عرض حول حماية المستهلك من الشروط التعسفية-3

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 37

‫ﻋﺮض ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان‪:‬‬

‫محاية املستهلك من الشروط‬


‫التعسفية‬

‫ﺗﺣت إﺷراف اﻷﺳﺗﺎذة‪:‬‬ ‫ﻣن إﻧﺟﺎز اﻟطﻠﺑﺔ‪:‬‬


‫إﯾﻣﺎن ﻧوري‬
‫اﻟﻣﮭدي ﻣﺣﺳﯾن ‪18001956‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﮭﺎدي ﻣﺣﺳﯾن ‪18004148‬‬
‫ﺗوﻓﯾﻖ ﺷﯾﻣﺎء ‪18005936‬‬
‫‪18001989‬‬ ‫ﻣرﻧﯾن ﯾﺎﺳﯾن‬
‫‪18001132‬‬ ‫ﻣﺣﻣد ﺣﺷﺎد‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ‬
‫‪2020/2021‬‬
‫انمقدمح‪:‬‬
‫درج الفقه على تعرٌؾ العقد أنه توافق إرادتٌن على إحداث اثر قانونً‪،‬‬
‫فللمتعاقدٌن كامل الحرٌة فً االتفاق على مضامٌن العقد و شروطه وفقا لمبدأ‬
‫سلطان اإلرادة‪ ،‬و ما ٌترتب عن ذلك من حقوق و التزامات فً ذمة الطرفٌن تطبٌقا‬
‫لمبدأ القوة الملزمة للعقد‪ .‬إال أن هذه الحرٌة سرعان ما تصبح موضع شك إذا تعلق‬
‫األمر بعقود االستهبلك‪.‬‬

‫فالعقود المبرمة بٌن المهنٌٌن و المستهلكٌن أصبحت تتسم بالتعسؾ‪ ،‬من جراء‬
‫إدراج شروط مجحفة‪ ،‬بناء على مبدأ العقد شرٌعة المتعاقدٌن ودون مساس بمنظومة‬
‫عٌوب الرضا‪ ،‬نتٌجة تباٌن و عدم تكافؤ بٌن مهنً قوي‪ ،‬اقتصادٌا و فنٌا‪ ،‬و مستهلك‬
‫ضعٌؾ‪ ،‬وجب حماٌته قانونٌا و إنصافه قضائٌا‪.‬‬

‫ومن تم برزت مسألة حماٌة الطرؾ الضعٌؾ فً العبلقة التعاقدٌة عن طرٌق‬


‫النظر فٌها إلعادة التوازن إلٌها بشكل ٌحول دون إلحاق الضرر بالمستهلك‪.‬‬

‫وفً هذا السٌاق‪ ،‬فقد ظهرت اإلرهاصات األولٌة لحماٌة المستهلك‪ ،‬وبشكل‬
‫خاص من الشروط التعسفٌة‪ ،‬فً قانون االلتزامات و العقود من خبلل نظرٌة عٌوب‬
‫الرضاء و بعض أحكام عقد البٌع المرتبطة بالضمان و العٌوب الخفٌة‪...‬و فً أحكام‬
‫متفرقة من قوانٌن أخرى‪.‬‬

‫وأمام محدودٌة هذه القوانٌن وعدم نجاعتها فً حماٌة المستهلك‪ ،‬فقد كان لزاما‬
‫على المشرع التدخل من أجل سن قانون ٌُعنى بالمستهلك و ٌوفر له حماٌة أمثل‬
‫بشكل ٌؤدي إلى خلق توازن بٌن كل من المهنً و المستهلك و ٌكرس األمن‬
‫التعاقدي و ٌؤسس لعدالة تعاقدٌة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و بالفعل فقد عمل المشرع المؽربً على تعزٌز ترسانته القانونٌة بالقانون‬
‫‪ 31-88‬القاضً بتحدٌد تدابٌر لحماٌة المستهلك‪ ،1‬على الرؼم من أنه خرج لحٌز‬
‫الوجود بعد مخاض عسٌر و بطرٌقة قٌصرٌة‪2‬جعلته ٌولد مشوها و الدلٌل على ما‬
‫نقول هو عنوان هذا القانون‪ ،‬أي أنه ال ٌعدو أن ٌكون مجرد تدابٌر فقط‪ ،‬فالمشرع‬
‫لم ٌمتلك الشجاعة الكافٌة لوضع قانون أكثر جرأة و أفضل ضمانة لحماٌة‬
‫المستهلك‪.‬‬

‫وما ٌهمنا فً هذا العرض هو حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة التً تثقل‬
‫كاهله‪ ،‬فإلى أي حد استطاع المشرع توفٌر حماٌة فعالة و ممٌزة للمستهلك ؟‬

‫لمعرفة مدى توفق المشرع‪ ،‬ونجاعة النصوص القانونٌة‪ ،‬فً حماٌة المستهلك‬
‫من الشروط التعسفٌة ‪ ،‬سنعمل على تناول هذا الموضوع من خبلل مقاربة متعددة‬
‫المناهج‪ ،‬وفق التصمٌم التالً ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المستهلك والشرط التعسفي‬


‫المبحث الثاني‪ :‬آليات حماية المستهلك من الشروط التعسفية‬

‫‪ 1‬ظهٌر شرٌؾ رقم ‪ 1.11.03‬صادر فً ‪ 14‬من ربٌع األول ‪ 18( 1432‬فبراٌر ‪ )2011‬الصادر بالجرٌدة‬
‫الرسمٌة عدد ‪ 5932‬بتارٌخ ‪ 3‬جمادى األولى ‪ 7( 1432‬ابرٌل ‪ )2011‬ص ‪.1072‬‬
‫‪ 2‬تجدر اإلشارة إلى أن مجموعة من المشارٌع المتعلقة بحماٌة المستهلك تم إقبارها داخل دهالٌز األمانة العامة‬
‫للحكومة‪ ،‬بل إن العدٌد من المهتمٌن بالحقل التشرٌعً فً ببلدنا اعتبروها مقبرة للقوانٌن‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫انمثحث األول ‪ :‬مفهىو انمضتههك وانشرط انتعضفي‬
‫تقتضً دراسة موضوع حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة البحث فً‬
‫تحدٌد المفاهٌم األولٌة للموضوع وذلك لما لها من أهمٌة ‪ ،‬إذ سنعمل من خبلل هذا‬
‫المبحث على تحدٌد مفهوم كل من المستهلك (المطلب األول)‪ ،‬ثم سنتطرق بعدها‬
‫لمفهوم الشرط التعسفً (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫انمطهة األول‪ :‬مفهىو انمضتههك‬


‫سنتناول هذا المطلب من خبلل فقرتٌن‪ ،‬نعرض فً األولى للتعرٌؾ التشرٌعً‬
‫للمستهلك وبٌان عناصره‪ ،‬ثم نتطرق فً فقرة ثانٌة للتعرٌؾ الفقهً للمستهلك سواء‬
‫بمعناه الضٌق أو الموسع ‪.‬‬

‫انفقرج األونً‪ :‬انتعريف انتشريعي نهمضتههك وتحديد عىاصري‬

‫سنحاول من خبلل هذه الفقرة إعطاء تعرٌؾ المستهلك (أوال)ثم نعرض بعدها‬
‫لبٌان عناصره (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬انتعريف انتشريعي نهمضتههك‬

‫على الرؼم من أن وضع التعرٌفات من اختصاص الفقه‪ ،‬إال أن المشرع‬


‫المؽربً خرج عن هذه القاعدة فً مناسبات عدة و وضع تعرٌفات فً مجموعة من‬
‫القوانٌن‪.‬‬

‫و بالرجوع إلى القانون ‪ 31.08‬القاضً بتحدٌد تدابٌر لحماٌة المستهلك نجد‬


‫أن المشرع عرؾ المستهلك‪1‬فً المادة الثانٌة من هذا القانون بأنه‪" :‬كل شخص‬
‫طبٌعً أو معنوي ٌقتنً أو ٌستعمل لتلبٌة حاجٌاته ؼٌر المهنٌة منتجات أو سلعا أو‬
‫خدمات معدة الستعماله الشخصً أو العائلً "‪.‬‬

‫‪ 1‬تجدر اإلشارة أن المشرع لم ٌقم بتعرٌؾ المستهلك فً قوانٌنه قبل صدور القانون ‪.31.08‬‬

‫‪3‬‬
‫ؼٌر أنه ٌؤاخذ على المشرع من خبلل تعرٌفه للمستهلك كونه ٌبقى قاصـرا ‪،‬‬
‫و ذلك نظرا لكون مفهوم المستهلك من المفاهٌم المرنة التً ٌصعب حصرها‪.‬‬
‫وحسب بعض الفقه فإن تعرٌؾ المستهلك من الموضوعات الشائكة التً أثارت‬
‫سجاال و نقاشا فقهٌا ‪ ،‬فهناك هالة كبٌرة الزالت تحٌط بمفهوم المستهلك إلى درجة‬
‫أن بعض الفقه أعتبره ؼٌر قابل للتعرٌؾ و ال ٌوجد لحد اآلن موقؾ مجمع علٌه‬
‫‪1‬‬
‫بشأن هذا األخٌر سواء على مستوى الفقه أو القضاء‪.‬‬

‫ؼٌر أن ما ٌشفع للمشرع وٌخفؾ من حدة انتقاده هو تجاوز ما قد ٌثور من‬


‫خبلؾ بخصوص تعرٌؾ المستهلك على مستوى القضاء و ما قد ٌصاحبه من‬
‫خبلفات‪.‬‬

‫هذا ما ٌتعلق بتعرٌؾ المستهلك على مستوى الجانب التشرٌعً ‪ ،‬فماهً‬


‫العناصر المعتمدة فً تحدٌد هذا المفهوم ؟‬

‫ثاويا ‪ :‬عىاصر مفهىو انمضتههك‬

‫ٌتحدد مفهوم المستهلك من خبلل استجماعه لثبلثة عناصر و هً‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون الشخص طبيعيا أو معنويا ‪:‬‬

‫من خبلل نص المادة الثانٌة من قانون ‪ 31.08‬نجد أن المشرع قد حدد هذا‬


‫العنصر بحٌث اعتبر أن المستهلك هو كل شخص طبٌعً كما أنه من خبلل التعرٌؾ‬
‫ٌبلحظ أن المشرع مدد صفة المستهلك لتشمل حتى األشخاص المعنوٌة طالما أن‬
‫الؽاٌة من االستهبلك هو سد حاجات شخصٌة‪.‬‬

‫‪ 1‬بوعبٌد عباسً ‪ ،‬مفهوم المستهلك على ضوء العمل التمهٌدي لمشروع قانون حماٌة المستهلك ‪ ،‬مجلة إشعاع‬
‫الصادرة عن هٌئة المحامٌن بالقنٌطرة ‪،‬العدد ‪ 20‬سنة ‪ ، 1999‬ص ‪.85‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -2‬اقتناء أو استعمال المنتجات أو السلع أو الخدمات ‪:‬‬

‫تتعدد صور االستهبلك بتعدد العقود المبرمة من قبٌل عقود القرض أو التأمٌن‬
‫أو البٌع ‪ ...‬فمن خبلل هذه العقود ٌحصل المستهلك على المنتجات أو السلع أو‬
‫الخدمات‬

‫‪ -3‬تلبية حاجيات غير مهنية ‪:‬‬

‫تعتبر عبارة (حاجٌات ؼٌر مهنٌة ) الحد الفاصل فً التمٌٌز بٌن المستهلك و‬
‫المورد و هو المعٌار األساسً لكون المستهلك هو الذي ٌقتنً أو ٌستعمل ال ُمنتج أو‬
‫الخدمة لهدؾ ؼٌر مهنً ‪ ،‬وهذا ٌعنً أن الفعل المادي المتمثل فً االقتناء أو‬
‫االستعمال ٌبقى محصورا فً تحقٌق األهداؾ الشخصٌة أو العائلٌة‪. 1‬‬

‫بعدما تطرقنا للتعرٌؾ التشرٌعً للمستهلك و قمنا بتحدٌد عناصره‪ ،‬سنعمد فً‬
‫الفقرة الموالٌة للحدٌث عن التعرٌفات الفقهٌة لهذا المفهوم‪.‬‬

‫انفقرج انثاويح ‪ :‬انتعريفاخ انفقهيح نهمضتههك‬

‫اختلؾ الفقه فً تعرٌفه للمستهلك‪ ،‬نتج عن ذلك ظهور اتجاهٌن‪ ،‬فرٌق ٌتبنى‬
‫تعرٌفا ضٌقا (أوال)‪ ،‬و فرٌق آخر توسع فً تعرٌفه للمستهلك (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االتااي انضيق في تعريف انمضتههك‬


‫‪2‬‬
‫اختلفت التعرٌفات المقدمة للمستهلك من منظور ضٌق حٌث ذهب بعض الفقه‬
‫إلى أنه " ٌقصد بالمستهلك بمفهومه الضٌق كل شخص ٌقتنً أو ٌستعمل سلعة أو‬
‫خدمة لؽرض ؼٌر مهنً‪.‬‬

‫‪ٌ 1‬وسؾ الزوجال ‪ ،‬المفهوم القانونً للمستهلك ‪،‬سلسلة دراسات وأبحات ‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط‬
‫‪،‬العدد ‪ ،4‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 2‬بوعبٌد عباسً ‪ "،‬مفهوم المستهلك على ضوء العمل التمهٌدي للمشروع قانون حماٌة المستهلك" ‪،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‬
‫‪.87‬‬

‫‪5‬‬
‫وٌعرفه جانب آخر من الفقه على أنه‪" :‬كل شخص ٌتعاقد بهدؾ إشباع حاجاته‬
‫الشخصٌة أو العائلٌة "‪ ،1‬وبالتالً ال ٌكتسب صفة المستهلك من ٌتعاقد ألؼراض‬
‫مهنٌة‪.‬‬

‫و تتجلى الفائدة العملٌة لهذه التعارٌؾ الضٌقة للمستهلك كونها تخرج من دائرة‬
‫الحماٌة األشخاص الذٌن ٌتعاقدون من أجل تلبٌة حاجٌاتهم التجارٌة أو المهنٌة ‪.‬‬

‫ثاويا ‪ :‬االتااي انمىصع في تعريف انمضتههك‬

‫إذا كان االتجاه الضٌق قد حصر تحدٌد مفهوم المستهلك‪ ،‬فإن اإلتجاه الموسع‬
‫قد قام بتمدٌد دائرة األشخاص تشملهم الحماٌة‪ ،‬وفً هذا اإلطار تبنى بعض الفقه‬
‫مفهوما موسعا للمستهلك حٌث اعتبر المستهلك كل شخص ٌتعاقد بهدؾ االستهبلك‪.2‬‬

‫والمبلحظ أن التعرٌؾ الذي قدمه هذا االتجاه وفر حماٌة ألشخاص قد ال تكون‬
‫لهم صفة المستهلك بالمعنى الدقٌق للكلمة‪ ،‬وعلٌه فإن الحماٌة المقررة فً هذا‬
‫التوجه قد تشمل حتى المهنً الذي ٌتعاقد من أجل نشاطه ‪.‬‬

‫انمطهة انثاوي‪ :‬مفهىو انشرط انتعضفي‬


‫لتحدٌد مفهوم الشرط التعسفً البد من البحث فً أمرٌن‪ :‬أولهما تعرٌؾ هذا‬
‫النوع من الشروط وتحدٌد عناصره (الفقرة األولى ) أما األمر الثانً فٌرتبط بتحدٌد‬
‫الشرط التعسفً وبعض تطبٌقاته (الفقرة الثانٌة )‪.‬‬

‫انفقرج األونً ‪ :‬تعريف انشرط انتعضفي وتحديد عىاصري‬

‫من خبلل هذه الفقرة سنتطرق لتعرٌؾ الشرط التعسفً (أوال)‪ ،‬ثم سنعمل فٌما‬
‫بعد على تحدٌد و بٌان عناصره (ثانٌا)‪.‬‬

‫‪ 1‬السٌد محمد السٌد عمران‪" ،‬حماٌة المستهلك أثناء تكوٌن العقد "‪ ،‬منشأة المعارؾ باإلسكندرٌة‪ ،‬طبعة ‪،1986‬‬
‫ص ‪ ،8‬أشار إلٌه إدرٌس الفاخوري ‪ ،‬حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ‪ ،‬مجلة طنجٌس ‪ ،‬العدد ‪، 3‬‬
‫‪ ، 2003‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ 2‬إدرٌس الفاخوري ‪،‬حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ‪ ،‬مجلة طنجٌس العدد ‪ ، 2003 ، 3‬ص ‪.91‬‬

‫‪6‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف انشرط انتعضفي‬

‫احتدم الخبلؾ حول تعرٌؾ الشرط التعسفً‪ ،‬وذلك بسبب تعدد الزواٌا التً‬
‫ٌنظر منها إلٌه ‪ ،‬حٌث عرفه البعض بأنه‪" :‬الشرط الذي ٌفرض على ؼٌر المهنً أو‬
‫على المستهلك من قبل المهنً نتٌجة تعسؾ فً استعمال هذا األخٌر لسلطته‬
‫االقتصادٌة بؽرض الحصول على مزٌة مجحفة "‪.1‬‬

‫كما أن التعرٌؾ بالشرط التعسفً لم ٌكن مقصورا على الفقه فقط وإنما قامت‬
‫جل التشرٌعات المقارنة بتعرٌؾ هذا الشرط ومنها المشرع المؽربً فً المادة ‪15‬‬
‫من القانون ‪ 31.08‬فً فقرتها األولى حٌث نص المشرع على أنه‪ٌ" :‬عتبر شرطا‬
‫تعسفٌا فً العقود المبرمة بٌن المورد و المستهلك كل شرط ٌكون الؽرض منه أو‬
‫ٌترتب علٌه اختبلل كبٌر بٌن حقوق و واجبات طرفً العقد على حساب المستهلك"‪.‬‬

‫و المبلحظ أن المشرع فً تعرٌفه للشرط التعسفً لم ٌخرج عن مستوٌٌن‪،‬‬


‫األول حدد فٌه الطرؾ الذي ٌفرض علٌه هذا الشرط‪ ،‬و المستوى الثانً حدد فٌه‬
‫عنصر اإلخبلل الكبٌر بٌن حقوق و واجبات الطرفٌن العقد االستهبلكً‪.‬‬

‫هذا بخصوص تعرٌؾ الشرط التعسفً فماذا عن عناصره ؟ هذا ما سنعمل‬


‫على تبٌانه من خبلل ما ٌلً ‪:‬‬

‫ثاويا ‪ :‬عىاصر انشرط انتعضفي‬

‫ٌكاد ٌجمع الفقه على أن عناصر الشرط التعسفً ال تخرج عن عنصرٌن ‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد المسلومً‪" ،‬حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة أثناء التعاقد"‪ ،‬مجلة الحكم المؽربٌة ‪ ،‬العدد ‪، 100‬‬
‫ص ‪.105‬‬
‫_ و للتوسع اكثر فً التعارٌؾ الفقهٌة المقدمة للشرط التعسفً أنظر‪:‬‬
‫محمد صدق‪" ،‬حماٌة المستهلك فً الخدمات البنكٌة "‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر‪ ،‬ماستر قانون المقاولة التجارٌة‬
‫‪ ، 2011_2010 ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و اإلجتماعٌة و اإلقتصادٌة بسطات ‪ ،‬ص ‪. 77‬‬
‫_ محمد عبد هللا "حماٌة المستهلك فً كواجهة الشروط التعسفٌة فً عقود اإلستهبلك دراسة مقارنة ‪ ،‬درا الفكر‬
‫العربً القاهرة ‪ ، 1997 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -1‬العنصر األول‪ :‬التعسف في استعمال القوة االقتصادية للمهني‬

‫ٌتجلى هذا العنصر فً كون العقود االستهبلكٌة تنبنً على عبلقة ؼٌر متكافئة‬
‫بٌن مورد ٌملك من الخبرة و التجربة ما ٌجعله ٌتعاقد بشروط متعسفة فً مواجهة‬
‫المستهلك ‪ ،‬فقوة هذا المهنً تكمن فً السٌطرة الفنٌة أكثر منها فً القوة االقتصادٌة‬
‫‪ ،‬و هذه القوة هً التً تمكن المورد من فرض شروط تعسفٌة على المستهلك وذلك‬
‫‪1‬‬
‫العتٌاده على إبرام العقود ودراٌته الكبٌرة بااللتزامات و الحقوق الناتجة عنها‬

‫‪ -2‬العنصر الثاني‪ :‬الميزة المفرطة المتجاوزة التي يحصل عليها المهني‬

‫إذا كان العنصر األول عنصر شخصً فإن العنصر الثانً هو عنصر‬
‫موضوعً‪ ،‬مؤداه أن الشرط التعسفً ٌوفر للمهنً مزاٌا فاحشة مبالػ فٌها من جراء‬
‫إدراج هذه الشروط بحٌث تمكنه من االستفادة من مزاٌا أكثر من المألوؾ‪.‬‬

‫هذا بخصوص تعرٌؾ الشرط التعسفً وتحدٌد عناصره ؟ فماذا عن طرق‬


‫تحدٌد الشروط التعسفٌة وتطبٌقاتها من الناحٌة الواقعٌة ؟ هذا ما سنبٌنه من خبلل‬
‫الفقرة الموالٌة ‪.‬‬

‫انفقرج انثاويح ‪ :‬تحديد انشروط انتعضفيح وتعض تطثيقاتها‬

‫سنتطرق فً هذه الفقرة إلى فكرتٌن محورٌتٌن بحٌث سنحاول تبٌان طرق‬
‫تحدٌد الشروط التعسفٌة (أوال )‪ ،‬ثم سنتحدث عن تطبٌقات هذه الشروط و تجلٌاتها‬
‫على مستوى بعض العقود (ثانٌا)‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬أصانية تحديد انشروط انتعضفيح‬

‫لتحدٌد الشروط التعسفٌة تعتمد ثبلثة أسالٌب‪ ،‬وسنعمل على تحدٌدها وبٌان‬
‫مزاٌاها و عٌوبها على النحو التالً ‪:‬‬

‫‪ 1‬عمرو قرٌوح ‪ ،‬الحماٌة القانونٌة لمستهلك السلع و الخدمات دراسة فً عقود اإلستهبلك ‪،‬رسالة لنٌل دبلوم‬
‫الدراسات العلٌا المعمقة فً قانون األعمال ‪ ،‬كلٌة الحقوق وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪، 2000_1999‬ص ‪.91‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -1‬أسلوب الالئحة‪:‬‬

‫ٌعتمد هذا األسلوب على تحدٌد الئحة تبٌن الشروط التً تدخل فً نطاق ما هو‬
‫تعسفً‪ ،‬وهذا ما نهجه المشرع المؽربً من خبلل نص المادة ‪ 18‬من القانون‬
‫‪ 31.08‬حٌنما عدد هذه الشروط على سبٌل المثال و لٌس الحصر‪.‬‬

‫ؼٌر أن ما ٌؤاخذ على هذا األسلوب أنه ٌحد من السلطة التقدٌرٌة للقاضً متى‬
‫كانت هذه الشروط معددة على سبٌل الحصر‪ .‬وهذا اإلشكال ؼٌر مطروح بالنسبة‬
‫للتشرٌع المؽربً كما سنوضح ال حقا‪.‬‬

‫‪ - 2‬األسلوب التقديري ‪:‬‬

‫ٌمنح هذا األسلوب السلطة التقدٌرٌة الواسعة بخصوص تحدٌد و إبطال‬


‫الشروط التعسفٌة‪ ،‬وٌقصً بطرٌقة مباشرة التعداد البلئحً التشرٌعً ‪ ،‬ومن‬
‫التشرٌعات التً أخذت بهذا األسلوب نجد التشرٌع المصري‪.1‬‬

‫وإن كان هذا األسلوب ال ٌقٌد السلطة التقدٌرٌة للقاضً‪ ،‬فإنه فً نفس اآلن قد‬
‫ٌجعل قضاة الموضوع فً حٌرة من أمرهم إزاء تحدٌد هذه الشروط لعدم وجود‬
‫نموذج ٌعتمدونه كما هو مقرر فً األسلوب البلئحً التشرٌعً ‪.‬‬

‫‪- 3‬األسلوب المختلط ‪:‬‬

‫ٌعتمد هذا األسلوب على الجمع بٌن كل من األسلوبٌن السابقٌن‪ ،‬وذلك من‬
‫خبلل تحدٌده لبلئحة بعض الشروط التً تعتبر تعسفٌة‪ ،‬و فً اآلن ذاته ٌترك‬
‫للقاضً السلطة التقدٌرٌة فً القٌاس على هذه الشروط‪ ،‬و الوصول إلى شروط‬
‫مماثلة إذ ٌبقى هذا التعداد التشرٌعً بمثابة تعداد توجٌهً لقضاة الموضوع ال ؼٌر ‪.‬‬

‫‪ 1‬الزبٌر المعروفً ‪ " ،‬حماٌة المقرض من الشروط التعسفٌة "‪ ،‬سلسلة دراسات و ابحاث ‪ ،‬مطبعة المعارؾ‬
‫الجدٌدة‪ ،‬الرباط ‪ 2014 ،‬ص ‪. 93‬‬

‫‪9‬‬
‫و بالرجوع للقانون ‪ 31.08‬نجد أن المشرع المؽربً اعتمد هذا األسلوب‬
‫حٌث نص بصرٌح العبارة فً الفقرة األولى من المادة ‪ 18‬على أن التعداد الوارد‬
‫جاء على سبٌل المثال ال الحصر‪.‬‬

‫وفً رأٌنا ٌحسب هذا التوجه للمشرع المؽربً إذ ٌبقى توجها سلٌما لعلة أنه لم‬
‫ٌقٌد سلطة القاضً فً تقدٌر الشروط التعسفٌة‪ ،‬وفً الوقت نفسه لم ٌترك قضاة‬
‫الموضوع فً حٌرة من أمرهم إزاء تحدٌد هذه الشروط‪.‬‬

‫وإذا كانت هذه هً سبل و أسالٌب تحدٌد الشروط التعسفٌة‪ ،‬فماذا عن تطبٌقاتها‬
‫وانعكاساتها على مستوى بعض العقود ؟‬

‫ثاويا ‪ :‬تعض تطثيقاخ انشروط انتعضفيح‬

‫ٌعتبر تعدد العقود بمثابة المجال الخصب للشروط التعسفٌة‪ ،‬ؼٌر أن الضرورة‬
‫المنهجٌة تفرض عدم ذكرها بإجمالها حتى ال ٌختل التوازن الشكلً للموضوع من‬
‫جهة ‪ ،‬و حتى ال تتم الدراسة بشكل وصفً فقط من جهة ثانٌة ‪ ،‬وعلٌه فقد إرتأٌنا‬
‫أن نتطرق لبعضها ولذلك سنتطرق للشروط التعسفٌة فٌكل من عقد التأمٌن على أن‬
‫عقد القرض‪.‬‬

‫‪ - 1‬الشروط التعسفية في عقد التامين ‪:‬‬

‫ٌدخل عقد التأمٌن فً نطاق عقود اإلذعان وقد عرفها السنهوري بقوله " ففً‬
‫دائرة عقود اإلذعان ٌكون القبول مجرد إذعان لما ٌملٌه الموجب‪ ،‬فالقابل فً العقد‬
‫لم ٌصد قبول بعد مناقشة ومفاوضة بل هو فً موقفه من الموجب ال ٌملك إال أن‬
‫ٌأخد أو أن ٌدع‪ ،‬ولما كان فً حاجة إلى التعاقد فهو مضطر إلى القبول ‪.1‬‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً الجدٌد‪ ،‬نظرٌة االلتزام بوجه عام مصادر‬
‫االلتزام‪ ، 1952،‬بند‪.116‬‬
‫أنظر أٌضا بخصوص هذا التعرٌؾ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫ومما ٌجعل عقد التأمٌن من زمرة عقود اإلذعان كون شركات التأمٌن هً التً‬
‫تتولى إعداد العقود بشكل مسبق فٌما ٌبقى للمؤمن له إما التوقٌع و القبول بالشروط‬
‫التً وضعها المؤمن سلفا أو الرفض ‪ ،‬وٌمكن القول من هذا المنطلق أن المستهلك‬
‫المؤمن له ٌكون له خٌار فً اتجاه واحد ‪.‬‬

‫وما جعل المشرع ٌتدخل لتنظٌم هذا النوع من العقود هو محاولة ضمان حقوق‬
‫الطرؾ الضعٌؾ الذي هو المؤمن له من جراء بعض الشروط التعسفٌة التً قد‬
‫تدرج من طرؾ المؤمن الذي ٌبقى دائما فً مركز قوة فً إطار العبلقة العقدٌة‪.‬‬

‫فالشروط التعسفٌة التً تدرج فً عقود التأمٌن تتخذ عدة صور‪ ،‬إذ قد نجد‬
‫شروط توضع حتى قبل إقدام المتعاقدٌن على التعاقد وكذلك الشروط التً تواكب‬
‫العقد وإبرامه و التً ال تظهر إال أثناء تنفٌذ العقد أو حتى ٌتحقق الخطر المؤمن‬
‫علٌه‪ ،‬ومن قبٌل الشروط التعسفٌة التً قد توضع فً عقود التأمٌن مثبل أن ٌقضً‬
‫شرط بفسخ العقد من جانب المؤمن فً حالة تحقق الخطر دون الرجوع إلى المؤمن‬
‫له‪.‬‬

‫وقد اورد المشرع المصري بعض نمادج الشروط التعسفٌة التً قد تدرج فً‬
‫عقد التأمٌن من خبلل نص الفصل ‪ 750‬من القانون المدنً المصري ومن قبٌل هذه‬
‫الشروط التً حددها التشرٌع المصري مثبل الشرط الذي بسقوط الحق فً التأمٌن‬
‫بسبب مخالفة المؤمن له للقوانٌن و اللوائح ‪...‬‬

‫إذا كنا قد حاولنا تقرٌب تمظهر الشرط التعسفً من خبلل عقد التأمٌن فما هً‬
‫تجلٌات هذا الشرط على مستوى عقد القرض ؟‬

‫_ بوعبٌد عباسً‪ ،‬االلتزام باإلعبلم فً العقود دراسة فً حماٌة المتعاقد المستهلك‪ ،‬المطبعة و الوراقة الوطنٌة‬
‫مراكش ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ، 2008 ،‬ص‪.72‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ - 2‬الشروط التعسفية في عقد القرض ‪:‬‬

‫عقد القرض من العقود التً تتسع فٌها الهوة بٌن المتعاقدٌن وذلك على عدة‬
‫مستوٌات ‪ ،‬وقد عرؾ المشرع المؽربً عقد القرض فً الفصل ‪ 856‬من قانون‬
‫االلتزامات و العقود بما ٌلً‪ " :‬القرض عقد بمقتضاه ٌسلم أحد الطرفٌن لآلخر أشٌاء‬
‫مما ٌستهلك باالستعمال أو أشٌاء منقولة أخرى‪ ،‬الستعمالها‪ ،‬بشرط أن ٌرد‬
‫المستعٌر‪ ،‬عند انقضاء األجل المتفق علٌه‪ ،‬أشٌاء أخرى مثلها فً المقدار والنوع‬
‫والصفة"‪ ،‬كما نظم المشرع المؽربً عقد القرض كذلك من خبلل القانون ‪31.08‬‬
‫من الفصل ‪ 77‬إلى الفصل ‪. 89‬‬

‫ومن أهم تجلٌات ومظاهر الشرط التعسفً فً عقد القرض هو تجاوز الحد‬
‫المعقول للفائدة و التً تحدد سلفا بواسطة دورٌات صادرة عن والً بنك المؽرب ‪،‬‬
‫هذه الفائدة التً ال ٌمكن تجاوزها حسب البعض ولكن ٌحق للبنك حسب البعض أن‬
‫ٌنزل عن سعر هذه الفوائد فً إطار خلق نوع من التنافس بٌن مؤسسات االئتمان‪.1‬‬

‫ونعتقد أن اإلشكال الذي ٌطرح نفسه هو عدم علم المستهلك بأسعار الفائدة فً‬
‫ظل األمٌة التً ال زالت ترخً بظبللها على المجتمع المؽربً فً عمومه طبعا‪،‬‬
‫مما ٌشجع بالتبعٌة مؤسسات االئتمان على فرض شروط تعسفٌة أكثر‬

‫كما انه من المشاكل المحتدمة التً قد ٌطرحها عقد القرض بخصوص‬


‫النزاعات التً قد تقع بشأنه تلك التً تتعلق باالختصاص القضائً و بالخصوص‬
‫حٌنما ٌكون المقترض مدعٌا فإنه فً هذه الحالة ٌبقى ملزما باالنتقال إلى المحكمة‬
‫التً ٌوجد بها المقر االجتماعً للمؤسسة و الذي قد ال ٌكون هو مكان تواجده ‪،‬‬
‫وباإلضافة إلى ما سبق ذكره فإنه و بالرجوع إلى المادة ‪ 12‬من القانون المحدث‬
‫للمحاكم التجارٌة نجد المشرع ٌمنح للمتقاضٌن الحق فً االتفاق على إسناد‬
‫االختصاص لمحكمة معٌنة ‪ ،‬ومن خبلل هذا المقتضى فإنه من الصعوبة بما كان‬

‫‪ 1‬الزبٌر المعروفً‪"،‬حماٌة المقترض من الشروط التعسفٌة "‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪12‬‬
‫على المقترض و باعتباره الطرؾ الضعٌؾ فً العقد أن تكون له إمكانٌة فرض‬
‫شروطه على المؤسسة البنكٌة وإنما ٌكون علٌه لزاما الخضوع و اإلذعان لقوة‬
‫المقرض فً هذه الحالة ‪.‬‬

‫هذا ومتى توفر الطابع التعسفً فً الشروط المدرجة فً عقد القرض فإن مال‬
‫هذه الشروط هو البطبلن و تطبق باقً مقتضٌات العقد األخرى إذا أمكن أن ٌبقى‬
‫العقد صحٌحا بدون الشرط التعسفً وفقا لنص المادة ‪ 15‬من قانون ‪.1 31.08‬‬

‫هذا بخصوص مفهوم كل من المستهلك والشرط التعسفً‪ ،‬فماذا عن آلٌات‬


‫حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ؟‬

‫‪ 1‬و المبلحظ من خبلل هذا المقتضى ان المشرع المؽربً لم ٌخرج عن القواعد العامة للبطبلن حٌنما نص على‬
‫نظرٌة انتقاص العقد من خبلل نص الفصل ‪ 308‬من قانون االلتزامات و العقود و الذي ٌنص المشرع فً‬
‫مقتضٌاته على إمكانٌة اإلبقاء على االلتزام حتى مع بطبلن جزء منه متى أمكن بقاء هذا االلتزام‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫انمثحث انثاوي‪:‬آنياخ حمايح انمضتههك مه انشروط انتعضفيح‬
‫سنحلل فً هذا المبحث مسألتٌن من خبللهما ٌمكن ضمان حماٌة للمستهلك من‬
‫الشروط التعسفٌة ‪ ،‬األولى تتعلق بالحماٌة التشرٌعٌة للمستهلك (المطلب األول)أما‬
‫الثانٌة فتتعلق بالحماٌة التً ٌكرسها القضاء و الجمعٌات للمستهلك (المطلب الثانً )‬

‫انمطهة األول ‪ :‬دور انتشريع في حمايح انمضتههك‬


‫ٌمكن حماٌة المستهلك من خبلل المقتضٌات التشرٌعٌة على مستوى جبهتٌن‬
‫إما من خبلل القواعد العامة (الفقرة األولى ) أو من خبلل القواعد الخاصة المتمثلة‬
‫فً قانون حماٌة المستهلك (الفقرة الثانٌة )‪.‬‬

‫انفقرج األونً‪ :‬حمايح انمضتههك مه خالل انقىاعد انعامح‬

‫قبل صدور القانون ‪ 31.08‬فإن حماٌة المستهلك كانت تتم وفقا للقواعد العامة‬
‫من خبلل مجموعة من اآللٌات منها نظرٌة عٌوب الرضا (أوال) وكذلك نظرٌة‬
‫التعسؾ فً استعمال الحق ونظرٌة الضمان (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬وظريح عيىب انرضا‬


‫‪ -1‬الغلط‪:‬‬

‫لم ٌعرؾ المشرع المؽربً الؽلط بل تولى الفقه ذلك حٌث عرفه أنه "توهم‬
‫ٌصور لشخص الواقع على خبلؾ حقٌقته و ٌدفعه إلى التعاقد "‪.1‬‬

‫و قد نظم المشرع الؽلط فً الفصول من( ‪ 40‬إلى ‪ )45‬وحدد حاالت الؽلط‬


‫فً الواقع و القانون ‪ ،‬و علٌه فالؽلط ال ٌخول اإلبطال إال فً الحاالت التً ٌحددها‬
‫القانون‪ ،‬وبالرجوع إلى أحكام الؽلط نجد أن المشرع ساوى فً أحكامه بٌن المتعاقد‬
‫و المستهلك و لم ٌعط أي تفضٌل لؤلخٌر‪ ،‬و المبلحظ أنه حتى و إن كان الؽلط ٌوفر‬

‫‪ 1‬مأمون الكزبري‪" ،‬نظرٌة اإللتزامات فً ضوء قانون االلتزامات و العقود المؽربً " الجزء االول _مصادر‬
‫اإللتزام ‪،‬مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء‪،‬الطبعة الثانٌة‪ ، 1972 ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪14‬‬
‫حماٌة للمستهلك باعتباره متعاقدا فإن هذه الحماٌة تبقى قاصرة وذلك لخصوصٌة‬
‫العقد اإلستهبلكً و عدم توازن كفتً المهنً و المستهلك‪.‬‬

‫‪ -2‬التدليس ‪:‬‬

‫ٌقصد بالتدلٌس استعمال خدٌعة توقع الشخص فً ؼلط ٌدفعه إلى التعاقد ‪،1‬‬
‫وقد نظمه المشرع المؽربً فً الفصلٌن (‪ 52‬و ‪ )53‬من قانون االلتزامات و‬
‫العقود‪ ،‬وحتى ٌخول التدلٌس اإلبطال فبلبد أن تكون الحٌل أو الكتمان هً الدافعة‬
‫للتعاقد‪ ،‬كما ٌمٌز الفقه بٌن التدلٌس الدافع والتدلٌس العارض بحٌث ٌخول األول‬
‫اإلبطال دون الثانً وهذا ما ٌشكل قصورا فً حماٌة الطرؾ الضعٌؾ فً العبلقة‬
‫التعاقدٌة عامة و المستهلك بصفة خاصة‪.‬‬

‫ولنا همسة فً أذن المشرع إذا ما سنحت له الفرصة قصد مواكبة االتجاهات‬
‫الحدٌثة فً نظرٌة التدلٌس أن ٌتٌح إمكانٌة إبطال العقد سواء تعلق األمر بتدلٌس‬
‫عارض أو دافع ‪ ،‬وهذا فً نظرنا سٌوفر حماٌة أكبر للمتعاقد عامة و المستهلك‬
‫خاصة ‪ ،‬ولما ال منح سلطة تقدٌرٌة واسعة للقاضً إلبطال العقود متى اتضح له‬
‫أنها تنطوي على تدلٌس ‪.‬‬

‫‪ -3‬الغبن ‪:‬‬

‫الؽبن هو التفاوت و انتفاء التوازن بٌن ما ٌعطٌه العاقد و ما ٌأخذه‪ ،2‬و‬


‫بالرجوع ألحكام قانون االلتزامات و العقود فقد نظم المشرع المؽربً الؽبن فً‬
‫الفصول ‪ 55‬و ‪ ، 56‬فالؽبن ٌخول اإلبطال إذا كان الطرؾ المؽبون قاصرا أو‬
‫ناقص األهلٌة و لو تعاقد بمعونة وصٌه أو مساعده القضائً ‪ ،‬و لو لم ٌكن ثمة‬

‫‪ 1‬مأمون الكزبري‪ ،‬م‪،‬س ‪ ،‬ص ‪.98‬‬


‫‪2‬مأمون الكزبري‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬

‫‪15‬‬
‫تدلٌس من الطرؾ اآلخر‪ ،‬و ٌعتبر ؼبنا كل فرق ٌزٌد عن الثلث بٌن الثمن المذكور‬
‫فً العقد و القٌمة الحقٌقٌة للشًء‪.1‬‬

‫فالؽبن ال ٌخول اإلبطال ‪ ،‬إال إذا نتج عن تدلٌس الطرؾ اآلخر أو نائبه أو‬
‫الشخص الذي تعامل من أجله و ذلك فٌما عدا االستثناءات المشار إلٌها سابقا ‪.‬‬

‫ٌتضح إذن أن نظرٌة الؽبن تبقى قاصرة‪ ،‬إذ ال ٌمكن االعتماد علٌها فً تحقٌق‬
‫التكافؤ و التوازن العقدي نظرا الختبلؾ المراكز القانونٌة لكل من المهنً و‬
‫المستهلك‪ ،‬ولكون الشروط التعسفٌة قد تتخذ عدة مظاهر تعجز نظرٌة الؽبن عن‬
‫مواجهتها و اإلحاطة بها‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن بعض الفقه المؽربً‪ٌ 2‬رى ‪ ،‬عن حق ‪ ،‬بأن مشرع‬
‫قانون االلتزامات و العقود قد أقر الؽبن االستؽبللً و ذلك بالنص فً الفصل ‪54‬‬
‫منه على أن أسباب اإلبطال المبنٌة على حالة المرض و الحاالت األخرى المشابهة‬
‫متروكة لتقدٌر القضاة ‪ ،‬فالنظرٌة الحدٌثة للؽبن ترتكز على الؽبن االستؽبللً ‪ ،‬و‬
‫الذي ٌقوم على استؽبلل أحد المتعاقدٌن مرض أو ضعؾ أو حاجة أو طٌش المتعاقد‬
‫اآل خر و جعله ٌقدم على التعاقد وفق أسس ٌظهر فٌها البون شاسعا بٌن ما ٌنشأ له‬
‫من حقوق و ما ٌترتب علٌه من التزامات‪ ...‬فهذه النظرٌة ٌمكن تطبٌقها فً المؽرب‬
‫استنادا إلى ما ورد فً الفصل ‪ 54‬من قانون االلتزامات و العقود ‪ ،‬و لم ٌكتؾ‬
‫المشرع بهذا الفصل و إنما أورد تطبٌقا هاما لنظرٌة االستؽبلل أو الؽبن االستؽبللً‬
‫فً الفصل ‪ 3878‬من قانون االلتزامات و العقود‪ 4،‬بل ذهبت أوسع من ذلك حٌنما‬

‫‪ 1‬الفصل ‪ 56‬من قانون االلتزامات و العقود ‪.‬‬


‫‪2‬مأمون الكزبري‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪. 133‬‬
‫‪ٌ3‬نص الفصل ‪878‬من ق ل ع على أن‪'':‬من ٌستؽل حاجة شخص آخر أو ضعؾ إدراكه أو عدم تجربته فٌجعله‬
‫ٌرتضً من أجل الحصول على قرض أو لتجدٌد قرض قدٌم عند حلول أجله فوائد أو منافع أخرى تتجاوز إلى‬
‫حد كبٌر السعر العادي للفوائد وقٌمة الخدمة المؤداة‪ ،‬وفقا لمقتضٌات المكان وظروؾ التعامل‪ٌ ،‬مكن أن ٌكون‬
‫محبل للمتابعة الجنائٌة‪ .‬وٌسوغ إبطال الشروط واالتفاقات المعقودة بمخالفة حكم هذا الفصل بناء على طلب‬
‫الخصم‪ ،‬بل حتى من تلقاء نفس المحكمة‪ .‬وٌجوز إنقاص السعر المشترط‪ ،‬وٌحق للمدٌن استرداد ما دفعه زٌادة‬
‫على السعر الذي تحدده المحكمة على أساس أنه دفع ما لٌس مستحقا علٌه وإذا تعدد الدائنون‪ ،‬كانوا مسؤولٌن‬
‫على سبٌل التضامن‪''.‬‬
‫‪4‬مأمون الكزبري‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪. 134‬‬

‫‪16‬‬
‫جعلت مقتضٌاته من النظام العام بمنحها للمحكمة إمكانٌة التدخل من تلقاء نفسها‬
‫إلبطال الشروط و االتفاقات المعقودة بطرٌقة تعسفٌة‪.‬‬

‫ٌتضح مما سبق أن المتعاقد المستهلك إذا ما أبرم عقدا بشروط تعسفٌة ألحقت‬
‫به ؼبنا استؽبللٌا فانه ٌمكن أن ٌقٌم دعواه استنادا على مقتضٌات الفصل ‪ 54‬من‬
‫قانون االلتزامات و العقود‪ ،‬خاصة إذا ما اعتبرنا أن عدم دراٌة المستهلك بالخباٌا‬
‫الفنٌة أو القانونٌة أو االقتصادٌة هً حاالت مشابهة لحاالت المرض المنصوص‬
‫‪1‬‬
‫علٌها فٌه‪.‬‬

‫وخبلصة القول فإن نظرٌة عٌوب الرضا تبقى نظرٌة قاصرة فً حماٌتها‬
‫للمتعاقد بصفة عامة و المستهلك بصفة خاصة‪ ،‬باعتبار أنها تبقى نظرٌة عبلجٌة‬
‫بعدٌة و الحال ٌقتضً توفٌر حماٌة قبلٌة حمائٌة للمتعاقد و المستهلك بالدرجة‬
‫األولى‪.‬‬

‫ثاويا ‪ :‬انحمايح انمقررج مه خالل تعض انىظرياخ األخري‬

‫سنقتصر على تناول كل من التعسؾ فً استعمال الحق وااللتزام بالضمان ‪.‬‬

‫‪ -1‬التعسف في استعمال الحق‪:‬‬

‫ٌقصد بالتعسؾ فً استعمال الحق‪ ،‬استعمال الشخص لحق ٌخوله له القانون‬


‫بكٌفٌة تحدث أضرارا للؽٌر‪ ،‬و ذلك متى كانت الفائدة التً سٌحققها من وراء هذا‬
‫االستعمال ال تتناسب مع األضرار التً سٌلحقها بالؽٌر‪.‬‬

‫و رؼم األضرار التً قد تلحق بالمستهلك فً عبلقته بالمهنً ‪ ،‬من خبلل‬


‫إقحام عدة بنود أو شروط تعسفٌة‪ ،‬إال أنه ال ٌمكن األخذ بهذه النظرٌة ‪ ،‬ألنها نظرٌة‬

‫‪1‬ادرٌس الفاخوري ‪،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.74 .‬‬

‫‪17‬‬
‫واسعة ‪ ،‬معقدة و ؼامضة ‪،‬قد تطلق العنان للقضاء إلبطال مجموعة من العقود‪ ،‬مما‬
‫قد ٌضر بالعبلقات التعاقدٌة ‪،1‬ومن تم المساس باستقرار المعامبلت‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية الضمان‪:‬‬

‫بالرجوع للمبادئ العامة فإن المورد ٌلتزم بالضمان و المتجسد فً ضمان‬


‫العٌوب الخفٌة و ضمان االستحقاق‪ ،‬و هذا ما ٌتقاطع مع االلتزام العام باإلعبلم‪ ،‬فإذا‬
‫كان من حق المورد مدح بضاعته و إظهار محاسنها؛ بل ذكرها و تعدادها‬
‫؛للمستهلك قصد تحبٌبه فٌها ثم بٌعها له ‪ ،‬فإنه بالموازاة مع ذلك ٌبقى المورد ملتزما‬
‫بتنوٌر المستهلك إلى جانب االلتزام بالضمان‪.‬‬

‫و على فرض أن إرادة طرفً العقد اتجهت صوب التحلل من ضمان‬


‫االستحقاق‪ ،‬فإن هذا الشرط ٌبقى عدٌم األثر‪ ،‬و الدلٌل على ذلك هو مقتضٌات‬
‫الفصل ‪ 534‬من قانون االلتزامات و العقود الذي نص فٌه المشرع على أن البائع‬
‫ٌلتزم بقوة القانون بأن ٌضمن للمشتري االستحقاق‪.‬‬

‫ٌتضح من خبلل ما تطرقنا إلٌه؛ فً هذه الفقرة؛ أن حماٌة المستهلك فً إطار‬


‫القواعد العامة تبقى قاصرة و ال تستوعب جمٌع الحاالت التً تلحق ضررا‬
‫بالمستهلك مما جعل المشرع ٌتدخل لسن قانون ٌعنى بحماٌة المستهلك قصد تجاوز‬
‫هذا القصور و اإلحاطة ما أمكن بما نسٌته أو تناسته القوانٌن السابقة‪.‬‬

‫انفقرج انثاويح‪ :‬حمايح انمضتههك مه خالل انقاوىن ‪31-80‬‬

‫سنتناول فً هذه الفقرة مسألة إثبات الشرط التعسفً(أوال)‪ ،‬ثم تكرٌس مشرع‬
‫القانون ‪ 31-08‬لمبدأ االلتزام باإلعبلم (ثانٌا)‪ ،‬و كذا مهلة التفكٌر أو حق التراجع‬
‫الذي تم منحه للمستهلك داخل أجل محدد(ثالثا)‪.‬‬

‫‪1‬محمد المسلومً ‪ ،‬حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة أثناء التعاقد‪،‬مجلة الملؾ‪ ،‬العدد ‪ ،8‬مارس‬
‫‪،2006‬ص‪.171-170‬‬

‫‪18‬‬
‫أوال‪ :‬إثثاخ انشرط انتعضفي‬

‫ٌعكس القانون ‪ 31-08‬حماٌة جدٌة للمستهلك على مستوى إثبات الشرط‬


‫التعسفً‪ ،‬و ذلك من خبلل قلب عبء اإلثبات على المهنً خبلفا للقواعد العامة التً‬
‫تكرس نقٌض القاعدة السالفة الذكر‪ ،‬و هذا ما أكدته مقتضٌات المادة ‪ 18‬و تحدٌدا‬
‫‪1‬‬
‫فً فقرتها األخٌرة‪.‬‬

‫كما أن مقتضٌات الفصل ‪ 19‬من القانون ‪ 31-08‬نصت على مسألة فً ؼاٌة‬


‫األهمٌة تتعلق ببطبلن الشرط التعسفً دون العقد متى أمكن ذلك‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫هناك من الحاالت التً ٌستحٌل فٌها اإلبقاء على العقد من جراء بطبلن الشرط‬
‫التعسفً‪.‬‬

‫وٌحسب للمشرع المؽربً أن جعل المقتضٌات المنظمة لحماٌة المستهلك من‬


‫الشروط التعسفٌة من النظام العام عندما نص على ذلك بصرٌح العبارة فً المادة‬
‫‪ 20‬من القانون ‪ ،31-08‬الشًء الذي ٌمنح للمحكمة صبلحٌة و إمكانٌة إثارة‬
‫‪2‬‬
‫الطابع التعسفً لشروط العقد من تلقاء نفسها‪.‬‬

‫ثاويا‪ :‬االنتزاو تاإلعالو‬

‫ٌعتبر االلتزام باإلعبلم من المبادئ األساسٌة التً ٌقوم علٌها التعاقد‪ ،‬و نظرا‬
‫لقٌمة هذا االلتزام لم ٌكتؾ المشرع بالنص علٌه فً دٌباجة القانون ‪ ،31-08‬بل‬
‫أفرد له قسما خاصا به؛ و تحدٌدا القسم الثانً فً المواد من ‪ 3‬إلى ‪14‬؛ حٌث‬
‫كرس من خبلله ضمانات مهمة لحماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة عن طرٌق‬
‫تبصٌر المستهلك و تمكٌنه من كافة المعلومات و البٌانات الهامة و التً من شأنها أن‬
‫تؤثر فً إقدامه أو إحجامه عن التعاقد‪.‬‬

‫‪1‬تنص المادة ‪ 18‬على أنه ‪...":‬‬


‫فً حالة وقوع نزاع حول عقد ٌتضمن شرطا تعسفٌا‪ٌ ،‬جب على المورد اإلدالء بما ٌثبت الطابع ؼٌر التعسفً‬
‫للشرط موضوع النزاع‪".‬‬
‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 18‬على ما ٌلً ‪ ":‬تعتبر أحكام هذا القسم من النظام العام‪".‬‬

‫‪19‬‬
‫وٌقصد بهذا االلتزام‪ ،‬حسب بعض الفقه‪ ،‬ذلك االلتزام الذي ٌفرض على أحد‬
‫المتعاقدٌن‪ ،‬أي المدٌن‪ ،‬بإعبلم المتعاقد األخر‪ ،‬أي الدائن‪ ،‬بكافة الوقائع و المعلومات‬
‫التً تكون منتجة و الزمة لتكوٌن رضاء حر و مستنٌر‪،‬أو لضمان حسن تنفٌذ‬
‫‪1‬‬
‫العقد‪.‬‬

‫وفً مقابل االلتزام باإلعبلم الذي ٌقع على المورد‪ ،‬نجد االستعبلم‪ ،‬الذي‬
‫ٌفرض على المستهلك طلب المعلومات و االستفسار لتنوٌره‪ ،‬و من تم تجاوز حالة‬
‫كتمان و سكوت المورد و التً قد تشكل مظهرا من مظاهر الشروط التعسفٌة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى وجود تضارب فً اآلراء حول ما إذا كان اإلخبلل‬
‫بااللتزام باإلعبلم تترتب علٌه مسؤولٌة تقصٌرٌة أو عقدٌة‪ ،‬و نحن نضم صوتنا‬
‫للرأي األول خصوصا إذا ما استحضرنا أنه التزام ٌقع فً مرحلة ما قبل إبرام‬
‫العقد؛ على الرؼم من أن أثاره تمتد إلى ما بعد التعاقد؛ فً حٌن أن المسؤولٌة‬
‫العقدٌة تعد أثرا لئلخبلل بالعقد‪.‬‬

‫ثانثا‪ :‬مههح انتفكير‬

‫إن الؽاٌة من توفٌر حماٌة فعالة للمستهلك جعلت المشرع ٌخرج عن القواعد‬
‫العامة و المتمثلة فً انعقاد العقد بمجرد تراضً الطرفٌن على العناصر و الشروط‬
‫األساسٌة‪،2‬و من تم ٌصبح العقد قانون المتعاقدٌن ‪ ،3‬و ٌنعقد حتى مع احتوائه على‬
‫شروط تعسفٌة تثقل كاهل الطرؾ الضعٌؾ فً العبلقة التعاقدٌة‪.‬‬

‫‪ 1‬بوعبٌد عباسً‪ ،‬االلتزام باإلعبلم فً العقود‪،‬أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫القاضً عٌاض ‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة ‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2003-2002‬ص‪.34‬‬
‫‪ٌ 2‬نص الفصل ‪19‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على ما ٌلً ‪":‬ال ٌتم االتفاق إال بتراضً الطرفٌن على العناصر األساسٌة‬
‫لبللتزام وعلى باقً الشروط المشروعة األخرى التً ٌعتبرها الطرفان أساسٌة‪.‬‬
‫والتعدٌبلت التً ٌجرٌها الطرفان بإرادتهما على االتفاق فور إبرامه ال تعتبر ‪ ...‬جزءا من االتفاق األصلً وذلك‬
‫ما لم ٌصرح بخبلفه‪".‬‬
‫‪ٌ 3‬نص الفصل ‪ 230‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على ما ٌلً ‪":‬االلتزامات التعاقدٌة المنشأة على وجه صحٌح تقوم مقام القانون‬
‫بالنسبة إلى منشئٌها‪ ،‬وال ٌجوز إلؽاؤها إال برضاهما معا أو فً الحاالت المنصوص علٌها فً القانون‪".‬‬

‫‪28‬‬
‫و أمام ضرورة حماٌة المستهلك ‪ ،‬الذي قد ٌقدم على إبرام عقود على عجل و‬
‫بدون روٌة ‪ ،‬و ربما بدون خبرة نظرا الختبلؾ المراكز القانونٌة‪ ،‬أضؾ إلى ذلك‬
‫التطور التكنولوجً و ما واكبه من إبرام لعقود عن بعد ‪ ،‬حٌث إن المستهلك ال‬
‫ٌمكنه رؤٌة المنتوج الذي ٌقدم على شرائه‪ ،‬وربما ٌقوم بالتعاقد بناء على صور و‬
‫مواصفات تحتاج الفحص و التدقٌق عن قرب ‪ ،‬و وعٌا من المشرع بهذه الحماٌة فقد‬
‫تدخل عن طرٌق منح مهلة للتفكٌر أو الحق فً التراجع عن العقد ‪. 1‬‬

‫و ؼنً عن البٌان أن منح المستهلك مهلة للتفكٌر إذا كان ٌوفر حماٌة و ضمانة‬
‫لنشوء رضاء سلٌم‪ ،‬إال أنه ٌضرب فً الصمٌم مبدأ القوة الملزمة للعقد‪ ،‬و ربما قد‬
‫تعتبر هذه المهلة وسٌلة لتعطٌل إبرام العقد إلى حٌن فواتها ‪.‬‬

‫انمطهة انثاوي‪ :‬انقضاء وانامعياخ كآنيح نحمايح انمضتههك مه انشروط‬


‫انتعضفيح‬
‫سنتناول هذا المطلب من خبلل فقرتٌن‪ ،‬نعرض فً الفقرة األولى لدور القضاء‬
‫فً حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة‪ ،‬و نخصص الفقرة الثانٌة للبحث فً دور‬
‫الجمعٌات فً تكرٌس حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة‪.‬‬

‫انفقرج األونً ‪ :‬دور انقضاء في حمايح انمضتههك مه انشروط انتعضفيح‬

‫قبل الحدٌث عن الشروط الواجب توافرها قصد تدخل القضاء لتعدٌل وإلؽاء‬
‫الشروط التعسفٌة(ثانٌا)‪ٌ ،‬جب التطرق بداٌة لصور تدخل القضاء لحماٌة‬
‫المستهلك(أوال)‪.‬‬

‫‪1‬تنص المادة ‪ 36‬من القانون ‪ 31-08‬على ما ٌلً ‪:‬‬


‫" للمستهلك أجل‪:‬‬
‫‪ ‬سبعة أٌام كاملة لممارسة حقه فً التراجع؛‬
‫‪ ‬ثبلثٌن ٌوما لممارسة حقه فً التراجع فً حالة ما لم ٌؾ المورد بالتزامه بالتأكٌد الكتابً للمعلومات‬
‫المنصوص علٌها فً المادتٌن ‪ 29‬و ‪.32‬‬
‫وذلك دون الحاجة إلى تبرٌر ذلك أو دفع ؼرامة باستثناء مصارٌؾ اإلرجاع إن اقتضى الحال ذلك‪.‬‬
‫تسري اآلجال المشار إلٌها فً الفقرة السابقة ابتداء من تارٌخ تسلم السلعة أو قبول العرض فٌما ٌتعلق بتقدٌم‬
‫الخدمات‪.‬‬
‫تطبق أحكام هذه المادة مع مراعاة أحكام المادتٌن ‪ 38‬و ‪".42‬‬

‫‪21‬‬
‫أوال ‪ :‬صىر تدخم انقضاء نحمايح انمضتههك‬

‫إذا ثار نزاع بشأن عقد ما فإن القضاء ٌتدخل إما لتفسٌره أو تعدٌله أو ربما‬
‫إلؽاء شروطه التعسفٌة‪.1‬‬

‫‪ -1‬سلطة القاضي في تفسير العقد‬

‫نظم المشرع المؽربً تفسٌر العقد فً إطار مقتضٌات الفصل ‪ 461‬من قانون‬
‫االلتزامات و العقود الذي نص على أنه إذا كانت ألفاظ العقد صرٌحة‪ٌ ،‬منع على‬
‫القاضً البحث عن قصد صاحبها‪ ،‬الشًء الذي ٌزكً أخذ المشرع باإلرادة الباطنة‬
‫لؤلطراؾ‪ ،‬و هذا ما ذهب إلٌه القرار الصادر عن المجلس األعلى سابقا ؛ محكمة‬
‫النقض حالٌا؛ بتارٌخ ‪ٌ 10‬ولٌوز ‪ 1962‬تطبٌقا لهذا الفصل‪ ،‬و الذي جاء فٌه‪" :‬لٌس‬
‫‪2‬‬
‫للقضاة تفسٌر اتفاقات األطراؾ عندما تكون ألفاظها صرٌحة‪.‬‬

‫ولما كانت خصوصٌة العقود االستهبلكٌة تقتضً توفٌر حماٌة ممٌزة‬


‫للمستهلك فإنه وجب عدم الوقوؾ عند مضامٌن هذا الفصل‪ ،‬و هو ما ٌشكل خروجا‬
‫على مبدأ سلطان االرادة‪.‬‬

‫ومن أجل توفٌر حماٌة أكبر للمستهلك أمكن للقاضً البحث فً شروط العقد‬
‫حتى و لو كانت واضحة من أجل استنباط ما إذا كانت تعسفٌة أم أنها ؼٌر ذلك و‬
‫هذه المكنة أتاحها المشرع من خبلل مقتضٌات الفصل ‪ 462‬من قانون االلتزامات و‬
‫العقود ‪ ،‬فً فقرته األخٌرة‪ ،‬حٌث إنه عندما ٌكون للتأوٌل موجب‪ٌ ،‬لزم البحث عن‬
‫قصد المتعاقدٌن‪ ،‬دون الوقوؾ عند المعنى الحرفً لؤللفاظ‪ ،‬وال عند تركٌب الجمل‪.‬‬

‫‪ 1‬قد ٌرى البعض أن إلؽاء الشروط التعسفٌة هو فً حد ذاته نوع من التعدٌل و من صمٌمه ‪ ،‬إال أنه فً‬
‫اعتقادنا فإن هذا الطرح ٌبقى محل نظر و ٌصبح ؼٌر ذي قٌمة فً الحالة التً ال ٌستقٌم فٌها العقد بدون الشرط‬
‫التعسفً الملؽى ‪ ،‬أو بتعبٌر أخر فً الحالة التً ٌؤدي فٌها إلؽاء الشرط التعسفً إلى عدم إمكانٌة بقاء العقد‪.‬‬
‫‪ 2‬قرار عدد منشور فً مجلة القضاء و القانون ‪ ،‬عدد ‪ ،49-48‬ص‪. 380.‬‬

‫‪22‬‬
‫وفً اعتقادنا ٌجب على القضاة استخدام سلطتهم التقدٌرٌة فً تفسٌر العقود و‬
‫استثمارها و توظٌفها بشكل موسع فً حقل العقود االستهبلكٌة ‪ ،‬و لما ال التدخل‬
‫لتعدٌل هذه العقود إذا كانت تتضمن شروطا تعسفٌة‪.‬‬

‫‪ -2‬سلطة القاضي في تعديل العقد‪:‬‬

‫بالرجوع لقانون االلتزامات و العقود نجد أن المشرع‪،‬عموما ‪ ،‬حصر وظٌفة‬


‫القاضً فً تفسٌر العقد دون تعدٌله إذا ما تضمن شروطا مجحفة‪ ،1‬ؼٌر أن هذا‬
‫األمر ٌصبح محل نظر و قاببل للنقاش فً ظل القانون ‪ 31-08‬خصوصا إذا ما‬
‫استحضرنا أن المشرع اعتبر أحكام حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة تدخل‬
‫فً فلك النظام العام‪.‬‬

‫و فً رأٌنا فقد أحسن المشرع صنعا ألن ذلك سٌشكل ضمانة ممٌزة للمستهلك‬
‫بل إن قواعد العدالة و اإلنصاؾ تقتضً تدخل القاضً ‪ ،‬بما له من سلطة تقدٌرٌة‪،‬‬
‫من أجل تعدٌل العقد و الحد من الشروط التعسفٌة التً ٌتضمنها ‪ ،‬ألن من شأن ذلك‬
‫تحقٌق التوازن العقدي‪.‬‬

‫‪ -3‬سلطة القاضي في إلغاء الشروط التعسفية‬

‫ال ٌنحصر دور القاضً فً تفسٌر و تعدٌل العقد فقط‪ ،‬و إنما قد ٌمتد به األمر‬
‫إلى إلؽاء بعض شروطه متى كانت تعسفٌة‪ ،‬و سندنا فً ذلك ما نصت علٌه المادة‬
‫‪ 19‬من القانون ‪.31-08‬‬

‫و ٌرى البعض أن القاضً لٌس فً حاجة إلى نص خاص إلبطال الشروط‬


‫التعسفٌة‪ ،‬و إنما ٌستند فً ذلك إلى القواعد العامة مثل النظام العام و حسن النٌة فً‬

‫‪1‬مع مراعاة أحكام الفصل ‪ 264‬من ق‪.‬ل‪.‬ع المتعلقة بالشرط الجزائً ‪ ،‬و التً كانت محل جدل و نقاش بٌن‬
‫فرٌق‪ٌ ،‬رى أنه ٌمكن للمحكمة أن تتدخل من تلقاء نفسها للرفع من قٌمة التعوٌض المتفق علٌه إذا كان زهٌدا و‬
‫تخفٌضه إذا كان مبالؽا فٌه ‪ ،‬و فرٌق آخر‪ٌ ،‬ذهب إلى كون تدخل المحكمة مرهون و مرتبط بطلبات األطراؾ و‬
‫إال فإنها ستواجه بمقتضٌات الفصل الثالث من قانون المسطرة المدنٌة ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫إبرام العقود‪ ،1‬بل إن السلطة التقدٌرٌة التً ٌملكها فً هذا اإلطار تخول له تقرٌر إذا‬
‫ما كان الشرط تعسفٌا من عدمه و ال ٌخضع فً ذلك لرقابة محكمة النقض ‪.‬‬

‫ثاويا‪ :‬شروط تدخم انقضاء نتعديم أو إنغاء انشروط انتعضفيح‬

‫إذا كان ٌمكن للقاضً تعدٌل أو إلؽاء الشروط التعسفٌة فإن ذلك رهٌن‬
‫بشروط وجب احترامها ‪ ،‬ومن ذلك أن ٌوجد عقد تم بطرٌقة التسلٌم أو اإلذعان ثم‬
‫كون العقد تضمن شرطا تعسفٌا أو أكثر‪.‬‬

‫‪ -1‬أن يتعلق األمر بعقد إذعان ‪:‬‬

‫حتى ٌتدخل القاضً فً تعدٌل أو إلؽاء الشروط التعسفٌة فإنه فً مرحلة أولٌة‬
‫ٌعمل على تحدٌد طبٌعة هذا العقد‪ ،‬فٌما إذا كان عقد إذعان أم ال‪ ،‬ومن أجل هده‬
‫الؽاٌة ٌلزم البحت فً عناصره‪.‬‬

‫و عقد اإلذعان ٌمكن أن ٌكون كلٌا كالعقود النموذجٌة المعدة مسبقا والتً‬
‫ٌقتصر فٌها دور المستهلك الموافقة فقط دون مناقشة مضامٌنه وقد ٌكون جزئٌا‬
‫ٌتضمن شروط تعسفٌة‪.‬‬

‫فالقاضً ملزم بالبحت فٌما إذا كان أحد المتعاقدٌن محتكرا لما ٌدخل فً‬
‫موضوع العقد سواء كان سلعة أو خدمة وما إذا كان االحتكار قانونٌا أو فعلٌا‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يتضمن العقد شرطا تعسفيا أو أكثر‬

‫من أجل تحقٌق توازن عقدي فإن القاضً كلما اتضح له أن عقدا ٌتضمن‬
‫شرطا تعسفٌا أمكنه التدخل من أجل تعدٌل أو إلؽاء العقد قصد حماٌة المستهلك‪.‬‬

‫‪ 1‬اٌمان بنشانة ‪ ،‬الحماٌة القانونٌة للمستهلك من الشروط التعسفٌة ‪ ،‬بحث نهاٌة تكوٌن الملحقٌن القضائٌٌن ‪،‬‬
‫الفوج ‪ ، 39‬المعهد العالً للقضاء‪ ،‬الرباط‪ ،2014 ،‬ص‪. 71 .‬‬

‫‪24‬‬
‫وفً هدا اإلطار فالقاضً ٌتمسك بالسلطة التقدٌرٌة فً تقدٌر الصفة التعسفٌة‬
‫للشرط من عدمها وال رقابة علٌه من قبل محكمة النقض ألن دلك من مسائل‬
‫الواقع‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة النقض الفرنسٌة فً أحد قراراتها فً الحكم الصادر‬
‫بتارٌخ ‪" 1966/10/18‬وإن كانت محكمة الموضوع هً التً تملك حق تقدٌر ما‬
‫إدا كان الشرط تعسفٌا فإنه ال ٌجوز للطاعن أن ٌبدي هدا الدفاع ألول مرة أمام‬
‫محكمة النقض"‪.1‬‬

‫انفقرج انثاويح‪ :‬دور انامعياخ في تكريش حمايح انمضتههك مه انشروط‬


‫انتعضفيح‬

‫نظرا ألهمٌة جمعٌات حماٌة المستهلك فً الدفاع عنه و مؤازرته و ربما‬


‫تمثٌله أمام القضاء‪ ،‬فقد أفرد لها المشرع نصوصا قانونٌة و خصها بالتنظٌم فً‬
‫قانون تدابٌر حماٌة المستهلك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صىر تدخم جمعياخ حمايح انمضتههك في قاوىن ‪31-80‬‬

‫إ ن تدخل جمعٌات حماٌة المستهلك فً ظل قانون تدابٌر حماٌة المستهلك ال‬


‫ٌخرج على فرضٌن فهً إما أن تتدخل بصفة وقائٌة (‪ )1‬أو ٌأتً تدخلها كمرحلة‬
‫الحقة لتصلح ما ٌمكن إصبلحه عن طرٌق اللجوء للقضاء(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬التدخل الوقائي لجمعيات حماية المستهلك‪:‬‬

‫تلعب الجمعٌات دورا فعاال فً توفٌر حماٌة للمستهلك من الشروط التعسفٌة‪،‬‬


‫التً ٌقع فٌها أو ضحٌتها نتٌجة لعدة اعتبارات كالجهل أو قلة الخبرة‪ ،‬معتمدة وسائل‬
‫وطرق لعل أهمها‪:‬‬

‫‪1‬أوردته إٌمان بنشانة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪75.76‬‬

‫‪25‬‬
‫أ‪ -‬التوعية والتحسيس والتبصير‪:‬‬

‫وٌشكل اإلعبلم عنصرا مهما و وسٌلة تلجأ إلٌها جمعٌات حماٌة المستهلك‬
‫المدافعة عن حقوق هذه الفئة فهو احد أهدافها المنشودة وهو ما ٌتضح من نص‬
‫المادة ‪ 152‬من قانون ‪ 31.08‬التً نصت على أنه‪ " :‬تتولى الجمعٌات حماٌة‬
‫المستهلك المؤسسة والعاملة وفقا للنصوص التشرٌعٌة الجاري بها العمل المتعلقة‬
‫بحق تأسٌس الجمعٌات اإلعبلم والدفاع والنهوض بمصالح المستهلك وتعمل على‬
‫احترام هذا القانون "‬

‫وٌستشؾ من مقتضٌات المادة أعبله أن المشرع لم ٌحصر نطاق واجب‬


‫اإلعبلم فً المهنٌٌن والمنتجٌن بل وسع نطاقه لٌشمل كذلك الجمعٌات التً تضطلع‬
‫للدفاع عن مصالح المستهلكٌن‪.‬‬

‫ونظرا ألهمٌة اإلعبلم فً تنوٌر المستهلك بالجودة وخطورة المنتوج أو السلعة‬


‫التً ٌنوي شرائها فقد عملت جمعٌات المستهلكٌن عبر مختلؾ الدول ذات‬
‫المجتمعات االستهبلكٌة على إصدار جرائد ومجبلت خاصة بموضوع حماٌة‬
‫المستهلك بؽٌة تحسٌس القارئ و توعٌة المستهلك و تنوٌرالمؤسسات سواء العامة أو‬
‫الخاصة بأهمٌة المستهلك فً المسلسل االقتصادي وبضرورة حماٌته ضد أي‬
‫تعسؾ أو استؽبلل من المهنً‪ 1‬ومن بٌن الجرائد الصادرة والمتخصصة فً هذا‬
‫المجال نجد جرٌدة(مع المستهلك) التً تصدرها العصبة الوطنٌة لحماٌة المستهلك‬
‫ابتداءا من ؼشت ‪ 200‬كما أصدر فرعها بمراكش أسبوعٌة المستهلك‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن جمعٌات حماٌة المستهلك ال ٌقؾ دورها على إصدار‬


‫الجرائد بل تعمل على تنظٌم ندوات حول مواضٌع متنوعة تخص حماٌة المستهلك‪.‬‬

‫‪1‬سارة أوالد سبلمة ‪ ،‬الحماٌة القانونٌة للمستهلك ‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً قانون المدنً واألعمال ‪ ،‬جامعة‬
‫عبد المالك السعدي طنجة‪، 2008-2007 ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪26‬‬
‫ب‪ -‬الدعاية المضادة ‪:‬‬

‫ٌرى البعض ‪،‬عن حق‪ ،‬أن الدعاٌة المضادة هً قٌام جمعٌات المستهلك بنشر‬
‫وتوزٌع انتقادات مكتوبة (بالصحؾ أو المطبوعات أو الملصقات ) أو مسموعة‬
‫(الرادٌو) أو مرئٌة للمنتوجات أو الخدمات الموجودة بالسوق المحلً‪.‬‬

‫ولما كان من الممكن أن تلحق الدعاٌة المضادة ضرر بالمشارٌع الموجهة‬


‫ضدها فإنه ٌجب على الجمعٌات الممثلة للمستهلكٌن ان تتخذ ما ٌلزم من الحٌطة‬
‫والحذر من المهنٌٌن ‪،‬وذلك بناء على مقتضٌات الفصل ‪ 77‬من قانون اإللتزامات‬
‫‪1‬‬
‫والعقود‬

‫ج‪ -‬االمتناع عن الشراء أو المقاطعة ‪:‬‬

‫إن سوء نٌة المهنً المتمثلة فً اإلشهار الكاذب من أجل تضلٌل المستهلك‬
‫وتحوٌر الحقٌقة مبدئٌا‪ ،‬جعل جمعٌات حماٌة المستهلك تكثؾ من مجهوداتها معتمدة‬
‫على وسائل مختلفة لعل أهمها أسلوب المقاطعة المتجسدة فً حث المستهلكٌن على‬
‫عدم اقتناء منتوج أو خدمة ‪ ،‬وذلك باالمتناع أو التوقؾ عن شراء السلع والمنتجات‬
‫أو اإلضراب عن التزود للضؽط على المهنٌٌن بؽٌة االستجابة لمطالب المستهلك‬
‫ولعل المقاطعة األخٌرة لبعض ال ُمنتجات قد شكلت ورقة ضؽط وجعلت بعض‬
‫المنتجٌن ٌعٌدون النظر فً ُمنتجاتهم لبلستجابة لمطالب الطرؾ الضعٌؾ ‪-‬‬
‫المستهلك‪ -‬والذي ٌتحول إلى مركز قوة فً هذه الحالة‪.‬‬

‫وقد انتقد البعض هذا األسلوب أو الوسٌلة بحجة أن تنفٌذها من شأنه تعرٌض‬
‫المشروعات لمخاطر الخسارة وبالتالً ضرب المقاولة واالقتصاد بصفة عامة‪ ،‬لذلك‬

‫‪ٌ11‬نص الفصل ‪ 77‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على ما ٌلً‪ " :‬كم فعم اسذكثه اإلَساٌ عٍ تيُح واخرياس‪ ،‬ويٍ غيش أٌ‬
‫يسًح نه ته انقاَىٌ‪ ،‬فأحذز ضشسا ياديا أو يعُىيا نهغيش‪ ،‬أنضو يشذكثه ترعىيض هزا انضشس‪ ،‬إرا ثثد أٌ رنك‬
‫انفعم هى انسثة انًثاشش في حصىل انضشس‪.‬‬
‫وكم ششط يخانف نزنك يكىٌ عذيى األثش‪".‬‬

‫‪27‬‬
‫ال بد من أجل ا لحفاظ على مصالح كل من المستهلك والمهنً على حد سواء أن‬
‫تقوم الجمعٌات بتوجٌه إنذار لصاحب المشروع تنذره بأسباب المقاطعة و تحته من‬
‫على التخلص منها‪.‬‬

‫ولقد قٌد الفقه الجمعٌات اللجوء للمقاطعة كوسٌلة لحماٌة المستهلك بتوفر‬
‫شروط تم إٌجازها فً ‪:‬‬

‫‪ -‬أن ٌكون الهدؾ من استعمالها هو الدفاع عن مصلحة المستهلك ‪.‬‬

‫‪ -‬أن تكون الوسائل القانونٌة لهذه الحماٌة عٌر فعالة أو ؼٌر موجودة‪.‬‬

‫‪ -‬أن تخبر الجمعٌة المهنً بشكل مسبق بالوسائل التً تنوي استعمالها‪.‬‬

‫‪ -‬أن تتناسب الوسائل مع األهداؾ المرجوة ‪.‬‬

‫وأمام عدم كفاٌة الدور الوقائً لجمعٌات حماٌة المستهلك فً توفٌر الحماٌة فبل‬
‫ٌبقى أمام الجمعٌات سوى اللجوء للقضاء كحل عبلجً للمشاكل التً تتعرض لها‬
‫مصالح المستهلكٌن‪.‬‬

‫انفقرج انثاويح‪ :‬اندور انعالجي نامعياخ حمايح انمضتههك‬

‫ٌبرز الدور العبلجً لجمعٌات حماٌة المستهلك من خبلل مجموعة من‬


‫الوسائل الردعٌة والدفاعٌة بعد وقوع أضرار على المستهلك ٌصعب تداركها وٌكون‬
‫ذلك عن طرٌق ممارسة دعوٌٌن على األرجح إحداهما مدنٌة( أوال) واألخرى تسمى‬
‫بدعوى إبطال الشروط التعسفٌة (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اندعىي انمدويح آنيح نحمايح انمضتههك‬

‫قبل سنة ‪ 1999‬لم ٌكن القانون المؽربً ٌتوفر على مقتضٌات خاصة لتنظٌم‬
‫المنازعات فً مادة االستهبلك وال ٌعترؾ للجمعٌات بالحق فً التقاضً ومع‬

‫‪28‬‬
‫صدور قانون حرٌة األسعار والمنافسة فقد تم تخوٌل الجمعٌات حق االنتصاب‬
‫كطرؾ مدنً و ٌمكن أن تحصل على تعوٌضات لصالح المستهلكٌن بناء على‬
‫دعوى مدنٌة مستقلة ‪ ،1‬من أجل تعزٌز دور جمعٌات فقد خصها المشرع بالتنظٌم‬
‫فً القانون ‪ 31-08‬القاضً بتحدٌد تدابٌر لحماٌة المستهلك‪ ،‬حٌث نصت مادته‬
‫‪ 154‬على أنه ٌمكن لجمعٌات حماٌة المستهلك أن ٌعترؾ لها بصفة المنفعة العامة‬
‫إذا استوفت الشروط الواردة فً النصوص التشرٌعٌة والتنظٌمٌة الجاري بها العمل‬
‫والمتعلقة بحق تأسٌس الجمعٌات‪ ،‬وٌجب أن ٌكون ؼرضها المنصوص علٌه فً‬
‫نظامها األساسً هو حماٌة مصالح المستهلك حصرٌا‪ ،‬وأن تكون خاضعة ألنظمة‬
‫أساسٌة مطابقة لنظام أساسً نموذجً ٌحدد بنص تنظٌمً‪ ،‬و أكد على ذلك عبر‬
‫تبٌان بعض األحكام المتعلقة بهذه الجمعٌات من خبلل مقتضٌات المادة ‪ 2812‬من‬
‫نفس القانون‪.‬‬

‫وؼنً عن البٌان أن الدعوى المدنٌة تمكن جمعٌات حماٌة المستهلك من‬


‫ممارسة حقوق الطرؾ الضعٌؾ فً العقد من اجل الدفاع عن المصلحة الجماعٌة أو‬
‫المشتركة للمستهلكٌن‪ ،‬إضافة إلى إمكانٌة اتخاذ تدابٌر وإجراءات بهدؾ تجنب إعادة‬
‫الفعل الذي تم الحكم به على المهنً‪.‬‬

‫ولقبول الدعوى المدنٌة وجب أن ٌشكل الفعل الصادر عن المهنً مخالفة‬


‫جنائٌة وأن ٌكون هذا الفعل قد تسبب فً ضرر أو من المحتمل أن ٌسبب ضررا‬

‫‪1‬فتٌحة صٌاح‪ ،‬الحماٌة العقدٌة للمستهلك البٌع االستهبلكً نموذجا ‪ ،‬رسالة لنٌل الماستر فً قانون المقاولة‬
‫التجارٌة ‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالجتماعٌة بسطات ‪،‬السنة الجامعٌة‪ ،2011-2012:‬ص‪.9‬‬
‫‪ 2‬ذُض انًادج ‪ 102‬يٍ انقاَىٌ ‪ 12-00‬عهً أَه ‪ " :‬يجة عهً جًعياخ حًايح انًسرههك انًؤسسح طثقا نهقاَىٌ‬
‫في ذاسيخ َشش هزا انقاَىٌ في انجشيذج انشسًيح‪ ،‬عُذ االقرضاء‪ ،‬أٌ ذكىٌ يطاتقح ألحكاو انًادج ‪ 251‬يٍ هزا‬
‫انقاَىٌ ورنك داخم أجم سرح أشهش اترذاء يٍ ذاسيخ انُشش انسانف انزكش‪.‬‬
‫دوٌ اإلخالل تأحكاو انفقشج األونً‪ ،‬يجة عهً جًعياخ حًايح انًسرههك انًشاس إنيها في انثاب األول يٍ‬
‫انقسى انساتع كم فيًا يخصه عُذ ذاسيخ َشش هزا انقاَىٌ في انجشيذج انشسًيح وانري ذشيذ إقايح انذعاوي‬
‫انًُصىص عهيها في انثاب انثاَي يٍ انقسى انساتع أٌ ذكىٌ يطاتقح ألحكاو انًادج ‪ ،251‬ورنك اترذاء يٍ ذاسيخ‬
‫دخىل اإلجشاءاخ انرُظيًيح انالصيح نرطثيق انًادج انًزكىسج حيض انرُفيز‪.‬‬
‫ذُسخ اترذاء يٍ هزا انراسيخ‪ ،‬أحكاو انًادج ‪ 99‬يٍ انقاَىٌ سقى ‪ 09.99‬انًرعهق تحشيح األسعاس وانًُافسح‪".‬‬

‫‪29‬‬
‫للمستهلكٌن ‪،‬والمقصود بالمصلحة الجماعٌة للمستهلكٌن فً هذا اإلطار الضرر الذي‬
‫ٌمس مجموعة من المستهلكٌن والناتج عن أفعال متسعة النطاق وبالؽة االنتشار‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن التوجه الذي سلكه المشرع المؽربً من خبلل المادة‬
‫‪ 157‬من قانون حماٌة المستهلك ٌبقى أكتر حماٌة مقارنة بالتشرٌع الفرنسً وقد‬
‫فسر بعض الباحثٌن‪ 1‬ذلك لعدة اعتبارات ‪:‬‬

‫‪-1‬أن عبارة المادة جاءت عامة وتسمح من تم للجمعٌة برفع دعوى مدنٌة‬
‫مستقلة‪.‬‬

‫‪-2‬أن فلسفة المشرع من خبلل قانون حماٌة المستهلك هً توفٌر حماٌة فعالة‬
‫للمستهلك باعتباره الطرؾ الضعٌؾ فً العبلقة التعاقدٌة‪.‬‬

‫وٌترتب على رفع الدعوى المدنٌة المستقلة الحق فً المطالبة بالتعوٌض أو‬
‫المطالبة بوقؾ األعمال ؼٌر المشروعة التً تشكل مساسا بالمصلحة الجماعٌة‬
‫للمستهلكٌن وٌترتب علٌها ضرر جماعً‪.2‬‬

‫ثاويا‪ :‬دعىي اتطال انشروط انتعضفيح‬

‫إن اإلقرار بحق ممارسة هذه الدعوى ٌعد من صمٌم األهداؾ التً أنشأت من‬
‫أجلها قواعد قانون االستهبلك ‪ ،‬وذلك ألن المستهلك عندما ٌقوم بإبرام العقود ٌعتقد‬
‫بأنه ملزم بكل الشروط المدرجة فً العقد لجهله للمقتضٌات القانونٌة ‪ ،‬ولهذا السبب‬
‫عمد المشرع إلى تخوٌل جمعٌات حماٌة المستهلك ممارسة دعوى إبطال الشروط‬
‫التعسفٌة فً الفصل من قانون حماٌة المستهلك‪.‬‬

‫لكن السؤال الذي ٌطرح ما هً الؽاٌة من وراء تنظٌم هذا النوع من الدعاوى‬
‫مادامت الشروط التعسفٌة تعتبر كأن لم تكن طبقا للمادة ‪ 19‬من قانون حماٌة‬
‫‪1‬المهدي المعزوزي‪ ، ،‬تسوٌة نزاعات االستهبلك فً ضوء القانون ‪ ،31-08‬مطبعة المعارؾ‬
‫الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪، 2013 ،‬ص‪.169 :‬‬
‫‪ 2‬المهدي المعزوزي‪ ،‬م‪.‬س ‪،‬ص‪.171‬‬

‫‪38‬‬
‫المستهلك التً تنص على أنه ٌعتبر باطبل والؼٌا الشرط التعسفً الوارد فً العقد‬
‫المبرم بٌن المورد والمستهلك‪.‬‬

‫إن إقرار هذه الدعوى ٌعتبر النقطة األكثر إٌجابٌة فً القانون ‪ 31-08‬ألنها‬
‫ترمً إلى القضاء على الشروط التعسفٌة على اعتبار أن بطبلن الشرط التعسفً‬
‫مادام‬ ‫وسٌلة ؼٌر فعالة لمحاربة الشروط التعسفٌة والشروط ؼٌر المشروعة‬
‫المستهلك الذي ابرم العقد ٌعتقد بأنه ملزم بجمٌع شروطه وال ٌمكنه التحلل من‬
‫بعضها وطلب إبطالها لدلك كانت الؽاٌة والهدؾ من إحداث دعوى إبطال الشروط‬
‫التعسفٌة هو لٌس بالدرجة األولى إلؽاء الشروط التعسفٌة التً تحتوي علٌها عقود‬
‫مسبقة وإنما إلؽاء ومحو هذه الشروط من نماذج العقود واالتفاقات أي الوثائق التً‬
‫تشكل قاعدة العقود المسبقة ‪ ،‬لذلك تكتسً دعوى إلؽاء الشرط التعسفً طابعا وقائٌا‬
‫ونهائٌا وهذا ما ٌمٌزها عن ؼٌرها من الدعاوى األخرى‪.1‬‬

‫‪1‬المهدي المعزوزي ‪ ،‬م‪.‬س‪،‬ص ‪.175‬‬

‫‪31‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫ٌتضح من خبلل ما سبق تناوله‪ ،‬أن مُشرع القانون ‪ 31-88‬حاول تجاوز قصور‬
‫القواعد العامة أو التقلٌدٌة فً حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة‪ ،‬عبر التنصٌص‬
‫على مجموعة من المقتضٌات القانونٌة التً من شأنها توفٌر حماٌة أكبر‪ ،‬ؼٌر أن‬
‫المشرع كانت تنقصه اإلرادة الحقٌقٌة للذهاب أبعد من هذا الحد فً حماٌة المستهلك‪،‬‬
‫دون أن ننسى أن السٌاسة التشرٌعٌة بببلدنا تتحكم فٌها مجموعة من العوامل و‬
‫المحددات ال ٌتسع المجال للخوض فٌها‪ ،1‬و مع ذلك نعتقد أن الواقع العملً هو‬
‫الكفٌل بكشؾ عٌوب هذا القانون و إظهار محاسنه‪.‬‬

‫‪ 1‬تجدر اإلشارة إلى أن هذا الموضوع كان محور المحاضرة االفتتاحٌة التً نظمها مختبر الدراسات القانونٌة‬
‫المدنٌة و العقارٌة بكلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة بمناسبة المحاضرة االفتتاحٌة للموسم‬
‫الجامعً ‪ 2819-2818‬تحت عنوان ‪ " :‬السٌاسة التشرٌعٌة بالمؽرب‪ :‬المحددات و الرهانات " ألقاها األستاذ‬
‫عبد اإلله فونتٌر ( المدٌر العام للتشرٌع و الدراسات القانونٌة باألمانة العامة للحكومة ) ٌوم السبت ‪ 27‬أكتوبر‬
‫‪ 2818‬بمدرج المختار السوسً للندوات و المؤتمرات بالكلٌة ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الئحح انمراجع‬

‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫‪ ‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً الجدٌد‪ ،‬نظرٌة االلتزام‬
‫بوجه عام مصادر االلتزام‪ ، 1952،‬بند‪.116‬‬
‫‪ ‬مأمون الكزبري‪" ،‬نظرٌة اإللتزامات فً ضوء قانون االلتزامات و العقود المؽربً "‬
‫الجزء االول _مصادر اإللتزام ‪،‬مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء‪،‬الطبعة الثانٌة‪،‬‬
‫‪.1972‬‬
‫‪ ‬بوعبٌد عباسً‪ ،‬االلتزام باإلعبلم فً العقود دراسة فً حماٌة المتعاقد المستهلك‪،‬‬
‫المطبعة و الوراقة الوطنٌة مراكش ‪ ،‬الطبعة األولى‪.2008 ،‬‬
‫‪ ‬المهدي المعزوزي‪ ،‬تسوٌة نزاعات االستهبلك فً ضوء القانون ‪ ، ،31-08‬مطبعة‬
‫المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪. 2013 ،‬‬
‫‪ ‬السٌد محمد السٌد عمران‪" ،‬حماٌة المستهلك أثناء تكوٌن العقد "‪ ،‬منشأة المعارؾ‬
‫باإلسكندرٌة‪ ،‬طبعة ‪.1986‬‬
‫‪ ‬محمد عبد هللا‪" ،‬حماٌة المستهلك فً كواجهة الشروط التعسفٌة فً عقود اإلستهبلك‬
‫دراسة مقارنة ‪ ،‬درا الفكر العربً القاهرة ‪.1997 ،‬‬
‫‪ ‬األطاريح و الرسائل‪:‬‬
‫‪ ‬اٌمان بنشانة‪ ،‬الحماٌة القانونٌة للمستهلك من الشروط التعسفٌة‪ ،‬بحث نهاٌة تكوٌن‬
‫الملحقٌن القضائٌٌن‪ ،‬الفوج ‪ ، 39‬المعهد العالً للقضاء‪ ،‬الرباط‪.2014 ،‬‬
‫‪ ‬بوعبٌد عباسً‪ ،‬االلتزام باإلعبلم فً العقود‪ ،‬أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة القاضً عٌاض ‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة ‪،‬‬
‫السنة الجامعٌة ‪.2003-2002‬‬
‫‪ ‬سارة أوالد سبلمة ‪،‬الحماٌة القانونٌة للمستهلك ‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً قانون‬
‫المدنً واألعمال ‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي طنجة‪.2008-2007 ،‬‬
‫‪ ‬عمرو قرٌوح ‪ ،‬الحماٌة القانونٌة لمستهلك السلع و الخدمات دراسة فً عقود اإلستهبلك‬
‫‪،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً قانون األعمال ‪ ،‬كلٌة الحقوق وجدة‪،‬‬
‫السنة الجامعٌة ‪.2000-1999‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ ‬فتٌحة صٌاح‪ ،‬الحماٌة العقدٌة للمستهلك البٌع االستهبلكً نموذجا ‪ ،‬رسالة لنٌل الماستر‬
‫فً قانون المقاولة التجارٌة ‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالجتماعٌة بسطات ‪،‬السنة الجامعٌة‪:‬‬
‫‪.2012-2011‬‬
‫‪ ‬محمد صدق‪" ،‬حماٌة المستهلك فً الخدمات البنكٌة "‪ ،‬رسالة لنٌل الماستر فً قانون‬
‫المقاولة التجارٌة‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و اإلجتماعٌة و اإلقتصادٌة بسطات ‪ ،‬السنة‬
‫الجامعٌة‪.2011-2010 :‬‬

‫‪ ‬المجالت و المقاالت‪:‬‬
‫‪ ‬إدرٌس الفاخوري‪" ،‬حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة"‪ ،‬مجلة طنجٌس‪ ،‬العدد ‪،3‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ ‬بوعبٌد عباسً‪" ،‬مفهوم المستهلك على ضوء العمل التمهٌدي لمشروع قانون حماٌة‬
‫المستهلك" ‪ ،‬مجلة إشعاع الصادرة عن هٌئة المحامٌن بالقنٌطرة ‪،‬العدد ‪ 20‬سنة‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ ‬الزبٌر المعروفً‪ " ،‬حماٌة المقرض من الشروط التعسفٌة "‪ ،‬سلسلة دراسات و ابحاث‪،‬‬
‫مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬محمد المسلومً‪" ،‬حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة أثناء التعاقد"‪ ،‬مجلة الملؾ‪،‬‬
‫العدد ‪ ،8‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪ ‬محمد المسلومً‪" ،‬حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة أثناء التعاقد"‪ ،‬مجلة الحكم‬
‫المؽربٌة ‪ ،‬العدد ‪.100‬‬
‫‪ٌ ‬وسؾ الزوجال ‪ ،‬المفهوم القانونً للمستهلك ‪،‬سلسلة دراسات وأبحات ‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارؾ الجدٌدة الرباط ‪،‬العدد ‪.4‬‬

‫‪34‬‬
‫انفهرس‬
‫المقدمة ‪1 .............................. ................................ ................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم المستهلك والشرط التعسفً ‪3 ................ ................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬مفهوم المستهلك ‪3 ................................. ................................‬‬
‫الفقرة االولى ‪:‬التعرٌؾ التشرٌعً للمستهلك وتحدٌد عناصره ‪3 ...............................‬‬
‫اوال‪ :‬التعرٌؾ التشرٌعً للمستهلك ‪3 ......................... ................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬عناصر مفهوم المستهلك ‪4 ............................ ................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬التعرٌفات الفقهٌة للمستهلك ‪5 ................... ................................‬‬
‫اوال ‪ :‬االتجاه الضٌق فً تعرٌؾ المستهلك ‪5 ................ ................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬االتجاه الموسع فً تعرٌؾ المستهلك ‪6 ............... ................................‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬مفهوم الشرط التعسفً ‪6 ......................... ................................‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬تعرٌؾ الشرط التعسفً وتحدٌد عناصره ‪6 ....................................‬‬
‫اوال ‪ :‬تعرٌؾ الشرط التعسفً ‪7 ............................. ................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬عناصر الشرط التعسفً ‪7 ............................. ................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬تحدٌد الشروط التعسفٌة وبعض تطبٌقاتها ‪8 ....................................‬‬
‫اوال ‪ :‬أسالٌب تحدٌد الشروط التعسفٌة ‪8 ..................... ................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬بعض تطبٌقات الشروط التعسفٌة ‪18 ................. ................................‬‬
‫المبحث الثانً‪:‬الٌات حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ‪14 .....................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬دور التشرٌع فً حماٌة المستهلك ‪14 ...........................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬حماٌة المستهلك من خبلل القواعد العامة ‪14 ..................................‬‬
‫أوال‪ :‬نظرٌة عٌوب الرضا ‪14 ............................... ................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الحماٌة المقررة من خبلل بعض النظرٌات االخرى ‪17 .............................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬حماٌة المستهلك من خبلل القانون ‪18 .................................. 31-88‬‬
‫أوال‪ :‬إثبات الشرط التعسفً ‪19 .............................. ................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬االلتزام باالعبلم ‪19 .................................... ................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مهلة التفكٌر ‪28 ......................................... ................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬القضاء والجمعٌات كالٌة لحماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ‪21 ...........‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬دور القضاء فً حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ‪21 ...................‬‬

‫‪35‬‬
‫أوال ‪ :‬صور تدخل القضاء لحماٌة المستهلك ‪22 ............................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬شروط تدخل القضاء لتعدٌل أو إلؽاء الشروط التعسفٌة ‪24 ...........................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬دور الجمعٌات فً تكرٌس حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ‪25 .........‬‬
‫أوال‪ :‬صور تدخل جمعٌات حماٌة المستهلك فً قانون ‪25 ........................ 31-88‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الدور العبلجً لجمعٌات حماٌة المستهلك ‪28 ...................................‬‬
‫أوال‪:‬الدعوى المدنٌة ألٌة لحماٌة المستهلك ‪28 ............... ................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬دعوى ابطال الشروط التعسفٌة ‪38 .................... ................................‬‬
‫خاتمة ‪32 .............................. ................................ ................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪33 .................... ................................ ................................‬‬
‫الفهرس ‪35 ............................ ................................ ................................‬‬

‫‪36‬‬