انتقل إلى المحتوى

وا حر قلباه

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
وا حر قلباه
المؤلف أبو الطيب المتنبي  تعديل قيمة خاصية (P50) في ويكي بيانات
البلد الدولة العباسية  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
وا حر قلباه ممن قلبه شبم  - ويكي مصدر

وا حرَّ قلباه هي قصيدة مشهورة من قصائد الشاعر أبي الطيب المتنبي.[1] نَظَمَها في عتابِ سيفِ الدولة الحمداني بعد أن فترت علاقته به. تنوّعت موضوعاتها بين الفخر والاعتزاز بالنفس وبين مدح سيف الدولة وقدح خصوم المتنبي الذين كانوا سببًا في تركه بلاط سيف الدولة في حلب وذهابه إلى مصر في فترة حكم الإخشيدي. كُتبت القصيدة على بحر البسيط في 38 بيتًا.[2][3] ومما اشتُهر من أبياتها: "الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ".

صورة عامة عن القصيدة

[عدل]

تبدأ القصيدة بداية تصور حرارة قلب الشاعر لجفاء العلاقة بينه وبين سيف الدولة، حيث استعمل أداة النداء للندبة، ومعناها يا لشدة حرارة قلبي وألمي من الذي قلبه بارد، ثم يعرض أبياتًا تصوّر كبرياءه وشجاعته وشاعريته حتى لا يظن أن هذا الحب مجرد تملق لكسب الأجر، ويسهب الشاعر في هذا الفخر، فقد صوّر الشاعر أن شعره قد أثر في الأعمى والأصم، وقد نال من الشهرة حتى أن الجمادات والحيوانات تعرفه حق المعرفة، وبعد كل ذلك الفخر يعود الشاعر إلى عتاب يبدأ باستفهام استنكاري يستهجن فيه كيف رضي سيف الدولة بفراق الشاعر في حين أن هذا الفراق قد عزّ عليه كثيرًا وجعله كالعدم، ويبيّنُ الشاعرُ أن كل ما قاله في قصيدته إنما هو عتاب بلغة قوية كالجواهر، وليس ذمًا لسيف الدولة، حتى لا يستغل الواشون ذلك مرة أخرى. وتدعو القصيدة بطريقة غير مباشرة إلى العديد من المعاني السامية كالمحافظة على ودّ الأصدقاء حتى وإن جفوا، والعدل في معاملة الجميع، وعدم الاغترار بالمظاهر، والعزة والكرامة والشجاعة في قتال الأعداء.[4][5]

نص القصيدة

[عدل]
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبًّا قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ
إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ
قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ
فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ
في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ
ألزَمتَ نفسَكَ شيئًا ليس يَلْزَمُها
أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ
أكُلَّما رُمتَ جيشًا فانْثَنى هَرَبًا
تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ
عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ
وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا
أما تَرى ظَفرًا حُلْوًا سِوى ظَفَر
تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ
يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً
أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ
وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ
إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ
سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ
أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ
أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ
وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ
إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ
وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها
أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ
رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ
وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ
ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ
حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ
صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِدًا
حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ
يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم
وِجْدانُنا كل شيءٍ بعْدَكُم عَدَمُ
ما كان أخلقنا منكم بتَكرمَةٍ
لو أنَّ أمرَكُمُ مِن أمرِنا أمَمُ
إن كانَ سرَّكمُ ما قال حاسدُنا
فما لجُرح إذا أرضاكُمُ ألَمُ
وبيننا لَو رعيتُم ذاك مَعرفةٌ
إن المعارِفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لنا عيبًا فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ
ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي
أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ
ليتَ الغمامَ الذي عندي صواعقُهُ
يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عندَهُ الدِّيَمُ
أرى النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ
لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
لئنْ تَرَكْنَ ضميرًا عن ميامِنِنا
ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ وَدَّعتُهم نَدَمُ
إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدَروا
ألا تُفارِقهُمْ فالرَّاحلونَ هُمُ
شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ
وشرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
وشرُّ ما قنَّصَتْه راحتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سواءٌ فيه والرَّخَمُ
بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ
تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ
هذا عتابُكَ إلّا أنَّهُ مِقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلّا أنَّهُ كَلِمُ

أبحاث خارجية عن القصيدة

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ "شرح قصيدة واحر قلباه". مؤرشف من الأصل في 2024-05-08. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-13.
  2. ^ "واحر قلباه ممن قلبه شبم". الأدب. مؤرشف من الأصل في 2024-05-08. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-13.
  3. ^ "واحر قلباه ممن قلبه شبم". ديوان. مؤرشف من الأصل في 2024-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-13.
  4. ^ "قصيدة الرحيل ( واحرّ قلباه )". صحيفة عسير الإلكترونية. مؤرشف من الأصل في 2024-05-08. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-13.
  5. ^ بطرس البستاني (13 مايو 2024). منتقيات ادباء العرب. دار الجيل للنشر والطباعة والتوزيع. ص. 235.