طرق التنفيذ الاحكام PDF
طرق التنفيذ الاحكام PDF
طرق التنفيذ الاحكام PDF
السداسيالثالث
الفوج األول
مادة :قانون المسطرة المدنية
إن األمن القضائي المتمثل في ثقة المواطنين في القضاء يستدعي تحقيق العدالة ال من
حيث إصدار أحكام قضائية فقط ولكن من حيث تنفيذها وهو السبيل للوصول إلى النجاعة
القضائية حفاظا على هيبة و سمعة العدالة واعتمادا على كون األحكام النهائية الصادرة عن
القضاء ملزمة للجميع و يستوجب على السلطات العمومية المساعدة على تنفيذها كما نص
عليه في دستور 92يوليوز 9122بالرغم مما قد يعترض ذلك من معوقات او إشكاليات
يتطلب إيجاد حلول لها تشريعيا او قضائيا عن طريق االجتهاد .
وبالتالي فتنفيذ األحكام يعتبر الحلقة األهم و العمود الفقري الذي يعطي للعدالة مفهومها
الحقيقي ويجعل لها قيمة لدى المواطنين بوجه عام والمتقاضي بوجه خاص ذلك أن الحكم
القضائي إذا لم يتم تنفيذه يعتبر عديم الجدوى بل انه مجرد لغو يجرد القضاء من قيمته و
فعاليته ومن ثم فان وظيفة نظام التنفيذ تتمثل في إضفاء الحماية على المراكز القانونية
الناتجة عن هذه األحكام.
وبذلك يشكل التنفيذ التجسيد المادي لفعالية الجهاز القضائي فالحماية القضائية ال تتم إال
بعملية تنفيذ األحكام ذلك أن تقديم الدعوى و المرور بمجموعة من اإلجراءات و توسع
القانون في شروط قبولها لن ينفع المحكوم له بسبب البطء في تنفيذ الحكم الصادر لفائدته او
استحالة تنفيذه
وفضال عن ما يسببه بطء التنفيذ او استحالته من ضرر لمن صدر الحكم لصالحه فان
ذلك يؤدي ايضا الى فقدان الثقة في القضاء و اضعاف سلطته و هيبته الن الحقوق تبقى بدون
حماية حقيقة اذا لم تتوج بالوصول الى اصحابها عن طريق التنفيذ االحكام الصادرة
بشأنها ,فال دولة للحق و القانون بدون الحرص على تنفيذ احكام حائزة لقوة الشيء المقضي
به ,ومن خالل استقراء المقتضيات القانونية المتعلقة بالتنفيذ نجد سبيلين لتنفيذ االحكام
المدنية :التنفيذ االختياري وهي حالة نادرة إذ يقوم المحكوم عليه بتنفيذ الحكم إراديا ومن
تلقاء نفسه ودون جبره و النوع الثاني وهو التنفيذ الجبري فهو الذي يتم قهرا إلجبار المدين
1
على الوفاء بما التزم به و تجريه السلطة العامة تحت إشراف القضاء ورقابته بناء على طلب
دائن بيده سند مستوف للشروط المنصوص عليها في القانون وذلك باستحقاق حقه الثابت
بالسند من المدين قهرا منه.
وقد حدد المشرع المغربي طرق التنفيذ الجبري في الغرامة التهديدية و الحجوز
باإلضافة الى االكراه البدني إال أن ما يهمنا هي تلك المنظمة في القسم التاسع من قانون
1
المسطرة المدنية
ويشكل الحجز أهم هذه الوسائل و أنجعها في تنفيذ األحكام القضائية و التي تمكن
الدائن من جبر مدينه على الوفاء بالتزامه بطريقة غير مباشرة بوضع أموال المدين بين يدي
القضاء ومنعه من التصرف فيها تصرفا يضر بمصالح من اوقع الحجز عليه من الدائنين
حتى يستوفي حقه من المدين عن طريق الوفاء االختياري أو ببيعها بالمزاد العلني للوفاء من
ثمنه بدين الدائن الحاجز .
أهمية الموضوع
-9من الناحية االقتصادية :تتجلى اهمية الحجز بصفة عامة في أن عالم االستثمار و
الصفقات والعمليات التجارية لمراهنة المستثمرين التجارة يتميز بالسرعة في إبرام
على الربح و الوقت باعتبارهما احد دعامات االقتصاد لذلك فان اغلب المستثمرين يلجؤن
الى دارسة المساطر القانونية و القضائية المتعلقة بتنفيذ االحكام و مدى مالءمتها لضمان
استمرار النشاط االقتصادي و االطمئنان على مشاريعهم.
1ظهير شريف بمثابة قانون رقم 2.12.221بتاريخ 22رمضان 92 2522شتنبر2212الجريدة الرسمية العدد 59.51مكرر الصفحة
9129
2
-5من الناحية االجتماعية :ال يخفى ان تنفيذ االحكام و القرارات الصادرة عن القضاء
يكتسي اهمية بالغة ألنه ضرورة لتأكيد مدى فعالية الجهاز القضائي ودوره في إيصال
الحقوق إلى أصحابها و طمأنة المتقاضين عن جدوى اللجوء الى المحاكم
إشكالية الموضوع
ان دارسة موضوع الحجز كأحد طرق التنفيذ الجبري ألحكام القضائية يتطلب التطرق
الهم النصوص المنظمة له في قانون المسطرة المدنية لمعرفة اهم إجراءات المتبعة في هذا
الصدد و اثار الناجمة عن هذا النوع من التنفيذ الجبري لألحكام
ومن هذا المنطلق سنعالج إشكالية اساسية تتلخص في مدى توفق المشرع المغربي من
خالل المقتضيات المؤطرة للحجز في جعل هذا االخير وسيلة ضمان لحماية حقوق الدائن
وكذا في تحقيق التوازن بين مصالح الدائن الحاجز المهددة بالضياع و بين المركز
االجتماعي و االقتصادي للمدين المحجوز عليه مما يدفعنا الى التساؤل:
-فماهي انواع الحجوز المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية ؟
-وكيف نظم المشرع المغربي إجراءات المتعلقة بكل حجز على حدا؟
-وما هي االثار المترتبة عن الحجوز كإحدى أنواع التنفيذ الجبري لألحكام؟
المنهج المعتمد
بما أن الباحث في مجال القانوني مدعو إلى االستناد على احد مناهج البحث العلمي
فإننا و في إطار دراستنا اعتمدنا على المنهج التحليلي الوصفي لإللمام بطبيعة النص القانوني
المؤطر لطرق التنفيذ في قانون المسطرة المدنية
خطة البحث
وعلى ضوء ما سبق و للتفصيل في حيثيات هذا الموضوع تم تقسيم هذا الموضوع الى
مبحثين
المبحث االول :الحجز التحفظي والتنفيذي
المبحث الثاني:الحجز لدى الغير و الحجز االرتهاني و االستحقاقي
3
المبحث األول :الحجز التحفظي والتنفيذي
نظم المشرع المغربي مسطرة الحجز كضمانة ألداء الدين في النصوص المسطرة
المدنية متناوال كال من الحجز التحفظي المطلب األول والحجز التنفيذي المطلب الثاني .
قام المشرع المغربي بتنظيم المقتضيات المتعلقة بالحجز التحفظي من الفصول 259
إلى 252من ق .م .م ،فالحجز بصفة عامة يعتبر أهم الوسائل وأنجعها في تنفيذ األحكام
توافر بعض القواعد القضائية ،لكن لممارسة مسطرة الحجز التحفظي فإنه يشترط
الموضوعية (الفقرة األولى)،إضافة إلى قواعد إجرائية (الفقرة الثانية ).
لدراسة موضوع الحجز التحفظي من ناحية تحديد شروطه الموضوعية إرتأينا (أوال)
تناول ماهية الحجز التحفظي وتمييزه عن بعض المؤسسات المشابهة له ،بعد ذلك سنتطرق
إلى الشروط ال متعلقة بتحديد أطراف الحجز التحفظي ( ثانيا ) ،لننتقل بعد ذالك للتطرق
لمحل الحجز التحفظي واألموال الغير القابلة للحجز التحفظي ( ثالثا).
لم يقم المشرع المغربي عند تنظيمه للحجز التحفظي في إطار قانون المسطرة المدنية
بوضع تعريف محدد له،وأمام غياب تعريف تشريعي له فإننا نرجع للتعاريف التي وضعها
كل من الفقه والقضاء .فعرف األستاذ محمد ابن الحاج السلمي الحجز التحفظي بما يلي "إنه
إجراء يمنح للدائن الذي يخشى من مدينه أن يفوت األمالك التي يمارس عليها حقه في
2
الضمان العام بهدف المحافظة على حق الدائنية هذا".
-2محمد ابن الحاج السلمي ،التفييد اإلحتياطي في التشريع العقاري الطبعة 9119 ،مطبعة دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ،
الرباط ،ص 22
4
كما عرفته االستاذة مارية أصواب بأنه " وضع يد القضاء على المنقوالت والعقارات
التي إنصب عليها الحجز ومنع المدين من التصرف فيها تصرفا يضر بدائنه عن طريق
3
البيع أو الهبة أوغيرها"
في حين عرفه األستاذ محمود مصطفى يونس على أنه " إجراء قضائي مؤقت ينحصر
أثاره المباشر في التحفظ على مال أو حق معين للمدين بوضع تحت العدالة لمصلحة الدائن
الحاجز حتى ال يقوم المدين بأي فعل أو تصرف مادي أو قانوني من أنه تهديد الضمان
4
العام للدائن "
أما بخصوص التعريف القضائي للحجز التحفظي فقد عرفته المحكمة النقض بأنه "
إجراء إحترازي يلجأ إليه الدائن لضمان حقه في مواجهة مد ينه وينتهي مفعوله بمجرد
5
تحويله لحجز تنفيذي"
إنطالقا من التعاريف السابقة يمكن تعريف الحجز التحفظي بأنه وضع القضاء يده على
أموال المدين بشكل مؤقت واحترازي بهدف منعه من أي تصرف يضر بمصالح الدائن .
مما ال شك فيه أن الحجوز بمختلف أنواعها تشترك في وضع أموال المدين بين يدي
القضاء ومنعه من التصرف فيها تصرفا يضر بالدائن ويكمن أساس التفرقة بينهما في وجود
قواعد موضوعية وإجرائية تميز الحجز التحفظي عن باقي الحجوز األخرى ،إال ان اإلشكال
يطرح في تمييز الحجز التحفظي عن التقييد اإلحتياطي ,خصوصا أنهما يشتركان في خاصية
تحفظية أي حماية ال حق إال أنهما يختلفان في عدة خصائص تميز كل واحد عن أخر ،
فالهدف من الحجز التحفظي وضع أموال بين يدي القضاء وهذه األموال يمكن لها أن تكون
عبارة عن عقارات أو منقوالت خالفا للتقييد اإلحتياطي الذي يرمي إلى ضمان الحفاظ على
-9مارية أصواب ،تنفيذ االحكام المدنية في ضوء العمل القضائي ،الطبعة األولى 9122مكتبة دار السالم الرباط ،ص 52
-5محمود مصطفى يونس ،النظام القانوني للحجزالتحفظي القضائي دار النهضة العربية ،السنة ، 2225ص 21أشار إليه الطالب
رشيد قافو ،الحجز االتحفظي في القانون المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية
واإلجتماعية ،جامعة القاضي عياض ،مراكش ،السنة الجامعية ، 9121-9112ص 29
-2قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ -15-11تحت عدد 222في الملف التجاري عدد 252-10منشور بمجلة قضاء المجلس
األعلى عدد 02ص 225وما يليها -
5
مركز قانوني يتعلق بحق على عقار محفظ لتمكين المستفيد من تقييده بصفة نهائية عند
حصوله على سند قابل للتسجيل النهائي ،فالتقييد اإلحتياطي يجوز القيام به فقط إذا كان
طالبه يدعي حقا عينيا على عقار محفظ ،كما يختلفان من حيث األجال فالمشرع ال يشترط
في إيقاع الحجز التحفظي وال في دعوى تحويله إلى حجز تنفيذي أية مدة محددة على وجه
التحديد ،وإنما ترك ذ لك مفتوحا إلى حين استيفاء الدائن حقه من المدين بوفائه اختيارا او
طوعا أو بيعه بالمزاد العلني عند توفر الدائن على سند تنفيذي يخوله حق تحويل الحجز
التحفظي إلى حجز تنفيذي ،وعلى خالف التقييد اإلحتياطي الذي يتميز بحاالت تختلف
بإختالف الحالة التي أسس عليها كالتقييد اإلحتياطي على سند صحيح الذي يبقى ساريا
6
المفعول لعشرة أيام .
لكي يقع الحجز التحفظي صحيحا وسليما من الناحية اإلجرائية يتعين توافر شروط
موضوعية لرفع الدعوى في كل من الحاجز أو ممثله ،وكذلك المحجوز عليه أو من يقوم
مقامه ،وكذلك يجب تحديد محل الحجز التحفظي .
يقصد بأطراف الحجز التحفظي كل من الحاجز والمحجوز عليه ،فالحاجز هو أول من
يظهر في إجراءات الحجز وذلك باستصدار حجز على أموال مدينه ويشترط فيه الشروط
الموضوعية لرفع الدعوى المتمثلة في الصفة واألهلية تم المصلحة ،إال أنه تختلف هذه
الشروط بإختالف ما إذا كان طالب الحجز هو الدائن نفسه أم شخص غيره يمثله في القيام
بهذا اإلجراء ,وفي هذا إطار يجب أن يتوفر نائب الحاجز على شرط الصفة لصحة عمله
اإلجرائي ،ويتمكن هذا األخير من إثبات هذه الصفة عن طريق اإلدالء بوكالة تثبت
صالحيته في تدبير الذمة المالية للدائن ،ومن هنا يتضح أن شرط الصفة من الشروط
الجوهرية لقبول طلب النائب ،أما األهلية فتبقى غير ذات موضوع في هذا المجال مادام
6
الحجز التحفظي من أعمال اإلدارة التي ال يترتب عنها سوى التحفظ على أموال المدين بين
7
يدي القضاء
أما بخصوص المحجوز عليه فهو الطرف الثاني في خصومة التنفيذ والذي تتخذ في
حقه إجراءات الحجز على األموال المملوكة ,ويشترط فيه هو األخر الصفة واألهلية لصحة
العمل اإلجرائي ،وإذا اتخذت إجراءات الحجز ضد شخص ليس له صفة وال أهلية على
النحو المتقدم فإنها تكون باطلة ،ف المحجوز عليه قد يكون مدينا أصليا أو تبعيا ،وقد يكون
شخصا طبيعا أو شخصا معنويا ،كما يمكن أن يكون المحجوز عليه كذلك خلفا للمدين سواء
عاما أو خاصا .
لهذا يشترط أن يكون المحجوز عليه مدين للدائن الحاجز وينبغي أن يكون دائن للطرف
المحجوز عليه وقت إيقاع الحجز وإال اعتبر هذا الحجز تعسفيا ،كما يمكن أن يكون
المحجوز عليه مدينا تبعيا كالكفيل ،بحيث يمكن الحجز على أموال الكفيل المتضامن مع
المدين األصلي في أداء الدين وهذا ما ذهبت إليه محكمة النقض احدى قراراتها الذي جاء فيه
" للدائن الحق في حجز أموال الكفيل ما دام هذا األخير لم يثبت أنه منح دائنه ضمانة خاصة
8
به تغطي مبلغ الدين ،ولو كانت هناك ضمانة رهنية خصصها المدين األصلي للدائن "
ينص الفصل 255من ق م م على مايلي ":ال يترتب على الحجز التحفظي سوى وضع
يد القضاء على المنقوالت والعقارات التي إنصب عليها ومنع المدين من التصرف فيها
تصرفا يضر بدائنه ويكون نتيجة كل تفويت تبرعا أو بعوض مع وجود الحجز باطال وعديم
األثر "
7
لذالك يشترط أن تكون هذه األموال يبيح القانون إجراء الحجز عليها وليست مستثناة
من ذلك ،وعليه فإنه ال يجوز إجراء الحجز قانونا على االراضي الجماعية واألراضي التي
تخضع لنظام الملك العائلي و الرخص واالمتيازات التي تمنحها الدولة لبعض األشخاص
العتبارات خاصة ،وكذلك األمر بالنسبة لألمالك المخزنية وأراضي األحباس والكيش كما ال
9
تقبل الحجز األشياء الواردة في الفصل 252من ق مسطرة المدنية .
كما أنه يجب أن يكون الدين الذي سيجري الحجزعليه أن يكون محققا وبالتالي فإن
الديون االحتمالية ال يجوز إجراء الحجز عليها ،وأيضا الديون المتعلقة على شرط لم يتحقق
وقت طلب إجراء الحجز ،وأن يكون الهدف من إجراء الحجز هو ضمان حق شخصي
وليس لضمان حق عيني ألن إدعاء حق عيني على عقار يخول لصاحبه إجراء تقييد
10
احتياطي .
وهذا ما كرسته محكمة النقض في إحدى قراراتها الذي جاء فيه " بمقتضى الفصل
251من قانون المسطرة المدنية فإن الحجز التحفظي يقع من أجل ضمان أداء مبلغ مالي
وليس للحفاظ على حق عيني عقاري على عقار محفظ الذي بمقتضى الفصل 85من ظهير
التحفيظ العقاري .يمكن لكل من يدعي حقا على عقار محفظ أن يطلب تقييدا احتياطيا قصد
االحتفاظ المؤقت بهذا الحق .
9ينص هذا الفصل على مايلي " :التقبل الحجز األشياء التالية :
-2فراش النوم والمالبس وأواني الطبخ الالزمة للمحجوز عليه ولعائلته ؛
-9الخيمة التي تأويهم ؛
-5الكتب واألدوات الالزمة لمهنة المحجوز عليه ؛
-2المواد الغدائية الالزمة مدة شهر للمحجوز عليه ولعائلته التي تحت كفالته ؛
-5بقرتين وستة رؤوس من الغنم أو المعز باختيار المحجوز عليه باإلضافة إلى فرس أو بغل أو جمل أو حمارين باختيار المحجوز
عليه مع ما يلزم األكل وفراش هذه الحيوانات مدة شهر من تبن وعلف وحبوب؛
-0البذور الكافية لبذر مساحة تعادل مساحة الملك العائلي ل؛
-1نصيب الخماس ما لم يكن لفائدة رب العمل .
والكل دون مساس بالمقتضيات المتعلقة بالملك العائلي.
10مارية أصواب مرجع سابق ،ص 25
8
لذالك يكون معلال تعليال فاسدا ينزل منزلة انعدامه ومعرضا للنقض واإلبطال القرار
القاضي برفض طلب رفع الحجز التحفظي على عقار محفظ من أجل الحفاظ على العقار
11
الذي يدعي طالب الحجز شراءه دون تمكينه من تسجيل الشراء"
تجب اإلشارة أنه البد من توفر شروط في الحق موضوع الحجز التحفظي ,وهو أن
يكون مبلغا من النقود ,ومحقق الوجود ,وحال األداء ,ومعين المقدار وإال عين تعيينا مؤقتا من
طرف القاضي الذي يأمر بإيقاع الحجز،أما بخصوص شكلياته فإنه لم يحدد المشرع كيفية
تقديم الحجز التحفظي أمام رئيس المحكمة اإلبتدائية أو من ينوب عنه ،مما يتعين الرجوع
إلى القواعد العامة لرفع كافة الدعاوى ،إال أن ما جرى به العمل في تقديم الحجز التحفظي
يكون بواسطة مقال إلى رئيس المحكمة اإلبتدائية التي يوجد بها موطن المحجوز عليه
الحقيقي أو المختار أو إلى مكان وجود العقار أو األصل التجاري المراد الحجز عليه ،إذا
قدم طلب إيقاع الحجز التحفظي إلى رئيس المحكمة اإلدارية فإنه يتعين وجوبا أن يكون في
شكل مقال مكتوب موقع عليه من طرف محام مسجل في جدول هيئة من هيئات المحامين
بالمغرب.
11قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 21-5-9112في الملف المدني عدد 2109-2-2- 9119منشورفي مجلة قضاء المجلس
األعلى ،العدد ، 05-02ص 22
9
أما بالنسبة للمحاكم التجارية فالمادة 25من القانون رقم 25.55المتعلق بأحداث
المحاكم التجارية حسمت األمر حيث من الضروري رفع الدعوى بواسطة مقال مكتوب
موقع عليه من قبل محام مسجل في هيئة من هيئات المحامين بالمغرب .
ويتعين أن يكون هذا المقال مستوفيا لمجموعة من البيانات اإللزامية المنصوص عليها
في الفصل 59من قانون المسطرة المدنية ،والمتمثلة في ضرورة ذكر األسماء العائلية
والشخصية لكل من الحاجز والمحجوز عليه ومهنتهما أو موطنهما أو محل إقامتهما ،نظرا
لما لهذه البيانات من أهمية في تحديد اإلختصاص المكاني ،ومعرفة المحجوز عليه على
الطرف الحاجز ومدى جدية طلب هذا األخير أم أنه ال يعدو أن يكون سوى حجزا تعسفيا
يهدف من ورائه التشويش على المدين وتقييد سلطاته على الشيء المحجوز عليه .
وإذا كان أحد أطراف الحجز التحفظي شخصا معنويا كاإلدارات العمومية فتكون ممثلة
بصفة قانونية أمام القضاء بواسطة أحد الموظفين المنتدبين للقيام بمثل هذا اإلجراء ،أو
كالشركات التي يستوجب فيها المشرع أن يتضمن المقال المرفوع منها أو ضدها اسمها
ونوعها ومركزها اإلجتماعي ،باإلضافة إلى ما سبق يستلزم المشرع تحديد موضوع الطلب
،والذي يرمي بأداء ما بذمته فور تبليغه بنسخة من األمر الصادر بإيقاع الحجز التحفظي
على امواله ،أو إلى تقديم مقال استعجالي إلى السيد رئيس المحكمة المصدرة لهذا األمر من
أجل رفعه في إطار الفصل 222من قانون المسطرة المدنية .
كما يجب أن يشمل الطلب كافة البيانات والمعلومات المتعلقة بالمال موضوع الحجز ،
فإذا كان منقوال فإنه يبين نوعه وعدده إن أمكن ومكان وجوده ،وإن كان عقارا محفظا يبين
رقم رسمه العقاري وإذا كان في طور التحفيظ يبين رقم مطلبه ،وإن كان غير محفظ يبين
موقعه وحدوده و مساحته ولو على وجه التقريب مع اإلشارة إلى كل المعلومات المفيدة ،
وإ ن كان أصال تجاريا يبين رقم تسجيله في السجل التجاري وموقعه واسمه وعالمته ،وإن
كان غير مسجل في السجل التجاري يبين موقع المحل واسمه وعنوانه بدقة .وباإلضافة إلى
ما سبق يتعين ان يرفق الطلب بجميع المستندات التي ينوي الحاجز استعمالها لتعزيز مقالة
الرامي إلى إصدار الحجز التحفظي .
10
ويتم وضع طلب الدائن الحاجز بصندوق المحكمة بعد استجماعه لجميع البيانات المشار
إليها أعاله والشروط الواجب تحققها لمباشرة الحجز التحفظي ،ويؤدى عنه الرسم القضائي
المحدد في خمسون درهما باعتباره طلبا موجها إلى رئيس المحكمة ليبت فيه في إطار
األوامر المبنية على طلب ،وبعد أن يسجل هذا الطلب يفتح له ملف و يمنح له رقم تبعا
للترتيب التسلسلي ،تم يحال على رئيس المحكمة للبت فيه.
وهكذا فإن إجراءات تقديم الطلب الوقتي إلى رئيس المحكمة أو من ينوب عنه وإن
كانت تخضع للشروط المتطلبة في الفصلين 52و 59من قانون المسطرة المدنية ،فإنها مع
ذلك تتميز بخصوصيات إجرائية نابعة من طبيعة الحجز التحفظي من كونه إجراء وقتيا ال
يتطلب استدعاء المدعي عليه المطلوب إيقاع الحجز على عقاره حتى ال يفقد الطلب عنصر
المفاجأة وحتى ال يقوم الطرف المدين أو إخفاء أمواله المراد حجزها تحفيظا ألن المقصود
من هذا الحجز هو مباغتة المدين ومفاجأته ،فإن أعلن قبل الحجز زالت المفاجأة وتمكن
12
المدين من تهريب أمواله
ويتضمن األمر بإيقاع الحجز التحفظي البيانات المنصوص عليها في الفصل 51من ق
م م ،باإلضافة إلى ذكر اسم الحاجز وموكله واسم المحجوز عليه وصفته وموطن أو محل
إقامته وقيمة الدين المراد ضمانه وحفظه بصفة مؤقتة ،ونوع المال المراد الحجز عليه
والوثائق المرفقة بالمقال ثم المنطوق إما باالستجابة للطلب أو بالرفض ،مع اإلشارة
بالرجوع على رئيس المحكمة في حالة وجود صعوبة .
وإذا استجاب رئيس المحكمة لطلب إيقاع الحجز التحفظي فإنه ال يكون ملزما بتعليله ،
أما في حالة الرفض فعليه أن يعلله ألن صاحب الطلب يهمه لمعرفة اسباب الرفض الستئنافه
أمام محكمة االستئناف داخل أجل خمسة عشر يوما .
11
وبعد طبع األمر الصادر بإيقاع الحجز التحفظي يتم تسليم نسخة منها للحاجز الذي
يؤدي واجب التبليغ ،ويتم إختيار مفوض قضائي ليقوم بتنفيذ األمر بالحجز ويسلمه نسخة
13
من األمر ليقوم بتنفيذه
ينص الفصل 259من ق م م على ما يلي " :يصدر األمر المبني على الطلب بالحجز
التحفظي من رئيس المحكمة االبتدائية ،ويحدد هذا األمر ولو على وجه التقريب مبلغ
الدين الذي رخص الحجز بسببه ويبلغ هذا األمر وينفذ دون تأخير'.
يتبين لنا من خالل قراءة هذا الفصل أن المشرع المغربي منح اإلختصاص في إصدار
األمر بالحجز التحفظي على أموال المدين لرئيس المحكمة االبتدائية سواء أكان رئيس
المحكمة اإلبتدائية أو التجارية أو اإلدارية .
ويصدر رئيس المحكمة األمر بالحجز التحفظي في غيبة األطراف ،وال يكون األمر
قابال للطعن باإلستئناف إال في حالة صدور أمر برفض الطلب وذلك داخل اجل خمسة عشرة
يوما من تاريخ النطق به ،أما عندما يستجيب لطلب إجراء الحجز التحفظي فإن األمرال يكون
14
قابال للطعن فيه عن طريق اإلستئناف.
إال ان اإلشكال يطرح بخصوص المحكمة المختصة محليا إلجراء الحجز التحفظي ،
وجوابا عن هذا اإلشكال المطروح ذهب األستاذ مصطفى عافري إلى أن اإلختصاص
المحلي في إيقاع الحجز التحفظي يرجع إلى محكمة الموطن الحقيقي أو المختار للمدعي عليه
وفقا للقواعد العامة ،وعليه فإن الدفع بعدم االختصاص المحلي في دعوى الحجز التحفظي
15
ليس من النظام العام
وهناك من ذهب إلى أن رئيس المحكمة المختص محليا بإصدار األمر هو الرئيس الذي
يباشر تنفيذ اإلجراء المأمور به ،وهذا االتجاه أكدته محكمة االستئناف بالدار البيضاء في
12
قرارها الذي جاء فيه " إن طلب حجز تحفظي على أموال المدين هو نوع من الطلبات
الخاضعة لالختصاص الوالئي لرئيس المحكمة االبتدائية التي يقع بدائرة نفوذها .وبالتالي
وجب على الرئيس أن يصرح بعدم اختصاصه بصفة تلقائية كلما كان التنفيذ سيقع خارج
16
دائرة واليته.
إذا كان المنقول محال للحجز التحفظي فإنه يتعين على المفوض القضائي الذي اسندت
له مهمة القيام بإجراءات الحجز على المنقول أن ينتقل إلى عين المكان المذكور في الطلب ،
ويقوم بإحصاء المنقوالت المطلوب حجزها ويصفها ويبين نوعها حتى ال يقع استبدالها
بمنقوالت ارخص منها أو أقل جودة منها ،ويدونها بمحضر الحجز ،سواء أكان المنقول من
المثليات" كأكياس من السكر" فإنه هنا يكفي إحصاؤها وبيان وزنها ونوعها .
أما إذا كان المنقول محل الحجز عبارة عن سيارة أو شاحنة الى غير ذلك ،فإنها تتميز
بقواعد إجرائية مختلفة عن المنقوالت األخرى ،بحيت يجب أن يقضي األمر الصادر بإيقاع
الحجز عليها بيان نوعها ورقم تسجيلها بالمغرب ،وتبليغه إلى مدير مركز تسجيل السيارات
لتسجيله في السجل المعد لهذه الحجوز ،وهكذا جاء في أمر صادر عن المحكمة االبتدائية
بوجدة ما يلي " :نأمر تحت عهدة ومسؤولية الطالب بإجراء حجز تحفظي على السيارة
المذكورة أعاله من أجل ضمان أداء مبلغ 25200درهم .
16قرارصادر بتاريخ 22نونبر 9112تحت عدد ، 2192 – 2اشارت إليه مارية أصواب ،مرجع سابق ،ص 52 ،
13
ونأمر بتبليغ هذا األمر للسيد مدير مركز لتسجيل السيارات بوجدة وكذا السيد أبو
الغازي محمد .
17
نأمر بالرجوع إلينا في حالة وجود صعوبة "
وإذا كانت المنقوالت موضوع الحجز في حوزة الغير فإنه يتم حجز ما تحت يده ويعين
حارسا عليها وإذا قام المحجوز عليه أو أعوانه بإغالق األبواب في وجه المفوض القضائي
أو مأمور التنفيذ و غادرو المحل ،فإن المفوض يطلب من رئيس المحكمة اإلذن له بفتح
المحل طبقا لمقتضيات الفصل 251من ق .م .م ،ويصدر الرئيس إذنا للمفوض القضائي
بفتح أبواب المنازل والغرف واألثاث لتسهيل التفتيش في حدود ما تقتضيه مصلحة التنفيذ.
وإذا منع المحجوز عليه أو أعوانه المفوض القضائي من إجراء الحجز أو قاوموه فإنه
يتعين عليه تحرير محضر ورفعه إلى السيد وكيل الملك لإلذن باستعمال القوة العمومية قصد
تنفيذ األمر بالحجز ،واذا وصل إلى درجة التهديد أو اإلهانة فإنه يمكن فتح متابعة جنائية
ضد الفاعل .
ويستطيع المفوض القضائي الذي عين إلجراء الحجز أن يبدأ مهامه انطالقا من الساعة
الخامسة صباحا إلى غاية التاسعة ليال ،إال أنه قد يأذن رئيس المحكمة للمفوض القضائي
18
القيام بإجراء الحجز خارج أوقات العمل عند الضرورة الثابتة ثبوتا قطعيا .
أما بخصوص إجراءات الحجز التحفظي على األصل التجاري والسفينة بما أنهما
يعتبران من المنقوالت ،فإنهما ذات طبيعة خاصة تختلف القواعد المسطرية المتبعة لحجز
كل واحد منهما .
منح المشرع المغربي للدائن الحق في استصدار الحجز التحفظي على منقوالت
وعقارات المدين ،مع مراعاة قاعدة عدم جواز الحجز على العقار إال عند عدم كفاية المنقول
-20أمرصادر عن رئيس المحكمة االبتدائية بوجدة عدد 202-12بتاريخ ، 25-12- 9112أشار إليه رشيد قافو ،مرجع سابق 215،
-21رشيد قافو ،م،س ،ص 211
14
أو عدم وجوده ,وأن البدء في إجراءات الحجز التحفظي على العقار تختلف بحسب ما إذا كان
العقار محفظا أو في طور التحفيظ أو عقارا غير محفظ ،فإذا تعلق محل الحجز التحفظي
بعقار محفظ فإنه من الالزم أن يتضمن األمر بالحجز رقم الرسم العقاري بالدقة ،وإال تعذر
تنفيذ األمر بالحجز ،لهذا ف القاضي ال يمكنه إصدار الحجز التحفظي ،إال إذا أدلى الحاجز
بالوثائق وأن للمحجوز عليه حقوقا بالعقار موضوع الحجز ،وأن هذه الحقوق التي سيتم
حجزها ملك له.
كما أنه يتميز الحجز على العقار المحفظ ،بأنه ال يعتبر محجوزا عليه بمجرد صدور
األمر القاضي بذلك وتوجيه اإلنذار إلى المدين المحجوز عليه ,بل يتعين على مأمور التنفيذ
أن يبلغ نسخة من األمر بالحجز إلى المحافظ على األمالك العقارية التابع له العقار المحجوز
لتسجيله في الرسم العقاري كما يتعين أن يتوفر األمر المبلغ على جميع البيانات المتوفرة في
الرسم العقاري حتى ال تثار في شأنه صعوبة في التنفيذ .
أما بخصوص إجراءات الحجز التحفظي على العقار في طور التحفيظ فإنها تختلف عن
إجراءات الحجز التحفظي على العقار المحفظ ،بحيث يتطلب تسجيل األمر بالحجز في
السجل المتعلق به بالمحكمة اإلبتدائية وعلى اسم المحجوز عليه سواء كان طالبا للتحفيظ أو
كان متعرضا ،ويسجل في ملف يضم إلى ملف المطلب.
ويتم ذالك عن طريق انتقال عون التنفيذ إلى العقار محل الحجز المشار إليه في األمر
وتحرير محضر للحجز يحدد فيه مقدار الدين موضوع الحجز وبيان تاريخ تبليغه للمحجوز
عليه ،ومعلومات عن العقار المطلوب حجزه ،وتوجه نسخة من األمر بالحجز إلى المحافظ
على األمالك العقارية التابع له العقار المحجوز لتسجيله في مطلب التحفيظ للعقار
المحجوز. 19
إذا كان العقار غير محفظ فإن عون التنفيذ ينتقل مع طالب الحجز إلى عين المكان
ويتحقق من العقار المطلوب حجزه ،ويبين في المحضر معلومات ومواصفات حول العقار ،
15
كما يتعين اإلشارة إلى حضور المحجوز عليه وأن يشير إلى اسم من وجد بالعقار وهويته ،
وإشعار كل من حضر بأن العقار أصبح محجوزا .
ويتعين على عون التنفيذ بعد تحرير المحضر توجيه نسخة منه ومن األمر بالحجز إلى
رئيس المحكمة االبتدائية التابع له العقار غير المحفظ قصد تقييده بسجل خاص موضوع
رهن إشارة العموم ،وفي األخير توجه نسخة من األمر بالحجز إلى كل من المحجوز عليه
والحاجز .
يترتب عن إيقاع الحجز التحفظي أثار مهمة سواء كان المال المحجوز عقارا أو منقوال
،كقطع التقادم وفقا لمقتضيات الفصل 522من قانون االلتزامات والعقود ،كما يترتب عنه
تقييد سلطات المحجوز عليه وعدم نفاذ التصرفات الضارة التي يبرمها المدين على المال
المحجوز في مواجهة الدائن الحاجز.
لم ينص المشرع المغربي على قطع التقادم كأثر للحجز التحفظي في قانون المسطرة
المدنية ،لهذا فإننا نرجع إلى القواعد العامة المتمثلة في قانون االلتزامات والعقود المغربي ،
استنادا إلى الفصل 522منه الذي ينص "ينقطع التقادم بكل إجراء تحفظي أو تنفيذي يباشر
على أموال المدين أو بكل طلب يقدم للحصول اإلذن في مباشرة هذه اإلجراءات"
يتضح من خالل قراءة هذا النص ،أن التقادم ينقطع بالنسبة للدين الذي تمت المطالبة
به أو اتخاذ إجراء تحفظي أو تنفيذي عليه.
كما يؤدي الحجز التحفظي إلى تجميد األموال التي وقع الحجز عليها من خالل وضع
القضاء يده عليه وبالتالي منع المحجوز عليه من التصرف سواء عن طريق البيع أو الهبة ،
لكن ال يؤدي إلى إخراج المال المحجوز من ملك المحجوز عليه فيبقى مالكا له ،ويخول له
16
الحق في استعماله واستغالله بحيث ينص المشرع في الفصل 252من ق م م على أنه "
يبقى المحجوز عليه حائزا لألموال إلى أن يتحول الحجز التحفظي إلى حجز اخرما لم يؤمر
بغير ذالك وما لم يعين حارس قضائي "
إذا لم يعين حارسا قضائيا ،يمكن له نتيجة ذالك أن ينتفع انتفاع الشخص الحريص على
شؤون نفسه وان يتملك الثمار دون أن يكون له الحق في اكرائها ،إال بإذن القضاء ومع ذالك
فإن استعماله ال يجب أن يؤدى إلى تلفه لما لذلك من اضرار بمصلحة الدائنين .20وفي هذا
الصدد جاء في قرار لمحكمة النقض انه ":لكن حيث إن التصرفات التي يجريها المحجوز
عليه والضارة بالغير هي وحدها التي تكون باطلة ،أما إذا لم يتضرر احد من الغير من
تصرف المحجوز عليه فيبقى التصرف صحيحا وينتج مفعوله بين الطرفين ".21
إال أن هناك وسائل قانونية للحد من أثار الحجز التحفظي متمثلة في دعوى رفع الحجز
التحفظي ،وهي الدعوى التي يرفعها المدين المحجوز عليه ضد الحاجز للحصول على حكم
بطالن الحجز وإلغاء كل ما يترتب عليه من أثار ،وقد تكون أسباب منازعة المدين المحجوز
22
عليه للدائن الحاجز متعلقة بالحق في التنفيذ أو بالمال المحجوز عليه أو بإجراءات الحجز .
أما بخصوص الجهة المختصة برفع الحجز التحفظي ،فإنها تقدم أمام رئيس المحكمة
اإلبتدائية بصفته قاضيا للمستعجالت.
ويشترط لقبول دعوى الحجز ،أن يتم تقديمها من طرف الشخص المحجوز عليه ،
ولكنه يمكن لكل شخص تضررت حقوقه ومصالحه أن يقدم هذه الدعوى ،كما أن العمل
القضائي أجاز تقديمها أيضا من طرف الخلف الخاص للمدين ،حيث جاء في قرار لمحكمة
النقض ما يلي" حيث أيدت محكمة اإلستئناف األمر االستعجالي فيما قضى به من قبول طلب
رفع الحجز المضروب على الرسم العقاري عدد -15752م بما جاءت به من أنه بالرجوع
لظاهر وثائق الملف يتضح أن العقار المحجوز تحفظيا الزال مسجال باسم مالكته المحجوز
17
ضدها وال أثر للمستأنفين به الشيء الذي يجعل طلب المستأنفين مقدم ممن ال صفة ويتعين
بناء عليه تأييد األمر المستأنف .والحال أن طالبي رفع الحجز خلف خاص لمالكة العقار
المحجوز تحفظي بموجب العقد التوثيقي المؤرخ في ،22-2- 1005الذي بمقتضاه باعت
مالكة العقار الطالبين العقار المدعي فيه ،وكذا بموجب القرار االستئنافي عدد 787
الصادر بتاريخ 10-2-1009عن محكمة االستئناف بمراكش في الملف عدد 08-2-757
الذي قرر حلول الطالبين محل البائعة مالكة العقار في الحقوق وااللتزامات المتعلقة بالعقار
موضوع الدعوى ،وانه لما كان الطلب يتعلق برفع الحجز فإن الطالبين كانت لهما الصفة ،
والمصلحة في تقديمه من حيث أن الحجز التحفظي حال دون تسجيل شرائهما على الرسم
العقاري ،ومحكمة االستئناف التي رهنت توفر الصفة لدى الطالبين بالتسجيل بالرسم
23
العقاري ،تكون قد خرقت المقتضيات المحتج بخرقها وعرضت قرارها للنقض.
يعتبر الحجز التنفيذي من أهم الوسائل التي تمكن المحكوم لفائدته من إقتضاء حقه عن
طريق بيع الشيء محل الحجز بالمزاد العلني 24وعرفه بعض الفقه 25بأنه وضع أموال
المدين بين يدي القضاء وذلك بقصد تنفيذ حكم أو سند قابل للتنفيذ في مواجهة المنفذ عليه الى
أن يتم بيعها بالمزاد العلني إلقتضاء حق الحاجز من ثمنها.
ويختلف الحجز التحفظي عن التنفيذي في كون األول يمنح للدائن فرصة التقدم بطلب
إجراء حجز تحفظي قبل البدء في الدعوى القضائية أو أثنائها أما الثاني فال بد من وجود
دعوى سابقة وحكم قضائي نافذ ،مادام أنه ال يتم إيقاع الحجز التنفيذي إال بمقتضى سند
تنفيذي ,باإلضافة إلى أن الحجز التحفظي هو مجرد إجراء احترازي ووقائي ،ال يهدف إلى
26
بيع أموال المدين وإنما ضمان حق الدائن الحاجز في حالة ثبوت ادعاءاته أمام القضاء
-99قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 20يوليوز 9125في الملف المدني عدد ، 9129-2-9951أشارت إلبه مارية أصواب ،م
س ،ص51
24حليمة بنت المحجوب بن حفو ،دراسة في قانون المسطرة المدنية طبعة األولى 9122مطبعة قرطبة الصفحة .212
25إبراهيم بحماني ،تنفيذ األحكام العقارية،الطبعة الثالثة 9129مكتبة دار السالم الصفحة .955
26عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون المسطرة المدنية ،دراسة فقهية وعملية مقارنة مع مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية ،الطبعة
الثالثة ،9122مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،الصفحة .901
18
ولقد نظم المشرع هذا النوع من الحجوز في الفصول من 252إلى 221من قانون
المسطرة المدنية ,و هذا الحجز قد يقع على المنقوالت كما قد يقع على العقارات وسوف
نتوقف على إجراءات الحجز التنفيذي وآثاره التي تخص كل من المنقول في (الفقرة
األولى) و العقار في (الفقرة الثانية ) .
يراد بالحجز التنفيذي على المنقوالت التنفيذ على المنقوالت المادية التي توجد بحوزة
المنفذ عليه والمملوكة والتي يضعها القضاء بين يديه إلى أن يتم بيعها بالمزاد العلني القتضاء
حق الحاجز من ثمنها .27ونظمه المشرع المغربي في الفصول من 201إلى 220من ق .
م .م ، .و يتم هذا الحجز وفق شروط وهو ما سنتطرق إليه أوال ،كما تترتب عنه مجموعة
من اآلثار التي سنبينها ثانيا.
طبقا للفصل 501من قانون المسطرة المدنية يخضع الحجز التنفيذي للمنقوالت
للمقتضيات الواردة في الفصلين 255و 250من نفس القانون.
حيث بداية يجب على عون التنفيذ الذي أجرى الحجز أن يقوم بحصر المنقوالت
المحجوزة وترقيمها في محضر ،وإذا تعلق األمر بحلي أو أشياء ثمينة تضمن المحضر بقدر
اإلمكان وصفها وتقدير قيمتها ،وإذا كان المنقول مسجال بالسجل التجاري أو تعلق األمر
بسفينة أو سيارة فإنه يتم تحديده بذكر رقمه.28
27الطيب برادة ،التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بين النظرية التطبيق طبعة ، 2222شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع ،
الرباط ،ص 922
28إذا كان محل الحجز سيارة فإنه يتم تحديد محلها عن طريق ذكر رقم تسجيلها ،وهو ما أكده العمل القضائي حيث جاء في حكم صادر
عن المحكمة االبتدائية بمراكش ..." :إن ما يحدد هوية السيارة ويميزها عن غيرها من الناقالت هو رقمها التسجيلي وليس نوعها،
وأنه ما دام المحضر المراد إبطاله قد تضمن الرقم الحقيقي للسيارة وهو نفس الرقم المضمن بالورقة الرمادية مما يعني أنه لم يقع أي
غلط في ماهية الشيء المحجوز ،بل إن هذا االخير أشار فعال إلى نوع السيارة وهو مرسيدس لوال أنه دون رقم 921عوض 511
وهو مجرد خطأ مادي وال يؤثر في صحة المحضر المذكور وبالتالي فإنه كان على المدعي أمام رفض مصلحة تسجيل السيارات
تسجيله أن يطالب بتصحيح الخطأ المادي الذي تسرب للمحضر ال أن يطلب إبطاله" .حكم عدد 5200بتاريخ 99/11/9119في
الملف عدد 222/2/9119أشار إليه يونس الزهري في دليل الملحق في المسطرة المدنية،مشورات المعهد العالي للقضاء الصفحة
929
19
ويجب على عون التنفيذ أن يذكر السند التنفيذي الذي يجري الحجز بمقتضاه على
المنقوالت وذكر مكان الحجز أي المكان الذي توجد به المنقوالت المراد حجزها مع اإلشارة
إلى أن مأمور اإلجراءات قد انتقل إلى عين المكان وأنذر المنفذ عليه بالوفاء بعد إطالعه
على صفته ،والغاية من انتقاله إلى المكان المذكور ،وإذا لم يشر العون إلى أن محضر
29
الحجز قد تم في مكانه فإن الحجز يكون باطال وعديم األثر.
كما أنه يجب على عون التنفيذ أن يباشر هذه اإلجراءات داخل أجل 21أيام من تاريخ
تقديم التنفيذ،باإلضافة إلى إعداده لبيان مفصل ودقيق عن مفردات األشياء المحجوزة مع ذكر
نوعها وأوصافها ومقدارها او مقاسها حتى ال يمكن بعد الحجز استبدالها.
زيادة على ذلك يجب تحديد يوم البيع وساعته والمكان الذي سيجرى فيه شريطة أن
يكون هذا التحديد بعد إنتهاء أجل 2أيام م ن يوم الحجز ،غير أن المنفذ ال يقوم بتحديد ميعاد
البيع إذا إتفق الدائن والمدين على تحديد أجل آخر أو إذا كان تغيير األجل ضروريا لتجنب
انخفاض ملموس في ثمن المنقوالت المحجوزة أو نتيجة لصوائر غير متناسبة مع قيمة
الشيء المحجوز.
ثم يتولى عون التنفيذ التوقيع على المحضر الذي أنجزه لهذه الغاية ،ويترتب على ذلك
قطع التقادم لمصلحة المدين في مواجهة الدائن الحائز،كما يمتنع على المدين التصرف في
المنقوالت المحجوزة رغم ملكيته لها ،ألنها وضعت تحت يد القضاء إلى أن يتم بيعها مع
30
بعض االستثناءات المحدودة.
كما ينبغي تبليغ 31المدين بنسخة من المحضر سواء كان حاضرا أثناء القيام بإحصاء
األشياء المنقولة التي سيتم حجزها 32،أو بواسطة احدى وسائل التبليغ المنصوص عليها في
29عبد الكريم الطالب ,الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية الطبعة الثامنة 9120مكتبة المعرفة مراكش الصفحة ،ص 500
30سمح المشرع في الفصل 202من ق.م.م ؛ بإبقاء الحيوانات و األشياء المحجوزة تحت حراسة المنفذ عليه بشرط أن يوافق الدائن
على ذلك أو أن تكون الطرق األخرى غير هذه المتسببة في إضافة المصاريف .إال أن المنفذ عليه يلتزم بالتعويض عن أي ضرر
يلحق بالدائن نتيجة استعمال الحيوانات و األشياء التي تبقى تحت حراسة أو استبدالها بغيرها .
31إذا إنصب الحجز علي سفينة يجب تبليغ المالك في موطنه بنسخة من المحضر وذلك داخل أجل 5أيام مع استدعائه أمام المحكمة
مكان الحجز لإلستماع إلى قرارها حول بيع األشياء المحجوزة ،وإذا لم يكن للمالك موطن في دائرة المحكمة فينبغي تبليغ ربان السفينة
أو الشخص الذي يمثل المالك والربان إذا كان هذا األخير غائبا وذلك داخل أجل 25يوما
32عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق الصفحة 501
20
الفصول من 51الى 52من ق.م.م .واذا كان التبليغ مشوبا بعيب يبطله فإنه يرتب البطالن
ويجوز للمنفذ عليه أن يتمسك بذلك .
وإذا حصل الحجز في غياب المدين وفي غير موطنه وجب تبليغه بمحضر الحجز
فورا وفي موطنه وال يترتب على إغفال التبليغ بطالن الحجز بل إن ذلك يؤثر على البيع
حيث يتم تأخيره فضال عن تحمل الحاجز مصاريف الحراسة الزائدة ،وغيرها من النفقات
33
عن فترة التأخير ،أما الحجز في حد ذاته فيبقى صحيحا منتجا آلثاره .
وبعد إجراء الحجز ينبغي تعيين حارس على األموال المنقولة يكلف بالمحافظة على
األشياء المحجوزة 34إلى أن يحل موعد بيعها وتقديمها إلى البيع ،إال أنه إذا انصب الحجز
على نقود أو أشياء ثمينة وجب على عون التنفيذ أن يودع ذلك في كتابة ضبط صندوق
المحكمة ،ما لم يتعلق األمر بمنقوالت عادية حيث تبقى تحت حراسة المنفذ عليه شريطة
موافقة الدائن أو في حالة كون الحراسة أفضل وسيلة للحفاظ على المنقوالت أو أقل تكلفة.
وبجدر البيان أن مباشرة الحجز التنفيذي ال يمكن أن يتم إال بعد توافر و احترام قواعد
أخرى كضرورة استنفاد جميع طرق الطعن ووجوب َإيقاع حجز تحفظي على األموال
المحجوزة ما لم يتفق على خالف ذلك ،باإلضافة إلى تقديم طلب بهذا الخصوص من طرف
المعني باألمر ،إذ لم يعد مقبوال أن تقوم المحكمة بمباشرة التنفيذ تلقائيا ولو كان الحكم
35
نهائيا.
يرتب الحجز التنفيذي للمنقول آثار مهمة لعل أبرزها هو بيع األشياء المحجوزة ولقد
نظم المشرع قواعد بيع األموال المنقولة على نحو يوفق فيه بين مصلحة الدائن في حصوله
على حقه من غير تعسف وبين مصلحة المدين في عدم بيعه لماله بثمن بخس يضر به.
21
ففي إجراء البيع بالمزاد العلني يكثر الراغبون في شراء المحجوز ويرتفع ثمن المبيع
في المزاد العلني نتيجة التنافس فيما بينهم فيستفيد من ذلك جميع أصحاب الشأن فضال عن
ذلك فإنه يحقق ا لغاية التي يهدف إليها مبدأ اإلشهار من مراقبة ذوي الشأن لصحة اإلجراءات
وسالمتها .
لكن قبل مباشرة عملية البيع بالمزاد العلني ينبغي إحاطة العموم بتاريخ ومكان
المزاد،وذلك بكل وسائل اإلشهار المناسبة ألهمية الحجز طبقا للفصل . 205
وتجدر اإلشارة إلى أن عدم كفاية وسائل اإلشهار ال يعتبر سببا إلعادة البيع وهو ما
أكدته إحدى قرارت محكمة النقض الذي جاء فيها ‘’ :أنه يجب على من يدعي أن عمليات
اإلشهار التي وقعت بعد إجراء بيع المزاد العلني طبقا للفصل 205من قانون المسطرة
المدنية لم تكن كافية وغير متناسبة مع أهمية األشياء المحجوزة أن يعترض على ذلك وقت
عمليات اإلشهار فال يجوز إعتماد عدم كفاية اإلشهار كسبب إلقامة البيع بالمزاد العلني ألن
أسباب إعادة البيع وردت في الفصل 202من قانون المسطرة المدنية على سبيل الحصر
36
وليس من بينها السبب المذكور ’‘
وبعد إعالن العموم بتاريخ ومكان المزاد يقوم عون التنفيذ بتحديد ميعاد البيع وساعته
الذي غالبا ما يتم بعد إنتهاء أجل 2أيام إبتداء من تاريخ الحجز ،ما لم يتفق على خالف ذلك
وفقا للفصل 209من قانون المسطرة المدنية .
لكن هل هذا األجل يعتبر أجال نهائيا يتعين أن يتم خالله البيع وإال إعتبر كأن لم يكن ؟
على الرغم من أن الفصل المذكور سمح لألطراف اإلتفاق على تحديد أجل جديد لكن
هناك حاالت يبقى فيها الحجز قائما بعد مدة الثمانية أيام كحالة عدم تقدم أحد لشراء االشياء
المحجوزة في اليوم المحدد للبيع حيث يمتد البيع إلى يوم آخر يحده القاضي وكذلك في حالة
37
عدم بلوغ طلبات الشراء للثمن المحدد من الخبير .
36قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 21/1/22تحت عدد 922/22في الملف عدد 12252منشور بأهم قرارت المجلس األعلى
المادة اإلدارية 52ـــــ 21الصفحة 295
37الطيب برادة ،مرجع سابق الصفحة 511
22
باإلضافة إلى أن هذا البيع قد يتم وقفه بحكم المحكمة بناء على نزاع تقدم به المحجوز
عليه بوقف البيع مؤقتا كما لو رفعت دعوى إسترداد األشياء المحجوزة ألول مرة حسب
الفصل 202من قانون المسطرة المدنية وهذا ما تؤكده مجموعة من األحكام الصادرة عن
محاكم المملكة والتي من بينها حكم صادر عن المحكمة التجارية بالرباط38التي جاء فيها :
’‘أنه بمقتضى الفصل 202من قانون المسطرة المدنية إذا إدعى األغيار ملكية المنقوالت
المحجوزة فان العون المكلف بالتنفيذ يوقف حجز البيع إذا كان الطلب مرفقا بحجج كافية،
ويبت الرئيس في كل نزاع يقع حول ذلك".
نفس التوجه سارت عليه إحدى أحكام المحكمة اإلدارية بفاس بتأكيدها على أنه ''لرئيس
المحكمة اإلدارية بصفته قاضيا للمستعجالت أن يأمر بتأجيل بيع المنقوالت المحجوزة من
طرف قابض الضرائب إلى حين البث في دعوى إستحقاق تلك المنقوالت من طرف محكمة
39
الموضوع وذلك عمال بمقتضيات الفصل 202من قانون المسطرة المدنية'' .
ومن ثم فالمالحظ أن عدم تحديد المشرع ألجل نهائي يترتب عليه إعتبار الحجز كأن لم
يكن ،وهو ما ينعكس سلبا على بعد القضايا التي تبقى موقوفة مدة طويلة ،ودلك من شأنه
إلحاق الضرر باألطراف خاصة المدين.
أما بخصوص كيفية إجراء مسطرة البيع فان عون التنفيذ يقوم في اليوم المحدد
بمراجعة األشياء المراد بيعها بالمكان الذي توجد فيه مع ما هو مكتوب في المحضر حتى
يتأكد من عدم وجود نقص أو ضياع يمكن تسجيله قبل البيع وليطلع على ذلك في نفس الوقت
المواطنون من جديد .
ويحرر البيع بالمزاد العلني بمناداة عون التنفيذ على مشتمالت المنقوالت المحجوزة
دون ثمن أساسي يبدأ به إذ يترك للمشترين حرية التنافس للوصول إلى أكبر عطاء ممكن ،
38حكم صادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ 91/2/22تحت عدد 920في الملف التجاري عدد 951منشور بمجلة القصر
عدد 0ص 221
39حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس تاريخ 5/5/22في الملف عدد 225منشور بمجلة المعيار عدد 92الصفحة 225
23
إلى أن يرسو المزاد على المشتري الذي قدم أعلى ثمن وذلك بعد العرض األخير مضاف إليه
40
ثمن البيع 21في المائة والرسوم القضائية .
وعلى المشتري أن يدفع الثمن حاال فإذا تخلف عن ذلك أصبح الزما على عون التنفيذ
أن يعيد البيع على نفقة المشتري وتحت مسؤوليته ويكون ملزما بأداء الفرق بين الثمن الذي
رسا به المزاد عليه والثمن الذي أوقفت به المزايدة الجديدة ،إذا كان أقل من األول دون أن
41
يكون له حق اإلستفادة من الزيادة إن كانت بل يستحقها المحجوز عليه .
ول قد تنبه المشرع وهو يعالج البيع الجبري للمنقول إلى إشكالية عدم تسلم الراسي عليه
المزاد للشيء المبيع ،إذ أن هذا االخير قد يعمد إلى أداء الثمن ،وبالمقابل يستنكف عن تسلم
المبيع ،والحال أن بقاء المنقول لدى الحارس القضائي قد يكبده مصاريف إضافية أو يؤدي
إلى تلفه ،لذلك نص المشرع على إعادة البيع دون توجيه إنذار للراسي عليه المزاد ،ويتم
42
إيداع الثمن بصندوق كتابة الضبط لفائدة المشتري األول.
وبمجرد بيع المحجوز إال وتنتقل ملكيته إلى من رسا عليه المزاد ويعتبر محضر البيع
سندا تنفيذيا للجميع.
لكن في بعض الحاالت قد يكون للمحجوز عليه عدة دائنين غير الحاجز يهدفون
الستيفاء حقوقهم من ثمن المنقوالت فهل يجب عليهم القيام بنفس اإلجراءات المذكورة
الستيفاء حقوقهم من ثمن المنقوالت؟
المالحظ ان المشرع المغربي لم يسمح لهم بإعادة توقيع الحجز على الشيء المحجوز
أخدا برأي بعض الفقهاء الذين أكدوا أن الحجز بعد الحجز ال يجوز بالنظر لما يترتب عنه
من إعادة إجراءات الحجز وما يستتبعه من تعقيد قد يؤدي إلى االضطراب في إجراءات
24
الحجز السابقة،وإنما سمح لهم باستيفاء حقوقهم وفق إجراءات خاصة ومختصرة موحدة وهي
التعرض أو الضم طبقا للفصلين 20043و 44201من قانون المسطرة المدنية.
نظم المشرع المغربي الحجز التنفيذي على العقار ابتداء من الفصل 202الى 221من
قانون المسطرة المدنية وان كان المشرع المغربي لم يعرف الحجز التنفيذي العقاري فانه قد
حدد أحكامه و إجراءاته بشكل محكم و دقيق وذلك راجع ألهمية العقار
لم يعرف المشرع المغربي –على غرار باقي التشريعات المقارنة -الحجز التنفيذي
العقاري و هذا الموقف هو موقف محمودا تشريعيا الن التعريفات عموما هي من صميم
وظيفة الفقه و القضاء ,وهكذا فقد عرفه الطيب برادة بانه وضع عقار المدين تحت يد القضاء
الى ان يتم بيعه بالمزاد العلني القتضاء حق الحاجز من ثمنه 45كماعرفه البعض بانه وضع
الدائن تحت يد القضاء عقارا مملوكا للمدين وذلك من اجل بيعه و استيفاء حقه من ثمن
البيع ,و تسري اجراءات هذا الحجز على العقارات سواء كانت عقارات بطبيعتها او عقارات
بالتخصيص .
اذن فالحجز التنفيذي على العقار 46يعد وسيلة تمكن الدائن من وضع عقار المدين بين
يدي القضاء تمهيدا لبيعه عن طريق المزاد العلني وذلك من اجل اقتضاء مبلغ الدين و بالتالي
فال خاصية المميزة لهذا الحجز انه ينصب على العقار و يمتد نطاقه عن طريق التبعية الى كل
ما يدخل في حكمه .
43ينص الفصل 200على أنه «:ال يمكن للدائنين الذين لهم حق التنفيذ الجبري عند وجود حجز سابق على كل منقوالت المحجوز
عليه إال التدخل على وجه التعرض بين يدي العون المكلف بالتنفيذ وطلب رفع الحجز وتوزيع األموال ويحق لهم مراقبة اإلجراءات
وطلب متابعتها إن لم يقم بذلك الحاجز األول».
44ينص الفصل 277على أنه « إذا كان الحجز الثاني أوفر من األول ضما معا عدا إذا كان بيع األشياء المحجوزة سابقا قد وقع
اإلعالن عنه ،وعلى كل فإن الطلب الثاني يعد بمثابة تعرض على األموال المتحصلة من البيع وتكون محل توزيع».
45
2الطيب برادة مرجع سابق ص219
46
يق صد بالعقار بانه هوكل شئ ثابث غير قابل للنقل من مكانه الى مكان االخر بدون تلف وهذا خالف للمنقول
25
-1شروط الحجز التنفيذي العقاري
بالنظر الى اهمية العقار مقارنة بالمنقول خصص المشرع المغربي من خالل فصول
قانون المسطرة المدنية اجراءات متميزة و دقيقة حيث تطلب المشرع إلجراء الحجز
التنفيذي على العقار بعض الشروط نذكر منها
في هذا االطار وجب االشارة ان مجرد حصول الدائن على سند تنفيذي اليكفي إلجراء
التنفيذ بل البد من وضع ما يسمى بالصيغة التنفيذية على نسخة السند التنفيذي.
وبالتالي تصبح الوثيقة االساسية إلجراء التنفيذ و تسلم النسخة التنفيذية الى مستفيد من
الحكم مرة واحدة واذا تعدد المدعى عليهم فان النسخة التنفيذية الواحدة تكفي للتنفيذ سواء
كانوا متضامنين ام ال كما ال عبرة بتعدد الحجوز المطلوب اجراءها فالنسخة الواحدة تكفي
إلجراء اكثر من حجز ولو اختلفت االماكن التي سيقع فيها.
والنسخة التنفيذية استنادا للفصل 255من المسطرة المدنية ال يمكن تسليمها للمستفيد
االمرة واحدة واذا اثب ت هذا االخير ضياعها امكنه حسب مقتضيات الفصل المذكور تقديم
ثانية. طلب لقاضي المستعجالت للحصول على نسخة تنفيذية
47
وتجدر االشارة الى ان هناك استثناءات اجاز المشرع المغربي التنفيذ بموجب مسودة
الحكم وذلك دون الحصول على نسخة تنفيذية كما هو الشأن بالنسبة لألوامر االستعجالية
التي يخشى عليها من فوات الغرض المقصود من االمر االستعجالي المطلوب تنفيذه.
يعتبر هذا من الشروط االساسية للحجز التنفيذي العقاري و بالتالي فان اجراءات
التنفيذ على العقار ال تقع اال عند عدم كفاية المنقوالت او عند عدم وجودها بالمرة فقد نصت
الفقرة االولى من الفصل 202من قانون المسطرة المدنية )اليقع البيع الجبري للعقارات اال
47
مارية اصواب تنفيذ احكام المدنية في ضوء العمل القضائي مكتبة دار السالم الرباط طبعة االولى 9122ص 25
26
عند عدم كفاية المنقوالت عدا اذا كان المدين مستفيد من ضمان عيني( ويعزى ذلك ألهمية
العقار اقتصادية و اجتماعية لدى المدين .48
وتجدر االشارة ان المشرع خول للدائن الحق في استيفاء دينه من مدينه من خالل
تقرير مبدا عام مفاده ان اموال المدين ضمان عام لدائنيه وبهذا يكون المشرع قد سوى بين
جميع الدائنين اذ ال مجال للتمييز بين دائن عادي و دائن مرتهن او صاحب حق امتياز و
بالتالي يحق ألي منهم ان يوقع الحجز على أي عقار من عقارات مدينه ما لم يوجد نص
يقضي بخالف ذلك.
وعليه فمتى اعتبرنا أن االصل هو جواز حجز أي عقار مملوك للمدين فانه يتعين
تفسير أي نص من شانه تضييق هذه القاعدة تفسيرا ضيقا كما ال يجوز القياس على حاالت
عدم القابلية للحجز ألنها تشكل استثناء.
وعموما فالحكمة حينما تمنع الحجز على العقار تجدد مبرراتها إما في طبيعة العقار او
في ضرورة رعاية المصلحة العامة او الخاصة و من أمثلة العقارات غير القابلة للحجز,
االموال العمومية للدولة 49و ما في حكمها وكذلك العقارات المملوكة للهيئات الدبلوماسية و
51
الهيئات العاملة على تحقيق أهداف إنسانية ثم أراضي الجموع 50و أراضي الجيش
العقارات الموقوفة….. 52
بالنظر الى أهمية العقار مقارنة بالمنقول خصص المشرع المغربي إجراءات متميزة و
دقيقة إلجراء هذا الحجز و السبب في ذلك يرجع لما للعقار من اهمية اقتصادية و اجتماعية
لدى المدين حتي يترك له الفرصة للوفاء بما عليه .
48
لفصل 202من قانون المسطرة المدنية
49
قرار المجلس االعلى عدد 512بتاريخ 21فبراير 2221منشور بالمجلة المغربية للقانون عدد 2221 22ص 925
50
اراضي الجموع هي اراضي ترجع في ملكيتها الى الدولة باعتبارها صاحبة حق الرقبة اما االنتفاع فهو مقرر لفائدة جماعة ساللية فيشكل قبائل او عشائر لها راوبط مختلفة
51
ينص الفصل 20من ظهير 2222انه اليمكن تفويت اراضي الجيش و بالتالي اليجوز الحجز عليها باعتبار ان الحجز ماهو اال طريق ممهد للبيع الجبري لهذه العقارات
52
جاء في الفصل 15من ظهير 22رجب 2555الحبس اموال اوقفها المحبس المسلم و يكون التمتع بها لفائدة انواع المستفيدين الذين يعينهم ال محبس ويترتب على تحبيس عقار معين عدم امكانية التصرف فيه
تصرفا ناقال ملكيا و مادام العقار المحبس اليقبل التفويت اصال فانه اليجوز حجزه بسبب الدين
27
وإجراءات الحجز التنفيذي على العقار تمر بعدة مراحل تبتدئ بتحرير محضر الحجز
و تنتهي بتحرير محضر رسو المزاد العلني.
اذا كان العقار خاضعا للحجز التحفظي من قبل ثم حصل الدائن على سند تنفيذي فانه
وحسب مقتضيات الفصل 202من ق م م يقوم العون المكلف بالتنفيذ بتحويل الحجز
التحفظي الى حجز تنفيذي و يبلغ المحجوز عليه شخصيا بذلك او يبلغه في موطنه او محل
اقامته واذا لم يتأت ذلك يبلغ حسب طرق التبليغ المنصوص عليها في الفصل 52من قانون
المسطرة المدنية ومنها الصاق االشعار بمكان التبليغ وتوجيه االستدعاء عن طريق البريد
53
المضمون مع االشعار بالتوصل و كذلك التبليغ بواسطة القيم
اما اذا لم يكن العقار محل حجز تحفظي سابق فان عون التنفيذ يقوم بحجزه حجزا
تنفيذيا و يضعه بين يديه و يحرر محضر بشأنه يبين فيه تبليغ الحكم للمحكوم عليه وحضور
المنفذ عليه او غيبته أثناء عمليات الحجز و موقع العقار و مساحته و حدوده و الحقوق
المرتبطة به و عقود الكراء المبرمة بشأنه,وان وقع الحجز في غيبة المنفذ عليه يبلغ حسب
المقتضيات المنصوص عليها في الفصل 202من قانون المسطرة المدنية.
ويتمخض عن الحجز فقدان المدين المنفذ عليه حق التصرف فيه بعوض او بدون
عوض و إن كان بإمكانه استغالله و استعماله بطريقة ال تضر بمصالح الدائنين وذلك دون
إيجاره للغير تحت طائلة البطالن .
ويعتبر المدين المحجوز عليه حارسا على العقار موضوع التنفيذ بقوة القانون بمجرد
54
إيقاع الحجز وذلك وفقا لما جاء في الفصل 215
اما اذا كانت العقارات مكتراة فان الحراسة تقع على عاتق المكتري باعتباره الشخص
الوحيد الذي ينتفع بالعقار عن طريق االستغالل و االستعمال .
53
يونس الزهري الحجز التنفيذي على العقار في القانون المغربي المطبعة الوطنية الجزء الثاني الطبعة االولى 9111ص992
54
الفصل 215من قانون المسطرة المدنية
28
ويعتبر اإلشهار الموجه للمكترين من العون المكلف بالتنفيذ طبق الطرق العادية للتبليغ
بمثابة حجز لدى الغير بين أيديهم على المبالغ التي كانوا سيؤدونها عن حسن نية قبل التبليغ
بالنسبة للمدة الموالية لهذا التبليغ
يعتبر البيع بالمزاد العلني الوسيلة التي تمكن الدائن من اقتضاء مبلغ الدين فيطلب عون
التنفيذ أن تسلم إليه رسوم الملكية ممن هي في حوزته ليطلع عليها المتزايدون و في حالة
الشياع يخطر عون التنفيذ شركاء المنفذ عليه في الملكية بإجراءات التنفيذ المباشرة ضد
شريكهم حتى تتسنى لهم المشاركة في السمسرة.
واذا اشعر المدين بوجود دائن مرتهن حائز لوثائق الملكية التجأ طالب التنفيذ إلى
المحكمة المختصة للحصول على إيداع هذه الوثائق وكذا على بيان من المدين و الدائن
المرتهن عن التكاليف التي يتحملها العقار و الحقوق المرتبطة به ,واذا صرح المدين بفقدان
رسم الملكية او عدم توفره عليه و تعلق االمر بعقار محفظ او في طور التحفيظ اصدر
الرئيس أمرا يقضي على المحافظ بتسليمه شهادة ملكية او نسخة من المستندات الموضوعة
55
المعززة لمطلب التحفيظ حسب األحوال
اما اذا تعلق االمر بعقار غير محفظ احال العون المكلف بالتنفيذ االمر على رئيس
محكمة موقع العقار من اجل العمل على اشهار الحجز بالتعليق وافتتاح مسطرة البيع في مقر
هذه المحكمة خالل شهر ,ويقوم عون التنفيذ بتهييئ دفتر للتحمالت وايداعه بكتابة الضبط مع
محضر الحجز ووثائق الملكية ليطلع عليها العموم ويطلب من الدائن اداء مصاريف االشهار
و اتعاب الخبير لتحديد نقطة انطالق البيع بالمزاد العلني ,ويقوم كذلك عون التنفيذ باإلعالن
عن بيع العقار عن طريق التعليق بباب مسكن المحجوز عليه و على كل واحد من العقارات
المحجوزة وكذا في االسواق المجاورة لكل عقار من هذه العقارات و باللوحة
المخصصة لإلعالنات في المحكمة االبتدائية التي يوجد مقرها بمحل التنفيذ و بمكاتب السلطة
55
مارية اصواب مرجع سابق صفحة 22
29
اإلدارية المحلية كما منح المشرع للعون المكلف بالتنفيذ اشهار البيع بكل وسائل االشهار
كالصحافة و االذاعة المأمور بها عند االقتضاء من طرف الرئيس و حسب اهمية الحجز.
حدد المشرع بمقتضى الفقرة األولى من الفصل 210من قانون المسطرة المدنية اجل
اجراء السمسرة المتعلقة بالعقار المحجوز في الثالثين يوما الموالية لتبليغ الحجز ونص
بصفة استثنائية على امكانية رئيس المحكمة في تمديد هذه المدة بمقتضى أمر معلل و بشرط
اال تتجاوز هذه المدة في مجموعها 21يوما بإضافة الثالثين يوما االولى ,وبمجرد تعيين
تاريخ السمسرة يشرع عون التنفيذ في تلقي العروض المقترحة من اجل شراء العقار
المحجوز واليشترط في ذلك حلول تاريخ السمسرة بل يمكن تقديم هذه العروض بكتابة
الضيط ويشير عون التنفيذ اليها في اسفل المحضر الحجز.
يستمر المتزايدون في تقديم عروضهم بكتابة الضبط الى غاية تاريخ المحدد للسمسرة
اذ عند حلول هذا التاريخ يتم اجراء السمسرة بمحل كتابة الضبط المحكمة التي نفذت
اجراءات الحجز وذلك وفق لماجاء في الفقرة االولى من المادة 210من ق م م.
وعليه فإجراءات السمسرة تجرى بقاعة البيوعات التابعة للمحكمة حيث تبدا االجراءات
بالتاكد من عدم اداء المنفذ عليه الدين بحيث اذا وقع االداء لم يعد للسمسرة موجب اما في
الحالة المعاكسة فانه يشرع في اجراءات السمسرة وذلك بالتذكير بالعقار موضوع السمسرة
و بالتكاليف التي يتحملها و الثمن االساسي المحدد في دفتر التحمالت ,وبعد بيان محل
السمسرة يطلب عون التنفيذ من الحاضرين الراغبين في المشاركة في السمسرة تقديم
بطائقهم .56اوأي وثيقة اخرى تثبت هويتهم و يقوم بتسجيلها في الئحة خاصة,
و الغاية من هذا االجراء هو تحديد هوية المتزايد لما يترتب عن المزايدة من اثار في
مواجهة من رسى عليه المزاد ,وبعد ذلك يشرع عون التنفيذ بالمناداة بالبيع و عمله هذا يعتبر
بمثابة دعوة الى التفاوض و يعلن عن انطالق المزايدة ابتداء من الثمن االفتتاحي ويستمر
56
يونس الزهري مرجع سابق ص 925
30
با لمناداة على البيع ويكرر العروض المقدمة من طرف المتزايدين الى حين تقديم اعلى
عرض بتوقف المتزايدين عن تقديم أية عروض اضافية او زيادة و بذلك يعلن عن انتهاء
اجراءات السمسرة و ذلك بترديد االعداد من واحد الى ثالثة وهذه الطريقة ان كانت تفتقر
الى سند تشريعي فإنها تجسد ما جرى به العمل عمل مختلف كتابات الضبط كحل واقعي
بديل إلشعال الشمعات الثالثة وال اثر لذلك على سالمة السمسرة طالما ان الغاية من االجراء
المذكور قد تحققت ومنح المتزايدون فرصة أخيرة للتأمل و التفكير و تقديم عرض افضل,
وبعد ذلك يعرض عون التنفيذ نتيجة السمسرة على رئيس المحكمة عمال بمقتضيات
الفصل 212ليقرر ما اذا كانت العروض المقدمة كافية ام ال بحيث يأمر في الحالة األولى
بإرساء المزاد و في الثانية بإعادة السمسرة و عليه فالعرض المقدم يعتبر في لغة العقد بمثابة
إيجاب و التصديق عليه من طرف الرئيس فيعتبر هو القبول باإلرساء ممن يملكه.
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع قد سمح بإعادة السمسرة في مجموع من الحاالت كحالة
عدم كفاية العروض او تقديم عرض بزيادة السدس او عند عدم تنفيذ شروط المزايدة و تتمثل
الغاية من ذلك في الرغبة في الوصول الى اعلى حصيلة في التنفيذ احيانا و في احيان اخرى
الى مجرد استيفاء ثمن البيع.
وينص المشرع في الفصل 221من قانون المسطرة المدنية على أن محضر المزايدة
يجب ان يذكر باسباب الحجز العقاري واالجراءات المتبعة و ارساء المزايدة التي تمت من
دون ان يشترط ذكر أي بيانات أخرى ومن تم فان االقتصار على هذه البيانات و حدها ال
ينسجم مع الغاية منه فالمشرع اعتبره بمثابة سند ملكية لصالح الراسي عليه المزاد و سند
للمطالبة بالثمن و بالتالي فانه يلزم تضمينه مختلف البيانات التي من شانها التعريف باركان
البيع ,ومن اجل سد هذا الفراغ فقد اعدت وزارة العدل نموذجا وضعته بين يدي اعوان كتابة
الضبط حددت فيه البيانات الواجب تضمينها في محضر ارساء المزاد :
31
ذكر اسماء اطراف الدائن و المداين
اسم مختلف المتزايدين
الثمن المحصل عليه مع ذكر هوية من رسا عليه المزاد
اسباب الحجز و المسطرة المتبعة وإجراءات السمسرة
توقيع المحضر من طرف المشتري او من ينوب عنه
57
إذن فالمحضر المتضمن لهذه البيانات هو محضر مستجمع لكافة شروطه صحته
ويترتب عليه انتقال العقار المبيع مطهرا من جميع التحمالت المثقل بها بحيث الراسي
عليه المزاد هو المالك العقار و بالتالي يتمتع بجميع حقوق المشتري كما له ان يطالب بضمان
المبيع متى استحق العقار من يده و بالمقابل فانه يلتزم بأداء ثمن الشراء ,وعالوة على ذلك
تبرا ذمة المدين في حدود ثمن البيع و في حالة عدم كفايته يحق للدائنين التنفيذ على باقي
العقارات.
اما بالنسبة للشركاء المنفذ عليهم فان البيع ال يمس الحصة العائدة لهم و هكذا فاذا بيع
كل العقار كان من حقهم ان يحصلوا على ثمن البيع الموازي لنسبة تملكهم للعقار
:5دعوى االستحقاق والطعن في إجراءات الحجز العقاري
ا-دعوى االستحقاق
ينص الفصل 229من قانون المسطرة المدنية اذا ادعى الغير ان الحجز انصب على
عقارات يملكها امكنه إلبطال الحجز رفع دعوى االستحقاق و المقصود بهذه الدعوى هي
التي يرفعها مدعي ملكية الذي شرع في نزع ملكيته اثناء التنفيذ طالبا الحكم له بملكيته للعقار
و بطالن اجراءات التنفيذ المتعلقة به و لهذا توصف بانها دعوى فرعية متفرعة عن التنفيذ
وقد نص عليها المشرع حماية و مصلحة لمن حجز ملكه عقارا او منقوال بدون رضاه و دون
ان يكون مدينا او ضامنا للمدين او متضامنا معه في الدين الذي وقع بسبه الحجز .
ويجب على طالب االستحقاق لوقف االجراءات ان يقدم دعواه امام المحكمة المختصة
ويودع وثائقه المعززة لطلبه وتقدم هذه الدعوى بمقال طبق اإلجراءات المنصوص عليها في
57
ماريةاصواب ,مرجع سابق ,ص 20
32
الفصل 52و ما يليه من ق م م أمام المحكمة التي تباشر التنفيذ ويدخل في طلبه كل من
الدائن و المدين و يتم استدعاءهما الى اقرب جلسة ممكنة إلبداء اعتراضهما.
وبعد مناقشة القضية تصدر المحكمة حكمها في الموضوع فإذا اثبت المدعي ما يدعيه
حكم له باستحقاق عقاره ورفع عنه الحجز واذا تبين للمحكمة ان ما ادلي به ال يثبت الحق
المدعى فيه و ال يستوجب بالتالي و قف إجراءات الحجز اصدرت حكمها برفض الطلب مع
مواصلة إجراءات التنفيذ والحكم هنا يكون مشمول بالنفاذ المعجل.
ب -الطعن في إجراءات الحجز العقاري
حسب مقتضيات الفصل 222من قانون المسطرة المدنية يجب ان يقدم كل طعن
بالبطالن في إجراءات الحجز العقاري بمقال مكتوب قبل السمسرة وتتبع في هذا الطعن نفس
المسطرة المتعلقة بدعوى االستحقاق و يحكم على المدعي الذي خسر دعواه بالمصاريف
الناتجة عن الدعوى دون مساس بالتعويضات .
ودعوى الطعن في إجراءات الحجز العقاري تعتبر إشكاال وقتيا ألنها ال تستهدف
استحقاق العقار و لكن فقط ترمي الى طلب اعتبار اجراءات الحجز باطلة لمخالفتها ما يتطلبه
القانون من اشهار و احترام اجاله و عدم تبليغ الحجز طبقا للمقتضيات المشار اليها سابقا
وتتطلب بالتالي اعادة االجراءات وفق مايقتضيه القانون.
ومن امثلة حاالت البطالن البدء في التنفيذ بدون التوفر على سند تنفيذي والحال ان
مقتضيات الفصل 252من قانون المسطرة المدنية تمنع على الدائن اتخاذ أي اجراء من
إجراءات التنفيذ الرامية إلجبار المدين على الوفاء بالتزامه قبل التوفر على سند تنفيذي و
كذلك في حالة تنفيذ حكم اجنبي دون تذييله بالصيغة التنفيذية او تنفيذ حكم دون احترام
إجراءات التبليغ.
وتقام هذه الدعوى من طرف احد اطراف التنفيذ الذين تضررت مصلحتهم من تلك
االجراءات وعليه فاألطراف الذين يحق لهم تقديم دعوى بطالن اجراءات الحجز يختلفون
33
باختالف مصالح كل طرف فالمهم هنا هو ان دعوى البطالن ال يقتصر فقط على االطراف
وحدهم فباب مفتوح لكل من اطراف التنفيذ و الغير لرفع الدعوى.58
34
المبحث الثاني :الحجز لدى الغير والحجز اإلرتهاني واإلستحقاقي
يعتبر الحجز لدى الغير والحجز اإلرتهاني واإلستحقاقي أنواع اإلضافية من الحجوز
التي قد تمكن الدائن من استيفاء دينه وسوف نطرق في المطلب األول للحجز لدى الغير على
أن نخصص المطلب الثاني للحجز اإلرتهاني واإلستحقاقي.
باإلضافة إلى الحجز التنفيذي والحجز التحفظي خول المشرع للدائن مسطرة أخرى
ترمي إلى عقل أموال المدين بين يدي مدين هذا اآلخير 59وهي ما يعرف بالحجز لدى الغير
ولدراسة هذه اآللية يجب تحديد مفهوم الحجز لدى الغير وطبيعته وأطرافه ،في الفقرة
األولى و اإلنتقال إلى كيفية ممارسة هذا النوع من الحجوز و آثاره في الفقرة الثانية.
سنحاول في األول الوقوف على مفهوم هذا الحجز و التعرف على طبيعته لإلنتقال
لتحديد أطرفه
من المالحظ أن أغلب التشريعات الوضعية لم تتولى تعريف الحجز لدى الغير ،فجلها
إكتفت بتنظيم هذا االخير وتحديد اجراءاته ،وقد احسنت صنعا ،ذلك أن مهمة وضع
التعاريف للمصطلحات والمفاهيم القانونية تبقى من اختصاص الفقه والقضاء ،وبالرجوع الى
التشريع المغربي نجده اتخذ نفس الموقف ولم ينص على تعريف له بل اكتفى فقط بتنظيم هذا
األخير وذلك بتبيان شروطه إجراءاته.
وقد وأرد الفقه عدة تعاريف والتي ان كانت تختلف من حيث الصياغة فإنها تصبو في
نفس المعنى ونذكر منها تعريف األستاذ جاك كيلي :الذي عرف الحجز لدي الغير بأنه
35
"الحجز الذي من خالله يمكن للدائن الحاجز ان يتعرض على الديون التي لمدينه االصلي
60
على عاتق شخص ثالث يصطلح عليه بالمحجوز لديه".
وعرفه أحدهم "طريقة من طرق التنفيذ التي تمكن الدائن الحاجز من حجز األموال
النقدية والسندات التي يملكها المدين والمتواجدة بين يدي الغير وال يمكن إيقاع هذا الحجز
الدي تنظمه مقتضيات الفصول 222وما يليه من قانون المسطرة المدنية إال في حدود ما
يكفي لضمان تسديد الديون التي تم ايقاعه على أساسها".61
أما بخصوص طبيعة هذا الحجز فالمشرع من خالل النصوص المؤطر للحجز لدى
الغير لم يحدد طبيعته هل هو حجز تنفيذي ام هو حجز تحفظي؟
الشيء الذي اثار اشكاال نظريا عميق بين الفقه خصوصا مع سكوت المشرع في هذا
الشأن حيث ذهبت بعض اآلرء الى اعتباره ذو طبيعة تنفيذية مستدلين بأن المشرع المغربي
اشترط إليقاعه سند تنفيذي ،او امر صادر عن رئيس المحكمة الذي يتحول بعد دعوى
المصادقة وصدور حكم بناء عليه وعلى اتفاق األطراف الى سند تنفيذي .وهناك من يرى بأن
هذا الحجز هو "حجز تحفظي"'معتمدين على الحجة التي تقول ان الحجز لدى الغير يرمي
أساسا الى الحفاظ على الضمان العام للدائنين دون التنفيذ عليه 62.وهناك إتجاه هو الغالب في
الفقه والقضاء جاء برأي أوسط جمع فيه بين الطبيعة التحفظية والتنفيذية للحجز لدى الغير
معلال موقفه بأنه يبدأ تحفظيا يرمي من خالله الدائن إلى الحيلولة دون المساس بالنظام العام
من قبل مدين مدينه وينتهي تنفيذيا بصدور حكم بعد دعوى المصادقة على الحجز.
بالرجوع الى العديد من القرارات القضائية 63نجدها قد استقرت في غالبها على الرأي
الذي يقول بالطبيعة المختلطة للحجز لدى الغير ونذكر منها:
60خالد علوش ،حجز ما للمدين في جانبه النظري والتطبيقي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني ،جامعة
الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بالدارالبيضاء 2222.2222الصفحة 0
61جواد أمهمول ،الوجيز في المسطر المدنية الطبعة 9125مطبعة االمنية الرباط الصفحة 951
62عبد الرحمان بلعكيد ،حجز ما للمدين لدى الغير وفق لقانون المسطرة المدنية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في العلوم
القانونية بكلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بجامعة محمد الخامس الرباطسنة 2212الصفحة .92/51
63قرار لمحكمة اإلستئناف التجارية بمراكش صادر بتاريخ 9111/ 15/ 20في الملف عدد 22/ 222جاء فيه ":لكن وفيما يخص
السبب األول ،فان للدائن الحق في اتخاد كافة اإلجراء ات التحفظية وسلوك كل المساطر التنفيذية التي من شانها ان تؤمن له تنفيد دينه
36
قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء 64والذي جاء فيه "الرأي الراجح في
الفقه والقضاء أن حجز ما للمدين لدى الغير يكتسي صبغة تحفظية في بدايته تم يتحول إلى
حجز تنفيذي في الختام....؛".
وفي قرار آخر صادر عن نفس المحكمة جاء فيه "حيث ان طبيعة الحجز لدى الغير
كوسيلة تنفيذية ال يمكن ان تنهض عائقا دون االمر بالحجز لدى الغير بمراعاة ان المرحلة
األولى تكتسي صبغة تحفظية وان تحويله من هذه المرحلة الى المرحلة التنفيذية هي
مناسبة إلثارة الجدل بشأن وجوب اكتساب المقرر التحكيمي المعتمد في الطلب على القوة
65
التنفيذية".
انطالقا من التعريف الذي استقر حوله الفقه للحجز لدى الغير بأنه وسيلة يلجأ
بواسطتها الدائن أي الحاجز لعقل أموال مدينه المتواجدة بين مدين هذا االخير إلستيفاء دينه
منها عن طريق القضاء ،ومن تم فأطراف الحجز لدى الغير هم :
-2الحاجز :وهو شخص ذاتي أو إعتباري له دين مترتب على ذمة مدينه وقد يباشر
الحجز بنفسه او بواسطة ممثله طبقا للفصل 222من ق م م ويصطلح على كالهما بالحاجز.
فمن ثم فالحاجز ق د يكون دائن شخصي للمحجوز عليه وقد يحدث ان تنتقل هده
الصفة حالة حياته أو بعد وفاته الى شخص اخر يأخذ حكمه وهو الخلف الخاص 66في الحالة
األولى أو العام 67في الحالة الثانية.
وان المستأنف لم يثبت ان هناك ضمانات كافية للوفاء بكل الدين وبالتالي فان للدائن الحق في حجز ما للمدين لدى الغير .قرار منشور
بمجلة القصر عدد 1ص 225
64قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ 2221 /20 / 15في الملف المدني عدد 21/ 2019منشور بمجلة المحاكم
المغربية عدد 22ص 252وما يليها.
65قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ 2221/15/20في الملف المدني عدد " 21/2019نفس المرجع السابق "عدد
22ص.250
66الخلف الخاص هو الشخص الذي ينتقل إليه من سلفه حق شخصي او عيني كان مدينا له به ،وقد ينتقل هذا الحق بموجب تصرف
قانوني إرادي كالبيع أو الهبة أو الحوالة.
"67هو الشخص الدي يخلف سلفه في كامل دمته او في جزء شائع منها كالموصي له بجزء من التركة.
37
فحينما يكون السلف من الخلف العام فإنه يحل محل سلفه فيما ترك من اإللتزامات
والديون والحقوق المترتبة لفائدته ومن تم يجوز لهم مباشرة كافة اإلجراءات للمطالبة بها
ومن بينها إيقاع الحجز لدى الغير .أما حينما يكون من الخلف الخاص فمادام أنه يخلف سلفه
في الحق المنقول له بما يتحمله من التزامات وحقوق ومن ضمنها الحقوق اإلجرائية ،
فبالتالي يجوز له مب اشر كافة إجراءات المطالبة بالحق موضوع الخالفة والتي من بينها
الحجز لدى الغير باعتباره صاحب الحق المطالب به.
- 2المحجوز عليه :تتجلى صفة المحجوز عليه في كونه هو المدين لدائن الحاجز،
الذي امتنع عن الوفاء بذمته ،وتثبت هذه الصفة بمجرد ثبوت الدين وهو ما يؤكده المشرع
المغربي في الفصل 222من ق.م.م الذي جاء فيه "يمكن لكل دائن ذاتي أو اعتباري يتوفر
على دين ثابت إجراء حجز بين يدي الغير بإذن من القاضي على مبالغ ومستندات لمدينه و
التعرض على تسليمها له".
وإذا كان األصل أن المدين عند امتناعه عن الوفاء بما في ذمته يتم إجباره قضائيا
بواسطة الحجز على أمواله ،إال أنه في بعض األحيان نجد إشكاالت تخرج عن القاعدة و
يتعلق األمر بالحاالت التي يكون فيها المحجوز عليه شخص من أشخاص القانون العام،
األمر الذي طرح جدال كبيرا ،فهناك من يرى أنه ال يمكن إيقاع الحجز على الدولة و
المؤسسات العمومية المشتقة عنها 68وصرح بان األشخاص االعتبارية العامة يفترض فيها
دوما اليسر و مالءة الذمة وهناك من خالف ذلك وقال أنه كان يجب أن يميز بين أموال
الدولة العامة التي ال تقبل بحكم طبيعتها أي ضرب من ضروب التصرفات حيت ال تقبل تبعا
لذلك الحجز و بين األموال الخاصة للدولة و التي يمكن التصرف فيها فهده ال مانع من
الحجز عليها الن ذلك ال يتعارض مع طبيعتها مستندا في ذلك إلى غياب نص قانوني.
أما من جانب العمل القضائي فأمام سكوت المشرع المغربي عن تبيان مدى إمكانية
إيقاع الحجز على أموال األشخاص المعنوية العامة ،وبالنظر إلى الخالف الذي دار بين الفقه
،فإن العمل القضائي قد استقر على جواز إيقاع الحجز على األشخاص االعتبارية العامة،
68عبد هللا الشرقاوي ،الحجز لدى الغير ،مجلة القضاء و القانون ،العدد 21 ،299يناير 2212ص.20
38
وهو ما أكده البعض منها :كإحدى القرارات الصادرة عن محكمة النقض 69والتي جاء فيها:
'' من المستقر عليه في قضاء هذه المحكمة أن أموال أشخاص القانون العام يجوز الحجز
عليها لدى الغير تنفيذا ألحكام القضاء القابلة للتنفيذ متى كانت تلك األموال غير مرصودة
للسير العادي للشخص المذكور وكان حجزها ال يؤثر على استمرارية قيامه بالمهام
المنوطة به ،و المحكمة لما أيدت األمر المستأنف و تبنت تعليالته المدعمة بكون حجز
المبلغ المالي بين يدي المحجوز عليها و الذي يعد من اإلعتمادات القابلة للحجز ال يترتب
عنه تعطيل وظيفة النفع العام الملقاة على عاتق المرفق يكون قرارها معلال بما فيه
الكفاية''.
كما جاء في إحدى قرارات المحكمة النقض 70ما يلي '':إن مقتضيات المسطرة المدنية
المنظمة ألحكام الحجز لدى الغير ال تفرق بين الشخص اإلعتباري العام واألشخاص
الذاتيين أو اإلعتباريين الخاضعين ألحكام القانون الخاص ،والمحكمة لما صرحت بكون
المحجوز لديه (الخازن العام ) لم يدل بالتصريح اإليجابي داخل اآلجال الواردة في
النصوص المنظمة ألحكام الحجز بين يدي الغير وقضت بصحة الحجز المضروب على
الحساببين الخاصين بوزارة التجهيز بين يدي الخزينه العامة ،تكون قد طبقت القانون ولم
تخرق أي مقتضى''.
كما جاء في إحدى قرارات محكمة االستئناف بالدار البيضاء..' :71أن الحجز بين يدي
الغير على أموال المكتب الوطني للكهرباء ،وإن كان مؤسسة عمومية ،غير ممنوع قانونا
مادام ان المكتب المذكور مدين للخواص في معاملة خاصة معهم''.
69قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 25\15\90تحت عدد 911في الملف اإلداري عدد 9\2\5522منشور بمجلة قضاء
محكمة النقض الغرفة اإلدارية عدد 92ص 212وما يليها.
70قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 52/2/25تحت عدد 12في الملف اإلداري عدد 222/2/2/21منشور بمجلة قضاء محكمة
النقض عدد 10ص 925
71قرار صادر عن محكمة اإلستئناف بالبيضاء بتاريخ 22/2/21في الملف عدد 552/22منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد 20
الصفحة .22
39
كما جاء في أمر صادر عن قاضي األمور المستعجلة بابتدائية طنجة 72أنه " يجوز
توقيع الحجز المالي لدى الغير على مكتب استغالل الموانئ بصرف النظر عن كونه
مؤسسة عمومية".
- 5المحجوز لديه :يعرف الغير المحجوز لديه ،بأنه ،كل شخص قانوني طبيعي أو
اعتباري غير مدين شخصيا بالدين ،ويحوز أموال مملوكة للمحجوز عليه ،من غير أن
تربطه به عالقة تبعية.
تمر مسطرة الحجز لدى الغير بمجموعة من المراحل ،تبتدئ بإيقاع الحجز ،ويتم ذلك
بإحدى الطريقتين ،إما بناء على سند تنفيذي ،أو بأمر يصدره رئيس المحكمة االبتدائية بشرط
الرجوع إليه عند وجود صعوبة ،وبعد ذلك يتم تبليغ الحجز للمحجوز لديه أوال ثم المحجوز
عليه ثانيا ،حيث يستدعي رئيس المحكمة األطراف لجلسة االتفاق الودي ،ليقوم المحجوز
لديه بالتصريح بما في ذمته تحت طائلة إلزامه بأداء االقتطاعات التي لم تقع والمصاريف،
وهذه الجلسة إما أن تنتهي بالصلح ،وإما أن يتعذر الصلح بين األطراف.
وبعد استكمال هاته اإلجراءات ،ولكي يتسلم الحاجز المبالغ المحجوز ،يتعين عليه أن
يرفع دعوى المصادقة على الحجز لدى الغير وسوف نتطرق لشروط الحجز لدى الغير أوال
على أن ننتقل للحديث عن كيفية إيقاعه ثانيا ثم ننتقل للحديث عن كيفية المصادقة عليه ثالثا.
إليقاع الحجز لدى الغير ،وجب توفر مجموعة من الشروط ،التي أوردها المشرع
المغربي في الفصلين 222 ،و 222من قانون المسطر المدنية.
72أمر صادر عن قاضي األمور المستعجلة بابتدائية طنجة بتاريخ 20/ 29 /90في الملف التنفيذي عدد 20 /2222منشور بمجلة
الندوة عدد 22ص 52
40
فبخصوص شروط إيقاعه فتحدد أساسا في أن يكون الدين ثابت وأن يأدن القاضي
بالحجز لدى الغير باإلضافة إلى أن يتوفر الدائن على سند تنفيذي أو أمر صادر عن رئيس
المحكمة االبتدائية .
-2أن يكون الدين ثابت وأن يأذن القاضي بالحجز لدى الغير :
ذلك أنه ال يمكن تصور إيقاع حجز لدى الغير ،إذ لم يكن الدين ثابت يثبت وجود
المديونية .وبرجوعنا للفصل 222من قانون المسطرة المغربي ،نالحظ بأن المشرع المغربي
لم يبين المقصود بثبوت الدين ،الشيء الذي أثار الجدل بين الفقهاء إلى جانب القضاء ،حول
المقصود منه ،فهناك من ذهب إلى أن المقصود بالدين الثابت هو وجود الدين واستحقاقه،
وهناك من رأى بأن المقصود به ،هو الدين الحال والخالي من كل نزاع وغير معلق على
73
شرط لم يتحقق
لكن العمل القضائي المغربي حسم في ذلك وأكد على ضرورة وجود دين ثابت وحال
ومحقق وغير متنازع فيه ،إليقاع الحجز .حيث جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف
التجارية بفاس .. " :74إذا كان حجز ما للمدين لدى الغير يكتسي صبغة تحفظية في البداية
فإنه يتحول إ لى حجز تنفيذي في النهاية ومن تم يجب أن يكون الدين حاال ومحققا
ومستحق األداء وغير منازع فيه منازعة جدية".
كما جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بالبيضاء ''75:أن الحجز
لدى الغير ال يؤمر به إال استنادا على دين ثابت محقق الوجود حال األداء وغير منازع فيه
منازعة جدية .
41
نفس التوجه تبنته محكمة اإلستئناف التجارية بمراكش 76حينما نصت على أنه '':ال
يكون مقبوال طلب المصادقة على الحجز لدى الغير متى كان مؤسسا على كشف حساب
بنكي وحده لكون هذا الطلب يقتضي أن يكون الدين حاال ومحققا ومستحق األداء ''.
وال يكفي التوفر فقط على دين ثابت إليقاع الحجز ،بل يتعين على الحاجز أن يحصل
على إذن من القاضي ،طبقا لمقتضيات الفصل 222من ق م م ،بحيث إن المشرع أوجب
التوفر على إذن من القاضي باإلضافة إلى وجود دين ثابت ،وهذا أمر بديهي فال يعقل أن
التوفر على دين ثابت فقط يمكن الحاجز من إمكانية إيقاع الحجز ،بل ال بد من إذن من
القاضي.
- 1أن يتوفر على سند تنفيذي أو أمر صادر من رئيس المحكمة االبتدائية :
من خالل استقراء مقتضيات الفصل 222من قانون المسطر المدنية ،يظهر لنا جليا بأن
المشرع اشترط ضرورة توفر على سند تنفيذي أو أمر من رئيس المحكمة اإلبتدائية ،إليقاع
الحجز لدى الغير.
وعليه ،ففي حالة توفر الدائن على سند تنفيذي ،78فإنه يجري الحجز لدى الغير بقوة
القانون ،ودون حاجة إلى إذن من رئيس المحكمة اإلبتدائية ،إذ يوقع الحجز بواسطة عون
التنفيذ بناء على طلب يتقدم به الحاجز إلى رئيس المصلحة.
76قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش بتاريخ 21/2/10تهت عدد 521في الملف عدد 2021/15منشور بمجلة
المحامي عدد 51ص . 952
77قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ 5/2/21تحت عدد 2121/9في الملف عدد 9552/12منشور بمجلة في
رحاب المحاكم عدد 0الصفحة 215
78.يعرف السند التنفيذي بأنه المحرر الكتابي الصادر باسم سيادة الدولة والذي يعطي للدائن أن يباشر إجراءات التنفيذ الجبري طبقا
للضوابط القانونية،وتدخل ضمن السندات التنفيذية على سبيل المثال ،المقررات التحكيمية ،ومحاضر الصلح التي يتم تحريرها في
حوادث الشغل ،والقرارات الصادر عن نقيب هيئة المحكمين ،كما تشمل أيضا ،واألحكام اإلنتهائية التي ال تقبل أي طريق من طرق
الطعن العادية
42
وهذا ما أكدته إحدى األوامر الصادرة عن رئيس المحكمة التجارية بمراكش 79والتي
جاء فيها ' :أن التوفر على سند تنفيذي يسمح لصاحبه باإللتجاء مباشرة إلى كتابة الضبط
للمطالبة بإجراء الحجز لدى الغير حسبما ينص عليه الفصل 292من قانون المسطرة
المدنية دونما حاجة إلصدار أمر بذلك من طرف رئيس المحكمة التجارية'.
وإذ لم يكن للدائن سند تنفيذي يتوجب عليه الحصول على إذن من رئيس المحكمة
االبتدائية إليقاع الحجز،وهو ما أكده األمر الصادر عن المحكمة اإلدارية 80والذي نص على
’‘'' أن إيقاع الحجز لدى الغير بناء على سند تنفيذي بيد طالب الحجز ال يحتاج إلى
استصدار أمر بذلك من رئيس المحكمة التي ال يكون الزما إال في حالة عدم وجود ذلك
السند وتحت العهدة الشخصية للدائن’’.
ويتم تقديم الطلب إلى رئيس المحكمة مصحوبا بالوثائق الكافية إلثبات الدين أو
األشياء المطلوبة مع تحديد مقدار الحجز أو يحدده الرئيس على وجه التقريب ،وللرئيس أن
يصدر أمره بإجراء الحجز شريطة الرجوع إليه عند وجود صعوبة وذلك طبقا للفصل 222
من نفس القانون ،81وا ألمر الصادر عن رئيس المحكمة بإيقاع الحجز لدى الغير يصدره في
غيبة األطراف ،الشيء الذي يحقق فائدة كبرى ،إذ أن عنصر المفاجأة يضمن إبقاء األموال
بين يدي الغير المحجوز لدية ،في حين أن إذا صدر األمر بحضور المدين وكان على علم
بإجراءاته فإنه سيبادر إلى سحب هاته األموال من المحجوز لديه قبل صدور األمر القاضي
82
بإيقاع الحجز.
بعد تحقق الشروط السالفة الذكر ،الواجب توفرها إليقاع الحجز لدى الغير ،يتعين على
الدائن الحاجز تقديم طلبه القاضي بالحجز إلى رئيس مصلحة كتابة الضبط ،إذ يفتح له هذا
79أمر صادر عن رئيس المحكمة التجارية بمراكش بتاريخ 92/5/10تحت عدد 520في الملف عدد 520/10منشور بمجلة المحامي
عدد 51ص 222
80أمر صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ 99/22/10تحت عدد 2192في الملف عدد 522/10منشور بمجلة محاكمة عدد
2الصفحة .274
81الطيب برادة ،مرجع سابق ،الصفحة 522
82يونس الزهري ،الحجز لدى الغير في القانون المغربي 9115،الطبعة 9مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء،الصفحة.229
43
األخير ملفا خاصا ،و يعد كاتب الضبط محضرا يتضمن فيه طلب الدائن الحاجز ومقدارالدين
واسم وصفة كل من طالب الحجز والمحجوز عليه والمحجوز لديه ويسجل ذلك في كتابة
الضبط بتاريخه في سجل خاص .
ويتم تبليغ محضر الحجز لدى الغير إلى المحجوز لديه بنموذج خاص يوجد لدى كتابة
الضبط يشمل فضال عن البيانات العامة التي يلزم توافرها في النموذج على بيانات أخرى
خاصة ويتعلق األمر بنسخة مختصرة من السند التنفيذي الذي يتم الحجز بموجبه ،وكذلك،
النص على منع المحجوز لديه الوفاء بما في ذمته إلى المحجوز عليه أو تسليمه إياه ،
باإلضافة إلى تكليف المحجوز لديه بالتصريح بما في ذمته من نقود أو منقوالت خالل 2أيام
الموالية للتبليغ أو على أقصى تقدير يكون ذلك بجلسة االتفاق 83.وإذا تقدم دائنون متعددون
بطلب من اجل إيقاع نفس الحجز تم تقييد هذه الحجوزات بالسجل المذكور ،على أن يقوم
كاتب الضبط بإشعار المدين والمحجوز لديه بكل حجز في ظرف ثمان وأربعين ساعة وذلك
بكتاب مضمون أو بتبليغ بمثابة تعرض .
وبعد تبليغ محضر الحجز لدى الغير من طرف العون المكلف بالتنفيذ بناء على طلب
الدائن الحاجز للمحجوز عليه والمحجوز لديه على حد سواء,يتم استدعاءهم من طرف
رئيس المحكمة المختصة داخل أجل 2أيام من تاريخ إيقاع الحجز قصد الحضور لجلسة
الصلح ،والتصريح بما في الذمة من طرف الغير المحجوز بين يديه ،وهذا التصريح قد
يكون إيجابي وقد يكون سلبي ,وال يعتبر حضور الغير المحجوز لديه ضروريا إلتمام
مسطر الحجز ،إذ يمكن لهذا األخير أن يكتفي باإلدالء بتصريح إيجابي أو سلبي بخصوص
84
المبالغ المودعة لديه.
44
كما يمكن لكل من الحاجز والمحجوز عليه أن ينازعوا في مصداقية هذا التصريح ,فإن
اتفق األطراف على توزيع المبالغ المحجوزة فإنه يتم تحرير محضر الصلح ،كما يتم تسليم
الدائنين لوائح التوزيع ،أما إذا لم يتفقوا فإنه يتم تحرير محضر فشل محاولة الصلح85،ويتعين
على المحكمة التي تبث في الملف أن تحدد إثر ذلك تاريخ الجلسة التي سيتم فيها إصدار
86
الحكم بخصوص المصادقة على الحجز.
أثارت مسألة تقديم طلب المصادقة على الحجز مجموعة من اإلشكاالت ففي ظل قانون
المسطرة المدنية القديم لسنة 2225لم يكن هناك أي إشكال مطروح بخصوص الشروط
الالزمة لتقديم دعوى المصادقة على الحجز إذ كان الفصل 595منه ينص على أن الدعوى
تقام بطلب من أحد األطراف ،أما في ظل القانون الحالي فإن الفصل 222من قانون
المسطرة المدنية ي نص على أن رئيس المحكمة بعد فشل محاولة الصلح يؤخر القضية إلى
جلسة أخرى للبث في صحة الحجز أو بطالنه ،ولم يقل بوجوب تقديم الدعوى وهذا ما أدى
إلى اختالف وجهات نظر الفقهاء فهناك من قال أن دعوى التصديق على الحجز لدى الغير
بمقتضى قانون المسطرة المدنية الحالي تقام تلقائيا بعد عدم الوصول إلى اتفاق األطراف
،وهناك من ذهب إلى أنها ترفع أمام المحكمة االبتدائية المصدرة لقرار الحجز طبقا
87
لمقتضيات الفصل 59من قانون المسطرة المدنية.
وهناك من اعتبر أن الرأي الصائب أنه إذا كان الحجز ثم بناء على سند تنفيذي فال
ضرورة لتقديم الطلب وتقديم دعوى جديدة أما إذا لم يكن بيد الدائن سند تنفيذي ففي هذه
الحالة يتعين تقديم الطلب مع أداء الرسوم القضائية .
85جاء في أمر صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس ’‘أنه يترتب على عدم اإلتفاق على توزيع المبلغ المحجوز المعتبر ماال خاصا
للجماعة الحضرية المصادقة على الحجز وأمر المحجوز بين يديه بإيداع المبلغ المحجوز بكتابة ضبط هاته المحكمة لتقوم بتوزيعه
على الدائنين المتعرضين عن طريق المحاصة‘’.
أمر صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس بتاريخ 21/2/15تحت عدد 211/15في الملف عدد 50/15منشور بمجلة المحاكم اإلدارية
عدد 5ص .951
86جواد امهمول ،مرجع سابق ،ص 910
87مارية أصواب ،مسطرة الحجز لدى الغير،دليل الملحق في المسطرة المدنية،مرجع سابق الصفحة 952
45
وهذا هو الموقف الذي تبنته وزارة العدل من خالل و رقة العمل التي أعدت من طرف
اللجنة المنبثقة عن اجتماع اللجنة القضائية المنعقدة بتاريخ 9119 /19/10بمقر وزارة العدل
و التي انتهت إلى كون الجهة المختصة بذلك حسب الفصل 222من قانون المسطرة المدنية
هو رئيس المحكمة الذي يتحول بعد فشل محاولة التوفيق إلى قاضي موضوع و يصدر في
الطلب المرفوع إليه حكما يقبل التنفيذ بعد انصرام أجل اإلستئناف.88
أما بخصوص الجهة المختصة للمصادقة على الحجز يمكن القول أن رئيس المحكمة
اإلبتدائية هو المختص في إصدار األمر بحجز ما للمدين لدى الغير بصريح عبارة الفصل
222من قانون المسطرة المدنية وأن األمر بالحجز يقع شرط الرجوع إلى الرئيس عند
وجود صعوبة ،وبالتالي فإن رئيس ا لمحكمة المصدرة للحجز يبقى هو المختص مكانيا برفع
اليد عن الحجز أو المصادقة عليه.
وإن كان اإلشكال يطرح في الفقرة 5من الفصل 222إذ لم يحدد في حالة عدم وقوع
االتفاق هل يحيل األطراف على قضاء الموضوع أم يقوم تلقائيا بالمصادقة على الحجز ،وإن
بت في طلب المصادقة على الحجز فهل يبت بصفته قاضيا للمستعجالت أم بصفته تلك أم أن
اإلختصاص يرجع لمحكمة الموضوع ،؟
ويمكن القول أنه ال يمكن لرئيس المحكمة أو من ينوب عنه أن يبت في طلب المصادقة
على الحجز في إطار الفصل 222و في غيبة األطراف ألن الفصل 222ينص على
ضرورة استدعاء األطر اف ،كما ال يمكن أن يبت في طلب المصادقة بصفته قاضيا
للمستعجالت ألن ذلك مشروط بشرطين هما توفر عنصر اإلستعجال و عدم المساس بجوهر
الحق وهما شرطين ال يتوفران في دعوى المصادقة على الحجز لعدم وجود أي خطر محدق
بالحق ،ألن ذلك يزول بمجرد إيقاع الحجز.
كما أن الحكم في دعوى المصادقة على الحجز ليس بإجراء وقتي يجوز التراجع عنه
بل هو حكم بات قطعي و من ثم فإن كلمة الرئيس التي وردت في الفصل المذكور المقصود
46
منها هو رئيس المحكمة ال قاضي المستعجالت و ال قاضي الموضوع لعدم ورود كلمة
محكمة الدالة على محكمة الموضوع ومن ثم فإن مسطرة الحجز لدى الغير يتابعها رئيس
المحكمة بصفته تلك ،كما أن الحجز لدى الغير مرتبط بمسطرة التنفيذ التي تشرف عليها
مؤسسة الرئيس بحكم القانون ،فالمشرع نظم مقتضياته في قانون المسطرة المدنية في القسم
الخاص بطرق التنفيذ ،كما أنه ال يعقل و مع وجود سند تنفيذي قضى باألداء و تباشر بشأنه
إجراءات التنفيذ ،الرجوع مرة أخرى إلى قضاء الموضوع الستصدار سند تنفيذي لتأكيد سند
89
تنفيذي سابق قضى باألداء.
إن إيقاع الحجز شأنه شأن باقي أنواع الحجز األخرى إجراء ينقطع به التقادم من جهة،
كما يؤدي إلى براءة ذمة المحجوز عليه من جهة أخرى.
فبخصوص قطع التقادم لم يشر قانون المسطر المدنية صراحة إلى أن إيقاع الحجز
إجراء يقطع به التقادم ،لكن يمكن استخالص ذلك األثر بالرجوع إلى قانون االلتزامات
والعقود الذي يتضمن مبدأ عاما في هذا الشأن ،حيث ينص الفصل 522منه على أنه:
ينقطع التقادم:
-بكل مطالبة قضائية أو غير قضائية يكون لها تاريخ ثابت و من شأنها أن تجعل المدين
في حالة مطل لتنفيذ التزاماته ،و لو رفعت أمام قاض غير مختص ،أو قضي ببطالنه لعيب
في الشكل.
47
-بكل إجراء تحفظي أو تنفيذي يباشر على أموال المدين أو بكل طلب يقدم للحصول
على إذن في مباشر هذه اإلجراءات.
وبخصوص الحجز لدى الغير فاعتبره البعض بأنه يقطع التقادم على اعتبار أنه مطالبة
قضائية في حال ة إجراء الحجز بناء على أمر بصدره رئيس المحكمة في حين أنه ينقطع
90
باعتبار أنه إجراء تنفيذي في الحالة التي يكون فيها بيد الدائن سند تنفيذي.
أما موقف القضاء في هذه المسألة فقد اعتبرت المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء 'أن
مجرد تقديم مقال يرمي إلى إجراء حجز ما للمدين لدى الغير يترتب عليه انقطاع التقادم'91
أما فيما يخص براءة ذمة لم يرتب المشرع المغربي هذا األثر مباشرة على إيقاع
الحجز بل جعله مرتبطا بصدور حكم قضائي يقضي بالمصادقة على الحجز لدى الغير،
وبمفهوم المخالفة فإنه ال يترتب أثر براءة ذمة المحجوز لديه في مواجهة المحجوز عليه في
الحالة التي يرفض فيها طلب المصادقة.
وبالرجوع إلى نصوص قانون المسطر المدنية ،نجد أن المشرع المغربي رتب أثر
براء ذمة المحجوز لديه في ثالث حاالت نص عليها في الفصلين 225و 220وتتمثل هذه
الحاالت في:
الحالة األولى :هي التي تكون فيها المبالغ المحجوزة بين يدي المحجوز لديه كافية
لسداد جميع الديون ،بما فيها دين الحاجز أو ديون المتعرضين ،ففي هذه الحالة تبرئ ذمة
المحجوز لديه إذا أدى للدائنين الحاجزين و المتعرضين ديونهم بما تشمله من رأسمال و
فوائد و مصاريف الدعوى التي تقدرها المحكمة.
الحالة الثانية :هي التي يكون فيها المبلغ المحجوز لدى الغير غير كاف لتغطية جميع
الديون ،حيث أن ذمة الغير المحجوز لديه تبرئ إذا أودع المبلغ الذي وجد محجوزا لديه في
48
كتابة الضبط و يوزع على الدائنين بالمحاصة ،أي كل بحسب نسبة دينه ما لم يوجد بينهم
سبب لألولوية.
الحالة الثالثة:وهي الحالة المنصوص عليها في الفقرة األخيرة من الفصل 220من قانون
المسطرة المدنية ،وهي عبارة عن إمكانية خولها المشرع للمدين المحجوز عليه في أن يطلب
من قاضي المستعجالت اإلذن له بتسلم مبالغ من المحجوز لديه رغم تعرض الدائنين بشرط
أن يودع في كتابة ضبط المحكمة ،أو لدى شخص يتفق عليه األطراف ،مبلغا كافيا لتغطية
ديون الدائنين التي وقع الحجز بسببها.
وتبرئ ذمة المحجوز لديه بمجرد تنفيذه ألمر قاضي المستعجالت ،و بالتالي يتحول
أثر الحجز لدى الغير إلى كتابة الضبط أو الشخص المتفق عليه بين األطراف.
يضع إيقاع الحجز لدى الغير مجموعة من االلتزامات على عاتق كل من المحجوز لديه
و المحجوز عليه ،و هي التزامات تهدف إلى الحفاظ على المبالغ المالية المحجوز بين يدي
الغير وعدم التصرف فيها ،و لتوضيح هذه اآلثار سنقسمها إلى نقطتين كالتالي:
نص المشرع المغربي في الفصل 222من قانون المسطر المدنية على أنه »" :يمكن
للمدين أن يتسلم من الغير المحجوز لديه الجزء الغير قابل للحجز من أجره أو راتبه و
يكون كل وفاء آخر يقوم به نحو الغير المحجوز لديه باطال«
و الحكم المنصوص عليه في هذا الفصل يجد علته في الهدف المتوخى من الحجز ،و
الذي هو وضع المال تحت يد القضاء تمهيدا القتضاء الدائن لحقه ،و هذا يقتضي منع
92
المحجوز لديه من الوفاء إلى المحجوز عليه.
49
وهذا المنع يسري في حق الحاجز و المتعرضين على حد سواء ،و من تم يوصف بأنه
مطلق ال ن سبي ،و أساس اعتبار الحبس الذي يترتب على حجز ما للمدين لدى الغير حبسا
مطلقا ،هو أن هذا الحجز ال يؤدي إلى اختصاص الدائن الحاجز بالمال محل التنفيذ ،بل يجوز
لغيره من الدائنين أن يوقعوا حجوزا جديدة على المال ،و هذه الحجوز قد تستغرق ما في ذمة
المحجوز لديه و ذلك إذا ما سمح لهذا األخير بالوفاء للمحجوز عليه بما يزيد عن دين
الحاجز ،فان هذا الحاجز قد ال يحصل على حقه إذا حصل حجز أخر على المال و كان
الحاجز المتأخر متقدما عليه في المرتبة.
ويالحظ أنه إذا كان إيقاع الحجز لدى الغير يمنع المحجوز لديه من الوفاء إلى
المحجوز عليه ،فإنه يترتب عنه أيضا منع حدوث المقاصة بين الدينين ،أي بين دين
المحجوز عليه والدين الذي قد ينشأ للمحجوز لديه في ذمة المحجوز عليه بعد الحجز ،وعلة
ذلك أن المقاصة طريقة من طرق الوفاء بالدين ،وهي ال تجوز أن توقع إضرارا بالحقوق
التي اكتسبها الغير .فإذا أوقع الغير حجزا تحت يد المدين ،ثم أصبح المدين دائنا لدائنه ،فال
يجوز له أن يتمسك بالمقاصة إضرارا بالحاجز.
ومع ذلك يبقى السؤال مطروحا حول جزاء الوفاء الذي يتم رغم الحجز؟
لقد اعتبر المشرع في الفصل 222من ق.ل.ع كل وفاء يقوم به المحجوز لديه
للمحجوز عليه باطال باستثناء الجزء غير القابل للحجز.
والبطالن الذي نص عليه هذا الفصل هو بطالن مسطري يقصد به عدم النفاذ ،فالوفاء
الذي يتم للمحجوز عليه يكون صحيح ونافذا في العالقة ما بين المحجوز لديه والمحجوز
عليه ،ولكنه يبقى غير نافذ في حق الحاجز وال يحتج به عليه ،وبالتالي ال يحول دون التنفيذ
جبرا على أموال المحجوز لديه إلقتضاء الحاجز لحقه ،إذ للحاجز أن يلزم المحجوز لديه
بالوفاء له مرة أخرى.
50
وعموما فإن المحجوز لديه إذا لم يعتد بأثر الحجز ،ووفى للمحجوز عليه ،فإن هذا
الوفاء يكون على مسؤوليته ،بحيث إذا فرضنا أن القضاء أصدر حكما فيما بعد بصحة
الحجز ،وجب عليه الوفاء من جديد لصالح الدائن الحاجز.
يقابل التزام المحجوز لديه بعدم الوفاء للمدين المحجوز عليه التزام هذا األخير بعدم
مطالبة المحجوز لديه بمبلغ الدين المحجوز لديه ،ومنع المحجوز عليه من التصرف في المال
المحجوز تحت طائلة عدم نفاذ هذه التصرفات في حق الحاجز.
فحجز ما للمدين لدى الغير ال يترتب عليه خروج المال من ملك صاحبه ،ولذلك فإنه
يجوز الحجز على ذات المال المحجوز من جانب أي دائن أخر للمحجوز عليه كما أنه ال
ينشئ للحاجز األول أي امتياز يتقدم به على غيره من الحاجزين في استيفاء حقه من المال
المحبوس وال يخصه بهذا المال دونهم.
ومن ثم فإنه يجوز للمحجوز عليه التصرف في المال بعد إيقاع الحجز ،وهذا التصرف
يكون صحيحا فيما بين المتعاقدين ،ولكنه ال ينفذ في مواجهة الدائن الحاجز إال في الحالة التي
ال يلحق فيها به أ ي ضرر ،فالمحجوز عليه إذن يمنع عليه التصرف في المال بعد الحجز،
فإذا تصرف فيه ووقع حجز جديد فإن هذا التصرف يحتج به في مواجهة المتأخر.
يعد الحجز اإلرتهاني والحجز اإلستحقاقي حجزا تحفظيين خاصين ،فهما يشتركان مع
الحجز التحفظي الذي يشكل اإلطار العام للحجوز التحفظية بصفة عامة في الوظيفة
التحفظية ،ويردان على المنقوالت وحدها دون العقارات ،وبالرغم من هذا التشابه في
الوظيفة فإنهما يختلفان في مجموع ة من النقط وسوف نحاول التطرق للحجز اإلرتهاني في
(الفقرة األولى ) والحجز اإلستحقاقي في (الفقرة الثانية).
51
الفقرة األولى :الحجز اإلرتهاني
يندرج الحجز االرتهاني ضمن طائفة الحجوز التحفظية التي نظمها المشرع المغربي
في الباب السادس من القسم التاسع الخاص بطرق التنفيذ في الفصول من 221إلى 222من
ق .م.م ،ولم يقدم المشرع المغربي بوضع تعريف للحجز اإلرتهاني تاركا ذلك للفقه
والقضاء ،واكتفى بتنظيم شروطه وحاالته والمسطرة المتبعة بشأنه ،وقد جاء المشرع بهذا
النوع من الحجوز لحماية فئة من األشخاص هم المكرين على وجه الخصوص من رفض
وامتناع المكترين من أداء واجبتهم الكرائية .
ويمكن تعريف الحجز اإلرتهاني بأنه "وسيلة تمكن الحاجز بصفته مالكا أو منتفعا أو
مكتريا أصليا للعين المكتراة من وضع المنقوالت المتواجدة بالمحل المكترى وكذا تلك التي
تم نقلها منه تحت يد القضاء قصد بيعها واستيفاء الوجيبة الكرائية من ثمن البيع بعد
93
استصدار حكم بتصحيح الحجز".
حصول المكري بصفته مالكا أو بأية صفة أخرى لعقار أو أرض فالحية كال أو بعضا
على إذن من رئيس المحكمة االبتدائية إليقاع حجز ارتهاني على األمتعة و المنقوالت و
الثمار الكائنة بالعقار المكري أو الموجودة بهذه األرض لضمان األكرية المستحقة ،كما يمكن
أن يمتد هذا الحجز بنفس اإلذن إلى المنقوالت التي كانت أثاثا للدار أو المستعملة في
االستغالل الزرعي إذا كانت قد نقلت بدون رضي المكري الذي يحتفظ إزائها بحق االمتياز
الذي يقرره القانون الواجب التطبيق على النازلة حسب الفصل 221من قانون المسطرة
المدنية.
كما يمكن للمكري إذا أجر المكتري األصلي للغير تمديد مفعول الحجز االرتهاني بإذن
من رئيس المحكمة االبتدائية إلى أمتعة المكترين الفرعيين المجهزة بها األماكن التي
يشغلونها و كذلك ثمار األراضي المكراة لهم فرعيا لضمان األكرية المستحقة على المكتري
األصلي .غير أنه يمكن للمكترين الفرعيين الحصول على رفع اليد عن هذا الحجز بعد
اإلدالء بما يبرر تأدية ما عليهم من كراء دون غش للمكتري األصلي ،وال يمكن لهم أن
93يونس الزهري ،مسطرة الحجز اإلرتهاني في القانون المسطرة المدنية المغربي أية فعالية ،مجلة المحامي ،العدد ، 22ص 22 ،
52
يدفعوا باألداءات الصادرة عنهم مسبقا إن كانت وفق الفصل 222من قانون المسطرة
المدنية.
يلزم ليكتسب الحجز االرتهاني إمكانية التنفيذ حتى يمكن بيع األشياء المحجوزة بالمزاد
العلني إلستفاء المكري لألكرية المستحقة ،وجب على هذا األخير تصحيح الحجز الحجز
االرتهاني بحكم من المحكمة االبتدائية أما بخصوص االختصاص المحلي لرفع الدعوى
فيتجلى في المحكمة اإلبتدائية للمحل الذي أقيم فيه الحجز و بعد استدعاء المدين بصفة
قانونية.
لهذا فالهدف من الحجز اإلرتهاني هو حماية حقوق الدائن المكري ومنحه مكنة تتبع
األموال المحجوزة في حالة نقلها من العين المكتراة بدون رضا هذا األخير ،باإلضافة إلى
إعطاء األسبقية للدائن المكري في استيفاء دينه من ثمن المنقوالت التي تم بيعها في حالة تعدد
الدائنين ،مع العلم أن هذا االمتياز ال يظهر عند إيقاع الحجز اإلرتهاني ،وإنما عند مباشرة
94
مسطرة توزيع المبالغ المتحصلة عن بيع المحجوز بالمزاد العلني .
نظم المشرع المغربي الحجز االستحقاقي في قانون المسطرة المدنية من خال ل الفصول
511الى 515وتتجلى اهمية هذا الحجز في الحفاظ على حقوق الحاجز بصفة مؤقتة بوضعها
تحت يد القضاء ولمنع الحائز للمنقوالت من التصرف فيها تصرف يضر بمن له الحق عليها
وذلك بشكل احتياطي حتى يتمكن من اثبات ملكيته وحيازته لها ومن تم يتمكن من استردادها
لم يعرف المشرع المغربي في اطار قانون المسطرة المدنية الحجز االستحقاقي رغم
تنظيمه له في الفصول 511الى 515 95وهناك من يسميه الحجز االستردادي ومنه يمكن
53
تعريفه بانه ذلك الحجز الذي يباشره من يدعي ملكية المنقوالت محل الحجز او من يدعي ان له
حق الحبس عليها فقبل ان يرفع دعوى استرداد هاته المنقوالت سواء باعتباره مالكا لها او
صاحب حق الحبس عليها يوقف هذا الحجز لحين الفصل في دعوى االسترداد.
ويعتبر الحجز االستحقاقي احد انواع الحجز التحفظي وهو الذي يباشر بناء على طلب
الدائن ويصدره به امر من رئيس المحكمة في نطاق الفصل 222من ق م م ويترتب على هذا
الحجز وضع المال المحجوز تحت رقابة القضاء مع بقائه تحت يد مالكه ينتفع به اال انه ال يمكن
ان يفوته باي نوع من انواع التفويت .
وطبيعة الحجز االستحقاقي التختلف عن طبيعة الحجز التحفظي باعتباره مجرد اجراء
وقتي لحماية حقوق الدائنين فهو استثناء من القاعدة العامة التي تخول المدين الحرية الكاملة في
التصرف في امواله دون قيد او شرط .
ومنه ونظرا للطبيعة الوقتية للحجز التحفظي فانه ال يستلزم لوقوعه وجود سند تنفيذي بيد
الدائن بعكس الحجز التنفيذي كما انه ال يشترط في توقيعه اتخاذ مقدمات التنفيذ لكونه يستهدف
مباغتة المدين قبل اقدامه على أي تصرف من شانه ان يلحق ضررا بالدائنين
بناء على ما ينص عليه الفصل 511من قانون المسطرة المدنية يتبين أن لتحقق الحجز
االستحقاقي ال بد من توفر شرطين أساسين األول يتجلى في ضرورة أن يكون طالب الحجز
مالكا لهذا المنقول او تتوفر له على هذا المنقول حيازة قانونية والثاني يتجلى في ان يكون له
ضمان عليه حتى يتوفر له حق تتبعه في يد حائزه
يخضع تنفيذ الحجز االستحقاقي لنفس القواعد التي تطبق في الحجز التنفيذي و بالتالي يتم
التنفيذ على االشياء المحجوزة و فقا لذات المبادئ مع مراعاة بعض خصوصيات هذا الحجز
54
فإيقاع الحجز ال يمكن ان يكون اال في مرحلة تمهيدية وتحضيرية للتنفيذ الن اكتمال عملية
التنفيذ ال يمكن ان يتحقق اال بعد القيام بتصحيح الحجز و هو إجراء ال وجود له في الحجز
التنفيذي
وحتى يتم التنفيذ ينبغي رفع دعوى موضوعية امام المحكمة االبتدائية التي اصدر رئيسها
األمر بالحجز و يتعين انتظار صدور الحكم بصورة نهائية
وتجدر االشارة ان المشرع خول للحائز االشياء موضوع االستحقاق ان يقف في وجه
الحجز و اجراءته بالتعرض على الحجز الذي صدر االمر بشأنه ومتى قام الحائز بممارسة هذا
االجراء يؤدي ذلك إلى إيقاف التنفيذ الحجز لترفع الصعوبة امام رئيس المحكمة االبتدائية الذي
اذن به وذلك وفقا لما جاء في الفصل 512من قانون المسطرة المدنية اذا تعرض الحائز على
الحجز اوقف التنفيذ و رفعت الصعوبة امام رئيس المحكمة االبتدائية الذي إذن به غير انه
يمكن للعون المكلف بالتنفيذ إقامة حارس على األبواب الى حين البت.
كما سبق القول ان الحجز االستحقاقي يخضع لنفس قواعد الحجز التنفيذي ومن ثم فأثار
الحجز االستحقاقي هي نفس اثار الحجز التنفيذي حيث جاء في الفصل 515من قانون المسطرة
المدنية يثبت حكم التصحيح حق مدعي االستحقاق اذا اعتبر ان الطالب مبني على اساس
ويأمر برد االشياء المنقولة اليه.
يصدر الحكم انتهائيا او ابتدائيا وفق القواعد العادية لالختصاص باعتبار قيمة األشياء
المدعى استحقاقها.
اذن فاهم ما يترتب على الحكم القاضي بتصحيح الحجز هو ارجاع االشياء المنقولة الى
الحاجز لكن شريطة ان يكون الطلب المقدم من طرفه مبنيا على اساس.
واذا كان الفصل 515من ق م م يجعل الحكم التصحيحي هو االساس في منح الحق
لمدعي االستحقاق فان ذلك ال يتم تلقائيا وانما البد من تمييز بين عدة فرضيات :
55
أولهما :ان يكون الحكم قابل لالستئناف وفي هذه الحالة ال يمكن ان يضمن تنفيذ هذا الحق
ما لم يكن مشموال بالنفاذ المعجل .
وثانيها :ان يكون غير قابل لطرق الطعن العادية أي انتهائيا فانه والحالة هذه يمكن ان
يضمن هذا الحق على االقل مؤقتا في انتظار الموقف النهائي لمحكمة النقض .
وثالثها :أن يكون الحكم باتا و نهائيا و في هذه الحالة يمكن ان يكون قابال للتنفيذ.96
غير انه وان أصبح الحكم نهائيا فان ذلك ال يمكن ان يرجع األشياء المنقولة إلى طالب
الحجز ما لم يقدم طليا الى المحكمة التي أصدرت الحكم قصد التنفيذ الن الفصل 292من ق
م م جاء صريح في ضرورة طلب التنفيذ الحكم اذ جاء فيه تنفذ األحكام الصادرة من محاكم
المحكمة في مجموع التراب الوطني بناء على طلب من المستفيد من الحكم او من ينوب عنه.
96
عبد الكريم الطالي مرجع سابق ص 950
56
خاتمة:
في الختام وبعد أن تطرقنا ألهم طرق التنفيذ المعمول بها في إطار قانون المسطرة
المدنية وحاولنا التفصيل في كل نوع على حدا و تطرقنا لبعض الغموض الذي يلف ممارسة
البعض منها وإن كانت ال تحقق الغاية الحقيقية المطلوبة منها في اقتضاء الحق بأسرع وقت
ممكن إلى أنه يمكن القول أن تنفيذ األحكام هو الوسيلة الوحيدة لدعم مصداقية القضاء فال
يكمن والحفاظ على هيبته ،وترسيخ دولة الحق والقانون.
لكل ذلك فإنه أصبح من الضروري اإلسراع في إيجاد وإدخال تعديالت مسطرية
لتسهيل عمليات التنفيذ ،ومواجهة العراقيل والصعوبات التي يمكن أن تعترضها.
كما أصبحت الضرورة ملحة في اإلصالح العميق والشامل لمنظومة العدالة توفير
الموارد البشرية واللوجيستيكية الكافية للقيام بإجراءات التنفيذ كما يقتضيها القانون .
57
الئحة المراجع:
الكتب:
إبراهيم بحماني ،تنفيذ األحكام العقارية،الطبعة الثالثة 9129مكتبة دار السالم .
جواد أمهمول ،الوجيز في المسطر المدنية .،المدنية الطبعة 9125مطبعة االمنية
الرباط
حليمة بنت المحجوب بن حفو ،دراسة في قانون المسطرة المدنية الطبعة األولى 9122
مطبعة قرطبة.
الطيب برادة ،التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بين النظرية التطبيق طبعة ، 2222
شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع ،الرباط .
عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون المسطرة المدنية ،دراسة فقهية وعملية مقارنة مع مسودة
مشروع قانون المسطرة المدنية ،الطبعة الثالثة ،9122مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط.
عبد الكريم الطالب ,الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية الطبعة الثامنة 9120مكتبة
المعرفة مراكش الصفحة.
فتحي والي ،التنفيذ الجبري وفقا لمجموعة المرافعات المدنية والتجارية ،دار النهضة
العربية ،مطبعة جامعة القاهرة والكتاب الجامعي ،السنة 2222.
مارية أصواب ،تنفيذ االحكام المدنية في ضوء العمل القضائي ،الطبعة األولى 9122
مكتبة دار السالم الرباط .
محمد ابن الحاج السلمي ،التقييد اإلحتياطي في التشريع العقاري الطبعة 9119 ،مطبعة
دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط.
محمود مصطفى يونس ،النظام القانوني للحجزالتحفظي القضائي دار النهضة العربية ،
السنة . 2225
يونس الزهري الحجز التنفيذي على العقار في القانون المغربي المطبعة الوطنية الجزء
الثاني الطبعة االولى . 9111
58
يونس الزهري ،الحجز لدى الغير في القانون المغربي 9115،الطبعة 9مطبعة النجاح
الجديدة الدار البيضاء.
المقاالت
يونس الزهري ،مسطرة الحجز اإلرتهاني في القانون المسطرة المدنية المغربي أية
فعالية ،مجلة المحامي ،العدد . 22
عبد هللا الشرقاوي ،الحجز لدى الغير ،مجلة القضاء و القانون ،العدد 21 ،299يناير
.2212
مصطفى عاقري ،طرق التنفيذ ،مجلة المحاكم المغربية ،العدد 09
الرسائل واألطروحات
-2الرسائل
خالد علوش ،حجز ما للمدين في جانبه النظري والتطبيقي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة في القانون المدني ،جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
و االجتماعية بالدارالبيضاء .2222.2222
رشيد قافو ،الحجز التحفظي في القانون المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في
القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية ،جامعة القاضي
عياض ،مراكش ،السنة الجامعية . 9121-9112
عبد الرحمان بلعكيد ،حجز ما للمدين لدى الغير وفق لقانون المسطرة المدنية ،رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في العلوم القانونية بكلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية بجامعة محمد الخامس الرباط سنة.2212
-1االطروحات
محمد جالل امهمول ،نظام الدفوع في قانون المسطرة المدنية ،التأصيل الفقهي و
المظاهر التشريعية و القضائية أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص ،جامعة
الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بالدار البيضاء ،السنة
الجامعية 2222/2221
59
القرارات واألحكام:
-2القرارات
قرار المجلس االعلى عدد 512بتاريخ 21فبراير 2221منشور بالمجلة المغربية
للقانون عدد.2221 22
قرار صادر بتاريخ / 222 /9115في الملف التجاري عدد 5229115/5/2/منشور في
مجلة قضاء المجلس األعلى العدد . 01
قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ -15-11تحت عدد 222في الملف التجاري
عدد 252-10منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد 02ص 225وما يليها -
قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 22/ 2/22تحت عدد 550في الملف عدد
21/ 2125منشور بمجلة قضاء محكمة النقض عدد . 12
قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 21/1/22تحت عدد 922/22في الملف عدد
12252منشور بأهم قرارت المجلس األعلى المادة اإلدارية 52ـــــ.21
قرار صادر عن غرفتين بالمجلس األعلى بتاريخ 0/2/15تحت عدد 515في الملف
عدد 295/11منشور بمجلة المجلس األعلى عدد 02و .05
قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 52/2/25تحت عدد 12في الملف اإلداري عدد
222/2/2/21منشور بمجلة قضاء محكمة النقض عدد . 10
قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 20يوليوز 9125في الملف المدني عدد -9951
.، 9129-2
قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 21-5-9112في الملف المدني عدد -2- 9119
2109-2منشور في مجلة قضاء المجلس األعلى ،العدد .02
قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 25\15\90تحت عدد 911في الملف اإلداري
عدد 9\2\5522منشور بمجلة قضاء محكمة النقض الغرفة اإلدارية عدد . 92
60
قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ 2221/15/20في الملف المدني
عدد " 21/2019نفس المرجع السابق "عدد . 22
قرار صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بالبيضاء بتاريخ 25/21/22تحت عدد
912/22في الملف عدد 902/22منشور بمجلة اإلشعاع عدد .95
قرار صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بفاس بتاريخ 29/ 22/ 92تحت عدد
9112في الملف عدد 29 / 2 /52منشور بمجلة المعيار عدد . 51
قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش بتاريخ 21/2/10تت عدد 521
في الملف عدد 2021/15منشور بمجلة المحامي عدد .51
قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ 22/2/21في الملف عدد 552/22
منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد .20
قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ 5/2/21تحت عدد 2121/9في
الملف عدد 9552/12منشور بمجلة في رحاب المحاكم عدد .0
قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ 2221 /20 / 15في الملف المدني
عدد 21/ 2019منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد .22
قرار لمحكمة االستئناف التجارية بمراكش صادر بتاريخ 9111/ 15/ 20في الملف
عدد / 222قرار منشور بمجلة القصر عدد . 1
-2األحكام:
حكم المحكمة اإلقليمية بالدار البيضاء 20يونيو ، 2259مجلة المحاكم المغربية 2259
ص .922
حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس تاريخ 5/5/22في الملف عدد 225منشور
بمجلة المعيار عدد 92
حكم صادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ 91/2/22تحت عدد 920في الملف
التجاري عدد 951منشور بمجلة القصر عدد 0
61
الفهرس:
ثانيا :اإلجراءات الخصوصية للحجزالتحفظي على المنقول والعقار وأثاره 13 .................
الفقرة األولى :شروط و أثار الحجز التنفيذي على المنقول 19 .....................................
62
الفقرة األولى :مفهوم الحجز لدى الغير وطبيعته وأطرافه 35 ......................................
63