جريمة التعدي على الملكية العقارية الخاصة
جريمة التعدي على الملكية العقارية الخاصة
جريمة التعدي على الملكية العقارية الخاصة
:ﻣﻠﺨﺺ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻫﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﻭﺍﻟﺘﺼـﺮﻑ ﰲ ﺍﳌـﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﳊﻘـﻮﻕ
ﻓـﺈﻥ ﳑﺎﺭﺳـﺔ ﻫـﺬﺍ ﺍﳊـﻖ ﺗﺘﻄﻠـﺐ، ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻷﻣﻼﻙ ﻭﻓﻖ ﻃﺒﻴﻌﺘـﻬﺎ ﺃﻭ ﻏﺮﺿـﻬﺎ
ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﳊﻤﺎﻳﺘﻪ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﻜﻔﻮﻟﺔ ﺩﺳـﺘﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟـﱵ ﻳﻔﺘـﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻴـﺪ
ﻟﻜـﻦ،ﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﱄ ﺍﻟﻘـﺎﺋﻢ ﻋﻠـﻰ ﺗﻘـﺪﻳﺲ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ
ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺿـﻤﺎﻧﺎﺕ ﰲ ﺇﻃـﺎﺭ ﲪﺎﻳﺘـﻪ ﺍﳌﺪﻧﻴـﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺟﺴﺎﻣﺔ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﻘـﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﺪﻧﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻘـﻮﺍﻧﲔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴـﺔ
ﻓﺮﺽ ﲡﺮﱘ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﺍﻟـﺬﻱ ﺟﺴـﺪﻩ ﺍﳌﺸـﺮﻉ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ ﻧـﺺ ﻋـﺎﻡ،ﳊﻤﺎﻳﺘﻬﺎ
ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻌـﺪ ﺃﻛﺜـﺮ ﺍﻟﻨﺼـﻮﺹ ﺇﺛـﺎﺭﺓ ﻟﻠﺠـﺪﻝ386 ﻭﻭﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ
ﻭﻣـﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻠـﻖ ﺟـﺎﺀﺕ،ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﳌﻌﻴﺒﺔ ﻟﻪ
ﺎ ﻣـﻦ ﺃﺣﻜـﺎﻡ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴـﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ
ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﲢﺪﻳـﺪ ﻧﻄـﺎﻕ ﺗﻄﺒﻴـﻖ ﺍﻟـﻨﺺ
ﻭﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﺃﻡ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺑﺴـﻨﺪ
.ﺭﲰﻲ
summry
If the private real estate property is the conductance and the right to enjoy this real
estate and its subsequent rights in order to use this property according to its nature or
purpose, but the practice requires sufficient guarantees to protect this right especially as a
constitutionally protected rights which is supposed to be followed by the Algerian legislator
after the adoption of the capitalist system which.
based on the sanctification of private property, but with the civil protection of private
property and all the guarantees that confirmed by the legislator, the infringement on this
property has increased and it must be protected by the civil and criminal laws integration,and
the imposition of the criminalization of infringement.We see that through a single general
article in t the Algerian penal code (article number 386),this is the most controversial - juristic
& judicial – legal texts due to his defective translation. From this point this study aims to
clarify the crime of infringement on the private real estate property and its procedural
provisions according to the jurisprudence which defines the application and the scope of the
legal text ,and does it include the infringement of possession or is limited only on Cases of
infringement of property by official document.
ﻣﻘﺪﻣﺔ:
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻳﺴﻌﻰ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﳊﺐ ﺍﻟﺘﻤﻠـﻚ ﻛﻔﻄـﺮﺓ ﺇﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬـﻮ ﻳﺴـﻌﻰ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴـﺔ ﳊـﺐ
ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺰﺝ ﰲ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﻌﻰ ﳍﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ﺃﻛﺜـﺮ ﺍﳌﻤﺘﻠﻜـﺎﺕ ﺍﻟـﱵ
ﺗﺸﻜﻞ ﲡﺴﻴﺪﺍ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴـﺎﺱ ـﺎ ﻣـﺎ ﳚﻌـﻞ ﻃﺮﻳﻘـﻪ
ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﺪﱐ ﻟﺮﺩ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺇﻥ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺫﻟـﻚ ،ﻭﰲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺟﺴﺎﻣﺔ ﺍﻻﻋﺘـﺪﺍﺀ ،ﳛـﻮﻝ ﻣﺴـﺎﺭ ﺍﻟﻔـﺮﺩ ﻣـﻦ ﺍﻹﻃـﺎﺭ ﺍﳌـﺪﱐ ﺇﱃ ﺍﻹﻃـﺎﺭ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ
ﻛﻄﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻩ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﺘﻌـﻮﻳﺾ ﺇﱃ ﺟﺮﳝـﺔ ﻗﺎﺋﻤـﺔ ﺑـﺬﺍﺎ
ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺟﺰﺍﺀ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬﺎ.
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـﻦ ﺍﺣﺘـﻮﺍﺀ ﻗـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺎﺕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﺼـﻮﺹ ﺍﺮﻣـﺔ ﻟﻼﻋﺘـﺪﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘـﺔ ﻏـﲑ ﻣﺒﺎﺷـﺮﺓ ﻛﺎﻟﺘﺨﺮﻳـﺐ ﻭﺍﳍـﺪﻡ ، ...ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟـﻨﺺ ﺍﻟﻌـﺎﻡ
ﻭﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻫﻮ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮﻱ ﺍﻟـﺬﻱ ﺗﻨﺤﺼـﺮ ﺿـﻤﻨﻪ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﱵ ﻳﺜﲑﻫﺎ ،ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ ﺣـﻮﻝ ﲢﺪﻳـﺪ ﻣﻔﻬـﻮﻡ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﳌﺸـﻤﻮﻟﺔ
ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﲢﺪﺩ ﺣﺴﺐ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺃﻡ ﻭﻓـﻖ ﺍﳌﻔﻬـﻮﻡ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻨﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺑﻌﺪ ﲢﺪﻳﺪﻩ ﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ،ﺑﻨـﺎﺀﺍ ﻋﻠـﻰ ﺗﻄـﻮﺭ ﻭﻇﻴﻔﺘـﻬﺎ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺗﺘﻘﺎﺭﺏ ﻣﻊ ﻣﻌﲎ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟـﺪﺍﺋﻢ ﻭﻋﻘـﻮﺩ ﺍﻻﻣﺘﻴـﺎﺯ ﻭﻫـﻮ
ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻃﺮﺡ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺣﻮﻝ ﻣﺪﻯ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟـﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﻧـﺺ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺝ
ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ؟
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺘﺠﺮﱘ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ .
ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﻛـﺪ ﺃﻧـﻪ ﻻ ﺟﺮﳝـﺔ ﻭ ﻻ ﻋﻘﻮﺑـﺔ ﺃﻭ ﺗـﺪﺍﺑﲑ
ﺃﻣﻦ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ ،ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﲡﺮﱘ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﻛﺒﺪﺍﻳـﺔ ﳓـﻮ ﺍﳊـﺪ ﻣـﻦ
ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴـﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺠـﺮﱘ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﻘﺎﺏ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﳊﻤﺎﻳـﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫـﺎ ﻓﺎﻋﻠﻴـﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫـﺎ ﺿـﻤﺎﻧﺔ
ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺎ ﺗﺘﻌـﺮﺽ ﻟـﻪ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻋﺘـﺪﺍﺀ
ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑﺪﻗﺔ ﻟﻸﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺍﻟﱵ ﺗـﻨﺺ
ﻋﻠﻰ » :ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺇﱃ ﲬﺴﺔ ﺳـﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﻐﺮﺍﻣـﺔ ﻣـﻦ 20.000ﺩﺝ ﺇﱃ 100.000ﺩﺝ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﻋﻘﺎﺭﺍ ﳑﻠﻮﻛﺎ ﻟﻠﻐﲑ ﻭﺫﻟﻚ ﺧﻠﺴﺔ ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ« ﺃﻳﻦ ﻳﺘﻀﺢ ﺑﺄﻧـﻪ ﳉﺮﳝـﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺭﻛﻨﲔ ﺃﺳﺎﺳﻴﲔ ﺭﻛﻦ ﻣـﺎﺩﻱ ﻭﺁﺧـﺮ ﻣﻌﻨـﻮﻱ ﻭﺃﻣـﺎ ﺍﻟﻘـﻮﻝ ﺑـﺎﻥ ﳍـﺬﻩ
ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺃﺭﻛﺎﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻬـﻮ ﻭﺇﻥ ﻛـﺎﻥ ﻗـﻮﻝ ﳚﺎﻧـﺐ ﺍﻟﺼـﻮﺍﺏ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻨﺼـﺮ ﺍﳋﻠﺴـﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺻﻔﺘﲔ ﰲ ﻓﻌﻞ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﻭﻟﻴﺲ ﺭﻛﻨﲔ ﻣﺴﺘﻘﻠﲔ ﻋﻨﻪ 1ﻭﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺃﺭﻛـﺎﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﰲ :
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼـﺪﺭ ﻋـﻦ ﺍﳉـﺎﱐ ﻭﺍﻟـﱵ
ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺇﱃ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻭﻓﻖ ﺗﺼﺮﻑ ﺇﳚﺎﰊ 2ﳝﻜﻦ ﺗﻮﺿﻴﺤﻪ ﰲ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ :
ﺃﻭﻻ :ﻓﻌﻞ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ :
ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﱰﻉ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﻨﻒ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺿـﺎ ﺍﳌﺎﻟـﻚ ﲝﻴـﺚ ﳚـﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘـﻞ
ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﺩﺧـﻮﻝ ﺍﳌـﱰﻝ
ﰒ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ،ﻓﺎﻷﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻐـﲑ ﻭﺟـﻪ ﻗـﺎﻧﻮﱐ ،ﻭﺇﻻ ﺍﻧﺘﻔـﻰ ﻭﺟـﻮﺩ ﺍﳉﺮﳝـﺔ ﺃﺻـﻼ ﻭﻫـﻮ
ﻣﺎﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﳍـﺎ ﺭﻗـﻢ 181537ﺍﳌـﺆﺭﺥ ﰲ 1999/01/27ﺟـﺎﺀ ﻓﻴـﻪ » :ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺈﺩﺍﻧﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﺑﺴـﺒﺐ ﻧـﺰﻉ ﻻﻓﺘـﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑـﺔ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺃﺭﺽ
ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻻ ﺗﺸـﻜﻞ ﻋﻨﺼـﺮﺍ ﻣـﻦ ﻋﻨﺎﺻـﺮ ﺍﳉﺮﳝـﺔ ﳑـﺎ ﻳﺸـﻜﻞ ﺧﻄـﺄ ﰲ ﺗﻄﺒﻴـﻖ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﻳﺴـﺘﻮﺟﺐ
ﺍﻟﻨﻘﺾ«، 3ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﻋﺮﺿﻴﺎ ﺑـﻞ ﻳـﺘﻌﲔ ﺍﻧﺘﻘـﺎﻝ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﻟﻠﻤﻌﺘـﺪﻱ
ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺃﻭ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ،4ﳑـﺎ ﻳﻔـﺮﺽ ﺍﳊـﺪﻳﺚ ﻋـﻦ ﻧـﺰﻉ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﻟﻠﻤﻨﻔﻌـﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺪﻑ ﺇﱃ ﲢﻘﻴـﻖ ﺍﳌﺼـﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑـﺔ ،ﻟﻜـﻦ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺮﺍﻋـﻰ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟـﱰﻉ ﺍﻹﺟـﺮﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﰲ ﻓﻌﻞ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﻓﺈﻥ ﻧﺰﻉ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ
ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟـﻨﺺ ﺍﻟﺘﺠﺮﳝـﻲ ﻛﺠﺮﳝـﺔ ﺗﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻨـﻮﻱ ﻗـﺪ ﻳﻜـﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ـ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺔ ،ﺍﻟﺒﻠﺪﻳـﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺷـﺨﺎﺹ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳـﺔ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﲣﻀﻊ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴـﺔ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ
ﺍﺭﺗﻜﺎﻢ ﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻣﺴﺎﺀﻟﺘﻬﻢ ﺟﺰﺍﺋﻴﺎ ﻭ ﺇﳕﺎ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺀ ﻹﻟﻐـﺎﺀ
ﻗﺮﺍﺭﺍﻢ ﺍﳌﺎﺳﺔ ﺑﺎﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﲝﻴـﺚ ﻻ ﲣﻀـﻊ ﻟﻠﻤﺴـﺎﺀﻟﺔ ﺇﻻ ﺍﻷﺷـﺨﺎﺹ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳـﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ
-1ﳏﻤﺪ ﺭﻳﺶ ،ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ،ﺍﻠﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ،ﻋﺪﺩ ﺧﺎﺹ -ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ -
،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ،2012،ﺹ104
- 2ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﺪﻭ ،ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ،2010،ﺹ106
-ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 181537ﻣﺆﺭﺥ ، 1999 /01/27ﳎﻠﺔ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻋﺪﺩ ﺧﺎﺹ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ، 2002،ﺹ 226
3
-4ﳏﻤﺪ ﻟﻌﺸﺎﺵ ،ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻣﻌﻤﺮﻱ ،ﺗﻴﺰﻱ
ﻭﺯﻭ، 2016،ﺹ 347
ﻛﺎﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ،1ﻭﺣﱴ ﳛﻘﻖ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻲ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺣﺴﺐ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﻻ ﺑـﺪ
ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺷﺮﻃﲔ:
- 1ﺍﻗﺘﺮﺍﻥ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﺑﺎﳋﻠﺴﺔ :
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳋﻠﺴﺔ ﻟﻐﺔ ﻫﻲ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻐﲑ ﻓﺈﻥ ﺍﻗﺘﺮﺍـﺎ ﺑـﺎﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﻳﻔـﺮﺽ
ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺪﻟﻮﳍﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻌﻠﹼﺔ ﻣﻦ ﲡﺮﳝﻬﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺳـﻠﺐ ﺍﳊﻴـﺎﺯﺓ ﻣـﻦ ﺍﳌﺎﻟـﻚ
ﻓﺠﺄﺓ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ.ﻭﻫﻲ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﺱ ﻓﺎﳋﻠﺴﺔ surpriseﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﻟﻴـﺔ
ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻻﺧﺘﻼﺱ soustractionﻫﻮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍـﺮﻡ ﻭﺃﺧـﺬ ﺃﻣـﻮﺍﻝ ﺍﻟﻐـﲑ ،2
ﻓﺎﻟﻌﱪﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪﻡ ﻋﻠﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻷﻥ ﻋﻠﻢ ﻫـﺬﺍ ﺍﻷﺧـﲑ ﺑﺎﻻﺳـﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـﺎﺭﻩ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ
ﺷﺨﺺ ﺍﳌﻌﺘﺪﻱ ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﳋﻠﺴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﻤـﱴ ﻛـﺎﻥ ﺍﳊـﺎﺋﺰ ﻋﻠـﻰ ﻋﻠـﻢ
ﺑﺎﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﺩﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻨﺼـﺮ ﺍﻟﺮﺿـﺎ ﻭ ﺍﻧﻌـﺪﺍﻡ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌـﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴـﺔ ،ﺣﻴـﺚ ﺫﻫﺒـﺖ ﺍﶈﻜﻤـﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﳍﺎ ﺭﻗﻢ 188480ﻣﺆﺭﺥ ﰲ 1999/06/23ﺇﱃ ﺃﻧﻪ» :ﻣﱴ ﺛﺒـﺖ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌـﻮﻥ
ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﱂ ﻳﺪﺧﻞ ﺧﻠﺴﺔ ﻟﻠﻘﻄﻌﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﳌﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑـﻞ ﺑﺘـﺮﺧﻴﺺ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘـﺔ ﻣﺎﻟـﻚ
3
ﻭﻫـﻮ ﻣﺎﻳﺆﻛـﺪ ﺍﻻﺭﺗﺒـﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ )ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ( ﻓﺈﻥ ﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﻏﲑ ﻗﺎﺋﻤـﺔ«
ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﲔ ﺭﺿﺎ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﻭﺗﻮﺍﻓﺮ ﻋﻨﺼـﺮ ﺍﳋﻠﺴـﺔ ﺍﳌﻔﺘـﺮﺽ ﺍﻗﺘﺮﺍﻧـﻪ ﺑـﺎﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ،ﺣﻴـﺚ ﻧﻔـﺖ ﺍﶈﻜﻤـﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺃﺻﻼ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﱂ ﻳﺸﻐﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺧﻠﺴـﺔ ﻻﻋﺘﺒـﺎﺭ ﻭﺟـﻮﺩ ﻣﻮﺍﻓﻘـﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳـﺔ
ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﺍﳋﻠﺴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ ﺑﻔﻌـﻞ ﺍﻻﻧﺘـﺰﺍﻉ ﺧﻔﻴـﺔ ﺃﻱ ﺑﻌﻴـﺪﺍ ﻋـﻦ
4
ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﻭﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ
- 2ﺍﻗﺘﺮﺍﻥ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﺑﺎﻟﺘﺪﻟﻴﺲ :
ﺭﻏﻢ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻗﺘـﺮﺍﻥ ﺍﻻﻧﺘـﺰﺍﻉ ﺑﺎﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﰲ ﺟﺮﳝـﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﱂ ﳛﺪﺩ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﰲ ﻗـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺎﺕ ﻭﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻳﻔـﺮﺽ ﺍﻟﺮﺟـﻮﻉ ﺇﱃ ﲢﺪﻳـﺪ
ﻣﻌﻨﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﺎﺩﺓ /86ﻑ 2ﻣﻨﻪ ﺍﻟﱵ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ » :ﻳﻌﺘﱪ ﺗﺪﻟﻴﺴﺎ ﺍﻟﺴـﻜﻮﺕ
ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻣﻼﺑﺴﺔ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﳌﺪﻟﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﱪﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌـﺔ ﺃﻭ
ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻼﺑﺴﺔ« ،ﻭﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻳﺆﻛـﺪ ﺍﺭﺗﺒـﺎﻁ ﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌـﺪﱐ ﺑﻌﻴـﻮﺏ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟـﱵ ﲢﻤـﻞ
ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﰲ ﺧﺪﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﻭﺍﻗﻌـﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ،ﺃﻣـﺎ ﰲ ﺍﻹﻃـﺎﺭ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﻓﻘـﺪ
ﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻻﺑﻴﻮ ﺑﺄﻧﻪ :
-ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﲬﺎﺭ ،ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ، 2006،ﺹ20
1
-ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ﺑﺮﺑﺎﺭﺓ ،ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺼﺮ،2017،ﺹ 107
2
-ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 188480ﻣﺆﺭﺥ ﰲ ، 1999/06/23ﳎﻠﺔ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻋﺪﺩ ﺧﺎﺹ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ، 2002،ﺹ 232
3
-ﻋﻤﺮﲪﺪﻱ ﺑﺎﺷﺎ ،ﲪﺎﻳﺔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ، 2009،ﺹ 88
4
" ﻛﻞ ﺧﺪﺍﻉ ﺃﻭ ﲤﻮﻳـﻪ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﻴـﺎﻝ ﺑﻘﺼـﺪ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺇﻧﺴـﺎﻥ ﻟﺘﻀـﻠﻴﻠﻪ ﻭﺍﻟﻌﺒـﺚ ﲝﺮﻳـﺔ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ" ، 1ﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺑﲔ ﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﺍﳌـﺪﱐ ﻭﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﳛﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻭﺍﻟـﱵ ﲢـﻮﻝ ﺍﻟﻀـﺮﺭ ﺍﳌـﺪﱐ ﺇﱃ ﺟﺮﳝـﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴـﺔ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ،2ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﻳﻘﺘﻀـﻴﺎﻥ ﻭﺟـﻮﺩ ﺣﻴـﻞ ﻭﻧﻴـﺔ ﺍﳋـﺪﺍﻉ ﻭﻫـﺬﺍﻥ
ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﺍﻥ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﻥ ﻻ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ،ﻛﻤـﺎ ﳛـﺪﺩ ﺍﻻﺧـﺘﻼﻑ ﺃﻳﻀـﺎ
ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌـﺪﱐ ﳒـﺪﻩ ﳚﻌـﻞ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﲢـﺖ ﻃﺎﺋﻠـﺔ
ﺍﻹﺑﻄﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﰎ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﱪﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﻮﻻ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴـﻞ ﺃﻣـﺎ ﰲ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ
ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻓﻴﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﻗﻴـﺎﻡ ﺍﳌﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴـﺔ 3ﻷﻥ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﻻ ﻳﺘـﺪﺧﻞ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺎﻣﺔ ﻭﻛـﺎﻥ ﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﺑﺈﺣـﺪﻯ ﺍﻟﻄـﺮﻕ ﺍﻟـﻮﺍﺭﺩﺓ
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳊﺼﺮ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ :
-ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻃﺮﻕ ﺍﺣﺘﻴﺎﻟﻴﺔ
-ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻧﻄﺎﻕ ﻣﻌﲔ ﻳـﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺼـﺮﻑ ﰲ ﻣـﺎﻝ ﺃﻭ ﻣﻨﻘـﻮﻝ ﻟـﻴﺲ ﻣﻠﻜـﺎ ﻟﻠﺠـﺎﱐ
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ.
-ﺑﺎﲣﺎﺫ ﺍﺳﻢ ﻛﺎﺫﺏ ﺃﻭ ﺻﻔﺔ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺤﺔ. 4
ﻭﺑــﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﻧــﺺ ﺍﳌــﺎﺩﺓ 386ﻣــﻦ ﻕ ﻉ ﳒــﺪ ﺃﻥ ﺍﻟــﻨﺺ ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴــﻴﺔ ﺟــﺎﺀ ﺑﻌﺒــﺎﺭﺓ
) (fraudeﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﺍﳌﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﳌﻘﺮﻭﻧﺔ ﺑﺴﻮﺀ ﻧﻴﺔ ﺪﻑ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ ﻭﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗـﺘﻢ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬـﺔ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﺎﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﺑﻌﺒـﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﻭﺍﻟـﱵ
ﺗﻌﲏ Le Dolﻓﺎﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﲟﻔﻬﻮﻡ) (fraudeﻻ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﲤﺎﻣـﺎ ﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﲟﻔﻬـﻮﻡ
5 Le Dolﻷﻥ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻐﺶ ) (fraudeﺃﻋـﻢ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ) (Le Dolﻭﺍﻷﺧـﲑ ﺻـﻮﺭﺓ ﻣﺒﺴـﻄﺔ
ﻟﻸﻭﻝ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﳝـﺎﺭﺱ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ ﺃﺣـﺪ ﺃﻃـﺮﺍﻑ ﺍﻟـﱰﺍﻉ ﺃﻭ ﺃﺣـﺪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗـﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﻘـﻮﺩ
ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍ ﻟﻐﺶ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺪﺍﳘﺎ ﻭﳝﺎﺭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﲑ.
- 3ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻌﲎ ﺍﳋﻠﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ:
ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴـﻮﺩ ﻧـﺺ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺣـﻮﻝ ﲢﺪﻳـﺪ ﻣﻌـﲎ ﺍﻗﺘـﺮﺍﻥ ﺍﻻﻧﺘـﺰﺍﻉ
ﺑﺎﳋﻠﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﲢﺪﻳـﺪ ﻣﻮﻗـﻒ ﺍﻻﺟﺘـﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻲ ﺣـﻮﻝ ﻣﻌـﲎ ﺍﳌﺼـﻄﻠﺤﲔ
ﺍﻟﹼﺬﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﻴﻨﺎ ﻭﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴـﺎ
ﺑﺄﻥ »ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻳﻌﲏ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺷﻐﻞ ﻣﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻐـﲑ
ﺑﻌﺪ ﺇﺧﻼﺋﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﳏﻀﺮ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺍﶈﺮﺭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻌـﻮﻥ ﺍﳌﻜﻠـﻒ
ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ« 1ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ ﻣﻌـﲎ ﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﺑﻄﺮﻳﻘـﺔ ﻣﺴـﺘﻘﻠﺔ ﻋـﻦ
ﻣﻌﲎ ﺍﳋﻠﺴﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﳉﺎﱐ ﻟﺸﻐﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﳌﻤﻠﻮﻙ ﻟﻠﻐـﲑ ﺑﻌـﺪ ﺇﺧﻼﺋﻬـﺎ ﻭﻓـﻖ
ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻌﺎﻳﻨﺔ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﳏﻀﺮ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻗﺒـﻞ ﺍﻟﻌـﻮﻥ
ﺍﳌﺆﻫﻞ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺃﺣﺪ ﻗﺮﺍﺭﺍﺎ ﺃﻳﻦ ﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧـﻪ » :ﻣـﻦ ﺍﳌﻘـﺮﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧـﺎ ﺃﻥ
ﺍﳋﻠﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﰲ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﻋﻘﺎﺭ ﳑﻠﻮﻙ ﻟﻠﻐﲑ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ :ﺩﺧـﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ﺩﻭﻥ
ﻋﻠﻢ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺭﺿﺎﻩ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻦ ﰒ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻌﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌـﻮﻥ
ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺼﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺐ ﻏﲑ ﻣــﺆﺳﺲ ،ﻭﳌـﺎ ﻛـﺎﻥ ﻗﻀـﺎﺓ ﺍﻻﺳـﺘﺌﻨﺎﻑ ﰲ ﻗﻀـﻴﺔ ﺍﳊـﺎﻝ ﺳـﺒﺒﻮﺍ
ﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻳﻠﻲ " :ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺑﺪﺭ ﻣـﻦ ﺍﳌﺘـﻬﻢ ﻭﻫـﻮ ﺍﻗﺘﺤﺎﻣـﻪ ﻟﻠﺴـﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﻋﻠـﻢ ﺃﻭ
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭ ﻻ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮﻩ ﻭﺷـﻐﻠﻪ ﻣـﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘـﻪ ﺩﻭﻥ ﻭﺟـﻪ ﺷـﺮﻋﻲ ﺑﺸـﻜﻞ ﺟـﺮﻡ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ " ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺳـﺒﺒﻮﺍ ﻗـﺮﺍﺭﻫﻢ ﺗﺴـﺒﻴﺒﺎ ﺳـﻠﻴﻤﺎ ﻻﺷـﺘﻤﺎﻟﻪ
2
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺗﻮﺍﻓﺮﳘﺎ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟـﻨﺺ ﻭﳌـﺎ ﻛـﺎﻥ ﻛـﺬﻟﻚ ﺍﺳـﺘﻮﺟﺐ ﺭﻓـﺾ ﺍﻟﻄﻌـﻦ«
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﺢ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻣﻌﲎ ﺍﳋﻠﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﻭﺍﺣـﺪ ﺿـﻤﻦ ﻋﻨﺼـﺮﻳﻦ ﺍﺛـﻨﲔ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮﳘـﺎ
ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳋﻠﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﳘﺎ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﻭﺭﺿﺎ ﺻـﺎﺣﺒﻪ ﻭﻋـﺪﻡ ﻭﺟـﻮﺩ ﺃﻱ ﺣـﻖ
ﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻓﻔـﻲ ﻇـﻞ ﺍﻻﺟﺘـﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤـﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴـﺎ
ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 179222ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 1988/01/09ﺍﻟﺬﻱ ﺟـﺎﺀ ﻓﻴـﻪ » :ﺗﺜﺒـﺖ ﺟﻨﺤـﺔ ﺍﻻﻋﺘـﺪﺍﺀ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺎﺋﻴـﺔ ﺗﻘﻀـﻲ ﺑﻄـﺮﺩ ﺍﳌﺘـﻬﻢ ﻣـﻦ ﺍﻷﻣـﺎﻛﻦ ﺍﳌﺘﻨـﺎﺯﻉ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺎﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠـﻰ ﻧﻔـﺲ ﺍﻷﻣـﺎﻛﻦ ،ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺈﺩﺍﻧﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺬﻩ ﺍﳉﻨﺤﺔ ﺩﻭﻥ ﺗـﻮﺍﻓﺮ ﺃﺭﻛﺎـﺎ ﻳﻌـﺪ ﲟﺜﺎﺑـﺔ ﻗﺼـﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴـﻞ ﻳـﺆﺩﻱ ﺇﱃ
ﺍﻟﻨﻘﺾ « 3ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻋﻨﺼـﺮﻱ ﺍﳋﻠﺴـﺔ ﻭﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﻭﻓﻘـﺎ ﻟﻠﻤـﺎﺩﺓ 386ﻣـﻦ ﻕ ﻉ ﻳﻘﺘﻀـﻲ ﺗـﻮﺍﻓﺮ
ﺷﺮﻭﻁ ﻫﻲ:
ﺍ -ﺻﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﺎﺋﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻄﺮﺩ ﺍﳌﺴﺘﻮﱄ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ:
ﻻﺑﺪ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﺷﻜﻮﻯ ﲞﺼﻮﺹ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﻣﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻐـﲑ ﺃﻥ ﻳﺴـﺒﻘﻬﺎ ﺭﻓـﻊ ﺩﻋـﻮﻯ
ﺃﻣــﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴــﻢ ﺍﳌﺨــﺘﺺ ﺍﻟــﺬﻱ ﻳﻘــﻮﻡ ﺑﺎﻟﻔﺼــﻞ ﰲ ﺍﳌﻠﻜﻴــﺔ ﺃﻭ ﺗﻜــﺮﻳﺲ ﺍﳊﻴــﺎﺯﺓ ﰲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺍﻻﻋﺘــﺪﺍﺀ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﻮﺟﺐ ﺣﻜﻢ ﺎﺋﻲ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﺃﻭ ﺍﳊﺎﺋﺰ ﻳﻘﻀـﻲ ﺑﻄـﺮﺩ ﺍﳌﻌﺘـﺪﻱ ﻣـﻦ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ،ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ
-ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 52971ﻣﺆﺭﺥ ﰲ ، 1989/01/17ﺍﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ،03ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ، 1991 ،ﺹ 236
1
-ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 57534ﻣﺆﺭﺥ ﰲ ، 1988/11/08ﲨﺎﻝ ﺳﺎﻳﺲ ،ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﲑ ﻭﳑﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ
2
ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﺎﺋﻲ ﺃﻱ ﺍﺳﺘﻨﻔﺬﺕ ﻓﻴﻪ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺣﺎﺯ ﻗـﻮﺓ ﺍﻟﺸـﻲﺀ ﺍﳌﻘﻀـﻲ ﻓﻴـﻪ
ﺃﻭ ﺃﻣﺮ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﰲ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼـﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﺿـﻲ
ﺍﻹﺳﺘﻌﺠﺎﱄ 1ﻭﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺑﻴﻨـﻬﺎ ﻣﺎﻧﺼـﺖ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 22ﻣـﻦ ﺍﳌﺮﺳـﻮﻡ ﺍﻟﺘﺸـﺮﻳﻌﻲ ﺭﻗـﻢ 03/93
ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ " :ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺃﺟﻞ ﻋﻘﺪ ﺍﳚﺎﺭ ﻣﱪﻡ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـﺎ ،ﻳـﺘﻌﲔ
2
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ "
ﺏ -ﺇﲤﺎﻡ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ:
ﺣﱴ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﺻﻔﱵ ﺍﳋﻠﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﰲ ﻓﻌﻞ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﰎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴـﺬ ﻓﻌـﻼ
ﻭﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﺳﺘﺼـﺪﺍﺭ ﺣﻜـﻢ ـﺎﺋﻲ
ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻄﺮﺩ ﻭﺇﳕﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻣﺎﻳﻠﻲ:
ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺷﺮ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻮﻥ ﻣﺆﻫﻞ:
ﻳﻘﺼــﺪ ﺑــﺎﻟﻌﻮﻥ ﺍﳌﺆﻫــﻞ ﺍﶈﻀــﺮ ﺍﻟﻘﻀــﺎﺋﻲ ﻭﻫــﻮ ﺿــﺎﺑﻂ ﻋﻤــﻮﻣﻲ ﻳﺘــﻮﱃ ﺗﺒﻠﻴــﻎ ﺍﶈــﺮﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻹﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳـﻨﺺ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺍﺎﻻﺕ ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺍﺎﻝ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﻭﺍﶈـﺮﺭﺍﺕ
3
ﻭﺍﻟﺴﻨﺪﺍﺕ ﰲ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ.
ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺷﺮ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ:
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻸﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻃـﺮﻑ ﺍﶈﻀـﺮ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴـﻨﺪ ﺍﳌـﺮﺍﺩ ﺗﺒﻠﻴﻐـﻪ ﺇﱃ ﺍﳋﺼـﻢ ،ﺷـﺮﻁ ﺃﻥ ﻳـﺘﻢ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴـﻎ
ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴـﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳـﺔ ﻭﺍﳊﻜﻤـﺔ ﻣـﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴـﻎ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﲟﺤﺘﻮﻯ ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑـﻪ ﺍﳉﻬـﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻴﺔ ﻭﺣﺴـﺎﺏ ﺁﺟـﺎﻝ ﺍﻟﻄﻌـﻦ
ﺍﶈﺪﺩﺓ ﻟﺘﺘﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳉﱪﻱ ،ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﶈﻀـﺮ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺼـﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـﺔ ﻟﻠﺤﻜـﻢ
ﺍﳌﻤﻬﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ 4ﻭﺇﺫﺍ ﺻﺎﺩﻑ ﻭﺃﻥ ﺗﻮﰲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴـﺬ ﺿـﺪﻩ ﺃﻱ ﻣـﻦ ﺻـﺪﺭ
ﺍﳊﻜﻢ ﺿﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﳊﻜﻢ ﺇﱃ ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻱ ﺇﱃ ﻭﺭﺛﺘﻪ )ﺧﺎﺻـﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟـﺔ ﻭ
5
ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ( ﻭﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟﻮﺭﺛﺔ ﻣﻬﻠﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﻢ ﺑﺎﳊﻜﻢ
-ﻧﺎﺻﺮﲪﻮﺩﻱ،ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ،ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺎﺱ ﻟﻐﺮﻭﺭ ﺧﻨﺸﻠﺔ ، 2012،ﺹ.55
1
-2ﺍﳌﺎﺩﺓ 22ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺭﻗﻢ 03-93ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 01ﻣﺎﺭﺱ 1993ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻝ 7ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ ،1413ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ،ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ
ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ .1993 ، 14
-3ﻋﻤﺮﲪﺪﻱ ﺑﺎﺷﺎ ،ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ91
-ﺇﳍﺎﻡ ﺑﻌﺒﻊ،ﲪﺎﻳﺔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ،ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮﺭﻱ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ، 2007،ﺹ.144
4
- 5ﻣﻘﲏ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭﻭﺑﻮﺭﺍﺱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ،ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻘﺎﺭﻥ ،ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﺑﺸﺎﺭ،ﻳﻮﻣﻲ 23-22:ﺃﻓﺮﻳﻞ ،2008ﺹ222
ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ 1ﻭﺇﱃ ﻋﻘﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻌﻪ ﺻـﺎﺣﺒﻪ ﰲ ﻋﻘـﺎﺭ
ﳝﻠﻜﻪ ﺭﺻﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ،2ﻟﻜﻦ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻫﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﺃﺣﻜـﺎﻡ ﺍﳌـﺎﺩﺓ
386ﻕ ﻉ ﺝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﲟﻔﻬﻮﻣﻪ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺃﻡ ﺃﺎ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﺇﱃ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺧﺎﺹ ﻟﻠﻌﻘﺎﺭ ﻭﻓـﻖ ﺃﺣﻜـﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ؟
ﻳﺘﻀــﺢ ﻣــﻦ ﺃﺣﻜــﺎﻡ ﺍﳌــﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺃﻥ ﺟﺮﳝــﺔ ﺍﻟﺘﻌــﺪﻱ ﻋﻠــﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴــﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳــﺔ ﺗﺸــﻤﻞ
ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻓﻘﻂ ﻭﻳﺴﺘﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺭﺿﺎ ﺃﻭ ﻣﺴـﻜﻨﺎ ﺃﻭ ﻣـﺎ ﰲ ﺣﻜﻤـﻪ ﺳـﻮﺍﺀ ﻛـﺎﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻣﻌﺪﺍ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻣﻦ ﺇﻃـﺎﺭ ﻫـﺬﻩ ﺍﳌـﺎﺩﺓ
ﻷﻥ ﺃﺻﻠﻪ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﻣﻌﺪ ﳋﺪﻣﺔ ﻋﻘﺎﺭ ﻭﻷﻥ ﺍﳌﻨﻘﻮﻻﺕ ﳍﺎ ﲪﺎﻳﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴـﺔ ﺑﻨﺼـﻮﺹ ﺃﺧـﺮﻯ ﰲ ﻗـﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ،3ﺣﻴﺚ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻭﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ ﻗـﺮﺍﺭ ﳍـﺎ ﺭﻗـﻢ221966
ﻣــﺆﺭﺥ ﰲ 2000/10/17ﺇﱃ ﺃﻥ» ﻧــﺺ ﺍﳌــﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺝ ،ﻳﻄﺒــﻖ ﺇﻻ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻌﻘــﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘــﺔ
ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻭﺍﻟﱵ ﻻﳝﻜﻦ ﺍﻧﺘﺰﺍﻋﻬﺎ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺧﻠﺴﺔ ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻭﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ ﻓـﺈﻥ ﻤـﺔ
ﺗﻐﻴﲑ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻼﻙ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﺭﺗﻜـﺎﺏ ﺟﻨﺤـﺔ ﺍﻟﺴـﺮﻗﺔ
ﻃﺒﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ 362ﻕ ﻉ ﺝ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺈﺩﺍﻧﺔ ﺍﳌﺘﻬﻤﲔ ﻋﻠـﻰ ﺃﺳـﺎﺱ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻫﻮ ﺗﻄﺒﻴـﻖ ﺳـﻲﺀ ﻟﻠﻘـﺎﻧﻮﻥ«،4ﻭﻫـﻮ
ﻣﺎﻳﺆﻛﺪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﳌﻨﻘﻮﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﻋﻘﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻣـﻦ ﻧﻄـﺎﻕ ﺗﻄﺒﻴـﻖ
ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﻭﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﳌﻨﻘﻮﻟﺔ .
- 2ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳑﻠﻮﻛﺎ ﻟﻠﻐﲑ:
ﺗﻌﺪ ﻋﺒﺎﺭﺓ -ﳑﻠﻮﻛﺎ ﻟﻠﻐﲑ -ﻫﻲ ﳏﻞ ﺍﳉﺪﺍﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﺣـﻮﻝ ﻣـﺎ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺝ ﲢﻤﻲ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻓﻘﻂ ﺃﻡ ﲤﺘـﺪ ﳊﻤﺎﻳـﺔ ﺣـﺎﺋﺰﻩ ﺃﻳﻀﺎ،ﺧﺎﺻـﺔ ﰲ ﻇـﻞ
ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﶈﺮﺭ ﺑﺎﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺺ ﺍﶈﺮﺭ ﺑﺎﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﻭﰲ ﺇﻃـﺎﺭ ﺗﻌـﺪﺩ
ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﺣﻮﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣـﻦ ﲢﺪﻳـﺪ ﻣﻌـﲎ ﻣﻠﻜﻴـﺔ
ﺍﻟﻐﲑ ﰒ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﳌﻮﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ.
ﺍ -ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻐﲑ:
ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻭﻗﻮﻉ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـﺎﺭ ﳝﻠﻜـﻪ ﺍﳉـﺎﱐ
ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﳑﻠﻮﻛﺎ ﻟﻠﻐﲑ ،ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻣﺘﺮﻭﻛﺎ ﺃﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﳑﻠﻮﻛـﺎ
-ﻫﻴﻤﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﺎﻳﺰ،ﲪﺎﻳﺔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺯﻳﻦ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ،ﻟﺒﻨﺎﻥ، 2013،ﺹ53 ،
1
-ﻋﻤﺎﺭ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻐﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ،ﺩﺍﺭ ﻭﺍﺋﻞ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ، 2013،ﺹ36
2
ﻟﺸﺨﺺ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﲣﻠﻰ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺯﺗﻪ ﺑﻨﻴـﺔ ﺍﻟـﱰﻭﻝ ﻋـﻦ ﻣﻠﻜﻴﺘـﻪ ،1ﺃﻭ ﺩﻭﻥ ﻭﺟـﻮﺩ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴـﺔ ﻭﰲ ﻫـﺬﺍ
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﳕﻴﺰ ﺑﲔ ﺣﺎﻟﺘﲔ:
-ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ:ﺇﺫﺍ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﳌﺘﺮﻭﻙ ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﺁﺧﺮ ﻭﺍﺣﺘﻞ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ﺑﻨﻴـﺔ
ﲤﻠﻜﻪ ،ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﱂ ﳛﺪﺙ ﻭﻛﺬﺍ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺍﳋﻠﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻓﺮﻳﻦ ،ﻓﻼ ﺗﻘـﻮﻡ ﺟﺮﳝـﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺍﳊﺎﺋﺰ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻟﺘﻘـﺎﺩﻡ
ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ.2
-ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:ﺇﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﺃﻭ ﺍﳊﺎﺋﺰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ ﻓﻔﻲ ﻫـﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟـﺔ
ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﺃﻭ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻋﻨﺪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ ﺍﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ ،ﻓﻜـﻞ ﻣـﻦ ﻳﻘـﻮﻡ ﺑـﺎﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﳊﻴـﺎﺯﺓ
ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﻷﻥ ﻧﻴﺘﻪ ﻗﺪ ﺍﻧﺼـﺮﻓﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻤﻠـﻚ ﺑﻌـﺪ ﺃﻥ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﻋﺮﺿﻴﺔ .3
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﱴ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ﳑﻠﻮﻛـﺎ ﻟﻠﻐـﲑ ﻭﰎ ﺍﻻﻋﺘـﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴـﻪ ﴰﻠـﻪ ﻧـﺺ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺝ
ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ ﻣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﺳﻨﺪ ﺭﲰﻲ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻻ ﺳﻨﺪ ﺭﲰـﻲ ﻟـﻪ ﻫـﻞ ﻳﻌﺘـﱪ ﻣﺎﻟﻜـﺎ
ﺗﺸﻤﻠﻪ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﺃﻡ ﻻ؟
ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﳌﻌﻴﺒﺔ ﻟﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺝ ﺍﶈﺮﺭ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺍﺷـﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠـﻰ
ﻋﺒﺎﺭﺓ "ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﻋﻘﺎﺭ ﳑﻠﻮﻛﺎ ﻟﻠﻐﲑ" ﻓﺎﻧﻪ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺟﺮﳝـﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﻌﺘﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻈﻬﺮ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ ﺑﺴﻨﺪ ﺭﲰﻲ ﻣﺸﻬﺮ 4ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻨﺺ ﺍﶈـﺮﺭ ﺑﺎﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴـﻴﺔ
ﻟﺬﺍﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ:
5
Quiconque par surprise ou fraude dépossède autruit d’un bien immeuble
ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺮﲨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ " :ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﲑ ﻋﻘﺎﺭ "ﻓﺈﻥ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺸـﻤﻞ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ
ﻓﻬﻲ ﲤﺘﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺯﺓ ﻓﺎﻟﻌﱪﺓ ﺑﺎﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﳑﻠﻮﻛﺎ ﺃﻭ ﰲ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﻐﲑ ،ﻟﻜﻦ ﻣـﺎﻣﻌﲎ
ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﺮﳝﺔ؟
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﻞ ﺍﳌﻬﺪ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ ﻣﻔﻬـﻮﻡ ﺍﳊﻴـﺎﺯﺓ ﳒـﺪ ﺃﻧـﻪ
ﺍﻋﺘﱪﻫﺎ "ﻭﺿﻊ ﻓﻌﻠﻲ ﺃﻭ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻳﺘﺴﻠﻂ ﲟﻘﺘﻀﺎﻩ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺗﺴـﻠﻄﺎ ﻓﻌﻠﻴـﺎ ﺑﺼـﻔﺘﻪ
ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﺣﻖ ﻋﻴﲏ ﻋﻠﻴﻪ" 6ﻭﳍﺎ ﻋﻨﺼﺮﺍﻥ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻋﻨﺼﺮ ﻣـﺎﺩﻱ ﻳـﺮﺍﺩ ﺑـﻪ
-1ﻋﻼﺀ ﺯﻛﻲ ،ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻣﺼﺮ، 2014،ﺹ62
-2ﻧﺎﺻﺮﲪﻮﺩﻱ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 48
-3ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﲬﺎﺭ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ.24
-4ﻳﻮﺳﻒ ﺩﻻﻧﺪﺓ ،ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺳﻨﺪ ﺑﲔ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ،ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﳉﻬﻮﻱ ﺍﳌﻨﻈﻢ ﻣﻦ
ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﳉﻬﻮﻳﺔ ﳌﻮﺛﻘﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﻋﻘﻮﺩ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻤﲑ ﻭﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ،ﺑﺎﺗﻨﺔ،ﺹ . 05
- 5ﳏﻤﺪ ﺭﻳﺶ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،ﺹ86
-ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ،ﺍﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻴﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ،ﺩﺍﺭ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ،ﻣﺼﺮ ، 2004،ﺹ. 288
6
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﺎﺷﺮﻫﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳊﻖ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﻭﺁﺧـﺮ ﻣﻌﻨـﻮﻱ ﻫـﻮ ﻧﻴـﺔ ﺍﳊـﺎﺋﺰ ﻟﻠﻈﻬـﻮﺭ
ﲟﻈﻬﺮ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻭﲣﻠﹼـﻒ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴـﺔ ﺣﺴـﺐ ﺍﳌﻔﻬـﻮﻡ ﺍﳌـﺪﱐ ﲡﻌﻠـﻪ ﳎـﺮﺩ ﺣـﺎﺋﺰ ﻋﺮﺿـﻲ
ﻛﺎﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻭﺍﳌﺴﺘﻌﲑ ﻭﺍﳌﻮﺩﻉ ﻟﺪﻳﻪ ﻭﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ،ﳑـﺎ ﳚﻌـﻞ ﺍﻻﻋﺘـﺪﺍﺀ ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـﺎﺭ ﰲ ﻳـﺪ ﻫـﺆﻻﺀ ﳎـﺮﺩ
ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﻋﺮﺿﻴﺔ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻊ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟـﻨﺺ ﺍﻟﺘﺠﺮﳝـﻲ
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻣﻊ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﺫﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻮﺳـﻊ ﻣـﻦ ﻧﻄـﺎﻕ ﻣﻌـﲎ
ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﻟﻴﻌﺘﱪﻫﺎ " ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺑﲔ ﺷﺨﺺ ﻭﻋﻘﺎﺭ ﺗﺘﻴﺢ ﻟـﻸﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺴـﻴﻄﺮ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﺳـﻴﻄﺮﺓ
ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﲤﺮ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮ ﺃﺣﺪ ﺃﻭ ﺇﺷﺮﺍﻓﻪ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻴـﺔ ﺍﺣﺘﺒـﺎﺱ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ﻟـﺪﻯ
ﺣﺎﺋﺰﻩ " ،1ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﺴـﺘﻘﻠﺔ ﻛـﺮﻛﻦ ﻣـﺎﺩﻱ ﻭﺑﻨﻴـﺔ
ﺍﻻﺣﺘﺒﺎﺱ ﻛﺮﻛﻦ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﻭﻫـﻲ ﺍﳊﻴـﺎﺯﺓ ﺍﳌﻘﺼـﻮﺩﺓ ﰲ ﺟـﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ﻭﺍﻧﻄﻼﻗـﺎ ﻣـﻦ
ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻟﻠﺤﻴﺎﺯﺓ ﻭﰲ ﻇﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻘﻮﺩ ﺗﺴﻤﻰ ﻋﻘـﻮﺩ ﺍﻣﺘﻴـﺎﺯ ﲤـﻨﺢ ﲟﻮﺟﺒـﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ
ﺷﺨﺼﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﳌﺴﺘﺜﻤﺮ ﺻـﺎﺣﺐ ﺍﻻﻣﺘﻴـﺎﺯ ﺣـﻖ ﺍﺳـﺘﻐﻼﻝ ﺍﻷﺭﺍﺿـﻲ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌـﺔ
ﻟﻸﻣﻼﻙ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﺘﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﳛـﺪﺩ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ ﳌـﺪﺓ ﺃﻗﺼـﺎﻫﺎ ﺃﺭﺑﻌـﻮﻥ
ﺳﻨﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳـﺪ ﻣﻘﺎﺑـﻞ ﺩﻓـﻊ ﺃﺗـﺎﻭﺓ ﺳـﻨﻮﻳﺔ ﻓﻬـﻞ ﻳﻌﺘـﱪ ﺍﳌﺴـﺘﺜﻤﺮ ﺻـﺎﺣﺐ ﺍﻻﻣﺘﻴـﺎﺯ ﺣـﺎﺋﺰﺍ
ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺜﻤﺮﺗﻪ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﺟﺮﳝﺔ ﺃﻡ ﻻ؟
ﺑﺎﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 03/10ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻷﺭﺍﺿـﻲ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻸﻣـﻼﻙ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺘﺜﻤﺮ ﳝﺎﺭﺱ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﺜﻤﺮﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺴـﺘﻘﻠﺔ ﻣـﻦ
ﺧﻼﻝ ﺣﻖ ﺍﺳﺘﻐﻼﳍﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺳﻮﺍﺀ ﲟﻘﺎﺑـﻞ ﺃﻭﺑﻐـﲑ ﻣﻘﺎﺑﻞ،ﻛﻤـﺎ ﻟـﻪ ﺃﻥ ﻳـﻮﺭﺙ
ﺃﻭﻳﺮﻫﻦ ﺣﻖ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴـﺘﺜﻤﺮﺓ ﻭﻛـﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ
2
ﻭﺫﻟـﻚ ﺑﻨﻴـﺔ ﺍﺣﺘﺒـﺎﺱ ﺣـﻖ ﺍﻻﻣﺘﻴـﺎﺯ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻣﻊ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﺗـﺎﻭﺓ
ﳌﺪﺓ ﺃﻗﺼﺎﻫﺎ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳـﺪ ﻭﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻳﺆﻛـﺪ ﺃﻥ ﺻـﺎﺣﺐ ﺣـﻖ ﺍﻻﻣﺘﻴـﺎﺯ ﻳﻌـﺪ ﺣـﺎﺋﺰﺍ
ﺑـﺎﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﻭﺃﻥ ﺃﻱ ﺍﻋﺘـﺪﺍﺀ ﻋﻠــﻰ ﺣﻘـﻪ ﰲ ﺍﳊﻴـﺎﺯﺓ ﻳﺸـﻜﻞ ﺟﺮﳝــﺔ ﺗﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﻣﺴــﺘﺜﻤﺮﺗﻪ
ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺝ .
ﺏ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ:.
ﺃﺩﻯ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﲔ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺍﶈﺮﺭ ﺑﺎﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟـﺬﻱ ﳛﻤـﻲ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﻓﻘـﻂ
ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﶈﹼﺮﺭ ﺑﺎﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴـﻴﺔ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺸـﻤﻞ ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﺍﳊﻴـﺎﺯﺓ ﻭ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺇﱃ ﺍﺧـﺘﻼﻑ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﰲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﲔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺷﻜﻠﺖ ﰲ ﳎﻤﻠﻬﺎ ﺍﲡﺎﻫﲔ :
-ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻷﻭﻝ :ﻳـﺮﻯ ﺑﺄﻧـﻪ ﰲ ﻇـﻞ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻏﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴـﺔ ﻟﻠﻤـﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺝ ،ﻻ ﳝﻜـﻦ ﺍﻟﻘـﻮﻝ
ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺟﺮﳝﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﻞ ﺇﻥ ﳎـﺎﻝ ﺍﳊﻤﺎﻳـﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴـﺔ ﻳﻘﺘﺼـﺮ
ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻧـﻪ " ﻻ ﺟﺮﳝـﺔ ﻭﻻ
ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺗﺪﺍﺑﲑ ﺃﻣﻦ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ "ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻀـﻴﻖ ﰲ ﺍﳌـﺎﺩﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴـﺔ 1ﻭﻗـﺪ ﺳـﺎﺭﺕ
ﻏﺮﻓﺔ ﺍﳉﻨﺢ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺣﺴـﺐ ﻫـﺬﺍ ﺍﻻﲡـﺎﻩ ﰲ ﻗـﺮﺍﺭ ﳍـﺎ ﺭﻗـﻢ 78919ﺍﳌـﺆﺭﺥ ﰲ
1991/11/15ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ » :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺩﻯ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻣـﻦ ﻕ ﻉ ﺃـﺎ ﺗﻌﺎﻗـﺐ ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﺍﻧﺘـﺰﻉ ﻋﻘـﺎﺭﺍ
ﳑﻠﻮﻛﺎ ﻟﻠﻐﲑ ﺧﻠﺴﺔ ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻭﻣـﻦ ﰒ ﻓـﺈﻥ ﻗﻀـﺎﺓ ﺍﳌﻮﺿـﻮﻉ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺃﺩﺍﻧـﻮﺍ ﺍﻟﻄـﺎﻋﻨﲔ ﰲ
ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺎﻝ ﲜﻨﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺎﻛﻲ ﻣﺎﻟﻜـﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴـﺎ ﻟﻠﻌﻘـﺎﺭ
2
ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﻭ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻣﱴ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺳـﺘﻮﺟﺐ ﻧﻘـﺾ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌـﻮﻥ ﻓﻴـﻪ«
ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺬﺍ ﻗﺪ ﺳﺎﻳﺮﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻟﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺿﻤﻦ ﺍﻟـﻨﺺ ﺍﶈـﺮﺭ ﺑﺎﻟﻠﹼﻐـﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
-ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻳﺮﻯ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻷﻱ ﺷﺨﺺ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴـﺎ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺼـﺐ ﺍﳊﻴـﺎﺯﺓ
ﻣﻦ ﻳﺪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﲪﺎﻳﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﺴﺒﻪ ﺍﳊﺎﺋﺰ ،ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﺪﻑ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺎﺕ
ﻫﻮ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﲪﺎﻳـﺔ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻓـﺈﻥ ﻧـﺺ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﻻ ﻳﻘﺘﺼـﺮ ﻋﻠـﻰ ﲪﺎﻳـﺔ
ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺑﻞ ﳝﺘﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﺎﺋﺰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻪ ﻏﺮﻓـﺔ ﺍﳉـﻨﺢ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔـﺎﺕ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤـﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﳍﺎ ﺭﻗﻢ 511043ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 2009/03/04ﺟـﺎﺀ ﻓﻴـﻪ » ﻻ ﻳﻘﺼـﺪ ﺑﻌﺒـﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ
ﺍﳌﻤﻠﻮﻙ ﻟﻠﻐﲑ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻓﻘﻂ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﻛـﺬﻟﻚ « 3ﳑـﺎ ﻳـﺪﻝ ﻋﻠـﻰ
ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻟﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣـﻦ ﺍﻟـﻨﺺ
ﺍﶈﺮﺭ ﺑﺎﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻷﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ .ﻳﻌﺘـﱪ ﺍﺳـﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﻫﺪﻓـﻪ ﺍﳊـﺪ
ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﳌـﺪﱐ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳـﺐ ﻭﺣﺠـﻢ
ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻧﺘﺠـﺖ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤـﺎﻝ ﻋـﻦ ﺍﻟﻮﺿـﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﺍﳌﺘﻀـﺎﺭﺑﺔ ﺑـﺎﳉﺰﺍﺋﺮ
ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺳﻨﺪﺍﺕ ﺭﲰﻴﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻌﻘﺎﺭﺍﻢ ،ﻓﻜﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺗﻔﺴﲑ ﻧـﺺ ﺍﳌـﺎﺩﺓ
386ﻕ ﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺭﲰﻲ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎﺗﺜﲑﻩ ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﻣـﻦ ﺻـﺮﺍﻋﺎﺕ ﲝﺎﺟـﺔ ﺇﱃ
ﻧﺼﻮﺹ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺭﺍﺩﻋﺔ ﻻ ﺇﻻ ﻧﺺ ﻭﺣﻴﺪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻇﻞ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻻﻋﺘـﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻭﺻـﻌﻮﺑﺔ
ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﻌﺘﺪﻱ ﻭﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ .
-ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 75919ﻣﺆﺭﺥ ﰲ، 1991/11/05ﺍﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ، 01ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ، 1993،ﺹ 214
2
-ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 511043ﻣﺆﺭﺥ ﰲ ،2009/03/04ﳎﻠﺔ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ، 02ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ، 2011،ﺹ .329
3
-ﻧﻮﺭﺓ ﺑﻦ ﺑﻮﻋﺒﺪﺍﷲ،ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﻛﺎﺩﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ،ﺑﺎﺗﻨﺔ ، 2017،ﺹ
2
131
-ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ﺑﺮﺑﺎﺭﺓ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ 155
3
ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 147ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺎﺕ ﻭﺍﳌﺘﻤﺜﻠـﺔ ﰲ ﺍﳊـﺒﺲ ﻣـﻦ ﺷـﻬﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﺳـﻨﺘﲔ ﻭﺑﻐﺮﺍﻣـﺔ ﻣـﻦ
1
20.000ﺩﺝ ﺇﱃ 100.000ﺩﺝ ﺃﻭ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ:
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﲪﺎﻳﺔ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﺣﻴﺎﺯﺗـﻪ ﻋـﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺭﺩﻉ ﺍﳉﺎﱐ ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻄﺮﺩ ﺍﳌﻌﺘﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ﺍﳌﻌﺘـﺪﻯ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻓـﺈﻥ
ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻫﻮ ﻫﻞ ﻳﺘﻀـﻤﻦ ﺍﳊﻜـﻢ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﺑﺎﻹﺩﺍﻧـﺔ ﺍﻟﺼـﺎﺩﺭ ﰲ ﺩﻋـﻮﻯ ﺍﻻﻋﺘـﺪﺍﺀ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﳏﻞ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ؟
ﱂ ﻳﺸﺮ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺇﱃ ﺿـﺮﻭﺭﺓ ﺗﻀـﻤﲔ ﺣﻜـﻢ ﺍﻹﺩﺍﻧـﺔ ﻓﻀـﻼ ﻋـﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺎﺕ
ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺈﺭﺟﺎﻉ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﲤﻜﻴﻨﻪ ﻭﺿﻊ ﻳـﺪﻩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ
ﻭﻃﺮﺩ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﻘﻮﺑﱵ ﺍﳊﺒﺲ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﺩ ﻣـﻦ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ
ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟـﱵ ﲣـﺮﺝ ﻣـﻦ ﳎـﺎﻝ ﺍﺧﺘﺼـﺎﺹ
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻟﺘﻌﺪ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳌﺪﱐ ﻛﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺒـﺪﺃ " ﻗﺎﺿـﻲ ﺍﻷﺻـﻞ ﻫـﻮ
ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻔﺮﻉ " 2ﻟﻜﻦ ﺍﻛﺘﻔﺎﺀﻩ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﳍﺪﻑ ﻣـﻦ ﻭﺟـﻮﺩ ﺍﻟـﻨﺺ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﱐ
ﻓﺎﻷﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﳉﺎﱐ ، 3ﻟﺬﺍ ﻛـﺎﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺇﱃ ﺍـﲏ ﻋﻠﻴـﻪ ﺿـﻤﻦ ﺣﻜـﻢ ﺍﻹﺩﺍﻧـﺔ ﰲ ﺍﻟـﻨﺺ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ
ﻭﲤﻜﲔ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ،ﻭﻫـﻮ ﻣـﺎ ﺫﻫـﺐ ﻟـﻪ ﺍﳌﺸـﺮﻉ ﺍﳌﻐـﺮﰊ ﺍﻟـﺬﻱ ﺃﺳـﻨﺪ
ﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺭﺟﺎﻉ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻧـﺖ ﻋﻠﻴـﻪ
4
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳉﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ
ﺭﺗﺐ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﳉﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟـﱵ
ﰎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺭﺗﻜﺎﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﺸﺪﺩﺓ .
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ :
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺇﱃ 05ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﻐﺮﺍﻣـﺔ ﻣـﻦ 20.000ﺩﺝ ﺇﱃ
100.000ﺩﺝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺫﻛـﺮ ﻋﺒـﺎﺭﺓ " ﺃﻭ ﺇﺣـﺪﻯ ﻫـﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﻘـﻮﺑﺘﲔ" ﺍﻟـﱵ ﻏﺎﻟﺒـﺎ ﻣـﺎ ﻳﺴـﺘﺨﺪﻣﻬﺎ
ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺢ ﳑﺎ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻊ ﺑـﲔ ﺍﻟﻌﻘـﻮﺑﺘﲔ ﻳﻜـﻮﻥ ﻭﺟﻮﺑﻴـﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ
-1ﻋﻠﻲ ﴰﻼﻝ ،ﺍﳌﺴﺘﺤﺪﺙ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ،ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ)ﺍﻹﺳﺘﺪﻻﻝ ﻭﺍﻹﺎﻡ(،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ،2016،ﺹ . 72
-ﻧﺎﺻﺮﲪﻮﺩﻱ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ.94
2
ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ ﻧﺎﻓﺬﺗﲔ ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻮﻓﺘﲔ ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﻧﺎﻓـﺬﺓ ﻭﺍﻷﺧـﺮﻯ ﻣﻮﻗﻮﻓـﺔ، 1ﻭﺗﻄﺒـﻖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺩﻭﻥ ﻭﺟـﻮﺩ ﺃﻱ ﻇـﺮﻑ ﻣـﻦ ﺍﻟﻈـﺮﻭﻑ
ﺍﳌﺸﺪﺩﺓ ،ﻛﻤﺎ ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻻ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺫﻟـﻚ ﰲ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫـﺎ ﺟﻨﺤـﺔ ﻳﻌﺎﻗـﺐ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ ﺑﺬﻟﻚ .
ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﱂ ﺑﻜﻦ ﻣﺘﺴﺎﻫﻼ ﰲ ﻗﻴـﺎﻡ ﺍﳉﺮﳝـﺔ ﻛﻮﻧـﻪ ﻗـﺪ ﺷـﺪﺩ ﰲ ﻋﻘﻮﺑـﺔ
ﺍﳊﺒﺲ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻟﻠﺠﻨﺢ ،ﻓﺮﻓﻊ ﺍﳊﺪ ﺍﻷﺩﱏ ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳉﻨﺤـﺔ ﻣـﻦ ﺷـﻬﺮﻳﻦ
ﺇﱃ ﺳﻨﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﳊﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ 05ﺳﻨﻮﺍﺕ .2
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﺸﺪﺩﺓ :
ﻣﱴ ﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﰲ ﺻﻮﺭﺎ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺑﺈﺣـﺪﻯ ﺍﻟﻈـﺮﻭﻑ
ﺍﳌﺸﺪﺩﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳊﺼﺮ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺝ ،ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺔ
ﻫﻲ ﺍﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﲔ ﺇﱃ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣـﻦ 20.000ﺩﺝ ﺇﱃ 100.000ﺩﺝ ،ﻓـﺎﻟﻈﺮﻭﻑ
ﺍﳌﺸﺪﺩﺓ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺿﻤﺖ ﻋﺪﺓ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﺇﱃ ﺟﺎﻧـﺐ ﻓﻌـﻞ ﺍﻻﻧﺘـﺰﺍﻉ
ﺑﺎﳋﻠﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻋﺪ ﻇﺮﻓﺎ ﻣﺸﺪﺩﺍ ﻳﻀـﺎﻋﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺑﻐـﲑ ﻭﺻـﻔﻬﺎ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﻛﺠﻨﺤـﺔ
ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﰲ :
- 1ﺍﻟﻠﻴﻞ :
ﱂ ﻳﻀﻊ ﻟﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻇﺮﻓﺎ ﻣﺸﺪﺩﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘـﻪ
ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺴﻖ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺍﻟﻐﺴﻖ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗـﺰﻭﻝ ﻓﻴـﻪ ﻓﺘـﺮﺓ
ﺍﻟﺸﻔﻖ ﺃﻳﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺘﺸﺮﺍ ﺑﻌـﺪ ﺍﻟﻐـﺮﻭﺏ ﺃﻣـﺎ ﺍﻟﻔﺠـﺮ ﻓﻬـﻮ ﺍﻟﻔﺘـﺮﺓ ﺍﻟـﱵ ﻳﺒـﺪﺃ ﻓﻴﻬـﺎ
ﺍﻟﻀﻮﺀ ﰲ ﺍﻟﺒﺰﻭﻍ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ .3
- 2ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ:
ﻫﻮ ﻛﻞ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﺪﺩ ،ﻓﻬـﻮ ﺇﻛـﺮﺍﻩ ﻣﻌﻨـﻮﻱ
ﻳﺘﺤﻘﻖ ﲟﺠﺮﺩ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﺪﺩ ﲞﻄﺮ ﺟﺴﻴﻢ ﺳـﻴﻠﺤﻖ ﺑـﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳـﺪ ﻓﻌـﻞ ﺧﻄـﲑ ﻟـﻪ ﺃﺛـﺮ
ﺳﻠﱯ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﲢﺘﻪ ﻛﺎﻓﺔ ﺻﻮﺭ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺭﺿﺎ ﺍﲏ ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﻫﻮ ﻧﻮﻋﺎﻥ :
ﺍ -ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﰊ :ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﳏﺮﺭ ﻣﻮﻗﻊ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻣـﺰ ﺃﻭ
ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﳛﺮﺭ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﻻ ﻋﱪﺓ ﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﶈﺮﺭ ﺎ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳـﺪ
ﺻﺮﳛﺔ ﺃﻭ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻐﺎﻣﺾ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻗﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳـﺪ ﺍﻟﺼـﺮﻳﺢ ﻭﳚـﺐ ﺃﻥ
1
ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺪﻳﺎ
ﺏ -ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﻔﻬﻲ :ﻳﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﰊ ﳊﺼﻮﻟﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﰲ ﻇﻞ ﻧﻘﺎﺵ
ﺃﻭ ﻏﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻓﻴﺘﻢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﺒﻄـﺔ ﺑﺸـﺮﻁ ﺃﻭ ﺃﻣـﺮ
ﻓﺈﺫﺍ ﰎ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳـﺪ ﻳﺸـﺘﺮﻁ ﺇﺛﺒـﺎﺕ ﺫﻟـﻚ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ
ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ،ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻬﻮﺩ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻛﺈﺛﺒﺎﺕ ﻟﺼـﺤﺔ
ﺇﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ.2
- 3ﺍﻟﻌﻨﻒ :
ﻫﻮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﺗﺴـﻬﻴﻞ ﺍﺭﺗﻜـﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝـﺔ ﺍﻟـﱵ ﺗـﺆﺩﻱ ﺇﱃ
ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺃﱂ ﲜﺴﻢ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺧﻄﻮﺭـﺎ ﺳـﻮﺍﺀ ﺃﺩﺕ ﺃﻋﻤـﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨـﻒ ﺇﱃ
ﻣﺮﺽ ﺃﻭ ﻋﺠﺰ ﻛﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﱂ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﰲ ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﺒـﺎﺭﺓ
ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﺗﻠﺤﻖ ﺿﺮﺭ ﺟﺴﻤﺎﱐ ﺑـﺎﻟﻐﲑ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌـﺔ ﻣﺎﺩﻳـﺔ ﺃﻣـﺎ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳـﺪ ﻓﻬـﻮ
ﳎﺮﺩ ﻭﻋﻴﺪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﱃ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﳏﺘﻮﺍﻩ .3
- 4ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ:
ﻫﻮ ﺩﺧـﻮﻝ ﺍﳌﺴـﺎﻛﻦ ﺍﳌﺴـﻮﺭﺓ ﻣـﻦ ﻏـﲑ ﺃﺑﻮﺍـﺎ ﻣﻬﻤـﺎ ﻛﺎﻧـﺖ ﻃﺮﻳﻘﺘـﻪ ﻭﻳﺴـﺘﻮﻱ ﰲ ﺫﻟـﻚ
ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺳﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺛﻮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺃﻭ ﺍﳍﺒﻮﻁ ﺇﻟﻴـﻪ ﻣـﻦ ﺃﻳـﺔ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻇﺮﻑ ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﳉﺎﱐ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﰒ ﺧـﺮﺝ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻟﺴـﻮﺭ ﺇﺫ ﻻ
ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭ ﻋﻨﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﳉﺮﳝﺔ.
- 5ﺍﻟﻜﺴﺮ :
ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﰲ ﲢﻄﻴﻢ ﺃﻭ ﻧﺰﻉ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴـﻮﺭ ﺍﶈـﻴﻂ ﺑﺎﳌﻜـﺎﻥ ﺍﳌﺴـﻮﺭ ﻳﺘـﻴﺢ ﻟﻠﺠـﺎﱐ
ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻪ 4ﻭﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻜﺴﺮ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﻓـﺬﺓ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻴـﺔ
ﻭﺧﻠﻊ ﺍﳌﺴﺎﻣﲑ ﻟﻸﺑﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﻭﺛﻘﺐ ﺍﳉﺪﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﳊﺎﺋﻂ ﺑﺂﻟﺔ ﻭﺧﻠﻊ ﺍﻟﻘﻔﻞ ﺃﻭ ﲢﻄﻴﻤـﻪ ،ﻓﻬـﻮ ﻃﺮﻳـﻖ
ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻫﺪﻓﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ،ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﺧﻠﺴﺔ ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﻭﻣـﻦ ﰒ ﻓـﺈﻥ ﺇﻗـﺪﺍﻡ ﺍﳌﺘـﻬﻤﲔ ﻋﻠـﻰ
1
ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﻭﺿﺪ ﺇﺭﺍﺩﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﻮﻓﺮ ﺭﻛﻦ ﺍﳋﻠﺴﺔ«
ﺧﺎﲤﺔ:
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻫﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﺍﳌﺴـﺘﻮﻯ ﺍﳊﻀـﺎﺭﻱ ﻷﻱ ﳎﺘﻤـﻊ ،ﺇﻻ
ﺃﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃـﺮﻕ ﻳﺼـﻌﺐ ﰲ ﺇﻃـﺎﺭ ﺗﻌﻘﹼـﺪ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘـﻬﺎ ﲢﺪﻳـﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳـﻖ ﺍﻷﻣﺜـﻞ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺍﺳـﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ ﺃﻭﺟـﺪﻩ ﺍﳌﺸـﺮﻉ ﺑﻌـﺪ ﺍﻟﺘﺤـﻮﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﺍﻟـﺬﻱ
ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ، 1989ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳌﻀﻄﺮﺩ ﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻﻋﺘـﺪﺍﺀ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧـﺔ
ﺑﻜﻢ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﺮﻣﺔ ﳍﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻨﺤﺼـﺮ ﰲ ﻣـﺎﺩﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ،ﺟﻌﻠـﻬﺎ ﳏـﻞ ﺍﻧﺘﻘـﺎﺩ
ﻭﺟﺪﻝ ﳝﻜﻦ ﺗﻮﺿﻴﺤﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻛﻤﺎﻳﻠﻲ:
-ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻓﺎﺻـﻞ ﺑـﲔ ﺃﺣﻜـﺎﻡ ﲡـﺮﱘ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌـﺔ ﺟﺮﳝـﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ ﻋﻠـﻰ ﻣﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻐـﲑ ﻷﻥ
ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﺣﻜـﻢ ﻣـﺪﱐ ـﺎﺋﻲ ﻭﺗﻨﻔﻴـﺬﻩ ﰒ ﻋـﻮﺩﺓ ﺍﶈﻜـﻮﻡ ﻋﻠﻴـﻪ ﻻﺣـﺘﻼﻝ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺗﺘﺄﺭﺟﺢ ﺑﲔ ﻛﻮﺎ ﺷﺮﻭﻁ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺍﳋﻠﺴـﺔ ﻭﺍﻟﺘـﺪﻟﻴﺲ ﻭﺑـﲔ ﻭﺟﻮﺩﻫـﺎ ﻛﻘﻴـﺪ ﻟﺘﺤﺮﻳـﻚ
ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﳝﺔ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﺗﻌﺘﱪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺸـﺮﻭﻁ ﺣـﺎﺟﺰﺍ
ﺃﻣﺎﻡ ﲪﺎﻳﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ.
-ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻀﺎﺭﺏ ﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟـﱵ ﻳﺘﻀـﻤﻨﻬﺎ ﻧـﺺ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﰲ ﻧﺴـﺨﺘﻴﻪ ﺍﶈـﺮﺭﺗﲔ ﺑﺎﻟﻠﻐـﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ،ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺗﻀﺎﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻔﺴـﺮ ﻧـﺺ
ﺍﳌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﳊﻴﺎﺯﺓ ﻭﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﻣﻌﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻭﻳﻔﺴﺮﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺸﻤﻞ ﻓﻘﻂ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ.
-ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻗﺪ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺩﻭﺭ ﻣﻬﻢ ﰲ ﺇـﺎﺀ ﻭﺍﻧﻘﻀـﺎﺀ ﺍﻟـﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴـﺔ ﳉﺮﳝـﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ،ﻓﻠﻤﺎ ﻻﻳﻜـﻮﻥ ﳍـﺎ ﺩﻭﺭ ﻣﺆﻗـﺖ
ﺑﺎﲣﺎﺫ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﻫـﺬﻩ ﺍﳉﺮﳝـﺔ ﻭﻣـﺎ ﺗﻨﺘﺠـﻪ ﻣـﻦ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌـﺎﻝ ﻗـﺪ
ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺬﺍﺎ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﳝﻜﻦ ﺗﻔﺎﺩﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻵﱐ ﻟﻠﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
-ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺑﲔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴـﺔ ﺍﶈـﺪﺩﺓ ﰲ ﻧـﺺ
ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰﺕ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻣﻘـﺪﺍﺭﻫﺎ ﺳـﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﳉﻨﺤـﺔ ﺑﺴـﻴﻄﺔ ﺃﻭ ﻣﺸـﺪﺩﺓ ،ﺧﻼﻓـﺎ
ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ ﺟﺴـﺎﻣﺔ ﺍﻻﻋﺘـﺪﺍﺀ ﻋﻨـﺪ ﺍﻗﺘﺮﺍﻧـﻪ ﺑﻈـﺮﻑ
ﻣﺸﺪﺩ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﱂ ﳛﺪﺩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻇﺮﻓﲔ ﻣﺸﺪﺩﻳﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻛﻤﺎ ﻓﻌـﻞ ﺫﻟـﻚ
ﰲ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ﺿﻤﻦ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ.
-ﻋﺪﻡ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳـﺔ ﻃـﺮﺩ ﺍﳌﻌﺘـﺪﻱ ﻣـﻦ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻏﻢ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴـﻲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺴـﻌﻰ ﻟـﻪ ﺍﳌﻠـﻚ ﺃﻭ ﺍﳊـﺎﺋﺰ ﺍﳌﻌﺘـﺪﻯ
ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻧﻘﺘﺮﺡ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
-ﻋﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻣـﻦ ﺍﻟﻀـﺮﻭﺭﻱ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺗﺮﲨـﺔ ﻧـﺺ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺍﶈـﺮﺭﺓ
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻟﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 386ﻕ ﻉ ﺟﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱄ":ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺇﱃ ﲬـﺲ ﺳـﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﻐﺮﺍﻣـﺔ ﻣـﻦ 2000ﺩﺝ ﺇﱃ 20000
ﺩﺝ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﺘﺰﻉ ﻋﻘﺎﺭﺍ ﰲ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﻐﲑ ﻭﺫﻟﻚ ﺧﻠﺴﺔ ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ"
-ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺏ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻟﺸـﺮﻭﻁ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘـﺔ
ﺑﺎﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﺣﻜﻢ ﺎﺋﻲ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺍﳌﻌﺘﺪﻱ ﻟﺸﻐﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺷـﺮﻭﻁ
ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ.
-ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﲢﻔﻈﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﰎ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ.
-ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﺑﲔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﲟﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴـﺔ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻭﺟـﻮﺩ ﻇـﺮﻑ
ﻣﺸﺪﺩ،ﻭﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﻈﺮﻓﲔ ﻣﺸـﺪﺩﻳﻦ
ﻓﺄﻛﺜﺮ.
-ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﻤﲔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻃﺮﺩ ﺍﳌﻌﺘﺪﻱ ﻣـﻦ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺭ ﺍﳌﻌﺘـﺪﻯ
ﻋﻠﻴﻪ.