حقيبة مسروقات تتحول في ليلة وضحاها إلى مقام يأتيه الناس من كل حدب وصوب طلبا للبركة والشفاء.
هذه الفكرة العبثية هي محور فيلم ”السيد المجهول“ للمخرج المغربي علاء الدين الجم، والذي يشارك في المسابقة الرسمية بالدورة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
في إطار كوميدي عبثي، تدور أحداث الفيلم حول لص يهرب بحقيبة مسروقات إلى الصحراء بينما تلاحقه الشرطة. يقرر أن يدفن الحقيبة في منطقة صحراوية ويحول مدفنها إلى ما يشبه القبر كي يسهل له التعرف على هذا المكان فيما بعد. تلقي الشرطة القبض عليه وتسجنه عدة أعوام، يخرج بعدها ويتوجه رأسا إلى المنطقة التي دفن فيها الحقيبة، ليكتشف أنها تحولت إلى مقام وضريح لمن أطلق عليه الناس ”سيد المجهول“.
يسلط الفيلم، بشكل ضاحك، الضوء على سلطان الخرافات وكيف تؤثر في معتقدات الناس وتدفعهم للقيام بأي شيء. فسكان المنطقة الجبلية الصغيرة تركوا بيوتهم وسكنوا بالقرب من الضريح طلبا للشفاء والبركة وهطول المطر، غير مدركين أن تلك البقعة لا تضم سوى حقيبة نقود مسروقة.
يتناول المخرج الصراع ضد سطوة الخرافة من خلال قصة اللص ومحاولاته المستميتة لانتشال الحقيبة من الضريح وطبيب يعين في القرية ويصطدم بمعتقدات سكانها الرجعية وشاب يحاول السفر بحثا عن مستقبل أفضل لكن والده المسن يعيقه عن ذلك.
يصور المخرج كيف ينتشر تأثير الخرافات كالعدوى ليصيب حتى اللص والطبيب والشاب والذين لم يكن يؤمن أي منهم بذلك كل لأسبابه المختلفة.
ويقول المخرج إنه اختار القالب الكوميدي لأنه أراد أن تضحك الناس على تلك الأفكار الرجعية فتدرك مدى سخافتها.
وقال ”لا توجد خصوصية للمكان في الفيلم لأن هذا النوع من الأفكار منتشر في معظم المناطق القاحلة في المغرب“.
وتابع قائلا ”أردت أن يكون الفيلم أشبه بالكورال. مجموعة من الشخصيات موجودة في نفس المنطقة وتتقاطع مصائرهم بسبب هذا الكيان“.
وسبق أن شارك الفيلم في قسم ”أسبوع النقاد“ بمهرجان كان السينمائي الدولي، حيث لاقى استحسان النقاد.
ويشارك في المسابقة الرسمية بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش 14 فيلما من 14 دولة منها ثلاث دول عربية هي المغرب وتونس والسعودية.
وتستمر هذه الدورة من المهرجان حتى السابع من ديسمبر كانون الأول.