عرض حول حماية المستهلك من الشروط التعسفية-3
عرض حول حماية المستهلك من الشروط التعسفية-3
عرض حول حماية المستهلك من الشروط التعسفية-3
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ
2020/2021
انمقدمح:
درج الفقه على تعرٌؾ العقد أنه توافق إرادتٌن على إحداث اثر قانونً،
فللمتعاقدٌن كامل الحرٌة فً االتفاق على مضامٌن العقد و شروطه وفقا لمبدأ
سلطان اإلرادة ،و ما ٌترتب عن ذلك من حقوق و التزامات فً ذمة الطرفٌن تطبٌقا
لمبدأ القوة الملزمة للعقد .إال أن هذه الحرٌة سرعان ما تصبح موضع شك إذا تعلق
األمر بعقود االستهبلك.
فالعقود المبرمة بٌن المهنٌٌن و المستهلكٌن أصبحت تتسم بالتعسؾ ،من جراء
إدراج شروط مجحفة ،بناء على مبدأ العقد شرٌعة المتعاقدٌن ودون مساس بمنظومة
عٌوب الرضا ،نتٌجة تباٌن و عدم تكافؤ بٌن مهنً قوي ،اقتصادٌا و فنٌا ،و مستهلك
ضعٌؾ ،وجب حماٌته قانونٌا و إنصافه قضائٌا.
وفً هذا السٌاق ،فقد ظهرت اإلرهاصات األولٌة لحماٌة المستهلك ،وبشكل
خاص من الشروط التعسفٌة ،فً قانون االلتزامات و العقود من خبلل نظرٌة عٌوب
الرضاء و بعض أحكام عقد البٌع المرتبطة بالضمان و العٌوب الخفٌة...و فً أحكام
متفرقة من قوانٌن أخرى.
وأمام محدودٌة هذه القوانٌن وعدم نجاعتها فً حماٌة المستهلك ،فقد كان لزاما
على المشرع التدخل من أجل سن قانون ٌُعنى بالمستهلك و ٌوفر له حماٌة أمثل
بشكل ٌؤدي إلى خلق توازن بٌن كل من المهنً و المستهلك و ٌكرس األمن
التعاقدي و ٌؤسس لعدالة تعاقدٌة.
1
و بالفعل فقد عمل المشرع المؽربً على تعزٌز ترسانته القانونٌة بالقانون
31-88القاضً بتحدٌد تدابٌر لحماٌة المستهلك ،1على الرؼم من أنه خرج لحٌز
الوجود بعد مخاض عسٌر و بطرٌقة قٌصرٌة2جعلته ٌولد مشوها و الدلٌل على ما
نقول هو عنوان هذا القانون ،أي أنه ال ٌعدو أن ٌكون مجرد تدابٌر فقط ،فالمشرع
لم ٌمتلك الشجاعة الكافٌة لوضع قانون أكثر جرأة و أفضل ضمانة لحماٌة
المستهلك.
وما ٌهمنا فً هذا العرض هو حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة التً تثقل
كاهله ،فإلى أي حد استطاع المشرع توفٌر حماٌة فعالة و ممٌزة للمستهلك ؟
لمعرفة مدى توفق المشرع ،ونجاعة النصوص القانونٌة ،فً حماٌة المستهلك
من الشروط التعسفٌة ،سنعمل على تناول هذا الموضوع من خبلل مقاربة متعددة
المناهج ،وفق التصمٌم التالً :
1ظهٌر شرٌؾ رقم 1.11.03صادر فً 14من ربٌع األول 18( 1432فبراٌر )2011الصادر بالجرٌدة
الرسمٌة عدد 5932بتارٌخ 3جمادى األولى 7( 1432ابرٌل )2011ص .1072
2تجدر اإلشارة إلى أن مجموعة من المشارٌع المتعلقة بحماٌة المستهلك تم إقبارها داخل دهالٌز األمانة العامة
للحكومة ،بل إن العدٌد من المهتمٌن بالحقل التشرٌعً فً ببلدنا اعتبروها مقبرة للقوانٌن.
2
انمثحث األول :مفهىو انمضتههك وانشرط انتعضفي
تقتضً دراسة موضوع حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة البحث فً
تحدٌد المفاهٌم األولٌة للموضوع وذلك لما لها من أهمٌة ،إذ سنعمل من خبلل هذا
المبحث على تحدٌد مفهوم كل من المستهلك (المطلب األول) ،ثم سنتطرق بعدها
لمفهوم الشرط التعسفً (المطلب الثانً).
سنحاول من خبلل هذه الفقرة إعطاء تعرٌؾ المستهلك (أوال)ثم نعرض بعدها
لبٌان عناصره (ثانٌا).
1تجدر اإلشارة أن المشرع لم ٌقم بتعرٌؾ المستهلك فً قوانٌنه قبل صدور القانون .31.08
3
ؼٌر أنه ٌؤاخذ على المشرع من خبلل تعرٌفه للمستهلك كونه ٌبقى قاصـرا ،
و ذلك نظرا لكون مفهوم المستهلك من المفاهٌم المرنة التً ٌصعب حصرها.
وحسب بعض الفقه فإن تعرٌؾ المستهلك من الموضوعات الشائكة التً أثارت
سجاال و نقاشا فقهٌا ،فهناك هالة كبٌرة الزالت تحٌط بمفهوم المستهلك إلى درجة
أن بعض الفقه أعتبره ؼٌر قابل للتعرٌؾ و ال ٌوجد لحد اآلن موقؾ مجمع علٌه
1
بشأن هذا األخٌر سواء على مستوى الفقه أو القضاء.
1بوعبٌد عباسً ،مفهوم المستهلك على ضوء العمل التمهٌدي لمشروع قانون حماٌة المستهلك ،مجلة إشعاع
الصادرة عن هٌئة المحامٌن بالقنٌطرة ،العدد 20سنة ، 1999ص .85
4
-2اقتناء أو استعمال المنتجات أو السلع أو الخدمات :
تتعدد صور االستهبلك بتعدد العقود المبرمة من قبٌل عقود القرض أو التأمٌن
أو البٌع ...فمن خبلل هذه العقود ٌحصل المستهلك على المنتجات أو السلع أو
الخدمات
تعتبر عبارة (حاجٌات ؼٌر مهنٌة ) الحد الفاصل فً التمٌٌز بٌن المستهلك و
المورد و هو المعٌار األساسً لكون المستهلك هو الذي ٌقتنً أو ٌستعمل ال ُمنتج أو
الخدمة لهدؾ ؼٌر مهنً ،وهذا ٌعنً أن الفعل المادي المتمثل فً االقتناء أو
االستعمال ٌبقى محصورا فً تحقٌق األهداؾ الشخصٌة أو العائلٌة. 1
بعدما تطرقنا للتعرٌؾ التشرٌعً للمستهلك و قمنا بتحدٌد عناصره ،سنعمد فً
الفقرة الموالٌة للحدٌث عن التعرٌفات الفقهٌة لهذا المفهوم.
اختلؾ الفقه فً تعرٌفه للمستهلك ،نتج عن ذلك ظهور اتجاهٌن ،فرٌق ٌتبنى
تعرٌفا ضٌقا (أوال) ،و فرٌق آخر توسع فً تعرٌفه للمستهلك (ثانٌا).
ٌ 1وسؾ الزوجال ،المفهوم القانونً للمستهلك ،سلسلة دراسات وأبحات ،مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط
،العدد ،4ص .27
2بوعبٌد عباسً "،مفهوم المستهلك على ضوء العمل التمهٌدي للمشروع قانون حماٌة المستهلك" ،م.س ،ص
.87
5
وٌعرفه جانب آخر من الفقه على أنه" :كل شخص ٌتعاقد بهدؾ إشباع حاجاته
الشخصٌة أو العائلٌة " ،1وبالتالً ال ٌكتسب صفة المستهلك من ٌتعاقد ألؼراض
مهنٌة.
و تتجلى الفائدة العملٌة لهذه التعارٌؾ الضٌقة للمستهلك كونها تخرج من دائرة
الحماٌة األشخاص الذٌن ٌتعاقدون من أجل تلبٌة حاجٌاتهم التجارٌة أو المهنٌة .
إذا كان االتجاه الضٌق قد حصر تحدٌد مفهوم المستهلك ،فإن اإلتجاه الموسع
قد قام بتمدٌد دائرة األشخاص تشملهم الحماٌة ،وفً هذا اإلطار تبنى بعض الفقه
مفهوما موسعا للمستهلك حٌث اعتبر المستهلك كل شخص ٌتعاقد بهدؾ االستهبلك.2
والمبلحظ أن التعرٌؾ الذي قدمه هذا االتجاه وفر حماٌة ألشخاص قد ال تكون
لهم صفة المستهلك بالمعنى الدقٌق للكلمة ،وعلٌه فإن الحماٌة المقررة فً هذا
التوجه قد تشمل حتى المهنً الذي ٌتعاقد من أجل نشاطه .
من خبلل هذه الفقرة سنتطرق لتعرٌؾ الشرط التعسفً (أوال) ،ثم سنعمل فٌما
بعد على تحدٌد و بٌان عناصره (ثانٌا).
1السٌد محمد السٌد عمران" ،حماٌة المستهلك أثناء تكوٌن العقد " ،منشأة المعارؾ باإلسكندرٌة ،طبعة ،1986
ص ،8أشار إلٌه إدرٌس الفاخوري ،حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ،مجلة طنجٌس ،العدد ، 3
، 2003ص . 91
2إدرٌس الفاخوري ،حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ،مجلة طنجٌس العدد ، 2003 ، 3ص .91
6
أوال :تعريف انشرط انتعضفي
احتدم الخبلؾ حول تعرٌؾ الشرط التعسفً ،وذلك بسبب تعدد الزواٌا التً
ٌنظر منها إلٌه ،حٌث عرفه البعض بأنه" :الشرط الذي ٌفرض على ؼٌر المهنً أو
على المستهلك من قبل المهنً نتٌجة تعسؾ فً استعمال هذا األخٌر لسلطته
االقتصادٌة بؽرض الحصول على مزٌة مجحفة ".1
كما أن التعرٌؾ بالشرط التعسفً لم ٌكن مقصورا على الفقه فقط وإنما قامت
جل التشرٌعات المقارنة بتعرٌؾ هذا الشرط ومنها المشرع المؽربً فً المادة 15
من القانون 31.08فً فقرتها األولى حٌث نص المشرع على أنهٌ" :عتبر شرطا
تعسفٌا فً العقود المبرمة بٌن المورد و المستهلك كل شرط ٌكون الؽرض منه أو
ٌترتب علٌه اختبلل كبٌر بٌن حقوق و واجبات طرفً العقد على حساب المستهلك".
ٌكاد ٌجمع الفقه على أن عناصر الشرط التعسفً ال تخرج عن عنصرٌن :
1محمد المسلومً" ،حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة أثناء التعاقد" ،مجلة الحكم المؽربٌة ،العدد ، 100
ص .105
_ و للتوسع اكثر فً التعارٌؾ الفقهٌة المقدمة للشرط التعسفً أنظر:
محمد صدق" ،حماٌة المستهلك فً الخدمات البنكٌة " ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر ،ماستر قانون المقاولة التجارٌة
، 2011_2010 ،كلٌة العلوم القانونٌة و اإلجتماعٌة و اإلقتصادٌة بسطات ،ص . 77
_ محمد عبد هللا "حماٌة المستهلك فً كواجهة الشروط التعسفٌة فً عقود اإلستهبلك دراسة مقارنة ،درا الفكر
العربً القاهرة ، 1997 ،ص .21
7
-1العنصر األول :التعسف في استعمال القوة االقتصادية للمهني
ٌتجلى هذا العنصر فً كون العقود االستهبلكٌة تنبنً على عبلقة ؼٌر متكافئة
بٌن مورد ٌملك من الخبرة و التجربة ما ٌجعله ٌتعاقد بشروط متعسفة فً مواجهة
المستهلك ،فقوة هذا المهنً تكمن فً السٌطرة الفنٌة أكثر منها فً القوة االقتصادٌة
،و هذه القوة هً التً تمكن المورد من فرض شروط تعسفٌة على المستهلك وذلك
1
العتٌاده على إبرام العقود ودراٌته الكبٌرة بااللتزامات و الحقوق الناتجة عنها
إذا كان العنصر األول عنصر شخصً فإن العنصر الثانً هو عنصر
موضوعً ،مؤداه أن الشرط التعسفً ٌوفر للمهنً مزاٌا فاحشة مبالػ فٌها من جراء
إدراج هذه الشروط بحٌث تمكنه من االستفادة من مزاٌا أكثر من المألوؾ.
سنتطرق فً هذه الفقرة إلى فكرتٌن محورٌتٌن بحٌث سنحاول تبٌان طرق
تحدٌد الشروط التعسفٌة (أوال ) ،ثم سنتحدث عن تطبٌقات هذه الشروط و تجلٌاتها
على مستوى بعض العقود (ثانٌا).
لتحدٌد الشروط التعسفٌة تعتمد ثبلثة أسالٌب ،وسنعمل على تحدٌدها وبٌان
مزاٌاها و عٌوبها على النحو التالً :
1عمرو قرٌوح ،الحماٌة القانونٌة لمستهلك السلع و الخدمات دراسة فً عقود اإلستهبلك ،رسالة لنٌل دبلوم
الدراسات العلٌا المعمقة فً قانون األعمال ،كلٌة الحقوق وجدة ،السنة الجامعٌة ، 2000_1999ص .91
8
-1أسلوب الالئحة:
ٌعتمد هذا األسلوب على تحدٌد الئحة تبٌن الشروط التً تدخل فً نطاق ما هو
تعسفً ،وهذا ما نهجه المشرع المؽربً من خبلل نص المادة 18من القانون
31.08حٌنما عدد هذه الشروط على سبٌل المثال و لٌس الحصر.
ؼٌر أن ما ٌؤاخذ على هذا األسلوب أنه ٌحد من السلطة التقدٌرٌة للقاضً متى
كانت هذه الشروط معددة على سبٌل الحصر .وهذا اإلشكال ؼٌر مطروح بالنسبة
للتشرٌع المؽربً كما سنوضح ال حقا.
وإن كان هذا األسلوب ال ٌقٌد السلطة التقدٌرٌة للقاضً ،فإنه فً نفس اآلن قد
ٌجعل قضاة الموضوع فً حٌرة من أمرهم إزاء تحدٌد هذه الشروط لعدم وجود
نموذج ٌعتمدونه كما هو مقرر فً األسلوب البلئحً التشرٌعً .
ٌعتمد هذا األسلوب على الجمع بٌن كل من األسلوبٌن السابقٌن ،وذلك من
خبلل تحدٌده لبلئحة بعض الشروط التً تعتبر تعسفٌة ،و فً اآلن ذاته ٌترك
للقاضً السلطة التقدٌرٌة فً القٌاس على هذه الشروط ،و الوصول إلى شروط
مماثلة إذ ٌبقى هذا التعداد التشرٌعً بمثابة تعداد توجٌهً لقضاة الموضوع ال ؼٌر .
1الزبٌر المعروفً " ،حماٌة المقرض من الشروط التعسفٌة " ،سلسلة دراسات و ابحاث ،مطبعة المعارؾ
الجدٌدة ،الرباط 2014 ،ص . 93
9
و بالرجوع للقانون 31.08نجد أن المشرع المؽربً اعتمد هذا األسلوب
حٌث نص بصرٌح العبارة فً الفقرة األولى من المادة 18على أن التعداد الوارد
جاء على سبٌل المثال ال الحصر.
وفً رأٌنا ٌحسب هذا التوجه للمشرع المؽربً إذ ٌبقى توجها سلٌما لعلة أنه لم
ٌقٌد سلطة القاضً فً تقدٌر الشروط التعسفٌة ،وفً الوقت نفسه لم ٌترك قضاة
الموضوع فً حٌرة من أمرهم إزاء تحدٌد هذه الشروط.
وإذا كانت هذه هً سبل و أسالٌب تحدٌد الشروط التعسفٌة ،فماذا عن تطبٌقاتها
وانعكاساتها على مستوى بعض العقود ؟
ٌعتبر تعدد العقود بمثابة المجال الخصب للشروط التعسفٌة ،ؼٌر أن الضرورة
المنهجٌة تفرض عدم ذكرها بإجمالها حتى ال ٌختل التوازن الشكلً للموضوع من
جهة ،و حتى ال تتم الدراسة بشكل وصفً فقط من جهة ثانٌة ،وعلٌه فقد إرتأٌنا
أن نتطرق لبعضها ولذلك سنتطرق للشروط التعسفٌة فٌكل من عقد التأمٌن على أن
عقد القرض.
ٌدخل عقد التأمٌن فً نطاق عقود اإلذعان وقد عرفها السنهوري بقوله " ففً
دائرة عقود اإلذعان ٌكون القبول مجرد إذعان لما ٌملٌه الموجب ،فالقابل فً العقد
لم ٌصد قبول بعد مناقشة ومفاوضة بل هو فً موقفه من الموجب ال ٌملك إال أن
ٌأخد أو أن ٌدع ،ولما كان فً حاجة إلى التعاقد فهو مضطر إلى القبول .1
1عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسٌط فً شرح القانون المدنً الجدٌد ،نظرٌة االلتزام بوجه عام مصادر
االلتزام ، 1952،بند.116
أنظر أٌضا بخصوص هذا التعرٌؾ:
18
ومما ٌجعل عقد التأمٌن من زمرة عقود اإلذعان كون شركات التأمٌن هً التً
تتولى إعداد العقود بشكل مسبق فٌما ٌبقى للمؤمن له إما التوقٌع و القبول بالشروط
التً وضعها المؤمن سلفا أو الرفض ،وٌمكن القول من هذا المنطلق أن المستهلك
المؤمن له ٌكون له خٌار فً اتجاه واحد .
وما جعل المشرع ٌتدخل لتنظٌم هذا النوع من العقود هو محاولة ضمان حقوق
الطرؾ الضعٌؾ الذي هو المؤمن له من جراء بعض الشروط التعسفٌة التً قد
تدرج من طرؾ المؤمن الذي ٌبقى دائما فً مركز قوة فً إطار العبلقة العقدٌة.
فالشروط التعسفٌة التً تدرج فً عقود التأمٌن تتخذ عدة صور ،إذ قد نجد
شروط توضع حتى قبل إقدام المتعاقدٌن على التعاقد وكذلك الشروط التً تواكب
العقد وإبرامه و التً ال تظهر إال أثناء تنفٌذ العقد أو حتى ٌتحقق الخطر المؤمن
علٌه ،ومن قبٌل الشروط التعسفٌة التً قد توضع فً عقود التأمٌن مثبل أن ٌقضً
شرط بفسخ العقد من جانب المؤمن فً حالة تحقق الخطر دون الرجوع إلى المؤمن
له.
وقد اورد المشرع المصري بعض نمادج الشروط التعسفٌة التً قد تدرج فً
عقد التأمٌن من خبلل نص الفصل 750من القانون المدنً المصري ومن قبٌل هذه
الشروط التً حددها التشرٌع المصري مثبل الشرط الذي بسقوط الحق فً التأمٌن
بسبب مخالفة المؤمن له للقوانٌن و اللوائح ...
إذا كنا قد حاولنا تقرٌب تمظهر الشرط التعسفً من خبلل عقد التأمٌن فما هً
تجلٌات هذا الشرط على مستوى عقد القرض ؟
_ بوعبٌد عباسً ،االلتزام باإلعبلم فً العقود دراسة فً حماٌة المتعاقد المستهلك ،المطبعة و الوراقة الوطنٌة
مراكش ،الطبعة األولى ، 2008 ،ص.72
11
- 2الشروط التعسفية في عقد القرض :
عقد القرض من العقود التً تتسع فٌها الهوة بٌن المتعاقدٌن وذلك على عدة
مستوٌات ،وقد عرؾ المشرع المؽربً عقد القرض فً الفصل 856من قانون
االلتزامات و العقود بما ٌلً " :القرض عقد بمقتضاه ٌسلم أحد الطرفٌن لآلخر أشٌاء
مما ٌستهلك باالستعمال أو أشٌاء منقولة أخرى ،الستعمالها ،بشرط أن ٌرد
المستعٌر ،عند انقضاء األجل المتفق علٌه ،أشٌاء أخرى مثلها فً المقدار والنوع
والصفة" ،كما نظم المشرع المؽربً عقد القرض كذلك من خبلل القانون 31.08
من الفصل 77إلى الفصل . 89
ومن أهم تجلٌات ومظاهر الشرط التعسفً فً عقد القرض هو تجاوز الحد
المعقول للفائدة و التً تحدد سلفا بواسطة دورٌات صادرة عن والً بنك المؽرب ،
هذه الفائدة التً ال ٌمكن تجاوزها حسب البعض ولكن ٌحق للبنك حسب البعض أن
ٌنزل عن سعر هذه الفوائد فً إطار خلق نوع من التنافس بٌن مؤسسات االئتمان.1
ونعتقد أن اإلشكال الذي ٌطرح نفسه هو عدم علم المستهلك بأسعار الفائدة فً
ظل األمٌة التً ال زالت ترخً بظبللها على المجتمع المؽربً فً عمومه طبعا،
مما ٌشجع بالتبعٌة مؤسسات االئتمان على فرض شروط تعسفٌة أكثر
12
على المقترض و باعتباره الطرؾ الضعٌؾ فً العقد أن تكون له إمكانٌة فرض
شروطه على المؤسسة البنكٌة وإنما ٌكون علٌه لزاما الخضوع و اإلذعان لقوة
المقرض فً هذه الحالة .
هذا ومتى توفر الطابع التعسفً فً الشروط المدرجة فً عقد القرض فإن مال
هذه الشروط هو البطبلن و تطبق باقً مقتضٌات العقد األخرى إذا أمكن أن ٌبقى
العقد صحٌحا بدون الشرط التعسفً وفقا لنص المادة 15من قانون .1 31.08
1و المبلحظ من خبلل هذا المقتضى ان المشرع المؽربً لم ٌخرج عن القواعد العامة للبطبلن حٌنما نص على
نظرٌة انتقاص العقد من خبلل نص الفصل 308من قانون االلتزامات و العقود و الذي ٌنص المشرع فً
مقتضٌاته على إمكانٌة اإلبقاء على االلتزام حتى مع بطبلن جزء منه متى أمكن بقاء هذا االلتزام.
13
انمثحث انثاوي:آنياخ حمايح انمضتههك مه انشروط انتعضفيح
سنحلل فً هذا المبحث مسألتٌن من خبللهما ٌمكن ضمان حماٌة للمستهلك من
الشروط التعسفٌة ،األولى تتعلق بالحماٌة التشرٌعٌة للمستهلك (المطلب األول)أما
الثانٌة فتتعلق بالحماٌة التً ٌكرسها القضاء و الجمعٌات للمستهلك (المطلب الثانً )
قبل صدور القانون 31.08فإن حماٌة المستهلك كانت تتم وفقا للقواعد العامة
من خبلل مجموعة من اآللٌات منها نظرٌة عٌوب الرضا (أوال) وكذلك نظرٌة
التعسؾ فً استعمال الحق ونظرٌة الضمان (ثانٌا).
لم ٌعرؾ المشرع المؽربً الؽلط بل تولى الفقه ذلك حٌث عرفه أنه "توهم
ٌصور لشخص الواقع على خبلؾ حقٌقته و ٌدفعه إلى التعاقد ".1
1مأمون الكزبري" ،نظرٌة اإللتزامات فً ضوء قانون االلتزامات و العقود المؽربً " الجزء االول _مصادر
اإللتزام ،مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء،الطبعة الثانٌة ، 1972 ،ص .74
14
حماٌة للمستهلك باعتباره متعاقدا فإن هذه الحماٌة تبقى قاصرة وذلك لخصوصٌة
العقد اإلستهبلكً و عدم توازن كفتً المهنً و المستهلك.
-2التدليس :
ٌقصد بالتدلٌس استعمال خدٌعة توقع الشخص فً ؼلط ٌدفعه إلى التعاقد ،1
وقد نظمه المشرع المؽربً فً الفصلٌن ( 52و )53من قانون االلتزامات و
العقود ،وحتى ٌخول التدلٌس اإلبطال فبلبد أن تكون الحٌل أو الكتمان هً الدافعة
للتعاقد ،كما ٌمٌز الفقه بٌن التدلٌس الدافع والتدلٌس العارض بحٌث ٌخول األول
اإلبطال دون الثانً وهذا ما ٌشكل قصورا فً حماٌة الطرؾ الضعٌؾ فً العبلقة
التعاقدٌة عامة و المستهلك بصفة خاصة.
ولنا همسة فً أذن المشرع إذا ما سنحت له الفرصة قصد مواكبة االتجاهات
الحدٌثة فً نظرٌة التدلٌس أن ٌتٌح إمكانٌة إبطال العقد سواء تعلق األمر بتدلٌس
عارض أو دافع ،وهذا فً نظرنا سٌوفر حماٌة أكبر للمتعاقد عامة و المستهلك
خاصة ،ولما ال منح سلطة تقدٌرٌة واسعة للقاضً إلبطال العقود متى اتضح له
أنها تنطوي على تدلٌس .
-3الغبن :
15
تدلٌس من الطرؾ اآلخر ،و ٌعتبر ؼبنا كل فرق ٌزٌد عن الثلث بٌن الثمن المذكور
فً العقد و القٌمة الحقٌقٌة للشًء.1
فالؽبن ال ٌخول اإلبطال ،إال إذا نتج عن تدلٌس الطرؾ اآلخر أو نائبه أو
الشخص الذي تعامل من أجله و ذلك فٌما عدا االستثناءات المشار إلٌها سابقا .
ٌتضح إذن أن نظرٌة الؽبن تبقى قاصرة ،إذ ال ٌمكن االعتماد علٌها فً تحقٌق
التكافؤ و التوازن العقدي نظرا الختبلؾ المراكز القانونٌة لكل من المهنً و
المستهلك ،ولكون الشروط التعسفٌة قد تتخذ عدة مظاهر تعجز نظرٌة الؽبن عن
مواجهتها و اإلحاطة بها.
و تجدر اإلشارة إلى أن بعض الفقه المؽربًٌ 2رى ،عن حق ،بأن مشرع
قانون االلتزامات و العقود قد أقر الؽبن االستؽبللً و ذلك بالنص فً الفصل 54
منه على أن أسباب اإلبطال المبنٌة على حالة المرض و الحاالت األخرى المشابهة
متروكة لتقدٌر القضاة ،فالنظرٌة الحدٌثة للؽبن ترتكز على الؽبن االستؽبللً ،و
الذي ٌقوم على استؽبلل أحد المتعاقدٌن مرض أو ضعؾ أو حاجة أو طٌش المتعاقد
اآل خر و جعله ٌقدم على التعاقد وفق أسس ٌظهر فٌها البون شاسعا بٌن ما ٌنشأ له
من حقوق و ما ٌترتب علٌه من التزامات ...فهذه النظرٌة ٌمكن تطبٌقها فً المؽرب
استنادا إلى ما ورد فً الفصل 54من قانون االلتزامات و العقود ،و لم ٌكتؾ
المشرع بهذا الفصل و إنما أورد تطبٌقا هاما لنظرٌة االستؽبلل أو الؽبن االستؽبللً
فً الفصل 3878من قانون االلتزامات و العقود 4،بل ذهبت أوسع من ذلك حٌنما
16
جعلت مقتضٌاته من النظام العام بمنحها للمحكمة إمكانٌة التدخل من تلقاء نفسها
إلبطال الشروط و االتفاقات المعقودة بطرٌقة تعسفٌة.
ٌتضح مما سبق أن المتعاقد المستهلك إذا ما أبرم عقدا بشروط تعسفٌة ألحقت
به ؼبنا استؽبللٌا فانه ٌمكن أن ٌقٌم دعواه استنادا على مقتضٌات الفصل 54من
قانون االلتزامات و العقود ،خاصة إذا ما اعتبرنا أن عدم دراٌة المستهلك بالخباٌا
الفنٌة أو القانونٌة أو االقتصادٌة هً حاالت مشابهة لحاالت المرض المنصوص
1
علٌها فٌه.
وخبلصة القول فإن نظرٌة عٌوب الرضا تبقى نظرٌة قاصرة فً حماٌتها
للمتعاقد بصفة عامة و المستهلك بصفة خاصة ،باعتبار أنها تبقى نظرٌة عبلجٌة
بعدٌة و الحال ٌقتضً توفٌر حماٌة قبلٌة حمائٌة للمتعاقد و المستهلك بالدرجة
األولى.
17
واسعة ،معقدة و ؼامضة ،قد تطلق العنان للقضاء إلبطال مجموعة من العقود ،مما
قد ٌضر بالعبلقات التعاقدٌة ،1ومن تم المساس باستقرار المعامبلت.
-2نظرية الضمان:
سنتناول فً هذه الفقرة مسألة إثبات الشرط التعسفً(أوال) ،ثم تكرٌس مشرع
القانون 31-08لمبدأ االلتزام باإلعبلم (ثانٌا) ،و كذا مهلة التفكٌر أو حق التراجع
الذي تم منحه للمستهلك داخل أجل محدد(ثالثا).
1محمد المسلومً ،حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة أثناء التعاقد،مجلة الملؾ ،العدد ،8مارس
،2006ص.171-170
18
أوال :إثثاخ انشرط انتعضفي
ٌعتبر االلتزام باإلعبلم من المبادئ األساسٌة التً ٌقوم علٌها التعاقد ،و نظرا
لقٌمة هذا االلتزام لم ٌكتؾ المشرع بالنص علٌه فً دٌباجة القانون ،31-08بل
أفرد له قسما خاصا به؛ و تحدٌدا القسم الثانً فً المواد من 3إلى 14؛ حٌث
كرس من خبلله ضمانات مهمة لحماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة عن طرٌق
تبصٌر المستهلك و تمكٌنه من كافة المعلومات و البٌانات الهامة و التً من شأنها أن
تؤثر فً إقدامه أو إحجامه عن التعاقد.
19
وٌقصد بهذا االلتزام ،حسب بعض الفقه ،ذلك االلتزام الذي ٌفرض على أحد
المتعاقدٌن ،أي المدٌن ،بإعبلم المتعاقد األخر ،أي الدائن ،بكافة الوقائع و المعلومات
التً تكون منتجة و الزمة لتكوٌن رضاء حر و مستنٌر،أو لضمان حسن تنفٌذ
1
العقد.
وفً مقابل االلتزام باإلعبلم الذي ٌقع على المورد ،نجد االستعبلم ،الذي
ٌفرض على المستهلك طلب المعلومات و االستفسار لتنوٌره ،و من تم تجاوز حالة
كتمان و سكوت المورد و التً قد تشكل مظهرا من مظاهر الشروط التعسفٌة.
وتجدر اإلشارة إلى وجود تضارب فً اآلراء حول ما إذا كان اإلخبلل
بااللتزام باإلعبلم تترتب علٌه مسؤولٌة تقصٌرٌة أو عقدٌة ،و نحن نضم صوتنا
للرأي األول خصوصا إذا ما استحضرنا أنه التزام ٌقع فً مرحلة ما قبل إبرام
العقد؛ على الرؼم من أن أثاره تمتد إلى ما بعد التعاقد؛ فً حٌن أن المسؤولٌة
العقدٌة تعد أثرا لئلخبلل بالعقد.
إن الؽاٌة من توفٌر حماٌة فعالة للمستهلك جعلت المشرع ٌخرج عن القواعد
العامة و المتمثلة فً انعقاد العقد بمجرد تراضً الطرفٌن على العناصر و الشروط
األساسٌة،2و من تم ٌصبح العقد قانون المتعاقدٌن ،3و ٌنعقد حتى مع احتوائه على
شروط تعسفٌة تثقل كاهل الطرؾ الضعٌؾ فً العبلقة التعاقدٌة.
1بوعبٌد عباسً ،االلتزام باإلعبلم فً العقود،أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً القانون الخاص ،جامعة
القاضً عٌاض ،كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة ،السنة الجامعٌة ،2003-2002ص.34
ٌ 2نص الفصل 19من ق.ل.ع على ما ٌلً ":ال ٌتم االتفاق إال بتراضً الطرفٌن على العناصر األساسٌة
لبللتزام وعلى باقً الشروط المشروعة األخرى التً ٌعتبرها الطرفان أساسٌة.
والتعدٌبلت التً ٌجرٌها الطرفان بإرادتهما على االتفاق فور إبرامه ال تعتبر ...جزءا من االتفاق األصلً وذلك
ما لم ٌصرح بخبلفه".
ٌ 3نص الفصل 230من ق.ل.ع على ما ٌلً ":االلتزامات التعاقدٌة المنشأة على وجه صحٌح تقوم مقام القانون
بالنسبة إلى منشئٌها ،وال ٌجوز إلؽاؤها إال برضاهما معا أو فً الحاالت المنصوص علٌها فً القانون".
28
و أمام ضرورة حماٌة المستهلك ،الذي قد ٌقدم على إبرام عقود على عجل و
بدون روٌة ،و ربما بدون خبرة نظرا الختبلؾ المراكز القانونٌة ،أضؾ إلى ذلك
التطور التكنولوجً و ما واكبه من إبرام لعقود عن بعد ،حٌث إن المستهلك ال
ٌمكنه رؤٌة المنتوج الذي ٌقدم على شرائه ،وربما ٌقوم بالتعاقد بناء على صور و
مواصفات تحتاج الفحص و التدقٌق عن قرب ،و وعٌا من المشرع بهذه الحماٌة فقد
تدخل عن طرٌق منح مهلة للتفكٌر أو الحق فً التراجع عن العقد . 1
و ؼنً عن البٌان أن منح المستهلك مهلة للتفكٌر إذا كان ٌوفر حماٌة و ضمانة
لنشوء رضاء سلٌم ،إال أنه ٌضرب فً الصمٌم مبدأ القوة الملزمة للعقد ،و ربما قد
تعتبر هذه المهلة وسٌلة لتعطٌل إبرام العقد إلى حٌن فواتها .
قبل الحدٌث عن الشروط الواجب توافرها قصد تدخل القضاء لتعدٌل وإلؽاء
الشروط التعسفٌة(ثانٌا)ٌ ،جب التطرق بداٌة لصور تدخل القضاء لحماٌة
المستهلك(أوال).
21
أوال :صىر تدخم انقضاء نحمايح انمضتههك
إذا ثار نزاع بشأن عقد ما فإن القضاء ٌتدخل إما لتفسٌره أو تعدٌله أو ربما
إلؽاء شروطه التعسفٌة.1
نظم المشرع المؽربً تفسٌر العقد فً إطار مقتضٌات الفصل 461من قانون
االلتزامات و العقود الذي نص على أنه إذا كانت ألفاظ العقد صرٌحةٌ ،منع على
القاضً البحث عن قصد صاحبها ،الشًء الذي ٌزكً أخذ المشرع باإلرادة الباطنة
لؤلطراؾ ،و هذا ما ذهب إلٌه القرار الصادر عن المجلس األعلى سابقا ؛ محكمة
النقض حالٌا؛ بتارٌخ ٌ 10ولٌوز 1962تطبٌقا لهذا الفصل ،و الذي جاء فٌه" :لٌس
2
للقضاة تفسٌر اتفاقات األطراؾ عندما تكون ألفاظها صرٌحة.
ومن أجل توفٌر حماٌة أكبر للمستهلك أمكن للقاضً البحث فً شروط العقد
حتى و لو كانت واضحة من أجل استنباط ما إذا كانت تعسفٌة أم أنها ؼٌر ذلك و
هذه المكنة أتاحها المشرع من خبلل مقتضٌات الفصل 462من قانون االلتزامات و
العقود ،فً فقرته األخٌرة ،حٌث إنه عندما ٌكون للتأوٌل موجبٌ ،لزم البحث عن
قصد المتعاقدٌن ،دون الوقوؾ عند المعنى الحرفً لؤللفاظ ،وال عند تركٌب الجمل.
1قد ٌرى البعض أن إلؽاء الشروط التعسفٌة هو فً حد ذاته نوع من التعدٌل و من صمٌمه ،إال أنه فً
اعتقادنا فإن هذا الطرح ٌبقى محل نظر و ٌصبح ؼٌر ذي قٌمة فً الحالة التً ال ٌستقٌم فٌها العقد بدون الشرط
التعسفً الملؽى ،أو بتعبٌر أخر فً الحالة التً ٌؤدي فٌها إلؽاء الشرط التعسفً إلى عدم إمكانٌة بقاء العقد.
2قرار عدد منشور فً مجلة القضاء و القانون ،عدد ،49-48ص. 380.
22
وفً اعتقادنا ٌجب على القضاة استخدام سلطتهم التقدٌرٌة فً تفسٌر العقود و
استثمارها و توظٌفها بشكل موسع فً حقل العقود االستهبلكٌة ،و لما ال التدخل
لتعدٌل هذه العقود إذا كانت تتضمن شروطا تعسفٌة.
و فً رأٌنا فقد أحسن المشرع صنعا ألن ذلك سٌشكل ضمانة ممٌزة للمستهلك
بل إن قواعد العدالة و اإلنصاؾ تقتضً تدخل القاضً ،بما له من سلطة تقدٌرٌة،
من أجل تعدٌل العقد و الحد من الشروط التعسفٌة التً ٌتضمنها ،ألن من شأن ذلك
تحقٌق التوازن العقدي.
ال ٌنحصر دور القاضً فً تفسٌر و تعدٌل العقد فقط ،و إنما قد ٌمتد به األمر
إلى إلؽاء بعض شروطه متى كانت تعسفٌة ،و سندنا فً ذلك ما نصت علٌه المادة
19من القانون .31-08
1مع مراعاة أحكام الفصل 264من ق.ل.ع المتعلقة بالشرط الجزائً ،و التً كانت محل جدل و نقاش بٌن
فرٌقٌ ،رى أنه ٌمكن للمحكمة أن تتدخل من تلقاء نفسها للرفع من قٌمة التعوٌض المتفق علٌه إذا كان زهٌدا و
تخفٌضه إذا كان مبالؽا فٌه ،و فرٌق آخرٌ ،ذهب إلى كون تدخل المحكمة مرهون و مرتبط بطلبات األطراؾ و
إال فإنها ستواجه بمقتضٌات الفصل الثالث من قانون المسطرة المدنٌة .
23
إبرام العقود ،1بل إن السلطة التقدٌرٌة التً ٌملكها فً هذا اإلطار تخول له تقرٌر إذا
ما كان الشرط تعسفٌا من عدمه و ال ٌخضع فً ذلك لرقابة محكمة النقض .
إذا كان ٌمكن للقاضً تعدٌل أو إلؽاء الشروط التعسفٌة فإن ذلك رهٌن
بشروط وجب احترامها ،ومن ذلك أن ٌوجد عقد تم بطرٌقة التسلٌم أو اإلذعان ثم
كون العقد تضمن شرطا تعسفٌا أو أكثر.
حتى ٌتدخل القاضً فً تعدٌل أو إلؽاء الشروط التعسفٌة فإنه فً مرحلة أولٌة
ٌعمل على تحدٌد طبٌعة هذا العقد ،فٌما إذا كان عقد إذعان أم ال ،ومن أجل هده
الؽاٌة ٌلزم البحت فً عناصره.
و عقد اإلذعان ٌمكن أن ٌكون كلٌا كالعقود النموذجٌة المعدة مسبقا والتً
ٌقتصر فٌها دور المستهلك الموافقة فقط دون مناقشة مضامٌنه وقد ٌكون جزئٌا
ٌتضمن شروط تعسفٌة.
فالقاضً ملزم بالبحت فٌما إذا كان أحد المتعاقدٌن محتكرا لما ٌدخل فً
موضوع العقد سواء كان سلعة أو خدمة وما إذا كان االحتكار قانونٌا أو فعلٌا.
من أجل تحقٌق توازن عقدي فإن القاضً كلما اتضح له أن عقدا ٌتضمن
شرطا تعسفٌا أمكنه التدخل من أجل تعدٌل أو إلؽاء العقد قصد حماٌة المستهلك.
1اٌمان بنشانة ،الحماٌة القانونٌة للمستهلك من الشروط التعسفٌة ،بحث نهاٌة تكوٌن الملحقٌن القضائٌٌن ،
الفوج ، 39المعهد العالً للقضاء ،الرباط ،2014 ،ص. 71 .
24
وفً هدا اإلطار فالقاضً ٌتمسك بالسلطة التقدٌرٌة فً تقدٌر الصفة التعسفٌة
للشرط من عدمها وال رقابة علٌه من قبل محكمة النقض ألن دلك من مسائل
الواقع ،وهذا ما أكدته محكمة النقض الفرنسٌة فً أحد قراراتها فً الحكم الصادر
بتارٌخ " 1966/10/18وإن كانت محكمة الموضوع هً التً تملك حق تقدٌر ما
إدا كان الشرط تعسفٌا فإنه ال ٌجوز للطاعن أن ٌبدي هدا الدفاع ألول مرة أمام
محكمة النقض".1
25
أ -التوعية والتحسيس والتبصير:
وٌشكل اإلعبلم عنصرا مهما و وسٌلة تلجأ إلٌها جمعٌات حماٌة المستهلك
المدافعة عن حقوق هذه الفئة فهو احد أهدافها المنشودة وهو ما ٌتضح من نص
المادة 152من قانون 31.08التً نصت على أنه " :تتولى الجمعٌات حماٌة
المستهلك المؤسسة والعاملة وفقا للنصوص التشرٌعٌة الجاري بها العمل المتعلقة
بحق تأسٌس الجمعٌات اإلعبلم والدفاع والنهوض بمصالح المستهلك وتعمل على
احترام هذا القانون "
1سارة أوالد سبلمة ،الحماٌة القانونٌة للمستهلك ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً قانون المدنً واألعمال ،جامعة
عبد المالك السعدي طنجة، 2008-2007 ،ص .9
26
ب -الدعاية المضادة :
ٌرى البعض ،عن حق ،أن الدعاٌة المضادة هً قٌام جمعٌات المستهلك بنشر
وتوزٌع انتقادات مكتوبة (بالصحؾ أو المطبوعات أو الملصقات ) أو مسموعة
(الرادٌو) أو مرئٌة للمنتوجات أو الخدمات الموجودة بالسوق المحلً.
إن سوء نٌة المهنً المتمثلة فً اإلشهار الكاذب من أجل تضلٌل المستهلك
وتحوٌر الحقٌقة مبدئٌا ،جعل جمعٌات حماٌة المستهلك تكثؾ من مجهوداتها معتمدة
على وسائل مختلفة لعل أهمها أسلوب المقاطعة المتجسدة فً حث المستهلكٌن على
عدم اقتناء منتوج أو خدمة ،وذلك باالمتناع أو التوقؾ عن شراء السلع والمنتجات
أو اإلضراب عن التزود للضؽط على المهنٌٌن بؽٌة االستجابة لمطالب المستهلك
ولعل المقاطعة األخٌرة لبعض ال ُمنتجات قد شكلت ورقة ضؽط وجعلت بعض
المنتجٌن ٌعٌدون النظر فً ُمنتجاتهم لبلستجابة لمطالب الطرؾ الضعٌؾ -
المستهلك -والذي ٌتحول إلى مركز قوة فً هذه الحالة.
وقد انتقد البعض هذا األسلوب أو الوسٌلة بحجة أن تنفٌذها من شأنه تعرٌض
المشروعات لمخاطر الخسارة وبالتالً ضرب المقاولة واالقتصاد بصفة عامة ،لذلك
ٌ11نص الفصل 77من ق.ل.ع على ما ٌلً " :كم فعم اسذكثه اإلَساٌ عٍ تيُح واخرياس ،ويٍ غيش أٌ
يسًح نه ته انقاَىٌ ،فأحذز ضشسا ياديا أو يعُىيا نهغيش ،أنضو يشذكثه ترعىيض هزا انضشس ،إرا ثثد أٌ رنك
انفعم هى انسثة انًثاشش في حصىل انضشس.
وكم ششط يخانف نزنك يكىٌ عذيى األثش".
27
ال بد من أجل ا لحفاظ على مصالح كل من المستهلك والمهنً على حد سواء أن
تقوم الجمعٌات بتوجٌه إنذار لصاحب المشروع تنذره بأسباب المقاطعة و تحته من
على التخلص منها.
ولقد قٌد الفقه الجمعٌات اللجوء للمقاطعة كوسٌلة لحماٌة المستهلك بتوفر
شروط تم إٌجازها فً :
-أن تكون الوسائل القانونٌة لهذه الحماٌة عٌر فعالة أو ؼٌر موجودة.
-أن تخبر الجمعٌة المهنً بشكل مسبق بالوسائل التً تنوي استعمالها.
وأمام عدم كفاٌة الدور الوقائً لجمعٌات حماٌة المستهلك فً توفٌر الحماٌة فبل
ٌبقى أمام الجمعٌات سوى اللجوء للقضاء كحل عبلجً للمشاكل التً تتعرض لها
مصالح المستهلكٌن.
قبل سنة 1999لم ٌكن القانون المؽربً ٌتوفر على مقتضٌات خاصة لتنظٌم
المنازعات فً مادة االستهبلك وال ٌعترؾ للجمعٌات بالحق فً التقاضً ومع
28
صدور قانون حرٌة األسعار والمنافسة فقد تم تخوٌل الجمعٌات حق االنتصاب
كطرؾ مدنً و ٌمكن أن تحصل على تعوٌضات لصالح المستهلكٌن بناء على
دعوى مدنٌة مستقلة ،1من أجل تعزٌز دور جمعٌات فقد خصها المشرع بالتنظٌم
فً القانون 31-08القاضً بتحدٌد تدابٌر لحماٌة المستهلك ،حٌث نصت مادته
154على أنه ٌمكن لجمعٌات حماٌة المستهلك أن ٌعترؾ لها بصفة المنفعة العامة
إذا استوفت الشروط الواردة فً النصوص التشرٌعٌة والتنظٌمٌة الجاري بها العمل
والمتعلقة بحق تأسٌس الجمعٌات ،وٌجب أن ٌكون ؼرضها المنصوص علٌه فً
نظامها األساسً هو حماٌة مصالح المستهلك حصرٌا ،وأن تكون خاضعة ألنظمة
أساسٌة مطابقة لنظام أساسً نموذجً ٌحدد بنص تنظٌمً ،و أكد على ذلك عبر
تبٌان بعض األحكام المتعلقة بهذه الجمعٌات من خبلل مقتضٌات المادة 2812من
نفس القانون.
1فتٌحة صٌاح ،الحماٌة العقدٌة للمستهلك البٌع االستهبلكً نموذجا ،رسالة لنٌل الماستر فً قانون المقاولة
التجارٌة ،كلٌة العلوم القانونٌة واالجتماعٌة بسطات ،السنة الجامعٌة ،2011-2012:ص.9
2ذُض انًادج 102يٍ انقاَىٌ 12-00عهً أَه " :يجة عهً جًعياخ حًايح انًسرههك انًؤسسح طثقا نهقاَىٌ
في ذاسيخ َشش هزا انقاَىٌ في انجشيذج انشسًيح ،عُذ االقرضاء ،أٌ ذكىٌ يطاتقح ألحكاو انًادج 251يٍ هزا
انقاَىٌ ورنك داخم أجم سرح أشهش اترذاء يٍ ذاسيخ انُشش انسانف انزكش.
دوٌ اإلخالل تأحكاو انفقشج األونً ،يجة عهً جًعياخ حًايح انًسرههك انًشاس إنيها في انثاب األول يٍ
انقسى انساتع كم فيًا يخصه عُذ ذاسيخ َشش هزا انقاَىٌ في انجشيذج انشسًيح وانري ذشيذ إقايح انذعاوي
انًُصىص عهيها في انثاب انثاَي يٍ انقسى انساتع أٌ ذكىٌ يطاتقح ألحكاو انًادج ،251ورنك اترذاء يٍ ذاسيخ
دخىل اإلجشاءاخ انرُظيًيح انالصيح نرطثيق انًادج انًزكىسج حيض انرُفيز.
ذُسخ اترذاء يٍ هزا انراسيخ ،أحكاو انًادج 99يٍ انقاَىٌ سقى 09.99انًرعهق تحشيح األسعاس وانًُافسح".
29
للمستهلكٌن ،والمقصود بالمصلحة الجماعٌة للمستهلكٌن فً هذا اإلطار الضرر الذي
ٌمس مجموعة من المستهلكٌن والناتج عن أفعال متسعة النطاق وبالؽة االنتشار
وتجدر اإلشارة إلى أن التوجه الذي سلكه المشرع المؽربً من خبلل المادة
157من قانون حماٌة المستهلك ٌبقى أكتر حماٌة مقارنة بالتشرٌع الفرنسً وقد
فسر بعض الباحثٌن 1ذلك لعدة اعتبارات :
-1أن عبارة المادة جاءت عامة وتسمح من تم للجمعٌة برفع دعوى مدنٌة
مستقلة.
-2أن فلسفة المشرع من خبلل قانون حماٌة المستهلك هً توفٌر حماٌة فعالة
للمستهلك باعتباره الطرؾ الضعٌؾ فً العبلقة التعاقدٌة.
وٌترتب على رفع الدعوى المدنٌة المستقلة الحق فً المطالبة بالتعوٌض أو
المطالبة بوقؾ األعمال ؼٌر المشروعة التً تشكل مساسا بالمصلحة الجماعٌة
للمستهلكٌن وٌترتب علٌها ضرر جماعً.2
إن اإلقرار بحق ممارسة هذه الدعوى ٌعد من صمٌم األهداؾ التً أنشأت من
أجلها قواعد قانون االستهبلك ،وذلك ألن المستهلك عندما ٌقوم بإبرام العقود ٌعتقد
بأنه ملزم بكل الشروط المدرجة فً العقد لجهله للمقتضٌات القانونٌة ،ولهذا السبب
عمد المشرع إلى تخوٌل جمعٌات حماٌة المستهلك ممارسة دعوى إبطال الشروط
التعسفٌة فً الفصل من قانون حماٌة المستهلك.
لكن السؤال الذي ٌطرح ما هً الؽاٌة من وراء تنظٌم هذا النوع من الدعاوى
مادامت الشروط التعسفٌة تعتبر كأن لم تكن طبقا للمادة 19من قانون حماٌة
1المهدي المعزوزي ، ،تسوٌة نزاعات االستهبلك فً ضوء القانون ،31-08مطبعة المعارؾ
الجدٌدة ،الرباط ،الطبعة األولى، 2013 ،ص.169 :
2المهدي المعزوزي ،م.س ،ص.171
38
المستهلك التً تنص على أنه ٌعتبر باطبل والؼٌا الشرط التعسفً الوارد فً العقد
المبرم بٌن المورد والمستهلك.
إن إقرار هذه الدعوى ٌعتبر النقطة األكثر إٌجابٌة فً القانون 31-08ألنها
ترمً إلى القضاء على الشروط التعسفٌة على اعتبار أن بطبلن الشرط التعسفً
مادام وسٌلة ؼٌر فعالة لمحاربة الشروط التعسفٌة والشروط ؼٌر المشروعة
المستهلك الذي ابرم العقد ٌعتقد بأنه ملزم بجمٌع شروطه وال ٌمكنه التحلل من
بعضها وطلب إبطالها لدلك كانت الؽاٌة والهدؾ من إحداث دعوى إبطال الشروط
التعسفٌة هو لٌس بالدرجة األولى إلؽاء الشروط التعسفٌة التً تحتوي علٌها عقود
مسبقة وإنما إلؽاء ومحو هذه الشروط من نماذج العقود واالتفاقات أي الوثائق التً
تشكل قاعدة العقود المسبقة ،لذلك تكتسً دعوى إلؽاء الشرط التعسفً طابعا وقائٌا
ونهائٌا وهذا ما ٌمٌزها عن ؼٌرها من الدعاوى األخرى.1
31
خاتمة:
ٌتضح من خبلل ما سبق تناوله ،أن مُشرع القانون 31-88حاول تجاوز قصور
القواعد العامة أو التقلٌدٌة فً حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة ،عبر التنصٌص
على مجموعة من المقتضٌات القانونٌة التً من شأنها توفٌر حماٌة أكبر ،ؼٌر أن
المشرع كانت تنقصه اإلرادة الحقٌقٌة للذهاب أبعد من هذا الحد فً حماٌة المستهلك،
دون أن ننسى أن السٌاسة التشرٌعٌة بببلدنا تتحكم فٌها مجموعة من العوامل و
المحددات ال ٌتسع المجال للخوض فٌها ،1و مع ذلك نعتقد أن الواقع العملً هو
الكفٌل بكشؾ عٌوب هذا القانون و إظهار محاسنه.
1تجدر اإلشارة إلى أن هذا الموضوع كان محور المحاضرة االفتتاحٌة التً نظمها مختبر الدراسات القانونٌة
المدنٌة و العقارٌة بكلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة بمناسبة المحاضرة االفتتاحٌة للموسم
الجامعً 2819-2818تحت عنوان " :السٌاسة التشرٌعٌة بالمؽرب :المحددات و الرهانات " ألقاها األستاذ
عبد اإلله فونتٌر ( المدٌر العام للتشرٌع و الدراسات القانونٌة باألمانة العامة للحكومة ) ٌوم السبت 27أكتوبر
2818بمدرج المختار السوسً للندوات و المؤتمرات بالكلٌة .
32
الئحح انمراجع
الكتب:
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسٌط فً شرح القانون المدنً الجدٌد ،نظرٌة االلتزام
بوجه عام مصادر االلتزام ، 1952،بند.116
مأمون الكزبري" ،نظرٌة اإللتزامات فً ضوء قانون االلتزامات و العقود المؽربً "
الجزء االول _مصادر اإللتزام ،مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء،الطبعة الثانٌة،
.1972
بوعبٌد عباسً ،االلتزام باإلعبلم فً العقود دراسة فً حماٌة المتعاقد المستهلك،
المطبعة و الوراقة الوطنٌة مراكش ،الطبعة األولى.2008 ،
المهدي المعزوزي ،تسوٌة نزاعات االستهبلك فً ضوء القانون ، ،31-08مطبعة
المعارؾ الجدٌدة ،الرباط ،الطبعة األولى. 2013 ،
السٌد محمد السٌد عمران" ،حماٌة المستهلك أثناء تكوٌن العقد " ،منشأة المعارؾ
باإلسكندرٌة ،طبعة .1986
محمد عبد هللا" ،حماٌة المستهلك فً كواجهة الشروط التعسفٌة فً عقود اإلستهبلك
دراسة مقارنة ،درا الفكر العربً القاهرة .1997 ،
األطاريح و الرسائل:
اٌمان بنشانة ،الحماٌة القانونٌة للمستهلك من الشروط التعسفٌة ،بحث نهاٌة تكوٌن
الملحقٌن القضائٌٌن ،الفوج ، 39المعهد العالً للقضاء ،الرباط.2014 ،
بوعبٌد عباسً ،االلتزام باإلعبلم فً العقود ،أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً القانون
الخاص ،جامعة القاضً عٌاض ،كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة ،
السنة الجامعٌة .2003-2002
سارة أوالد سبلمة ،الحماٌة القانونٌة للمستهلك ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً قانون
المدنً واألعمال ،جامعة عبد المالك السعدي طنجة.2008-2007 ،
عمرو قرٌوح ،الحماٌة القانونٌة لمستهلك السلع و الخدمات دراسة فً عقود اإلستهبلك
،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً قانون األعمال ،كلٌة الحقوق وجدة،
السنة الجامعٌة .2000-1999
33
فتٌحة صٌاح ،الحماٌة العقدٌة للمستهلك البٌع االستهبلكً نموذجا ،رسالة لنٌل الماستر
فً قانون المقاولة التجارٌة ،كلٌة العلوم القانونٌة واالجتماعٌة بسطات ،السنة الجامعٌة:
.2012-2011
محمد صدق" ،حماٌة المستهلك فً الخدمات البنكٌة " ،رسالة لنٌل الماستر فً قانون
المقاولة التجارٌة ،كلٌة العلوم القانونٌة و اإلجتماعٌة و اإلقتصادٌة بسطات ،السنة
الجامعٌة.2011-2010 :
المجالت و المقاالت:
إدرٌس الفاخوري" ،حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة" ،مجلة طنجٌس ،العدد ،3
.2003
بوعبٌد عباسً" ،مفهوم المستهلك على ضوء العمل التمهٌدي لمشروع قانون حماٌة
المستهلك" ،مجلة إشعاع الصادرة عن هٌئة المحامٌن بالقنٌطرة ،العدد 20سنة
.1999
الزبٌر المعروفً " ،حماٌة المقرض من الشروط التعسفٌة " ،سلسلة دراسات و ابحاث،
مطبعة المعارؾ الجدٌدة ،الرباط.
محمد المسلومً" ،حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة أثناء التعاقد" ،مجلة الملؾ،
العدد ،8مارس .2006
محمد المسلومً" ،حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة أثناء التعاقد" ،مجلة الحكم
المؽربٌة ،العدد .100
ٌ وسؾ الزوجال ،المفهوم القانونً للمستهلك ،سلسلة دراسات وأبحات ،مطبعة
المعارؾ الجدٌدة الرباط ،العدد .4
34
انفهرس
المقدمة 1 .............................. ................................ ................................
المبحث األول :مفهوم المستهلك والشرط التعسفً 3 ................ ................................
المطلب االول :مفهوم المستهلك 3 ................................. ................................
الفقرة االولى :التعرٌؾ التشرٌعً للمستهلك وتحدٌد عناصره 3 ...............................
اوال :التعرٌؾ التشرٌعً للمستهلك 3 ......................... ................................
ثانٌا :عناصر مفهوم المستهلك 4 ............................ ................................
الفقرة الثانٌة :التعرٌفات الفقهٌة للمستهلك 5 ................... ................................
اوال :االتجاه الضٌق فً تعرٌؾ المستهلك 5 ................ ................................
ثانٌا :االتجاه الموسع فً تعرٌؾ المستهلك 6 ............... ................................
المطلب الثانً :مفهوم الشرط التعسفً 6 ......................... ................................
الفقرة االولى :تعرٌؾ الشرط التعسفً وتحدٌد عناصره 6 ....................................
اوال :تعرٌؾ الشرط التعسفً 7 ............................. ................................
ثانٌا :عناصر الشرط التعسفً 7 ............................. ................................
الفقرة الثانٌة :تحدٌد الشروط التعسفٌة وبعض تطبٌقاتها 8 ....................................
اوال :أسالٌب تحدٌد الشروط التعسفٌة 8 ..................... ................................
ثانٌا :بعض تطبٌقات الشروط التعسفٌة 18 ................. ................................
المبحث الثانً:الٌات حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة 14 .....................................
المطلب األول :دور التشرٌع فً حماٌة المستهلك 14 ...........................................
الفقرة األولى :حماٌة المستهلك من خبلل القواعد العامة 14 ..................................
أوال :نظرٌة عٌوب الرضا 14 ............................... ................................
ثانٌا :الحماٌة المقررة من خبلل بعض النظرٌات االخرى 17 .............................
الفقرة الثانٌة :حماٌة المستهلك من خبلل القانون 18 .................................. 31-88
أوال :إثبات الشرط التعسفً 19 .............................. ................................
ثانٌا :االلتزام باالعبلم 19 .................................... ................................
ثالثا :مهلة التفكٌر 28 ......................................... ................................
المطلب الثانً :القضاء والجمعٌات كالٌة لحماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة 21 ...........
الفقرة األولى :دور القضاء فً حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة 21 ...................
35
أوال :صور تدخل القضاء لحماٌة المستهلك 22 ............................................
ثانٌا :شروط تدخل القضاء لتعدٌل أو إلؽاء الشروط التعسفٌة 24 ...........................
الفقرة الثانٌة :دور الجمعٌات فً تكرٌس حماٌة المستهلك من الشروط التعسفٌة 25 .........
أوال :صور تدخل جمعٌات حماٌة المستهلك فً قانون 25 ........................ 31-88
الفقرة الثانٌة :الدور العبلجً لجمعٌات حماٌة المستهلك 28 ...................................
أوال:الدعوى المدنٌة ألٌة لحماٌة المستهلك 28 ............... ................................
ثانٌا :دعوى ابطال الشروط التعسفٌة 38 .................... ................................
خاتمة 32 .............................. ................................ ................................
الئحة المراجع 33 .................... ................................ ................................
الفهرس 35 ............................ ................................ ................................
36