻠﻤﺎ ﻨﻅﺭﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﻬـﺔ ﺃﺭﺘـﻙ ﺃﻟﻭﺍﻨﹰـﺎ ﺠﺩﻴـﺩﺓ ﻤـﻥ
ﺍﻹﺸﻌﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷﻀﻭﺍﺀ ،ﻓﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻋﻅﻤﺔ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻲ ﻟﻠﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ.
ﻭﺇﻴﻤﺎﻨﹰﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻓﻘﺩ ﺩﺭﺱ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺸﺭﻴﻑ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ
ﻓـﻲ ﻜﺘﺎﺒـﻪ ﻤـﺸﻜل )( 1
ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ
ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻨﺤﺎﺓ ﺤﻭل ﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ،ﻭﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺃﺜﺭ ﺘﻌﺩﺩ ﻫـﺫﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ
ﻤﺴﺘﻌﻴﻨﹰﺎ ﺒﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ ،ﻓﻘﺎل" :ﻭﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﻭﺠﻪ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻗﺩ ﻴﻅﻥ ﺃﻥ ﻟﻬﺫﻩ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻤﻌﺎﻨﻲ ،ﻭﺍﻟﺤﻕﱡ ﺃﻨﻪ ﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺨﻼﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻫﻭ
ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﻴﻌﻁﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﺨﺘﻠﻔﹰﺎ ﻋـﻥ
ﺍﻵﺨﺭ ،ﻓﺎﻹﻋﺭﺍﺏ ﻋﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻜﺎﺸﻑ ﻟﻪ.(2)"...
ﻭﺃﺭﻯ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎ ،ﻓﻴﻜﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﻤﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩﺍ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻫﻭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻋـﺭﺍﺏ؟ ﻓﻬـﺫﺍ
ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ .ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻨﺎﻩ ﻗﺒل ﻗﻠﻴل
ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﺫﻜﺭﻫﻤﺎ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻋﻀﻴﻤﺔ ﻭﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﻟﻠﺴﺒﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ .ﻓـﺎﷲ -
ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ -ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﻤﻌﻴﻥ ﺘﺤﺘﻤل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺇﻋـﺭﺍﺏ ،ﻭﻓﻬـﻡ
ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻗﻤﺔ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .ﻭﺇﻻ ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺌـﺩﺓ ﺘـﺴﻤﻴﺔ
ﺒﺤﺜﻪ ﺒﺎﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ؟ ﻭﺃﻥ ﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻓﻲ ﺒﺤﺜﻪ
ﻴﻨﺎﻗﺽ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺒل ﻗﻠﻴل!!.
ﻭﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺕﹸ ﺴﺎﺒﻘﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺜﺭﺍﺀ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻭﺠﻪ ﺇﻋﺭﺍﺒﻲ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﻋﻼﻤﺘﻬﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ.
ﻭﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﻴﻀﺎﺡ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺴﺄﻀﺭﺏ ﺒﻌﻀﺎﹰ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ.
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺒـﻴﻥ ﺍﻹﻤـﺎﻡ
ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ﺃﻥ ﺤﺎﺼل ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺴﺒﻌﺔ ﺃﻭﺠﻪ ،ﺃﺫﻜﺭ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬـﺎ
ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ:
ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ :ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﻘﻴﺭﻭﺍﻨﻲ ﺜﻡ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ،ﻭﻟﺩ ﻋﺎﻡ 355ﻫـ ،ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ )( 1
ﺍﻟﻤﻘﺭﺉ ،ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺠﻭﺩﻴﻥ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 437ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،309/2 -ﻭ )ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺭ( – ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ – .394/1
ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ – ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺹ .10 )( 2
23
" ...ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺒﻤﺎ ﻴﻐﻴﺭ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺯﻴﻠﻬﺎ ﻋﻥ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ
ﺗﻠﻘﻮﻧﻪ[) (2ﻭ "ﺘﹶﻠﹾﻘﹶﻭﻨﹶﻪ."
إذ َ َ ﱠ ْ َ ُ ﺑﲔ َ ْ َ ِ َ
أﺳﻔﺎرﻧﺎ" ﻭ ] ِ ْ رﺑ َﻨﺎ َﺑﺎَﻋَﺪ َ ْ َ
)( 1
ﺑﲔ َ ْ َ ِ َ
أﺳﻔﺎرﻧﺎ[ ﻭ " َ ﱡ رﺑﻨﺎ َﺑﺎ ِ ْ
ﻋﺪ َ ْ َ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁ ﻨﺤﻭ َ ] :ﱠ َ
أﻣﺔ[) (3ﻭ "ﺒﻌﺩ ﺃَﻤﻪٍ"؛ ﻭﻫﻭ ﻜﺜﻴﺭ ﻴﻘﺭﺃ ﺒﻪ ،ﻟﻤﺎ ﺼﺤﺕ ﺭﻭﺍﻴﺘﻪ ﻭﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ").(4 ﺑﻌﺪ ُ ٍ ]َ ﱠَ
وادﻛ َﺮ َ ْ َ ﱠ
ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭﻴﻥ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﺫﻜﺭﻫﻤﺎ ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ﻟﻴﺴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ) ،(5ﻭﻜﻨﺕ ﻗﺩ ﺃﻟﺯﻤﺕ ﻨﻔﺴﻲ ﺒﺒﻴﺎﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ؛ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻗﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻷﻭل .ﻓﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ" :ﺭﺒﻨﺎ ﺒﺎﻋﺩ ﺒﻴﻥ
ﺃﺴﻔﺎﺭﻨﺎ " ،ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﺎﻥ) :ﺭﺒﻨﺎ() ،ﺒﺎﻋﺩ( ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺘﺎﻥ ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﺯﻴﻠﻬﻤﺎ ﻋﻥ ﺼﻭﺭﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁ:
ﺒﺭﻓﻊ ﺒﺎﺀ )ﺭﺒﻨﺎ( ﻭﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺍﻷﻟﻑ ﺒﻌﺩ ﺒﺎﺀ )ﺒﺎﻋﺩ( ﻤﻊ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻤﺨﻔﻔﺔ ﻭﻓﺘﺢ )(6
ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻴﻌﻘﻭﺏ
ﺍﻟﺩﺍل ،ﺃﻱ :ﺭﺒﻨﺎ ﺒﺎﻋﺩ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ ﺒﻨﺼﺏ ﺒﺎﺀ )ﺭﺒﻨﺎ( ﻭﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺍﻷﻟﻑ ﺒﻌﺩ ﺒﺎﺀ )ﺒﺎﻋﺩ( ﻤﻊ ﻜﺴﺭ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻤﺨﻔﻔﺔ
ﻭﺇﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍل ،ﺃﻱ :ﺭﺒﻨﺎ ﺒﺎﻋِﺩ).(7
ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ )ﺭﺒﻨﺎ ﺒﺎﻋﺩ (ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺠﻤﻠﺔ ﺍﺴﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺨﺒﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﺒﺎﻋﺩ ،(ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺒﺭ
ﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺸﻜﻭﻯ ﻟﺒﻌﺩ ﺃﺴﻔﺎﺭﻫﻡ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﺇﻓﺭﺍﻁﹰﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻑ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺸﻜﺭ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺃﻨﻌﻡ ﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻡ).(8
24
ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ )ﺭﺒﻨﺎ ﺒﺎﻋِﺩ( ،ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺏ )ﺭﺒﻨﺎ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺩﺍﺀ ،ﻭﺍﻟﻔﻌل )ﺒﺎﻋِﺩ( ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻌل ﺩﻋﺎﺀ
ﻭﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺒﺎﻋﺩ ﺒﻴﻥ ﺃﺴﻔﺎﺭﻫﻡ .ﻭ )ﺒﻴﻥ( ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻅﺭﻓﹰﺎ).(1
ِ ِ أﻫﻞ ِ ْ ِ
وﻣﻦ ْ ﱂَ ْ َﳛ ْﻜ ُْﻢ
أﻧﺰل اﷲُ ﻓﻴﻪ َ َ اﻹﻧﺠﻴﻞ ِ ِ َ
ﺑﲈ َ ْ َ َ وﻟﻴﺤ ْﻜ ُﻢ ْ َ ْ ُ
ﻤﺜﺎل ﺜﺎﻥٍ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ،ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ْ َ ] :
ﻫﻢ َ ِ ُ َ
اﻟﻔﺎﺳﻘﻮن[).(2 أﻧﺰل اﷲُ َ ُ َ ِ َ
ﻓﺄوﻟﺌﻚ ُ ُ ِ َﺑﲈ َ ْ َ َ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺘﺤﺎﻑ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ – ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺩﻤﻴﺎﻁﻲ – .460/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ -ﺍﻵﻴﺔ ).(47 )( 2
) (3ﺤﻤﺯﺓ ﺒﻥ ﺤﺒﻴﺏ ﺒﻥ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ،ﺍﻟﻜﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ،ﻜﻨﻴﺘﻪ ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺎﺭﺓ ،ﺍﻟﺯﻴﺎﺕ ،ﺇﻟﻴﻪ ﺼﺎﺭﺕ ﺍﻹﻤﺎﻤﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﺼﻡ ،ﻜﺎﻥ ﺜﻘﺔ ﻤﺠﻭﺩﺍ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 156ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ،261/1ﻭ)ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺭ( – ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ –
.111/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .191/2
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭﺘﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ – ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻋﺯﺍﺕ ﺃﺤﻤﺩ
ﺍﻟﺴﻭﻴﺭﻜﻲ – ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﺃﺒﻭ ﺭﺍﺱ – ﺹ .131
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟـﺏ ﺍﻟﻘﻴـﺴﻲ – 410/1
ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 131ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .228
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ -ﺍﻵﻴﺔ ).(32 )( 7
25
ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻭﻫﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ) ،(1ﺃﻱ) :ﺨﺎﻟﺼﺔﹲ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﻭﻫﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ ،ﺃﻱ) :ﺨﺎﻟﺼﺔﹰ().(2
ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺇﻥ ﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺨﺒﺭﺍ ﻟﻠﻤﺒﺘﺩﺃ )ﻫﻲ( ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻟﻠﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ( ﺘﺄﻜﻴﺩﺍ ﻭﺘﺜﺒﻴﺘﹰﺎ ﻟﻠﺨﻠﻭﺹ،
ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺠﻌل )ﺨﺎﻟﺼﺔﹲ( ﺨﺒﺭﺍ ﺁﺨﺭ ،ﺃﻱ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻷﻭل )ﻟﻠﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ( ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻗﺭﺍﺀﺓ
ﺍﻟﺭﻓﻊ :ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻁﻴﺒﺎﺕ ﺘﺨﻠﺹ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ ،ﻭﺇﻥ ﺸﺎﺭﻜﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻭﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ).(3
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺤﺎﻻﹰ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻫﻲ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻟﻠﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺨﻠﻭﺼﻬﺎ ﻟﻬﻡ ﻴﻭﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ).(4
ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻌﺕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﻓﺎﺘﻨﺔ ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻓﻘﺎﻟﺕ" :ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺒﻼﻏﻴﺔ ،ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﺘﺤﻤﻼﻥ ﻓﻲ ﻁﻴﺎﺘﻬﻤﺎ ﺘﺄﻜﻴﺩﺍ ﻭﺜﺒﺎﺘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻵﻤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻁﻤﺌﻨﺔ
ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻭﺇﻥ ﺸﺎﺭﻜﻬﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺨﺎﻟﺼﺔ ﻟﻬﻡ.(5)"...
ﻭﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﺤﺘﻤﺎل ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻭﺠﻪ ﺇﻋﺭﺍﺒﻲ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﻋﻼﻤﺘﻬﺎ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻓﺴﺄﺫﻜﺭ ﻤﺜﺎﻟﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺴﻬﺎ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺸﺭﻴﻑ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ.
ْﺮة َ ِ
وﻋﺸﻴﺎ[).(6 وﳍﻢ ِ ْ ُ ِ ﻟﻐﻮا ِ ﱠ ِ
ﻓﻴﻬﺎ ﺑ ُﻜ َ ً َ
رزﻗﻬﻢ ْ َ
ُ إﻻ َ َ ً
ﺳﻼﻣﺎ َ َ ُ ْ ﻓﻴﻬﺎ َ ْ ً ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻻ َ ْ َ ُ
ﻳﺴﻤﻌﻮن َ َ
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻜﻠﻤﺔ )ﺴﻼﻤﺎ( ﻭﺩﺍﺭ ﺨﻼﻓﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻘﻁﻊ ،ﺃﻱ ﺇﻥ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺤﺭﻑ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺠﻨﺱ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤﻨﻪ.
) (1ﻨﺎﻓﻊ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻨﻌﻴﻡ ﺍﻟﻠﻴﺜﻲ ﺒﺎﻟﻭﻻﺀ ،ﻜﻨﻴﺘﻪ ﺃﺒﻭ ﺭﻭﻴﻡ ،ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻷﻋﻼﻡ ،ﺃﺼﻠﻪ ﻤﻥ ﺃﻫل
ﺃﺼﻔﻬﺎﻥ ،ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻋﻥ ﺴﺒﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ،ﺃﻗﺭﺃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﻫﺭﺍ ﻁﻭﻴﻼﹰ ،ﺃﺨﺫ ﻋﻨﻪ ﺨﻠﻕ ﻜﺜﻴﺭ ،ﻭﺍﻨﺘﻬﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﻴﺎﺴﺔ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 196ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ
،330/2ﻭ )ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺭ( – ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ – .107/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .202/2
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ – ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ – ،235/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ )( 3
) (5ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭﺘﻲ )ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ﻭﺍﻷﻋﺭﺍﻑ( – ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺯﻫﺩﻱ
ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﻨﻌﻤﺔ – ﺹ .195
ﺴﻭﺭﺓ ﻤﺭﻴﻡ -ﺍﻵﻴﺔ ).(62 )( 6
26
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺠﻨﺱ ﺍﻟﻠﻐﻭ؛ ﺒل ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ
ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ،ﺃﻭ ﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﺃﻭ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﷲ – –Uﻋﻠﻴﻬﻡ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺒﺩل ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﻭ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ؛ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﻭ).(1
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺼل ،ﺃﻱ ﺇﻥ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺤﺭﻑ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺠﻨﺱ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻰ
ﻤﻨﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻫﻨﺎ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﺘﺼل ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎل ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻻ ﻴﺴﻤﻌﻭﻥ ﺃﻱ ﻟﻐﻭٍ
ﻤﺎ ﺇﻻ ﺴﻼﻤﺎ ،ﻓﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﺤﺎل ﻜﻭﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻐﻭﺍ ﺍﺴﺘﺤﺎل ﺴﻤﺎﻋﻬﻡ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻠﻐﻭ ﺒﺎﻟﻜﻠﻴﺔ).(2
اﻷﻧﻌﺎم ِ ﱠإﻻ رﺑﻪ ِ َ ُ ِ ﱠ ْ
وأﺣﻠﺖ ﻟ َﻜ ُُﻢ َ ْ َ ُ ﺧﲑ ٌ َﻟﻪ ُ ِ ْ
ﻋﻨﺪ َ َ ﱢ
ِ
ﺣﺮﻣﺎت اﷲِ َ ُ
ﻓﻬﻮَ َ ْ وﻣﻦ ْ ُ َ ﱢ
ﻳﻌﻈﻢ ْ ُ ُ َ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ِ َ ] :
ذﻟﻚ َ َ
ﻗﻮل ﱡ ِ
اﻟﺰور[).(3 ِ
واﺟﺘﻨﺒﻮا َ ْ َ ﻓﺎﺟﺘﻨﺒﻮا اﻟﺮﺟﺲ ِﻣﻦ َ َ ِِ
اﻷوﺛﺎن َ ْ َ ُ ﻋﻠﻴ ْﻜ ُْﻢ َ ْ َ ُ ﱢ ْ َ َ ْ
ﻳﺘﲆ َ َ
َﻣﺎ ُ ْ َ
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ )ﺫﻟﻙ( ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺍﻷﻤﺭ ﺫﻟﻙ ،ﺃﻭ :ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺫﻟﻙ ،ﺃﻭ:
ﺍﻟﻔﺭﺽ ﺫﻟﻙ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺫﻟﻙ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻓﺎﻟﺨﺒﺭ ﻤﺤﺫﻭﻑ ،ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﺸﻴﺭ
ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻓﺭﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺙ ﻭﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﻨﺫﻭﺭ.
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻷﻭل ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ" :ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﻓﺭﻕ ﻓﻲ
...ﻻ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺴﻭﻯ )(4
ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ،ﻓﻼ ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﺇﻻ ﻟﻐﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﻓﺭﺽ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻷﻭل ﻓﻔﻴﻪ ﺘﻭﻜﻴﺩ ﻭﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﺽ ،ﻓﻜﺄﻥ
ﻓﻴﻪ ﺘﻭﻜﻴﺩ ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﺸﺘﻡ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ.(5)"...
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺍﺘﺒﻌﻭﺍ ﺃﻭ ﺍﻤﺘﺜﻠﻭﺍ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﺒﺎﺘﺒﺎﻉ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺞ.
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺼﻔﺔ ﻟﻠﺒﻴﺕ ﺍﻟﻌﺘﻴﻕ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ" :ﻭﻟﻴﻁﻭﻓﻭﺍ ﺒﺎﻟﺒﻴﺕ
ﺍﻟﻌﺘﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﻭﻤﻥ ﻴﻌﻅﻡ ،"...ﺃﻱ :ﻭﻟﻴﻁﻭﻓﻭﺍ ﺒﺎﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ).(6
ﻤﻊ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻨﻲ ﻨﻔﻲ ﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﻤﻘﺒﻭل. )( 1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ – ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ –
ﺹ 40-38ﻤﻠﺨﺼﺎ.
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺞ – ﺍﻵﻴﺔ ).(30 )( 3
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺃﻴﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﻥ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ )ﺫﻟﻙ( ﺃﻋﺭﺏ ﻤﺭﺓ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ )( 4
ﻤﺤﺫﻭﻑ ﻭﺃﺨﺭﻯ ﺨﺒﺭﺍ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ .ﻭﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻟﻠﺨﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ.
ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ – ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺹ .52 )( 5
27
ﻭﻗﺩ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻷﻭل ﺜﻡ ﻗﺎل" :ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻤﺸﺎﺭ
ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻀﺢ ،ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻤﺄﻟﻭﻑ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﻜﺸﺎﻓﻪ ...ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﺃﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﺠﻲﺀ ﺒﻪ ﻟﺭﺒﻁ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻱ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﺩﺍﺓ )( 1
ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ
ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﹸﻜﻠﱢﻡ ﺒﻜﻼﻤﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻋﻨﺩﻱ ﻓﻬﻭ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺠﻤﻠﺘﻴﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﱢﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ
).(3 )(2
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ"...
ﻭﻴﻅﻬﺭ ﻟﻨﺎ ﺠﻠﻴﺎﹰ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﻥ ﻜﻴﻑ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺒﺩﺍ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﺠﻠﻴﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻭﺴﻴﺯﺩﺍﺩ ﻭﻀﻭﺤﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ –ﺇﻥ
ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ.-
) (1ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ :ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺨﻭﺍﺭﺯﻤﻲ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ،ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﻲ ،ﻜﺎﻥ ﺩﺍﻋﻴﺔ
ﻟﻼﻋﺘﺯﺍل ،ﺼﻨﻑ ﻋﺩﺓ ﺘﺼﺎﻨﻴﻑ ﻤﻨﻬﺎ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻭﺍﻟﻤﻔﺼل ،ﻭﻫﻭ ﺇﻤﺎﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻋﻠﻭﻡ ،ﺘﺸﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺭﺤﺎل ﻓﻲ
ﻓﻨﻭﻨﻪ ،ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻟﻡ ﻴﺼﻨﻑ ﻤﺜﻠﻪ ،ﺠﺎﻭﺭ ﺒﻤﻜﺔ ﺯﻤﺎﻨﹰﺎ ﻓﺼﺎﺭ ﻴﻘﺎل ﻟﻪ :ﺠﺎﺭ ﺍﷲ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 538ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺸﺫﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺫﻫﺏ( -ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ.118/4 -
ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ – ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺹ .53 )( 2
ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﺨﻼﻑ ﻤﺎ ﺭﺠﺤﻪ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺤﻴﺙ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻌﺎﻨﻲ ،ﻭﺫﻫﺏ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﺩﺍﺓ )( 3
ﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻼﻨﺘﻘﺎل ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻻ ﺘﻔﻴﺩ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﻨﺎ ﺴﻭﻯ ﺃﻨﻬﺎ ﺭﺍﺒﻁ ﻓﻘﻁ ،ﻭﺘﺭﺠﻴﺢ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻭﻟﻰ ،ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻡ.
28
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﺍﻟﺫﺭﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ،ﻭﺇﻋﺠﺎﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﺒﻘﻭﻟﻪ ..." :ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻟﻭ )( 1
ﺍﻟﺨﺎﻟﺩ ﻤﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﻭﺭﻩ ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ
ﻨﺯﻋﺕ ﻤﻨﻪ ﻟﻔﻅﺔ ﺜﻡ ﺃﺩﻴﺭ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻟﻔﻅﺔ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﻴﻭﺠﺩ").(2
ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻔﺭﺍﺩ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺒﺎﻹﻋﺠﺎﺯ ﺩﻭﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ )( 3
ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ
ﺍﻟﺒﺸﺭ ،ﻓﻘﺎل" :ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻅﻬﺭ ﻏﺭﻴﺏ ﻹﻋﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ،ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻴﺔ ﻭﻻ
ﺇﻋﻨﺎﺕ ...ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻭﺠﻪ ﺘﺭﻜﻴﺒﻪ ﺃﻭ ﻫﻭ ﺃﺴﻠﻭﺒﻪ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻤﺒﺎﻴﻥ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻟﻜل ﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺒﻠﻐﺎﺀ
ﻓﻲ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺨﻁﺎﺒﻬﻡ ﻭﺘﻨﺯﻴل ﻜﻼﻤﻬﻡ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻭﺍﺘﻲ ﺒﻌﻀﻪ ﺒﻌﻀﺎ ،ﻭﺘﻨﺎﺴﺏ ﻜل ﺁﻴﺔ ﻤﻨﻪ ﻜل ﺁﻴﺔ
ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ.(4)"...
ﻟﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻜﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻠﻴﻐﹰﺎ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻋﻰ ﻓﻴﻪ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭ
ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻋﻨﻭﺍ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻭﻭﻅﺎﺌﻔﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻴﺔ ﻫﻭ
ﺤﻴﺙ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﻤﻥ )( 5
ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ
ﺩﻻﺌل ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ،ﻭﺃﻥ ﻓﺼﺎﺤﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺒﻼﻏﺘﻪ ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﻭﻭﻀﻊ ﻜل ﻋﻨﺼﺭ
ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻓﻘﺎل ..." :ﻓﺈﺫﺍ ﺜﺒﺕ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻻ ﺸﻙ
ﻭﻻ ﻤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻟﻴﺱ "ﺍﻟﻨﻅﻡ" ﺸﻴﺌًﺎ ﻏﻴﺭ ﺘﻭﺨﻲ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻡ ،ﺜﺒﺕ
ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﺩﻟﻴل ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﻤﻥ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺇﺫﺍ ﻫﻭ ﻟﻡ ﻴﻁﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺃﺤﻜﺎﻤﻪ
-ﻭﻤﻭﻀﻌﻪ ﻭﻤﻜﺎﻨﻪ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻻ )(6
ﻭﻭﺠﻭﻫﻪ ﻭﻓﺭﻭﻗِﻪ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻌﺩِﻨﻪ ﻭﻤﻌﺎﻨﹸﻪ – ﺃﻱ ﻤﻭﻀﻌﻪ
) (1ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﺒﻥ ﻏﺎﻟﺏ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺒﻲ ،ﺍﻟﻐﺭﻨﺎﻁﻲ ،ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤـﺩ ،ﻤﻔـﺴﺭ ﻓﻴﻘـﻪ،
ﺃﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﻭﻟﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﻴﺔ ،ﻋﺎﺭﻑ ﺒﺎﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﻜﺎﻥ ﻴﻜﺜﺭ ﺍﻟﻐﺯﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺠﻴﻭﺵ ﺍﻟﻤﻠﺜﻤﻴﻥ ،ﺘـﻭﻓﻲ ﺒﻠﻭﺭﻗـﺔ
ﺴﻨﺔ 546ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺴﻴﺭ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ( – ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ – ،586/19ﻭ)ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﻟﻠﺯﺭﻜﻠﻲ – .282/3
) (2ﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ – .39/1
) (3ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ :ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺼﺎﺩﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ ،ﺃﺩﻴﺏ ﻜﺎﺘﺏ ﺸـﺎﻋﺭ،
ﺃﺼﻠﻪ ﻤﻥ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ﺍﻟﺸﺎﻡ ،ﻭﻟﺩ ﻋﺎﻡ 1297ﻫـ1880-ﻡ ،ﻭﺍﻨﺘﺨﺏ ﻋﻀﻭﺍ ﺒﺎﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺩﻤﺸﻕ ،ﻭﺘـﻭﻓﻲ
ﻓﻲ ﻁﻨﻁﺎ ﺒﻤﺼﺭ 1356ﻫـ1937-ﻡ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ( – ﻋﻤﺭ ﺭﻀﺎ ﻜﺤﺎﻟﺔ – .256/12
) (4ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ – ، 161/2ﻭﺍﻨﻅﺭ ﻟﻪ ﺃﻴﻀﺎﹰ :ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ – ﺹ .211-209
) (5ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ،ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ،ﻭﺍﻀﻊ ﺃﺼـﻭل ﺍﻟﺒﻼﻏـﺔ ،ﻤـﻥ ﺃﻫـل
ﺠﺭﺠﺎﻥ ،ﻤﻥ ﻜﺘﺒﻪ :ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﻭﺩﻻﺌل ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 471ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ( – ﺘﺎﺝ ﺍﻟـﺩﻴﻥ
ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ – .148/3
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ – ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ﺹ .628
29
ﻤﺴﺘﻨﺒﻁ ﻟﻪ ﺴﻭﺍﻫﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﻭﺠﻪ ﻟﻁﻠﺒﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺩﺍﻫﺎ ،ﻏﺎﺭ ٌﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻟﻜﺎﺫﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻤﻊ ،ﻭﻤﺴﻠﻡ ﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ
)( 1
ﺍﻟﺨﹸﺩﻉ"...
ﺭﺃﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )(2
ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ
ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ..." :ﻭﻜل ﻤﻌﻨﻰ ﻻ ﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﺘﻜﺘﻨﻔﻪ ﺃﺤﻭﺍلٌ ﺘﺨﺼﻪ ،ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﹸﻌﺘﺒﺭ ﺘﻠﻙ
ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﻲ ﺘﺄﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻷﻨﻬﺎ ﺼﻔﺎﺘﻪ ،ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻟﺴﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺒﺄﻟﻔﺎﻅ ﺘﺨﺼﻬﺎ ﺒﺎﻟﻭﻀﻊ ،ﻭﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﺈﻨﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺄﺤﻭﺍل ﻭﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺘﺭﺍﻜﻴﺏ
ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺘﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ،ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﻭ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﺃﻭ ﺤﺫﻑ ﺃﻭ ﺤﺭﻜﺔ ﺇﻋﺭﺍﺏ ...ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﻔﺎﻭﺘﺕ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺤﺴﺏ ﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻜﻤﺎ ﻗﺩﻤﻨﺎﻩ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﺫﻟﻙ
ﺃﻭﺠﺯ ﻭﺃﻗل ﺃﻟﻔﺎﻅﹰﺎ ﻭﻋﺒﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻟﺴﻥ .ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻌﻨﻰ ﻗﻭﻟﻪ ) :-r-ﻓﻀﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ
ﺒﺴﺕ :ﺃﻋﻁﻴﺕ ﺠﻭﺍﻤﻊ ﺍﻟﻜﻠﻡ.(4)(3)(...
ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺏ ﺘﻭﺨﻲ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺒﻠﻴﻎ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ
ِ ِ دﻳﻨ ِﻜ ُْﻢ َ َ ﺗﻐﻠﻮا ِﰲ ِ أﻫﻞ ِ َ ِ
ﻣﺮﻳﻢ
اﺑﻦ َ ْ َ َ
ﻋﻴﺴﻰ ْ ُ اﳌﺴﻴﺢ َ إﻧﲈ َ ُ اﳊﻖ ِ ﱠ َ
ﻋﲆ اﷲِ ِ ﱠإﻻ َ ﱠ وﻻ َﺗ ُ ُ
ﻘﻮﻟﻮا َ َ اﻟﻜﺘﺎب َﻻ َ ْ ُ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻳﺎ َ ْ َ
إﻧﲈ اﷲُ ِ َ ٌ
إﻟﻪ ﺧﲑا ﻟ َﻜ ُْﻢ ِ ﱠ َ ﺛﻼﺛﺔ ٌ ْ َ ُ
اﻧﺘﻬﻮا َ ْ ً ﺗﻘﻮﻟﻮا َ َ َ
وﻻ َ ُ ُ ورﺳﻠﻪ ِ َ َ
ِ ﻣﻨﻪ ُ َ َ ِ ُ
ﻓﺂﻣﻨﻮا ِﺑﺎﷲِ َ ُ ُ وروح ِ ْ
ﻣﺮﻳﻢ َ َ ُ ٌإﱃ َ ْ َ أﻟﻘﺎﻫﺎ ِ َ رﺳﻮل اﷲِ َ َ ِ َ ُ
وﻛﻠﻤﺘﻪ ُ َ ْ َ َ َ ُ ُ
) (2ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ،ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ،ﻋﺎﻟﻡ ﺃﺩﻴﺏ ﻤﺅﺭﺥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺤﻜﻴﻡ ،ﻭﻟـﺩ
ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ﺴﻨﺔ 723ﻫـ ،ﻭﻟﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﺘﻭﻓﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﺴﻨﺔ 808ﻫــ ،ﻤـﻥ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘـﻪ :ﻟﺒـﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺤﺼل ﻓﻲ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ( – ﻋﻤﺭ ﺭﻀﺎ ﻜﺤﺎﻟﺔ – .188/5
) (3ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ – ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ – – 253/1ﺤﺩﻴﺙ ).(523
ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ – ﺹ .575 )( 4
30
ﻜﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ" :ﻭﻻ ﺘﻘﻭﻟﻭﺍ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﺜﻼﺜﺔ" ،ﻜﻨﺎ ﻗﺩ ﻨﻔﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋِﺩﺓﹸ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺜﻼﺜﺔ ،ﻭﻟﻡ ﻨﹶﻨﹾﻑِ ﺃﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﺁﻟﻬﺔ ،ﺠل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﻭﺍﻟﻨﻅﻴﺭ ...ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ.
ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ" :ﻭﻻ ﺘﻘﻭﻟﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﺁﻟﻬﺔ ﺜﻼﺜﺔ .ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺁﻟﻬﺔ ﺜﻼﺜﺔ .ﺜﻡ ﺤﺫﻑ ﺍﻟﺨﺒﺭ").(1
ﻭﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺃﻥ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺤﺫﻑ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﻫﻭ )ﺁﻟﻬﺔ(؛ ﻷﻨﻪ ﻟﻭ ﺃﺜﺒﺕ
ﻟﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻌﻨﻰ ﻓﺎﺴﺩ – ﻜﻤﺎ ﻭﻀﺢ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ،-ﻭﻴﺅﻜﺩ ﻋﺩﻡ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﻊ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻵﻴﺔ" :ﺇﻨﻤﺎ ﺍﷲ ﺇﻟﻪ ﻭﺍﺤﺩ ،"...ﺤﻴﺙ ﺤﺼﺭﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻷﻟﻭﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﻭﺤﺩﻩ.
ﻭﻤﺜﺎل ﺁﺨﺭ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﻨﻭﻴﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﻋﺯﻴﺭ (ﻭﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻷﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻲ )ﺍﺒﻥ( ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ
اﺑﻦ اﷲِ[).(2 ﺘﻌﺎﻟﻰِ َ َ ] :
ﻋﺰﻳﺮ ْ ُ
اﻟﻴﻬﻮد ُ َ ْ ٌ
وﻗﺎﻟﺖ َ ُ ُ َ
ﻓﻜﻠﻤﺔ )ﻋﺯﻴﺭ( ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻤﺄﺨﻭﺫﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻌﻅﻴﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺍﺴﻡ ﻤﺨﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﺒـ )ﺍﺒﻥ( ﻻ
ﻤﻭﺼﻭﻑ ﺒﻪ).(3
ﻭﺘﻨﻭﻴﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﻋﺯﻴﺭ (ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﺒﻥ( ﺨﺒﺭ ﻟﻌﺯﻴﺭ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺼﻔﺔ ﻟﻪ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺫﺒﻬﻡ ﺍﷲ – ﺠل
ِ ﻳﻀﺎﻫﺌﻮن َ َ ِ
ِ ِ ﻭﻋﻼ – ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ِ َ ]" :
ﻣﻦ َ ْ ُ
ﻗﺒﻞ اﻟﺬﻳﻦ َ َ ُ
ﻛﻔﺮوا ْ ﻗﻮل ﱠ َ ﻗﻮﳍﻢ ِ َ ْ َ ِ ْ
ﺑﺄﻓﻮاﻫﻬﻢ ُ َ ُ َ ْ ذﻟﻚ َ ْ ُ ُ ْ
ﻮن[)".(4ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ ﻷﻥ )ﺍﺒﻥ( ﺨﺒﺭ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺤﺫﻑ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ ﻓﻲ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ اﷲُ َأ ﱠﻧﻰ ُ ْ
ﻳﺆﻓ َﻜ ُ َ َ ََُ ُ
ﺍﻟﺼﻔﺔ").(5
ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻟﻑ ﻓﻲ )ﺍﺒﻥ( ﺘﺜﺒﺕ؛ ﻷﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺼﻔﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺨﺒﺭ ﻤﺴﺘﻘل ﻗﺎﺌﻡ ﺒﺫﺍﺘﻪ.
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎل" :ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺒﻥ ﺼﻔﺔ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ ﻗﺩ ﺴﻘﻁ
ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻘﻭﻁﻪ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻨﺎ) :ﺠﺎﺀﻨﻲ ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﻭ( ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﺤﺫﻭﻑ ،ﺜﻡ ﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻑ ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺠﻌﻠﻪ ﺨﺒﺭﺍ ،ﻓﻘﺩﺭ )ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻋﺯﻴﺭ ﺒﻥ ﺍﷲ ﻤﻌﺒﻭﺩﻨﺎ( ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻋﻅﻴﻡ،
ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺇﺫﺍ ﺤﻜﻴﺕ ﻋﻥ ﻗﺎﺌل ﻜﻼﻤﺎ ﺃﻨﺕ ﺘﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﺘﻜﺫﺒﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻜﺫﻴﺏ ﻴﻨﺼﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ
ﺨﺒﺭ ﺩﻭﻥ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺼﻔﺔ.
ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺃﻨﻙ ﺇﺫﺍ ﺤﻜﻴﺕ ﻋﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل) :ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺴﻴﺩ( ﺜﻡ ﻜﺫﺒﺘﻪ ﻓﻴﻪ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﺩ ﺃﻨﻜﺭﺕ
ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺯﻴﺩ ﺍﺒﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﻴﺩﺍ ...ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺠﻌل ﺍﻻﺒﻥ
ﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﺅﺩﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺇﺨﺭﺍﺠﻪ ﻋﻥ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﺍﻹﻨﻜﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻀﻊ
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺘﺤﺎﻑ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ –ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺩﻤﻴﺎﻁﻲ – .89/2
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ -ﺍﻵﻴﺔ ).(30 )( 4
31
ﺍﻟﺜﺒﻭﺕ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ،ﺠل ﺍﷲ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﻴﻥ ﻭﻋﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻭﻥ ﻋﻠﻭﺍ
ﻜﺒﻴﺭﺍ").(1
ﻭﺨﻼﺼﺔ ﺫﻟﻙ :ﺃﻨﻪ ﻟﻭ ﺤﺫﻑ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻜﺫﻴﺏ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺯﻴﺭ ﺒﺎﻷﻟﻭﻫﻴﺔ
ﻭﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﺯﻴﺭ ﺍﺒﻨﹰﺎ ﷲ .ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻋﻁﻰ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻷﻟﻑ
ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﺒﻥ( ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺨﺒﺭ ﻭﻟﻴﺱ ﺼﻔﺔ) ،(2ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ" :ﺇﺫﺍ ﺠﻌﻠﺕ ﺍﺒﻨﹰﺎ ﺨﺒﺭﺍ ﺃﺜﺒﺕ ﺃﻟﻑ ﺍﻟﻭﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁ ﻓﻲ )ﺍﺒﻥ( ﻓﺈﺫﺍ ﺠﻌﻠﺘﻪ ﺼﻔﺔ ﻟﻡ ﺘﺜﺒﺕ
ﺍﻷﻟﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁ").(3
ﻭﻗﺩ ﺃﺴﻤﻰ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻌﻁﻲ ﺠﺎﺏ ﺍﷲ ﺴﺎﻟﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ
ﺇﻋﺠﺎﺯﺍ ﻨﺤﻭﻴﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺘﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺒﺤﺙ ﻭﻋﺩﻫﺎ ﻤﻥ
ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺇﻋﺠﺎﺯﻩ ،ﻭﺴﺄﺨﺘﺎﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺭﺍﺭ ﻤﺜﺎﻟﻴﻥ ﺃﺜﺒﺕ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ
ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ.
اﻷرض ِﰲ َ ْ َ ْ ِﺧﻠﻖ َ ْ َ ﻔﺮون ِ ﱠ ِ أﺋﻨ ِ ﱠﻜ ُﻢ ْ َ َ
ﻟﻪ َ ْ َ ً
أﻧﺪادا ﻳﻮﻣﲔ َ َ ْ َ ُ َ
وﲡﻌﻠﻮن َ ُ ﺑﺎﻟﺬي َ َ َ ﻟﺘﻜ ْ ُ ُ َ ﻗﻞ ْ َ
ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻷﻭل :ﻴﻘﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰُ ] :
أﻗﻮاﲥﺎ ِﰲ َ ِ
أرﺑﻌﺔ َ ﱠ ٍ وﺑﺎرك ِﻓﻴﻬﺎ َ ﱠ ِ ِ ِ ِ َ ِ رب َ َ ِ َ َِ َ
ﺳﻮاء
أﻳﺎم َ َ ً ََْ ﻓﻴﻬﺎ َ ْ َ َ َ
وﻗﺪر َﻓﻮﻗﻬﺎ َ َ َ َ َ َ َﻣﻦ َ ْ َ رواﳼ ْ ﻓﻴﻬﺎ َ َ َ اﻟﻌﺎﳌﲔ * َ َ َ
وﺟﻌﻞ َ ذﻟﻚ َ ﱡ
ِ ﱠ ِِ َ
ﻟﻠﺴﺎﺋﻠﲔ[).(4
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺇﻋﺠﺎﺯﺍ ﻭﺒﺭﻫﺎﻨﹰﺎ ﺴﺎﻁﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻭ ﻜﻼﻡ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ،
ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﻻ ﻴﺩﺭﻙ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ:
ﺠﻤﻠﺔ )ﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ( ﺼﻠﺔ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻱ(.
ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﺘﺠﻌﻠﻭﻥ ﻟﻪ ﺃﻨﺩﺍﺩﺍ( ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻠﺔ "ﻟﺘﻜﻔﺭﻭﻥ".
ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﻭﺠﻌل ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻭﺍﺴﻲ( ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻠﺔ "ﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭﺽ".
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻓﻌل ﻟﻴﺼﺢ ﺒﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻌل ﺒﻴﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل
ﻭﻤﺎ ﻋﻁﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺎﺼل ﺃﺠﻨﺒﻲ.
ﻓﻘﺎل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ" :ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﺎﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻗﺎﻀﻴﺔ ﺒﺄﻥ )ﻭﺠﻌل ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻭﺍﺴﻲ( ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌل
ﻤﻀﻤﺭ ﻭﻫﻭ )ﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭﺽ( ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ )ﺫﻟﻙ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺠﻌل ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻭﺍﺴﻲ ﻤﻥ
ﻓﻭﻗﻬﺎ ﻭﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﺩﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻗﻭﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ( ،ﻭﻗﺩ ﺃﻓﺎﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻗﺘﻀﺎﻩ ﻨﻅﻡ ﺍﻵﻴﺔ
ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻤﻥ ﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺠﻌل ﺍﻟﺭﻭﺍﺴﻲ ﻭﺍﻟﺒﺭﻜﺔ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻷﻗﻭﺍﺕ ﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ.
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻘﺒﺱ – ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ – ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻌﻁﻲ ﺴﺎﻟﻡ – ﺹ .5
) (3ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .501/1
ﺴﻭﺭﺓ ﻓﺼﻠﺕ -ﺍﻵﻴﺘﺎﻥ ).(10، 9 )( 4
32
ﻓﻴﺴﻘﻁ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺩ ﻫﻬﻨﺎ ﻓﻴﻘﺎل :ﺇﻨﻪ ﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭ ﻴﻭﻤﻴﻥ ﺜﻡ ﺃﻀﻴﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺭﺒﻌﺔ؟ ﻓﻘﺩ ﺩل ﻨﻅﻡ
ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺅﺍل ،ﻭﻜﺎﻥ ﻨﻅﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﹰﺎ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﺴﺒﻙ ﻭﺍﻹﺸﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻠﻁﻴﻔﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﻤﻌﺠﺯﺓ ﻭﺒﺭﻫﺎﻥ").(1
وأﻣﻮاﺗﺎ[).(2 اﻷرض ِ َ ً
ﻛﻔﺎﺗﺎ * َ ْ َ ً
أﺣﻴﺎء َ َ ْ َ ً ﻧﺠﻌﻞ َ ْ َ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :أﱂ ْ َ ْ َ ِ
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻜﻔﺎﺕ :ﻤﻥ ﻜﹶﻔﹶﺕﹶ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﺫﺍ ﻀﻤﻪ ﻭﺠﻤﻌﻪ ،ﺃﻱ ﻀﺎﻤﺔ ﻭﺠﺎﻤﻌﺔ).(3
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻭﺠﻪ ﻓﻲ ﻨﺼﺏ ﻜﻠﻤﺔ )ﺃﺤﻴﺎﺀ( ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﺠﻪ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ،ﻭﻫﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻷﻭل :ﻤﻔﻌﻭل ﻟﻠﻤﺼﺩﺭ )ﻜﻔﺎﺘﹰﺎ( ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻜﺎﻓﺘﺔﹰ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﻭﺃﻤﻭﺍﺘﹰﺎ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﺘﻜﻔﺕ( ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺘﻜﻔﺕ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﺭﻫﺎ ﻭﺃﻤﻭﺍﺘﹰﺎ ﻓﻲ
ﺒﻁﻨﻬﺎ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ )ﺘﻜﻔﺘﻜﻡ( ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺘﻜﻔﺘﻜﻡ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﻭﺃﻤﻭﺍﺘﹰﺎ.
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺜﺎﻥٍ ﻟﻠﻔﻌل )ﺠﻌﻠﻨﺎ( ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺠﻌﻠﻨﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﺒﺎﻟﻨﺒﺎﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺘﻜﻭﻥ )ﻜﻔﺎﺘﹰﺎ( ﺤﺎل).(4
ﻭﻤﻥ ﻜل ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﺄﻜﺩ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﺭﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻴﺩ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻓﻬﻡ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ﺇﻋﺭﺍﺒﻪ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻟﻜﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﻠﻴﻐﹰﺎ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ
ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺘﻭﺨﻴﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﻤﺘﻤﺜﻼﹰ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻴﺱ
ﻓﻴﻪ ﺇﻓﺭﺍﻁ ﻭﻻ ﺘﻔﺭﻴﻁ ،ﺒل ﻫﻭ ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻭﻀﻭﺡ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ).(5
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ" ...ﻭﻟﻭﻻ ﺇﻴﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻤﺎ
ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻀﻌﺎﻑ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ .ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺭﻤﻭﺯﻩ ﻓﻲ ﻜل ﺒﺎﺏ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻠﻁﻑ ﻭﺍﻟﺨﻔﺎﺀ ﺤﺩﺍ ﻴﺩﻕ ﻋﻥ ﺘﻔﻁﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﺘﺒﺼﺭﻩ ...ﺇﻨﻙ ﺘﺠﺩ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺘﺭﺍﻜﻴﺏ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺤﺫﻓﹰﺎ ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﺘﻌﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺫﻑ ﻴﺨﻠﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻥ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺃﻭ ﺴﻴﺎﻕ ،ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ
ﺠﻤﻌﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴل.(6)"...
ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﻋﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻗﺎل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺎﺯﻥ ﻤﺒﺎﺭﻙ" :ﻭﺘﺘﻤﻴﺯ
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ –ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻪ– ﺒﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺏ
) (1ﺍﻟﻘﺒﺱ – ﻤﻥ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺠﺎﺯﻩ :ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻨﺤﻭﻴﺔ ﺼﺭﻓﻴﺔ – ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻌﻁﻲ ﺴﺎﻟﻡ – ﺹ .616
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﺴﻼﺕ -ﺍﻵﻴﺘﺎﻥ ).(26 ،25 )( 2
33
ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ،ﺇﺫ ﻴﺩل ﺒﺎﻟﺤﺭﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺠﺩﻴﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﻏﻴﺭ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﻟﺏ
ﺍﻟﺼﺭﻓﻲ ﻟﻬﺎ .ﻭﻫﻭ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻭ ﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ،ﻜﺎﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭﻟﻴﺔ ...ﻭﻫﻜﺫﺍ ،ﻓﺤﺭﻜﺎﺕ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻟﻴﺴﺕ ﺸﻴﺌًﺎ ﺯﺍﺌﺩﺍ ﺃﻭ ﺜﺎﻨﻭﻴﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻡ ﺘﺩﺨل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻋﺘﺒﺎﻁﹰﺎ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺩﺨﻠﺕ ﻷﺩﺍﺀ
ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ؛ ﺇﺫ ﺒﻬﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻴﻅﻬﺭ ،ﻭﻋﻥ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﻨﻌﺭﻑ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ").(1
ﻭﻨﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻓﻲ ﺩﻗﺔ ﻋﺭﻀﻪ ﻟﻠﻤﻌﺎﻨﻲ
ﻭﻭﻀﻭﺡ ﺘﺼﻭﻴﺭﻩ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻤﻭﺠﺯ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ،ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﻴﺤﺎﺀ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻠﻘﻲ
ﻋﻠﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻅﻼﻻﹰ ﺨﻔﻴﻔﺔ ﺘﺠﻌل ﺍﻟﺫﻫﻥ ﻴﺸﺘﻐل ﺒﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺨﻴﺎل ﻴﻌﻤل ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺘﺠﺫﺏ
ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺘﺜﻴﺭ ﻭﺠﺩﺍﻨﻬﺎ).(2
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻫﻭ ﺁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ،ﻓﻬﻭ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻨﻬﺞ
ﺤﻴﺎﺓ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﺨﺼﻪ ﻭﺘﻬﻤﻪ .ﻓﺈﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺁﻴﺎﺘﻪ
ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﻓﻬﻡ ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡٍ ﻭﺍﻉٍ ﻭﺠﺎﺩ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻭﻨﺸﺭﻉ –ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ–
ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﺒﺩﺀﺍ ﺒﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ .ﻭﺍﷲ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴل.
34
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﻭﻓﻴﻪ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﺒﺎﺤﺙ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ
ﻭﻓﻴﻬﺎ:
ﻋﻠﻴﻬﻢ َ ْ ِ اﳌﺴﺘﻘﻴﻢ * ِ َ ِ
ِ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ِ ْ ] :
وﻻ اﳌﻐﻀﻮب َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠﻴﻬﻢ َ َ ﻏﲑ َ ْ ُ ِ أﻧﻌﻤﺖ َ َ ْ ِ ْ
اﻟﺬﻳﻦ َ ْ َ ْ َ
ﴏاط ﱠ َ
َ اﻟﴫاط ُ ْ َ َ
اﻫﺪﻧﺎ ﱢ َ َ
}اﻟﻔﺎﲢﺔ{7،6: ﲔ[ ﱠ ﱢ
اﻟﻀﺎﻟ َ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ )ﻏﻴﺭ( ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺩل ﻤﻥ )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ )ﻋﻠﻴﻬﻡ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻟـ )ﺍﻟﺫﻴﻥ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻓﺎﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻌﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺼﺩﻴﻘﻴﻥ ﻭﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﻫﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻗﺩ ﺴﻠﻤﻭﺍ ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺒﺏ ﻏﻀﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ،ﻭﺴﻠﻤﻭﺍ
ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻼل ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﻓﻌﺒﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺭﺒﻬﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ).(2
ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ" :ﻭﺇﺫﺍ ﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ –ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺩل– ﻜﺎﻨﺕ )( 3
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ
)ﻏﻴﺭ( ﻤﺨﻔﻭﻀﺔ ﺒﻨﻴﺔ ﺘﻜﺭﻴﺭ "ﺍﻟﺼﺭﺍﻁ" ﺍﻟﺫﻱ ﺨﹸﻔﺽ "ﺍﻟﺫﻴﻥ" ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻜﺄﻨﻙ ﻗﻠﺕ :ﺼﺭﺍﻁﹶ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﺃﻨﻌﻤﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﺼﺭﺍﻁﹶ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻐﻀﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ").(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻓﺎﺩ ﺃﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﻌﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻨﻌﻡٍ ﻋﺩﻴﺩﺓ ،ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ
ﻤﻥ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﻤﻥ ﻏﻀﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ .ﻓﻜﺄﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﻗﺩ ﺠﻤﻌﻭﺍ ﺒﻴﻥ
ﻨﻌﻤﺘﻲ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻭﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻀﺏ ﻭﺍﻟﻀﻼل) .(5ﻭﻫﺫﻩ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻨﻌﻤﺔ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﺠﻠﻴﻠﺔ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 175/1ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ – ، 13/1ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤـﺼﻭﻥ
ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – ، 71/1ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒـﻪ – ﺍﻟﺯﺠـﺎﺝ – ، 53/1ﺇﻋـﺭﺍﺏ
ﺜﻼﺜﻴﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ .32
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 69/1ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – .71/1
) (3ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ:ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ،ﺍﻵﻤﻠـﻲ ﺍﻟﺒﻐـﺩﺍﺩﻱ ،ﺃﺤـﺩ ﺍﻷﻋـﻼﻡ ،ﺼـﺎﺤﺏ
ﺍﻟﺘﺼﺎﻨﻴﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ:ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ،ﺘﻭﻓﻲ
ﺴﻨﺔ 310ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺸﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﻫﺏ( – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ – .260/2
) (4ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .107/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 69/1ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 71/1ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل
ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – ، 47/1ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .28/1
37
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻤﺎ ﺴﺄل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻬﺩﻴﻪ ﺍﻟﺼﺭﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ،ﺒﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﺼﺭﺍﻁ ﺍﻟﺫﻱ
ﺃﻨﻌﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺼﺩﻴﻘﻴﻥ ﻭﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ
ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ،ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺭﻀﺎ ﺍﷲ .(1)-I-
ﻭﺃﺒﻲ ﺤﻴﺎﻥ ﻜﻭﻥ )ﻏﻴﺭ( ﻤﺠﺭﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺔ ،ﻭﻋﺩﺍ )(2
ﻭﻗﺩ ﺭﺠﺢ ﻜل ﻤﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ
ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل ﻤﺭﺠﻭﺤﺎ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﺩل ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻔﻴﺩ ﻤﺘﺒﻭﻋﻪ ﺍﻟﻤﺒﺩل ﻤﻨﻪ ﻤﺯﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ
ﻭﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ،ﻭﻤﺯﻴﺩﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﻹﻴﻀﺎﺡ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻫﻨﺎ) .(3ﻓﻬﻤﺎ ﻴﺭﺠﺤﺎﻥ ﺠﺭ )ﻏﻴﺭ( ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺼﻔﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ.
38
ﱠ
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ
}اﻟﺒﻘﺮة{1: ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ]:آﱂ[
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺃﻟﻬﺎ ﻤﺤل ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺃﻡ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻤﺘﻤﻜﻨﺔ ﻭﻻ ﺃﻓﻌﺎﻻﹰ ﻤﻀﺎﺭﻋﺔ ﻓﺘﻅﻬﺭ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻼﻤﺎﺕ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻤﺤل ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ؛ ﺒل ﻫﻲ ﺤﺭﻭﻑ ﻟﻠﺘﻬﺠﻲ ﻓﻘﻁ).(1
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻟﻬﺎ ﻤﺤل ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺇﻥ ﺠﻌﻠﺕ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻟﺴﻭﺭﻫﺎ ،ﻭﺘﺤﺘﻤل ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ
ﻭﺍﻟﺠﺭ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻌﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻓﻌل ﻤﻨﺎﺴﺏ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺭ ﻓﻌﻠﻰ
ﺇﻀﻤﺎﺭ ﺤﺭﻑ ﺍﻟﻘﺴﻡ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻤﺅﻟﻑ ﻤﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺅﻟﻔﻭﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﻼﻤﻬﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﻋﺠﺯﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻹﺘﻴﺎﻥ
ﺒﻤﺜﻠﻪ ﻭﻤﻌﺎﺭﻀﺘﻪ .ﻓﻔﻲ ﻫﺫﺍ ﺘﻌﺭﻴﺽ ﺒﻬﻡ ﻭﺘﺒﻜﻴﺕ ﻟﻬﻡ.
ﻭﻓﺎﺌﺩﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻫﻲ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺭﻓﻊ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ؛ ﻟﺌﻼ ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ
ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﺴﺎﻤﻌﻴﻥ ،ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻏﺭﻴﺒﺎ ﻟﻡ ﻴﻌﻬﺩ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﺘﻤﻴل ﺇﻟﻰ
ﺴﻤﺎﻋﻪ ﻭﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﻪ ﻓﺘﺅﻤﻥ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺤل )ﺍﻟﻡ( ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ )ﺫﻟﻙ( .ﺃﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ
ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻫﺫﺍ )ﺍﻟﻡ(.
ﻭﺭﺠﺢ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ ﻤﺤل ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﺃﻭ ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺫﻫﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺤﻘﻪ
ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺀ ﺒﻪ).(4
ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻓﻌل :ﺍﻗﺭﺃ ﺍﻟﻡ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﻡ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 177/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .79/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ -ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 177/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 80/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ – .15/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ، 79/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – ، 206/1
ﻭﺃﻴﺴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ – ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ – . 16/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – .60/1
40
ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻫﻲ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺃﻗﺴﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻬﺎ ،ﻭﺤﺫﻑ ﺤﺭﻑ ﺍﻟﺠﺭ
ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺭﺃﻱ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ –ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ.(1)-
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻤﺎﻨﻊ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻤﺤلٌ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺨﺒﺭﺍ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ
ﻤﺤﺫﻭﻑ ،ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﺎﺌﺩﺘﻬﺎ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﺅﻟﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻨﻔﺴﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺅﻟﻑ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺨﻁﺒﻬﻡ ﻭﺃﺸﻌﺎﺭﻫﻡ – ﻭﻫﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ – ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ
ﻋﺠﺯﻭﺍ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻋﻥ ﺍﻹﺘﻴﺎﻥ ﺒﻤﺜﻠﻪ ﻭﻤﻌﺎﺭﻀﺘﻪ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 91/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – ، 39/1ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ
ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – .95/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – .178/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – .219/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 178/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 67/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل
ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ – .15/1
41
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺇﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ )ﺫﻟﻙ( ﻴﺸﺎﺭ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ )ﺍﻟﻡ( ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺤﺭﻭﻓﹰﺎ ﻤﺴﻭﻗﺔ ﻟﻠﺘﻌﺠﻴﺯ
ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻗﺩ ﺃَُﻟﱢﻑ ﻭﺭﻜﱢﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺤﺭﻭﻓﻬﻡ ﻨﻔﺴﻬﺎ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ:
-1ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎل ﻓﻲ ﺠﻨﺱ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻤﺎ ﻋﺩﺍﻩ
ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﺎﻗﺼﺔ ﻟﻌﺩﻡ ﺍﺴﺘﻜﻤﺎﻟﻬﺎ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎل ،ﻓﻬﺫﺍ –ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ– ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻜﺘﺎﺒﺎ).(2
-2ﺃﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ )ﺫﻟﻙ( ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺯﻟﺕ ﻗﺒل ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ).(3
-3ﺃﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ "ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻤﻨﻪ ﻭﻤﺎ ﺴﻴﻨﺯل؛ ﻷﻥ ﻨﺯﻭﻟﻪ ﻴﺘﺭﻗﺏ ﻓﻬﻭ
ﺤﺎﻀﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻓﺸﺒﻪ ﺒﺎﻟﺤﺎﻀﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﻥ").(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 112/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – ، 41/1ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ، 18/2ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .219/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ، 112/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ، 41/1ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ، 18/2
ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ، 221/1ﻭﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺒﻴﺎﻨﻪ – ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﺭﻭﻴﺵ – .24/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – .219/1
) (4ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ – .219/1
42
ﻭﺃﻤﺎ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻬﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻭﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻴﻪ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﻫﻲ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ﻤﻥ )ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ )ﻓﻴﻪ(.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻤﻨﺼﻭﺒﺎﹰ ﺒـ )ﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻪ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺃﻭﻻﹰ:ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﺭﻓﻊ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻱ :ﺫﻟﻙ ﻫﺩﻯ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ )ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ( ﻋﻁﻑ ﺒﻴﺎﻥ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻫﻭ ﻫﺩﻯ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﺒﺭﺍ ﺜﺎﻨﻴﺎ ﻟـ )ﺫﻟﻙ( ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ )ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ( ﻋﻁﻑ ﺒﻴﺎﻥ ﻭ )ﻻ
ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻪ( ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻷﻭل .ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﺒﺭﺍ ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ ﻟـ )ﺫﻟﻙ( ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ )ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ( ﺨﺒﺭ ﺃﻭل ﻭ
)ﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻪ( ﺨﺒﺭ ﺜﺎﻥٍ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺩ ﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻤﻭﺭ :ﺍﻷﻭل:
ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﻪ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻪ ﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻨﻪ ﻫﺩﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺒﺘﺩﺃً ﻤﺅﺨﺭﺍ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﻓﻴﻪ( ﻭﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺨﺒﺭ ﻻ ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺱ ﻤﺤﺫﻭﻓﹰﺎ ﻓﻲ )ﻻ ﺭﻴﺏ( ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺨﺒﺭ )ﻫﺩﻯ( ﻤﻘﺩﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ )ﻓﻴﻪ( ﺨﺒﺭ ﻻ ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺱ ﻓﺈﻥ ﺨﺒﺭ )ﻫﺩﻯ( ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺩلّ ﻋﻠﻴﻪ ﺨﺒﺭ ﻻ ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ
ﻟﻠﺠﻨﺱ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻴﻪ ﻫﺩﻯ).(2
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﻟﻠﺫﻴﻥ ﻴﺘﻘﻭﻥ ﺍﷲ ––U
ﻓﻴﻭﺼﻠﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 180/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
86/1ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ،70/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ
ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ – .17/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 135/1ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 120/1ﻤﺩﺍﺭﻙ
ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – ، 43/1ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ، 22/2ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ –
ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ – ، 161/1ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – .102/1
43
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻻ ﺭﻴﺏ ﻭﻻ ﺸﻙ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻫﺩﺍﻴﺘﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻻ ﺸﻙ
ﻫﺎﺩﻴﺎ).(1
ﻭﺍﺨﺘﺎﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻜل ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺒﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻓﺘﻜﻭﻥ )ﺍﻟﻡ( ﺠﻤﻠﺔ ،ﻭ
)ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ( ﺠﻤﻠﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻭ )ﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻪ( ﺠﻤﻠﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻭ )ﻫﺩﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ( ﺠﻤﻠﺔ ﺭﺍﺒﻌﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺠﻤل ﻤﺘﻨﺎﺴﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻓﺘﻘﺭﺭ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺠﻤل ﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤﺘﺂﺨﻴﺔ
ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺄﺨﺫ ﻜل ﺠﻤﻠﺔ ﺒﻌﻨﻕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﺩﻭﻥ ﺤﺭﻑ ﻋﻁﻑ ﺒﻴﻨﻬﺎ ،ﻓﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻗﺩ ﺃﺼﺎﺏ
ﻤﻔﺼل ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ).(2
ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ" :ﺃﻨﻪ ﻨﺒﻪ ﺃﻭﻻﹰ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﻯ ﺒﻪ ،ﺜﻡ ﺃﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺄﻨﻪ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻌﻭﺕ ﺒﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎل .ﻓﻜﺎﻥ ﺘﻘﺭﻴﺭﺍ ﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ،ﻭﺸﺩﺍ ﻤﻥ ﺃﻋﻀﺎﺩﻩ .ﺜﻡ ﻨﻔﻰ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ
ﻴﺘﺸﺒﺙ ﺒﻪ ﻁﺭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻴﺏ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺘﺴﺠﻴﻼﹰ ﺒﻜﻤﺎﻟﻪ ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﻜﻤﺎل ﺃﻜﻤل ﻤﻤﺎ ﻟﻠﺤﻕ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻥ،
ﻭﻻ ﻨﻘﺹ ﺃﻨﻘﺹ ﻤﻤﺎ ﻟﻠﺒﺎﻁل ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ...ﺜﻡ ﺃﺨﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﺒﺄﻨﻪ ﻫﺩﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ .ﻭﻗﺭﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﻜﻭﻨﻪ ﻴﻘﻴﻨﹰﺎ ﻻ
ﻴﺤﻭﻡ ﺍﻟﺸﻙ ﺤﻭﻟﻪ ،ﻭﺤﻘﹰﺎ ﻻ ﻴﺄﺘﻴﻪِ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ﻭﻻ ﻤﻥ ﺨﻠﻔﻪ").(3
َﺎﻫﻢ ُﻳﻨ ِ ُ َ
ْﻔﻘﻮن[ رزﻗﻨ ُ ْ
وﻳﻘﻴﻤﻮن اﻟﺼ َ َ ِ
وﳑﺎ َ َ ْ
ﻼة َ ﱠ
ُﻮن ِ َ ِ ِ
ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ َ ُ ُ َ ﱠ
ْ
اﻟﺬﻳﻦ ْ ِ
ﻳﺆﻣﻨ َ ِ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ]:ﱠ َ ُ
}اﻟﺒﻘﺮة{3:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ﻭﺍﻟﺠﺭ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻓﻤﻥ ﺠﻬﺘﻴﻥ:
ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﺠﻤﻠﺔ )ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻋﻠﻰ ﻫﺩﻯ ﻤﻥ ﺭﺒﻬﻡ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻫﻡ(.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻤﺩﺡ ،ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ،ﺃﻭ ﺃﺫﻜﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 70/1ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – 135/1
،ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 120/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – ، 43/1ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ
– ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ،22/2ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ،102/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ
ﺤﻴﺎﻥ .161/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ، 121/1 -ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ، 103/1 -ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ .161/1 -
) (3ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – .122/1
44
)( 1
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺭ ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﻨﻌﺕ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ.
ﻭﻗﺩ ﺃﻀﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﻭﺠﻬﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻟﻠﺠﺭ ﻭﻫﻤﺎ :ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻁﻑ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺒﺩل.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻟﺭﻓﻊ :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ" :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ" ﺠﻤﻠﺔ ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ
ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﺴﺒﻘﻬﺎ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺒﻴﺎﻥ ﻟﻠﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ ﻭﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ...ﺇﻟﺦ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻵﻴﺔ ،ﻭﺨﺒﺭ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻫﻭ ﺠﻤﻠﺔ )ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻋﻠﻰ ﻫﺩﻯ ﻤﻥ ﺭﺒﻬﻡ().(2
ﻭﺍﻋﺘﺭﺽ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﻋﻨﺩﻱ ﺃﻨﻪ ﺘﺠﻭﻴﺯ ﻟﻤﺎ ﻻ ﻴﻠﻴﻕ ،ﺇﺫ
ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﻏﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺒﺎﻻﻗﺘﻀﺎﺏ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺤﺴﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺸﻴﻊ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل ﻭﺃﻓﻴﺽ ﻓﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﺃُﻭﻋﺏ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺨﻴﻔﺕ ﺴﺂﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻭﻗﻊ
"ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ" ﺃﻭ ﻜﻠﻤﺔ "ﻫﺫﺍ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ" ،ﻭﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﺘﻘﺼﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻭﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ
ﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ؛ ﻷﻥ ﺍﻹﻁﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻏﺭﺍﻀﻪ ﺃﻤﻜﻥ").(3
ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﺒﺎﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺭﻓﻊ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ ،ﻜﺄﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻗﺎل:
"ﻫﺩﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ" ،ﺴﺄل ﺴﺎﺌل :ﻤﻥ ﻫﻡ؟ ﻓﻘﺎل" :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ.(4)"...
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ ،ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻗﺎل" :ﻫﺩﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ" ﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل :ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ
ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ ،ﺃﻭ ﺍﺫﻜﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ).(5
ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻨﻌﺕ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ "ﻫﺩﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ "ﺠﺎﺀ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ
ﻤﺠﻤﻼﹰ ،ﻓﺒﺩﺃ ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ "...ﻭﻓﻴﻪ ﺘﻔﺼﻴل ﻟﻤﺎ ﺃﺠﻤل ﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ،ﻭﻜﺄﻨﻪ
ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻓﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ،ﻓﺒﺩﺃ ﺒﺘﻌﺩﺍﺩ ﺼﻔﺎﺘﻬﻡ).(6
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻁﻑ ﺒﻴﺎﻥ ﻓﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﻴﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﻭﻥ .ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺩل ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ ﻭﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻤﻤﺎ ﺭﺯﻗﻬﻡ ﺍﷲ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ ،ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ ﻭﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻤﻤﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻫﻡ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ ﻫﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﻭﻥ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 180/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 91/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 70/1ﻭﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ
– .17/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – .123/1
) (3ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – .229/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 71/1ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 162/1
ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 123/1ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – .73/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ، 123/1ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ .73/1 -
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .228/1
45
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺃﻅﻬﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﻫﻭ ﻤﺤل ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻨﻌﺕ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ ﺩﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ،ﻓﻌﺭﻓﻨﺎ ﺼﻔﺎﺘﻬﻡ ﻜﻲ ﻨﺘﺄﺴﻰ ﺒﻬﻡ ،ﻓﻬﻡ ﻴﺼﺩﻗﻭﻥ ﺘﺼﺩﻴﻘﹰﺎ ﺠﺎﺯﻤﺎ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﻏﻴﺏ
ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﻭﻴﺅﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﺩﺍﺀ ﻜﺎﻤﻼﹰ ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ،ﻭﻴﻨﻔﻘﻭﻥ ﻤﻤﺎ ﺘﻔﻀل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺭﺯﻕ ﻭﻤﺎل.
ﻫﻢ ُ ْ ِ ُ َ
اﳌﻔﻠﺤﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{5: رﲠﻢ َ ُ َ ِ َ
وأوﻟﺌﻚ ُ ُ ﻣﻦ َ ﱢ ِ ْ
ﻋﲆ ً ِ
ﻫﺪى ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ِ َ ُ ] :
أوﻟﺌﻚ َ َ ُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﻫﻡ( ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﺇﻥ )ﺃﻭﻟﺌﻙ( ﻤﺒﺘﺩﺃ ﺃﻭل ،ﻭ )ﻫﻡ( ﻀﻤﻴﺭ ﻤﻨﻔﺼل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﺜﺎﻥٍ ،ﻭ )ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻭﻥ(
ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻭﻥ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﺍﻷﻭل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻥ )ﻫﻡ( ﻀﻤﻴﺭ ﻓﺼل ﻟﻠﺘﺄﻜﻴﺩ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ،ﻭﺃﺨﺒﺭ ﻋﻨﻬﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﻔﻠﺤﻭﻥ
ﺤﻘﻴﻘﻴﻭﻥ ﺒﺭﻀﺎ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻔﻭﺯ ﺒﺠﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻡ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻥ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻔﺼل ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻭﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ﺒﺎﻟﻤﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺃﻨﻪ ﺜﺎﺒﺕ ﻟﻪ ﺩﻭﻥ
ﻏﻴﺭﻩ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ﻗﺩ ﺍﺨﺘﺼﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﺒﻨﻴﻠﻬﻡ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﻟﺫﻱ
ﻻ ﻴﺩﺭﻜﻪ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺜﺎﺒﺕ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻓﺎﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻭل ﻓﻴﻪ ﻤﺠﺭﺩ ﺇﺨﺒﺎﺭ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ
ﻭﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺹ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺒﻴﺎﻥ ﻟﺸﺭﻑ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﻗﺩﺭﻫﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﺘﺭﻏﻴﺒﺎ ﻟﻐﻴﺭﻫﻡ ﻓﻲ
ﺍﻗﺘﻔﺎﺀ ﺃﺜﺭﻫﻡ ﻟﻴﺤﻭﺯﻭﺍ ﻤﺎ ﺤﺎﺯﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ).(2
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 184/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 103/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .74/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 148/1ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 134/1ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ
ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – .74/1
46
ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ ِ
أأﻧﺬرﲥﻢ َ ْأم َﱂ ْ ُﺗﻨ ْ ُ ْ
ْﺬرﻫﻢ َﻻ ﺳﻮاء َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠﻴﻬﻢ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ اﻟﺬﻳﻦ َ َ ُ
ﻛﻔﺮوا َ َ ٌ إن ﱠ َ
ْ ِ
ﻳﺆﻣﻨ َ
ُﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{6: ُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :ﻭﻓﻴﻪ:
ﺃﻭﻻﹰ) :ﺴﻭﺍﺀ (ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﺃﺃﻨﺫﺭﺘﻬﻡ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ ﻓﻲ
ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺇﻥ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ) :ﺴﻭﺍﺀ (ﺨﺒﺭ ﺇﻥ ،ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﺃﺃﻨﺫﺭﺘﻬﻡ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻓﺎﻋل.
ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﺠﻤﻠﺔ )ﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ( ﺨﺒﺭ ﺇﻥ ،ﻭﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺇﻥ ﻭﺍﺴﻤﻬﺎ ﻭﺨﺒﺭﻫﺎ ﺠﻤﻠﺔ ﺍﻋﺘﺭﺍﻀﻴﺔ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﻟﻡ ﺘﻨﻔﻌﻬﻡ ﺍﻟﻨﺫﺍﺭﺓ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ:
ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﻭﻋﺩﻤﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﺍﺴﺘﻭﻯ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﻭﻋﺩﻤﻪ.
ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﺴﻭﺍﺀ( ﺍﺴﻡ ،ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻌﻼﹰ )( 2
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ
ﻓﻴﻪ ﺘﺭﻙ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻀﺭﻭﺭﺓ) ،(3ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﻭﺍﺀ ﻤﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ
ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﺃﻭ ﻋﺩﻤﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ).(4
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻷﺨﻴﺭ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺠﻤﻠﺔ )ﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ( ﻓﻲ )(5
ﻭﺍﻋﺘﺭﺽ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ
ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻫﻡ( ،ﻓﻬﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﺠﻭﺍﺏ ﻟﺴﺅﺍل
ﻤﻘﺩﺭ ،ﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل :ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﻭﻯ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﻭﻋﺩﻤﻪ؟ ﻓﺎﻟﺠﻭﺍﺏ :ﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ،ﺃﻱ ﻫﻡ
ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 184/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒـﻲ – )( 1
، 105/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 77/1ﻭﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜـﻲ ﺒـﻥ ﺃﺒـﻲ ﻁﺎﻟـﺏ -
ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ – .20/1
) (2ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ ﺍﻟﻁﺒﺭﺴﺘﺎﻨﻲ ﺍﻷﺼل ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻓﺨـﺭ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺍﻟـﺭﺍﺯﻱ ،ﺍﻹﻤـﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ،ﺃﻭﺤﺩ ﺯﻤﺎﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻭل ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻷﻭﺍﺌل ،ﻴﻘﺎل ﻟﻪ :ﺍﺒﻥ ﺨﻁﻴﺏ ﺍﻟﺭﻱ ،ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺘﻔـﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴـﺭ
ﻤﻔﺎﺘﻴﺢ ﺍﻟﻐﻴﺏ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 606ﻫـ.ﺍﻨﻅﺭ) :ﺴﻴﺭ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ( -ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ – .500/21
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .40/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 155/1ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – .106/1
) (5ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ،ﻓﻘﻴﻪ ﻤﺠﺘﻬﺩ ،ﻤﻥ ﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟـﻴﻤﻥ ،ﻤـﻥ ﺃﻫـل
ﺼﻨﻌﺎﺀ ،ﻟﻪ ﺘﺼﺎﻨﻴﻑ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻤﻨﻬﺎ :ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ ﻭﻨﻴل ﺍﻷﻭﻁﺎﺭ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1250ﻫــ.
ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – .298/6
47
ﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ .ﻭﻋﻠل ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﻭﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻨﺎﻩ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ
ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﺈﻨﺫﺍﺭﻫﻡ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﺩﻱ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﺒل ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻟﻌﺩﻡ ،ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﺨﺒﺭﺍ
ﻹﻥ ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻤﺘﺴﺒﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻻ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ").(1
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ" :ﻤﻌﺘﺩلٌ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – ﻋﻠﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﺤﺩﻭﺍ
ﻨﺒﻭﺘﻙ ﻤﻥ ﺃﺤﺒﺎﺭ ﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﻌﺩ ﻋﻠﻤﻬﻡ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻜﺘﻤﻭﺍ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻤﺭﻙ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺒﺄﻨﻙ ﺭﺴﻭﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺨﻠﻘﻲ،
ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺫﺕﹸ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﺘﻤﻭﺍ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺒﻴﻨﻭﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ،ﻭﻴﺨﺒﺭﻭﻫﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺠﺩﻭﻥ
ﺼﻔﺘﻙ ﻓﻲ ﻜﺘﺒﻬﻡ – ﺃﺃﻨﺫﺭﺘﻬﻡ ﺃﻡ ﻟﻡ ﺘﻨﺫﺭﻫﻡ ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ،ﻭﻻ ﻴﺭﺠﻌﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﻻ ﻴﺼﺩﻗﻭﻥ
ﺒﻙ ﻭﺒﻤﺎ ﺠﺌﺘﻬﻡ ﺒﻪ").(2
ﻧﺤﻦ ُ ْ ِ ُ َ
ﻣﺼﻠﺤﻮن ﻗﺎﻟﻮا ِ ﱠ َ
إﻧﲈ َ ْ ُ اﻷرض َ ُ ﳍﻢ َﻻ ُﺗ ْ ِ ُ
ﻔﺴﺪوا ِﰲ َ ْ ِ وإذا ِ َ
ﻗﻴﻞ َ ُ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ِ َ ] :
* َ َأﻻ ِإﳖﻢ ﻫﻢ ُ ْ ِ ُ َ ِ
وﻟﻜﻦ َﻻ َ ْ ُ ُ َ
ﻳﺸﻌﺮون[ }اﻟﺒﻘﺮة{12 ،11: اﳌﻔﺴﺪون َ َ ْ ﱠُْ ُ ُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﻫﻡ( ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل) :ﻫﻡ( ﻀﻤﻴﺭ ﻤﻨﻔﺼل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺨﺒﺭﻩ )ﺍﻟﻤﻔﺴﺩﻭﻥ( ،ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻔﺴﺩﻭﻥ( ﻓﻲ
ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺇﻥ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ )ﻫﻡ( ﺘﻭﻜﻴﺩﺍ ﻟﻔﻅﻴﺎ ﻟﻠﻀﻤﻴﺭ )ﻫﻡ( ﻓﻲ )ﺇﻨﻬﻡ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ )ﻫﻡ( ﻀﻤﻴﺭ ﻓﺼل ﻻ ﻤﺤل ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ).(3
ﺠﺠ ﺞ
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺩﻋﻭﺍ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺃﺨﺒﺭ
ﻋﻨﻬﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﻔﺴﺩﻭﻥ ﻻ ﻤﺼﻠﺤﻭﻥ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻴﻪ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺩﻋﻭﺍ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺍﻟﻤﻔﺴﺩﻭﻥ
ﻤﻊ ﻋﺩﻡ ﺸﻌﻭﺭﻫﻡ ﺒﺫﻟﻙ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻓﻴﻪ ﺘﺨﺼﻴﺹ ﻭﺤﺼﺭ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺩﻋﻭﺍ ﺒﺄﻓﻭﺍﻫﻬﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﺼﻠﺤﻭﻥ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻜﺫﺒﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺍﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﺒﻠﻎ ﺭﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻔﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ
48
ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﺜﺎﺒﺕ ﻟﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻓﺄﺘﻰ ﺒﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻔﺼل ﻟﺭﺩ ﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺭ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﺇﻨﻤﺎ ﻨﺤﻥ ﻤﺼﻠﺤﻭﻥ) ،(1ﻓﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﻫﻡ "ﺍﻟﻤﻔﺴﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻭﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ
– ،-Uﺍﻟﻤﺘﻌﺩﻭﻥ ﺤﺩﻭﺩﻩ ،ﺍﻟﺭﺍﻜﺒﻭﻥ ﻤﻌﺼﻴﺘﻪ ،ﺍﻟﺘﺎﺭﻜﻭﻥ ﻓﺭﻭﻀﻪ ،ﻭﻫﻡ ﻻ ﻴﺸﻌﺭﻭﻥ ﻭﻻ ﻴﺩﺭﻭﻥ
ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺫﻟﻙ – ﻻ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺄﻤﺭﻭﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻭﻴﻨﻬﻭﻨﻬﻡ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﺼﻲ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺃﺭﻀﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ").(2
ِ
اﻟﺴﲈء ِ ِ ٍ ِ
ﳚﻌﻠﻮَن
وﺑﺮق َ ْ َ ُ
ورﻋﺪ َ َ ْ ٌ ﻓﻴﻪ ُ ُ َ ٌ
ﻇﻠﲈت َ َ ْ ٌ ﻣﻦ ﱠ َ ﻛﺼﻴﺐ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ َ ] :أو َ َ ﱢ
ِ اﳌﻮت َواﷲُ ُ ِ ٌ
ﺣﺬر َ ِ ﻣﻦ ﱠ َ ِ ِ أﺻﺎﺑﻌﻬﻢ ِﰲ َ َ ِ ِ ِ
ﳏﻴﻂ ِ َ ِ َ
ﺑﺎﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ[ }اﻟﺒﻘﺮة{19: اﻟﺼﻮاﻋﻖ َ َ َ ْ آذاﳖﻢ َ
ْ َ َ َُِ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﺠﻌﻠﻭﻥ( ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻭﻻﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺠﻤﻠﺔ ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ "ﻤﺜﻠﻬﻡ" ﺒﺩﻟﻴل "ﺃﻭ" )( 3
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل ﻤﻥ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﺔ ﺍﻟﻤﺨﻴﺭﺓ .
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﺠﻭﺍﺏ ﻟﺴﺅﺍل ﻤﻘﺩﺭ؛ "ﻷﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺭﻋﺩ ﻭﺍﻟﺒﺭﻕ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺅﺫﻥ ﺒﺎﻟﺸﺩﺓ ﻭﺍﻟﻬﻭل ،ﻓﻜﺄﻥ ﻗﺎﺌﻼﹰ ﻗﺎل :ﻓﻜﻴﻑ ﺤﺎﻟﻬﻡ ﻤﻊ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﻋﺩ؟ ﻓﻘﻴل" :ﻴﺠﻌﻠﻭﻥ
ﺃﺼﺎﺒﻌﻬﻡ ﻓﻲ ﺁﺫﺍﻨﻬﻡ").(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻫﺫﺍ ﻤﺜلٌ ﺜﺎﻥٍ ﻀﺭﺒﻪ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ .ﻓﻤﺜﻠﻬﻡ ﻜﻤﺜل ﻤﻥ ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ ﺍﻟﻤﻁﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺯل ﺒﻜﺜﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﻅﻠﻤﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ :ﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴل ﻭﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻭﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭ،
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – ، 139/1ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ –
، 180/1ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 175/1ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – ، 101/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – .54/1
) (2ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .170/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ،194/1ﻭ ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.171/1
) (4ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 216/1ﻭﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ ، 62/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ –
ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .68/1
49
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﻋﺩ ﻭﺍﻟﺒﺭﻕ ،ﻭﻓﻲ ﻅل ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺠﻭﺍﺀ ﺠﻌل ﻫﺅﻻﺀ ﺃﺼﺎﺒﻌﻬﻡ ﻓﻲ ﺁﺫﺍﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺍﻋﻕ ﺍﺘﻘﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻭﺕ.
ﻓﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜل :ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻡ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎل ﺠﺎﻋﻠﻴﻥ ﺃﺼﺎﺒﻌﻬﻡ ﻓﻲ ﺁﺫﺍﻨﻬﻡ...
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻴﻘﻭل :ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﺒﺩﻭﺍ ﺭﺒﻜﻡ "ﺍﻟﺨﺎﻟﻘﻜﻡ ،ﻭﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻜﻡ ،ﺍﻟﺠﺎﻋلَ
ﻟﻜﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺭﺍﺸﹰﺎ.(2)"...
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل( ﻨﻌﺘﹰﺎ ﻟـ )ﺍﻟﺫﻱ ﺨﻠﻘﻜﻡ( ،ﺃﻱ :ﻨﻌﺘﹰﺎ
ﻟﻠﻨﻌﺕ .ﻭﺭﻓﻀﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻤﻌﻠﻠﻴﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﻌﺕ ﻻ ﻴﻨﻌﺕ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﻌﻭﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺭﺠﻊ ﻓﻲ
ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻌﻭﺕ ﻭﺍﺤﺩ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻴﻌﻨﻲ ﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل :ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﺒﺩﻭﺍ ﺭﺒﻜﻡ ﻟﻌﻠﻜﻡ ﺘﺘﻘﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﻟﻜﻡ ﺍﻷﺭﺽ
ﻓﺭﺍﺸﹰﺎ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 198/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 191/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ – .30/1
) (2ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .215/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 301/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – .236/1
50
ﻭﻋﻠﻕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺃﻨﻪ ﻏﺙﱞ ﻴﻨﺯﻩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻥ ﻤﺜﻠﻪ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻅﻴﻡ ،ﺃﻱ ﻤﺩﺡ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ
ﻭﺘﻌﻅﻴﻤﻬﺎ ﻭﺘﺨﺼﻴﺹ ﺍﷲ – –Uﺒﺄﻨﹼﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻬﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻜﺎﻨﹰﺎ ﻴﺴﺘﻘﺭ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻜﺄﻨﻪ
ﻗﺎل :ﻟﻌﻠﻜﻡ ﺘﺘﻘﻭﻥ ﺃﻋﻨﻲ ﻭﺃﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﻟﻜﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺭﺍﺸﹰﺎ.(2)...
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﻭﻫﻭ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﻟﻜﻡ
ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺭﺍﺸﹰﺎ.(3)...
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺃﻅﻬﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﻫﻭ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻷﻭل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل
ﻨﺼﺏ ﻨﻌﺕ ﺜﺎﻥٍ ﻟـ )ﺭﺒﻜﻡ( .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺭﺠﺤﻪ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻤﻌﻠﻼﹰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ:
" ...ﻷﻥ ﻤﺴﺎﻗﻬﺎ –ﺃﻱ )ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل(– ﻤﺴﺎﻕ ﻗﻭﻟﻪ )ﺍﻟﺫﻱ ﺨﻠﻘﻜﻡ( ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺍﻹﻴﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺴﺒﺏ ﺁﺨﺭ
ﻻﺴﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺇﻓﺭﺍﺩﻩ ﺒﻬﺎ .ﻓﺈﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺃﻭﺠﺏ ﻋﺒﺎﺩﺘﻪ ﺃﻨﻪ ﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﻠﻬﻡ ﺃﺘﺒﻊ ﺫﻟﻙ ﺒﺼﻔﺔ ﺃﺨﺭﻯ
ﺘﻘﺘﻀﻲ ﻋﺒﺎﺩﺘﻬﻡ ﺇﻴﺎﻩ ﻭﺤﺩﻩ ﻭﻫﻲ ﻨﻌﻤﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺩﻻﺌل ﻋﻅﻴﻡ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻓﺈﻨﻪ
ﻤﻜﱠﻥ ﻟﻬﻡ ﺴﺒل ﺍﻟﻌﻴﺵ.(4)"...
ﱠﺎت َ ْ ِ ِأن َﳍﻢ ﺟﻨ ٍ ِ ِ اﻟﺬﻳﻦ َ َآﻣﻨُﻮا َ َ ِ ُﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﱢ ِ ِ
ﻣﻦ
ﲡﺮي ْ اﻟﺼﺎﳊﺎت َ ﱠ ُ ْ َ
وﻋﻤﻠﻮا ﱠ َ وﺑﴩ ﱠ َ ََ
ﻗﺒﻞ ُ ُ ِ اﻟﺬي ِ ْ ِﻫﺬا ﱠ ِ رزﻗﻮا ِﻣﻨْﻬﺎ ِﻣﻦ َ ٍ
ﺛﻤﺮة ِ ْ ً ﻛﻠﲈ ُ ِ ُ ِ
وأﺗﻮا ِﺑﻪ ُ َ َ ِ ً
ﻣﺘﺸﺎﲠﺎ َ َ ُ ْ
وﳍﻢ ﻣﻦ َ ْ ُ َ
رزﻗﻨَﺎ ْ
ُ ﻗﺎﻟﻮا َ َ رزﻗﺎ َ ُ َ ْ ََ ﲢﺘﻬﺎ َ ْ َ ُ
اﻷﳖﺎر ُ ﱠ َ َْ َ
ﺧﺎﻟﺪون[ }اﻟﺒﻘﺮة{25: ﻓﻴﻬﺎ َ ِ ُ َ
ِ
وﻫﻢ َ ﻓﻴﻬﺎ َ ْ َ ٌ
أزواج ُ َ ﱠ َ ٌ
ﻣﻄﻬﺮة َ ُ ْ َ
ِ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﺯﻗﻨﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل( ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل) :ﻫﺫﺍ( ﺍﺴﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ )ﺍﻟﺫﻱ( ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭﻩ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) :ﻫﺫﺍ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ )ﺍﻟﺫﻱ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻫﻭ().(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 301/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – 237/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 233/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨـﺴﻔﻲ – ، 65/1ﻭﺃﻨـﻭﺍﺭ
ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – .22/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ
) (4ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .331/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 202/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟـﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒـﻲ –
.216/1
51
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ :ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻤﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺯﻗﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺯﻗﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﺃﻱ ﻤﻥ
ﺠﻨﺴﻬﺎ ﻭﻭﺼﻔﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﺭ) ،(1ﻭﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻜل ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﻠﺫﺓ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻴﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻤﺭﺓ ﻫﻲ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻭﺫﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺯﻗﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ .ﺃﻱ :ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﻫﺫﺍ ﻫﻭ
ﺍﻟﺫﻱ ﺭﺯﻗﻨﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل.
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻷﻭل ﺃﻅﻬﺭ ﻭﻗﺎل ﻓﻴﻪ ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ..." :ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﺤﺘﻴﺞ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻀﻤﺎﺭ- ،ﺃﻱ
ﺇﻀﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ– ؛ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺒﻴﻥ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﺩﻡ ...ﺜﻡ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﺭﺓ ﺤﺫﻓﺕ ﻻﺴﺘﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﻪ ،ﺤﺘﻰ ﻜﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺫﺍﺕ").(2
ﻓﻮﻗﻬﺎ َ َ ﱠ
ﻓﺄﻣﺎ ﺑﻌﻮﺿﺔ َ َﻓﲈ َ ْ َ َ
ﻣﺜﻼ َﻣﺎ َ ُ َ ً أن َ ْ ِ َ
ﻳﴬب َ َ ً إن اﷲَ َﻻ َ ْ َ ْ ِ
ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ َ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ
ﻣﺜﻼ ُ ِ ﱡ أراد اﷲُ ِ َ َ رﲠﻢ َ ِ ِ ﱠِ
ﻳﻀﻞ ﲠﺬا َ َ ً ﻣﺎذا َ َ َ
ﻘﻮﻟﻮن َ َ
ﻛﻔﺮوا َ َﻓﻴ ُ ُ َ
اﻟﺬﻳﻦ َ َ ُ
وأﻣﺎ ﱠ َﻣﻦ َ ﱢ ِ ْ َ ﱠﻓﻴﻌﻠﻤﻮن َأﻧﻪ َ ﱠ ُاﳊﻖ َ ﱡ ْ
اﻟﺬﻳﻦ َآﻣﻨَ َُﻮا َ َ ْ َ ُ
اﻟﻔﺎﺳﻘﲔ[ }اﻟﺒﻘﺮة{26: ﻳﻀﻞ ِ ِﺑﻪ ِ ﱠإﻻ َ ِ ِ َ
وﻣﺎ ُ ِ ﱡ ﻛﺜﲑا ِ ِ ِ
وﳞﺪي ِﺑﻪ َ ً
ﻛﺜﲑا َ َ
ِ ِ
ِﺑﻪ َ ً َ َ ْ
ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﺴﺘﺤﻴﻲ ﺃﻥ ﻴﻀﺭﺏ ﻤﺜﻼﹰ ﻤﺎ ﺒﻌﻭﻀﺔ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﺒﻌﻭﻀﺔﹰ( ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭﺠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﺯﺍﺌﺩﺓ ،ﻭ )ﺒﻌﻭﻀﺔ( ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ )ﻤﺜﻼﹰ( ،ﺃﻭ ﻋﻁﻑ ﺒﻴﺎﻥ ﻟﻪ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻨﻜﺭﺓ ،ﻭ )ﺒﻌﻭﻀﺔ( ﺼﻔﺔﹰ ﻟﻬﺎ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ) ﺒﻌﻭﻀﺔ( ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﺎﻓﺽ).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – ، 257/1ﻭﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ –
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ – .63/1
) (2ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – .257/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 203/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 223/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 31/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ
– .103/1
52
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻤﻌﻨﻰ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﺯﺍﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻓﻬﻲ ﻤﺒﻬﻤﺔ؛
ﻟﺘﺯﻴﺩ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﺨﻠﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺸﻴﻭﻋﺎ ﻭﻋﻤﻭﻤﺎ ﻭﺇﺒﻬﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ
ﻴﺴﺘﺤﻴﻲ ﺃﻥ ﻴﻀﺭﺏ ﺒﻌﻭﻀﺔ ﻤﺜﻼﹰ ،ﻭﻤﺜﻼﹰ ﺒﻌﻭﻀﺔﹰ).(1
ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻌﻭﻀﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺜل ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻟﺫﻱ ﻀﺭﺒﻪ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻫﻭ ﺍﻟﺒﻌﻭﻀﺔ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺜل ﺒﺎﻟﺒﻌﻭﻀﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺍﻟﺒﻌﻭﻀﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒل ﺃﻱ ﺤﺸﺭﺓ ﻫﻲ ﻓﻭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﺭ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻤﻌﻨﻰ )ﻤﺎ( ﻫﻨﺎ )ﺸﻲﺀ( ،ﺃﻭ ﺃﻱ ﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﻘﻠﺔ ،ﻓﺘﻜﻭﻥ )ﺒﻌﻭﻀﺔﹰ( ﺼﻔﺔ ﻟـ
)ﻤﺎ( ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﺴﺘﺤﻴﻲ ﺃﻥ ﻴﻀﺭﺏ ﻤﺜﻼﹰ ﺸﻴﺌًﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ،ﺒﻌﻭﻀﺔ ﻓﻤﺎ ﻓﻭﻗﻬﺎ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺘﻜﻭﻥ )ﺒﻌﻭﻀﺔ( ﻭﺼﻔﹰﺎ ﻟـ )ﺸﻴﺌًﺎ( ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﺴﺘﺤﻴﻲ ﺃﻥ ﻴﻀﺭﺏ ﻤﺜﻼﹰ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﻭﻀﺔٍ
ﻓﻤﺎ ﻓﻭﻗﻬﺎ .ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ )ﺒﻌﻭﻀﺔ( ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺠﺭﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺜﻡ ﺤﺫﻓﺕ )ﺒﻴﻥ (ﻭﺃُﻋﺭﺒﺕ
)ﺒﻌﻭﻀﺔٍ( ﺒﺈﻋﺭﺍﺏ )ﺒﻴﻥ (ﻓﺄﺼﺒﺤﺕ )ﺒﻌﻭﻀﺔﹰ().(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) ،(5ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺠﻌل ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﺃﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ )( 4
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
ﺍﻷﻭل).(6
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻫﻭ ﺍﻷﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ؛ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻀﺭﺏ ﺍﻟﻤﺜل
ﺒﺎﻟﺒﻌﻭﻀﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﻭﻀﺔ ﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﻭﺍﻟﺼﻐﺭ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻀﺭﺏ ﺍﻟﻤﺜل ﻫﻭ
ﺍﻟﺒﻌﻭﻀﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 103/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .81/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .104/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .238/1
) (4ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺩﺍﻴﻡ ،ﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒـﻲ ،ﻤﻔـﺴﺭ،
ﻋﺎﻟﻡ ﺒﺎﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﺸﺎﻓﻌﻲ ،ﻤﻥ ﺃﻫل ﺤﻠﺏ ،ﺍﺴﺘﻘﺭ ﻭﺍﺸﺘﻬﺭ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﻥ ﻜﺘﺒـﻪ ﺍﻟـﺩﺭ ﺍﻟﻤـﺼﻭﻥ .ﺍﻨﻅـﺭ:
)ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – .274/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – .223/1
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – .103/1
53
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﻜﺒﺎ ﻤﻥ ﻜﻠﻤﺘﻴﻥ) :ﻤﺎ( ﻭ )ﺫﺍ( ،ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﺍﺴﻡ ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ
ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ).(2 )( 1
)ﺫﺍ( ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺍﻟﺫﻱ(
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻱ ﺸﻲﺀٍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺒﻬﺫﺍ ﻤﺜﻼﹰ؟ ﺃﻱ ﺒﻀﺭﺏ ﻤﺜل ﺍﻟﺒﻌﻭﻀﺔ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺍﷲ ﺒﻬﺫﺍ ﻤﺜﻼﹰ؟ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻓﺎﺌﺩﺓٍ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺍﷲ ﺒﻀﺭﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜل؟).(4
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻤﺜﻼﹰ( ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻤﺎﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺒﻬﺫﺍ ﻤﺜﻼﹰ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :ﻭﻓﻴﻪ ﻭﺠﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻪ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻁﻊ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ).(5
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﻤﺎﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜل؟ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﻴﺘﺒﻊ )ﺍﻟﻤﺜل( ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻲ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻨﻘﻁﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻨﹸﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻁﻊ).(6
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﻤﺎﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜل ﻤﻥ ﻤﺜل؟ ﻓﺠﺎﺀ ﻴﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ ،ﻭﺫﻟﻙ
ﻷﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺃُﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜل ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ )ﻫﺫﺍ( ﻋﺭﻑ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺜل ،ﻓﺠﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻟﻴﺅﻜﺩ
ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﺃُﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ).(7
) (1ﺍﻟﻤﻌﻬﻭﺩ ﺃﻥ )ﺫﺍ( ﺍﺴﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺠﻌل ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻤﺎ ﻤﻭﺼﻭﻻﹰ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ
ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ( – ﺩ.ﻋﺒﺩﻩ ﺍﻟﺭﺍﺠﺤﻲ – ﺹ .61
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 204/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 229/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 105/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ
ﻁﺎﻟﺏ – .32/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 105/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .82/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 105/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﻥ – ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ – ﺹ .14
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 204/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.231/1
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – ، 232/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ
ﺤﻴﺎﻥ – .269/1
) (7ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – ، 269/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ .231/1 -
54
ﺑﻌﻮﺿﺔ َ َﻓﲈ َ ْ َ َ
ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻣﺜﻼ َﻣﺎ َ ُ َ ً أن َ ْ ِ َ
ﻳﴬب َ َ ً إن اﷲَ َﻻ َ ْ َ ْ ِ
ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ َ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﻴﺔ ﻋﺸﺭ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ
أراد اﷲُ ِ َ َ رﲠﻢ َ ِ ِ ﻓﺄﻣﺎَ ﱠ ِ
ﻣﺜﻼﲠﺬا َ َ ً ﻣﺎذا َ َ َ
ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن َ َ
ﻛﻔﺮوا َ َ ُ ُ َ
اﻟﺬﻳﻦ َ َ ُ
وأﻣﺎ ﱠ َ ﻣﻦ َ ﱢ ِ ْ َ ﱠﻓﻴﻌﻠﻤﻮن َأﻧﻪ َ ﱠ ُاﳊﻖ َ ﱡ ْ
اﻟﺬﻳﻦ َآﻣﻨَ َُﻮا َ َ ْ َ َُ ﱠ
ﻋﻬﺪ اﷲِ ِﻣﻦ ِ ِ ﻳﻀﻞ ِ ِﺑﻪ ِ ﱠإﻻ َ ِ ِ َ وﻣﺎ ُ ِ ﱡ ِ ِ ﻛﺜﲑا ِ ِ ﱡ ِ ِ
ﺑﻌﺪ ْ َْ اﻟﺬﻳﻦ َﻳﻨ ُ ُ َ
ْﻘﻀﻮن َ ْ َ اﻟﻔﺎﺳﻘﲔ * ﱠ َ وﳞﺪي ِﺑﻪ َ ً
ﻛﺜﲑا َ َ ﻳﻀﻞ ِﺑﻪ َ ً َ َ ْ ُ
ﻫﻢ َ ِ ُ َ
اﳋﺎﴎون[ اﻷرض ُ َ ِ َ
أوﻟﺌﻚ ُ ُ ﻳﻮﺻﻞ َو ُ ْ ِ ُ َ
ﻳﻔﺴﺪون ِﰲ َ ْ ِ ﷲ ِ ِﺑﻪ َ ْ
أن ُ َ َ وﻳﻘﻄﻌﻮن َﻣﺎ َ َ َ
أﻣﺮ ا ُ ِ َ ِِ
ﻣﻴﺜﺎﻗﻪ َ َ ْ َ ُ َ
}اﻟﺒﻘﺮة{27،26:
ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻤﻭﻀﻌﺎﻥ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻘﻀﻭﻥ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻭﺍﻟﺭﻓﻊ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﺍﻟﻔﺎﺴﻘﻴﻥ(.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻫﻡ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻭﺼﻑ ﻟﻠﻔﺎﺴﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﻀِل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜل ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﺜﻡ
ﻭﺼﻑ ﺍﻟﻔﺎﺴﻘﻴﻥ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻴﻨﻘﻀﻭﻥ ﻋﻬﺩ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﻴﺜﺎﻗﻪ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺫﻡ ﻭﺘﻘﺭﻴﺭ
ﻤﺎ ﻫﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻨﻘﺽ ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ،ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺼﻔﺔ ﺭﺍﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺴﻬﻡ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻭﻤﺎ ﻴﻀل ﺒﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻔﺎﺴﻘﻴﻥ .ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻘﻀﻭﻥ ﻋﻬﺩ ﺍﷲ .ﻭﻜﺄﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﻴﺸﺭﻉ ﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻔﺎﺴﻘﻴﻥ ﻓﺒﺩﺃ ﺒﻨﻘﻀﻬﻡ ﻟﻠﻌﻬﻭﺩ.
ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺃﺼﻭﺏ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﻥ ﻫﻭ ﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ
ﺼﻔﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺭﺠﺤﻪ ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ..." :ﻭﺃﻭﻻﻫﺎ ﺍﻻﺘﺒﺎﻉ –ﺃﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺎﺒﻌﺎ ﻟﻤﺎ
ﻗﺒﻠﻪ ،-ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺼﻔﺔ ﺫﻡ ،ﻭﻫﻲ ﻻﺯﻤﺔ ،ﺇﺫ ﻜل ﻓﺎﺴﻕ ﻴﻨﻘﺽ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﻴﻘﻁﻊ ﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ
ﺒﻭﺼﻠﻪ").(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 205/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 234/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .106/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ، 241/1-ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – ، 157/1ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 263/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ –
ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .83/1
) (3ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – .271/1
55
ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻨﻘﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭﺠﺎﻫﺘﻪ ،ﻓﻜل ﻤﻥ ﻨﻘﺽ ﻋﻬﺩ ﺍﷲ ﻻ ﺸﻙ ﺃﻨﻪ ﻓﺎﺴﻕ ﺨﺎﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻤﺭ
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺃﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻭﻥ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺘﺫﻴﻴل ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻭﺼﻑ ﻷﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﻤﻌﻭﺍ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺫﻤﻴﻤﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﻨﻘﺽ ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﻗﻁﻊ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﻭﺼﻠﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻭﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ )ﺃﻭﻟﺌﻙ( ﻓﻴﻪ ﺘﺤﻘﻴﺭ ﻟﻬﻡ ﻭﺘﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﻡ ﺍﺴﺘﺒﺩﻟﻭﺍ ﻨﻘﺽ
ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ،ﻭﻗﻁﻊ ﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﺼل ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺼل ،ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ
ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ ﺍﻹﺼﻼﺡ .ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻡ ﻗﺩ ﺨﺴﺭﻭﺍ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ).(2
ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ)" :ﻓﺄﻭﻟﺌﻙ( ﺃﻱ :ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺼﻔﺘﻪ )ﻫﻡ ﺍﻟﺨﺎﺴﺭﻭﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ )( 3
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ
ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ .ﻓﺤﺼﺭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻓﻴﻬﻡ ،ﻷﻥ ﺨﺴﺭﺍﻨﻬﻡ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻜل ﺃﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ،ﻟﻴﺱ ﻟﻬﻡ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺒﺢ؛
ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ،206/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – )( 1
56
ﻷﻥ ﻜل ﻋﻤل ﺼﺎﻟﺢ ﺸﺭﻁﻪ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻓﻤﻥ ﻻ ﺇﻴﻤﺎﻥ ﻟﻪ ﻻ ﻋﻤل ﻟﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭ ﻫﻭ ﺨﺴﺎﺭ
ﺍﻟﻜﻔﺭ").(1
ﻓﺄﺣﻴﺎﻛﻢ ُ ِ
ﻳﻤﻴﺘﻜﻢ ُ ﱠ
ﺛﻢ أﻣﻮاﺗﺎ َ َ ْ َ ُ ْ ﱠ
ﺛﻢ ُ ُ ُ ْ ْﺘﻢ َ ْ َ ً ﺗﻜﻔﺮون ِﺑﺎﷲِ َ ُ
وﻛﻨ ُ ْ ﻛﻴﻒ َ َ ْ ُ ُ َ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ َ ] :
ﺛﻢ ِ َإﻟ ْ ِﻴﻪ ُ ْ َ ُ َ
ﺗﺮﺟﻌﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{28: ُِْ ُ ْ
ﳛﻴﻴﻜﻢ ُ ﱠ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺕ ﺴﺎﺒﻘﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺃﻥ
ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﺩ ﺃﻤﺭﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺜﺭﺍﺀ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ.
ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ .ﻓﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺘﺎﻥ ﻤﺘﻤﺜﻠﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺜﻡ ﺇﻟﻴﻪ
ﺘﺭﺠﻌﻭﻥ( ،ﺤﻴﺙ:
-1ﻗﺭﺃ ﻴﻌﻘﻭﺏ )ﺘﹶﺭﺠِﻌﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﺠﻴﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻼﺯﻡ
ﺭﺠﻊ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ )ﺘﹸﺭﺠﻌﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﺒﻀﻡ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺠﻴﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﻱ
ﺃﺭﺠﻊ).(2
* ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ" :ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺘﺭﺠﻌﻭﻥ( ﻴﻘﺭﺃ ﻗﺭﺍﺀﺘﺎﻥ .ﺒﻀﻤﺔ )( 3
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﻭﻱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺀ .ﻭﻤﺭﺓ ﺒﻔﺘﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺀ .ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ :ﺃﻨﻨﺎ ﻨﹸﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ،ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ
ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺈﺭﺍﺩﺘﻨﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻤﻨﻭﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ
"ﺘﹶﺭﺠﻌﻭﻥ "ﻓﻬﺫﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ،ﻭﻫﻲ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻷﻨﻬﻡ ﻴﺘﻤﻨﻭﻥ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ").(4
57
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻴﻌﻘﻭﺏ )ﺘﹶﺭﺠِﻌﻭﻥ( ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺭﺠﻊ ﺘﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻔﺎﻋل
ﻟﻠﺭﺠﻭﻉ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺭﺠﻊ ﻤﻥ ﺘﻠﻘﺎﺀ ﻨﻔﺴﻪ ﻁﻭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻜﺭﺍﻩ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ.
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ )ﺘﹸﺭﺠﻌﻭﻥ( ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﻱ ﺃﺭﺠﻊ ﺘﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻭﺓ ﺨﺎﺭﺠﺔ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺘﺠﺒﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺩﻭﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻨﻔﻪ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻤﻨﺎﺹ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ.
ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻗﺎﺌﻼﹰ" :ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺤﺫﻴﺭ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﺎﻤﺔ
ﻭﻟﻠﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭﻴﻥ ﻟﻠﺒﻌﺙ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﺃﻨﻬﻡ ﺴﻴﺒﻌﺜﻭﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﺤﺒﻭﺍ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﷲ ﺃﻡ ﻜﺭﻫﻭﺍ ،ﻓﺎﻟﻜل
ﺴﻴﻘﻑ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺍﷲ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﻟﻴﺤﺎﺴﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﻥ ﺨﻴﺭﺍ ﻓﺨﻴﺭ ﻭﺇﻥ ﺸﺭﺍ ﻓﺸﺭ").(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﻟﻤﺎ ﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻋﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻓﺨﻠﻘﻬﺎ ﻭﺴﻭﺍﻫﺎ ﺴﺒﻊ
ﺴﻤﻭﺍﺕ) .(3ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﻲ ﺴﺒﻊ ﺴﻤﻭﺍﺕ ﻓﻘﻁ.
رﺟﻼ[)،(4 ﻗﻮﻣﻪ َ ْ ِ َ
ﺳﺒﻌﲔ َ ُ ً ﻣﻮﺳﻰ َ ْ َ ُ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ْ َ ] :
واﺧﺘﺎر ُ َ
ﺃﻱ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﻤﻭﺴﻰ -u-ﻤﻥ ﻗﻭﻤﻪ ﺴﺒﻌﻴﻥ ﺭﺠﻼﹰ).(5
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺨﻠﻕ ﺴﻤﻭﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺴﻭﻯ ﻤﻥ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻤﻭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺴﺒﻌﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻤﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ.
) (1ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ – ﺹ .71
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 206/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 244/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .34/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 220/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – .78/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ -ﺍﻵﻴﺔ ).(155 )( 4
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 220/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – .78/1
58
ﻭﻀﻌﻑ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺭﺩﻩ ﻟﺴﺒﺒﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﺴﻭﻯ( ﻫﻭ ﻓﻌل ﻻﺯﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﻴﺔ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻫﻭ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ).(1
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺍﻷﻅﻬﺭ ،ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻥ
ﺃﺠﻠﻪ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺇﺫ ﺇﻨﻪ ﻜﻴﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﺴﻭﻯ( ﻻﺯﻤﺎ ﻭﻗﺩ ﺘﻌﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ
)ﻫﻥ( ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﺒﻪ .ﻓﺎﻟﻔﻌل )ﺴﻭﻯ( ﻫﻭ ﻓﻌل ﻤﺘﻌﺩٍ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﻼﺯﻡ.
ﻋﻠﻤﺘﻨَﺎ ِ ﱠ َ
إﻧﻚ َ ْ َ ﻋﻠﻢ َﻟﻨَﺎ ِ ﱠإﻻ َﻣﺎ َ ﱠ ْ َِ
أﻧﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ َﻻ ْ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ َ ] :
ﻗﺎﻟﻮا ُ ْ َ َ َ
ِ
اﳊﻜﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة{32: ِ
اﻟﻌﻠﻴﻢ َ ُ
َ ُ
ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﻫﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ) :ﺴﺒﺤﺎﻨﻙ(.
ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ :ﺃﻨﻪ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺃﻱ ﺇﻨﻪ ﻤﻔﻌﻭل ﻤﻁﻠﻕ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻨﺩﺍﺀ ﻤﻀﺎﻑ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻜﺄﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺕ –ﻜﻤﺎ ﻓﺴﺭﻩ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ" :-ﻨﺴﺒﺤﻙ ﺘﺴﺒﻴﺤﺎ ﻭﻨﻨﺯﻫﻙ
ﺘﻨﺯﻴﻬﺎﹰ ﻭﻨﺒﺭﺌﻙ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻨﻌﻠﻡ ﺸﻴﺌًﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺎ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ").(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻜﺄﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻗﺎﻟﺕ :ﻴﺎ ﺴﺒﺤﺎﻨﻙ .ﻓـ )ﺴﺒﺤﺎﻥ (ﻨﺩﺍﺀ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻷﻨﻪ ﻤﻀﺎﻑ
ﺇﻟﻰ ﻀﻤﻴﺭ.
ﻭﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺃﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﻋل.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺇﻀﺎﻓﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل :ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻗﺎﻟﺕ :ﻨﺴﺒﺤﻙ ﻨﺤﻥ ،ﻭﻨﻨﺯﻫﻙ ﻨﺤﻥ.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺇﻀﺎﻓﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﻋل :ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻗﺎﻟﺕ :ﺘﹶﻨﹶﺯﻫﺕﹶ ﺃﻨﺕ ﻭﺘﺒﺎﻋﺩﺕﹶ ﺃﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻭﺀ
ﻓﺴﺒﺤﺎﻨﻙ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .245/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 210/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 266/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .35/1
) (3ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .289/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .266/1
59
ﻭﺭﻓﺽ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) ،(1ﻭﻀﻌﻔﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻫﻭ "ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﺃﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺇﻻ ﺍﷲ").(4
ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺘﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺩﻴﻬﺎ ،ﻓﻠﻴﺱ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺇﻻ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﻴﺎﻩ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﻨﻘﻁﻌﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﻟﻜﻥ ،(ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺸﺭﻁﻴﺔ،
ﻨﺼﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌل )ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ( ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺯﻡ ﻓﻌل ﺍﻟﺸﺭﻁ ،ﻭﺠﻭﺍﺒﻪ ﻤﺤﺫﻭﻑ .ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻋﻠﱠﻤﺘﻨﺎ ﻋﻠِﻤﻨﺎﻩ).(5
ﻭﺍﻷﻅﻬﺭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﻓﻭﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ" :ﻭﻗﻭل
ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ )ﻻ ﻋﻠﻡ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ( ﺨﺒﺭ ﻤﺭﺍﺩ ﻤﻨﻪ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﻌﺠﺯ ﻻ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﺤﺎﻟﻬﻡ؛ ﻷﻨﻬﻡ
ﻴﻭﻗﻨﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻜﻼﻤﻬﻡ ...ﺜﻡ ﺇﻥ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻠﻭﻤﻬﻡ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻏﻴﺭ
ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻬﻲ ﻤﻘﺼﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺃﻟﻬﻤﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻤﺎ ﻴﺄﻤﺭﻫﻡ .ﻓﻠﻠﻤﻼﺌﻜﺔ ﻋﻠﻡ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻻ
ﻋﻠﻡ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻬﺎ").(6
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .266/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – .49/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – .211/1
) (4ﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – .173/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .267/1
) (6ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – .414/1
60
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻗﻭﻟﻪ) :ﺇﻨﻙ ﺃﻨﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ)ﺃﻨﺕ( ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل) :ﺃﻨﺕ( ﻀﻤﻴﺭ ﻤﻨﻔﺼل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺨﺒﺭﻩ )ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ( ،ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﺃﻨﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ( ﻓﻲ ﻤﺤل
ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ )ﺇﻥ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) :ﺃﻨﺕ( ﻀﻤﻴﺭ ﻤﻨﻔﺼل ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺘﻭﻜﻴﺩ ﻟﻔﻅﻲ ﻟﻠﻀﻤﻴﺭ )ﺍﻟﻜﺎﻑ( ﻓﻲ )ﺇﻨﻙ(.
)(1
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ) :ﺃﻨﺕ( ﻀﻤﻴﺭ ﻓﺼل ﻻ ﻤﺤل ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻻ ﺇﻨﻬﻡ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻔﺴﺩﻭﻥ(.
ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﻫﻭ ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺎﻁ ﺒﻜل ﺸﻲﺀ ﻋﻠﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺃﻱ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ
ﻴﺘﻌﻠﻤﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻀﻊ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻼﺌﻕ ﺒﻪ .ﻓﻔﻲ ﻗﻭل ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻫﺫﺍ
ﻗﺼﺭ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺃﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﺸﻴﺌًﺎ ﺒﺩﻭﻥ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﻴﺎﻩ).(2
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻓﺴﺭﻫﺎ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ)" :(3ﻫﺫﺍ ﺘﻘﺩﻴﺱ ﻭﺘﻨﺯﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺤﻴﻁ
ﺃﺤﺩ ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺒﻤﺎ ﺸﺎﺀ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻌﻠﻤﻭﺍ ﺸﻴﺌًﺎ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻋﻠﻤﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻗﺎﻟﻭﺍ) :ﺴﺒﺤﺎﻨﻙ
ﻻ ﻋﻠﻡ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﺇﻨﻙ ﺃﻨﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ( ﺃﻱ :ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ ﺒﻜل ﺸﻲﺀ ،ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﻓﻲ ﺨﻠﻘﻙ ﻭﺃﻤﺭﻙ
ﻭﻓﻲ ﺘﻌﻠﻴﻤﻙ ﻤﻥ ﺘﺸﺎﺀ ﻭﻤﻨﻌﻙ ﻤﻥ ﺘﺸﺎﺀ ،ﻟﻙ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺍﻟﻌﺩل ﺍﻟﺘﺎﻡ").(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 211/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 267/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .37/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 290/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ –
.415/1
) (3ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ :ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻀﻭﺀ ﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺍﻟﺩﻤﺸﻘﻲ ،ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺘﺼﺎﻨﻴﻑ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ:ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ،ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 774ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺸﺫﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺫﻫﺏ ( – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ – .231/6
) (4ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ – .234/1
61
وﻛﻼ ِﻣﻨ َْﻬﺎ
وزوﺟﻚ اﳉَﻨ َﱠﺔ َ ُ َ اﺳﻜﻦ َ ْ َ
أﻧﺖ َ َ ْ ُ َ وﻗﻠﻨَﺎ َﻳﺎ َ َ ُ
آدم ْ ُ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ُ َ ] :
ﻣﻦ ﱠ ِ َ
اﻟﻈﺎﳌﲔ[ }اﻟﺒﻘﺮة{35: اﻟﺸﺠﺮة َ َ ُ ِ
ﻓﺘﻜﻮ َﻧﺎ َ
وﻻ َ ْﺗﻘﺮﺑﺎ ِ ِ
ﻫﺬه ﱠ َ َ َﺷﺌﺘﲈ َ َ َ َ َ
رﻏﺪا ُ ِ
َ َ ً َْ
ﺣﻴﺚ ْ ُ َ
ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻭﻀﻌﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺒﻬﺎ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ )ﺭﻏﺩﺍ(.
ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﻗﻭﻻﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻨﻌﺕ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎل ﻤﻨﺼﻭﺏ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ :ﻜﹸﻼ ﺃﻜﻼﹰ ﺭﻏﺩﺍ ،ﻓﺤﺫﻑ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻟﺩﻻﻟﺔ
ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﺍﻟﺭﻏﺩ :ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺯﻕ ﺍﻟﻬﻨﻲﺀ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻋﻨﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺘﻘﺘﻴﺭ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ" :ﻜﹸﻼ ﻁﹶﻴﺒﻴﻥ ﻤﻬﻨﱠﺎﹶﻴﻥ").(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 213/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 281/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .38/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 301/1ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 273/1
ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 296/1ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ، 4/3ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ
ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – ، 183/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 98/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ –
ﻋﺎﺸﻭﺭ – .432/1
) (3ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .281/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 214/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 286/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .114/1
62
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻗﺎل ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻓﻴﻪ" :ﻭﻻ ﺘﻘﺭﺒﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﻭﻻ ﺘﻜﻭﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ ...ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل
ﺍﻟﻘﺎﺌل :ﻻ ﺘﻜﻠﻡ ﻋﻤﺭﺍ ﻭﻻ ﺘﺅﺫﻩ").(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻓﻲ ﺘﺄﻭﻴﻠﻪ" :ﻻ ﺘﻘﺭﺒﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ،ﻓﺈﻨﻜﻤﺎ ﺇﻥ ﻗﺭﺒﺘﻤﺎﻫﺎ ﻜﻨﺘﻤﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ .ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل :ﻻ ﺘﺸﺘﻡ ﻋﻤﺭﺍ ﻓﻴﺸﺘﻤﻙ ﻤﺠﺎﺯﺍﺓﹰ").(2
ﻭﺭﺠﺢ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) .(3ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻅﻬﺭ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻜﻭﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ ﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺒﻬﻤﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻗﺘﺭﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ،ﻋﻨﺩﺌﺫ ﻴﻜﻭﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ.
ﻛﻠﲈت َ َﻓﺘﺎب َ َ ِ
رﺑﻪ َ ِ ٍ
ِ ﻓﺘﻠﻘﻰ َ ِ
اﻟﺘﻮاب
ﻫﻮ ﱠ ﱠ ُ ﻋﻠﻴﻪ ِ ﱠ ُ
إﻧﻪ ُ َ َ ْ ﻣﻦ َ ﱢ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ َ َ ] :ﱠ َ ُ
آدم ْ
ِ
اﻟﺮﺣﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة{37:
ﱠ ُ
ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻭﻀﻌﺎﻥ :ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺘﻠﻘﻰ ﺁﺩﻡ ﻤﻥ ﺭﺒﻪ ﻜﻠﻤﺎﺕ(.
ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻫﻤﺎ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ) (4ﺒﻨﺼﺏ )ﺁﺩﻡ (ﻭﺭﻓﻊ )ﻜﻠﻤﺎﺕﹲ(.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ ﺒﺭﻓﻊ )ﺁﺩﻡ (ﻭﻨﺼﺏ )ﻜﻠﻤﺎﺕٍ().(5
ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﺴﻨﺩ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻭﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺁﺩﻡ – –uﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ .ﻭﻫﻲ
ﺘﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻬﻤﻬﺎ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺁﺩﻡ – –uﻟﻴﺩﻋﻭ ﺒﻬﺎ ﺭﺒﻪ ﻓﻴﻐﻔﺭ ﻟﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻘﺘﻪ
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻨﺠﺎﺘﻪ ﻭﺘﻭﺒﺘﻪ .ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺁﺩﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﹶﻨﹾﻘﹶﺫ ﺒﻬﺎ.
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺁﺩﻡ – –uﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻭﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ.
63
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺘﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ – –uﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻠﻘﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻤﻥ ﺭﺒﻪ – –Uﻓﺄﺨﺫﻫﺎ
ﻭﺤﻔﻅﻬﺎ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﺩﻋﺎ ﺒﻬﺎ .ﻓﺂﺩﻡ – –uﻫﻭ ﺍﻟﻘﺎﺒِل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ).(1
ﻣﻦوﺗﺮﲪﻨﺎ َﻟﻨ َﻜ َ ِ وإن ْ ﱂَ َ ْ ِ
ﺗﻐﻔﺮْ َ َ ﻔﺴﻨﺎ َ ِ
ﻇﻠﻤﻨﺎ َ ْأﻧ ُ َ َ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ ] :ﱠ َ
رﺑﻨﺎ َ َ ْ َ
ُﻮﻧﻦ َ
ﱠ ﻟﻨﺎ َ َ ْ َ ْ َ ْ
ِ
َ ِ َ
اﳋﺎﴎﻳﻦ[).(2
ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻓﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﻜﻤﻼﹰ ﻟﻶﺨﺭ،
ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺤﺭﺹ ﺁﺩﻡ – –uﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻹﻨﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻜﺎﻥ ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻤﺤﺒﺔ ﺍﷲ
– –Uﻟﻪ ﻭﺍﺼﻁﻔﺎﺌﻪ ﺇﻴﺎﻩ ،ﻓﺄﻟﻬﻤﻪ ﻜﻠﻤﺎﺕٍ ﻴﺩﻋﻭﺍ ﺒﻬﺎ ،ﻓﺘﻠﻘﺘﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻭل ﺍﷲ
– –Uﺘﻭﺒﺘﻪ).(3
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ" :ﻓﻠﻘﹼﻰ ﺍﷲ ﺁﺩﻡ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﺘﻭﺒﺔ ﻓﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺁﺩﻡ ﻤﻥ ﺭﺒﻪ ﻭﺃﺨﺫﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﺘﺎﺌﺒﺎﹰ ﻓﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺒﻘﻴﻠﻪ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﻭﻗﺒﻭﻟﻪ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﻤﻥ ﺭﺒﻪ").(4
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﺎل ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ" :ﻭﺘﺄﻭﻴل ﻗﻭﻟﻪ) :ﺇﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺏ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ( ﺃﻥ ﺍﷲ -ﺠل ﺜﻨﺎﺅﻩ -ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ
ﺘﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺫﻨﺒﻴﻥ ،ﺍﻟﺘﺎﺭﻙ ﻤﺠﺎﺯﺍﺘﻪ ﺒﺈﻨﺎﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻁﺎﻋﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﻤﻌﺼﻴﺘﻪ ﺒﻤﺎ ﺴﻠﻑ ﻤﻥ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 95ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ
– ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 237/1ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ .75
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ -ﺍﻵﻴﺔ ).(23 )( 2
) (3ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ – ﺹ 74ﺒﺘﺼﺭﻑ.
) (4ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .317/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ.215/1 -
64
ﺫﻨﺒﻪ ...ﻭﺃﻤﺎ ﻗﻭﻟﻪ )ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ( ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻤﺘﻔﻀل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﺒﺎﻟﺭﺤﻤﺔ ،ﻭﺭﺤﻤﺘﻪ ﺇﻴﺎﻩ ﺇﻗﺎﻟﺔ
ﻋﺜﺭﺘﻪ ،ﻭﺼﻔﺤﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺠﺭﻤﻪ").(1
ﱠﻜﻢ ِﻣﻨﱢﻲ ُ ً
ﻫﺪى َ َ ْ
ﻓﻤﻦ ِ
ﻓﺈﻣﺎ َ ْ َ
ﻳﺄﺗﻴﻨ ُ ْ
ِ
ﲨﻴﻌﺎ َ ِ ﱠ
ﻗﻠﻨَﺎ ِ ُ ِ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ْ ُ ] :
اﻫﺒﻄﻮا ﻣﻨ َْﻬﺎ َ ً
ﳛﺰ ُ َ
ﻧﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{38: ﻫﻢ َ ْ َ
وﻻ ُ ْ ﺧﻮف ٌ َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠﻴﻬﻢ َ َ ﻓﻼ َ َ ْ
ﻫﺪاي َ َ َِ
ﺗﺒﻊ َ ُ َ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻗﺭﺍﺀﺘﺎﻥ ﻟﻘﻭﻟﻪ) :ﻓﻼ ﺨﻭﻑ( ﻭﻫﻤﺎ:
-1ﻗﺭﺃ ﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻓﻼ ﺨﻭﻑﹶ( ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺍﺴﻡ )ﻻ( ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺱ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻓﻼ ﺨﻭﻑﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺭﻓﻭﻉ ﻭ)ﻻ( ﺤﺭﻑ ﻨﻔﻲ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻨﻔﻰ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺍﻟﺤﺯﻥ ﻤﻁﻠﻘﹰﺎ ﻋﻤﻥ ﺍﺘﺒﻊ ﻫﺩﺍﻩ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺃﻡ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ .ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﺃﻋﻡ ﻭﺃﺒﻠﻎ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺨﻭﻑ،
ﺃﻱ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻁﻠﻘﹰﺎ).(3
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ،ﻭﻤﻌﻨﺎﻫﺎ :ﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﺘﺒﻊ ﻫﺩﻯ ﺍﷲ – –Uﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺴﺎﺭ
ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺞ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺭﺴﻠﻴﻥ ﻭﺍﻗﺘﻔﻰ ﺃﺜﺭﻫﻡ ﻓﺎﻤﺘﺜل ﻷﻭﺍﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺠﺘﻨﺏ ﻨﻭﺍﻫﻴﻪ ﻓﻼ ﻴﻁﺭﺃ
ﻋﻠﻴﻪ ﺨﻭﻑ ﻭﻻ ﺤﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ.
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ" :ﻓﺈﻥ ﻗﻴل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﻤﻥ ﺍﺘﺒﻊ ﻫﺩﺍﻱ ﻓﻼ ﺨﻭﻑ ﻋﻠﻴﻬﻡ
ﻭﻻ ﻫﻡ ﻴﺤﺯﻨﻭﻥ( ﻴﻘﺘﻀﻲ ﻨﻔﻲ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺍﻟﺤﺯﻥ ﻤﻁﻠﻘﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﻤﺎ
ﺤﺼﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺤﺼﻭﻟﻬﻤﺎ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ .ﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ) :ﺨﹸﺹ
ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻓﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﺃﻨﻪ ﺃﺘﻰ )( 4
ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺒﺎﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺜﻡ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺜﻡ ﺍﻷﻤﺜل ﻓﺎﻷﻤﺜل(.
ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻓﺨﻭﻑ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﺤﺎﺼل ﻭﺃﻴﻀﺎﹰ ﺨﻭﻑ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺤﺎﺼل").(5
65
ﻭﺨﻭﻑ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺨﻭﻑ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺤﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ.
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﻭﺠﻪ ،ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻭﺠﻪ
ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻟﻭﺠﻬﻴﻥ :ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻋﻁﹶﻑﹶ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺭﻓﻊ ،ﻭﻫﻭ ﻗﻭﻟﻪ )ﻭﻻ
ﻻﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻴﺘﺸﺎﻜل )( 1
ﻫﻡ( ﻷﻨﻪ ﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﻭ)ﻻ(
ﺍﻟﺠﻤﻠﺘﺎﻥ ...ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻲ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻋﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﻜﻠﻴﺔ.
ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺫﻟﻙ؛ ﺒل ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻨﻔﻴﻪ ﻋﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ").(2
ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻨﻔﻲ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺍﻟﺤﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻫﻭ ﻨﻔﻴﻬﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ.
ِ ِ
وﺗﻜﺘﻤﻮا اﳊﻖ َ ﱠ َ َ ْ ُ ْ
وأﻧﺘﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ِ َ َ ْ ُ ُ
َ ﺗﻠﺒﺴﻮا ِ ُ اﳊﻖ ﱠ َ
]َ َ َْ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ:وﻻ
ََُْ َ
ﺗﻌﻠﻤﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{42:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻭﺘﻜﺘﻤﻭﺍ( ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻭﻻ ﺘﻠﺒﺴﻭﺍ( ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺯﻡ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻀﻤﺎﺭ )ﺃﻥ( ﺒﻌﺩ ﻭﺍﻭ ﺍﻟﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ )ﻭﺘﻜﺘﻤﻭﺍ().(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﻻ ﺘﻠﺒﺴﻭﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺒﺎﻟﺒﺎﻁل ﻭﻻ ﺘﻜﺘﻤﻭﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﺤﻴﺙ ﻨﻬﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻥ ﻟﺒﺱ ﺍﻟﺤﻕ ﺒﺎﻟﺒﺎﻁل ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻨﻬﺎﻫﻡ ﻋﻥ ﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ.
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻨﻬﻰ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻥ ﻜل ﻓﻌل ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ).(4
66
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻻ ﺘﺠﻤﻌﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﻟﺒﺱ ﺍﻟﺤﻕ ﺒﺎﻟﺒﺎﻁل ﻭﺒﻴﻥ ﻜﺘﻤﺎﻨﻪ .ﺃﻭ ﻻ ﻴﻜﻥ ﻤﻨﻜﻡ
ﺇﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻜﺘﻤﺎﻨﻪ).(1
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻥ ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺤﺘﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﻭل ،ﻓﺈﺫﺍ
ﺍﻨﺘﻔﻰ ﺍﻷﻭل ﺍﻨﺘﻔﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﺇﺸﻌﺎﺭ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﺴﺘﻘﺒﺢ ﻟﺒﺱ ﺍﻟﺤﻕ ﺒﺎﻟﺒﺎﻁل ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ
ﻴﺼﺎﺤﺒﻪ ﻜﺘﻤﺎﻥ ﻟﻠﺤﻕ).(2
ﻭﺭﺠﺢ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﺍﻟﻌﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻵﺨﺭ .ﻭﺤﺠﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻜﻼﹰ
ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻥ ﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻠﻴﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﻜل ﻓﻌل ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ ﺃﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ
ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ ﻟﻭ ﻨﻬﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻥ ﻷﺸﻌﺭ ﺫﻟﻙ ﻭﻷﻓﺎﺩ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ
ﺒﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻥ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﻤﺭﺍﺩﺍ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺘﺭﺠﻴﺢ ﺍﻟﺠﺯﻡ).(3
ﺳﻮء َ َ ِ
اﻟﻌﺬاب آل ِ ْ َ ْ َ
ﻓﺮﻋﻮن َ ُ ُ َ ُ ْ
ﻳﺴﻮﻣﻮﻧﻜﻢ ُ َ
ﻣﻦ َ ِ وإذ َﻧﺠﻴﻨ ُ ِ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ْ ِ َ ] :ﱠ ْ ْ
َﺎﻛﻢ ْ
ِ ذﻟﻜﻢ َ ِ ﻧﺴﺎءﻛﻢ ِ ِ َ ِ
ﻋﻈﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة{49:
رﺑﻜﻢ َ ٌ ﻣﻦ َ ﱢ ُ ْ وﰲ َ ُ ْ َ ٌ
ﺑﻼء ْ وﻳﺴﺘﺤﻴﻮن َ َ ُ ْ َ ﻳﺬﺑﺤﻮن َ ْأﺑﻨ َ ُ ْ
َﺎءﻛﻢ َ َ ْ َ ْ ُ َُﱢ ُ َ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﺴﻭﻤﻭﻨﻜﻡ( ﺘﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻫﻡ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل).(4
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺘﺨﺒﺭ ﻋﻤﺎ ﻤﻀﻰ ﻤﻥ ﻓﻌل ﻓﺭﻋﻭﻥ ﺒﺒﻨﻲ
ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻴﺎ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﺫﻜﺭﻭﺍ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺇﺫ ﻨﺠﻴﺘﻜﻡ ﻤﻥ ﺁل ﻓﺭﻋﻭﻥ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – ، 321/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ –
ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .124/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 277/1ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ، 313/1 -ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ
ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – ، 192/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ
– .86/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ –ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – ، 321/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – ، 470/1
ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – .335/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 223/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 344/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .46/1
67
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺴﻭﻤﻭﻨﻜﻡ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺎﻻﹰ ﻤﻥ ﺁل ﻓﺭﻋﻭﻥ .ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﻭﺍﺫﻜﺭﻭﺍ ﺇﺫ ﻨﺠﻴﻨﺎﻜﻡ ﻤﻥ ﺁل ﻓﺭﻋﻭﻥ ﺤﺎل
ﻜﻭﻨﻬﻡ ﺴﺎﺌﻤﻴﻜﻡ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻭﻤﻜﻠﻔﻴﻜﻡ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻻ ﺇﻨﻬﻡ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻔﺴﺩﻭﻥ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺴﻴﺩ ﻁﻨﻁﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ" :ﻭﺍﺫﻜﺭﻭﺍ ﻴﺎ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل –ﻟﺘﻨﺘﻔﻌﻭﺍ ﻭﺘﻌﺘﺒﺭﻭﺍ–
ﻭﻗﺕ ﺃﻥ ﻗﺎل ﻤﻭﺴﻰ ﻟﻘﻭﻤﻪ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻋﺒﺩﻭﺍ ﺍﻟﻌﺠل ﺤﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺎﺠﻲ ﺭﺒﻪ ﺒﻌﻴﺩﺍﹰ ﻋﻨﻬﻡ :ﻴﺎ ﻗﻭﻡ ﺇﻨﻜﻡ
ﻅﻠﻤﺘﻡ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﻭﻫﺒﻁﺘﻡ ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﻴﺽ ﺒﻌﺒﺎﺩﺘﻜﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﷲ –ﺘﻌﺎﻟﻰ– ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺘﻡ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺭ ﻋﻥ
ﺨﻁﺎﻴﺎﻜﻡ ،ﻓﺘﻭﺒﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺒﻜﻡ ﺘﻭﺒﺔ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﻨﺼﻭﺤﺎ ،ﻭﺍﻗﺘﻠﻭﺍ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﻟﺘﻨﺎﻟﻭﺍ ﻋﻔﻭ ﺭﺒﻜﻡ ،ﻓﺫﻟﻜﻡ ﺨﻴﺭ ﻟﻜﻡ
ﻋﻨﺩ ﺨﺎﻟﻘﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ،ﻓﻔﻌﻠﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﻓﻘﺒل ﺍﷲ ﺘﻭﺒﺘﻜﻡ ،ﻷﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻋﻥ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻜﺜﺭﺓ ﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺫﻨﻭﺏ؛ ﻷﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻟﻤﻥ ﻴﻨﻴﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻴﺴﺘﻘﻴﻡ ﻋﻠﻰ
ﺼﺭﺍﻁﻪ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ").(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 352/1ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .402/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻌﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – ، 210/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ –
.351/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – .227
) (4ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – .166/1
68
ﻓﻜﻠﻮا ِﻣﻨ َْﻬﺎ َ ْ ُ
ﺣﻴﺚ اﻟﻘﺮﻳﺔ َ ُ ُ ادﺧﻠﻮا ِ ِ
ﻫﺬه َ ْ َ َ ﻗﻠﻨَﺎ ْ ُ ُ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ِ َ ] :
وإذ ُ ْ
َﺰﻳﺪ ُ ْ ِ ِ َ
اﳌﺤﺴﻨﲔ[ وﺳﻨ ِ ُ ﻟﻜﻢ َ َ َ ُ ْ
ﺧﻄﺎﻳﺎﻛﻢ َ َ
وﻗﻮﻟﻮا ِ ﱠ ٌ ِ
ﻧﻐﻔﺮ َ ُ ْ
ﺣﻄﺔ َ ْ ْ ﺳﺠﺪا َ ُ ُ
اﻟﺒﺎب ُ ﱠ ً رﻏﺪا َ ْ ُ ُ
وادﺧﻠﻮا َ َ ﺷﺌﺘﻢ َ َ ً
ُْ ْ
ِ
}اﻟﺒﻘﺮة.{58:
ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ :ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻜﻤﺎ
ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺭﻏﺩﺍ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﻨﻌﺕ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎل ﻤﻨﺼﻭﺏ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻏﺪا َ ْ ُ
ﺣﻴﺚ ﻣﻨﻬﺎ َر َ ًﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ َ ُ ] :
وﻛﻼ ْ َ َ
ﺷﺌﺘﲈ[.ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺫﻜﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺒﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻷﺴﻼﻓﻬﻡ ﻤﻥ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ. ِ
ْ َُ
ﻓﻬﻲ ﻨﻌﻤﺔ ﺘﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﺸﻜﺭ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ
ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻤﺭ ﺇﻜﺭﺍﻡ ﻭﺇﻨﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻴﺩﺨﻠﻭﺍ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﻭﻴﺄﻜﻠﻭﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﺤﻴﺙ ﺸﺎﺀﻭﺍ ﺭﻏﺩﺍ.
ﻭﺸﻜﺭﻫﻡ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺩﺨﻭﻟﻬﻡ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﺭﺍﻜﻌﻴﻥ ﻤﺘﻁﺎﻤﻨﻴﻥ ﻗﺎﺌﻠﻴﻥ :ﺩﺨﻭﻟﹸﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺴﺠﺩﺍ ﺤﻁﺔﹲ
ﻟﺫﻨﻭﺒﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺭﻓﻨﺎﻫﺎ ﺒﻨﻜﻭﻟﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺩ ﻤﻭﺴﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ.ﻓﻠﻭ ﺃﻨﻬﻡ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺫﻟﻙ ﺍﻤﺘﺜﺎﻻﹰ
)(2
ﻷﻤﺭ ﺍﷲ -U-ﻷﺜﺎﺒﻬﻡ ﻤﻐﻔﺭﺓ ﺫﻨﻭﺒﻬﻡ ،ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﺜﻭﺍﺒﺎ ﻋﻅﻴﻤﺎ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻨﻐﻔﺭ ﻟﻜﻡ ﺨﻁﺎﻴﺎﻜﻡ( ،ﻭﻓﻴﻪ ﺜﻼﺙ ﻗﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ)) :(3ﺘﹸﻐﹾﻔﹶﺭ( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻔﺎﺀ.
69
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻗﺭﺃ ﻨﺎﻓﻊ ﻭﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ)) :(1ﻴﻐﹾﻔﹶﺭ( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻔﺎﺀ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ) :ﻨﹶﻐﹾﻔِﺭ( ﺒﻔﺘﺢ ﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻤﺔ ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﻔﺎﺀ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻤﺠﺯﻭﻡ؛ ﻷﻨﻪ ﻭﻗﻊ ﺠﻭﺍﺒﺎ ﻟﻔﻌل ﺍﻷﻤﺭ )ﻗﻭﻟﻭﺍ( .ﻫﺫﺍ
ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﺠﺯﻭﻡ ﺒﻔﻌل ﺸﺭﻁ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺇﻥ ﺘﻘﻭﻟﻭﺍ ﺫﻟﻙ ﻨﻐﻔﺭ ﻟﻜﻡ).(3
ﻭﺍﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﺎﻥ ﺍﻷُﻭﻟﻴﺎﻥ ﻤﺒﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﺨﻁﺎﻴﺎﻜﻡ( ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻥ ﻨﺎﺌﺏ ﻓﺎﻋل،
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﺫﻜﻴﺭ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﺘﺄﻨﻴﺜﻪ ،ﻭﺠﺎﺯ ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻔﺎﻋل)ﺨﻁﺎﻴﺎﻜﻡ(
ﻤﺅﻨﺙ ﻤﺠﺎﺯﻱ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺤﻘﻴﻘﻲ) ،(4ﻭﻫﻭ ﺠﻤﻊ ﺘﻜﺴﻴﺭ ﻟﻜﻠﻤﺔ )ﺨﻁﻴﺔ(.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻭﺠﻪ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺒﻬﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ" :ﻭﺇﺫ ﻗﻠﻨﺎ "ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ
ﻋﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻘﻭﻟﻪ )ﻨﻐﻔﺭ( .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﺇﺫ ﻗﻠﻨﺎ ﺍﺩﺨﻠﻭﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺴﺠﺩﺍﹰ ﻨﻐﻔﺭ ﻟﻜﻡ ﺨﻁﺎﻴﺎﻜﻡ).(5
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺇﺴﻨﺎﺩﺍ ﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻤﺔ ،ﺃﻱ ﺍﷲ ،-I-ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻭﺤﻲ ﺒﺄﻨﻪ
ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻐﻔﺭ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﻭﺍﻟﺨﻁﺎﻴﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻴﺱ ﻷﺤﺩ ﺇﻻ ﻟﻪ – –Yﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ
اﻟﺬﻧﻮب ِ ﱠإﻻ اﷲُ[).(6 ِ
ﻳﻐﻔﺮ ﱡ ُ َ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﻪْ َ َ ] :
وﻣﻦ َ ْ ُ
) (1ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ :ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻘﻌﻘﺎﻉ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺯﻭﻤﻲ ،ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ،ﺘﺎﺒﻌﻲ ﺠﻠﻴل ،ﺃُﺘﻲ ﺒﻪ ﻭﻫﻭ ﺼﻐﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻡ ﺴﻠﻤﺔ
-ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ -ﻓﻤﺴﺤﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻪ ﻭﺩﻋﺕ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺒﺭﻜﺔ ،ﻜﺎﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 130ﻫـ.ﺍﻨﻅﺭ:
)ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .382/2
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 161/2ﻭﻏﻴﺙ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺴﻲ
– ﺹ .41
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ – ﺹ .38
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻠﻐﺔ – ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ – ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ – ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ :ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺎﻟﻡ
ﻤﺤﻴﺴﻥ – .21/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 243/1ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ .79
ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ -ﺍﻵﻴﺔ ).(135 )( 6
70
ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ ِ
ﱠﺼﺎرى
ﻫﺎدوا َواﻟﻨ َ َ اﻟﺬﻳﻦ َ َآﻣﻨُﻮا َ ﱠ َ
واﻟﺬﻳﻦ َ ُ إن ﱠ َ
ﺧﻮف ٌ َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻻ َ َ ْ أﺟﺮﻫﻢ ْﻋﻨ ِْﺪ َ َ ﱢ ِ
رﲠﻢ ْ َ ﻬﻢ ْ َ ْ ُ ُ
ِ
ﺻﺎﳊﺎ َ َ
ﻓﻠ ُ اﻵﺧﺮ َ َ ِ َ
وﻋﻤﻞ َ ً واﻟﻴﻮم َ ِ ِ
آﻣﻦ ِﺑﺎﷲِ َ َ ْ ِ
ﻣﻦ َ َ َ َ ﱠ ِِ َ
واﻟﺼﺎﺑﺌﲔ َ ْ
ﻫﻢ َ ْ َ ُ َ
ﳛﺰﻧﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة.{62: ََ
وﻻ ُ ْ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻭﻻ ﺨﻭﻑﹶ( ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻭﻻ ﺨﻭﻑﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻗﺩ ﺘﻡ ﺒﻴﺎﻨﻬﻤﺎ ﻭﺸﺭﺤﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﺤﻴﺙ ﻴﺨﺒﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻤﺔ ﻤﺤﻤﺩ – ،-rﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺎﷲ ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﺼﺎﺒﺌﻴﻥ ،ﻟﻬﻡ
ﺍﻷﺠﺭ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻭﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻭﻋﻴﺩ).(2
إﻧﻪ َ ُ ُ ِ ِ
إﳖﺎ
ﻳﻘﻮل ﱠ َ ﻗﺎل ِ ﱠ ُ ﻫﻲ َ َ ﻳﺒﲔ َﻟﻨَﺎ َﻣﺎ َ رﺑﻚ ُ َ ﱢ ْادع َﻟﻨَﺎ َ ﱠ َ
ﻗﺎﻟﻮا ْ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ َ ] :
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺒﻊ) :ﻻ ﻓﺎﺭﺽ – ﻭﻻ ﺒﻜﺭ – ﻻ ﺫﻟﻭل – ﻤﺴﻠﻤﺔ( ﺘﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﺕ.
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ – ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ – .92/1
71
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻫﻲ() ،(1ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭ ﻓﻲ ﻤﺤل
ﺭﻓﻊ ﺼﻔﺔ ﻟﺒﻘﺭﺓ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻓﻴﻪ ﺒﻴﺎﻥ ﺼﻔﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﺤﻴﺙ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﺒﺭ
ﻭﺍﻟﺼﻐﺭ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺯﺍﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺘﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻨﺕ ،ﻓﻭﺼﻔﻬﺎ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﺃﻜﺜﺭ
ﺘﻭﻀﻴﺤﺎ ﻟﻬﻡ ﻓﺒﻴﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺫﻟﻠﺔ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﻭﻤﺴﻠﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻻ ﻫﻲ ﻓﺎﺭﺽ ،ﻭﻻ ﻫﻲ ﺒﻜﺭ ،ﻭﻻ ﻫﻲ ﺫﻟﻭل ،ﻭﻫﻲ ﻤﺴﻠﻤﺔ.
ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻭل ﻓﻴﻪ ﺴﺭﺩ ﻟﺼﻔﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﻤﺭﻭﺍ ﺒﺫﺒﺤﻬﺎ ،ﻓﺘﺯﺩﺍﺩ
ﻭﻀﻭﺤﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﺒﻨﻭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺜﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺒﻴﻥ ﻤﺩﻯ ﺘﺸﺩﺩ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﻌﻨﺘﻬﻡ ،ﻓﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﻔﻭﺍ ﺒﺫﺒﺢ ﺒﻘﺭﺓ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﻴﺎﻫﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﺃﻜﺜﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺅﺍل ،ﻓﻜﺎﻥ ﺠﻭﺍﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻜﺄﻨﻪ ﻴﻘﻭل :ﻻ ﻫﻲ ﻓﺎﺭﺽ ﻭﻻ ﻫﻲ
ﺒﻜﺭ ﻭﻻ ﻫﻲ ﺫﻟﻭل ﻭﻫﻲ ﻤﺴﻠﻤﺔ .ﻭﻜﺄﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺒﻴﺎﻥ ﻟﻌﺩﻡ ﺭﻀﺎ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﺃﺴﺌﻠﺘﻬﻡ ﻫﺫﻩ ،ﻭﺃﻨﻪ
ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺼﺩﻭﺭﻩ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻋﻨﻪ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 235/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟـﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒـﻲ –
، 428 ، 419/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 150/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒـﻲ
ﻁﺎﻟﺏ – . 53/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 239/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟـﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒـﻲ –
.440/1
72
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻓﺭﻴﻕﹲ ﻜﺎﺌﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺴﻤﻌﻭﻥ ،ﺃﻓﺎﺩ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺨﺒﺭﻨﺎ
ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻴﻕ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﻤﻊ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﺜﻡ ﻴﺤﺭﻓﻪ ،ﻭﺼﻔﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻴﻕ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ :ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻓﺭﻴﻕﹲ ﻜﺎﺌﻨﹰﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺴﻤﻌﻭﻥ ،ﺃﻓﺎﺩ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺨﺒﺎﺭﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻴﻕ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻭﺼﻔﺘﻪ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﻤﻊ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ
ﺜﻡ ﻴﺤﺭﻓﻪ.
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ) (1ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل ﻭﺍﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ).(2
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻴﻕ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻓﻼ ﻴﻬﻤﻨﺎ ﻤﻥ ﻫﻡ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻭ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻴﻕ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺴﻤﻊ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺜﻡ ﻴﺤﺭﻓﻪ
ﻋﻥ ﺃﺼﻠﻪ .ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻁﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻴﻤﺎﻥ ﺃﺸﺨﺎﺹٍ ﻫﺫﺍ ﺤﺎﻟﻬﻡ ﻭﺩﻴﺩﻨﻬﻡ.
) (1ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻓﺭﺡ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ ﺍﻟﺨﺯﺭﺠﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ،ﺇﻤﺎﻡ ﻤﺘﻔﻨﻥ ﻤﺘﺒﺤﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻟﻪ ﺘﺼﺎﻨﻴﻑ ﻤﻔﻴﺩﺓ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺇﻤﺎﻤﺘﻪ ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻁﻼﻋﻪ ﻭﻭﻓﻭﺭ ﻓﻀﻠﻪ ،ﻤﻨﻬﺎ :ﺍﻟﺘﺫﻜﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻵﺨﺭﺓ،ﺘﻭﻓﻲ
ﺴﻨﺔ 671ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ( –ﺍﻟﺩﺍﻭﻭﺩﻱ– ﺹ ،79ﻭ)ﺸﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﻫﺏ(– ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ.335/ -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .381/1
73
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) :ﻫﻭ( ﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﻫﻭ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻹﺨﺭﺍﺝ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﺘﺨﺭﺠﻭﻥ ﻓﺭﻴﻘﹰﺎ
ﻤﻨﻜﻡ( ،ﻭﺨﺒﺭﻩ )ﻤﺤﺭﻡ( ﻭ )ﺇﺨﺭﺍﺠﻬﻡ( ﺒﺩل ﻤﻥ )ﻫﻭ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﻭﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻓﻜﺎﻨﻭﺍ ﺜﻼﺙ ﻓﺭﻕ ﻭﻫﻲ:
ﺒﻨﻭ ﻗﺭﻴﻅﺔ ،ﻭﺒﻨﻭ ﺍﻟﻨﻀﻴﺭ ،ﻭﺒﻨﻭ ﻗﻴﻨﻘﺎﻉ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻭﺱ ﻭﺍﻟﺨﺯﺭﺝ ﺍﻗﺘﺘﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺒل
ﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ،-rﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻜل ﻓﺭﻗﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺤﺎﻟﻔﺕ ﻓﺭﻗﺔ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ
ﺼﺎﺭﺕ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ،ﺃﻋﺎﻨﺕ ﻓﺭﻗﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺤﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ،ﻓﻌﻨﺩﺌﺫٍ ﻴﻘﺘل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﻭﻴﺨﺭﺠﻪ ﻤﻥ ﺩﻴﺎﺭﻩ ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺠﻼﺀ ﻭﻨﻬﺏ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻭﻀﻌﺕ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﺎ ﻓﺩﺍ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻥ ﺃﺴﺭﻯ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﺘﻴﻥ ،ﻓﺒﻴﻥ ﺍﷲ ––U
ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ:
ﺍﻷﻭل :ﻻ ﻴﺴﻔﻙ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺩﻡ ﺒﻌﺽ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻻ ﻴﺨﺭﺝ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻥ ﺩﻴﺎﺭﻫﻡ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺇﺫﺍ ﻭﺠﺩﻭﺍ ﺃﺴﻴﺭﺍ ﻤﻨﻬﻡ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﺩﺍﺅﻩ.
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻜﻌﺎﺩﺘﻬﻡ ﻴﺨﺎﻟﻔﻭﻥ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﻌﻤﻠﻭﺍ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺘﺭﻜﻭﺍ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﻥ،
ﻓﺄﻨﻜﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ) :ﺃﻓﺘﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺘﻜﻔﺭﻭﻥ ﺒﺒﻌﺽ( ،ﺃﻱ ﺃﺘﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻔﺩﺍﺀ
ﺍﻷﺴﻴﺭ ﻭﺘﻜﻔﺭﻭﻥ ﺒﺴﻔﻙ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ﻭﺍﻹﺨﺭﺍﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ.
ﺜﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺠﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﻴﻔﻌل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺨﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻗﺩ ﺤﺼل ﺫﻟﻙ ﺤﻴﺙ
ﺴﻠﻁ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺭﺴﻭﻟﻪ – –rﻓﻘﺘل ﻤﻥ ﻗﺘل ،ﻭﺴﺒﺎ ﻤﻥ ﺴﺒﺎ ﻤﻨﻬﻡ ،ﻭﺃﺠﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻰ .ﻫﺫﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ .ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻓﻠﻬﻡ ﺃﻋﻅﻡ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻭﺃﺸﺩﻩ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ – –Yﻟﻴﺱ ﻏﺎﻓﻼﹰ ﻋﻤﺎ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ).(2
ﻭﻨﺄﺘﻲ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻬﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻓﺎﻷﻭل :ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ )ﻫﻭ( ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺃﻭ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﺤﺭﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ
ﺇﺨﺭﺍﺠﻬﻡ).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 245/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟـﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒـﻲ –
، 484/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ،167/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ –
، 60/1ﻭﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ – ﺹ .49
) (2ﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ – ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ – 108 – 106/1ﺒﺘﺼﺭﻑ.
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – .396/1
74
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻘﺎل ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ..." :ﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل :ﻭﺘﺨﺭﺠﻭﻥ ﻓﺭﻴﻘﹰﺎ ﻤﻨﻜﻡ
ﻤﻥ ﺩﻴﺎﺭﻫﻡ ،ﻭﺇﺨﺭﺍﺠﻬﻡ ﻤﺤﺭﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ،ﺜﻡ ﻜﺭﺭ "ﺍﻹﺨﺭﺍﺝ" ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺩ "ﻭﻫﻭ ﻤﺤﺭﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ" ﺘﻜﺭﻴﺭﺍ
ﻋﻠﻰ "ﻫﻭ" ،ﻟﻤﺎ ﺤﺎل ﺒﻴﻥ "ﺍﻹﺨﺭﺍﺝ" ﻭ "ﻫﻭ" ﻜﻼﻡ.(1)" .
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻜﻼﻡ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﺃﻨﻪ ﻜﺭﺭ )ﺍﻹﺨﺭﺍﺝ( ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﺘﺭﺍﺨﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﺤﻴﺙ ﺫﻜﺭ ﻜﻼﻤﺎﹰ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ
ﻓﺼل )ﺍﻹﺨﺭﺍﺝ( ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺘﺨﺭﺠﻭﻥ ﻓﺭﻴﻘﹰﺎ ﻤﻨﻜﻡ ﻤﻥ ﺩﻴﺎﺭﻫﻡ( ﻋﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ:
)ﻭﻫﻭ ﻤﺤﺭﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺇﺨﺭﺍﺠﻬﻡ( ،ﻓﺫﻜﺭﻩ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻴﺒﻴﻥ ﺤﺎﻟﻪ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ )ﻫﻭ( ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻭﻗﺩ ﺼﺩﺭﺕ ﺒﻪ ﺍﻵﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ "ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻪ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ
ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﺃﻤﺭ ﻤﻘﺭﺭ ﻤﺸﻬﻭﺭ ﻟﺩﻴﻬﻡ") ،(2ﻭﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺄﺘﻤﺭﻭﺍ ﺒﺄﻭﺍﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺠﺘﻨﺒﻭﺍ
ﻨﻭﺍﻫﻴﻪ ،ﻓﻨﻔﻰ ﻋﻨﻬﻡ ﺼﻔﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ.
ْﺘﻢ َ ِ ِ َ
ﺻﺎدﻗﲔ[ }اﻟﺒﻘﺮة.{94: اﳌﻮت ِ ْ
إن ُﻛﻨ ُ ْ ﻓﺘﻤﻨ ُﱠﻮا َ ْ َ
ﱠﺎس َ َ َ
ِﻣﻦ ِ
دون اﻟﻨ ِ
ْ ُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺇﻥ ﻨﺼﺏ ﻜﻠﻤﺔ )ﺨﺎﻟﺼﺔ( ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺨﺒﺭ ﻜﺎﻨﺕ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎل ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺨﺒﺭ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﻋﻨﺩ ﺍﷲ( ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ
ﻜﺎﺌﻨﺔ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﺄﻤﺭ ﺍﷲ – –Uﻨﺒﻴﻪ ﻤﺤﻤﺩ –r-ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﻤﺨﺒﺭﺍ ﺇﻴﺎﻫﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭ
ﺍﻵﺨﺭﺓ -ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ -ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﻤﺎ ﺯﻋﻤﻭﺍ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻥ
ﺘﻤﺴﻬﻡ ﺇﻻ ﺃﻴﺎﻤﺎ ﻤﻌﺩﻭﺩﺓ ،ﻭﺃﻨﻬﻡ ﺼﺎﺩﻗﻭﻥ ﻓﻲ ﺯﻋﻤﻬﻡ ﻫﺫﺍ ،ﻋﻨﺩﺌﺫٍ ﻓﻠﻴﺘﻤﻨﻭﺍ ﺍﻟﻤﻭﺕ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺯﻋﻡ ﻗﻭﻡ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﻋﻨﺩ ﺍﷲ( ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺤﺫﻭﻑ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺨﺒﺭ
ﻜﺎﻨﺕ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺴﺘﻘﻴﻡ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺩﻩ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻗل ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻜﻡ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ.
75
ﻭﺍﻨﺘﻬﺕ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﻔﻴﺩﺍ ﺇﺫ ﻴﻨﻘﺼﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﺭ) ،(1ﻭﺴﻴﺴﺄل ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ :ﻤﺎ
ﺒﺎل ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ؟ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺠﻭﺯ ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻅﺭﻑ )ﻋﻨﺩ ﺍﷲ( ﺨﺒﺭﺍ
ﻟﻜﺎﻨﺕ).(2
ﻭﻟﻜﻥ ﺨﺒﺭ )ﻜﺎﻥ( ﻓﻲ ﺤﺎل ﻜﻭﻥ )ﺨﺎﻟﺼﺔﹰ( ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ﻫﻭ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﻟﻜﻡ( ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ
ﺒﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻜﺎﺌﻨﺔ( ،ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻗل ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻜﺎﺌﻨﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻟﻜﻡ ﺨﺎﻟﺼﺔﹰ.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ:
ﻗل ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺯﻋﻤﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺤﺎل
ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻡ ﺴﺎﻟﻤﺔ ﻟﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻷﺤﺩ ﺴﻭﺍﻫﻡ ﺤﻕ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺇﻥ ﺼﺢ ﺯﻋﻤﻬﻡ ﻫﺫﺍ
ﻓﻠﻴﺘﻤﻨﻭﺍ ﺍﻟﻤﻭﺕ).(3
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺒﻤﺎ ﻗﺩﻤﺕ( ﻭﺠﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺍﻟﺫﻱ( ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺍﺴﻡ ﻤﺠﺭﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺌﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺒﻤﺎ ﻗﺩﻤﺘﻪ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻗﺩﻤﺘﻪ( ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺭﻑ ﻤﺼﺩﺭﻱ .ﻭﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﻱ )ﻤﺎ( ﻭﺍﻟﻔﻌل )ﻗﺩﻤﺘﻪ( ﻓﻲ ﻤﺤل
ﺠﺭ ﺍﺴﻡ ﻤﺠﺭﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ).(4
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ :ﺃﻥ ﺍﷲ -I-ﺃﺨﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻟﻥ ﻴﺘﻤﻨﻭﺍ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﺃﺒﺩﺍﹰ ،ﻭﺫﻟﻙ
ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﻗﺩﻤﺘﻪ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ ﻭﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺔ ﻟﻬﻡ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻭﺼﻔﻬﻡ ﺍﷲ -U-
76
ﺒﺎﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ ﻭﺴﻴﺠﺎﺯﻴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻅﻠﻤﻬﻡ ﻫﺫﺍ).(1
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻭل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ )ﻤﺎ( ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ
ﻓﻴﻪ :ﻭﻟﻥ ﻴﺘﻤﻨﻭﻩ ﺃﺒﺩﺍ ﺒﺎﻟﺫﻱ ﻗﺩﻤﺘﻪ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ ،ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻴﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ .ﻭﻜﺄﻥ ﺸﻴﺌًﺎ ﺨﺎﺼﺎ
ﻤﻌﻴﻨﹰﺎ ﻤﺤﺩﺩﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻟﻥ ﻴﺘﻤﻨﻭﺍ ﺍﻟﻤﻭﺕ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻗﺩﻤﺘﻪ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺒﺎﻟﻨﺒﻲ
ﻤﺤﻤﺩ –r -ﻭﻫﻡ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﺃﻨﻬﻡ ﺇﻥ ﺘﻤﻨﻭﺍ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﻤﺎﺘﻭﺍ ﻓﻌﻼﹰ ،ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻬﻡ ﺃﻤﺴﻜﻭﺍ ﻋﻥ ﺘﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻭﺕ).(2
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺯﻋﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻡ ،ﺨﺎﻟﺼﺔ ﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻫﻡ
ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻏﻴﺭ ﺼﺎﺩﻗﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺯﻋﻤﻭﺍ ،ﻭﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻟﻥ ﻴﻤﺘﻨﻭﺍ ﺍﻟﻤﻭﺕ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﻘﻭل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ" :ﻭﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﺒﻤﺎ ﻗﺩﻤﺕ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ( ﻤﻭﺼﻭﻟﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺌﺩ ﻤﺤﺫﻭﻑ :ﺃﻱ ﺒﻤﺎ ﻗﺩﻤﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺁﻤﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ،ﺒل ﻏﻴﺭ
ﻁﺎﻤﻊ ﻓﻲ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﻗﺎﻁﻌﺎ ﺒﻬﺎ ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺨﺎﻟﺼﺔ ﻟﻪ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻪ").(3
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ )ﻤﺎ( ﻤﺼﺩﺭﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻴﺸﻤل ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﻗﺩﻤﺘﻪ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ
ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﻭﺍﻟﺨﻁﺎﻴﺎ ﻭﺍﻵﺜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﻭﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﺏ ﻟﻬﻡ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﻨﺎﺭ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 519/1ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – ، 297/1ﻭﺃﻴﺴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ –
ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ – .86/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .177/1
) (3ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – .169/1
77
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ(.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺒﺘﺨﻔﻴﻑ ﻨﻭﻥ )ﻭﻟﻜﻥ (ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ )(2
ﻭﺨﻠﻑ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ )(1
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﻭﺤﻤﺯﺓ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ
ﺒﻌﺩﻫﺎ )ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ (ﻓﺘﺼﺒﺢ )ﻭﻟﻜﻥِ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ (ﻭﻜﹸﺴﺭﺕ ﺍﻟﻨﻭﻥ ﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻜﻨﻴﻥ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ ﺒﺘﺸﺩﻴﺩ )ﻭﻟﻜﻥ (ﻭﻨﺼﺏ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺩﻫﺎ )ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ (ﻓﺘﺼﺒﺢ )ﻭﻟﻜﻥ
ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ.(3)(
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻭﺍﻟﺭﻓﻊ ﺘﺠﻌل )ﻟﻜﻥ( ﺤﺭﻑ ﻋﻁﻑ ﺃﻭ ﺤﺭﻑ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻻ ﻋﻤل
ﻟﻪ .ﻭﻫﻲ ﺘﺄﺘﻲ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺠﺤﻭﺩﺍ ﺃﻭ ﺇﻨﻜﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﻨﻔﻴﺎ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ
)ﻟﻜﻥ( ﻤﺜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ .ﻭﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻘﻭل :ﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﻋﻤﺭﻭ ﻭﻟﻜﻥ ﺃﺨﻭﻙ .ﻓﻜﻠﻤﺔ )ﻋﻤﺭﻭ(
ﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻓﺎﻋل ،ﻭﻜﺫﻟﻙ )ﺃﺨﻭﻙ( ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻤﺎ ﻜﻔﺭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻟﻜﻥِ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ( ،ﻓﺎﻷﺴﻠﻭﺏ
ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻨﻔﻲ ﻭﺇﻨﻜﺎﺭ ،ﻭﻜﻠﻤﺔ )ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ (ﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ،ﻭﻋﻁﻔﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ.(
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﻟﻜﻥ (ﻫﻲ ﺤﺭﻑ ﺍﺴﺘﺩﺭﺍﻙ ﻓﻘﻁ ﺒﻌﺩ ﻨﻔﻲ).(4
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻫﻭ ﻨﻔﻲ ﻜﻔﺭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ – –uﺒﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﺴﺤﺭ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ
ﻴﺘﻌﻠﻤﻪ ،ﻭﺍﺴﺘﺩﺭﺍﻙ ﻤﻌﻨﻰ ﻜﹸﻔﺭ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﺒﺘﻌﻠﻤﻬﻡ ﺍﻟﺴﺤﺭ.
) (1ﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ :ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺤﻤﺯﺓ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻷﺴﺩﻱ ﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ،ﻗﻴل ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺃﻨﻪ ﺃﺤﺭﻡ ﻓﻲ
ﻜﺴﺎﺀ ،ﺭﺤل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ،ﻜﺎﻥ ﺃﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﻨﺤﻭ ،ﻭﺃﻭﺤﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ،ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺨﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﻟﻪ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ
ﻤﻨﻬﺎ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 189ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ
ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 535/1ﻭ)ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺭ( – ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ – .120/1
) (2ﺨﻠﻑ ﺒﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﺒﻥ ﺜﻌﻠﺏ ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻷﺴﺩﻱ ﺍﻟﺒﺯﺍﺭ ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ ،ﻜﻨﻴﺘﻪ ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ،ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺸﺭﺓ ،ﻭﺃﺤﺩ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ
ﻋﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﻋﻥ ﺤﻤﺯﺓ ،ﺤﻔﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻫﻭ ﺍﺒﻥ ﻋﺸﺭ ﺴﻨﻴﻥ ،ﻭﺍﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻭﺍﻨﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 229ﻫـ.ﺍﻨﻅﺭ:
)ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – . 272/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 165/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .37
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 256/1ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ
– ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .108
78
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﺈﻥ )ﻟﻜﻥ (ﺤﺭﻑ ﻨﺎﺴﺦ ﻤﻥ ﺃﺨﻭﺍﺕ )ﺇﻥ ،(ﺃﻱ ﺇﻨﻬﺎ
ﺘﺩﺨل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ ﻓﺘﻨﺼﺏ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺘﺠﻌﻠﻪ ﺍﺴﻤﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻭﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺨﺒﺭﺍﹰ ﻟﻬﺎ .ﻜﻤﺎ
ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﻟﻜﻥ (ﻟﻬﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﻨﻔﻲ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺇﺜﺒﺎﺘﻪ ﻟﻠﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل).(1
ﻭﻗﺎل ﺼﺎﺤﺏ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ..." :ﻭﺤﺠﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﻭﺍﻭ ﻓﻲ
)ﻭﻟﻜﻥ (ﻴﺅﺫﻥ ﺒﺎﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺘﺅﺜﺭ ﺘﺸﺩﻴﺩﻫﺎ ﻭﻨﺼﺏ ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﺒﻌﺩﻫﺎ.(2)"...
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ )ﻟﻜﻥ (ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻴﻪ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺴﺘﺩﺭﺍﻙ).(3
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﻜﻔﺭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ––u
ﺒﺘﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺴﺤﺭ؛ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﻌﻠﻤﻪ ﺃﺼﻼﹰ ،ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻴﻪ ﺘﻨﺯﻴﻬﻪ ﻋﻤﺎ ﻨﹸﺴﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻓﺘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺴﺤﺭ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺜﺎﻥٍ ﻟـ )ﻟﻜﻥ (ﺍﻟﻤﺸﺩﺩﺓ ،ﺃﻭ ﺨﺒﺭ ﺜﺎﻥ ﻟﻠﻤﺒﺘﺩﺃ ) ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ (ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺓ
ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ).(4
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺘﻌﻠﻴﻤﻬﻡ ﺍﻟﺴﺤﺭ ﻟﻠﻨﺎﺱ).(5
ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ" :ﺘﺸﻨﻴﻊ ﺤﺎل ﻜﻔﺭﻫﻡ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﺤﻭﺒﺎ ﺒﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﺤﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ
ﻗﻭﻟﻪ ﻜﹸﻔﺭ ﺩﻭﻥ ﻜﹸﻔﺭ ﻓﻬﻲ ﺤﺎل ﻤﺅﺴﺴﺔ").(6
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﻴﺨﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﺒﺘﻌﻠﻤﻬﻡ ﺍﻟﺴﺤﺭ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺨﺒﺭ
ﺍﻷﻭل ،ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﺨﺒﺭ ﻋﻨﻬﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻘﺘﺼﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠﻤﻬﻡ ﺍﻟﺴﺤﺭ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ؛ ﺒل ﺇﻨﻬﻡ
ﻴﻌﻠﻤﻭﻨﻪ ﺒﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺤﺭﺼﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﻭﺍﺌﻬﻡ ﻭﺇﻀﻼﻟﻬﻡ ﻓﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻜﻔﺎﺭﺍ ﻤﺜﻠﻬﻡ.
79
ﻳﺮدوﻧﻜﻢ ِﻣﻦ ِ أﻫﻞ ِ َ ِ ﻣﻦ َ ْ ِﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ] :ود َ ِ ِ
اﻟﻜﺘﺎب َ ْﻟﻮ َ ُ ﱡ َ ُ ْ ْ َ ْ
ﺑﻌﺪ ﻛﺜﲑ ْ َ ﱠ ٌ
أﻧﻔﺴﻬﻢ ِﻣﻦ ِ ﺣﺴﺪا ِ ِ ِ ِ ِ
ﺣﺘﻰ َ ْ ِ َ
ﻳﺄﰐ اﷲُ ﻓﺎﻋﻔﻮا َ ْ َ ُ
واﺻﻔﺤﻮا َ ﱠ ﳍﻢاﳊﻖ َ ﱡ َ ْ ُ
ﺗﺒﲔ َ ُ ُ ﻣﻦ ﻋﻨْﺪ َ ْ ُ ِ ْ ْ َ ْ
ﺑﻌﺪ َﻣﺎ َ َ ﱠ َ َِ ُ ْ
إﻳﲈﻧﻜﻢ ُ ﱠ ً
ﻛﻔﺎرا َ َ ً ْ
ﻛﻞ َ ٍ ِ َِ ِ ِ
ﺑﺄﻣﺮه ِ ﱠ
ﳾء َ ٌ
ﻗﺪﻳﺮ[ }اﻟﺒﻘﺮة.{109: ﻋﲆ ُ ﱢ ْ
إن اﷲَ َ َ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ ) ﻜﻔﺎﺭﺍ( ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺜﺎﻥٍ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻫﻭ ﺤﺎل ﻤﻥ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل )ﻴﺭﺩﻭﻨﻜﻡ( .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺃﻫل
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺘﻤﻨﻭﺍ ﻟﻭ ﻴﺭﺠِﻌﻭﺍ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻋﻥ ﺩﻴﻨﻬﻡ ﻜﺎﻓﺭﻴﻥ).(2
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ" :ﻜﻔﺎﺭﺍ ﺃﻱ ﻤﺭﺘﺩﻴﻥ ﻭﻫﻭ ﺤﺎل ﻤﻥ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺒﻴﻥ ﻴﻔﻴﺩ )( 3
ﻗﺎل ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ
ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺒﺎﻟﺭﺩ ﻓﻴﺅﺫﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻴﺤﺼل ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻻﺭﺘﺩﺍﺩ ﻤﻊ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺭﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﺫﺍ
ﻟﻡ ﻴﻘل ﻟﻭ ﻴﺭﺩﻭﻨﻜﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺭ.(4)"...
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺼﻴﻴﺭ ،ﺃﻱ ﻴﺼﻴﺭﻭﻨﻜﻡ ﻜﻔﺎﺭﺍ .ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل )ﻴﺭﺩﻭﻨﻜﻡ( ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻷﻭل ،ﻭ )ﻜﻔﺎﺭﺍ( ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺜﺎﻥٍ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 256/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 67/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .68/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – ، 117/1ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴـﻀﺎﻭﻱ –
.382/1
) (3ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ :ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﺩﺭﻭﻴﺵ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ،ﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ،ﺸﻴﺦ ﻋﻠﻤـﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻩ ،ﻤﻔﺴﺭ ﻤﺤﺩﺙ ﻓﻘﻴﻪ ﺃﺩﻴﺏ ﻟﻐﻭﻱ ،ﻟﻪ ﺘﺼﺎﻨﻴﻑ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺃﺸﻬﺭﻫﺎ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺘﻔـﺴﻴﺭ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﺜﺎﻨﻲ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1270ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – . 176/7
) (4ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – .561/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 561/1ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 433/1ﻭﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤـﻥ
ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ – ﺹ .57
80
وﺳﻌﻰ ِﰲ أن ْ َ ِ ﳑﻦ َﻣﻨ ََﻊ َ َ ِ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ] :وﻣﻦ َ ْ َ ِ
اﺳﻤﻪ َ َ َ
ﻓﻴﻬﺎ ْ ُ ُ
ﻳﺬﻛﺮ َ ﻣﺴﺎﺟﺪ اﷲِ َ ْ ُ َ أﻇﻠﻢ ﱠ ْ
ُ َ َ ْ
وﳍﻢ ِﰲ َ ِ ِ ﺧﺎﺋﻔﲔ َﳍﻢ ِﰲ ﱡ ْ ِ ﻳﺪﺧﻠﻮﻫﺎ ِ ﱠإﻻ َ ِ ِ ﺧﺮاﲠﺎ ُ َ ِ َ
اﻵﺧﺮة َ َ ٌ
ﻋﺬاب َ ﺧﺰي َ َ ُ ْ
اﻟﺪﻧﻴﺎ ْ ٌ
َ َ ُْ ﳍﻢ َ ْ
أن َ ْ ُ ُ َ أوﻟﺌﻚ َﻣﺎ َ َ
ﻛﺎن َ ُ ْ َ َ َِ
ﻋﻈﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة{114: ِ
َ ٌ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﺍﻟﻤﻜﻭﻥ ﻤﻥ )ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ (ﻓﻴﻪ ﻗﻭﻻﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺒﺩل ﻤﻥ )ﻤﺴﺎﺠﺩ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺍﺴﻡ ﻤﺠﺭﻭﺭ ،ﻭﺤﺭﻑ ﺍﻟﺠﺭ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻤﻥ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﻭﻤﻥ ﺃﻅﻠﻡ ﻤﻤﻥ ﻤﻨﻊ ﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺠﺩﻩ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻤﺎ
ﺠﻌﻠﺕ ﺇﻻ ﻟﺫﻜﺭ ﺍﷲ – –Uﻭﻋﺒﺎﺩﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻜﺭ
ﺍﷲ).(2
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﷲ ﺒﺩل ﺍﺸﺘﻤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ :ﻭﻤﻥ ﺃﻅﻠﻡ ﻤﻤﻥ ﻤﻨﻊ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺃﻭ :ﻤﻥ ﺃﻅﻠﻡ ﻤﻤﻥ
ﻤﻨﻊ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺍﷲ ﻋﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ)(3؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﺭ ﺘﹸﺤﺫﻑ ﻤﻊ )ﺃﻥ (ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﻴﺔ ﻟﻁﻭل
ﺍﻟﻜﻼﻡ.
ﻭﺫﻜﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل )ﺫِﻜﹾﺭ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﻷﺠﻠﻪ.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻴﻪ :ﻭﻤﻥ ﺃﻅﻠﻡ ﻤﻤﻥ ﻤﻨﻊ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺍﷲ ﻜﺭﺍﻫﺔﹶ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺴﻤﻪ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 257/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 78/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .69/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 636/1ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ –
.437/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 636/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .194/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – ، 78/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ –
ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 69/1ﻭﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ –
ﺹ .59
81
ِ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ َ ْﺑﻞ َ ُﻟﻪ َﻣﺎ ِﰲ ﱠ َ َ
اﻟﺴﲈوات وﻟﺪا ُ ْ َ َ ُ اﲣﺬ اﷲُ َ َ ًوﻗﺎﻟﻮا ﱠ َ َ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ َ َ ] :
ِ ِ ﻛﻞ َ ُﻟﻪ َ ِ ُ َ
ﻛﻦ َ َ ُ ُ
ﻓﻴﻜﻮن[ ﻳﻘﻮل َ ُﻟﻪ ُ ْ
ﻓﺈﻧﲈ َ ُ ُأﻣﺮا َ ِ ﱠ َ
ﻗﴣ َ ْ ً واﻷرض َ ِ َ
وإذا َ َ اﻟﺴﲈوات َ َ ْ ِ
ﺑﺪﻳﻊ ﱠ َ َ
ﻗﺎﻧﺘﻮن * َ ُ َ َْ ِ
واﻷرض ُ ﱞ
}اﻟﺒﻘﺮة{117،116:
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ )ﻓﻴﻜﻭﻥ (ﺒﻨﺼﺏ ﺍﻟﻨﻭﻥ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻓﻴﻜﻭﻥ (ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﻭﻥ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﻓﻴﻜﻭﻥ (ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺠﻭﺍﺏ ﻟﻔﻌل ﺍﻷﻤﺭ )ﻜﻥ( ،ﻨﺤﻭ
ﻗﻭﻟﻙ :ﺃﻜﺭﻡ ﺯﻴﺩﺍ ﻓﻴﻜﺭﻤﻙ .ﻓﻬﻭ ﻫﻨﺎ ﺃﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ).(2
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻫﻲ )ﻓﻴﻜﻭﻥ (ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ،ﻭﺍﻟﺭﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﻬﺘﻴﻥ:
ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﻟﻌﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﻘﻭل(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﻟﻪ ﻜﻥ ﻓﻴﻜﻭﻥ.(3)
ﻭﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻁﻑ ،ﻭﻗﺎل ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺠﻬﺘﻲ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻤﺎ ﻗﻭﻟﻪ ..." :ﺃﻥ
ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺃﻭﻟﻰ ﺒﻘﻭﻟﻪ )ﻓﻴﻜﻭﻥ( ﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻪ ﻴﻘﻭل؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻜﻭﻥ ﺤﺎﻟﻬﻤﺎ ﻭﺍﺤﺩ،
ﻭﻫﻭ ﻨﻅﻴﺭ ﻗﻭل ﺍﻟﻘﺎﺌل :ﺘﺎﺏ ﻓﻼﻥ ﻓﺎﻫﺘﺩﻯ ﻭﺍﻫﺘﺩﻯ ﻓﻼﻥ ﻓﺘﺎﺏ؛ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺎﺌﺒﺎ ﺇﻻ ﻭﻫﻭ ﻤﻬﺘﺩٍ،
ﻭﻻ ﻤﻬﺘﺩﻴﺎ ﺇﻻ ﻭﻫﻭ ﺘﺎﺌﺏ .ﻓﻜﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﷲ ﺁﻤﺭﺍ ﺸﻴﺌًﺎ ﺒﺎﻟﻭﺠﻭﺩ ﺇﻻ ﻭﻫﻭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ،ﻭﻻ
ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ﺇﻻ ﻭﻫﻭ ﺁﻤﺭﻩ ﺒﺎﻟﻭﺠﻭﺩ ...ﻭﺃﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ – ﻓﺈﻨﻪ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻗﺩ
ﺘﻡ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ )ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻨﻘﻭل ﻟﻪ ﻜﻥ( ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﺤﺘﻡ ﻗﻀﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﺸﻲﺀ ﻜﺎﻥ
ِ
وﻧﻘﺮ ِﰲ َ ْ َ ِ ِ
اﻷرﺣﺎم َﻣﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ،ﺜﻡ ﺍﺒﺘﺩﺃ ﺒﻘﻭﻟﻪ )ﻓﻴﻜﻭﻥ( ﻜﻤﺎ ﻗﺎل –ﺠل ﺜﻨﺎﺅﻩ– ] ُ َ ﱢ
ﻟﻨﺒﲔَ ﻟ َﻜ ُْﻢ َ ُ ﱡ
ﻧﺸﺎء[).(5)"(4
ََ ُ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 165/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻴﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﻟﺩﺍﻨﻲ –
ﺹ ، 65ﻭﻏﻴﺙ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺴﻲ – ﺹ .48
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 111ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ
ﺴﺎﻟﻡ ﻤﺤﻴﺴﻥ – .31/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .199/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺞ -ﺍﻵﻴﺔ ).(5 )( 4
82
ﻭﻗﺩ ﻀﻌﻑ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻟﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺨﺒﺭ ﻭﻟﻴﺱ ﺃﻤﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻜل ﻟﻔﻅ ﺃﻤﺭ ﻴﺭﺩ ﻭﻻ
ِ ِ
وأﺑﴫ[ ،ﻭﻗﻭﻟﻪْ ُ ْ َ ْ َ ] :
ﻓﻠﻴﻤﺪد َ ُ أﺳﻤﻊ ِ ِ ْ
ﲠﻢ َ َ ْ ْ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻤﺜل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ْ َ ] :
)( 1
اﻟﺮﲪﻦ
ﻟﻪ ﱠ ْ َ ُ
َﻣﺪا[) .(2ﻭﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻓﻌل ﻫﻭ ﺴﻬل ﻭﻴﺴﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ – ،-Uﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﺘﻤﺜﻴل ﻟﺴﺭﻋﺔ
ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺤﺼﻭﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻤﻬﻠﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﺒﻬﺎ).(3
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻨﺤﻭﻴﺔ ،ﻭﻓﻴﻪ ﻗﺎل ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ..." :ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺃﻥ ﺠﻭﺍﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻪ ﺃﻥ
ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﺃﻭ ﻓﻴﻬﻤﺎ ،ﻓﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻙ :ﺍﺫﻫﺏ ﻴﻨﻔﻌﻙ ﺯﻴﺩ ،ﻓﺎﻟﻔﻌل
ﻭﺍﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ )ﻴﻨﻔﻌﻙ ﺯﻴﺩ( ﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ )ﺍﺫﻫﺏ( ،ﻭﺘﻘﻭل :ﺍﺫﻫﺏ ﻴﺫﻫﺏ ﺯﻴﺩ ،ﻓﺎﻟﻔﻌﻼﻥ
ﻤﺘﻔﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻼﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺎﻥ )ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻨﺕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﺯﻴﺩ( ،ﻭﺘﻘﻭل :ﺍﺫﻫﺏ ﺘﻨﺘﻔﻊ ،ﻓﺎﻟﻔﺎﻋﻼﻥ
ﻤﺘﻔﻘﺎﻥ )ﺃﻨﺕ( ﻭﺍﻟﻔﻌﻼﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺎﻥ )ﺍﺫﻫﺏ ﻭﺘﻨﺘﻔﻊ ،(ﻓﺄﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﻔﻌﻼﻥ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻼﻥ ﻓﻐﻴﺭ ﺠﺎﺌﺯ
ﻜﻘﻭﻟﻙ :ﺍﺫﻫﺏ ﺘﺫﻫﺏ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺸﺭﻁﹰﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ").(4
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺠﻭﺍﺒﻪ ﻜﻲ ﻴﻨﺘﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻴﺴﺘﻘﻴﻡ.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻤﺜلَ( ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻤﻨﺼﻭﺏ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻨﻌﺕ ﻟﻤﺼﺩﺭ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﻤﻨﺼﻭﺏ).(5
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – ، 687/1ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ –
ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺎﻟﻡ ﻤﺤﻴﺴﻥ – ، 32/1ﻭﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ –
ﺹ .60
) (4ﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺹ ، 60ﻭﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ
ﺤﻴﺎﻥ – .534/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 257/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .69/1
83
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﺒل ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ،ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ
ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻗﺎل ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ :ﻫل ﻴﻜﻠﻤﻨﺎ ﺍﷲ ﻜﻤﺎ ﻜﻠﻡ
ﺍﻟﺭﺴل] .ﺃﻭ ﺘﺄﺘﻴﻨﺎ ﺁﻴﺔ[ ،ﻴﻌﻨﻭﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺘﺭﺤﻭﻨﻬﺎ ﺒﻌﻘﻭﻟﻬﻡ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﺓ ،ﻭﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﺍﻟﻜﺎﺴﺩﺓ
ِ
ﺣﺘﻰ َ َﻧﺮى اﷲَ ﻟﻚ َ ﱠﻧﺆﻣﻦ َ َ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﺃﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ،ﻭﺍﺴﺘﻜﺒﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺴﻠﻪ ﻜﻘﻭﻟﻬﻡْ َ ] :
ﻟﻦ ُ ْ َ
ﻣﻦ َ ِ َ ﺳﺄﻟﻮا ﻣﻮﺳﻰ َ ْ ِ ِ ﻠﻴﻬﻢ ِ َ ِ أﻫﻞ ِ َ ِ
ذﻟﻚ[)...(2 أﻛﱪ ََْ ﻓﻘﺪ َ َ ُ ُ َ اﻟﺴﲈء َ َ ْ
ﻣﻦ ﱠ َﻛﺘﺎﺑﺎ َﺗﻨﺰل َﻋ َ ْ ِ ْ ً اﻟﻜﺘﺎب َ ْ
أن ُ َ ﱢ َ ﺟﻬﺮة[)َ ُ َ ْ َ ] ،(1
ﻳﺴﺄﻟﻚ َ ْ ُ َ ًَْ
ﻟﻦ ﺟﻨﺔ[) .(3ﻭﻗﻭﻟﻪُ َ َ ] :
وﻗﺎﻟﻮا َ ْ ﻟﻪ َ ﱠ ٌ
ُﻮن َ ُ إﻟﻴﻪ ِ َ ْ
ﻛﻨﺰٌ َأوْ ﺗ َﻜ ُ ﻳﻠﻘﻰ ِ َ ْ
ﻧﺬﻳﺮا * َأوْ ُ ْ َ ِ
ﻣﻌﻪ َ ً ﻣﻠﻚ َﻓﻴ َﻜ َ
ُﻮن َ َ ُ إﻟﻴﻪ ِ َ َ ٌ
أﻧﺰل ِ َ ْ
ﻟﻮﻻ ُ ْ ِ َ
]َ ْ َ
ﻳﻨﺒﻮﻋﺎ ...اﻵﻳﺎت[) .(4ﻓﻬﺫﺍ ﺩﺃﺒﻬﻡ ﻤﻊ ﺭﺴﻠﻬﻡ ،ﻴﻁﻠﺒﻭﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﻣﻦ َ ْ ِ ِ ِ
اﻷرض َ ْ ُ ً ﺣﺘﻰ َ ْ ُ
ﺗﻔﺠ َﺮ َ َﻟﻨﺎ َ ﻟﻚ َ ﱠ ﻧﺆﻣﻦ َ َ
ُْ َ
ﺍﻟﺘﻌﻨﺕ ﻻ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﺭﺸﺎﺩ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺼﺩﻫﻡ ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ .ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﺴل ﻗﺩ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺒﻤﺎ
ﻴﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺒﺸﺭ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ] :ﻗﺩ ﺒﻴﻨﺎ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻟﻘﻭﻡ ﻴﻭﻗﻨﻭﻥ[ .ﻓﻜل ﻤﻭﻗﻥ ﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﻤﻥ
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺎﻫﺭﺓ ﻭﺒﺭﺍﻫﻴﻨﻪ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﺎ ﺤﺼل ﻟﻪ ﺒﻪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ،ﻭﺍﻨﺩﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻜل ﺸﻙ ﻭﺭﻴﺏ").(5
ﻭﺒﻌﺩ ﻓﻬﻡ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﺃﻨﺒﻴﺎﺌﻬﻡ ﻤﺜل ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ
ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ .ﺃﻱ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻨﻔﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻭﻫﻲ ﻗﻭﻟﻬﻡ) :ﻟﻭﻻ ﻴﻜﻠﻤﻨﺎ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺘﺄﺘﻴﻨﺎ ﺁﻴﺔ().(6
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ :ﻗﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻬﻡ ﻗﻭﻻﹰ ﻤﺜل ﻗﻭﻟﻬﻡ .ﺃﻱ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻗﻭﻻﹰ ﻴﺸﺒﻪ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﻘﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻭﻫﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﻭﻟﻬﻡ ﻤﻤﺎﺜﻼﹰ ﻟﻘﻭل ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻬﻡ .ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﻩ
ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ.
ﻭﻨﺤﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ..." :ﻭﻻ ﺘﺩل ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺎﺜل ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻘﻭل ،ﺒل ﻴﺤﺘﻤل ﺃﻥ
ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻬﻡ ﺍﻗﺘﺭﺤﻭﺍ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻠﻴﻕ ﺴﺅﺍﻟﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻨﻔﺱ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ،ﺇﺫ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ ﺘﺼﺩﻕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ").(7
84
ِ ِ
ﻋﻦ وﻻ ُ ْ َ ُ
ﺗﺴﺄل َ ْ وﻧﺬﻳﺮا َ َ
ﺑﺸﲑا َ َ ً
ﺑﺎﳊﻖ َ ﱢ َ ً إﻧﺎ ِ ﱠ َ ْ
أرﺳﻠ َﻨ َْﺎك َ ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ] :
أﺻﺤﺎب َ ِ ِ
اﳉﺤﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة{119: َ ْ َ ِ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﻨﺎﻓﻊ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻭﻻ ﺘﹶﺴﺄلْ( ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﺠﺯﻡ ﺍﻟﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻲ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻭﻻ ﺘﹸﺴﺄلُ( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺠﺯﻡ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﻬﻲ –ﻋﻠﻰ ﺃﻥ) ﻻ( ﻨﺎﻫﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺘﺠﺯﻡ ﺍﻟﻔﻌل
ﺍﻟﻤﻀﺎﺭﻉ– ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﻨﻬﻰ ﻨﺒﻴﻪ ﻤﺤﻤﺩﺍﹰ –r-ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻋﻥ ﺃﺤﻭﺍل ﻤﻥ ﻤﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻭﻟﻡ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ،ﻭﻤﻨﻬﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻋﻤﺎ ﻴﻨﺘﻅﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻴﻭﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ).(2
ﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﺃﻀﺎﻑ ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻌﻅﻴﻡ ،ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻤﻌﻨﻰ
ﺍﻟﺘﻌﻅﻴﻡ ﻟﻤﺎ ﻫﻡ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ،ﺃﻱ :ﻻ ﺘﹶﺴَﺄل ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺒﻠﻐﻭﺍ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺱ
ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻤﺴﺘﺯﺍﺩ").(3
ﻭﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ – ﻋﻠﻰ ﺃﻥ )ﻻ( ﻨﺎﻓﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻟﻴﺱ ،-ﻓﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻭﻻ
ﺘﺴﺄﻟﹸﻭﺍ( ﺘﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ،ﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل) :ﻭﻟﺴﺕﹶ ﺘﹸﺴﺄلُ ﻋﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ( .ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ
اﻟﺒﻼغ َ َ ِ
اﳊﺴﺎب[).(4 ﻋﻠﻴﻚ َ َ ُ َ َ ْ
وﻋﻠﻴﻨﺎ َ ُ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ ِ َ ] :-ﱠ َ
ﻓﺈﻧﲈ َ َ ْ َ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻌﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻪ) :ﺒﺸﻴﺭﺍ ﻭﻨﺫﻴﺭﺍ( ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺫﻟﻙ :ﺇﻨﺎ
ﺃﺭﺴﻠﻨﺎﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺒﺸﻴﺭﺍ ﻭﻨﺫﻴﺭﺍ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺴﺌﻭلٍ ﻋﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ).(5
ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻤﺎ ﻗﻭﻟﻪ" :ﻗﺭﺃﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ )ﻭﻻ ﺘﹸﺴﺄلُ ﻋﻥ
ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻤﻥ ﺘﺴﺄل ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻼﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺒﻤﻌﻨﻰ :ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺇﻨﺎ ﺃﺭﺴﻠﻨﺎﻙ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ -ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 166/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .39
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 111ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ .87
) (3ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – .262/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﻋﺩ -ﺍﻵﻴﺔ ).(40 )( 4
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 111ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ –
ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .262/1
85
ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺒﺸﻴﺭﺍ ﻭﻨﺫﻴﺭﺍ ﻓﺒﻠﻐﺕ ﻤﺎ ﺃﺭﺴﻠﺕ ﺒﻪ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻭﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﻭﻟﺴﺕ ﻤﺴﺌﻭﻻﹰ ﻋﻤﻥ ﻜﻔﺭ ﺒﻤﺎ
ﺃﺘﻴﺘﻪ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ .ﻭﻗﺭﺃ ﺫﻟﻙ ﺒﻌﺽ ﺃﻫل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ )ﻭﻻ ﺘﹶﺴﺄلْ( ﺠﺯﻤﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ
ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻤﻔﺘﻭﺡ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻤﻥ ﺘﺴﺄل ﻭﺠﺯﻡ ﺍﻟﻼﻡ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻫﺅﻻﺀ :ﺇﻨﺎ ﺃﺭﺴﻠﻨﺎﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ
ﺒﺸﻴﺭﺍ ﻭﻨﺫﻴﺭﺍ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﻤﺎ ﺃﺭﺴﻠﺕ ﺒﻪ ﻻ ﻟِﺘﹶﺴﺄل ﻋﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ ﻓﻼ ﺘﺴﺄل ﻋﻥ ﺤﺎﻟﻬﻡ").(1
ﻭﺍﺨﺘﺎﺭ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺫﻜﺭ ﻤﺎ ﻴﻘﻭﻱ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﺍﻟﺭﻓﻊ ﻫﻭ
ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ...ﻭﻴﻘﻭﻱ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﺃﻥ ﻗﺒﻠﻪ ﺨﺒﺭﺍ ،ﻭﺒﻌﺩﻩ ﺨﺒﺭ ،ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺨﺒﺭﺍ ﻟﻴﻁﺎﺒﻕ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ
ِ
اﻟﺮﺳﻮل ِ ﱠإﻻ ﻫﺪاﻫﻢ[).(2ﻭﻗﻭﻟﻪَ ] :ﻣﺎ َ َ ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ .ﻭﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻗﻭﻟﻪَ ْ َ ] :
ﻟﻴﺲ َ َ ْ َ
ﻋﲆ ﱠ ُ ﻋﻠﻴﻚ ُ َ ُ ْ
اﻟﺒﻼغ[ ) .(3ﻭﻴﻘﻭﻱ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻨﻬﻴﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺒﺎﻟﻔﺎﺀ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل :ﺃﻋﻁﻴﺘﻙ ﻤﺎﻻﹰ ﻓﻼ ﺘﺴﺄﻟﻨﻲ
ََ ُ
ﻏﻴﺭﻩ").(4
ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل ﻓﺈﻥ ﻜﻼﹰ ﻤﻥ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻗﺩ ﻭﺭﺩﺘﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ –r-ﻭﻗﺩ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﻤﺎ ﻜﻤﺎ
ﺃﻗﺭﺃﻩ ﺇﻴﺎﻫﻤﺎ ﺠﺒﺭﻴل – –uﻋﻥ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺯﺓ – –Yﻭﺃﻗﺭﺃﻫﻤﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ –r-ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻭﻨﹸﻘﻠﺘﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ
ﺒﺎﻟﺘﻭﺍﺘﺭ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ –r-ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺄل ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻋﻥ ﻜﻔﺭ ﻤﻥ ﻜﻔﺭ ،ﻭﻋﺼﻴﺎﻥ
ﻤﻥ ﻋﺼﺎ ،ﻓﺈﻨﻪ –r-ﻗﺩ ﺒﻌﺙ ﻤﺒﺸﺭﺍ ﺒﺎﻟﺜﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺭﻀﻭﺍﻥ ﻭﺠﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻡ ،ﻭﻤﻨﺫﺭﺍ ﺒﺎﻟﻌﻘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺠﺤﻴﻡ ،ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺒﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻤﺭﻩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺃﺩﺍﺌﻬﺎ.
ﺗﻼو ِ ِﺗﻪ ُ َ ِ َ
أوﻟﺌﻚ ِ
ﺣﻖ ﱠ َ َ َﺎﻫﻢ ُ ِ َ
اﻟﻜﺘﺎب َ َ ْ ُ
ﻳﺘﻠﻮﻧﻪ َ ُ َ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﱠ ِ
اﻟﺬﻳﻦ َآﺗﻴ َﻨ َ ْ ُ
اﳋﺎﴎون[ }اﻟﺒﻘﺮة{121: ﻫﻢ َ ِ ُ َ ﻳﻜﻔﺮ ِ ِﺑﻪ َ ُ َ ِ َ
ﻓﺄوﻟﺌﻚ ُ ُ
ﻳﺆﻣﻨ َ ِ
ُﻮن ِﺑﻪ َ َ ْ
وﻣﻦ َ ْ ُ ْ
ْ ِ
ُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﺨﺒﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﺘﻠﻭﻨﻪ(.
) (4ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .262/1
86
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ )ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻪ( ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺠﻤﻠﺔ )ﻴﺘﻠﻭﻨﻪ( ﺤﺎﻻﹰ ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺇﻥ ﺍﺨﺘﻼﻓﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻓﻬﻡ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒـ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﺘﻴﻨﺎﻫﻡ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ( ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻬﻡ.
ﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ" :ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻘﻭﻟﻪ) :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﺘﻴﻨﺎﻫﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ( ﻤﻥ ﻫﻡ ﻓﻴﻪ ﻗﻭﻻﻥ:
ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﺘﺎﻫﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ .ﻭﺍﺤﺘﺠﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ .ﺃﺤﺩﻫﺎ :ﺃﻥ ﻗﻭﻟﻪ:
)ﻴﺘﻠﻭﻨﻪ ﺤﻕ ﺘﻼﻭﺘﻪ( ﺤﺙ ﻭﺘﺭﻏﻴﺏ ﻓﻲ ﺘﻼﻭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻤﺩﺡ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ،ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ
ﻫﺫﺍ ﺸﺄﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻻ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻨﺠﻴل ،ﻓﺈﻥ ﻗﺭﺍﺀﺘﻬﻤﺎ ﻏﻴﺭ ﺠﺎﺌﺯﺓ.
ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﺎ :ﺃﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻪ( ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻤﻘﺼﻭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ
ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻜﺫﻟﻙ .ﻭﺜﺎﻟﺜﻬﺎ :ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﻤﻥ ﻴﻜﻔﺭ ﺒﻪ ﻓﺄﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﺨﺎﺴﺭﻭﻥ( ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻠﻴﻕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ.
ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺎﻟﺫﻴﻥ ﺁﺘﻴﻨﺎﻫﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﺒﺎﻟﺭﺴﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻫﻡ ﻫﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻡ ﻁﺭﻴﻘﺘﻬﻡ ﻭﺤﻜﻰ ﻋﻨﻬﻡ ﺴﻭﺀ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻡ ،ﺃﺘﺒﻊ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﺩﺡ ﻤﻥ
ﺘﺭﻙ ﻁﺭﻴﻘﺘﻬﻡ ،ﺒل ﺘﺄﻤل ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭﺘﺭﻙ ﺘﺤﺭﻴﻔﻬﺎ ﻭﻋﺭﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﺼﺤﺔ ﻨﺒﻭﺓ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ").(2
ﻭﻓﻲ ﻜﻼ ﺍﻟﻘﻭﻟﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻟﻠﺭﺍﺯﻱ ﺃُﺭﻴﺩ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﻓﻴﻤﻥ ﺍﻫﺘﺩﻯ .ﻭﺯﺍﺩ
ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ..." :ﻭﻴﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﻴﺭﺍﺩ ﺒـ )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻓﻲ ﻤﺅﻤﻨﻲ ﺒﻨﻲ
ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ )ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ( ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺱ ،ﻭ )ﻴﺘﻠﻭﻨﻪ( ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻴﺘﺒﻌﻭﻨﻪ ﺤﻕ
ﺍﺘﺒﺎﻋﻪ ﺒﺎﻤﺘﺜﺎل ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ،ﻭﻗﻴل )ﻴﺘﻠﻭﻨﻪ( ﻴﻘﺭﺅﻭﻨﻪ ﺤﻕ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻻﺘﺒﺎﻉ
ﻭﺍﻻﻤﺘﺜﺎل.(3)"...
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 258/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 94/2ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 203/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ
– .70/1
) (2ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – .32/4
) (3ﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – .345/1
87
ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺨﺒﺭ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺇﺫﺍ ﺃُﺭﻴﺩ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﻟﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻟﻠﺭﺍﺯﻱ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ
ﻫﻭ ﺠﻤﻠﺔ )ﻴﺘﻠﻭﻨﻪ( ،ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﻤﻠﺔ )ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻪ( ﻫﻲ ﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﻴﺘﻠﻭﻨﻪ( ﺤﺎل؛
ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻭﻗﺕ ﺇﻴﺘﺎﺌﻬﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﺘﺎﻟﻴﻥ ﻟﻪ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﺘﻠﻭﺍ).(1
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﺫﺍ ﺃﺭﻴﺩ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻭﻫﻭ ﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﺯﺍﺩﻩ ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﻌﻴﻥ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ )ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻪ( ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﻤﻠﺔ )ﻴﺘﻠﻭﻨﻪ( ﺇﻻ ﺤﺎﻻﹰ؛
ﻷﻨﻪ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻓﻲ )ﻴﺘﻠﻭﻨﻪ( ﻟﻭﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺃُﻭﺘﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻴﺘﻠﻭﻩ ﺤﻕ ﺘﻼﻭﺘﻪ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ
ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ).(2
ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﲔ َ َ ِ ِ َ
واﻟﻌﺎﻛﻔﲔ َ ﱡ ﱠ ِ
واﻟﺮﻛﻊ ﺑﻴﺘﻲ ِ ﱠ ِ ِ َ ِ
ﻬﺮا َ ْ َأن َﻃ ﱢ َ إﺑﺮاﻫﻴﻢ َ ِ ْ َ ِ َ
وإﺳﲈﻋﻴﻞ َ ْ ِ
وﻋﻬﺪﻧﺎ ِ َإﱃ ِ ْ َ َ
ﻣﺼﲆ َ َ ِ ْ َ ِ
ﻣﻘﺎم ِ ْ َ َ
إﺑﺮاﻫﻴﻢ ُ َ ََ ِ
ِ
اﻟﺴﺠﻮد[ }اﻟﺒﻘﺮة{125:ﱡ ُ
ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻭﻀﻌﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﻫﻤﺎ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺍﺘﺨﺫﻭﺍ( ﻭﻓﻴﻪ ﻗﺭﺍﺀﺘﺎﻥ:
ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻗﺭﺃ ﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺃﻱ )ﻭﺍﺘﹾﺨﹶﺫﻭﺍ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﺭ ،ﺃﻱ )ﻭﺍﺘﺨِﺫﻭﺍ().(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ،ﺃﻱ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻋﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﻭﻟﺩ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ – –uﻭﺃﺘﺒﺎﻋﻪ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻤﻘﺎﻤﻪ ﻤﺼﻠﻰ ﻟﻬﻡ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻭﺍﺘﺨﹶﺫﻭﺍ( ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ )ﻭﺇﺫ ﺠﻌﻠﻨﺎ( .ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ:
ﻭﺍﺫﻜﺭ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺇﺫ ﺠﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﺜﺎﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺃﻤﻨﹰﺎ ،ﻭﺍﺫﻜﺭ ﺇﺫ ﺍﺘﺨﹶﺫ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﺼﻠﻰ،
ﻭﺍﺫﻜﺭ ﺇﺫ ﻋﻬﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ...ﺇﻟﺦ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – ، 539/1ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – ،345/1ﻭﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ
ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ – ﺹ ، 61ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴـﻀﺎﻭﻱ
– .393/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 167/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻴﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﻟﺩﺍﻨﻲ –
ﺹ ، 65ﻭﻏﻴﺙ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺴﻲ – ﺹ .48
88
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎل ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ)" :ﻭﺍﺘﺨﹶﺫﻭﺍ( ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻌل ﻤﺎﺽٍ.
ﻭﻫﻭ ﺤﻴﻨﺌﺫٍ ﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻰ )ﺠﻌﻠﻨﺎ( ﺃﻱ ﻭﺍﺘﺨﺫ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻑ ﺒﻪ ﻭﺃﺴﻜﻥ ﺫﺭﻴﺘﻪ
ﻋﻨﺩﻩ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻗﺒﻠﺔ ﻴﺼﻠﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ").(1
ﻓﻜل ﺠﻤﻠﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺨﺒﺭ ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﺫﻜﻴﺭ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﻓﺤﻤل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ ﻟﻴﺘﻔﻕ ﻭﻴﺘﻁﺎﺒﻕ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ )ﺇﺫ( ﻤﺤﺫﻭﻓﺔ ﻓﻲ
ﻜل ﺨﺒﺭ ﻟﺩﻻﻟﺔ )ﺇﺫ( ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ).(2
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻜﺴﺭ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ -U-ﻷﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻤﺤﻤﺩ –r-
ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ – –uﻤﺼﻠﻰ ،ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ..." :ﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻤﻥ
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻷﻤﺔ ﻤﺤﻤﺩ –r-ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﺼﻠﻰ ،ﻭﻫﻭ ﻜﻼﻡ ﺍﻋﺘﺭﺽ ﻓﻲ ﺨﻼل
ﺫﻜﺭ ﻗﺼﺔ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ – ، –uﻭﻜﺄﻥ ﻭﺠﻬﻪ) :ﻭﺇﺫﺍ ﺠﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﺜﺎﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺃﻤﻨﹰﺎ ﻭﺍﺘﺨِﺫﻭﺍ( ﺃﻨﺘﻡ ﻤﻥ
ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﺼﻠﻰ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺃﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﺸﺭﻓﻨﺎﻩ ﻭﻭﺼﻔﻨﺎﻩ ﺒﻜﻭﻨﻪ ﻤﺜﺎﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺃﻤﻨﹰﺎ ﻓﺎﺘﺨﺫﻭﻩ ﺃﻨﺘﻡ ﻗﺒﻠﺔﹰ
ﻷﻨﻔﺴﻜﻡ.(3)"...
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﺎﻟﻜﺴﺭ ﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺼﺤﻴﺤﻪ ﻋﻥ ﺃﻨﺱ ﺒﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﻗﺎل :ﻗﺎل ﻋﻤﺭ ﺒﻥ
ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ :ﻭﺍﻓﻘﺕ ﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺜﻼﺙ ،ﺃﻭ ﻭﺍﻓﻘﻨﻲ ﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺜﻼﺙ ،ﻗﻠﺕ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻟﻭ ﺍﺘﺨﺫﺕ ﻤﻥ
ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﺼﻠﻰ ﻓﻨﺯﻟﺕ) :ﻭﺍﺘﺨﺫﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﺼﻠﻰ().(4
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ :ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻜﺴﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻓﻘﺩ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ ..." :ﻓﺈﻥ ﻗﻴل :ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﻭﻜﻴﻑ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﺒﺎﻟﺸﻲﺀ ﻭﻀﺩﻩ؟ ﻓﻘل :ﺇﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﻤﺒﺘﺩﺌًﺎ ،ﻓﻔﻌﻠﻭﺍ ﻤﺎ ﺃﻤﺭﻭﺍ ﺒﻪ ،ﻓﺄﺜﻨﻰ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻠﻴﻬﻡ
ﻭﺃﺨﺒﺭﻫﻡ ﺒﻪ ،ﻭﺃﻨﺯﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﻀﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ").(5
89
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺼﺩﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺍﺴﻡ ﻤﺠﺭﻭﺭ ﺒﺤﺭﻑ ﺍﻟﺠﺭ ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻑ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ :ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﻋﻬﺩﻨﺎ( ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻭل ،ﻓﻬـﻭ ﺒﻤﻌﻨـﻰ ﺃﻤﺭﻨـﺎ ﺃﻭ ﻭﺼـﻴﻨﺎ.
ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺃﻱ ﺃﻥ ﻁﻬﺭﺍ ،ﻓﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل :ﻁﻬﺭﺍﻩ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﺜﺎﻥ ﻭﺍﻷﻨﺠﺎﺱ ﻭﻤﻤﺎ ﻻ ﻴﻠﻴﻕ ﺒـﻪ ﻤـﻥ ﺃﻭﺠـﻪ
ﺍﻟﺸﺭﻙ).(2
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﻤﻠﺔ )ﺃﻥ ﻁﻬﺭﺍ( ﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﺃﻤﺭﻨﺎ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺘﻁﻬﻴﺭ ﺍﻟﺒﻴـﺕ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺸﺭﻙ ﻭﺍﻷﻨﺠـﺎﺱ.
ﻓﺎﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺒﺄﻥ ﻁﻬﺭﺍ).(3
ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻤﻥ )ﺃﻥ ﻭﺍﻟﻔﻌل( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺍﺴﻡ ﻤﺠﺭﻭﺭ.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ )ﻤﻥ (ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﻤﻥ ﻜﻔﺭ ﻓﺄﻤﺘﻌﻪ( ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺒﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ )ﻓﺄﻤﺘﻌﻪ(.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﺴﻡ ﺸﺭﻁ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺒﻔﻌل ﻤﻀﻤﺭ ﺒﻌﺩﻫﺎ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 260/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 107/1ﻭﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ – ﺹ .62
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 399/1ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 310/1ﻭﺭﻭﺡ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .599/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 209/1ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .598/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 260/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 109/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .71/1
90
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻘﺩﺭ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻑ ﺒـ)ﺃﺭﺯﻕ( .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ :ﺃﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ – –uﻟﻤﺎ ﺩﻋﺎ
ﺒﺎﻟﺭﺯﻕ ﻤﻘﻴﺩﺍ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺸﺎﻤﻼﹰ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺠﻤﻴﻌﻬﻡ ،ﻤﺅﻤﻨﻬﻡ
ﻭﻜﺎﻓﺭﻫﻡ ،ﻗﺎل ﺍﷲ ) :-U-ﻭﻤﻥ ﻜﻔﺭ( ،ﺃﻱ :ﺃﺭﺯﻕﹸ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﻔﺭ ،ﻭﺃﺠﻌﻠﻪ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﻗﻠﻴﻼﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ،
ﺜﻡ ﺃُﺨﺭِﺠﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻜﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺒﺌﺱ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ).(1
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺤﺫﻑ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﺩﻻﻟﺔ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻴﻪ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﺇﻨﻬﺎ ﺘﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺤﺎل ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ .ﻓﺈﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ –
–uﻟﻤﺎ ﺩﻋﺎ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺭﺯﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺜﻤﺭﺍﺕ ،ﺃﺨﺒﺭ ﺍﷲ
-I-ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻭﺒﻴﻥ ﺤﺎﻟﻬﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺭﺯﻗﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻴﻤﺘﻌﻬﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺭﺯﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺜﻡ ﻴﻠﺠﺌﻬﻡ
ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﺘﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ -I-ﻴﺭﺯﻕ ﺠﻤﻴﻊ ﺨﻠﻘﻪ ،ﻤﺅﻤﻨﻬﻡ ﻭﻜﺎﻓﺭﻫﻡ ،ﻁﺎﺌﻌﻬﻡ ﻭﻋﺎﺼﻴﻬﻡ.
ﻭﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﻤﻥ ﻜﻔﺭ( ﻴﺸﺘﻡ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﻋﻴﺩﺍ ﻟﻠﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻷﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﺅﻤﻨﻭﺍ ﻭﻟﻡ ﻴﺸﻜﺭﻭﺍ ﺍﷲ –U-ﻋﻠﻰ
ﻤﺎ ﺃﻨﻌﻡ ﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ.
ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل :ﻭﻤﻥ ﻜﻔﺭ ﺃﺭﺯﻕ ﻓﺄﻤﺘﻌﻪ.ﺃﻱ :ﻭﻤﻥ ﻜﻔﺭ ﻓﺈﻨﻲ ﺃﺭﺯﻗﻪ ﻷﻤﺘﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ.
ﻗﺎل اﳌﻮت ِ ْ
إذ َ َ ﻳﻌﻘﻮب َ ْ ُ
ﺣﴬ َ ْ ُ َإذ َ َ َﺷﻬﺪاء ِ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ َ ] :أم ُﻛﻨ ُ ْ
ْﺘﻢ ُ َ َ َ
إﳍﺎ َ ِ ً
واﺣﺪا وإﺳﺤﺎق ِ َ ً إﺑﺮاﻫﻴﻢ َ ِ ْ َ ِ َ
وإﺳﲈﻋﻴﻞ َ ِ ْ َ َ ِ وإﻟﻪ َ َ ِ َ
آﺑﺎﺋﻚ ِ ْ َ َ إﳍﻚ َ ِ َ َ
ﻧﻌﺒﺪ ِ َ َ َ ﺗﻌﺒﺪون ِﻣﻦ ِ
ﺑﻌﺪي َ ُ
ﻗﺎﻟﻮا َ ْ ُ ُ ِ ِ ِ
َﻟﺒﻨﻴﻪ َﻣﺎ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ
وﻧﺤﻦ َ ُﻟﻪ ُ ْ ِ ُ َ
ﻣﺴﻠﻤﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{133: ََ ْ ُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﻟﻬﺎ( ﻓﻴﻪ ﻭﺠﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺩل ﻤﻥ )ﺇﻟﻬﻙ().(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 209/1ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 310/1ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ
ﻋﻁﻴﺔ – .356/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 209/1ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – .356/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 266/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 131/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 73/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ
– ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .212/1
91
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺒﻨﻲ ﻴﻌﻘﻭﺏ –u-ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﻨﻌﺒﺩ ﺇﻟﻬﻙ ﻭﻨﺨﻠﺹ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺤﺎل
ﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﻨﺸﺭﻙ ﺒﻪ ﺸﻴﺌًﺎ ،ﻭﻻ ﻨﺘﺨﺫ ﻏﻴﺭﻩ ﺇﻟﻬﺎ ﻭﺭﺒﺎ).(1
ﻭﺫﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻜﻭﻥ )ﺇﻟﻬﺎ( ﺤﺎﻻﹰ ﻤﻥ )ﺇﻟﻬﻙ( ﻤﺎ ﻗﻭﻟﻪ" :ﻗﻭﻟﻪ )ﺇﻟﻬﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ(
ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻟﺼﻔﺔ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺒﺩﻭﻨﻪ ﻓﻘﻭﻟﻪ )ﺇﻟﻬﺎ( ﺤﺎل ﻤﻥ ﺇﻟﻬﻙ ﻭﻭﻗﻭﻉ ﺇﻟﻬﺎ ﺤﺎﻻﹰ ﻤﻥ ﺇﻟﻬﻙ ﻤﻊ ﺃﻨﻪ
ﻤﺭﺍﺩﻑ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻟﻔﻅﻪ ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺒـ )ﻭﺍﺤﺩﺍ( ﻓﺎﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻋﻴﺩ ﻟﻔﻅ ﺇﻟﻬﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﻔﻅ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻴﻀﺎﺡ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻤﻘﺎﻡ
ﺇﻁﻨﺎﺏ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻹﻋﺎﺩﺓ ﺘﻨﻭﻴﻪ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﺩ ،ﻭﺘﻭﻜﻴﺩ ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﺇﺫ ﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻟﻴﺒﻨﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺼﻑ ﺃﻭ ﻤﺘﻌﻠﻕ ،ﻭﻴﺤﺼل ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺘﻭﻜﻴﺩ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺘﺒﻌﺎ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺠﺭﺩ
ِ
ﻛﺮاﻣﺎ[) ،(2ﻭﻗﻭﻟﻪْ ِ ] : ﻣﺮوا ِ ﱠ ْ ِ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ ،ﻭﻤﻨﻪ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ِ َ ...] :
أﺣﺴﻨﺘﻢ َ ْ َ ْ ُ ْ
أﺣﺴﻨﺘﻢ إن َ ْ َ ْ ُ ْ ﻣﺮوا َ ً
ﺑﺎﻟﻠﻐﻮ َ ﱡ وإذا َ ﱡ
ﺑﺄﻧﻌﺎم َ َ ِ َ
وﺑﻨﲔ[).(5)،(4 أﻣﺪﻛﻢ ِ َ ْ َ ٍ أﻣﺪﻛﻢ ِ َﺑﲈ َ ْ َ ُ
ﺗﻌﻠﻤﻮن * َ َ ﱠ ُ ْ
ِ
واﺗﻘﻮا ﱠاﻟﺬي َ َ ﱠ ُ ْ
ِ َْ ُ ِ
ﻷﻧﻔﺴﻜ ُْﻢ[) ،(3ﻭﻗﻭﻟﻪ َ ] :ﱠ ُ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 212/1ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ –
.714/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ -ﺍﻵﻴﺔ ).(72 )( 2
92
ﻛﺴﺒﺖ َ َ ُ ْ
وﻟﻜﻢ َﻣﺎ َ َ ْ ُ ْ
ﻛﺴﺒﺘﻢ ﻗﺪ َ َ ْ
ﺧﻠﺖ َ َﳍﺎ َﻣﺎ َ َ َ ْ أﻣﺔ َ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ْ ِ ] :
ﺗﻠﻚ ُ ﱠ ٌ
ﻛﺎﻧﻮا َ ْ َ ُ َ
ﻳﻌﻤﻠﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{134: ﻋﲈ َ ُ وﻻ ُ ْ َ ُ َ
ﺗﺴﺄﻟﻮن َ ﱠ ََ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺘﻠﻙ ﺃﻤﺔ( ﻓﻴﻪ ﻭﺠﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل) :ﺘﻠﻙ( ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ )ﺃﻤﺔ( ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) :ﺘﻠﻙ( ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ )ﺃﻤﺔ( ﺒﺩل ﻤﻥ )ﺘﻠﻙ( ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻗﺩ ﺨﻠﺕ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ
ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﺨﺒﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﻭﺇﺴﺤﺎﻕ ﻭﻴﻌﻘـﻭﺏ –ﻋﻠـﻴﻬﻡ ﺍﻟـﺴﻼﻡ–
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﻨﻭﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺸﻬﺩﻭﺍ ﺒﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺔ –U-ﻫﻡ ﺃﻤﺔ ﻋﺒﺩﻭﺍ ﺍﷲ –ﺠل ﻭﻋﻼ– ﺤﻕ ﻋﺒﺎﺩﺘـﻪ ،ﻭﻟـﻡ
ﻴﺸﺭﻜﻭﺍ ﺒﻪ ﺸﻴﺌًﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﺠﻤﻌﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻗﺩ ﺨﻠﺕ( ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﺃﻤﺔ( ﺒﺤﻴﺙ ﻴـﺼﻑ ﺍﷲ -I-ﻫـﺫﻩ
ﺍﻷﻤﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﻤﻀﺕ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﺨﺒﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﻫـﻲ ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ
ﻭﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﻭﺇﺴﺤﺎﻕ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ –ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ– ﻭﺒﻨﻭﻫﻡ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻭﻥ ﺃﺨﺒﺎﺭﺍ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ .ﻭﻫـﻲ ﺃﻥ ﺘﻠـﻙ
ﺍﻷﻤﺔ ﻗﺩ ﻤﻀﺕ ،ﻭﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺠﺯﺍﺀ ﻤﺎ ﻋﻤﻠﺕ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺨﻴﺭﺍ ﺃﻡ ﺸﺭﺍ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﺨﺒﺭ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ ﻋـﻨﻬﻡ
ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺯﻋﻤﻭﺍ ﺃﻨﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﺘﻬﻡ ﻭﺩﻴﻨﻬﻡ ﻭﺍﻓﺘﺨﺭﻭﺍ ﺒﺫﻟﻙ .ﻓﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬـﻡ ﺃﻥ
ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻤﺔ ﻟﻥ ﺘﻨﻔﻌﻬﻡ ﻭﻟﻥ ﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻡ ﺸﻴﺌﺎﹰ .ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻟﻥ ﻴﻨﺘﻔﻌﻭﺍ ﺒﺤﺴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺴـﺒﻘﻬﻡ ﻜﻤـﺎ ﺃﻨﻬـﻡ ﻻ
ﻴﺅﺍﺨﺫﻭﻥ ﺒﺴﻴﺌﺎﺕ ﺃﻭﺍﺌﻠﻬﻡ).(2
وازرة ِ ْ َ
وزر ُ ْ َ
أﺧﺮى[) ،(3ﻭﻗﻭﻟﻪ ) :-r-ﻤﻥ ﺒﻁﹼﺄ ﺒﻪ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﻡ ﺗﺰر َ ِ َ ٌ
وﻻ َ ِ ُ
ﻭﻴﺼﺩﻕ ﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :
ﻴﺴﺭﻉ ﺒﻪ ﻨﺴﺒﻪ().(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 266/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 133/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .73/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺒﺤﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ – ﺍﻟﺴﻤﺭﻗﻨﺩﻱ – ، 160/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .216/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ -ﺍﻵﻴﺔ ).(164 )( 3
) (4ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ – ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻐﻔﺎﺭ – ﺒﺎﺏ ﻓﻀل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺫﻜﺭ – 1404/1 -ﺤﺩﻴﺙ).(2699
93
ﻗﻞ َ ْﺑﻞ ِ ﱠ َ
ﻣﻠﺔ ﲥﺘﺪوا ُ ْ ﻫﻮدا َ ْأو َ َ َ
ﻧﺼﺎرى َ ْ َ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ َ َ ] :
وﻗﺎﻟﻮا ُ ُ
ﻛﻮﻧﻮا ُ ً
ﻣﻦ ُ ْ ِ ِ َ
اﳌﴩﻛﲔ[ }اﻟﺒﻘﺮة{135:
ﺣﻨﻴﻔﺎ وﻣﺎ َ َ ِ
ﻛﺎن َ
ِ ِ
ِْ َ َ
إﺑﺮاﻫﻴﻢ َ ً َ َ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﺤﻨﻴﻔﹰﺎ( ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﺒﻔﻌل ﻤﻀﻤﺭ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﺃﻋﻨﻲ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺤﻨﻴﻑ :ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﻜل ﺸﻲﺀ .ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺎﺌل ﻋﻥ ﻜل ﺩﻴﻥ ﺒﺎﻁل ﺇﻟﻰ ﺩﻴﻥ
ﺍﻟﺤﻕ) .(2ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ –u-ﺤﻨﻴﻑﹲ ﺇﻟﻰ ﺩﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﻫﻭ ﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل
اﻟﺪﻳﻦ ِ ْ َ
ﻋﻨﺪ اﷲِ ِ ْ َ ُ
اﻹﺳﻼم[) (3ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﺒﻌﺙ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻨﺒﻴﺎ ﺇﻻ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﻭﺇﻥ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ إن ﱢ َ ِ ] :-U-ﱠ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 266/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
،136/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 73/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ
– .213/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 717/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ
– .129/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ -ﺍﻵﻴﺔ ).(19 )( 3
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 717/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﻥ – ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻲ –
ﺹ ، 33ﻭﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ – ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ – .133/1
94
ﻭﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﻘﻭل:
ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – –rﺒﻴﻥ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺃﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ –u-ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ ،ﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ
ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﺸﺭﻙ ،ﺒل ﻜﻠﻪ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﷲ –U-ﻭﺤﺩﻩ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻴﺔ.
ﻭﻨﺤﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ" :ﺩﻋﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺩﻴﻨﻬﻡ ،ﺯﺍﻋﻤﻴﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻬﺘﺩﻭﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻀﺎل .ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻤﺠﻴﺒﺎ ﺠﻭﺍﺒﺎ ﺸﺎﻓﻴﺎ] :ﺒل ﻨﺘﺒﻊ
ﻤﻠﺔ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺤﻨﻴﻔﹰﺎ[ ﺃﻱ :ﻤﻘﺒﻼﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ،ﻤﻌﺭﻀﺎ ﻋﻤﺎ ﺴﻭﺍﻩ ،ﻗﺎﺌﻤﺎ ﺒﺎﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ،ﺘﺎﺭﻜﹰﺎ ﻟﻠﺸﺭﻙ ﻭﺍﻟﺘﻨﺩﻴﺩ.
ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﺍﺘﺒﺎﻋﻪ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺽ ﻋﻥ ﻤﻠﺔ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻭﺍﻟﻐﻭﺍﻴﺔ").(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻜﻲ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻔﻬﻡ ﻭﺠﻬﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻓﻬﻡ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺎﺕ؛ ﻷﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﺭﻉ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ .ﻓﻨﻘﻭل :ﻴﺨﺒﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻵﻴﺘﻴﻥ ﺃﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺩ ﺘﻘﺭﺭ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل
ﻤﺤﻤﺩﺍ –r-ﻫﻭ ﺤﻕ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻫﻭ ﺤﻕ ،ﻗﺩ ﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ
ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺸﻙ ﻭﻻ ﻤﺭﺍﺀ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻓﺭﻴﻘﹰﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻤﻨﻬﻡ ﻜﺘﻤﻭﺍ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻊ ﻋﻤﻠﻬﻡ
ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﺒﻪ).(3
95
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻓﻬﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﺨﺒﺭ ﺍﷲ –U-ﺭﺴﻭﻟﻪ ﻤﺤﻤﺩﺍ –r-ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺜﻪ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﺒﻪ ﻫﻭ ﻜﺎﺌﻥ ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ –U-ﻻ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻩ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻥ ﺭﺒﻙ .ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﻡ .ﺃﻱ :ﻤﺎ
ﻜﺘﻤﻭﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻕ).(2
ﻋﻠﻴﻜﻢ َ َآﻳﺎﺗِﻨَﺎ
ﻳﺘﻠﻮ َ َ ْ ُ ْ
ْﻜﻢ َ ْ ُ ً ِ
رﺳﻮﻻ ﻣﻨ ُ ْ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻛﲈ َ ْ ِ
أرﺳﻠﻨَﺎ ُ ْ
ﻓﻴﻜﻢ َ ُ َ ْ َ
ﺗﻜﻮﻧﻮا َ ْ َ ُ َ
ﺗﻌﻠﻤﻮن *[ }اﻟﺒﻘﺮة.{151: وﻳﻌﻠﻤﻜﻢ َﻣﺎ َﱂ ْ َ ُ ُ اﻟﻜﺘﺎب َ ِ ْ َ َ
واﳊﻜﻤﺔ َ ُ َ ﱢ ُ ُ ْ
ِ
وﻳﺰﻛﻴﻜﻢ َ ُ َ ﱢ ُ ُ ُ
وﻳﻌﻠﻤﻜﻢ َ َ ََُ ﱢ ُ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻜﻤﺎ ﺃﺭﺴﻠﻨﺎ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻗﻭﻻﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻨﻌﺕ ﻟﻤﺼﺩﺭ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﺒل ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻨﻭﻁﺊ ﻟﻬﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺘﻭﻁﺌﺔ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺴﻴﺎﻕ
ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺇﻨﻌﺎﻡ ﺍﷲ –U-ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻨﻌﻡ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻻ ﺤﺼﺭ ﻟﻬﺎ .ﻭﻜﺄﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﻘﻭل:
"ﺇﻥ ﺇﻨﻌﺎﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺒﺎﺴﺘﻘﺒﺎل ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺇﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﺒﺎﻟﺸﺭﺍﺌﻊ ،ﻭﺍﻟﻨﻌﻡ ﺍﻟﻤﺘﻤﻤﺔ ،ﻟﻴﺱ ﺫﻟﻙ ﺒﺒﺩﻉ ﻤﻥ ﺇﺤﺴﺎﻨﻨﺎ،
ﻭﻻ ﺒﺄﻭﻟﻪ ،ﺒل ﺃﻨﻌﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺒﺄﺼﻭل ﺍﻟﻨﻌﻡ ﻭﻤﺘﻤﻤﺎﺘﻬﺎ .ﻓﺄﺒﻠﻐﻬﺎ ﺇﺭﺴﺎﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻜﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
ﻤﻨﻜﻡ ﺘﻌﺭﻓﻭﻥ ﻨﺴﺒﻪ ﻭﺼﺩﻗﻪ ،ﻭﺃﻤﺎﻨﺘﻪ ﻭﻜﻤﺎﻟﻪ ﻭﻨﺼﺤﻪ").(4
ﻭﺍﻵﻥ ﻨﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻭﺠﻬﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻷﺘﻡ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﻋﻠﻴﻜﻡ( ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺃﻡ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 228/1ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ –
، 315/1ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 321/1ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .130/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .170/2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 271/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 181/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 75/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ
– ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .227/1
) (4ﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ – ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ – .173/1
96
ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ" :ﻭﻷﺘﻡ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺒﺒﻴﺎﻥ ﺸﺭﺍﺌﻊ
ﻤﻠﺘﻜﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ ﻭﺃﻫﺩﻴﻜﻡ ﻟﺩﻴﻥ ﺨﻠﻴﻠﻲ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ –u-ﻓﺄﺠﻌل ﻟﻜﻡ ﺩﻋﻭﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎﻨﻲ ﺒﻬﺎ ﻭﻤﺴﺄﻟﺘﻪ
وأرﻧﺎ َ ِ ِ وﻣﻦ ْ ُ ﱢ ﱠ ِ َ
ﻟﻚ ِ ِ
ﻋﻠﻴﻨﺎ ِ ﱠ َ
إﻧﻚ وﺗﺐ َ َ ْ َ ﻟﻚ َ َ ِ َ َ
ﻣﻨﺎﺳﻜ ََﻨﺎ َ ُ ْ ﻣﺴﻠﻤﺔ ً َ َ ذرﻳﺘﻨﺎ ُ ﱠ
أﻣﺔ ً ُ ْ َ ﻣﺴﻠﻤﲔ ِ َ َ َ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺄﻟﻨﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎل َ ] :ﱠ
رﺑ َﻨﺎ َ ْ َ ْ َ
واﺟﻌﻠﻨﺎ ُ ْ َ ْ
اﻟﺮﺣﻴﻢ[) ،(1ﻓﻜﻤﺎ ﺠﻌﻠﺕ ﻟﻜﻡ ﺩﻋﻭﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎﻨﻲ ﺒﻬﺎ ﻭﻤﺴﺄﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺄﻟﻨﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎل َ ] :ﱠ َ
رﺑﻨﺎ ِ َْ َ
اﻟﺘﻮاب ﱠ ُ
أﻧﺖ ﱠ ﱠ ُ
أﻧﺖ َ ِ ُ
اﻟﻌﺰﻳﺰ وﻳﺰﻛﻴﻬﻢ ِ ﱠ َ
إﻧﻚ َ ْ َ اﻟﻜﺘﺎب َواﳊِﻜ َ َ
ْﻤﺔ َ ُ َ ﱢ ِ ْ َ َ
ِ ﻋﻠﻴﻬﻢ ْ َ َ ِ َ
آﻳﺎﺗﻚ َ ُ َ ﱢ ُ ُ
وﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ُ ﻳﺘﻠﻮ َ َ ْ ِ
ﻣﻨﻬﻢ ْ َ ْ ُﻓﻴﻬﻢ رﺳ ً ِ
ﻮﻻ ْ ُ
ْ ِ
واﺑﻌﺚ ِ ْ َ ُ َ َْ
اﳊﻜﻴﻢ[) ،(2ﻓﺎﺒﺘﻌﺜﺕ ﻤﻨﻜﻡ ﺭﺴﻭﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺄﻟﻨﻲ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺨﻠﻴﻠﻲ ﻭﺍﺒﻨﻪ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺃﻥ ﺃﺒﻌﺜﻪ ﻤﻥ ِ
َ ُ
ﺫﺭﻴﺘﻬﻤﺎ ﻓـ )ﻜﻤﺎ( –ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ– ﺼﻠﺔ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﻟﻘﻭل ﺍﷲ ) :–U-ﻭﻷﺘﻡ ﻨﻌﻤﺘﻲ
ﻋﻠﻴﻜﻡ(").(3
ﻓﺎﻹﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﻜﺎﻥ ﺒﺈﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻡ –u-ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﻤﻥ ﺫﺭﻴﺘﻨﺎ ﺃﻤﺔ ﻤﺴﻠﻤﺔ
ﻟﻙ( .ﻭﺍﻹﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻜﺎﻥ ﺒﺈﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻡ -u-ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﺭﺒﻨﺎ ﻭﺍﺒﻌﺙ ﻓﻴﻬﻡ
ﺭﺴﻭﻻﹰ ﻤﻨﻬﻡ(.
ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ .ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻓﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ" :ﻭﻷﺘﻡ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﺤﺼﻭل ﺍﻟﺸﺭﻑ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﺒﺎﻟﻔﻭﺯ ﺒﺎﻟﺜﻭﺍﺏ ،ﻜﻤﺎ ﺃﺘﻤﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﺈﺭﺴﺎل
ﺍﻟﺭﺴﻭل").(4
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻕ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻷﻗﻭﺍل).(5
ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺠﺤﻪ ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ..." :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺇﺘﻤﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎل ﻗﺒﻠﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻤﻭﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺃﻓﻀل ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺃﺩل ﺍﻟﺩﻻﺌل ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺴﺘﻤﺴﺎﻙ ﺒﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺈﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺒﺈﺭﺴﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻤﺘﺼﻑ ﺒﻜﻭﻨﻪ ﻤﻨﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺴﺎﺌﺭ
ﺍﻷﻭﺼﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺼﻔﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻬﺎ ،ﻭﺠﻌل ﺫﻟﻙ ﺇﺘﻤﺎﻤﺎ ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻥ ،ﻷﻥ ﺍﺴﺘﻘﺒﺎل ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺜﺎﻨﻴﺎ
ﺃﻤﺭ ﻻ ﻴﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺸﻲﺀ ﻴﻨﺴﺨﻪ ،ﻓﻬﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ .ﻜﻤﺎ ﺇﻥ ﺇﺭﺴﺎل ﻤﺤﻤﺩ
–r-ﻫﻭ ﺁﺨﺭ ﺇﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ -ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ،-ﺇﺫ ﻻ ﻨﺒﻲ ﺒﻌﺩﻩ ،ﻭﻫﻭ ﺨﺎﺘﻡ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ.
ﻓﺸﺒﻪ ﺇﺘﻤﺎﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻜﻤﺎل ﻨﻌﻤﺔ ﺍﺴﺘﻘﺒﺎل ﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻹﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻜﻤﺎل ﺇﺭﺴﺎل
ﺍﻟﺭﺴل.
97
ﻭﻓﻲ ﺇﺘﻤﺎﻡ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺘﻴﻥ ﻋﺯ ﻟﻠﻌﺭﺏ ،ﻭﺸﺭﻑ ﻭﺍﺴﺘﻤﺎﻟﺔ ﻟﻘﻠﻭﺒﻬﻡ ،ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻤﻨﻬﻡ،
ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻭﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺒﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺠﻭﻨﻪ ﻗﺩﻴﻤﺎ ﻭﺤﺩﻴﺜﹰﺎ ﻴﻌﻅﻤﻭﻨﻪ").(1
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻘﻭﻟﻪ) :ﻭﻟﻌﻠﻜﻡ ﺘﻬﺘﺩﻭﻥ( ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﻟﻌﻠﻜﻡ ﺘﻬﺘﺩﻭﻥ ﺍﻫﺘﺩﺍﺀ ﻤﺜل ﺇﺭﺴﺎﻟﻨﺎ ﻤﻨﻜﻡ
ﺭﺴﻭﻻﹰ).(2
ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ..." :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﺒﺎﻹﺭﺴﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻭﺍﻟﺜﺒﻭﺕ ،ﺃﻱ ﺍﻫﺘﺩﺍﺀ ﺜﺎﺒﺘﹰﺎ ﻤﺘﺤﻘﻘﹰﺎ،
ﻜﺘﺤﻘﻕ ﺇﺭﺴﺎﻟﻨﺎ ﻓﻴﻜﻡ ﺭﺴﻭﻻﹰ ﻭﺜﺒﻭﺘﻪ").(3
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﻟﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻗﺩ ﺘﻌﻠﻘﺕ ﺒﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻓﻴﻪ ﺘﻌﻠﻘﺕ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺒﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﺃﻱ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺎﺫﻜﺭﻭﻨﻲ ﺃﺫﻜﺭﻜﻡ(.
ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻓﺎﺫﻜﺭﻭﻨﻲ ﺫﻜﺭﺍ ﻜﻤﺎ ﺃﺭﺴﻠﻨﺎ ﻓﻴﻜﻡ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻤﺤل ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل.
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﻭﻷﺘﻡ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺈﺭﺴﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل ،ﺃﻭ :ﻭﻷﺘﻡ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻤﺸﺒﻬﺔ
ﻨﻌﻤﺔ ﺇﺭﺴﺎﻟﻨﺎ ﻓﻴﻜﻡ ﺭﺴﻭﻻﹰ).(4
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺃﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻬﺘﺩﻭﻥ( .ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ )ﻫﻡ( ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل) :ﺃﻭﻟﺌﻙ( ﺍﺴﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻤﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﺃﻭل ،ﻭ)ﻫﻡ( ﻀﻤﻴﺭ ﻤﻨﻔﺼل ﻤﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺤل
ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﺜﺎﻥٍ ،ﻭ)ﺍﻟﻤﻬﺘﺩﻭﻥ(ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻬﺘﺩﻭﻥ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ
ﺍﻷﻭل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) :ﻫﻡ( ﻀﻤﻴﺭ ﻓﺼل ﻟﻠﺘﺄﻜﻴﺩ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ).(5
98
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺃﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ
ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻭﻥ( .ﻭﻫﺫﺍ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﻶﻴﺎﺕ ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﻥ)" :ﻭﻟﻨﺒﻠﻭﻨﻜﻡ ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻭﻑ(
ﻟﻠﻌﺩﻭ )ﻭﺍﻟﺠﻭﻉ( ﺍﻟﻘﺤﻁ) ،ﻭﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل( ﺒﺎﻟﻬﻼﻙ) ،ﻭﺍﻷﻨﻔﺱ( ﺒﺎﻟﻘﺘل ﻭﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﺍﻷﻤﺭﺍﺽ،
)ﻭﺍﻟﺜﻤﺭﺍﺕ( ﺒﺎﻟﺠﻭﺍﺌﺢ ﺃﻱ ﻟﻨﺨﺘﺒﺭﻜﻡ ﻓﻨﻨﻅﺭ ﺃﺘﺼﺒﺭﻭﻥ ﺃﻡ ﻻ) .ﻭﺒﺸﺭ ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺒﺎﻟﺠﻨﺔ
ﻭﻫﻡ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺼﺎﺒﺘﻬﻡ ﻤﺼﻴﺒﺔ( ﺒﻼﺀ )ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺇﻨﺎ ﷲ( ﻤﻠﻜﹰﺎ ﻭﻋﺒﻴﺩﺍ ﻴﻔﻌل ﺒﻨﺎ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ )ﻭﺇﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ
ﺭﺍﺠﻌﻭﻥ( ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻓﻴﺠﺎﺯﻴﻨﺎ) ...ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺼﻠﻭﺍﺕ( ﻤﻐﻔﺭﺓ )ﻤﻥ ﺭﺒﻬﻡ ﻭﺭﺤﻤﺔ( ﻨﻌﻤﺔ
)ﻭﺃﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻬﺘﺩﻭﻥ( ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ").(1
اﻟﺒﻴﺖ
ﺣﺞ َ ْ َﻓﻤﻦ َ ﱠ ﻣﻦ َ َ ِ ِ
ﺷﻌﺎﺋﺮ اﷲِ َ َ ْ
اﻟﺼﻔﺎ َ َ ِ
إن ﱠ َ َ ْ َ
واﳌﺮوة ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ
ﻓﺈن اﷲَ َ ِ ِ ﻋﻠﻴﻪ ْ ِ َ
ﻋﻠﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة.{158:
ﺷﺎﻛﺮ َ ٌٌ ﺧﲑا َ ِ ﱠ وﻣﻦ َ َ ﱠ َ
ﺗﻄﻮع َ ْ ً ﻳﻄﻮف َ ِ ِ َ
ﲠﲈ َ َ ْ أن ْ َ ﱠ ﱠ ﻓﻼ َ ﺟﻨ َُﺎح َ َ َ أوَ ِ ْ َ َ
اﻋﺘﻤﺮ َ َ
ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻭﻀﻌﺎﻥ :ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻤﻥ ﺘﻁﻭﻉ ﺨﻴﺭﺍ(.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺤﻤﺯﺓ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ ﻭﺨﻠﻑ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻴﻁﱠﻭﻉ (ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ ﻭﺘﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻁﺎﺀ ﻭﺇﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺴﺘﻘﺒﺎل.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﺘﹶﻁﹶﻭﻉ (ﺒﺎﻟﺘﺎﺀ ﻭﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻟﻁﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀِﻲ.(2)
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ )ﻴﻁﱠﻭﻉ (ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ :ﺃﻥ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻁﻭﻉ .ﻭﺃﺼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل )ﻴﺘﹾﻁﹶﻭﻉ (ﻓﺄﺩﻏﻤﺕ
ﺍﻟﺘﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻜﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺎﺀ ﻟﻘﺭﺏ ﻤﺨﺭﺠﻬﺎ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﺒﻘﻲ ﺤﺭﻑ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻟﻴﺩل ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺒﺎل .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ
ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﻥ ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻭﻀﻌﺕ ﻟﻤﺎ ﻴﺴﺘﻘﺒل ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺇﺫﺍ ﻭﺭﺩ
ﺒﻌﺩ ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺜل ﻗﻭل ﺍﻟﻘﺎﺌل :ﻤﻥ ﺃﻜﺭﻤﻨﻲ ﺃﻜﺭﻤﺘﻪ ،ﺃﻱ ﻤﻥ
ﻴﻜﺭﻤﻨﻲ ﺃﻜﺭﻤﻪ).(3
99
ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ )ﺘﹶﻁﹶﻭﻉ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻻﺴﺘﻘﺒﺎل؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻓﻲ
ﻧﻮف ِ َ ْ ِ ْ
إﻟﻴﻬﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ َ ِ َ َ َ
وزﻳﻨﺘﻬﺎ ُ َ ﱢ اﳊﻴﺎة ﱡ ْ َ ﻛﺎن ُ ِ ُ
ﻳﺮﻳﺪ َ َ َ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻭﻴﺅﻭل ﺇﻟﻴﻪ ،.ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺜل ﻗﻭل ﺍﷲ –ْ َ ] :-U
ﻣﻦ َ َ
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﷲ -U-ﻴﺨﺒﺭ ﻋﻤﻥ ﺘﻁﻭﻉ ﺨﻴﺭﺍ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺠﺯﻴﻪ ﺨﻴﺭﺍ .ﻭﻋﻠﹼل ﺫﻟﻙ
ﺒﺨﺒﺭﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺸﺎﻜﺭ .ﺃﻱ ﺇﻨﻪ ﻻ ﻴﻀﻴﻊ ﺃﺠﺭ ﻤﺤﺴِﻥ.
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 118ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ .90
) (3ﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – . 70/1
) (4ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ – ﺹ .115
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – .274/1
100
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻪ ﻋﻠﻴﻡ .ﺃﻱ ﺇﻨﻪ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺠﺯﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺨﻴﺭﺍﹰ ،ﻓﻼ ﻴﺒﺨﺱ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ
ﺤﻘﻪ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﺃﻥ ﺍﷲ -I-ﺃﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻨﻪ ﺸﺎﻜﺭ ﻟﻠﻤﺤﺴﻥ ﻁﺎﻋﺘﻪ ،ﻭﻤﺠﺯﻴﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ .ﺜﻡ ﻭﺼﻑ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺸﻜﺭﻩ ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ .ﻓﺘﻌﻠﻘﺕ )ﻋﻠﻴﻡ( ﺒـ )ﺸﺎﻜﺭ( .ﻭﻗﺎل ﺃﺒﻭ
ﺤﻴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ..." :ﻭﻗﺩ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺼﻔﺘﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﺴﻥ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﻉ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل
ﻭﺍﻟﻘﺼﺩ ،ﻓﻨﺎﺴﺏ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺸﻜﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﻌل ،ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﺩ.(2)"...
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻭﺼﻔﻴﻥ )ﺸﺎﻜﺭ ﻭﻋﻠﻴﻡ( ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻋﺩﻡ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺒﺎﻟﺜﻭﺍﺏ ﻟﻤﻥ ﺃﺤﺴﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻨﺎﺘﺠﺎ ﺇﻻ ﻋﻥ ﺃﻤﺭﻴﻥ :ﺇﻤﺎ ﻋﻥ ﺠﺤﻭﺩ ﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ،ﻓﻨﻔﻰ ﺍﷲ
– –Uﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ )ﺸﺎﻜﺭﺍ( ،ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻥ ﺠﻬلٍ ﺒﺈﺤﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ ،ﻓﻨﻔﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ
ﺒﻘﻭﻟﻪ )ﻋﻠﻴﻡ().(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ، 162/4ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .65/2
) (2ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – .633/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .65/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 275/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.209/2
101
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻴﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل )ﻴﺘﺨﺫ( .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ
ﻴﺘﺨﺫ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺃﻨﺩﺍﺩﺍ ﻤﺤﺒﻴﻥ ﻟﻬﻡ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ :ﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺃﻨﺩﺍﺩﺍﹰ ﻤﺤﺒﻭﺒﺔ ﻟﻬﻡ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻓﻴﻪ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﻭﺼﻑ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﺨﺫﻴﻥ ﺍﻷﻨﺩﺍﺩ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻤﺤﺒﻭﻥ
ﺃﻨﺩﺍﺩﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺤﺒﺎ ﺸﺩﻴﺩﺍ ﻤﺘﻤﻜﻨﹰﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻟﻭ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﺇﺫ ﻴﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﺃﻥ
ﺍﷲ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ(.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﻨﺎﻓﻊ :ﻭﻟﻭ )ﺘﹶﺭﻯ( ﺍﻟﺫﻱ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﺇﺫ )ﻴﺭﻭﻥ( ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ )ﺃﻥ (ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭ )ﺃﻥ (ﺍﷲ ﺸﺩﻴﺩ
ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ :ﻭﻟﻭ )ﺘﹶﺭﻯ( ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﺇﺫ )ﻴﺭﻭﻥ( ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ )ﺃﻥ( ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭ )ﺃﻥ( ﺍﷲ
ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ.
-3ﻗﺭﺃ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ :ﻭﻟﻭ )ﻴﺭﻯ( ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﺇﺫ )ﻴﺭﻭﻥ( ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ )ﺇﻥ( ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭ )ﺇﻥ( ﺍﷲ
ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ.
-4ﻗﺭﺃ ﻴﻌﻘﻭﺏ :ﻭﻟﻭ )ﺘﹶﺭﻯ( ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﺇﺫ )ﻴﺭﻭﻥ( ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ )ﺇﻥ( ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭ )ﺇﻥ( ﺍﷲ
ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ.
-5ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ :ﻭﻟﻭ )ﻴﺭﻯ( ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﺇﺫ )ﻴﺭﻭﻥ( ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ )ﺃﻥ (ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭ )ﺃﻥ (ﺍﷲ
ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ.(3).
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺃﻭﻻﹰ :ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ )ﻭﻟﻭ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ( ﺒﺎﻟﺘﺎﺀ .ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻤﺤﻤﺩ –r-ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﺎﻋل ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻨﺒﻲ –r-ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﻴﻜﻭﻥ
)ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ( ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﺒﻪ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 534/1ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – .38/2
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – .534/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 168/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – . 43
102
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻟﻭ ﺘﺭﻯ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ –r-ﻭﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺒﻭﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﺭﺅﻴﺘﻬﻡ
ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ،ﻟﺭﺃﻴﺕ ﻭﻟﺭﺃﻴﺘﻡ ﺃﻤﺭﺍ ﻋﻅﻴﻤﺎ ﻴﺤل ﺒﻬﻡ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ )ﻭﻟﻭ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ( ﺒﺎﻟﻴﺎﺀ .ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﺨﻁﺎﺏ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ،ﻓﻬﻡ
ﺍﻟﻔﺎﻋل .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻟﻭ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﻭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻟﻌﻠﻤﻭﺍ ﺸﺩﺓ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﻭﺘﻪ ،ﻭﻟﻌﻠﻤﻭﺍ ﻤﻀﺭﺓ ﺍﺘﺨﺎﺫﻫﻡ ﺍﻷﻨﺩﺍﺩ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.
ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ )ﻴﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻴﺎﺀ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺒﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻭﻫﻭ ﺍﷲ
– .-Yﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻴﺭِﻱ ﺍﷲُ ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ،ﻭﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ )ﻴﺭﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل.
ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻫﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ .ﺃﻱ :ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻴﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﺒﺄﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺩﺭﺘﻪ.
ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﻤﻥ ﻜﺴﺭ ﻫﻤﺯﺓ )ﺇِﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻴﻥ:
-1ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻲ .ﻜﺄﻥ ﺴﺎﺌﻼﹰ ﺴﺄل :ﻤﺎﺫﺍ ﺃﺭﻯ ﻭﻤﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻬﻭﻴل؟ ﻓﻘﻴل ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ
ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ.
-2ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻘﻭل :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻭﻟﻭ ﺘﺭﻯ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ –r-ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﺇﺫ ﻴﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ :ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ
ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎﹰ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ.
ﻭﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﻓﺘﺤﻬﺎ )ﺃَﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴل .ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﻷﻥ ﺍﷲ
ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻟﻌﻠﻤﺕ ﻤﺒﻠﻎ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ .ﺜﻡ ﺘﺤﺫﻑ ﺍﻟﻼﻡ ﻓﺘﻔﺘﺢ ﻫﻤﺯﺓ )ﺃﻥ( ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﺩﻻﻟﺔ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ).(1
ﻭﺨﻼﺼﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ" :ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻘﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺫﻟﻙ .ﻓﻘﺭﺃﻩ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻫل
ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ) :ﻭﻟﻭ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ( ﺒﺎﻟﺘﺎﺀ) ،ﺇﺫ ﻴﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ( ﺒﺎﻟﻴﺎﺀ) ،ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎﹰ ﻭﺃﻥ
ﺍﷲ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ( ﺒﻔﺘﺢ )ﺃﻥ ،(ﻭﺃﻥ ﻜﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ :ﻭﻟﻭ ﺘﺭﻯ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ –r-ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﻭﻅﻠﻤﻭﺍ
ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ،ﺤﻴﻥ ﻴﺭﻭﻥ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﷲ ﻭﻴﻌﺎﻴﻨﻭﻨﻪ )ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ( ...ﻭﻗﺭﺃ ﺫﻟﻙ
ﺁﺨﺭﻭﻥ ﻤﻥ ﺴﻠﻑ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ) :ﻭﻟﻭ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﺇﺫﺍ ﻴﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ
ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ( ﺒﻤﻌﻨﻰ :ﻭﻟﻭ ﺘﺭﻯ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ –r-ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻠﻤﻭﺍ ﺤﻴﻥ ﻴﻌﺎﻴﻨﻭﻥ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﷲ ،ﻟﻌﻠﻤﺕ
ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻴﺭﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ.(2)"...
) (1ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 119ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ –
ﺹ ، 91ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .85 – 84/2
) (2ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – 84/2ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺭ.
103
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﺠﺎﻤﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ" :ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻴﺼﺒﺢ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻟﻭ ﺭﺃﻴﺕ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﺤﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﺤﻴﻥ ﻴﺭﻴﻬﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﺍﻟﻬﺎﺌل ﺍﻟﻤﺨﻴﻑ ﻟﺭﺃﻴﺕ
ﻋﺠﺒﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﷲ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﻷﻥ ﺍﷲ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ").(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻓﻨﺘﺒﺭﺃ ﻤﻨﻬﻡ ﺘﺒﺭﺅًﺍ ﻤﺜلَ ﻤﺎ ﺘﺒﺭﺀﻭﺍ ﻤﻨﺎ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻴﺘﻤﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻟﻴﺘﺒﺭﺀﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﺘﺒﻭﻋﻴﻬﻡ ﺘﺒﺭﺅًﺍ ﻤﺜل ﺍﻟﺘﺒﺭﺅ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺘﺒﻭﻋﻭﻥ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ
ﺤﻴﻥ ﺭﻓﻀﻭﺍ ﺃﻥ ﻴﺸﻔﻌﻭﺍ ﻟﻬﻡ ﻭﻴﻨﺠﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻓﻨﺘﺒﺭﺃ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﺸﺒﻬﻴﻥ ﺘﺒﺭﺃﻫﻡ ﻤﻨﺎ ،ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻤﺘﺒﺭﺌﻴﻥ ﻤﻨﻬﻡ.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻴﺘﻤﻨﻭﻥ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻟﻴﺘﺒﺭﺀﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﺘﺒﻭﻋﻴﻬﻡ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺤﺎل
ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﺤﻴﻨﺌﺫٍ ﻤﺸﺎﺒﻬﺎ ﻟﺤﺎل ﺍﻟﻤﺘﺒﻭﻋﻴﻥ.
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻟﻔﻌل ﺍﻟﺘﺒﺭﺅ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻔﻴﻪ ﺒﻴﺎﻥ ﻟﺤﺎل
ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ.
) (1ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ – ﺹ .119
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 278/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 220/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .79/1
104
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﻭﻟﻡ ﻴﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺼﺤﻴﺤﺎ).(1ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ
ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻫﻭ ﻭﺼﻑ ﻟﻔﻌل ﺍﻟﺘﺒﺭﺅ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻤﻥ ﺍﺘﺒﻌﻭﻫﻡ ،ﺤﻴﺙ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻨﻔﻌﻬﻡ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ،ﻭﺃﻨﹼﻰ ﻟﻬﻡ ﺤﻴﻨﺌﺫٍ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﻭﻟﻭ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻓﻬﻡ ﻜﺎﺫﺒﻭﻥ
رﺑﻨﺎ وﻻ ﻧ ُﻜ ﱢَﺬب ِ َ ِ
ﺑﺂﻳﺎت َ ﱢ َ ﻧﺮد ﱡ َ َ اﻟﻨﺎر ِ َ َ ُ
ﻓﻘﺎﻟﻮا َﻳﺎ َ ْ َ َ ﺗﺮى ِإذ ْ ُ ِ ُ
وﻗﻔﻮا َ َ ﻜﻤﺎ ﺃﺨﺒﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻬﻡ ﺒﻘﻭﻟﻪَ َ ] :
َ َ ﻟﻴﺘﻨﺎ ُ َ ﻋﲆ ﱠ وﻟﻮْ َ َ
وإﳖﻢ ْ ﻟ َﻜ ِ ُ َ
َﺎذﺑﻮن[).(2 ﻟﻌﺎدوا َ ِﳌﺎ ُﳖﻮا َ ْ ِ
ﻋﻨﻪ ُ َ ﱠ ُ ُ ردوا َ َ ُ
وﻟﻮْ ُ ﱡ ﳜﻔﻮن َ ِﻣﻦ ْ َ ْ ُ
ﻗﺒﻞ َ َ ﻛﺎﻧﻮا ُ ْ ُ ﻣﻦ ُ ْ ِ ِ َ
اﳌﺆﻣﻨﲔ * َ ْﺑﻞ َﺑ َﺪا َ ُ
ﳍﻢ ْ َﻣﺎ َ ُ وﻧ َﻜ َ ِ
ُﻮن َ َ
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻭ ﺤﺸﺭﻫﻡ ﻜﺫﻟﻙ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻴﺤﺘﻤل
ﺃﻤﺭﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻱ ﻜﻤﺎ ﺃﺭﺍﻫﻡ ﺍﷲ –U-ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻴﺭﻴﻬﻡ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺤﺴﺭﺍﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ؛ ﻷﻨﻬﻡ ﺃﻴﻘﻨﻭﺍ ﺍﻟﻬﻼﻙ
ﺤﻴﻨﺌﺫٍ).(4
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻱ ﻜﺘﺒﺭﺅ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ﻴﺭﻴﻬﻡ ﺍﷲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺤﺴﺭﺍﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ؛ ﻷﻨﻪ ﻭﻗﺘﺌﺫٍ ﻗﺩ ﺍﻨﻘﻁﻊ
ﺍﻟﺭﺠﺎﺀ ﻤﻥ ﻜل ﺃﺤﺩ ،ﻭﺍﻨﻔﺼل ﺍﻟﻤﺘﺒﻭﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ).(5
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻴﺭﻴﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺭﺅﻴﺔﹰ ﻜﺫﻟﻙ ،ﺃﻭ ﻴﺤﺸﺭﻫﻡ ﺤﺸﺭﺍ ﻜﺫﻟﻙ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻥ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﺭﻴﻬﻡ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺤﺴﺭﺍﺕٍ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﺜلَ ﺇﺭﺍﺀﺘﻬﻡ ﺍﻷﻫﻭﺍل ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ
ﺃﻭ ﺘﺒﺭﺅ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ.
ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ..." :ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺒﺭﺍﺀﺘﻬﻡ ﻤﻨﻬﻡ ﺘﻨﺼﻠﻬﻡ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﻨﻔﻌﻬﻡ
ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻋﺩﻭﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻬﻡ ﻭﺼﺭﻓﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺒﻬﻡ ﺤﻴﻥ ﻫﺭﻋﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﻡ.
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 278/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 220/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .79/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 245/1ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – .536/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .212/4
105
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﺭﻴﻬﻡ ﻋﻭﺍﻗﺏ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺇﺭﺍﺀ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺭﺍﺀ ﺇﺫ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﺭﺍﺀ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺃﻭﻗﻊ ﻤﻨﻪ.
ﻓﻬﻭ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜﺄﻨﻪ ﻴﺭﺍﻡ ﺃﻥ ﻴﺭﻴﻬﻡ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺸﻨﻴﻌﺔ ﻓﻠﻡ ﻴﻭﺠﺩ
ﺃﺸﻨﻊ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ.(1)"...
ﻭﻀﻌﻑ ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﻓﻘﺎل)" :ﻜﺫﻟﻙ ﻴﺭﻴﻬﻡ ﺍﷲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺤﺴﺭﺍﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ( :ﺍﻟﻜﺎﻑ
ﻋﻨﺩ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺭﻓﻊ ،ﻭﻗﺩﺭﻭﻩ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ ،ﺃﻭ ﺤﺸﺭﻫﻡ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﻫﻭ ﻀﻌﻴﻑ؛ ﻷﻨﻪ ﻴﻘﺘﻀﻲ
ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻭﺤﺫﻑ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﺃﻭ ﻜﻼﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺍﻷﺼل.
ﻭﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺜل ﺇﺭﺍﺀﺘﻬﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻫﻭﺍل) ،ﻴﺭﻴﻬﻡ ﺍﷲ
ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺤﺴﺭﺍﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ( ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻨﻌﺘﹰﺎ ﻟﻤﺼﺩﺭ ﻤﺤﺫﻭﻑ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﻨﺼﺏ").(2
106
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻵﻴﺔ ﻫﻭ ﻤﻭﻗﻑ ﺇﻨﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﺃﺜﺎﺭﻭﻩ ﻤﻥ
ﺸﺒﻬﺎﺕ ﺤﻭل ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺘﺎﻥ )ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ (ﻭ )ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ (ﻓﻴﻪ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﻹﻨﻜﺎﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ.
ﻓﻔﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻤﻥ )ﺃﻥ ﺘﻭﻟﻭﺍ( ﻭﻫﻭ ﺘﻭﻟﻴﺘﹸﻜﻡ ﻭ )ﺍﻟﺒﺭ (ﺨﺒﺭ
ﻟﻴﺱ ﻤﻘﺩﻡ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻟﻴﺱ ﺘﻭﻟﻴﺘﹸﻜﻡ ﻭﺠﻭﻫﻜﻡ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻭﺍﻟﺒﺭ ﻜﻠﱠﻪ).(1
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ )ﺍﻟﺒﺭ (ﻭﺨﺒﺭﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻤﻥ )ﺃﻥ ﺘﻭﻟﻭﺍ( ﻭﻫﻭ
ﺘﻭﻟﻴﺘﻜﻡ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ ﻜﻠﹸﻪ ﺘﻭﻟﻴﺘﹶﻜﻡ ﻭﺠﻭﻫﻜﻡ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺭﺏ.
ﻭﺍﺤﺘﺞ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺒﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﺒﻲ ﺒﻥ ﻜﻌﺏ )ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ ﺒﺄﻥ ﺘﻭﻟﻭﺍ( ﻓﺤﺭﻑ ﺍﻟﺒﺎﺀ ﺩﺨل ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺇﺫ ﺇﻨﻪ ﻻ ﻴﺩﺨل ﻋﻠﻰ ﺍﺴﻡ ﻟﻴﺱ ﺒل ﻋﻠﻰ ﺨﺒﺭﻫﺎ).(2
ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ" :ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ )ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ (ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺍﺴﻡ ﻟﻴﺱ،
ﻭﺍﻟﺨﺒﺭ ﻫﻭ )ﺃﻥ ﺘﻭﻟﻭﺍ( ،ﻭﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺤﻔﺹ ﻭﺤﻤﺯﺓ )ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ (ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻭﻟﻪ )ﺃﻥ ﺘﻭﻟﻭﺍ(
ﺍﺴﻡ ﻟﻴﺱ ﻤﺅﺨﺭ ،ﻭﻴﻜﺜﺭ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﻡ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﻜﺎﻥ ﻭﺃﺨﻭﺍﺘﻬﺎ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ
ﺃﺤﺩ ﻤﻌﻤﻭﻟﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻤﺭﻜﺒﺎ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﻴﺔ ﻭﻓﻌﻠﻬﺎ ،ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺒﺎﻟﺨﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺍﻵﺨﺭ
ﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﻨﺼﺒﻪ ،ﻭﺸﺄﻥ ﺍﺴﻡ ﻟﻴﺱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﻜﻭﻨﻪ ﻤﺒﺘﺩﺃً ﺒﻪ ،ﻓﻭﺠﻪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺒﺭ:
ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﺃﻤﺭ ﻤﺸﻬﻭﺭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻷﻫل ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﻤﺭﻏﻭﺏ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺠﻌل ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺍﻟﻨﻔﻲ
ﺃﺼﻐﺕ ﺍﻷﺴﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ .ﻭﺃﻤﺎ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻸﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﺴﺘﻘﺒﺎل ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﻐل ﺍﻟﺸﺎﻏل
ﻟﻬﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻜﺭ ﺨﺒﺭﻩ ﻗﺒﻠﻪ ﺘﺭﻗﺏ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻓﺈﺫﺍ ﺴﻤﻌﻪ ﺘﻘﺭﺭ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ").(3
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﺨﺭﻯ )ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ( ﻓﻘﺩ ﺘﻡ ﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ:
)ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺴﺤﺭ(.
107
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻁﻭﻓﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل )ﺁﻤﻥ(.
ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﻭﻟﻪ )ﻭﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻓﻬﻭ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻔﻌل )ﺃﻋﻨﻲ ،ﺃﻭ ﺃﺨﺹ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻁﻭﻓﹰﺎ ﻋﻠﻰ )ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ )ﻭﺍﻟﻤﻭﻓﻭﻥ( ﻓﻔﻴﻪ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﷲ ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﻓﻭﻥ ﺒﻌﻬﺩﻫﻡ ﺇﺫﺍ ﻋﺎﻫﺩﻭﺍ).(2
ﺤﻴﺙ ﻋﻁﻑ )ﺍﻟﻤﻭﻓﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﻤﻥ ﺁﻤﻥ(.
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻘل :ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﻤﻥ ﺁﻤﻥ ...ﻭﻤﻥ ﺃﻭﻓﻰ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻤﻭﺭ:
ﺍﻷﻭل :ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺭﻤﺯﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺃﻤﺭ ﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺫﺍﺘﻪ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺃﺭﻜﺎﻨﻪ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻤﻤﺎ ﻴﺸﺘﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺤﻕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ،ﻓﺎﻟﻭﺼﻔﺎﻥ ﻤﺘﻐﺎﻴﺭﺍﻥ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﻤﻥ ﺁﻤﻥ ﺒﺎﷲ ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻭﻫﻡ ﺍﻟﻤﻭﻓﻭﻥ ﺒﻌﻬﺩﻫﻡ.
ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﻓﻭﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺃﺠﻭﺩ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﻓﻲ ﺭﻓﻊ )ﻭﺍﻟﻤﻭﻓﻭﻥ().(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﻫﻨﺎ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل )ﺁﻤﻥ( ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺴﺘﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ )ﻭﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ(.
ﻭﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ )ﻭﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻓﻔﻴﻪ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺃﺨﺹ ﻭﺃﻤﺩﺡ ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ .ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻰ )ﻤﻥ ﺁﻤﻥ(
ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺤﻘﻪ ﺍﻟﺭﻓﻊ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻨﺼﺏ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻗﺩ ﺘﻜﺭﺭﺕ ﻭﻁﺎل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﺎﻟﻤﺩﺡ ﻓﺨﻭﻟﻑ ﺒﻴﻥ ﻭﺠﻭﻩ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ .ﻓﺎﻟﻌﺭﺏ ﺘﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻡ ﺇﺫﺍ ﻁﺎل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﺎﻟﻌﻁﻑ ﻓﻲ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 280/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 249/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 82/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ
– ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .247/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 121/2ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .43/5
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .72/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – .247/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .44/5
108
ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ" :ﻭﻨﺼﺏ )ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻭﻫﻭ ﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﻓﻭﻋﺎﺕ،
ﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻋﻁﻑ ﺍﻟﻨﻌﻭﺕ ﻤﻥ ﺘﺨﻴﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺘﺒﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻟﻠﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻁﻊ ...ﻭﺍﻟﻘﻁﻊ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻨﺼﺏ ﻤﺎ ﺤﻘﻪ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﻓﻭﻋﺎ ﺃﻭ ﻤﺠﺭﻭﺭﺍ ،ﻭﺒﺭﻓﻊ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺒﻌﻜﺴﻪ ﻟﻴﻅﻬﺭ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﺤﻴﻥ ﻴﺨﺘﻠﻑ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ؛ ﺇﺫ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﺇﻻ ﺒﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ .ﻓﺄﻤﺎ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﻓﻌل
ﻤﺩﺡ ﺃﻭ ﺫﻡ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭﺍﻷﻅﻬﺭ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻓﻌل )ﺃﺨﺹ( ﻷﻨﻪ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻤﺩﻭﺤﻴﻥ.(1)"...
ﻭﻗﺩ ﺤﺼل ﺒﻨﺼﺏ )ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻫﻨﺎ ﻓﺎﺌﺩﺘﺎﻥ:
ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺒﻴﺎﻥ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﻓﻲ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺠﻨﺱ ﻤﺎ ﺴﺒﻘﻪ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﻨﺒﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻤﺯﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭﺍ ﻟﻔﻀﻠﻬﻡ ﻭﺸﺭﻓﻬﻡ).(2
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻗﻁﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻌﻭﺕ .ﻭﺨﻼﺼﺘﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ..." :ﺃﻨﻪ
ﺇﺫﺍ ﺫﻜﺭﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻡ ﻓﺎﻷﺤﺴﻥ ﺃﻥ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺇﻋﺭﺍﺒﻬﺎ ﻭﻻ ﺘﺠﻌل ﻜﻠﻬﺎ
ﺠﺎﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺼﻭﻓﻬﺎ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻹﻁﻨﺎﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﺨﻭﻟﻑ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻷﻭﺼﺎﻑ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ
ﺃﻜﻤل ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﺼﻴﺭ ﻜﺄﻨﻪ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻀﺭﻭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ").(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻁﻭﻓﹰﺎ ﻋﻠﻰ )ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ( ،ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺠﺎﺌﺯﺍ ﻓﻲ ﺤﺎل
ﺭﻓﻊ )ﺍﻟﻤﻭﻓﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﻟﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﻥ؛ ﺒل ﻴﻜﻭﻥ ﻨﺼﺏ )ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺠﺎﺌﺯﺍ ﻓﻲ ﺤﺎل
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ )ﺍﻟﻤﻭﻓﻭﻥ(.
ﻭﻋﻠﺔ ﺫﻟﻙ ﻗﻀﻴﺔ ﻨﺤﻭﻴﺔ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻌﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻗﺒل ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺼﻠﺔ ،ﻭﺇﻻ
ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﺒﺎﻟﻤﻌﻁﻭﻑ ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ.
ﻭﺘﻭﻀﻴﺢ ﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ" :ﻗﺎل ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻭﻥ :ﺇﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻵﻴﺔ ﻴﺼﻴﺭ ﻫﻜﺫﺍ :ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﻤﻥ ﺁﻤﻥ
ﺒﺎﷲ ﻭﺁﺘﻰ ﺍﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺤﺒﻪ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ﻭﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ ،ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻤﻥ ﺼﻠﺔ
)ﻤﻥ ،(ﻭﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﺍﻟﻤﻭﻓﻭﻥ( ﻤﺘﻘﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻓﻬﻭ ﻋﻁﻑ ﻋﻠﻰ )ﻤﻥ (ﻓﺤﻴﻨﺌﺫٍ ﻗﺩ
ﻋﻁﻔﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻗﺒل ﺼﻠﺘﻪ ﺸﻴﺌًﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻏﻴﺭ ﺠﺎﺌﺯ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻤﻊ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﺴﻡ
ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻤﺤﺎلٌ ﺃﻥ ﻴﻭﺼﻑ ﺍﻻﺴﻡ ﺃﻭ ﻴﺅﻜﺩ ﺃﻭ ﻴﻌﻁﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺘﻤﺎﻤﻪ ﻭﺍﻨﻘﻀﺎﺌﻪ ﺒﺠﻤﻴﻊ
ﺃﺠﺯﺍﺌﻪ.(4)"...
109
اﳌﻮت ِ ْ ﻋﻠﻴﻜﻢ ِ َ ِ
إن َ َ َ
ﺗﺮك ﺣﴬ َ َ َ ُ ُ
أﺣﺪﻛﻢ َ ْ ُ إذا َ َ َ ﻛﺘﺐ َ َ ْ ُ ْ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ُ ] :
ﻋﲆ ُ ﱠ ِ َ
اﳌﺘﻘﲔ[ }اﻟﺒﻘﺮة.{181:
ِ
ﺑﲔ ِ َ ْ ُ
ﺑﺎﳌﻌﺮوف َﺣﻘﺎ َ َ اﻟﻮﺻﻴﺔ ِ ْ َ ِ َ ْ ِ
ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ َ َ ْ َ
واﻷﻗﺮ ِ َ ﺧﲑا َ ِ ﱠ ُ
َ ًْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﻥ ﺘﺭﻙ ﺨﻴﺭﺍ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ( ﺸﺭﻁ ،ﻭﻓﻌل ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺎﻀﻴﺎ –ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻫﻨﺎ– ﻓﻴﺤﺘﻤل
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﻭﺍﺒﻪ ﺒﻌﺩﻩ ﺃﻭ ﻗﺒﻠﻪ.
ﺍﻷﻭل :ﻭﻫﻭ ﺒﻌﺩﻩ ،ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ )ﺍﻟﻭﺼﻴﺔﹸ ﻟﻠﻭﺍﻟﺩﻴﻥ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻫﻭ ﻗﺒﻠﻪ ،ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻜﹸﺘﺏ(.
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ( ﺘﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺒﺘﺩﺃ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻨﺎﺌﺏ ﻓﺎﻋل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺨﺒﺭ ﺍﷲ –U-ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻨﻪ ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺤﻀﺭ ﺃﺤﺩﻫﻡ ﺃﺴﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻜﺎﻟﻤﺭﺽ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﻏﻴﺭﻩ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﺭﻙ ﻤﺎﻻﹰ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﺼﻲ ﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻪ
ﻭﺃﻗﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﺤﺎﻟﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺇﺴﺭﺍﻑ ﻭﻻ ﺘﻘﺘﻴﺭ).(2
ﻭﻴﺭﻯ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻨﺴﻭﺨﺔ ﺒﺂﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﻴﺙ).(3
ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻬﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﺇﻥ ﺘﺭﻙ ﺨﻴﺭﺍ ﻓﺎﻟﻭﺼﻴﺔ ﻟﻠﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻷﻗﺭﺒﻴﻥ .ﺜﻡ ﺤﺫﻑ ﺍﻟﻔﺎﺀ ﻓﻜﻠﻤﺔ
)ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ( ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﺒﺘﺩﺃ).(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﻜﹸﺘﺏ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔﹸ ﻟﻠﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻷﻗﺭﺒﻴﻥ ﺇﻥ ﺘﺭﻙ ﺨﻴﺭﺍ).(5
ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ :ﺇﻥ ﺘﺭﻙ ﺨﻴﺭﺍ ﻜﹸﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔﹸ ﻟﻠﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻷﻗﺭﺒﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ
ﺘﻘﻭل :ﺸﻜﺭﺕﹸ ﻓﻌﻠﻙ ﺇﻥ ﺠﺌﺘﻨﻲ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻥ ﺠﺌﺘﻨﻲ ﺸﻜﺭﺕ ﻓﻌﻠﻙ).(6
110
ﻭﻜﻠﻤﺔ )ﻭﺼﻴﺔ( ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻫﻲ ﻨﺎﺌﺏ ﻓﺎﻋل ﻤﺭﻓﻭﻉ ﻟﻠﻔﻌل ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻭﻫﻭ
)ﻜﹸﺘﺏ(؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻜﹶﺘﺏ ﺍﷲُ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔﹶ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻜﹸﺘﺏ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻜﺘﺒﺎ ﻤﺜلَ ﻤﺎ ﻜﺘﺏ ،ﺃﻭ )ﻜﻤﺎ ﻜﹸﺘﺏ(.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﺭﻀﺎ ﻜﺎﻟﺫﻱ ﻓﹸﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻜﻡ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ :ﻜﹸﺘﺏ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺼﻭﻤﺎ ﻤﺜل ﻤﺎ ﻜﹸﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻜﻡ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻱ :ﻜﹸﺘﺏ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻤﺸﺒﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻜﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻜﻡ).(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﻱ :ﻜﹸﺘﺏ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻤﺜلُ ﻤﺎ ﻜﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻜﻡ.
ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻤﺭﺩﻭﺩ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺠﺭﻭﺭ )ﻜﻤﺎ ﻜﹸﺘﺏ( ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻨﻜﺭﺍﺕ ،ﻭﻟﻔﻅﺔ
)ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ( ﻤﻌﺭﻓﺔ .ﻭﻋﻨﺩﺌﺫٍ ﻻ ﺘﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺎﻟﻨﻜﺭﺓ؛ ﺇﺫ ﻴﺠﺏ ﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻨﻌﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻌﻭﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻜﻴﺭ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 284/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 267/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .84/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .70/5
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .267/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – .36/2
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – ، 268/2ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ
ﺤﻴﺎﻥ – .36/2
111
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ﺃﺠﺎﺏ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﺒﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﺼﻴﺎﻤﺎ ﻤﻌﻴﻨﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﻜﺎﻟﻤﻨﻜﺭ ...ﻭﻴﻘﻭﻱ
ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻤﺼﺩﺭ ،ﻭﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺠﻨﺱ ،ﻭﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻗﺭﻴﺏ ﻤﻥ ﺘﻨﻜﻴﺭﻩ").(1
ْﻜﻢ َ ِ ً
ﻣﺮﻳﻀﺎ َ ْأو َ َ ﻣﻌﺪودات َﻓﻤﻦ َ َ ِ
ٍ
ﻋﲆ ﻛﺎن ﻣﻨ ُ ْ َ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ ] :ﱠ ً
أﻳﺎﻣﺎ َ ْ ُ َ
ﺧﲑ َ ُﻟﻪ ﺧﲑا َﻓ ُ َ ﻓﻤﻦ َ َ ﱠ َ ﻃﻌﺎم ِ ْ ِ ٍ
ﻣﺴﻜﲔ َ َ ْ ﻳﻄﻴﻘﻮﻧﻪ ِ ْ َ ٌ
ﻓﺪﻳﺔ َ َ ُ
ِ
اﻟﺬﻳﻦ ُ ُ َ ُ
أﺧﺮ َ َ ِ
وﻋﲆ ﱠ َ أﻳﺎم ُ َ َ َ
ﻣﻦ َ ﱠ ٍ ﺳﻔﺮ َ ِ ﱠ ٌ ِ
َ ٍَ
ﻬﻮ َ ْ ٌ ﺗﻄﻮع َ ْ ً ﻓﻌﺪة ْ
ْﺘﻢ َ ْ َ ُ َ
ﺗﻌﻠﻤﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة.{184: ﻟﻜﻢ ِ ْ
إن ُﻛﻨ ُ ْ ﺧﲑ َ ُ ْ
ﺗﺼﻮﻣﻮا َ ْ ٌ
وأن َ ُ ََُ ْ
ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻴﺎﻤﺎ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺜﺎﻥٍ ﻟﻠﻔﻌل )ﻜﹸﺘﺏ( ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻅﺭﻑ ﺯﻤﺎﻥ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﻜﺘﺏ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻜﻤﺎ ﻜﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﺼﻭﻤﻭﺍ ﺃﻴﺎﻤﺎ
ﻤﻌﺩﻭﺩﺍﺕ).(3
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻗﺩ ﺭﺠﺤﻪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ).(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻜﹶﺘﹶﺏ ﺍﷲُ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺃﻴﺎﻤﺎ ﻤﻌﺩﻭﺩﺍﺕ).(5
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻜﹸﺘﺏ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻴﺎﻡ .ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺼﺎﺭﺕ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻨﺼﺒﺎ ﻟﻨﺯﻉ
ﺍﻟﺨﺎﻓﺽ؛ ﻷﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻓﻲ ﺃﻴﺎﻡٍ ﻤﻌﺩﻭﺩﺍﺕ).(6
112
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺭﻓﺽ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﻗﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻴﻥ :ﺇﻨﻪ
ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ،ﻨﺤﻭ ﺃُﻋﻁِﻲ ﺯﻴﺩ ﺍﻟﻤﺎل .ﻭﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﺒﺸﻲﺀ؛ ﻷﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻫﻬﻨﺎ
ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺼﻭﻡ ،ﻭﺯﻴﺩ ﻭﺍﻟﻤﺎل ﻤﻔﻌﻭﻻﻥ ﻷﻋﻁﻰ .ﻓﻠﻙ ﺃﻥ ﺘﻘﻴﻡ ﺃﻴﻬﻤﺎ ﺸﺌﺕ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺇﻻ
ﻨﺼﺏ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﺼﻴﺎﻡ").(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ )ﻓﺩﻴﺔﹸ ﻁﻌﺎﻡِ ﻤﺴﺎﻜﻴﻥ( ﺒﻐﻴﺭ ﺘﻨﻭﻴﻥ )ﻓﺩﻴﺔﹸ( ﻤﻊ ﺍﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
)ﻁﻌﺎﻡِ( ﻭ )ﻤﺴﺎﻜﻴﻥ( ﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ،ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺴﻪ ،ﺃﻱ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ.
ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل :ﺨﺎﺘﻡ ﻓﻀﺔ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻁﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻥ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺩﻴﺔ ،ﻓﻁﻌﺎﻤﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﺩﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭ
ﻓﺩﻴﺔ.
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﻁﻴﻘﻭﻨﻪ( ،ﻭﻗﻭﻟﻪ) :ﺃﻴﺎﻤﺎ ﻤﻌﺩﻭﺩﺍﺕ( ﺠﻤﻊ ،ﻓﻘﺎﺒل ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﺎﻟﺠﻤﻊ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺍﻵﻴﺔ :ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻁﻴﻘﻭﻨﻪ ﻓﺩﻴﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻴﻔﻁﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺇﻁﻌﺎﻡ ﻤﺴﺎﻜﻴﻥ .ﻓﺘﺤﺫﻑ
ﻜﻠﻤﺔ )ﺃﻴﺎﻡ( ،ﻭﺘﺤل ﻤﺤﻠﻬﺎ )ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ( .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺠﻌﻠﺕ ﻋﻥ ﺃﻴﺎﻡ ﻤﺘﺘﺎﺒﻌﺔ ﻻ ﻋﻥ
ﻴﻭﻡ ﻭﺍﺤﺩ).(4
113
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺒﺎﻟﺘﻨﻭﻴﻥ )ﻓﺩﻴﺔﹲ( ﻭ )ﻁﻌﺎﻡ ،(ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭ )ﻤﺴﻜﻴﻥ( ﺒﺎﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺃﻭ
ﺍﻹﻓﺭﺍﺩ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺠﺒﻬﺎ ﺍﷲ – –Uﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﻁﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﺨﺹ
ﻟﻪ ﺍﻹﻓﻁﺎﺭ ﻓﻲ ﺸﻬﺭ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻟﻌﺫﺭ ﻜﺎﻟﻤﺭﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺭﺠﻰ ﺒﺭﺅﻩ ،ﻓﺼﺎﺤﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺫﺭ ﻋﻠﻴﻪ
ﺇﻁﻌﺎﻡ ﻤﺴﻜﻴﻥ ﻋﻥ ﻜل ﻴﻭﻡ ﺃﻓﻁﺭﻩ).(1
ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﺠﺎﻤﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ" :ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻥ
ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﻓﻁﺭ ﻓﻲ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﺫﺭ ﺃﻥ ﻴﻁﻌﻡ ﻋﻥ ﻜل ﻴﻭﻡ ﻤﺴﻜﻴﻨﹰﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺒﺎﻟﺨﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﻜﻴﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﺴﺎﻜﻴﻥ ،ﻭﺍﻷﻓﻀل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺴﻜﻴﻥ").(2
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﻤﻥ ﺘﻁﻭﻉ ﺨﻴﺭﺍ(.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺤﻤﺯﺓ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ ﻭﺨﻠﻑ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻴﻁﱠﻭﻉ (ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ ﻭﺘﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻁﺎﺀ ﻭﺇﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺴﺘﻘﺒﺎل.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﺘﹶﻁﹶﻭﻉ (ﺒﺎﻟﺘﺎﺀ ﻭﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻟﻁﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀِﻲ.(3)
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻗﺩ ﻤﺭ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻥ .ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻓﻲ ﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ:
"ﻭﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺫﻜﺭﻩ ﻋﻤﻡ ﺒﻘﻭﻟﻪ )ﻓﻤﻥ ﺘﻁﻭﻉ ﺨﻴﺭﺍ( ﻓﻠﻡ
ﻴﺨﺼﺹ ﺒﻌﺽ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺩﻭﻥ ﺒﻌﺽ ،ﻓﺈﻥ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺼﻭﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﻭﻉ ﺍﻟﺨﻴﺭ ،ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ
ﻤﺴﻜﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻔﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﻭﻉ ﺍﻟﺨﻴﺭ .ﻭﺠﺎﺌﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺫﻜﺭﻩ ﻋﻨﻰ ﺒﻘﻭﻟﻪ) :ﻓﻤﻥ ﺘﻁﻭﻉ
ﺨﻴﺭﺍ( ﺃﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺘﻁﻭﻉ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺘﺩﻱ ﻤﻥ ﺼﻭﻤﻪ )ﻓﻬﻭ ﺨﻴﺭ ﻟﻪ( ﻷﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺘﻁﻭﻉ
ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﻨﻭﺍﻓل ﺍﻟﻔﻀل").(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻪ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ، 81/1ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ
، 124ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ .93
) (2ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ – ﺹ .124
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .168/2
) (4ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .175/2
114
وﻣﻦ َ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ...] :ﻓﻤﻦ َ ِ َ ِ
ﻛﺎن اﻟﺸﻬ َﺮ َ ْ َ ُ ْ ُ
ﻓﻠﻴﺼﻤﻪ َ َ ْ ْﻜﻢ ﱠ ْ ﺷﻬﺪ ﻣﻨ ُ ُ َ ْ
وﻟﺘﻜﻤﻠﻮا ِ ﱠ َ
اﻟﻌﺪة اﻟﻌﴪ َ ِ ُ ْ ِ ُ
ﺑﻜﻢ ُ ْ َ وﻻ ُ ِ ُ
ﻳﺮﻳﺪ ِ ُ ُ اﻟﻴﴪ َ َ أﺧﺮ ُ ِ ُ
ﻳﺮﻳﺪ اﷲُ ِ ُ ُ
ﺑﻜﻢ ُ ْ َ أﻳﺎم ُ َ َ
ﻣﻦ َ ﱠ ٍ ﺳﻔﺮ َ ِ ﱠ ٌ ِ
ﻓﻌﺪة ْ ﻋﲆ َ َ ٍ َِ ً
ﻣﺮﻳﻀﺎ َ ْأو َ َ
وﻟﻌﻠﻜﻢ َ ْ ُ ُ َ ِ
ﺗﺸﻜﺮون[ }اﻟﺒﻘﺮة.{185: ﻫﺪاﻛﻢ َ َ َ ﱠ ُ ْ
ﻋﲆ َﻣﺎ َ َ ُ ْ وﻟﺘﻜﱪوا اﷲَ َ َ
َ ُ َﱢُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﺸﻬﺭ( ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل) :ﺸﻬﺭ( ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺭﻓﻭﻉ ،ﻭﺨﺒﺭﻩ )ﺍﻟﺫﻱ ﺃُﻨﺯل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) :ﺸﻬﺭ( ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺸﻬﺭ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﺃﻨﺯل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ .ﻭﻋﻠﻰ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻀل ﺸﻬﺭ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻭﻤﻨﺯﻟﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺸﻬﺭ ﺍﻷﺨﺭﻯ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺼﻭﻤﻪ ﺸﻬﺭ ﺭﻤﻀﺎﻥ .ﻭﻴﻜﻭﻥ )ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﺯل ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ( ﻭﺼﻑ ﻟﺸﻬﺭ ﺭﻤﻀﺎﻥ).(3
ﻭﻴﻅﻬﺭ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ .ﻓﺎﻷﻭل ﻓﻴﻪ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﺸﻬﺭ ﺭﻤﻀﺎﻥ
ﺒﺄﻨﻪ ﻗﺩ ﻨﺯل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ .ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺒﻴﺎﻥ ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻬﺭ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻔﻴﻪ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻸﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺩﻭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺼﻴﺎﻤﻬﺎ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺸﻬﺭ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ .ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﺩﻭ ﺭﺍﺠﺤﺎ.
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ) :ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺩﻭﺩﺍﺕ ﻫﻲ ﺸﻬﺭ ﺭﻤﻀﺎﻥ(؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ
ﻟﻸﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺩﻭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﺎ .ﻭﻴﻜﻭﻥ )ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﺯل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ( ﺠﻤﻠﺔ ﻭﺼﻔﻴﺔ ﺘﺒﻴﻥ ﻤﻴﺯﺓ ﺸﻬﺭ
ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺸﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ؛ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺨﺹ ﺒﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻩ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴﺯﺓ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 287/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 276/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 86/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ
– .253/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 601/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 269/1ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ
ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 463/1ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 90/2ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ –
ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – .82 /2
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ. )( 3
115
ﺳﺄﻟﻚ ِ ِ
ﻗﺮﻳﺐ ُ ِ ُ
أﺟﻴﺐ ﻋﺒﺎدي َﻋﻨﱢﻲ َ ِ ﱢ
ﻓﺈﲏ َ ِ ٌ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ِ َ ] :
وإذا َ َ َ َ َ
ﻓﻠﻴﺴﺘﺠﻴﺒﻮا ِﱄ ْ ْ ِ إذا َ ِ
ﻳﺮﺷﺪون[ }اﻟﺒﻘﺮة{186: وﻟﻴﺆﻣﻨُﻮا ِﰊ َ َ ﱠ ُ ْ
ﻟﻌﻠﻬﻢ َ ْ ُ ُ َ َ ُ دﻋﺎن َ ْ َ ْ َ ِ ُ
اﻟﺪاع ِ َ َ
دﻋﻮة ﱠ ِ
َ ََْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﺃﺠﻴﺏ( ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﺤﺘﻤل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭﺠﻪ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺜﺎﻥٍ ﻟـ )ﺇﻥ( ﻭﺍﻷﻭل )ﻗﺭﻴﺏ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻨﻌﺕ ﻟـ )ﻗﺭﻴﺏ(.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﷲ -I-ﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ– ﺒﺄﻨﻪ ﻗﺭﻴﺏ ﻴﺠﻴﺏ ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺌل
ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺇﺫﺍ ﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻘﻠﺏ ﺨﺎﺸﻊ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﺼﻑ ﺍﷲ – –Yﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻗﺭﻴﺏ ﻤﺠﻴﺏ ﻟﺩﻋﺎﺀ ﻤﻥ ﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﻟﺴﺅﺍل
ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺩ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﺍﷲ – –Uﺃﻨﻪ ﻗﺭﻴﺏ ،ﺜﻡ ﻴﺴﺘﺄﻨﻑ ﻜﻼﻤﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ
ﻓﻴﻘﻭل :ﺃﺠﻴﺏ ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎﻥ.
ﻭﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﺠﻪ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻴﺨﻴﺏ ﺩﻋﺎﺀ ﻤﻥ ﻴﺩﻋﻭﻩ ،ﻓﺈﻥ ﻗﺩﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻌﺒﺩ
ﻤﺎ ﺴﺄل ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﺇﻴﺎﻩ ،ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺩﺨﺭﻩ ﻟﻪ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ،ﺃﻭ ﻴﻜﻑ ﻋﻨﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﺴﻭﺀﺍ .ﻭﻫﺫﺍ
ﻤﺼﺩﺍﻕ ﻟﻘﻭﻟﻪ –) :-rﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﻴﺩﻋﻭ ﺍﷲ – –Uﺒﺩﻋﻭﺓ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺜﻡ ﻭﻻ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺭﺤﻡ ﺇﻻ
ﺃﻋﻁﺎﻩ ﺍﷲ ﺒﻬﺎ ﺇﺤﺩﻯ ﺜﻼﺙ ﺨﺼﺎل :ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻌﺠل ﻟﻪ ﺩﻋﻭﺘﻪ ،ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺩﺨﺭﻫﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ،
ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺼﺭﻑ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻭﺀ ﻤﺜﻠﻬﺎ().(2
ﻓﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﺠﻴﺏ ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﺩﺍﻉ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎﻥ( ﻓﻴﻪ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻟﻠﻘﺭﺏ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻟﻪ ،ﻭﻭﻋﺩ ﻟﻠﺩﺍﻋﻲ ﺒﺎﻹﺠﺎﺒﺔ
ﺇﺫﺍ ﺼﺩﺭ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﺒﻘﻠﺏ ﺨﺎﺸﻊ ،ﺜﻡ ﻭﺠﻪ ﺍﷲ – –Uﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻵﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ
ﻤﻘﺒﻭﻻﹰ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻤﺭﺠﻭ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﺤﻴﺙ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﻭﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﻓﻌل
ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 289/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 289/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .87/1
ﻤﺴﻨﺩ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ – – 213/17ﺤﺩﻴﺙ ) ، (11133ﻗﺎل ﺸﻌﻴﺏ ﺍﻷﺭﻨﺅﻭﻁ :ﺇﺴﻨﺎﺩﻩ ﺠﻴﺩ. )( 2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ – ﺴﻴﺩ ﻁﻨﻁﺎﻭﻱ – ، 511/1ﻭﺍﻟﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻨﻴﺭ – ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺍﻟﺸﺭﺒﻴﻨﻲ – .122/1
116
ﻣﻮاﻗﻴﺖ ِﻟﻠﻨ ِ
ﱠﺎس ﻫﻲ َ َ ِ ُﻗﻞ َ
ﻋﻦ َ ِ ﱠ ِ
اﻷﻫﻠﺔ ُ ْ ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ُ َ ْ َ ] :
ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ َ ِ
وأﺗﻮا اﻟﺒﻴ َ ِ ِ َ ِ
ﻣﻦ َ ْ َ ِ َ
أﺑﻮاﲠﺎ ﻮت ْ اﺗﻘﻰ َ ْ ُ ُ ُ اﻟﱪ َ ِ
ﻣﻦ ﱠ َ وﻟﻜﻦ ِ ﱠ ﻣﻦ ُ ُ ِ َ
ﻇﻬﻮرﻫﺎ َ َ ﱠ اﻟﺒﻴﻮت ْ ﺑﺄن َ ْ ُ
ﺗﺄﺗﻮا ُ ُ اﻟﱪ ِ َ ْ
وﻟﻴﺲ ِ ﱡ واﳊﺞ َ َ ْ َ
َ َﱢ
ﻟﻌﻠﻜﻢ ُ ْ ِ ُ َ
ﺗﻔﻠﺤﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة.{189: واﺗﻘﻮا اﷲَ َ َ ﱠ ُ ْ
َ ﱠُ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ ...ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ(.
-1ﻗﺭﺃ ﺤﻤﺯﺓ ﻭﺤﻔﺹ )ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ (ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ (ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ.
-3ﻗﺭﺃ ﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ )ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ (ﺒﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻟﻨﻭﻥ ﻭﻜﺴﺭﻫﺎ ﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻜﻨﻴﻥ ﻭﺭﻓﻊ )ﺍﻟﺒﺭ.(
-4ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ (ﺒﺘﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻨﻭﻥ ﻓﻲ )ﻟﻜﻥ (ﻭﻨﺼﺏ )ﺍﻟﺒﺭ.(1)(
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻗﺩ ﺘﻡ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻥ .ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺎﺕ)" :ﻴﺴﺄﻟﻭﻨﻙ ﻋﻥ ﺍﻷﻫﻠﺔ(
ﺴﺄل ﻤﻌﺎﺫ ﺒﻥ ﺠﺒل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ – –rﻋﻥ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻤﺭ ﻭﻨﻘﺼﺎﻨﻪ ﻓﺄﻨﺯل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻴﺴﺄﻟﻭﻨﻙ ﻋﻥ
ﻭﻫﻲ ﺠﻤﻊ ﻫﻼل )ﻗل ﻫﻲ ﻤﻭﺍﻗﻴﺕ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺞ( ﺃﺨﺒﺭ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺯﻴﺎﺩﺘﻪ )(2
ﺍﻷﻫﻠﺔ(
ﻭﻨﻘﺼﺎﻨﻪ ﺯﻭﺍل ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﻋﻥ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺤﺠﻬﻡ ﻭﻤﺤل ﺩﻴﻭﻨﻬﻡ ﻭﻋﺩﺩ ﻨﺴﺎﺌﻬﻡ ﻭﺃﺠﻭﺭ ﺃﺠﺭﺍﺌﻬﻡ
ﻭﻤﺩﺩ ﺤﻭﺍﻤﻠﻬﻡ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ )ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭ ﺒﺄﻥ ﺘﺄﺘﻭﺍ ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﻤﻥ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ( ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﺫﺍ
ﺃﺤﺭﻡ ﻨﻘﺏ ﻤﻥ ﺒﻴﺘﻪ ﻨﻘﺒﺎ ﻤﻥ ﻤﺅﺨﺭﻩ ﻴﺩﺨل ﻓﻴﻪ ﻭﻴﺨﺭﺝ ﻓﺄﻤﺭﻫﻡ ﺍﷲ ﺒﺘﺭﻙ ﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ) ،(3ﻭﺃﻋﻠﻤﻬﻡ
ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻴﺱ ﺒﺒﺭ )ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ( ﺒﺭ )ﻤﻥ ﺍﺘﻘﻰ( ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﷲ )ﻭﺃﺘﻭﺍ ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﻤﻥ ﺃﺒﻭﺍﺒﻬﺎ( ﺍﻵﻴﺔ).(4
117
ﻣﻌﻠﻮﻣـﺎت َﻓﻤـﻦ َ َ ِ
اﳊـﺞ ﻓـﺮض ِ ﱠ
ﻓـﻴﻬﻦ َ ﱠ أﺷﻬﺮ َ ْ ُ َ ٌ َ ْ َ اﳊﺞ َ ْ ُ ٌ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ ] :ﱡ
ﻓـﺈن َﺧـﲑ ﱠ ِِ ﻣﻦ َ ْ ٍ ﺟﺪال ِﰲ اﳊﺞ وﻣﺎ َ ْ ُ ِ
وﻻ ِ َ َ ﻓﺴﻮق َ َ رﻓﺚ َ َ
اﻟـﺰاد وﺗﺰودوا َ ﱠ ْ َ ﺧﲑ َ ْ َ ْ ُ
ﻳﻌﻠﻤﻪ اﷲُ َ َ َ ﱠ ُ ﺗﻔﻌﻠﻮا َْﱢ َ َ َ وﻻ ُ ُ َ ﻓﻼ َ َ َ
ََ
أوﱄ َ ْ َ ِ اﻟﺘﻘﻮى ﱠ ُ ِ
واﺗﻘﻮن َﻳﺎ ُ ِ
اﻷﻟﺒﺎب[ }اﻟﺒﻘﺮة.{197: ﱠْ َ َ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ) (1ﻭﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻓﻼ ﺭﻓﺙﹲ ﻭﻻ ﻓﺴﻭﻕﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ.
-2ﻗﺭﺃ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ )ﻭﻻ ﺠﺩﺍلٌ(.
-3ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻓﻼ ﺭﻓﺙﹶ ﻭﻻ ﻓﺴﻭﻕﹶ ﻭﻻ ﺠﺩﺍلَ( ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺘﻨﻭﻴﻥ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ )ﻓﻼ ﺭﻓﺙﹲ ﻭﻻ ﻓﺴﻭﻕﹲ ﻭﻻ ﺠﺩﺍلَ( ﻤﺎ ﻗﻭﻟﻪ:
"ﺃﻨﻬﻡ ﺤﻤﻠﻭﺍ ﺍﻷﻭﻟﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﻬﻲ ،ﻜﺄﻨﻪ ﻗﻴل :ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻨﻥ ﺭﻓﺙ ﻭﻻ ﻓﺴﻭﻕ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ
ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺒﺎﻨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺠﺩﺍل ،ﻜﺄﻨﻪ ﻗﻴل :ﻭﻻ ﺸﻙ ﻭﻻ ﺨﻼﻑﹶ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ").(3
ﻭﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺃﺒﻲ ﺠﻌﻔﺭ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺘﻨﻭﻴﻨﻬﺎ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻨﻔﻴﺎ ﻤﻌﻴﻨﹰـﺎ ﻤﺨـﺼﻭﺼﺎ،
ﻭﻫﻭ ﻨﻔﻲ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺭﻓﺙ ﻭﺍﻟﻔﺴﻭﻕ ﻭﺍﻟﺠﺩﺍل ،ﻭﻟﻴﺱ ﻨﻔﻲ ﻭﺠﻭﺩﻫـﺎ ﺤـﺴﻴﺎ
ﻭﻤﺎﺩﻴﺎ .ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ)" :(4ﻟﻴﺱ ﻨﻔﻴﺎ ﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺭﻓﺙ ،ﺒل ﻨﻔﻲ ﻟﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺘﻪ ،ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﺭﻓﺙ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﷲ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻘﻊ ﺒﺨﻼﻑ ﻤﺨﺒﺭﻩ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺭﺠﻊ ﺍﻟﻨﻔـﻲ
ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ﻻ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻤﺤﺴﻭﺴﺎ").(5
) (1ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ :ﺯﺒﺎﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺒﻥ ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺭﻴﺎﻥ ،ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ،ﺃﺤﺩ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ،ﻭﻟﺩ
ﺒﻤﻜﺔ ﻭﻨﺸﺄ ﺒﺎﻟﺒﺼﺭﺓ ،ﻭﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ ،ﻜﺎﻥ ﺃﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﻫﻭ ﺃﻜﺜﺭ
ﺸﻴﻭﺨﹰﺎ ﻤﻨﻪ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ154ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺭ( – ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ – .100/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 159/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .47
) (3ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – .347/1
ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻻﺸﺒﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ،ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻗﺎﺽٍ ،ﻤﻥ ﺤﻔﺎﻅ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ، ) (4
ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﺇﺸﺒﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﺭﺤل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ،ﻭﺒﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻭﺒﻠﻎ ﺭﺘﺒﺔ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻭﺼـﻨﻑ ﻜﺘﺒـﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻻﺼﻭل ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻻﺩﺏ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﻟﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺇﺸﺒﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﻤﺎﺕ ﺒﻘـﺭﺏ ﻓـﺎﺱ ،ﻭﺩﻓـﻥ ﺒﻬﺎﺴـﻨﺔ
1148ﻡ ،ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺒﺸﻜﻭﺍل :ﺨﺘﺎﻡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻨﺩﻟﺱ ﻭﺁﺨﺭ ﺃﺌﻤﺘﻬﺎ ﻭﺤﻔﺎﻅﻬﺎ.ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – .230/6
) (5ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .188/1
118
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ) ﻻ( ﻋﺎﻤﻠﺔ ﻋﻤل )ﻟﻴﺱ( ﻭﺃﻥ ﻤﺎ ﺒﻌـﺩﻫﺎ ﺍﺴـﻡ ﻟﻬـﺎ
ﻭﺨﺒﺭﻫﺎ )ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ( ﻭﻫﻭ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺩلّ ﻋﻠﻴﻪ )ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ( ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ) .(1ﺃﻱ :ﻓﻼ ﺭﻓـﺙﹲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ،ﻭﻻ ﻓﺴﻭﻕﹲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ،ﻭﻻ ﺠﺩﺍلٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ.
ﻭﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ ﺒﻨﺼﺏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ )ﻓﻼ ﺭﻓﺙﹶ ﻭﻻ ﻓﺴﻭﻕﹶ ﻭﻻ ﺠﺩﺍلَ( ﻓﻬـﻲ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ) ﻻ( ﻫﻨﺎ ﻻ ﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺱ ﺘﻨﺼﺏ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻤﻬﺎ ﻭﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﻭﻫﻲ ﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟﻨﻔـﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل :ﻻ ﺭﺠلَ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺭ .ﻓﻘﺩ ﻗﺼﺩﺕ ﻨﻔﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺭﺠﺎل .ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺩﻟﺕ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺭﻓﺙ ﺒﻜل ﺃﻨﻭﺍﻋﻪ ﻭﻜﺫﺍﻟﻙ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﺴﻭﻕ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﺩﺍل.
ﻭﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺒﺤﺠﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺸﺩ ﻤﻁﺎﺒﻘﺔﹰ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ).(2
ﻭﻓﻴﻪ ﻗﺎل ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻜﺸﻑ ..." :ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺃﻭﻟﻰ ﺒﻪ ﻟﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻟﻌﻤﻭﻡ ﺍﻟﺭﻓﺙ ﻜﻠـﻪ ،ﻭﺍﻟﻔـﺴﻭﻕ
ﻜﻠﻪ ،ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺨﺹ ﻓﻲ ﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻓﺙ ﻭﻻ ﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺴﻭﻕ ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﺨﺹ ﻓـﻲ ﻀـﺭﺏ
ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﺍل .ﻭﻻ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺇﻻ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻷﻨﻪ ﻟﻠﻨﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺇﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﻋﻠـﻰ ﻓـﺘﺢ )ﻭﻻ
ﺠﺩﺍلَ( ﻴﻘﻭﻱ ﻓﺘﺢ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﻋﻤﻭﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﻲ ﻜﻠﻪ ،ﻓﻲ ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ،
ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺭﻓﻊ ،ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻊ )ﻻ( .ﻭﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻟﻌﻤﻭﻤﻪ ،ﻭﻹﺠﻤﺎﻉ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺀ ﻋﻠﻴـﻪ،
ﻭﻻﺘﻔﺎﻕ ﺃﻭل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻊ ﺁﺨﺭﻩ").(3
ﻭﺠﻤﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺭﻓﺙ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻉ ﻭﻤﻘﺩﻤﺎﺘﻪ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ
ﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻔﺴﻭﻕ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ ﻭﺍﻵﺜﺎﻡ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺠﺩﺍل ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻭﻤﺎﺕ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﻗﻊ ﻭﺃﺜﺭ ﺴﻴﺌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺌﻪ ﻟﻔﺭﻴﻀﺔ ﺍﻟﺤﺞ ﻨﻔﺴﻬﺎ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 286/1ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻠﻘـﺭﺍﺀ
ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ – ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ – .291/2
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ – ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ – ، 291/2ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘـﻭﺍﺘﺭﺓ –
ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺎﻟﻡ ﻤﺤﻴﺴﻥ – .47/1
) (3ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 286/1ﻭﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠـﺔ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ .94
119
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻓﹶﺎﺫﹾﻜﹸﺭﻭﺍ ﺍ َﷲ ﻜﹶﺫِﻜﹾﺭِﻜﹸﻡ ﺁَﺒﺎﺀﻜﹸﻡ.(
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻓﻲ )ﻜﺫﻜﺭﻜﻡ( ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻨﻌﺕ ﻟﻤﻔﻌﻭل ﻤﻁﻠﻕ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻓﺎﺫﻜﺭﻭﺍ ﺍﷲ ﺫﻜﺭﺍ ﻤﺜل ﺫﻜﺭﻜﻡ ﺁﺒﺎﺀﻜﻡ.
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻴﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻭﻜﻴﻔﻴﺘﻪ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻔﻌﻠﻭﻨـﻪ ﻓـﻲ
ﻤﻨﻰ ﻤﻥ ﺫﻜﺭﻫﻡ ﻵﺒﺎﺌﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺨﺭ ﺒﺄﻨﺴﺎﺒﻬﻡ ﻭﺘﻌﺩﺍﺩ ﻓﻀﺎﺌﻠﻬﻡ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﻓﺎﺫﻜﺭﻭﺍ ﺍﷲ ﻤﺸﺒﻬﻴﻥ ﺫﻜﺭﻜﻡ ﺁﺒﺎﺀﻜﻡ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻓﺎﺫﻜﺭﻭﺍ ﺍﷲ ﻜﺫﻜﺭﻜﻡ ﺁﺒﺎﺀﻜﻡ ﺃﻭ ﻜﺫﻜﺭ ﺃﺸﺩ ﺫﻜﺭﺍ ﻤﻨﻪ ﻭﺃﺒﻠﻎ).(5
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﻓﻌل ﻤﻀﻤﺭ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺃﻭ ﺍﺫﻜﺭﻭﻩ ﺃﺸﺩ ﺫﻜﺭﺍ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 297/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 337/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .90/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – ، 164/1ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨـﻭﻴﺭ – ﺍﺒـﻥ ﻋﺎﺸـﻭﺭ –
.145/2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .90/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 297/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟـﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒـﻲ –
، 338/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .90/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – .488/1
120
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺭﺠﺤﻪ ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﻭﻀﻌﻑ ﻏﻴﺭﻩ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ..." :ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺫﻫﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ
ﺃﻨﻬﻡ ﺃﻤﺭﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﻴﺫﻜﺭﻭﺍ ﺍﷲ ﺫﻜﺭﺍ ﻴﻤﺎﺜل ﺫﻜﺭ ﺁﺒﺎﺌﻬﻡ ﺃﻭ ﺃﺸﺩ ،ﻭﻗﺩ ﺴﺎﻍ ﻟﻨﺎ ﺤﻤل ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻀﺢ ﺫﻫﻠﻭﺍ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ :ﺃﺸﺩ ﻤﻨﺼﻭﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻭﻫﻭ ﻨﻌﺕ ﻟﻘﻭﻟﻪ:
ﺫﻜﺭﺍﹰ ﻟﻭ ﺘﺄﺨﺭ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻨﺘﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻜﻘﻭﻟﻬﻡ :ﻟﻤﻴﺔ ﻤﻭﺤﺸﹰﺎ ﻁﻠلُ ...ﻓﻠﻭ ﺘﺄﺨﺭ ﻟﻜﺎﻥ ،ﻟﻤﻴﺔ
ﻁﻠلٌ ﻤﻭﺤﺵﹲ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻟﻭ ﺘﺄﺨﺭ ﻫﺫﺍ ﻟﻜﺎﻥ :ﺃﻭ ﺫﻜﺭﺍﹰ ﺃﺸﺩ ،ﻴﻌﻨﻲ :ﻤﻥ ﺫﻜﺭﻜﻡ ﺁﺒﺎﺀﻜﻡ.(1)"...
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻌﻁﻑ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﺤﺴﻥ ﺘﺄﺨﺭ )ﺫﻜﺭﺍ( ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻟﻔﺎﺼﻠﺔ ﻭﻟـﺯﻭﺍل ﻗﻠـﻕ
ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﺇﺫ ﻟﻭ ﻗﺩﻡ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ :ﻓﺎﺫﻜﺭﻭﺍ ﺍﷲ ﻜﺫﻜﺭﻜﻡ ﺁﺒﺎﺀﻜﻡ ،ﺃﻭ ﺍﺫﻜﺭﻭﺍ ﺫﻜـﺭﺍ ﺃﺸـﺩ ،ﻭﻓﻴـﻪ ﺃﻥ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﺎل ﺃﻭ ﺃﺸﺩ ﺒﺩﻭﻥ )ﺫﻜﺭﺍ( ﺒﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻁﻭﻓﹰﺎ ﻋﻠﻰ )ﻜـﺫﻜﺭﻜﻡ( ﺼـﻔﺔ
ﻟﻠﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﻘﺩﺭ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭﻑ ﺒﺎﻷﺸﺩﻴﺔ ﻻ ﻁﻠﺒﻪ ﺤﺎل ﺍﻷﺸﺩﻴﺔ").(2
ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻗﺩ ﺃﻤﺭﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﻴﺒﺎﻟﻐﻭﺍ ﻓﻲ ﺫﻜﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻌـﺩ
ﻗﻀﺎﺌﻬﻡ ﻟﻤﻨﺎﺴﻙ ﺍﻟﺤﺞ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ )ﻜﻡ( ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻤﻴﺔ .ﻭﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻼ
ﻴﻌﻤل ﻓﻴﻪ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻜﻡ( ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﺜﺎﻨﻴﺎ ﻟﻠﻔﻌل )ﺴلْ( ،ﺒـل ﻫـﻲ
ﻤﻔﻌﻭل ﺜﺎﻥٍ ﻟﻠﻔﻌل )ﺁﺘﻴﻨﺎ( ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻷﻭل ﻫﻭ )ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل(.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﺴﺄﻟﻬﻡ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – –rﻋﻥ ﻋﺩﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺍﺕ ﻭﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺃﻅﻬﺭﻫﺎ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﻤﻭﺴﻰ –.-u
121
ﻭﻗﺩﺭ ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﺃﻋﺸﺭﻴﻥ ﺁﻴﺔﹰ ﺃﻋﻁﻴﻨﺎﻫﻡ؟").(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ )ﻜﻡ( ﺨﺒﺭﻴﺔ؛ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺍﺕ ﻭﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻕ ﻤﻭﺴـﻰ
– .-uﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻜﻡ ﺁﺘﻴﻨﺎﻫﻤﻭﻫﺎ ﺃﻭ ﺁﺘﻴﻨﺎﻫﻡ ﺇﻴﺎﻫﺎ.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل :ﺴلْ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – –rﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل –ﻤﻭﺒﺨﹰﺎ ﺇﻴﺎﻫﻡ– ﻜﻡ ﺭﺃﻭﺍ ﺒﺄﻡ ﺃﻋﻴـﻨﻬﻡ
ﻤﻥ ﻤﻌﺠﺯﺍﺕ ﺒﺎﻫﺭﺍﺕ ﺃﺠﺭﺍﻫﺎ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﻤﻭﺴﻰ – -uﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻗﻪ ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻜﻔﺭﻭﺍ
ﻭﺠﺤﺩﻭﺍ.
ﻭﻨﺤﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎل ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ" :ﻭ)ﻜﻡ( ﺇﻤﺎ ﺨﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻭل ﻋﻨﻪ ﻤﺤﺫﻭﻑ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠـﺔ ﺍﺒﺘﺩﺍﺌﻴـﺔ ﻻ
ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻤﺒﻴﻨﺔ ﻻﺴﺘﺤﻘﺎﻗﻬﻡ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﻊ ﻜﺄﻨﻪ ﻗﻴل :ﺴل ﺒﻨـﻲ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻋـﻥ ﻁﻐﻴـﺎﻨﻬﻡ
ﻭﺠﺤﻭﺩﻫﻡ ﻟﻠﺤﻕ ﺒﻌﺩ ﻭﻀﻭﺤﻪ ﻓﻘﺩ ﺁﺘﻴﻨﺎﻫﻡ ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺒﻴﻨﺔ.(2)"...
ِ أﻣﺔ َ ِ َ ً
وﻣﻨ ِ َ
ْﺬرﻳﻦ ﱠﺒﻴﲔ ُ َ ﱢ ِ َ
ﻣﺒﴩﻳﻦ َ ُ ﻓﺒﻌﺚ اﷲُ اﻟﻨ ِ ﱢ َ واﺣﺪة َ َ َ َ ﱠﺎس ُ ﱠ ً ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺘﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :
ﻛﺎن اﻟﻨ ُ
ِ ﻓﻴﻪ ِوﻣﺎ ْ َ َ ِ ِ اﺧﺘﻠﻔﻮا ِ ﻟﻴﺤﻜﻢ ﺑﲔ َاﻟﻨﱠﺎس ِ ِ ِ ِ
أوﺗﻮه اﺧﺘﻠﻒ َ ﻓﻴﻪ ِ ﱠإﻻ ﱠ َ
اﻟﺬﻳﻦ ُ ُ ُ َ َ ﻓﻴﲈ َ ْ َ َ ُ ﺑﺎﳊﻖ ﱢ َ َ ْ ُ َ َ ْ اﻟﻜﺘﺎب َ َ ِ وأﻧﺰلَ ْ َ َ َ
ﻣﻌﻬﻢ َ ُ ُ َ
ﻣﻦ اﳊﻖ ﱢ ِ ِ ْ ِ ِ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻴﻪ ِ ِ ِ
اﻟﺬﻳﻦ َآﻣﻨَ َُﻮا ﳌﺎ َِ ْ َ َ ُ
ﻓﻬﺪىﷲُ ﱠ ِ َﻬﻢ َ َ َ ا ِﻣﻦ ِ
ﺑﺈذﻧﻪ َواﷲُ َ َ َﺎت َ ْ ً
ﺑﻐﻴﺎ َ ْﺑﻴﻨ ُ ْ اﻟﺒﻴﻨ ُ
ﺟﺎءﲥﻢ َ ﱢ
ﺑﻌﺪ َﻣﺎ َ َ ْ ُ ُْ َْ
ﴏاط ُ ْ َ ِ ٍ
ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة{213: ﻳﺸﺎء ِ َإﱃ ِ ٍ
َ ﻣﻦ َ َ ُ
ِ
َ ْﳞﺪي َ ْ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ )ﻟِﻴﺤﻜﹶﻡ (ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻜﺎﻑ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻟِﻴﺤﻜﹸﻡ (ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻀﻡ ﺍﻟﻜﺎﻑ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺃﺒﻲ ﺠﻌﻔﺭ )ﻟِﻴﺤﻜﹶﻡ (ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﺃﻭ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ .ﻭﻫﻲ ﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﺘـﻲ
ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﷲ – -Iﺃﻨﺯل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﻟﻴﺤﻜﻡ ﺒﻬﺎ ﻭﻴﻘﻀﻰ ﺒﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻤـﻥ ﻗِﺒـل
ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻫﻡ ﻤﻥ ﻜل ﺤﺎﻜﻡ ﻤﺴﻠﻡ.
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﺃﻨﺯل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﻟﻴﺤﻜﻡ ﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺒﻴﻭﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﻴﻘﻀﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
122
ﻭﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﻘﻭل:
ﺃﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﻭﺤﺫﻑ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺃﺒﻲ ﺠﻌﻔﺭ ﻴﻔﻴﺩ ﻋﻤﻭﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﻜل ﺤﺎﻜﻡ
ﻤﺴﻠﻡ .ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻠﻔﺎﻋل ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ :ﻟﻴﺤﻜﹸﻡ ﻜلُ ﻨﺒﻲ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺘﻲ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ )ﺤﺘﻰ( ﻗﺩ ﺘﻌﻤل ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ،ﻤﻌﻨـﻰ
ﺨﺎﺹ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﻻ ﺘﻌﻤل ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺨﺎﺹ ﺒﻬﺎ ﺃﻴﻀﺎ.
ﻓﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ )ﻴﻘﻭلُ( ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ )ﺤﺘﻰ( ﻏﻴﺭ ﻋﺎﻤﻠﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻻ ﺘﻌﻤل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻴﻬـﺎ ﺩﺍﻻﹰ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺤﺎل .ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌﻼﻥ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻗﺩ ﻤﻀﻴﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ .ﻭﻤﺜﺎل ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ ﺘﻘـﻭل:
ﺴِﺭﺕﹸ ﺤﺘﻰ ﺃﺩﺨﻠﹸﻬﺎ ،ﺃﻱ ﺴِﺭﺕﹸ ﻓﺩﺨﻠﹾﺕﹸ ،ﻓﺎﻟﺩﺨﻭل ﻤﺘﺼل ﺒﺎﻟﺴﻴﺭ ،ﻭﺍﻟﻔﻌﻼﻥ ﻗﺩ ﻤﻀﻴﺎ ،ﻓﺤﻜﻲ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻤﺎ ﻤﻀﻰ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺎﻻﹰ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻴﺔ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ :ﻭﺯﻟﺯﻟﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻤﻀﻰ ﺤﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭلَ ﻴﻘـﻭلُ :ﻤﺘـﻰ ﻨـﺼﺭ ﺍﷲ.
ﻓﺤﻜﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺭﺴﻭل – –rﻓﻴﻤﺎ ﻤﻀﻰ).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺘﺤﺎﻑ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ – ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺩﻤﻴﺎﻁﻲ – .436/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 171/2ﻭﻏﻴﺙ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺴﻲ
– ﺹ .56
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 290/1ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ
ﻟﻠﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ – ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ – ، 306/2ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ .69
123
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﺈﻥ )ﺤﺘﻰ( ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺎﺌﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺇﻟﻰ ﺃﻥ( ﻓﻨﺼﺒﺕ ﺍﻟﻔﻌـل ﺍﻟـﺫﻱ ﺒﻌـﺩﻫﺎ.
ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﺯﻟﺯﻟﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل – : –rﻤﺘﻰ ﻨﺼﺭ ﺍﷲ؟ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻗﻭل ﺍﻟﺭﺴـﻭل ––r
ﻏﺎﻴﺔﹰ ﻟﺨﻭﻑ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ،ﺃﻱ ﺇﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﺯﺍﻟﻭﺍ ﺨﺎﺌﻔﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل – :–rﻤﺘﻰ ﻨﺼﺭ ﺍﷲ).(1
ﻗﺎل ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ" :ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﻓﺨﺒﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺱٍ ﺤلّ ﺒﻤﻥ ﺘﻘـﺩﻡ ﻤـﻥ
ﺍﻷﻤﻡ ﺒﺤﻠﻭل ﻤﺜﻠﻪ ﺒﺎﻟﻤﺨﺎﻁﹶﺒﻴﻥ ﻭﻗﺕ ﻨﺯﻭل ﺍﻵﻴﺔ ،ﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل )ﻴﻘﻭل( ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻗﻭلَ ﺭﺴﻭل ﺃﻤـﺔ
ﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﺃﻱ ﺯﻟﺯﻟﻭﺍ ﺤﺘﻰ ﻴﻘﻭل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻤﺯﻟﹾﺯﻟﻴﻥ ﻓـ )ﺃل( ﻟﻠﻌﻬﺩ ،ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻴﻘﻭل ﻜل ﺭﺴـﻭل ﻷﻤـﺔ
ﺴﺒﻘﺕ ﻓﺘﻜﻭﻥ )ﺃل( ﻟﻼﺴﺘﻐﺭﺍﻕ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺤﻜﻴﺎ ﺒﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻓﻴﺭﻓﻊ ﺒﻌﺩ )ﺤﺘـﻰ(؛ ﻷﻥ
ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﺤﺎل ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﻓﻭﻋﺎ ،ﻭﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﻔﻌل ﻗﺭﺃ ﻨﺎﻓﻊ ،ﻭﺠﺎﺯ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺒـﺭ ﻗـﻭل ﺭﺴـﻭل
ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺒﻴﻥ – –rﻓـ )ﺃل( ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻌﻬﺩ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﺯﻟﺯﻟﻭﺍ ﻭﺘﹸﺯﻟﺯﻟﻭﻥ ﻤﺜﻠﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﻘـﻭلَ ﺍﻟﺭﺴـﻭل،
ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻨﺼﻭﺒﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻟﹶﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻭﻗﺘﺌﺫٍ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻗﺭﺃ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌـﺸﺭﺓ ،ﻓﻘـﺭﺍﺀﺓ ﻨـﺎﻓﻊ ﺃﻨـﺴﺏ
ﺒﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﺃﻨﺴﺏ ﺒﺎﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﻭﻕ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﺒﻜﻠﺘﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻴﺤـﺼل ﻜـﻼ
ﺍﻟﻐﺭﻀﻴﻥ").(2
ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻓﻘﺎل " :ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ
ﺃﻥ ﺍﻻﺒﺘﻼﺀ ﺴﻨﺔ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﺃﻥ ﺃﺸﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺒﺘﻼﺀ ﻫﻡ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻜﻤﺎ ﺃﺨﺒﺭ ﺒـﺫﻟﻙ ﺭﺴـﻭل ﺍﷲ –r-
ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺒﺘﻼﺀ ﻗـﺩ ﻴـﺴﺘﻤﺭ )( 3
ﺤﻴﺙ ﻗﺎل) :ﺨﺹ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺒﺎﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺜﻡ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺜﻡ ﺍﻷﻤﺜل ﻓﺎﻷﻤﺜل(
ﺤﺘﻰ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺒﻲ –r-ﺭﺒﻪ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺘﻨﺒﻴﻪ ﻟﻠﻤﺒﺘﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺘـﻭﺍ ﻭﻴـﺼﺒﺭﻭﺍ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ ﻓﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﻨﺒﻴﻨﺎ –r-ﻭﺇﺨﻭﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺍﻷﺴﻭﺓ ﺍﻟﺤـﺴﻨﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺼﺒﺭ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺸﺩﺍﺌﺩ").(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 290/1ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ
ﻟﻠﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ – ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ – ، 306/2ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ .69
) (2ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – .316/2
ﺴﺒﻕ ﺘﺨﺭﻴﺠﻪ ﺹ .65 )( 3
) (4ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ – ﺹ .136
124
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺒﺘﺩﺃ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻤﺘﻰ ﻴﺄﺘﻲ ﻨﺼﺭ ﺍﷲ ،ﺃﻭ ﻤﺘﻰ ﻴﻘﻊ ﻨﺼﺭ ﺍﷲ .ﻭﻗﻭﻟﹸﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﻁﻠﺒﺎ ﻟﻠﻨﺼﺭ
ﻭﺘﻤﻨﻴﺎ ﻟﻪ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﺒﻁﺎﺌﻬﻡ ﺇﻴﺎﻩ).(2
ﻗﺎل ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻨﻴﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ) " :ﺤﺘﻰ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨـﻭﺍ ﻤﻌـﻪ( ﻟﺘﻨـﺎﻫﻲ
ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻭﺍﺴﺘﻁﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﺓ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺘﻘﻁﻌﺕ ﺤﺒﺎل ﺍﻟﺼﺒﺭ) ،ﻤﺘﻰ( ﻴﺄﺘﻲ )ﻨﺼﺭ ﺍﷲ( ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻋﺩﻨﺎﻩ ﺍﺴـﺘﻁﺎﻟﺔ
ﻟﺘﺄﺨﺭﻩ ،ﻓﺄﺠﻴﺒﻭﺍ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﷲ )ﺃﻻ ﺇﻥ ﻨﺼﺭ ﺍﷲ ﻗﺭﻴﺏ( ﺇﺘﻴﺎﻨﻪ .ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻔﻭﺯ ﺒﺎﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﻋﻨﺩﻩ ﺒﺭﻓﺽ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻭﺍﻟﻠﺫﺍﺕ ﻭﻤﻜﺎﺒﺩﺓ ﺍﻟﺸﺩﺍﺌﺩ ﻭﺍﻟﺭﻴﺎﻀﺎﺕ ،ﻜﻤـﺎ ﻗـﺎل
–) :–rﺤﻔﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﺭﻩ ﻭﺤﻔﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺒﺎﻟﺸﻬﻭﺍﺕ().(4)" (3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ )ﻤﺘﻰ( ﺨﺒﺭﺍ ﻤﻘﺩﻤﺎ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻨﺼﺭ ﺍﷲ ﻤﺘﻰ؟ ﻭﻜﺄﻥ ﻓﻲ
ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺀ ﺒﻪ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻓﻠﺫﻟﻙ ﺒﺩﺃﻭﺍ ﺒﻪ ،ﻓﻬﻡ ﻴﻨﺘﻅﺭﻭﻥ ﻨﺼﺭ
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻋﺩﻫﻡ ﺇﻴﺎﻩ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭﺍ ﺸﺩﻴﺩﺍ.
واﳌﻴﴪ ُ ْ ِ
اﳋﻤﺮ َ َ ْ ِ ِ
ﻓﻴﻬﲈ ِ ْ ٌ
إﺛﻢ َ ِ ٌ
ﻛﺒﲑ ﻗﻞ ِ َ ﻋﻦ َ ْ ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ُ َ ْ َ ] :
ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ َ ِ
ﻳﺒﲔ اﷲُ َ ُ ُ
ﻟﻜﻢ اﻟﻌﻔﻮ َ َ ِ َ
ﻛﺬﻟﻚ ُ َ ﱢ ُ ﻗﻞ َ ْ َ ﻣﺎذا ُﻳﻨ ِ ُ َ
ْﻔﻘﻮن ُ ِ وﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ َ َ ِ
ﻣﻦ َ ْ ِ َ
ﻧﻔﻌﻬﲈ َ َ ْ َ ُ َ َ وإﺛﻤﻬﲈ َ ْ ِ
أﻛﱪ ْ َﺎﻓﻊ ﻟِﻠﻨ ِ
ﱠﺎس َ ِ ْ ُ ُ َ َ ُ
ِ
وﻣﻨ ُ َ َ
ﻟﻌﻠﻜﻢ َ َ َ ﱠ ُ َ َ ِ
ﺗﺘﻔﻜﺮون [ }اﻟﺒﻘﺮة.{219: اﻵﻳﺎت َ َ ﱠ ُ ْ
َ
ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋـﺭﺍﺏ ،ﺍﻷﻭل ﻓـﻲ ﺍﺨـﺘﻼﻑ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ.
125
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻴﺴﺄﻟﻭﻨﻙ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺇﻥ )ﻤﺎﺫﺍ( ﺘﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﺍﺴﻡ ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻤﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭ )ﺫﺍ( ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ
ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ )ﻤﺎﺫﺍ( ﺍﺴﻡ ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻤﻘﺩﻡ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺴﺄﻟﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻔﻘﻭﻨﻪ ،ﺃﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺴـﺄﻟﻭﺍ:
ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻔﻘﻭﻨﻪ؟ ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﻤﻠﺔ )ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ( ﺼﻠﺔ )ﺫﺍ( ﻭﻤﺤﺫﻭﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺌﺩ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﻴﺴﺄﻟﻭﻨﻙ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ؟).(3
ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ ﻭﺍﻀﺢ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ ﻴﻌﻠﻤـﻭﻥ ﺍﻟـﺸﻲﺀ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺴﻴﻨﻔﻘﻭﻨﻪ ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﺴﺄﻟﻭﺍ ﻋﻥ ﻭﺠﻪ ﺇﻨﻔﺎﻗﻪ ﻓﺄﺠﺎﺒﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺭﻓﻭﻨﻪ ﻓﻴـﻪ).(4
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻔﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻴﺴﺄﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻨﹾﻔﹶﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺇﻨﻔﺎﻗﻪ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋـﺭﺍﺏ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻊ ﺍﻷﻭل )ﻤـﺎﺫﺍ
ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ( .ﻓﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﺒﻲ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﺠﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ )ﻤﺎﺫﺍ( ﻫﻭ ﺍﺴﻡ ﺍﺴـﺘﻔﻬﺎﻡ ﻤﺭﻜـﺏ ﻤـﻥ
ﻜﻠﻤﺘﻴﻥ) :ﻤﺎ( ﻭ)ﺫﺍ( .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ )ﻗل ﺍﻟﻌﻔﻭ ،(ﺃﻱ :ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻨﻔﻘﻭﻨﻪ ﺍﻟﻌﻔﻭ .ﻓﺄﺸﺎﺭﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺀﺓ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﺴﻤﻴﺔ ﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 306/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 409/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – . 95/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 287/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .328/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .448/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 287/1ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – .172/2
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .171/2
126
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ )ﻤﺎﺫﺍ( ﻫﻭ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﺴﻡ ﻭﺍﺤـﺩ .ﻭﺘﻘـﺩﻴﺭ
ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻴﺴﺄﻟﻭﻨﻙ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ؟ ﻗل :ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ .ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺏ )ﺍﻟﻌﻔﻭ (ﺒﻔﻌل ﻤﻘـﺩﺭ ﺩل ﻋﻠﻴـﻪ
ﺍﻟﻔﻌل )ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ( ﺍﻷﻭل .ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟﺘﺠﺩﺩ ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻨﺤﻭﻴﺔ ،ﻓﻬﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺘﺎﻥ ﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺘﺎﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻜل ﻗﺭﺍﺀﺓ
ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﺤﻤﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ )ﻤﺎﺫﺍ().(1
ﲡﻌﻠـﻮا اﷲَ ُ َ ً ِ ِ
ﺗـﱪوا َ َ ﱠ ُ
وﺗﺘﻘـﻮا أن َ َ ﱡ ﻋﺮﺿـﺔ َ ْ َ ُ ْ
ﻷﻳﲈﻧﻜـﻢ َ ْ ْ وﻻ َ ْ َ ُ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰَ َ ] :
ﻋﻠﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة.{224: ِ ِ ﺑﲔ اﻟﻨ ِ ِ
ﺳﻤﻴﻊ َ ٌ
ﱠﺎس َواﷲُ َ ٌ وﺗﺼﻠﺤﻮا َ ْ َ
َُ ْ ُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻤﺤل ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل )ﺃﻥ ﺘﺒﺭﻭﺍ( ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﺤﺘﻤل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭﺠﻪ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻔﻌﻭل ﻷﺠﻠﻪ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺤﺭﻑ ﺍﻟﺠﺭ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺃﻥ ﺘﺒﺭﻭﺍ ﻭﺘﺘﻘﻭﺍ ﻭﺘﺼﻠﺤﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺨﻴﺭ ﻟﻜـﻡ ﻤـﻥ ﺃﻥ ﺘﺠﻌﻠـﻭﻩ
ﻋﺭﻀﺔﹰ ﻷﻴﻤﺎﻨﻜﻡ .ﺃﻭ :ﺒﺭﻜﻡ ﺃﻭﻟﻰ ،ﺃﻭ :ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺃﻤﺜل).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ .ﻓﻘﻴل :ﺇﺭﺍﺩﺓﹶ ﺃﻥ ﺘﺒﺭﻭﺍ .ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ" :ﻓﻘﻭﻟـﻪ) :ﺃﻥ
ﺘﺒﺭﻭﺍ( ﺃﻱ ﺇﺭﺍﺩﺓﹶ ﺃﻥ ﺘﺒﺭﻭﺍ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻨﻤﺎ ﻨﻬﻴﺘﻜﻡ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻭﻗﻲ ﺫﻟﻙ ﻤـﻥ ﺍﻟﺒـﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘـﻭﻯ
ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ ،ﻓﺘﻜﻭﻨﻭﻥ ﻴﺎ ﻤﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺭﺭﺓ ﺃﺘﻘﻴﺎﺀ ﻤﺼﻠﺤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻏﻴﺭ ﻤﻔﺴﺩﻴﻥ").(4
ﻭﻗﻴل :ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻜﺭﺍﻫﺔﹶ ﺃﻥ ﺘﺒﺭﻭﺍ ،ﺃﻭ ﻟﺌﻼ ﺘﺒﺭﻭﺍ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻻ ﺘﺠﻌﻠﻭﺍ ﺍﷲ ﻋﺭﻀﺔﹰ ﻷﻴﻤﺎﻨﻜﻡ ﻜﺭﺍﻫـﺔﹶ
ﺃﻥ ﺘﺒﺭﻭﺍ ﻭﺘﺘﻘﻭﺍ ﻭﺘﺼﻠﺤﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﺃﻱ ﻻ ﺘﺠﻌﻠﻭﺍ ﺃﻴﻤﺎﻨﻜﻡ ﻤﺎﻨﻌﺔﹰ ﻭﺤﺎﺌﻠﺔﹰ ﻋﻥ ﻓﻌل ﺍﻟﺒﺭ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 292/1ﻭﺍﻟﺤﺠـﺔ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ -ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 96ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ -ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ،134ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ –
ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ – . 316/2
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 311/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 425/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .97/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 492/2ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – .78/3
) (4ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ، 75/6ﻭﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – .189/2
127
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻭﻻ ﺘﺠﻌﻠﻭﺍ ﺍﷲ ﻋﺭﻀﺔ ﻷﻴﻤﺎﻨﻜﻡ ﺃﻭ ﻹِﻗﹾﺴﺎﻤِﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺒﺭﻭﺍ.
ﻗﺎل ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ..." :ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ) :ﻹﻗﺴﺎﻤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺒﺭﻭﺍ( ﻓــ )ﻋﻠـﻰ( ﻤﺘﻌﻠـﻕ ﺒﺈﻗﹾـﺴﺎﻤﻜﻡ،
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﻻ ﺘﺠﻌﻠﻭﺍ ﺍﷲ ﻤﻌﺭﻀﺎ ﻭﻤﺘﹶﺒﺩﻻﹰ ﻹﻗﺴﺎﻤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘـﻭﻯ ﻭﺍﻹﺼـﻼﺡ ﺍﻟﺘـﻲ ﻫـﻲ
ﺃﻭﺼﺎﻑ ﺠﻤﻴﻠﺔ ﺨﻭﻓﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻨﺙ ،ﻓﻜﻴﻑ ﺒﺎﻹﻗﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﺒﺭ ﻭﻻ ﺘﻘﻭﻯ!!!").(1
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺭﺠﺤﻪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻭﻀﻌﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﺒﺤﺠﺔ ﺃﻨﻪ ﻴـﺅﺩﻱ ﺇﻟـﻰ ﺍﻨﻘﻁـﺎﻉ
ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﺃﻥ ﺘﺒﺭﻭﺍ( ﻋﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ .ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻫﻭ ﺘﻌﻠﻘﻬﺎ ﺒﻬﺎ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﺃﻭ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ،ﻭﺤﺠﺔ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ
ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ) :ﻓﺈﻥ ﺨﻔﺘﻡ( ﺤﻴﺙ ﺠﻌل ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ .ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻫﻭ ﺍﻟﺯﻭﺠﺎﻥ
ﻟﻘﺎل :ﻓﺈﻥ ﺨﺎﻓﺎ .ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻤﺤﺫﻭﻑ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﺍﻟﻭﻻﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻡ).(4
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻟﻠﻔﺎﻋل ،ﻭﺍﻟﻔﺎﻋل ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺯﻭﺠﺎﻥ ،ﺃﻱ :ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺨﺎﻑ
ﺍﻟﺯﻭﺠﺎﻥ .ﻗﺎل ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ...":ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻴﻅﻥ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﺃﻻ ﻴﻘﻴﻤﺎ ﺤﻕ
ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻟﺼﺎﺤﺒﻪ ﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﺭﺍﻫﺔ ﻴﻌﺘﻘﺩﻫﺎ ،ﻓﻼ ﺤﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺃﻥ ﺘﻔﺘﺩﻱ ﻭﻻ
128
ﺤﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺃﻥ ﻴﺄﺨﺫ .ﻭﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻟﻠﺯﻭﺠﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ )ﺃﻥ ﻴﺨﺎﻓﺎ( ﻟﻬﻤﺎ ﻭ )ﺃﻻ ﻴﻘﻴﻤﺎ(
ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ").(1
ﺣﻮﻟﲔ َ ِ َ ِ ِ
أوﻻدﻫﻦ َ ْ َ ْ ِ ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ َ ِ َ َ ] :
ﻛﺎﻣﻠﲔ َ ْ
ﳌﻦ ْ ﻳﺮﺿﻌﻦ َ ْ َ َ ُ ﱠ
واﻟﻮاﻟﺪات ُ ْ ْ َ
ﻧﻔﺲ ِ ﱠإﻻ ُ ْ َ َ
وﺳﻌﻬﺎ َﻻ ﺮوف ِﻻ َ ُ َ ﱠ
ﺗﻜﻠﻒ ُ َ ْ ٌ وﻛﺴﻮﲥﻦ ِ َ ْ
ﺑﺎﳌﻌ ُ
ِ
رزﻗﻬﻦ َ ْ َ ُ ُ ﱠ
وﻋﲆ َ ُ ِ
اﳌﻮﻟﻮد َ ُﻟﻪ ِ ْ ُ ُ ﱠ ﻳﺘﻢ ﱠ َ َ َ
اﻟﺮﺿﺎﻋﺔ َ َ َ ْ
َأراد َ ْ ِ
أن ُ ﱠ َ َ
ﻣﻮﻟﻮد َﻟﻪ ِ َ ِ ِ ﺗﻀﺎر ِ َ ٌ ِ
ﺑﻮﻟﺪه } [ ...اﻟﺒﻘﺮة.{233: وﻻ َ ْ ُ ٌ ُ َ واﻟﺪة ِ َ َ َ
ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ َ َ ُ َ ﱠ َ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺎﻥ )ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ() :ﻻ ﺘﻀﺎﺭ (ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﺭﺍﺀ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻻ ﺘﻀﺎﺭ (ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺭﺍﺀ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻻ ﺘﻜﻠﻑ ﻨﻔﺱ ﺇﻻ ﻭﺴﻌﻬﺎ( ،ﻭﻫﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ
ﺍﻟﻨﻬﻲ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﺍﻟﻤﺤﺽ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻜﻼ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻓﺎﻟﻔﻌل )ﻻ ﺘﻀﺎﺭ( ﺃﺼﻠﻪ )ﻻ ﺘﻀﺎﺭﺭ( ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺭﺍﺀﺍﻥ ﺃﺩﻏﻤﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻓﺘﺤﺕ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻜﻨﻴﻥ) .(3ﻭﻫﻭ ﻴﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻟﻠﻔﺎﻋل ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻤﻌـﺎ ﻓـﻲ
ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ .ﻓﻔﻲ ﺒﻨﺎﺀﻩ ﻟﻠﻔﺎﻋل )ﻻ ﺘﻀﺎﺭِﺭ (ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻻ ﺘﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﺩﺓﹲ ﻭﺍﻟﺩﺍ ﺒﺴﺒﺏ ﻭﻟﺩﻫﺎ .ﻭﻓـﻲ
ﺒﻨﺎﺌﻪ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل )ﻻ ﺘﻀﺎﺭﺭ (ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻻ ﻴﻠﺤﻕ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻵﺨﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻭﻟﺩ.
ﻗﺎل ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ..." :ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭﺓ ﻤﻔﺎﻋﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻋﻠﺔ ﺇﻤـﺎ ﻤﻘـﺼﻭﺩﺓ
ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺃﻱ ﻻ ﺘﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﺩﺓﹲ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﻭﻟﺩﻫﺎ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﺘﻌﻨﻑ ﺒﻪ ﻭﺘﻁﻠـﺏ ﻤـﺎ ﻟـﻴﺱ
ﺒﻌﺩل ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺯﻕ ﻭﺍﻟﻜﺴﻭﺓ ﻭﺃﻥ ﺘﺸﻐل ﻗﻠﺒﻪ ﺒﺎﻟﺘﻔﺭﻴﻁ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻭﺃﻥ ﺘﻘﻭل ﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﺍﻟـﺼﺒﻲ
ﺃﻁﻠﺏ ﻟﻪ ﻅﺌﺭﺍ) (4ﻤﺜﻼﹰ ،ﻭﻻ ﻴﻀﺎﺭ ﻤﻭﻟﻭﺩ ﻟﻪ ﺍﻤﺭﺃﺘﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﻭﻟﺩﻩ ﺒﺄﻥ ﻴﻤﻨﻌﻬﺎ ﺸﻴﺌًﺎ ﻤﻤﺎ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ
) (1ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ،107/3ﻭﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ
ﻁﺎﻟﺏ – .295/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 171/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .50
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﺭﻭﻴﺵ – ، 347/1ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ
– ﺹ ، 97ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .136
) (4ﺍﻟﻅﺌﺭ :ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺭﻀﻌﺔ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ( – ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ﺹ .403
129
ﻤﻥ ﺭﺯﻗﻬﺎ ﻭﻜﺴﻭﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻴﺄﺨﺫ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺘﺭﻴﺩ ﺇﺭﻀﺎﻋﻪ ﺃﻭ ﻴﻜﺭﻫﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻀﺎﻉ .ﻭﺇﻤـﺎ
ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺼﻭﺩﺓ –ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻔﺎﻋﻠﺔ ،-ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻻ ﻴﻀﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺍﻵﺨﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻭﻟﺩ ...ﻭﻋﻠﻰ ﺘﻘـﺩﻴﺭ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻴﻠﺤﻕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻭﺃﻥ ﻴﻠﺤﻕ ﺍﻟـﻀﺭﺍﺭ
ﺒﺎﻟﺯﻭﺝ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻭﻟﺩ.(1) "...
ﲤﺴﻮﻫﻦ َ ْأو
ﱢﺴﺎء َﻣﺎ َﱂ ْ َ َ ﱡ ُ ﱠ إن َ ﱠ ْ ُ ُ
ﻃﻠﻘﺘﻢ اﻟﻨ َ َ ﻋﻠﻴﻜﻢ ِ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻻ ُﺟﻨ َ
َﺎح َ َ ْ ُ ْ
ِ وﻋﲆ ُ ْ ِ ِ وﻣﺘﻌﻮﻫﻦ َﻋ َﲆ ُ ِ ِ ﳍﻦ َ ِ َ ً َِْ ُ
ﻋﲆ ﺑﺎﳌﻌﺮوف َﺣﻘﺎ َ َ ﻣﺘﺎﻋﺎ ِ َ ْ ُ اﳌﻘﱰ َ َ ُ ُ
ﻗﺪره َ َ ً اﳌﻮﺳﻊ َ َ ُ ُ
ﻗﺪره َ َ َ ﻓﺮﻳﻀﺔ َ َ ﱢ ُ ُ ﱠ ﺗﻔﺮﺿﻮا َ ُ ﱠ
ُ ْ ِ ِ َ
اﳌﺤﺴﻨﲔ[ }اﻟﺒﻘﺮة. {236:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﻤﺘﺎﻋﺎ( ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﻤﺼﺩﺭ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﺃﻱ ﻤﻔﻌﻭل ﻤﻁﻠﻕ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎل ﻤﻨﺼﻭﺏ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ :ﺇﻥ ﻁﻠﻘﺘﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺎﺩﻓﻌﻭﺍ ﻟﻬﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺘﻁﻴﻴﺒﺎ ﻟﺨﺎﻁﺭﻫﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﺤﺎل ﺍﻟﺭﺠل
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭ ﺘﻤﺘﻴﻌﺎ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ :ﻭﻤﺘﻌﻭﻫﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺴﻊ ﻗﺩﺭﻩ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭ ﻗﺩﺭﻩ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺘﺎﻋﺎ).(4
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺎﻻﹰ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﻤﺘﱠﻊ( ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ )ﻓﹶﻌل( ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ
ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ )ﺘﹶﻔﹾﻌِﻴل( ،ﻭﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل )ﺘﹶﻤﺘِﻴﻊ(.
130
أزواﺟﺎ َ ِ ﱠ ً واﻟﺬﻳﻦ َ ﱠ َ ِ ِ
وﺻﻴﺔ وﻳﺬرون َ ْ َ ً
ْﻜﻢ َ َ َ ُ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ ] :ﱠ َ ُ َ ْ
ﻳﺘﻮﻓﻮن ﻣﻨ ُ ْ
ﻓﻌﻠﻦ ِﰲ َ ْ ُ ِ ِ ِ ﻣﺘﺎﻋﺎ ِ َإﱃ ْ ِ ِ ِ
ﻣﻦ
أﻧﻔﺴﻬﻦ ْ
ﱠ ﻋﻠﻴﻜﻢ ِﰲ َﻣﺎ َ َ ْ َ
َﺎح َ َ ْ ُ ْ ﺧﺮﺟﻦ َ َ
ﻓﻼ ُﺟﻨ َ اج َ ِ ْ
ﻓﺈن َ َ ْ َ ﻏﲑ ِ ْ َ
إﺧﺮ ٍ اﳊﻮل َ ْ َ
َ َْ َ ِ ْ
ﻷزواﺟﻬﻢ َ َ ً
ﺣﻜﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة.{240:
ﻣﻌﺮوف واﷲُ َ ِ ٌ ِ
ٍ
ﻋﺰﻳﺰ َ ٌ َ َ ُْ
ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ ،ﻗﺩ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺍﺜﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻭﻓﻭﻥ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻓﻊ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻪ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻪ ﻓﺎﻋل ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻨﻪ ﻨﺎﺌﺏ ﻓﺎﻋل ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻭﻓﻭﻥ ﻤﻨﻜﻡ ﻭﻴﺫﺭﻭﻥ ﺃﺯﻭﺍﺠﺎ ﻴﻭﺼﻭﻥ ﻭﺼﻴﺔﹰ .ﻓﺎﺴﻡ
ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﻭﺼﻭﻥ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ،ﻭﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺼﻠﺔ
ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ؛ ﻷﻥ ﺠﻤﻠﺔ )ﻴﺘﻭﻓﻭﻥ( ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﻴﺫﺭﻭﻥ( ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﻟﻴﻭﺹِ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻭﻓﻭﻥ ﻤﻨﻜﻡ ﻭﻴﺫﺭﻭﻥ ﺃﺯﻭﺍﺠﺎﹰ ﻭﺼﻴﺔ ﻷﺯﻭﺠﻬﻡ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺤﻴﺙ ﻴﻘﺩﺭ ﻓﻴﻪ ﻓﻌل ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻤﻔﻌﻭﻟﻴﻥ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺃُﻟﺯِﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻭﻓﻭﻥ ﻤﻨﻜﻡ
ﻭﻴﺫﺭﻭﻥ ﺃﺯﻭﺍﺠﺎﹰ ﻭﺼﻴﺔ ﻷﺯﻭﺍﺠﻬﻡ).(2
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 322/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
،501/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .101/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
131
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻭﺼﻴﺔﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﻭﺼﻴﺔ( ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﺘﻭﻓﻭﻥ ﻤﻨﻜﻡ ﻭﻴﺫﺭﻭﻥ ﺃﺯﻭﺍﺠﺎ ﻴﻭﺼﻭﻥ ﻭﺼﻴﺔﹰ .ﻓـ )ﻭﺼﻴﺔﹰ( ﻫﻨﺎ ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﻭﺼﻴﺔ( ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﺍﺴﻤﻴﺔ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ:
ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻭﻓﻭﻥ ﻤﻨﻜﻡ ﻭﻴﺫﺭﻭﻥ ﺃﺯﻭﺍﺠﺎ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺼﻴﺔﹲ ﻷﺯﻭﺍﺠﻬﻡ .ﻓـ )ﻭﺼﻴﺔﹲ( ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺅﺨﺭ ﻤﺭﻓﻭﻉ،
ﻭ )ﻋﻠﻴﻬﻡ( ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺤﺫﻭﻑ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻤﻘﺩﻡ).(2
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ ﻜﻠﻤﺔ )ﻭﺼﻴﺔﹲ( ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻨﺎﺌﺏ ﻓﺎﻋل ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﺘﻭﻓﻭﻥ ﻤﻨﻜﻡ ﻭﻴﺫﺭﻭﻥ ﺃﺯﻭﺍﺠﺎﹰ ﻜﹸﺘِﺒﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺼﻴﺔﹲ .ﻭﺃﻀﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻭﺼﻴﺔ( ﻓﺎﻋﻼﹰ
ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻭﺠﺒﺕﹾ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺼﻴﺔﹲ ،ﺃﻭ :ﺤﻘﱠﺕﹾ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺼﻴﺔﹲ.
ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻤﺘﺎﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻭل ﻤﻥ ﻏﻴﺭِ ﺇﺨﺭﺍﺝ) .(4ﻓﻠﻤﺎ ﺤﺫﻑ ﺤـﺭﻑ ﺍﻟﺠـﺭ ﻨـﺼﺒﺕ
)ﻏﻴﺭ( ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺼﺏ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 172/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .51
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 98ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .138
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 323/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 504/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .101/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .157/6
132
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻻ ﺇﺨﺭﺍﺠﺎ .ﺜﻡ ﺠﻌل )ﻏﻴﺭ (ﻤﻭﻀﻊ )ﻻ( ﻓﺄﻋﺭﺒـﺕ ﺒﻤﺜـل ﺇﻋـﺭﺍﺏ ﻤـﺎ
ﺃﻀﻴﻔﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻭ )ﺇﺨﺭﺍﺠﺎ( ﻭﻨﺼﺒﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ).(1
ﻗﺎل ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ..." :ﻭﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺼﺩﺭﺍ ﻤﺅﻜﺩﺍ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ ﺒﺄﻥ ﻴﻤﺘﻌﻥ ﺤﻭﻻﹰ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬـﻥ
ﻻ ﻴﺨﺭﺠﻥ ،ﻓﻜﺄﻨﻪ ﻗﻴل :ﻻ ﻴﺨﺭﺠﻥ ﻏﻴﺭ ﺇﺨﺭﺍﺝ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺘﺄﻜﻴﺩﺍ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻹﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟـﺩﺍل ﻋﻠﻴـﻪ ] َ َ
وﻻ
ﳜﺮﺟﻦ[) (2ﻓﻴﺅﻭل ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻟﻙ :ﻻ ﻴﺨﺭﺠﻥ ﻻ ﻴﺨﺭﺠﻥ.(3) "...
َُْ ْ َ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺒﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﻭﻤﺘﻌﻭﻫﻥ ﺤﻭﻻﹰ ﻏﻴﺭ ﻤﺨﺭِﺠﻴﻥ ﻟﻬﻥ.
ِ
ﻓﻴﻀﺎﻋﻔﻪ َ ُﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ] :ﻣﻦ َذا ﱠ ِ
اﻟﺬي ُ ْ ِ ُ
ﺣﺴﻨًﺎ َ ُ َ َ ُ ﻳﻘﺮض اﷲَ َ ْ ً
ﻗﺮﺿﺎ َ َ َ ْ
وﻳﺒﺴﻂ ِ َ ِ
وإﻟﻴﻪ ُ ْ َ ُ َ أﺿﻌﺎﻓﺎ َ ِ َ ً
ﻛﺜﲑة َواﷲُ َ ْ ِ ُ َْ َ ً
ﺗﺮﺟﻌﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{245: ﻳﻘﺒﺾ َ َ ْ ُ ُ َ ْ
ﺘﺸﺘﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻤﻥ ﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺭﺽ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻱ( ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻨﻌﺕ ﻟـ )ﺫﺍ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺒﺩل ﻟـ )ﺫﺍ().(4
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺭﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻔﻕ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ؟ ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻨﻪ ﻭﺼﻑ ﺍﺴﻡ
ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺨﺒﺭ ﺒﻭﺼﻑ ﺯﺍﺌﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺭﺽ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻗﺭﻀﺎ ﺤﺴﻨﹰﺎ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺒﻘﺼﺩ ﺒﻪ :ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺭﺽ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺭﺽ ﺍﻟﺤﺴﻥ.
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﻩ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻨﻌﺕ؛ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﺯﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺙ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ –U-ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻜﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺸﺨﺼﺎ ﺒﻌﻴﻨﻪ ﻫﻭ
ﺍﻟﻤﻨﻔﻕ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 174/3ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .386/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻁﻼﻕ -ﺍﻵﻴﺔ ).(1 )( 2
133
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﻴﻀﺎﻋﻔﻪ ﻟﻪ(.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﻨﺎﻓﻊ ﻭﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﻭﺤﻤﺯﺓ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ ﻭﺨﻠﻑ )ﻓﻴﻀﺎﻋِﻔﹸﻪ( ﺒﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﻟﻑ ﻗﺒﻠﻬﺎ
ﻤﻊ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻔﺎﺀ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ )ﻓﻴﻀﻌﻔﹸﻪ( ﺒﺘﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﺤﺫﻑ ﺍﻷﻟﻑ ﻤﻊ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻔﺎﺀ.
-3ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻓﻴﻀﻌﻔﹶﻪ( ﺒﺘﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﺤﺫﻑ ﺍﻷﻟﻑ ﻭﻨﺼﺏ ﺍﻟﻔﺎﺀ.
-4ﻗﺭﺃ ﻋﺎﺼﻡ )ﻓﻴﻀﺎﻋِﻔﹶﻪ( ﺒﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﻟﻑ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻭﻨﺼﺏ ﺍﻟﻔﺎﺀ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺴﺄﻟﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ :ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻭﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺭﺃﻴﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻟﻐﺘﺎﻥ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩ).(2
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻥ ﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﺸﺩﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﺠﻌل ﻓﻴﻪ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﻭﻤﺩﺍﻭﻤﺔ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﺯﻴـﺎﺩﺓ ﺍﻟـﻀﻌﻑ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻻ ﻨﻬﺎﻴﺔ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﺨﻔﻑ ﻗﺎل :ﺇﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺴﺭﻉ ﻤﻥ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﻔﻌل ﻜﻤﺎ ﻓـﻲ
ُﻮن[).(4)(3
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ ] :ﻛﻦ ْ َﻓﻴ َﻜ ُ
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﻗﺩ ﻋﻁﻔﻪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻔﻌـل )ﻴﻘـﺭﺽ ،(ﺃﻭ
ﺠﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻓﻬﻭ ﻴﻀﺎﻋﻔﹸﻪ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻨـﺼﺏ ﺠﻌﻠـﻪ ﻤﻨـﺼﻭﺒﺎ ﻋﻠـﻰ ﺠـﻭﺍﺏ
ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺃﻴﻘﺭﺽ ﺍﷲَ ﺃﺤﺩ ﻓﻴﻀﺎﻋﻔﹶﻪ ﻟﻪ؟ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﻴﻀﺎﻋﻔﹶﻪ( ﻤﻨﺼﻭﺏ ﺒــ )ﺃﻥ(
ﻤﻀﻤﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻔﺎﺀ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 172/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .51
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺎﻟﻡ ﻤﺤﻴﺴﻥ – .60/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ -ﺍﻵﻴﺔ ).(73 )( 3
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 98ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .139
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻌﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ،ﻭﺇﺘﺤﺎﻑ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ – ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺩﻤﻴﺎﻁﻲ – .442/1
134
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ )ﺘﹸﺭﺠﻌﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﺒﻀﻡ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺠﻴﻡ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
أﻣﻮاﺗـﺎ َ َ ْ َ ُ ْ
ﻓﺄﺣﻴـﺎﻛﻢ ُ ﱠ
ﺛـﻢ ﺘﻢ َ ْ َ ً ْﻔﺮون ِﺑﺎﷲِ َ ُ ْ
وﻛﻨـ ُ ْ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺒﺤﺜﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ْ َ ] :
ﻛﻴﻒ ﺗ َﻜ ُ ُ َ
ﳛﻴﻴﻜ ُﻢ ُﺛﻢ ِ َ ِ ِ
ﺗﺮﺟﻌﻮن[ . ﻳﻤﻴﺘ ُﻜ ُﻢ ْ ُﺛﻢ ﱠ ُ ْ ِ ْ ﱠ ْ
إﻟﻴﻪ ُ ْ َ ُ َ ُ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺘﻠﻙ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﻨﺘﻠﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ( ﻓﻴﻪ ﻭﺠﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل) :ﺘﻠﻙ( ﺍﺴﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻤﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ)ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ( ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
)ﻨﺘﻠﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) :ﺘﻠﻙ( ﺍﺴﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻤﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ)ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ( ﺒﺩل ﻤﺭﻓﻭﻉ ،ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﻨﺘﻠﻭﻫﺎ
ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﺨﺒﺭ ﻋﻤﺎ ﻗﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺒﻴﻪ ﻤﺤﻤﺩ –r-ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﺹ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺜﺕ ﻓﻲ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻫﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺤﺎﻫﺎ ﺍﷲ –U-ﺇﻟﻴﻪ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺤﻘﹰﺎ
ﻭﺼﺩﻗﹰﺎ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻥ ﻗﺼﺹ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻫﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻓـ
)ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ( ﺒﺩل ﻤﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ،ﻭﻴﺨﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭﺤﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ –r-ﺒﺎﻟﺤﻕ
ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺠﺒﺭﻴل ﺍﻷﻤﻴﻥ .-u-
135
رزﻗﻨ ُ ِ اﻟﺬﻳﻦ َآﻣﻨُﻮا َ ْ ِ ُ ِ
ِ
ﻳﻮم َﻻ أن َ ْ ِ َ
ﻳﺄﰐ َ ْ ٌ ﻗﺒﻞ َ ْ
ﻣﻦ َ ْ ِ أﻧﻔﻘﻮا ﱠﳑﺎ َ َ ْ ْ
َﺎﻛﻢ ْ أﳞﺎ ﱠ َ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻳﺎ َ ﱡ َ
اﻟﻈﺎﳌﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{254: ﻫﻢ ﱠ ُِ َ ﺷﻔﺎﻋﺔ َ َ ِ ُ َ
واﻟﻜﺎﻓﺮون ُ ُ ﺧﻠﺔ َ َ
وﻻ َ َ َ ٌ وﻻ ُ ﱠ ٌ ﺑﻴﻊ ِ ِ
ﻓﻴﻪ َ َ َْ ٌ
ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻭﻀﻌﺎﻥ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻻ ﺒﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺨﻠﺔ ﻭﻻ ﺸﻔﺎﻋﺔ(.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺎﻥ )ﻻ ﺒﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺨﻠﺔﹶ ﻭﻻ ﺸﻔﺎﻋﺔﹶ( ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺘﻨﻭﻴﻥ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻻ ﺒﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺨﻠﺔﹲ ﻭﻻ ﺸﻔﺎﻋﺔﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
وﻻ َ ْ ٌ
ﺧﻮف ﻟﻘﺩ ﻤﺭ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :
وﻻ ِﺟ َ َ
ﺪال ﻓﺴﻮق َ َ
وﻻ ُ ُ َ
رﻓﺚ َ َ
ﻓﻼ َ َ َ َ َِْ ْ
ﻋﻠﻴﻬﻢ[ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :
ِﰲ َ ﱢ
اﳊﺞ[.
ﻭﺯﻴﺎﺩﺓﹰ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ)" :(2ﺍﻋﻠـﻡ ﺃﻥ )ﻻ( ﺇﺫﺍ
ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻠﻰ ﻨﻜﺭﺓ ﺠﻌﻠﺕ ﻫﻲ ﻭﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻜﺎﺴﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﺒﻨﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ،ﻓـﺈﺫﺍ ﻜـﺭﺭﺕ
ﺠﺎﺯ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺘﻜﺭﺭ ﻓﺎﻟﻭﺠﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﺘﺢ .ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻻ رﻳﺐ ِ ِ
ﻓﻴﻪ[).(4)"...(3 َْ َ
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺘﻨﻭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ )ﻻ( ﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺱ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴـﻡ
ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ )ﻻ( ﻏﻴﺭ ﻋﺎﻤﻠﺔ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻤﺒﺘـﺩﺃً ﻤﺭﻓﻭﻋـﺎ ،ﺃﻭ ﺘﻜـﻭﻥ
ﻋﺎﻤﻠﺔ ﻋﻤل )ﻟﻴﺱ( ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻤﺭﻓﻭﻋﺎ ﺃﻴﻀﺎ.
ﻗﺎل ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ" :ﻭﻗﺭﺃ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻻ ﺒﻴﻊ –ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ– ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ؛ ﻷﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺨﻠﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻷﺠﻨﺎﺱ ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ ،ﺇﺫ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺁﺤﺎﺩ ﻟﻬﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻬﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺃﺠﻨﺎﺱ ﻻ ﻨﻜﺭﺍﺕ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺤﺘﻤل ﻨﻔﻴﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺤﺘﻰ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻋﻥ ﻗـﺼﺩ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 159/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .53
) (2ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺉ ،ﺃﺒﻭ ﺯﺭﻋﺔ ،ﻓﻘﻴﻪ ﻤﺎﻟﻜﻲ ،ﺘﺭﻙ ﻋﺩﺓ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ :ﻜﺘﺎﺒﻪ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻷﻋﻼﻡ( -ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – .325/3
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ -ﺍﻵﻴﺔ ).(2 )( 3
136
ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻨﻔﻲ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﺴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ،ﺒﺨﻼﻑ ﻨﺤﻭ ﻻ ﺭﺠلَ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺩﺍﺭ...
ﻭﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻨﺼﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺘﺎﻥ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺘﺎﻥ ﻤﻌﻨﻰ.(1)"...
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺘﻡ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺃﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻭﻥ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ" :ﻟﻘﺩ ﻨﺎﺩﻯ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺃﻤﺭﻫﻡ ﺒﺎﻹﻨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﺘﻘﺭﺒﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺘﺯﻭﺩﺍ
ﻟﻠﻘﺎﺌﻪ ﻗﺒل ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﺤﻴﺙ ﻻ ﻓﺩﺍﺀ ﺒﺒﻴﻊ ﻭﻻ ﺸﺭﺍﺀ ،ﻭﻻ ﺼﺩﺍﻗﺔ ﺘﺠﺩﻱ ﻭﻻ ﺸﻔﺎﻋﺔ ﺘﻨﻔﻊ ،ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻭﻥ
ﺒﻨﻌﻡ ﺍﷲ ﻭﺸﺭﺍﺌﻌﻪ ﻫﻡ ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺠﺒﻭﻥ ﻟﻠﻌﺫﺍﺏ ﻭﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﺴﺭﺍﻥ.(3)".
137
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺒﺩل ﻤﻥ )ﻫﻭ(.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺨﺒﺭ ﺜﺎﻥٍ.
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﷲ -U-ﻭﺼﻑ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﺤﻲ ﺩﺍﺌﻡ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻭ ،ﺃﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﻲ ،ﻓﻜﺎﻥ )ﺍﻟﺤﻲ( ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ )ﻫﻭ(.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻓﻴﻪ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ )ﺍﷲ( ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭ )ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻭ( ﺨﺒـﺭﻩ ﺍﻷﻭل ﻭ )ﺍﻟﺤـﻲ( ﺨﺒـﺭﻩ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ .ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻭ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻭﻡ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻓﻴﻪ ﻤﻌﻨﻰ ﻗﺼﺭ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﺼﻔﺘﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﷲ
-U-ﻭﺤﺩﻩ ،ﺃﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻭﻡ ﻻ ﻏﻴﺭﻩ).(2
ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺃﻥ ﺃﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﺩ ﻤﺭ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ] :ﻣﻦ َذا ﱠ ِ
اﻟﺬي ُ ْ ِ ُ
ﻳﻘﺮض اﷲَ َ ْ
ﺣﺴﻨﺎ[. َْ ً
ﻗﺮﺿﺎ َ َ ً
ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺸﻔﻊ ﺃﺤﺩ ﻋﻥ ﺍﷲ –U-ﺇﻻ ﺒﺄﻤﺭﻩ –ﺠل ﻭﻋﻼ .-ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺇﺒﻁﺎل ﻟﺯﻋﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻥ
ﺍﻷﺼﻨﺎﻡ ﺘﺸﻔﻊ ﻟﻬﻡ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 330/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 539/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .107/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .10/3
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – .539/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – .330/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ – ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ – .183/1
138
ﺛﻢ َﻻ ُ ْ ِ ُ َ
ﻳﺘﺒﻌﻮن أﻣﻮاﳍﻢ ِﰲ َ ِ ِ
ﺳﺒﻴﻞ اﷲِ ُ ﱠ اﻟﺬﻳﻦ ُﻳﻨ ِ ُ َ
ْﻔﻘﻮن َ ْ َ َ ُ ْ
ِ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﱠ َ
ﳛﺰﻧﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة{262: ﻫﻢ َ ْ َ ُ َ
وﻻ ُ ْ ﺧﻮف ٌ َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠﻴﻬﻢ َ َ وﻻ َ َ ْ أﺟﺮﻫﻢ ْﻋﻨ ِْﺪ َ َ ﱢ ِ
رﲠﻢ ْ َ ﳍﻢُ ْ َ ْ ُ ُ وﻻ َ َ ً
أذى َ ﻣﺎ َ َ ْ َ ُ
أﻧﻔﻘﻮا ﻣﻨ َﺎ َ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻓﻼ ﺨﻭﻑﹶ( ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻓﻼ ﺨﻭﻑﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ .ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ
ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭ "ﻻ ﻴﻘﺼﺩﻭﻥ ﺒﺈﻨﻔﺎﻗﻪ ﺇﻻ ﻭﺠﻪ ﺍﷲ ،ﻭﻻ ﻴﻌﻘﺒﻭﻥ ﻤﺎ ﺃﻨﻔﻘﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﺩﻗﺎﺕ ﺒﺎﻟﻤﻥ
ﻋل ﻤﻥ ﺃﺤﺴﻨﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻜﻘﻭﻟﻪ :ﻗﺩ ﺃﺤﺴﻨﹾﺕﹸ ﺇﻟﻴﻙ ﻭﺠﺒﺭﺕﹸ ﺤﺎﻟﻙ ،ﻭﻻ ﺒﺎﻷﺫﻯ ﻜﺫﻜﺭﻩ ﻟﻐﻴﺭﻩ ﻓﻴﺅﺫﻴﻪ ﺒﺫﻟﻙ،
ﻟﻬﻡ ﺜﻭﺍﺏ ﻤﺎ ﻗﺩﻤﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺭﻴﻬﻡ ﻓﺯﻉ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻭﻻ ﻫﻡ ﻴﺤﺯﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺌﺕ
ﻤﻥ ﺯﻫﺭﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻗﻭلٌ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺃﻤﺜل.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭ ﺒﻪ ﻗﻭلٌ ﻤﻌﺭﻭﻑ).(4
139
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل ﺘﻜﻠﻑ ﻭﺘﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻ ﺤﺎﺠﺔ ﻟﻪ .ﻓﻴﻜﻭﻥ )ﻗـﻭلٌ( ﻤﺒﺘـﺩﺃ ﻭﺨﺒـﺭﻩ
)ﺨﻴﺭ (ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻌﺩﻤﺎ ﻤﺩﺡ ﺍﻟﻤﻨﻔﻘﻴﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻊ ﻋﺩﻡ ﺇﺘﺒﺎﻋﻬﻡ ﻨﻔﻘـﺘﹶﻬﻡ
ﺍﻟﻤﻥ ﻭﺍﻷﺫﻯ ﻟﻤﻥ ﺃﻨﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﺒﻴﻥ ﺍﷲ –U-ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺴﺎﺌل ﺒﻘﻭل ﺤﺴﻥ ﻫﻭ ﺨﻴـﺭ
ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻭﺃﻓﻀل ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﺜﻡ ﻴﻌﻴﺭﻩ ﺒﺫل ﺍﻟﺴﺅﺍل.
ﻭﺃﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺒـ )ﺃﻭﻟﻰ ،ﻭﺃﻤﺜل( ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻌﻨﻰ )ﺨﻴﺭ( .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ )ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺃﻤﺜل( ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ
ﻟﻠﺘﻔﻀﻴل ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ )ﺃَﻓﹾﻌل( ﻭﻜﺫﻟﻙ )ﺨﻴﺭ( .ﻓﻠِﻡ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ )ﺨﻴﺭ( ﻫﻲ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ!
ِ
ﺻﺪﻗﺎﺗﻜﻢ ِﺑﺎﳌَ ﱢﻦ َ َ َ اﻟﺬﻳﻦ َ َآﻣﻨُﻮا َﻻ ُ ْ ِ ُ
ِ
واﻷذى ﺗﺒﻄﻠﻮا َ َ َ ُ ْ أﳞﺎ ﱠ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻳﺎ َ ﱡ َ
ﺻﻔﻮان َ َ ِ
ﻛﻤﺜﻞ ْ ٍ واﻟﻴﻮم َ ِ ِ ِ ِ َ ﱠِ
ﺗﺮاب
ﻋﻠﻴﻪ ُ َ ٌْ ﻓﻤﺜﻠﻪ َ َ َ ِ َ َ
اﻵﺧﺮ َ َ َ ُ ُ ﻳﺆﻣﻦ ِﺑﺎﷲِ َ َ ْ ِ وﻻ ُ ْ ُ ﻣﺎﻟﻪ ِ َ َ
رﺋﺎء اﻟﻨ ِ
ﱠﺎس َ َ ﻛﺎﻟﺬي ﻳﻨ ُْﻔﻖ ُ َ َ ُ
ِ ﳾء ِﳑﺎ َﻛﺴﺒﻮا واﷲُ َﻻ ِ ٍ ﺻﻠﺪا َﻻ َ ْ ِ ُ َ
ﻮم َ ِ َ
اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ[ ﳞﺪي َ
اﻟﻘ ْ َ َْ ﻋﲆ َ ْ ﱠ َ ُ َ ﻳﻘﺪرون َ َ ﻛﻪ َ ْ ً واﺑﻞ ِ ٌﻓﱰ َ َ َ َ ُ ََ َ
ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ َ ُ َ
}اﻟﺒﻘﺮة.{264:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻜﺎﻟﺫﻱ ﻴﻨﻔﻕ ﻤﺎﻟﻪ ﺭﺌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ( ﺘﺤﺘﻤل ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻓﻴﻪ ﻭﺠﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻨﻌﺕ ﻟﻤﺼﺩﺭ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻻ ﺘﺒﻁﻠﻭﺍ ﺼﺩﻗﺎﺘﻜﻡ ﺇﺒﻁﺎﻻﹰ ﻜﺈﺒﻁﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻔﻕ ﻤﺎﻟﻪ ﺭﺌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺼﻔﺔ ﻟﻺﺒﻁﺎل ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ :ﻻ ﺘﺒﻁﻠﻭﺍ ﺼﺩﻗﺎﺘﻜﻡ ﻤﺸﺒﻬﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﻁل ﺇﻨﻔﺎﻗﻪ ﺒﺎﻟﺭﻴﺎﺀ.
ﻫﻲ َ ِ ْ
وإن ُ ْ ُ َ
ﲣﻔﻮﻫﺎ اﻟﺼﺪﻗﺎت َ ِ ِ ِ
ََ ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ِ ] :
ﻓﻨﻌﲈ َﱠ ﺗﺒﺪوا ﱠ إن ُ ْ ُ
ِ وﻳﻜﻔﺮ َﻋﻨ ُ ِ
ﺗﻌﻤﻠﻮن َ ِ ٌ
ﺧﺒﲑ[ }اﻟﺒﻘﺮة.{271: ﺳﻴﺌﺎﺗﻜﻢ َواﷲُ ِ َﺑﲈ َ ْ َ ُ َ
ﻣﻦ َ ﱢ َ ُ ْ ْﻜﻢ ْ
ْ ﻟﻜﻢ َ ُ َ ﱢ ُ
ﺧﲑ َ ُ ْ ﻘﺮاء َ ُ َ
ﻓﻬﻮ َ ْ ٌ اﻟﻔ َ َ َ
وﺗﺆﺗﻮﻫﺎ ُ
َُُْ َ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﻭﺤﻔﺹ )ﻴﻜﻔﺭ (ﺒﺎﻟﻴﺎﺀ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺭﺍﺀ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 334/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 585/ 2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .111/1
140
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺎﻥ ﻭﺤﻤﺯﺓ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ ﻭﺨﻠﻑ )ﻨﻜﻔﺭ (ﺒﺎﻟﻨﻭﻥ ﻭﺠﺯﻡ ﺍﻟﺭﺍﺀ.
-3ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻨﻜﻔﺭ (ﺒﺎﻟﻨﻭﻥ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺭﺍﺀ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺴﺄﻟﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺒﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻤﺔ ﻭﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﺎﻟﻴﺎﺀ ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻤﻜﻔﺭ
ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻫﻭ ﺍﷲ ﻭﺤﺩﻩ ،-U-ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻨﻭﻥ ﺘﻭﺤﻲ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ ﺨﻁﺎﺏ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﷲ
ﻟﻠﻤﺘﺼﺩﻗﻴﻥ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻭﺤﻲ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﺱ ﺨﻁﺎﺒﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ.
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﺠﺯﻡ.
ﻓﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ )ﻴﻜﻔﺭ (ﻓﺎﻟﺭﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﺍﷲ -U-ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻜﻔﺭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ،ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ
ﺍﻟﺠﺯﻡ )ﻴﻜﻔﺭ ،(ﻓﺎﻟﺠﺯﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺤل ﺠﻤﻠﺔ )ﻓﻬﻭ ﺨﻴﺭ ﻟﻜﻡ( ﻷﻨﻬﺎ ﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﺸﺭﻁ )ﺇﻥ
ﺘﺨﻔﻭﻫﺎ( ﻭﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻤﺠﺯﻭﻡ ﻓﻌﻁﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻌل )ﻨﻜﻔﺭ.(
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﺯﻡ ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﺘﻜﻔﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻫﻭ ﺜﻭﺍﺏ ﻟﻠﻤﺘﺼﺩﻕ ﻋﻠﻰ
ﺼﺩﻗﺘﻪ ﻭﺠﺯﺍﺀ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ .ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﺘﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻭﺍﺒﺎ ﻭﺠﺯﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺩﻗﺔ
ﻭﺘﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ .ﻭﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﺤﺘﺞ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﺯﻡ).(2
ﻭﺠﻤﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻗﺎل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ " :ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ
ﺘﻜﻔﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻻ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﺨﻔﺎﺀ ﺍﻟﺼﺩﻗﺎﺕ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻷﻓﻀل ﻋﻤﻭﻤﺎ ،ﺒل ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ
ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﻴﻜﻔﺭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺴﺭﻴﺔ ﺃﻡ ﺠﻬﺭﻴﺔ ،ﺒل ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻬﺭﻴﺔ ﺨﻴﺭ ﻤﻥ
ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﺒﺫل ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ").(3
ﱠﻬﺎر ِﴎا
ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ َواﻟﻨ َ ِ
أﻣﻮاﳍﻢ ِ ﱠ ْ ِ اﻟﺬﻳﻦ ُﻳﻨ ِ ُ َ
ْﻔﻘﻮن َ ْ َ َ ُ ْ
ِ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﱠ َ
ﻫﻢ َ ْ َ ُ َ
ﳛﺰﻧﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة.{274: وﻻ ُ ْ ﺧﻮف ٌ َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠﻴﻬﻢ َ َ وﻻ َ َ ْ أﺟﺮﻫﻢ ْﻋﻨ ِْﺪ َ َ ﱢ ِ
رﲠﻢ ْ َ ﻓﻠﻬﻢ َ ْ ُ ُ َ َ َ َِ ً
وﻋﻼﻧﻴﺔ َ َ ُ ْ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻓﻼ ﺨﻭﻑﹶ( ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 178/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ ، 56ﻭﻏﻴﺙ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺴﻲ – ﺹ .62
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .148
) (3ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ – ﺹ .161
141
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻓﻼ ﺨﻭﻑﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻥ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﻤﺭ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ ،ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ
ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺍﺒﺘﻐﺎﺀ ﻤﺭﻀﺎﺕ ﺍﷲ –U-ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ،ﻤﻥ ﻟﻴل ﺃﻭ ﻨﻬﺎﺭ ،ﻭﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻤﻥ
ﺴﺭ ﺃﻭ ﺠﻬﺭ ،ﻓﻠﻬﻡ ﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ﺍﻟﺠﺯﻴل ﻟﻤﺎ ﺃﻨﻔﻘﻭﺍ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺭﻴﻬﻡ ﺨﻭﻑ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻭﻻ ﺤﺯﻥ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﺎﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﺯﺍﺌﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﻨﻴﺔ).(2
ٍ
ﻣﻴﴪة َ َ ْ
وأن َ َ ﱠ ُ ﻋﴪة َﻓﻨ ِ َ ٌ ِ
ﻛﺎن ُذو ُ ٍ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ِ َ ] :
وإن َ َ
ﺗﺼﺪﻗﻮا َﻈﺮة َإﱃ َ ْ َ َ َْ
ﺘﻢ َ ْ َ ُ َ
ﺗﻌﻠﻤﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة.{280: ﻟﻜﻢ ِ ْ
إن ُﻛﻨْ ُ ْ ﺧﲑ َ ُ ْ
َ ٌْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺫﻭ ﻋﺴﺭﺓ( .ﻓﺈﻋﺭﺍﺏ )ﺫﻭ( ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻜﺎﻥ( ﺘﺎﻤﺔ ﻭﺘﻜﺘﻔﻲ ﺒﻔﺎﻋﻠﻬﺎ )ﺫﻭ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻜﺎﻥ( ﻨﺎﻗﺼﺔ ﻭﻴﻜﻭﻥ )ﺫﻭ( ﺍﺴﻤﻬﺎ ﻭﺨﺒﺭﻫﺎ ﻤﺤﺫﻭﻑ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺇﻥ ﻭﺠﺩ ﺫﻭ ﻋﺴﺭﺓ ﻤﻥ ﻏﺭﻤﺎﺌﻜﻡ ﻓﻨﻅﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﺴﺭﺓ.
ﻓـ )ﻜﺎﻥ( ﻫﻨﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻭﺠﺩ ﺃﻭ ﺤﺩﺙ ﺃﻭ ﻭﻗﻊ).(4
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺭﺠﺤﻪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻷﻅﻬﺭ).(5
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻏﺭﻤﺎﺌﻜﻡ ﺫﻭ ﻋﺴﺭﺓ .ﻓـﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻤﻘـﺩﻡ )ﻤـﻥ
ﻏﺭﻤﺎﺌﻜﻡ( ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺤﺫﻭﻑ ﺨﺒﺭ ﻜﺎﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻜﺎﺌﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﻏﺭﻤﺎﺌﻜﻡ ﺫﻭ ﻋﺴﺭﺓ .ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ
142
ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺫﻭ ﻋﺴﺭﺓ ﻟﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻕ ،ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺫﻭ ﻋﺴﺭﺓ ﻏﺭﻴﻤﺎ ﻟﻜﻡ).(1
ﻭﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﺠﻪ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻓﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﻴﻥ ﻤﻌﺴِﺭﺍﹰ ﻓﻌﻠـﻴﻜﻡ ﺃﻥ
ﺘﻤﻬﻠﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺕ ﻴﺴﺭﻩ.
َ ِ ِ
ﻛﻞ َ ْ ٍ
ﻧﻔﺲ ﺗﻮﰱ ُ ﱡ ﺗﺮﺟﻌﻮن ﻓﻴﻪ ِ َإﱃ اﷲِ ُ ﱠ
ﺛﻢ ُ َ ﱠ ﻳﻮﻣﺎ ُ ْ َ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ ] :ﱠ ُ
واﺗﻘﻮا َ ْ ً
ﻮن[ }اﻟﺒﻘﺮة.{281: وﻫﻢ َﻻ ُ ْ َ ُ
ﻳﻈﻠﻤ َ َﻣﺎ َ َ َ ْ
ﻛﺴﺒﺖ َ ُ ْ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﻴﻌﻘﻭﺏ )ﺘﹶﺭﺠِﻌﻭﻥ( ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﺠﻴﻡ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﺘﹸﺭﺠﻌﻭﻥ( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺠﻴﻡ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻜﻴﻑ ﺘﻜﻔﺭﻭﻥ ﺒﺎﷲ ﻭﻜﻨﺘﻡ
ﺃﻤﻭﺍﺘﺎﹰ ﻓﺄﺤﻴﺎﻜﻡ ﻓﻲ ﻴﻤﻴﺘﻜﻡ ﺜﻡ ﻴﺤﻴﻴﻜﻡ ﺜﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺘﹸﺭﺠﻌﻭﻥ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﻟﻘﺩ ﺤﺫﹼﺭ ﺍﷲ –I-ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻭﻑ ﻴﺭﺠﻊ ﻓﻴﻪ ﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ –U-ﻭﺘﻭﻓﻰ ﻜل ﻨﻔﺱ ﺤﺴﺎﺒﻬﺎ ﻜﺎﻤﻼﹰ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻘﻭﺹ).(3
ِ واﺳﺘﺸﻬﺪوا َ ِ َ ِ ِ
ﻓﺈن َﱂ ْ ﺷﻬﻴﺪﻳﻦ ﻣ ْﻦ ِ َ ُ ْ
رﺟﺎﻟﻜﻢ َ ِ ْ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ ِ ْ َ ْ َ ...] :
أن َ ِ ﱠ ِ واﻣﺮأﺗﺎن ِﳑﻦ َ َ َ ِ
ََ ِ ﻳﻜﻮﻧﺎ َ ُ َ ْ ِ
ﻓﺘﺬﻛﺮ ِ ْ َ ُ َ
إﺣﺪاﳘﺎ ﺗﻀﻞ ِ ْ َ ُ َ
إﺣﺪاﳘﺎ َ ُ َ ﱢ َ اﻟﺸﻬﺪاء َ ْ
ﻣﻦ ﱡ َ َ
ﺗﺮﺿﻮن َ
ﱠ ْ ْ ْ رﺟﻠﲔ َ َ ُ ٌ
ﻓﺮﺟﻞ َ ْ َ َ ُ َ
ﻛﺒﲑا ِ َإﱃ َ ِ ِ ِ ِ اﻟﺸﻬﺪاء ِ َ
أﺟﻠﻪ َ ُ ْ
ذﻟﻜﻢ َ ﺻﻐﲑا َ ْأو َ ِ ً أن َ ْ ُ ُ ُ
ﺗﻜﺘﺒﻮه َ ً وﻻ َ ْ َ ُ
ﺗﺴﺄﻣﻮا َ ْ دﻋﻮا َ َ
إذا َﻣﺎ ُ ُ ﻳﺄب ﱡ َ َ ُ وﻻ َ ْ َ ُْ َ
اﻷﺧﺮى َ َ
ﲡﺎرة ِ ً ِ أن َ ُ َ ِ ﺗﺮﺗﺎﺑﻮا ِ ﱠإﻻ َ ْ وأﻗﻮم ِ ﱠ ِ َْ ُ ِ
ﺗﺪﻳﺮوﳖﺎ َ ْﺑﻴﻨ ُ ْ
َﻜﻢ ﺣﺎﴐة ُ ُ َ َ
ﺗﻜﻮن َ َ ً َ َ وأدﻧﻰ َ ﱠأﻻ َ ْ َ ُ
ﻟﻠﺸﻬﺎدة َ َ ْ َ
َ َ أﻗﺴﻂ ﻋﻨ َْﺪ اﷲِ َ َ ْ َ ُ
َ
َﺎح َ ﱠأﻻ َ ْ ُ ُ َ
ﺗﻜﺘﺒﻮﻫﺎ } [ ...اﻟﺒﻘﺮة{282: ﻓﻠﻴﺲ َ َ ْ ُ ْ
ﻋﻠﻴﻜﻢ ُﺟﻨ ٌ ََْ َ
ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺨﻤﺴﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ :ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺃﺭﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 87/3ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ، 101/7ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ –
.354/2
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .157/2 )( 2
143
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺭﺠلٌ ﻭﺍﻤﺭﺃﺘﺎﻥ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻜﻠﻤﺔ )ﺭﺠلٌ( ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻭﻻﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺭﻓﻭﻉ ﻭ )ﺍﻤﺭﺃﺘﺎﻥ( ﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﺎ ﺭﺠﻠﻴﻥ ﻓﺭﺠلٌ ﻭﺍﻤﺭﺃﺘﺎﻥ ﻴﻘﻭﻤﺎﻥ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺭﺠﻠﻴﻥ).(2
ﺃﻭ ﻴﻜﻔﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ) ،(3ﺃﻭ ﻴﺸﻬﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ).(4
ﻓﺎﻟﺠﻤل ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ )ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ،ﻴﻜﻔﻭﻥ ،ﻴﺸﻬﺩﻭﻥ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﻫﻭ )ﺭﺠلٌ(.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﺎ ﺭﺠﻠﻴﻥ ﻓﺎﻟﺸﺎﻫﺩ ﺭﺠلٌ ﻭﺍﻤﺭﺃﺘﺎﻥ).(5
ﻭﻗﺩ ﺃﻀﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ )ﺭﺠل( ﻓﺎﻋﻼﹰ ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ ،ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻓﻴﺸﻬﺩ ﺭﺠلٌ ﻭﺍﻤﺭﺃﺘﺎﻥ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺤﻤﺯﺓ ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﻬﻤﺯﺓ )ﺇﻥ ﺘﻀلّ( ﺃﻥ) ﺇﻥ (ﺤﺭﻑ ﺸﺭﻁ ﻴﺠﺯﻡ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟـﺫﻱ
ﺒﻌﺩﻩ .ﻓﺎﻟﻔﻌل )ﺘﻀلﱠ( ﻤﺠﺯﻭﻡ ﻭﺃﺼﻠﻪ )ﺇﻥ ﺘﹸﻀﻠِلْ( ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺩﻏﻤﺕ ﺍﻟﻼﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﺘﺤـﺕ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 344/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 656/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .118/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – .296/3
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 449/1ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ –
.472/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .153/3
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ، 113/7ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – .362/2
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 178/2ﻭﻏﻴﺙ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺴﻲ
– ﺹ .62
144
ﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻜﻨﻴﻥ) .(1ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻤﺭﺃﺘﻴﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﻲ ﺍﻟـﺸﻬﺎﺩﺓ؛ ﻷﻨـﻪ ﺇﻥ
ﻀﻠﹼﺕ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺫﻜﹼﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ.
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻬﻤﺯﺓ )ﺃﻥ ﺘﻀلّ( ﻓـ )ﺃﻥ (ﺤﺭﻑ ﻤﺼﺩﺭﻱ ﻭﻨﺼﺏ ﻴﻨﺼﺏ ﺍﻟﻔﻌـل ﺍﻟـﺫﻱ
ﺒﻌﺩﻩ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻴﺘﻡ ﺍﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻤﺭﺃﺘﻴﻥ ﻤﻜـﺎﻥ ﺍﻟﺭﺠـل،
ﻭﻫﻲ ﺨﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻀل ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻓﺘﺫﻜﺭ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻟﺌﻼ ﺘﻀل ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻓﺘـﺫﻜﺭ
ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺄﻟﺘﻴﻥ :ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻓﻊ
ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻓﺈﻥ ﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﺸﺩﺩ ﺠﻌل ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻟﻐﺘﺎﻥ .ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ﺍﷲ
–U-ﺠﻌل ﺍﻟﻤﺭﺃﺘﻴﻥ ﻤﻘﺎﺒل ﺭﺠل ﻟﻀﻌﻔﻬﻤﺎ ﻭﻀﻌﻑ ﻋﻘﻠﻴﻬﻤﺎ ،ﻭﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﺯﻴﺔ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻭﺭﺠﺎﺤﺔ ﻋﻘﻭﻟﻬﻡ .ﺃﻱ :ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩﺍﻥ ﺭﺠﻠﻴﻥ ﻓﺭﺠل ﻭﺍﻤﺭﺃﺘﺎﻥ ﻴﻘﻭﻤﺎﻥ ﻤﻘﺎﻤﻬﺎ .ﻓﻤﺘﻰ ﻨﺴﻴﺕ
ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺫﻜﹼﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺤﻴﺙ ﺘﻘﻭل ﻟﻬﺎ :ﺘﺫﻜﱠﺭﻱ ﻴﻭﻡ ﺸﻬﺩﻨﺎ ﻜﺫﺍ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﻜﺫﺍ) .(4ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ
ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻜﺜﻴﺭ.
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﺨﻔﻑ ﻋﻠﺘﺎﻥ:
ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺸﻲﺀ ﻤﻌﻴﻥ ﻭﺠﺎﺀﺕ ﺃﺨﺘﻬﺎ ﻓﺸﻬﺩﺕ ﻤﻌﻬﺎ ﺃَﺫﹾﻜﹶﺭﺘﹾﻬﺎ ،ﺃﻱ :ﺠﻌﻠﺘﻬﺎ
ﺫﻜﹶﺭﺍﹰ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺘﺎﻥ ﻜﺎﻟﺫﱠﻜﹶﺭ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 104ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .150
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .150
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 178/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – .57
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .151
145
ﻲ ﺸﻴﺌًﺎ ﻤﺎ ﺤﺘﻰ ﺫﹶﻜﹶﺭﻩ .ﻭﻻ ﺘﻘﻭل :ﺫﹶﻜﱠﺭﺘﹸﻪ،؛ ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺃﻨﻙ ﺘﻘﻭل :ﺃﺫﹾﻜﹶﺭﺕﹸ ﺍﻟﻨﺎﺴ
اﳌﺆﻣﻨﲔ[) ،(1ﻭﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭﺗﻨﻔﻊ ُ ْ ِ ِ َ
اﻟﺬﻛﺮى َ ْ َ ُ وذﻛﺮ َ ِ ﱠ
ﻓﺈن ﱢ ْ َ ﺍﻟﻤﻭﻋﻅﺔ .ﻭﻤﻨﻪ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ َ ] :ﱢ ْ
وذﻛﺮﻫﻢ ِ َ ﱠ ِ
ﺑﺄﻳﺎم اﷲِ [).(3)(2 ]َ َﱢْ ُ ْ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ:
ﻓﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﺃﻨﻪ ﺠﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﺍﻗﺘﺭﻨﺕ ﺒﻪ ﻓﺎﺀ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺩﻫﺎ
ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﹰﺎ.
ﻗﺎل ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ)" :ﺇﻥ ﺘﻀل ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻓﺘﺫﻜﺭ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ( ﺒﻜﺴﺭ )ﺇﻥ( ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ )ﺇﻥ
ﺘﻀل( ،ﻭﺭﻓﻊ ﺘﺫﻜﺭ ﻭﺘﺸﺩﻴﺩﻩ .ﻜﺄﻨﻪ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻤﺎ ﺘﻔﻌل ﺍﻟﻤﺭﺃﺘﺎﻥ ﺇﻥ ﻨﺴﻴﺕ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ
ﺸﻬﺎﺩﺘﻬﺎ ﺘﺫﻜﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺴﻴﺔ ﻭﺘﺫﻜﻴﺭﻫﺎ ﺫﻟﻙ ﻭﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺫﻟﻙ ﻋﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻭﻤﻌﻨﻰ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺩ ﻗﺎﺭﺉ ﺫﻟﻙ ﻜﺫﻟﻙ .ﻭﺍﺴﺘﺸﻬﺩﻭﺍ ﺸﻬﻴﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺭﺠﺎﻟﻜﻡ .ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﺎ ﺭﺠﻠﻴﻥ ﻓﺭﺠل
ﻭﺍﻤﺭﺃﺘﺎﻥ ﻤﻤﻥ ﺘﺭﻀﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ ﻓﺈﻥ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺇﻥ ﻀﻠﹼﺕ ﺫﻜﱠﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺨﺒﺭ
ﻋﻥ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺇﻥ ﻨﺴﻴﺕ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺸﻬﺎﺩﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﺫﻜﻴﺭ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺼﺎﺤﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺴﻴﺔ").(4
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻨﺼﺏ ﺃﻨﻪ ﻨﺼﺒﻪ ﺒـ )ﺃﻥ (ﻤﻀﻤﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﻓﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺨﺸﻴﺔﹶ ﺃﻥ
ﺘﻀل ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻓﺘﺫﻜﺭ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﻓﻨﺼﺏ ﺍﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ )ﻜﻲ( ،ﺃﻱ :ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﺎ ﺭﺠﻠﻴﻥ
ﻓﺭﺠل ﻭﺍﻤﺭﺃﺘﺎﻥ ﻜﻲ ﺘﺫﻜﺭ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻋﻨﺩ ﻨﺴﻴﺎﻨﻬﺎ).(5
146
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻴﺸﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻤﺎ ﺘﻡ ﺒﺤﺜﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ
ﺫﻭ ﻋﺴﺭﺓ( .ﻭﻨﺯﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻭﻀﻭﺤﺎ ﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﻴﺨﺼﻪ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ.
ﻓﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ )ﺘﻜﻭﻥ( ﻨﺎﻗﺼﺔ ﺘﺩﺨل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ ﻓﺘﺭﻓﻊ ﺍﻻﺴﻡ
ﻭﺘﻨﺼﺏ ﺍﻟﺨﺒﺭ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﺍﻴﻨﺔﹸ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔﹸ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓﹸ ﺘﺠﺎﺭﺓﹰ ﺤﺎﻀﺭﺓﹰ).(1
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ )ﺘﻜﻭﻥ( ﺘﺎﻤﺔ ﺘﻜﺘﻔﻲ ﺒﻔﺎﻋﻠﻬﺎ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﻘﻊ ﺘﺠﺎﺭﺓﹲ
ﺤﺎﻀﺭﺓﹲ .ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ )ﺘﻜﻭﻥ( ﻨﺎﻗﺼﺔ ﻭﻴﻜﻭﻥ )ﺘﺠﺎﺭﺓﹲ( ﺍﺴﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﺘﺩﻴﺭﻭﻨﻬﺎ( ﻓﻲ
ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺨﺒﺭ )ﺘﻜﻭﻥ( .ﺃﻱ :ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﺠﺎﺭﺓﹲ ﺤﺎﻀﺭﺓﹲ ﺘﺩﻴﺭﻭﻨﻬﺎ ﺒﻴﻨﻜﻡ).(2
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻻ ﻴﻀﺎﺭ ﻜﺎﺘﺏ ﻭﻻ ﺸﻬﻴﺩ(.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺎﻥ )ﻻ ﺘﻀﺎﺭ (ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﺭﺍﺀ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻻ ﺘﻀﺎﺭ (ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺭﺍﺀ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺘﻡ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﻻ ﺘﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﺩﺓ ﺒﻭﻟﺩﻫﺎ(.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﺤﻤل ﻋﻠﻰ ﻜﻼ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﺘﻡ ﺘﻭﻀﻴﺤﻪ ﺴﺎﺒﻘﹰﺎ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ – -Uﻨﻬﻰ
ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻋﻥ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﻜﺎﺘﺏ ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺒﺄﻥ ﻴﺸﻐﻠﻬﻤﺎ ﻋﻥ ﺤﻭﺍﺌﺠﻬﻤﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ
ﻓﻲ ﺍﻻﺸﺘﻐﺎل ﺒﻜﺘﺎﺒﺘﻪ ﻭﺸﻬﺎﺩﺘﻪ .ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺓ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﺨﺭﻯ :ﻨﻬﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﻋﻥ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻜﺄﻥ
ﻴﻜﺘﺏ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻤﻠل ﻋﻠﻴﻪ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ،ﺃﻭ ﻴﺸﻬﺩ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺒﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 151ﻭﺇﺘﺤﺎﻑ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ – ﺍﻟﺒﻨﺎ
ﺍﻟﺩﻤﻴﺎﻁﻲ – .460/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ – ، 120/1ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ –
ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .99/3
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .171/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﺠﺼﺎﺹ – .712/1
147
ﻣﻘﺒﻮﺿﺔ َ ِ ْ ِ ِ
ﻛﺎﺗﺒﺎ َ ِ َ ٌ وﱂ ْ َ ِ ُ ﻋﲆ َ َ ٍ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ِ َ ] :
ﻓﺈن َ َ
أﻣﻦ ﻓﺮﻫﺎن َ ْ ُ َ ٌ ﲡﺪوا َ ً ﺳﻔﺮ َ َ ْﺘﻢ َ َ
وإن ُﻛﻨ ُ ْ
ﻳﻜﺘﻤﻬﺎ َ ِ ﱠ ِ أﻣﺎﻧﺘﻪ َ ْ َ ﱠ ِ ِ ﺑﻌﻀﺎ َ ْ َ ِ
ﻓﺈﻧﻪ َآ ٌ
ﺛﻢ ُ وﻣﻦ َ ْ ُ ْ َ ﺗﻜﺘﻤﻮا ﱠ َ َ َ
اﻟﺸﻬﺎدة َ َ ْ وﻻ َ ْ ُ ُ رﺑﻪ َ َ
وﻟﻴﺘﻖ اﷲَ َ ﱠ ُ اؤﲤﻦ َ َ َ َ ُ
ﻓﻠﻴﺆد ﱠاﻟﺬي ْ ُ َ
ُ ﱢ َْ ُ ُ ْ
ﺑﻌﻀﻜﻢ َ ْ ً
ﻗﻠﺒﻪ واﷲُ ِﺑﲈ َ ُ َ ِ
ﻋﻠﻴﻢ[ }اﻟﺒﻘﺮة.{283:ﺗﻌﻤﻠﻮن َ ٌَُُْ َ َ ْ َ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺈﻨﻪ ﺁﺜﻡ ﻗﻠﺒﻪ( ﻴﺤﺘﻤل ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻭﺠﻪ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ )ﺁﺜﻡ( ﺨﺒﺭ ﺇﻥ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ )ﺁﺜﻡ( ﻤﺒﺘﺩﺃ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ )ﺁﺜﻡ( ﺨﺒﺭﺍ ﻤﻘﺩﻤﺎ ﻟﻠﻤﺒﺘﺩﺃ ﺍﻟﻤﺅﺨﺭ )ﻗﻠﺒﻪ(.
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ )ﻗﻠﺒﻪ( ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ )ﺁﺜﻡ( ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﺨﺒﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻤﻥ ﻴﻜﺘﻡ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺒﺄﻥ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺁﺜﻡ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻴﻜﻭﻥ )ﻗﻠﺒﻪ( ﻓﺎﻋل ﻻﺴﻡ ﺍﻟﻔﺎﻋل )ﺁﺜﻡ( ﻭﻗﺩ ﺴﺩ ﻤﺴﺩ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ،
ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ )ﺁﺜﻡ ﻗﻠﺒﻪ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺇﻥ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﻜﺘﻡ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻴﺄﺜﻡ ﻗﻠﺒﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻗﻠﺒﻪ ﺁﺜﻡ .ﻭﻓﻴﻪ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﻜﺘﻡ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻴﺄﺜﻡ ،ﺤﻴﺙ
ﺨﺹ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻤﺒﺘﺩﺃ؛ ﻷﻨﻪ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺼﻠﺢ ﺼﻠﺢ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﻜﻠﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ
ﻓﺴﺩ ﻓﺴﺩ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﻜﻠﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻭﻓﻴﻪ ﺒﻴﺎﻥ ﻟﻤﺤل ﺍﻹﺜﻡ ﻭﺘﺨﺼﻴﺼﻪ ﺒﻪ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﻠﺏ .ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺜﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻋﻨﺩ
ﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻫﻭ ﺍﻵﺜﻡ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 349/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 684/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – . 120/1
148
وﻣﺎ ِﰲ َ ْ ِ ِ
ﺗﺒﺪوا َﻣﺎ اﻷرض َ ِ ْ
وإن ُ ْ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ] :ﷲِ َﻣﺎ ِﰲ ﱠ َ َ
اﻟﺴﲈوات َ َ
ﻛﻞ َ ٍ ِ
ﳛﺎﺳﺒﻜﻢ ِ ِﺑﻪ اﷲُ َ ْ ِ ِ ِ
ﳾء ﻋﲆ ُ ﱢ ْ ﻳﺸﺎء َواﷲُ َ َ
ﻣﻦ َ َ ُ ﻳﺸﺎء َ ُ َ ﱢ ُ
وﻳﻌﺬب َ ْ ﻓﻴﻐﻔﺮ َ ْ
ﳌﻦ َ َ ُ َ ُ ﲣﻔﻮه ُ َ ْ ُ ْ ِﰲ َ ْ ُ ُ ْ
أﻧﻔﺴﻜﻢ َ ْأو ُ ْ ُ ُ
ِ
ﻗﺪﻳﺮ[ }اﻟﺒﻘﺮة.{284: َ ٌ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﻭﻋﺎﺼﻡ ﻭﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻓﻴﻐﻔﺭ ﻭﻴﻌﺫﺏ (ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻓﻴﻬﻤﺎ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻓﻴﻐﻔﺭ ﻭﻴﻌﺫﺏ (ﺒﺠﺯﻤﻬﻤﺎ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﺃﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﻥ ﺘﺒﺩﻭﺍ(
ﺸﺭﻁ ،ﻭﺠﻭﺍﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﺯﻭﻡ )ﻴﺤﺎﺴﺒﻜﻡ( .ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﻪ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻥ )ﻓﻴﻐﻔﺭ ﻭﻴﻌﺫﺏ (ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻓﻬﻭ ﻴﻐﻔﺭ ﻭﻴﻌﺫﺏ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺠﺯﻡ ﻓﺤﺠﺔ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﺠﻌﻠﻭﺍ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻥ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺠﺯﻭﻡ
)ﻴﺤﺎﺴﺒﻜﻡ( ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﺸﺭﻁ).(2
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 178/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .58
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .152
149
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ
ﺑﺎﳊﻖ َ ﱢ ﻋﻠﻴﻚ َ ِ َ
اﻟﻜﺘﺎب َ ِ ﻧﺰل َ َ َ ْ اﳊﻲ َ ﱡ ُ
اﻟﻘﻴﻮم * َ ﱠ إﻟﻪ ِ ﱠإﻻ ُ َ
ﻫﻮ َ ﱡ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ] :اﷲُ َﻻ ِ َ َ
اﻟﺘﻮراة َ ِ ْ ِ َ ﺑﲔ َ ِ
ﻳﺪﻳﻪ َ َ ْ َ َ ﱢً ِ
واﻹﻧﺠﻴﻞ[ }آل ﻋﻤﺮان{3،2: وأﻧﺰل ﱠ ْ َ َ ﻣﺼﺪﻗﺎ َﳌﺎ َ ْ َ َ ْ
ُ َ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﻫﻭ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ )ﺍﷲ( ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻨﺯل ﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺠﻤﻠﺔ )ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻭ( ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻨﺯل( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺜﺎﻥٍ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ – -Uﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻨﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻨﺯل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺩﻨﺎ
ﻤﺤﻤﺩ -r-ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺇﺒﻁﺎل ﻟﻘﻭل ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ :ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻌﻠﻤﻪ ﺒﺸﺭ ،ﺃﻭ ﺇﻥ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﺤﺭ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ :ﺃﻥ ﺍﷲ – -Uﻴﺨﺒﺭ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻹﻟﻪ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻹﻟﻭﻫﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ﺩﻭﻥ
ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﺍﻷﺼﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﺒﺩﻭﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺩﻭﻨﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ -ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﻘﺭﺭ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻻ ﺘﺠﻭﺯ ﺇﻻ ﷲ –-I؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻹﻨﻔﺭﺍﺩﻩ ﺒﺎﻹﻟﻭﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﺒﻭﺒﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻤﺎ ﺴﻭﺍﻩ ،ﻓﻬﻭ ﻭﺤﺩﻩ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻟﻠﻌﺒﻭﺩﻴﺔ).(3
ﻫﻦ ُ ﱡأم ِ َ ِ
اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻜﺘﺎب ِﻣﻨ ُْﻪ َ َ ٌ
آﻳﺎت ُ ْ َ َ ٌ
ﳏﻜﲈت ُ ﱠ
أﻧﺰل َ َ َ ِ
ﻋﻠﻴﻚ َ َ
ِ
ﻫﻮ ﱠاﻟﺬي َ ْ َ َ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ُ ] :
ِِ اﺑﺘﻐﺎء ِ ْ ِ ِ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮن ﻣﺎ َ َ ِ ِ ﻣﺘﺸﺎﲠﺎت َ َ ِ
واﺑﺘﻐﺎء َ ْﺗﺄ ِوﻳﻠﻪ َ َ
وﻣﺎ اﻟﻔﺘﻨَﺔ َ ْ َ َ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻣﻨ ُْﻪ ْ َ َ
ََ زﻳﻎ َ َ ﱠ ِ ُ َ َ اﻟﺬﻳﻦ ِﰲ ُ ُ ِ ِ ْ
ﻗﻠﻮﲠﻢ َ ْ ٌ وأﺧﺮ ُ َ َ ِ َ ٌ ﱠ
ﻓﺄﻣﺎ ﱠ َ ََُ ُ
ﻛﻞ ِ ِ ِ ِ واﻟﺮاﺳﺨﻮن ِﰲ ِ ْ ِ
ﺗﺄوﻳﻠﻪ ِ ﱠإﻻ اﷲُ َ ﱠ ِ ُ َ
ﻳﺬﻛﺮ ِ ﱠإﻻ ُ ُ
أوﻟﻮ وﻣﺎ َ ﱠ ﱠ ُ
رﺑﻨَﺎ َ َ
ﻣﻦ ﻋﻨْﺪ َ ﱢﻳﻘﻮﻟﻮن َ َآﻣﻨﱠﺎ ِﺑﻪ ُ ﱞ ْ
اﻟﻌﻠﻢ َ ُ ُ َ ﻳﻌﻠﻢ َ ْ ِ َ ُ
ََُْ
}آل ﻋﻤﺮان{7: َْ َ ِ
اﻷﻟﺒﺎب[
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻌﺭﺒﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ،ﻭﺃﻁﺎﻟﻭﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺤﻭﻟﻬﺎ .ﻓﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﻴﻘﻴﻥ:
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 354/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ-
، 6/3ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ.124/1 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ .147/3 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ، 198/3 -ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ، 465/1 -ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ
ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ ، 5/2 -ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .121/3
151
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﻤـﺎ ﻴﻌﻠـﻡ ﺘﺄﻭﻴﻠـﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ( ،ﻭﺘﻜـﻭﻥ ﺍﻟـﻭﺍﻭ ﺍﺴـﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ،ﻭ
)ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻭﻥ( ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﻭ ﺤﺭﻑ ﻋﻁﻑ ،ﻭ )ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻭﻥ( ﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴـﺔ
)ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل).(1
ﻓﻔﻲ ﻭﺼﻔﻬﻡ ﻟﻠﺭﺴﻭﺥ ﻤﺯﻴﺔ ﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻪ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻡ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﻓﻲ ﻋﻠﻤـﻪ ﻭﻤﻌﺭﻓﺘـﻪ
ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻥ ﻴﻔﻬﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ .ﻓﻔﻲ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﺭﺴﻭﺨﻬﻡ؟.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 355/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
– ، 29/3ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ .126/1 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ، 224/3 -ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ
– .220/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .226/3
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ .178/7 -
ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ -ﺍﻵﻴﺔ ).(18 )( 5
152
-2ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺁﻤﻨﺎ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻟﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺤﺎﺼـﻼﹰ ﻤﻤـﺎ
ﻴﺴﺘﻭﻱ ﻓﻴﻪ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺘﺨﺼﻴﺹ ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻴﻥ ﻓﺎﺌﺩﺓ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ" :ﺘﺴﻤﻴﺘﻬﻡ ﺭﺍﺴﺨﻴﻥ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻡ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴـﺴﺘﻭﻱ
ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻭﻤﺎ ﺍﻟﺭﺴﻭﺥ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺘﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﻘﺭﻴﺤﺔ ﻤﻌﺩﺓ").(1
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻤﺎ ﻴﺫﻜﺭ ﺇﻻ ﺃﻭﻟﻭ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ( ﺇﺸﻌﺎﺭﺍ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻴﻥ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺘﺄﻭﻴل
ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻪ ،ﻭﻓﻴﻪ ﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﺩﺒﺭﻭﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ).(2
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻓﻀل ﻋﺒﺎﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ،ﺤﻴﺙ ﻗـﺎل ..." :ﻓﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻵﻴـﺔ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠـﻡ ﺃﻥ
ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻪ ﻜﺫﻟﻙ ﻗﺎﺌﻠﻴﻥ ﺁﻤﻨﺎ ﺒﻪ ﻜل ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺭﺒﻨﺎ ،ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻴﺨﺘﻠﻔـﻭﻥ
ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻭﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﺒﻌﻭﻥ ﻤﺎ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل -r-ﻓﻲ ﺸـﺄﻨﻬﻡ) :ﻓـﺈﺫﺍ
ﺭﺃﻴﺕ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﺒﻌﻭﻥ ﻤﺎ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻤﻨﻪ ﻓﺄﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﻤﻰ ﺍﷲ ﻓﺎﺤﺫﺭﻭﻫﻡ().(4)" (3
153
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ :ﺃﻥ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩ ﻜﻔﺎﺭ ﻤﻜﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻤﻥ ﻋﺎﺼﺭﻭﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻤﺤﻤﺩﺍ – –rﻓﻲ ﻜﻔـﺭﻫﻡ
ﻭﺘﻅﺎﻫﺭﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ – –rﻜﺘﻅﺎﻫﺭ ﺁل ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺴﻰ – .(1)–uﺃﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ :ﺩﺃﺒﻬﻡ
– ﺃﻱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ -ﻜﺩﺃﺏ ﺁل ﻓﺭﻋﻭﻥ .ﺃﻱ :ﺼﻨﻴﻊ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻤﻌﻙ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – –rﻜﺼﻨﻴﻊ ﺁل ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻤﻊ ﻤﻭﺴﻰ –.(2) –u
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺒﻀﻌﺔ ﺃﻗﻭﺍل) (3ﻤﻨﻬﺎ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻪ ﻓﻌل ﻤﻘﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﻭﻗﻭﺩ .ﺃﻱ :ﻋﺫﺒﻭﺍ ﺘﻌﺫﻴﺒﺎ ﻜﻤﺎ ﻋـُﺫﺏ ﺁل ﻓﺭﻋﻭﻥ).(4
ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻕ ﻭﺫﺍﺘﻪ .ﻭﻴﺅﻴﺩ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﻗﻭﻟـﻪ –:-I
ﻏـﺪوا َ ِ ﺳﻮء َ َ ِ ﺑﺂل ِ ْ َ ْ َ
وﺣﺎق ِ َ ِ ﻓﻮﻗﺎه اﷲُ َ ِ
وﻳـﻮم
وﻋـﺸﻴﺎ َ َ ْ َ ﻳﻌﺮﺿـﻮن َ َ ْ َ
ﻋﻠﻴﻬـﺎ ُ ُ َ اﻟﻨـﺎر ُ ْ َ ُ َ
اﻟﻌـﺬابِ * ﱠ ُ ﻓﺮﻋﻮن ُ ُ ﺳﻴﺌﺎت َﻣﺎ ﻣ َﻜ َُﺮوا َ َ َ َ ﱢ ]ََ َ ُ
أﺷﺪ َ َ ِ
اﻟﻌﺬاب[).(5 أدﺧﻠﻮا َ َآل ﻓِ ْ َ ْ َ
ﺮﻋﻮن َ َ ﱠ اﻟﺴﺎﻋﺔ َ ْ ِ ُ
ﺗﻘﻮم ﱠ َ ُ
َُ ُ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻔﻌل )ﻟﻥ ﺘﻐﻨﻲ( ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻟﻥ ﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻡ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩﻫﻡ ﻤﺜلَ ﻤـﺎ ﻟـﻡ ﺘﻐـﻥِ ﻋـﻥ
ﺃﻭﻟﺌﻙ).(6
ﻭﻀﻌـّﻑ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﺯﻭﻡ ﺍﻟﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭﻤﻌﻤﻭﻟﻪ ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻭﻫـﻲ ﻗﻭﻟـﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺃﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ ﻭﻗﻭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺭ( ،ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻬﺎ ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﺒﺭ ﺇﻥ ،ﺃﻭ ﻤﻌﻁﻭﻓـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠـﺔ
ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻜﺩﺓ ﺒﺈﻥ .ﺃﻤﺎ ﺇﻥ ﺠﻌﻠﺕ ﺠﻤﻠﺔ ﺍﻋﺘﺭﺍﻀﻴﺔ – ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺒﻌﺩ – ﺠﺎﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل).(7
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﻔﻌل )ﻓﺄﺨﺫﻫﻡ ﺍﷲ ﺒﺫﻨﻭﺒﻬﻡ( .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻓﺄﺨﺫﻫﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺨﺫﹰﺍ ﻜﻤﺎ ﺃﺨﺫ ﺁل ﻓﺭﻋﻭﻥ).(8
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﻤﻨﺎﺴـﺒﺎ .ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺭﺍﺩ ﻫـﻭ )( 9
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل
ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺃﺨﺫﻫﻡ ﺍﷲ ﺒﺫﻨﻭﺒﻬﻡ ،ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﺨﺫ ﻗﺭﻴﺸﹰﺎ ﺒﺫﻨﻭﺒﻬﻡ ﻜﻤﺎ ﺃﺨﺫ ﺁل ﻓﺭﻋـﻭﻥ
ﻤﻥ ﻗﺒل .ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻫﻭ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
154
ﺑﺨﲑ ِﻣﻦ َذ ِ ُ ِ ِ
ﻟﻠﺬﻳﻦ ﱠ َ ِ
ﱠﺎت اﺗﻘﻮا ﻋﻨ َْﺪ َ ﱢ ِ ْ
رﲠﻢ َﺟﻨ ٌ ﻟﻜﻢ ﱠ َ ْ ْ أؤﻧﺒﺌﻜﻢ ِ َ ْ ٍ ْ
ﻗﻞ َ ُ َ ﱢ ُ ُ ْﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ُ ] :
ﺑﺼﲑ ِ ِ ِ ِ ﻣﻄﻬﺮة ِ ْ ٌ ِ اﻷﳖﺎر َ ِ ِ ِ ِ َِْ ِ
ﺑﺎﻟﻌﺒﺎد *
َ ﻣﻦ اﷲِ َواﷲُ َ ٌ
ورﺿﻮان َ َ ﻓﻴﻬﺎ َ َ ْ َ ٌ
وأزواج ُ َ ﱠ َ ٌ َ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ َ
َ ﲢﺘﻬﺎ َ ْ َ ُ ﻣﻦ َ ْ َ
ﲡﺮي ْ
ﻋﺬاب اﻟﻨ ِ ِ ِ ِ
ﱠﺎر[ }آل ﻋﻤﺮان.{16،15: رﺑﻨَﺎ ِ ﱠإﻧﻨَﺎ َ َآﻣﻨﱠﺎ َ ْ ْ
ﻓﺎﻏﻔﺮ َﻟﻨَﺎ ُ ُ َ
ذﻧﻮﺑﻨَﺎ َوﻗﻨَﺎ َ َ َ اﻟﺬﻳﻦ َ ُ ُ َ
ﻳﻘﻮﻟﻮن َ ﱠ ]ﱠ َ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ( ﺍﻟﻤﺤﺎل ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ﻭﺍﻟﺠﺭ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺭﻓﻊ :ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﺼﺏ :ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺭ :ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﺕ ﻟﻘﻭﻟﻪ) :ﻟﻠﺫﻴﻥ ﺍﺘﻘﻭﺍ ﻋﻨﺩ ﺭﺒﻬﻡ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻓﻊ ،ﻭﻜﺄﻥ ﺴﺎﺌﻼﹰ ﺴﺄل :ﻤـَﻥ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﺘﻘﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﺌﺯﻭﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟـﻨﻌﻡ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠـﺔ
ﻭﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ؟ ﻓﻘﻴل ﻟﻪ :ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺭﺒﻨﺎ .(2)...
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺏ ،ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺃﻋﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻤﺩﺡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺭﺒﻨﺎ...
ﺃﻱ :ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﺭﺒﻬﻡ )( 3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭ ،ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻟﻠﺫﻴﻥ ﺍﺘﻘﻭﺍ ﻋﻨﺩ ﺭﺒﻬﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ
ﺠﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﺭﺒﻨﺎ...
ﻭﺍﻋﺘﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺤل ﺒﺄﻨﻪ ﺒﻌﻴﺩ ﺠﺩﺍ ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻔﻭﺍﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻭﺍﻟﻤﺘﺒـﻭﻉ ،ﻭﻟﻜـﻥ ﺍﻷﻟﻭﺴـﻲ
ﺃﺠﺎﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﺽ ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﻭﺃﺠﻴﺏ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺒﺄﺱ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻜﻤﺎ ﻻ ﺒـﺄﺱ ﺒﺎﻟﻔـﺼل ﺒـﻴﻥ
ﺍﻟﻤﻤﺩﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﺩﺡ ﺇﺫ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺤﺔ ﺍﻟﻤﻘﻁﻭﻋﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﻠﺯﻡ ﺤـﺫﻑ ﺍﻟﻨﺎﺼـﺏ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻟﺌﻼ ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻥ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ .(4)"...
ﻭﺭﺠﺢ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ ﺍﻟﻤﺤل ﺍﻷﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻷﻅﻬﺭ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 361/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 69/3ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ.130/1 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ– ، 26/2ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ –
، 165/3ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – .417/2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .201/7
) (4ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – .165/3
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – .26/2
155
ِ واﳌﻨ ِ ِ َ دﻗﲔ َ َ ِ ِ َ
واﻟﺼﺎ ِ ِ َ
ْﻔﻘﲔ َ ُ ْ َ ْ ِ َ
واﳌﺴﺘﻐﻔﺮﻳﻦ واﻟﻘﺎﻧﺘﲔ َ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﱠ ِ ِ َ
اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ َ ﱠ
ِ َْ َ ِ
ﺑﺎﻷﺳﺤﺎر[ }آل ﻋﻤﺮان{17:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺇﻋﺭﺍﺏ )ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.ﻭﻓﻴﻪ
ﻭﺠﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺃﻭ ﺠﺭ ﻜﺎﻥ )ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ( ﻨﻌﺘﹰﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨـﺼﺏ ﺃﻭ
ﺍﻟﺠﺭ ﻜﺫﻟﻙ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻓﻴﺘﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ )ﺍﻟـﺼﺎﺒﺭﻴﻥ(
ﻤﻨﺼﻭﺒﺎ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﺕ ﻻﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل .ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨـﺼﺏ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ ﻤـﺩﺡ
ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﺭﺒﻨﺎ ﺇﻨﻨﺎ ﺁﻤﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ.
ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﺃﻋﺩ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ :ﺭﺒﻨﺎ ﺇﻨﻨﺎ ﺁﻤﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ ...ﺠﻨﺎﺕ ﺘﺠـﺭﻱ
ﻤﻥ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﺨﺎﻟﺩﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺜﺎﻨﻴـﺎ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ،ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻜﺄﻨﻪ ﻗﻴل :ﻤـَﻥ
ﻫﻡ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻘﻭﻥ؟ ﻓﻘﻴل :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻜﺫﺍ ﻭﻜﺫﺍ ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﺼﺎﺒﺭﻴﻥ.
ﻳﺪﻋﻮن ِ َإﱃ ِ َ ِ
ﻛﺘﺎب اﷲِ ﻣﻦ ِ َ ِ
اﻟﻜﺘﺎب ُ ْ َ ْ َ أوﺗﻮا َ ِ ِ
ﻧﺼﻴﺒﺎ َ
ً
ِ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :أﱂ ْ َ َﺗﺮ ِ َإﱃ ﱠ َ
اﻟﺬﻳﻦ ُ ُ
وﻫﻢ ُ ْ ِ ُ َ ﻳﺘﻮﱃ ﱠ َ ِ ِ ِ
ﻣﻌﺮﺿﻮن[ }آل ﻋﻤﺮان{23: ْﻬﻢ َ ُ ْ ﻓﺮﻳﻖ ٌ ﻣﻨ ُ ْ ﻟﻴﺤﻜﻢُ َﺑﻴﻨ َ َْﻬﻢُ ْﺛﻢ ُ ﱠ َ َ َ
َ ْ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ )ﻟِﻴﺤﻜﹶﻡ (ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻜﺎﻑ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻟِﻴﺤﻜﹸﻡ (ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻀﻡ ﺍﻟﻜﺎﻑ).(2
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 361/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.69/3
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .171/2
156
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻋﻨـﺩ ﺘﻔـﺴﻴﺭ
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﺒﻌﺙ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ] .(...ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ [213 -
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﺃﻻ ﺘﻌﺠﺏ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – –rﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻭﺘﻭﺍ ﻨﺼﻴﺒﺎ ﻭﺍﻓـﺭﺍ ﻤـﻥ ﻜﺘـﺎﺒﻬﻡ
ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺼﺤﺘﻪ ﻭﻴـُﺩﻋﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻴـﻪ ،ﻭﻟﻜـﻨﻬﻡ ﻴﻘﻭﻟـﻭﻥ
ﻭﻴﻌﺭﻀﻭﻥ ﻋﻥ ﻗﺒﻭل ﺤﻜﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻬﻡ .
)( 1
ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻓﻠﺯﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﻓﻔﺎﻗﻪ ،ﻭﺼﻨﻑ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ :ﻜﺘﺎﺏ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺒﺎﻷﻫﻭﺍﺯ ﺴﻨﺔ 180ﻫـ،
ﻭﻜﻠﻤﺔ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﺒﺎﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ( – ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ – ،190/10ﻭ)ﺍﻷﻋﻼﻡ( –
ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – . 81/5
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .2/8
157
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﻗﺩ ﺃﺠﺎﺯﺍ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﺕ .ﻭﻗﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﻗﻭﻟﻬﻤﺎ" :ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻴﻡ ﺒﺩلٌ ﻤﻥ )ﻴﺎ( ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻯ ﻤﻊ )ﻴﺎ( ﻻ ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻭﺼﻔﻪ ،ﻓﻜﺫﺍ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻭﺽ ﻤﻨﻬـﺎ،
ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺒﻨﻴـﺎ ﻤـﻊ )( 1
ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﻟﻡ ﻴﺘﻐﻴﺭ ﻋﻥ ﺤﻜﻤﻪ ،ﺃﻻ ﺘﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺒﻘﺎﺌﻪ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻡ
)ﻴﺎ(").(2
وآل ِ ْ َ َ
ﻋﻤﺮان َ َ
ﻋﲆ ِ
وآل ِ ْ َ َ
إﺑﺮاﻫﻴﻢ َ َ َ وﻧﻮﺣﺎ َ َ َ اﺻﻄﻔﻰ َ َ َ
آدم َ ُ ً ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ
إن اﷲَ ْ َ َ
ِ ِ ﻣﻦ َ ْ ٍذرﻳﺔ ُ ِ َ َِ َ
ﻋﻠﻴﻢ[ }آل ﻋﻤﺮان{34،33:
ﺳﻤﻴﻊ َ ٌ
ﺑﻌﺾ َواﷲُ َ ٌ اﻟﻌﺎﳌﲔ * ُ ﱢ ﱠ ً َ ْ َ
ﺑﻌﻀﻬﺎ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺫﺭﻴﺔﹰ( ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺩل).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﺍﺼﻁﻔﺎﻫﻡ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻬﻡ ﺒﻌـﻀﻬﻡ ﻤـﻥ ﺒﻌـﺽ .ﺃﻱ :ﺫﺭﻴـﺔ
ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻭﻟﺩ ﺒﻌﺽ) .(4ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺍﺼﻁﻔﺎﻫﻡ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻬﻡ ﺫﺭﻴﺔ ﻤﺘﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﺘﺸﻌﺒﺔ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤـﻥ
ﺒﻌﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺏ).(5
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺁﺩﻡ ﻭﻨﻭﺤﺎ ﻭﺁل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺫﺭﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻓﺎﻟﺫﺭﻴﺔ ﻫﻡ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻭﺭﺩ
ﺫﻜﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ.
158
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ﻨﺼﺏ ﺫﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ ﻓﺴﺭ )ﺫﺭﻴﺔ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤـﻥ ﺒﻌـﺽ( ﺒﻤﻌﻨـﻰ
ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺤﺎل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻨﺫﺭﺕ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻁﻨﻬﺎ ﺤﺎلَ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺤﺭﺭﺍ ﺃﻱ ﻤﻌﺘﻘﹰـﺎ ﻟﺨﺩﻤـﺔ ﺒﻴـﺕ
ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻓﻘﻁ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺸﻐﻠﻪ ﺃﻱ ﺸﺄﻥ ﺁﺨﺭ .ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻨﻲ ﻨﺫﺭﺕ ﻟﻙ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻁﻨﻲ ﻤﺤـﺭﺭﺍ
ﺃﻱ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺨﻠﺼﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻨﻲ ﻨﺫﺭﺕ ﻟﻙ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻁﻨﻲ ﻏﻼﻤﺎ ﻤﺤﺭﺭﺍ ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ).(4
ﻭﻗﺩ ﺠﻌل ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻨﻅﺭﺍ) (5ﺒﻴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﻨﺫﺭ( ﻗﺩ ﺃﺨـﺫ
ﻤﻔﻌﻭﻟﻪ ﻭﻫﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻁﻨﻲ( ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﻤﺎ( ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓـﻲ
ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻟﻠﻔﻌل )ﻨﺫﺭ( ،ﻓﹶﻠِﻡ ﻴﺘﻌﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﺇﻟﻰ ﻤﻔﻌﻭل ﺁﺨﺭ؟!).(6
159
ﻭﻗﺩ ﺭﺠﺢ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ) (1ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل). (2
أﻋﻠﻢ ِ َﺑﲈ
أﻧﺜﻰ َواﷲُ َ ْ َ ُ رب ِ ﱢإﲏ َ َ ْ ُ َ
وﺿﻌﺘﻬﺎ ُ ْ َ وﺿﻌﺘﻬﺎ َ َ ْ
ﻗﺎﻟﺖ َ ﱢ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ َ ] :ﱠ
ﻓﻠﲈ َ َ َ ْ َ
وذرﻳﺘﻬﺎ ِﻣﻦ ﱠ َ ِ أﻋﻴﺬﻫﺎ ِ َﺳﻤﻴﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ِ ﱢ ِ ﻛﺎﻷﻧﺜﻰ َ ِ ﱢ
اﻟﺬﻛﺮ َ ُ ْ َ
اﻟﺸﻴﻄﺎنْ ﺑﻚ َ ُ ﱢ ﱠ َ َ َ وإﲏ ُ ُ َ وإﲏ َ ﱠ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ وﻟﻴﺲ ﱠ َ ُ
وﺿﻌﺖ َ َ ْ َ
َ َ َ ْ
ﱠ ِ ِ
اﻟﺮﺟﻴﻢ[ }آل ﻋﻤﺮان{36:
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻴﻪ ﻤﺅﻜﺩﺓ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﻫﺎﺀ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌـل )ﻭﻀـﻌﺘﻬﺎ(
ﺃﻨﻬﺎ ﺃﻨﺜﻰ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻗﺎﻟﺕ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻭﻀﻌﺘﻪ ﻜﺎﻥ ﺃﻨﺜﻰ).(4
ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎل ﻤﺒﻴﻨﺔ ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺒﺎﺩﺭﺕ ﻭﺴﺎﺭﻋﺕ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﻤﺎ ﻭﻀـﻌﺘﻪ ،ﻭﺒﻴـﺎﻥ
ﺠﻨﺴﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﺩﺍﻫﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻴﺒﺔ ﺍﻟﺭﺠﺎﺀ ﺤﻴﻥ ﺭﺃﺕ ﻋﻜﺱ ﺘﻘﺩﻴﺭﻫﺎ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﺭﺠـﻭ ﺃﻥ ﺘﻠـﺩ
ﻏﻼﻤﺎ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻨﺫﺭﺘﻪ ﻤﺤﺭﺭﺍ ﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻭﺨﺩﻤﺘﻪ).(5
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﺈﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻗﺎﻟﺕ ﻤﻘﺎﻟﺘﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺘﺤﺯﻨﹰﺎ ﻭﺘﺤﺴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻤـﺎ ﺃﺼـﺎﺒﻬﺎ،
ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﺸﺭﺡ ﻜﻴﻑ ﻭﻀﻌﺕ ﻤﻭﻟﻭﺩﻫﺎ ﻓﻘﺎﻟﺕ) :ﺇﻨﻲ ﻭﻀﻌﺘﻬﺎ ﺃﻨﺜﻰ(.
) (1ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ :ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻤﺭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ،ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ،ﻤﻔﺴﺭ ﺃﺩﻴﺏ ﻨﺤﻭﻱ ﻟﻐﻭﻱ ،ﻤﻭﻟﺩﻩ ﻭﻭﻓﺎﺘﻪ
ﺒﻤﺼﺭ ،ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻨﻅﺭﺍﺀ ﻨﻔﻁﻭﻴﻪ ﻭﺍﺒﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﺠﺘﻤﻊ ﺒﻌﻠﻤﺎﺌﻪ ،ﺃﺨﺫ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﻔﺵ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ
ﻭﻏﻴﺭﻩ ،ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ ،ﻤﻥ ﻤﺼﻨﻔﺎﺘﻪ :ﺍﻟﻨﺎﺴﺦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺥ ،ﻭﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 338ﻫـ.
ﺍﻨﻅﺭ) :ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ – ، 208/1ﻭ)ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ( – ﻋﺭ ﺭﻀﺎ ﻜﺤﺎﻟﺔ – . 234/8
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ– .370/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ – ، 370/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – ، 133/3
ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .136/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .133/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – .48/2
160
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺒﺩل ﻓﻴﻪ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻁﺎﺒﻘﹰﺎ ﺃﻭ ﺒﺩل ﻜل ﻤﻥ ﻜل .ﻓﻜﻠﻤﺔ )ﺃﻨﺜﻰ( ﺒﺩل ﻤﻥ ﺍﻟـﻀﻤﻴﺭ
ﺍﻟﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل )ﻭﻀﻌﺘﻬﺎ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺩل :ﺃﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺫﻜﺭﺘﻪ .ﻓﺈﻥ ﻤﺎ ﻭﻀﻌﺘﻪ
ﻜﺎﻥ ﺃﻨﺜﻰ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻨﺜﻰ ﻫﻲ ﻤﺎ ﻭﻀﻌﺕ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻟﻔﻌل )ﻭﻀﻌﺕﹸ( ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻌل ﻤﺎﺽٍ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ﻓﻴـﻪ ﻀـﻤﻴﺭ
ﻤﺘﺼل ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻡ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻓﺎﻋل .ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤـﻥ ﻜـﻼﻡ ﺃﻡ ﻤـﺭﻴﻡ –ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ،-ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺘﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻭﻀﻌﺕ.
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺃﻭل ﻜﻼﻤﻪ ﻤﺘﺼﻼﹰ ﺒﺂﺨﺭﻩ ﺤﻴـﺙ ﻗﺎﻟـﺕ:
)ﺭﺏ ﺇﻨﻲ ﻭﻀﻌﺘﻬﺎ ﺃﻨﺜﻰ( ،ﻭﻗﺎﻟﺕ) :ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻜﺎﻷﻨﺜﻰ( ،ﻭﻗﺎﻟﺕ) :ﻭﺇﻨﻲ ﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻤﺭﻴﻡ( ،ﻭﻗﺎﻟـﺕ:
)ﻭﺇﻨﻲ ﺃﻋﻴﺫﻫﺎ ﺒﻙ( .ﻓﻜل ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺃﻡ ﻤﺭﻴﻡ –ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ -ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﻤـﺎ
ﻗﺎﻟﺘﻪ .ﻭﺤﺠﺘﻬﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﺕ) :ﺭﺏ ﺇﻨﻲ ﻭﻀﻌﺘﻬﺎ ﺃﻨﺜـﻰ( ﻓﻜﺄﻨﻬـﺎ ﺃﺨﺒـﺭﺕ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺄﻤﺭ ﻫﻭ ﺃﻋﻠﻡ ﺒﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺘﺩﺍﺭﻜﺕ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ) :ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ ﺒﻤﺎ ﻭﻀﻌﺕﹸ(.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻌﻅﻴﻡ ﷲ – –Iﻭﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﺯﻴﻪ ﻟﻪ –ﺠـل
ﻭﻋﻼ– ﺃﻥ ﻴﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺸﻲﺀ ،ﻓﺫﻜﺭﺘﻪ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻫﻠﻪ).(3
) (1ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ :ﺸﻌﺒﺔ ﺒﻥ ﻋﻴﺎﺵ ﺒﻥ ﺴﺎﻟﻡ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺭﺍﻭﻱ ﻋﻥ ﻋﺎﺼﻡ ،ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺕ ﻜﺎﻥ
ﺇﻤﺎﻤﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﻤﻼﹰ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 193ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 325/1ﻭ)ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺭ( – ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ – .134/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 180/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ -ﺹ .62
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 36/1ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ،
ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 160ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ،180
ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ .233/3 -
161
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ) :ﻭﻀﻌﺕﹾ( ﻓﺎﻟﻔﻌل ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎﺽٍ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ،ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺤﺭﻑ ﺘﺄﻨﻴﺙ
ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻭﺍﻟﻔﺎﻋل ﻀﻤﻴﺭ ﻤﺴﺘﺘﺭ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻫـﻲ( ﻴﻌـﻭﺩ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻤﺭﺍﻥ.
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﻨﻪ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﺃﻡ ﻤـﺭﻴﻡ – ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﺍﻟﺴﻼﻡ -ﺒﻤﺎ ﻭﻀﻌﺘﻪ).(1
ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﺒﻴﻥ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻗﺎﺌﻼﹰ" :ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺀﺘﻴﻥ:
ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺕ ﺫﻟﻙ ﺘﺤﺴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﻨﺜﻰ ﻟﻴﺴﺕ ﻜﺎﻟﺭﺠل ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻓﺄﻋﻠﻤﻬﺎ ﺍﷲ ﺒﻨﻔﺎﺴﺔ
ﻤﺎ ﻭﻀﻌﺕ ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺄﻟﺘﻪ").(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺍﷲ – -Iﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺯﻜﺭﻴﺎ – -uﺃﻥ ﺠﺒﺭﻴل – -uﻨﺎﺩﺍﻩ
ﺒﺎﻟﺒﺸﺭﻯ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻗﺎﺌﻡ ﻴﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﻤﺤﺭﺍﺒﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺠﺒﺭﻴل – -uﻨﺎﺩﻯ ﺯﻜﺭﻴﺎ – -uﺤﺎل ﻜﻭﻨﻪ ﻗﺎﺌﻤﺎ ﻴﺼﻠﻲ ﻓﻲ
ﻤﺤﺭﺍﺒﻪ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ،36/1ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ –
ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 160ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ،180ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ –
ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ.233/3 -
) (2ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭ :ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ،ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ -ﺹ .181
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 373/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.151/3
162
ﳞﻢ ِ ْ اﻟﻐﻴﺐ ُ ِ ِ
ﻧﻮﺣﻴﻪ ِ َ ْ َ ذﻟﻚ ِﻣﻦ َ ِ ِ
إذ ﻟﺪ ْ ِ ْ
وﻣﺎ ُﻛﻨ َْﺖ َ َ
إﻟﻴﻚ َ َ أﻧﺒﺎء َ ْ ِ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ْ ْ َ َ ] :
ﻟﺪﳞﻢ ِإذْ َﳜ َ ِ ُ َ
ْﺘﺼﻤﻮن[ }آل ﻋﻤﺮان.{44: ْﺖ َ َ ْ ِ ْ
وﻣﺎ ُﻛﻨ َ
ﻣﺮﻳﻢ َ َ
ﻳﻜﻔﻞ َ ْ َ َ أﻗﻼﻣﻬﻢ َ ﱡ ُ ْ
أﳞﻢ َ ْ ُ ُ ﻳﻠﻘﻮن َ ْ َ َ ُ ْ
ُُْ َ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :
ﻴﺤﺘﻤل ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ )ﺫﻟﻙ( ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ :ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺫﻟﻙ.
ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺃﻨﹼﺎ ﻨﻭﺤﻲ ﺇﻟﻴﻙ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – -rﺍﻟﻐﻴﺏ ﻭﻨﻁﻠﻌﻙ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺹ ﻤﻥ
ﺘﻘﺩﻤﻙ ﻤﻊ ﻋﺩﻡ ﻤﺩﺍﺭﺴﺘﻙ ﻷﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻷﺨﺒﺎﺭ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺫﻜﺭﻩ ﺍﷲ – -Uﻤﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﺍﺒﻨﺘﻬﺎ ﻤﺭﻴﻡ –
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،-ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻗﺹ ﻤﻥ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺯﻜﺭﻴﺎ ﻭﺍﺒﻨﻪ ﻴﺤﻴﻰ-ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،-ﻭﺴﺎﺌﺭ ﻤﺎ ﻗﺹ ﻓﻲ
ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﺩﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺍﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ،ﻓﻜل ﺫﻟﻙ ﻜﺎﺌﻥ ﻤﻥ ﺃﺨﺒﺎﺭ
ﺍﻟﻐﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺒﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﻭﻋﻥ ﻗﻭﻤﻪ .ﻭﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻻ ﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻭﺤﻲ).(3
ﻭﻗﺩ ﺤﺴﻥ ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 376/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.170/3
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ .170/3 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 326/3ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ 66/4 -
،ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ، 504/1 -ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ ، 238/1 -ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ
ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ، 85/3 -ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ .253/3 -
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ.479/2 :
163
ﺑﴩ َ َ
ﻗﺎل ِ وﻟﺪ َ َ رب َ ﱠأﻧﻰ َ ُ ُ
ﻳﻜﻮن ِﱄ َ َ ٌ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ َ َ ] :
ﻳﻤﺴﺴﻨﻲ َ َ ٌ
وﱂ ْ َ ْ َ ْ ﻗﺎﻟﺖ َ ﱢ
ََِ ِ
ن[ }آل ﻋﻤﺮان.{47: ﻛﻦ َ َ ُ
ﻓﻴﻜﻮ ُ ﻳﻘﻮل َ ُﻟﻪ ُ ْ أﻣﺮا َ ِ ﱠ َ
ﻓﺈﻧﲈ َ ُ ُ ﻗﴣ َ ْ ً ﻳﺸﺎء ِ َ
إذا َ َ ﻛﺬﻟﻚ اﷲُ ﳜ َْﻠﻖُ ُ َﻣﺎ َ َ ُ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ :
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ )ﻓﻴﻜﻭﻥ (ﺒﻨﺼﺏ ﺍﻟﻨﻭﻥ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻓﻴﻜﻭﻥ (ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﻭﻥ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺑﺪﯾﻊ ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺸﺭﺡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
أﻣﺮا ﻓﺈﻨﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﻟﻪ ﻜﻥ ﻓﻴﻜﻮن(} .اﻟﺒﻘﺮة. {117:
اﻟﺴﻤﻮات ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺇﺫﺍ ﻗﴣ ً
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ)" :ﻗﺎﻟﺕ( ﻴﻌﻨﻲ ﻤﺭﻴﻡ )ﺭﺏ( ﻴﻌﻨﻲ ﻴﺎ ﺴﻴﺩﻱ ﺘﻘﻭل ﻟﺠﺒﺭﻴل ﻟﻤﺎ ﺒﺸﺭﻫﺎ ﺒﺎﻟﻭﻟﺩ،
ﻭﻗﻴل :ﺘﻘﻭﻟﻪ ﷲ –) :-Uﺃﻨﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻲ ﻭﻟﺩ( ﺃﻱ ﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻲ ﻭﻟﺩ )ﻭﻟﻡ ﻴﻤﺴﺴﻨﻲ ﺒﺸﺭ( ﺃﻱ ﻟﻡ
ﻴﺼﺒﻨﻲ ﺭﺠل ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻗﺎﻟﺕ ﺫﻟﻙ ﺘﻌﺠﺒﺎ ﻻ ﺸﻜﹰﺎ ﻓﻲ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﺇﺫ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺠﺭﺕ ﺃﻥ ﻴﻭﻟﺩ
ﻭﻟﺩ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﺏ )ﻗﺎل ﻜﺫﻟﻙ ﺍﷲ ﻴﺨﻠﻕ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ( ﻴﻌﻨﻲ ﻫﻜﺫﺍ ﻴﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﻤﻨﻙ ﻭﻟﺩﺍ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻤﺴﻙ
ﺒﺸﺭ ،ﻓﻴﺠﻌﻠﻙ ﺁﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻋﺒﺭﺓ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺨﻠﻕ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻭﻴﺼﻨﻊ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ﻭﻫﻭ ﻗﻭﻟﻪ) :ﺇﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺃﻤﺭﺍ
ﻴﻌﻨﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ" . ﻓﺈﻨﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﻟﻪ ﻜﻥ ﻓﻴﻜﻭﻥ(
)(3 )( 2
164
ﺍﻷﻭل :ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﺒﻔﻌل ﻤﻀﻤﺭ ﻴﻠﻴﻕ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﺒﻪ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻴﻪ )ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ( ﻓﻴﻜﻭﻥ )ﺭﺴﻭﻻﹰ( ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﺒﻪ ﺜﺎﻥٍ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻀﻤﻴﺭ
ﺍﻟﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺃﻭل.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﺃﻭ ﻭﻴﺒﻌﺜﻪ ﺭﺴﻭﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل).(2
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻋﺩل ﻋﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺩﻻﻟﺔ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ :ﻭﻴﻜﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺴﻭﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل.
ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ – -uﺒﻌﺩﻩ) :ﺃﻨـﻲ
ﻗﺩ ﺠﺌﺘﻜﻡ ﺒﺂﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﺒﻜﻡ( .ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﻴﻜﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺴﻭﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل :ﺃﻨﻲ ﻗـﺩ ﺠﺌـﺘﻜﻡ
ﺒﺂﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﺒﻜﻡ .ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺍﺨﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 379/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 186/3ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ، 413/1 -ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ
ﻁﺎﻟﺏ – .141/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ، 337/3 -ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ –
، 239/1ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ – ، 92/3ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – ، 486/2ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ
ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – .60/2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ .337/3 -
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ .413/1 -
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 379/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 192/3ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ، 413/1 -ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ
ﻁﺎﻟﺏ .141/1 -
165
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺭﺴﻭﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺄﻨﻲ ﻗﺩ ﺠﺌﺘﻜﻡ ﺒﺂﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﺒﻜﻡ ﺒﺄﻥ ﺃﺨﻠﻕ ﻟﻜﻡ ﻤـﻥ ﺍﻟﻁـﻴﻥ
ﻜﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻁﻴﺭ) .(1ﻓﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺒﺩل ﺒﻌﺩ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﺨﺎﻓﺽ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺒﺎﺀ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻪ ﺫﻜﺭ ﻜﻨﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﺒﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ – -uﻭﻫﻲ ﻗﻭﻟﻪ :ﺃﻨﻲ ﺃﺨﻠﻕ ﻟﻜـﻡ،
ﺃﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺠﻤﻠﺔ ﺒﻴﺎﻨﻴﺔ ﻟﻜﺸﻑ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻥ )ﺁﻴﺔ(.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻜﺄﻥ ﺴﺎﺌﻼﹰ ﺴﺄل :ﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﺒﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ – -u؟ ﻓﻘﻴـل:
ﻫﻲ ﺃﻨﻲ ﺃﺨﻠﻕ ﻟﻜﻡ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﺌﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻓﹰﺎ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺒﻤﺎ ﺘﺄﻜﻠﻭﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﺘﺄﻜﻠﻭﻨﻪ( ﺼﻠﺔ
ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻨﺒﺌﻜﻡ ﻭﺃﺨﺒﺭﻜﻡ ﺒﺎﻟﺫﻱ ﺘﺄﻜﻠﻭﻨﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﻱ )ﻤﺎ( ﻭﺍﻟﻔﻌل )ﺘﺄﻜﻠﻭﻥ( ﻓـﻲ ﻤﺤـل
ﺠﺭ ﺍﺴﻡ ﻤﺠﺭﻭﺭ .ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺒﺄﻜﻠﻜﻡ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﺨﺒﺭﻜﻡ ﺒﺄﻜﻠﻜﻡ.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭﻩ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ" :ﻭﺃﻤﺎ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﺃﻨﺒﺌﻜﻡ ﺒﻤـﺎ ﺘـﺄﻜﻠﻭﻥ(
ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻨﻲ :ﻭﺃﺨﺒﺭﻜﻡ ﺒﻤﺎ ﺘﺄﻜﻠﻭﻥ ﻤﻤﺎ ﻟﻡ ﺃﻋﺎﻴﻨﻪ ﻭﺃﺸﺎﻫﺩﻩ ﻤﻌﻜﻡ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺃﻜﻠﻜﻤﻭﻩ.(5)"...
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻭل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ )ﻤﺎ( ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ،ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ
ﻴﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻭﻜﺄﻥ ﺸﻴﺌًﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻤﺤﺩﺩﺍ ﻤﻌﻴﻨﹰﺎ ﺒﻌﻴﻨﻪ ﻭﺫﺍﺘﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺒﺭﻫﻡ ﺒﻪ ،ﺤﻴـﺙ
ﻜﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ – -uﻴﺨﺒﺭ ﻜل ﺸﺨﺹ ﺒﺎﻟﺫﻱ ﻴﺄﻜﻠﻪ ﻭﻫﺫﻩ ﻤﻌﺠﺯﺓ.
166
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ )ﻤﺎ( ﻤﺼﺩﺭﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻴﺸﻤل ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﻴﺄﻜﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭﺘﻬﻡ
ﺩﻭﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﺸﻲﺀ ﺒﻌﻴﻨﻪ.
ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺍﻷﺠﻭﺩ).(1
ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻤﺎ ﺘﺩﺨﺭﻭﻥ( ﻴﺄﺨﺫ ﻨﻔﺱ ﺤﻜﻡ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺒﻤﺎ ﺘـﺄﻜﻠﻭﻥ( ﺇﺫ ﺇﻨﻬـﺎ ﺠﻤﻠـﺔ
ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺃﻨﺒﺌﻜﻡ ﺒﺎﻟﺫﻱ ﺘﺩﺨﺭﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﺒﻴﻭﺘﻜﻡ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺃﻨﺒﺌﻜﻡ ﺒﺎﺩﺨﺎﺭﻜﻡ.
اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﺬاﺑﺎ َ ِ ً
ﺷﺪﻳﺪا ِﰲ ﱡ ْ َ ﻛﻔﺮوا َ ُ َ ﱢ ُ ُ ْ
ﻓﺄﻋﺬﲠﻢ َ َ ً اﻟﺬﻳﻦ َ َ ُ
ِ
ﻓﺄﻣﺎ ﱠ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ َ ] :ﱠ
ِ ِ
اﻟﺼﺎﳊﺎت َ ُ َ ﱢ ِ اﻟﺬﻳﻦ َ َآﻣﻨُﻮا َ َ ِ ُ
ﻧﺎﴏﻳﻦ * َ ِ ِ واﻵﺧﺮة وﻣﺎ َ ِ
ِ ِ
ﻓﻴﻮﻓﻴﻬ ْﻢ ُ ُ َ ُ ْ
أﺟﻮرﻫﻢ َواﷲُ َﻻ وﻋﻤﻠﻮا ﱠ َ ﻣﻦ َ ِ َ َ ﱠ
وأﻣﺎ ﱠ َ ﳍﻢ ْ َ َ َ َ َ ُْ
ﳛﺐ ﱠ ِ َ
اﻟﻈﺎﳌﲔ[ }آل ﻋﻤﺮان.{57،56 :
ِ
ُ ﱡ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺘﻴﻥ ﻭﺠﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻌﺩﻩ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻟﻔﻌل ﻤﻀﻤﺭ ﻴﻔﺴﺭﻩ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﺇﺨﺒﺎﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺎﻗﺒﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻜﻔـﺭﻫﻡ
ﻫﺫﺍ ﺒﺘﻌﺫﻴﺒﻬﻡ ﻋﺫﺍﺒﺎ ﺸﺩﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻭﻋﻤﻠﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺃﻨـﻪ ﺴـﻴﺠﺯﻴﻬﻡ ﻋﻠـﻰ ﺇﻴﻤـﺎﻨﻬﻡ ﻭﻋﻤﻠﻬـﻡ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺒﺘﻭﻓﻴﺘﻬﻡ ﺃﺠﻭﺭﻫﻡ ﺃﺘﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ :ﺃﻋﺫﹼﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻵﺨﺭ:ﻴﻭﻓﻲ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨـﻭﺍ
ﻭﻋﻤﻠﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ.
ﻭﺍﻷﻅﻬﺭ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻀﻌﻴﻑ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ )ﺃﻤﺎ( ﻻ ﻴـﺄﺘﻲ
ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺇﻻ ﺍﻻﺴﻡ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﺘﺩﺃ .ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺄﺘﻲ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﺍﻤﺘﻨﻊ ﺠﻌل ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟـﺫﻱ ﺒﻌـﺩﻫﺎ
167
ﻤﻨﺼﻭﺒﺎ ﺒﻔﻌل ﻤﻀﻤﺭ .ﻭﻤﻥ ﺃﺠﺎﺯ ﺫﻟﻙ ﺘﻜﻠﻑ؛ ﻷﻨﻪ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤـﻀﻤﺭ ﻤﺘـﺄﺨﺭﺍ ﻋـﻥ ﺍﻻﺴـﻡ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺏ ﻭﻻ ﻴﻀﻤﺭﻩ ﻗﺒﻠﻪ ﺒﺤﺠﺔ ﺃﻥ )ﺃﻤﺎ( ﻻ ﻴﻠﻴﻬﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﺒﺘﺔ .ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔـﺼﻴﺢ
ﻓﻜﻴﻑ ﺒﺄﻓﺼﺢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻫﻭ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ –.(1)-U
واﻟﺬﻛﺮ َ ِ ِ
اﳊﻜﻴﻢ[ ﻋﻠﻴﻚ ِﻣﻦ َ ِ
اﻵﻳﺎت َ ﱢ ْ ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ِ َ ] :
ذﻟﻚ َ ْ ُ ُ
ﻧﺘﻠﻮه َ ْ َ َ َ
}آل ﻋﻤﺮان.{58:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺫﻟﻙ( ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻭﺠﻪ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻨﺘﻠﻭﻩ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺒﺈﻀﻤﺎﺭ ﻓﻌل ﻴﻔﺴﺭﻩ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ.
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ )ﺫﻟﻙ( ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ )ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ().(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻴﺨﺒﺭ ﺍﷲ – -Uﻋﻨﻬﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻠﻭﻫﺎ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻭﺤﻲ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﻫﻭ ﻭﻻ ﻗﻭﻤﻪ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺍﻷﻤﺭ ﺫﻟﻙ.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻨﹼﺎ ﻨﺘﻠﻭ ﻋﻠﻴﻙ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – -rﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺄﺘﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﻤـﻥ ﺒـﻴﻥ
ﻴﺩﻴﻪ ﻭﻻ ﻤﻥ ﺨﻠﻔﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻨﺘﻠﻭ ﺫﻟﻙ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﻨﺘﻠﻭ( ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻭﻨﺼﺒﻪ
ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ).(4
ﻭﻫﻭ ﻭﺠﻪ ﻀﻌﻴﻑ؛ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺇﻀﻤﺎﺭ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﺘﻜﻠﻔﹰﺎ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ، 215/3 -ﻭﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ
ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ .137/1 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 382/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 216/3ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ .421/1 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ، 515/1 -ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ .73/8 -
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ .46/2 -
168
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺘﻠﻭﻩ ﻋﻠﻴﻙ ﻜﺎﺌﻥ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺍﺕ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺒﻭﺘﻙ ﻭﺼﺩﻗﻙ).(1
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻥ ﻻ ﻴﺠﻴﺯﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﺴﻤﺎ ﻤﻭﺼﻭﻻﹰ
ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ )ﺫﺍ( ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﺨﺎﺼﺔ).(2
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﺭﺃﻯ ﻭﺠﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺍﻷﻭﺠﻪ ﺍﻷﺭﺒﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻭﻫـﻭ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ( ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺤﺫﻭﻑ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ.
ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺫﻟﻙ ﻨﺘﻠﻭﻩ ﻋﻠﻴﻙ ﻜﺎﺌﻥ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ .ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ" :ﻭﻗﻭﻟﻪ) :ﻤﻥ ﺍﻵﻴـﺎﺕ( ﺨﺒـﺭ
)ﺫﻟﻙ( ﺃﻱ ﺇﻥ ﺘﻼﻭﺓ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻴﻙ ﻤﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﺼﺩﻗﻙ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ؛ ﻓﺈﻨﻙ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺘﻌﻠﻡ ﺫﻟﻙ ﻭﻫـﻭ
ﺫﻜﺭ ﻭﻤﻭﻋﻅﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ .ﻭﻫﺫﺍ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﻥ ﺠﻌل )ﻨﺘﻠﻭﻩ( ﺨﺒﺭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺃﺨﺭﻯ").(3
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺤﺘﻤﻠﻪ ﺍﻟﻭﺠـﻪ
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﻌل )ﺫﻟﻙ( ﺍﺴﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﺴﻤﺎ ﻤﻭﺼﻭﻻﹰ ﻜﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻭﻥ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ) :ﻭﺃﻭﻟﺌـﻙ ﻫـﻡ
ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻭﻥ(.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ، 421/1 -ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ .433/1 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ .217/3 -
) (3ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ .262/3 -
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – .383/1
169
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ" :ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻬﻭ ﺍﻟﻘﺼﺹ ﺍﻟﺤﻕ( ﺒﺎﻟﺫﻱ ﻗﺼﺼﻨﺎﻩ ﻋﻠﻴﻙ ﻓﻲ ﺸـﺄﻥ ﻋﻴـﺴﻰ
– ،-uﻭﺇﻨﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ ﻭﻜﻠﻤﺘﻪ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﻴﻡ ﻭﺭﻭﺡ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺃﻨـﻪ ﻻ ﺇﻟـﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺃﻱ :ﻻ
ﻤﻌﺒﻭﺩ ﺒﺤﻕ ﺇﻻ ﻫﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻟﻬﻭ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻤﺎﻨﻊ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﺃﺭﺍﺩﻩ ،ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﻓـﻲ
ﺨﻠﻘﻪ ﻭﺘﺩﺒﻴﺭﻩ").(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺎﻟﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻻﹼ ﻨﻌﺒﺩ ﺇﻻ ﺍﷲ .ﺃﻱ ﺇﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟـﻪ) :ﺃﻻ ﻨﻌﺒـﺩ ﺇﻻ ﺍﷲ(
ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﻷﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :ﺘﻌﺎﻟﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻜﻠﻤﺔ ،ﻜﺄﻥ ﺴﺎﺌﻼﹰ ﺴﺄل :ﻤﺎ ﻫـﻲ؟
ﻓﻘﻴل ﻟﻪ :ﻫﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻨﻌﺒﺩ ﺇﻻ ﺍﷲ).(4
170
ِ ﻟﺒﴩ َ ْ ِ
ﻛﺎن ِ َ َ ٍ
ﱡﺒﻮة ُ ﱠ
ﺛﻢ اﻟﻜﺘﺎب َ ُ ْ َ
واﳊﻜﻢ َواﻟﻨ ُ ﱠ َ ﻳﺆﺗﻴﻪ اﷲُ َ َأن ُ ْ َ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻣﺎ َ َ
رﺑﺎﻧﻴﲔ ِﺑﲈ ُﻛﻨ ُْﺘﻢ ُ ﱢ َ ِ
ِ ِ ِ ِ ﱠﺎس ُ ُ ِ
ﻳﻘﻮل ِﻟﻠﻨ ِ
وﺑﲈ ُﻛﻨ ُ ْ
ْﺘﻢ اﻟﻜﺘﺎب َ ِ َ
ﺗﻌﻠﻤﻮن َ َْ َ ُ ﻛﻮﻧﻮا َ ﱠ ﱢ َ َوﻟﻜﻦ ُ ُ ﻋﺒﺎدا ِﱄ ْ
ﻣﻦ ُدون اﷲِ َ َ ْ ﻛﻮﻧﻮا َ ً َُ َ
ﺑﻌﺪ ِ ْ
إذ َ ْ ُ ْ
أﻧﺘﻢ أﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ِ ُ ْ ِ
ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ َ ْ َ أرﺑﺎﺑﺎ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ
ﱠﺒﻴﲔ َ ْ َ ً ﺗﺘﺨﺬوا َ َ ِ َ َ
اﳌﻼﺋﻜﺔ َواﻟﻨ ِ ﱢ َ أن َ ﱠ ِ ُ وﻻ َ ْ ُ َ ُ ْ
ﻳﺄﻣﺮﻛﻢ َ ْ ﺗﺪرﺳﻮن* َ َ
َُْ ُ َ
ﻣﺴﻠﻤﻮن[ }آل ﻋﻤﺮان.{80 ،79:ُ ْ ُِ َ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﻭﻋﺎﺼﻡ) (1ﻭﺤﻤﺯﺓ ﻭﺨﻠﻑ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ )ﻭﻻ ﻴﺄﻤﺭﻜﻡ( ﺒﻨﺼﺏ ﺍﻟﺭﺍﺀ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻭﻻ ﻴﺄﻤﺭﻜﻡ( ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﺭﺍﺀ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻤﻥ ﻨﺼﺏ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﺠﻌﻠﻪ ﻤﻌﻁﻭﻓﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌـل ﺍﻟﻤﻨـﺼﻭﺏ
)ﺃﻥ ﻴﺅﺘﻴﻪ( ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻟﻠﻔﻌل )ﻭﻻ ﻴﺄﻤﺭﻜﻡ( ﻀﻤﻴﺭﺍ ﻤﺴﺘﺘﺭﺍ ﻴﻌـﻭﺩ ﻋﻠـﻰ
ﻜﻠﻤﺔ )ﺒﺸﺭ( ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ –. -r
ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﺒﺸﺭ ﺃﻥ ﻴﺅﺘﻴﻪ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺜﻡ ﻴﻘﻭلَ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻜﻭﻨﻭﺍ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﻟـﻲ ﻤـﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ،
ﻭﻻ ﺃﻥ ﻴﺄﻤﺭﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫﻭﺍ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﺃﺭﺒﺎﺒﺎ).(3
ﺃﻤﺎ ﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻗﻁﻌﻪ ﻋﻤﺎ ﺴﺒﻘﻪ ،ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻋﻠـﻰ ﻭﺠـﻪ ﺍﻻﺴـﺘﺌﻨﺎﻑ
ﻭﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل )ﻭﻻ ﻴﺄﻤﺭﻜﻡ( ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻋﻠﻰ )ﺒﺸﺭ( ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻩ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ – .-rﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻴﺨﺒـﺭ
ﻋﻥ ﻨﺒﻴﻪ ﻤﺤﻤﺩ – -rﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺄﻤﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫﻭﺍ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﺃﺭﺒﺎﺒﺎﹰ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.
) (1ﻋﺎﺼﻡ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻨﱠﺠﻭﺩ ﺒﻥ ﺒﻬﺩﻟﺔ ﺍﻷﺴﺩﻱ ﺍﻟﻜﻭﻓﻲ ،ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ،ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ،ﺸﻴﺦ ﺍﻹﻗﺭﺍﺀ ﺒﺎﻟﻜﻭﻓﺔ ﺒﻌﺩ
ﺃﺒﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺼﻭﺘﹰﺎ ﺒﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻭﺍﻹﺘﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ،
ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺨﻠﻕ ﻜﺜﻴﺭ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 127ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – . 346/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 181/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ -ﺹ .67
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 111ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ،168
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ . 350/1 -
171
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﻡ ﺍﷲ – -Uﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﻻ ﻴﺄﻤﺭﻜﻡ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫﻭﺍ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜـﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﺃﺭﺒﺎﺒﺎ ﻤﻥ ﺩﻭﻨﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ.(1)-
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﺠﺎﻤﻌﺎﹰ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ" :ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﷲ ﻭﻻ ﻟﻠﺭﺴﻭل ﺃﻥ ﻴﺄﻤﺭﻜﻡ
ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫﻭﺍ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﺃﺭﺒﺎﺒﺎﹰ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ .(2)" ...
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 111ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ 168
،ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ . 350/1 -
) (2ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ -ﺹ .193
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 181/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ -ﺹ .67
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ،111ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ -ﺹ ،168
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ، 81/1 -ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ .405/3 -
172
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻻﺴﺘﺤﻼﻑ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺤﻠﻑ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﺒﻴـﻴﻥ
ﻟﻠﺫﻱ ﺁﺘﺎﻫﻡ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﺤﻜﻤﺔ ﺃﻨﻪ ﻤﺘﻰ ﺠﺎﺀﻫﻡ ﺭﺴﻭل ﻤﺼﺩﻕ ﻟﻤﺎ ﻤﻌﻬﻡ ﻟﻴﺅﻤﻨﻥ ﺒﻪ ﻭﻟﻴﻨﺼﺭﻨﻪ.
ﺃﻤﺎ ﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻼﻡ ﻓﻘﺩ ﺠﻌل ﺍﻟﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﺒﻴﻥ ﻭﻜﺫﻟﻙ )ﻤﺎ(.
ﺃﻤﺎ ﺍﻷﻭل :ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻼﻡ ﻓﻴﻪ ﻟﻼﺒﺘﺩﺍﺀ .ﻭ)ﻤﺎ( ﺍﺴﻤﺎ ﻤﻭﺼﻭﻻﹰ ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺍﻟﺫﻱ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓـﻊ ﻤﺒﺘـﺩﺃ،
ﻭﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺩﻫﺎ )ﺁﺘﻴﺘﻜﻡ( ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻭﺍﻟﻌﺎﺌﺩ ﻓﻴﻪ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺁﺘﻴﺘﻜﻤﻭﻩ ،ﻭﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘـﺩﺃ
ﺠﻤﻠﺔ )ﻟﺘﺅﻤﻨﻥ ﺒﻪ( .
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﺨﺫ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﻟﻠﺫﻱ ﺁﺘﻴﺘﻜﻤﻭﻩ ﻟﺘﺅﻤﻨﻥ ﺒﻪ ،ﻓﺄﻋﻠﻡ ﺍﷲ – -Iﺃﻨﻪ ﻗـﺩ
ﻋﻬﺩ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺭﺴﻭل ﺃﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴل ﺤﻴﺙ ﺼﺎﺭ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻤﺸﺘﻤﻼﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻴـﺅﻤﻥ
ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﺒﻌﺽ ﻭﺃﻥ ﻴﻨﺼﺭ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﻌﻀﺎ).(1
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻭﻁﺌﻪ ﻟﻠﻘﺴﻡ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﺴﻡ ﺸﺭﻁ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ
ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺜﺎﻥٍ ﻟﻠﻔﻌل )ﺁﺘﻴﺘﻜﻡ( ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁـﺏ )ﺍﻟﻜـﺎﻑ( ﺍﻟﻤﺘـﺼل
ﺒﺎﻟﻔﻌل ،ﻭﺠﻭﺍﺏ ﺍﻵﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﻟﺩﻻﻟﺔ ﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺩ ﻤﺴﺩ ﺍﻟـﺸﺭﻁ ﻭﻫـﻭ ﻗﻭﻟـﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻟﺘﺅﻤﻨﻥ ﺒﻪ(.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﺁﺘﻴﺘﻜﻡ ﺃﻭ ﻤﻬﻤﺎ ﺁﺘﻴﺘﻜﻡ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﺤﻜﻤﺔ ﻟﺘﺅﻤﻨﻥ ﺒﻪ).(2
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺭﺠﺢ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ).(3
ﻛﺎن َ ِآﻣﻨًﺎ
دﺧﻠﻪ َ َ
وﻣﻦ َ َ َ ُ
ِ
ﻣﻘﺎم ِ ْ َ َ
إﺑﺮاﻫﻴﻢ َ َ ْ َﺎت َ َ ُ
آﻳﺎت َ ﱢﺑﻴﻨ ٌ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ ِ ] :
ﻓﻴﻪ َ َ ٌ
اﻟﻌﺎﳌﲔ[ﻋﻦ َ َِ َ ﻏﻨﻲ َ ِ ِ ﻛﻔﺮ َ ِ ﱠ
ﻓﺈن اﷲَ َ ﱞ وﻣﻦ َ َ َ
ﺳﺒﻴﻼ َ َ ْ
اﺳﺘﻄﺎع ِ َ ِ
إﻟﻴﻪ َ ِ ً ﱠﺎس ِﺣﺞ ا ِ
ﻟﺒﻴﺖ َ ِ
ﻣﻦ ْ َ َ َ ْ ﻋﲆ اﻟﻨ ِ ﱡ َ ْ َوﷲِ َ َ
}آل ﻋﻤﺮان.{97:
ﺘﺸﺘﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺒﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ( .
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﻤﻘﺎﻡ (ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻓﻊ:
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ، 437/1 -ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ –
ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ، 81/1 -ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ .404/3 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 169ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ، 336/3 -ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ .533/2 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ –ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ.405/3 -
173
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻨﻬﺎ ﺒﺩل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ .ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﺭﻙ ﺫﻜـﺭ )ﻤـﻥ ﺍﻵﻴـﺎﺕ(
ﺍﻜﺘﻔﺎﺀ ﺒﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺃﺤﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ .
)( 3 )( 2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻟﻠـﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟـﺩﻋﺎﺀ .ﻭﺘﻘـﺩﻴﺭ
ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻫﻭ ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ )ﻟﻠﺫﻱ ﺒﺒﻜﺔ(
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﻥ ﺃﻭل ﺒﻴﺕ ﻭﻀﻊ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻟﻠﺫﻱ ﺒﺒﻜﺔ ﻤﺒﺎﺭﻜﹰﺎ( .ﺃﻱ :ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺒﻜﺔ ﻫـﻭ ﻤﻘـﺎﻡ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ).(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ )ﺍﻵﻴﺎﺕ( ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻡ
ﻜﻠﻪ ،ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 395/1 -ﻭ ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 317/3ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .151/1 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ .15/4 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺒﻴﺎﻨﻪ – ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﺭﻭﻴﺵ .567/1 -
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ .17/4 -
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .151/1 -
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 396/1 -ﻭ ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ -
، 320/3ﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 151/1ﻭﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺒﻴﺎﻨﻪ – ﻤﺤﻴﻲ
ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﺭﻭﻴﺵ – .567/1
174
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل " :ﻓﻴﻪ ﺁﻴﺎﺕ ﺒﻴﻨﺎﺕ ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ،ﻭﻤﻥ ﻴﺩﺨﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﺴﺘﺠﻴﺭﺍ ﺒﻪ ،ﻴﻜﻥ ﺁﻤﻨﹰﺎ ﻤﻤـﺎ
ﺍﺴﺘﺠﺎﺭ ﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻨﻪ").(1
ﻭﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ :ﺇﻥ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻤﻘﺎﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﺃﻤﻥ ﺩﺍﺨﻠﻪ).(2
ﻭﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ" :ﻭﻗﻭﻟﻪ) :ﻤﻥ ﺩﺨﻠﻪ ﻜﺎﻥ ﺁﻤﻨﹰﺎ( ﻋﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺯﺍﻴـﺎ ﺍﻟﺒﻴـﺕ
ﻭﻓﻀﺎﺌﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ،ﻭﺍﻤﺘﻨﺎﻥ ﺒﻤﺎ ﺘﻘﺭﺭ ﻓﻲ ﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ،ﻓﻬﻭ ﺨﺒﺭ ﻟﻔﻅﹰﺎ ﻤـﺴﺘﻌﻤل
ﻓﻲ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﻥ ﻓﻴﻪ ﻗﺩ ﺘﻘﺭﺭ ﻭﺍﻁﹼﺭﺩ.(3)"...
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻴﻪ ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻘﺼﺩ ﺒﻴﺎﻥ ﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺤﺭﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻤـﻥ
ﺩﺨﻠﻪ ﻜﺎﻥ ﺁﻤﻨﹰﺎ).(4
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺤﺞ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺴﺒﻴﻼﹰ ﻤﻨﻬﻡ .ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺒﺩل ﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﻜل،
ﻭﻻ ﺒﺩ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻀﻤﻴﺭ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺩل ﻤﻨﻪ ﻓﻘﹸﺩﺭ ﻫﻨﺎ ﺒـ )ﻤﻨﻬﻡ().(6
175
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻴﻪ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﻟﺤﺎل ﻭﺠﻭﺏ ﻓﺭﺽ ﺍﻟﺤﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ )ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ( ﻓﻌل ﺍﻟﺸﺭﻁ ،ﻭﺠﻭﺍﺒﻪ ﻤﺤﺫﻭﻑ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻤﻥ ﺍﺴـﺘﻁﺎﻉ
ﺇﻟﻴﻪ ﺴﺒﻴﻼﹰ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺞ) .(2ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻁﻑ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻵﻴﺔ ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻤﻘﺎﺒﻼﹰ ﻟـﻪ ﻓـﻲ
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻤﻥ ﻜﻔﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻏﻨﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ().(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻴﺤﺞ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﻤﻨﻬﻡ ﺴﺒﻴﻼﹰ ﺍﻟﺒﻴـﺕﹶ .ﻭﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﻀﺎﻓﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻭﻫﻭ )ﺍﻟﺒﻴﺕ( .ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻀﻌﻴﻑ ﻤـﻥ ﺤﻴـﺙ
ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ.
ﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻓﺈﻥ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﺒﻪ ﻗﻠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻜـﻼﻡ ،ﻭﺃﻨـﻪ ﻻ
ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻻ ﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺸﻌﺭﻴﺔ .ﺃﻱ ﺇﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﻓﺎﻋل ﻭﻤﻔﻌﻭل ﻤﻊ ﺍﻟﻤـﺼﺩﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤـل ﻓﻴﻬـﺎ ﻓﺈﻨﻤـﺎ
ﻴﻀﺎﻑ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻭﻟﻴﺱ ﺇﻟﻰ ﻤﻔﻌﻭﻟﻪ .ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻻ ﻴﺤﻤل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻀـﺭﻭﺭﺓ ﻭﻻ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻀﻌﻑ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻨﺯﻩ ﻋﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ.
ﻭﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺼﺢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﺼﺒﺢ ﺤﻴﻨﺌـﺫٍ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﺃﻭﺠـﺏ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨـﺎﺱ
ﻤﺴﺘﻁﻴﻌِﻬﻡ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻁﻴﻌِﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺤﺞ ﺍﻟﺒﻴﺕﹶ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﻴﻊ .ﻭﻟﻜﻥ ﻓﺭﺽ ﺍﻟﻭﺠﻭﺏ ﻤﺘﻌﻠـﻕ ﺒﺎﻟﻤـﺴﺘﻁﻴﻊ
ﺩﻭﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺤﺞ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺤﺘﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻁﻴﻌِﻬﻡ ﻭﺠـﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺤﺞ ﻋﻨﻬﻡ .ﻭﻫﺫﺍ ﺘﻜﻠﻑ ﻭﺍﻀﺢ).(4
وﻣﺎ اﷲُ ُ ِ ُ
ﻳﺮﻳﺪ ﻋﻠﻴﻚ َ ِ
ﺑﺎﳊﻖ َ ﱢ َ َ ﻧﺘﻠﻮﻫﺎ َ َ َ ْ
آﻳﺎت ُاﷲِ َ ْ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ِ ] :
ﺗﻠﻚ َ َ َ
ﻇﻠﲈ ِ ْ َ َِ َ
ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ[ }آل ﻋﻤﺮان.{108: ُ ًْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺘﻠﻙ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﻨﺘﻠﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ( ﻓﻴﻪ ﻭﺠﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل) :ﺘﻠﻙ( ﺍﺴﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ)ﺁﻴﺎﺕ( ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﻨﺘﻠﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ(
ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل.
176
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) :ﺘﻠﻙ( ﺍﺴﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ)ﺁﻴﺎﺕ( ﺒﺩل ﻤﺭﻓﻭﻉ ،ﻭﺠﻤﻠﺔ )ﻨﺘﻠﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ(
ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺘﺤﻠﻴل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺘﻠﻙ
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﻨﺘﻠﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻭﺇﻨﻙ ﻟﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﻴﻥ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ) :ﺸﺭﻑ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﺤﻤﺩﺍ – -rﺒﺨﻁﺎﺒﻪ ﻭﺍﻟﻭﺤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻘﺎل) :ﺘﻠﻙ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﻨﺘﻠﻭﻫـﺎ
ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ( ﺃﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﻠﻬﺩﻯ ﻭﺍﻟﺨﻴﺭ ﻨﻘﺭﺅﻫﺎ ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻤﺭﻴـﺔ
ﻓﻴﻪ ،ﻭﻻ ﺸﻙ ﻴﻌﺘﺭﻴﻪ ﻓﺒﻠﻐﻬﺎ ﻋﻨﺎ ﻭﺍﺩﻉ ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ ،ﻓﻤﻥ ﺍﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻙ ﻨﺠﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺃﻋﺭﺽ ﻫﻠﻙ ،ﻭﻤﺎ ﺍﷲ
ﻴﺭﻴﺩ ﻅﻠﻤﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻥ .ﻓﻼ ﻴﻌﺫﺏ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻹﻨﺫﺍﺭ").(2
وﻣﺎ ِﰲ َ ْ ِ ِ
ﺗﺮﺟﻊ اﻷرض َ ِ َ
وإﱃ اﷲِ ُ ْ َ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :وﷲِ َﻣﺎ ِﰲ ﱠ َ َ
اﻟﺴﲈوات َ َ
ُُ ُ
اﻷﻣﻮر[ }آل ﻋﻤﺮان.{109:
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﻴﻌﻘﻭﺏ )ﺘﹶﺭﺠِﻌﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﺠﻴﻡ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﺘﹸﺭﺠﻌﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﺒﻀﻡ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺠﻴﻡ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻗﺩ ﺘﻡ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻜﻴﻑ
ﺘﻜﻔﺭﻭﻥ ﺒﺎﷲ ﻭﻜﻨﺘﻡ ﺃﻤﻭﺍﺘﹰﺎ ﻓﺄﺤﻴﺎﻜﻡ ﺜﻡ ﻴﻤﻴﺘﻜﻡ ﺜﻡ ﻴﺤﻴﻴﻜﻡ ﺜﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺘﺭﺠﻌﻭﻥ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﷲ – -Iﺒﻴﻥ "ﺃﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﻟﻜل ﺸﻲﺀ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻫﻭ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟـﺫﻱ ﺘـﺼﻴﺭ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻤﻭﺭ ،ﻓﻘﺎل) :ﻭﷲ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ( ﺃﻱ ﻟﻪ – -Iﻭﺤﺩﻩ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﻤـﺎ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﻤﻠﻜﹰﺎ ﻭﺨﻠﻘﹰﺎ ﻭﺘﺩﺒﻴﺭﺍ ﻭﺘﺼﺭﻓﹰﺎ ﻭﺇﺤﻴﺎﺀ ﻭﺇﻤﺎﺘﺔﹰ ﻭﺇﺜﺎﺒﺔﹰ ﻭﺘﻌﺫﻴﺒﺎ) .ﻭﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﺭﺠـﻊ ﺍﻷﻤـﻭﺭ(
ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﻜﻤﻪ ﻭﻗﻀﺎﺌﻪ ﺘﻌﻭﺩ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺸﺌﻭﻨﻬﻡ ،ﻓﻴﺠﺎﺯﻱ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺴﺎﺅﻭﺍ ﺒﻤﺎ ﻋﻤﻠـﻭﺍ ،ﻭﻴﺠـﺎﺯﻱ
177
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺤﺴﻨﻭﺍ ﺒﺎﻟﺤﺴﻨﻰ؛ ﻷﻨﻪ – -Iﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺌﺎﺏ ،ﻓﻴﺠﺎﺯﻱ ﻜل ﺇﻨـﺴﺎﻥ ﻋﻠـﻰ ﺤـﺴﺏ
ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﺒﺩﻭﻥ ﻅﻠﻡ ﺃﻭ ﻤﺤﺎﺒﺎﺓ").(1
ﻳﺘﻠﻮَن أﻣﺔ َ ِ َ ٌ
ﻗﺎﺋﻤﺔ َ ْ ُ أﻫﻞ ِ َ ِ
اﻟﻜﺘﺎب ُ ﱠ ٌ ﻣﻦ َ ْ ِ ِ
ﺳﻮاء ْ
ﻟﻴﺴﻮا َ َ ًﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ ْ َ ] :
ِ واﻟﻴﻮم َ ِ ِ ﻳﺴﺠﺪون* ْ ِ ِ
وﻳﻨ َ ْ َ
ْﻬﻮن ﺑﺎﳌﻌﺮوف َ َوﻳﺄﻣﺮون ِ َ ْ ُ
اﻵﺧﺮ َ َ ْ ُ ُ َ ُﻮن ِﺑﺎﷲِ َ َ ْ ِ
ﻳﺆﻣﻨ َ وﻫﻢ َ ْ ُ ُ َ ُ
اﻟﻠﻴﻞ َ ُ ْ َ َآﻳﺎت اﷲِ َ َ َ
آﻧﺎء ﱠ ْ ِ
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﺒﻴﻥ ﺍﷲ – -Iﺤﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﺘﺒﻌﻭﺍ ﺍﻟﻨﺒـﻲ ﻤﺤﻤـﺩﺍ – ،-r
ﻭﻜﻴﻑ ﺘﺒﺩل ﺤﺎﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﺭ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﺼﻑ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺁﻤﻨﺕ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﻭﺨـﺼﺎﺌﺹ ﻟـﻡ
ﺘﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ؛ ﻷﻨﻬﻡ ﻤﻨﺤﺭﻓﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻓﻭﺼﻔﻬﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺫﻟﻙ
ﻟﻤﺒﺎﻴﻨﺘﻬﻡ ﻭﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻡ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ).(3
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ( ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻤﻘﻁﻭﻋﺔ ﻋﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴـﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻭﻫﻲ )ﻴﺄﻤﺭﻭﻥ ،ﻭﻴﻨﻬﻭﻥ ،ﻭﻴﺴﺎﺭﻋﻭﻥ( ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
) (1ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻴﺩ ﻁﻨﻁﺎﻭﻱ .280/2 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 401/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 357/3ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .154/1 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ، 81/2 -ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ –
ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ .118/2 -
178
ﺗﺼﺒﻜﻢ َ ﱢ َ ٌ ﺗﺴﺆﻫﻢ ِ ْ ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ِ ] :
ﺳﻴﺌﺔ وإن ُ ْ ُ ْ ﺣﺴﻨ ٌَﺔ َ ُ ْ ُ ْ َ
ﺴﻜﻢ َ َ إن َ ْ َ
ﲤﺴ ْ ُ ْ
ﳏﻴﻂ[ ﻳﻌﻤﻠﻮن ُ ِ ٌ ﺷﻴﺌﺎ ِ ﱠ
إن اﷲَ ِ َﺑﲈ َ ْ َ ُ َ ﻛﻴﺪﻫﻢ َ ْ ً وﺗﺘﻘﻮا َﻻ َ ُ ﱡ ُ ْ
ﻳﴬﻛﻢ َ ْ ُ ُ ْ ﺗﺼﱪوا َ َ ﱠ ُ ﻳﻔﺮﺣﻮا ِ َﲠﺎ َ ِ ْ
وإن َ ْ ِ ُ ََْ ُ
}آل ﻋﻤﺮان.{120:
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﻭﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻭﻥ )ﻋﺎﺼﻡ-ﺤﻤﺯﺓ-ﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ-ﺨﻠﻑ( ﻭﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ )ﻻ ﻴـﻀﺭﻜﻡ( ﺒـﻀﻡ
ﺍﻟﻀﺎﺩ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﻭﺘﺸﺩﻴﺩﻫﺎ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻻ ﻴﻀِﺭﻜﻡ( ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﻀﺎﺩ ﻭﺠﺯﻡ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﻤﺨﻔﻔﺔ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﺼﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻀﺭ ﻴﻀﺭ ﻴﻀﺭﺭﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻨﻔﻊ.
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﻤﺭﺍﻥ:
أﺗﻌﺒﺪون ِﻣﻦ ِ
ﻗﻞ َ َ ْ ُ ُ َ ْ ُ
دون اﷲِ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ )ﻀﺭ (ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ )ﻀﺎﺭ (ﻭﻤﻨﻪ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ ُ ] :
ﻓﺎﻟﻴﻮم َ َﻻ َ ْ ِ ُ ِ ِ َﻣﺎ َﻻ َ ْ ِ ُ
اﻟﻌﻠﻴﻢ[ ،ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰْ َ َ ] : وﻻ َ ْ ً
ﻳﻤﻠﻚ ﻟ َﻜ ُْﻢ َﴐا َ َ
)( 2
ﺑﻌﻀﻜ ُْﻢ
ﻳﻤﻠﻚ َ ْ ُ اﻟﺴﻤﻴﻊ َ ُ
ﻫﻮ ﱠ ُ ﻧﻔﻌﺎ َواﷲُ ُ َ
اﻟﻨﺎر ِ ﱠ ِ وﻧﻘﻮل ِ ﱠ ِ َِ ْ ٍ
َﺬﺑﻮن[).(3 ﻛﻨﺘﻢ ْ ِ َ
ﲠﺎ ﺗ ُﻜ ﱢ ُ َ اﻟﺘﻲ ُ ْ ُ ذوﻗﻮا َ َ َ
ﻋﺬاب ﱠ ﻇﻠﻤﻮا ُ ُ
ﻟﻠﺬﻳﻦ َ َ َ ُ وﻻ َﴐا َ َ ُ ُﻔﻌﺎ َ َ
ﻟﺒﻌﺾ َﻧ ْ ً
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻟـ )ﻀﺭ (ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﻡ ﻟـ )ﻀﺎﺭ.(4)(
ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻀﻤﺔ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭﺠﻪ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺠﺯﻭﻤﺎ ﺒﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﺸﺭﻁ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟـﻀﻤﺔ ﺍﻟـﻀﺎﺩ.
ﻓﺄﺼل ﺍﻟﻔﻌل )ﻻ ﻴﻀﺭﺭﻜﻡ( ﻓﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ ﺤﺭﻜﺕ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﺒﺎﻟﻀﻡ ﺍﺘﺒﺎﻋﺎ ﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻀﺎﺩ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﻡ .ﺃﻱ :ﻻ ﻴﻀﺭﻜﻡ ﻜﻴﺩﻫﻡ ﺸﻴﺌًﺎ ﺇﻥ ﺘﺘﻘﻭﺍ .ﻭﻫﻭ ﻗﻭل ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺭﻓﻭﻋﺎ ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻻ( ﻨﺎﻓﻴﺔ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺭﻓﻭﻋﺎ ،ﻭ)ﻻ( ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﻟﻴﺱ( ﻤﻊ ﺇﻀﻤﺎﺭ ﻓﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜـﻼﻡ .ﻭﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻔـﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻀﻤﺭﺓ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﺸﺭﻁ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻓﻠﻴﺱ ﻴﻀﺭﻜﻡ ﺸﻴﺌًﺎ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،182/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ –ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ -ﺹ .69
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ -ﺍﻵﻴﺔ ).(76 )( 2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 113ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ -ﺹ .171
179
ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﻤﺔ ﻀﻤﺔ ﺇﻋﺭﺍﺏ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل ﻓﺎﻟﻀﻤﺔ ﻓﻴﻪ ﻀﻤﺔ ﺍﺘﺒﺎﻉ).(1
ﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﺃﻨﻪ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻥ )ﺍﻟﻀﻴﺭ( .ﻭﺍﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ: ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﺤﺠﺔ ﻤ
رﺑﻨﺎ ُ ْ َ ِ ُ َ
ﻣﻨﻘﻠﺒﻮن[) .(2ﻭﺃﺼل ﺍﻟﻔﻌل )ﻻ ﻴﻀِﻴﺭﻜﻡ( ﻓﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻜﺴﺭﺓ ﺜﻘﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﲑ ِ ﱠإﻧﺎ ِ َإﱃ َ ﱢ َ
ﻗﺎﻟﻮا َﻻ َ ْ َ
]َ ُ
ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻨﻘﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺎﺩ .ﻭﻟﻤﺎ ﺩﺨﻠﺕ )ﻻ( ﺍﻟﻨﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺯﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﺴﻜﻨﺕ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﺴﻜﻭﻥ ﺠﺯﻡ
ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺴﺎﻜﻨﺎﻥ :ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺭﺍﺀ ،ﻓﺤﺫﻓﺕ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻔﻌل )ﻻ ﻴﻀِﺭﻜﻡ().(3
ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل ﻓﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺘﺎﻥ ﺘﺭﺠﻌﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻟﻐﺘﺎﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻓﻲ ﻫـﺫﺍ
ﻗﺎل ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ" :ﻭﻫﻤﺎ ﻟﻐﺘﺎﻥ ﻀﺭﻩ ﻴﻀﺭﻩ ،ﻭﻀﺎﺭﻩ ﻴﻀﻴﺭﻩ").(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 172ﻭﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ –
ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ – .147/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ -ﺍﻵﻴﺔ ).(50 )( 2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 113ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ -ﺹ.171
) (4ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ –.355/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ،406/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ –ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ-
.395/3
180
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻋﺩ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻀﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ
ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺒﺎﻟﻤﻨﻔﻘﻴﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﺭﺍﺀ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻜﺄﻥ ﺴﺎﺌﻼﹰ ﺴﺄل :ﻤﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻘﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻋﺩﺕ ﻟﻬـﻡ ﺍﻟﺠﻨـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻋﺭﻀـﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ؟ ﻓﻘﺎل :ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﻘﻭﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺼﺭﻓﻪ ﻭﺇﻨﻔﺎﻗﻪ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺤﺘﺎﺝ ﻭﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﻀﻌﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ –.(2)-U
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ – -Uﻤﺩﺡ ﺍﻟﻤﻨﻔﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻋﺩ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺔ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺃﻤﺩﺡ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ،ﺃﻭ ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺍﻟﻜﺎﻅﻤﻴﻥ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﻤﻌﻁﻭﻑ ﻤﺠﺭﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺼﻑ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻋﺩ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻀـﻬﺎ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﺍﺕ
ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺒﺎﻟﻤﻨﻔﻘﻴﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻭﺼﻔﻬﻡ ﺒﺎﻟﻜﺎﻅﻤﻴﻥ ﻏﻴﻅﻬﻡ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ :ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺴﺄل ﺴﺎﺌل ﻋﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻋﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺔ ،ﻓﻘـﺎل:
ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﻘﻭﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﺭﺍﺀ ،ﻤﺩﺤﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻜﻅﻤﻬﻡ ﻏﻴﻅﻬﻡ.
ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ... :ﺃﻋﺩﺕ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﻘﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﺭﺍﺀ ﺃﻋﻨـﻲ ﺃﻭ ﺃﻤـﺩﺡ ﺍﻟﻜـﺎﻅﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻐﻴﻅ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ، 160/4 -ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ .93/2 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ .113/4 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 406/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
.395/3 -
181
وﻫﻨُﻮا َﳌِﺎ ﻗﺎﺗﻞ ﻣﻌﻪ ِ َ ِ
ﻛﺜﲑ َ َﻓﲈ َ َ ﻣﻦ َ ِ ﱟ
ﻧﺒﻲ َ َ َ َ َ ُ ﱢ ﱡ
رﺑﻴﻮن َ ٌ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ َ َ ] :
وﻛﺄﻳﻦ ْ
َ ﱢ ْ
ِ أﺻﺎﲠﻢ ِﰲ َ ِ ِ
ﳛﺐ ﱠ ِ ِ َ
اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ[ }آل ﻋﻤﺮان.{146: وﻣﺎ ْ َ َ ُ
اﺳﺘﻜﺎﻧﻮا َواﷲُ ُ ﱡ وﻣﺎ َ ُ ُ
ﺿﻌﻔﻮا َ َ ﺳﺒﻴﻞ اﷲِ َ َ َ َ َُ ْ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺎﻥ)ﻗﹸﺘِل( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻘﺎﻑ ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻟﻑ ،ﻭ)ﺭﺒﻴﻭﻥ( ﻨﺎﺌـﺏ
ﻓﺎﻋل.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻗﹶﺎﺘﹶل( ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﺃﻟﻑ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ) ،(1ﻭ)ﺭﺒﻴﻭﻥ( ﻓﺎﻋل.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﺃﻤﺭﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﻗﹸﺘِل( ﻗﺩ ﺃﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻨﺒﻲ –ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ،-ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﺭﺒﻴﻭﻥ( ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺠﻤﻠﺔ
)ﻤﻌﻪ ﺭﺒﻴﻭﻥ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﻨﺒﻲ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﻗﹸﺘِل( ﻤﺴﻨﺩﺍ ﺇﻟﻰ )ﺭﺒﻴﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻨﺎﺌﺏ ﻓﺎﻋل ﻤﺭﻓﻭﻉ).(2
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ :ﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻗﺩ ﻗﹸﺘﻠﻭﺍ ﻭﺃﺘﺒﺎﻋﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﻭﺍﻟﺠﻬـﺎﺩ ﻓـﻲ
ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻀﻌﻑ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺒﻘﻲ ﻤﻥ ﺃﺘﺒﺎﻋﻬﻡ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ
– -Uﻭﺇﻋﻼﺀ ﻜﻠﻤﺘﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ.-
ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ" :ﺃﻱ ﻭﻜﻡ ﻤﻥ ﻨﺒﻲ ﻗﹸﺘل ﻗﺒل ﻤﺤﻤﺩ – -rﻭﻤﻌﻪ ﺭﺒﻴﻭﻥ ﻜﺜﻴـﺭ .ﻭﺤﺠـﺘﻬﻡ ﺃﻥ ﺫﻟـﻙ
ﺃﻨﺯل ﻤﻌﺎﺘﺒﺔ ﻟﻤﻥ ﺃﺩﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻴﻭﻡ ﺃﺤﺩ ﺇﺫ ﺼﺎﺡ ﺍﻟﺼﺎﺌﺢ :ﻗﺘل ﻤﺤﻤﺩ – ،-rﻓﻠﻤﺎ ﺘﺭﺍﺠﻌﻭﺍ ﻜﺎﻥ
ﺍﻋﺘﺫﺍﺭﻫﻡ ﺃﻥ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﺴﻤﻌﻨﺎ ﻗﺘل ﻤﺤﻤﺩ ،ﻓﺄﻨﺯل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )ﻭﻤﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺇﻻ ﺭﺴﻭل ﻗﺩ ﺨﻠﺕ ﻤـﻥ ﻗﺒﻠـﻪ
ﺍﻟﺭﺴل ﺃﻓﺈﻥ ﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻗﺘل ﺍﻨﻘﻠﺒﺘﻡ( ﺜﻡ ﻗﺎل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ) :ﻭﻜﺄﻴﻥ ﻤﻥ ﻨﺒﻲ ﻗﹸﺘل ﻤﻌـﻪ ﺭﺒﻴـﻭﻥ ﻜﺜﻴـﺭ( ﺃﻱ
ﺠﻤﻭﻉ ﻜﺜﻴﺭ ﻓﻤﺎ ﺘﻀﻌﻀﻊ ﺍﻟﺠﻤﻭﻉ ﻭﻤﺎ ﻭﻫﻨﻭﺍ ،ﻟﻜﻥ ﻗﺎﺘﻠﻭﺍ ﻭﺼﺒﺭﻭﺍ ﻓﻜﺫﻟﻙ ﺃﻨﺘﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺏ ﻋﻠـﻴﻜﻡ
ﺃﻻ ﺘﻬﻨﻭﺍ ﻟﻭ ﻗﹸﺘل ﻨﺒﻴﻜﻡ ،ﻓﻜﻴﻑ ﻭﻟﻡ ﻴﻘﺘل").(3
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻤﺭﻴﻥ ﺃﻴﻀﺎ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻓﻌل ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻗﺩ ﺃﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺠﻤﻠﺔ )ﻤﻌﻪ ﺭﺒﻴﻭﻥ( ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻤـﻥ ﻤﺒﺘـﺩﺃ ﻤـﺅﺨﺭ
ﻭﺨﺒﺭ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﻨﺒﻲ(.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ :ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺒﻴﻭﻥ ﻗﺎﺘﻠﻭﺍ ﻤﻊ ﻗﺘﺎل ﺍﻟﻨﺒﻲ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 182/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ -ﺹ .71
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .359/1 -
) (3ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ -ﺹ .175
182
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻌل ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻗﺩ ﺃﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ )ﺭﺒﻴﻭﻥ( ﻭﺤﺩﻫﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ .ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺠﻤﻠﺔ )ﻗﺎﺘـل ﻤﻌـﻪ
ﺭﺒﻴﻭﻥ( ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﻨﺒﻲ( ،ﻭ)ﺭﺒﻴﻭﻥ( ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺎﻋل.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺨﺒﺎﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﻗﺘﺎل ﺍﻟﺭﺒﻴﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﻨﺒﻴﻬﻡ).(1
ﻭﺫﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ ﺤﺠﺘﻴﻥ ﻷﺼﺤﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻓﻘﺎل" :ﻭﺤﺠﺘﻬﻡ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻓﻤﺎ ﻭﻫﻨﻭﺍ( ﻗـﺎﻟﻭﺍ:
ﻷﻨﻬﻡ ﻟﻭ ﻗﹸﺘﻠﻭﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻘﻭﻟﻪ) :ﻓﻤﺎ ﻭﻫﻨﻭﺍ( ﻭﺠﻪ ﻤﻌﺭﻭﻑ؛ ﻷﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺃﻥ ﻴﻭﺼﻔﻭﺍ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻬﻨـﻭﺍ
ﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﻗﹸﺘﻠﻭﺍ .ﻭﻜﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻴﻘﻭل :ﻗﺎﺘل ،ﺃﻻ ﺘﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﻭل :ﻓﻤﺎ ﻭﻫﻨﻭﺍ ﻟﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ.
ﻭﺤﺠﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻥ )ﻗﺎﺘل( ﺃﺒﻠﻎ ﻓﻲ ﻤﺩﺡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﻗﹸﺘِل(؛ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﻤﺩﺡ ﻤﻥ ﻗﹸﺘِل ﺨﺎﺼـﺔ
ﺩﻭﻥ ﻤﻥ ﻗﺎﺘل ﻟﻡ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﺢ ﻏﻴﺭﻫﻡ .ﻓﻤﺩﺡ ﻤﻥ ﻗﺎﺘل ﺃﻋﻡ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻤﻥ ﻤﺩﺡ ﻤﻥ ﻗﹸﺘِل ﺩﻭﻥ ﻤـﻥ
ﻗﺎﺘل؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺩﺍﺨﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀل ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺘﻔﺎﻀﻠﻴﻥ").(2
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻗﺎل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﺠﺎﻤﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ" :ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ :ﻨﺭﻯ
ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﻌﺭﻴﻀﺎ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻨﺨﺫﻟﻭﺍ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ – -rﻴﻭﻡ ﺃﺤﺩ ،ﻓﺈﻥ ﻤﻥ ﺴﺒﻘﻬﻡ ﻤﻥ
ﺃﺘﺒﺎﻉ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻗﺩ ﺍﺒﺘﻠﻭﺍ ﻭﺃﺼﻴﺒﻭﺍ ﺒﻤﺜل ﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ ،ﻭﻗﺎﺘﻠﻭﺍ ﻭﻗﹸﺘل ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻓﻠﻡ ﻴـﻀﻌﻑ ﺫﻟـﻙ ﻤـﻥ
ﻋﺯﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺒﻘﻲ ،ﺒل ﺼﺒﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜﺔ .ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻓﻲ ﺤﻕ ﻤﻥ ﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩﻫﻡ").(3
ﳾء َﻣﺎ ُ ِ ْ
ﻗﺘﻠﻨَﺎ ﻣﻦ َ ْ ِ
اﻷﻣﺮ َ ْ ٌ
ِ
ﻛﺎن َﻟﻨَﺎ َ
ﻳﻘﻮﻟﻮن َ ْﻟﻮ َ َ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ُ ُ َ ...] :
وﻟﻴﺒﺘﲇ اﷲُ َﻣﺎ ِﰲِ ِ اﻟﻘﺘﻞ ِ َإﱃ َ ِ ِ ِ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ َ َ ِ ِ
ِ ْ
ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ َ َ ْ َ َ َ ﻛﺘﺐ َ َ ْ ِ ُ
ﻋﻠﻴﻬﻢ َ ْ ُ ﻟﱪز ﱠ َ
اﻟﺬﻳﻦ ُ َ ْﺘﻢ ِﰲ ُ ُ ُ ْ َ َ
ﻗﻞ َ ْﻟﻮ ُﻛﻨ ُ ْﻫﺎﻫﻨَﺎ ُ ْ
َ ُ
ﺑﺬات ﱡ ُ ِ ﻋﻠﻴﻢ ِ َ ِ
ِ ُ ِ ُ ِ
اﻟﺼﺪور[ }آل ﻋﻤﺮان.{154: وﻟﻴﻤﺤﺺ َﻣﺎ ِﰲ ُ ُ ِ ُ ْ
ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ َواﷲُ َ ٌ ﺻﺪورﻛﻢ َ ُ َ ﱢ َْ ُ
ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻤﻨﺔﹰ ﻨﻌﺎﺴﺎ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻥ ﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﺃﻤﻨﺔ( ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﺒﻪ ﻟﻠﻔﻌل )ﺃﻨﺯل( ،ﻭﻴﻜﻭﻥ )ﻨﻌﺎﺴﺎ( ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ )ﺃﻤﻨﺔ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﺃﻤﻨﺔ( ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﻷﺠﻠﻪ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ )ﻨﻌﺎﺴﺎ( ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﺒﻪ ﻟﻠﻔﻌل )ﺃﻨﺯل().(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .359/1 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .176
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ -ﺹ .207
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 413/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
، 444/3ﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .163/1 -
183
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ – -Uﺃﻨﺯل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻐﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ ﺍﻷﻤﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻤـﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺃﻫل ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ " ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ –ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ :-ﺃﻤﻨﻬﻡ ﻴﻭﻤﺌﺫ ﺒﻨﻌﺎﺱ
ﻴﻐﺸﺎﻫﻡ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻨﻌﺱ ﻤﻥ ﻴﺄﻤﻥ ،ﻭﺍﻟﺨﺎﺌﻑ ﻻ ﻴﻨﺎﻡ") .(1ﺜﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺯﻟﻬـﺎ
ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻭ ﻤﺎ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻬﺎ؟ ﻓﻘﺎل :ﻨﻌﺎﺴﺎ .ﻓﻨﺼﺏ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺒﺩﺍل ﻤﻥ ﺃﻤﻨﺔ).(2
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﻜﻼﻫﻤﺎ ﻗﺩ ﻏﺸﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ .ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻤﻨﺔﹸ ﻨﻌﺎﺴﺎ ،ﻭﻜـﺎﻥ
ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﺃﻤﻨﺔ .ﻓﺎﻟﺒﺩل ﻫﻨﺎ ﻤﻁﺎﺒﻕ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺍﷲ – -Uﺃﻨﺯل ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﻟِﻴﺅَﻤّﻨﹶﻜﻡ ﺒﻪ).(3
ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻨﻌﺴﺘﻡ ﺃﻤﻨﺔﹰ) .(4ﺃﻱ :ﻨﻌﺴﺘﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻷﻤﺎﻥ.
ﻭﻴﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﺃﻨﻪ ﺭﺠﺢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﻜـﺎﻥ ﻤﻘﺘـﻀﻰ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ )ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ( ﻭﻴﺅﺨﺭ )ﺃﻤﻨﺔ(؛ ﻷﻥ ﺃﻤﻨﺔ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻷﺠﻠﻪ ﻓﺤﻘﻪ ﺍﻟﺘﻘـﺩﻴﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺁﻴﺔ ﺍﻷﻨﻔﺎل )ﺇﺫ ﻴﻐﺸﻴﻜﻡ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﺃﻤﻨﺔ ﻤﻨﻪ( ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺩﻡ ﺍﻷﻤﻨﺔ ﻫﻨﺎ ﺘـﺸﺭﻴﻔﹰﺎ
ﻟﺸﺄﻨﻬﺎ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﺠﻌﻠﺕ ﻜﺎﻟﻤﻨﺯل ﻤﻥ ﺍﷲ ﻟﻨﺼﺭﻫﻡ ،ﻓﻬﻭ ﻜﺎﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻨﺎﺴﺏ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﻫﻭ ﻤﻔﻌـﻭل ﺃﻨـﺯل
ﻭﻴﺠﻌل ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻨﻪ").(5
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ – -Iﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻗﺩ ﺃﻫﻤﺘﻬﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺤﻴـﺙ ﺯﺍل ﺍﻟﻨـﻭﻡ
ﻤﻥ ﺃﻋﻴﻨﻬﻡ ﻭﺃﺘﻰ ﻤﻜﺎﻨﻪ ﺍﻟﻔﺯﻉ ﻭﺍﻟﺠﺯﻉ .
184
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺤﻴﺙ ﻏﺸﻴﺘﻬﻡ ﺍﻷﻤﻨﺔ ﻨﻌﺎﺴﺎ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻅﻨﻭﻥ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻅﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺤﻴﺙ
ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻅﻨﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺭﺴﻭل – -rﺒﺎﻁل ﻭﺃﻨﻪ ﻟﻥ ﻴﻨﺼﺭ ﻭﻟﻥ ﻴﻅﻬﺭ ﺃﻤـﺭﻩ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻗـﺩ
ﺍﻨﺘﻬﻰ ﻭﻗﺩ ﺃﺒﻴﺩ).(1
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻗﺩ ﺃﻫﻤﺘﻬﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﻁﺎﺌﻔـﺔ( .ﻓـﻲ
ﺤﻴﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﻅﻨﻭﻥ ﺒﺎﷲ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺤﺎل.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺘﻜﻭﻥ )ﻜل( ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺀ ،ﻭﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﷲ( ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺤـﺫﻭﻑ ﺨﺒـﺭ
ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ )ﻜﻠﻪ ﷲ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺇﻥ.
ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻗل ﺇﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﻠﱡﻪ ﻜﺎﺌﻥ ﷲ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻨﺼﺏ )ﻜﻠﱠﻪ( ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺘﻭﻜﻴﺩ ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻟـ )ﺍﻷﻤﺭ().(3
ﻭﺍﺨﺘﺎﺭ ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ؛ ﻟﻺﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺼﺤﺔ ﻭﺠﻬﻬﺎ ،ﻭﻷﻥ )ﻜل( ﻫﻲ ﺃﺼل
ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻷﻨﻬﺎ ﻟﻺﺤﺎﻁﺔ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ، 186/4 -ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ .582/1 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 182/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ -ﺹ .72
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 115ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ -ﺹ .177
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .361/1 -
185
وﻟﻮ ُﻛﻨ َْﺖ َﻓﻈﺎ َ ِ َ ِ ﻓﺒﲈ ْ َ ٍ ِ
ﻏﻠﻴﻆ ﳍﻢ َ َ ْ ﻣﻦ اﷲِ ﻟﻨ َْﺖ َ ُ ْ رﲪﺔ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ِ َ ] :
ِ ِ اﻟﻘﻠﺐ ِ َ ْ َ ﱡ ِ
ﻋﺰﻣﺖ َ َ َ ﱠ ْ
ﻓﺘﻮﻛﻞ ﻓﺈذا َ َ ْ َ وﺷﺎورﻫﻢ ِﰲ َ ْ ِ
اﻷﻣﺮ َ ِ َ ﳍﻢ َ َ ِ ْ ُ ْواﺳﺘﻐﻔﺮ َ ُ ْ
ْﻬﻢ َ ْ َ ْ ْ ﺣﻮﻟﻚ َ َ ْ
ﻓﺎﻋﻒ ُ َﻋﻨ ُ ْ ﻻﻧﻔﻀﻮا ﻣﻦ ْ َ ْ َْ
ﳛﺐ ُ َ َ ﱢ ِ َ
اﳌﺘﻮﻛﻠﲔ[ }آل ﻋﻤﺮان. {159:
ِ ﻋﲆ اﷲِ ِ ﱠ
ََ
إن اﷲَ ُ ﱡ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺒﻤﺎ ﺭﺤﻤﺔ( ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﺤﺭﻓﹰﺎ ﺯﺍﺌﺩﺍ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﺍﺴﻤﺎ ﻨﻜﺭﺓ ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺸﻲﺀ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﺭﺤﻤﺔ( ﺍﺴﻤﺎﹰ ﻤﺠﺭﻭﺭﺍ ﺒﺎﻟﺒﺎﺀ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺴﻤﻴﺕ )ﻤﺎ( ﺯﺍﺌﺩﺓ ﻟﺯﻭﺍل ﻋﻤﻠﻬﺎ.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻓﺒﺭﺤﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﷲ .ﻓـ )ﻤﺎ( ﻤﺯﻴﺩﺓ ﻟﻠﺘﺄﻜﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻴﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﻟﻬـﻡ
ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺇﻻ ﺒﺭﺤﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﷲ ،-U-ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺒﻁﻪ -U-ﻋﻠﻰ ﺠـﺄﺵ ﺍﻟﻨﺒـﻲ –
-rﻭﺘﻭﻓﻴﻘﻪ ﻟﻠﺭﻓﻕ ﺒﻬﻡ ،ﺤﺘﻰ ﺇﻨﻪ ﻗﺩ ﺍﻏﺘﻡ ﻟﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺨﺎﻟﻔﻭﺍ ﺃﻤﺭﻩ –.(2)-r
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﺭﺤﻤﺔ( ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ )ﻤﺎ( .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻗﺎل :ﻓﺒﺸﻲﺀ ﻓﻜﺄﻨﻪ
ﺃﺒﻬﻡ ،ﻓﺄﺯﺍل ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺒﻬﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻓﻘﺎل :ﺭﺤﻤﺔ .ﺃﻱ :ﻓﺒﺸﻲﺀٍ ﺭﺤﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﷲ).(3
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﺭﻓﺽ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﺯﺍﺌﺩﺓ ،ﻭﺫﻜﺭ ﻭﺠﻬـﺎ ﻏﻴـﺭ ﻫـﺫﻴﻥ ﺍﻟـﻭﺠﻬﻴﻥ
ﻭﺭﺠﺤﻪ ،ﻓﻘﺎل" :ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻭﻥ :ﺩﺨﻭل ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﻤﻬﻤل ﺍﻟﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺃﺤﻜﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﻴﻥ ﻏﻴﺭ ﺠﺎﺌﺯ،
ﻭﻫﻬﻨﺎ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻤﺎ ﻟﻠﺘﻌﺠﺏ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻓﺒﺄﻱ ﺭﺤﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻟﻨﺕ ﻟﻬـﻡ ،ﻭﺫﻟـﻙ ﻷﻥ
ﺠﻨﺎﻴﺘﻬﻡ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﺜﻡ ﺇﻨﻪ ﻤﺎ ﺃﻅﻬﺭ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺘﻐﻠﻴﻅﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ،ﻭﻻ ﺨﺸﻭﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻋﻠﻤﻭﺍ ﺃﻥ
ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺇﻻ ﺒﺘﺄﻴﻴﺩ ﺭﺒﺎﻨﻲ ﻭﺘﺴﺩﻴﺩ ﺇﻟﻬﻲ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻌﺠﺏ ﻤـﻥ ﻜﻤـﺎل ﺫﻟـﻙ ﺍﻟﺘﺄﻴﻴـﺩ
ﻭﺍﻟﺘﺴﺩﻴﺩ ،ﻓﻘﻴل :ﻓﺒﺄﻱ ﺭﺤﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻟﻨﺕ ﻟﻬﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻷﺼﻭﺏ ﻋﻨﺩﻱ").(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 415/1 -ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ، 482/1 -ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ
ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ، 461/3 -ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ –
.165/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ، 585/1 -ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ، 474/1 -ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ
ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ، 108/2 -ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ ، 166/2 -
ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ .285/1 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – .103/3
) (4ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – .62/9
186
ﻏﻞ ﻳﻮم ِ ِ ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ] :وﻣﺎ َ َ ِ
ﺛﻢ ﻳﻐﻠﻞ َ ْﻳﺄت ِ َﺑﲈ َ ﱠ َ ْ َ َ َ
اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ُ ﱠ ﻣﻦ َ ْ ُ ْ أن َ ُ ﱠ
ﻳﻐﻞ َو َ ْ ﻛﺎن ﻟﻨ ِ ﱟ
َﺒﻲ َ ْ َ َ
وﻫﻢ َﻻ ُ ْ َ ُ َ
ﻳﻈﻠﻤﻮن[ }آل ﻋﻤﺮان.{161: ﻛﻞ َ ْ ٍ
ﻧﻔﺲ َﻣﺎ َ َ َ ْ
ﻛﺴﺒﺖ َ ُ ْ ﺗﻮﰱ ُ ﱡ
َُ ﱠ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﻭﻋﺎﺼﻡ):ﻴﻐﹸلّ( ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻀﻡ ﺍﻟﻐﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﻔﺎﻋل ﻀﻤﻴﺭ ﻤﺴﺘﺘﺭ ﻴﻌﻭﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ) :ﻴﻐﹶل( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻐﻴﻥ) ،(1ﻭﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻀﻤﻴﺭ ﻤﺴﺘﺘﺭ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﻭﻫﻭ ﻤﺄﺨﻭﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻠﻭل.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻨﺒﻲ ﺃﻱ ﻴﺨﻭﻥ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻭﺃﻤﺘﹶﻪ ﺒﺄﺨﺫ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻡ ﺨﻔﻴﺔ).(2
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﺒﻌﺙ ﻁﻼﺌﻊ ﻓﻐﻨﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﻏﻨﻴﻤﺔ ﻭﻗﺴﻤﻬﺎ ﺒـﻴﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻡ ﻴﻘﺴﻡ ﻟﻠﻁﻼﺌﻊ ﺸﻴﺌًﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﻁﻼﺌﻊ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻔﻲﺀ ﻭﻟﻡ ﻴﻘﺴﻡ ﻟﻨﺎ ﻓﻨﺯﻟﺕ) :ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ
ﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﻐﹸل().(3
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﺠﻭﺭ ﻭﻴﻅﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻭﻴﻌﻁﻲ ﻜل ﺫﻱ ﺤﻕ
ﺤﻘﻪ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﻐﻠﻪ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﺃﻱ :ﻴﺨﻭﻨﻭﻩ ،ﺃﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ :ﻤـﺎ ﻜـﺎﻥ ﻟﻨﺒـﻲ ﺃﻥ
ﻴﺨﺎﻥ).(4
ﻭﺍﺴﺘﺩل ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺒﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ) :-rﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻨﺎﻩ ﻤﻨﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻤل
ﻓﻜﺘﻤﻨﺎ ﻤﺨﻴﻁﹰﺎ ﻓﻤﺎ ﻓﻭﻗﻪ ﻜﺎﻥ ﻏﻠﻭﻻﹰ ﻴﺄﺘِﻲ ﺒﻪ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ().(5
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻐﻠﻭل ،ﺃﻱ :ﻴﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﺨﻴﺎﻨﺔ).(6
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 183/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ -ﺹ .72
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 115ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 179
ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ .483/1 -
) (3ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺯﻭل – ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ -ﺹ .102
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ -ﺹ ، 180ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ .484/1 -
) (5ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ – ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻤﺎﺭﺓ – ﺒﺎﺏ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﻫﺩﺍﻴﺎ ﺍﻟﻌﻤﺎل – – 987/1ﺤﺩﻴﺙ ).(1833
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 116ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ -ﺹ، 181
ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ .484/1 -
187
ﺤﻴﺙ ﻨﺯﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﻴﻭﻡ ﺒﺩﺭ ،ﻭﻗﺩ ﻓﻘﺩﺕ ﻗﻁﻴﻔﺔ ﺤﻤﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤـﺔ ،ﻓﻘـﺎل
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ :ﺨﺎﻨﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻭﻏﻠﻨﺎ ،ﻓﺄﻜﺫﺒﻪ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ).(1
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﺠﺎﻤﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ" :ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻴـﺼﺒﺢ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﺨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻡ ﻓﻼ ﻴﻌﺩل ﻓﻲ ﻗﺴﻤﺘﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺃﻥ ﻴﺘﻬﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﻟﻌﻅﻡ ﻗﺩﺭ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ،ﺒل ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻘﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺠﻴﺸﻪ ﻭﻤﻥ ﺃﺼـﺤﺎﺒﻪ ﺤﻴـﺙ ﺘﻌﻅـﻡ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻟﺸﺭﻑ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﻭﻤﻨﺯﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ").(2
ﺗﻌﺎﻟﻮا َ ِ ُ
ﻗﺎﺗﻠﻮا ِﰲ ﳍﻢ َ َ َ ْ وﻗﻴﻞ َ ُ ْ ﻧﺎﻓﻘﻮا َ ِ َ
اﻟﺬﻳﻦ َ َ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ َ ِ ] :
وﻟﻴﻌﻠﻢ ﱠ ََ َْ َ
ﻳﻮﻣﺌﺬ َ ْأﻗﺮب ِﻣﻨْﻬﻢ ِ ْ ِ ِ ﻟﻠﻜﻔﺮ ِ ٍ ِ ﻧﻌﻠﻢ ِ َ ً ﺳﺒﻴﻞ اﷲِ َ ِ
ﻟﻺﻳﲈن َ ُ ُ َ
ﻳﻘﻮﻟﻮن َ َ ُ ُ ْ ﻫﻢ ْ ُ ْ ِ َ ْ َ ﻗﺘﺎﻻ َ ﱠ َ ْ
ﻻﺗﺒﻌﻨ ُ ْ
َﺎﻛﻢ ُ ْ ﻗﺎﻟﻮا َ ْﻟﻮ َ ْ َ ُ
ادﻓﻌﻮا َ ُ
أو ْ َ ُ َ ِ ِ
ِ اﻟﺬﻳﻦ َ ُ ِ ِ ِ
وﻗﻌﺪوا َ ْﻟﻮ َ َ ُ َ
أﻃﺎﻋﻮﻧﺎ ﻗﺎﻟﻮا ِ ْ َ ِ ْ
ﻹﺧﻮاﳖﻢ َ َ َ ُ ﻳﻜﺘﻤﻮن * ﱠ َ أﻋﻠﻢ ِ َﺑﲈ َ ْ ُ ُ َ ﻟﻴﺲ ِﰲ ُ ُ ِ ِ ْ
ﻗﻠﻮﲠﻢ َواﷲُ َ ْ َ ُ َِْ ِ ْ
ﺑﺄﻓﻮاﻫﻬﻢ َﻣﺎ َ ْ َ
ْﺘﻢ َ ِ ِ َ
ﺻﺎدﻗﲔ[ }آل ﻋﻤﺮان.{168،167: اﳌﻮت ِ ْ
إن ُﻛﻨ ُ ْ
ِ
ﻋﻦ َ ْ ُ ُ ُ
أﻧﻔﺴﻜﻢ َ ْ َ ﻗﻞ َ ْ َ ُ
ﻓﺎدرءوا َ ْ َﻣﺎ ُ ِ ُ
ﻗﺘﻠﻮا ُ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺎﻟﻭﺍ( ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻨﻌﺕ ﻟـ)ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻨﺎﻓﻘﻭﺍ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ – -Iﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺒﺎﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﻹﺨﻭﺍﻨﻬﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺼﻴﺒﻭﺍ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓـﻲ
ﺤﺭﺒﻬﻡ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﻴﻭﻡ ﺃﺤﺩ ﻓﻘﹸﺘِﻠﻭﺍ :ﻟﻭ ﺃﻁﺎﻋﻭﻨﺎ ﻤﺎ ﻗﹸﺘﻠﻭﺍ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﷲ – -Uﺫﻡ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﻹﺨﻭﺍﻨﻬﻡ :ﻟﻭ ﺃﻁﺎﻋﻭﻨﺎ ﻤﺎ ﻗﹸﺘﻠﻭﺍ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻫﻡ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻭﻥ ﻹﺨﻭﺍﻨﻬﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺘﻠﻭﺍ ﻴﻭﻡ
ﺃﺤﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﻭ ﺃﻁﺎﻋﻭﻨﺎ ﻤﺎ ﻗﹸﺘﻠﻭﺍ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﻭل ﻓﻲ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺯﻭل – ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ -ﺹ ، 83ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺯﻭل – ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ -ﺹ .101
) (2ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ -ﺹ .213
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 418/1 -ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ 166/1 -
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ .479/3 -
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .188/4
188
َ ِ َ ِ ﻓﺮﺣﲔ ِﺑﲈ َ َآﺗﺎﻫﻢ اﷲُ ِﻣﻦ َ ْ ِ ِ
ِ
وﻳﺴﺘﺒﴩون ِ ﱠ َ
ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻓﻀﻠﻪ َ َ ْ ْ ُ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ ُ َ َ ِ َ ] :
ﳛﺰﻧﻮن[ }آل ﻋﻤﺮان.{170: ﻫﻢ َ ْ َ ُ َ ﺧﻮف ٌ َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠﻴﻬﻢ َ َ
وﻻ ُ ْ أﻻ ﱠ َ ْ ﻣﻦ ْ َ ْ ِ ِ
ﺧﻠﻔﻬﻢ ْ َ ﲠﻢ ِ
ﻳﻠﺤﻘﻮا ِ ِ ْ
ﱂ َْ َ ْ َ ُ
ﺘﺸﺘﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ :ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻻ ﺨﻭﻑ ﻋﻠﻴﻬﻡ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺇﻥ ﻤﺤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﺤﺘﻤل ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺒﺩل ﻤﻥ )ﺍﻟﺫﻴﻥ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺒﻨﺯﻉ ﺍﻟﺨﺎﻓﺽ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺒﺩل ﺍﺸﺘﻤﺎل ﻤﺒﻴﻥ ﻟﻜﻭﻥ ﺍﺴﺘﺒﺸﺎﺭﻫﻡ ﺒﺤﺎل ﺇﺨﻭﺍﻨﻬﻡ ﻭﺴﻼﻤﺘﻬﻡ ﻻ ﺒﺫﻭﺍﺘﻬﻡ).(2
ﺃﻱ :ﺇﻨﻬﻡ ﻴﺴﺘﺒﺸﺭﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺤﺴﻥ ﺤﺎل ﺇﺨﻭﺍﻨﻬﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺭﻜﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﺨﻠﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ
ﻭﻫﻭ ﺃﻨﻬﻡ ﻋﻨﺩ ﻗﺘﻠﻬﻡ ﻴﻔﻭﺯﻭﻥ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﻻ ﻴﻜﺩﺭﻫﺎ ﺨﻭﻑ ﻭﻗﻭﻉ ﻤﺤﺫﻭﺭ ،ﻭﻻ ﺤﺯﻥ ﻓﻭﺍﺕ ﻤﺤﺒﻭﺏ ﻓﻼ
ﻴﻌﺘﺭﻴﻬﻡ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﺴﺘﺒﺸﺭﻭﻥ ﺒﺄﻥ ﻻ ﺨﻭﻑ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﻻ ﺤﺯﻥ ﺒﺎﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻠﺤﻘﻭﺍ ﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﺨﻠﻔﻬﻡ).(4
ﻓﻠﻤﺎ ﺤﺫﻑ ﺤﺭﻑ ﺍﻟﺠﺭ )ﺍﻟﺒﺎﺀ( ﻜﺎﻥ ﻤﺤل ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﺏ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 419/1 -ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ 166/1 -
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ .486/3 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ – .157/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 115/2ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
– ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – .178/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 489/1ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ –
، 212/4ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .95/9
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .159/2
189
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻗﻠﻨﺎ
ﺍﻫﺒﻁﻭﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻓﺈﻤﺎ ﻴﺄﺘﻴﻨﻜﻡ ﻤﻨﻲ ﻫﺩﻯ ﻓﻤﻥ ﺘﺒﻊ ﻫﺩﺍﻱ ﻓﻼ ﺨﻭﻑ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﻻ ﻫﻡ ﻴﺤﺯﻨﻭﻥ(.
ِ وﻓﻀﻞ َ َ ﱠ
ﻣﻦ اﷲِ َ َ ْ ٍﻳﺴﺘﺒﴩون ِ ِ ٍ ِ
ِ
وأن اﷲَ َﻻ ُ ُ
ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ] :
ﺑﻨﻌﻤﺔ َ
ِ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ َأﺻﺎﲠﻢ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ أﺟﺮ ُ ْ ِ ِ َ
ْﻬﻢ ﻟﻠﺬﻳﻦ َ ْ َ
أﺣﺴﻨُﻮا ﻣﻨ ُ ْ اﻟﻘﺮح ﱠ َ
ﻣﻦ َ ْ َ َ َ ُ ُ ْ ُ واﻟﺮﺳﻮل ْاﺳﺘﺠﺎﺑﻮا ﷲِ َ ﱠ ُ اﳌﺆﻣﻨﲔ * ] ﱠ َ
اﻟﺬﻳﻦ ْ َ َ ُ َ َْ
ِ
ﻋﻈﻴﻢ[ }آل ﻋﻤﺮان.{172،171: واﺗﻘﻮا َ ْ ٌ
أﺟﺮ َ ٌ َ ﱠَْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﻭﺍ( ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺒﺩل ﻤﻥ )ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ( ﺃﻭ ﺼﻔﺔ ﻟﻬﻡ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺒﺩل ﻤﻥ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻠﺤﻘﻭﺍ ﺒﻬﻡ( ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ – -Iﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺒﻴﻥ ﻷﻭﺍﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺴـﻭﻟﻪ – -rﺃﻥ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺃﺤﺴﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﻭﺍﺘﻘﻰ ﻟﻪ ﺃﺠﺭ ﻋﻅﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻟﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﷲ – -Iﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻀﻴﻊ ﺃﺠﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﺫﻜﺭ ﻤﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻘـﺎل:
)ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﻭﺍ( ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺒﻭﻥ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺒﻭﻥ.
ﻭﺃﻀﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺒﻭﻥ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ – -rﺼﻔﺔﹰ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ ﻭﺼـﻑ
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻴﺴﺘﺠﻴﺒﻭﻥ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﺸﻬﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻹﻋﻼﺀ ﻜﻠﻤﺘﻪ ﻭﺩﻴﻨﻪ ﻴﺴﺘﺒﺸﺭﻭﻥ ﺒـﺈﺨﻭﺍﻨﻬﻡ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻤﻭﺘﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ،ﻴﺴﺘﺒﺸﺭﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤـﺴﺘﺠﻴﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﻴﻌـﻴﻥ ﻷﻭﺍﻤـﺭ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ
ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ –.-r
ﻓﻴﻜﻭﻥ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﻭﺍ( ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻠﺤﻘﻭﺍ ﺒﻬﻡ( ،ﻓﺎﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻠﺤﻘﻭﺍ ﺒﻬﻡ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴـﺘﺠﺎﺒﻭﺍ،
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﻭﺍ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻠﺤﻘﻭﺍ ﺒﻬﻡ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 419/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 166/1
ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .487/3
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .595/1
190
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻤﺤل ﺍﻟﺒﺩل ﺃﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺤﻤﺯﺓ )ﻭﻻ ﺘﺤﺴﺒﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ﺒﺘﺎﺀ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻭﻻ ﻴﺤﺴﺒﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﺏ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺤﻤﺯﺓ ﺒﺎﻟﺨﻁﺎﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ، -rﻓﻬﻭ ﺍﻟﻔﺎﻋـل ،ﺃﻱ :ﻻ
ﺘﺤﺴﺒﻥ ﺃﻨﺕﹶ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – ، -rﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﻓﻲ ﻤﺤـل ﻨـﺼﺏ ﺍﻟﻤﻔﻌـﻭل ﺍﻷﻭل
ﻟﻠﻔﻌل )ﺘﺤﺴﺒﻥ( ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻜﻔﺭﻭﺍ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل ﺼﻠﺘﻪ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠـﺔ
ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ( ﻫﻲ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل.
ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻠﻔﻌل )ﺘﺤﺴﺒﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺠﻤﻠﺔ )ﺃﻨﻤﺎ ﻨﻤﻠﻲ ﻟﻬﻡ ﺨﻴﺭ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ(.
ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻠﻔﻌل )ﺘﺤﺴﺒﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻫﻭ )ﺨﻴﺭﺍ(.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻭﻻ ﺘﺤﺴﺒﻥ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – -rﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔـﺭﻭﺍ ﺃﻥ
ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻤﻠﻴﻪ ﻟﻬﻡ ﺨﻴﺭ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻻ ﺘﺤﺴﺒﻥ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – -rﺒﺨلَ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠـﻭﻥ
ﺨﻴﺭﺍ ﻟﻬﻡ).(2
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 184/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .73
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 116ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ-182
، 184ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .367-365/1
191
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ ﺒﺎﻟﻐﻴﺏ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ( ،ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜـﺎﻓﺭﻴﻥ
ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل .ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺠﻤﻠﺔ ﺇﻥ ﻭﺍﺴﻤﻬﺎ ﻭﺨﺒﺭﻫﺎ ﺴﺩﺕ ﻤﺴﺩ ﺍﻟﻤﻔﻌـﻭﻟﻴﻥ
ﻟﻠﻔﻌل )ﺘﺤﺴﺒﻥ(.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻬﻭ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ( ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻷﻭل ﻤﺤﺫﻭﻑ ﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻭﻫﻭ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ( ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺒﺨل ،ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻫﻭ )ﺨﻴﺭﺍ(.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻭﻻ ﻴﺤﺴﺒﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﻤﻼﺀ ﺨﻴﺭ ﻟﻬﻡ.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻻ ﻴﺤﺴﺒﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ ﺍﻟﺒﺨل ﺨﻴﺭﺍ ﻟﻬﻡ).(1
ِ ﻗﺎﻟﻮا ِ ﱠ ﺳﻤﻊ اﷲُ َ َ ِ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ ْ َ َ ] :
وﻧﺤﻦ إن اﷲَ َ ٌ
ﻓﻘﲑ َ َ ْ ُ اﻟﺬﻳﻦ َ ُ
ﻗﻮل ﱠ َ ْ ﻟﻘﺪ َ َ
ﻋﺬاب َ ِ ِ َِْ
اﳊﺮﻳﻖ[ ذوﻗﻮا َ َ َوﻧﻘﻮل ُ ُ ﺑﻐﲑ ْ ِ َ
ﺣﻖ ﱟ َ َ ُ ُ اﻷﻧﺒﻴﺎءَ َ ِ َ
وﻗﺘﻠﻬﻢُ ُ َ ْ ِ
ﻗﺎﻟﻮا َ َ ْ َ
َﻜﺘﺐ ُ ﻣﺎ َ َ ُ
أﻏﻨﻴﺎءَ ُﺳﻨ َ ْ ُ
}آل ﻋﻤﺮان.{181:
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺤﻤﺯﺓ )ﺴﻴﻜﺘﹶﺏ ﻤﺎ( ﺒﺎﻟﻴﺎﺀ ﻭﻀﻤﻬﺎ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺘﺎﺀ) ،ﻭﻗﺘﻠﹸﻬﻡ( ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﻼﻡ) ،ﻭﻴﻘﻭل( ﺒﺎﻟﻴﺎﺀ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﺴﻨﹶﻜﺘﹸﺏ ﻤﺎ( ﺒﺎﻟﻨﻭﻥ ﻭﻓﺘﺤﻬﺎ ﻭﻀﻡ ﺍﻟﺘـﺎﺀ) ،ﻭﻗـﺘﻠﹶﻬﻡ( ﺒﻨـﺼﺏ ﺍﻟـﻼﻡ) ،ﻭﻨﻘـﻭل(
ﺒﺎﻟﻨﻭﻥ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻤﺎ ﻗـﺎﻟﻭﺍ(
ﺍﺴﻤﺎ ﻤﻭﺼﻭﻻﹰ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻨﺎﺌﺏ ﻓﺎﻋل ،ﻭﻴﻜﻭﻥ )ﻭﻗﺘﻠﹸﻬﻡ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻋﻁﻔﹰﺎﹰ ﻋﻠـﻰ
)ﻤﺎ( .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺴﻴﻜﺘﹶﺏ ﻗﻭﻟﹸﻬﻡ ﻭﻗﺘﻠﹸﻬﻡ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺒﻐﻴﺭ ﺤﻕ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﺇﻟﻰ ﺍﷲ -U-ﻭﻫﻭ ﻤﺒﺩﻭﺀ ﺒﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻤﺔ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻤـﺎ(
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻭﺍ( ﺍﺴﻤﺎ ﻤﻭﺼﻭﻻﹰ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨـﺼﺏ ﻤﻔﻌـﻭل ﺒـﻪ ،ﻭﻴﻜـﻭﻥ
)ﻭﻗﺘﻠﹶﻬﻡ( ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ )ﻤﺎ( ).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 116ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ-182
، 184ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .367-365/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 184/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .74
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 117ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 185
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .370-369/1
192
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺴﻨﻜﺘﺏ ﻗﻭﻟﹶﻬﻡ ﻭﻗﺘﻠﹶﻬﻡ .ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻴﺨﺒﺭ ﺍﷲ -U-ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻨـﻪ ﺴـﻴﻜﺘﺏ
ﻗﻭل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻓﺘﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺴﻴﻜﺘﺏ ﻗﺘﻠﻬﻡ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺒﻐﻴﺭ ﺤﻕ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨـﻰ
ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﻭﻋﻴﺩ ﻟﻬﻡ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﺍﷲ -U-ﻤﺤﺎﺴﺒﺘﻬﻡ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻟﻌﻅﻡ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﺒﻜـﻭﺍ ﻓـﻲ
ﺤﻘﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ ،-ﻭﺴﻭﺀ ﺃﺩﺒﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﷲ .-I-
ِ ِ
وﻋﲆ ُﺟﻨ ِ ِ ْ
ُﻮﲠﻢ ﻗﻴﺎﻣﺎ َ ُ ُ ً
وﻗﻌﻮدا َ َ َ ﺮون اﷲَ َ ً اﻟﺬﻳﻦ َ ْ ُ
ﻳﺬﻛ ُ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﱠ َ
ﻋﺬاب اﻟﻨ ِ َ َ ِ ﻫﺬا َ ِ ً ِ
اﻟﺴﲈوات َ َ ْ ِ وﻳﺘﻔﻜﺮون ِﰲ َ ْ ِ
ﱠﺎر[ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ َﻓﻘﻨَﺎ َ َ َ
ﺑﺎﻃﻼ ُ ْ َ ﺧﻠﻘﺖ َ َ
رﺑﻨَﺎ َﻣﺎ َ َ ْ َ
واﻷرض َ ﱠ ﺧﻠﻖ ﱠ َ َ ََََ ﱠُ َ
}آل ﻋﻤﺮان.{191:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺠﻤﻠﺔ )ﻭﻴﺘﻔﻜﺭﻭﻥ( ﻓﻴﻬﺎ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﺫﻜﺭﻭﻥ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ )ﻗﻴﺎﻤﺎ(.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻘﻁﻌﺔ ﻋﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﻴﺘﻔﻜﺭﻭﻥ( ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺼـﻠﺔ
ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﻴﺫﻜﺭﻭﻥ( .ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺍﷲ – -U-ﻋﻁﻑ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺤﻴـﺙ ﻋﻁـﻑ
ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﺭ ﻓﻲ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﷲ –ﺠل ﻭﻋﻼ -ﻭﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺫﻜﺭ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﻴﺘﻔﻜﺭﻭﻥ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ؛ ﻷﻥ )ﻗﻴﺎﻤﺎ( ﺤﺎل ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ.
ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺍﷲ – -Iﻴﻤﺩﺡ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺘﻔﻜﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺨﻠـﻕ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ .ﺃﻱ:
ﻴﺫﻜﺭﻭﻥ ﺍﷲ ﻤﺘﻔﻜﺭﻴﻥ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﺍﷲ -U-ﻴﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻴﺘﻔﻜﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺒﺩﻴﻊ ﺼﻨﻊ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺨﻠﻘﻪ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ؛ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺼﺎﺩﻗﹰﺎ ﺃﻭﺼﻠﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 426/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 172/1
ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .531/3
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .253/4
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ – .162/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .611/1
193
ﻭﺭﺠﺢ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ) (1ﻭﺍﻷﻟﻭﺴﻲ) (2ﻭﺃﺒﻲ ﺤﻴﺎﻥ) (3ﺍﻟﻌﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺨﺎﻓﻭﺍ ﺭﺒﻬﻡ –ﺠل ﻭﻋﻼ -ﻭﺍﻤﺘﺜﻠﻭﺍ ﺃﻭﺍﻤﺭﻩ ،ﻭﺍﺠﺘﻨﺒﻭﺍ ﻨﻭﺍﻫﻴﻪ ،ﻗـﺩ
ﺃﻋﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻨﻌﻴﻡ ﺍﻟﻤﻘﻴﻡ ﺤﻴﺙ ﺠﻨﺎﺕ ﺘﺠﺭﻱ ﻤﻥ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ،ﻓﻬﻲ ﻤﻨﺯﻟﻬﻡ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﺍﻟـﺫﻱ ﻻ
ﻴﺨﺭﺠﻭﻥ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻤﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻅﻡ ﻭﺃﻓﻀل ﻷﻫل ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻘﻠﺏ ﻓﻴﻪ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻤﻥ ﻨﻌـﻴﻡ
ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻤﺘﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﺯﺍﺌل ﺍﻟﻔﺎﻨﻲ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – .204/2
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – .247/4
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – .146/3
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .184/2
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ – ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ – ، 478/1ﻭﺼﻔﻭﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ – ﺍﻟﺼﺎﺒﻭﻨﻲ –
.232/1
194
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎء
واﺣﺪة َ ٍ َ َ َ
وﺧﻠـﻖ َ ﻧﻔﺲ ٍ ِ ﺧﻠ َ ِ
ﻘﻜﻢُ ْﻣﻦ ْ َ ْ َ
رﺑﻜﻢ ﱠ ِ
اﻟﺬي َ َ ﱠﺎس ﱠ ُ
اﺗﻘﻮا َ ﱠ ُ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻳﺎ َ ﱡ َ
أﳞﺎ اﻟﻨ ُ
واﻷرﺣـﺎم ِ ﱠ اﻟﺬي َ ُ َ ِ واﺗﻘﻮا اﷲَ ﱠ ِ ِ وﺑﺚ ِﻣﻨْﻬﲈ ِ ً ِ ِ
إن اﷲَ َ َ
ﻛـﺎن ﺗﺴﺎءﻟﻮن ِﺑـﻪ َ َ ْ َ َ
َ َ وﻧﺴﺎء َ ﱠ ُ
ﻛﺜﲑا َ َ ً رﺟﺎﻻ َ ً زوﺟﻬﺎ َ َ ﱠ ُ َ َ
ﻣﻨ َْﻬﺎ َ ْ َ َ
ََ ُ ِ
رﻗﻴﺒﺎ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{1:
ﻋﻠﻴﻜﻢ َ ً
ْ ْ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺤﻤﺯﺓ )ﻭﺍﻷﺭﺤﺎﻡِ( ﺒﺨﻔﺽ ﺍﻟﻤﻴﻡ.
-2ﻗﺭﺁ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻭﺍﻷﺭﺤﺎﻡ (ﺒﻨﺼﺏ ﺍﻟﻤﻴﻡ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺎﺀﻟﻭﻥ ﺒﻪ ﻭﺒﺎﻷﺭﺤﺎﻡِ .ﻭﻗـﺩ ﺃﺠـﺎﺯ
ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻭﻥ ﻋﻁﻑ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻤﺤﺘﺠﻴﻥ ﻟﻜﻼﻤﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﺒﻘﺭﺍﺀﺓ ﺤﻤﺯﺓ.
ﻭﺍﻋﺘﺒﺭ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻗﻭﻟﻪ )ﻭﺍﻷﺭﺤﺎﻡ( ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺴﻡ .ﻭﺫﻜﺭ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ
ﺃﻥ ﺘﻘﻁﻌﻭﻫﺎ.
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻥ ﺃﻨﻜﺭﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﺃﺒﻁﻠﻭﻫﺎ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ :ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﻁﻑ ﺒﺎﻟﻅﺎﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻤﺭ ﺇﻻ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﺨﺎﻓﺽ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻤﻊ
ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﺨﺎﻓﺽ ﻜﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻨﻔﺭﺩ ﻋﻨﻪ؛ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﻁﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺸـﺭﻴﻜﺎﻥ
ﻴﺤﺴﻥ ﻓﻲ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﺤﺴﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻭﻴﻘﺒﺢ ﻓﻲ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﻘﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﻨﻬﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻨﻬﻰ ﻋﻥ ﺸـﻲﺀ ﻭﻴـﺅﺘﻲ ﺒـﻪ).(2
ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – -rﺃﻨﻪ ﻗﺎل) :ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﺤﺎﻟﻔﹰﺎ ﻓﻠﻴﺤﻠﻑ ﺒﺎﷲ().(3
ﻭﻗﺩ ﻻ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﻫﺎ ﺒﻌﻀﻬﻡ ،ﺒل ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺒـﺎﺏ ﺍﻟﺘﻭﺴـل ﺒﺎﻷﺭﺤـﺎﻡ
ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﻁﺎﻑ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 186/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .75
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 118ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ
ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ . 375/1 -
) (3ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ – ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ – ﺒﺎﺏ ﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﺤﻠﻑ – – 728/1ﺤﺩﻴﺙ ) ،(3836ﻭﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ –
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻴﻤﺎﻥ – ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ – – 864/1ﺤﺩﻴﺙ ).(1646
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ .5/3 -
196
ﻭﻗﺩ ﺭﺩ ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻫﺒﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺌﻼﹰ " :ﻭﻤﻥ ﻗﺭﺃ )ﻭﺍﻷﺭﺤﺎﻡِ( ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺘﺴﺎﺀﻟﻭﻥ
ﺒﻪ ﻭﺒﺎﻷﺭﺤﺎﻡ .ﻭﻗﺎل ﺃﻫل ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ :ﻭﻫﻭ ﻗﻭﻟﻪ :ﺃﺴﺄﻟﻙ ﺒﺎﷲ ﻭﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﻗﺩ ﺃﻨﻜﺭﻭﺍ ﻫﺫﺍ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﻤﻨﻜـﺭ؛
ﻷﻥ ﺍﻷﺌﻤﺔ ﺃﺴﻨﺩﻭﺍ ﻗﺭﺍﺀﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ – .-rﻭﺃﻨﻜﺭﻭﺍ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻻ ﻴﻌﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤـﻀﻤﺭ
ﺍﻟﻤﺠﺭﻭﺭ ﺇﻻ ﺒﺈﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﻓﺽ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﻤﻨﻜﺭ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﺃﻥ ﻴﻌﻁﻑ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻤﺭ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻟﻡ ﻴﺠﺭِ ﻟﻪ ﺫﻜﺭ ...ﻓﺄﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﻟﻠﻬﺎﺀ ﺫﻜﺭ ﻓﻬﻭ ﺤﺴﻥ").(1
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺎﺀﻟﻭﻥ ﺒﻪ ﻭﺍﺘﻘـﻭﺍ ﺍﻷﺭﺤـﺎﻡ ﺃﻥ
ﺘﻘﻁﻌﻭﻫﺎ ،ﺒل ﺒﺭﻭﻫﺎ ﻭﺼﻠﻭﻫﺎ) ،(2ﺤﻴﺙ ﻋﻁﻑ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ،ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻁﻭﻓﹰﺎ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺤل ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺠﺭﻭﺭ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﻤﺤﻠﻪ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ،ﻓﺤﻤل )ﻭﺍﻷﺭﺤـﺎﻡ(
ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻨﺼﺏ .ﻭﺍﺨﺘﺎﺭ ﻤﻜﻲ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺨـﺭﻯ ﻤﺤﺘﺠـﺎ ﺒﺄﻨﻬـﺎ
ﺍﻷﺼل ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ،ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ).(3
ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﺫﺭ ﺒﻥ ﺠﺭﻴـﺭ ﻋـﻥ ﻭﻤﻤﺎ ﺍﺤﺘﺞ ﺒﻪ ﺃﻫل ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ -r-
ﺃﺒﻴﻪ ﻗﺎل :ﻜﻨﺕ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ -r-ﺤﺘﻰ ﺠﺎﺀ ﻗﻭﻡ ﻤﻥ ﻤﺼﺭ ﺤﻔﺎﺓ ﻋﺭﺍﺓ ﻓﺭﺃﻴﺕ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻨﺒـﻲ -r-
ﻴﺘﻐﻴﺭ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻤﻥ ﻓﺎﻗﺘﻬﻡ ﺜﻡ ﺼﻠﻰ ﺍﻟﻅﻬﺭ ﻭﺨﻁﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎل) :ﻴﺎ ﺃﻴﻬـﺎ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺍﺘﻘـﻭﺍ ﺭﺒﻜـﻡ
ﻭﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺜﻡ ﻗﺎل ﺘﺼﺩﻕ ﺭﺠل ﺒﺩﻴﻨﺎﺭﻩ ،ﻭﺘﺼﺩﻕ ﺭﺠل ﺒﺩﺭﻫﻤﻪ ،ﻭﺘﺼﺩﻕ ﺭﺠل ﺒـﺼﺎﻉ ﺘﻤـﺭﻩ().(4
ﺤﻀﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺔ ﻓﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﺏ ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ(؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ -r-
ﺃﺭﺤﺎﻤﻬﻡ)..(5
ﻭﺠﻤﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ – -Iﺃﻤﺭﻨﺎ ﺒﺒﺭ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻭﺼﻠﺘﻬﺎ ﻭﻋﺩﻡ ﻗﻁﻌﻬـﺎ.
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻓﺎﺩﺘﻪ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ.
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺨﻔﺽ ﻓﻘﺩ ﺒﻴﻨﺕ ﻭﻭﺼﻔﺕ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺘﻭﺴﻠﻭﻥ ﺒﺎﻟﺭﺤﻡ
ﻭﻴﻁﻠﺒﻭﻥ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻬﻡ ﻭﻋﻘﻭﺩﻫﻡ ،ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺤﻠﻔﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻫـﺩﺍﺘﻬﻡ .ﻭﻟـﻴﺱ ﻫـﺫﺍ
ﺇﻗﺭﺍﺭﺍ ﺒﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻗﺩ ﺤﺭﻤﻪ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﻭﺼﻑ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ).(6
197
ﻓـﺎﻧﻜﺤﻮا ﻣـﺎ َﻃـﺎب َ ُ ِ ِ ﺧﻔﺘﻢ َ ﱠأﻻ ُ ْ ِ ُ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ ْ ِ ] :
ﻣـﻦ
ﻟﻜـﻢ َ ْ َ اﻟﻴﺘﺎﻣﻰ َ ْ ُ َ ﺗﻘﺴﻄﻮا ِﰲ َ َ َ وإن ْ ُ ْ َ
أﻳﲈﻧﻜـﻢ َ ِ َ اﻟﻨ ِ
أدﻧـﻰ َ ﱠأﻻ
ذﻟـﻚ َ ْ َ ﻣﻠﻜـﺖ َ ْ َ ُ ُ ْ ﺗﻌﺪﻟﻮا َ َ ِ َ ً
ﻓﻮاﺣـﺪة َ ْأو َﻣـﺎ َ َ َ ْ ﺧﻔﺘﻢ َ ﱠأﻻ َ ْ ِ ُ وﺛﻼث ورﺑﺎع َ ِ ْ ِ
ﻓﺈن ْ ُ ْ ﻣﺜﻨَﻰ َ ُ َ َ َ ُ َ َ
ﱢﺴﺎء َ ْ
َ
َُ ُ
ﺗﻌﻮﻟﻮا[ }اﻟﻨﺴﺎء.{3:
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ :
-1ﻗﺭﺃ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ )ﻓﻭﺍﺤﺩﺓﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻓﻭﺍﺤﺩﺓﹰ( ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﻨﺤﻭﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺭﻓﻊ )ﻭﺍﺤﺩﺓ( ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭﺠﻪ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﻤﺤﺫﻭﻑ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻓﻭﺍﺤﺩﺓﹲ ﻜﺎﻓﻴﺔﹲ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﺨﺒﺭ ﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﺤﺫﻭﻑ .ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻓﺎﻟﻤﻘﻨﻊ ﻭﺍﺤﺩﺓﹲ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻨﻬﺎ ﻓﺎﻋل ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ .ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻓﺘﻜﻔﻴﻜﻡ ﻭﺍﺤﺩﺓﹲ .
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻥ )ﻭﺍﺤﺩﺓ( ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻟﻔﻌل ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻓﺎﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﻭﺍﺤـﺩﺓﹰ ﺃﻭ
ﺍﻨﻜﺤﻭﺍ ﻭﺍﺤﺩﺓﹰ).(2
ﻗﺎل ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ" :ﻗﺭﺉ )ﻓﻭﺍﺤﺩﺓﹰ( ﺒﻨﺼﺏ ﺍﻟﺘﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻓـﺎﻟﺘﺯﻤﻭﺍ ﺃﻭ ﻓﺎﺨﺘـﺎﺭﻭﺍ
ﻭﺍﺤﺩﺓﹰ ﻭﺫﺭﻭﺍ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺭﺃﺴﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﻠﻪ ﻴﺩﻭﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺩل ،ﻓﺄﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﺘﻡ ﺍﻟﻌﺩل ﻓﻌﻠﻴﻜﻡ ﺒﻪ .ﻭﻗـﺭﺉ
)ﻓﻭﺍﺤﺩﺓﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ .ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻓﻜﻔﺕ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﺃﻭ ﻓﺤﺴﺒﻜﻡ ﻭﺍﺤﺩﺓ .(3)"...
ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺭ ﻋﻠـﻰ ﺯﻭﺠـﺔ
ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻓﻬﻲ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻭﻤﻘﻨﻌﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺭ
ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻌﺩل ﺒﻴﻨﻬﻥ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 186/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .76
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺘﺤﺎﻑ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻊ ﻋﺸﺭ – ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺩﻤﻴﺎﻁﻲ .503/1 -
) (3ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ .306/3 -
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﺘﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ – ﻋﺯﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻭﻴﺭﻜﻲ – ﺹ .74
198
ﻓﺈن َ َ ُ ِ
ْﻬﻢ ُ ْ ً
رﺷـﺪا ﱢﻜﺎح َ ِ ْ ْ ْ
آﻧـﺴﺘﻢ ﻣـﻨ ُ ْ ﺑﻠﻐﻮا اﻟﻨ َ َ ﺣﺘﻰ ِ َ
إذا َ َ ُ اﻟﻴﺘﺎﻣﻰ َ ﱠ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ َ ْ َ ] :
واﺑﺘﻠﻮا َ َ َ
ﻏﻨﻴـﺎ َ ْ َ ِ
ﻛـﺎن َ َ ِ إﴎاﻓﺎ ً َ ِ َ ِ وﻻ َ َ ْ ُ ُ ﻓﺎدﻓﻌﻮا ِ َ ْ ِ
وﻣـﻦ
ﻓﻠﻴـﺴﺘﻌﻔﻒ ْ َ َ ْ
َ ْ ْ وﻣـﻦ ْ َ وﺑﺪارا ًأنَ ْ َ ْ َ ُ
ﻳﻜـﱪوا َ َ ﺗﺄﻛﻠﻮﻫﺎ َ ْ َ إﻟﻴﻬﻢ ْ َ ْ َ َ
أﻣﻮاﳍﻢ ُ ْ َ َ َُْ
ِ ِ َ َ ِ
وﻛﻔـﻰ ِﺑـﺎﷲِ َ ً
ﺣـﺴﻴﺒﺎ[ ﻓﺄﺷـﻬﺪوا َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠـﻴﻬﻢ َ َ َ أﻣـﻮاﳍﻢ َ َ ْ ِ ُ دﻓﻌـﺘﻢ ِ َ ْ ِ ْ
إﻟـﻴﻬﻢ َ ْ َ َ ُ ْ ﺑﺎﳌﻌﺮوف َ ِ َ
ﻓﺈذا َ َ ْ ُ ْ ﻓﻠﻴﺄﻛﻞ ِ َ ْ ُ
ﻓﻘﲑا َ ْ َ ْ ُ ْ
ﻛﺎن َ ً
}اﻟﻨﺴﺎء.{6:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﺴﺭﺍﻓﹰﺎ( ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻤﻔﻌﻭل ﻷﺠﻠﻪ ﻤﻨﺼﻭﺏ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎل ﻤﻨﺼﻭﺏ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻻ ﺘﺄﻜﻠﻭﺍ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ ﻹﺴﺭﺍﻓﻜﻡ ﻭﻤﺒﺎﺩﺭﺘﻜﻡ ﻜﺒﺭﻫﻡ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﻔﺭﻁـﻭﻥ ﻓـﻲ ﺇﻨﻔﺎﻗﻬـﺎ
ﻭﺘﻘﻭﻟﻭﻥ ﻨﻨﻔﻕ ﻜﻤﺎ ﻨﺸﺘﻬﻲ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻜﺒﺭﻭﺍ ﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ ﻓﻴﻨﺯﻋﻭﺍ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻴﺩﻴﻨﺎ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻻ ﺘﺄﻜﻠﻭﺍ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ ﻤﺴﺭﻓﻴﻥ ﻭﻤﺒﺎﺩﺭﻴﻥ ﻜﺒﺭﻫﻡ).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 437/1 -ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ 180/1 -
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ .585/3 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ، 636/1 -ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ، 502/1 -ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ
ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ، 149/2 -ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ ، 232/2 -
ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ، 324/3 -ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ، 190/9 -ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ
ﺤﻴﺎﻥ .181/3 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 186/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .76
199
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﻓﻠﻡ ﻴﺴﻨﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﺇﻟﻴﻬﻡ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ:
ﺃﻥ ﺍﷲ – -Uﻴﺄﻤﺭ ﻤﻼﺌﻜﺔ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﺒﺄﻥ ﻴﺼﻠﻭﻫﻡ ﺴﻌﻴﺭﺍ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺳﻘﺮ[).(1 ] ُ ِ ِ
ﺳﺄﺻﻠﻴﻪ َ َ َ
َ ْ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل ﻓﻘﺩ ﺃﺴﻨﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﺇﻟﻴﻬﻡ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
ﻳﺼﻼﻫﺎ ِ ﱠإﻻ َ ْ َ
اﻷﺷﻘﻰ[)،(2 ﺇﺨﺒﺎﺭﺍﹰ ﻋﻨﻬﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺼﻠﻭﻥ ﺴﻌﻴﺭﺍﹰ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻻ َ ْ َ َ
ﺻﺎل َ ِ ِ
اﳉﺤﻴﻢ[ .
)( 4) (3 ﻫﻮ َ ِ ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠإﻻ َ ْ
ﻣﻦ ُ َ
ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل ﻓﻜل ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﻜﻤﻼﹰ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻜل ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻤﻨﻬﻤـﺎ
ﺒﻴﻨﺕ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ .ﻓﻜﺄﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺤﻠﺘﻴﻥ:
ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺘﺴﺨﻨﻭﻥ ﻗﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺜﻡ ﻴﺼﻠﻭﻨﻬﺎ ﻓﻴﺩﺨﻠﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻴﺤﺘﺭﻗﻭﻥ.
ﺃﻭ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺅﻤﺭ ﺒﻬﻡ ﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻴﻤﺘﻨﻌﻭﻥ ﻤﻥ ﺩﺨﻭﻟﻬﺎ ﻭﻴﺼﻠﻭﻥ ﺤﺭﻫﺎ ﺜﻡ ﻴﺩﻓﻌﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻴﺤﺭﻗـﻭﻥ
ﻓﻴﻬﺎ).(5
ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻴﻅﻬﺭ ﺃﻥ ﺁﻜﻠﻲ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ ﻅﻠﻤﺎ ﻭﻋﺩﻭﺍﻨﹰﺎ ﺒﻐﻴـﺭ ﺤـﻕ ﻓﺈﻨﻤـﺎ
ﻴﺄﻜﻠﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻤﺼﻴﺭﺍ ﻟﻬﻡ ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ ،ﻓﻬﻡ ﺴﻴﺩﺨﻠﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤـﺔ ﻭﻴﻘﺎﺴـﻭﻥ ﺤﺭﻫـﺎ
ﻭﻋﺫﺍﺒﻬﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﺩﺨﻠﻭﻫﺎ ﺒﺄﻨﻔﺴﻬﻡ ﺃﻭ ﺃُﺩﺨﻠﻭﻫﺎ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻬﻡ.
ﻓـﺈن ُ ﱠ
ﻛـﻦ اﻷﻧﺜﻴـ ْ ِ
ﲔ َ ِْ ﺣـﻆ ُ ْ َ َ ﻣﺜﻞ َ ﱢ ﻟﻠﺬﻛﺮ ِ ْ ُ
أوﻻدﻛﻢ ِ ﱠ َ ِ
ِ
ﻳﻮﺻﻴﻜﻢ اﷲُ ِﰲ َ ْ َ ُ ْ ُ ُ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ ] :
ُ
ِ ٍ ِ وﻷﺑﻮﻳـﻪ ِ ُ ﱢ
ﻓﻠﻬـﺎ اﻟﻨﱢـﺼﻒ ُ ِ َ ِ ِ ِ
ْﻬﲈ
ﻟﻜـﻞ َواﺣـﺪ ﻣـﻨ ُ َ َ ََْ ْ واﺣﺪة َ ً َ َ َ ﻛﺎﻧﺖ ْ َ وإنِ ْ َ َ ﺗﺮك َ َ ﺛﻠﺜﺎُ َﻣﺎ َ َ َ َﺘﲔْ ِ َ َ ُ
ﻓﻠﻬﻦ ﱠ ُ ﻓﻮق َاﺛﻨ ْ َ
ﻧﺴﺎء ً َ ْ
َ
وورﺛﻪ َأﺑﻮاه َ ِ ُ ِ اﻟﺴﺪس ِ ﱠﳑﺎ َ َ َ
ﻛﺎن َ ُﻟﻪ ِ ْ َ ٌ
إﺧﻮة ﻓﺈن َ َ اﻟﺜﻠﺚ َ ِ ْ
ﻓﻸﻣﻪ ﱡ ُ ُ وﻟﺪ َ َ ِ َ ُ َ َ ُ ﱢ ﻳﻜﻦ َ ُﻟﻪ َ َ ٌ وﻟﺪ َ ِ ْ
ﻓﺈن َﱂ ْ َ ُ ْ ﻛﺎن َ ُﻟﻪ َ َ ٌ
إن َ َﺗﺮك ِ ْ ﱡ ُ ُ
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 120ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 191
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .378/1 -
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﻋﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﻴﺭﻜﻲ – ﺹ .76
200
وﺻﻴﺔ ِ
ﻳﻮﴆ ِ َﲠﺎ َ ْأو َ ْ ٍ اﻟﺴﺪس ِﻣﻦ ِ ِ ٍ َِ ُ ِ
أﳞـﻢ َ ْ َ ُ
أﻗـﺮب َ ُ ْ
ﻟﻜـﻢ ﺗـﺪرون َ ﱡ ُ ْ
َـﺎؤﻛﻢ َﻻ َ ْ ُ َ آﺑـﺎؤﻛﻢ َ َ ْ
وأﺑﻨ ُ ُ ْ دﻳﻦ َ َ ُ ُ ْ ﺑﻌﺪ َ ﱠ ُ ﻓﻸﻣﻪ ﱡ ُ ُ ْ َ ْ ﱢ
ﺣﻜﻴﲈ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{11:
ِ إن اﷲَ َ َ ِ
ﻣﻦ اﷲِ ِ ﱠَ ْﻧﻔﻌﺎ َ ِ َ ً ِ
ﻋﻠﻴﲈ َ ًﻛﺎن َ ً ﻓﺮﻳﻀﺔ َ ً
ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻭﻀﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﺍﺤﺩﺓ(.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ :
-1ﻗﺭﺃ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺎﻥ )ﻭﺍﺤﺩﺓﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻭﺍﺤﺩﺓﹰ( ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ).(1
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 186/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .76
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 192ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ –
ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .378/1 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻌﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ.
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻌﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ.
201
ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻀﻌﻑ ﻤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .ﻭﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒـﺎﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﺤﻘﻭﻗﻬـﺎ
ﻭﻫﻭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻤﻨﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻘـﺼﻭﺩ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻻ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺸﺨﺼﺎ ﻤﻌﻴﻨﹰﺎ ﺒﺫﺍﺘﻪ ،ﺒل ﻫﻭ ﺸﺎﺌﻊ
ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ).(3
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻜﺴﺭ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻴﺕ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل :ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻭﺼـﻴﺔ
ﻴﻭﺼِﻲ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺕﹸ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺕ ﻗﺩ ﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ ﺤﻴﺙ ﻗﻭﻟـﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻷﺒﻭﻴﻪ( ﺃﻱ ﻷﺒﻭﻱ ﺍﻟﻤﻴﺕ ،ﻭﻗﻭﻟﻪ) :ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﺩ ﻭﻭﺭﺜﻪ ﺃﺒﻭﺍﻩ( ﻭﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﻷﻤﻪ( ﻓﻘﺩ ﺘﻘﺩﻡ
ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﻴﺕ .ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺨﺼﻴﺹ ﻟﻠﻤﻴﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻘﺼﺔ).(4
ﻭﻗﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﻴﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺭﺴﺎﻟﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔ ﺒﺎﻟﻜـﺴﺭ ﺘـﺸﻴﺭ ﺇﻟـﻰ
ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻴﺕ؛ ﻷﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺠﺯﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺴﻭﻑ ﻴـﺅﺩﻱ
ﺇﻟﻰ ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻭﺭﺜﺔ ﻭﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻓﻬﻲ ﺘـﺸﻴﺭ ﺇﻟـﻰ ﺃﻫﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻭﺼـﻴﺔ
ﻭﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﺸﺭﻉ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﺘﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ -
ﺹ .78
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 186/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
–ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ -ﺹ .76
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 120ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ 193
،ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ .380/1 -
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ. )( 4
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﺘﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ -
ﺹ .79
202
ﻭﺃﻀﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﺏ ﻤﻥ ﻜل ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺼﻴﺘﻪ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻋﻥ
ﺭﺃﺴﻪ ﻋﻤﻼﹰ ﺒﻘﻭل ﺍﻟﺭﺴﻭل – -rﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﻤﺭ –ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ -ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل – -rﻗﺎل) :ﻤﻥ
ﺤﻕ ﺍﻤﺭﺉ ﻤﺴﻠﻡ ﻟﻪ ﺸﻲﺀ ﻴﻭﺼِﻲ ﺒﻪ ﻴﺒﻴﺕ ﻟﻴﻠﺘﻴﻥ ﺇﻻ ﻭﻭﺼﻴﺘﻪ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻋﻨﺩﻩ().(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻜﺎﻥ( ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻨﺎﻗﺼﺔ ،ﻭ)ﺭﺠلٌ( ﺍﺴﻤﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﻭﺭﺙ( ﻓﻲ
ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺼﻔﺔ ﻟـ)ﺭﺠل( .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺭﺠلٌ ﻴﻭﺭﺙ ﺃﻭ ﻤﻭﺭﻭﺙﹲ ﻤﻨﻪ ﺫﺍ ﻜﻼﻟﺔٍ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﻭﻟـﺩ
ﻭﻻ ﻭﺍﻟﺩ) .(3ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻜﻼﻟﺔ( ﻫﻨﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻭﺭﺜﺔ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﻫﻡ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﻭﻥ ﻟﻌـﺩﻡ ﻭﺠـﻭﺩ
ﺍﻷﺼل ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﻉ.
) (1ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ – ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ – ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ – – 527/1ﺤﺩﻴﺙ ) ،(2738ﻭﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ – ﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ – – 853/1ﺤﺩﻴﺙ ).(1627
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 441/1 -ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ –
، 183/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ .609-606/3 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ، 647/1 -ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ ، 314/1 -ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ، 223/9 -ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ .242/2 -
203
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻜﺎﻥ( ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﻓﺘﻜﺘﻔﻲ ﺒﻤﺭﻓﻭﻋﻬﺎ .ﻭ)ﺭﺠلٌ( ﻓﺎﻋـل ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠـﺔ
ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﻭﺭﺙ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﺭﺠل( .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ" :ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺭﺠلٌ ﻴﻭﺭﺙ ﻤﺘﻜﻠلَ ﺍﻟﻨـﺴﺏ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺕ") .(1ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﺇﻥ ﻭﺠﺩ ﺭﺠلٌ ﻴﻭﺭﺙ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻪ ﺫﺍ ﻜﻼﻟﺔ) .(2ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻜﻼﻟﺔ( ﻫﻨﺎ
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻴﺕ ﻨﻔﺴﻪ.
وﻋﲈﺗﻜـﻢ َـﺎﺗﻜﻢ َ َ َ َ ُ ُ ْ
وأﺧـﻮاﺗﻜﻢ َ َ ﱠ ُ ُ ْ وﺑﻨ ُ ُ ْ ﻋﻠـﻴﻜﻢ ُ ﱠ َ ُ ُ ْ
أﻣﻬـﺎﺗﻜﻢ َ َ ﺣﺮﻣـﺖ َ َ ْ ُ ْﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ ُ ] :ﱢ َ ْ
وأﺧـﻮاﺗﻜﻢ ِﻣـﻦ َ َ ِ وأﻣﻬﺎﺗﻜﻢ ﱠ ِ َﺎت ُ ْ ِ َﺎت َ ِ
اﻟﺮﺿـﺎﻋﺔ َﻜﻢ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ ﱠ اﻟـﻼﰐ َ ْ َ ْ
أرﺿـﻌﻨ ُ ْ اﻷﺧﺖ َ ُ ﱠ َ ُ ُ ُ وﺑﻨ ُ اﻷخ َ َ وﺑﻨ ُ َ َ َ ُ ُ ْ
وﺧﺎﻻﺗﻜﻢ َ َ
ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ﱠ ِ ﺣﺠﻮرﻛﻢ ِ ِ ِ ورﺑﺎﺋﺒﻜﻢ ﱠ ِ ِ ُ ُ ِ ِ
ﺗﻜﻮﻧـﻮا ﲠـﻦ َ ِ ْ
ﻓـﺈن َﱂ ْ َ ُ ُ ﻠـﺘﻢ ِ ِ ﱠ
دﺧ ْ ُ ْاﻟـﻼﰐ َ َ ﻣﻦ َ ُ ُ اﻟﻼﰐ ِﰲ ُ ُ ِ ُ ْ ْ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ َ َ َ ُ ُ ُ
وأﻣﻬﺎت َ ُ ْ َ ﱠَ
ﺑﲔ ُ ْ َ ْ ِ
اﻷﺧﺘﲔ ِ ﱠإﻻ َﺎﺋﻜﻢ ﱠ ِ ِ ِ ﻋﻠﻴﻜﻢ َ َ َ ِ ُ
ﲡﻤﻌﻮا َ ْ َوأن َ ْ َ ُ ﻣﻦ َ ْ َ ِ ُ ْ
أﺻﻼﺑﻜﻢ َ َ ْ اﻟﺬﻳﻦ َْ وﺣﻼﺋﻞ َ ْأﺑﻨ ُ ُ َﺎح َ َ ْ ُ ْﻓﻼ ُﺟﻨ َ ﲠﻦ َ َ دﺧﻠﺘﻢ ِ ِ ﱠ
َ َ ُْ ْ
ﻣﻠﻜﺖ َ ُ ُ ِ ِ واﳌﺤﺼﻨ ُ ِ ِ
ﻛﺘـﺎب اﷲِ أﻳﲈﻧﻜﻢ َ َﻣﻦ اﻟﻨ َﱢﺴﺎء ِ ﱠإﻻ َﻣﺎ َ َ َ ْ ْ َ ْ َﺎت َ رﺣﻴﲈ * َ ُ ْ َ ﻏﻔﻮرا َ ً ﻛﺎن َ ُ ً إن اﷲَ َ َ ﺳﻠﻒ َ ِ ﱠ ﻣﺎ َﻗﺪَ ْ َ َ
اﺳـﺘﻤﺘﻌﺘﻢ ِ ِ ﻏـﲑ ُ َ ِ ِ َ ﺑﺄﻣﻮاﻟﻜﻢ ُ ْ ِ ِ َ
ِ ِ ﻋﻠﻴﻜﻢ َ ُ ِ ﱠ
ﺑـﻪ ﻓـﲈ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ ﻣـﺴﺎﻓﺤﲔ َ َ ﳏﺼﻨﲔ َ ْ َ ﺗﺒﺘﻐﻮا ِ َ ْ َ ُ ْ أن َ ْ َ ُ ذﻟﻜﻢ َ ْ
وراء َ ُ ْ وأﺣﻞ َ ُ ْ
ﻟﻜﻢ َﻣﺎ َ َ َ َ َْ ُ ْ
ﺑﻌﺪ َ ِ َ ِ
اﻟﻔﺮﻳـﻀﺔ ِ ﱠ ﺗﺮاﺿﻴﺘﻢ ِ ِﺑﻪ ِﻣﻦ ِ وﻻ ﺟﻨَﺎح َ َ ُ ِ أﺟﻮرﻫﻦ َ ِ َ ً ِ
إن اﷲَ َ َ
ﻛـﺎن ْ َْ ﻓﻴﲈ َ َ َ ْ ُ ْ ﻓﺮﻳﻀﺔ َ َ ُ َ ْ ْ
ﻋﻠﻴﻜﻢ َ ﻓﺂﺗﻮﻫﻦ ُ ُ َ ُ ﱠ
ْﻬﻦ َ َ ُ ُ ﱠ
ﻣﻨ ُ ﱠ
ﺣﻜﻴﲈ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{23،24: ِ ِ
ﻋﻠﻴﲈ َ ً َ ً
ﺘﺸﺘﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻜﻠﻤﺔ)ﻜﺘﺎﺏ( ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺼﺩﺭ ﻤﺅﻜﺩ ﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻫﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﺤﺭﻤﺕ(.
204
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﺭﺍﺀ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﻗﺎل) :ﺤﺭﻤﺕ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺃﻤﻬﺎﺘﻜﻡ (...ﻋﻠﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ،
ﻓﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل :ﻜﺘﺏ ﺍﷲ – -Uﺘﺤﺭﻴﻡ ﻤﺎ ﺤﺭﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﺘﺎﺒﺎ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺯﻤﻭﺍ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ.
ﻭﺭﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﺭﺍﺀ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻴﻪ ﺘﻘـﺩﻴﻡ ﺍﻻﺴـﻡ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺏ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻐﺭﻯ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻑ ﺍﻹﻏﺭﺍﺀ ،ﻓﻼ ﺘﻘﻭل :ﺯﻴﺩﺍ ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻭ ﻋﻤﺭﺍ ﺩﻭﻨـﻙ ،ﻭﻟﻜـﻥ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺽ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﺤﺭﻑ ﺍﻹﻏﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﺭﻯ ﺒﻪ ﻓﺘﻘـﻭل :ﻋﻠﻴـﻙ
ﺯﻴﺩﺍ ﻭﺩﻭﻨﻙ ﻋﻤﺭﺍ .ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻨﹸﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻟﻠﻔﻌل ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻑ )ﺍﻟﺯﻤﻭﺍ( ﻓﻴﺠﻭﺯ).(3
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺃﻭﻟﻰ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ – -Iﺃﻥ ﻴﺤﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻤﻤﻥ ﻨﺯل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﻠﺴﺎﻨﻬﻡ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ )ﺃُﺤِلّ( ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ،ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﺃﻨﻪ ﻤـﺭﺩﻭﺩ
ﻋﻠﻰ ﺃﻭل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺤﺭﻤﺕ( ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻁﺎﺒﻘﹰﺎ ﺃﻭﻟﻪ ﻭﺁﺨﺭﻩ ﻭﻤﺘﻨﺎﺴﻘﹰﺎ ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻴﻨـﻪ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ، 445/1 -ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ 186/1 -
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ .648/3 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ، 13/4 -ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ 87/3 -
،ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ، 518/1 -ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ، 170/2 -ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ .222/3 -
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ، 13/4 -ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ 87/3 -
،ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ، 670/1 -ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ، 6/4 -ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ .265/2 -
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ -ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 187/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .78
205
ﻭﻤﻨﺴﺠﻤﺎ ﻤﻌﻪ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻋﻘﺏ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﻟﻔﻅ ﻭﺍﺤﺩ .ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺍﺴـﻡ
ﻤﻭﺼﻭل ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻨﺎﺌﺏ ﻓﺎﻋل.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ :ﺤﺭﻤﺕ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺃﻤﻬﺎﺘﻜﻡ ...ﻭ ﺃُﺤل ﻟﻜﻡ ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻜﻡ).(1
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ )ﺃَﺤلّ( ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل ،ﻭﻫﻭ ﺍﷲ – .-Yﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
)ﻭﺃﺤل ﻟﻜﻡ( ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ(؛ ﻷﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻨﻪ :ﻜﺘـﺏ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻜﻡ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﺃﻨﻪ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﷲ – -Yﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓـﻲ ﻗﻭﻟـﻪ:
)ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ( .ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨـﺼﺏ
ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ :ﻜﹶﺘﹶﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺫﻟﻙ ﻭ ﺃَﺤلّ ﻟﻜﻡ ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ).(2
ﻭﺍﺨﺘﺎﺭ ﻤﻜﻲ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل ﻟﻘﺭﺏ ﺍﺴﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻨﻪ ﻭﺒﻌﺩ ﻜﻠﻤـﺔ )ﺤﺭﻤـﺕ(
ﻤﻨﻪ ،ﻭﻷﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫل ﺍﻟﺤﺭﻤﻴﻥ ﻭﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ).(3
ﻭﺠﻤﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ – -Uﻭﺤﺩﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻴـﺩﻩ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـل ﻭﺍﻟﺘﺤـﺭﻴﻡ،
ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﺒﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻡ ﺒﺒﻨﺎﺌﻪ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ،ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺭﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻤﺎ ﻴﻀﺭﻨﺎ ﺴـﻭﺍﺀ
ﻋﻘﻠﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻡ ﻟﻡ ﻨﻌﻘﻠﻬﺎ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﻴﺤﻠل ﻟﻨﺎ ﻜل ﻤﺎ ﻓﻴـﻪ ﻨﻔـﻊ ﻟﻨـﺎ .ﻭﺃﻤـﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـل
ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﻷﺤﺩ ﺇﻻ ﻟﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ ،-ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﺤﺩ ﻜﺎﺌﻨﹰﺎ ﻤـﻥ
ﻜﺎﻥ .
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 122ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 198
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .385/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 122ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 198
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .385/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – .385/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 446/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 187/1
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .650/3
206
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺒﺩل ﺍﺸﺘﻤﺎل ﻤﻥ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ( .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻭﺃﺤل ﻟﻜﻡ ﻤﺎ( .ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻟﻠﻔﺎﻋل ﻓـ )ﻤـﺎ( ﻓـﻲ ﻤﺤـل
ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺒﺩل .ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺒﻨﻴـﺎ ﻟﻠﻤﻔﻌـﻭل
ﻓﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻨﺎﺌﺏ ﻓﺎﻋل ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺒﺩل.
ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﺃﺤل ﻟﻜﻡ ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻜﻡ ﻭﺃﺤل ﻟﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﺒﺘﻐﻭﺍ).(1
ﻭﻋﻠﻰ ﻜلٍ ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﺃﺤل ﻟﻜﻡ ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﺒﺘﻐﻭﻫﻥ ﺒﺄﻤﻭﺍﻟﻜﻡ .ﻓﺎﺒﺘﻐـﺎﺀ ﺍﻟﻨـﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤـﺎﺕ
ﺒﺎﻷﻤﻭﺍل ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﻠﻪ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻜﻡ(.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺃﺤل ﻟﻜﻡ ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻜﻡ ﻷﻥ ﺘﺒﺘﻐﻭﺍ ،ﺃﻭ ﺒﺄﻥ ﺘﺒﺘﻐﻭﺍ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺤﺫﻑ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﺨـﺎﻓﺽ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻼﻡ ﻭﺍﻟﺒﺎﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ).(2
ﻭﺍﻷﻅﻬﺭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺃﻭ ﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺩل ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺭﺠﺤﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒـﻥ
ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﻗﻭﻟﻪ) :ﺃﻥ ﺘﺒﺘﻐﻭﺍ ﺒﺄﻤﻭﺍﻟﻜﻡ( ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺩل ﺍﺸﺘﻤﺎل ﻤﻥ )ﻤـﺎ(
ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﻟـ )ﺃﺤل( ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺃﻥ ﺘﺒﺘﻐﻭﻫﻥ ﺒﺄﻤﻭﺍﻟﻜﻡ .ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤـﺎﺕ
ﻻ ﺘﺤل ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻭﺭ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﺩ ﻫﻭ ﻤﺩﻟﻭل )ﺘﺒﺘﻐـﻭﺍ( ،ﻭﺒـﺫل ﺍﻟﻤﻬـﺭ ﻫـﻭ ﻤـﺩﻟﻭل
)ﺒﺄﻤﻭﺍﻟﻜﻡ( ،ﻭﺭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺃﻥ ﺘﺒﺘﻐﻭﻩ .ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل )ﺃﻥ ﺘﺒﺘﻐﻭﺍ( ﻤﻌﻤﻭﻻﹰ ﻟـﻼﻡ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴل ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻓﺔ ﺃﻱ :ﺃﺤﻠﻬﻥ ﻟﺘﺒﺘﻐﻭﻫﻥ ﺒﺄﻤﻭﺍﻟﻜﻡ .ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻭ ﻋﻴﻥ ﻤـﺎ ﻗـﺭﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﺠـﻪ
ﺍﻷﻭل").(3
207
ِ ِ اﻟﻌﺬاب َ ِ َ ِ ِ ِ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ٍ َ َ ِ ِ ِ ﻓﺈنِ ْ َ َ
اﻟﻌﻨ ََﺖ ﻣﻨ ُ ْ
ْﻜﻢ ﺧﴚ َ ذﻟﻚ َ ْ
ﳌﻦ َ َ ﻣﻦ َ َ ِ ﻋﲆ ُ ْ َ
اﳌﺤﺼﻨَﺎت َ ﻧﺼﻒ ُ َﻣﺎ َ َ أﺗﲔْ َ ِ َ َ َ ْ
ﻓﻌﻠﻴﻬﻦ ﱠ ْ َ
ِ
رﺣﻴﻢ[ }اﻟﻨﺴﺎء{25: ﻟﻜﻢ َواﷲُ َ ُ ٌ
ﻏﻔﻮر َ ٌ ﺧﲑ َ ُ ْ وأن َ ْ ِ ُ
ﺗﺼﱪوا َ ْ ٌ ََ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺒﻌﻀﻜﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ( ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل) :ﺒﻌﻀﻜﻡ( ﻤﺭﻓﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﺎﻋل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ) :ﺒﻌﻀﻜﻡ( ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭ )ﻤﻥ ﺒﻌﺽ( ﺸﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺤﺫﻭﻑ ﺨﺒﺭ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ )ﻜﺎﺌﻥ.(1) (
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 446/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.656/3
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .24/4
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ – ، 84/4ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ –
، 656/3ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – .231/3
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – .99/3
208
أن أﻣﻮاﻟﻜﻢ َ ْﺑﻴﻨ َُﻜ ْﻢ ِ َ ِ ِ
ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ِ ﱠإﻻ َ ْ اﻟﺬﻳﻦ َ َآﻣﻨُﻮا َﻻ َ ْ ُ ُ
ﺗﺄﻛﻠﻮا َ ْ َ َ ُ ْ
ِ
أﳞﺎ ﱠ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻳﺎ َ ﱡ َ
ِ أﻧﻔﺴﻜﻢ ِ ﱠ ٍ ِ ﺗﻜﻮن ِ َ َ ً
رﺣﻴﲈ[ }اﻟﻨﺴﺎء{29: ﺑﻜﻢ َ ً ﻛﺎن ِ ُ ْ
إن اﷲَ َ َ ﺗﻘﺘﻠﻮا َ ْ ُ َ ُ ْ ْﻜﻢ َ َ
وﻻ َ ْ ُ ُ ﺗﺮاض ﻣﻨ ُ ْ
ﻋﻦ َ َ
ﲡﺎرة َ ْ َ ُ َ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻭﻥ )ﻋﺎﺼﻡ ﻭﺤﻤﺯﺓ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ ﻭﺨﻠﻑ() :ﺘﺠﺎﺭﺓﹰ( ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﺘﺠﺎﺭﺓﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴـﻌﺔ
ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﻼﻓﹰﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﻔﺭﺩ ﺍﻹﻤـﺎﻡ ﻋﺎﺼـﻡ ﺒﻘـﺭﺍﺀﺓ
ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ.
ﻭﺘﻜﻭﻥ )ﺘﺠﺎﺭﺓ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﺨﺒﺭﺍ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜـﻼﻡ :ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍلُ ﺃﻤﻭﺍلَ ﺘﺠﺎﺭﺓ .ﻓﺄﻀﻤﺭ )ﺍﻷﻤﻭﺍل( ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﺴﻡ ﻟـ )ﻜﺎﻥ( ﻟﺘﻘـﺩﻡ ﺫﻜﺭﻫـﺎ ،ﻭﺤـﺫﻑ
ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﻭﺃﻗﻴﻡ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻘﺎﻤﻪ).(2
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻥ )ﻜﺎﻥ( ﺘﺎﻤﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻭﻗﻊ ﻭﺤﺩﺙ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﺤﺩﺙ ﺘﺠﺎﺭﺓﹲ ،ﺃﻭ ﺘﻘﻊ
ﺘﺠﺎﺭﺓﹲ .ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﻭل :ﻜﺎﻥ ﺃﻤﺭ .ﺃﻱ :ﺤﺩﺙ ﺃﻤﺭ ﺃﻭ ﻭﻗﻊ).(3
َِ ً
ﻛﺒﲑا[ }اﻟﻨﺴﺎء.{34:
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 187/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .78
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 188/1ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ
ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .386/1
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ. )( 3
209
* ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل )ﻤﺎ( ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺍﺴﻡ ﻤﺠﺭﻭﺭ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺭﻑ ﻤﺼﺩﺭﻱ ﻭﻨﺼﺏ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
* ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ )ﺍﷲَ( ﺒﻨﺼﺏ ﺍﻟﻬﺎﺀ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﺍﷲُ( ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﻬﺎﺀ).(1
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 187/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .79
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺘﺤﺎﻑ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻊ ﻋﺸﺭ – ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺩﻤﻴﺎﻁﻲ – ، 511/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ
– ، 689/1ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .36/4
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – ، 89/10ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .689/1 )( 3
210
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺍﻟﻼﺘﻲ ﺘﺨﺎﻓﻭﻥ ﻨﺸﻭﺯﻫﻥ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﻭﺍﻟﻼﺘﻲ( ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺀ ﻭﺨﺒﺭﻩ )ﻓﻌﻅﻭﻫﻥ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭﻟﻴﺔ ﺒﻔﻌل ﻴﻔﺴﺭﻩ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺩﻩ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻭﺍﺘﻲ ﻴﺘﻜﺒﺭﻥ ﻭﻴﺘﻌﺎﻟﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺠﻬﻥ ﻓﻼ ﻴﻁﻌﻨﻬﻡ
ﺃﻥ ﻴﻌﻅﻬﻥ ﺃﺯﻭﺍﺠﻬﻥ ﻭﻴﺨﻭﻓﻭﻫﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ :ﻭﻋﻅﻭﺍ ﺍﻟﻼﺘﻲ ﺘﺨﺎﻓﻭﻥ ﻨﺸﻭﺯﻫﻥ).(2
إﺣﺴﺎﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎ َ ِ َ ِ َ ْ ِ
وﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ِ ْ َ ً ﺗﴩﻛﻮا ِ ِﺑﻪ َ ْ ً
وﻻ ُ ْ ِ ُ
واﻋﺒﺪوا اﷲَ َ َ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ ُ ْ َ ] :
ْﺐ َ ْ ِ
واﺑﻦ ُﺐ َ ﱠ ِ ِ
واﻟﺼﺎﺣﺐ ِﺑﺎﳉَﻨ ِ اﻟﻘﺮﺑﻰ َ َ ِ
واﳉﺎر اﳉُﻨ ِ ِ ِ
واﳉﺎر ذي ُ ْ َ واﻟﻴﺘﺎﻣﻰ َ َ َ ِ ِ
واﳌﺴﺎﻛﲔ َ َ
ِِ
وﺑﺬي ُ ْ َ
اﻟﻘﺮﺑﻰ َ َ َ َ َ
ﻳﺒﺨﻠﻮن َ َ ْ ُ ُ َ ِ ِ أﻳﲈﻧﻜﻢ ِ ﱠ ﱠ ِ ِ
وﻳﺄﻣﺮون اﻟﺬﻳﻦ َ ْ َ ُ َ ﳐﺘﺎﻻ َ ُ ً
ﻓﺨﻮرا * ﱠ َ ﻣﻦ َﻛﺎ َن ُ ْ َ ً إن اﷲَ َﻻ ُ ﱡ
ﳛﺐ َ ْ ﻣﻠﻜﺖ َ ْ َ ُ ُ ْ
وﻣﺎ َ َ َ ْ
اﻟﺴﺒﻴﻞ َ َ
ﻓﻀﻠﻪ َ ْ َ ْ َ ِ ِ
وﻳﻜﺘﻤﻮن ﻣﺎ َ َآﺗﺎﻫﻢ اﷲُ ِﻣﻦ َ ْ ِ ِ
ﻋﺬاﺑﺎ ُ ِ
ﻣﻬﻴﻨًﺎ[ وأﻋﺘﺪﻧﺎ ْ َ ِ َ
ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ َ َ ً َ ْ ُ ُ ﱠﺎس ِ ُ ْ ِ
ﺑﺎﻟﺒﺨﻞ َ َ ْ ُ ُ َ َ اﻟﻨ َ
}اﻟﻨﺴﺎء{37،36:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﺒﺩل ﻤﻥ )ﻤﻥ.(
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺒﺩل ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ )ﻓﺨﻭﺭ(.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ).(3
211
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻴﺤﺏ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﺨﺘﺎﻻﹰ ﻓﺨﻭﺭﺍ ﺍﻟﺒﺎﺨﻠﻴﻥ) .(1ﻓﺎﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ ﻫﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﻟﻭﻥ ﺍﻟﻔﺨﻭﺭﻭﻥ .ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺒﺩل ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻁﺎﺒﻘﹰﺎ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﻥ ﻓﻲ )ﻓﺨﻭﺭ( ﻷﻨﻪ ﺼﻴﻐﺔ ﻤﺒﺎﻟﻐـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻭﺯﻥ )ﻓﹶﻌـﻭل( ﺃﻱ
ﻓﺨﻭﺭ ﻫﻭ .ﻭﻫﻭ ﻴﺤﻤل ﻨﻔﺱ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻤﺤـل ﺭﻓـﻊ ﻭﺍﻷﻭل ﻓـﻲ ﻤﺤـل
ﻨﺼﺏ .ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻀﻌﻔﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻠﻕ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﺨﺒﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭﺠﻪ:
ﻣﺜﻘﺎل َ ٍ
ذرة[ }اﻟﻨﺴﺎء ، {40:ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁ ﻤﺤﺫﻭﻓﹰﺎ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ: إن اﷲَ َﻻ ْ ِ ِ
ﺍﻷﻭل :ﻫﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ
ﻳﻈﻠﻢ ْ َ َ ﱠ
َ ُ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ ...ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﻅﻠﻤﻬﻡ ﻤﺜﻘﺎل ﺫﺭﺓ).(3
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻀﻌﻴﻑ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻭﺍﺼل ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻻ ﻴﻨﺘﻅﻡ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ؛ ﻷﻨﻪ ﻤﺴﺎﻕ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﻻ ﻴﻅﻠﻡ .ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻜﻼﻤﺎ ﺍﺴـﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺎ
ﻴﺨﺒﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﻋﺩﻟﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ .-ﻓﺎﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ ﻭﻴﺄﻤﺭﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﺒﺨل ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ ﺃﻤـﻭﺍﻟﻬﻡ
ﺭﺌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﷲ ﻭﻻ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻻ ﻴﻨﺎﺴﺏ ﺃﻥ ﻴﺨﺒﺭ ﻋﻨﻬﻡ ﺒﻘﻭﻟـﻪ) :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﻅﻠـﻡ
ﻤﺜﻘﺎل ﺫﺭﺓ( ).(4
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﺤﺫﻭﻓﹰﺎ ،ﻭﻴﻘﺩﺭ ﺒﺄﻱ ﻤﻌﻨﻰ ﻴﺅﺨﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ .ﻓﻤﺜﻼﹰ :ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺍﻟـﺫﻴﻥ
ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ ﻤﺒﻐﻭﻀﻭﻥ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ ﺃﺤﻘﺎﺀ ﺒﻜل ﻤﻼﻤﺔ).(5
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﺤﺫﻭﻓﹰﺎ ﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺃﻋﺘﺩﻨﺎ ﻟﻠﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻋﺫﺍﺒﺎ ﻤﻬﻴﻨﹰـﺎ( .ﻭﻤﻌﻨـﻰ
ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ ﺃﻋﺘﺩﻨﺎ ﻟﻬﻡ ﻋﺫﺍﺒﺎﹰ ﻤﻬﻴﻨﺎﹰ ﻭﺃﻋﺘﺩﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﺃﻤﺜﺎﻟﻬﻡ).(6
212
وﻻ ْ ِ واﻟﺬﻳﻦ ُﻳﻨ ِ ُ َ
ِ
ُﻮن ِﺑﺎﷲِ
ﻳﺆﻣﻨ َ ﱠﺎس َ َ ُ أﻣﻮاﳍﻢ ِ َ َ
رﺋﺎء اﻟﻨ ِ ْﻔﻘﻮن َ ْ َ َ ُ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ ] :ﱠ َ
ﻓﺴﺎء َ ِ اﻟﺸﻴﻄﺎن َ ُﻟﻪ َ ِ ﻣﻦ َ ُ ِ ِﺑﺎﻟﻴﻮم َ ِ
وﻻ ِ َ ْ ِ
ََ
ﻗﺮﻳﻨًﺎ[ }اﻟﻨﺴﺎء{38: ﻗﺮﻳﻨًﺎ َ َ َ ﻳﻜﻦ ﱠ ْ َ ُ اﻵﺧﺮ َو َ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ( ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ )ﻤﻥ.(
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ( ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺨﻠﻭﻥ ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺭﺌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﻅﻠﻤﻬﻡ ﻤﺜﻘـﺎل ﺫﺭﺓ).(2
ﻭﻗﺩ ﺘﻘﺩﻡ ﺒﻴﺎﻥ ﻀﻌﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺭﺌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﷲ ﻭﻻ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻌـﺫﺒﻭﻥ ،ﺃﻭ
ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺨﺒﺭ :ﻗﺭﻴﻨﹸﻬﻡ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻴﺤﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎلَ ﺍﻟﻔﺨﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻔﻕﹶ ﺃﻤﻭﺍﻟﻪ ﺭﺌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﺘﻜـﻭﻥ ﺠﻤﻠـﺔ
)ﻭﺃﻋﺘﺩﻨﺎ ﻟﻠﻜﺎﻓﺭﻴﻥ( ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻌﺘﺭﻀﺔ).(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺘﻭﻋﺩ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﻘﻴﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺭﺌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒـﺎﷲ
ﻭﻻ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻋﺫﺍﺒﺎ ﺃﻟﻴﻤﺎ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 455/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.678/3
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .678/3
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – ، 52/5ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ – .258/3
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .53/5
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .111/4
213
وأﻧﻔﻘـﻮا ِ ﱠﳑـﺎ واﻟﻴـﻮم َ ِ ِ
اﻵﺧـﺮ َ َ ْ َ ُ ﻟـﻮ َ َآﻣﻨُـﻮا ِﺑـﺎﷲِ َ َ ْ ِ وﻣﺎذا َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠﻴﻬﻢ َ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ َ ] :
وﻛﺎن اﷲُ ِ ِ ِ
رزﻗﻬﻢ اﷲُ َ َ َ
ﻠﻴﲈ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{39:ﲠﻢ َﻋ ً
ْ َََُ ُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺇﻥ )ﻤﺎﺫﺍ( ﺘﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎ( ﺍﺴﻡ ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻤﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭ )ﺫﺍ( ﺍﺴﻡ ﻤﻭﺼﻭل ﺒﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻤﺎﺫﺍ( ﺍﺴﻡ ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﻤﻘﺩﻡ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟـﺫﻴﻥ
ﻜﻔﺭﻭﺍ ﻓﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺒﻬﺫﺍ ﻤﺜﻼﹰ( ،ﻭﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﻋﻨـﺩ
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻴﺴﺄﻟﻭﻨﻙ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻨﻔﻘﻭﻥ( ،ﻭﻹﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﺤﺴﺏ ﺴﻴﺎﻕ
ﺍﻵﻴﺔ ﻨﻘﻭل:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻱ ﺸﻲﺀٍ ﻋﻠﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﻔﻘﻴﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺭﺌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻴﺅﻤﻨـﻭﻥ ﺒـﺎﷲ ﻭﻻ ﺒـﺎﻟﻴﻭﻡ
ﺍﻵﺨﺭ ﻟﻭ ﺼﺩﻗﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺤﺩ ﻻ ﺸﺭﻴﻙ ﻟﻪ ،ﻭﺃﺨﻠﺼﻭﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ،ﻭﺃﻴﻘﻨـﻭﺍ ﺒﺎﻟﺒﻌـﺙ ﺒﻌـﺩ
ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ ،ﻭﺼﺩﻗﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﺍﷲ –U-ﺴﻭﻑ ﻴﺠﺎﺯﻴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﻫﺫﻩ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻤﺎﺫﺍ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﻔﻘﻴﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺭﺌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﷲ ﻭﻻ ﺒـﺎﻟﻴﻭﻡ
ﺍﻵﺨﺭ ﻟﻭ ﺃﻨﻔﻘﻭﺍ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻭ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﺒﺎﷲ –U-ﻭﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ).(3
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ" :ﺃﻱ ﻭﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﺃﻭ ﺃﻱ ﺘﺒﻌﺔ ﺘﺤﻴـﻕ ﺒﻬـﻡ ﺒـﺴﺒﺏ )( 4
ﻭﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ،ﻭﻫﻭ ﺘﻭﺒﻴﺦ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬل ﺒﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺸﻲﺀ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 456/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ، 52/2ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ
ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .680/3
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 113/4ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ –
.136/3
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ -ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 136/3ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 698/1ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ –
ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 527/1ﻭﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ – .328/1
) (4ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ :ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ﺍﻟﺸﻴﺭﺍﺯﻱ ،ﻋﺎﻟﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﻟﻪ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻷﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺼﻭل ،ﻭﺸﺭﺡ ﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﻐﻭﻱ ﺴﻤﺎﻩ ﺘﺤﻔﺔ ﺍﻷﺒﺭﺍﺭ،
ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 685ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ( – ﻋﻤﺭ ﺭﻀﺎ ﻜﺤﺎﻟﺔ – .97/6
214
ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺘﺤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﻟﻌﻠﻪ ﻴﺅﺩﻱ ﺒﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻤﺎ ﻓﻴـﻪ
ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﺌﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﻭﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭ ﻻ ﻀﺭﺭ ﻓﻴﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺠﻴﺏ
ﺍﺤﺘﻴﺎﻁﹰﺎ ﻓﻜﻴﻑ ﺇﺫﺍ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ").(1
ِ ﻣﺜﻘـﺎل َ ٍ
ذرة َ ِ ْ إن اﷲَ َﻻ ْ ِ ِ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ
ﺣـﺴﻨ ًَﺔ ُ َ ْ َ
ﻳـﻀﺎﻋﻔﻬﺎ وإن َ ُ
ﺗـﻚ َ َ ﻳﻈﻠـﻢ ْ َ َ ﱠ
َ ُ
ِ ْ ِ ِ
ﻋﻈﻴﲈ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{40: ﻟﺪﻧﻪ َ ْ ً
أﺟﺮا َ ً ﻣﻦ َ ُ ْ ُ
وﻳﺆت ْ َُ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺎﻥ ﻭﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ )ﺤﺴﻨﺔﹲ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﺤﺴﻨﺔﹰ( ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻭﺃﻗﺭﺒﻬﺎ ﺫﻜﺭﺍ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴـﻌﺔ ﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺤﺎﻀﺭﺓ(.
ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل ،ﻓﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ )ﻜﺎﻥ( ﺘﺎﻤﺔ ﻤﻜﺘﻔﻴـﺔ ﺒﻔﺎﻋﻠﻬـﺎ ﻭﻫـﻭ )ﺤـﺴﻨﺔ(.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ :ﻭﺇﻥ ﺘﺤﺩﺙ ﺤﺴﻨﺔﹲ ﺃﻭ ﺘﻘﻊ ﺤﺴﻨﺔﹲ ﻴﻀﺎﻋﻔﻬﺎ).(3
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ) ﻜﺎﻥ( ﻫﻨﺎ ﻨﺎﻗﺼﺔ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﻡ ﻭﺨﺒﺭ.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ :ﻭﺇﻥ ﺘﻙ ﺯﻨﺔﹸ ﺍﻟﺫﺭﺓِ ﺤﺴﻨﺔﹰ ،ﺃﻭ ﺇﻥ ﺘﻙ ﻓﻌﻠﺘﹸﻪ ﺤﺴﻨﺔﹰ ﻴﻀﺎﻋﻔﻬﺎ).(4
ﻭﺃﻀﺎﻑ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﻴﺭﻜﻲ ﻗﺎﺌﻼﹰ" :ﺇﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻗﺒﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻸﻋﻤﺎل ﺍﻟﺤـﺴﻨﺔ
ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻟﻤﻘﺩﺍﺭ ﺤﺠﻤﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ .ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻀﺎﻓﺕ ﻗﺭﺍﺀﺓ
ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻤﻌﻨﻰ ﺩﻗﻴﻕ ﻟﻶﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺅﻜﺩ ﻗﺒﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻸﻋﻤﺎل ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﻗﻠﺕ ﻓﻲ ﺤﺠﻤﻬـﺎ ﻭﺇﻥ
ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺜل ﺍﻟﺫﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺴﺘﺼﻐﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﻓﻴﺘﺭﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﻅﻨﺔ ﻋﺩﻡ ﻗﺒﻭﻟﻬﺎ ﻟﺼﻐﺭﻫﺎ").(5
215
وﻛﻔـﻰ ِﺑـﺎﷲِ وﻛﻔـﻰ ِﺑـﺎﷲِ ِ ِ
وﻟﻴـﺎ َ َ َ
َ أﻋﻠـﻢ ِ َ ْ َ ُ ْ
ﺑﺄﻋـﺪاﺋﻜﻢ َ َ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :واﷲُ َ ْ َ ُ
ِ
ﻧﺼﲑا[ }اﻟﻨﺴﺎء.{45:
َ ً
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺘﺎ )ﻭﻟﻴﺎ( ﻭ )ﻨﺼﻴﺭﺍ( ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻜﻔﺎﻜﻡ ﻭﺤﺴﺒﻜﻡ ﺒﺎﷲ –ﺠل ﻭﻋﻼ– ﺭﺒﻜﻡ ﻭﻟﻴﺎ ﻴﻠﻴﻜﻡ ﻭﻴﻠﻲ ﺃﻤـﻭﺭﻜﻡ ﻭﺃﺤـﻭﺍﻟﻜﻡ ﺒـﺄﻥ
ﻴﺤﻤﻴﻜﻡ ﻭﻴﺤﺭﺴﻜﻡ ﻤﻥ ﺃﻋﺩﺍﺌﻜﻡ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻔﺯﻭﻜﻡ ﻤﻥ ﺩﻴﻨﻜﻡ ﺃﻭ ﻴﺼﺩﻭﻜﻡ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺤﺴﺒﻜﻡ ﺒﺎﷲ ﻨﺎﺼﺭﺍ ﻟﻜﻡ
ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺩﺍﺌﻜﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺒﻐﻰ ﻋﻠﻴﻜﻡ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻜﻔﻰ ﺍﷲ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻪ ﻭﻟﻴﺎ ﻟﻜﻡ ،ﻭﺤﺎل ﻜﻭﻨﻪ ﻨﺎﺼﺭﺍ ﻟﻜﻡ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 460/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .191/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – .148/4
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 461/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 193/1
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ -ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .698/3
216
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺭﺴﻭل ) :-r-ﺭﺍﻋﻨﺎ( ﻭﻫﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﺴـﺏ
ﻭﺸﺘﻡ ،ﻓﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻠﻭﻭﻥ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻡ ﺒﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻴﺎ .ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ )ﻟﻴﺎ( ﻤﻨﺼﻭﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻔﻌﻭل ﻤﻁﻠﻕ؛
ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻤﻥ ﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ) :ﺭﺍﻋﻨﺎ( ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﺭﻴﻑ ﻗﻭﻟﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﻋﻥ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﻓـﺈﻨﻬﻡ ﻜـﺎﻨﻭﺍ
ﻴﺤﺭﻓﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﻭﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻭﻗﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻀﻤﺭﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﻴﺨﺒﺭ ﺃﻨﻪ –U-ﻻ ﻴﻐﻔﺭ ﺍﻟﺸﺭﻙ ﺒﻪ ﻭﺍﻟﻜﻔﺭ ،ﻭﻴﻐﻔﺭ ﻤـﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟـﻙ
ﺍﻟﺸﺭﻙ ﻟﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ ﻭﺍﻵﺜﺎﻡ).(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻥ ﺍﷲ –U-ﻻ ﻴﻐﻔﺭ ﺫﻨﺒﺎ ﻤﻊ ﺃﻥ ﻴﺸﺭﻙ ﺒﻪ .ﺃﻱ :ﻻ ﻴﻐﻔﺭ ﺫﻨﺒﺎ ﻤﻊ ﺍﻹﺸﺭﺍﻙ ﺒـﻪ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻴﻐﻔﺭ ﺫﻨﺒﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺭﻙ ﺒﻪ ﻓﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻻﱠ ﻴﻐﻔﺭ ﺍﻟﺸﺭﻙ ﻨﻔﺴﻪ).(5
217
ُﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨ ٍ ِ ِ ِ واﻟـﺬﻳﻦ َ َآﻣﻨُـﻮا َ َ ِ ُ
ِ
ﱠـﺎت اﻟـﺼﺎﳊﺎت َﺳـﻨ ْ ُ ُ ْ َ
وﻋﻤﻠـﻮا ﱠ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻋﺸﺭﺓ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ ] :ﱠ َ
ـﺪﺧﻠﻬﻢ ﻇِــﻼ َ ِ
ﻣﻄﻬـﺮة ُ ِ أﺑـﺪا َﳍـ ِ ﲢﺘﻬــﺎ اﻷَﳖـﺎر َﺧﺎﻟِـ ِ ِ
ِ َْ ِ ِ
ﻇﻠـ ً
ـﻴﻼ[ وﻧـ ْ ُ ُ ْ ﻓﻴﻬــﺎ َ ْ َ ٌ
أزواج ُ َ ﱠ َ ٌ َ ـﻢ َ ﻓﻴﻬــﺎ َ َ ً ُ ْ
ـﺪﻳﻦ َ
َ َْ ُ ـﻦ َ ْ َ
ﲡـﺮي ﻣـ ْ
}اﻟﻨﺴﺎء.{57:
ﺘﺸﺘﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﺴﻨﺩﺨﻠﻬﻡ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﻟﻪ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻋﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻗﺒﻠﻬﺎ )ﺇﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ(.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻋﻁﻔﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻤﺤل )ﺇﻥ (ﻭﺍﺴﻤﻬﺎ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﻴﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺩﺨﻠﻬﻡ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤـﺔ
ﺠﻨﺎﺕ ﺘﺠﺭﻱ ﻤﻥ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﺒﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻪ – ﻭﻫﻲ ﺃﺭﻜﺎﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ – ﻭﻋﻤﻠﻭﺍ ﺍﻷﻋﻤـﺎل
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺴﻴﺩﺨﻠﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺎﺕ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻫﻭ ﻴﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻨﻔﺴﻪ .ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼـﻭل
ﻤﻌﻁﻭﻓﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺤل )ﺇﻥ( ﻭﺍﺴﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻤﺤﻠﻪ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻗﺒل ﺩﺨﻭل )ﺇﻥ( ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻟﻡ ﻴﻌﺠﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺠﻌل ﻓﻴﻪ ﻨﻅﺭﺍ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺸﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻘـﺎل:
)ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ( ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ( .ﻭﺠﻌل ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺍﻷﻅﻬﺭ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 465/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ -ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.7/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – .308/2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .89/4
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .8/4
218
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﺤﺎل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﺼﻔﺔ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ –U-ﺃﺨﺒﺭ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺩﺨل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻭﻋﻤﻠﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺠﻨﺎﺕ ﺘﺠﺭﻱ ﻤـﻥ
ﺘﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻬﻡ ﺨﺎﻟﺩﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺒﺩﺍ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺠﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻭﻑ ﻴﺩﺨل ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ
ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺠﺭﻱ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻤﻥ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﻭﺒﺄﻥ ﺩﺍﺨﻠﻴﻬﺎ ﻤﺎﻜﺜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺒﺩﺍ.
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل ﺃﻜﺜﺭ ﻭﻀﻭﺤﺎ ﻭﺒﻴﺎﻨﹰﺎ.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ )ﻗﻠﻴﻼﹰ( ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻗﻠﻴلٌ( ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﻟﻘﺩ ﺘﻔﺭﺩ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﺒﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﺴﺘﺜﻨﻰ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻨﺩﻩ :ﻭﻟﻭ ﺃﻨﺎ ﻜﺘﺒﻨـﺎ
ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻗﺘلَ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺃﻭ ﺇﺨﺭﺍﺠﻬﻡ ﻤﻥ ﺩﻴﺎﺭﻫﻡ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻭﻩ .ﻭﻴﺘﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻨﺎ ﺜﻡ ﻴﺴﺘﺄﻨﻑ ﻓﻴﻘﻭل :ﻭﺍﺴـﺘﺜﻨﻰ
ﻗﻠﻴﻼﹰ ﻤﻨﻬﻡ).(4
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 466/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.8/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 89/4ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ –
.308/2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 188/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ
– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .81
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 124ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 206
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .392/1
219
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻥ ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺒﺩل ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل ) ﻓﻌﻠﻭﻩ( ،ﻭﺫﻟـﻙ ﺃﻥ ﺴـﻴﺎﻕ
ﺠﻤﻠﺔ )ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻭﻩ ﺇﻻ ﻗﻠﻴل ﻤﻨﻬﻡ( ﺴﻴﺎﻕ ﻨﻔﻲ .ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﻜﺎﻥ ﻤـﺎ ﺒﻌـﺩ ﺤـﺭﻑ
ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ )ﺇﻻ( ﻤﻥ ﺠﻨﺱ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻓﻴﺠﻭﺯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺩل ﺃﻭﻟﻰ .ﻜﻤـﺎ
ﺘﻘﻭل :ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺃﺤﺩ ﺇﻻ ﺯﻴﺩ ،ﻓﻤﺎ ﺒﻌﺩ )ﺇﻻ( ﻭﻫﻭ )ﺯﻴﺩ( ﻤﻥ ﺠﻨﺱ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻭﻫﻭ )ﺃﺤﺩ( ،ﻓﻴﻜـﻭﻥ
)ﺯﻴﺩ( ﻤﺭﻓﻭﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺩل .ﻜﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﺠﺎﺌﺯﺍ ﻓﺘﻘﻭل :ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺃﺤﺩ ﺇﻻ ﺯﻴﺩﺍ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ )ﺇﻻ( ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺠﻨﺱ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻓﻴﺠﻭﺯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻭﻟﻰ .ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل :ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺃﺤﺩ ﺇﻻ ﺤﻤﺎﺭﺍ ،ﻓﺘﻨﺼﺏ )ﺤﻤﺎﺭﺍ( ﻋﻠـﻰ ﺍﻻﺴـﺘﺜﻨﺎﺀ؛ ﻷﻥ
)ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ( ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺠﻨﺱ )ﺃﺤﺩ( ﺃﻱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻜﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﺠﺎﺌﺯﺍ).(1
ﻭﺍﺨﺘﺎﺭ ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﻫﻭ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺼـﻭل؛
ﻷﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻴﻐﻨﻲ ﻋﻥ ﺍﻷﻭل .ﺘﻘﻭل :ﻤﺎ ﺠﺎﺀﻨﻲ ﺃﺤﺩ ﺇﻻ ﺯﻴﺩ ،ﻭﺘﻘﻭل :ﻤﺎ ﺠﺎﺀﻨﻲ ﺇﻻ ﺯﻴﺩ ،ﻓﺩلّ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻷﻭل ،ﻭﻴﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﻤﻌﻨﺎﻩ ،ﻓﺎﺨﺘﻴﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻤﻊ ﺫﻜﺭ )ﺃﺤﺩ( ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﺠـﻭﺯ ﻓﻴـﻪ
ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺭﻓﻊ ،ﻤﻊ ﺤﺫﻑ )ﺃﺤﺩ( ،ﻭﻫﻭ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻷﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﻑ ﻻ ﺃﻟﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻓـﻲ )ﻗﻠﻴـل( ،ﻭﻷﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ").(2
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺭﻓﻴﻘﹰﺎ( ﻴﺤﺘﻤل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭﺠﻪ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 124ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 206
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .392/1
) (2ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – .392/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 469/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 196/1
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .24/4
220
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ )ﺭﻓﻴﻘﹰﺎ( ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺭﻓﻘﺎﺀ .ﺃﻱ :ﺃﻥ ﺍﷲ –I-ﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﻁﻴﻌﻴﻥ ﺇﻴﺎﻩ –ﺠـل
ﻭﻋﻼ– ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ – –rﻭﺼﻔﻬﻡ ﺒﺎﻟﺤﺴﻥ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻬﻡ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﻟﻬﻡ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺴﻥ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻤﻥ ﺭﻓﻘﺎﺀ .ﻓﺩﺨﻭل )ﻤﻥ (ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻓﻴﻕ ﻴﻔﺴﺭ ﻤـﺎ ﻗﺒﻠـﻪ ،ﺃﻱ:
ﻭﺤﺴﻨﻭﺍ ﺭﻓﻘﺎﺀ .ﻭﺭﺠﺤﻪ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ).(2
ﻧﺨـﺮﺟﻜ ُْﻢ ِ ْ ً
ﻃﻔـﻼ[) ،(4ﺃﻱ: ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺤﺴﻥ ﻜلُ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﺭﻓﻴﻘﹰﺎ .ﻭﻨﻅﻴﺭﻩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ ] :ﺛـﻢ ﱠ ُ ْ ِ ُ
)( 3
ﻨﺨﺭﺝ ﻜل ﻭﺍﺤﺩٍ ﻤﻨﻜﻡ ﻁﻔﻼﹰ .ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻤﺎ ﺃﺤﺴﻨﻬﻡ ﺤﺴﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺠﻨﺱ ﺍﻟﺭﻓﻘﺎﺀ).(5
ﺳـﺒﻴﻞ اﷲِ َ ُ ْ َ ْ َ ِ َ
واﳌﺴﺘـﻀﻌﻔﲔ ﻟﻜـﻢ َﻻ ُ َ ِ ُ َ
ﺗﻘـﺎﺗﻠﻮن ِﰲ َ ِ ِ وﻣﺎ َ ُ ْ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :
ﻫﺬه َ ِ
اﻟﻘﺮﻳﺔ ﱠ ِ أﺧﺮﺟﻨَﺎ ِﻣﻦ ِ ِ ﺎء ِ ْ َ ِ ِ ِ ﻣﻦ َ ِ ِ
واﺟﻌـﻞ اﻟﻈـﺎﱂِ َ ْ ُ َ
أﻫﻠﻬـﺎ َ ْ َ َْ ْ َ رﺑﻨَﺎ َ ْ ِ ْ اﻟﺬﻳﻦ َ ُ ُ َ
ﻳﻘﻮﻟﻮن َ ﱠ واﻟﻮﻟﺪان ﱠ َ اﻟﺮﺟﺎل َواﻟﻨ َﱢﺴ َ
َ ﱢ
ﻧﺼﲑا[ }اﻟﻨﺴﺎء.{75: وﻟﻴﺎ واﺟﻌﻞ َﻟﻨَﺎ ِﻣﻦ َ ُ ْ َ َِﻟﻨَﺎ ِﻣﻦ َ ُ ْ َ ِ
ﻟﺪﻧﻚ َ ً ْ ﻟﺪﻧﻚ َ َ ْ َ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺭﺒﻨﺎ( ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻥ( ﺃﻭ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺨﻔﻭﻀﻴﻥ ﺒـ )ﻤِﻥ.(
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ).(6
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻭﻟـﺩﺍﻥ ﺒﺎﻟﻘـﺎﺌﻠﻴﻥ ﺭﺒﻨـﺎ
ﺃﺨﺭﺠﻨﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻟﻡ ﺃﻫﻠﻬﺎ .ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﺩﻋﻭﻥ ﺭﺒﻬﻡ –ﺠل ﻭﻋﻼ– ﺒﺄﻥ ﻴﻨﺠﻴﻬﻡ ﻭﻴﺨﻠﺼﻬﻡ ﻤـﻥ
ﻓﺘﻨﺔ ﻤﻥ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻀﻌﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ).(7
221
ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺨﻔﻭﻀﻭﻥ ﺒـ )ﻤِﻥ (ﻭﻫﻡ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻭﻟﺩﺍﻥ ﻫﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻭﻥ ،ﻓﺫﻜﺭﻫﻡ
ﺒﻴﺎﻥ ﻟﻠﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻥ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻤﺎ ﻟﻜﻡ ﻻ ﺘﻘﺎﺘﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻥ ﺃﻋﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺭﺒﻨـﺎ
ﺃﺨﺭﺠﻨﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻟﻡ ﺃﻫﻠﻬﺎ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬـﺎ ﻤـﻥ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻭ ﺃﺸﺩ ﺫﻜﺭﺍ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﻻ ﺘﻌﺠﺏ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ – –rﻤﻥ ﻗﻭﻡ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻭﻁﻠﺒﻭﻩ ﻭﻫﻡ ﺒﻤﻜـﺔ .ﻭﻟﻜـﻥ ﻭﻗـﺕ
ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻟﻡ ﻴﺤﻥ ﺒﻌﺩ ﻓﺄُﻤﺭﻭﺍ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻴﺘﺎﺀ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻗﺘﺎل ﺍﻟﻜﻔـﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﻓﺭﻴـﻕ
ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺼﻴﺒﻬﻡ ﺍﻟﺠﺒﻥ ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺍﻟﻔﺯﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﺃﺸـﺩ ﻤـﻥ
ﺫﻟﻙ ،ﻓﻁﻠﺒﻭﺍ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﺘﻬﻡ ﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﺁﺠﺎﻟﻬﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺎﻟﻘﺘل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ،ﻓﺄﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﻨﺒﻴﻪ ﻤﺤﻤﺩﺍ – –rﺃﻥ ﻴﺒﻴﻥ ﻟﻬﻡ ﺃﻥ ﻤﺘﺎﻉ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻓﺎﻥٍ ﻭﺯﺍﺌل ،ﻭﺃﻥ ﻨﻌﻴﻡ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﺒﺎﻕٍ ﻭﺩﺍﺌﻡ ،ﻓﻬﻭ ﺨﻴـﺭ
ﻟﻤﻥ ﺍﺘﻘﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺍﻤﺘﺜل ﺃﻭﺍﻤﺭﻩ ﻭﺍﻨﺘﻬﻰ ﺒﻨﻭﺍﻫﻴﻪ ،ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﻨﻘﺼﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﺠﻭﺭ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺸـﻴﺌًﺎ ﻻ
ﺒﻨﻘﺹ ﺤﺴﻨﺔ ﻭﻻ ﺒﺯﻴﺎﺩﺓ ﺴﻴﺌﺔ).(3
222
َ ِ ٍ ِ َ ِ
ﻣـﻦ وﻣـﺎ َ َ َ
أﺻـﺎﺑﻚ ْ ﺣـﺴﻨَﺔ َ َ
ﻓﻤـﻦ اﷲِ َ َ ﻣـﻦ َ َ
أﺻـﺎﺑﻚ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻣﺎ َ َ َ
وﻛﻔﻰ ِﺑﺎﷲِ َ ِ ً
ﺷﻬﻴﺪا[ }اﻟﻨﺴﺎء.{79: رﺳ ً
ﻮﻻ َ َ َ َﺎك ِﻟﻠﻨ ِ
ﱠﺎس َ ُ وأرﺳﻠﻨ َ ﻓﻤﻦ َ ْ ِ َ
ﻧﻔﺴﻚ َ َ ْ َ ْ ٍَ ِ
ﺳﻴﺌﺔ َ ْ
َ ﱢ
ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻙ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻜﻠﻤﺔ )ﻤﺎ( ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻭﻻﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﺸﺭﻁﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﻌل )ﺃﺼﺎﺒﻙ( ﻤﺎﺽٍ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺯﻡ ﻓﻌل ﺍﻟﺸﺭﻁ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻭﺼﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﺃﺼﺎﺒﻙ( ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺇﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻭﺍﻟﺸﺭﻁﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺎﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ،ﻭﺒﺎﻟـﺴﻴﺌﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ،ﻭﻷﻨﻪ ﻟﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺒـ )ﻤﺎ( ﺍﻟﻤﻭﺼﻭﻟﺔ ﻟﻘﺎل :ﻤﺎ ﺃﺼﺒﺕﹶ ﻤﻥ ﺴﻴﺌﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻟـﻴﺱ ﻤـﺭﺍﺩﺍ.
ﻭﺭﺠﺤﻪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁﻴﺔ ﺃﺼل ﻓﻲ ﺍﻹﺒﻬﺎﻡ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭﻟﺔ ﻓﺘﹸﺤﻤل ﻋﻠﻴﻬﺎ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻭﺍﻟﺨﺼﻭﺹ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻲ ﺸـﻲﺀ ﺒﻌﻴﻨـﻪ،
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺠﺩﺏ ﻭﺍﻟﺨﺼﺏ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻤﺒﻬﻤﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﻘﻊ ﻭﻗﺩ ﻻ ﻴﻘﻊ ،ﻭﺩﺨﻭل ﺍﻟﻔﺎﺀ
ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻓﻤﻥ( ﺩلّ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ )ﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻙ( ﻭﻟـﻴﺱ
ﻤﺎ ﺃﺼﺒﺕﹶ .ﻭﺭﺠﺢ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 473/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 199/1
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .47/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – .47/4
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ، 474/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .199/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻌﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .49/4
223
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻜﻭﻥ )ﺭﺴﻭﻻﹰ( ﻓﻴﻪ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺇﺭﺴﺎﻻﹰ .ﺃﻱ :ﻭﺃﺭﺴﻠﻨﺎﻙ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﺭﺴﺎﻻﹰ.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﻴﺨﺒﺭ ﻨﺒﻴﻪ ﻤﺤﻤﺩﺍ – –rﺃﻨﻪ ﺃﺭﺴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺠﻤﻴﻌﺎ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل
أرﺳﻠﻨﺎك ِ ﱠإﻻ َ ﱠ ً
ﻛﺎﻓﺔ وﻣﺎ َ ْ َ ْ َ َ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺠﻤﻴﻌﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :
)( 1
أرﻛﺴﻬﻢ ِ َﺑﲈ َ َ ُ
ﻛـﺴﺒﻮا َﺎﻓﻘﲔ ِ َ َ ْ ِ
ﻓﺌﺘﲔ َواﷲُ َ ْ َ َ ُ ْ ﻟﻜﻢ ِﰲ اﳌُﻨ ِ ِ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :ﻓﲈ َ ُ ْ
ﺳﺒﻴﻼ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{88: ﻓﻠﻦ َ ِ َ
ﲡﺪ َ ُﻟﻪ َ ِ ً وﻣﻦ ُ ْ ِ ِ
ﻳﻀﻠﻞ اﷲُ َ َ ْ ﻣﻦ َ َ ﱠ
أﺿﻞ اﷲُ َ َ ْ ﲥﺪوا َ ْ َُ ِ ُ َ
أﺗﺮﻳﺪون َ ْ
أن َ ْ ُ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﻓﺌﺘﻴﻥ( ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻭﺍﻟﻤﻴﻡ ﻓﻲ )ﻟﻜﻡ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﺨﺒﺭ )ﻤﺎ ﻟﻜﻡ( ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺇﻀﻤﺎﺭ )ﻜﻨﺘﻡ( ).(5
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻤﺎ ﻟﻜﻡ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻜﻡ ﻓﺌﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﻓﺭﻗﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺸـﺄﻨﻬﻡ .ﻭﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻘﻭل ﻫﻭ ﻜﻘﻭﻟﻙ :ﻤﺎﻟﻙ ﻗﺎﺌﻤﺎ؟ ﻓﻨﺼﺏ )ﻗﺎﺌﻤﺎ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻭﻫـﻭ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺒـﺼﺭﻴﻴﻥ .ﻭﺤﺠـﺘﻬﻡ ﺃﻥ
224
ﳍـﻢ َ ِ
ﻋـﻦ ﺍﻟﺤﺎل ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻨﻜﺭﺓ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ .ﻭﻴﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻤﺜل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰَ َ ] :
ﻓـﲈ َ ُ ْ
)( 1
ﱠْ ِ ِ
اﻟﺘﺬﻛﺮة ُ ْ ِ ِ َ
ﻣﻌﺮﺿﲔ[ ).(2 َ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺎ ﻟﻜﻡ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺃﺼﺒﺤﺘﻡ ﺃﻭ ﺼﺭﺘﻡ ﺃﻭ ﻜﻨﺘﻡ ﻓﺭﻗﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ،ﻓﻴﻘﻭل
ﺒﻌﻀﻜﻡ ﻨﻘﺘﻠﻬﻡ ،ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻻ ﻨﻘﺘﻠﻬﻡ ،ﻭﻫﻡ ﻤﻨﺎﻓﻘﻭﻥ ﺃﺭﻜﺴﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺩﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺭ
ﺒﺴﺒﺏ ﻨﻔﺎﻗﻬﻡ ﻭﻋﺼﻴﺎﻨﻬﻡ).(3
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﺤﻴﺙ ﻴﺠﻴﺯﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭل :ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺸﺎﺘﻡ؟ ،ﺃﻱ :ﻤﺎﻟـﻙ ﻜﻨـﺕﹶ ﺍﻟـﺸﺎﺘﻡ؟
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻤﺫﻫﺏ ﻜـﺎﻥ
ﻭﺃﺨﻭﺍﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺃﻅﻥ ﻭﺼﻭﺍﺤﺒﺎﺘﻬﺎ).(4
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻨﺤـﻭ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺭﺍﺩ
ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺇﻨﻜﺎﺭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻤﺨﺎﻁﺒﻴﻥ – ﻭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ – ﺸﻲﺀ ﻴﺼﺤﺢ ﺍﺨﺘﻼﻓﻬﻡ ﻓـﻲ ﺸـﺄﻥ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﻭﺃﻤﺭﻫﻡ ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﺒﺄﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻜﺎﻓﺭﻭﻥ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺇﺠـﺭﺍﺅﻫﻡ
ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ،ﻭﺫﻜﺭﻫﻡ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻤﺎ ﻭﺼﻔﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻪ).(5
َﻬﻢ ِ َ ٌ
ﻣﻴﺜـﺎق وﺑﻴـﻨ ُ ْ ﻗﻮم َ ْﺑﻴـﻨ ُ ْ
َﻜﻢ َ َ ْ اﻟﺬﻳﻦ َ ِ ُ َ
ﻳﺼﻠﻮن ِ َإﱃ َ ْ ٍ ِ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠإﻻ ﱠ َ
ﻟـﺴﻠﻄﻬﻢ َ َ ْ ُ ْ
ﻋﻠـﻴﻜﻢ ﺷـﺎء اﷲُ َ َ ﱠ َ ُ ْ ﻗـﻮﻣﻬﻢ َ َ ْ
وﻟـﻮ َ َ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻛﻢ َ ْأو ُ َ ِ ُ
ﻳﻘﺎﺗﻠﻮا َ ْ َ ُ ْ
ﺻﺪورﻫﻢ َ ْ ِ
أن ُ َ ُ ُ ْ ﺣﴫت ُ ُ ُ ُ ْ ﺟﺎءوﻛﻢ َ ِ َ ْ
َ ْأو َ ُ ُ ْ
ِ ﻓﻠﻘﺎﺗﻠﻮﻛﻢ َ ِ ِ
ﺳـﺒﻴﻼ[ ﻟﻜـﻢ َ َ ْ ِ ْ
ﻋﻠـﻴﻬﻢ َ ِ ً ﺟﻌﻞ اﷲُ َ ُ ْ اﻟﺴﻠﻢ َ َﻓﲈ َ َ َ وأﻟﻘﻮا ِ َ ْ ُ ُ
إﻟﻴﻜﻢ ﱠ َ َ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻛﻢ َ َ ْ َ ْ
ﻓﻠﻢ ُ َ ُ ُ ْ
اﻋﺘﺰﻟﻮﻛﻢ َ َ ْ
ﻓﺈن ْ َ َ ُ ُ ْ َََ َُ ُ ْ
}اﻟﻨﺴﺎء.{90:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺤﺼﺭﺕ ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ( ﺨﻤﺴﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﻋﻠﻰ ﺇﻀﻤﺎﺭ )ﻗﺩ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻫﻭ ﺠﻤﻠﺔ ﺩﻋﺎﺌﻴﺔ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 240/5ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 157/5
ﻭﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – .550/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺩﺜﺭ -ﺍﻵﻴﺔ ).(49 )( 2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 240/5ﻭﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل – ﺍﻟﺒﻐﻭﻱ – ، 121/2
ﻭﺼﻔﻭﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ – ﺍﻟﺼﺎﺒﻭﻨﻲ – .271/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .240/5
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – .157/4
225
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺨﺒﺭ ﺒﻌﺩ ﺨﺒﺭ.
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﻗﻭﻡ(.
ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﻗﺭﺃ ﻴﻌﻘﻭﺏ )ﺤﺼﺭﺓﹰ( ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻫﻭ ﻗﻭل ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ .ﻓﻴﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﻠﺠﺄﻭﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻬﺩ ﻭﻤﻴﺜﺎﻕ ﻓﺤﻜﻤﻬﻡ ﺤﻜـﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫـﺩﻴﻥ ﺒـﺄﻥ ﺘﹸﺤﻘـﻥ
ﺩﻤﺎﺅﻫﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻗﺩ ﻀﺎﻗﺕ ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ ﻋﻥ ﻗﺘﺎل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻜـﺫﻟﻙ
ﻋﻥ ﻗﺘﺎل ﻗﻭﻤﻬﻡ ،ﻓﻬﻡ ﻗﻭﻡ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻻ ﻋﻠﻴﻬﻡ) .(2ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠـﻰ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ .ﺤﻴﺙ ﺠﻲﺀ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ )ﺤﺼﺭﺕ ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ( ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺄﻨﺎ ﻤﺄﻤﻭﺭﻭﻥ ﺒﺎﻟﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ )(4
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺒﻀﻴﻕ ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل .ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻴﻠﻘﻲ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺓ ﺒﻴﻨﻬﻡ .ﻓﻜﻴﻑ ﻨﺩﻋﻭ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﻀﻴﻕ ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل؟).(5
ﻭﺨﺭﺝ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ﻗﻭل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻻ ﻴﻘﺎﺘﻠﻭﺍ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻤﻴﻥ ﻫـﻭ
ﺘﻌﺠﻴﺯ ﻟﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺄﻥ ﻻ ﻴﻘﺎﺘﻠﻭﺍ ﻗﻭﻤﻬﻡ ﻓﻴﻪ ﺘﺤﻘﻴﺭ ﻟﻬﻡ ،ﺃﻱ :ﺇﻨﻬﻡ ﺃﻗل ﻭﺃﺤﻘﺭ ﻭﺃﻨﻬـﻡ
ﻤﺴﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎل).(6
ﻭﺃﺠﺎﺏ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ﻋﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺘﺨﺭﻴﺞ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺼﺤﻴﺢ).(7
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 479/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 89/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل
ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 201/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
، 66/4 -ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 189/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .83
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺼﻔﻭﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ – ﺍﻟﺼﺎﺒﻭﻨﻲ – .217/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .213/5
) (4ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ :ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﺒﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﺎﻥ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ ،ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﻋﻠﻡ
ﺍﻟﻨﺤﻭ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻜﺎﺒﻥ ﺠﻨﻲ ﻭﻏﻴﺭﻩ ،ﺃﻟﻑ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺫﻜﺭﺓ ،ﻭﺸﺭﺡ ﺴﺒﻌﺔ ﺍﺒﻥ ﻤﺠﺎﻫﺩ،
ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 377ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .206/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .66/4
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – .213/4
) (7ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – .213/5
226
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﺨﺒﺎﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﷲ – –Iﻋﻥ ﻀﻴﻕ ﺼﺩﻭﺭ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺘـﺎل
ﺒﻌﺩﻤﺎ ﺃﺨﺒﺭ ﻋﻨﻬﻡ ﺒﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﺠـﺎﺀﻭﺍ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﺜـﻡ ﺃﺨﺒـﺭ ﻋـﻨﻬﻡ ﺒﻘﻭﻟـﻪ) :ﺤـﺼﺭﺕ
ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ().(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Uﺒﻴﻥ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﺠﺄﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻬـﺩ
ﻭﻤﻴﺜﺎﻕ ،ﻭﻭﺼﻑ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺒﻀﻴﻕ ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ ﻋﻥ ﻗﺘﺎل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ؛ ﻷﻨﻬﻡ ﻋﺎﻫﺩﻭﻫﻡ ﻋﻠـﻰ ﻋـﺩﻡ
ﻗﺘﺎﻟﻬﻡ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨـﺎﻤﺱ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﻴﺒﻴﻥ ﻓﻴﻪ ﺤﺎل ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺤـﺎل ﻜـﻭﻥ
ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ ﺤﺼﺭﺓﹰ ﻭﻀﻴﻘﺔ ﻋﻥ ﻗﺘﺎﻟﻬﻡ ﻭﻗﺘﺎل ﻗﻭﻤﻬﻡ.
ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺇﻻ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﺎﺀﻭﻜﻡ ﻭﺍﻟﺤﺎل ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﺤﺼﺭﺕ ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ ﻭﻀﺎﻗﺕ.
ﺃﻭ ﻴﻘﺩﺭ :ﻭﺍﻟﺤﺎل ﺃﻥ ﻤﺠﻴﺌﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺼﺩﻭﺭﻫﻡ ﺤﺼﺭﺓ ﻭﻀﻴﻘﺔ.
وﻣﻦ َ َ َ ﻳﻘﺘﻞ ْ ِ
ﻣﺆﻣﻨًﺎ ِ ﱠإﻻ َ َ ً ﻛﺎن ُِ ْ ِ ٍ
ﳌﺆﻣﻦ َ ْ
ﻗﺘﻞ ﺧﻄﺄ َ َ ْ أن َ ْ ُ َ ُ وﻣﺎ َ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ َ ] :
ﻓﺈن َ َ ِﻳﺼﺪﻗﻮا َ ِ ْ ﻣﺴﻠﻤﺔ ِ َإﱃ َ ِ ِ
أﻫﻠﻪ ِ ﱠإﻻ َ ْ ﻣﺆﻣﻨ ٍَﺔ َ ِ َ ٌ
رﻗﺒﺔ ْ ٍِ ْ ِ
ﻋﺪو َ ُ ْ
ﻟﻜـﻢ ﻗﻮم َ ُ ﱟﻣﻦ َ ْ ٍ
ﻛﺎن ْ أن َ ﱠ ﱠ ُ ْ ودﻳﺔ ُ َ ﱠ َ ٌ ﺧﻄﺄ َ َ ْ ِ ُ
ﻓﺘﺤﺮﻳﺮ َ َ َ ُ ﻣﺆﻣﻨًﺎ َ َ ً ُ
ﻣـﺴﻠﻤﺔ ِ َإﱃ َ ِ ِ ﻣﻴﺜـﺎق َ ِ َ ٌ
َﻬﻢ ِ َ ٌ وإن َ َ ِﻣﺆﻣﻨ ٍَﺔ َ ِ ْ
رﻗﺒﺔ ْ ِ
ٍ ِ
أﻫﻠـﻪ ْ ﻓﺪﻳـﺔ ُ َ ﱠ َ ٌ وﺑﻴـﻨ ُ ْ
َﻜﻢ َ َ ْ ﻣـﻦ َ ْ ٍ
ﻗـﻮم َ ْﺑﻴـﻨ ُ ْ ﻛﺎن ْ ﻣﺆﻣﻦ َ َ ْ ِ ُ
ﻓﺘﺤﺮﻳﺮ َ َ َ ُ وﻫﻮ ُ ْ ٌ
َ ُ َ
ِ ِ ﻣﺘﺘـﺎﺑﻌﲔ َ ً ِ ﻣﺆﻣﻨ ٍَﺔ َﻓﻤﻦ َﱂ َ ِ ْ ِ
رﻗﺒﺔ ْ ِ
ٍ
ﺣﻜـﻴﲈ[
ﻋﻠـﻴﲈ َ ً ﻣـﻦ اﷲِ َ َ َ
وﻛـﺎن اﷲُ َ ً ﺷـﻬﺮﻳﻦ ُ َ َ ِ َ ْ ِ ْ َ
ﺗﻮﺑـﺔ َ ﻓﺼﻴﺎم َ ْ َ ْ ِ
ﳚﺪ َ َ ُ َ ْ ْ َ َِْ ُ
وﲢﺮﻳﺮ َ َ َ ُ
}اﻟﻨﺴﺎء.{92:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺘﻭﺒﺔﹰ ﻤﻥ ﺍﷲ( ﻴﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻔﻌﻭل ﻷﺠﻠﻪ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺘﻭﺒﺔﹰ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺘﺎﺏ ﺍﷲ – –Uﻋﻠﻴﻜﻡ ﺘﻭﺒﺔﹰ ﻤﻨﻪ ﺃﻱ:
ﺭﺠﻭﻋﺎ ﻤﻨﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻴﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴل ﺒﺘﺨﻔﻴﻔﻪ ﻋﻨﻜﻡ ﻤﺎ ﺨﻔﻑ ﻤﻥ ﻓﺭﺽ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺭﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ
227
ﺇﺫﺍ ﺃﻋﺴﺭﺘﻡ ﺒﻬﺎ ﺒﺄﻥ ﺃﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺼﻴﺎﻡ ﺸﻬﺭﻴﻥ ﻤﺘﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ،ﻓﻨﻘﻠﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺜﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﻑ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﺤﺘﻤل ﻤﻌﻨﻴﻴﻥ:
ﺃﻭﻻﹰ :ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻜﻡ ﺫﻟﻙ ﻗﺒﻭﻻﹰ ﻟﺘﻭﺒﺘﻜﻡ).(2
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺘﺨﻔﻴﻔﹰﺎ ﻋﻨﻜﻡ .ﺃﻱ :ﻓﻠﻴﺄﺕِ ﺒﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﺘﺨﻔﻴﻔﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﷲ – –Iﻋﻠﻴـﻪ ﺒﻘﺒـﻭل
ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺭﻗﺒﺔ).(3
ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ" :ﻭﻗﻭﻟـﻪ) :ﺘﻭﺒـﺔ ﻤـﻥ ﺍﷲ(
ﻤﻔﻌﻭل ﻷﺠﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺘﻭﺒﺔﹰ ﻤﻨﻪ .ﻭﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻫﻨﺎ ﻤﺼﺩﺭ ﺘﺎﺏ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻗﹶﺒِلَ ﺍﻟﺘﻭﺒـﺔ
ﺒﻘﺭﻴﻨﺔ ﺘﻌﺩﻴﺘﻪ ﺒـ )ﻤﻥ( ...ﺃﻱ :ﺨﻔﻑ ﺍﷲ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺎﺘل ﻓﺸﺭﻉ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻟﻴﺘﻭﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺨﻁـﺄ ﻓﻴـﻪ؛
ﻷﻨﻪ ﺃﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﻋﻅﻴﻡ .ﻭﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺠﻌل )ﺘﻭﺒﺔ( ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﻷﺠﻠﻪ ﺭﺍﺠﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺭﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﺔ ﻭﺒـﺩﻟﻬﺎ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ .ﺃﻱ :ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺘﻭﺒﺔﹰ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺘل ،ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﺸﺭﻉ ﺫﻟﻙ ﻟﻌﺎﻗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺴـﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﻫﻲ ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺭﻴﻁ ﺍﻟﺤﺫﺭ ﻭﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﺤﺯﻡ").(4
أوﱄ ﱠ ِ
اﻟﴬرَ ﻏﲑ ُ ِ ﻣﻦ ُ ْ ِ ِ َ
اﳌﺆﻣﻨﲔ َ ْ ُ
ﻳﺴﺘﻮي َ ِ ُ َ ِ
اﻟﻘﺎﻋﺪون َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻻ َ ْ َ ِ
ـﺄﻣﻮاﳍﻢ َ ْ ُ ِ
ِ ـﻀﻞ اﷲُ ُ ِ ِ ـﺄﻣﻮاﳍﻢ َ ْ ُ ِ
ِ ـﺪون ِﰲ َﺳـ ِ ِ ُ ِ
وأﻧﻔـ ِ ْ
ـﺴﻬﻢ َﻋـ َـﲆ ـﺪﻳﻦ ﺑِـ َ ْ َ ْ َ
اﳌﺠﺎﻫـ ََ وأﻧﻔـ ِ ْ
ـﺴﻬﻢ َﻓـ ﱠ َ ـﺒﻴﻞ اﷲِ ﺑِـ َ ْ َ ْ َ واﳌﺠﺎﻫـ ُ َ
َ َ
ِ ﻋـﲆ َ ِ ِ وﻓـﻀﻞ اﷲُ ُ ِ ِ َ ِِ
ﻋﻈـﻴﲈ[ اﻟﻘﺎﻋـﺪﻳﻦ َ ْ ً
أﺟـﺮا َ ً َ اﳌﺠﺎﻫـﺪﻳﻦ َ َ
َ َ اﳊـﺴﻨَﻰ َ َ ﱠ َ
وﻋـﺪ اﷲُ ُ ْ
وﻛﻼ َ َ َ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﻦ َ َ َ ً
درﺟﺔ َ ُ َ
}اﻟﻨﺴﺎء.{95:
ﺘﺸﺘﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ:
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻏﻴﺭ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻀﺭﺭ(.
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺎﻥ ﻭﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ ﻭﺨﻠﻑ )ﻏﻴﺭ (ﺒﻨﺼﺏ ﺍﻟﺭﺍﺀ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻏﻴﺭ (ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﺭﺍﺀ).(5
228
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﻥ )ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ( ﺒﻤﻌﻨﻰ )ﺇﻻ( .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻭﻥ
ﺇﻻ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﺴﺎﻭﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﻌﺩﻫﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ.
ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻏﻴﺭ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻀﺭﺭ( ﻗﺩ ﻨﺯل ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﺘﺄﺨﺭ ﻋﻥ ﻨﺯﻭل ﻗﻭﻟـﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ( ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ،ﺇﺫ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺼﻔﺔ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﻭﻟﻪ) :ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻀﺭﺭ( ﻗﺩ ﻨﺯل ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺩ ﺜﺒﺕ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻗﺩ ﻨﺯﻻ ﻓﻲ ﻭﻗﺘـﻴﻥ
ﻤﻨﻔﺼﻠﻴﻥ) ،(1ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻨﺯﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﺀ ﻗﺎل :ﻟﻤﺎ ﻨﺯﻟـﺕ:
)ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ( ،ﺩﻋﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ – –rﺯﻴﺩﺍ ﻓﻜﺘﺒﻬﺎ ،ﻓﺠﺎﺀ ﺍﺒـﻥ ﺃﻡ ﻤﻜﺘـﻭﻡ
ﻓﺸﻜﺎ ﻀﺭﺍﺭﺘﻪ ،ﻓﺄﻨﺯل ﺍﷲ) :ﻏﻴﺭ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻀﺭﺭ( ).(2
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻨﺼﻭﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺤﺎل
ﺼﺤﺘﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ .ﻭﻫﺫﺍ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل :ﺠﺎﺀﻨﻲ ﺯﻴﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﺭﻴﺽ .ﺃﻱ :ﺠﺎﺀﻨﻲ ﺯﻴﺩ ﺼﺤﻴﺤﺎ).(3
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻏﻴﺭ (ﺼﻔﺔ ﻟـ )ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ( ﺇﺫ ﺇﻨﻪ ﻻ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﻡ ﺃﺸـﺨﺎﺹ ﻤﻌﻴﻨـﻭﻥ ﺒـﺫﻭﺍﺘﻬﻡ،
ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻅﺎﻫﺭﻩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﻨﻜﺭﺓ ،ﻓﻠﺫﻟﻙ ﻭﺼﻑ ﺒـ )ﻏﻴﺭ( ﻭﻫـﻲ ﻻ ﺘﻜـﻭﻥ ﺇﻻ ﺼـﻔﺔ
ﺍﻟﻨﻜﺭﺓ).(4
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ :ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻫﻡ ﻏﻴﺭ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻀﺭﺭ .ﺃﻱ :ﻻ ﻴـﺴﺘﻭﻱ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ ﺍﻷﺼﺤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻭﻥ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻜﻠﻬﻡ ﻤﺅﻤﻨﻴﻥ).(5
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ )ﻏﻴﺭ( ﺭﻓﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺠﻬﺘﻪ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻋـﺩﻭﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻭﻥ ﺇﻻ ﺃﻭﻟﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﺴﺎﻭﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺠﺭ ﻭﺍﻟﺜﻭﺍﺏ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﻌﺩﻫﻡ ﻋﻥ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺫﺭ).(6
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ -ﺹ ، 126ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 210
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .396/1
) (2ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ – ﻜﺘﺎﺏ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺒﺎﺏ ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻭﻥ – – 872/1ﺤﺩﻴﺙ ) ،(4593ﻭﺼﺤﻴﺢ
ﻤﺴﻠﻡ – ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻤﺎﺭﺓ – ﺒﺎﺏ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﻔﺭﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﺫﻭﺭﻴﻥ – – 1017/1ﺤﺩﻴﺙ ).(1898
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 483/1ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ .211
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .397/1
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 92/2ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 210
ﻭﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – .483/1
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
229
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻓﺈﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻴﻥ ﺍﻷﺼﺤﺎﺀ ،ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻭﻥ
ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺠﺭ ﻓﻴﺤﺭﻤﻭﻥ ﻤﻨﻪ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﻡ ﻗﺩ ﺘﺨﻠﻔﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺒﻐﻴﺭ ﻋﺫﺭ.
ﺃﻤﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻷﻋﺫﺍﺭ ،ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻤﺎ ﺨﻠﻔﻬﻡ ﻋـﻥ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺫﺭ ،ﻓﻘﺩ ﺭﻓﻊ ﻋﻨﻬﻡ ﺍﻟﺤﺭﺝ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺭﺤﻤﺔ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل )ﻓﻀل( ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻗﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻋﻁﺎﺀ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻋﻁـﺎﻫﻡ
ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻴﻥ ﺃﺠﺭﺍ ﻋﻅﻴﻤﺎ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟﻔﻌـل ﻻ ﻤـﻥ
ﻟﻔﻅﻪ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻌل )ﻓﻀلَ ﺍﷲُ( :ﺃﻱ ﺁﺠﺭ ﺍﷲُ .ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺁﺠﺭﻫﻡ ﺃﺠﺭﺍ ﻋﻅﻴﻤﺎ).(3
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﻤﻥ ﺃﻤﺭ( ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻘﻁﻊ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 484/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 203/1
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .77/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 753/1ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – .240/2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 237/5ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .753/1
230
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺒﺩل.
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺼل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺇﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﺘﺒﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﻜﻠﻤﺔ )ﻨﺠﻭﺍﻫﻡ( ،ﻓﻬﻲ ﺘﺤﺘﻤل ﻤﻌﻨﻴﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﺍﺴﻡ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺠﻭﻥ ﺒﻪ ﻭﻴﺘﺩﺍﻋﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ .ﻭﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﻓﺎﺴـﻡ
ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﻤﻥ (ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻭﻻﻥ ﺍﻷﻭﻻﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
ﻧﺠـﻮى[ )، (2
ﻫـﻢ َ ْ َ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺠﻭﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟـﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰْ ِ َ ] :
وإذ ُ ْ
ُﻮن ِﻣﻦ َﻧﺠﻮى َ َ َ ٍ
ﺛﻼﺛﺔ ِ ﱠإﻻ ُﻫ َﻮ َ ِ ُ ُ ْ
راﺑﻌﻬـﻢ[ ) ،(3ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﺎﺴـﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼـﻭل ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻣﺎ ﻳ َﻜ ُ ْ ْ َ
)ﻤﻥ (ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻭﻻﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭﺍﻥ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﻨﻘﻁﻌﺎ؛ ﻷﻨﻪ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻋﻥ ﺨـﻼﻑ ﺠﻨـﺴﻪ،
ﻭﺍﻟﻨﺠﻭﻯ ﻤﺼﺩﺭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﺭ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻻ ﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻨﺠﻭﺍﻫﻡ ﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺒـﺼﺩﻗﺔ
ﺃﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻭ ﺇﺼﻼﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻔﻲ ﻨﺠﻭﺍﻩ ﺨﻴﺭ).(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺠﻭﻯ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﺼﺩﺭﺍ ﻭﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﺘﺼﻼﹰ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻤﻌﻨـﺎﻩ:
ﻻ ﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻨﺠﻭﺍﻫﻡ ﺇﻻ ﻨﺠﻭﻯ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺒﺼﺩﻗﺔ ﺃﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻭ ﺇﺼﻼﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ) .(5ﺜـﻡ
ﺤﺫﻑ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﻭﻫﻭ )ﻨﺠﻭﻯ(.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺠﻭﻯ ﻓﻴﻪ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺠﻴﻥ ،ﻓﺘﻜﻭﻥ )ﻤﻥ (ﺒـﺩﻻﹰ ﻤـﻥ )ﻨﺠـﻭﺍﻫﻡ(،
ﻭﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﺘﺼﻼﹰ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﻻ ﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺠﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﻓﻴﻤﻥ ﺃﻤﺭ
ﺒﺼﺩﻗﺔ ﺃﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻭ ﺇﺼﻼﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﺨﻴﺭ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 488/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 106/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل
ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 205/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
– .89/4
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ -ﺍﻵﻴﺔ ).(47 )( 2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 262/5ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 769/1ﻭﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل –
ﺍﻟﺒﻐﻭﻱ – ، 156/2ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .41/11
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 262/5ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 769/1ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ
– ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .41/11
231
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ ،ﻭﺃﻥ ﻤﻌﻨـﺎﻩ ﻫـﻭ
ﺃﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻤﺘﺼﻼﹰ؛ ﻷﻨﻪ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻟﻠﺠﻨﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺱ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻨﺠﻭﻯ ﻋﻠﻰ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺠﻴﻥ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻻ ﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨـﺎﺠﻴﻥ ﺇﻻ ﻤـﻥ
ﺃﻤﺭ ﺒﺼﺩﻗﺔ ﺃﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻭ ﺇﺼﻼﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل :ﻤﺎ ﺠﺎﺀﻨﻲ ﺃﺤﺩ ﺇﻻ ﺯﻴﺩﺍ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﻭﺼﻑ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻭﻫﻭ ﺇﺒﻠﻴﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﺴﻕ ﻋﻥ ﺃﻤﺭ ﺭﺒﻪ ﺒﺄﻨـﻪ
ﻤﺭﻴﺩ ﺒﻠﻎ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺘﻭ ﻭﺍﻟﻔﺠﻭﺭ ،ﻭﻭﺼﻔﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺄﻨﻪ –ﺠل ﻭﻋـﻼ– ﻗـﺩ ﺃﺒﻌـﺩﻩ ﻋـﻥ ﺭﺤﻤﺘـﻪ
ﻭﻁﺭﺩﻩ).(4
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻫﻭ ﺩﻋﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﷲ – –Uﻋﻠﻰ ﺇﺒﻠﻴﺱ ﺍﻟﻔﺎﺴﻕ ﺒﺄﻥ ﻴﻁﺭﺩﻩ ﻭﻴﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺭﺤﻤﺘﻪ ﻓـﻼ
ﻴﻨﺎل ﻤﻨﻬﺎ ﺸﻴﺌًﺎ.
232
ﻭﺭﻓﺽ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻴﻨﺒﻭ ﻋﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﺽ ﺒﺎﻟـﺩﻋﺎﺀ ﻓـﻲ ﻤﺜـل ﻫـﺫﺍ
ﺭﻓﺽ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨـﺼﺏ )(2
ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ) ،(1ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﺭﻭﻴﺵ
ﺼﻔﺔ ﻭﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒﻌﺩﺍ ﻭﺘﻜﻠﻔﹰﺎ).(3
ُﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨ ٍ
ﱠـﺎت َ ْ ِ ِ ِ ِ ﺬﻳﻦ َ َآﻣﻨُﻮا َ َ ِ ُ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﱠ ِ
ﲡـﺮي اﻟﺼﺎﳊﺎت َﺳـﻨ ْ ُ ُ ْ َ
وﻋﻤﻠﻮا ﱠ َ واﻟ َ َ
ﻗﻴﻼ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{122:ﻣﻦ اﷲِ ِ ًوﻋﺪ اﷲِ ﺣﻘﺎ وﻣﻦ َ َ ُ ِ
أﺻﺪق َ َ َ َ ْ ْ أﺑﺪا َ ْ َ اﻷﳖﺎر َ ِ ِ ِ
ﻓﻴﻬﺎ َ َ ً
ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ َ
َ
ِ
ﲢﺘﻬﺎ َ ْ َ ُ
ﻣﻦ َ ْ َ
ْ
ِ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﺍﻟﺫﻴﻥ( ﻤﻌﻨﻴﺎﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﺴﻨﺩﺨﻠﻬﻡ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺒﻔﻌل ﻴﻔﺴﺭﻩ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ )ﺴﻨﺩﺨﻠﻬﻡ( ).(4
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺌل ﺴـﺎﺒﻘﺔ ،ﻭﺃﻗﺭﺒﻬـﺎ
ﺫﻜﺭﺍ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺍﻟﻼﺘﻲ ﺘﺨﺎﻓﻭﻥ ﻨﺸﻭﺯﻫﻥ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺤﺎل ﺍﻟﺴﻌﺩﺍﺀ ﺍﻷﺒﺭﺍﺭ ﻭﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﺒﻤـﺎ ﻴﺠـﺏ
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻪ ﺤﻕ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﻋﻤﻠﻭﺍ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻓـﺈﻥ ﺍﷲ –U-ﻭﻋـﺩﻫﻡ –ﻭﻭﻋـﺩﻩ ﺍﻟﺤـﻕ
ﻭﺍﻟﺼﺩﻕ– ﺃﻥ ﻴﺩﺨﻠﻬﻡ ﺠﻨﺎﺕ ﺘﺠﺭﻱ ﻤﻥ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻋـﻴﻥ ﺭﺃﺕ ،ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺴـﻤﻌﺕ ،ﻭﻻ
ﺨﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺏ ﺒﺸﺭ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻨﻌﻴﻡ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺍﻷﺠل ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻌﻡ ﻜﻠﻬﺎ ﻫـﻭ ﺭﻀـﻭﺍﻥ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺘﻤﺘﻊ ﻋﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺭﺅﻴﺘﻪ –ﺠل ﻭﻋﻼ.(5)-
ﻭﺘﻌﻠﻡ ﺒﻬﺎ ،ﺜﻡ ﻏﺎﺩﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻤﺸﻕ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1403ﻫـ1982-ﻡ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﺇﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻋﻼﻡ( – ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻨﺯﺍﺭ
ﺃﺒﺎﻅﺔ – ﺹ .434
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺒﻴﺎﻨﻪ – .325/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 490/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ –
.95/4
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ – ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ – .173/2
233
وﻫـﻮ ِ ِ ِ
ﻣـﻦ َ َ ٍ
ذﻛـﺮ َ ْأو ُ ْ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ] :وﻣﻦ ْ ِ
أﻧﺜـﻰ َ ُ َ اﻟﺼﺎﳊﺎت ْ
ﻣﻦ ﱠ َﻳﻌﻤﻞ َ
َ َ ْ َْ َ
وﻻ ْ َ َ ِ ﺆﻣﻦ َ ُ َ ِ َ
ِ
ﻧﻘﲑا[ }اﻟﻨﺴﺎء.{124: ﻳﺪﺧﻠﻮن اﳉَﻨ َﱠﺔ َ َ ُ ُ
ﻳﻈﻠﻤﻮن َ ً ﻓﺄوﻟﺌﻚ َ ْ ُ ُ َ ُﻣ ْ ٌ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﻭﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﻭﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻭﺭﻭﺡ)) (1ﻴﺩﺨﹶﻠﻭﻥ( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺨﺎﺀ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻴﺩﺨﹸﻠﻭﻥ( ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻀﻡ ﺍﻟﺨﺎﺀ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ )ﻴﺩﺨﹶﻠﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ﺃﻭ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ،ﺤﻴﺙ ﺃﺴﻨﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌـل
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻓﻬﻡ ﻤﻔﻌﻭﻟﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ:
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻻ ﻴﺩﺨﻠﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﺩﺨﻠﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﻴﺎﻫﺎ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﺤﺠﺘﺎﻥ:
ِ ﺟﻨﺎت َ ْ ِ ِ
اﻟﺼﺎﳊﺎت ﱠ ٍ
ِ ِ آﻣﻨﻮا َ َ ِ ُ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺃﻨﻪ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻜﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ َ ِ ُ ] :
ﲢﺘﻬﺎ َ ْ َ ُ
اﻷﳖـﺎر ﻣﻦ َ ْ َ
ﲡﺮي ْ َ وﻋﻤﻠﻮا ﱠ َ اﻟﺬﻳﻦ َ َ ُ
وأدﺧﻞ ﱠ َ
َ ْ
وﻳﺪﺧﻠﻬﻢ ﱠ ٍ
ِ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ِﻓﻴﻬﺎ ِ ِ ْ ِ
َ ِِ
ﺟﻨﺎت[).(4
رﲠﻢ[ ،ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ْ ُ ُ ْ ُ َ ] :ﺑﺈذن َ ﱢ ِ ْ
)( 3
َ َ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺃﻨﻪ ﻁﺎﺒﻕ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺒﻴﻥ ﻟﻔﻅﻲ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻥ ﻭﻫﻤﺎ) :ﻴﺩﺨﹶﻠﻭﻥ ،ﻭﻻ ﻴﻅﻠﹶﻤﻭﻥ( ).(5
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ )ﻴﺩﺨﻠﻭﻥ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل ،ﺤﻴﺙ ﺃﺴﻨﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌل ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻟـﺩﺍﺨﻠﻴﻥ
ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﻡ ﻫﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻭﻥ ﺒﺄﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻡ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻜﻘﻭﻟـﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ:
ﺑﺴﻼم َ ِآﻣ ِ َ
ﻨﲔ[).(8)،(7 ادﺧﻠﻮﻫﺎ ِ َ َ ٍ
اﳉﻨﺔ[ َ ُ ُ ْ ] ،
ادﺧﻠﻮا َ ﱠ َ
] ُْ ُ
)( 6
) (1ﺭﻭﺡ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﺍﻟﻬﺫﻟﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ،ﻤﻘﺭﺉ ﺠﻠﻴل ﺜﻘﺔ ﻀﺎﺒﻁ ﻤﺸﻬﻭﺭ ،ﻋﺭﺽ ﻋﻠﻰ
ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ،ﻜﺎﻥ ﻤﺘﻘﻨﹰﺎ ﻤﺠﻭﺩﺍ ،ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺼﺤﻴﺤﻪ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 234ﻫـ .ﺍﻨﻅﺭ) :ﻏﺎﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ( – ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – .285/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ، 189/2 -ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .85
ﺴﻭﺭﺓ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ -ﺍﻵﻴﺔ ).(23 )( 3
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 127ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 212
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – . 397/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ – ﺍﻵﻴﺔ ).(49 )( 6
) (8ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 127ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ 213
،ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .398/1
234
ﻭﺠﻤﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻓﺈﻨﻬﻤﺎ ﻤﺘﺩﺍﺨﻠﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺃُﻤﺭﻭﺍ ﺒـﺩﺨﻭل
ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺩﺨﻠﻭﻫﺎ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺩﺨﻠﻭﻫﺎ ﻓﺒﺈﺩﺨﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﻴﺎﻫﻡ ﻴﺩﺨﻠﻭﻨﻬﺎ ،ﺃﻱ :ﺇﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﺩﺨﻠﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺔ ﺤﺘـﻰ
ﻴﺩﺨﻠﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﻴﺎﻫﺎ ،ﻓﻬﻡ ﺩﺍﺨِﻠﻭﻥ ﻤﺩﺨﹶﻠﻭﻥ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻴﻘﻴﻤـﻭﻥ
ﺸﻬﺎﺩﺘﻬﻡ ﻟﻭﺠﻪ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﺘﺤﻴﺯ ﻷﺤﺩ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻓﻴﻪ ﻴﺄﻤﺭ ﺍﷲ – –Uﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﻻﺴـﺘﻘﺎﻤﺔ،
ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺸﻬﺎﺩﺘﻬﻡ ﺨﺎﻟﺼﺔ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﺒﺎﺓ ﻷﺤﺩ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻜﻭﻨﻭﺍ ﻗﻭﺍﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﺩل ﻭﺍﻟﻘﺴﻁ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﺩ ﺸﻬﺎﺩﺘﻜﻡ ،ﺃﻭ ﺤﻴﻥ ﺸﻬﺎﺩﺘﻜﻡ ،ﺃﻭ ﺤـﺎل
ﺸﻬﺎﺩﺘﻜﻡ).(3
ﻭﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ –ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ– ﻓﻲ ﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻵﻴـﺔ" :ﺃﻱ
ﻜﻭﻨﻭﺍ ﻗﻭﺍﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﺩل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻜﺎﻨﺕ") .(4ﻭﻟﻜﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ ﻀﻌﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل؛ ﻷﻨﻪ ﻴﻠﺯﻡ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 127ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ 213
،ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .398/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 494/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 208/1
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .113/4
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 392/5ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .245/4
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .114/4
235
ﻤﻨﻪ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻗﻭﺍﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻘﻁ) .(1ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺃﻥ ﺃﺠﻭﺩ
ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ).(2
واﻟﻜﺘـﺎب ﱠ ِ
ورﺳﻮﻟﻪ َ ِ َ ِ
ِِ ِ ِ
اﻟـﺬي اﻟﺬﻳﻦ َ َآﻣﻨُﻮا َآﻣﻨُﻮا ِﺑﺎﷲِ َ َ ُ
أﳞﺎ ﱠ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻳﺎ َ ﱡ َ
ِِ وﻣﻼﺋﻜﺘـﻪ ُ ُ ِ ِ
ِ ِ ِ اﻟﺬي َ ْ َ َ ِ
واﻟﻜﺘﺎب ﱠ ِ
رﺳﻮﻟﻪ َ ِ َ ِ
ِِ
ورﺳـﻠﻪ َ َ ْ ِ
واﻟﻴـﻮم وﻛﺘﺒـﻪ َ ُ ُ ﻳﻜﻔﺮ ِﺑـﺎﷲِ َ َ َ َ َ وﻣﻦ َ ْ ُ ْ
ﻗﺒﻞ َ َ ْ ﻣﻦ َ ْ ُ
أﻧﺰل ْ ﻋﲆ َ ُ َﱠ َ
ﻧﺰل َ َ
ﺑﻌﻴﺪا[ }اﻟﻨﺴﺎء.{136: ﺿﻼﻻ َ ِ ً
ﺿﻞ َ َ ً ﻓﻘﺪ َ ﱠ َِ ِ
اﻵﺧﺮ َ َ ْ
* ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
-1ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻭﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﻭﺍﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ )ﻨﹸﺯّل( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻨﻭﻥ ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﺯﺍﻱ ،ﻭ )ﺃُﻨﺯِل( ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻬﻤﺯﺓ
ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﺯﺍﻱ.
-2ﻗﺭﺃ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ )ﻨﹶﺯل( ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﻭﻥ ﻭﺍﻟﺯﺍﻱ ،ﻭ )ﺃَﻨﺯل( ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻬﻤﺯﺓ ﻭﺍﻟﺯﺍﻱ).(3
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﻔﻌﻭل ،ﺃﻭ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ .ﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﻤـﺎ
ِ ﻟﺘﺒـﲔ ِ ﱠ ِ
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ – َ ُ ِ ] :–Uﱢ َ
ﻧـﺰل ِ َ ْ ِ ْ
إﻟـﻴﻬﻢ[ ،ﻭﻗﻭﻟـﻪ َ ] :ﱠ َ ﻟﻠﻨـﺎس َﻣـﺎ ُ ﱢ َ
)( 4
واﻟـﺬﻳﻦ
رﺑﻚ ِ َ ﱢ ﻳﻌﻠﻤﻮن َ ﱠأﻧﻪ َ ﱠ ٌ ِ ِ
ﺑﺎﳊﻖ[).(6)(5 ﻣﻦ َ ﱢ َ
ﻣﻨﺰل ْ اﻟﻜﺘﺎب َ ْ َ ُ َ ُ ُ َََْ ُ ُ
آﺗﻴﻨﺎﻫﻢ َ َ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﻔﺎﻋل .ﻭﻫﻭ ﺍﷲ – .-Yﻭﺤﺠﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺃ ﺒﻬﺎ ﺃﻨﻪ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﺜل ﻤﺎ
اﻟﺬﻛﺮ[)،(8 وأﻧﺰﻟﻨﺎ ِ َ ْ َ
إﻟﻴﻚ ﱢ ْ َ ﻟﻪ َ َ ِ ُ َ
ﳊﺎﻓﻈﻮن[) ، (7ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ْ َ ْ َ َ ] : اﻟﺬﻛﺮ َ ِ ﱠ
وإﻧﺎ َ ُ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﱢ ْ َ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠإﻧﺎ َ ْ ُ
ﻧﺤﻦ َ ﱠ ْ َ
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 127ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 216
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .400/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺭ – ﺍﻵﻴﺔ ).(9 )( 7
236
ﺤﻴﺙ ﺃﻀﺎﻑ ﺍﷲ – –Iﻓﻌل ﺍﻹﻨﺯﺍل ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ).(1
ﻭﺃﻀﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟـﻙ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﻨﺯّل ﻟﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻫﻭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﻠﹶﻙ ﻭﻫﻭ
ﺠﺒﺭﻴل .-u-ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺯّل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻫﻭ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ،
ﻭﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺒﻨﺎﺕ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺭﺴل ﻜﻤﺎ ﺯﻋﻡ ﺃﻗﻭﺍﻤﻬﻡ.
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺃﻓﺎﺩﻩ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ ﻨـﺯل
ﻤﻨﺠﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﺎﺕ ﻟﻤﺩﺓ ﺜﻼﺙ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ ﺴﻨﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻘﺩ ﻨﺯﻟﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﺩﻓﻌـﺔ
ﻭﺍﺤﺩﺓ.
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ:
ﺇﻥ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻴﻥ ﻫﻭ ﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﺃﻥ ﺍﷲ – –Iﻴﺨﺎﻁﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻨﺯل ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺴﻤﻌﻭﺍ
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﻫﻭ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ – –Yﻴﻜﻔﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻭﻥ ﻭﻴﺴﺘﻬﺯﺉ ﺒﻬـﺎ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻬﺯﺌﻭﻥ ﻓـﻼ
ﻴﺠﻠﺴﻭﺍ ﻤﻌﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺤﺩﺜﻭﺍ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻴﺘﺭﻜﻭﺍ ﺍﻟﺨﻭﺽ ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ .ﻓـﺈﻨﻬﻡ ﺇﻥ ﻟـﻡ
ﻴﻤﺘﺜﻠﻭﺍ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻬﻡ ﻤﺜل ﻫﺅﻻﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺭ ،ﺜﻡ ﻴﺘﻭﻋﺩﻫﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺤﺫﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﻤﺨﺎﻟﻁﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ
ﻭﻤﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻡ ﺒﺄﻨﻪ –U-ﺴﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﻨﺎﺭ ﺠﻬﻨﻡ).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ – ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ – ﺹ ، 127ﻭﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ – ﺍﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ – ﺹ ، 217
ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – .400/1
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ – ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ – ، 190/2ﻭﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ – ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ – ﺹ .86
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺼﻔﻭﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ – ﺍﻟﺼﺎﺒﻭﻨﻲ – .287/1
237
ِ ﻣﻦ َ ْ ِِ ِ ِ
اﻟﻘﻮل ِ ﱠإﻻ َ ْ
ﻣـﻦ ُ َ
ﻇﻠـﻢ اﳉﻬﺮ ِ ﱡ
ﺑﺎﻟﺴﻮء َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻻ ُ ﱡ
ﳛﺐ اﷲُ َ ْ َ
ﻋﻠﻴﲈ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{148:ِ ِ َ َ َ
ﺳﻤﻴﻌﺎ َ ً
وﻛﺎن اﷲُ َ ً
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﻻ ﻤﻥ ﻅﹸﻠﻡ( .ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻗﻭﻻﻥ ،ﻭﻋﻠـﻰ ﺃﺴﺎﺴـﻪ ﻴﺨﺘﻠـﻑ ﺇﻋـﺭﺍﺏ ﺍﻻﺴـﻡ
ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل.
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﻨﻘﻁﻌﺎ ،ﻭﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﺘﺼﻼﹰ ،ﻭﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ:
-1ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻓﺎﻋل.
-2ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﺒﺩل.
-3ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻻ ﻴﺤﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺭ ﺒﺎﻟﺴﻭﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل .ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﻅﻠﻭﻡ ﻟﻪ ﻴﺠﻬﺭ ﺒﻅﻼﻤﺘﻪ ،ﻭﻟـﻪ
ﺃﻥ ﻴﻨﺘﺼﻑ ﻤﻥ ﻅﺎﻟﻤﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﻭﺍﺯﻱ ﻅﻼﻤﺘﻪ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺼل:
-1ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻻ ﻴﺤﺏ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺠﻬﺭ ﺒﺎﻟﺴﻭﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻻ ﻤﻥ ﻅﹸﻠﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻅﻠﻭﻡ.(3)
)( 4
-2ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻻ ﻴﺤﺏ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺠﻬﺭ ﺃﺤﺩ ﺒﺎﻟﺴﻭﺀِ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻅﻠﻭﻡ.
-3ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻻ ﻴﺤﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﺠﻬﺭ ﺒﺎﻟﺴﻭﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻻ ﺠﻬﺭ ﻤﻥ ﻅﻠﻡ .ﺜﻡ ﺤـﺫﻑ ﺍﻟﻤـﻀﺎﻑ ﻭﻫـﻭ
)ﺠﻬﺭ( ﻭﺃﻗﻴﻡ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻤﻘﺎﻤﻪ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘـﺩﻴﺭ :ﺃﻥ ﺍﷲ
– –Uﺍﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺤﺒﻪ ﺠﻬﺭ ﺍﻟﻤﻅﻠﻭﻡِ).(5
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 499/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 125/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل
ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 210/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
– .138-135/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 125/2ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .90/11
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ، 90/11 -ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .6/6
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 499/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .126/2
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – ، 575/1ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – ، 793/1ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ
– ، 3/6ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .6/6
238
ﺑـﲔ َ ٍ ِِ ِ
أﺣـﺪ وﱂ ْ ُ َ ﱢ ُ
ﻳﻔﺮﻗـﻮا َ ْ َ َ واﻟـﺬﻳﻦ َ َآﻣﻨُـﻮا ِﺑـﺎﷲِ َ ُ ُ
ورﺳـﻠﻪ َ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ ] :ﱠ َ
ِ ِ ﻣﻨ ِْﻬﻢ ُ َ ِ
رﺣﻴﲈ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{152: ﻏﻔﻮرا َ ً وﻛﺎن اﷲُ َ ُ ً
أﺟﻮرﻫﻢ َ َ َ ﺳﻮف َ ُ ْ ِ ْ
ﻳﺆﺗﻴﻬﻢ ُ ُ َ ُ ْ أوﻟﺌﻚ َ َ ْ ُ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل )ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ( ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺭﻓﻊ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ )ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺴﻭﻑ ﻴﺅﺘﻴﻬﻡ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺒﺈﻀﻤﺎﺭ ﻓﻌل ﻴﻔﺴﺭﻩ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟـﺴﻭﺭﺓ
ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺍﻟﻼﺘﻲ ﺘﺨﺎﻓﻭﻥ ﻨﺸﻭﺯﻫﻥ ﻓﻌﻅﻭﻫﻥ(.
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﺇﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺼﺩﻗﻭﺍ ﺒﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺔ ﺍﷲ –U-ﻭﺃﻗﺭﻭﺍ ﺒﻨﺒﻭﺓ ﺍﻟﺭﺴل ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻔﺭﻗﻭﺍ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺭﺴل ﺒﺘﻜﺫﻴﺏ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻭﺘﺼﺩﻴﻕ ﺒﻌﻀﻬﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻭﺃﻗﺭﻭﺍ ﺒﻤﺎ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ.
ﻓﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺼﻔﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺴﻠﻪ ﺴﻭﻑ ﻴﻌﻁﻴﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻴﺜﻴـﺒﻬﻡ ﺠـﺯﺍﺀﻫﻡ
ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﺼﺩﻴﻘﻬﻡ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺴﻠﻪ ﻭﺸﺭﺍﺌﻊ ﺩﻴﻨﻪ).(2
ﻋﻠـﻴﻬﻢ ِ َ ِ أﻫـﻞ ِ َ ِ
ﻣـﻦ َـﺰل َ َ ْ ِ ْ ً
ﻛﺘﺎﺑـﺎ َ أن ُﺗﻨ ﱢ َاﻟﻜﺘـﺎب َ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ُ َ ْ َ ] :
ﻳـﺴﺄﻟﻚ َ ْ ُ
ِ ﻓﺄﺧـﺬﲥﻢ ﱠ ِ َ ُ ﻣﻦ َ ِ َﺳﺄﻟﻮا ﻣﻮﺳﻰ َ ْ ِ ِ
ﺛـﻢ اﻟـﺼﺎﻋﻘﺔ ِ ُ ْ ِ ْ
ﺑﻈﻠﻤﻬـﻢ ُ ﱠ ﺟﻬـﺮة َ َ َ َ ْ ُ ُ ﻓﻘـﺎﻟﻮا َ ِ َ
أرﻧـﺎ اﷲَ َ ْ َ ً ذﻟـﻚ َ َ ُ أﻛﱪ ْ
ََ ﻓﻘ ْﺪ َ َ ُ ُ َ
اﻟﺴﲈء َ َ
ﱠَ
ﺳـﻠﻄﺎﻧﺎ ُ ِ
ﻣﺒﻴﻨًـﺎ[ ﻣﻮﺳـﻰ ُ ْ َ ً
وآﺗﻴﻨَـﺎ ُ َ ﻋـﻦ َ ِ َ
ذﻟـﻚ َ َ َ ْ َـﺎت َ َ َ ْ َ
ﻓﻌﻔﻮﻧـﺎ َ ْ اﻟﺒﻴﻨ ُ
ﺟـﺎءﲥﻢ َ ﱢ
اﻟﻌﺠـﻞ ِﻣـﻦ ِ
ِ ﱠَ ُ
اﲣﺬوا ْ َ ْ َ ْ
ﺑﻌـﺪ َﻣـﺎ َ َ ْ ُ ُ
}اﻟﻨﺴﺎء.{153:
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﺭﻨﺎ ﺍﷲ ﺠﻬﺭﺓ( .ﻓﻜﻠﻤﺔ )ﺠﻬﺭﺓ( ﺘﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل.
239
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻨﻌﺕ ﻟﻤﺼﺩﺭ ﻤﺤﺫﻭﻑ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺠﻬﺭﺓﹰ ﻤﻨﻬﻡ ﻭﺘـﺼﺭﻴﺤﺎ ﻟﻤﻭﺴـﻰ :-u-ﺃﺭﻨـﺎ ﺍﷲ ،ﺃﻭ ﻗـﺎﻟﻭﺍ
ﻤﺠﺎﻫﺭﻴﻥ) ،(2ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺃﺭﻨﺎ ﺍﷲ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻙ ﻤﺠﺎﻫﺭﺍ ﻟﻨﺎ ﻓـﻲ ﺭﺅﻴﺘـﻪ ﻏﻴـﺭ ﻤﺨـﻑٍ
ﺭﺅﻴﺘﻪ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻨﻬﻡ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﺃﺭﻨﺎ ﺍﷲ ﺠﻬﺭﺓ ،ﺃﻱ :ﺃﺭﻨﺎ ﺍﷲ ﺭﺅﻴﺔﹰ ﺠﻬﺭﺓﹰ ﺒﻴﻨﺔﹰ ﻤﻨﻜﺸﻔﺔﹰ ﻭﺍﻀﺤﺔﹰ
ﻅﺎﻫﺭﺓﹰ) .(4ﻭﻟﻜﻥ ﺍﷲ –U-ﻋﺎﻗﺒﻬﻡ ﺒﺎﻟﺼﺎﻋﻘﺔ.
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺒﻴﻥ ﻭﺍﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ ْ ِ َ ] :–U-
وإذ ُ ْ ُ ْ
ﻗﻠﺘﻢ َﻳﺎ
ﻓﺄﺧﺬﺗﻜﻢ ﱠ ِ َ ُ
اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ َ َ ْ ُ ْ
وأﻧﺘﻢ َ ْ ُ ُ َ
ﺗﻨﻈﺮون[).(6)(5 ﺟﻬﺮة َ َ َ َ ْ ُ ُ
ﺣﺘﻰ َ َﻧﺮى اﷲَ َ ْ َ ً ِ
ﻧﺆﻣﻦ َ َ
ﻟﻚ َ ﱠ ﻣﻮﺳﻰ َ ْ
ﻟﻦ ُ ْ َ ُ َ
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 501/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 126/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل
ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 210/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
– .140/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 275/2ﻭﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
– ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ – ، 398/2ﻭﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل – ﺍﻟﺒﻐﻭﻱ – ، 182/2ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .9/6
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .15/6
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – ، 295/5ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ – .796/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ -ﺍﻵﻴﺔ ).(55 )( 5
240
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﺇﻨﺎ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ،ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﺭﺴـﻭل
ﺍﷲ( ﻤﻥ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﻭل .ﻓﺫِﻜﹾﺭﻫﻡ ﻟﻪ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺘﻬﻜﻤـﺎ ﻭﺍﺴـﺘﻬﺯﺍﺀ ﺒـﻪ
اﻟـﺬﻛﺮ ِ ﱠ َ ﻧـﺰل َ َ ِ ِ
إﻧـﻚ ﻋﻠﻴـﻪ ﱢ ْ ُ أﳞـﺎ ﱠاﻟـﺬي ُ ﱢ َ ْ وﻗـﺎﻟﻮا َﻳـﺎ َ ﱡ َ
.(1)-u-ﻭﻫﺫﺍ ﻜﻘـﻭل ﺍﻟﻤـﺸﺭﻜﻴﻥ ﻟﻠﻨﺒـﻲ ُ َ َ ] :-r-
ﻳﻌﺒـﺪ أن َ ْ ُ َ
ﻧـﱰك َﻣـﺎ َ ْ ُ ُ أﺻـﻼﺗﻚ َ ْ ُ ُ َ
ﺗـﺄﻣﺮك َ ْ ﺷـﻌﻴﺐ َ َ َ ُ َ ﳌﺠﻨـﻮن[) ،(2ﻭﻗﻭل ﺃﻫل ﻤﺩﻴﻥ ﻟﺸﻌﻴﺏ ُ َ ] -u-
ﻗـﺎﻟﻮا َﻳـﺎ ُ َ ْ ُ َ ُْ ٌ
اﳊﻠﻴﻢ ﱠ ِ ُ
اﻟﺮﺷﻴﺪ[).(3 ِ
ﻷﻧﺖ َ ُ ﻧﺸﺎء ِ ﱠ َ
إﻧﻚ َ َ ْ َ ﻔﻌﻞ ِﰲ َ ْ َ ِ َ
أﻣﻮاﻟﻨﺎ َﻣﺎ َ َ ُ آﺑﺎؤﻧﺎ َ ْأو َ ْ
أن َﻧ ْ َ َ ََ ُ َ
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻓﺈﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﺭﺴﻭل( ﺒﺩل ﻤﻥ )ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ( .ﻓﻬﻡ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻬﺯﺀﻭﺍ ﺒﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺭﺴـﻭل
ﺍﷲ ،ﻭﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﺇﻨﺎ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ .ﻭﺍﻨﺘﻬﻰ ﻗـﻭﻟﻬﻡ ﻫﻨـﺎ .ﻭﻴﻜـﻭﻥ
)ﺭﺴﻭل ﺍﷲ( ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ –U-ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺴﻰ .(4)-u-ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨـﺼﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﺩﺡ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﻗﻭﻟﻬﻡ ﺇﻨﺎ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ .ﺃﻋﻨﻲ ﻭﺃﻤﺩﺡ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ.
ُﻮن ْ ِ
ﻳﺆﻣﻨ َ اﻟﻌﻠ ِﻢ ِﻣﻨْﻬﻢ ُ ْ ِ
اﻟﺮاﺳﺨﻮن ِﰲ ِ ْ
ﻟﻜﻦ ﱠ ِ ُ َ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ ِ َ ] :
ُﻮن واﳌﺆﻣﻨ َ ُ ُ ْ َ
اﻟﺰﻛـﺎة ُ ْ ِ ﻗﺒﻠـﻚ َ ُ ِ ِ َ
ﻣـﻦ َ ْ ِ َ إﻟﻴﻚ وﻣﺎ ُ ْ ِ َ ِ
ُـﻮن ِﺑـﺎﷲِ َ َ ْ ِ
واﻟﻴـﻮم واﳌﺆﻣﻨ َ اﻟـﺼﻼة َ ُ ْ ُ َ
واﳌﺆﺗـﻮن ﱠ َ َ َ واﳌﻘﻴﻤـﲔ ﱠ َ َ أﻧﺰل ْ أﻧﺰل ِ َ ْ َ َ َ
ِ َﺑﲈ ُ ْ ِ َ
ِ ِ اﻵﺧﺮ ُ َ ِ َ
َِ ِ
ﻋﻈﻴﲈ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{162:أﺟﺮا َ ً أوﻟﺌﻚ َﺳﻨ ْ ِ ْ
ُﺆﺗﻴﻬﻢ َ ْ ً
ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ( ﺴﺘﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ )ﻤﺎ(.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻓﻲ )ﻗﺒﻠﻙ(.
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻴﻡ ﻓﻲ )ﻤﻨﻬﻡ(.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 15/6ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .20/6
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺭ -ﺍﻵﻴﺔ ).(6 )( 2
241
ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﺍﻟﺠﺭ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻓﻲ )ﺇﻟﻴﻙ(.
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﺃﻨﻪ ﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺠﺭﻭﺭ ﻭﺤﺫﻑ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ )ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻭﻥ( ﻤﺒﺘﺩﺃ ،ﻭﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ( ،ﻭﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻨـﺼﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻤﻔﻴﺩ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻓﻀل ﺍﻟﺼﻼﺓ .ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻤﺩﺡ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ.
ﻭﺭﺠﺢ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻭﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻴﻬﻤﺎ)(2؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺘﻔﻌل ﻫﺫﺍ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺼﻔﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﻁﺎل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺘﻤﺩﺡ ﺃﻭ ﺘﺫﻡ ،ﻓﺘﺨﺎﻟﻑ ﺒﻴﻥ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺃﻭل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺃﻭﺴﻁﻪ
ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﺜﻡ ﺘﺭﺠﻊ ﺒﺂﺨﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺃﻭﻟﻪ.
ﻭﺃﻨﻜﺭ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤـﺩﺡ ﺒﻌـﺩ ﺘﻤـﺎﻡ ﺍﻟﺨﺒـﺭ ،ﻭﺨﺒـﺭ
)ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻭﻥ( ﻫﻭ ﺠﻤﻠﺔ )ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺴﻨﺅﺘﻴﻬﻡ ﺃﺠﺭﺍ ﻋﻅﻴﻤﺎ( ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻨﺼﺏ )ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ( ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤـﺩﺡ
ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻟﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﺒﻌﺩ.
ﻭﺭﺩ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻹﻤﺎﻤﻴﻥ :ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ﻭﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﻨﻜﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ
ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﺽ ﺒﺎﻟﻤﺩﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭﻩ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ )ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ( ﻭﻟﻴﺱ ﺠﻤﻠﺔ )ﺃﻭﻟﺌﻙ
ﺴﻨﺅﺘﻴﻬﻡ( ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ( ﻓﻴﻪ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ،ﺒﺩﻟﻴل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ َ ُ ] :ﱢ ُ َ
ﻳـﺴﺒﺤﻮن
ﻳﻔﱰون[) ،(4ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻭﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻠـﻡ ﻤـﻨﻬﻡ ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻨـﻭﻥ
واﻟﻨﻬﺎر َﻻ َ ْ ُ ُ َ ﱠَْ
اﻟﻠﻴﻞ َ ﱠ َ َ
ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺇﻟﻴﻙ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ –r-ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻙ ﻤـﻥ ﺍﻟﻜﺘـﺏ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﻴﺔ،
ﻭﺒﺎﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ.
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺃﻨﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ).(5
ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺎﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻫﻡ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺨلُ ﺸﺭﻉ ﺃﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ
َ ِ ِ إﻟـﻴﻬﻢ ِ ْ َ
اﻟـﺼﻼة[) ،(6ﻭﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ: اﳋـﲑات َ ِ َ َ
وإﻗـﺎم ﱠ ﻓﻌـﻞ َ ْ َ وأوﺣﻴﻨﺎ ِ َ ْ ِ ْ
ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰَ ْ َ ْ َ َ ] :
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 504/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 130/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل
ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 212/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ -ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
– .155-153/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ، 153/4ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ – .411/3
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ، 22/6ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – .106/11
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ -ﺍﻵﻴﺔ ).(20 )( 4
242
ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺇﻟﻴﻙ ﻭﺒﺎﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ .ﺃﻱ :ﻭﻴﺅﻤﻨـﻭﻥ ﺒـﺎﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤـﻴﻥ .ﺃﻱ:
ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻜﺘﺏ ﻭﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺇﻟﻴﻙ ﻭﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻙ ﻭﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺼﻼﺓ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻡ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﻨﻬﻡ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺇﻟﻴﻙ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ) .(4ﻭﻫﻡ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ :ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺇﻟﻴﻙ ﻭﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻙ ﻭﺒﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤـﻴﻥ
ﺍﻟﺼﻼﺓ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻬﻡ ﻫﻨﺎ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ).(5
ﻭﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻭﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻫﻭ ﻗﻭل ﻀﻌﻴﻑ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻁﻔﹰﺎ ﻟﻼﺴـﻡ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻤﺭ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻥ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﺨﺎﻓﺽ).(6
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺍﺠﺢ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل .ﻓﻬﻭ ﺍﻷﻅﻬﺭ ﻤـﻥ ﺠﻬﺘـﻲ ﺍﻹﻋـﺭﺍﺏ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 131/2ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – ، 23/6ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل
ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – .280/2
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 505/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – . 154/4
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻌﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ.
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻌﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ.
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – . 22 /6
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 505/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .131/2
) (7ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 132/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ
ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 213/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ -ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – . 155/4
243
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺴﻨﺅﺘﻴﻬﻡ ﺃﺠﺭﺍ ﻋﻅﻴﻤﺎ( .ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﺍﻟﻤﺅﺘﻭﻥ
ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺴﻨﺅﺘﻴﻬﻡ ﺃﺠﺭﺍ ﻋﻅﻴﻤﺎ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻫﻡ ﺍﻟﻤﺅﺘﻭﻥ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤـﺩﺡ ﻟﺒﻴـﺎﻥ ﻓـﻀل
ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ .ﻭﻫﻭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺃﻅﻬﺭ ﺍﻷﻗﻭﺍل).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻗﺎل) :ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺇﻟﻴﻙ ﻭﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻙ( ﻋﻠﻡ ﺃﻨﻬـﻡ
ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻴﺅﺘﻭﻥ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ .ﻓﻘﺎل) :ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻤﺅﺘﻭﻥ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ( ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ :ﺃﺫﻜـﺭ ﺃﻭ
ﺃﻤﺩﺡ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺅﺘﻭﻥ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺇﻟﻴﻙ ...ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻁـﻭﻥ ﺯﻜـﺎﺓ
ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻟﻠﺫﻴﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺼﺭﻓﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺴﻨﺅﺘﻴﻬﻡ ﺃﺠﺭﺍ ﻋﻅﻴﻤﺎ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﺅﺘﻭﻥ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﺴﻨﺅﺘﻴﻬﻡ ﺃﺠﺭﺍ ﻋﻅﻴﻤﺎ.
ﻭﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻀﻌﻴﻔﹰﺎ؛ ﻷﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻋﻥ ﻤﺘﺒﻭﻋﻪ ﻟﻡ ﻴﺠﺯ ﺃﻥ ﻴﻌﻭﺩ ﻤـﺎ
ﺒﻌﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﺘﺒﻭﻉ .ﻓﻼ ﻨﻘﻭل :ﻤﺭﺭﺕﹸ ﺒﺯﻴﺩٍ ﺍﻟﻌﺎﻗـلَ ﺍﻟﻔﺎﻀـلِ .ﺒﻨـﺼﺏ )ﺍﻟﻌﺎﻗـلَ( ﻭﺠـﺭ
)ﺍﻟﻔﺎﻀلِ().(4
244
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻌﻁﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺇﻨﺎ ﺃﻭﺤﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻙ( ).(1
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 507/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 133/2ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل
ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – ، 213/1ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ -ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
– .159/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – .133/2
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – .507/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – .133/2
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ – .406/2
) (6ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – .26/6
) (7ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ – .310/4
245
ﻳﻜـﻮن ِﻟﻠﻨ ِ
ﱠـﺎس َ َ
ﻋـﲆ ْﺬرﻳﻦ ِ َ ﱠ
ﻟـﺌﻼ َ ُ َ ﻣﺒﴩﻳﻦ ِ
وﻣﻨ ِ َ
رﺳﻼ ُ َ ﱢ ِ َ َ ُ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰً ُ ُ ] :
ﺣﻜﻴﲈ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{165: ِ وﻛﺎن اﷲُ َ ِ ً ﺑﻌﺪ ﱡ ُ ِ
اﻟﺮﺳﻞ َ َ َ اﷲِ ُ ﱠ ٌ
ﻋﺰﻳﺰا َ ً ﺣﺠﺔ َ ْ َ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻜﻠﻤﺔ )ﺭﺴﻼﹰ( ﻓﻴﻬﺎ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺏ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﺒﺩل ﻤﻥ )ﻭﺭﺴﻼﹰ ﻗﺩ ﻗﺼﺼﻨﺎﻫﻡ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ﺒﻔﻌل ﻤﻀﻤﺭ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻨﻬﺎ ﺤﺎل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺭﺴل ﺍﻟﻤﺒﺸﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺫﺭﻴﻥ ﻫﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺩ ﻗﺼﺼﻨﺎﻫﻡ ﻋﻠﻴﻙ
ﻤﻥ ﻗﺒل.
ﻭﻀﻌﻔﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ﺒﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺒﺩل ﻭﺍﻟﻤﺒﺩل ﻤﻨﻪ ﻟﻔﻅﹰﺎ ﻫﻭ ﺒﻌﻴﺩ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺡ .ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻭﺭﺴﻼﹰ ﻗﺩ ﻗﺼﺼﻨﺎﻫﻡ ﻋﻠﻴﻙ ﻤـﻥ ﻗﺒـل
ﻭﺭﺴﻼﹰ ﻟﻡ ﻨﻘﺼﺼﻬﻡ ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻋﻨﻲ ﻭﺃﻤﺩﺡ ﺭﺴﻼﹰ ﻤﺒﺸﺭﻴﻥ ﻭﻤﻨﺫﺭﻴﻥ.
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﺍﻷﻭﺠﻪ).(3
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻴﻪ ﻤﻭﻁﺌﺔ .ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻭﻁﺌﺔ ﺃﻱ :ﺇﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘـﺼﻭﺩﺓ ،ﺇﻨﻤـﺎ
ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺼﻔﺘﻬﺎ .ﻭﻫﻭ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل :ﻤﺭﺭﺕﹸ ﺒﺯﻴﺩٍ ﺭﺠﻼﹰ ﺼﺎﻟﺤﺎ .ﻓﺎﻟﺭﺠﻭﻟﻴﺔ ﻤﻔﻬﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﻜﻠﻤﺔ )ﺯﻴﺩ(،
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻭ ﻭﺼﻔﻪ ﺒﺎﻟﺼﻼﺡ).(4
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﺭﺴﻠﻨﺎﻫﻡ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻬﻡ ﺭﺴﻼﹰ ﻤﺒﺸﺭﻴﻥ ﻭﻤﻨﺫﺭﻴﻥ .ﻓﻬـﻲ ﺤـﺎل ﻤﻭﻁﺌـﺔ ﻟـﺼﻔﺘﻬﺎ ﻭﻫـﻲ
)ﻤﺒﺸﺭﻴﻥ( ،ﻷﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎل).(5
ﻭﻀﻌﻑ ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل؛ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻭﺠﻪ ﻟﻠﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎل ﻭﺼﺎﺤﺒﻬﺎ).(6
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 508/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 213/1
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .161/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – .28/6
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – .582/1
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – .161/4
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ – .39/6
) (6ﺍﻨﻅﺭ :ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – .28/6
246
ﺗﻘﻮﻟـﻮا َ َ وﻻ َ ُ ُ ﺗﻐﻠﻮا ِﰲ ِ ِ
دﻳـﻨﻜﻢ َ َ أﻫﻞ ِ َ ِ
اﻟﻜﺘﺎب َﻻ َ ْ ُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻳﺎ َ ْ َ
ﻋـﲆ ُ ْ
أﻟﻘﺎﻫـﺎ ِ َإﱃ ﻣـﺮﻳﻢ وروح ِﻣﻨْـﻪ َ َ ِ ِ ِ اﷲِ إﻻ ِ ﱠاﳊﻖ ﱠ ِ ﱠ ِ
ﻓـﺂﻣﻨُﻮا َ َْ َ َُ ٌ ُ وﻛﻠﻤﺘـﻪ َ ْ َ َ
رﺳـﻮل اﷲِ َ َ َ ُ ُ ﻣﺮﻳﻢ َ ُ ُ
اﺑﻦ َ ْ َ َ
ﻋﻴﺴﻰ ْ ُ إﻧﲈ َ ُ
اﳌﺴﻴﺢ َ َ َ
وﻟﺪ َ ُﻟﻪ َﻣﺎ ِﰲ
ﻳﻜﻮن َ ُﻟﻪ َ َ ٌ
أن َ ُ َﺳﺒﺤﺎﻧﻪ َ ْ إﻟﻪ َ ِ ٌ
واﺣﺪ ُ ْ َ َ ُ إﻧﲈ اﷲُ ِ َ ٌ
ﻟﻜﻢ ِ ﱠ َ
ﺧﲑا َ ُ ْ
اﻧﺘﻬﻮا َ ْ ً ﺗﻘﻮﻟﻮا َ َ َ ٌ
ﺛﻼﺛﺔ ْ َ ُ وﻻ َ ُ ُ ِِ
ِﺑﺎﷲِ َ ُ ُ
ورﺳﻠﻪ َ َ
وﻛﻔﻰ ِﺑﺎﷲِ َ ً
وﻛﻴﻼ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{171:
ِ وﻣﺎ ِﰲ َ ْ ِ
اﻷرض َ َ َ ِ
اﻟﺴﲈوات َ َ
ﱠَ َ
ﺘﺸﺘﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ.
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻷﻭل :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺍﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﺍﺒﻥ( ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻬﺎ ﺒﺩل ﻤﺭﻓﻭﻉ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﻬﺎ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ )ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ( ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ –u-ﻫﻭ ﺍﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ –ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ .-ﻭﺃﺘﻰ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﺩل ﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺒﻁـﻼﻥ
ﻤﺎ ﺯﻋﻤﻭﻩ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺒﻨﻭﺘﻪ –u-ﷲ –ﺠل ﻭﻋﻼ .-ﻓﻬﻭ ﺍﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ ﻭﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺨﻠـﻕ ،ﻭﻻ
ﻨﺴﺏ ﻟﻪ ﺴﻭﻯ ﺫﻟﻙ).(2
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ .ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻴﺴﻰ –u-ﺇﻟﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﻤﺤﺩﺙ ﻟﻴﺱ ﺒﻘـﺩﻴﻡ،
ﻭﺤﻕ ﺍﻹﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩﻴﻤﺎ ﻻ ﻤﺤﺩﺜﹰﺎ .ﻓﺎﷲ –U-ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺯلُ ﻭﻟﻡ ﻴﻨﺘﻪِ).(3
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 509/1ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ – ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ – ، 135/2ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ
ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ – ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ – .165/4
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ – ، 43/6ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ – .35/6
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ – .307/5
247
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺨﺒﺭ )ﻜﺎﻥ( ﺍﻟﻤﻀﻤﺭﺓ).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺒﻌﺜﻬﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻭﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺙ ،ﻋﻠﻡ
ﺃﻨﻪ ﻴﺤﻤﻠﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﻓﻴﻪ ﺨﻴﺭ ﻟﻬﻡ ،ﻓﻘﺎل) :ﺨﻴﺭﺍ ﻟﻜﻡ( ،ﺃﻱ :ﺍﻗﺼﺩﻭﺍ ﺃﻭ ﺍﺌﺘﻭﺍ ﺃﻤﺭﺍ ﺨﻴﺭﺍ ﻟﻜـﻡ ﻤﻤـﺎ
ﺃﻨﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻭﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺙ) .(2ﺃﻱ :ﺇﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻨﻬﺎﻫﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻭﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺙ ﻓﻬﻭ ﻴﺭﻴﺩ ﺇﺨﺭﺍﺠﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ
ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻡ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺇﺩﺨﺎﻟﻬﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻭ ﺨﻴﺭ ﻤﻨﻪ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺍﻨﺘﻬﻭﺍ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺨﻴﺭﺍ ﻟﻜﻡ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺍﻨﺘﻬﻭﺍ ﻴﻜﹸﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﺨﻴﺭﺍ ﻟﻜﻡ).(3
ﻭﺭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ )ﻴﻜﻥ( ﺍﻟﻤﻘﺩﺭﺓ ﻫﻲ ﺠﻭﺍﺏ ﺸﺭﻁ ﻤﺤﺫﻭﻑ .ﻓﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤـﺫﻭﻑ ﻫـﻭ ﺍﻟـﺸﺭﻁ
ﻭﺠﻭﺍﺒﻪ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﺇﻥ ﺘﻨﺘﻬﻭﺍ ﻴﻜﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﺨﻴﺭﺍ ﻟﻜﻡ .ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺤﺫﻑ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻭﻫﻭ )ﺇﻥ ﺘﻨﺘﻬﻭﺍ(،
ﻭﺠﻭﺍﺒﻪ )ﻴﻜﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ( ،ﻭﺃﺒﻘﻰ ﻤﻌﻤﻭل ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﻭﻫﻭ )ﺨﻴﺭﺍ( ).(4
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻗﻭﻯ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ).(5
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺃﺒﻭ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻟﻡ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﺄﻱ ﻗﻭل ﻤﻥ ﺘﻠـﻙ ﺍﻷﻗـﻭﺍل ،ﻭﺭﺃﻯ ﺃﻥ )ﺨﻴـﺭﺍ(
ﻤﻨﺼﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل .ﻓﻘﺎل" :ﻭﻋﻨﺩﻱ :ﺃﻨﻪ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘـﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻔﻌـل
ﻭﺤﺩﻩ ،ﺃﻭ ﻤﻊ ﺤﺭﻑ ﺍﻟﻨﻬﻲ .ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ :ﻓﺂﻤﻨﻭﺍ ﺤﺎل ﻜﻭﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺨﻴﺭﺍ ﻟﻜﻡ ،ﻭﺤـﺴﺒﻙ ﺤـﺎل ﻜـﻭﻥ
ﺍﻻﻜﺘﻔﺎﺀ ﺨﻴﺭﺍ ،ﻭﻻ ﺘﻔﻌل ﻜﺫﺍ ﺤﺎل ﻜﻭﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﺨﻴﺭﺍ .ﻭﻋﻭﺩ ﺍﻟﺤﺎل ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻔﻌل ﻓـﻲ ﻤﺜﻠـﻪ
ِ ﻜﻌﻭﺩ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪُ ِ ْ ] :
ﻟﻠﺘﻘـﻮى[) ،(6ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻭﻗﺩ ﺠـﺭﻯ ﻫـﺫﺍ ﻤﺠـﺭﻯ ﻫـﻮ َ ْ َ ُ
أﻗـﺮب ﱠ ْ َ اﻋﺪﻟﻮا ُ َ
ﺍﻷﻤﺜﺎل ،ﻭﺸﺄﻥ ﺍﻷﻤﺜﺎل ﻗﻭﺓ ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ").(7
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ – ، 509/1ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ – ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ – 213/1
،ﻭﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ -ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ .164/4 -
) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ – ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ – .584/1
) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل – ﺍﻟﺒﻐﻭﻱ – .193/2
) (4ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ -ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ .165/4 -
) (5ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ – .807/1
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ -ﺍﻵﻴﺔ ).(8 )( 6
248
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻜﻔﻰ ﺒﺎﷲ ﻭﻜﻴﻼﹰ(.
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺘﺤﺘﻤل ﻜﻠﻤﺔ )ﻭﻜﻴﻼﹰ( ﺍﻟﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺤﺎل).(1
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟـﺴﻭﺭﺓ
ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻜﻔﻰ ﺒﺎﷲ ﻭﻟﻴﺎ ﻭﻜﻔﻰ ﺒﺎﷲ ﻨﺼﻴﺭﺍ(.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻨﻪ ﻜﻔﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﺩﺒﻴﺭ ﺃﻤﻭﺭ ﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺘﻪ ﻭﺃﺤﻭﺍﻟﻬﺎ ﻭﺒﺤﻔﻅﻬﺎ ،ﻓﻼ ﺤﺎﺠﺔ ﻟﻪ ﺇﻟـﻰ
ﻭﻟﺩ ﻴﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ؛ ﻷﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﻟﻜل ﺸﻲﺀ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺫﻟﻜﻤﺎ ﺍﻟﻘﻭﻟﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻥ
ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺄﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﻓﺄﻋﺫﺒﻬﻡ ﻋﺫﺍﺒﺎ ﺸﺩﻴﺩﺍ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨـﺭﺓ
ﻭﻤﺎﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﻨﺎﺼﺭﻴﻥ(.
249
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ :ﺇﻥ ﻤﺭﺠﻊ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ .ﻓﺄﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻭﻋﻤﻠﻭﺍ ﺍﻷﻋﻤـﺎل ﺍﻟـﺼﺎﻟﺤﺔ
ﺴﻴﺜﻴﺒﻬﻡ ﺍﷲ –U-ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺍﻷﺠﺭ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻨﻘﺹ؛ ﺒل ﻭﻴﻌﻁﻴﻬﻡ ﺯﻴـﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴـﻪ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻭﺍﻟﻔﻀل ﻭﻤﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻷﺠﺭ ﻭﺍﻟﺜﻭﺍﺏ.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻜﺒﺭﻭﺍ ﻭﺍﺴﺘﻨﻜﻔﻭﺍ ﻋﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﺴﻴﻌﺫﺒﻬﻡ ﻋﺫﺍﺒﺎ ﻻ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻪ ﻭﺼﻑ ،ﻭﻻ ﻴﺠﺩﻭﻥ
ﺃﺤﺩﺍ ﻴﺩﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻭﻻ ﻴﺠﺩﻭﻥ ﻨﺼﻴﺭﺍ ﻴﻨﺼﺭﻫﻡ ﻭﻴﻨﺠﻴﻬﻡ ﻤﻤﺎ ﻫﻡ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ).(1
اﻟﻜﻼﻟـﺔ ِ ِ
ﻳﻔﺘـﻴﻜﻢ ِﰲ َ َ َ ِ ِ ﻳـﺴﺘﻔﺘﻮﻧﻚ ُ ِ
اﻣـﺮؤ
إن ْ ُ ٌ ﻗـﻞ اﷲُ ُ ْ ُ ْ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻭﻥ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰَ َ ُ ْ َ ْ َ ] :
ﻛﺎﻧﺘـﺎ ْاﺛﻨ َ ْ ِ وﻟـﺪ َ ِ ْ ﻳﺮﺛﻬﺎ ِ ْ أﺧﺖ ٌ َ َ ِ
َﺘـﲔ ﻓـﺈن َ َ َ ﻳﻜﻦ َ َﳍـﺎ َ َ ٌ
إن َﱂ ْ َ ُ ْ وﻫﻮ َ ِ ُ َ ﻧﺼﻒ ُ َﻣﺎ َ َ َ
ﺗﺮك َ ُ َ ﻓﻠﻬﺎ َ ْ وﻟﻪ َ ُ ُ ْ
وﻟﺪَ ٌ َ
ﻟﻴﺲ َ ﻟﻪ َ ُ َ
ﻫﻠﻚ َ َ ْ
ََ
ﻟﻜـﻢ َ ْ
أن ﻳﺒـﲔ اﷲُ َ ُ ْ ﺣـﻆ ُ ْ َ َ ْ ِ
اﻷﻧﺜﻴـﲔ ُ َ ﱢ ُ ﻣﺜـﻞ َ ﱢ ﻓﻠﻠﺬﻛﺮ ِ ْ ُ
وﻧﺴﺎء َ ِ ﱠ َ ِ إﺧﻮة ِ ً ِ
رﺟﺎﻻ َ َ ً وإن َﻛﺎ ُﻧﻮا ِ ْ َ ً َ اﻟﺜﻠﺜﺎن ِ ﱠﳑﺎ َ َ َ
ﺗﺮك َ ِ ْ ﻓﻠﻬﲈ ﱡ ُ َ ِ
َََُ
ﺑﻜﻞ َ ٍ ِ َ ِ ﱡ
ﻋﻠﻴﻢ[ }اﻟﻨﺴﺎء.{176: ﳾء َ ٌ ﺗﻀﻠﻮا َواﷲُ ِ ُ ﱢ ْ
* ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﻴﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﻟﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﻀﻠﻭﺍ( .ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺅﻭل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻤﺤل ﺠﺭ ﺒﺤﺭﻑ ﺠﺭ ﻤﺤﺫﻭﻑ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﺍﻟﻼﻡ ﻗﺒل )ﺃﻥ(.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﻷﺠﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺫﻑ ﻤﻀﺎﻑ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻓﻲ ﻤﺤل ﻨﺼﺏ ﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ).(2
* ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ:
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭل :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻴﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﻟﻜﻡ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻜﻼﻟﺔ ﻭﺤﻜﻤﻬﺎ ﻟﺌﻼ ﺘﻀﻠﻭﺍ .ﻓﺴﻘﻁﺕ )ﻻ( ﻟﻔﻅﹰـﺎ،
ِ
اﻟـﺴﲈوات إن اﷲَ ُ ْ ِ ُ
ﻭﻫﻲ ﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ) .(3ﻭﻫﻭ ﻤﺜل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ
ﻳﻤـﺴﻚ ﱠ َ َ
ﺗﺰوﻻ[) .(4ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻟﺌﻼ ﺘﺯﻭﻻ.
أن َ ُ َ َ َْ َ
واﻷرض َ ْ
250
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﻴﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻜﻡ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻜﻼﻟﺔ ﻜﺭﺍﻫﺔ ﺃﻥ ﺘﻀﻠﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ).(1
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻴﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﻟﻜﻡ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺒﻴﻥ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺍﺠﺘﻨﺒﺘﻤﻭﻫﺎ.
ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل" :ﻭﺭﺠﺢ ﻫﺫﺍ ﺒﺄﻨﻪ ﻤﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﻭﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻭل
ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﻭﻫﻭ )ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺘﻘﻭﺍ ﺭﺒﻜﻡ( ﻓﺈﻨﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﺘﻘﻭﻯ ﻭﺒﻴﻥ ﻟﻬﻡ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻴـﻪ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻟﻤﺎ ﺘﻡ ﺘﻔﺼﻴﻠﻪ ﻗﺎل –U-ﻟﻬﻡ :ﺇﻨﻲ ﺒﻴﻨﺕﹸ ﻟﻜﻡ ﻀﻼﻟﻜﻡ ﻓﺎﺘﻘﻭﻨﻲ ﻜﻤﺎ ﺃﻤﺭﺘﻜﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟـﺸﺭ
ﺇﺫﺍ ﻋﺭﻑ ﺍﺠﺘﹸﻨﺏ ،ﻭﺍﻟﺨﻴﺭ ﺇﺫﺍ ﻋﺭﻑ ﺍﺭﺘﹸﻜﺏ").(2
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﺭﻓﺽ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل .ﻓﻘﺎل" :ﻭﻗﺩ ﺠﻌل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ )ﺃﻥ ﺘـﻀﻠﻭﺍ(
ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﺒﻪ ﻟـ )ﻴﺒﻴﻥ( ،ﻭﻗﺎل :ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺍﺌﺽ ﻗﺩ ﺒﻴﻥ ﻟﻜﻡ ﻀﻼﻟﻜﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﻨـﺘﻡ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺒﻌﻴﺩ؛ ﺇﺫ ﻟﻴﺱ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻀﻼﻻﹰ ﻗﺒل ﻤﺠـﻲﺀ ﺍﻟـﺸﺭﻴﻌﺔ؛ ﻷﻥ
ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎل ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﺔ ﺤﺴﻥ ﻭﻗﺒﻴﺢ ﺒﻴّﻨﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﻟﻤـﻥ
ﻫﻭ ﺤﻘﻴﻕ ﺒﺎﻟﻤﺅﺍﺴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺒﺭﺓ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻤﻊ )ﺃﻥ( ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻘﺒل ،ﻓﻜﻴـﻑ
ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﺩ ﺒـ )ﺃﻥ ﺘﻀﻠﻭﺍ( ﻀﻼﻻﹰ ﻗﺩ ﻤﻀﻰ").(3
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺒﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻜﻼﻟﺔ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل – ﺍﻟﺒﻐﻭﻱ – ، 196/2ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل – ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ – ، 287/2
ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ – ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ – .121/11
) (2ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ – .67/6
) (3ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ – . 76/6
251
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ
ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺸﺭﻓﻨﻲ ﻭﺃﻜﺭﻤﻨﻲ ﻭﺃﻋﺯﻨﻲ ﺒﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻔﻀﻠﻪ ﻭﻨﻌﻤﺘـﻪ
ﺘﺘﻡ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﺒﻴﺒﻪ ﺍﻟﻤﺼﻁﻔﻰ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺼﺤﺒﻪ ﻭﻤﻥ ﺘﺒﻌﻬﻡ ﺒﺈﺤـﺴﺎﻥ
ﺇﻟﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ .ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ...
ﻓﺒﺤﻤﺩ ﺍﷲ -I-ﻭﻤﻌﻭﻨﺘﻪ ﺃﺘﻤﻤﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻀﻊ ،ﻓﻤﺎ ﻭﻓﻘﻨﻲ ﺍﷲ -U-ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺼـﻭﺍﺏ
ﻓﻬﻭ ﻤﺤﺽ ﻤِﻨﱠﺔ ﻤﻨﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻓﻀل ،ﻭﻤﺎ ﺯﻟﻠﺕ ﻓﻴﻪ ﻓﺄﺴﺘﻐﻔﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﺘﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺃﺴـﺄﻟﻪ ﺍﻟﻌﻔـﻭ
ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ .ﻜﻤﺎ ﺃﺘﻭﺴل ﺇﻟﻴﻪ –ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ -ﺃﻥ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﺨﺎﻟﺼﺎ ﻟﻭﺠﻬﻪ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻭﻴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻤﻨﻲ ،ﺭﺍﺠﻴﺔﹰ ﺇﻴﺎﻩ ﺃﻥ
ﻴﻨﻔﻊ ﺒﻪ ﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﺎﻤﺔ.
ﻭﻫﺫﻩ ﺨﺎﺘﻤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺃﻋﺭﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻭﺠﺯﺍ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﻜل ﻓﺼل ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺫﻜـﺭ ﺃﻫـﻡ ﺍﻟﻨﺘـﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﺨﺘﻡ ﺒﺎﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ.
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﻠﺒﺤﺙ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﻭﻗﻔﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻤﻥ
ﺤﻴﺙ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﻐﺔﹰ ﻭﺍﺼﻁﻼﺤﺎ ،ﻭﺒﻴﺎﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﺒﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ،ﻭﺫﻜﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ،ﻭﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،ﻭﺘـﺴﻠﻴﻁ
ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻬﻭ ﺼﻠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﺃﺜـﺭ ﺍﺨـﺘﻼﻑ
ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨـﺴﺎﺀ .ﻭﻗـﺩ ﺒﻠـﻎ ﻋـﺩﺩ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎﺌﺘﻴﻥ ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻤﻭﻀﻌﺎ ﻤﻭﺯﻋﺔﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺭ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻊ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ،ﻭﺇﺤﺩﻯ ﻭﺜﻤﺎﻨﻭﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺎﺌﺔ ﻭﺴﺘﺔ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻤﻭﻀﻌﺎ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،ﻭﺴﺒﻊ ﻭﺜﻼﺜﻭﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺴـﺘﺔ ﻭﺃﺭﺒﻌـﻴﻥ
ﻤﻭﻀﻌﺎ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﻭﺃﺭﺒﻊ ﻭﺃﺭﺒﻌﻭﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺘﺔ ﻭﺨﻤﺴﻴﻥ ﻤﻭﻀـﻌﺎ ﻓـﻲ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.
ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﻟﻌﻠ ﱠﻜ ُ ْﻢ ﻗﺮآﻧﺎ َ َ ِ
ﻋﺮﺑﻴﺎ َ َ أﻧﺰﻟﻨﺎه ُ ُ ْ َ ً -1ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻗﺩ ﻨﺯل ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ِ ] -Y-ﱠ
إﻧﺎ َ ْ َ ْ َ
ﺗﻌﻘﻠﻮن[) ،(1ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺯل ﺒﺎﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ. َُِْ َ
-2ﻴﺭﺘﺒﻁ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﹰﺎ ﻭﺜﻴﻘﹰﺎ .ﻓﻌﻠﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻤﻥ
ﻴﺸﺘﻐل ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻴﺔ ﺒﻬﺎ؛ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺜﺭ ﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﺭﺍﺩ
253
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﻓﻬﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﻓﻬﻤﺎ ﺴﻠﻴﻤﺎ ،ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﺱ ﻭﺍﻹﺸﻜﺎل ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺒﺩﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺴﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ
ﻓﺎﻗﺩﺍ ﻷﺩﺍﺓ ﻤﻬﻤﺔ ﻤﻥ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
-3ﺇﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ،ﻫﻭ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺒﻜﺘﺎﺒﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺭﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ.
-4ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ،ﻭﺃﻥ ﻜﻼﹰ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭ .ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺎ
ﻜﺎﻨﺕ ﻟﺘﺠﺯﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺅﺩﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﺘﺤﺭﺹ
ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻌﻤل ﻓﻲ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭﻩ.
-5ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻟﻺﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻭﻗﻭﻑ
ﻋﻠﻰ ﺃﻏﺭﺍﻀﻬﺎ ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ .ﻓﺈﻥ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻀﺒﻁ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ،ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ،ﻭﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺠﺭﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﺠﺯﻭﻡ؛ ﺒل ﺘﺘﻌﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ
)(1 ﳜﺸﻰ اﷲَ ِﻣﻦ ِ ِ ِ
اﻟﻌﻠﲈء[ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
ﻋﺒﺎده ُ َ َ ُ
ْ َ ﻭﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﺎ ،ﻓﻤﺜﻼﹰ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ ] :ﱠ َ
إﻧﲈ َ ْ َ
ﻴﻔﺭﺽ ﺭﻓﻊ )ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ( ﻓﺎﻋﻼﹰ ،ﻭﻨﺼﺏ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ )ﺍﷲ( ﻤﻔﻌﻭﻻﹰ ﺒﻪ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻫﻭ ﺤﺼﺭ
ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺍﷲ -U-ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﺍﻟﻌﻜﺱ.
-6ﻗﺩ ﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻴﺨﺘﻠﻑ
ﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ،ﻭﻗﺩ
ﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺃﻨﻪ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺘﻨﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺩﻻﻻﺕ .ﻓﻬﻭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺘﻨﻭﻉ
ﻭﻟﻴﺱ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺃﻭ ﺘﻀﺎﺩ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻤﺎ ﻴﺜﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﻔﺘﺢ ﺁﻓﺎﻗﹰﺎ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
-7ﺇﻥ ﻜﻼﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ ﻴﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯﻱ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ
ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ -U-ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻜل ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺃﻭ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻴﺴﺩ ﻤﺴﺩ ﺁﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﺼﻔﻪ
ﺒﺄﻨﻪ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺒﺎﻹﻴﺠﺎﺯ ،ﻤﻊ ﻭﻓﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ،ﺇﻨﻪ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ
ﺒﻪ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ﻭﻤﺎ ﺯﺍل.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﻓﻬﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
-1ﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﺩﻯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﺈﻨﻲ ﺃﻭﺼﻲ ﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﻓﻬﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ﻭﺃﺼﻭﻟﻪ،
ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻪ.
-2ﺃﻭﺼﻲ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻹﺒﺭﺍﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ؛ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﺸﺠﻴﻌﺎ ﻟﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ
ﻟﻺﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ.
254
-3ﺃﻭﺠﻪ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻥ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻋﻨﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻼﻡ
ﺍﷲ ،-U-ﻭﺃﻻﹼ ﻴﻤﺭﻭﺍ ﻤﺭ ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺩﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺏ؛ ﺒل ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺒﺤﺜﻭﺍ
ﻋﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ،ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﻤﺎ ﻴﻀﻴﻔﻪ ﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ
ﺠﺩﻴﺩ.
-4ﺃﻭﺼﻲ ﺒﺈﻜﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺒﻴﺎﻥ ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ
ﻋﻠﻰ ﺒﺎﻗﻲ ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ.
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻤﻠﻙ ﺤﻴﺎل ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻨﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ
ﺃﺴﺭﺍﺭﺍ ﻭﺭﻭﺍﺌﻊ ﺒﺎﻫﺭﺓ ﻭﺠﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅﻪ ﻭﺘﺭﺍﻜﻴﺒﻪ ،ﻓﺤﺭﻱ ﺒﺎﻟﻨﺤﺎﺓ ﺃﻥ ﻴﻘﻔﻭﺍ ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺭﺍﺭ
ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻊ ﻓﻴﺘﺫﻭﻗﻭﻫﺎ ﺒﺤﺴﻬﻡ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ،ﻭﻴﻨﻬﻠﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﻌﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻭﻴﺭﺘﺸﻔﻭﺍ ﻤﻥ ﺭﺤﻴﻘﻪ،
اﻟﻘﺮآن َﻻ َ ْ ُ َ
ﻳﺄﺗﻮن ﻫﺬا ُ ْ َ ِ ﻳﺄﺗﻮا ِ ِ ْ ِ
ﺑﻤﺜﻞ َ َ أن َ ْ ُ
ﻋﲆ َ ْ اﻹﻧﺲ َ ِ ﱡ
واﳉﻦ َ َ ﻟﺌﻦ َ ِ
اﺟﺘﻤﻌﺖ ِ ْ ُ
ﻭﺼﺩﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺇﺫ ﻴﻘﻭلِ ْ ُ ] :
ﻗﻞ َ ِ ْ َ َ
ﻗﺒﻞ َ ْ
أن اﻟﺒﺤﺮ َ ْ َ رﰊ َﻟ َ ِ َ
ﻨﻔﺪ َ ْ ُ
ﻣﺪادا ِ َ ِ ِ
ﻟﻜﻠﲈت َ ﱢ
َ
ِ
اﻟﺒﺤﺮ َ ً ﻗﻞ َ ْﻟﻮ َ َ
ﻛﺎن َ ْ ُ ﺑﻌﻀﻬﻢ ِ َ ْ ٍ ِ
ﻟﺒﻌﺾ َ ً
ﻇﻬﲑا[) (1ﻭﻴﻘﻭلْ ُ ] : ﻛﺎن َ ْ ُ ُ ْ
ِِِِْ
ﺑﻤﺜﻠﻪ َ َ ْ
وﻟﻮ َ َ
)(2
ﻣﺪدا[ . ﺟﺌﻨﺎ ِ ِ ْ ِ ِ
وﻟﻮ ِ ْ َ ﺗﻨﻔﺪ َ ِ َ ُ
ﺑﻤﺜﻠﻪ َ َ ً رﰊ َ َ ْ
ﻛﻠﲈت َ ﱢ ََْ َ
ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻤﻜﻨﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺭﺒﻲ -U-ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻀﻊ ،ﻭﺃﺭﺠﻭ ﺃﻥ ﻴﻨﻔﻌﻨﻲ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻪ
ﻭﻏﻴﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻨﺎل ﺭﻀﺎﻩ –ﺠل ﻭﻋﻼ -ﻭﻗﺒﻭﻟﻪ ،ﻭﻴﻨﺎل ﺍﺴﺘﺤﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭﻗﺒﻭﻟﻬﻡ،
ﻭﺃﻥ ﻴﺠﺯﻱ ﻤﺸﺭﻓﻲ ﻜل ﺨﻴﺭ .ﺇﻨﻪ ﺒﺎﻹﺠﺎﺒﺔ ﺠﺩﻴﺭ.
ﻭﺁﺨﺭ ﺩﻋﻭﺍﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ
255
ﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ
37 6 ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﺍﻫﺩِﻨﹶﺎ ﺍﻟﺼﺭﺍﻁﹶ ﺍﻟﻤﺴﺘﹶﻘِﻴﻡ
37 7 ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﺼِﺭﺍﻁﹶ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺃَﻨﹾﻌﻤﺕﹶ ﻋﻠﹶﻴﻬِﻡ...
40 1 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺁﻟﻡ
136،41 2 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺫﹶﻟِﻙ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏ ﻟﹶﺎ ﺭﻴﺏ ﻓِﻴﻪِ ﻫﺩﻯ ﻟِﻠﹾﻤﺘﱠﻘِﻴﻥ
44 3 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻴﺅْﻤِﻨﹸﻭﻥ ﺒِﺎﻟﻐﹶﻴﺏِ ﻭﻴﻘِﻴﻤﻭﻥ ﺍﻟﺼﻠﹶﺎﺓﹶ ...
46 5 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺃُﻭﻟﹶﺌِﻙ ﻋﻠﹶﻰ ﻫﺩﻯ ﻤِﻥ ﺭﺒﻬِﻡ ﻭﺃُﻭﻟﹶﺌِﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻔﹾﻠِﺤﻭﻥ
47 6 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺇِﻥ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻜﹶﻔﹶﺭﻭﺍ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻠﹶﻴﻬِﻡ ﺃَﺃَﻨﹾﺫﹶﺭﺘﹶﻬﻡ...
48 12،11 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺇِﺫﹶﺍ ﻗِﻴلَ ﻟﹶﻬﻡ ﻟﹶﺎ ﺘﹸﻔﹾﺴِﺩﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭﺽِ...
49 19 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺃَﻭ ﻜﹶﺼﻴﺏٍ ﻤِﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀِ ﻓِﻴﻪِ ﻅﹸﻠﹸﻤﺎﺕﹲ ﻭﺭﻋﺩ...
50 22،21 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ ﺍﻋﺒﺩﻭﺍ ﺭﺒﻜﹸﻡ ﺍﻟﱠﺫِﻱ ﺨﹶﻠﹶﻘﹶﻜﹸﻡ...
51 25 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺒﺸﱢﺭِ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻭﻋﻤِﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟِﺤﺎﺕِ ﺃَﻥ ﻟﹶﻬﻡ...
55،52 26 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﷲ ﻟﹶﺎ ﻴﺴﺘﹶﺤﻴِﻲ ﺃَﻥ ﻴﻀﺭِﺏ ﻤﺜﹶﻠﹰﺎ...
ﺇِﻥ ﺍ َ
55 27 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻴﻨﹾﻘﹸﻀﻭﻥ ﻋﻬﺩ ﺍﷲِ ﻤِﻥ ﺒﻌﺩِ ﻤِﻴﺜﹶﺎﻗِﻪِ...
57 28 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻜﹶﻴﻑﹶ ﺘﹶﻜﹾﻔﹸﺭﻭﻥ ﺒِﺎﷲِ ﻭﻜﹸﻨﹾﺘﹸﻡ ﺃَﻤﻭﺍﺘﹰﺎ...
58 29 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻫﻭ ﺍﻟﱠﺫِﻱ ﺨﹶﻠﹶﻕﹶ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﻤﺎ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭﺽِ ﺠﻤِﻴﻌﺎ...
59 32 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﺴﺒﺤﺎﻨﹶﻙ ﻟﹶﺎ ﻋِﻠﹾﻡ ﻟﹶﻨﹶﺎ ﺇِﻟﱠﺎ ﻤﺎ ﻋﻠﱠﻤﺘﹶﻨﹶﺎ...
62 35 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻗﹸﻠﹾﻨﹶﺎ ﻴﺎ ﺁَﺩﻡ ﺍﺴﻜﹸﻥ ﺃَﻨﹾﺕﹶ ﻭﺯﻭﺠﻙ ﺍﻟﺠﻨﱠﺔﹶ...
63 37 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻓﹶﺘﹶﻠﹶﻘﱠﻰ ﺁَﺩﻡ ﻤِﻥ ﺭﺒﻪِ ﻜﹶﻠِﻤﺎﺕٍ ﻓﹶﺘﹶﺎﺏ ﻋﻠﹶﻴﻪِ...
65 38 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻗﹸﻠﹾﻨﹶﺎ ﺍﻫﺒِﻁﹸﻭﺍ ﻤِﻨﹾﻬﺎ ﺠﻤِﻴﻌﺎ ﻓﹶﺈِﻤﺎ ﻴﺄْﺘِﻴﻨﱠﻜﹸﻡ ﻤِﻨﱢﻲ...
66 42 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻟﹶﺎ ﺘﹶﻠﹾﺒِﺴﻭﺍ ﺍﻟﺤﻕﱠ ﺒِﺎﻟﺒﺎﻁِلِ ﻭﺘﹶﻜﹾﺘﹸﻤﻭﺍ ﺍﻟﺤﻕﱠ...
67 49 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺇِﺫﹾ ﻨﹶﺠﻴﻨﹶﺎﻜﹸﻡ ﻤِﻥ ﺁَلِ ﻓِﺭﻋﻭﻥ ﻴﺴﻭﻤﻭﻨﹶﻜﹸﻡ...
68 54 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺇِﺫﹾ ﻗﹶﺎلَ ﻤﻭﺴﻰ ﻟِﻘﹶﻭﻤِﻪِ ﻴﺎ ﻗﹶﻭﻡِ ﺇِﻨﱠﻜﹸﻡ ﻅﹶﻠﹶﻤﺘﹸﻡ...
240،84 55 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﷲ ﺠﻬﺭﺓﹰ
ﻟﹶﻥ ﻨﹸﺅْﻤِﻥ ﻟﹶﻙ ﺤﺘﱠﻰ ﻨﹶﺭﻯ ﺍ َ
69 58 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺇِﺫﹾ ﻗﹸﻠﹾﻨﹶﺎ ﺍﺩﺨﹸﻠﹸﻭﺍ ﻫﺫِﻩِ ﺍﻟﻘﹶﺭﻴﺔﹶ ﻓﹶﻜﹸﻠﹸﻭﺍ ﻤِﻨﹾﻬﺎ...
71 62 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺇِﻥ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻭﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻫﺎﺩﻭﺍ...
71 71،70،69،68 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﺍﺩﻉ ﻟﹶﻨﹶﺎ ﺭﺒﻙ ﻴﺒﻴﻥ ﻟﹶﻨﹶﺎ ﻤﺎ ﻫِﻲ...
257
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ
72 75 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺃَﻓﹶﺘﹶﻁﹾﻤﻌﻭﻥ ﺃَﻥ ﻴﺅْﻤِﻨﹸﻭﺍ ﻟﹶﻜﹸﻡ...
73 85،84 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺇِﺫﹾ ﺃَﺨﹶﺫﹾﻨﹶﺎ ﻤِﻴﺜﹶﺎﻗﹶﻜﹸﻡ ﻟﹶﺎ ﺘﹶﺴﻔِﻜﹸﻭﻥ ﺩِﻤﺎﺀﻜﹸﻡ...
75 94 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻗﹸلْ ﺇِﻥ ﻜﹶﺎﻨﹶﺕﹾ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻵَﺨِﺭﺓﹸ...
76 95 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻟﹶﻥ ﻴﺘﹶﻤﻨﱠﻭﻩ ﺃَﺒﺩﺍ ﺒِﻤﺎ ﻗﹶﺩﻤﺕﹾ ﺃَﻴﺩِﻴﻬِﻡ...
77 102 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺍﺘﱠﺒﻌﻭﺍ ﻤﺎ ﺘﹶﺘﹾﻠﹸﻭ ﺍﻟﺸﱠﻴﺎﻁِﻴﻥ ﻋﻠﹶﻰ ﻤﻠﹾﻙِ ﺴﻠﹶﻴﻤﺎﻥ...
80 109 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺩ ﻜﹶﺜِﻴﺭ ﻤِﻥ ﺃَﻫلِ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏِ ﻟﹶﻭ ﻴﺭﺩﻭﻨﹶﻜﹸﻡ...
81 114 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻤﻥ ﺃَﻅﹾﻠﹶﻡ ﻤِﻤﻥ ﻤﻨﹶﻊ ﻤﺴﺎﺠِﺩ ﺍﷲِ...
82 117،116 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﺍﺘﱠﺨﹶﺫﹶ ﺍﷲُ ﻭﻟﹶﺩﺍ ﺴﺒﺤﺎﻨﹶﻪ...
83 118 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻗﹶﺎلَ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻟﹶﺎ ﻴﻌﻠﹶﻤﻭﻥ ﻟﹶﻭﻟﹶﺎ ﻴﻜﹶﻠﱢﻤﻨﹶﺎ ﺍﷲُ...
85 119 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺇِﻨﱠﺎ ﺃَﺭﺴﻠﹾﻨﹶﺎﻙ ﺒِﺎﻟﺤﻕﱢ ﺒﺸِﻴﺭﺍ ﻭﻨﹶﺫِﻴﺭﺍ...
86 121 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﺘﹶﻴﻨﹶﺎﻫﻡ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏ ﻴﺘﹾﻠﹸﻭﻨﹶﻪ ﺤﻕﱠ ﺘِﻠﹶﺎﻭﺘِﻪِ...
88 125 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺇِﺫﹾ ﺠﻌﻠﹾﻨﹶﺎ ﺍﻟﺒﻴﺕﹶ ﻤﺜﹶﺎﺒﺔﹰ ﻟِﻠﻨﱠﺎﺱِ ﻭﺃَﻤﻨﹰﺎ...
90 126 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ل ﺇِﺒﺭﺍﻫِﻴﻡ ﺭﺏ ﺍﺠﻌلْ ﻫﺫﹶﺍ ﺒﻠﹶﺩﺍ ﺁَﻤِﻨﹰﺎ...
ﻭﺇِﺫﹾ ﻗﹶﺎ َ
97 128 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺭﺒﻨﹶﺎ ﻭﺍﺠﻌﻠﹾﻨﹶﺎ ﻤﺴﻠِﻤﻴﻥِ ﻟﹶﻙ ﻭﻤِﻥ ﺫﹸﺭﻴﺘِﻨﹶﺎ ...
97 129 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺭﺒﻨﹶﺎ ﻭﺍﺒﻌﺙﹾ ﻓِﻴﻬِﻡ ﺭﺴﻭﻟﹰﺎ ﻤِﻨﹾﻬﻡ...
91 133 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺃَﻡ ﻜﹸﻨﹾﺘﹸﻡ ﺸﹸﻬﺩﺍﺀ ﺇِﺫﹾ ﺤﻀﺭ ﻴﻌﻘﹸﻭﺏ ﺍﻟﻤﻭﺕﹸ...
93 134 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺘِﻠﹾﻙ ﺃُﻤﺔﹲ ﻗﹶﺩ ﺨﹶﻠﹶﺕﹾ ﻟﹶﻬﺎ ﻤﺎ ﻜﹶﺴﺒﺕﹾ...
94 135 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻜﹸﻭﻨﹸﻭﺍ ﻫﻭﺩﺍ ﺃَﻭ ﻨﹶﺼﺎﺭﻯ ﺘﹶﻬﺘﹶﺩﻭﺍ...
95 147،146 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﺘﹶﻴﻨﹶﺎﻫﻡ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏ ﻴﻌﺭِﻓﹸﻭﻨﹶﻪ ﻜﹶﻤﺎ...
96 151 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻜﹶﻤﺎ ﺃَﺭﺴﻠﹾﻨﹶﺎ ﻓِﻴﻜﹸﻡ ﺭﺴﻭﻟﹰﺎ ﻤِﻨﹾﻜﹸﻡ ﻴﺘﹾﻠﹸﻭ...
98 157،156،155 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻟﹶﻨﹶﺒﻠﹸﻭﻨﱠﻜﹸﻡ ﺒِﺸﹶﻲﺀٍ ﻤِﻥ ﺍﻟﺨﹶﻭﻑِ ﻭﺍﻟﺠﻭﻉِ...
99 158 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺇِﻥ ﺍﻟﺼﻔﹶﺎ ﻭﺍﻟﻤﺭﻭﺓﹶ ﻤِﻥ ﺸﹶﻌﺎﺌِﺭِ ﺍﷲِ...
101 165 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻤِﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱِ ﻤﻥ ﻴﺘﱠﺨِﺫﹸ ﻤِﻥ ﺩﻭﻥِ ﺍﷲِ ﺃَﻨﹾﺩﺍﺩﺍ...
104 167،166 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺇِﺫﹾ ﺘﹶﺒﺭﺃَ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺍﺘﱡﺒِﻌﻭﺍ ﻤِﻥ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺍﺘﱠﺒﻌﻭﺍ...
106 177 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻟﹶﻴﺱ ﺍﻟﺒِﺭ ﺃَﻥ ﺘﹸﻭﻟﱡﻭﺍ ﻭﺠﻭﻫﻜﹸﻡ...
110 181 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻜﹸﺘِﺏ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ ﺇِﺫﹶﺍ ﺤﻀﺭ ﺃَﺤﺩﻜﹸﻡ ﺍﻟﻤﻭﺕﹸ...
111 183 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻜﹸﺘِﺏ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ...
258
112 184 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺃَﻴﺎﻤﺎ ﻤﻌﺩﻭﺩﺍﺕٍ ﻓﹶﻤﻥ ﻜﹶﺎﻥ ﻤِﻨﹾﻜﹸﻡ...
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ
115 185 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ...ﻓﹶﻤﻥ ﺸﹶﻬِﺩ ﻤِﻨﹾﻜﹸﻡ ﺍﻟﺸﱠﻬﺭ ﻓﹶﻠﹾﻴﺼﻤﻪ...
116 186 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺇِﺫﹶﺍ ﺴﺄَﻟﹶﻙ ﻋِﺒﺎﺩِﻱ ﻋﻨﱢﻲ ﻓﹶﺈِﻨﱢﻲ ﻗﹶﺭِﻴﺏ...
117 189 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻴﺴﺄَﻟﹸﻭﻨﹶﻙ ﻋﻥِ ﺍﻷَﻫِﻠﱠﺔِ...
118 197 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﺤﺞ ﺃَﺸﹾﻬﺭ ﻤﻌﻠﹸﻭﻤﺎﺕﹲ...
119 200 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﷲ...
ﻓﹶﺈِﺫﹶﺍ ﻗﹶﻀﻴﺘﹸﻡ ﻤﻨﹶﺎﺴِﻜﹶﻜﹸﻡ ﻓﹶﺎﺫﹾﻜﹸﺭﻭﺍ ﺍ َ
121 211 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺴلْ ﺒﻨِﻲ ﺇِﺴﺭﺍﺌِﻴلَ ﻜﹶﻡ ﺁَﺘﹶﻴﻨﹶﺎﻫﻡ...
122 213 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺱ ﺃُﻤﺔﹰ ﻭﺍﺤِﺩﺓﹰ...
ﻜﹶﺎﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎ
123 214 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺃَﻡ ﺤﺴِﺒﺘﹸﻡ ﺃَﻥ ﺘﹶﺩﺨﹸﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﺠﻨﱠﺔﹶ...
125 219 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻴﺴﺄَﻟﹸﻭﻨﹶﻙ ﻋﻥِ ﺍﻟﺨﹶﻤﺭِ ﻭﺍﻟﻤﻴﺴِﺭِ...
127 224 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﻟﹶﺎ ﺘﹶﺠﻌﻠﹸﻭﺍ ﺍﷲَ ﻋﺭﻀﺔﹰ ﻟِﺄَﻴﻤﺎﻨِﻜﹸﻡ...
128 229 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﻁﱠﻠﹶﺎﻕﹸ ﻤﺭﺘﹶﺎﻥِ...
129 233 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺍﻟﻭﺍﻟِﺩﺍﺕﹸ ﻴﺭﻀِﻌﻥ ﺃَﻭﻟﹶﺎﺩﻫﻥ...
130 136 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻟﹶﺎ ﺠﻨﹶﺎﺡ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ ﺇِﻥ ﻁﹶﻠﱠﻘﹾﺘﹸﻡ ﺍﻟﻨﱢﺴﺎﺀ...
131 240 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻴﺘﹶﻭﻓﱠﻭﻥ ﻤِﻨﹾﻜﹸﻡ ﻭﻴﺫﹶﺭﻭﻥ ﺃَﺯﻭﺍﺠﺎ...
133 245 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻤﻥ ﺫﹶﺍ ﺍﻟﱠﺫِﻱ ﻴﻘﹾﺭِﺽ ﺍﷲَ ﻗﹶﺭﻀﺎ ﺤﺴﻨﹰﺎ...
135 252 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺘِﻠﹾﻙ ﺁَﻴﺎﺕﹸ ﺍﷲِ ﻨﹶﺘﹾﻠﹸﻭﻫﺎ ﻋﻠﹶﻴﻙ ﺒِﺎﻟﺤﻕﱢ...
136 245 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﺃَﻨﹾﻔِﻘﹸﻭﺍ ﻤِﻤﺎ ﺭﺯﻗﹾﻨﹶﺎﻜﹸﻡ...
137 255 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﷲُ ﻟﹶﺎ ﺇِﻟﹶﻪ ﺇِﻟﱠﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﹶﻴﻭﻡ...
139 262 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻴﻨﹾﻔِﻘﹸﻭﻥ ﺃَﻤﻭﺍﻟﹶﻬﻡ ﻓِﻲ ﺴﺒِﻴلِ ﺍﷲِ...
139 263 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻗﹶﻭلٌ ﻤﻌﺭﻭﻑﹲ ﻭﻤﻐﹾﻔِﺭﺓﹲ ﺨﹶﻴﺭ ﻤِﻥ ﺼﺩﻗﹶﺔٍ...
140 264 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻟﹶﺎ ﺘﹸﺒﻁِﻠﹸﻭﺍ ﺼﺩﻗﹶﺎﺘِﻜﹸﻡ...
140 271 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺇِﻥ ﺘﹸﺒﺩﻭﺍ ﺍﻟﺼﺩﻗﹶﺎﺕِ ﻓﹶﻨِﻌِﻤﺎ ﻫِﻲ...
86 272 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻟﹶﻴﺱ ﻋﻠﹶﻴﻙ ﻫﺩﺍﻫﻡ
141 174 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻴﻨﹾﻔِﻘﹸﻭﻥ ﺃَﻤﻭﺍﻟﹶﻬﻡ ﺒِﺎﻟﻠﱠﻴلِ ﻭﺍﻟﻨﱠﻬﺎﺭِ...
142 280 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺇِﻥ ﻜﹶﺎﻥ ﺫﹸﻭ ﻋﺴﺭﺓٍ ﻓﹶﻨﹶﻅِﺭﺓﹲ ﺇِﻟﹶﻰ ﻤﻴﺴﺭﺓٍ...
143 281 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺍﺘﱠﻘﹸﻭﺍ ﻴﻭﻤﺎ ﺘﹸﺭﺠﻌﻭﻥ ﻓِﻴﻪِ ﺇِﻟﹶﻰ ﺍﷲِ...
143 282 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ...ﻭﺍﺴﺘﹶﺸﹾﻬِﺩﻭﺍ ﺸﹶﻬِﻴﺩﻴﻥِ ﻤِﻥ ﺭِﺠﺎﻟِﻜﹸﻡ...
259
148 283 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺇِﻥ ﻜﹸﻨﹾﺘﹸﻡ ﻋﻠﹶﻰ ﺴﻔﹶﺭٍ ﻭﻟﹶﻡ ﺘﹶﺠِﺩﻭﺍ ﻜﹶﺎﺘِﺒﺎ...
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ
149 284 ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﷲِ ﻤﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕِ ﻭﻤﺎ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭﺽِ...
151 3،2 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﷲُ ﻟﹶﺎ ﺇِﻟﹶﻪ ﺇِﻟﱠﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﹶﻴﻭﻡ...
151 7 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ل ﻋﻠﹶﻴﻙ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏ...
ﻫﻭ ﺍﻟﱠﺫِﻱ ﺃَﻨﹾﺯَ
153 11،10 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺇِﻥ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻜﹶﻔﹶﺭﻭﺍ ﻟﹶﻥ ﺘﹸﻐﹾﻨِﻲ ﻋﻨﹾﻬﻡ...
155 16،15 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻗﹸلْ ﺃَﺅُﻨﹶﺒﺌُﻜﹸﻡ ﺒِﺨﹶﻴﺭٍ ﻤِﻥ ﺫﹶﻟِﻜﹸﻡ...
156 17 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﺼﺎﺒِﺭِﻴﻥ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩِﻗِﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﹶﺎﻨِﺘِﻴﻥ...
152 18 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺸﹶﻬِﺩ ﺍﷲُ ﺃَﻨﱠﻪ ﻟﹶﺎ ﺇِﻟﹶﻪ ﺇِﻟﱠﺎ ﻫﻭ...
94 19 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺇِﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋِﻨﹾﺩ ﺍﷲِ ﺍﻹِﺴﻠﹶﺎﻡ
156 23 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺃَﻟﹶﻡ ﺘﹶﺭ ﺇِﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺃُﻭﺘﹸﻭﺍ ﻨﹶﺼِﻴﺒﺎ ﻤِﻥ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏِ...
157 26 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻗﹸلِ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻤﺎﻟِﻙ ﺍﻟﻤﻠﹾﻙِ...
158 33،34 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺇِﻥ ﺍﷲَ ﺍﺼﻁﹶﻔﹶﻰ ﺁَﺩﻡ ﻭﻨﹸﻭﺤﺎ...
159 35 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺇِﺫﹾ ﻗﹶﺎﻟﹶﺕِ ﺍﻤﺭﺃَﺓﹸ ﻋِﻤﺭﺍﻥ ﺭﺏ ﺇِﻨﱢﻲ ﻨﹶﺫﹶﺭﺕﹸ...
160 36 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻓﹶﻠﹶﻤﺎ ﻭﻀﻌﺘﹾﻬﺎ ﻗﹶﺎﻟﹶﺕﹾ ﺭﺏ...
162 39 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻓﹶﻨﹶﺎﺩﺘﹾﻪ ﺍﻟﻤﻠﹶﺎﺌِﻜﹶﺔﹸ ﻭﻫﻭ ﻗﹶﺎﺌِﻡ ﻴﺼﻠﱢﻲ...
163 44 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺫﹶﻟِﻙ ﻤِﻥ ﺃَﻨﹾﺒﺎﺀِ ﺍﻟﻐﹶﻴﺏِ ﻨﹸﻭﺤِﻴﻪِ ﺇِﻟﹶﻴﻙ...
164 47 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻗﹶﺎﻟﹶﺕﹾ ﺭﺏ ﺃَﻨﱠﻰ ﻴﻜﹸﻭﻥ ﻟِﻲ ﻭﻟﹶﺩ...
164 49 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﺭﺴﻭﻟﹰﺎ ﺇِﻟﹶﻰ ﺒﻨِﻲ ﺇِﺴﺭﺍﺌِﻴلَ...
167 57،56 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻓﹶﺄَﻤﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻜﹶﻔﹶﺭﻭﺍ ﻓﹶﺄُﻋﺫﱢﺒﻬﻡ ﻋﺫﹶﺍﺒﺎ...
168 58 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺫﹶﻟِﻙ ﻨﹶﺘﹾﻠﹸﻭﻩ ﻋﻠﻴﻙ ﻤِﻥ ﺍﻵَﻴﺎﺕِ...
169 62 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺇِﻥ ﻫﺫﹶﺍ ﻟﹶﻬﻭ ﺍﻟﻘﹶﺼﺹ ﺍﻟﺤﻕﱡ...
170 64 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻗﹸلْ ﻴﺎ ﺃَﻫلَ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏِ ﺘﹶﻌﺎﻟﹶﻭﺍ ﺇِﻟﹶﻰ ﻜﹶﻠِﻤﺔٍ...
171 80،79 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻤﺎ ﻜﹶﺎﻥ ﻟِﺒﺸﹶﺭٍ ﺃَﻥ ﻴﺅْﺘِﻴﻪ ﺍﷲُ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏ...
172 81 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﺇِﺫﹾ ﺃَﺨﹶﺫﹶ ﺍﷲُ ﻤِﻴﺜﹶﺎﻕﹶ ﺍﻟﻨﱠﺒِﻴﻴﻥ ﻟﹶﻤﺎ...
173 97 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻓِﻴﻪِ ﺁَﻴﺎﺕﹲ ﺒﻴﻨﹶﺎﺕﹲ ﻤﻘﹶﺎﻡ ﺇِﺒﺭﺍﻫِﻴﻡ...
176 108 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺘِﻠﹾﻙ ﺁَﻴﺎﺕﹸ ﺍﷲِ ﻨﹶﺘﹾﻠﹸﻭﻫﺎ ﻋﻠﹶﻴﻙ ﺒِﺎﻟﺤﻕﱢ...
177 109 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﷲِ ﻤﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕِ ﻭﻤﺎ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭﺽِ...
178 114،113 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻟﹶﻴﺴﻭﺍ ﺴﻭﺍﺀ ﻤِﻥ ﺃَﻫلِ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏِ ﺃُﻤﺔﹲ ﻗﹶﺎﺌِﻤﺔﹲ...
260
179 120 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺇِﻥ ﺘﹶﻤﺴﺴﻜﹸﻡ ﺤﺴﻨﹶﺔﹲ ﺘﹶﺴﺅْﻫﻡ...
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ
180 134،133 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﺴﺎﺭِﻋﻭﺍ ﺇِﻟﹶﻰ ﻤﻐﹾﻔِﺭﺓٍ ﻤِﻥ ﺭﺒﻜﹸﻡ...
70 135 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﻤﻥ ﻴﻐﹾﻔِﺭ ﺍﻟﺫﱡﻨﹸﻭﺏ ﺇِﻟﱠﺎ ﺍﷲُ
182 146 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ل ﻤﻌﻪ ﺭِﺒﻴﻭﻥ ﻜﹶﺜِﻴﺭ...
ﻭﻜﹶﺄَﻴﻥ ﻤِﻥ ﻨﹶﺒِﻲ ﻗﹶﺎﺘﹶ َ
183 154 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ...ﻴﻘﹸﻭﻟﹸﻭﻥ ﻟﹶﻭ ﻜﹶﺎﻥ ﻟﹶﻨﹶﺎ ﻤِﻥ ﺍﻷَﻤﺭِ ﺸﹶﻲﺀ...
186 159 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻓﹶﺒِﻤﺎ ﺭﺤﻤﺔٍ ﻤِﻥ ﺍﷲِ ﻟِﻨﹾﺕﹶ ﻟﹶﻬﻡ...
187 161 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﻤﺎ ﻜﹶﺎﻥ ﻟِﻨﹶﺒِﻲ ﺃَﻥ ﻴﻐﹸلﱠ...
188 168،167 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﻟِﻴﻌﻠﹶﻡ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻨﹶﺎﻓﹶﻘﹸﻭﺍ...
189 170 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻓﹶﺭِﺤِﻴﻥ ﺒِﻤﺎ ﺁَﺘﹶﺎﻫﻡ ﺍﷲُ ﻤِﻥ ﻓﹶﻀﻠِﻪِ...
190 172،171 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻴﺴﺘﹶﺒﺸِﺭﻭﻥ ﺒِﻨِﻌﻤﺔٍ ﻤِﻥ ﺍﷲِ ﻭﻓﹶﻀلٍ...
191 178 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﻟﹶﺎ ﻴﺤﺴﺒﻥ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻜﹶﻔﹶﺭﻭﺍ ﺃَﻨﱠﻤﺎ ﻨﹸﻤﻠِﻲ ﻟﹶﻬﻡ...
191 180 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻭﻟﹶﺎ ﻴﺤﺴﺒﻥ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻴﺒﺨﹶﻠﹸﻭﻥ...
192 181 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻟﹶﻘﹶﺩ ﺴﻤِﻊ ﺍﷲُ ﻗﹶﻭلَ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ...
193 191 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﷲ ﻗِﻴﺎﻤﺎ ﻭﻗﹸﻌﻭﺩﺍ...
ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻴﺫﹾﻜﹸﺭﻭﻥ ﺍ َ
194 198 ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻟﹶﻜِﻥِ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺍﺘﱠﻘﹶﻭﺍ ﺭﺒﻬﻡ ﻟﹶﻬﻡ ﺠﻨﱠﺎﺕﹲ...
196 1 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ ﺍﺘﱠﻘﹸﻭﺍ ﺭﺒﻜﹸﻡ ﺍﻟﱠﺫِﻱ ﺨﹶﻠﹶﻘﹶﻜﹸﻡ...
198 3 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺇِﻥ ﺨِﻔﹾﺘﹸﻡ ﺃَﻟﱠﺎ ﺘﹸﻘﹾﺴِﻁﹸﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟﻴﺘﹶﺎﻤﻰ...
199 6 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﺒﺘﹶﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﻴﺘﹶﺎﻤﻰ ﺤﺘﱠﻰ ﺇِﺫﹶﺍ ﺒﻠﹶﻐﹸﻭﺍ ﺍﻟﻨﱢﻜﹶﺎﺡ...
200 11 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﻭﺼِﻴﻜﹸﻡ ﺍﷲُ ﻓِﻲ ﺃَﻭﻟﹶﺎﺩِﻜﹸﻡ...
203 12 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻟﹶﻜﹸﻡ ﻨِﺼﻑﹸ ﻤﺎ ﺘﹶﺭﻙ ﺃَﺯﻭﺍﺠﻜﹸﻡ...
204 24،23 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺤﺭﻤﺕﹾ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ ﺃُﻤﻬﺎﺘﹸﻜﹸﻡ ﻭﺒﻨﹶﺎﺘﹸﻜﹸﻡ...
207 25 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻤﻥ ﻟﹶﻡ ﻴﺴﺘﹶﻁِﻊ ﻤِﻨﹾﻜﹸﻡ ﻁﹶﻭﻟﹰﺎ...
209 29 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻟﹶﺎ ﺘﹶﺄْﻜﹸﻠﹸﻭﺍ ﺃَﻤﻭﺍﻟﹶﻜﹸﻡ...
209 34 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ل ﻗﹶﻭﺍﻤﻭﻥ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻨﱢﺴﺎﺀِ...
ﺍﻟﺭﺠﺎ ُ
211 37،36 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﷲ ﻭﻟﹶﺎ ﺘﹸﺸﹾﺭِﻜﹸﻭﺍ ﺒِﻪِ ﺸﹶﻴﺌًﺎ...
ﻭﺍﻋﺒﺩﻭﺍ ﺍ َ
213 38 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻴﻨﹾﻔِﻘﹸﻭﻥ ﺃَﻤﻭﺍﻟﹶﻬﻡ ﺭِﺌَﺎﺀ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱِ...
214 39 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻤﺎﺫﹶﺍ ﻋﻠﹶﻴﻬِﻡ ﻟﹶﻭ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﺒِﺎﷲِ...
215 40 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﷲ ﻟﹶﺎ ﻴﻅﹾﻠِﻡ ﻤِﺜﹾﻘﹶﺎلَ ﺫﹶﺭﺓٍ...
ﺇِﻥ ﺍ َ
261
216 45 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﷲُ ﺃَﻋﻠﹶﻡ ﺒِﺄَﻋﺩﺍﺌِﻜﹸﻡ...
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ
216 46 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻤِﻥ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻫﺎﺩﻭﺍ ﻴﺤﺭﻓﹸﻭﻥ ﺍﻟﻜﹶﻠِﻡ...
217 48 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﷲ ﻟﹶﺎ ﻴﻐﹾﻔِﺭ ﺃَﻥ ﻴﺸﹾﺭﻙ ﺒِﻪِ...
ﺇِﻥ ﺍ َ
218 57 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻭﻋﻤِﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟِﺤﺎﺕِ ﺴﻨﹸﺩﺨِﻠﹸﻬﻡ...
219 66 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻟﹶﻭ ﺃَﻨﱠﺎ ﻜﹶﺘﹶﺒﻨﹶﺎ ﻋﻠﹶﻴﻬِﻡ ﺃَﻥِ ﺍﻗﹾﺘﹸﻠﹸﻭﺍ ﺃَﻨﹾﻔﹸﺴﻜﹸﻡ...
220 69 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﷲ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭلَ...
ﻭﻤﻥ ﻴﻁِﻊِ ﺍ َ
221 75 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻤﺎ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﻟﹶﺎ ﺘﹸﻘﹶﺎﺘِﻠﹸﻭﻥ ﻓِﻲ ﺴﺒِﻴلِ ﺍﷲِ...
222 77 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃَﻟﹶﻡ ﺘﹶﺭ ﺇِﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻗِﻴلَ ﻟﹶﻬﻡ ﻜﹸﻔﱡﻭﺍ...
223 79 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻤﺎ ﺃَﺼﺎﺒﻙ ﻤِﻥ ﺤﺴﻨﹶﺔٍ ﻓﹶﻤِﻥ ﺍﷲِ...
224 88 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﹶﻤﺎ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﻓِﻲ ﺍﻟﻤﻨﹶﺎﻓِﻘِﻴﻥ ﻓِﺌَﺘﹶﻴﻥِ...
225 90 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇِﻟﱠﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻴﺼِﻠﹸﻭﻥ ﺇِﻟﹶﻰ ﻗﹶﻭﻡٍ ﺒﻴﻨﹶﻜﹸﻡ...
227 92 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻤﺎ ﻜﹶﺎﻥ ﻟِﻤﺅْﻤِﻥٍ ﺃَﻥ ﻴﻘﹾﺘﹸلَ ﻤﺅْﻤِﻨﹰﺎ ﺇِﻟﱠﺎ ﺨﹶﻁﹶﺄً...
228 95 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﹶﺎ ﻴﺴﺘﹶﻭِﻱ ﺍﻟﻘﹶﺎﻋِﺩﻭﻥ ﻤِﻥ ﺍﻟﻤﺅْﻤِﻨِﻴﻥ...
230 114 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﹶﺎ ﺨﹶﻴﺭ ﻓِﻲ ﻜﹶﺜِﻴﺭٍ ﻤِﻥ ﻨﹶﺠﻭﺍﻫﻡ...
232 118،117 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇِﻥ ﻴﺩﻋﻭﻥ ﻤِﻥ ﺩﻭﻨِﻪِ ﺇِﻟﱠﺎ ﺇِﻨﹶﺎﺜﹰﺎ...
233 122 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻭﻋﻤِﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟِﺤﺎﺕِ ﺴﻨﹸﺩﺨِﻠﹸﻬﻡ...
234 124 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻤﻥ ﻴﻌﻤلْ ﻤِﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟِﺤﺎﺕِ ﻤِﻥ ﺫﹶﻜﹶﺭٍ...
235 135 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻜﹸﻭﻨﹸﻭﺍ ﻗﹶﻭﺍﻤِﻴﻥ ﺒِﺎﻟﻘِﺴﻁِ...
236 136 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﺁَﻤِﻨﹸﻭﺍ ﺒِﺎﷲِ...
237 140 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ل ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ ﻓِﻲ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏِ ﺃَﻥ ﺇِﺫﹶﺍ...
ﻭﻗﹶﺩ ﻨﹶﺯَ
238 148 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﹶﺎ ﻴﺤِﺏ ﺍﷲُ ﺍﻟﺠﻬﺭ ﺒِﺎﻟﺴﻭﺀِ...
239 152 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﺒِﺎﷲِ ﻭﺭﺴﻠِﻪِ...
239،84 153 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ل ﻋﻠﹶﻴﻬِﻡ...
ﻴﺴﺄَﻟﹸﻙ ﺃَﻫلُ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏِ ﺃَﻥ ﺘﹸﻨﹶﺯَ
240 157 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻗﹶﻭﻟِﻬِﻡ ﺇِﻨﱠﺎ ﻗﹶﺘﹶﻠﹾﻨﹶﺎ ﺍﻟﻤﺴِﻴﺢ ﻋِﻴﺴﻰ...
241 162 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﹶﻜِﻥِ ﺍﻟﺭﺍﺴِﺨﹸﻭﻥ ﻓِﻲ ﺍﻟﻌِﻠﹾﻡِ ﻤِﻨﹾﻬﻡ...
244 164،163 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇِﻨﱠﺎ ﺃَﻭﺤﻴﻨﹶﺎ ﺇِﻟﹶﻴﻙ ﻜﹶﻤﺎ ﺃَﻭﺤﻴﻨﹶﺎ ﺇِﻟﹶﻰ ﻨﹸﻭﺡٍ...
246 165 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺭﺴﻠﹰﺎ ﻤﺒﺸﱢﺭِﻴﻥ ﻭﻤﻨﹾﺫِﺭِﻴﻥ...
247،30 171 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﺎ ﺃَﻫلَ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏِ ﻟﹶﺎ ﺘﹶﻐﹾﻠﹸﻭﺍ ﻓِﻲ ﺩِﻴﻨِﻜﹸﻡ...
262
249 173 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﹶﺄَﻤﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻭﻋﻤِﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟِﺤﺎﺕِ ﻓﹶﻴﻭﻓﱢﻴﻬِﻡ...
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ
250 176 ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﺴﺘﹶﻔﹾﺘﹸﻭﻨﹶﻙ ﻗﹸلِ ﺍﷲُ ﻴﻔﹾﺘِﻴﻜﹸﻡ ﻓِﻲ ﺍﻟﻜﹶﻠﹶﺎﻟﹶﺔِ...
248 8 ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﺍﻋﺩِﻟﹸﻭﺍ ﻫﻭ ﺃَﻗﹾﺭﺏ ﻟِﻠﺘﱠﻘﹾﻭﻯ
25 47 ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﻭﻟﹾﻴﺤﻜﹸﻡ ﺃَﻫلُ ﺍﻹِﻨﹾﺠِﻴلِ ﺒِﻤﺎ ﺃَﻨﹾﺯلَ ﺍﷲُ ﻓِﻴﻪِ...
179 76 ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﻙ ﻟﹶﻜﹸﻡ...
ﻗﹸلْ ﺃَﺘﹶﻌﺒﺩﻭﻥ ﻤِﻥ ﺩﻭﻥِ ﺍﷲِ ﻤﺎ ﻟﹶﺎ ﻴﻤﻠِ
86 99 ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﻤﺎ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﺭﺴﻭلِ ﺇِﻟﱠﺎ ﺍﻟﺒﻠﹶﺎﻍﹸ...
105 28،27 ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ﻭﻟﹶﻭ ﺘﹶﺭﻯ ﺇِﺫﹾ ﻭﻗِﻔﹸﻭﺍ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻨﱠﺎﺭِ ﻓﹶﻘﹶﺎﻟﹸﻭﺍ...
134 73 ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ﻜﹸﻥ ﻓﹶﻴﻜﹸﻭﻥ
236 114 ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﺘﹶﻴﻨﹶﺎﻫﻡ ﺍﻟﻜِﺘﹶﺎﺏ ﻴﻌﻠﹶﻤﻭﻥ...
93 164 ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ﻭﻟﹶﺎ ﺘﹶﺯِﺭ ﻭﺍﺯِﺭﺓﹲ ﻭِﺯﺭ ﺃُﺨﹾﺭﻯ
64 23 ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﺭﺒﻨﹶﺎ ﻅﹶﻠﹶﻤﻨﹶﺎ ﺃَﻨﹾﻔﹸﺴﻨﹶﺎ ﻭﺇِﻥ ﻟﹶﻡ ﺘﹶﻐﹾﻔِﺭ ﻟﹶﻨﹶﺎ...
25 32 ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﻗﹸلْ ﻤﻥ ﺤﺭﻡ ﺯِﻴﻨﹶﺔﹶ ﺍﷲِ ﺍﻟﱠﺘِﻲ ﺃَﺨﹾﺭﺝ ﻟِﻌِﺒﺎﺩِﻩِ...
234 49 ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﺍﺩﺨﹸﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﺠﻨﱠﺔﹶ
58 155 ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﻭﺍﺨﹾﺘﹶﺎﺭ ﻤﻭﺴﻰ ﻗﹶﻭﻤﻪ ﺴﺒﻌِﻴﻥ ﺭﺠﻠﹰﺎ
224 158 ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﻗﹸلْ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ ﺇِﻨﱢﻲ ﺭﺴﻭلُ ﺍﷲِ ﺇِﻟﹶﻴﻜﹸﻡ ﺠﻤِﻴﻌﺎ
31 30 ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻭﻗﹶﺎﻟﹶﺕِ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻋﺯﻴﺭ ﺍﺒﻥ ﺍﷲِ
31 30 ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﺫﹶﻟِﻙ ﻗﹶﻭﻟﹸﻬﻡ ﺒِﺄَﻓﹾﻭﺍﻫِﻬِﻡ ﻴﻀﺎﻫِﺌُﻭﻥ...
100 15 ﻫﻭﺩ ﻤﻥ ﻜﹶﺎﻥ ﻴﺭِﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓﹶ ﺍﻟﺩﻨﹾﻴﺎ ﻭﺯِﻴﻨﹶﺘﹶﻬﺎ ﻨﹸﻭﻑﱢ...
18 28 ﻫﻭﺩ ل ﻴﺎ ﻗﹶﻭﻡِ ﺃَﺭﺃَﻴﺘﹸﻡ ﺇِﻥ ﻜﹸﻨﹾﺕﹸ ﻋﻠﹶﻰ ﺒﻴﻨﹶﺔٍ ﻤِﻥ ﺭﺒﻲ...
ﻗﹶﺎ َ
241 87 ﻫﻭﺩ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻴﺎ ﺸﹸﻌﻴﺏ ﺃَﺼﻠﹶﺎﺘﹸﻙ ﺘﹶﺄْﻤﺭﻙ...
253 2 ﻴﻭﺴﻑ ﺇِﻨﱠﺎ ﺃَﻨﹾﺯﻟﹾﻨﹶﺎ ﻩ ﻗﹸﺭﺁَﻨﹰﺎ ﻋﺭﺒِﻴﺎ ﻟﹶﻌﻠﱠﻜﹸﻡ ﺘﹶﻌﻘِﻠﹸﻭﻥ
24 45 ﻴﻭﺴﻑ ﻭﺍﺩﻜﹶﺭ ﺒﻌﺩ ﺃُﻤﺔٍ
85 40 ﺍﻟﺭﻋﺩ ﻓﹶﺈِﻨﱠﻤﺎ ﻋﻠﹶﻴﻙ ﺍﻟﺒﻠﹶﺎﻍﹸ ﻭﻋﻠﹶﻴﻨﹶﺎ ﺍﻟﺤِﺴﺎﺏ
146 5 ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﺫﹶﻜﱢﺭﻫﻡ ﺒِﺄَﻴﺎﻡِ ﺍﷲِ
234 23 ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﺃُﺩﺨِلَ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁَﻤﻨﹸﻭﺍ ﻭﻋﻤِﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟِﺤﺎﺕِ ﺠﻨﱠﺎﺕٍ...
241 6 ﺍﻟﺤﺠﺭ ل ﻋﻠﹶﻴﻪِ ﺍﻟﺫﱢﻜﹾﺭ...
ﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻴﺎ ﺃَﻴﻬﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻱ ﻨﹸﺯَ
236 9 ﺍﻟﺤﺠﺭ ﺇِﻨﱠﺎ ﻨﹶﺤﻥ ﻨﹶﺯﻟﹾﻨﹶﺎ ﺍﻟﺫﱢﻜﹾﺭ ﻭﺇِﻨﱠﺎ ﻟﹶﻪ ﻟﹶﺤﺎﻓِﻅﹸﻭﻥ
234 46 ﺍﻟﺤﺠﺭ ﺍﺩﺨﹸﻠﹸﻭﻫﺎ ﺒِﺴﻠﹶﺎﻡٍ ﺁَﻤِﻨِﻴﻥ
263
236 44 ﺍﻟﻨﺤل ﻭﺃَﻨﹾﺯﻟﹾﻨﹶﺎ ﺇِﻟﹶﻴﻙ ﺍﻟﺫﱢﻜﹾﺭ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ
236 44 ﺍﻟﻨﺤل ل ﺇِﻟﹶﻴﻬِﻡ
ﻟِﺘﹸﺒﻴﻥ ﻟِﻠﻨﱠﺎﺱِ ﻤﺎ ﻨﹸﺯَ
92 7 ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ ﺇِﻥ ﺃَﺤﺴﻨﹾﺘﹸﻡ ﺃَﺤﺴﻨﹾﺘﹸﻡ ﻟِﺄَﻨﹾﻔﹸﺴِﻜﹸﻡ
231 47 ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ ﻭﺇِﺫﹾ ﻫﻡ ﻨﹶﺠﻭﻯ
255 88 ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ ﻗﹸلْ ﻟﹶﺌِﻥِ ﺍﺠﺘﹶﻤﻌﺕِ ﺍﻹِﻨﹾﺱ ﻭﺍﻟﺠِﻥ ﻋﻠﹶﻰ ﺃَﻥ ﻴﺄْﺘﹸﻭﺍ...
84 90 ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ ﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻟﹶﻥ ﻨﹸﺅْﻤِﻥ ﻟﹶﻙ ﺤﺘﱠﻰ ﺘﹶﻔﹾﺠﺭ ﻟﹶﻨﹶﺎ...
255 109 ﺍﻟﻜﻬﻑ ﻗﹸلْ ﻟﹶﻭ ﻜﹶﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻤِﺩﺍﺩﺍ ﻟِﻜﹶﻠِﻤﺎﺕِ ﺭﺒﻲ...
83 38 ﻤﺭﻴﻡ ﺃَﺴﻤِﻊ ﺒِﻬِﻡ ﻭﺃَﺒﺼِﺭ
26 62 ﻤﺭﻴﻡ ﻟﹶﺎ ﻴﺴﻤﻌﻭﻥ ﻓِﻴﻬﺎ ﻟﹶﻐﹾﻭﺍ ﺇِﻟﱠﺎ ﺴﻠﹶﺎﻤﺎ...
83 75 ﻤﺭﻴﻡ ﻓﹶﻠﹾﻴﻤﺩﺩ ﻟﹶﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﺩﺍ
242 20 ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ل ﻭﺍﻟﻨﱠﻬﺎﺭ ﻟﹶﺎ ﻴﻔﹾﺘﹸﺭﻭﻥ
ﻴﺴﺒﺤﻭﻥ ﺍﻟﻠﱠﻴَ
242 73 ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭﺃَﻭﺤﻴﻨﹶﺎ ﺇِﻟﹶﻴﻬِﻡ ﻓِﻌلَ ﺍﻟﺨﹶﻴﺭﺍﺕِ ﻭﺇِﻗﹶﺎﻡ ﺍﻟﺼﻠﹶﺎﺓِ
82 5 ﺍﻟﺤﺞ ﻟِﻨﹸﺒﻴﻥ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﻭﻨﹸﻘِﺭ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭﺤﺎﻡِ ﻤﺎ ﻨﹶﺸﹶﺎﺀ
221 5 ﺍﻟﺤﺞ ﺜﹸﻡ ﻨﹸﺨﹾﺭِﺠﻜﹸﻡ ﻁِﻔﹾﻠﹰﺎ
27 30 ﺍﻟﺤﺞ ﺫﹶﻟِﻙ ﻭﻤﻥ ﻴﻌﻅﱢﻡ ﺤﺭﻤﺎﺕِ ﺍﷲِ ﻓﹶﻬﻭ ﺨﹶﻴﺭ ﻟﹶﻪ...
24 15 ﺍﻟﻨﻭﺭ ﺇِﺫﹾ ﺘﹶﻠﹶﻘﱠﻭﻨﹶﻪ
84 8،7 ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ ل ﺇِﻟﹶﻴﻪِ ﻤﻠﹶﻙ ﻓﹶﻴﻜﹸﻭﻥ ﻤﻌﻪ ﻨﹶﺫِﻴﺭﺍ...
ﻟﹶﻭﻟﹶﺎ ﺃُﻨﹾﺯِ َ
7 33 ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ ﻭﻟﹶﺎ ﻴﺄْﺘﹸﻭﻨﹶﻙ ﺒِﻤﺜﹶلٍ ﺇِﻟﱠﺎ ﺠِﺌْﻨﹶﺎﻙ ﺒِﺎﻟﺤﻕﱢ ﻭﺃَﺤﺴﻥ ﺘﹶﻔﹾﺴِﻴﺭﺍ
92 72 ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ ...ﻭﺇِﺫﹶﺍ ﻤﺭﻭﺍ ﺒِﺎﻟﻠﱠﻐﹾﻭِ ﻤﺭﻭﺍ ﻜِﺭﺍﻤﺎ
180 50 ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻟﹶﺎ ﻀﻴﺭ ﺇِﻨﱠﺎ ﺇِﻟﹶﻰ ﺭﺒﻨﹶﺎ ﻤﻨﹾﻘﹶﻠِﺒﻭﻥ
92 133،132 ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭﺍﺘﱠﻘﹸﻭﺍ ﺍﻟﱠﺫِﻱ ﺃَﻤﺩﻜﹸﻡ ﺒِﻤﺎ ﺘﹶﻌﻠﹶﻤﻭﻥ...
24 19 ﺴﺒﺄ ﺭﺒﻨﹶﺎ ﺒﺎﻋِﺩ ﺒﻴﻥ ﺃَﺴﻔﹶﺎﺭِﻨﹶﺎ
224 28 ﺴﺒﺄ ﻭﻤﺎ ﺃَﺭﺴﻠﹾﻨﹶﺎﻙ ﺇِﻟﱠﺎ ﻜﹶﺎﻓﱠﺔﹰ ﻟِﻠﻨﱠﺎﺱِ
179 42 ﺴﺒﺄ ﻓﹶﺎﻟﻴﻭﻡ ﻟﹶﺎ ﻴﻤﻠِﻙ ﺒﻌﻀﻜﹸﻡ ﻟِﺒﻌﺽٍ ﻨﹶﻔﹾﻌﺎ...
254،22 28 ﻓﺎﻁﺭ ﷲ ﻤِﻥ ﻋِﺒﺎﺩِﻩِ ﺍﻟﻌﻠﹶﻤﺎﺀ
ﺇِﻨﱠﻤﺎ ﻴﺨﹾﺸﹶﻰ ﺍ َ
250 41 ﻓﺎﻁﺭ ﺇِﻥ ﺍﷲَ ﻴﻤﺴِﻙ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕِ ﻭﺍﻷَﺭﺽ ﺃَﻥ ﺘﹶﺯﻭﻟﹶﺎ
200 163 ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ ﺇِﻟﱠﺎ ﻤﻥ ﻫﻭ ﺼﺎلِ ﺍﻟﺠﺤِﻴﻡِ
154 46،45 ﻏﺎﻓﺭ ﻓﹶﻭﻗﹶﺎﻩ ﺍﷲُ ﺴﻴﺌَﺎﺕِ ﻤﺎ ﻤﻜﹶﺭﻭﺍ...
264
32 10،9 ﻓﺼﻠﺕ ﻗﹸلْ ﺃَﺌِﻨﱠﻜﹸﻡ ﻟﹶﺘﹶﻜﹾﻔﹸﺭﻭﻥ ﺒِﺎﻟﱠﺫِﻱ ﺨﹶﻠﹶﻕﹶ ﺍﻷَﺭﺽ...
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ
146 55 ﺍﻟﺫﺍﺭﻴﺎﺕ ﻭﺫﹶﻜﱢﺭ ﻓﹶﺈِﻥ ﺍﻟﺫﱢﻜﹾﺭﻯ ﺘﹶﻨﹾﻔﹶﻊ ﺍﻟﻤﺅْﻤِﻨِﻴﻥ
231 7 ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ ﻤﺎ ﻴﻜﹸﻭﻥ ﻤِﻥ ﻨﹶﺠﻭﻯ ﺜﹶﻠﹶﺎﺜﹶﺔٍ ﺇِﻟﱠﺎ ﻫﻭ ﺭﺍﺒِﻌﻬﻡ
234 22 ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ ﻭﻴﺩﺨِﻠﹸﻬﻡ ﺠﻨﱠﺎﺕٍ
133 1 ﺍﻟﻁﻼﻕ ﻭﻟﹶﺎ ﻴﺨﹾﺭﺠﻥ
200 26 ﺍﻟﻤﺩﺜﺭ ﺴﺄُﺼﻠِﻴﻪِ ﺴﻘﹶﺭ
225 47 ﺍﻟﻤﺩﺜﺭ ﻓﹶﻤﺎ ﻟﹶﻬﻡ ﻋﻥِ ﺍﻟﺘﱠﺫﹾﻜِﺭﺓِ ﻤﻌﺭِﻀِﻴﻥ
33 26،25 ﺍﻟﻤﺭﺴﻼﺕ ﺃَﻟﹶﻡ ﻨﹶﺠﻌلِ ﺍﻷَﺭﺽ ﻜِﻔﹶﺎﺘﹰﺎ...
200 15 ﺍﻟﻠﻴل ﻟﹶﺎ ﻴﺼﻠﹶﺎﻫﺎ ﺇِﻟﱠﺎ ﺍﻷَﺸﹾﻘﹶﻰ
265
ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ
266
ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ
267
214 ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ :ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺸﻴﺭﺍﺯﻱ. -23
ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺭﻭﺩﻩ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴل
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺸﻴﺔ
17 ﺜﻌﻠﺏ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻨﻲ. -24
29 ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ :ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ. -25
106 ﺤﻔﺹ :ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺩﻭﺭﻱ ﺤﻔﺹ ﺒﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ. -26
25 ﺤﻤﺯﺓ :ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺤﻤﺯﺓ ﺒﻥ ﺤﺒﻴﺏ ﺒﻥ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل. -27
17 ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ :ﺃﺒﻭ ﺯﻜﺭﻴﺎ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ. -28
78 ﺨﻠﻑ :ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻷﺴﺩﻱ ﺨﻠﻑ ﺒﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﺒﻥ ﺜﻌﻠﺏ. -29
47 ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ. -30
3 ﺍﻟﺭﺍﻏﺏ ﺍﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻔﻀل. -31
29 ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ :ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺼﺎﺩﻕ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺍﺯﻕ. -32
234 ﺭﻭﺡ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺭﻭﺡ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ. -33
17 ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ :ﺃﺒﻭ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺍﻟﺴﺭﻱ ﺒﻥ ﺴﻬل. -34
10 ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ :ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺒﻬﺎﺩﺭ. -35
28 ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺨﻭﺍﺭﺯﻤﻲ. -36
56 ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻨﺎﺼﺭ. -37
53 ﺍﻟﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺩﺍﻴﻡ. -38
157 ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﻗﻨﺒﺭ ﺍﻟﺤﺎﺭﺜﻲ. -39
57 ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﻭﻱ :ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺃﺒﻭ ﺴﺎﻤﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺘﻭﻟﻲ. -40
47 ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ. -41
18 ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺴﻲ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻭﺭﻱ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ. -42
37 ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ :ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ. -43
171 ﻋﺎﺼﻡ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻨﱠﺠﻭﺩ ﺒﻥ ﺒﻬﺩﻟﺔ ﺍﻷﺴﺩﻱ. -44
226 ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ :ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﺒﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒـﻥ -45
ﺃﺒﺎﻥ.
17 ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ :ﺃﺒﻭ ﺯﻜﺭﻴﺎ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﺯﻴﺎﺩ. -46
7 ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺃﺒﺎﺩﻱ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒـﻥ ﻋﻤـﺭ -47
ﺍﻟﺸﻴﺭﺍﺯﻱ.
268
73 ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ :ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻓﺭﺡ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ. -48
ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺭﻭﺩﻩ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴل
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺸﻴﺔ
78 ﺍﻟﻜﺴﺎﺌﻲ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺤﻤﺯﺓ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻷﺴﺩﻱ. -49
5 ﺍﻟﻜﻴﺸﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ. -50
233 ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﺭﻭﻴﺵ -51
23 ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ :ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ. -52
26 ﻨﺎﻓﻊ :ﺃﺒﻭ ﺭﻭﻴﻡ ﻨﺎﻓﻊ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻨﻌﻴﻡ. -53
160 ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ :ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻤﺭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ. -54
20 ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻋﺘﻴﻕ -55
24 ﻴﻌﻘﻭﺏ :ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺒﻥ ﺇﺴـﺤﺎﻕ ﺒـﻥ ﺯﻴـﺩ ﺒـﻥ ﻋﺒـﺩ ﺍﷲ -56
ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ.
269
ﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
* ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ.
-1ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﺒﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ.
-2ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﺍﻟﺠﺼﺎﺹ ،ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ :ﺼﺩﻗﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺠﻤﻴـل ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1421 ،1ﻫـ 2001 -ﻡ.
-3ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺠﺎﺭ ﺍﷲ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﻤـﺭ ﺍﻟﺯﻤﺨـﺸﺭﻱ ،ﺘﺤﻘﻴـﻕ:
ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﻤﺤﻤﻭﺩ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ1402 ،ﻫـ 1982 -ﻡ.
-4ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺯﻭل :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺃﻴﻤﻥ ﺼﺎﻟﺢ ﺸـﻌﺒﺎﻥ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ1424 ،ﻫـ 2003 -ﻡ.
-5ﺍﻷﻋﻼﻡ )ﻗﺎﻤﻭﺱ ﺘﺭﺍﺠﻡ ﻷﺸﻬﺭ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺭﺒﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘـﺸﺭﻗﻴﻥ( :
ﺨﻴﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﻠﻤﻼﻴﻴﻥ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ1980 ،5ﻡ.
-6ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻭ ﺴﻌﻴﺩ ﻋﺒﺩ
ﺍﷲ ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺸﻴﺭﺍﺯﻱ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ،ﺇﺸﺭﺍﻑ :ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜـﺭ
ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ1416 ،ﻫـ 1996 -ﻡ.
-7ﺃﻴﺴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ :ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌـﺼﺭﻴﺔ ،ﻤﻜﺘﺒـﺔ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ
ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ1422 ،2ﻫـ 2001 -ﻡ.
-8ﺇﺘﺤﺎﻑ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻷﻤﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﻠـﻭﻡ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ :ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺩﻤﻴﺎﻁﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺸﻌﺒﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل،
ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ1407 ،1ﻫـ 1987 -ﻡ.
-9ﺇﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻓﻀل ﺤﺴﻥ ﻋﺒﺎﺱ ،ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ ،ﻁ1997 ،1ﻡ.
-10ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺃﺤﻤـﺩ ﺒـﻥ
ﻋﻠﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ – ﻤﺼﺭ1425 ،ﻫـ 2004 -ﻡ.
-11ﺇﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻋﻼﻡ )ﺫﻴل ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﺨﻴﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺯﺭﻜﻠﻲ( :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻨـﺯﺍﺭ ﺃﺒﺎﻅـﺔ ﻭﻤﺤﻤـﺩ
ﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻤﺎﻟﺢ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺩﻤﺸﻕ – ﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺼـﺎﺩﺭ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨـﺎﻥ ،ﻁ1424 ،2ﻫــ
2003ﻡ.
-12ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺍﻟﻘﺭﺸـﻲ ﺍﻟﻜﻴـﺸﻲ ،ﺘﺤﻘﻴـﻕ:
ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻴﺤﻴﻰ ﻤﺭﺍﺩ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ1425 ،ﻫـ 2004 -ﻡ.
270
-13ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩ ،ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ
ﺍﺒﻥ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ،ﺇﺸﺭﺍﻑ :ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋـﺔ ﻭﺍﻟﻨـﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1421 ،1ﻫـ 2001 -ﻡ.
-14ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ :ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ –
ﻟﺒﻨﺎﻥ.
-15ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ :ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﻌـﺭﻭﻑ ﺒـﺎﺒﻥ
ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ.
-16ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ :ﺴﻤﻴﺢ ﻋﺎﻁﻑ ﺍﻟﺯﻴﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨـﺎﻨﻲ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ ،ﻁ،1
1405ﻫـ 1985 -ﻡ.
-17ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭ ﺯﻫﻴـﺭ
ﻏﺎﺯﻱ ﺯﺍﻫﺩ ،ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻁ1409 ،3ﻫـ 1988 -ﻡ.
-18ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺒﻴﺎﻨﻪ :ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺍﻟـﺩﺭﻭﻴﺵ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺭﺸـﻴﺩ ،ﻤﺅﺴـﺴﺔ
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻁ1403 ،2ﻫـ 2001 -ﻡ.
-19ﺇﻤﻼﺀ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﺒـﺩ
ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨـﺎﻥ ،ﻁ1399 ،1ﻫــ -
1979ﻡ.
-20ﺍﻹﻴﻀﺎﺡ ﻟﻨﺎﺴﺦ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻤﻨﺴﻭﺨﻪ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺼﻭﻟﻪ ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ :ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻜـﻲ
ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﻓﺭﺤﺎﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴـﻊ ،ﻁ،1
1406ﻫـ 1986 -ﻡ.
-21ﺒﺤﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺴﻤﺭﻗﻨﺩﻱ ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻠﻴﺙ ﻨﺼﺭ ﺒـﻥ ﻤﺤﻤـﺩ ﺒـﻥ ﺃﺤﻤـﺩ ﺒـﻥ ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ
ﺍﻟﺴﻤﺭﻗﻨﺩﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻌﻭﺽ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨـﺎﻥ،
ﻁ1413 ،1ﻫـ 1993 -ﻡ.
-22ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ :ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ﻓﺘﻴﺢ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ،
ﻁ1413 ،1ﻫـ 1992 -ﻡ.
-23ﺍﻟﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺯﺍﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻘﻲ ﺍﻟﺸﺎﻁﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺭﻯ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘـﺎﺡ
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1401 ،1ﻫـ 1981 -ﻡ.
-24ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺒﺩﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺯﺭﻜﺸﻲ ،ﺘﺤﻘﻴـﻕ :ﻤﺤﻤـﺩ
ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
-25ﺒﺼﺎﺌﺭ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻓﻲ ﻟﻁﺎﺌﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ :ﻤﺠﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺃﺒﺎﺩﻱ،
ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ1389 ،ﻫـ 1969 -ﻡ.
271
-26ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺓ :ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟـﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟـﺴﻴﻭﻁﻲ،
ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ،ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ ،ﺼﻴﺩﺍ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
-27ﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺭﻭﺱ ﻤﻥ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ :ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺭﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﺍﻟﺯﺒﻴﺩﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻋﺒـﺩ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﻐﺭﺒﺎﻭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ1386 ،ﻫـ 1967 -ﻡ.
-28ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ :ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺒﻴﻀﻭﻥ ﻟﻨﺸﺭ ﻜﺘـﺏ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ.
-29ﺍﻟﺘﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜـﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋـﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ1421 ،ﻫـ 2001 -ﻡ.
-30ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺸـﻭﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺴـﺤﻨﻭﻥ ﻟﻠﻨـﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺘﻭﻨﺱ.
-31ﺘﻘﺭﻴﺏ ﺍﻟﺘﻬﺫﻴﺏ :ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺤﺠﺭ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻨﻲ ،ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ ﻋﺎﺩل ﻤﺭﺸﺩ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ،
ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1420 ،1ﻫـ.
-32ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩﻩ ﺍﻟﺭﺍﺠﺤﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.
-33ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﺍﻟﺠﺭﺠـﺎﻨﻲ ﺍﻟﺤﻨﻔـﻲ ،ﻤﻨـﺸﻭﺭﺍﺕ
ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺒﻴﻀﻭﻥ ﻟﻨﺸﺭ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨـﺎﻥ ،ﻁ،1
1421ﻫـ 2000 -ﻡ
-34ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﺒﺄﺒﻲ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋـﺎﺩل
ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻌﻭﺽ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠـﻲ ﺒﻴـﻀﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1422 ،1ﻫـ 2001 -ﻡ.
-35ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﻥ :ﺍﻹﻤﺎﻤﺎﻥ ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺭﺍﺠﻌـﻪ ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭ
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺘﺎﻤﺭ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻁ1424 ،1ﻫـ 2004 -ﻡ.
-36ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﻭﻱ :ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ.
-37ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﺒﻨـﺎ ،ﺸـﺭﻜﺔ ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﺤﺯﻡ ،ﻁ1419 ،1ﻫـ 1998 -ﻡ.
-38ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻁﻬﺭﺍﻥ ،ﻁ.2
-39ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺼﻼﺡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘـﺎﺡ ﺍﻟﺨﺎﻟـﺩﻱ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻨﻔﺎﺌﺱ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﻁ1418 ،1ﻫـ 1997 -ﻡ.
-40ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺼﻼﺡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺨﺎﻟﺩﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔـﺎﺌﺱ ﻟﻠﻨـﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴـﻊ،
ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﻁ1416 ،1ﻫـ 1996 -ﻡ.
272
-41ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻴﺩ ﻁﻨﻁﺎﻭﻱ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ1397 ،ﻫـ
1977 -ﻡ.
-42ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻭﻫﺒﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻁ1421 ،7ﻫـ
2000 -ﻡ.
-43ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻟﻁﻔﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ) ،ﺒﺩﻭﻥ ﻨﺎﺸﺭ(.
-44ﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﺎﺌل ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ :ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﺒﻥ
ﺍﻟﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﺸﻨﺘﺭﻴﻨﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ،ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﺠﺩﺍﺭﺍ ﻟﻠﻜﺘـﺎﺏ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻲ،
ﻋﻤﺎﻥ – ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﻭﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﺇﺭﺒﺩ – ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﻁ2006 ،1ﻡ.
-45ﺘﻬﺫﻴﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ :ﺃﺒﻭ ﻤﻨﺼﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻷﺯﻫﺭﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺭ،
ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻟﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ.
-46ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ )ﻤﻌﺠﻡ ﻟﻐﻭﻱ ﻤﺼﻁﻠﺤﻲ( :ﻤﺤﻤـﺩ ﺒـﻥ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟـﺭﺅﻭﻑ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺭﻀﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﺍﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ،
ﺩﻤﺸﻕ – ﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﻁ1423 ،1ﻫـ 2002 -ﻡ.
-47ﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ :ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺩ ﺍﻟـﺭﺤﻤﻥ ﺒـﻥ ﻨﺎﺼـﺭ
ﺍﻟﺴﻌﺩﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻤﺤﻤﺩ ﺯﻫﺭﻱ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،ﻁﺒﻊ ﻭﻨﺸﺭ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ
ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ – ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ1404 ،ﻫـ.
-48ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨـﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1421 ،1ﻫـ 2001 -ﻡ.
-49ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤـﺩ ﺍﻷﻨـﺼﺎﺭﻱ ﺍﻟﻘﺭﻁﺒـﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜـﺭ
ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ1424 ،ﻫـ 2003 -ﻡ.
-50ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻟﺸﻌﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭ
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺤﺎﻤﺩ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ،ﺒﻭﻤﺒﺎﻱ – ﺍﻟﻬﻨﺩ ،ﻁ1408 ،1ﻫـ 1988 -ﻡ.
-51ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﺨﺎﻟﻭﻴﻪ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺎل ﺴـﺎﻟﻡ ﻤﻜـﺭﻡ،
ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻁ1428 ،1ﻫـ 2007 -ﻡ.
-52ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ :ﺃﺒﻭ ﺯﺭﻋﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺯﻨﺠﻠﺔ ،ﺘﺤﻘﻴـﻕ :ﺴـﻌﻴﺩ ﺍﻷﻓﻐـﺎﻨﻲ،
ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﻁ1418 ،5ﻫـ 1997 -ﻡ.
-53ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ :ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻤﺤﻤـﺩ
ﻋﻠﻲ ﺒﻴﻀﻭﻥ ﻟﻨﺸﺭ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1421 ،1ﻫـ -
2001ﻡ.
273
-54ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺠﻨﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻬﺩﻯ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ –
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ.2
-55ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻥ :ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﻤﻌـﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟـﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒـﻲ،
ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺃﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺨﺭﺍﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ ،ﺩﻤﺸﻕ – ﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﻁ1406 ،1ﻫـ 1986 -ﻡ.
-56ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ :ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻋﻀﻴﻤﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
-57ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ
ﺍﻷﻟﻭﺴﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1405 ،4ﻫـ 1985 -ﻡ.
-58ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻘﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻤﺤﻤﺩ
ﺼﻔﺎﺀ ﺤﻘﻲ ،ﺘﺩﻗﻴﻕ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ،ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟـﺸﺎﺭﻗﺔ،
ﻁ1427 ،1ﻫـ 2006 -ﻡ.
-59ﺍﻟﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻨﻴﺭ :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟـﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻁﻴـﺏ ﺍﻟـﺸﺭﺒﻴﻨﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓـﺔ
ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ.2
-60ﺴﻨﻥ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ :ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻟﻘﺯﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﺒـﺎﺒﻥ ﻤﺎﺠـﻪ ،ﺤﻜـﻡ ﻋﻠـﻰ
ﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻪ ﻭﻋﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﻨﻲ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ،ﻁ1417 ،1ﻫـ.
-61ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ :ﺃﺒﻭ ﻋﻴﺴﻰ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺃﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤـﺩ ﺸـﺎﻜﺭ
ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
-62ﺴﻴﺭ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ ،ﺃﺸـﺭﻑ ﻋﻠـﻰ
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺨﺭﺝ ﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻪ ﺸﻌﻴﺏ ﺍﻷﺭﻨﺎﺅﻭﻁ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ ،ﻁ1410 ،7ﻫــ -
1990ﻡ.
-63ﺸﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﺫﻫﺏ :ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻷﺩﻴﺏ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻤـﺎﺩ
ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ.
-64ﺸﺭﺡ ﺸﺫﻭﺭ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺠﻤـﺎل ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺒـﻥ
ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﺒﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
-65ﺍﻟﺼﺎﺤﺒﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺴﻨﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻬﺎ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻓـﺎﺭﺱ ،ﺘﺤﻘﻴـﻕ:
ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺸﱡﻭﻴﻤﻲ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃ .ﺒﺩﺭﺍﻥ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ1382 ،ﻫـ 1963 -ﻡ.
-66ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﺘﺎﺝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺼﺤﺎﺡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ :ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﻥ ﺤﻤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺃﺤﻤـﺩ ﻋﺒـﺩ
ﺍﻟﻐﻔﻭﺭ ﻋﻁﺎﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﻠﻤﻼﻴﻴﻥ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ1399 ،2ﻫـ1979 -ﻡ.
-67ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺍﻋﺘﻨﻰ ﺒﻪ ﺃﺒﻭ ﺼﻬﻴﺏ ﺍﻟﻜﺭﻤﻲ،
ﺒﻴﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ.
274
-68ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺒﻭﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﺭﺠـﺏ،
ﻁ1422 ،2ﻫـ 2002 -ﻡ.
-69ﺼﻔﻭﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ )ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ( :ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﺎﺒﻭﻨﻲ ،ﺇﺸﺭﺍﻑ :ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ
ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ1421 ،ﻫـ 2001 -ﻡ.
-70ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ :ﺘﺎﺝ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻭ ﻨﺼﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ﺒﻥ ﻋﻠـﻲ ﺒـﻥ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻜـﺎﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﻁﺎ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠـﻲ ﺒﻴـﻀﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1420 ،1ﻫـ 1999 -ﻡ.
-71ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ :ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺩﺍﻭﺩﻱ ،ﺘﺤﻘﻴـﻕ :ﻋﻠـﻲ
ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻤﺭ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻭﻫﺒﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻁ1415 ،2ﻫـ 1994 -ﻡ.
-72ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ :ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،ﻋﻨﻲ
ﺒﻨﺸﺭﻩ :ﺝ .ﺒﺭﺠﺴﺘﺭﺍﺴﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1402 ،3ﻫـ 1982 -ﻡ.
-73ﻏﻴﺙ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ :ﻭﻟﻲ ﺍﷲ ﺴﻴﺩﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺴﻲ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻤﺤﻤﺩ
ﻋﻠﻲ ﺒﻴﻀﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1419 ،1ﻫـ 1999 -ﻡ.
-74ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻓﻨﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﻴﺔ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒـﻥ
ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺴﻴﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻁ1418 ،3ﻫـ 1997 -ﻡ.
-75ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ :ﻤﺠﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺁﺒﺎﺩﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
-76ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﻋـﺭﺍﺏ :ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻷﺠلّ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺭﻜﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺠﻤﺎل ﺍﻹﺴـﻼﻡ
ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﺨﺎﻭﺭﺍﻨﻲ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺤﻤـﺩ
ﺍﻟﺨﺜﺭﺍﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ1413 ،ﻫـ 1993 -ﻡ.
-77ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺸﺭﻴﺢ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺘﻌﻠﻴـﻕ :ﺠﻤـﺎل
ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺸﺭﻑ ،ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻟﻠﺘﺭﺍﺙ ،ﻁﻨﻁﺎ.
-78ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻴﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺩﺍﻨﻲ ،ﻤﻨـﺸﻭﺭﺍﺕ
ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺒﻴﻀﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1416 ،1ﻫـ 1996 -ﻡ.
-79ﻜﺘﺎﺏ ﺩﻻﺌل ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ :ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ
ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ،ﺘﻌﻠﻴﻕ :ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺸﺎﻜﺭ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒﺠﺩﺓ ،ﻁ1413 ،3ﻫــ
1992 -ﻡ.
-80ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ :ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ
ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺭﻤﻀﺎﻥ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﻁ1418 ،5ﻫـ 1997 -ﻡ.
-81ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺸﻜل ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻴﺎﺴﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟـﺴﻭﺍﺱ،
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﻥ ﻟﻠﺘﺭﺍﺙ ،ﺩﻤﺸﻕ – ﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﻁ.2
275
-82ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻋﻥ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﻋﻴﻭﻥ ﺍﻷﻗﺎﻭﻴل ﻓﻲ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل :ﺃﺒـﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴـﻡ ﺠـﺎﺭ ﺍﷲ
ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﺍﻟﺨﻭﺍﺭﺯﻤﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ.
-83ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﻨﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒـﻥ ﺃﺒـﻲ
ﺸﻴﺒﺔ ﺍﻟﻜﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺴﻲ ،ﻀﺒﻁﻪ ﻭﺼﺤﺤﻪ ﻭﺭﻗﻡ ﻜﺘﺒﻪ ﻭﺃﺒﻭﺍﺒﻪ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻪ :ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺸـﺎﻫﻴﻥ،
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1416 ،1ﻫـ 1995 -ﻡ.
-84ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ )ﻤﻌﺠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺭﻭﻕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ( :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺃﻴﻭﺏ ﺒﻥ ﻤﻭﺴـﻰ ﺍﻟﺤـﺴﻴﻨﻲ
ﺍﻟﻜﻔﻭﻱ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1413 ،2ﻫـ 1993 -ﻡ.
-85ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺯﻥ ،ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒـﻥ ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ
ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﺒﺎﻟﺨﺎﺯﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ1399 ،ﻫـ 1979 -ﻡ.
-86ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﻭل ﻓﻲ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺯﻭل :ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟـﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺘﺤﻘﻴـﻕ :ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭ
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺘﺎﻤﺭ ،ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ،ﻁ.1
-87ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ :ﻟﻺﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﻜﺭﻡ ﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ
ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺘﻌﻠﻴﻕ :ﻋﺎﻤﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺤﻴﺩﺭ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺒﻴﻀﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1424 ،1ﻫـ 2002 -ﻡ.
-88ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭﻤﺒﻨﺎﻫﺎ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺘﻤﺎﻡ ﺤﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻜﺘـﺎﺏ ،ﻁ،2
1979ﻡ.
-89ﻟﻤﺤﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻟﻁﻔﻲ ﺍﻟـﺼﺒﺎﻍ ،ﺍﻟﻤﻜﺘـﺏ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ1410 ،3ﻫـ 1990 -ﻡ.
-90ﻤﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ "ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ" :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟـﺴﻼﻡ ﺤﻤـﺩﺍﻥ ﺍﻟﻠـﻭﺡ
ﻭﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺤﻤﺩﻱ ﺍﻟﺩﻫﺸﺎﻥ ،ﻁ1427 ،2ﻫـ 1997 -ﻡ.
-91ﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺏ ﻓﻲ ﺘﺒﻴﻴﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺸﻭﺍﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻹﻴﻀﺎﺡ ﻋﻨﻬﺎ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒـﻥ ﺠﻨـﻲ،
ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠﺩﻱ ﻨﺎﺼﻑ ﻭﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ،ﻴﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﺼﺩﺍﺭﻫﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺘﻭﻓﻴـﻕ
ﻋﻭﻴﻀﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ1389 ،ﻫـ 1969 -ﻡ.
-92ﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ :ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﺒـﻥ ﻏﺎﻟـﺏ ﺒـﻥ
ﻋﻁﻴﺔ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺒﻔﺎﺱ1395 ،ﻫـ 1975 -ﻡ.
-93ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻠـﻭﻡ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ1405 ،ﻫـ 1985 -ﻡ.
-94ﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل :ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ ،ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ ،ﺘﺤﻘﻴـﻕ:
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔﺎﺌﺱ ،ﻁ1416 ،1ﻫـ 1996 -ﻡ.
276
-95ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔـﺴﻴﺭ :ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭ
ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺎﻟﻡ ﻤﺤﻴﺴﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ1409 ،1ﻫـ 1989 -ﻡ.
-96ﻤﺴﻨﺩ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺤﻨﺒل ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺸﻌﻴﺏ ﺍﻷﺭﻨـﺅﻭﻁ ،ﻁ1418 ،1ﻫــ -
1997ﻡ) ،ﺒﺩﻭﻥ ﻨﺎﺸﺭ(.
-97ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻓﻲ ﺇﻋﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ "ﻟﻁﺎﺌﻑ ﻭﺃﺴﺭﺍﺭ" :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺭﺸﺎﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺴـﺎﻟﻡ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺭ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻁ1416 ،1ﻫـ 1996 -ﻡ.
-98ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل :ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺍﻟﻔـﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﻐـﻭﻱ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1422 ،1ﻫـ 2002 -ﻡ.
-99ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻴﺤﻴﻰ ﻤﺭﺍﺩ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ،ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ،
1425ﻫـ 2004 -ﻡ.
-100ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺇﻋﺭﺍﺒﻪ :ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﺃﺒﻭ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺍﻟﺴﺭﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒـﺩ
ﺍﻟﺠﻠﻴل ﻋﺒﺩﻩ ﺸﻠﺒﻲ ،ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ1408 ،1ﻫـ 1988 -ﻡ.
-101ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ :ﻴﺎﻗﻭﺕ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻁ1400 ،3ﻫــ -
1980ﻡ.
-102ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ ﺘﺭﺍﺠﻡ ﻤﺼﻨﻔﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ :ﻋﻤﺭ ﺭﻀﺎ ﻜﺤﺎﻟﺔ ،ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﺜﻨـﻰ،
ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻭﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
-103ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ :ﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻁ.3
-104ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺭ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒـﻥ
ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺒﺸﺎﺭ ﻋﻭﺍﺩ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ ،ﻁ،1
1404ﻫـ 1984 -ﻡ.
-105ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻟﺭﺍﻏﺏ ﺍﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺼﻔﻭﺍﻥ ﻋﺩﻨﺎﻥ ﺩﺍﻭﻭﺩﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠـﻡ،
ﺩﻤﺸﻕ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺎﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ1423 ،3ﻫـ 2002 -ﻡ.
-106ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﺒﺭﺒﺭ ﻭﻤﻥ
ﻋﺎﺼﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻷﻜﺒﺭ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨـﺎﻥ ،ﻁ،1
1419ﻫـ 1998 -ﻡ.
-107ﻤﻨﺎﻫل ﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻌﻅـﻴﻡ ﺍﻟﺯﺭﻗـﺎﻨﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟـﺴﻼﻡ،
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻁ1424 ،1ﻫـ 2003 -ﻡ.
-108ﻨﺎﺴﺦ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻤﻨﺴﻭﺨﻪ )ﻨﻭﺍﺴﺦ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ( :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻠـﻲ ﺒـﻥ ﻋﺒـﺩ ﺍﷲ ﺍﺒـﻥ
ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺤﺴﻴﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺃﺴﺩ ﺍﻟـﺩﺍﺭﺍﻨﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ،ﺩﻤـﺸﻕ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ ،ﻁ،1
1411ﻫـ1990 -ﻡ.
277
-109ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﻭﺍﻓﻲ ﻤﻊ ﺭﺒﻁﻪ ﺒﺎﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺭﻓﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺩﺩﺓ :ﻋﺒﺎﺱ ﺤﺴﻥ ،ﻁ،4
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﻤﺼﺭ.
-110ﻨﺤﻭ ﻭﻋﻲ ﻟﻐﻭﻱ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺎﺯﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴـﺎﻟﺔ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ1399 ،ﻫــ -
1979ﻡ.
-111ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﻓﻴﺩﺓ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴـﻊ
ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ ،ﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﻁ1399 ،3ﻫـ 1990 -ﻡ.
-112ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ :ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺩﻤـﺸﻘﻲ ﺍﻟـﺸﻬﻴﺭ
ﺒﺎﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺒﻴـﻀﻭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ،ﺒﻴـﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨـﺎﻥ ،ﻁ،1
1418ﻫـ 1998 -ﻡ.
-113ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺼـﻔﻭﺍﻥ
ﻋﺩﻨﺎﻥ ﺩﺍﻭﻭﺩﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ ،ﺩﻤﺸﻕ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺎﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ1415 ،1ﻫـ 1995 -ﻡ.
-114ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺃﻨﺒﺎﺀ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ
ﺍﺒﻥ ﺨﻠﹼﻜﺎﻥ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺇﺤﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ.
* ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺎﺕ:
-1ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤـﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘـﺭﺓ ﻭﺁل ﻋﻤـﺭﺍﻥ
)ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ( :ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ،ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤـﺭﻭﺍﻥ ﺃﺒـﻭ ﺭﺍﺱ،
ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻵﺨﺭ 1423ﻫـ -ﻴﻭﻟﻴﻭ 2002ﻡ.
-2ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴـﻭﺭﺘﻲ ﺍﻷﻨﻌـﺎﻡ ﻭﺍﻷﻋـﺭﺍﻑ )ﺭﺴـﺎﻟﺔ
ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ( :ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﻓﺎﺘﻨﺔ ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ،ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺯﻫﺩﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﻨﻌﻤـﺔ1427 ،ﻫــ -
2006ﻡ.
-3ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻋﻠـﻰ ﺴـﻭﺭﺘﻲ ﺍﻟﻨـﺴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ )ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ( :ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺯﺍﺕ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺴﻭﻴﺭﻜﻲ ،ﺇﺸـﺭﺍﻑ ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤـﺭﻭﺍﻥ
ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺭﺍﺱ1427 ،ﻫـ 2006 -ﻡ.
-4ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ )ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ( :ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻴـﺴﻰ ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ
ﺼﻴﺩﻡ ،ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺼﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺯﻫﺩ1421 ،ﻫـ 2000-ﻡ.
-5ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ) :ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺁﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ(،
ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺸﺭﻴﻑ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ -ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 2003ﻡ ،ﻋﺩﺩ ،3ﺹ.92-7
-6ﺤﻭﻟﻴﺔ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ) :ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﺩﻻﻟـﺔ( ،ﻋـﺩﺩ ،19
ﺠﺯﺀ ،2ﺹ.485-465
-7ﺍﻟﻘﺒﺱ ) :ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ( ،ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻌﻁﻲ ﺴﺎﻟﻡ ،ﻋﺩﺩ ،6ﺹ.46-1
278
ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﺃ ﺸﻜﺭ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ
ﺏ ﻤﻘﺩﻤﺔ
ﺝ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﺝ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﺝ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ
ﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ
ﺩ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﻫـ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ
ﺯ ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ
ﻭﻗﻔﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ
2 ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻟﻐﺔ ﻭ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ
3 ﺃﻭﻻﹰ :ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﻟﻐﺔﹰ.
4 ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ.
6 ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ
7 ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻟﻐﺔﹰ ﻭﺍﺼﻁﻼﺤﺎ.
7 ﺃﻭﻻﹰ :ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﻟﻐﺔﹰ.
9 ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ.
13 ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
13 ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ.
15 ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﺇﻟﻴﻪ
16 ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ.
20 ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.
279
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
21 ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔـﺴﻴﺭﻴﺔ ﻭﺇﻅﻬـﺎﺭ
ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ
22 ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ.
29 ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ.
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
38 -36 ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ.
149 -39 ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ.
194 -150 ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ.
251 -195 ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.
252 ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ.
256 ﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
257 ﺃﻭﻻﹰ :ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ.
266 ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ.
267 ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ.
270 ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ.
279 ﺨﺎﻤﺴﺎ :ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ.
A ﻤﻠﺨﺹ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ.
280
Abstract
Great thanks for Allah who gave me the gift of Islam. Thanks a lot for his good deeds
and the peace be upon Mohammed & his Sahaba.
I have completed this simple research. If I succeed, this from Allah & his help, and
if I failed, I ask Allah his forgiveness and mersy. I hope that a lot of Muslims will
benefit from it.
This is the research epilogue in which I show an abstract for each chapter then I
mention the most important results I reached.
* The first chapter: The research theoretical side which focuses on postures on syntax
& analytic explanation; it defines the syntax and explanation linguistically &
conventionally, also it shows the relation between the general explanation the analytic
explanation. More over, it mentions the importance of the syntax for the analytic
explanation and the explainers need for syntax and it focuses the light on the effect of
syntax variety on the variety of explanatory meanings & showing the linguistic
inimitability.
* The second chapter: The research core; it is the practical side which deals with the
effect of the difference of the syntax on the explanation which is applied on" Al-Fateha,
Al-Baqara, Al-Imran and Al-Nessa'a". The debatable places were 238. which are
distibted as:- one debatable place in Al-Fateha, 136 debatable places in Al-Baqara, 46
debatable places in Al-Imran and 56 debatable places in Al-Nessa'a.