طرق التنفيذ الاحكام PDF

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 64

‫ماستر القانون االجتماعي المعمق‬

‫السداسيالثالث‬
‫الفوج األول‬
‫مادة ‪:‬قانون المسطرة المدنية‬

‫عرض حول موضوع‬

‫طرق تنفيذ األحكام القضائية‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬


‫جالل ارجدالي‬ ‫انجاز الطلبة ‪:‬‬
‫‪ ‬عمر غرسوان‬
‫‪ ‬رايس محمد‬
‫‪ ‬سعيد خنوفا‬

‫الس نة اجلامعية ‪ 1028-1029 :‬م‬


‫مقدمة ‪:‬‬

‫إن األمن القضائي المتمثل في ثقة المواطنين في القضاء يستدعي تحقيق العدالة ال من‬
‫حيث إصدار أحكام قضائية فقط ولكن من حيث تنفيذها وهو السبيل للوصول إلى النجاعة‬
‫القضائية حفاظا على هيبة و سمعة العدالة واعتمادا على كون األحكام النهائية الصادرة عن‬
‫القضاء ملزمة للجميع و يستوجب على السلطات العمومية المساعدة على تنفيذها كما نص‬
‫عليه في دستور ‪ 92‬يوليوز ‪ 9122‬بالرغم مما قد يعترض ذلك من معوقات او إشكاليات‬
‫يتطلب إيجاد حلول لها تشريعيا او قضائيا عن طريق االجتهاد ‪.‬‬

‫وبالتالي فتنفيذ األحكام يعتبر الحلقة األهم و العمود الفقري الذي يعطي للعدالة مفهومها‬
‫الحقيقي ويجعل لها قيمة لدى المواطنين بوجه عام والمتقاضي بوجه خاص ذلك أن الحكم‬
‫القضائي إذا لم يتم تنفيذه يعتبر عديم الجدوى بل انه مجرد لغو يجرد القضاء من قيمته و‬
‫فعاليته ومن ثم فان وظيفة نظام التنفيذ تتمثل في إضفاء الحماية على المراكز القانونية‬
‫الناتجة عن هذه األحكام‪.‬‬

‫وبذلك يشكل التنفيذ التجسيد المادي لفعالية الجهاز القضائي فالحماية القضائية ال تتم إال‬
‫بعملية تنفيذ األحكام ذلك أن تقديم الدعوى و المرور بمجموعة من اإلجراءات و توسع‬
‫القانون في شروط قبولها لن ينفع المحكوم له بسبب البطء في تنفيذ الحكم الصادر لفائدته او‬
‫استحالة تنفيذه‬

‫وفضال عن ما يسببه بطء التنفيذ او استحالته من ضرر لمن صدر الحكم لصالحه فان‬
‫ذلك يؤدي ايضا الى فقدان الثقة في القضاء و اضعاف سلطته و هيبته الن الحقوق تبقى بدون‬
‫حماية حقيقة اذا لم تتوج بالوصول الى اصحابها عن طريق التنفيذ االحكام الصادرة‬
‫بشأنها‪ ,‬فال دولة للحق و القانون بدون الحرص على تنفيذ احكام حائزة لقوة الشيء المقضي‬
‫به‪ ,‬ومن خالل استقراء المقتضيات القانونية المتعلقة بالتنفيذ نجد سبيلين لتنفيذ االحكام‬
‫المدنية ‪:‬التنفيذ االختياري وهي حالة نادرة إذ يقوم المحكوم عليه بتنفيذ الحكم إراديا ومن‬
‫تلقاء نفسه ودون جبره و النوع الثاني وهو التنفيذ الجبري فهو الذي يتم قهرا إلجبار المدين‬

‫‪1‬‬
‫على الوفاء بما التزم به و تجريه السلطة العامة تحت إشراف القضاء ورقابته بناء على طلب‬
‫دائن بيده سند مستوف للشروط المنصوص عليها في القانون وذلك باستحقاق حقه الثابت‬
‫بالسند من المدين قهرا منه‪.‬‬

‫وقد حدد المشرع المغربي طرق التنفيذ الجبري في الغرامة التهديدية و الحجوز‬
‫باإلضافة الى االكراه البدني إال أن ما يهمنا هي تلك المنظمة في القسم التاسع من قانون‬
‫‪1‬‬
‫المسطرة المدنية‬

‫ويشكل الحجز أهم هذه الوسائل و أنجعها في تنفيذ األحكام القضائية و التي تمكن‬
‫الدائن من جبر مدينه على الوفاء بالتزامه بطريقة غير مباشرة بوضع أموال المدين بين يدي‬
‫القضاء ومنعه من التصرف فيها تصرفا يضر بمصالح من اوقع الحجز عليه من الدائنين‬
‫حتى يستوفي حقه من المدين عن طريق الوفاء االختياري أو ببيعها بالمزاد العلني للوفاء من‬
‫ثمنه بدين الدائن الحاجز ‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‬

‫يمكن النظر الى اهمية الموضوع قيد الدارسة من زاويا مختلفة‪:‬‬

‫‪-1‬من الناحية القانونية‪ :‬تتمثل في التنصيص على مجموعة من النصوص القانونية‬


‫المؤطرة لطرق التنفيذ في قانون المسطرة المدنية والتي يتجسد أهممها في الفصول ‪259‬‬
‫الى ‪ 515‬التي تحدد اإلجراءات المتبعة في اطار إتباع طرق التنفيذ‬

‫‪ -9‬من الناحية االقتصادية ‪:‬تتجلى اهمية الحجز بصفة عامة في أن عالم االستثمار و‬
‫الصفقات والعمليات التجارية لمراهنة المستثمرين‬ ‫التجارة يتميز بالسرعة في إبرام‬
‫على الربح و الوقت باعتبارهما احد دعامات االقتصاد لذلك فان اغلب المستثمرين يلجؤن‬
‫الى دارسة المساطر القانونية و القضائية المتعلقة بتنفيذ االحكام و مدى مالءمتها لضمان‬
‫استمرار النشاط االقتصادي و االطمئنان على مشاريعهم‪.‬‬

‫‪1‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 2.12.221‬بتاريخ ‪ 22‬رمضان ‪ 92 2522‬شتنبر‪2212‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 59.51‬مكرر الصفحة‬
‫‪9129‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -5‬من الناحية االجتماعية ‪ :‬ال يخفى ان تنفيذ االحكام و القرارات الصادرة عن القضاء‬
‫يكتسي اهمية بالغة ألنه ضرورة لتأكيد مدى فعالية الجهاز القضائي ودوره في إيصال‬
‫الحقوق إلى أصحابها و طمأنة المتقاضين عن جدوى اللجوء الى المحاكم‬

‫إشكالية الموضوع‬
‫ان دارسة موضوع الحجز كأحد طرق التنفيذ الجبري ألحكام القضائية يتطلب التطرق‬
‫الهم النصوص المنظمة له في قانون المسطرة المدنية لمعرفة اهم إجراءات المتبعة في هذا‬
‫الصدد و اثار الناجمة عن هذا النوع من التنفيذ الجبري لألحكام‬
‫ومن هذا المنطلق سنعالج إشكالية اساسية تتلخص في مدى توفق المشرع المغربي من‬
‫خالل المقتضيات المؤطرة للحجز في جعل هذا االخير وسيلة ضمان لحماية حقوق الدائن‬
‫وكذا في تحقيق التوازن بين مصالح الدائن الحاجز المهددة بالضياع و بين المركز‬
‫االجتماعي و االقتصادي للمدين المحجوز عليه مما يدفعنا الى التساؤل‪:‬‬
‫‪ -‬فماهي انواع الحجوز المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية ؟‬
‫‪ -‬وكيف نظم المشرع المغربي إجراءات المتعلقة بكل حجز على حدا؟‬
‫‪ -‬وما هي االثار المترتبة عن الحجوز كإحدى أنواع التنفيذ الجبري لألحكام؟‬
‫المنهج المعتمد‬
‫بما أن الباحث في مجال القانوني مدعو إلى االستناد على احد مناهج البحث العلمي‬
‫فإننا و في إطار دراستنا اعتمدنا على المنهج التحليلي الوصفي لإللمام بطبيعة النص القانوني‬
‫المؤطر لطرق التنفيذ في قانون المسطرة المدنية‬
‫خطة البحث‬
‫وعلى ضوء ما سبق و للتفصيل في حيثيات هذا الموضوع تم تقسيم هذا الموضوع الى‬
‫مبحثين‬
‫المبحث االول‪ :‬الحجز التحفظي والتنفيذي‬
‫المبحث الثاني‪:‬الحجز لدى الغير و الحجز االرتهاني و االستحقاقي‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الحجز التحفظي والتنفيذي‬

‫نظم المشرع المغربي مسطرة الحجز كضمانة ألداء الدين في النصوص المسطرة‬
‫المدنية متناوال كال من الحجز التحفظي المطلب األول والحجز التنفيذي المطلب الثاني ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬الحجز التحفظي‬

‫قام المشرع المغربي بتنظيم المقتضيات المتعلقة بالحجز التحفظي من الفصول ‪259‬‬
‫إلى ‪ 252‬من ق‪ .‬م ‪.‬م ‪ ،‬فالحجز بصفة عامة يعتبر أهم الوسائل وأنجعها في تنفيذ األحكام‬
‫توافر بعض القواعد‬ ‫القضائية ‪ ،‬لكن لممارسة مسطرة الحجز التحفظي فإنه يشترط‬
‫الموضوعية (الفقرة األولى)‪،‬إضافة إلى قواعد إجرائية (الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬القواعد الموضوعية للحجز التحفظي‬

‫لدراسة موضوع الحجز التحفظي من ناحية تحديد شروطه الموضوعية إرتأينا (أوال)‬
‫تناول ماهية الحجز التحفظي وتمييزه عن بعض المؤسسات المشابهة له ‪ ،‬بعد ذلك سنتطرق‬
‫إلى الشروط ال متعلقة بتحديد أطراف الحجز التحفظي ( ثانيا ) ‪ ،‬لننتقل بعد ذالك للتطرق‬
‫لمحل الحجز التحفظي واألموال الغير القابلة للحجز التحفظي ( ثالثا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬ماهية الحجز التحفظي وتمييزه عن بعض المؤسسات المشابهة له‬

‫‪ – 2‬ماهية الحجز التحفظي‬

‫لم يقم المشرع المغربي عند تنظيمه للحجز التحفظي في إطار قانون المسطرة المدنية‬
‫بوضع تعريف محدد له‪،‬وأمام غياب تعريف تشريعي له فإننا نرجع للتعاريف التي وضعها‬
‫كل من الفقه والقضاء ‪ .‬فعرف األستاذ محمد ابن الحاج السلمي الحجز التحفظي بما يلي "إنه‬
‫إجراء يمنح للدائن الذي يخشى من مدينه أن يفوت األمالك التي يمارس عليها حقه في‬
‫‪2‬‬
‫الضمان العام بهدف المحافظة على حق الدائنية هذا"‪.‬‬

‫‪ -2‬محمد ابن الحاج السلمي ‪ ،‬التفييد اإلحتياطي في التشريع العقاري الطبعة ‪ 9119 ،‬مطبعة دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫الرباط ‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪4‬‬
‫كما عرفته االستاذة مارية أصواب بأنه " وضع يد القضاء على المنقوالت والعقارات‬
‫التي إنصب عليها الحجز ومنع المدين من التصرف فيها تصرفا يضر بدائنه عن طريق‬
‫‪3‬‬
‫البيع أو الهبة أوغيرها"‬

‫في حين عرفه األستاذ محمود مصطفى يونس على أنه " إجراء قضائي مؤقت ينحصر‬
‫أثاره المباشر في التحفظ على مال أو حق معين للمدين بوضع تحت العدالة لمصلحة الدائن‬
‫الحاجز حتى ال يقوم المدين بأي فعل أو تصرف مادي أو قانوني من أنه تهديد الضمان‬
‫‪4‬‬
‫العام للدائن "‬

‫أما بخصوص التعريف القضائي للحجز التحفظي فقد عرفته المحكمة النقض بأنه "‬
‫إجراء إحترازي يلجأ إليه الدائن لضمان حقه في مواجهة مد ينه وينتهي مفعوله بمجرد‬
‫‪5‬‬
‫تحويله لحجز تنفيذي"‬

‫إنطالقا من التعاريف السابقة يمكن تعريف الحجز التحفظي بأنه وضع القضاء يده على‬
‫أموال المدين بشكل مؤقت واحترازي بهدف منعه من أي تصرف يضر بمصالح الدائن ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تمييز الحجز التحفظي عن المؤسسات المشابهة له‬

‫مما ال شك فيه أن الحجوز بمختلف أنواعها تشترك في وضع أموال المدين بين يدي‬
‫القضاء ومنعه من التصرف فيها تصرفا يضر بالدائن ويكمن أساس التفرقة بينهما في وجود‬
‫قواعد موضوعية وإجرائية تميز الحجز التحفظي عن باقي الحجوز األخرى ‪ ،‬إال ان اإلشكال‬
‫يطرح في تمييز الحجز التحفظي عن التقييد اإلحتياطي ‪,‬خصوصا أنهما يشتركان في خاصية‬
‫تحفظية أي حماية ال حق إال أنهما يختلفان في عدة خصائص تميز كل واحد عن أخر ‪،‬‬
‫فالهدف من الحجز التحفظي وضع أموال بين يدي القضاء وهذه األموال يمكن لها أن تكون‬
‫عبارة عن عقارات أو منقوالت خالفا للتقييد اإلحتياطي الذي يرمي إلى ضمان الحفاظ على‬

‫‪ -9‬مارية أصواب ‪ ،‬تنفيذ االحكام المدنية في ضوء العمل القضائي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 9122‬مكتبة دار السالم الرباط ‪ ،‬ص ‪52‬‬
‫‪ -5‬محمود مصطفى يونس ‪ ،‬النظام القانوني للحجزالتحفظي القضائي دار النهضة العربية ‪ ،‬السنة ‪ ، 2225‬ص ‪ 21‬أشار إليه الطالب‬
‫رشيد قافو ‪ ،‬الحجز االتحفظي في القانون المغربي ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية ‪ ،‬جامعة القاضي عياض ‪ ،‬مراكش ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 9121-9112‬ص ‪29‬‬
‫‪ -2‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪-15-11‬تحت عدد ‪ 222‬في الملف التجاري عدد ‪ 252-10‬منشور بمجلة قضاء المجلس‬
‫األعلى عدد ‪ 02‬ص ‪ 225‬وما يليها ‪-‬‬

‫‪5‬‬
‫مركز قانوني يتعلق بحق على عقار محفظ لتمكين المستفيد من تقييده بصفة نهائية عند‬
‫حصوله على سند قابل للتسجيل النهائي ‪ ،‬فالتقييد اإلحتياطي يجوز القيام به فقط إذا كان‬
‫طالبه يدعي حقا عينيا على عقار محفظ ‪ ،‬كما يختلفان من حيث األجال فالمشرع ال يشترط‬
‫في إيقاع الحجز التحفظي وال في دعوى تحويله إلى حجز تنفيذي أية مدة محددة على وجه‬
‫التحديد ‪ ،‬وإنما ترك ذ لك مفتوحا إلى حين استيفاء الدائن حقه من المدين بوفائه اختيارا او‬
‫طوعا أو بيعه بالمزاد العلني عند توفر الدائن على سند تنفيذي يخوله حق تحويل الحجز‬
‫التحفظي إلى حجز تنفيذي ‪ ،‬وعلى خالف التقييد اإلحتياطي الذي يتميز بحاالت تختلف‬
‫بإختالف الحالة التي أسس عليها كالتقييد اإلحتياطي على سند صحيح الذي يبقى ساريا‬
‫‪6‬‬
‫المفعول لعشرة أيام ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أطراف ومحل الحجز التحفظي‬

‫لكي يقع الحجز التحفظي صحيحا وسليما من الناحية اإلجرائية يتعين توافر شروط‬
‫موضوعية لرفع الدعوى في كل من الحاجز أو ممثله ‪ ،‬وكذلك المحجوز عليه أو من يقوم‬
‫مقامه‪ ،‬وكذلك يجب تحديد محل الحجز التحفظي ‪.‬‬

‫‪-2‬أطراف الحجز التحفظي‬

‫يقصد بأطراف الحجز التحفظي كل من الحاجز والمحجوز عليه ‪ ،‬فالحاجز هو أول من‬
‫يظهر في إجراءات الحجز وذلك باستصدار حجز على أموال مدينه ويشترط فيه الشروط‬
‫الموضوعية لرفع الدعوى المتمثلة في الصفة واألهلية تم المصلحة ‪ ،‬إال أنه تختلف هذه‬
‫الشروط بإختالف ما إذا كان طالب الحجز هو الدائن نفسه أم شخص غيره يمثله في القيام‬
‫بهذا اإلجراء ‪,‬وفي هذا إطار يجب أن يتوفر نائب الحاجز على شرط الصفة لصحة عمله‬
‫اإلجرائي ‪ ،‬ويتمكن هذا األخير من إثبات هذه الصفة عن طريق اإلدالء بوكالة تثبت‬
‫صالحيته في تدبير الذمة المالية للدائن ‪ ،‬ومن هنا يتضح أن شرط الصفة من الشروط‬
‫الجوهرية لقبول طلب النائب ‪ ،‬أما األهلية فتبقى غير ذات موضوع في هذا المجال مادام‬

‫‪-5‬رشيد قافو مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪55 ،59‬‬

‫‪6‬‬
‫الحجز التحفظي من أعمال اإلدارة التي ال يترتب عنها سوى التحفظ على أموال المدين بين‬
‫‪7‬‬
‫يدي القضاء‬

‫أما بخصوص المحجوز عليه فهو الطرف الثاني في خصومة التنفيذ والذي تتخذ في‬
‫حقه إجراءات الحجز على األموال المملوكة‪ ,‬ويشترط فيه هو األخر الصفة واألهلية لصحة‬
‫العمل اإلجرائي ‪ ،‬وإذا اتخذت إجراءات الحجز ضد شخص ليس له صفة وال أهلية على‬
‫النحو المتقدم فإنها تكون باطلة ‪ ،‬ف المحجوز عليه قد يكون مدينا أصليا أو تبعيا ‪ ،‬وقد يكون‬
‫شخصا طبيعا أو شخصا معنويا ‪ ،‬كما يمكن أن يكون المحجوز عليه كذلك خلفا للمدين سواء‬
‫عاما أو خاصا ‪.‬‬

‫لهذا يشترط أن يكون المحجوز عليه مدين للدائن الحاجز وينبغي أن يكون دائن للطرف‬
‫المحجوز عليه وقت إيقاع الحجز وإال اعتبر هذا الحجز تعسفيا ‪ ،‬كما يمكن أن يكون‬
‫المحجوز عليه مدينا تبعيا كالكفيل ‪ ،‬بحيث يمكن الحجز على أموال الكفيل المتضامن مع‬
‫المدين األصلي في أداء الدين وهذا ما ذهبت إليه محكمة النقض احدى قراراتها الذي جاء فيه‬
‫" للدائن الحق في حجز أموال الكفيل ما دام هذا األخير لم يثبت أنه منح دائنه ضمانة خاصة‬
‫‪8‬‬
‫به تغطي مبلغ الدين ‪ ،‬ولو كانت هناك ضمانة رهنية خصصها المدين األصلي للدائن "‬

‫‪ -1‬محل الحجز التحفظي‬

‫ينص الفصل ‪ 255‬من ق م م على مايلي ‪":‬ال يترتب على الحجز التحفظي سوى وضع‬
‫يد القضاء على المنقوالت والعقارات التي إنصب عليها ومنع المدين من التصرف فيها‬
‫تصرفا يضر بدائنه ويكون نتيجة كل تفويت تبرعا أو بعوض مع وجود الحجز باطال وعديم‬
‫األثر "‬

‫إنطالقا من هذا الفصل يتبين أن محل الحجز التحفظي يشمل كل من المنقوالت‬


‫والعقارات المملوكة للمدين والتي تكون قابلة للحجز عليها ‪.‬‬

‫‪- 0‬رشيد قافو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 21‬و‪22‬‬


‫‪8‬القرار الصادر بتاريخ ‪9 /22 /9115‬في الملف التجاري عدد ‪ 9115/1/3/341‬منشور في مجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪01‬‬
‫ص ‪251‬‬

‫‪7‬‬
‫لذالك يشترط أن تكون هذه األموال يبيح القانون إجراء الحجز عليها وليست مستثناة‬
‫من ذلك ‪ ،‬وعليه فإنه ال يجوز إجراء الحجز قانونا على االراضي الجماعية واألراضي التي‬
‫تخضع لنظام الملك العائلي و الرخص واالمتيازات التي تمنحها الدولة لبعض األشخاص‬
‫العتبارات خاصة‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لألمالك المخزنية وأراضي األحباس والكيش كما ال‬
‫‪9‬‬
‫تقبل الحجز األشياء الواردة في الفصل ‪ 252‬من ق مسطرة المدنية ‪.‬‬

‫كما أنه يجب أن يكون الدين الذي سيجري الحجزعليه أن يكون محققا وبالتالي فإن‬
‫الديون االحتمالية ال يجوز إجراء الحجز عليها ‪،‬وأيضا الديون المتعلقة على شرط لم يتحقق‬
‫وقت طلب إجراء الحجز ‪ ،‬وأن يكون الهدف من إجراء الحجز هو ضمان حق شخصي‬
‫وليس لضمان حق عيني ألن إدعاء حق عيني على عقار يخول لصاحبه إجراء تقييد‬
‫‪10‬‬
‫احتياطي ‪.‬‬

‫وهذا ما كرسته محكمة النقض في إحدى قراراتها الذي جاء فيه " بمقتضى الفصل‬
‫‪ 251‬من قانون المسطرة المدنية فإن الحجز التحفظي يقع من أجل ضمان أداء مبلغ مالي‬
‫وليس للحفاظ على حق عيني عقاري على عقار محفظ الذي بمقتضى الفصل ‪ 85‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري ‪ .‬يمكن لكل من يدعي حقا على عقار محفظ أن يطلب تقييدا احتياطيا قصد‬
‫االحتفاظ المؤقت بهذا الحق ‪.‬‬

‫‪9‬ينص هذا الفصل على مايلي ‪" :‬التقبل الحجز األشياء التالية ‪:‬‬
‫‪-2‬فراش النوم والمالبس وأواني الطبخ الالزمة للمحجوز عليه ولعائلته ؛‬
‫‪-9‬الخيمة التي تأويهم ؛‬
‫‪-5‬الكتب واألدوات الالزمة لمهنة المحجوز عليه ؛‬
‫‪-2‬المواد الغدائية الالزمة مدة شهر للمحجوز عليه ولعائلته التي تحت كفالته ؛‬
‫‪-5‬بقرتين وستة رؤوس من الغنم أو المعز باختيار المحجوز عليه باإلضافة إلى فرس أو بغل أو جمل أو حمارين باختيار المحجوز‬
‫عليه مع ما يلزم األكل وفراش هذه الحيوانات مدة شهر من تبن وعلف وحبوب؛‬
‫‪-0‬البذور الكافية لبذر مساحة تعادل مساحة الملك العائلي ل؛‬
‫‪-1‬نصيب الخماس ما لم يكن لفائدة رب العمل ‪.‬‬
‫والكل دون مساس بالمقتضيات المتعلقة بالملك العائلي‪.‬‬
‫‪10‬مارية أصواب مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫‪8‬‬
‫لذالك يكون معلال تعليال فاسدا ينزل منزلة انعدامه ومعرضا للنقض واإلبطال القرار‬
‫القاضي برفض طلب رفع الحجز التحفظي على عقار محفظ من أجل الحفاظ على العقار‬
‫‪11‬‬
‫الذي يدعي طالب الحجز شراءه دون تمكينه من تسجيل الشراء"‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬القواعد اإلجرائية لحجز التحفظي‬

‫تتميز القواعد اإلجرائية للحجز التحفظي من بساطة إجراءاته وسهولة استجماع‬


‫الشروط المتطلبة إليقاعه وفق شكليات معينة – أوال – وتختلف اإلجراءات المتبعة إليقاع‬
‫الحجز التحفظي باختالف القواعد المسطرية المتطلبة في كل من المنقول أو العقار‪ ،‬كما‬
‫يترتب عن إجراء الحجز التحفظي أثار سواء كان المال المحجوز عقارا أو منقوال – ثانيا ‪.-‬‬

‫أوال ‪:‬شكليات الحجز التحفظي والجهة المختصة بنظره‬

‫‪ -2‬شكليات الحجز التحفظي‬

‫تجب اإلشارة أنه البد من توفر شروط في الحق موضوع الحجز التحفظي‪ ,‬وهو أن‬
‫يكون مبلغا من النقود‪ ,‬ومحقق الوجود‪ ,‬وحال األداء ‪,‬ومعين المقدار وإال عين تعيينا مؤقتا من‬
‫طرف القاضي الذي يأمر بإيقاع الحجز‪،‬أما بخصوص شكلياته فإنه لم يحدد المشرع كيفية‬
‫تقديم الحجز التحفظي أمام رئيس المحكمة اإلبتدائية أو من ينوب عنه ‪ ،‬مما يتعين الرجوع‬
‫إلى القواعد العامة لرفع كافة الدعاوى ‪ ،‬إال أن ما جرى به العمل في تقديم الحجز التحفظي‬
‫يكون بواسطة مقال إلى رئيس المحكمة اإلبتدائية التي يوجد بها موطن المحجوز عليه‬
‫الحقيقي أو المختار أو إلى مكان وجود العقار أو األصل التجاري المراد الحجز عليه ‪ ،‬إذا‬
‫قدم طلب إيقاع الحجز التحفظي إلى رئيس المحكمة اإلدارية فإنه يتعين وجوبا أن يكون في‬
‫شكل مقال مكتوب موقع عليه من طرف محام مسجل في جدول هيئة من هيئات المحامين‬
‫بالمغرب‪.‬‬

‫‪11‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 21-5-9112‬في الملف المدني عدد ‪ 2109-2-2- 9119‬منشورفي مجلة قضاء المجلس‬
‫األعلى ‪ ،‬العدد ‪ ، 05-02‬ص ‪22‬‬

‫‪9‬‬
‫أما بالنسبة للمحاكم التجارية فالمادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 25.55‬المتعلق بأحداث‬
‫المحاكم التجارية حسمت األمر حيث من الضروري رفع الدعوى بواسطة مقال مكتوب‬
‫موقع عليه من قبل محام مسجل في هيئة من هيئات المحامين بالمغرب ‪.‬‬

‫ويتعين أن يكون هذا المقال مستوفيا لمجموعة من البيانات اإللزامية المنصوص عليها‬
‫في الفصل ‪ 59‬من قانون المسطرة المدنية ‪،‬والمتمثلة في ضرورة ذكر األسماء العائلية‬
‫والشخصية لكل من الحاجز والمحجوز عليه ومهنتهما أو موطنهما أو محل إقامتهما ‪ ،‬نظرا‬
‫لما لهذه البيانات من أهمية في تحديد اإلختصاص المكاني‪ ،‬ومعرفة المحجوز عليه على‬
‫الطرف الحاجز ومدى جدية طلب هذا األخير أم أنه ال يعدو أن يكون سوى حجزا تعسفيا‬
‫يهدف من ورائه التشويش على المدين وتقييد سلطاته على الشيء المحجوز عليه ‪.‬‬

‫وإذا كان أحد أطراف الحجز التحفظي شخصا معنويا كاإلدارات العمومية فتكون ممثلة‬
‫بصفة قانونية أمام القضاء بواسطة أحد الموظفين المنتدبين للقيام بمثل هذا اإلجراء ‪ ،‬أو‬
‫كالشركات التي يستوجب فيها المشرع أن يتضمن المقال المرفوع منها أو ضدها اسمها‬
‫ونوعها ومركزها اإلجتماعي ‪ ،‬باإلضافة إلى ما سبق يستلزم المشرع تحديد موضوع الطلب‬
‫‪ ،‬والذي يرمي بأداء ما بذمته فور تبليغه بنسخة من األمر الصادر بإيقاع الحجز التحفظي‬
‫على امواله ‪ ،‬أو إلى تقديم مقال استعجالي إلى السيد رئيس المحكمة المصدرة لهذا األمر من‬
‫أجل رفعه في إطار الفصل ‪ 222‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫كما يجب أن يشمل الطلب كافة البيانات والمعلومات المتعلقة بالمال موضوع الحجز ‪،‬‬
‫فإذا كان منقوال فإنه يبين نوعه وعدده إن أمكن ومكان وجوده ‪ ،‬وإن كان عقارا محفظا يبين‬
‫رقم رسمه العقاري وإذا كان في طور التحفيظ يبين رقم مطلبه ‪ ،‬وإن كان غير محفظ يبين‬
‫موقعه وحدوده و مساحته ولو على وجه التقريب مع اإلشارة إلى كل المعلومات المفيدة ‪،‬‬
‫وإ ن كان أصال تجاريا يبين رقم تسجيله في السجل التجاري وموقعه واسمه وعالمته ‪ ،‬وإن‬
‫كان غير مسجل في السجل التجاري يبين موقع المحل واسمه وعنوانه بدقة ‪ .‬وباإلضافة إلى‬
‫ما سبق يتعين ان يرفق الطلب بجميع المستندات التي ينوي الحاجز استعمالها لتعزيز مقالة‬
‫الرامي إلى إصدار الحجز التحفظي ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ويتم وضع طلب الدائن الحاجز بصندوق المحكمة بعد استجماعه لجميع البيانات المشار‬
‫إليها أعاله والشروط الواجب تحققها لمباشرة الحجز التحفظي ‪ ،‬ويؤدى عنه الرسم القضائي‬
‫المحدد في خمسون درهما باعتباره طلبا موجها إلى رئيس المحكمة ليبت فيه في إطار‬
‫األوامر المبنية على طلب ‪ ،‬وبعد أن يسجل هذا الطلب يفتح له ملف و يمنح له رقم تبعا‬
‫للترتيب التسلسلي ‪ ،‬تم يحال على رئيس المحكمة للبت فيه‪.‬‬

‫وهكذا فإن إجراءات تقديم الطلب الوقتي إلى رئيس المحكمة أو من ينوب عنه وإن‬
‫كانت تخضع للشروط المتطلبة في الفصلين ‪52‬و ‪ 59‬من قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬فإنها مع‬
‫ذلك تتميز بخصوصيات إجرائية نابعة من طبيعة الحجز التحفظي من كونه إجراء وقتيا ال‬
‫يتطلب استدعاء المدعي عليه المطلوب إيقاع الحجز على عقاره حتى ال يفقد الطلب عنصر‬
‫المفاجأة وحتى ال يقوم الطرف المدين أو إخفاء أمواله المراد حجزها تحفيظا ألن المقصود‬
‫من هذا الحجز هو مباغتة المدين ومفاجأته ‪ ،‬فإن أعلن قبل الحجز زالت المفاجأة وتمكن‬
‫‪12‬‬
‫المدين من تهريب أمواله‬

‫ويتضمن األمر بإيقاع الحجز التحفظي البيانات المنصوص عليها في الفصل ‪ 51‬من ق‬
‫م م ‪ ،‬باإلضافة إلى ذكر اسم الحاجز وموكله واسم المحجوز عليه وصفته وموطن أو محل‬
‫إقامته وقيمة الدين المراد ضمانه وحفظه بصفة مؤقتة ‪ ،‬ونوع المال المراد الحجز عليه‬
‫والوثائق المرفقة بالمقال ثم المنطوق إما باالستجابة للطلب أو بالرفض ‪ ،‬مع اإلشارة‬
‫بالرجوع على رئيس المحكمة في حالة وجود صعوبة ‪.‬‬

‫وإذا استجاب رئيس المحكمة لطلب إيقاع الحجز التحفظي فإنه ال يكون ملزما بتعليله ‪،‬‬
‫أما في حالة الرفض فعليه أن يعلله ألن صاحب الطلب يهمه لمعرفة اسباب الرفض الستئنافه‬
‫أمام محكمة االستئناف داخل أجل خمسة عشر يوما ‪.‬‬

‫‪-12‬رشيد قافو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪21‬‬

‫‪11‬‬
‫وبعد طبع األمر الصادر بإيقاع الحجز التحفظي يتم تسليم نسخة منها للحاجز الذي‬
‫يؤدي واجب التبليغ ‪ ،‬ويتم إختيار مفوض قضائي ليقوم بتنفيذ األمر بالحجز ويسلمه نسخة‬
‫‪13‬‬
‫من األمر ليقوم بتنفيذه‬

‫‪ -1‬الجهة المختصة بإيقاع الحجز التحفظي‬

‫ينص الفصل ‪ 259‬من ق م م على ما يلي ‪" :‬يصدر األمر المبني على الطلب بالحجز‬
‫التحفظي من رئيس المحكمة االبتدائية ‪ ،‬ويحدد هذا األمر ولو على وجه التقريب مبلغ‬
‫الدين الذي رخص الحجز بسببه ويبلغ هذا األمر وينفذ دون تأخير'‪.‬‬

‫يتبين لنا من خالل قراءة هذا الفصل أن المشرع المغربي منح اإلختصاص في إصدار‬
‫األمر بالحجز التحفظي على أموال المدين لرئيس المحكمة االبتدائية سواء أكان رئيس‬
‫المحكمة اإلبتدائية أو التجارية أو اإلدارية ‪.‬‬

‫ويصدر رئيس المحكمة األمر بالحجز التحفظي في غيبة األطراف ‪ ،‬وال يكون األمر‬
‫قابال للطعن باإلستئناف إال في حالة صدور أمر برفض الطلب وذلك داخل اجل خمسة عشرة‬
‫يوما من تاريخ النطق به‪ ،‬أما عندما يستجيب لطلب إجراء الحجز التحفظي فإن األمرال يكون‬
‫‪14‬‬
‫قابال للطعن فيه عن طريق اإلستئناف‪.‬‬

‫إال ان اإلشكال يطرح بخصوص المحكمة المختصة محليا إلجراء الحجز التحفظي ‪،‬‬
‫وجوابا عن هذا اإلشكال المطروح ذهب األستاذ مصطفى عافري إلى أن اإلختصاص‬
‫المحلي في إيقاع الحجز التحفظي يرجع إلى محكمة الموطن الحقيقي أو المختار للمدعي عليه‬
‫وفقا للقواعد العامة ‪ ،‬وعليه فإن الدفع بعدم االختصاص المحلي في دعوى الحجز التحفظي‬
‫‪15‬‬
‫ليس من النظام العام‬

‫وهناك من ذهب إلى أن رئيس المحكمة المختص محليا بإصدار األمر هو الرئيس الذي‬
‫يباشر تنفيذ اإلجراء المأمور به ‪ ،‬وهذا االتجاه أكدته محكمة االستئناف بالدار البيضاء في‬

‫‪13‬رشيد قافو ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪22‬‬


‫‪-14‬مارية أصواب ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪52‬‬
‫‪ -15‬مصطفى عاقري‪ ،‬طرق التنفيذ ‪ ،‬مجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬العدد ‪ ، 09‬ص ‪5‬‬

‫‪12‬‬
‫قرارها الذي جاء فيه " إن طلب حجز تحفظي على أموال المدين هو نوع من الطلبات‬
‫الخاضعة لالختصاص الوالئي لرئيس المحكمة االبتدائية التي يقع بدائرة نفوذها ‪ .‬وبالتالي‬
‫وجب على الرئيس أن يصرح بعدم اختصاصه بصفة تلقائية كلما كان التنفيذ سيقع خارج‬
‫‪16‬‬
‫دائرة واليته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الخصوصية للحجزالتحفظي على المنقول والعقار وأثاره‬

‫يقتضي منا الحديث عن اإلجراءات الخصوصية لمسطرة الحجز التحفظي ‪،‬التطرق‬


‫إلجراءات المسطرة المتبعة للحجز على كل من المنقول والعقار ‪ -2-‬كما تترتب أثار عن‬
‫إيقاع الحجز التحفظي سواء كان على العقار أو المنقول ‪ -2-9-‬إجراءات الحجز التحفظي‬
‫على المنقول والعقار‬

‫أ‪-‬إجراءات الحجز التحفظي على المنقول‬

‫إذا كان المنقول محال للحجز التحفظي فإنه يتعين على المفوض القضائي الذي اسندت‬
‫له مهمة القيام بإجراءات الحجز على المنقول أن ينتقل إلى عين المكان المذكور في الطلب ‪،‬‬
‫ويقوم بإحصاء المنقوالت المطلوب حجزها ويصفها ويبين نوعها حتى ال يقع استبدالها‬
‫بمنقوالت ارخص منها أو أقل جودة منها ‪ ،‬ويدونها بمحضر الحجز ‪،‬سواء أكان المنقول من‬
‫المثليات" كأكياس من السكر" فإنه هنا يكفي إحصاؤها وبيان وزنها ونوعها ‪.‬‬

‫أما إذا كان المنقول محل الحجز عبارة عن سيارة أو شاحنة الى غير ذلك ‪ ،‬فإنها تتميز‬
‫بقواعد إجرائية مختلفة عن المنقوالت األخرى ‪ ،‬بحيت يجب أن يقضي األمر الصادر بإيقاع‬
‫الحجز عليها بيان نوعها ورقم تسجيلها بالمغرب ‪ ،‬وتبليغه إلى مدير مركز تسجيل السيارات‬
‫لتسجيله في السجل المعد لهذه الحجوز ‪ ،‬وهكذا جاء في أمر صادر عن المحكمة االبتدائية‬
‫بوجدة ما يلي ‪" :‬نأمر تحت عهدة ومسؤولية الطالب بإجراء حجز تحفظي على السيارة‬
‫المذكورة أعاله من أجل ضمان أداء مبلغ ‪ 25200‬درهم ‪.‬‬

‫‪16‬قرارصادر بتاريخ ‪ 22‬نونبر ‪ 9112‬تحت عدد ‪ ، 2192 – 2‬اشارت إليه مارية أصواب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪52 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫ونأمر بتبليغ هذا األمر للسيد مدير مركز لتسجيل السيارات بوجدة وكذا السيد أبو‬
‫الغازي محمد ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫نأمر بالرجوع إلينا في حالة وجود صعوبة "‬

‫وإذا كانت المنقوالت موضوع الحجز في حوزة الغير فإنه يتم حجز ما تحت يده ويعين‬
‫حارسا عليها وإذا قام المحجوز عليه أو أعوانه بإغالق األبواب في وجه المفوض القضائي‬
‫أو مأمور التنفيذ و غادرو المحل ‪ ،‬فإن المفوض يطلب من رئيس المحكمة اإلذن له بفتح‬
‫المحل طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 251‬من ق ‪.‬م ‪.‬م ‪ ،‬ويصدر الرئيس إذنا للمفوض القضائي‬
‫بفتح أبواب المنازل والغرف واألثاث لتسهيل التفتيش في حدود ما تقتضيه مصلحة التنفيذ‪.‬‬

‫وإذا منع المحجوز عليه أو أعوانه المفوض القضائي من إجراء الحجز أو قاوموه فإنه‬
‫يتعين عليه تحرير محضر ورفعه إلى السيد وكيل الملك لإلذن باستعمال القوة العمومية قصد‬
‫تنفيذ األمر بالحجز ‪ ،‬واذا وصل إلى درجة التهديد أو اإلهانة فإنه يمكن فتح متابعة جنائية‬
‫ضد الفاعل ‪.‬‬

‫ويستطيع المفوض القضائي الذي عين إلجراء الحجز أن يبدأ مهامه انطالقا من الساعة‬
‫الخامسة صباحا إلى غاية التاسعة ليال‪ ،‬إال أنه قد يأذن رئيس المحكمة للمفوض القضائي‬
‫‪18‬‬
‫القيام بإجراء الحجز خارج أوقات العمل عند الضرورة الثابتة ثبوتا قطعيا ‪.‬‬

‫أما بخصوص إجراءات الحجز التحفظي على األصل التجاري والسفينة بما أنهما‬
‫يعتبران من المنقوالت ‪ ،‬فإنهما ذات طبيعة خاصة تختلف القواعد المسطرية المتبعة لحجز‬
‫كل واحد منهما ‪.‬‬

‫ب‪ :‬إجراءات الحجز التحفظي على العقار‬

‫منح المشرع المغربي للدائن الحق في استصدار الحجز التحفظي على منقوالت‬
‫وعقارات المدين ‪ ،‬مع مراعاة قاعدة عدم جواز الحجز على العقار إال عند عدم كفاية المنقول‬

‫‪ -20‬أمرصادر عن رئيس المحكمة االبتدائية بوجدة عدد ‪ 202-12‬بتاريخ ‪ ، 25-12- 9112‬أشار إليه رشيد قافو ‪ ،‬مرجع سابق ‪215،‬‬
‫‪-21‬رشيد قافو ‪ ،‬م‪،‬س ‪ ،‬ص ‪211‬‬

‫‪14‬‬
‫أو عدم وجوده‪ ,‬وأن البدء في إجراءات الحجز التحفظي على العقار تختلف بحسب ما إذا كان‬
‫العقار محفظا أو في طور التحفيظ أو عقارا غير محفظ ‪ ،‬فإذا تعلق محل الحجز التحفظي‬
‫بعقار محفظ فإنه من الالزم أن يتضمن األمر بالحجز رقم الرسم العقاري بالدقة ‪ ،‬وإال تعذر‬
‫تنفيذ األمر بالحجز ‪،‬لهذا ف القاضي ال يمكنه إصدار الحجز التحفظي ‪ ،‬إال إذا أدلى الحاجز‬
‫بالوثائق وأن للمحجوز عليه حقوقا بالعقار موضوع الحجز ‪ ،‬وأن هذه الحقوق التي سيتم‬
‫حجزها ملك له‪.‬‬

‫كما أنه يتميز الحجز على العقار المحفظ ‪ ،‬بأنه ال يعتبر محجوزا عليه بمجرد صدور‬
‫األمر القاضي بذلك وتوجيه اإلنذار إلى المدين المحجوز عليه ‪,‬بل يتعين على مأمور التنفيذ‬
‫أن يبلغ نسخة من األمر بالحجز إلى المحافظ على األمالك العقارية التابع له العقار المحجوز‬
‫لتسجيله في الرسم العقاري كما يتعين أن يتوفر األمر المبلغ على جميع البيانات المتوفرة في‬
‫الرسم العقاري حتى ال تثار في شأنه صعوبة في التنفيذ ‪.‬‬

‫أما بخصوص إجراءات الحجز التحفظي على العقار في طور التحفيظ فإنها تختلف عن‬
‫إجراءات الحجز التحفظي على العقار المحفظ ‪ ،‬بحيث يتطلب تسجيل األمر بالحجز في‬
‫السجل المتعلق به بالمحكمة اإلبتدائية وعلى اسم المحجوز عليه سواء كان طالبا للتحفيظ أو‬
‫كان متعرضا ‪ ،‬ويسجل في ملف يضم إلى ملف المطلب‪.‬‬

‫ويتم ذالك عن طريق انتقال عون التنفيذ إلى العقار محل الحجز المشار إليه في األمر‬
‫وتحرير محضر للحجز يحدد فيه مقدار الدين موضوع الحجز وبيان تاريخ تبليغه للمحجوز‬
‫عليه ‪ ،‬ومعلومات عن العقار المطلوب حجزه ‪ ،‬وتوجه نسخة من األمر بالحجز إلى المحافظ‬
‫على األمالك العقارية التابع له العقار المحجوز لتسجيله في مطلب التحفيظ للعقار‬
‫المحجوز‪. 19‬‬

‫إذا كان العقار غير محفظ فإن عون التنفيذ ينتقل مع طالب الحجز إلى عين المكان‬
‫ويتحقق من العقار المطلوب حجزه ‪ ،‬ويبين في المحضر معلومات ومواصفات حول العقار ‪،‬‬

‫‪ -22‬رشيد قافو ‪ ،‬م ‪ٍ ،‬س ‪ ،‬ص ‪921‬‬

‫‪15‬‬
‫كما يتعين اإلشارة إلى حضور المحجوز عليه وأن يشير إلى اسم من وجد بالعقار وهويته ‪،‬‬
‫وإشعار كل من حضر بأن العقار أصبح محجوزا ‪.‬‬

‫ويتعين على عون التنفيذ بعد تحرير المحضر توجيه نسخة منه ومن األمر بالحجز إلى‬
‫رئيس المحكمة االبتدائية التابع له العقار غير المحفظ قصد تقييده بسجل خاص موضوع‬
‫رهن إشارة العموم ‪ ،‬وفي األخير توجه نسخة من األمر بالحجز إلى كل من المحجوز عليه‬
‫والحاجز ‪.‬‬

‫‪-1‬أثار الحجز التحفظي‬

‫يترتب عن إيقاع الحجز التحفظي أثار مهمة سواء كان المال المحجوز عقارا أو منقوال‬
‫‪ ،‬كقطع التقادم وفقا لمقتضيات الفصل ‪ 522‬من قانون االلتزامات والعقود ‪ ،‬كما يترتب عنه‬
‫تقييد سلطات المحجوز عليه وعدم نفاذ التصرفات الضارة التي يبرمها المدين على المال‬
‫المحجوز في مواجهة الدائن الحاجز‪.‬‬

‫قطع التقادم‬ ‫‪‬‬

‫لم ينص المشرع المغربي على قطع التقادم كأثر للحجز التحفظي في قانون المسطرة‬
‫المدنية ‪ ،‬لهذا فإننا نرجع إلى القواعد العامة المتمثلة في قانون االلتزامات والعقود المغربي ‪،‬‬
‫استنادا إلى الفصل ‪ 522‬منه الذي ينص "ينقطع التقادم بكل إجراء تحفظي أو تنفيذي يباشر‬
‫على أموال المدين أو بكل طلب يقدم للحصول اإلذن في مباشرة هذه اإلجراءات"‬

‫يتضح من خالل قراءة هذا النص ‪ ،‬أن التقادم ينقطع بالنسبة للدين الذي تمت المطالبة‬
‫به أو اتخاذ إجراء تحفظي أو تنفيذي عليه‪.‬‬

‫تقييد سلطة المحجوز عليه في استعمال واستغالل المال المحجوز‬ ‫‪‬‬

‫كما يؤدي الحجز التحفظي إلى تجميد األموال التي وقع الحجز عليها من خالل وضع‬
‫القضاء يده عليه وبالتالي منع المحجوز عليه من التصرف سواء عن طريق البيع أو الهبة ‪،‬‬
‫لكن ال يؤدي إلى إخراج المال المحجوز من ملك المحجوز عليه فيبقى مالكا له ‪ ،‬ويخول له‬

‫‪16‬‬
‫الحق في استعماله واستغالله بحيث ينص المشرع في الفصل ‪ 252‬من ق م م على أنه "‬
‫يبقى المحجوز عليه حائزا لألموال إلى أن يتحول الحجز التحفظي إلى حجز اخرما لم يؤمر‬
‫بغير ذالك وما لم يعين حارس قضائي "‬

‫إذا لم يعين حارسا قضائيا ‪ ،‬يمكن له نتيجة ذالك أن ينتفع انتفاع الشخص الحريص على‬
‫شؤون نفسه وان يتملك الثمار دون أن يكون له الحق في اكرائها ‪ ،‬إال بإذن القضاء ومع ذالك‬
‫فإن استعماله ال يجب أن يؤدى إلى تلفه لما لذلك من اضرار بمصلحة الدائنين ‪ .20‬وفي هذا‬
‫الصدد جاء في قرار لمحكمة النقض انه ‪":‬لكن حيث إن التصرفات التي يجريها المحجوز‬
‫عليه والضارة بالغير هي وحدها التي تكون باطلة ‪ ،‬أما إذا لم يتضرر احد من الغير من‬
‫تصرف المحجوز عليه فيبقى التصرف صحيحا وينتج مفعوله بين الطرفين "‪.21‬‬

‫إال أن هناك وسائل قانونية للحد من أثار الحجز التحفظي متمثلة في دعوى رفع الحجز‬
‫التحفظي ‪ ،‬وهي الدعوى التي يرفعها المدين المحجوز عليه ضد الحاجز للحصول على حكم‬
‫بطالن الحجز وإلغاء كل ما يترتب عليه من أثار ‪ ،‬وقد تكون أسباب منازعة المدين المحجوز‬
‫‪22‬‬
‫عليه للدائن الحاجز متعلقة بالحق في التنفيذ أو بالمال المحجوز عليه أو بإجراءات الحجز ‪.‬‬

‫أما بخصوص الجهة المختصة برفع الحجز التحفظي ‪ ،‬فإنها تقدم أمام رئيس المحكمة‬
‫اإلبتدائية بصفته قاضيا للمستعجالت‪.‬‬

‫ويشترط لقبول دعوى الحجز ‪ ،‬أن يتم تقديمها من طرف الشخص المحجوز عليه ‪،‬‬
‫ولكنه يمكن لكل شخص تضررت حقوقه ومصالحه أن يقدم هذه الدعوى ‪ ،‬كما أن العمل‬
‫القضائي أجاز تقديمها أيضا من طرف الخلف الخاص للمدين ‪ ،‬حيث جاء في قرار لمحكمة‬
‫النقض ما يلي" حيث أيدت محكمة اإلستئناف األمر االستعجالي فيما قضى به من قبول طلب‬
‫رفع الحجز المضروب على الرسم العقاري عدد ‪-15752‬م بما جاءت به من أنه بالرجوع‬
‫لظاهر وثائق الملف يتضح أن العقار المحجوز تحفظيا الزال مسجال باسم مالكته المحجوز‬

‫‪-22‬مارية أصواب ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪25 ،‬‬


‫‪ – 91‬قرار صادر عن المجلس األعلى تحت رقم ‪ 592‬بتاريخ ‪ 92-2-2211‬منشور في مجلة قضاء المجلس االعلى عدد ‪ 95‬ماي‬
‫‪ 2221‬ص ‪ ، 22‬اشارت إلبه مارية اصواب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪25‬‬
‫‪-92‬فتحي والي ‪ ،‬التنفيذ الجبري وفقا لمجموعة المرافعات المدنية والتجارية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة والكتاب‬
‫الجامعي ‪ ،2222 ،‬ص‪095‬‬

‫‪17‬‬
‫ضدها وال أثر للمستأنفين به الشيء الذي يجعل طلب المستأنفين مقدم ممن ال صفة ويتعين‬
‫بناء عليه تأييد األمر المستأنف ‪ .‬والحال أن طالبي رفع الحجز خلف خاص لمالكة العقار‬
‫المحجوز تحفظي بموجب العقد التوثيقي المؤرخ في ‪،22-2- 1005‬الذي بمقتضاه باعت‬
‫مالكة العقار الطالبين العقار المدعي فيه ‪ ،‬وكذا بموجب القرار االستئنافي عدد ‪787‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 10-2-1009‬عن محكمة االستئناف بمراكش في الملف عدد ‪08-2-757‬‬
‫الذي قرر حلول الطالبين محل البائعة مالكة العقار في الحقوق وااللتزامات المتعلقة بالعقار‬
‫موضوع الدعوى ‪ ،‬وانه لما كان الطلب يتعلق برفع الحجز فإن الطالبين كانت لهما الصفة ‪،‬‬
‫والمصلحة في تقديمه من حيث أن الحجز التحفظي حال دون تسجيل شرائهما على الرسم‬
‫العقاري ‪،‬ومحكمة االستئناف التي رهنت توفر الصفة لدى الطالبين بالتسجيل بالرسم‬
‫‪23‬‬
‫العقاري ‪ ،‬تكون قد خرقت المقتضيات المحتج بخرقها وعرضت قرارها للنقض‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحجز التنفيذي‬

‫يعتبر الحجز التنفيذي من أهم الوسائل التي تمكن المحكوم لفائدته من إقتضاء حقه عن‬
‫طريق بيع الشيء محل الحجز بالمزاد العلني ‪ 24‬وعرفه بعض الفقه‪ 25‬بأنه وضع أموال‬
‫المدين بين يدي القضاء وذلك بقصد تنفيذ حكم أو سند قابل للتنفيذ في مواجهة المنفذ عليه الى‬
‫أن يتم بيعها بالمزاد العلني إلقتضاء حق الحاجز من ثمنها‪.‬‬

‫ويختلف الحجز التحفظي عن التنفيذي في كون األول يمنح للدائن فرصة التقدم بطلب‬
‫إجراء حجز تحفظي قبل البدء في الدعوى القضائية أو أثنائها أما الثاني فال بد من وجود‬
‫دعوى سابقة وحكم قضائي نافذ‪ ،‬مادام أنه ال يتم إيقاع الحجز التنفيذي إال بمقتضى سند‬
‫تنفيذي ‪,‬باإلضافة إلى أن الحجز التحفظي هو مجرد إجراء احترازي ووقائي ‪ ،‬ال يهدف إلى‬
‫‪26‬‬
‫بيع أموال المدين وإنما ضمان حق الدائن الحاجز في حالة ثبوت ادعاءاته أمام القضاء‬

‫‪-99‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 20‬يوليوز ‪ 9125‬في الملف المدني عدد ‪ ، 9129-2-9951‬أشارت إلبه مارية أصواب ‪،‬م‬
‫س‪ ،‬ص‪51‬‬
‫‪24‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬دراسة في قانون المسطرة المدنية طبعة األولى ‪ 9122‬مطبعة قرطبة الصفحة ‪.212‬‬
‫‪25‬إبراهيم بحماني‪ ،‬تنفيذ األحكام العقارية‪،‬الطبعة الثالثة ‪ 9129‬مكتبة دار السالم الصفحة ‪.955‬‬
‫‪26‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬قانون المسطرة المدنية‪ ،‬دراسة فقهية وعملية مقارنة مع مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪،9122‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الصفحة ‪.901‬‬

‫‪18‬‬
‫ولقد نظم المشرع هذا النوع من الحجوز في الفصول من ‪ 252‬إلى ‪ 221‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية ‪,‬و هذا الحجز قد يقع على المنقوالت كما قد يقع على العقارات وسوف‬
‫نتوقف على إجراءات الحجز التنفيذي وآثاره التي تخص كل من المنقول في (الفقرة‬
‫األولى) و العقار في (الفقرة الثانية ) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬شروط و أثار الحجز التنفيذي على المنقول‬

‫يراد بالحجز التنفيذي على المنقوالت التنفيذ على المنقوالت المادية التي توجد بحوزة‬
‫المنفذ عليه والمملوكة والتي يضعها القضاء بين يديه إلى أن يتم بيعها بالمزاد العلني القتضاء‬
‫حق الحاجز من ثمنها‪ .27‬ونظمه المشرع المغربي في الفصول من ‪ 201‬إلى ‪ 220‬من ق ‪.‬‬
‫م ‪.‬م‪ ، .‬و يتم هذا الحجز وفق شروط وهو ما سنتطرق إليه أوال ‪ ،‬كما تترتب عنه مجموعة‬
‫من اآلثار التي سنبينها ثانيا‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬شروط الحجز التنفيذي على المنقول‬

‫طبقا للفصل ‪ 501‬من قانون المسطرة المدنية يخضع الحجز التنفيذي للمنقوالت‬
‫للمقتضيات الواردة في الفصلين ‪255‬و ‪ 250‬من نفس القانون‪.‬‬

‫حيث بداية يجب على عون التنفيذ الذي أجرى الحجز أن يقوم بحصر المنقوالت‬
‫المحجوزة وترقيمها في محضر‪ ،‬وإذا تعلق األمر بحلي أو أشياء ثمينة تضمن المحضر بقدر‬
‫اإلمكان وصفها وتقدير قيمتها‪ ،‬وإذا كان المنقول مسجال بالسجل التجاري أو تعلق األمر‬
‫بسفينة أو سيارة فإنه يتم تحديده بذكر رقمه‪.28‬‬

‫‪27‬الطيب برادة ‪ ،‬التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بين النظرية التطبيق طبعة ‪ ، 2222‬شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع ‪،‬‬
‫الرباط ‪ ،‬ص ‪922‬‬
‫‪28‬إذا كان محل الحجز سيارة فإنه يتم تحديد محلها عن طريق ذكر رقم تسجيلها‪ ،‬وهو ما أكده العمل القضائي حيث جاء في حكم صادر‬
‫عن المحكمة االبتدائية بمراكش ‪ ..." :‬إن ما يحدد هوية السيارة ويميزها عن غيرها من الناقالت هو رقمها التسجيلي وليس نوعها‪،‬‬
‫وأنه ما دام المحضر المراد إبطاله قد تضمن الرقم الحقيقي للسيارة وهو نفس الرقم المضمن بالورقة الرمادية مما يعني أنه لم يقع أي‬
‫غلط في ماهية الشيء المحجوز‪ ،‬بل إن هذا االخير أشار فعال إلى نوع السيارة وهو مرسيدس لوال أنه دون رقم ‪ 921‬عوض ‪511‬‬
‫وهو مجرد خطأ مادي وال يؤثر في صحة المحضر المذكور وبالتالي فإنه كان على المدعي أمام رفض مصلحة تسجيل السيارات‬
‫تسجيله أن يطالب بتصحيح الخطأ المادي الذي تسرب للمحضر ال أن يطلب إبطاله"‪ .‬حكم عدد ‪ 5200‬بتاريخ ‪ 99/11/9119‬في‬
‫الملف عدد ‪ 222/2/9119‬أشار إليه يونس الزهري في دليل الملحق في المسطرة المدنية‪،‬مشورات المعهد العالي للقضاء الصفحة‬
‫‪929‬‬

‫‪19‬‬
‫ويجب على عون التنفيذ أن يذكر السند التنفيذي الذي يجري الحجز بمقتضاه على‬
‫المنقوالت وذكر مكان الحجز أي المكان الذي توجد به المنقوالت المراد حجزها مع اإلشارة‬
‫إلى أن مأمور اإلجراءات قد انتقل إلى عين المكان وأنذر المنفذ عليه بالوفاء بعد إطالعه‬
‫على صفته ‪،‬والغاية من انتقاله إلى المكان المذكور‪ ،‬وإذا لم يشر العون إلى أن محضر‬
‫‪29‬‬
‫الحجز قد تم في مكانه فإن الحجز يكون باطال وعديم األثر‪.‬‬

‫كما أنه يجب على عون التنفيذ أن يباشر هذه اإلجراءات داخل أجل ‪ 21‬أيام من تاريخ‬
‫تقديم التنفيذ‪،‬باإلضافة إلى إعداده لبيان مفصل ودقيق عن مفردات األشياء المحجوزة مع ذكر‬
‫نوعها وأوصافها ومقدارها او مقاسها حتى ال يمكن بعد الحجز استبدالها‪.‬‬

‫زيادة على ذلك يجب تحديد يوم البيع وساعته والمكان الذي سيجرى فيه شريطة أن‬
‫يكون هذا التحديد بعد إنتهاء أجل ‪ 2‬أيام م ن يوم الحجز ‪ ،‬غير أن المنفذ ال يقوم بتحديد ميعاد‬
‫البيع إذا إتفق الدائن والمدين على تحديد أجل آخر أو إذا كان تغيير األجل ضروريا لتجنب‬
‫انخفاض ملموس في ثمن المنقوالت المحجوزة أو نتيجة لصوائر غير متناسبة مع قيمة‬
‫الشيء المحجوز‪.‬‬

‫ثم يتولى عون التنفيذ التوقيع على المحضر الذي أنجزه لهذه الغاية‪ ،‬ويترتب على ذلك‬
‫قطع التقادم لمصلحة المدين في مواجهة الدائن الحائز‪،‬كما يمتنع على المدين التصرف في‬
‫المنقوالت المحجوزة رغم ملكيته لها‪ ،‬ألنها وضعت تحت يد القضاء إلى أن يتم بيعها مع‬
‫‪30‬‬
‫بعض االستثناءات المحدودة‪.‬‬

‫كما ينبغي تبليغ‪ 31‬المدين بنسخة من المحضر سواء كان حاضرا أثناء القيام بإحصاء‬
‫األشياء المنقولة التي سيتم حجزها ‪ 32،‬أو بواسطة احدى وسائل التبليغ المنصوص عليها في‬

‫‪29‬عبد الكريم الطالب ‪,‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية الطبعة الثامنة ‪ 9120‬مكتبة المعرفة مراكش الصفحة ‪ ،‬ص ‪500‬‬
‫‪30‬سمح المشرع في الفصل ‪ 202‬من ق‪.‬م‪.‬م ؛ بإبقاء الحيوانات و األشياء المحجوزة تحت حراسة المنفذ عليه بشرط أن يوافق الدائن‬
‫على ذلك أو أن تكون الطرق األخرى غير هذه المتسببة في إضافة المصاريف ‪ .‬إال أن المنفذ عليه يلتزم بالتعويض عن أي ضرر‬
‫يلحق بالدائن نتيجة استعمال الحيوانات و األشياء التي تبقى تحت حراسة أو استبدالها بغيرها ‪.‬‬
‫‪31‬إذا إنصب الحجز علي سفينة يجب تبليغ المالك في موطنه بنسخة من المحضر وذلك داخل أجل ‪ 5‬أيام مع استدعائه أمام المحكمة‬
‫مكان الحجز لإلستماع إلى قرارها حول بيع األشياء المحجوزة ‪ ،‬وإذا لم يكن للمالك موطن في دائرة المحكمة فينبغي تبليغ ربان السفينة‬
‫أو الشخص الذي يمثل المالك والربان إذا كان هذا األخير غائبا وذلك داخل أجل ‪ 25‬يوما‬
‫‪32‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪501‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصول من ‪ 51‬الى ‪ 52‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬واذا كان التبليغ مشوبا بعيب يبطله فإنه يرتب البطالن‬
‫ويجوز للمنفذ عليه أن يتمسك بذلك ‪.‬‬

‫وإذا حصل الحجز في غياب المدين وفي غير موطنه وجب تبليغه بمحضر الحجز‬
‫فورا وفي موطنه وال يترتب على إغفال التبليغ بطالن الحجز بل إن ذلك يؤثر على البيع‬
‫حيث يتم تأخيره فضال عن تحمل الحاجز مصاريف الحراسة الزائدة‪ ،‬وغيرها من النفقات‬
‫‪33‬‬
‫عن فترة التأخير‪ ،‬أما الحجز في حد ذاته فيبقى صحيحا منتجا آلثاره ‪.‬‬

‫وبعد إجراء الحجز ينبغي تعيين حارس على األموال المنقولة يكلف بالمحافظة على‬
‫األشياء المحجوزة‪ 34‬إلى أن يحل موعد بيعها وتقديمها إلى البيع‪ ،‬إال أنه إذا انصب الحجز‬
‫على نقود أو أشياء ثمينة وجب على عون التنفيذ أن يودع ذلك في كتابة ضبط صندوق‬
‫المحكمة‪ ،‬ما لم يتعلق األمر بمنقوالت عادية حيث تبقى تحت حراسة المنفذ عليه شريطة‬
‫موافقة الدائن أو في حالة كون الحراسة أفضل وسيلة للحفاظ على المنقوالت أو أقل تكلفة‪.‬‬

‫وبجدر البيان أن مباشرة الحجز التنفيذي ال يمكن أن يتم إال بعد توافر و احترام قواعد‬
‫أخرى كضرورة استنفاد جميع طرق الطعن ووجوب َإيقاع حجز تحفظي على األموال‬
‫المحجوزة ما لم يتفق على خالف ذلك‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم طلب بهذا الخصوص من طرف‬
‫المعني باألمر‪ ،‬إذ لم يعد مقبوال أن تقوم المحكمة بمباشرة التنفيذ تلقائيا ولو كان الحكم‬
‫‪35‬‬
‫نهائيا‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أثار الحجز التنفيذي على المنقول‪.‬‬

‫يرتب الحجز التنفيذي للمنقول آثار مهمة لعل أبرزها هو بيع األشياء المحجوزة ولقد‬
‫نظم المشرع قواعد بيع األموال المنقولة على نحو يوفق فيه بين مصلحة الدائن في حصوله‬
‫على حقه من غير تعسف وبين مصلحة المدين في عدم بيعه لماله بثمن بخس يضر به‪.‬‬

‫‪33‬الطبيب برادة‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪515‬‬


‫‪34‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 22/ 2/22‬تحت عدد ‪ 550‬في الملف عدد ‪ 21 /2125‬والذي جاء فيه أنه (‪..‬إذا تم تعيين‬
‫شخص حارسا قضائيا على منقوالت بوشرت مسطرة الحجز بشأنها فإنه يمنع عليه قانونا إستعمالها أو إستغاللها لمصلحته الشخصية‬
‫وإال تعرض للمساءلة القضائية‪ ،‬مع إمكانية مطالبته بالتعويض من طرف من بوشر الحجز في مواجهته‪ ،‬تعويضا يوازي الضرر‬
‫الالحق ‪ ).‬منشور بمجلة قضاء محكمة النقض عدد ‪ 12‬ص ‪.959‬‬
‫‪35‬عبد الكريم الطالب مرجع سابق الصفحة ‪520‬‬

‫‪21‬‬
‫ففي إجراء البيع بالمزاد العلني يكثر الراغبون في شراء المحجوز ويرتفع ثمن المبيع‬
‫في المزاد العلني نتيجة التنافس فيما بينهم فيستفيد من ذلك جميع أصحاب الشأن فضال عن‬
‫ذلك فإنه يحقق ا لغاية التي يهدف إليها مبدأ اإلشهار من مراقبة ذوي الشأن لصحة اإلجراءات‬
‫وسالمتها ‪.‬‬

‫لكن قبل مباشرة عملية البيع بالمزاد العلني ينبغي إحاطة العموم بتاريخ ومكان‬
‫المزاد‪،‬وذلك بكل وسائل اإلشهار المناسبة ألهمية الحجز طبقا للفصل ‪. 205‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن عدم كفاية وسائل اإلشهار ال يعتبر سببا إلعادة البيع وهو ما‬
‫أكدته إحدى قرارت محكمة النقض الذي جاء فيها ‪‘’ :‬أنه يجب على من يدعي أن عمليات‬
‫اإلشهار التي وقعت بعد إجراء بيع المزاد العلني طبقا للفصل ‪ 205‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية لم تكن كافية وغير متناسبة مع أهمية األشياء المحجوزة أن يعترض على ذلك وقت‬
‫عمليات اإلشهار فال يجوز إعتماد عدم كفاية اإلشهار كسبب إلقامة البيع بالمزاد العلني ألن‬
‫أسباب إعادة البيع وردت في الفصل ‪ 202‬من قانون المسطرة المدنية على سبيل الحصر‬
‫‪36‬‬
‫وليس من بينها السبب المذكور ’‘‬

‫وبعد إعالن العموم بتاريخ ومكان المزاد يقوم عون التنفيذ بتحديد ميعاد البيع وساعته‬
‫الذي غالبا ما يتم بعد إنتهاء أجل ‪ 2‬أيام إبتداء من تاريخ الحجز‪ ،‬ما لم يتفق على خالف ذلك‬
‫وفقا للفصل ‪ 209‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫لكن هل هذا األجل يعتبر أجال نهائيا يتعين أن يتم خالله البيع وإال إعتبر كأن لم يكن ؟‬

‫على الرغم من أن الفصل المذكور سمح لألطراف اإلتفاق على تحديد أجل جديد لكن‬
‫هناك حاالت يبقى فيها الحجز قائما بعد مدة الثمانية أيام كحالة عدم تقدم أحد لشراء االشياء‬
‫المحجوزة في اليوم المحدد للبيع حيث يمتد البيع إلى يوم آخر يحده القاضي وكذلك في حالة‬
‫‪37‬‬
‫عدم بلوغ طلبات الشراء للثمن المحدد من الخبير ‪.‬‬

‫‪36‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 21/1/22‬تحت عدد ‪ 922/22‬في الملف عدد ‪ 12252‬منشور بأهم قرارت المجلس األعلى‬
‫المادة اإلدارية ‪52‬ـــــ‪ 21‬الصفحة ‪295‬‬
‫‪37‬الطيب برادة‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪511‬‬

‫‪22‬‬
‫باإلضافة إلى أن هذا البيع قد يتم وقفه بحكم المحكمة بناء على نزاع تقدم به المحجوز‬
‫عليه بوقف البيع مؤقتا كما لو رفعت دعوى إسترداد األشياء المحجوزة ألول مرة حسب‬
‫الفصل ‪ 202‬من قانون المسطرة المدنية وهذا ما تؤكده مجموعة من األحكام الصادرة عن‬
‫محاكم المملكة والتي من بينها حكم صادر عن المحكمة التجارية بالرباط‪38‬التي جاء فيها ‪:‬‬
‫’‘أنه بمقتضى الفصل ‪ 202‬من قانون المسطرة المدنية إذا إدعى األغيار ملكية المنقوالت‬
‫المحجوزة فان العون المكلف بالتنفيذ يوقف حجز البيع إذا كان الطلب مرفقا بحجج كافية‪،‬‬
‫ويبت الرئيس في كل نزاع يقع حول ذلك‪".‬‬

‫نفس التوجه سارت عليه إحدى أحكام المحكمة اإلدارية بفاس بتأكيدها على أنه ''لرئيس‬
‫المحكمة اإلدارية بصفته قاضيا للمستعجالت أن يأمر بتأجيل بيع المنقوالت المحجوزة من‬
‫طرف قابض الضرائب إلى حين البث في دعوى إستحقاق تلك المنقوالت من طرف محكمة‬
‫‪39‬‬
‫الموضوع وذلك عمال بمقتضيات الفصل ‪ 202‬من قانون المسطرة المدنية'' ‪.‬‬

‫ومن ثم فالمالحظ أن عدم تحديد المشرع ألجل نهائي يترتب عليه إعتبار الحجز كأن لم‬
‫يكن‪ ،‬وهو ما ينعكس سلبا على بعد القضايا التي تبقى موقوفة مدة طويلة‪ ،‬ودلك من شأنه‬
‫إلحاق الضرر باألطراف خاصة المدين‪.‬‬

‫أما بخصوص كيفية إجراء مسطرة البيع فان عون التنفيذ يقوم في اليوم المحدد‬
‫بمراجعة األشياء المراد بيعها بالمكان الذي توجد فيه مع ما هو مكتوب في المحضر حتى‬
‫يتأكد من عدم وجود نقص أو ضياع يمكن تسجيله قبل البيع وليطلع على ذلك في نفس الوقت‬
‫المواطنون من جديد ‪.‬‬

‫ويحرر البيع بالمزاد العلني بمناداة عون التنفيذ على مشتمالت المنقوالت المحجوزة‬
‫دون ثمن أساسي يبدأ به إذ يترك للمشترين حرية التنافس للوصول إلى أكبر عطاء ممكن ‪،‬‬

‫‪38‬حكم صادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ ‪ 91/2/22‬تحت عدد ‪ 920‬في الملف التجاري عدد ‪ 951‬منشور بمجلة القصر‬
‫عدد ‪ 0‬ص ‪221‬‬
‫‪39‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس تاريخ ‪ 5/5/22‬في الملف عدد ‪ 225‬منشور بمجلة المعيار عدد ‪ 92‬الصفحة ‪225‬‬

‫‪23‬‬
‫إلى أن يرسو المزاد على المشتري الذي قدم أعلى ثمن وذلك بعد العرض األخير مضاف إليه‬
‫‪40‬‬
‫ثمن البيع ‪ 21‬في المائة والرسوم القضائية ‪.‬‬

‫وعلى المشتري أن يدفع الثمن حاال فإذا تخلف عن ذلك أصبح الزما على عون التنفيذ‬
‫أن يعيد البيع على نفقة المشتري وتحت مسؤوليته ويكون ملزما بأداء الفرق بين الثمن الذي‬
‫رسا به المزاد عليه والثمن الذي أوقفت به المزايدة الجديدة‪ ،‬إذا كان أقل من األول دون أن‬
‫‪41‬‬
‫يكون له حق اإلستفادة من الزيادة إن كانت بل يستحقها المحجوز عليه ‪.‬‬

‫ول قد تنبه المشرع وهو يعالج البيع الجبري للمنقول إلى إشكالية عدم تسلم الراسي عليه‬
‫المزاد للشيء المبيع‪ ،‬إذ أن هذا االخير قد يعمد إلى أداء الثمن‪ ،‬وبالمقابل يستنكف عن تسلم‬
‫المبيع‪ ،‬والحال أن بقاء المنقول لدى الحارس القضائي قد يكبده مصاريف إضافية أو يؤدي‬
‫إلى تلفه‪ ،‬لذلك نص المشرع على إعادة البيع دون توجيه إنذار للراسي عليه المزاد‪ ،‬ويتم‬
‫‪42‬‬
‫إيداع الثمن بصندوق كتابة الضبط لفائدة المشتري األول‪.‬‬

‫وبمجرد بيع المحجوز إال وتنتقل ملكيته إلى من رسا عليه المزاد ويعتبر محضر البيع‬
‫سندا تنفيذيا للجميع‪.‬‬

‫لكن في بعض الحاالت قد يكون للمحجوز عليه عدة دائنين غير الحاجز يهدفون‬
‫الستيفاء حقوقهم من ثمن المنقوالت فهل يجب عليهم القيام بنفس اإلجراءات المذكورة‬
‫الستيفاء حقوقهم من ثمن المنقوالت؟‬

‫المالحظ ان المشرع المغربي لم يسمح لهم بإعادة توقيع الحجز على الشيء المحجوز‬
‫أخدا برأي بعض الفقهاء الذين أكدوا أن الحجز بعد الحجز ال يجوز بالنظر لما يترتب عنه‬
‫من إعادة إجراءات الحجز وما يستتبعه من تعقيد قد يؤدي إلى االضطراب في إجراءات‬

‫‪40‬حليمة بن حفو بنت المحجوب‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬الصفحة ‪222‬‬


‫‪41‬طيب برادة ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪512‬‬
‫‪42‬يونس الزهري‪ ,‬مرجع سابق ‪.‬الصفحة ‪991‬‬

‫‪24‬‬
‫الحجز السابقة‪،‬وإنما سمح لهم باستيفاء حقوقهم وفق إجراءات خاصة ومختصرة موحدة وهي‬
‫التعرض أو الضم طبقا للفصلين ‪ 20043‬و ‪ 44201‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الحجز التنفيذي العقاري‬

‫نظم المشرع المغربي الحجز التنفيذي على العقار ابتداء من الفصل ‪ 202‬الى ‪ 221‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية وان كان المشرع المغربي لم يعرف الحجز التنفيذي العقاري فانه قد‬
‫حدد أحكامه و إجراءاته بشكل محكم و دقيق وذلك راجع ألهمية العقار‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحجز التنفيذي العقاري وشروطه‬

‫‪ -2‬تعريف الحجز التنفيذي العقاري‬

‫لم يعرف المشرع المغربي –على غرار باقي التشريعات المقارنة‪ -‬الحجز التنفيذي‬
‫العقاري و هذا الموقف هو موقف محمودا تشريعيا الن التعريفات عموما هي من صميم‬
‫وظيفة الفقه و القضاء ‪ ,‬وهكذا فقد عرفه الطيب برادة بانه وضع عقار المدين تحت يد القضاء‬
‫الى ان يتم بيعه بالمزاد العلني القتضاء حق الحاجز من ثمنه ‪45‬كماعرفه البعض بانه وضع‬
‫الدائن تحت يد القضاء عقارا مملوكا للمدين وذلك من اجل بيعه و استيفاء حقه من ثمن‬
‫البيع ‪ ,‬و تسري اجراءات هذا الحجز على العقارات سواء كانت عقارات بطبيعتها او عقارات‬
‫بالتخصيص ‪.‬‬

‫اذن فالحجز التنفيذي على العقار‪ 46‬يعد وسيلة تمكن الدائن من وضع عقار المدين بين‬
‫يدي القضاء تمهيدا لبيعه عن طريق المزاد العلني وذلك من اجل اقتضاء مبلغ الدين و بالتالي‬
‫فال خاصية المميزة لهذا الحجز انه ينصب على العقار و يمتد نطاقه عن طريق التبعية الى كل‬
‫ما يدخل في حكمه ‪.‬‬

‫‪43‬ينص الفصل ‪ 200‬على أنه ‪ «:‬ال يمكن للدائنين الذين لهم حق التنفيذ الجبري عند وجود حجز سابق على كل منقوالت المحجوز‬
‫عليه إال التدخل على وجه التعرض بين يدي العون المكلف بالتنفيذ وطلب رفع الحجز وتوزيع األموال ويحق لهم مراقبة اإلجراءات‬
‫وطلب متابعتها إن لم يقم بذلك الحاجز األول‪».‬‬
‫‪ 44‬ينص الفصل ‪ 277‬على أنه « إذا كان الحجز الثاني أوفر من األول ضما معا عدا إذا كان بيع األشياء المحجوزة سابقا قد وقع‬
‫اإلعالن عنه‪ ،‬وعلى كل فإن الطلب الثاني يعد بمثابة تعرض على األموال المتحصلة من البيع وتكون محل توزيع‪».‬‬
‫‪45‬‬
‫‪2‬الطيب برادة مرجع سابق ص‪219‬‬
‫‪46‬‬
‫يق صد بالعقار بانه هوكل شئ ثابث غير قابل للنقل من مكانه الى مكان االخر بدون تلف وهذا خالف للمنقول‬

‫‪25‬‬
‫‪-1‬شروط الحجز التنفيذي العقاري‬

‫بالنظر الى اهمية العقار مقارنة بالمنقول خصص المشرع المغربي من خالل فصول‬
‫قانون المسطرة المدنية اجراءات متميزة و دقيقة حيث تطلب المشرع إلجراء الحجز‬
‫التنفيذي على العقار بعض الشروط نذكر منها‬

‫الشرط االول‪ :‬وجود سند تنفيذي للقيام بالحجز‬

‫في هذا االطار وجب االشارة ان مجرد حصول الدائن على سند تنفيذي اليكفي إلجراء‬
‫التنفيذ بل البد من وضع ما يسمى بالصيغة التنفيذية على نسخة السند التنفيذي‪.‬‬

‫وبالتالي تصبح الوثيقة االساسية إلجراء التنفيذ و تسلم النسخة التنفيذية الى مستفيد من‬
‫الحكم مرة واحدة واذا تعدد المدعى عليهم فان النسخة التنفيذية الواحدة تكفي للتنفيذ سواء‬
‫كانوا متضامنين ام ال كما ال عبرة بتعدد الحجوز المطلوب اجراءها فالنسخة الواحدة تكفي‬
‫إلجراء اكثر من حجز ولو اختلفت االماكن التي سيقع فيها‪.‬‬

‫والنسخة التنفيذية استنادا للفصل ‪ 255‬من المسطرة المدنية ال يمكن تسليمها للمستفيد‬
‫االمرة واحدة واذا اثب ت هذا االخير ضياعها امكنه حسب مقتضيات الفصل المذكور تقديم‬
‫ثانية‪.‬‬ ‫طلب لقاضي المستعجالت للحصول على نسخة تنفيذية‬
‫‪47‬‬

‫وتجدر االشارة الى ان هناك استثناءات اجاز المشرع المغربي التنفيذ بموجب مسودة‬
‫الحكم وذلك دون الحصول على نسخة تنفيذية كما هو الشأن بالنسبة لألوامر االستعجالية‬
‫التي يخشى عليها من فوات الغرض المقصود من االمر االستعجالي المطلوب تنفيذه‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪:‬عدم كفاية المنقوالت و قابليتها للحجز‬

‫يعتبر هذا من الشروط االساسية للحجز التنفيذي العقاري و بالتالي فان اجراءات‬
‫التنفيذ على العقار ال تقع اال عند عدم كفاية المنقوالت او عند عدم وجودها بالمرة فقد نصت‬
‫الفقرة االولى من الفصل ‪ 202‬من قانون المسطرة المدنية )اليقع البيع الجبري للعقارات اال‬

‫‪47‬‬
‫مارية اصواب تنفيذ احكام المدنية في ضوء العمل القضائي مكتبة دار السالم الرباط طبعة االولى ‪ 9122‬ص ‪25‬‬

‫‪26‬‬
‫عند عدم كفاية المنقوالت عدا اذا كان المدين مستفيد من ضمان عيني( ويعزى ذلك ألهمية‬
‫العقار اقتصادية و اجتماعية لدى المدين ‪.48‬‬

‫وتجدر االشارة ان المشرع خول للدائن الحق في استيفاء دينه من مدينه من خالل‬
‫تقرير مبدا عام مفاده ان اموال المدين ضمان عام لدائنيه وبهذا يكون المشرع قد سوى بين‬
‫جميع الدائنين اذ ال مجال للتمييز بين دائن عادي و دائن مرتهن او صاحب حق امتياز و‬
‫بالتالي يحق ألي منهم ان يوقع الحجز على أي عقار من عقارات مدينه ما لم يوجد نص‬
‫يقضي بخالف ذلك‪.‬‬

‫وعليه فمتى اعتبرنا أن االصل هو جواز حجز أي عقار مملوك للمدين فانه يتعين‬
‫تفسير أي نص من شانه تضييق هذه القاعدة تفسيرا ضيقا كما ال يجوز القياس على حاالت‬
‫عدم القابلية للحجز ألنها تشكل استثناء‪.‬‬

‫وعموما فالحكمة حينما تمنع الحجز على العقار تجدد مبرراتها إما في طبيعة العقار او‬
‫في ضرورة رعاية المصلحة العامة او الخاصة و من أمثلة العقارات غير القابلة للحجز‪,‬‬
‫االموال العمومية للدولة‪ 49‬و ما في حكمها وكذلك العقارات المملوكة للهيئات الدبلوماسية و‬
‫‪51‬‬
‫الهيئات العاملة على تحقيق أهداف إنسانية ثم أراضي الجموع ‪ 50‬و أراضي الجيش‬
‫العقارات الموقوفة‪….. 52‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مسطرة الحجز التنفيذي على العقار‬

‫بالنظر الى أهمية العقار مقارنة بالمنقول خصص المشرع المغربي إجراءات متميزة و‬
‫دقيقة إلجراء هذا الحجز و السبب في ذلك يرجع لما للعقار من اهمية اقتصادية و اجتماعية‬
‫لدى المدين حتي يترك له الفرصة للوفاء بما عليه ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫لفصل ‪ 202‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫‪49‬‬
‫قرار المجلس االعلى عدد ‪ 512‬بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ 2221‬منشور بالمجلة المغربية للقانون عدد‪ 2221 22‬ص ‪925‬‬
‫‪50‬‬
‫اراضي الجموع هي اراضي ترجع في ملكيتها الى الدولة باعتبارها صاحبة حق الرقبة اما االنتفاع فهو مقرر لفائدة جماعة ساللية فيشكل قبائل او عشائر لها راوبط مختلفة‬
‫‪51‬‬
‫ينص الفصل ‪ 20‬من ظهير ‪ 2222‬انه اليمكن تفويت اراضي الجيش و بالتالي اليجوز الحجز عليها باعتبار ان الحجز ماهو اال طريق ممهد للبيع الجبري لهذه العقارات‬
‫‪52‬‬
‫جاء في الفصل ‪ 15‬من ظهير ‪ 22‬رجب ‪ 2555‬الحبس اموال اوقفها المحبس المسلم و يكون التمتع بها لفائدة انواع المستفيدين الذين يعينهم ال محبس ويترتب على تحبيس عقار معين عدم امكانية التصرف فيه‬
‫تصرفا ناقال ملكيا و مادام العقار المحبس اليقبل التفويت اصال فانه اليجوز حجزه بسبب الدين‬

‫‪27‬‬
‫وإجراءات الحجز التنفيذي على العقار تمر بعدة مراحل تبتدئ بتحرير محضر الحجز‬
‫و تنتهي بتحرير محضر رسو المزاد العلني‪.‬‬

‫‪:2‬تحرير محضر الحجز‬

‫اذا كان العقار خاضعا للحجز التحفظي من قبل ثم حصل الدائن على سند تنفيذي فانه‬
‫وحسب مقتضيات الفصل ‪ 202‬من ق م م يقوم العون المكلف بالتنفيذ بتحويل الحجز‬
‫التحفظي الى حجز تنفيذي و يبلغ المحجوز عليه شخصيا بذلك او يبلغه في موطنه او محل‬
‫اقامته واذا لم يتأت ذلك يبلغ حسب طرق التبليغ المنصوص عليها في الفصل ‪ 52‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية ومنها الصاق االشعار بمكان التبليغ وتوجيه االستدعاء عن طريق البريد‬
‫‪53‬‬
‫المضمون مع االشعار بالتوصل و كذلك التبليغ بواسطة القيم‬

‫اما اذا لم يكن العقار محل حجز تحفظي سابق فان عون التنفيذ يقوم بحجزه حجزا‬
‫تنفيذيا و يضعه بين يديه و يحرر محضر بشأنه يبين فيه تبليغ الحكم للمحكوم عليه وحضور‬
‫المنفذ عليه او غيبته أثناء عمليات الحجز و موقع العقار و مساحته و حدوده و الحقوق‬
‫المرتبطة به و عقود الكراء المبرمة بشأنه‪,‬وان وقع الحجز في غيبة المنفذ عليه يبلغ حسب‬
‫المقتضيات المنصوص عليها في الفصل ‪ 202‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫ويتمخض عن الحجز فقدان المدين المنفذ عليه حق التصرف فيه بعوض او بدون‬
‫عوض و إن كان بإمكانه استغالله و استعماله بطريقة ال تضر بمصالح الدائنين وذلك دون‬
‫إيجاره للغير تحت طائلة البطالن ‪.‬‬

‫ويعتبر المدين المحجوز عليه حارسا على العقار موضوع التنفيذ بقوة القانون بمجرد‬
‫‪54‬‬
‫إيقاع الحجز وذلك وفقا لما جاء في الفصل ‪215‬‬

‫اما اذا كانت العقارات مكتراة فان الحراسة تقع على عاتق المكتري باعتباره الشخص‬
‫الوحيد الذي ينتفع بالعقار عن طريق االستغالل و االستعمال ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫يونس الزهري الحجز التنفيذي على العقار في القانون المغربي المطبعة الوطنية الجزء الثاني الطبعة االولى ‪ 9111‬ص‪992‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل ‪ 215‬من قانون المسطرة المدنية‬

‫‪28‬‬
‫ويعتبر اإلشهار الموجه للمكترين من العون المكلف بالتنفيذ طبق الطرق العادية للتبليغ‬
‫بمثابة حجز لدى الغير بين أيديهم على المبالغ التي كانوا سيؤدونها عن حسن نية قبل التبليغ‬
‫بالنسبة للمدة الموالية لهذا التبليغ‬

‫ب ‪:‬بيع العقار بالمزاد العلني‬

‫يعتبر البيع بالمزاد العلني الوسيلة التي تمكن الدائن من اقتضاء مبلغ الدين فيطلب عون‬
‫التنفيذ أن تسلم إليه رسوم الملكية ممن هي في حوزته ليطلع عليها المتزايدون و في حالة‬
‫الشياع يخطر عون التنفيذ شركاء المنفذ عليه في الملكية بإجراءات التنفيذ المباشرة ضد‬
‫شريكهم حتى تتسنى لهم المشاركة في السمسرة‪.‬‬

‫واذا اشعر المدين بوجود دائن مرتهن حائز لوثائق الملكية التجأ طالب التنفيذ إلى‬
‫المحكمة المختصة للحصول على إيداع هذه الوثائق وكذا على بيان من المدين و الدائن‬
‫المرتهن عن التكاليف التي يتحملها العقار و الحقوق المرتبطة به ‪,‬واذا صرح المدين بفقدان‬
‫رسم الملكية او عدم توفره عليه و تعلق االمر بعقار محفظ او في طور التحفيظ اصدر‬
‫الرئيس أمرا يقضي على المحافظ بتسليمه شهادة ملكية او نسخة من المستندات الموضوعة‬
‫‪55‬‬
‫المعززة لمطلب التحفيظ حسب األحوال‬

‫اما اذا تعلق االمر بعقار غير محفظ احال العون المكلف بالتنفيذ االمر على رئيس‬
‫محكمة موقع العقار من اجل العمل على اشهار الحجز بالتعليق وافتتاح مسطرة البيع في مقر‬
‫هذه المحكمة خالل شهر ‪,‬ويقوم عون التنفيذ بتهييئ دفتر للتحمالت وايداعه بكتابة الضبط مع‬
‫محضر الحجز ووثائق الملكية ليطلع عليها العموم ويطلب من الدائن اداء مصاريف االشهار‬
‫و اتعاب الخبير لتحديد نقطة انطالق البيع بالمزاد العلني ‪,‬ويقوم كذلك عون التنفيذ باإلعالن‬
‫عن بيع العقار عن طريق التعليق بباب مسكن المحجوز عليه و على كل واحد من العقارات‬
‫المحجوزة وكذا في االسواق المجاورة لكل عقار من هذه العقارات و باللوحة‬
‫المخصصة لإلعالنات في المحكمة االبتدائية التي يوجد مقرها بمحل التنفيذ و بمكاتب السلطة‬

‫‪55‬‬
‫مارية اصواب مرجع سابق صفحة ‪22‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلدارية المحلية كما منح المشرع للعون المكلف بالتنفيذ اشهار البيع بكل وسائل االشهار‬
‫كالصحافة و االذاعة المأمور بها عند االقتضاء من طرف الرئيس و حسب اهمية الحجز‪.‬‬

‫ج ‪:‬السمسرة وتحرير محضر المزاد العلني‬

‫حدد المشرع بمقتضى الفقرة األولى من الفصل ‪ 210‬من قانون المسطرة المدنية اجل‬
‫اجراء السمسرة المتعلقة بالعقار المحجوز في الثالثين يوما الموالية لتبليغ الحجز ونص‬
‫بصفة استثنائية على امكانية رئيس المحكمة في تمديد هذه المدة بمقتضى أمر معلل و بشرط‬
‫اال تتجاوز هذه المدة في مجموعها ‪ 21‬يوما بإضافة الثالثين يوما االولى‪ ,‬وبمجرد تعيين‬
‫تاريخ السمسرة يشرع عون التنفيذ في تلقي العروض المقترحة من اجل شراء العقار‬
‫المحجوز واليشترط في ذلك حلول تاريخ السمسرة بل يمكن تقديم هذه العروض بكتابة‬
‫الضيط ويشير عون التنفيذ اليها في اسفل المحضر الحجز‪.‬‬

‫يستمر المتزايدون في تقديم عروضهم بكتابة الضبط الى غاية تاريخ المحدد للسمسرة‬
‫اذ عند حلول هذا التاريخ يتم اجراء السمسرة بمحل كتابة الضبط المحكمة التي نفذت‬
‫اجراءات الحجز وذلك وفق لماجاء في الفقرة االولى من المادة ‪ 210‬من ق م م‪.‬‬

‫وعليه فإجراءات السمسرة تجرى بقاعة البيوعات التابعة للمحكمة حيث تبدا االجراءات‬
‫بالتاكد من عدم اداء المنفذ عليه الدين بحيث اذا وقع االداء لم يعد للسمسرة موجب اما في‬
‫الحالة المعاكسة فانه يشرع في اجراءات السمسرة وذلك بالتذكير بالعقار موضوع السمسرة‬
‫و بالتكاليف التي يتحملها و الثمن االساسي المحدد في دفتر التحمالت ‪ ,‬وبعد بيان محل‬
‫السمسرة يطلب عون التنفيذ من الحاضرين الراغبين في المشاركة في السمسرة تقديم‬
‫بطائقهم ‪ .56‬اوأي وثيقة اخرى تثبت هويتهم و يقوم بتسجيلها في الئحة خاصة‪,‬‬

‫و الغاية من هذا االجراء هو تحديد هوية المتزايد لما يترتب عن المزايدة من اثار في‬
‫مواجهة من رسى عليه المزاد‪ ,‬وبعد ذلك يشرع عون التنفيذ بالمناداة بالبيع و عمله هذا يعتبر‬
‫بمثابة دعوة الى التفاوض و يعلن عن انطالق المزايدة ابتداء من الثمن االفتتاحي ويستمر‬
‫‪56‬‬
‫يونس الزهري مرجع سابق ص ‪925‬‬

‫‪30‬‬
‫با لمناداة على البيع ويكرر العروض المقدمة من طرف المتزايدين الى حين تقديم اعلى‬
‫عرض بتوقف المتزايدين عن تقديم أية عروض اضافية او زيادة و بذلك يعلن عن انتهاء‬
‫اجراءات السمسرة و ذلك بترديد االعداد من واحد الى ثالثة وهذه الطريقة ان كانت تفتقر‬
‫الى سند تشريعي فإنها تجسد ما جرى به العمل عمل مختلف كتابات الضبط كحل واقعي‬
‫بديل إلشعال الشمعات الثالثة وال اثر لذلك على سالمة السمسرة طالما ان الغاية من االجراء‬
‫المذكور قد تحققت ومنح المتزايدون فرصة أخيرة للتأمل و التفكير و تقديم عرض افضل‪,‬‬

‫وبعد ذلك يعرض عون التنفيذ نتيجة السمسرة على رئيس المحكمة عمال بمقتضيات‬
‫الفصل ‪ 212‬ليقرر ما اذا كانت العروض المقدمة كافية ام ال بحيث يأمر في الحالة األولى‬
‫بإرساء المزاد و في الثانية بإعادة السمسرة و عليه فالعرض المقدم يعتبر في لغة العقد بمثابة‬
‫إيجاب و التصديق عليه من طرف الرئيس فيعتبر هو القبول باإلرساء ممن يملكه‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع قد سمح بإعادة السمسرة في مجموع من الحاالت كحالة‬
‫عدم كفاية العروض او تقديم عرض بزيادة السدس او عند عدم تنفيذ شروط المزايدة و تتمثل‬
‫الغاية من ذلك في الرغبة في الوصول الى اعلى حصيلة في التنفيذ احيانا و في احيان اخرى‬
‫الى مجرد استيفاء ثمن البيع‪.‬‬

‫وينص المشرع في الفصل ‪ 221‬من قانون المسطرة المدنية على أن محضر المزايدة‬
‫يجب ان يذكر باسباب الحجز العقاري واالجراءات المتبعة و ارساء المزايدة التي تمت من‬
‫دون ان يشترط ذكر أي بيانات أخرى ومن تم فان االقتصار على هذه البيانات و حدها ال‬
‫ينسجم مع الغاية منه فالمشرع اعتبره بمثابة سند ملكية لصالح الراسي عليه المزاد و سند‬
‫للمطالبة بالثمن و بالتالي فانه يلزم تضمينه مختلف البيانات التي من شانها التعريف باركان‬
‫البيع‪ ,‬ومن اجل سد هذا الفراغ فقد اعدت وزارة العدل نموذجا وضعته بين يدي اعوان كتابة‬
‫الضبط حددت فيه البيانات الواجب تضمينها في محضر ارساء المزاد ‪:‬‬

‫اسم عون التنفيذ الذي قام بإجراء السمسرة و توقيعه‬ ‫‪‬‬


‫ذكر السند التنفيذي الذي وقع بيع العقار استنادا له‬ ‫‪‬‬

‫‪31‬‬
‫ذكر اسماء اطراف الدائن و المداين‬ ‫‪‬‬
‫اسم مختلف المتزايدين‬ ‫‪‬‬
‫الثمن المحصل عليه مع ذكر هوية من رسا عليه المزاد‬ ‫‪‬‬
‫اسباب الحجز و المسطرة المتبعة وإجراءات السمسرة‬ ‫‪‬‬
‫توقيع المحضر من طرف المشتري او من ينوب عنه‬ ‫‪‬‬
‫‪57‬‬
‫إذن فالمحضر المتضمن لهذه البيانات هو محضر مستجمع لكافة شروطه صحته‬
‫ويترتب عليه انتقال العقار المبيع مطهرا من جميع التحمالت المثقل بها بحيث الراسي‬
‫عليه المزاد هو المالك العقار و بالتالي يتمتع بجميع حقوق المشتري كما له ان يطالب بضمان‬
‫المبيع متى استحق العقار من يده و بالمقابل فانه يلتزم بأداء ثمن الشراء ‪,‬وعالوة على ذلك‬
‫تبرا ذمة المدين في حدود ثمن البيع و في حالة عدم كفايته يحق للدائنين التنفيذ على باقي‬
‫العقارات‪.‬‬
‫اما بالنسبة للشركاء المنفذ عليهم فان البيع ال يمس الحصة العائدة لهم و هكذا فاذا بيع‬
‫كل العقار كان من حقهم ان يحصلوا على ثمن البيع الموازي لنسبة تملكهم للعقار‬
‫‪:5‬دعوى االستحقاق والطعن في إجراءات الحجز العقاري‬
‫ا‪-‬دعوى االستحقاق‬
‫ينص الفصل ‪ 229‬من قانون المسطرة المدنية اذا ادعى الغير ان الحجز انصب على‬
‫عقارات يملكها امكنه إلبطال الحجز رفع دعوى االستحقاق و المقصود بهذه الدعوى هي‬
‫التي يرفعها مدعي ملكية الذي شرع في نزع ملكيته اثناء التنفيذ طالبا الحكم له بملكيته للعقار‬
‫و بطالن اجراءات التنفيذ المتعلقة به و لهذا توصف بانها دعوى فرعية متفرعة عن التنفيذ‬
‫وقد نص عليها المشرع حماية و مصلحة لمن حجز ملكه عقارا او منقوال بدون رضاه و دون‬
‫ان يكون مدينا او ضامنا للمدين او متضامنا معه في الدين الذي وقع بسبه الحجز ‪.‬‬
‫ويجب على طالب االستحقاق لوقف االجراءات ان يقدم دعواه امام المحكمة المختصة‬
‫ويودع وثائقه المعززة لطلبه وتقدم هذه الدعوى بمقال طبق اإلجراءات المنصوص عليها في‬

‫‪57‬‬
‫ماريةاصواب‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪20‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل ‪ 52‬و ما يليه من ق م م أمام المحكمة التي تباشر التنفيذ ويدخل في طلبه كل من‬
‫الدائن و المدين و يتم استدعاءهما الى اقرب جلسة ممكنة إلبداء اعتراضهما‪.‬‬
‫وبعد مناقشة القضية تصدر المحكمة حكمها في الموضوع فإذا اثبت المدعي ما يدعيه‬
‫حكم له باستحقاق عقاره ورفع عنه الحجز واذا تبين للمحكمة ان ما ادلي به ال يثبت الحق‬
‫المدعى فيه و ال يستوجب بالتالي و قف إجراءات الحجز اصدرت حكمها برفض الطلب مع‬
‫مواصلة إجراءات التنفيذ والحكم هنا يكون مشمول بالنفاذ المعجل‪.‬‬
‫ب ‪-‬الطعن في إجراءات الحجز العقاري‬
‫حسب مقتضيات الفصل ‪ 222‬من قانون المسطرة المدنية يجب ان يقدم كل طعن‬
‫بالبطالن في إجراءات الحجز العقاري بمقال مكتوب قبل السمسرة وتتبع في هذا الطعن نفس‬
‫المسطرة المتعلقة بدعوى االستحقاق و يحكم على المدعي الذي خسر دعواه بالمصاريف‬
‫الناتجة عن الدعوى دون مساس بالتعويضات ‪.‬‬
‫ودعوى الطعن في إجراءات الحجز العقاري تعتبر إشكاال وقتيا ألنها ال تستهدف‬
‫استحقاق العقار و لكن فقط ترمي الى طلب اعتبار اجراءات الحجز باطلة لمخالفتها ما يتطلبه‬
‫القانون من اشهار و احترام اجاله و عدم تبليغ الحجز طبقا للمقتضيات المشار اليها سابقا‬
‫وتتطلب بالتالي اعادة االجراءات وفق مايقتضيه القانون‪.‬‬
‫ومن امثلة حاالت البطالن البدء في التنفيذ بدون التوفر على سند تنفيذي والحال ان‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 252‬من قانون المسطرة المدنية تمنع على الدائن اتخاذ أي اجراء من‬
‫إجراءات التنفيذ الرامية إلجبار المدين على الوفاء بالتزامه قبل التوفر على سند تنفيذي و‬
‫كذلك في حالة تنفيذ حكم اجنبي دون تذييله بالصيغة التنفيذية او تنفيذ حكم دون احترام‬
‫إجراءات التبليغ‪.‬‬
‫وتقام هذه الدعوى من طرف احد اطراف التنفيذ الذين تضررت مصلحتهم من تلك‬
‫االجراءات وعليه فاألطراف الذين يحق لهم تقديم دعوى بطالن اجراءات الحجز يختلفون‬

‫‪33‬‬
‫باختالف مصالح كل طرف فالمهم هنا هو ان دعوى البطالن ال يقتصر فقط على االطراف‬
‫وحدهم فباب مفتوح لكل من اطراف التنفيذ و الغير لرفع الدعوى‪.58‬‬

‫‪58‬مارية اصواب مرجع سابق ص ‪212‬‬

‫‪34‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحجز لدى الغير والحجز اإلرتهاني واإلستحقاقي‬

‫يعتبر الحجز لدى الغير والحجز اإلرتهاني واإلستحقاقي أنواع اإلضافية من الحجوز‬
‫التي قد تمكن الدائن من استيفاء دينه وسوف نطرق في المطلب األول للحجز لدى الغير على‬
‫أن نخصص المطلب الثاني للحجز اإلرتهاني واإلستحقاقي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحجز لدى الغير‬

‫باإلضافة إلى الحجز التنفيذي والحجز التحفظي خول المشرع للدائن مسطرة أخرى‬
‫ترمي إلى عقل أموال المدين بين يدي مدين هذا اآلخير‪ 59‬وهي ما يعرف بالحجز لدى الغير‬
‫ولدراسة هذه اآللية يجب تحديد مفهوم الحجز لدى الغير وطبيعته وأطرافه‪ ،‬في الفقرة‬
‫األولى و اإلنتقال إلى كيفية ممارسة هذا النوع من الحجوز و آثاره في الفقرة الثانية‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم الحجز لدى الغير وطبيعته وأطرافه‬

‫سنحاول في األول الوقوف على مفهوم هذا الحجز و التعرف على طبيعته لإلنتقال‬
‫لتحديد أطرفه‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الحجز لدى الغير وطبيعته‬

‫من المالحظ أن أغلب التشريعات الوضعية لم تتولى تعريف الحجز لدى الغير‪ ،‬فجلها‬
‫إكتفت بتنظيم هذا االخير وتحديد اجراءاته‪ ،‬وقد احسنت صنعا‪ ،‬ذلك أن مهمة وضع‬
‫التعاريف للمصطلحات والمفاهيم القانونية تبقى من اختصاص الفقه والقضاء ‪،‬وبالرجوع الى‬
‫التشريع المغربي نجده اتخذ نفس الموقف ولم ينص على تعريف له بل اكتفى فقط بتنظيم هذا‬
‫األخير وذلك بتبيان شروطه إجراءاته‪.‬‬

‫وقد وأرد الفقه عدة تعاريف والتي ان كانت تختلف من حيث الصياغة فإنها تصبو في‬
‫نفس المعنى ونذكر منها تعريف األستاذ جاك كيلي‪ :‬الذي عرف الحجز لدي الغير بأنه‬

‫‪59‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪521‬‬

‫‪35‬‬
‫"الحجز الذي من خالله يمكن للدائن الحاجز ان يتعرض على الديون التي لمدينه االصلي‬
‫‪60‬‬
‫على عاتق شخص ثالث يصطلح عليه بالمحجوز لديه"‪.‬‬

‫وعرفه أحدهم "طريقة من طرق التنفيذ التي تمكن الدائن الحاجز من حجز األموال‬
‫النقدية والسندات التي يملكها المدين والمتواجدة بين يدي الغير وال يمكن إيقاع هذا الحجز‬
‫الدي تنظمه مقتضيات الفصول ‪ 222‬وما يليه من قانون المسطرة المدنية إال في حدود ما‬
‫يكفي لضمان تسديد الديون التي تم ايقاعه على أساسها"‪.61‬‬

‫أما بخصوص طبيعة هذا الحجز فالمشرع من خالل النصوص المؤطر للحجز لدى‬
‫الغير لم يحدد طبيعته هل هو حجز تنفيذي ام هو حجز تحفظي؟‬

‫الشيء الذي اثار اشكاال نظريا عميق بين الفقه خصوصا مع سكوت المشرع في هذا‬
‫الشأن حيث ذهبت بعض اآلرء الى اعتباره ذو طبيعة تنفيذية مستدلين بأن المشرع المغربي‬
‫اشترط إليقاعه سند تنفيذي ‪،‬او امر صادر عن رئيس المحكمة الذي يتحول بعد دعوى‬
‫المصادقة وصدور حكم بناء عليه وعلى اتفاق األطراف الى سند تنفيذي‪ .‬وهناك من يرى بأن‬
‫هذا الحجز هو "حجز تحفظي"'معتمدين على الحجة التي تقول ان الحجز لدى الغير يرمي‬
‫أساسا الى الحفاظ على الضمان العام للدائنين دون التنفيذ عليه‪ 62.‬وهناك إتجاه هو الغالب في‬
‫الفقه والقضاء جاء برأي أوسط جمع فيه بين الطبيعة التحفظية والتنفيذية للحجز لدى الغير‬
‫معلال موقفه بأنه يبدأ تحفظيا يرمي من خالله الدائن إلى الحيلولة دون المساس بالنظام العام‬
‫من قبل مدين مدينه وينتهي تنفيذيا بصدور حكم بعد دعوى المصادقة على الحجز‪.‬‬

‫بالرجوع الى العديد من القرارات القضائية‪ 63‬نجدها قد استقرت في غالبها على الرأي‬
‫الذي يقول بالطبيعة المختلطة للحجز لدى الغير ونذكر منها‪:‬‬

‫‪60‬خالد علوش‪ ،‬حجز ما للمدين في جانبه النظري والتطبيقي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بالدارالبيضاء ‪ 2222.2222‬الصفحة ‪0‬‬
‫‪ 61‬جواد أمهمول‪ ،‬الوجيز في المسطر المدنية الطبعة ‪ 9125‬مطبعة االمنية الرباط الصفحة ‪951‬‬
‫‪62‬عبد الرحمان بلعكيد‪ ،‬حجز ما للمدين لدى الغير وفق لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في العلوم‬
‫القانونية بكلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بجامعة محمد الخامس الرباطسنة‪ 2212‬الصفحة ‪.92/51‬‬
‫‪63‬قرار لمحكمة اإلستئناف التجارية بمراكش صادر بتاريخ ‪ 9111/ 15/ 20‬في الملف عدد ‪ 22/ 222‬جاء فيه ‪":‬لكن وفيما يخص‬
‫السبب األول ‪،‬فان للدائن الحق في اتخاد كافة اإلجراء ات التحفظية وسلوك كل المساطر التنفيذية التي من شانها ان تؤمن له تنفيد دينه‬

‫‪36‬‬
‫قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء‪ 64‬والذي جاء فيه "الرأي الراجح في‬
‫الفقه والقضاء أن حجز ما للمدين لدى الغير يكتسي صبغة تحفظية في بدايته تم يتحول إلى‬
‫حجز تنفيذي في الختام‪....‬؛"‪.‬‬

‫وفي قرار آخر صادر عن نفس المحكمة جاء فيه "حيث ان طبيعة الحجز لدى الغير‬
‫كوسيلة تنفيذية ال يمكن ان تنهض عائقا دون االمر بالحجز لدى الغير بمراعاة ان المرحلة‬
‫األولى تكتسي صبغة تحفظية وان تحويله من هذه المرحلة الى المرحلة التنفيذية هي‬
‫مناسبة إلثارة الجدل بشأن وجوب اكتساب المقرر التحكيمي المعتمد في الطلب على القوة‬
‫‪65‬‬
‫التنفيذية"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أطراف الحجز لدى الغير‬

‫انطالقا من التعريف الذي استقر حوله الفقه للحجز لدى الغير بأنه وسيلة يلجأ‬
‫بواسطتها الدائن أي الحاجز لعقل أموال مدينه المتواجدة بين مدين هذا االخير إلستيفاء دينه‬
‫منها عن طريق القضاء‪ ،‬ومن تم فأطراف الحجز لدى الغير هم ‪:‬‬

‫‪-2‬الحاجز ‪ :‬وهو شخص ذاتي أو إعتباري له دين مترتب على ذمة مدينه وقد يباشر‬
‫الحجز بنفسه او بواسطة ممثله طبقا للفصل ‪ 222‬من ق م م ويصطلح على كالهما بالحاجز‪.‬‬

‫فمن ثم فالحاجز ق د يكون دائن شخصي للمحجوز عليه وقد يحدث ان تنتقل هده‬
‫الصفة حالة حياته أو بعد وفاته الى شخص اخر يأخذ حكمه وهو الخلف الخاص‪ 66‬في الحالة‬
‫األولى أو العام‪ 67‬في الحالة الثانية‪.‬‬

‫وان المستأنف لم يثبت ان هناك ضمانات كافية للوفاء بكل الدين وبالتالي فان للدائن الحق في حجز ما للمدين لدى الغير ‪ .‬قرار منشور‬
‫بمجلة القصر عدد ‪ 1‬ص ‪225‬‬
‫‪64‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ‪ 2221 /20 / 15‬في الملف المدني عدد ‪ 21/ 2019‬منشور بمجلة المحاكم‬
‫المغربية عدد ‪ 22‬ص ‪ 252‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ 65‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ ‪ 2221/15/20‬في الملف المدني عدد ‪" 21/2019‬نفس المرجع السابق "عدد‬
‫‪ 22‬ص‪.250‬‬
‫‪66‬الخلف الخاص هو الشخص الذي ينتقل إليه من سلفه حق شخصي او عيني كان مدينا له به ‪،‬وقد ينتقل هذا الحق بموجب تصرف‬
‫قانوني إرادي كالبيع أو الهبة أو الحوالة‪.‬‬
‫‪"67‬هو الشخص الدي يخلف سلفه في كامل دمته او في جزء شائع منها كالموصي له بجزء من التركة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫فحينما يكون السلف من الخلف العام فإنه يحل محل سلفه فيما ترك من اإللتزامات‬
‫والديون والحقوق المترتبة لفائدته ومن تم يجوز لهم مباشرة كافة اإلجراءات للمطالبة بها‬
‫ومن بينها إيقاع الحجز لدى الغير ‪.‬أما حينما يكون من الخلف الخاص فمادام أنه يخلف سلفه‬
‫في الحق المنقول له بما يتحمله من التزامات وحقوق ومن ضمنها الحقوق اإلجرائية ‪،‬‬
‫فبالتالي يجوز له مب اشر كافة إجراءات المطالبة بالحق موضوع الخالفة والتي من بينها‬
‫الحجز لدى الغير باعتباره صاحب الحق المطالب به‪.‬‬

‫‪- 2‬المحجوز عليه ‪ :‬تتجلى صفة المحجوز عليه في كونه هو المدين لدائن الحاجز‪،‬‬
‫الذي امتنع عن الوفاء بذمته‪ ،‬وتثبت هذه الصفة بمجرد ثبوت الدين وهو ما يؤكده المشرع‬
‫المغربي في الفصل ‪ 222‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي جاء فيه "يمكن لكل دائن ذاتي أو اعتباري يتوفر‬
‫على دين ثابت إجراء حجز بين يدي الغير بإذن من القاضي على مبالغ ومستندات لمدينه و‬
‫التعرض على تسليمها له‪".‬‬

‫وإذا كان األصل أن المدين عند امتناعه عن الوفاء بما في ذمته يتم إجباره قضائيا‬
‫بواسطة الحجز على أمواله‪ ،‬إال أنه في بعض األحيان نجد إشكاالت تخرج عن القاعدة و‬
‫يتعلق األمر بالحاالت التي يكون فيها المحجوز عليه شخص من أشخاص القانون العام‪،‬‬
‫األمر الذي طرح جدال كبيرا‪ ،‬فهناك من يرى أنه ال يمكن إيقاع الحجز على الدولة و‬
‫المؤسسات العمومية المشتقة عنها ‪ 68‬وصرح بان األشخاص االعتبارية العامة يفترض فيها‬
‫دوما اليسر و مالءة الذمة وهناك من خالف ذلك وقال أنه كان يجب أن يميز بين أموال‬
‫الدولة العامة التي ال تقبل بحكم طبيعتها أي ضرب من ضروب التصرفات حيت ال تقبل تبعا‬
‫لذلك الحجز و بين األموال الخاصة للدولة و التي يمكن التصرف فيها فهده ال مانع من‬
‫الحجز عليها الن ذلك ال يتعارض مع طبيعتها مستندا في ذلك إلى غياب نص قانوني‪.‬‬

‫أما من جانب العمل القضائي فأمام سكوت المشرع المغربي عن تبيان مدى إمكانية‬
‫إيقاع الحجز على أموال األشخاص المعنوية العامة ‪،‬وبالنظر إلى الخالف الذي دار بين الفقه‬
‫‪ ،‬فإن العمل القضائي قد استقر على جواز إيقاع الحجز على األشخاص االعتبارية العامة‪،‬‬

‫‪68‬عبد هللا الشرقاوي ‪،‬الحجز لدى الغير‪ ،‬مجلة القضاء و القانون‪ ،‬العدد ‪ 21 ،299‬يناير ‪ 2212‬ص‪.20‬‬

‫‪38‬‬
‫وهو ما أكده البعض منها‪ :‬كإحدى القرارات الصادرة عن محكمة النقض ‪69‬والتي جاء فيها‪:‬‬
‫'' من المستقر عليه في قضاء هذه المحكمة أن أموال أشخاص القانون العام يجوز الحجز‬
‫عليها لدى الغير تنفيذا ألحكام القضاء القابلة للتنفيذ متى كانت تلك األموال غير مرصودة‬
‫للسير العادي للشخص المذكور وكان حجزها ال يؤثر على استمرارية قيامه بالمهام‬
‫المنوطة به‪ ،‬و المحكمة لما أيدت األمر المستأنف و تبنت تعليالته المدعمة بكون حجز‬
‫المبلغ المالي بين يدي المحجوز عليها و الذي يعد من اإلعتمادات القابلة للحجز ال يترتب‬
‫عنه تعطيل وظيفة النفع العام الملقاة على عاتق المرفق يكون قرارها معلال بما فيه‬
‫الكفاية‪''.‬‬

‫كما جاء في إحدى قرارات المحكمة النقض‪ 70‬ما يلي ‪ '':‬إن مقتضيات المسطرة المدنية‬
‫المنظمة ألحكام الحجز لدى الغير ال تفرق بين الشخص اإلعتباري العام واألشخاص‬
‫الذاتيين أو اإلعتباريين الخاضعين ألحكام القانون الخاص‪ ،‬والمحكمة لما صرحت بكون‬
‫المحجوز لديه (الخازن العام ) لم يدل بالتصريح اإليجابي داخل اآلجال الواردة في‬
‫النصوص المنظمة ألحكام الحجز بين يدي الغير وقضت بصحة الحجز المضروب على‬
‫الحساببين الخاصين بوزارة التجهيز بين يدي الخزينه العامة‪ ،‬تكون قد طبقت القانون ولم‬
‫تخرق أي مقتضى‪''.‬‬

‫كما جاء في إحدى قرارات محكمة االستئناف بالدار البيضاء‪..' :71‬أن الحجز بين يدي‬
‫الغير على أموال المكتب الوطني للكهرباء‪ ،‬وإن كان مؤسسة عمومية‪ ،‬غير ممنوع قانونا‬
‫مادام ان المكتب المذكور مدين للخواص في معاملة خاصة معهم‪''.‬‬

‫‪69‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 25\15\90‬تحت عدد ‪ 911‬في الملف اإلداري عدد ‪ 9\2\5522‬منشور بمجلة قضاء‬
‫محكمة النقض الغرفة اإلدارية عدد ‪ 92‬ص ‪ 212‬وما يليها‪.‬‬
‫‪70‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 52/2/25‬تحت عدد ‪ 12‬في الملف اإلداري عدد ‪ 222/2/2/21‬منشور بمجلة قضاء محكمة‬
‫النقض عدد ‪ 10‬ص ‪925‬‬
‫‪71‬قرار صادر عن محكمة اإلستئناف بالبيضاء بتاريخ ‪ 22/2/21‬في الملف عدد ‪ 552/22‬منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪20‬‬
‫الصفحة ‪.22‬‬

‫‪39‬‬
‫كما جاء في أمر صادر عن قاضي األمور المستعجلة بابتدائية طنجة‪ 72‬أنه " يجوز‬
‫توقيع الحجز المالي لدى الغير على مكتب استغالل الموانئ بصرف النظر عن كونه‬
‫مؤسسة عمومية"‪.‬‬

‫‪- 5‬المحجوز لديه‪ :‬يعرف الغير المحجوز لديه‪ ،‬بأنه ‪ ،‬كل شخص قانوني طبيعي أو‬
‫اعتباري غير مدين شخصيا بالدين‪ ،‬ويحوز أموال مملوكة للمحجوز عليه‪ ،‬من غير أن‬
‫تربطه به عالقة تبعية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات الحجز لدى الغير ‪.‬‬

‫تمر مسطرة الحجز لدى الغير بمجموعة من المراحل‪ ،‬تبتدئ بإيقاع الحجز‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫بإحدى الطريقتين‪ ،‬إما بناء على سند تنفيذي‪ ،‬أو بأمر يصدره رئيس المحكمة االبتدائية بشرط‬
‫الرجوع إليه عند وجود صعوبة‪ ،‬وبعد ذلك يتم تبليغ الحجز للمحجوز لديه أوال ثم المحجوز‬
‫عليه ثانيا‪ ،‬حيث يستدعي رئيس المحكمة األطراف لجلسة االتفاق الودي‪ ،‬ليقوم المحجوز‬
‫لديه بالتصريح بما في ذمته تحت طائلة إلزامه بأداء االقتطاعات التي لم تقع والمصاريف‪،‬‬
‫وهذه الجلسة إما أن تنتهي بالصلح‪ ،‬وإما أن يتعذر الصلح بين األطراف‪.‬‬

‫وبعد استكمال هاته اإلجراءات‪ ،‬ولكي يتسلم الحاجز المبالغ المحجوز ‪ ،‬يتعين عليه أن‬
‫يرفع دعوى المصادقة على الحجز لدى الغير وسوف نتطرق لشروط الحجز لدى الغير أوال‬
‫على أن ننتقل للحديث عن كيفية إيقاعه ثانيا ثم ننتقل للحديث عن كيفية المصادقة عليه ثالثا‪.‬‬

‫أوال ‪:‬شروط الحجز لدى الغير‬

‫إليقاع الحجز لدى الغير‪ ،‬وجب توفر مجموعة من الشروط‪ ،‬التي أوردها المشرع‬
‫المغربي في الفصلين‪ 222 ،‬و ‪ 222‬من قانون المسطر المدنية‪.‬‬

‫‪72‬أمر صادر عن قاضي األمور المستعجلة بابتدائية طنجة بتاريخ ‪ 20/ 29 /90‬في الملف التنفيذي عدد ‪ 20 /2222‬منشور بمجلة‬
‫الندوة عدد ‪ 22‬ص ‪52‬‬

‫‪40‬‬
‫فبخصوص شروط إيقاعه فتحدد أساسا في أن يكون الدين ثابت وأن يأدن القاضي‬
‫بالحجز لدى الغير باإلضافة إلى أن يتوفر الدائن على سند تنفيذي أو أمر صادر عن رئيس‬
‫المحكمة االبتدائية ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون الدين ثابت وأن يأذن القاضي بالحجز لدى الغير ‪:‬‬

‫ذلك أنه ال يمكن تصور إيقاع حجز لدى الغير‪ ،‬إذ لم يكن الدين ثابت يثبت وجود‬
‫المديونية‪ .‬وبرجوعنا للفصل ‪ 222‬من قانون المسطرة المغربي‪ ،‬نالحظ بأن المشرع المغربي‬
‫لم يبين المقصود بثبوت الدين‪ ،‬الشيء الذي أثار الجدل بين الفقهاء إلى جانب القضاء‪ ،‬حول‬
‫المقصود منه‪ ،‬فهناك من ذهب إلى أن المقصود بالدين الثابت هو وجود الدين واستحقاقه‪،‬‬
‫وهناك من رأى بأن المقصود به‪ ،‬هو الدين الحال والخالي من كل نزاع وغير معلق على‬
‫‪73‬‬
‫شرط لم يتحقق‬

‫لكن العمل القضائي المغربي حسم في ذلك وأكد على ضرورة وجود دين ثابت وحال‬
‫ومحقق وغير متنازع فيه‪ ،‬إليقاع الحجز‪ .‬حيث جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف‬
‫التجارية بفاس ‪ .. " :74‬إذا كان حجز ما للمدين لدى الغير يكتسي صبغة تحفظية في البداية‬
‫فإنه يتحول إ لى حجز تنفيذي في النهاية ومن تم يجب أن يكون الدين حاال ومحققا‬
‫ومستحق األداء وغير منازع فيه منازعة جدية‪".‬‬

‫كما جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بالبيضاء ‪''75:‬أن الحجز‬
‫لدى الغير ال يؤمر به إال استنادا على دين ثابت محقق الوجود حال األداء وغير منازع فيه‬
‫منازعة جدية ‪.‬‬

‫‪73‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪522‬‬


‫‪74‬قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس بتاريخ ‪ 29/ 22/ 92‬تحت عدد ‪ 9112‬في الملف عدد ‪ 29 / 2 /52‬منشور بمجلة‬
‫المعيار عدد ‪ 51‬ص ‪921‬‬
‫‪75‬قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بالبيضاء بتاريخ ‪ 25/21/22‬تحت عدد ‪ 912/22‬في الملف عدد ‪ 902/22‬منشور‬
‫بمجلة اإلشعاع عدد ‪ 95‬الصفحة ‪.990‬‬

‫‪41‬‬
‫نفس التوجه تبنته محكمة اإلستئناف التجارية بمراكش ‪ 76‬حينما نصت على أنه‪ '':‬ال‬
‫يكون مقبوال طلب المصادقة على الحجز لدى الغير متى كان مؤسسا على كشف حساب‬
‫بنكي وحده لكون هذا الطلب يقتضي أن يكون الدين حاال ومحققا ومستحق األداء ''‪.‬‬

‫وال يكفي التوفر فقط على دين ثابت إليقاع الحجز‪ ،‬بل يتعين على الحاجز أن يحصل‬
‫على إذن من القاضي‪ ،‬طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 222‬من ق م م‪ ،‬بحيث إن المشرع أوجب‬
‫التوفر على إذن من القاضي باإلضافة إلى وجود دين ثابت‪ ،‬وهذا أمر بديهي فال يعقل أن‬
‫التوفر على دين ثابت فقط يمكن الحاجز من إمكانية إيقاع الحجز‪ ،‬بل ال بد من إذن من‬
‫القاضي‪.‬‬

‫أنه ‪':‬يحق لكل دائن ذاتي‬ ‫‪77‬‬


‫وقد جاء في قرار صادر عن محكمة اإلستئناف بالبيضاء‬
‫أو إعتباري يتوفر على دين ثابت إجراء حجز بين يدي الغير بإذن من القاضي حتى ولو‬
‫لم يكن هناك سند تنفيذي‪’.‬‬

‫‪- 1‬أن يتوفر على سند تنفيذي أو أمر صادر من رئيس المحكمة االبتدائية ‪:‬‬

‫من خالل استقراء مقتضيات الفصل ‪ 222‬من قانون المسطر المدنية‪ ،‬يظهر لنا جليا بأن‬
‫المشرع اشترط ضرورة توفر على سند تنفيذي أو أمر من رئيس المحكمة اإلبتدائية‪ ،‬إليقاع‬
‫الحجز لدى الغير‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬ففي حالة توفر الدائن على سند تنفيذي‪ ،78‬فإنه يجري الحجز لدى الغير بقوة‬
‫القانون‪ ،‬ودون حاجة إلى إذن من رئيس المحكمة اإلبتدائية ‪ ،‬إذ يوقع الحجز بواسطة عون‬
‫التنفيذ بناء على طلب يتقدم به الحاجز إلى رئيس المصلحة‪.‬‬

‫‪ 76‬قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش بتاريخ ‪ 21/2/10‬تهت عدد ‪ 521‬في الملف عدد ‪ 2021/15‬منشور بمجلة‬
‫المحامي عدد ‪ 51‬ص ‪. 952‬‬
‫‪77‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ ‪ 5/2/21‬تحت عدد ‪ 2121/9‬في الملف عدد ‪ 9552/12‬منشور بمجلة في‬
‫رحاب المحاكم عدد ‪ 0‬الصفحة ‪215‬‬
‫‪78.‬يعرف السند التنفيذي بأنه المحرر الكتابي الصادر باسم سيادة الدولة والذي يعطي للدائن أن يباشر إجراءات التنفيذ الجبري طبقا‬
‫للضوابط القانونية‪،‬وتدخل ضمن السندات التنفيذية على سبيل المثال ‪ ،‬المقررات التحكيمية‪ ،‬ومحاضر الصلح التي يتم تحريرها في‬
‫حوادث الشغل‪ ،‬والقرارات الصادر عن نقيب هيئة المحكمين‪ ،‬كما تشمل أيضا ‪ ،‬واألحكام اإلنتهائية التي ال تقبل أي طريق من طرق‬
‫الطعن العادية‬

‫‪42‬‬
‫وهذا ما أكدته إحدى األوامر الصادرة عن رئيس المحكمة التجارية بمراكش ‪79‬والتي‬
‫جاء فيها ‪ ' :‬أن التوفر على سند تنفيذي يسمح لصاحبه باإللتجاء مباشرة إلى كتابة الضبط‬
‫للمطالبة بإجراء الحجز لدى الغير حسبما ينص عليه الفصل ‪ 292‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية دونما حاجة إلصدار أمر بذلك من طرف رئيس المحكمة التجارية'‪.‬‬

‫وإذ لم يكن للدائن سند تنفيذي يتوجب عليه الحصول على إذن من رئيس المحكمة‬
‫االبتدائية إليقاع الحجز‪،‬وهو ما أكده األمر الصادر عن المحكمة اإلدارية ‪80‬والذي نص على‬
‫’‘'' أن إيقاع الحجز لدى الغير بناء على سند تنفيذي بيد طالب الحجز ال يحتاج إلى‬
‫استصدار أمر بذلك من رئيس المحكمة التي ال يكون الزما إال في حالة عدم وجود ذلك‬
‫السند وتحت العهدة الشخصية للدائن’’‪.‬‬

‫ويتم تقديم الطلب إلى رئيس المحكمة مصحوبا بالوثائق الكافية إلثبات الدين أو‬
‫األشياء المطلوبة مع تحديد مقدار الحجز أو يحدده الرئيس على وجه التقريب ‪ ،‬وللرئيس أن‬
‫يصدر أمره بإجراء الحجز شريطة الرجوع إليه عند وجود صعوبة وذلك طبقا للفصل ‪222‬‬
‫من نفس القانون ‪،81‬وا ألمر الصادر عن رئيس المحكمة بإيقاع الحجز لدى الغير يصدره في‬
‫غيبة األطراف‪ ،‬الشيء الذي يحقق فائدة كبرى‪ ،‬إذ أن عنصر المفاجأة يضمن إبقاء األموال‬
‫بين يدي الغير المحجوز لدية‪ ،‬في حين أن إذا صدر األمر بحضور المدين وكان على علم‬
‫بإجراءاته فإنه سيبادر إلى سحب هاته األموال من المحجوز لديه قبل صدور األمر القاضي‬
‫‪82‬‬
‫بإيقاع الحجز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬كيفية إيقاع الحجز لدى الغير‬

‫بعد تحقق الشروط السالفة الذكر‪ ،‬الواجب توفرها إليقاع الحجز لدى الغير‪ ،‬يتعين على‬
‫الدائن الحاجز تقديم طلبه القاضي بالحجز إلى رئيس مصلحة كتابة الضبط ‪ ،‬إذ يفتح له هذا‬

‫‪79‬أمر صادر عن رئيس المحكمة التجارية بمراكش بتاريخ ‪ 92/5/10‬تحت عدد ‪ 520‬في الملف عدد ‪ 520/10‬منشور بمجلة المحامي‬
‫عدد ‪ 51‬ص ‪222‬‬
‫‪80‬أمر صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 99/22/10‬تحت عدد ‪ 2192‬في الملف عدد ‪ 522/10‬منشور بمجلة محاكمة عدد‬
‫‪ 2‬الصفحة ‪.274‬‬
‫‪81‬الطيب برادة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪522‬‬
‫‪82‬يونس الزهري‪ ،‬الحجز لدى الغير في القانون المغربي‪ 9115،‬الطبعة ‪ 9‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪،‬الصفحة‪.229‬‬

‫‪43‬‬
‫األخير ملفا خاصا‪ ،‬و يعد كاتب الضبط محضرا يتضمن فيه طلب الدائن الحاجز ومقدارالدين‬
‫واسم وصفة كل من طالب الحجز والمحجوز عليه والمحجوز لديه ويسجل ذلك في كتابة‬
‫الضبط بتاريخه في سجل خاص ‪.‬‬

‫ويتم تبليغ محضر الحجز لدى الغير إلى المحجوز لديه بنموذج خاص يوجد لدى كتابة‬
‫الضبط يشمل فضال عن البيانات العامة التي يلزم توافرها في النموذج على بيانات أخرى‬
‫خاصة ويتعلق األمر بنسخة مختصرة من السند التنفيذي الذي يتم الحجز بموجبه‪ ،‬وكذلك‪،‬‬
‫النص على منع المحجوز لديه الوفاء بما في ذمته إلى المحجوز عليه أو تسليمه إياه ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تكليف المحجوز لديه بالتصريح بما في ذمته من نقود أو منقوالت خالل ‪ 2‬أيام‬
‫الموالية للتبليغ أو على أقصى تقدير يكون ذلك بجلسة االتفاق ‪83.‬وإذا تقدم دائنون متعددون‬
‫بطلب من اجل إيقاع نفس الحجز تم تقييد هذه الحجوزات بالسجل المذكور‪ ،‬على أن يقوم‬
‫كاتب الضبط بإشعار المدين والمحجوز لديه بكل حجز في ظرف ثمان وأربعين ساعة وذلك‬
‫بكتاب مضمون أو بتبليغ بمثابة تعرض ‪.‬‬

‫وبعد تبليغ محضر الحجز لدى الغير من طرف العون المكلف بالتنفيذ بناء على طلب‬
‫الدائن الحاجز للمحجوز عليه والمحجوز لديه على حد سواء‪,‬يتم استدعاءهم من طرف‬
‫رئيس المحكمة المختصة داخل أجل ‪ 2‬أيام من تاريخ إيقاع الحجز قصد الحضور لجلسة‬
‫الصلح ‪ ،‬والتصريح بما في الذمة من طرف الغير المحجوز بين يديه‪ ،‬وهذا التصريح قد‬
‫يكون إيجابي وقد يكون سلبي ‪ ,‬وال يعتبر حضور الغير المحجوز لديه ضروريا إلتمام‬
‫مسطر الحجز‪ ،‬إذ يمكن لهذا األخير أن يكتفي باإلدالء بتصريح إيجابي أو سلبي بخصوص‬
‫‪84‬‬
‫المبالغ المودعة لديه‪.‬‬

‫‪83‬الطيب برادة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪322‬‬


‫‪84‬طبقا للفصل ‪ 222‬من قانون المسطرة المدنية فانه يترتب على عدم حضور الغير المحجوز لديه وعدم تصريحه الحكم عليه بأداء‬
‫اإلقتطاعات التي لم تقع والمصاريف ‪ .‬وهو ما جاء في إحدى قرارت المجلس األعلى ‪ '':‬تصريح البنك المحجوز لديه بعدم وجود‬
‫حساب للمحجوز عليه رغم كون الخبرة أثبتت العكس‪ ،‬يعد بمثابة عدم التصريح يعطي للمحكمة الحق في الحكم على البنك بأدائه‬
‫اإلقتطاعات التي لم تقع والمصاريف‪ ،‬والتي هي مبلغ الدين المتخد على أساسه الحجز وليس المبلغ الذي كان موجودا بالحساب وقت‬
‫تبليغ الحجز‪''.‬‬
‫قرار صادر عن غرفتين بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 0/2/15‬تحت عدد ‪ 515‬في الملف عدد ‪ 295/11‬منشور بمجلة المجلس األعلى عدد‬
‫‪02‬و ‪ 05‬ص ‪.251‬‬

‫‪44‬‬
‫كما يمكن لكل من الحاجز والمحجوز عليه أن ينازعوا في مصداقية هذا التصريح‪ ,‬فإن‬
‫اتفق األطراف على توزيع المبالغ المحجوزة فإنه يتم تحرير محضر الصلح‪ ،‬كما يتم تسليم‬
‫الدائنين لوائح التوزيع‪ ،‬أما إذا لم يتفقوا فإنه يتم تحرير محضر فشل محاولة الصلح‪85،‬ويتعين‬
‫على المحكمة التي تبث في الملف أن تحدد إثر ذلك تاريخ الجلسة التي سيتم فيها إصدار‬
‫‪86‬‬
‫الحكم بخصوص المصادقة على الحجز‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دعوى المصادقة على الحجز‬

‫أثارت مسألة تقديم طلب المصادقة على الحجز مجموعة من اإلشكاالت ففي ظل قانون‬
‫المسطرة المدنية القديم لسنة ‪ 2225‬لم يكن هناك أي إشكال مطروح بخصوص الشروط‬
‫الالزمة لتقديم دعوى المصادقة على الحجز إذ كان الفصل ‪ 595‬منه ينص على أن الدعوى‬
‫تقام بطلب من أحد األطراف‪ ،‬أما في ظل القانون الحالي فإن الفصل ‪ 222‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية ي نص على أن رئيس المحكمة بعد فشل محاولة الصلح يؤخر القضية إلى‬
‫جلسة أخرى للبث في صحة الحجز أو بطالنه‪ ،‬ولم يقل بوجوب تقديم الدعوى وهذا ما أدى‬
‫إلى اختالف وجهات نظر الفقهاء فهناك من قال أن دعوى التصديق على الحجز لدى الغير‬
‫بمقتضى قانون المسطرة المدنية الحالي تقام تلقائيا بعد عدم الوصول إلى اتفاق األطراف‬
‫‪،‬وهناك من ذهب إلى أنها ترفع أمام المحكمة االبتدائية المصدرة لقرار الحجز طبقا‬
‫‪87‬‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 59‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫وهناك من اعتبر أن الرأي الصائب أنه إذا كان الحجز ثم بناء على سند تنفيذي فال‬
‫ضرورة لتقديم الطلب وتقديم دعوى جديدة أما إذا لم يكن بيد الدائن سند تنفيذي ففي هذه‬
‫الحالة يتعين تقديم الطلب مع أداء الرسوم القضائية ‪.‬‬

‫‪85‬جاء في أمر صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس ’‘أنه يترتب على عدم اإلتفاق على توزيع المبلغ المحجوز المعتبر ماال خاصا‬
‫للجماعة الحضرية المصادقة على الحجز وأمر المحجوز بين يديه بإيداع المبلغ المحجوز بكتابة ضبط هاته المحكمة لتقوم بتوزيعه‬
‫على الدائنين المتعرضين عن طريق المحاصة‪‘’.‬‬
‫أمر صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس بتاريخ ‪ 21/2/15‬تحت عدد ‪ 211/15‬في الملف عدد ‪ 50/15‬منشور بمجلة المحاكم اإلدارية‬
‫عدد ‪ 5‬ص ‪.951‬‬
‫‪86‬جواد امهمول ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪910‬‬
‫‪87‬مارية أصواب‪ ،‬مسطرة الحجز لدى الغير‪،‬دليل الملحق في المسطرة المدنية‪،‬مرجع سابق الصفحة ‪952‬‬

‫‪45‬‬
‫وهذا هو الموقف الذي تبنته وزارة العدل من خالل و رقة العمل التي أعدت من طرف‬
‫اللجنة المنبثقة عن اجتماع اللجنة القضائية المنعقدة بتاريخ ‪ 9119 /19/10‬بمقر وزارة العدل‬
‫و التي انتهت إلى كون الجهة المختصة بذلك حسب الفصل ‪ 222‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫هو رئيس المحكمة الذي يتحول بعد فشل محاولة التوفيق إلى قاضي موضوع و يصدر في‬
‫الطلب المرفوع إليه حكما يقبل التنفيذ بعد انصرام أجل اإلستئناف‪.88‬‬

‫أما بخصوص الجهة المختصة للمصادقة على الحجز يمكن القول أن رئيس المحكمة‬
‫اإلبتدائية هو المختص في إصدار األمر بحجز ما للمدين لدى الغير بصريح عبارة الفصل‬
‫‪ 222‬من قانون المسطرة المدنية وأن األمر بالحجز يقع شرط الرجوع إلى الرئيس عند‬
‫وجود صعوبة‪ ،‬وبالتالي فإن رئيس ا لمحكمة المصدرة للحجز يبقى هو المختص مكانيا برفع‬
‫اليد عن الحجز أو المصادقة عليه‪.‬‬

‫وإن كان اإلشكال يطرح في الفقرة ‪ 5‬من الفصل ‪ 222‬إذ لم يحدد في حالة عدم وقوع‬
‫االتفاق هل يحيل األطراف على قضاء الموضوع أم يقوم تلقائيا بالمصادقة على الحجز‪ ،‬وإن‬
‫بت في طلب المصادقة على الحجز فهل يبت بصفته قاضيا للمستعجالت أم بصفته تلك أم أن‬
‫اإلختصاص يرجع لمحكمة الموضوع‪ ،‬؟‬

‫ويمكن القول أنه ال يمكن لرئيس المحكمة أو من ينوب عنه أن يبت في طلب المصادقة‬
‫على الحجز في إطار الفصل ‪ 222‬و في غيبة األطراف ألن الفصل ‪ 222‬ينص على‬
‫ضرورة استدعاء األطر اف‪ ،‬كما ال يمكن أن يبت في طلب المصادقة بصفته قاضيا‬
‫للمستعجالت ألن ذلك مشروط بشرطين هما توفر عنصر اإلستعجال و عدم المساس بجوهر‬
‫الحق وهما شرطين ال يتوفران في دعوى المصادقة على الحجز لعدم وجود أي خطر محدق‬
‫بالحق‪ ،‬ألن ذلك يزول بمجرد إيقاع الحجز‪.‬‬

‫كما أن الحكم في دعوى المصادقة على الحجز ليس بإجراء وقتي يجوز التراجع عنه‬
‫بل هو حكم بات قطعي و من ثم فإن كلمة الرئيس التي وردت في الفصل المذكور المقصود‬

‫‪88‬ماريه أصواب مرجع سابق الصفحة ‪959‬‬

‫‪46‬‬
‫منها هو رئيس المحكمة ال قاضي المستعجالت و ال قاضي الموضوع لعدم ورود كلمة‬
‫محكمة الدالة على محكمة الموضوع ومن ثم فإن مسطرة الحجز لدى الغير يتابعها رئيس‬
‫المحكمة بصفته تلك‪ ،‬كما أن الحجز لدى الغير مرتبط بمسطرة التنفيذ التي تشرف عليها‬
‫مؤسسة الرئيس بحكم القانون‪ ،‬فالمشرع نظم مقتضياته في قانون المسطرة المدنية في القسم‬
‫الخاص بطرق التنفيذ‪ ،‬كما أنه ال يعقل و مع وجود سند تنفيذي قضى باألداء و تباشر بشأنه‬
‫إجراءات التنفيذ‪ ،‬الرجوع مرة أخرى إلى قضاء الموضوع الستصدار سند تنفيذي لتأكيد سند‬
‫‪89‬‬
‫تنفيذي سابق قضى باألداء‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬آثار الحجز لدى الغير‬

‫يمكن تقسيم هذه اآلثار إلى قسمين‬

‫أوال‪ :‬أثار التي تلحق الدين‬

‫إن إيقاع الحجز شأنه شأن باقي أنواع الحجز األخرى إجراء ينقطع به التقادم من جهة‪،‬‬
‫كما يؤدي إلى براءة ذمة المحجوز عليه من جهة أخرى‪.‬‬

‫فبخصوص قطع التقادم لم يشر قانون المسطر المدنية صراحة إلى أن إيقاع الحجز‬
‫إجراء يقطع به التقادم‪ ،‬لكن يمكن استخالص ذلك األثر بالرجوع إلى قانون االلتزامات‬
‫والعقود الذي يتضمن مبدأ عاما في هذا الشأن‪ ،‬حيث ينص الفصل ‪ 522‬منه على أنه‪:‬‬

‫ينقطع التقادم‪:‬‬

‫‪ -‬بكل مطالبة قضائية أو غير قضائية يكون لها تاريخ ثابت و من شأنها أن تجعل المدين‬
‫في حالة مطل لتنفيذ التزاماته‪ ،‬و لو رفعت أمام قاض غير مختص‪ ،‬أو قضي ببطالنه لعيب‬
‫في الشكل‪.‬‬

‫‪-‬بطلب قبول الدين في تفليسة المدين‪.‬‬

‫‪89‬مارية أصواب ‪,‬مرجع سابق‪ ,‬الصفحة ‪951‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -‬بكل إجراء تحفظي أو تنفيذي يباشر على أموال المدين أو بكل طلب يقدم للحصول‬
‫على إذن في مباشر هذه اإلجراءات‪.‬‬

‫وبخصوص الحجز لدى الغير فاعتبره البعض بأنه يقطع التقادم على اعتبار أنه مطالبة‬
‫قضائية في حال ة إجراء الحجز بناء على أمر بصدره رئيس المحكمة في حين أنه ينقطع‬
‫‪90‬‬
‫باعتبار أنه إجراء تنفيذي في الحالة التي يكون فيها بيد الدائن سند تنفيذي‪.‬‬

‫أما موقف القضاء في هذه المسألة فقد اعتبرت المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء 'أن‬
‫مجرد تقديم مقال يرمي إلى إجراء حجز ما للمدين لدى الغير يترتب عليه انقطاع التقادم‪'91‬‬

‫أما فيما يخص براءة ذمة لم يرتب المشرع المغربي هذا األثر مباشرة على إيقاع‬
‫الحجز بل جعله مرتبطا بصدور حكم قضائي يقضي بالمصادقة على الحجز لدى الغير‪،‬‬
‫وبمفهوم المخالفة فإنه ال يترتب أثر براءة ذمة المحجوز لديه في مواجهة المحجوز عليه في‬
‫الحالة التي يرفض فيها طلب المصادقة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى نصوص قانون المسطر المدنية‪ ،‬نجد أن المشرع المغربي رتب أثر‬
‫براء ذمة المحجوز لديه في ثالث حاالت نص عليها في الفصلين ‪ 225‬و ‪ 220‬وتتمثل هذه‬
‫الحاالت في‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬هي التي تكون فيها المبالغ المحجوزة بين يدي المحجوز لديه كافية‬
‫لسداد جميع الديون‪ ،‬بما فيها دين الحاجز أو ديون المتعرضين‪ ،‬ففي هذه الحالة تبرئ ذمة‬
‫المحجوز لديه إذا أدى للدائنين الحاجزين و المتعرضين ديونهم بما تشمله من رأسمال و‬
‫فوائد و مصاريف الدعوى التي تقدرها المحكمة‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬هي التي يكون فيها المبلغ المحجوز لدى الغير غير كاف لتغطية جميع‬
‫الديون‪ ،‬حيث أن ذمة الغير المحجوز لديه تبرئ إذا أودع المبلغ الذي وجد محجوزا لديه في‬

‫‪90‬عبد الكريم الطالب ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪212‬‬


‫‪91‬حكم المحكمة اإلقليمية بالدار البيضاء ‪ 20‬يونيو ‪، 2259‬مجلة المحاكم المغربية ‪ 2259‬ص ‪.922‬ذكره محمد جالل امهمول‪ ،‬نظام‬
‫الدفوع في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬التأصيل الفقهي و المظاهر التشريعية و القضائية أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪،‬‬
‫جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بالدار البيضاء ‪،‬السنة الجامعية ‪ 2222/2221‬ص‪251‬‬

‫‪48‬‬
‫كتابة الضبط و يوزع على الدائنين بالمحاصة‪ ،‬أي كل بحسب نسبة دينه ما لم يوجد بينهم‬
‫سبب لألولوية‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪:‬وهي الحالة المنصوص عليها في الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 220‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬وهي عبارة عن إمكانية خولها المشرع للمدين المحجوز عليه في أن يطلب‬
‫من قاضي المستعجالت اإلذن له بتسلم مبالغ من المحجوز لديه رغم تعرض الدائنين بشرط‬
‫أن يودع في كتابة ضبط المحكمة‪ ،‬أو لدى شخص يتفق عليه األطراف‪ ،‬مبلغا كافيا لتغطية‬
‫ديون الدائنين التي وقع الحجز بسببها‪.‬‬

‫وتبرئ ذمة المحجوز لديه بمجرد تنفيذه ألمر قاضي المستعجالت ‪ ،‬و بالتالي يتحول‬
‫أثر الحجز لدى الغير إلى كتابة الضبط أو الشخص المتفق عليه بين األطراف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلثار التي تلحق أطراف الحجز‬

‫يضع إيقاع الحجز لدى الغير مجموعة من االلتزامات على عاتق كل من المحجوز لديه‬
‫و المحجوز عليه‪ ،‬و هي التزامات تهدف إلى الحفاظ على المبالغ المالية المحجوز بين يدي‬
‫الغير وعدم التصرف فيها‪ ،‬و لتوضيح هذه اآلثار سنقسمها إلى نقطتين كالتالي‪:‬‬

‫‪ 1-‬آثار الحجز في حق المحجوز لديه‬

‫نص المشرع المغربي في الفصل ‪ 222‬من قانون المسطر المدنية على أنه‪ »" :‬يمكن‬
‫للمدين أن يتسلم من الغير المحجوز لديه الجزء الغير قابل للحجز من أجره أو راتبه و‬
‫يكون كل وفاء آخر يقوم به نحو الغير المحجوز لديه باطال«‬

‫و الحكم المنصوص عليه في هذا الفصل يجد علته في الهدف المتوخى من الحجز‪ ،‬و‬
‫الذي هو وضع المال تحت يد القضاء تمهيدا القتضاء الدائن لحقه‪ ،‬و هذا يقتضي منع‬
‫‪92‬‬
‫المحجوز لديه من الوفاء إلى المحجوز عليه‪.‬‬

‫‪92‬عبد الكريم الطالب مرجع سابق الصفحة ‪408‬‬

‫‪49‬‬
‫وهذا المنع يسري في حق الحاجز و المتعرضين على حد سواء‪ ،‬و من تم يوصف بأنه‬
‫مطلق ال ن سبي‪ ،‬و أساس اعتبار الحبس الذي يترتب على حجز ما للمدين لدى الغير حبسا‬
‫مطلقا‪ ،‬هو أن هذا الحجز ال يؤدي إلى اختصاص الدائن الحاجز بالمال محل التنفيذ‪ ،‬بل يجوز‬
‫لغيره من الدائنين أن يوقعوا حجوزا جديدة على المال‪ ،‬و هذه الحجوز قد تستغرق ما في ذمة‬
‫المحجوز لديه و ذلك إذا ما سمح لهذا األخير بالوفاء للمحجوز عليه بما يزيد عن دين‬
‫الحاجز‪ ،‬فان هذا الحاجز قد ال يحصل على حقه إذا حصل حجز أخر على المال و كان‬
‫الحاجز المتأخر متقدما عليه في المرتبة‪.‬‬

‫ويالحظ أنه إذا كان إيقاع الحجز لدى الغير يمنع المحجوز لديه من الوفاء إلى‬
‫المحجوز عليه‪ ،‬فإنه يترتب عنه أيضا منع حدوث المقاصة بين الدينين‪ ،‬أي بين دين‬
‫المحجوز عليه والدين الذي قد ينشأ للمحجوز لديه في ذمة المحجوز عليه بعد الحجز‪ ،‬وعلة‬
‫ذلك أن المقاصة طريقة من طرق الوفاء بالدين‪ ،‬وهي ال تجوز أن توقع إضرارا بالحقوق‬
‫التي اكتسبها الغير‪ .‬فإذا أوقع الغير حجزا تحت يد المدين‪ ،‬ثم أصبح المدين دائنا لدائنه‪ ،‬فال‬
‫يجوز له أن يتمسك بالمقاصة إضرارا بالحاجز‪.‬‬

‫ومع ذلك يبقى السؤال مطروحا حول جزاء الوفاء الذي يتم رغم الحجز؟‬

‫لقد اعتبر المشرع في الفصل ‪ 222‬من ق‪.‬ل‪.‬ع كل وفاء يقوم به المحجوز لديه‬
‫للمحجوز عليه باطال باستثناء الجزء غير القابل للحجز‪.‬‬

‫والبطالن الذي نص عليه هذا الفصل هو بطالن مسطري يقصد به عدم النفاذ‪ ،‬فالوفاء‬
‫الذي يتم للمحجوز عليه يكون صحيح ونافذا في العالقة ما بين المحجوز لديه والمحجوز‬
‫عليه‪ ،‬ولكنه يبقى غير نافذ في حق الحاجز وال يحتج به عليه‪ ،‬وبالتالي ال يحول دون التنفيذ‬
‫جبرا على أموال المحجوز لديه إلقتضاء الحاجز لحقه‪ ،‬إذ للحاجز أن يلزم المحجوز لديه‬
‫بالوفاء له مرة أخرى‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫وعموما فإن المحجوز لديه إذا لم يعتد بأثر الحجز‪ ،‬ووفى للمحجوز عليه‪ ،‬فإن هذا‬
‫الوفاء يكون على مسؤوليته‪ ،‬بحيث إذا فرضنا أن القضاء أصدر حكما فيما بعد بصحة‬
‫الحجز‪ ،‬وجب عليه الوفاء من جديد لصالح الدائن الحاجز‪.‬‬

‫‪- 2‬آثار الحجز في حق المحجوز عليه‬

‫يقابل التزام المحجوز لديه بعدم الوفاء للمدين المحجوز عليه التزام هذا األخير بعدم‬
‫مطالبة المحجوز لديه بمبلغ الدين المحجوز لديه‪ ،‬ومنع المحجوز عليه من التصرف في المال‬
‫المحجوز تحت طائلة عدم نفاذ هذه التصرفات في حق الحاجز‪.‬‬

‫فحجز ما للمدين لدى الغير ال يترتب عليه خروج المال من ملك صاحبه‪ ،‬ولذلك فإنه‬
‫يجوز الحجز على ذات المال المحجوز من جانب أي دائن أخر للمحجوز عليه كما أنه ال‬
‫ينشئ للحاجز األول أي امتياز يتقدم به على غيره من الحاجزين في استيفاء حقه من المال‬
‫المحبوس وال يخصه بهذا المال دونهم‪.‬‬

‫ومن ثم فإنه يجوز للمحجوز عليه التصرف في المال بعد إيقاع الحجز‪ ،‬وهذا التصرف‬
‫يكون صحيحا فيما بين المتعاقدين‪ ،‬ولكنه ال ينفذ في مواجهة الدائن الحاجز إال في الحالة التي‬
‫ال يلحق فيها به أ ي ضرر ‪ ،‬فالمحجوز عليه إذن يمنع عليه التصرف في المال بعد الحجز‪،‬‬
‫فإذا تصرف فيه ووقع حجز جديد فإن هذا التصرف يحتج به في مواجهة المتأخر‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الحجز اإلرتهاني واإلستحقاقي‬

‫يعد الحجز اإلرتهاني والحجز اإلستحقاقي حجزا تحفظيين خاصين‪ ،‬فهما يشتركان مع‬
‫الحجز التحفظي الذي يشكل اإلطار العام للحجوز التحفظية بصفة عامة في الوظيفة‬
‫التحفظية‪ ،‬ويردان على المنقوالت وحدها دون العقارات‪ ،‬وبالرغم من هذا التشابه في‬
‫الوظيفة فإنهما يختلفان في مجموع ة من النقط وسوف نحاول التطرق للحجز اإلرتهاني في‬
‫(الفقرة األولى ) والحجز اإلستحقاقي في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬الحجز اإلرتهاني‬

‫يندرج الحجز االرتهاني ضمن طائفة الحجوز التحفظية التي نظمها المشرع المغربي‬
‫في الباب السادس من القسم التاسع الخاص بطرق التنفيذ في الفصول من ‪ 221‬إلى ‪ 222‬من‬
‫ق ‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬ولم يقدم المشرع المغربي بوضع تعريف للحجز اإلرتهاني تاركا ذلك للفقه‬
‫والقضاء‪ ،‬واكتفى بتنظيم شروطه وحاالته والمسطرة المتبعة بشأنه ‪ ،‬وقد جاء المشرع بهذا‬
‫النوع من الحجوز لحماية فئة من األشخاص هم المكرين على وجه الخصوص من رفض‬
‫وامتناع المكترين من أداء واجبتهم الكرائية ‪.‬‬

‫ويمكن تعريف الحجز اإلرتهاني بأنه "وسيلة تمكن الحاجز بصفته مالكا أو منتفعا أو‬
‫مكتريا أصليا للعين المكتراة من وضع المنقوالت المتواجدة بالمحل المكترى وكذا تلك التي‬
‫تم نقلها منه تحت يد القضاء قصد بيعها واستيفاء الوجيبة الكرائية من ثمن البيع بعد‬
‫‪93‬‬
‫استصدار حكم بتصحيح الحجز"‪.‬‬

‫حصول المكري بصفته مالكا أو بأية صفة أخرى لعقار أو أرض فالحية كال أو بعضا‬
‫على إذن من رئيس المحكمة االبتدائية إليقاع حجز ارتهاني على األمتعة و المنقوالت و‬
‫الثمار الكائنة بالعقار المكري أو الموجودة بهذه األرض لضمان األكرية المستحقة‪ ،‬كما يمكن‬
‫أن يمتد هذا الحجز بنفس اإلذن إلى المنقوالت التي كانت أثاثا للدار أو المستعملة في‬
‫االستغالل الزرعي إذا كانت قد نقلت بدون رضي المكري الذي يحتفظ إزائها بحق االمتياز‬
‫الذي يقرره القانون الواجب التطبيق على النازلة حسب الفصل ‪ 221‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪.‬‬
‫كما يمكن للمكري إذا أجر المكتري األصلي للغير تمديد مفعول الحجز االرتهاني بإذن‬
‫من رئيس المحكمة االبتدائية إلى أمتعة المكترين الفرعيين المجهزة بها األماكن التي‬
‫يشغلونها و كذلك ثمار األراضي المكراة لهم فرعيا لضمان األكرية المستحقة على المكتري‬
‫األصلي‪ .‬غير أنه يمكن للمكترين الفرعيين الحصول على رفع اليد عن هذا الحجز بعد‬
‫اإلدالء بما يبرر تأدية ما عليهم من كراء دون غش للمكتري األصلي‪ ،‬وال يمكن لهم أن‬

‫‪93‬يونس الزهري ‪ ،‬مسطرة الحجز اإلرتهاني في القانون المسطرة المدنية المغربي أية فعالية ‪ ،‬مجلة المحامي ‪ ،‬العدد ‪ ، 22‬ص ‪22 ،‬‬

‫‪52‬‬
‫يدفعوا باألداءات الصادرة عنهم مسبقا إن كانت وفق الفصل ‪ 222‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪.‬‬
‫يلزم ليكتسب الحجز االرتهاني إمكانية التنفيذ حتى يمكن بيع األشياء المحجوزة بالمزاد‬
‫العلني إلستفاء المكري لألكرية المستحقة‪ ،‬وجب على هذا األخير تصحيح الحجز الحجز‬
‫االرتهاني بحكم من المحكمة االبتدائية أما بخصوص االختصاص المحلي لرفع الدعوى‬
‫فيتجلى في المحكمة اإلبتدائية للمحل الذي أقيم فيه الحجز و بعد استدعاء المدين بصفة‬
‫قانونية‪.‬‬
‫لهذا فالهدف من الحجز اإلرتهاني هو حماية حقوق الدائن المكري ومنحه مكنة تتبع‬
‫األموال المحجوزة في حالة نقلها من العين المكتراة بدون رضا هذا األخير ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫إعطاء األسبقية للدائن المكري في استيفاء دينه من ثمن المنقوالت التي تم بيعها في حالة تعدد‬
‫الدائنين ‪ ،‬مع العلم أن هذا االمتياز ال يظهر عند إيقاع الحجز اإلرتهاني ‪ ،‬وإنما عند مباشرة‬
‫‪94‬‬
‫مسطرة توزيع المبالغ المتحصلة عن بيع المحجوز بالمزاد العلني ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الحجز االستحقاقي‬

‫نظم المشرع المغربي الحجز االستحقاقي في قانون المسطرة المدنية من خال ل الفصول‬
‫‪ 511‬الى‪ 515‬وتتجلى اهمية هذا الحجز في الحفاظ على حقوق الحاجز بصفة مؤقتة بوضعها‬
‫تحت يد القضاء ولمنع الحائز للمنقوالت من التصرف فيها تصرف يضر بمن له الحق عليها‬
‫وذلك بشكل احتياطي حتى يتمكن من اثبات ملكيته وحيازته لها ومن تم يتمكن من استردادها‬

‫أوال ‪:‬تعريف الحجز االستحقاقي و شروطه‬

‫‪1-‬تعريف ‪:‬الحجز االستحقاقي‬

‫لم يعرف المشرع المغربي في اطار قانون المسطرة المدنية الحجز االستحقاقي رغم‬
‫تنظيمه له في الفصول ‪ 511‬الى ‪ 515 95‬وهناك من يسميه الحجز االستردادي ومنه يمكن‬

‫‪94‬رشيد قافو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪90 ،‬‬


‫‪95‬الفصل ‪ 511‬من قانون المسطرة المدنية‬

‫‪53‬‬
‫تعريفه بانه ذلك الحجز الذي يباشره من يدعي ملكية المنقوالت محل الحجز او من يدعي ان له‬
‫حق الحبس عليها فقبل ان يرفع دعوى استرداد هاته المنقوالت سواء باعتباره مالكا لها او‬
‫صاحب حق الحبس عليها يوقف هذا الحجز لحين الفصل في دعوى االسترداد‪.‬‬

‫ويعتبر الحجز االستحقاقي احد انواع الحجز التحفظي وهو الذي يباشر بناء على طلب‬
‫الدائن ويصدره به امر من رئيس المحكمة في نطاق الفصل ‪ 222‬من ق م م ويترتب على هذا‬
‫الحجز وضع المال المحجوز تحت رقابة القضاء مع بقائه تحت يد مالكه ينتفع به اال انه ال يمكن‬
‫ان يفوته باي نوع من انواع التفويت ‪.‬‬

‫وطبيعة الحجز االستحقاقي التختلف عن طبيعة الحجز التحفظي باعتباره مجرد اجراء‬
‫وقتي لحماية حقوق الدائنين فهو استثناء من القاعدة العامة التي تخول المدين الحرية الكاملة في‬
‫التصرف في امواله دون قيد او شرط ‪.‬‬

‫ومنه ونظرا للطبيعة الوقتية للحجز التحفظي فانه ال يستلزم لوقوعه وجود سند تنفيذي بيد‬
‫الدائن بعكس الحجز التنفيذي كما انه ال يشترط في توقيعه اتخاذ مقدمات التنفيذ لكونه يستهدف‬
‫مباغتة المدين قبل اقدامه على أي تصرف من شانه ان يلحق ضررا بالدائنين‬

‫‪2-‬شروط الحجز االستحقاقي‬

‫بناء على ما ينص عليه الفصل ‪ 511‬من قانون المسطرة المدنية يتبين أن لتحقق الحجز‬
‫االستحقاقي ال بد من توفر شرطين أساسين األول يتجلى في ضرورة أن يكون طالب الحجز‬
‫مالكا لهذا المنقول او تتوفر له على هذا المنقول حيازة قانونية والثاني يتجلى في ان يكون له‬
‫ضمان عليه حتى يتوفر له حق تتبعه في يد حائزه‬

‫ثانيا ‪:‬تنفيذ الحجز االستحقاقي و اثاره‬

‫‪-2‬تنفيذ الحجز االستحقاقي‬

‫يخضع تنفيذ الحجز االستحقاقي لنفس القواعد التي تطبق في الحجز التنفيذي و بالتالي يتم‬
‫التنفيذ على االشياء المحجوزة و فقا لذات المبادئ مع مراعاة بعض خصوصيات هذا الحجز‬

‫‪54‬‬
‫فإيقاع الحجز ال يمكن ان يكون اال في مرحلة تمهيدية وتحضيرية للتنفيذ الن اكتمال عملية‬
‫التنفيذ ال يمكن ان يتحقق اال بعد القيام بتصحيح الحجز و هو إجراء ال وجود له في الحجز‬
‫التنفيذي‬

‫وحتى يتم التنفيذ ينبغي رفع دعوى موضوعية امام المحكمة االبتدائية التي اصدر رئيسها‬
‫األمر بالحجز و يتعين انتظار صدور الحكم بصورة نهائية‬

‫وتجدر االشارة ان المشرع خول للحائز االشياء موضوع االستحقاق ان يقف في وجه‬
‫الحجز و اجراءته بالتعرض على الحجز الذي صدر االمر بشأنه ومتى قام الحائز بممارسة هذا‬
‫االجراء يؤدي ذلك إلى إيقاف التنفيذ الحجز لترفع الصعوبة امام رئيس المحكمة االبتدائية الذي‬
‫اذن به وذلك وفقا لما جاء في الفصل ‪ 512‬من قانون المسطرة المدنية اذا تعرض الحائز على‬
‫الحجز اوقف التنفيذ و رفعت الصعوبة امام رئيس المحكمة االبتدائية الذي إذن به غير انه‬
‫يمكن للعون المكلف بالتنفيذ إقامة حارس على األبواب الى حين البت‪.‬‬

‫‪-1‬اثار ‪ :‬الحجز االستحقاقي‬

‫كما سبق القول ان الحجز االستحقاقي يخضع لنفس قواعد الحجز التنفيذي ومن ثم فأثار‬
‫الحجز االستحقاقي هي نفس اثار الحجز التنفيذي حيث جاء في الفصل ‪ 515‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية يثبت حكم التصحيح حق مدعي االستحقاق اذا اعتبر ان الطالب مبني على اساس‬
‫ويأمر برد االشياء المنقولة اليه‪.‬‬

‫يصدر الحكم انتهائيا او ابتدائيا وفق القواعد العادية لالختصاص باعتبار قيمة األشياء‬
‫المدعى استحقاقها‪.‬‬

‫اذن فاهم ما يترتب على الحكم القاضي بتصحيح الحجز هو ارجاع االشياء المنقولة الى‬
‫الحاجز لكن شريطة ان يكون الطلب المقدم من طرفه مبنيا على اساس‪.‬‬

‫واذا كان الفصل ‪ 515‬من ق م م يجعل الحكم التصحيحي هو االساس في منح الحق‬
‫لمدعي االستحقاق فان ذلك ال يتم تلقائيا وانما البد من تمييز بين عدة فرضيات ‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫أولهما‪ :‬ان يكون الحكم قابل لالستئناف وفي هذه الحالة ال يمكن ان يضمن تنفيذ هذا الحق‬
‫ما لم يكن مشموال بالنفاذ المعجل ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬ان يكون غير قابل لطرق الطعن العادية أي انتهائيا فانه والحالة هذه يمكن ان‬
‫يضمن هذا الحق على االقل مؤقتا في انتظار الموقف النهائي لمحكمة النقض ‪.‬‬

‫وثالثها ‪:‬أن يكون الحكم باتا و نهائيا و في هذه الحالة يمكن ان يكون قابال للتنفيذ‪.96‬‬

‫غير انه وان أصبح الحكم نهائيا فان ذلك ال يمكن ان يرجع األشياء المنقولة إلى طالب‬
‫الحجز ما لم يقدم طليا الى المحكمة التي أصدرت الحكم قصد التنفيذ الن الفصل ‪ 292‬من ق‬
‫م م جاء صريح في ضرورة طلب التنفيذ الحكم اذ جاء فيه تنفذ األحكام الصادرة من محاكم‬
‫المحكمة في مجموع التراب الوطني بناء على طلب من المستفيد من الحكم او من ينوب عنه‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫عبد الكريم الطالي مرجع سابق ص ‪950‬‬

‫‪56‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫في الختام وبعد أن تطرقنا ألهم طرق التنفيذ المعمول بها في إطار قانون المسطرة‬
‫المدنية وحاولنا التفصيل في كل نوع على حدا و تطرقنا لبعض الغموض الذي يلف ممارسة‬
‫البعض منها وإن كانت ال تحقق الغاية الحقيقية المطلوبة منها في اقتضاء الحق بأسرع وقت‬
‫ممكن إلى أنه يمكن القول أن تنفيذ األحكام هو الوسيلة الوحيدة لدعم مصداقية القضاء فال‬
‫يكمن والحفاظ على هيبته‪ ،‬وترسيخ دولة الحق والقانون‪.‬‬

‫لكل ذلك فإنه أصبح من الضروري اإلسراع في إيجاد وإدخال تعديالت مسطرية‬
‫لتسهيل عمليات التنفيذ ‪،‬ومواجهة العراقيل والصعوبات التي يمكن أن تعترضها‪.‬‬

‫كما أصبحت الضرورة ملحة في اإلصالح العميق والشامل لمنظومة العدالة توفير‬
‫الموارد البشرية واللوجيستيكية الكافية للقيام بإجراءات التنفيذ كما يقتضيها القانون ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ ‬إبراهيم بحماني‪ ،‬تنفيذ األحكام العقارية‪،‬الطبعة الثالثة ‪ 9129‬مكتبة دار السالم ‪.‬‬
‫‪ ‬جواد أمهمول‪ ،‬الوجيز في المسطر المدنية ‪ .،‬المدنية الطبعة ‪ 9125‬مطبعة االمنية‬
‫الرباط‬
‫‪ ‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬دراسة في قانون المسطرة المدنية الطبعة األولى ‪9122‬‬
‫مطبعة قرطبة‪.‬‬
‫‪ ‬الطيب برادة ‪ ،‬التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بين النظرية التطبيق طبعة ‪، 2222‬‬
‫شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الرباط ‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬قانون المسطرة المدنية‪ ،‬دراسة فقهية وعملية مقارنة مع مسودة‬
‫مشروع قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،9122‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم الطالب ‪,‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية الطبعة الثامنة ‪ 9120‬مكتبة‬
‫المعرفة مراكش الصفحة‪.‬‬
‫‪ ‬فتحي والي ‪ ،‬التنفيذ الجبري وفقا لمجموعة المرافعات المدنية والتجارية ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة والكتاب الجامعي ‪ ،‬السنة ‪2222.‬‬
‫‪ ‬مارية أصواب ‪ ،‬تنفيذ االحكام المدنية في ضوء العمل القضائي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪9122‬‬
‫مكتبة دار السالم الرباط ‪.‬‬
‫‪ ‬محمد ابن الحاج السلمي ‪ ،‬التقييد اإلحتياطي في التشريع العقاري الطبعة ‪ 9119 ،‬مطبعة‬
‫دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬محمود مصطفى يونس ‪ ،‬النظام القانوني للحجزالتحفظي القضائي دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫السنة ‪. 2225‬‬
‫‪ ‬يونس الزهري الحجز التنفيذي على العقار في القانون المغربي المطبعة الوطنية الجزء‬
‫الثاني الطبعة االولى ‪. 9111‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ ‬يونس الزهري‪ ،‬الحجز لدى الغير في القانون المغربي‪ 9115،‬الطبعة ‪ 9‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة الدار البيضاء‪.‬‬
‫المقاالت‬
‫‪ ‬يونس الزهري ‪ ،‬مسطرة الحجز اإلرتهاني في القانون المسطرة المدنية المغربي أية‬
‫فعالية ‪ ،‬مجلة المحامي ‪ ،‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ ‬عبد هللا الشرقاوي ‪،‬الحجز لدى الغير‪ ،‬مجلة القضاء و القانون‪ ،‬العدد ‪ 21 ،299‬يناير‬
‫‪.2212‬‬
‫مصطفى عاقري‪ ،‬طرق التنفيذ ‪ ،‬مجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬العدد ‪09‬‬
‫الرسائل واألطروحات‬
‫‪-2‬الرسائل‬
‫‪ ‬خالد علوش‪ ،‬حجز ما للمدين في جانبه النظري والتطبيقي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا المعمقة في القانون المدني‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫و االجتماعية بالدارالبيضاء ‪.2222.2222‬‬
‫‪ ‬رشيد قافو ‪ ،‬الحجز التحفظي في القانون المغربي ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون الخاص ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية ‪ ،‬جامعة القاضي‬
‫عياض ‪ ،‬مراكش ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 9121-9112‬‬
‫‪ ‬عبد الرحمان بلعكيد‪ ،‬حجز ما للمدين لدى الغير وفق لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في العلوم القانونية بكلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية بجامعة محمد الخامس الرباط سنة‪.2212‬‬
‫‪-1‬االطروحات‬
‫‪ ‬محمد جالل امهمول‪ ،‬نظام الدفوع في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬التأصيل الفقهي و‬
‫المظاهر التشريعية و القضائية أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بالدار البيضاء ‪،‬السنة‬
‫الجامعية ‪2222/2221‬‬
‫‪59‬‬
‫القرارات واألحكام‪:‬‬

‫‪ -2‬القرارات‬
‫‪ ‬قرار المجلس االعلى عدد ‪ 512‬بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ 2221‬منشور بالمجلة المغربية‬
‫للقانون عدد‪.2221 22‬‬
‫‪ ‬قرار صادر بتاريخ ‪/ 222 /9115‬في الملف التجاري عدد ‪ 5229115/5/2/‬منشور في‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪. 01‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪-15-11‬تحت عدد ‪ 222‬في الملف التجاري‬
‫عدد ‪ 252-10‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 02‬ص ‪ 225‬وما يليها ‪-‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 22/ 2/22‬تحت عدد ‪ 550‬في الملف عدد‬
‫‪ 21/ 2125‬منشور بمجلة قضاء محكمة النقض عدد ‪. 12‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 21/1/22‬تحت عدد ‪ 922/22‬في الملف عدد‬
‫‪ 12252‬منشور بأهم قرارت المجلس األعلى المادة اإلدارية ‪52‬ـــــ‪.21‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن غرفتين بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 0/2/15‬تحت عدد ‪ 515‬في الملف‬
‫عدد ‪ 295/11‬منشور بمجلة المجلس األعلى عدد ‪02‬و ‪.05‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 52/2/25‬تحت عدد ‪ 12‬في الملف اإلداري عدد‬
‫‪ 222/2/2/21‬منشور بمجلة قضاء محكمة النقض عدد ‪. 10‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 20‬يوليوز ‪ 9125‬في الملف المدني عدد ‪-9951‬‬
‫‪.، 9129-2‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 21-5-9112‬في الملف المدني عدد ‪-2- 9119‬‬
‫‪ 2109-2‬منشور في مجلة قضاء المجلس األعلى ‪ ،‬العدد ‪.02‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 25\15\90‬تحت عدد ‪ 911‬في الملف اإلداري‬
‫عدد ‪ 9\2\5522‬منشور بمجلة قضاء محكمة النقض الغرفة اإلدارية عدد ‪. 92‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ ‪ 2221/15/20‬في الملف المدني‬
‫عدد ‪" 21/2019‬نفس المرجع السابق "عدد ‪. 22‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بالبيضاء بتاريخ ‪ 25/21/22‬تحت عدد‬
‫‪ 912/22‬في الملف عدد ‪ 902/22‬منشور بمجلة اإلشعاع عدد ‪.95‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بفاس بتاريخ ‪ 29/ 22/ 92‬تحت عدد‬
‫‪ 9112‬في الملف عدد ‪ 29 / 2 /52‬منشور بمجلة المعيار عدد ‪. 51‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش بتاريخ ‪ 21/2/10‬تت عدد ‪521‬‬
‫في الملف عدد ‪ 2021/15‬منشور بمجلة المحامي عدد ‪.51‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ ‪ 22/2/21‬في الملف عدد ‪552/22‬‬
‫منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪.20‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ ‪ 5/2/21‬تحت عدد ‪ 2121/9‬في‬
‫الملف عدد ‪ 9552/12‬منشور بمجلة في رحاب المحاكم عدد ‪.0‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ‪ 2221 /20 / 15‬في الملف المدني‬
‫عدد ‪ 21/ 2019‬منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪.22‬‬
‫‪ ‬قرار لمحكمة االستئناف التجارية بمراكش صادر بتاريخ ‪ 9111/ 15/ 20‬في الملف‬
‫عدد ‪/ 222‬قرار منشور بمجلة القصر عدد ‪. 1‬‬

‫‪-2‬األحكام‪:‬‬
‫‪ ‬حكم المحكمة اإلقليمية بالدار البيضاء ‪ 20‬يونيو ‪، 2259‬مجلة المحاكم المغربية ‪2259‬‬
‫ص ‪.922‬‬
‫‪ ‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس تاريخ ‪ 5/5/22‬في الملف عدد ‪ 225‬منشور‬
‫بمجلة المعيار عدد ‪92‬‬
‫‪ ‬حكم صادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ ‪ 91/2/22‬تحت عدد ‪ 920‬في الملف‬
‫التجاري عدد ‪ 951‬منشور بمجلة القصر عدد ‪0‬‬

‫‪61‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة ‪1 ...................................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الحجز التحفظي والتنفيذي ‪4 ..........................................................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬الحجز التحفظي ‪4 ........................................................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬القواعد الموضوعية للحجز التحفظي ‪4 ...............................................‬‬

‫أوال ‪ :‬ماهية الحجز التحفظي وتمييزه عن بعض المؤسسات المشابهة له ‪4 .......................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أطراف ومحل الحجز التحفظي ‪6 .................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬القواعد اإلجرائية لحجز التحفظي ‪9 ....................................................‬‬

‫أوال ‪:‬شكليات الحجز التحفظي والجهة المختصة بنظره ‪9 ............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الخصوصية للحجزالتحفظي على المنقول والعقار وأثاره ‪13 .................‬‬

‫المطلب التاني‪ :‬الحجز التنفيذي ‪18 .......................................................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬شروط و أثار الحجز التنفيذي على المنقول ‪19 .....................................‬‬

‫أوال ‪ :‬شروط الحجز التنفيذي على المنقول ‪19 .........................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أثار الحجز التنفيذي على المنقول‪21 .......................................................... .‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الحجز التنفيذي العقاري ‪25 .............................................................‬‬

‫اوال تعريف الحجز التنفيذي العقاري وشروطه‪25 ....................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مسطرة الحجز التنفيذي على العقار‪27 ..........................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحجز لدى الغير والحجز اإلرتهاني واإلستحقاقي‪35 ............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحجز لدى الغير ‪35 .....................................................................‬‬

‫‪62‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم الحجز لدى الغير وطبيعته وأطرافه ‪35 ......................................‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الحجز لدى الغير وطبيعته‪35 .............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أطراف الحجز لدى الغير ‪37 ......................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات الحجز لدى الغير ‪40 ......................................................... .‬‬

‫أوال ‪:‬شروط الحجز لدى الغير ‪40 ........................................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬كيفية إيقاع الحجز لدى الغير ‪43 ..................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬دعوى المصادقة على الحجز ‪45 ..................................................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬آثار الحجز لدى الغير ‪47 .................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬أثار التي تلحق الدين ‪47 .............................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلثار التي تلحق أطراف الحجز‪49 ...............................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الحجز اإلرتهاني واإلستحقاقي ‪51 ...................................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬الحجز اإلرتهاني ‪52 .....................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الحجز االستحقاقي ‪53 ....................................................................‬‬

‫أوال ‪:‬تعريف الحجز االستحقاقي و شروطه ‪53 ........................................................‬‬

‫ثانيا ‪:‬تنفيذ الحجز االستحقاقي و اثاره ‪54 ...............................................................‬‬

‫خاتمة‪57 ..................................................................................................... :‬‬

‫‪63‬‬

You might also like