Poverty and Banditry in The Maghreb During The Middle Ages

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 9

International Journal of Advanced Engineering Research and

Science (IJAERS)
Peer-Reviewed Journal
ISSN: 2349-6495(P) | 2456-1908(O)
Vol-10, Issue-10; Oct, 2023
Journal Home Page Available: https://ijaers.com/
Article DOI:https://dx.doi.org/10.22161/ijaers.1010.6

‫الفقر والحرابة ببالد المغارب خالل العصر الوسيط‬


Poverty and banditry in the Maghreb during the Middle
Ages
‫ دكتوراه تخصص التاريخ‬،‫ أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي‬YOUNESS CHIGUER‫ يونس شيكر‬:1‫الباحث‬
،‫ كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬،‫ مختبر التاريخ والمجتمع في الحوض الغربي للبحر األبيض المتوسط‬.‫الوسيط‬
[email protected] 0668993920 ،‫ المغرب‬،‫جامعة ابن طفيل ــ القنيطرة‬

‫ دكتوراه تخصص جغرافية‬،‫ الثانوي التأهيلي‬.‫ ذ‬،MUSTAPHA CHIGUER ‫ مصطفى شيكر‬:2 ‫الباحث‬
،‫ جامعة ابن طفيل‬،‫ كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬،‫ مختبر إعداد المجال والتربية الترابية‬،‫األرياف واإلعداد‬
[email protected] ،0675353221 .‫ المغرب‬،‫القنيطرة‬

Received: 10 Aug 2023, Abstract— The subject of this research focuses on studying one of the
Receive in revised form: 15 Sep 2023, social phenomena that disturbed society and authority alike in the
Maghreb countries during the Middle Ages, and it is related to the
Accepted: 28 Sep 2023,
phenomenon of banditry and banditry and its relationship to poverty, and
Available online: 08 Oct 2023 then searching for the role of poverty and fragility in exacerbating the
©2023 The Author(s). Published by AI processes of theft, robbery and looting, and thus the extent to which it
Publication. This is an open access article contributes Poor social and natural environments create aggressive
under the CC BY license behavior such as eavesdropping, banditry, and disruption of security in
(https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/). general, and road security in particular, in addition to other factors in
which the natural and the human intersect. Conversely, how banditry was
Keywords— thieves - bandits - poverty - the
considered a minus of a danger that was knocking in the face of society,
Islamic Maghreb - the Middle Ages –
alerting to the great defect that it knew. The economic and social
community.
structure in the countries of the Islamic Maghreb in the Middle Ages, and
‫ المغرب‬- ‫ اللصوص – قطاع الطرق – الفقر‬:‫ الكلمات المفاتيح‬how warfare also constituted an aspect of opposition to those regimes
.‫ اإلسالمي – العصر الوسيط – مجتمع‬responsible for that imbalance.
‫ملخص‬
‫ينصب موضوع هذا البحث على دراسة واحدة من الظواهر االجتماعية التي أرقت المجتمع‬
‫ ويتعلق األمر بظاهرة اللصوصية‬،‫والسلطة على حد سواء في بالد المغارب خالل العصر الوسيط‬
‫ ومن ثم البحث عن دور الفقر والهشاشة في تفاقم عمليات السرقة‬،‫وقطع الطرق وعالقتها بالفقر‬
‫ وبالتالي مدى إسهام البيئات االجتماعية والطبيعية الفقيرة في خلق سلوكات‬،‫والسلب وا لنهب‬
،‫ وأمن الطرق بوجه خاص‬،‫عدوانية من قبيل التلصص وقطع الطرق وفي اختالل األمن عموما‬
‫ وبالمقابل كيف اعتُبرت الحرابة ناقوص‬،‫إلى جانب عوامل أخرى يتداخل فيها الطبيعي بالبشري‬
‫خطر كان يُقرع في وجه المجتمع منبّها إلى الخلل الكبير الذي كانت تعرفه البنية االقتصادية‬
‫ وكيف شكلت الحرابة أيضا وجها من‬،‫واالجتماعية في بالد المغرب اإلسالمي العصر الوسيط‬
.‫أوجه المعارضة لتلك النظم المسؤولة عن ذاك االختالل‬

www.ijaers.com Page | 61
‫‪Chiguer and Chiguer‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫تقديم‬
‫مشكلة البحث وأسئلتها وفرضياتها‬ ‫‪-2‬‬
‫ال بد أن الذين مارسوا اللصوصية وقطع الطرق بشكل أو بآخر لم‬ ‫ويمكن تفصيل إشكالية هذا البحث عبر أربعة عناصر أساسية وهي على الشكل‬
‫تكن أعمالهم مدفوعة فقط بِ ِغ ّل طبقي أو رغبة في التغيير أو انتهازا لفرصة‬ ‫التالي‪:‬‬
‫ضعف الدولة واختالل قوتها‪ ،‬وإنما ُوجد بالمغرب اإلسالمي على مدار الفترة‬ ‫‪ -‬الكشف عن عوامل ومظاهر الفقر والهشاشة ببالد المغرب االسالمي خالل‬
‫قيد الدراسة شرائح واسعة من المجتمع من الزمها الفقر المدقع والخصاصة‬ ‫العصر الوسيط‬
‫المعدمة‪ ،‬وشأن اإلنسان في ذلك شأن المجال إذ لم تكن كل األراضي المغاربية‬
‫‪ -‬الظروف واألسباب االجتماعية التي تدفع إلى ممارسة اللصوصية وقطع‬
‫على قدر من الرخاء والغنى الطبيعي بل هناك من المناطق التي تدخل في حكم‬
‫الطرق‪ ،‬وعلى رأسها الفقر وضغط الحاجة‪.‬‬
‫األراضي ال ُمجاحة على الدوام‪ ،‬ومعلوم أن الواقع االجتماعي والظروف‬
‫الطبيعية لهما األثر البالغ في تحديد سلوكات البشر‪ ،‬وقد أكد جاك بيرك في فترة‬ ‫‪ -‬الوقوف على أهم عينات ونماذج الحرابة المرتبطة بالفقر واإلمالق في بالد‬
‫الحقة عن تاريخ هذا البحث أن هناك تناغما كبيرا بين البنية االجتماعية للقبيلة‬ ‫المغرب االسالمي خالل العصر الوسيط‪.‬‬
‫ووسطها اإليكولوجي‪ ،‬ذلك أن األرض بمورفولوجيتها وطبيعة خيراتها‬ ‫وغيرها من التساؤالت الفرعية العديدة التي سوف نطرحها في ثنايا‬
‫ومواردها هي التي تتحكم في طبيعة العالقات االجتماعية لساكنيها‪ ،1‬ومن هذا‬ ‫هذا الموضوع‬
‫المنطلق نتساءل عن دور البيئات االجتماعية والطبيعية الفقيرة في خلق‬
‫أهمية الدراسة‬ ‫‪-3‬‬
‫سلوكات عدوانية من قبيل التلصص وقطع الطرق؟‬
‫ومن منطلق أن الدراسات السابقة لهذا الموضوع لم تكن شاملة لكل العصر‬
‫‪ -1‬اإلطار النظري والدراسات السابقة للموضوع‬
‫الوسيط وال لكل مجال المغرب اإلسالمي‪ ،‬وال مخصصة لموضوع اللصوصية‬
‫نظرا ألهمية المسألة األمنية في حياة المجتمع وعلى مر العصور فقد تناولت‬ ‫وقطع الطرق بشكل منفرد‪ ،‬فمن هنا يستمد هذا البحث أهميته ألننا نرى أن هذا‬
‫موضوع اللصوصية وقطع الطرق سواء في الفترة الوسيطية أو ما بعدها‬ ‫الموضوع الزال في حاجة ماسة إلى دراسة شافية وعميقة تُميط اللثام عن كل‬
‫مجموعة من الدراسات الحديثة‪ ،‬والتي أفادتنا كثيرا سواء على مستوى المنهج‬ ‫الجوانب المسكوت عنها في تاريخ هذه الفئة من المجتمع‪ ،‬وخاصة ما يتعلق‬
‫أو على مستوى المضمون‪ ،‬وإن كان جل تلك الدراسات لم يتطرق لموضوع‬ ‫بعوامل الحرابة ودواعيها ومن جملة دور الفقر والحاجة في تفريخ اللصوص‬
‫الفقر ودوره في إبراز ظاهرة اللصوصية وقطع الطرق‪ ،‬إذ غالبا ما تتناول‬ ‫وقطاع الطرق‪ ،‬ولسنا هنا ندعي حيازة قصب السبق في تناول هذا الموضوع‪،‬‬
‫جانبا دقيقا أو فترة زمنية محددة أو رقعة جغرافية ضيقة أثناء دراستها لهذا‬ ‫وأننا سنأتي بما لم تستطعه األوائل‪ ،‬ولكن قد نساهم إلى جانب كل من غامر‬
‫الموضوع‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك نذكر؛ كتاب "الحياة االجتماعية في المغرب‬ ‫باقتحام هذا المجال من البح ث‪ ،‬لعلنا بذلك نساهم بإضافة لبنة جديدة في إعادة‬
‫واألندلس خالل عصر المرابطين‪ 2"،‬والذي حصر فيه صاحبه فترة البحث في‬ ‫بناء تاريخنا االجتماعي بشكل علمي وصحيح‪ ،‬عمال بمقولة أن‪" :‬منطق التاريخ‬
‫العصر المرابطي‪ ،‬ولم يخصص للصوص سوى حيزا يسيرا في هذه الدراسة‪،‬‬ ‫يفيد بأن الشعوب تتعلم من صفحات تاريخها السوداء‪ ،‬أكثر من صفحاته‬
‫ألنها تشمل بالدراسة جل الفئات االجتماعية لتلك الفترة‪ ،‬كما تحدث أحمد‬ ‫الناصعة‪ 6"،‬ومن هنا أيضا يستمد هذا البحث أهميته ذلك أنه اختار ركوب‬
‫المحمودي ضمن "عامة المغرب األقصى في العصر الموحدي"‪ 3‬عن‬ ‫الصعب‪ ،‬وا قتحام المجهول ليتلمس الحقيقة قدر المستطاع‪ ،‬سبيلنا في ذلك‬
‫اللصوص وقطاع الطرق‪ ،‬إال أن هذه الفئة لم تنل حظها الكافي في الدراسة التي‬ ‫التنقيب بين ثنايا المصادر لعلها تجود علينا بما يشفي الغليل لإلجابة عن إشكالية‬
‫تناولت كل شرائح العامة‪ ،‬كما قصرها على زمان محدد وهو العصر الموحدي‬ ‫هذا البحث‪.‬‬
‫ومجال محدد وهو المغرب األقصى‪ ،‬وبنفس الطريقة يعرج محمد فتحة على‬
‫التأطير االصطالحي والمفاهيمي‬ ‫‪-4‬‬
‫موضوع اللصوصية في بحثه‪ 4‬والذي وإن كان يشمل بالدراسة كل بالد الغرب‬
‫اإلسالمي إال أنه حددها زمنيا في ثالثة قرون (ق‪ 6 :‬هـ ‪ 9/‬هـ) من العصر‬ ‫جاء في إحدى رسائل الخليفة الموحدي عبد المومن بن علي‪ ،‬أمر إلى والته‬
‫الوسيط‪ ،‬ثم أن الحديث عن اللصوص في هذه الدراسة يقتصر على جانب‬ ‫"بالكشف عن أهل التلصص والحرابة"‪، 7‬فإذا كان لفظ الحرابة يطلق على قطع‬
‫العقوبات والتعازير التي سُلطت على المجتمع في تلك الفترة‪ ،‬ومن ضمن فئات‬ ‫الطريق كما سنرى في تعريفه‪ ،‬فإنه باإلضافة إلى هذا اللفظ ستصادفنا في‬
‫المجتمع العريضة نجد فئة اللصوص‪ ،‬وإذا كان عبد األحد السبتي‪ 5‬قد أفرد‬ ‫الشهادات التاريخية التي سنوردها في هذا البحث جملة من األوضاع واألفعال‬
‫دراسة خاصة باللصو ص وقطاع الطرق‪ ،‬فإنها تتحدث عن مغرب ما قبل‬ ‫التي تحمل نفس الداللة مثل؛ الفساد والسرقة والفتك والفسق والعيث واألوباش‬
‫االستعمار (ق‪ 19 :‬م) غير أنه في بنائه للموضوع ينطلق أحيانا من فترات‬ ‫والصعاليك وغيرها كثير‪ ،‬لكننا سنحاول التعريف بأهمها وذلك على الشكل‬
‫وسيطية‪ ،‬كما يعقد مقارنات بين فترات تختلف زمنيا إال أنها تتشابه فيها أحداث‬ ‫التالي‪:‬‬
‫اللصوصية وأمن الطرق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Berque.J, Les structures sociales du Haut-Atlas, P.U.F,‬‬ ‫أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫‪Paris, 1925, p. 255.‬‬ ‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬عين الشق‪ ،‬السنة الجامعية‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ –2‬إبراهيم القادري بوتشيش‪ ،‬الحياة االجتماعية في المغرب واألندلس خالل‬ ‫‪ –5‬عبد األحد السبتي‪ ،‬بين الزطاط وقاطع الطريق أمن الطرق في مغرب ما‬
‫عصر المرابطين ‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1998 ،1‬م‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫قبل االستعمار‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬ط ‪2009 ،1‬م‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه‬
‫دكتوراه الدولة في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية اآلداب‬ ‫الدولة في التاريخ‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‪ 1990 ،‬ـ ‪1991‬م‪.‬‬ ‫الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ –3‬أحمد المحمودي‪ ،‬عامة المغرب‪ ،‬م س‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في‬
‫التاريخ اإلسالمي‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫‪ -6‬مصطفى نشاط‪ ،‬جوانب من تاريخ المشروبات المسكرة بالمغرب الوسيط‪،‬‬
‫مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‪ 1999 ،‬ـ ‪2000‬م‪.‬‬ ‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬منشورات الزمن‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.7 .‬‬
‫‪ –4‬محمد فتحة‪ ،‬النوازل الفقهية والمجتمع‪ ،‬أبحاث في تاريخ الغرب اإلسالمي‬ ‫‪ -7‬أحمد عزاوي‪ ،‬رسائل موحدية مجموعة جديدة‪ ،‬منشورات كلية اآلداب‬
‫من القرن ‪ 6‬إلى ‪ 9‬هـ ‪ 12 /‬ـ ‪15‬م‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪1999 ،‬م‪.‬‬ ‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬القنيطرة‪ ،5199 ،‬ص‪.63.‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 62‬‬


‫‪Chiguer and Chiguer‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫ص في اللغة هو "تقارب ما بين األضراس حتى ال ترى‬ ‫ص ُ‬ ‫ـ اللصوصية‪ :‬اللَّ َ‬ ‫أو أشهر السالح واستعمل القوة والعنف في الدود عما في يديه من مسروقات‪،‬‬
‫بينها خلال"‪ ،‬وقد يعني أيضا "تقارب القائمتين والفخذين" ‪،‬وبالتالي يصبح‬
‫‪8‬‬
‫فهو غاصب‪ ،‬محارب‪.‬‬
‫المعنى اللغوي لكلمة اللصوصية هو التقارب وااللتصاق‪ ،‬الغرض منه هو‬ ‫ـ الفسق‪ :‬في لسان العرب هو "العصيان والخروج عن طريق الحق‪ ،‬ألن‬
‫االختفاء‪ ،‬وهو فعل يشبه فعل "السارق الذي يسرق ممتلكات اآلخرين‪ ،‬فيحاول‬ ‫الفسوق معناه الخروج‪ ،‬وقيل‪ :‬أصل الفسق الخروج عن االستقامة والجور‪،‬‬
‫إخفاء ما يقوم به‪ ،‬كأنه يقارب ما بين كتفيه ومنكبيه أو يلتصق بالشيء"‪ ،9‬ولهذا‬ ‫وبه يسمى العاصي فاسق‪ ،‬وإنما سميت هذه الحيوانات فواسق على االستعارة‬
‫اصطلح لفظ اللص على السارق خلسة‪ ،‬فعند ابن منظور اللص هو‪" :‬السارق‬ ‫لخبثهن‪ ،‬وقيل‪ :‬خروجهن عن الحرمة في الحل والحرام أي ال حرمة لهن‬
‫وهو معروف؛ ومصدره اللصوصية‪ ،‬والتلصص ولص بيّن اللصوصية‪ ،‬وهو‬ ‫بحال"‪ ، 16‬ومن هنا كان تسمية اللصوص وقطاع الطرق في بعض الروايات‬
‫يتلصص‪ ،‬وجمعها لصاص ولصوص‪ ،‬واألنثى لصة والجمع لصات‬ ‫التاريخية بالفسّاق‪ ،‬ألنهم في نظر السلطة والمجتمع مجرد عصاة خارجين عن‬
‫‪10‬‬
‫صة‪ :‬ذات لصوص‪".‬‬ ‫ولصائص‪ ،‬وأرض ُم ِل ّ‬ ‫الطريق الحق‪ ،‬ال حرمة لهم أو عندهم‪.‬‬
‫ـ قطع الطرق‪ :‬نجد في المصادر التاريخية ما يحيل على معنى قطع الطريق‪،‬‬ ‫ـ التصعلك‪ :‬هي صفة توحي بمعنى الحاجة والفقر ألن "الصعلوك" عند ابن‬
‫مثل قول ابن خلدون أن "معاش أهل االنتجاع واإلظعان‪ ،‬في نتاج اإلبل وظالل‬ ‫منظور هو ‪" :‬الفقير الذي ال مال له‪ ،‬وزاد األزهري وال اعتماد‪ ،‬وقد تصعلك‬
‫الرماح وقطع السابلة"‪، 11‬ويفسر الماوردي قطع السابلة قائال‪" :‬إذا اجتمعت‬ ‫الرجل إذا كان كذلك‪ ،‬وصعاليك العرب ذؤبانهم‪ ،‬وكان عروة بن الورد يسمى‪:‬‬
‫طائفة من أهل الفساد على شهر السالح وقطع الطريق وأخذ األموال وقتل‬ ‫عروة الصعاليك ألنه كان يجمع الفقراء في حضيرة فيرزقهم مما يغنمه"‪،17‬‬
‫النفوس‪ ،‬ومنع السابلة‪ ،‬فهم المحاربون الذين قال هللا تعالى فيهم‪" :‬إنما جزاء‬ ‫مما يؤشر على حياة التضامن والتآزر التي كانت تطبع مجتمع الصعاليك‪ ،‬ألنهم‬
‫الذين يحاربون هللا ورسوله ويسعون في األرض فسادا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو‬ ‫"وأمام تشدد المجتمع اإلسالمي في قمع مظاهر االنحراف والفساد‪ ،‬اضطروا‬
‫تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرض" (سورة المائدة)‪ ،12‬واسم‬‫ّ‬
‫إلى تشكيل مجتمع في مجاهل األرض‪ ،‬ينأى بهم عن قبائلهم التي نبذتهم‬
‫الفاعل منها‪ :‬المحارب وهو كل "من قاتل على أخذ المال‪ ،‬بأي نوع من أنواع‬ ‫وخلعتهم"‪ ، 18‬ومن هنا كان لفظ الصعاليك عند العرب يدل أيضا على بعض‬
‫القتال‪ ،‬فهو المحارب‪ ،‬هو المجاهر بالقتال"‪.13‬‬ ‫معاني "األخالق كالكرم والمروءة والشجاعة"‪ ،‬وهو ما ال يمكن توفره في‬
‫وهكذا تصبح الحرابة مرادفة لقطع الطريق‪ ،‬وبهذا المعنى ترد في المصادر‬ ‫اللص‪ ،‬الذي يوحي معناه على "الخبث والدهاء والتحايل"‪.19‬‬
‫التاريخية؛‪ 14‬أي أن فعل الحرابة يقتضي شهر السالح وقطع الطرق‪ ،‬ليس‬ ‫ـ الفتك‪ :‬هو "ركوب ما َه ّم من األمور ودعت إليه النفس‪ ،‬ويقال رجل فاتك‪:‬‬
‫بهدف سفك الدماء وإنما قصد أخذ المال‪ ،‬لكن قد يصاحبها أحيانا إزهاق‬ ‫جريئ‪ ،‬وفتك بالرجل فتكا إذا انتهز منه غ ِّرة فقتله أو جرحه‪ ،‬وقيل هو‬
‫أي ّ‬
‫لألرواح‪ ،‬في صفوف الجانبين‪.‬‬ ‫القتل أو الجرح مجاهرة‪ ،‬ثم جعلوا كل من هجم على األمور العظام فاتكا"‪.20‬‬
‫ـ السرقة‪ :‬يالحظ من خالل تعاريف اللصوصية‪ ،‬وقطع الطرق‪ ،‬والحرابة‪،‬‬ ‫ـ أوباش‪ :‬األوباش في اللغة "جمع مقلوب من البوش‪ ،‬وهم نفر من الناس فيه‬
‫أن هذه األفعال ال تعدو أن تكون مجرد حلقات تمهيدية لتحقيق هدف السرقة‬ ‫أجناس غير متجانسة من الرجال"‪، 21‬أما في االصطالح فقد "أطلق هذا اللفظ‬
‫وأخذ المال؛ أي أن اللص يختفي ويتلصص من أجل الوصول إلى أخذ المال‪،‬‬ ‫في العصور اإلسالمية المتأخرة على الجماعات المثيرة للشغب‪ ،‬والتي كانت‬
‫وكذلك المحارب؛ فقطع الطريق عنده ليس سوى وسيلة لتحقيق غاية السرقة‪،‬‬ ‫تقوم بين الحين واآلخر بأعمال النهب واإلعتداء على اآلمنين‪ ،‬وقطع الطرق‬
‫وبالتالي فاللص والمحارب كالهما سارق‪ ،‬و"السارق عند العرب هو؛ من جاء‬ ‫على التجار والوافدين"‪ ،22‬ولهذا نجد لفظ األوباش في المصادر التاريخية عادة‬
‫مستترا إلى حرز فأخذ منه ما ليس له‪ ،‬فإن أخذ من ظاهر فهو مختلس ومستلب‬ ‫مقرونا بفعل السرقة أو الفاعل اللص كقول ابن عذاري‪" :‬لصوصا وأوباشا‪،‬‬
‫ومنتهب‪ ،‬ومحترس‪ ،‬فإن منع مما في يديه فهو غاصب"‪، 15‬إذن فالسارق‬ ‫وكالبا هراشا"‪.23‬‬
‫يشترط فيه التخفي والتستر وأخذ مال الغير‪ ،‬وأن يكون هذا المال مخبأ في‬
‫إذن يالحظ أن فعل اللصوصية وقطع الطرق‪ ،‬يرادفه بشكل أساسي لفظ‬
‫حرز‪ ،‬أما المختلس‪ ،‬والمنتهب والمستلب‪ ،‬فهو الذي يأخذ مال الغير‪ ،‬ولكن أن‬
‫الحرابة‪ 24‬الذي يحمل في طياته أربعة عناصر وهي‪" :‬شهر السالح‪ ،‬وقطع‬
‫يكون هذا المال ظاهرا غير مخبئ‪ ،‬أما إن قاتل من أجل الوصول إلى المسروق‬
‫الطريق‪ ،‬وأخذ األموال‪ ،‬وقتل النفوس"‪ ،‬وهي الشروط التي يتوجب توفرها في‬

‫‪ -8‬ابن منظور أبي الفضل جمال الدين‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬دار‬ ‫‪ -15‬ابن منظور ‪،‬ن م‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬ص‪340..‬‬
‫صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.87 .‬‬ ‫‪ -16‬ن م‪ ،‬ص‪.308 .‬‬
‫‪ –9‬محمد نبيل طريفي‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.14 .‬‬ ‫‪ -17‬ابن منظور‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.455 -456 .‬‬
‫‪ -10‬ابن منظور‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.87 .‬‬ ‫‪ –18‬محمد نبيل طريفي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪ –11‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج ‪ ،6‬م س‪ ،‬ص‪ .176 .‬كما نجد عبارة "يفسدون‬ ‫‪ –19‬ن م‪ ،‬ن ص‪.‬‬
‫السابلة ويقطعون على الرفاق ‪"،‬ن م‪ ،‬ص‪.27 .‬‬ ‫‪ -20‬ابن منظور‪ ،‬ن م‪ ،‬م العاشر‪ ،‬ص‪472 . .‬‬
‫‪ -12‬الماوردي أبو الحسن بن محمد‪ ،‬األحكام السلطانية والواليات الدينية‪،‬‬ ‫‪ -21‬الخطيب‪ ،‬مصطفى عبد الكريم‪ ،‬معجم المصطلحات واأللقاب التاريخية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،1978 ،‬ص‪.62 .‬‬ ‫دار الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ط‪ .1996 ،1‬ص‪.52.‬‬
‫‪ –13‬ابن تيمية تقي الدين‪ ،‬السياسية الشرعية في إصالح الراعي والرعية‪ ،‬دار‬ ‫‪ -22‬ن م‪ ،‬ن ص‪.‬‬
‫الكتاب العربي‪ ،1969 ،‬ص‪.78 .‬‬ ‫‪ –23‬ابن عذاري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.187 .‬‬
‫‪ –14‬عند ابن أبي زرع ‪" :‬أهل الحرابة والفساد من الورى‪....‬يعزون بالتشبه‬ ‫‪ -24‬الحرابة‪ :‬هي "كل فعل يقصد به أخذ المال على وجه يتعذر معه االستغاثة‬
‫بالذكار"‪ ،‬األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ‬ ‫عادة‪ ،‬كإشهار السالح‪ ،‬والخنق‪ ،‬وسقي السيكران (البنج) ألخذ المال"‪ ،‬ابن‬
‫مدينة فاس ‪ ،‬مراجعة عبد الوهاب بن منصور‪ ،‬المطبعة الملكية بالرباط‪ ،‬ط ‪،2‬‬ ‫فرحون‪ ،‬برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم‪ ،‬تبصرة الحكام في أصول األقضية‬
‫‪1420‬هـ‪1999/‬م‪ ،‬ص‪ ،331 .‬عند ابن عبد الملك‪" :‬وعات أهل البغي في‬ ‫ومناهج األحكام‪ ،‬ج ‪ ، 2‬خرج أحاديثه وعلق عليه وكتب حواشيه‪ ،‬الشيخ جمال‬
‫األرض وكثر في أقطار المغرب ونواحي مراكش قطع السبيل والمحاربون‬ ‫عشلي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1416 ،1‬هـ‪1995/‬م‪ ،‬ص‪،204 -203 .‬‬
‫الساعون في األرض فسادا"‪ ،‬الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة‪ ،‬تح‪،‬‬ ‫الشيخ خليل‪ ،‬ابن إسحاق المالكي‪ ،‬مختصر العالمة خليل‪ ،‬صححه وعلق عليه‬
‫محمد بن شريفة‪ ،‬مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية‪ ،1984 ،‬س‪ ،8 .‬ق‪،1 .‬‬ ‫أحمد نصر‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األخيرة‪،‬‬
‫ص‪.176 .‬‬ ‫‪1401‬هـ‪1981/‬م‪ ،‬ص‪.290 .‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 63‬‬


‫‪Chiguer and Chiguer‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫المحارب‪ 25‬قاطع الطريق حتى تقام عليه حدود المحاربين الساعين في األرض‬ ‫إذا كان الفقر من األسباب الرئيسية الممهدة لظهور اللصوص وقطاع‬
‫فسادا‪ ،‬وبالتالي فهي كلمة جامعة لكل مفاهيم ومصطلحات اللصوصية التي‬ ‫الطرق في بالد المغرب اإلسالمي‪ ،‬سواء داخل أسوار المدن أو في هوامشها‬
‫سترد في هذا البحث‪ ،‬كما أنها كلمة وسيطية شاع استعمالها في ذلك العصر‪،‬‬ ‫أو حتى في البوادي البعيدة‪ ،‬فإنه يبقى من الضروري معرفة األسباب و‬
‫حيث تتضمنها مختلف التصانيف والمؤلفات‪ ،‬سواء كانت كتب فقه أو أقضية‬ ‫الظروف التي أوجدت هذا الفقر في بالد المغارب خالل العصر الوسيط‪ ،‬ولعل‬
‫ونوازل‪ ،‬أو كتب الرحالت أو المناقب أو حتى كتب التاريخ العام‪ ،‬مما يؤشر‬ ‫الدارس لألحوال االقتصادية لمجتمع هذه المرحلة سيقف على التفاوت‬
‫على مدى القلق الذي كانت تولده آفة الحرابة في صفوف المجتمع والسلطة‪،‬‬ ‫االجتماعي الصارخ في ملكية وسائل اإلنتاج الذي "استفادت منه طبقة الخاصة‪،‬‬
‫وهذا ما يفسر كيفية تعاطي السلطة والمجتمع مع هذه الظاهرة‪ ،‬من خالل‬ ‫بينما أقفلت أبواب الرزق أمام طبقة العامة‪ ،‬وسدت أمامها كل القنوات والطرق‬
‫اجتهادهما في ابتكار آليات االحتراز والحماية من الحرابة‪ ،‬وكذا اإلبداع في‬ ‫الممكنة لتحسين وضعها االجتماعي"‪ ،26‬فكانت اللصوصية وقطع الطرق عند‬
‫وسائل الردع والعقاب تجاه المحاربين واللصوص‪.‬‬ ‫هذه الفئة المهمشة كرد فعل تجاه الفقر واالستغالل الناتج عن "تلك األشكال من‬
‫‪ -5‬المنهجية المعتمدة في التعاطي مع موضوع البحث‪.‬‬ ‫االضطهاد االقتصادي واالجتماعي التي تعرضت لها الفئات المستضعفة"‪.27‬‬

‫وقصد اإلجابة عن اإلشكالية والفرضيات المسطرة سلفا‪ ،‬فقد اعتمدنا في هذا‬ ‫وما كان هذا الوضع االقتصادي واالجتماعي المختل إال نتاجا ً للنظام‬
‫البحث المنهجية العلمية القائمة على استقراء النصوص ومساءلة مضامينها‬ ‫اإلقطاعي الذي ساد المنطقة والفترة قيد الدراسة وخاصة في عهدي المرابطين‬
‫ومحاولة استنباط ما بين سطورها‪ ،‬لتفسير جملة من األحداث والسلوكات‬ ‫والموحدين‪ ،28‬وما رافقه من حاجة الحكام إلى المال إلنفاقه على قصورهم ألن‬
‫والمواقف التي تخدم الموضوع‪ ،‬كما ننهج أحيانا األسلوب االستداللي وذلك‬ ‫"الترف من طبيعة الملك"‪ 29‬في بالدنا خالل العصور الوسطى‪ ،‬كما كان المال‬
‫ببسط فكرة أو قضية معينة ثم نحاول إثباتها والتدليل على صحتها من خالل‬ ‫ضروريا للحكام لتجهيز الجيوش لمجابهة أعدائهم سواء في الداخل أو الخارج‪،‬‬
‫قياسها على ما ورد في النصوص والشهادات المصدرية‪ ،‬كما نستعمل المنهج‬ ‫فمثال لقد قدر عبد الواحد المراكشي ما كلفته حملة الناصر الموحدي على‬
‫الوصفي أحيانا الذي يمكننا من تتبع ووصف منحى تطور ظاهرة اللصوصية‬ ‫إفريقية فيما بين ‪ 601‬هـ و ‪ 604‬هـ "بمائة وعشرين حِ ْمالً ذهباً"‪ .30‬وأمام هذه‬
‫والخوف في الطرقات في المجال (المغرب اإلسالمي) والزمان ( العصر‬ ‫الرغبة في تحصيل المال اتجهت السلطة إلى إثقال كاهل الفئات البئيسة‬
‫الوسيط)‪.‬‬ ‫بالضرائب بل و"التدرج في الزيادات فيها بمقدار بعد مقدار‪ ،‬لتدرج عوائد‬
‫الدولة في الترف‪ ،‬وكثرة الحاجات واإلنفاق بسببه"‪ ،31‬وكانت هذه الزيادات في‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه خالل إنجاز هذه العمل واجهتنا جملة من الصعوبات‪،‬‬
‫الضرائب والتضييق في األرزاق تستهدف خاصة القبائل واألمصار التي أبانت‬
‫وعلى رأسها ندرة المادة المصدرية التي تتناول ـ صراحة ـ موضوع‬
‫في لحظة ما عن رفضها للعصبية الحاكمة‪ ،‬فكانت الدولة تمعن في إلحاق األذى‬
‫اللصوصية وقطع الطرق في المغرب الوسيط‪ ،‬الشيء الذي صعّب علينا‬
‫بأبناء هذه القبائل الثائرة‪ ،‬فتمنع عنهم األعطيات وتجبى منهم األموال‬
‫اإلجابة عن بعض اإلشكاالت‪ ،‬كما أن المصادر تخلط بين الثوار والخارجين‬
‫الباهظة‪ ، 32‬وكثيرا ما اعتبرت السلطة المتغلبة األراضي الخاضعة لها بالد‬
‫عن السلطة الحاكمة واللصوص والمحاربين‪ ،‬بل تضع الكل في سلة واحدة‬
‫افتحت عنوة‪ ،‬وبالتالي يدخل أصحابها في حكم المغلوب‪ 33‬واألموال التي تجبى‬
‫تحت يايفطة أهل الفساد واألوباش وسفلة األسواق وأهل الدعارة والحرابة‪ ،‬وما‬
‫منهم بمثابة جزية أو ضريبة حرب‪ ،34‬ويزداد هذا التضييق المالي الممارس‬
‫يطرحه هذا الخلط من صعوبة فرز المناسب من غيره في هذه المادة‪.‬‬
‫على العامة كلما نقصت مداخيل بيت المال خالل الطوارئ الطبيعية كالقحوط‬
‫وتطرح ندرة المعلومات وعدم موضوعيتها في كتب التاريخ العام إشكالية‬ ‫واألوبئة والمجاعات‪ ،‬أو البشرية كاالضطرابات السياسية والفتن‪ ،‬التي عادة ما‬
‫كبرى أمام الباحث في مثل هذه المواضيع‪ ،‬ويزداد األمر تعقيدا والجدل حدة‬ ‫"تزداد في أواخر الدولة زيادة بالغة"‪.35‬‬
‫عندما يتعلق األمر بدراسة تاريخية واجتماعية لفئة محددة ضمن هذه الفئات‬
‫وإذا أضفنا إلى هذا االختالل االقتصادي واالجتماعي الناتج عن‬
‫المهمشة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لهذا العمل الذي سنركز من خالله على فئة‬
‫السياسة الجبائية الجشعة وقسوة الدولة ورجاالتها في تحصيل الضرائب‬
‫اللصوص وقطاع الطرق في بالد المغرب اإلسالمي الوسيط‪ ،‬ولهذا وقصد‬
‫وانحرافاتهم‪ ،‬قساوة الظروف الطبيعية كالجفاف وقحط المراعي وزحف‬
‫تخطي هذه العوائق كان لزاما علينا توسيع دائرة المصادر المعتمدة لتشمل‬
‫الجراد‪ ،‬الذي عانت منه بعض القبائل المغربية وهي تكابد نوائب الزمن قصد‬
‫مختلف الكتابات والتصانيف والحقول المعرفية التي عرفها العصر الوسيط‪.‬‬
‫الحفاظ على البقاء‪ ،‬لعلمنا أن بعض المجموعات من اللصوص ظهرت من‬
‫نتائج البحث‬ ‫‪-6‬‬ ‫أبنـاء هذه الــقبـائــل لتعـارض فساد هذه األوضاع‪ ،‬و تسعى إلى تغيير واقعها‪،‬‬
‫أ – من عوامل الفقر والهشاشة ببالد المغرب اإلسالمي خالل العصر‬ ‫فكانت السرقة هي أقرب الطرق لتحقيق ذلك‪ 36‬وخاصة إذا علم هؤالء‬
‫الوسيط‬ ‫اللصوص الجياع أن من شروط تطبيق حد السرقة عند الفقهاء؛ "أال يكون‬

‫‪- 25‬المحارب‪ :‬هو "القاطع للطريق‪ ،‬المخيف للسبيل‪ ،‬الشاهر للسالح لطلب‬ ‫‪ -31‬ابن خلدون‪ ،‬المقدمة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.218 .‬‬
‫المال‪ ،‬فإن أعطي وإال قاتل عليه‪ ،‬كان في الحضر أو خارج المصر"‪ ،‬ابن‬ ‫‪ -32‬محمد طريفي‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.17.‬‬
‫فرحون‪ ،‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ ،204 .‬الشيخ خليل‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.290 .‬‬ ‫‪ -33‬ففي عهد الموحدين يقول صاحب الروض الهتون‪" :‬تملك الموحدون البالد‬
‫‪ -26‬بوتشيش‪ ،‬المغرب واألندلس في عصر المرابطين‪ ،‬المجتمع‪ ،‬الذهنيات‪،‬‬ ‫واألموال‪ ،‬وصار الناس عمارا في أمالكهم يؤخذ منهم نصف الفواكه‬
‫األولياء‪ ،‬دارالطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1993 ،1‬م‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.111 .‬‬ ‫الصيفية وثلثا غلة الزيتون‪ ،‬فكان الناس من ذلك في جهد عظيم ومحنة‬
‫‪ -27‬طريفي‪ ،‬محمد نبيل‪ ،‬اللصوص في العصر الجاهلي واإلسالمي‪ ،‬ج ‪،1‬‬ ‫شديدة ال يتجرأ أحدهم أن يقطف من ملكه حبة واحدة"‪ ،‬وأمام هذا الوضع‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ـ لبنان‪ ،‬ط ‪ 1425 ،1‬هـ‪2004 /‬م‪ ،‬ص‪. 14 .‬‬ ‫اضطر بعض أصحاب األراضي إلى هجرتها "والفرار عن األراضي‬
‫‪ -28‬إسماعيل محمود‪ ،‬المهمشون في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫وتركها حتى تبورت" ابن غازي المكناسي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.10 .‬‬
‫‪34‬‬
‫المكتبة الوطنية للمملكة الوطنية‪ ،2004 ،‬ص‪.150 .‬‬ ‫‪- Ben Ali. D, Le Maroc précapitaliste, (Formation‬‬
‫‪ -29‬ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمان‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‬ ‫‪économique et Sociale) Société marocaine des éditeurs‬‬
‫ـ لبنان‪ ،‬ط ‪ 1413 ،1‬هـ‪1993 /‬م‪ ،‬ص‪.132 .‬‬ ‫‪réunis, Rabat, 1983, p. 157.‬‬
‫‪ -30‬المراكشي‪ ،‬عبد الواحد‪ ،‬المعجب في تلخيص أخبار المغرب‪ ،‬طبع في مدينة‬ ‫‪ -35‬ابن خلدون‪ ،‬المقدمة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.219 .‬‬
‫ليدن المحروسة‪ ،‬بمطبع بريل‪ ،‬نشر‪ ،‬ر‪ .‬دوزي‪1881 ،‬م‪ ،‬ص ‪.318‬‬ ‫‪ -36‬طريفي‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.17 .‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 64‬‬


‫‪Chiguer and Chiguer‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫للسارق حق في مال المسروق منه‪ ،‬ونحن نرى كثيرا من السراق جياعا‪ ،‬بحيث‬ ‫وفي هذا الصدد يُحكى أن الحجاج بن يوسف عندما أمسك بأحد‬
‫تجب كفايتهم على الناس‪ ،‬والمسروق منه أحد من يجب عليه‪ ،‬فال يجوز القطع‬ ‫اللصوص وهو جُحْ دُر بن مالك الحنفي‪ ،‬و"كان لصا فاتكا شجاعا شاعرا‪ ،‬ثم‬
‫مع ذلك‪ ،‬لما للسارق من حق التوصل إلى أخذ ما يستحقه"‪ 37‬من طعام يراه‬ ‫سأله قائال‪ :‬ما حملك على ما بلغني منك؟ فقال الــلص‪ :‬جرأة الجنان‪ ،‬وجفوة‬
‫فائضا عند غيره بينما هو في أمس الحاجة إليه‬ ‫السلطان‪ ،‬وكلب الزمان‪ ،45‬والعجز عن مكافأة اإلخوان"‪ ،46‬أي إذا تكالب جور‬
‫ب‪ -‬حرابة وليدة الفقر وضغط الحاجة‬ ‫السلطان و جور الزمان على إنسان تميز بالجرأة والشجاعة‪ ،‬فما كان ليجلس‬
‫مكتوف األيدي ينتظر الموت جوعا أو يسأل الناس حاجته‪ ،‬بل سيبادر إلى‬
‫يعد الفقر والحاجة الشديدة إلى ضروريات الحياة‪ ،‬من مأكل وملبس‬
‫إعالن الثورة والتمرد على الجبن واالستكانة في سبيل حفظ ماء وجهه من الذل‬
‫عدّ الفقر‬
‫وسكن‪ ،‬من أشد قواصم الظهر وطأة على نفسية اإلنسان وجسده‪ ،‬ولهذا ُ‬ ‫واإلهانة‪ ،‬مبرهنا لنفسه وللقبيلة على قدرته على تحصيل الرزق بكده وتعبه‪،47‬‬
‫من بين أهم العوامل الفاعلة في التاريخ‪ ،‬نظرا لما قد يترتب عنه من إخالل‬
‫وقد عبر بعض الشعراء اللصوص عن هذا الموقف صراحة ومنها قول أحدهم‪:‬‬
‫باالستقرار االجتماعي‪ ،‬ومن صراع مرير بين طبقات األغنياء المالكين لوسائل‬
‫اإلنتاج وبين أفراد الطبقات الفقيرة المحرومين من تلك الوسائل‪ ،38‬ألن اإلنسان‬ ‫"وإني ألستحي من هللا أن أُرى \\‪ //‬أجرجر حبلي ليس فيه ُ‬
‫بعير‬
‫ومن أجل بقائه وبقاء عشيرته ومن يعول‪ ،‬ال يعدم وسيلة للحصول على الطعام‬ ‫وأن أسـأل المرء الدنيء بعيره \\‪ //‬وأجمال ربي في البالد‬
‫جرب أخس الطرق وأحقرها‪ ،‬وأشدها مرارة‬ ‫بمختلف الطرق‪ ،‬حتى وإن ّ‬ ‫‪48‬‬
‫كثير"‬
‫ُ‬
‫وأفظعها على نفسه‪ ،‬مثل الدعارة أو التسول أو بيع أبنائه من أجل الطعام‪،‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬
‫كما استند هؤالء اللصوص الفقراء باإلضافة إلى فاقتهم وجرأتهم على‬
‫باإلضافة إلى اللصوصية لمن استطاع إليها سبيال‪ ،41‬ذلك أن القلة من الفقراء‬ ‫سند شرعي استنه الصحابي والخليفة عمر بن الخطاب‪ ،‬وهو الجريئ في إيجاد‬
‫هي التي اقتحمت درب المغامرة ولجأت إلى العنف من أجل تحصيل الرزق‪.‬‬ ‫الحلول ألزمات األمة حيث "ال نعرف نظيرا لعمر كرجل دين ورجل دولة‬
‫ويهمنا هنا الحديث عن هذه الفئة القليلة من الفقراء التي اختارت لنفسها‬ ‫على مدى التاريخ اإلسالمي كله" في الجرأة على النص القرآني‪ ،‬ليس "تفسيرا‬
‫ركوب الصعب‪ ،‬ومبارزة األغنياء بالعداء في األسواق والبساتين والمراعي‬ ‫أو تعديال فقط‪ ،‬بل امتد إلى التعطيل والمخالفة"‪ ،49‬فهو الذي امتنع عن "تطبيق‬
‫وعلى الطرقات الكبرى‪ ،‬لعلها تعيد لهذا المجتمع المختل بعض التوازن‪،42‬‬ ‫حدود السرقة على اللصوص المحتاجين‪ ،‬كما أوقف تنفيذها عام المجاعة"‪،50‬‬
‫ولعلها أيضا من خالل أعمال اللصوصية وقطع الطرق‪ ،‬ومساهمتها في‬ ‫وغير عمر كثير ممن دعوا إلى مواجهة الجوع بالسرقة‪ ،‬وعلى رأسهم صحابي‬ ‫ُ‬
‫االضطرابات وال فتن والتمردات والعصيان‪ ،‬أن تثير انتباه اآلخرين وفي‬ ‫خبير بقطع الطرق وهو أبو ذر الغفاري القائل‪" :‬عجبت لمن لم يجد القوت في‬
‫مقدمتهم األغنياء والحكام إلى الوضعية المزرية التي تعيشها الفئات الفقيرة‬ ‫بيته كيف ال يخرج على الناس شاهرا سيفه"‪ ،51‬وفي ذلك دعوة صريحة إلى‬
‫والمهمشة‪ ،‬كوسيلة من وسائل انتقاد ومعارضة األنظمة السياسية واالقتصادية‬ ‫نهب األغنياء وسلبهم قصد سد ُخلّة الجوع‪ ،‬ومحاربة التباين الطبقي الفاحش‬
‫القائمة‪ ، 43‬وما يزكي هذا الطرح هو تمجيد بعض اللصوص وقطاع الطرق‬ ‫وخاصة في أوقات المسغبة‪ ،‬ولو باستخدام العنف إذا اقتضى األمر ذلك‪ ،52‬وإذا‬
‫ألفعالهم العنيفة تجاه األغنياء‪ ،‬وبالمقابل ذ ّمهم كل متقاعس قعد عن السرقة‬ ‫كانت هذه الروايات تتعلق بلصوص المشرق اإلسالمي فإن سيرورة التاريخ‬
‫ينتظر أن يعيله غيره من السراق وفي ذلك قالوا‪:‬‬ ‫اإلسالمي تؤكد على أن تاريخ الغرب اإلسالمي شهد نفس الظواهر التي وقعت‬
‫‪44‬‬
‫"وإنّ أبـا الكرشاءِ ليس بسارق \\‪ //‬ولـكن متى يسرق القوم يأكـل"‬

‫‪ -37‬السبكي‪ ،‬تقي الدين علي بن عبد الكافي‪ ،‬فتاوى السبكي‪ ،‬ج ‪ ،2‬دار الكتب‬ ‫‪43‬‬
‫‪- BRAUDEL, F, La Méditerranée et le monde‬‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط سنة ‪2004‬م‪ ،‬ص‪.302 .‬‬ ‫‪méditerranéen à l’époque de Philipe II, 2t, Armand‬‬
‫‪ -38‬استيتو محمد‪ ،‬الفقر والفقراء في مغرب القرنين ‪ 16‬و‪ ،17‬مؤسسة النخلة‬ ‫‪Colin, Paris, 1970. pp. 84- 85.‬‬
‫للكتاب‪ ،‬وجدة‪ ،‬ط ‪ ،1‬سنة ‪2004‬م‪ .‬ص‪.25 .‬‬ ‫‪ -44‬األبشيهي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪301 .‬‬
‫‪-39‬الوزان الحسن بن محمد الفاسي‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ترجمة محمد حجي‬ ‫مروة‪ ،‬محمد رضا‪ ،‬الصعاليك في العصر األموي أخبارهم وأشعارهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-45‬‬
‫ومحمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ط ‪1983 ،2‬م‪.‬‬ ‫دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1411 ،1‬هـ‪1990/‬م‪ .‬ص‪.44 – 43 .‬‬
‫ص‪ ،215 .‬التيفاشي‪ ،‬شهاب الدين أحمد‪ ،‬نزهة األلباب فيما ال يوجد في‬ ‫‪- 46‬طريفي‪ ،‬محمد نبيل‪ ،‬ديوان اللصوص في العصر الجاهلي واإلسالمي‪،‬‬
‫كتاب ‪ ،‬تح‪ ،‬جمال جمعة‪ ،‬رياض الدين للكتب والنشر‪ ،‬لندن‪ -‬قبرص‪ ،‬ط‬ ‫ج ‪ ،1‬م س‪ ،‬ص‪ . 22.‬غير أن هناك اختالفا بين الروايتين‪ ،‬حيث نجد في‬
‫‪ ،1‬سنة ‪1992‬م‪ ،‬ص‪.107 -103 .‬‬ ‫ديوان اللصوص أن الحوار بين " الشاعر الفاتك مالك بن الريب والوالي‬
‫‪ -40‬يقول أحد الشعراء يصور مرارة التسول ووقعه المخزي على نفسيته قائال‪:‬‬ ‫سعيد بن عثمان بن عفان‪( ،‬والي معاوية على خرسان) بينما مالك في نفرة‬
‫"ولم أر في الخطوب أشد وقعا ‪\\//‬وأمضى من معاداة الرجال‬ ‫من أصحابه‪ ،‬فقال له الوالي‪ :‬ويحك يا مالك‪ ،‬ما الذي يدعوك إلى ما بلغني‬
‫أمر من السـؤال"‪ ،‬األبشيهي‪،‬‬‫وذقت مرارة األشيـاء طـرا ‪ \\//‬فمـــا شيء ّ‬ ‫عنك من العداء وقطع الطريق؟ قال‪ :‬أصلح هللا األمير‪ ،‬العجز عن مكافأة‬
‫شهاب الدين محمد بن أحمد‪ ،‬المستطرف في كل فن مستظرف‪ ،‬تح محمد‬ ‫اإلخوان‪".‬‬
‫خير طعمة الحلبي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1429 ،5‬هـ‪2008/‬م‪.‬‬ ‫‪ -47‬نبيل طريفي‪ ،‬ن م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.21 .‬‬
‫ص‪.235.‬‬ ‫‪ -48‬األبشيهي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ ،301 .‬وقال آخر‪" :‬دعني أنهب األموال حتى \\‪//‬‬
‫‪ -41‬اعتبرت اللصوصية شرفا عند بعض الفقراء‪ ،‬وتعرضوا بالذم لكل فقير‬ ‫أعف األكرمين عن اللئام" نفسه‪ ،‬ص‪.236 .‬‬ ‫ّ‬
‫قعد عن السرقة من أجل إطعام نفسه وأهله‪ ،‬أو لجأ إلى غيرها مثل التسول‬ ‫‪ -49‬فرج فودة‪ ،‬الحقيقة الغائبة‪ ،‬دار النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬منشورات‬
‫واستجداء األغنياء من الناس‪ ،‬وفي ذلك قالوا‪:‬‬ ‫عيون المقاالت‪ ،‬ط ‪1989 ،2‬م‪ ،‬ص‪45 .‬‬
‫"ومن يفتقر منا يعش بحسامه ‪\\//‬ومن يفتقر من سائر الناس يسأل"‪،‬‬ ‫‪ -50‬فرج فودة ‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪. 48 .‬‬
‫األبشيهي‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.319 .‬‬ ‫‪ -51‬حميش سالم‪ ،‬الخلدونية في ضوء فلسفة التاريخ‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‬
‫‪ -42‬بوتشيش‪ ،‬المغرب واألندلس في عصر المرابطين‪ ،‬ص‪-127 ،111 .‬‬ ‫‪1998 ،1‬م‪ ،‬ص‪.9 .‬‬
‫‪.128‬‬ ‫‪ -52‬أدونيس‪ ،‬الثابت والمتحول في اإلبداع واالتباع عند العرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار‬
‫الساقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،8‬سنة ‪2002‬م‪ ،‬ص‪.233 -232 .‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 65‬‬


‫‪Chiguer and Chiguer‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫بالمشرق‪ ،‬وذلك لوجود قواسم مشتركة أساسية على الصعيد االقتصادي‬ ‫يدفعهم أحيانا إلى "رهن أوالدهم عند الصقليين مقابل القمح الذي يأخذونه‬
‫واالجتماعي والثقافي بين المشرق والمغرب‪.53‬‬ ‫منهم"‪ ،‬وإن كان غالبا ما يتحول هؤالء األطفال إلى أرقاء عند الصقليين "بسبب‬
‫ولتأكيد هذه الفرضية وخاصة دور الفقر والجوع في إفراز ظاهرة‬ ‫عجز آبائهم عن الوفاء بالدين عند األجل المحدد"‪ ،64‬ولهذا ال نستغرب إذا‬
‫اللصوصية وقطع الطرق في بالد المغرب اإلسالمي‪ ،‬يكفي أن نقوم بجرد أهم‬ ‫أجمعت المصادر على وصف هؤالء العرب "بأقبح الفاتكين على وجه‬
‫المسروقات التي ضُبطت عند بعض اللصوص كما أوردتها بعض المصادر‬ ‫األرض"‪ ،65‬ومنهم "شرذمة من سليم لصوصا وأوبشا وكالبا هراشا"‪ ،66‬فهم‬
‫لنجدها غالبا عبارة إما عن مواد تؤكل أو تلبس‪ ،‬مما يؤكد حاجة هؤالء‬ ‫ال يتورعون عن سرقة أي غريب مربهم "وتجريده من جميع ما عنده ثم بيعه‬
‫اللصوص الفقراء ألبسط ضروريات العيش‪ ،‬فمثال من المسروقات التي صرح‬ ‫للصقليين‪ ،‬كما يجردون الحجاج المساكين وأبناء السبيل من ثيابهم"‪ ،67‬بل‬
‫بها كتاب التشوف في معرض حديثه عن األولياء في عالقتهم بالقطاع‬ ‫يدفعون هؤالء المسافرين إلى التقيئ ثم يبحثون "عما قد يكون في القيئ من‬
‫واللصوص يذكر سرقة األثواب‪ ،54‬والغنم‪ ،55‬والعنب‪، 56‬أو سليخة ثمر‪، 57‬أو‬ ‫نقود ألنهم يتهمون المسافرين ببلع نقودهم حتى ال يعثر عليها معهم"‪ ،68‬لكن إذا‬
‫عسل وماشية‪ ،58‬كما نقرأ في مصدر آخر عن سرقة كل ما يسمى بالجملة‬ ‫بدت تصرفات هؤالء اللصوص بشعة إلى هذا الحد‪ ،‬فإنها أهون عندهم من أن‬
‫طعاما‪ ، 59‬أي كل ما يدخل في دائرة المأكوالت‪ ،‬وما أكثر الروايات التي تخبر‬ ‫يرهن الرجل منهم أوالده عند النصارى مقابل يسير طعام‪ ،‬مما يؤكد أهمية هذا‬
‫عن سرقة الطعام والثياب‪ 60‬وهي المواد األكثر ضرورية للحياة‪ ،‬وإن الحاجة‬ ‫األخير في حياة إنسان العصر الوسيط المغربي‪ ،‬الذي قد يسلك جميع الطرق‬
‫الملحة إليها هي التي ألجأت جماعة من الفقراء إلى احتراف اإلغارة في سبيل‬ ‫من أجل توفيره‪.‬‬
‫النهب والسلب‪ 61‬النتزاع قوتهم اليومي من أيد األغنياء بالقوة‪ ،‬بعدما تعذرت‬ ‫في الحواضر ومراكز الدولة‬ ‫▪‬
‫عليهم سبل الكسب المشروعة‪.‬‬ ‫يذكر القادري بوتشيش أن معظم من لم يسعفه الحظ في إيجاد حرفة‬
‫ج‪ -‬عينات لحرابة ناجمة عن الفقر ببالد مغارب العصر الوسيط‬ ‫‪69‬‬
‫داخل أسوار مراكش من العوام والمهمشين قد لجأ إلى الغصب واللصوصية‬
‫في البوادي وهوامش الدولة‬ ‫▪‬ ‫خالل القرن السادس الهجري‪ ،‬وليست مراكش سوى عينة من حواضر الغرب‬
‫اإلسالمي التي كان يتحكم فيها نفس النظام السياسي واالقتصادي السائد‪ ،‬حيث‬
‫من الجماعات البشرية التي عانت الفقر المدقع‪ ،‬نذكر أولئك "الفقراء‬
‫عرفت كل هذه المدن انتشار هذه الفئة من العاطلين الذين سمتهم كتب النوازل‬
‫المنقطعين في بالد الصحراء‪ ،‬الذين ليس لهم قمح وال شعير‪ ،‬ويتغذون بقسط‬
‫"بأهل الفساد والشر وشرب الخمر والعياثة"‪ ،70‬الذين كانوا يعيثون في أسواق‬
‫يسير من الثمر أو مما يـسـرقـونه"‪ ،62‬وفي دائرتهم تدخل أيضا أعراب إفريقية‬
‫وسكك المدن ويفسدون على الناس أعراسهم ووالئمهم‪ ،71‬فكانوا غالبا ما ينفذون‬
‫الذين عاشوا "عيشة فقيرة ‪ ،‬ألن البالد التي يسكنونها قاحلة‪ ،‬وعرة‪ ،‬تتميز بقلة‬
‫أعمالهم اإلجرامية ليال وهو ما شاهده ابن الخطيب في سال من تسلل اللصوص‬
‫المرعى‪ ،‬وانعدام بقعة صالحة للزراعة"‪ ،63‬وإن هذا اإلمالق الشديد هو ما كان‬
‫ليال النتهاز فرصتها‪ ، 72‬وصدحت به أصوات المستفتين المتضررين من‬

‫‪ -53‬إسماعيل محمود‪ ،‬المهمشون في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪ -63‬الوزان‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.66 .‬‬
‫المكتبة الوطنية للمملكة الوطنية‪ ،2004 ،‬ص‪.148 .‬‬ ‫‪ -64‬ن م‪ ،‬ن ص‪.‬‬
‫‪ -54‬ابن الزيات‪ ،‬أبو يعقوب يوسف بن يحيى التاديلي‪ ،‬التشوف إلى رجال‬ ‫‪ -65‬من هذه المصادر‪ :‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ ،119-117 .‬ابن عذاري‬
‫التصوف ‪ ،‬تح أحمد التوفيق‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط ‪،2‬‬ ‫المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص‪ ،383 ،393 ،309 .‬البادسي عبد الحق‪ ،‬المقصد الشريف والنزع‬ ‫تح محمد إبراهيم الكتاني ـ محمد بن تاويت ـ محمد زنيبرـ عبد القادر‬
‫اللطيف‪ ،‬في التعريف بصلحاء الريف‪ ،‬تح سعيد أحمد أعراب‪ ،‬المطبعة الملكية‪،‬‬ ‫زمامة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1406 ،1‬هـ‪1985 /‬م‪،‬‬
‫الرباط‪ ،1982 ،‬ص‪.96 .‬‬ ‫ص‪ ،246 -242 ،187،‬التشوف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ ،409 .‬المقصد الشريف‪ ،‬م‬
‫‪ -55‬ابن الزيات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.393 .‬‬ ‫س‪ ،‬ص‪ 61 .‬ـ ‪ ،75‬ابن عسكر محمد‪ ،‬دوحة الناشر لمحاسن من كان‬
‫‪ -56‬ن م‪ ،‬ص‪ 309 .‬ـ ‪.358‬‬ ‫بالمغرب من مشايخ القرن العاشر‪ ،‬تح‪ ،‬محمد حجي دار المغرب‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪ -57‬ن م‪ ،‬ص‪.418 .‬‬ ‫‪ ،1976‬ص‪71 .‬ـ ‪ . 72‬العبدري الحيحي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن محمد‪،‬‬
‫‪ -58‬ن م‪ ،‬ص‪.409 .‬‬ ‫الرحلة المغربية‪ ،‬تح‪ ،‬محمد الفاسي‪ ،‬وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية‬
‫‪ -59‬ابن أبي زرع الفاسي‪ ،‬األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك‬ ‫والتعليم األصلي‪ ،‬الرباط‪1968 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،278 ، 96 ،75 ، 61 .‬وصف‬
‫المغرب وتاريخ مدينة فاس ‪ ،‬مراجعة عبد الوهاب بن منصور‪ ،‬المطبعة‬ ‫إفريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬م س‪ ،‬ص‪ 65 .‬ـ ‪ 67‬ـ ‪ ،68‬كاربخال‪ ،‬إفريقيا‪ ،‬ج ‪ ،3‬م س‪،‬‬
‫الملكية بالرباط‪ ،‬ط ‪ 1420 ،2‬هـ‪1999 /‬م‪ ،‬ص‪.144 .‬‬ ‫ص‪137 .‬ـ ‪146‬ـ ‪148‬ـ ‪152‬ـ ‪153‬ـ ‪.158‬‬
‫‪ -60‬حول سرقة الغالت الفالحية وحراسة البساتين أنظر أحمد بن يحيى‪ ،‬المعيار‬ ‫‪ -66‬ابن عذاري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.187.‬‬
‫المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية واألندلس والمغرب‪،‬‬ ‫‪ -67‬الحسن الوزان‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.65 .‬‬
‫ج‪ ، 8 ،‬إشراف محمد حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫‪ -68‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.112 .‬‬
‫‪1981‬م‪ ،‬ص‪.428 ،421 ،341 ،283 ،226 .‬‬ ‫‪ -69‬بوتشيش‪ ،‬المهمشون في تاريخ الغرب اإلسالمي‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫وحول سرقة المواشي‪ ،‬أنظر المعيار‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص‪.558 -542 .‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬ط ‪2014 ،1‬م‪ ،‬ص‪.236 .‬‬
‫حول سرقة القمح والدقيق‪ ،‬أنظر السقطي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن أبي محمد‪،‬‬ ‫‪ -70‬الونشريسي‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‪ ،412 .‬ابن فرحون‪ ،‬برهان الدين أبو الوفاء‬
‫رسالة في آداب الحسبة ‪ ،‬نشر ليفي بروفنسال‪ ،‬مكتبة إرنيست‪ ،‬باريس‪،‬‬ ‫إبراهيم‪ ،‬تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬ج ‪ ،2‬خرج‬
‫المؤسسة المغربية للدراسات العليا‪ ،‬ص‪ ،26 -25 ،16 .‬المعيار‪ ،‬ج ‪،8‬‬ ‫أحاديثه وعلق عليه وكتب حواشيه‪ ،‬الشيخ جمال عشلي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫ص‪322 .‬‬ ‫بيروت‪ ،‬ط ‪1416 ،1‬هـ‪1995/‬م‪ ،‬ص‪.185.‬‬
‫مروة ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪. 4 .‬‬ ‫‪ -61‬رضا ّ‬ ‫‪ -71‬ابن عبدون‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.54 .‬‬
‫‪ -62‬مارمول كاربخال‪ ،‬إفريقيا‪ ،‬ج ‪ ،3‬تر‪ ،‬محمد حجي‪ ،‬محمد زنيبر‪ ،‬محمد‬ ‫‪ -72‬ابن الخطيب‪ ،‬مشاهدات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.70 .‬‬
‫األخضر‪ ،‬أحمد التوفيق‪ ،‬أحمد بنجلون‪ ،‬الجمعية المغربية للترجمة‬
‫والنشر‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرباط‪ 1409 ،‬ـ ‪1408‬هـ ‪ 1989 /‬ـ ‪1988‬م‪،‬‬
‫ص‪.161 .‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 66‬‬


‫‪Chiguer and Chiguer‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫حوادث السرقة والتدمية في مدن كثيرة والتي تقترف تحت جنح الظالم‪ ،73‬كما‬ ‫في بعض القرى والمداشر‬ ‫▪‬
‫تحدثت كتب المناقب عن هؤالء اللصوص الذين كانوا يتسللون إلى الدور‬ ‫كما في المدن كانت قرى بالد المغرب خالل العصر الوسيط تعج‬
‫والدكـاكـيـن يفتشونها ويسلبون ما فيها‪ ،74‬وألجلهم نصب حرس الليل يطوفون‬ ‫بالمفلسين والمتسكعين الذين ال دخل لهم وال حرفة‪ ،‬وكذا أصحاب المهن‬
‫أزقة المدن المغربية‪.75‬‬ ‫الوضيعة من العوام المهمشين‪ ،90‬الذين كان وضعهم المزري يزداد تفاقما كلما‬
‫ويدخل ضمن هذه الفئة من اللصوص‪ ،‬الفقراء المعدمون أولئك الذين‬ ‫نزلت على رؤوسهم قارعة طبيعية أو بشرية‪ ،‬مما كان يضطرهم إلى تجريب‬
‫شردتهم المجاعات ونكبتهم الجوائح وغوائل الزمن‪ ،‬فتفرقوا في اتجاهات‬ ‫كل الوسائل‪ ،‬لمواجهة واقعهم الصعب والمرير‪ ،91‬فتارة كانت هذه المواجهة‬
‫مختلفة ومن ضمنها أبواب المدن الكبرى ثم لم يظفروا بموطئ قدم داخل‬ ‫تظهر في إفرازات ذهنية وممارسات استسالمية تواكلية همها االنسحاب من‬
‫أسوارها وسدت في وجوههم أبوابها‪ ،‬فتحولوا إلى عاطلين ومتسكعين منبوذين‬ ‫واقع المعاناة بالفرار أحيانا والزهد أحيانا أخرى‪ ،‬وتارة كانت المواجهة تتخذ‬
‫في هوامش تلك المدن وغاباتها المجاورة وأرباضها الحقيرة‪ ،‬حيث خلطوا هناك‬ ‫سلوكات عدوانية كالسطو والنهب والتعدي‪ 92‬الموجه إلى كل ما يؤكل أو يلبس‬
‫بين جميع أنواع الجريمة واآلفات االجتماعية كاللصوصية والقمار والمخدرات‬ ‫من مواد تعتبر ضرورية لضمان البقاء‪ ،‬وهذا ما يفسر كثرة األسئلة الموجهة‬
‫والدعارة‪ ، 76‬وهكذا تنضاف فئة من اللصوص وقطاع الطرق الفقراء في‬ ‫من طرف أهل القرى إلى الفقهاء حول طرق تأمين وحرز زروعهم وضروعهم‬
‫هوامش المدن بل وحتى داخل أسوارها بتزامن مع ظروف الضيق والحاجة‬ ‫من هؤالء اللصوص‪.93‬‬
‫التي تخلقها الجوائح والقحوط‪ ،77‬وهو ما يفسر إقدام السلطة على إغالق أبواب‬ ‫إال أن كل الطرق وأشكال االحتراز لم تكن تحول دون حصول هؤالء‬
‫المدن وخاصة إبان المجاعات في وجه هؤالء البائسين درءا لخطرهم على‬ ‫الفقراء على طعا مهم عن طريق الخطف والنهب أحيانا‪ ،‬أو باستعمال الحيل‬
‫أمنها وأمن ساكنيها وممتلكاتهم‪ ،78‬وكذا مطالبة الفقهاء بمنعهم من الدخول إلى‬ ‫البطالين في ظل شجرة‪ ،‬بجوار‬ ‫ّ‬ ‫كأن يجلس النفر من هؤالء‬‫أحيانا أخرى‪ْ ،‬‬
‫المدينة وأسواقها‪ ،79‬وتحذير الناس بعضهم البعض من خطر ما يحدث من‬ ‫الطريق النتهاز الفرصة فيمن يقدرون على سرقته‪ ،‬خاصة إذا كان ضعيف‬
‫"طراق الليل"‪.80‬‬
‫ّ‬ ‫سرقات وعيث في الممتلكات من إضرام النار وغيره على يد‬ ‫الحماية أو غريبا عن البلد‪ ،94‬كما قد يتواطأ بعض الرعاة الفقراء مع اللصوص‬
‫ومن جملة هؤالء الفقراء المعدمين الذين لم يجدوا بدا من تعاطي‬ ‫لسرقة أحد رؤوس الماشية‪ 95‬خاصة إذا كانت العقوبة خفيفة على الراعي إذا‬
‫اللصوصية بشكل فردي داخل بعض المدن المغربية خالل العصر الوسيط يذكر‬ ‫نقصت غنمه‪ ،‬كأن "يحلف أنه ما باع [منها] وما أكل وال دلس وال فرط"‪،96‬‬
‫التيفاشي أصنافا من النساء والغلمان الذين وظفوا المتعة الجنسية الستدراج‬ ‫وقد عبر الناس في أمثالهم عن عدم جدوى اليمين إذا أنكر السارق‪ ،‬بقولهم‪" :‬لو‬
‫ضحاياهم بغرض السرقة‪ ،‬وقد ذكر من فئة الغلمان ال ُمعذّر‪ ،81‬واألمرد‪،82‬‬ ‫عطي للسارق يمين بمصحف‪ُ ،‬ك ْن يْمشي به تحتُ "‪ ،97‬ومن حيلهم أيضا في‬
‫والمستعشق‪ ،83‬والشاطر‪ ، 84‬والواحد من هؤالء باإلضافة إلى انتمائه لطائفة‬ ‫سرقة الطعام ما كان يقترفه عمال األرحي من اختالس في القمح أو الدقيق‬
‫اللواطيين والغلمان "كان لصا أو شاطرا‪ ،‬فيحتال على بعض التجار بالوجارة‬ ‫الوارد عليهم بغرض الطحن‪ ،98‬حتى اشتهرت بعض األرحي بين الناس‬
‫ويطمعه في نفسه‪ ،‬فإذا دخل معه موضعا خاليا‪ ،‬وال سيما على شراب‪ ،‬قتله‬ ‫باالختالس‪ ،‬وأن "الرحوي الذي فيها مشهور السرقة"‪.99‬‬
‫وأخذ ما معه"‪ ،85‬أما من صنف النساء فقد ذكر المسافرة‪ ،86‬والمظلومة‪،87‬‬ ‫كما كان إقدامهم أحيانا على استخدام العنف المفضي إلى القتل يفسر‬
‫والشاطرة‪ ،88‬والمغنية‪ ، 89‬وهن نساء زاوجن بين امتهان الدعارة وسرقة‬ ‫مدى ا لتوتر النفسي الذي كانوا يعانون منه من شدة الحاجة والفقر وحتى‬
‫زبائنهن إما بمجهود فردي أو بمساعدة أحد اللصوص‪.‬‬ ‫الخوف‪ ، 100‬خاصة وأن معظم أصحاب هذه السرقات الفردية كانوا محليين‪،‬‬

‫‪ -73‬ابن فرحون‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ ،205 -204 ،193 .‬الونشريسي‪ ،‬م س‪ ،‬ج‬ ‫‪ -86‬المسافرة‪ :‬التي تدعي أنها مسافرة تطلب اإليواء عند أحد العزاب ممن‬
‫‪ ،2‬ص‪.528 ،310 -308 ،115 .‬‬ ‫تتوسم فيه بغيتها "حتى تأخذ منه فوق أملها"‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.105 -104 .‬‬
‫‪ –74‬ابن الزيات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ ،413 ،78 .‬الباديسي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.149 -148 .‬‬ ‫‪ -87‬المظلومة‪ :‬التي "تقصد دور العزاب أيضا" تروي لهم قصة كاذبة حول‬
‫‪ -75‬ابن الزيات‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪ ،370 ،119 -118 .‬المقري‪ ،‬أحمد بن محمد‬ ‫الظلم الذي طالها حتى تحصل منهم على مرادها‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.107 -106 .‬‬
‫التلمساني‪ ،‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ،‬ج ‪ ،1‬تح‪ ،‬إحسان‬ ‫‪ -88‬ن م‪ ،‬ص‪. 104 -103 .‬‬
‫عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،219 .‬الوزان‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪،1‬‬ ‫‪ -89‬المغنية‪ :‬تتواطأ مع رجل لص على سرقة من تواعدهم‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪-105 .‬‬
‫ص‪ ،242 .‬كاربخال‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.163 -162 .‬‬ ‫‪.106‬‬
‫‪ -76‬الوزان‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪ ،215 .‬كاربخال‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.160 .‬‬ ‫‪ -90‬بوتشيش‪ ،‬المهمشون‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.230 .‬‬
‫‪ -77‬البياض عبد الهادي‪ ،‬الكوارث الطبيعية وأثرها في سلوك وذهنيات‬ ‫‪ -91‬استيتو‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.242 .‬‬
‫اإلنسان في المغرب واألندلس القرن ‪ 8 - 6‬الهجري‪ ،‬دار الطليعة بيروت‪ ،‬ط‬ ‫‪ -92‬بياض‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.78 .‬‬
‫‪2008 ،1‬م‪ ،‬ص‪ ،92 ،87 -86 .‬استيتو‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.89 .‬‬ ‫‪ -93‬الونشريسي‪ ،‬المعيار‪ ،‬ج ‪ ،8‬م س‪ ،‬ص‪،342 -341 ،283 ،44،227 .‬‬
‫‪ -78‬ابن الزيات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ ،310 ،305 .‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬م‬ ‫ج ‪ ،6‬ص‪ ،428 .‬التشوف‪ ،‬ص‪257 .‬‬
‫س‪ ،‬ص‪ 49 .‬ـ ‪.51‬‬ ‫‪ -94‬ابن الزيات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.321 .‬‬
‫‪ -79‬ابن عبدون‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.123 .‬‬ ‫‪ -95‬الونشريسي‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص‪.331 -330 .‬‬
‫‪ -80‬ابن عذاري‪ ،‬البيان المغرب‪ ،‬ق الموحدين‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.258 ،266 .‬‬ ‫‪ -96‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص‪.331 .‬‬
‫‪ -81‬المعذر هو‪" :‬الغالم الملتحي"‪ ،‬التيفاشي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.185 .‬‬ ‫‪ -97‬الزجالي‪ ،‬أبو يحيى عبد هللا بن أحمد القرطبي‪ ،‬أمثال العوام في األندلس‪،‬‬
‫‪ -82‬التيفاشي‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.198 .‬‬ ‫تح‪ ،‬محمد بن شريفة‪ ،‬ق ‪ ، 2‬منشورات وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية‬
‫‪ -83‬المستعشق‪ :‬يقول التيفاشي عنه "يكون لواطا فقيرا"‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.75 .‬‬ ‫والتعليم األصلي‪ ،‬د ت‪ ،‬ص‪ ،284 .‬وفي مثله قالوا أيضا‪" :‬لس باهلل كان يمشي‬
‫‪ -84‬الشاطر هو‪" :‬الخبيث الفاجر" ومؤنته الشاطرة وهي‪" :‬فاجرة تخرج من‬ ‫سارق إال وتحت إبط مصحف" ن م‪ ،‬ص‪.175 .‬‬
‫بيتها حافية‪ ،‬وتستعمل سرعة السير‪ ،‬فإذا أبصرت من تتوسم فيه حصول‬ ‫‪ -98‬السقطي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.26 -24 ،17 -16 .‬‬
‫بغيتها حادثته واستمالته بقصة كاذبة ‪ ...‬حتى يبذل لها فوق ما تستحقه"‪،‬‬ ‫‪ -99‬ن م‪ ،‬ص‪.16 .‬‬
‫ن م‪ ،‬ص‪.472 ،104 -103 .‬‬ ‫‪ -100‬استيتو‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.242 .‬‬
‫‪ -85‬التيفاشي‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.185 .‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 67‬‬


‫‪Chiguer and Chiguer‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫ينتمون إلى نفس القرية أو القبيلة‪ ،‬وبالتالي كان إقدامهم على قتل شخص ما‬ ‫مشاهدات‪ ،‬تح‪ ،‬أحمد مختار العبادي‪ ،‬مؤسسة الشباب الجامعة‬
‫خالل سرقته إنما خوفا من أن يقر عليهم إذا عرفهم‪ ،101‬وهذا وارد في كتب‬ ‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪1983‬م‪.‬‬
‫النوازل على لسان من نجا من القتل في مثل هذه الحوادث‪ ،102‬وكذا كتب‬ ‫ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمان‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ـ‬ ‫‪-‬‬
‫المناقب التي تحفل بحاالت السرقة الفردية التي لم يكن أصحابها يميزون بين‬ ‫لبنان‪ ،‬ط ‪ 1413 ،1‬هـ‪1993 /‬م‪،‬‬
‫غني أو فقير أو حتى ولي‪ ،‬كالذي عزم على سرقة أضحية العيد من قطيع الولي‬
‫األبشيهي‪ ،‬شهاب الدين محمد بن أحمد‪ ،‬المستطرف في كل فن مستظرف‪ ،‬تح‬ ‫‪-‬‬
‫ف‪ ،103‬أو السارقان اللذان ضربا على الولي أبي جبل يعلى بنواحي‬ ‫أبي يني ْك ْ‬
‫محمد خير طعمة الحلبي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1429 ،5‬هـ‪2008/‬م‬
‫مدينة فاس "ليأخذا عباءته" ‪ ،‬وغيرهم من أهل القرى الذين كانت تدفعهم‬
‫‪104‬‬

‫‪105‬‬
‫الحاجة إلى اقتفاء أثر المارة ليال أو نهارا النتزاع بعض أموالهم أو ثيابهم‬ ‫ابن فرحون‪ ،‬برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم‪ ،‬تبصرة الحكام في أصول األقضية‬ ‫‪-‬‬
‫ومناهج األحكام‪ ،‬ج ‪ ،2‬خرج أحاديثه وعلق عليه وكتب حواشيه‪ ،‬الشيخ جمال‬
‫نتائج‬
‫عشلي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1416 ،1‬هـ‪1995/‬م‬
‫وعموما فقد شكلت اللصوصية إحدى مظاهر الفقر من جهة‪ ،‬وإحدى‬
‫البادسي عبد الحق‪ ،‬المقصد الشريف والنزع اللطيف‪ ،‬في التعريف بصلحاء‬ ‫‪-‬‬
‫وسائل محاربته من جهة ثانية في مجتمع المغرب العصر الوسيط‪ ،‬كما شكلت‬
‫الريف‪ ،‬تح سعيد أحمد أعراب‪ ،‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪،1982 ،‬‬
‫إحدى سبل العيش عند هؤالء الفقراء المفلسين والمنكوبين والنازحين‪ ،‬الذين‬
‫تكالبت عليهم األرزاء فما عاد أمامهم من حل إال االنخراط في صفوف أهل‬ ‫التيفاشي‪ ،‬شهاب الدين أحمد‪ ،‬نزهة األلباب فيما ال يوجد في كتاب‪ ،‬تح‪ ،‬جمال‬ ‫‪-‬‬
‫الدعارة والحرابة لكسب قوتهم اليومي‪ ،‬فلم تختلف حدة هذه الظاهرة سواء‬ ‫جمعة‪ ،‬رياض الدين للكتب والنشر‪ ،‬لندن‪ -‬قبرص‪ ،‬ط ‪ ،1‬سنة ‪1992‬م‬
‫ظهرت في بادية أو حاضرة شريطة أن يكون لها نفس السبب الذي هو الفقر‬ ‫الزجالي‪ ،‬أبو يحيى عبد هللا بن أحمد القرطبي‪ ،‬أمثال العوام في األندلس‪ ،‬تح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضيق ذات اليد‪ ،‬لكن تكمن وراء تعاطي اللصوصية والحرابة عند مجتمع‬ ‫محمد بن شريفة‪ ،‬ق ‪ ، 2‬منشورات وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية‬
‫المغارب في العصر الوسيط أسباب متضافرة حيت تتكالب على إنسان المرحلة‬ ‫والتعليم األصلي‪ ،‬د ت‬
‫قيد الدراسة باإلضافة إلى الفقر االقتصادي ظروف طبيعية وسياسية واجتماعية‬
‫العبدري الحيحي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن محمد‪ ،‬الرحلة المغربية‪ ،‬تح‪ ،‬محمد‬ ‫‪-‬‬
‫قاسية فلم يجد معها بدا سوى انتحال اللصوصية والحرابة كنمط للعيش والبقاء‪،‬‬
‫الفاسي‪ ،‬وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية والتعليم األصلي‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫كما ساهمت بالمثل شقاوة الظروف الطبيعية وضنك الحياة في بعض البيئات‬
‫‪1968‬م‪.‬‬
‫القاحلة في ظهور أشكال من السلوكات العدوانية كالسرقة وقطع الطرق على‬
‫الساحة االجتماعية آنذاك‪.‬‬ ‫السبكي‪ ،‬تقي الدين علي بن عبد الكافي‪ ،‬فتاوى السبكي‪ ،‬ج ‪ ،2‬دار الكتب‬ ‫‪-‬‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط سنة ‪2004‬م‬
‫المقري‪ ،‬أحمد بن محمد التلمساني‪ ،‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ،‬ج‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،1‬تح‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1988 ،‬م‬
‫مارمول كاربخال‪ ،‬إفريقيا‪ ،‬ج ‪ ،3‬تر‪ ،‬محمد حجي‪ ،‬محمد زنيبر‪ ،‬محمد‬ ‫‪-‬‬
‫ببليوغرافيا‬ ‫األخضر‪ ،‬أحمد التوفيق‪ ،‬أحمد بنجلون‪ ،‬الجمعية المغربية للترجمة والنشر‪،‬‬
‫ابن أبي زرع الفاسي‪ ،‬األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك‬ ‫‪-‬‬ ‫مكتبة المعارف‪ ،‬الرباط‪ 1409 ،‬ـ ‪1408‬هـ ‪ 1989 /‬ـ ‪1988‬م‬
‫المغرب وتاريخ مدينة فاس ‪ ،‬مراجعة عبد الوهاب بن منصور‪ ،‬المطبعة‬ ‫الوزان الحسن بن محمد الفاسي‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ترجمة محمد حجي‬ ‫‪-‬‬
‫الملكية‪ ،‬الرباط‪1999 ،‬م‪.‬‬ ‫ومحمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ط ‪1983 ،2‬م‪.‬‬
‫ابن الزيات‪ ،‬أبو يعقوب يوسف بن يحيى التاديلي‪ ،‬التشوف إلى رجال‬ ‫‪-‬‬ ‫الونشريسي‪ ،‬أحمد بن يحيى‪ ،‬المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى‬ ‫‪-‬‬
‫التصوف ‪ ،‬تح أحمد التوفيق‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط ‪،2‬‬ ‫علماء إفريقية واألندلس والمغرب‪ ،‬ج‪ ،9 ،8 ،‬إشراف محمد حجي‪ ،‬دار الغرب‬
‫‪1997‬م‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1981 ،1‬م‬
‫ابن عذاري المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار األندلس واللمغرب‪ ،‬قسم‬ ‫‪-‬‬ ‫المراجع‬ ‫‪-‬‬
‫الموحدين ‪ ،‬تح‪ ،‬محمد ابراهيم الكتاني‪ ،‬محمد بن تاويت‪ ،‬محمد زنيبر‪ ،‬عبد‬
‫أدونيس‪ ،‬الثابت والمتحول في اإلبداع واالتباع عند العرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار الساقي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القادر زمامة‪ ،‬دار الفغرب االسالمي‪ ،‬بيروت‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪ ،8‬سنة ‪2002‬م‪،‬‬
‫ابن عسكر محمد‪ ،‬دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن‬ ‫‪-‬‬
‫استيتو محمد‪ ،‬الفقر والفقراء في مغرب القرنين ‪ 16‬و‪ ،17‬مؤسسة النخلة‬ ‫‪-‬‬
‫العاشر‪ ،‬تح‪ ،‬محمد حجي دار المغرب‪ ،‬الرباط‪1976 ،‬‬
‫للكتاب‪ ،‬وجدة‪ ،‬ط ‪ ،1‬سنة ‪2004‬م‪.‬‬
‫ابن الخطيب لسان الدين‪ ،‬أعمال األعالم فيمن بويع قبل االحتالم من ملوك‬ ‫‪-‬‬
‫بروفنسال‪ ،‬دار المكشوف‪ ،‬ط ‪ ،2‬لبنان‪.1956 ،‬‬ ‫اإلسالم ‪ ،‬تح ليفي‬

‫‪ -101‬المقري‪ ،‬نفح الطيب‪ ،‬ج ‪ ،1‬م س‪ ،‬ص‪.219 .‬‬ ‫لصوص جاؤوا ألخذ زرعه لكنه يقول‪" :‬ما عقلت منهم إال كالم ثالث‬
‫‪ -102‬يد ّمى الرجل على يد سارقين ثم يأتي يقول‪" :‬ال أدري من أصابني من‬ ‫رجال"‪ ،‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.528 .‬‬
‫الضاربين لكونهما ضرباني في فور واحد"‪ ،‬الونشريسي‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪،2‬‬ ‫‪ -‬رجل جرح ليال على يد خمسة لصوص لكنه يقول‪" :‬لم أعقل منهم إال كالم‬
‫ص‪298 .‬‬ ‫رجلين"‪ ،‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.528 .‬‬
‫‪" -‬رجل يجتمع إليه النفر فتقطع يده وال يدري الشهود من فعله منهم" ن م‪ ،‬ج‬ ‫فمر إلى قطيع من‬
‫‪..." -103‬كان في ابتداء أمره سارقا‪ ،‬فاحتاج إلى أضحية‪ّ ...‬‬
‫‪ ،2‬ص‪.297 .‬‬ ‫فمر غلى فحل من غنمه‪ ،‬فجعله‬ ‫ف‪ ،‬وكان عبدا صالحا‪ّ ،‬‬‫الغنم ألبي يني ْك ْ‬
‫‪ " -‬من قتل رجال في وسط النهار فهرب فطولب حتى اقتحم بيتا فيه رجالن‬ ‫على ظهره‪ ،"...‬ابن الزيات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.234 .‬‬
‫فال يعرف من الثالثة"‪ ،‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ .299 .‬رجل جرح على يد‬ ‫‪ -104‬ابن الزيات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.103 .‬‬
‫‪ -105‬ن م‪ ،‬ص‪.383 ،361 ،309 .‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 68‬‬


‫‪Chiguer and Chiguer‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫إسماعيل محمود‪ ،‬المهمشون في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪-‬‬


‫المكتبة الوطنية للمملكة الوطنية‪،2004 ،‬‬
‫بوتشيش‪ ،‬إبراهيم القادري‪ ،‬المغرب واألندلس في عصر المرابطين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع‪ ،‬الذهنيات‪ ،‬األولياء‪ ،‬دارالطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1993 ،1‬م‪.‬‬
‫المهمشون في تاريخ الغرب اإلسالمي‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪2014‬م‪،‬‬
‫البياض عبد الهادي‪ ،‬الكوارث الطبيعية وأثرها في سلوك وذهنيات اإلنسان‬ ‫‪-‬‬
‫في المغرب واألندلس القرن ‪ 8 - 6‬الهجري‪ ،‬دار الطليعة بيروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪2008‬م‪،‬‬
‫حميش سالم‪ ،‬الخلدونية في ضوء فلسفة التاريخ‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1998‬م‪،‬‬
‫فرج فودة‪ ،‬الحقيقة الغائبة‪ ،‬دار النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬منشورات‬ ‫‪-‬‬
‫عيون المقاالت‪ ،‬ط ‪1989 ،2‬م‪،‬‬
‫طريفي‪ ،‬محمد نبيل‪ ،‬اللصوص في العصر الجاهلي واإلسالمي‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ـ لبنان‪ ،‬ط ‪ 1425 ،1‬هـ‪2004 /‬م‪،‬‬
‫‪- Berque.J, Les structures sociales du Haut-Atlas,‬‬
‫‪P.U.F, Paris, 1925‬‬
‫‪- BRAUDEL .F, La Méditerranée et le monde‬‬
‫‪méditerranéen à l’époque de Philipe II, 2t, Armand‬‬
‫‪Coline, Paris, 1970‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 69‬‬

You might also like