نثيرة
قصيدة النثر أو الشعر المنثور[1] هي قطعة نثر، غير موزونة وتأتي القافية فيها في مناطق مختلفة من الابيات وأحياناً تكون غير مقفاة، تحمل صورًا ومعاني شاعرية وأغلبها تكون ذات موضوع واحد.
تعريف
[عدل]تذهب الناقدة الفرنسية سوزان برنار إلى أنَّ قصيدة النثر هي: «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية».[2]
لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة.
وكما يقول الشاعر اللبناني أنسي الحاج -أحد أهم شعراء قصيدة النثر العربية إن لم يكن أهمهم - عن شروط قصيدة النثر: «لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية».[3]
إحدى كاتبين قصائد النثر هو محمد أحمد عيسى الماغوط الذي ولد عام 1934 وتوفي عام 2006
إشكاليات
[عدل]إشكالية المصطلح
[عدل]إنَّ إشكاليات قصيدة النثر العربية تبدأ من المصطلح، إذ إنَّ كثيرا من النقاد والباحثين لا يميزون بينها وبين الشعر الحر حتى أنَّ بعضهم أخذ يتحدث عن ريادة الشاعرة العراقية نازك الملائكة لها في حين أنَّ الشاعرة والناقدة المذكورة كانت من أشد خصوم هذه القصيدة.
أما علاقة قصيدة النثر بأنموذج الشعر المنثور الذي ظهر في الربع الأول من القرن العشرين، فهو محل إشكالية أخرى؛ إذ يذهب قسم من النقاد إلى أنَّ الاثنين لا يعدوان أن يكونا تسميتين لنمط كتابي واحد، في حين يرى آخرون أنهما جنسان مختلفان كل الاختلاف.
أما مصطلح النثيرة فهو مصطلحٌ أطلقه الناقد محمد ياسر شرف في سبعينات القرن العشرين ثم فصّل فيه في كتابه النثيرة والقصيدة المضادة. ويرى الناقد في مصطلح قصيدة النثر تناقضاً ضمنياً بسبب جمعه بين الشعر والنثر معاً رغم دلالتيهما المختلفتين، فهو أشبه بقولك: دائرة مربعة أو مستطيلة، فالشعر ليس هو النثر، وإن كان يصحّ اعتبار كل من هذين الأسلوبين في التعبير فرعاً من الأدب حين تمسكه بالمعايير الأدبية المعروفة لدى النقاد في كل لغة من اللغات.
ويعد الايقاع إشكالية أخرى من إشكاليات هذه القصيدة، إذ يزعم دعاتها أنَّ لها إيقاعا خاصا يفوق إيقاع القصيدة التقليدية القائم على الوزن، بينما ينكر الخصوم هذا الإيقاع جملة وتفصيلا.
رواد قصيدة النثر العربية
[عدل]من أبرز رواد قصيدة النثر (من 1954 إلى 1993): جبرا إبراهيم جبرا، توفيق صايغ، أدونيس، محمد الماغوط، مظفر النواب، أنسي الحاج، شوقي أبي شقرا، سركون بولص، عزالدين المناصرة، بول شاوول، سليم بركات، عباس بيضون، بسام حجار، عبد القادر الجنابي، وديع سعادة... هؤلاء هم رواد قصيدة النثر حتى مطلع التسعينيات في القرن العشرين.
انظر أيضا
[عدل]مراجع
[عدل]- ^ مجدي وهبة؛ كامل المهندس (1984)، معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب (ط. 2)، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، ص. 215، OCLC:14998502، QID:Q114811596
- ^ ينظر: سوزان برنار: قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا، ترجمة د. زهير مغامس، دار المأمون، بغداد 1993
- ^ ينظر: أنسي الحاج: لن، دار الجديدة، بيروت 1994، ط 3 (المقدمة)
مصادر ومراجع مفيدة
[عدل]- سوزان برنار: قصيدة النثر من بودلير إلى الوقت الحاضر (1959)-الترجمة الكاملة لكتاب برنار للمصرية (راوية صادق) في مجلدين -1998+2000- وسبق صدور ترجمة مجتزأة من الكتاب للعراقي زهير مغامس 1993.
- [[عز الدين المناصرة : إشكالات قصيدة النثر -1998 +2002+( 2015) -دار الراية عمان- الأردن .
- عبد العزيز موافي: قصيدة النثر من المرجعية إلى التأسيس.
- علي داخل فرج: محاكمة الخنثى، قصيدة النثر في الخطاب النقدي العراقي.
- أحمد عبد المعطي حجازي: القصيدة الخرساء.
- حاتم الصكر: حلم الفراشة.
- أحمد بزون: قصيدة النثر العربية، بيروت 1996.
- مجلة شعر البيروتية
- مجلة الآداب البيروتية
- كمال خير بك: حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر، بيروت 1982
- س. مورييه: الشعر العربي الحديث (1800 - 1970): تطور أشكاله وموضوعاته بتأثير الأدب الغربي، القاهرة 1986
- أدونيس: الثابت والمتحول (4 أجزاء)، بيروت 1980
- كمال أبو ديب: جدلية الخفاء والتجلي، بيروت 1997
- محمد الأسعد: بحثا عن الحداثة، بيروت
- عز الدين اسماعيل: الشعر العربي المعاصر، بيروت 1988 (ط 5)
- محمد جمال باروت: الحداثة الأولى، الشارقة 1991.
- محمد بنيس: الشعر العربي الحديث (3 أجزاء)، المغرب 1989