خصم الأوراق التجارية

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 33

‫جامعة عبد المالك السعدي‬

‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‬

‫‪-‬تطوان‪-‬‬

‫ماستر العقار و المعامالت االئتمانية‬

‫‪ -‬الفوج الثاني‪-‬‬

‫السداسي ‪:‬السابع‬

‫وحـــــدة وسائــــل األداء و االئتمــــان‬

‫إنجاز الطلبة‪:‬‬
‫‪ o‬عبد الحميد العبيوي‬ ‫‪ o‬دنيا المنصوري‬

‫‪ o‬سكينة كطابي‬ ‫‪ o‬حسناء الحضري‬

‫‪ o‬طارق العنب‬ ‫‪ o‬إلهام عبكار‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬


‫د‪ .‬محمد القواق‬

‫السنة الجامعية‪2021/2020 :‬‬


‫مقدمة‬

‫تقوم التجارة في الوقت الحاضر في معظمها على الثقة و االئتمان بين من يزاولوا العمل‬
‫التجاري و تلعب األوراق التجارية دورا هاما في تعزيز هذا االئتمان و توفير األمان لمانحه‪،‬‬
‫و الحاجة إلى االئتمان مسألة طبيعية مرتبطة بجوهر المعامالت التجارية و هي ال تدل على‬
‫ضعف أو قصورالتاجر بل إنها ضرورة تمليها طبيعة هذه المعامالت‪ ،‬و صور االئتمان تتعدد‬
‫وتتنوع تبعا لما يتطلبه العمل و تقتضيه حاجات التجارة‪ ،‬و يعد الخصم من أهم العمليات‬
‫االئتمانية التي تباشرها المؤسسة البنكية على هذه األوراق باعتباره آلية أساسية لتسوية األمور‬
‫المالية المرتبطة بالتجارة خصوصا في مجال االعتمادات المستندية ‪ 1‬يجد ذلك مبرره في كون‬
‫المبادالت التجارية غالبا ال تسوى نقدا و إنما بصورة مؤجلة‪ ،‬مما يجعل البنك يلعب دورا بارزا‬
‫في هذه العملية‪.‬‬
‫و قد نظم المشرع المغربي عقد الخصم في المواد من ‪ 526‬إلى ‪ 528‬من مدونة التجارة‪،‬‬
‫حيث عرفته المادة ‪ 526‬بأنه‪ " :‬عقد تلتز م بمقتضاه المؤسسة البنكية بأن تدفع للحامل قبل‬
‫األوان مقابل تفويته لها مبلغ أوراق تجارية أو غيرها من السندات القابلة للتداول التي يحل أجل‬
‫دفعها في تاريخ معين‪ ،‬على أن يلتزم برد قيمتها إذا لم يف الملتزم األصلي‪ ،‬للمؤسسة البنكية‬
‫مقابل عملية الخصم فائدة و عمولة"‪.‬‬

‫و بخصوص التعريف الفقهي فقد عرفه بعض الفقه ‪ 2‬على أنه‪ " :‬اتفاق يعجل به البنك‬
‫الخاصم لطالب الخصم قيمة ورقة تجارية أو سند قابل للتداول أو مجرد حق آخر‪ ،‬مخصوما‬
‫منها مبلغ يتناسب مع المدة المتبقية حتى استيفاء قيمة الحق عند حلول أجل الورقة أو السند‬
‫أوالحق‪ ،‬وذلك في مقابل أن ينقل طالب الخصم إلى البنك هذا الحق على سبيل التمليك و أن‬
‫يضمن له الوفاء عند حلول أجله"‪.‬‬

‫‪ 1‬االعتماد المستندي هو تعهد كتابي صادر من البنك بناءا على طلب الزبون المستورد للبضائع ويسمى اآلمر‪ ،‬لصالح مصدر ما ويسمى المستفيد‬
‫يلتزم البنك بمقتضاه بدفع أو بقبول كمبياالت مسحوب ة عليه من المستفيد بناء على طلب الزبون اآلمر وذلك بشروط معينة واردة في هذا التعهد‬
‫و مضمون برهن حيازي على المستندات الممثلة للبضائع المصدرة‪.‬‬
‫‪ 2‬علي جمال الدين عوض‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،1993 ،‬الصفحة ‪.732‬‬

‫‪1‬‬
‫ومن خالل هذه التعريفات‪ ،‬يمكن القول بأن الخصم هو أحد أنواع االئتمان القصير‬
‫األجل يتمثل في ت قديم الورقة التجارية أو أي سند قابل للتداول إلى أحد البنوك أو بنك المغرب‬
‫للتعجيل في دفعها قبل ميعاد االستحقاق‪ ،‬مقابل عمولة و فائدة مقتطعة من مبلغ الورقة‪.‬‬

‫و تاريخا نشأ الخصم على يد باترسون ‪ PATTERSON‬مؤسس بنك إنجلترا بمدينة‬


‫لندن في أواسط القرن السابع عشر‪ ،‬ف بدال من استخدام النقود المودعة لدى البنك في شراء‬
‫البضائع التي كثيرا ما كان يؤدي بيعها إلى الخسائر‪ ،‬فقد شرع في استخدامها لشراء الكمبياالت‬
‫التي تكون آجالها قصيرة‪ ،‬و التي كان البائعون يسحبونها على المشتري‪ ،‬و كان شراء‬
‫الكمبياالت يتم باقتطاع نسبة معينة من قيمتها‪ ،‬و هذا يطلق عليه الخصم‪ ،‬و عندما يحتاج البنك‬
‫لألموال قبل حلول أجل الكمبياالت‪ ،‬فإنه يستطيع خصم الكمبياالت لدى بنك آخر ‪.3‬‬

‫و يكتسي موضوع خصم األوراق التجارية أهمية بالغة كون أن عملية الخصم تمكن‬
‫الزبون التاجر من تحصيل مبالغ نقدية فورية دون انتظار حلول ميعاد استحقاقها متى كان في‬
‫حاجة إلى مبالغ نقدية تلزمه لمواصلة نشاطه أو الوفاء بديونه الحالة‪ ،‬و لم يستطع تظهير الورقة‬
‫التجارية بو اسطة عالقات قانونية أخرى‪ .‬و بالمقابل فإن هذه العملية تبقى مربحة للبنك إذا ما‬
‫توافرت في الورقة التجارية الثقة الكافية‪ ،‬فهي تمثل حقال مهما من حقول االستثمار نظرا لقصر‬
‫مدة استحقاق األوراق التجارية هذه من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى‪ ،‬أنها تسمح له بإعادة خصم‬
‫الورقة التجارية لدى بنك آخر أو لدى بنك المغرب‪.‬‬

‫تأسيسا على ما سبق يمكن طرح اإلشكالية المحورية التالية‪:‬‬

‫إلى أي حد استطاع المشرع المغربي بتنظيمه لعملية الخصم تدعيم و تعزيز تداول‬
‫الورقة التجارية و مساعدتها لتأدية و ظيفتها األساسية المتمثلة في الوفاء؟ و يتمخض عن‬
‫هذه اإلشكالية جملة من التساؤالت أهمها‪:‬‬

‫‪ 3‬سمير الستاوي‪ ،‬المسؤولية البنكية في مجال خصم األوراق التجارية‪ ،‬مكتبة دار السالم ‪،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2015 ،‬الصفحة ‪.39‬‬

‫‪2‬‬
‫ما هي معايير التمييز بين عقد الخصم و العقود المشابهة له؟ ما هي شروط انعقاده؟ ما‬
‫هي أطرافه و آلياته؟ و ما اآلثار المترتبة عن خصم األوراق التجارية؟‬

‫ومن أجل مالمسة اإلشكالية المحورية و التساؤالت الفرعية التي يطرحها هذا‬
‫الموضوع‪ ،‬سنعتمد المنهج التحليلي باألساس‪ ،‬و المتمثل في دراسة النصوص القانونية وتحليلها‬
‫و مناقشتها وكذا المنهج المقارن كلما سمحت لنا الفرصة‪ ،‬ليتم تقسيم هذا البحث وفق الخطة‬
‫التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد الخصم الوارد على األوراق التجارية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اآلثار القانونية لخصم األوراق التجارية‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد الخصم الوارد على األوراق التجارية‬

‫تقوم عملية خصم األوراق التجارية على تقديم الزبون ورقة تجارية إلى بنكه قبل ميعاد‬
‫استحقاقها بعد تظهيرها له تظهيرا ناقال للملكية سواء كانت كمبيالة أو سند ألمر مقابل أن يدفع‬
‫له البنك مقابل هذا السند قيمته بعد اقتطاع الفائدة والعمولة الواجبة على عملية الخصم‬
‫و مصاريف تحصيل الورقة التجارية ‪.4‬‬

‫و لدراسة الطبيعة القانونية لعقد الخصم الوارد على األوراق التجارية سنعمل أوال على تحديد‬
‫األساس القانوني لهذا العقد وكذا تمييزه عن بعض النظم المشابهة (المطلب األول)‪ ،‬لننتقل بعد‬
‫إلى تبيان أطرافه و شروط إبرامه (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تحديد األساس القانوني لعقد الخصم وتمييزه عن بعض النظم‬
‫المشابهة‬
‫يعتبر عقد الخصم من بين أهم العقود التي عرفت تطورا ملموسا في اآلونة األخيرة‪،‬‬
‫مما يقتضي دراسة الطبيعة القانونية التي ينفرد بها هذا العقد (الفقرة األولى)‪ ،‬وكذا بيان ما‬
‫يميزه عن بعض النظم المشابهة له (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التكييف القانوني لعملية الخصم‬

‫تختلف اآلراء الفقهاء حول تكييف الخصم لكونه عملية مركبة من جهة‪ ،‬وبسبب‬
‫اختالف الزاوية التي ينظرون منها إلى هذه العملية من جهة أخرى‪ ،‬ويمكن حصر هذه اآلراء‬
‫في اتجاهين رئيسي ين‪ ،‬االتجاه األول يرتكز على وسيلة أو مظهر عملية الخصم‪ ،‬واالتجاه‬
‫الثاني يأخذ بعين ا العتبار قصد الطرفين وموضوع العملية‪ ،‬ونظرا لالنتقادات التي قوبلت‬
‫بها كل من نظرية الشكل ونظرية الموضوع‪ ،‬ذهب اتجاه فقهي إلى الجمع بين النظريتين‬
‫واعتبر أن الخصم عملية مصرفية مركبة‪ ،‬هدفها اقتصادي الحصول على ائتمان عن طريق‬
‫التظهير الناقل للملكية‪.‬‬

‫‪ 4‬محمد صبري‪ ،‬األخطاء البنكية‪ ،‬أساس مسؤولية البنكي عن عدم مالءمة االئتمان مع مصلحة الزبون‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،2007‬ص‪.66‬‬

‫‪4‬‬
‫أوال‪ :‬نظرية الشكل‬

‫يعتبر أصحاب نظرية الشكل‪ ،‬أن الخصم مجرد عملية تظهير الورقة إلى البنك تظهيرا‬
‫ناقال للملكية‪ ،‬يرتبه هذا التظهير من أثار لطرفيه وللغير‪ ،‬فبمقتضى هذا التظهير يكون للبنك‬
‫كافة الحقوق والضمانات المقررة للمظهر إليه‪ ،‬وأنه ال داعي لتحميل هذا التظهير على عقد‬
‫مدني ‪ ،‬وميزة هذه النظرية أنها تبرز وسيلة تحقيق عملية الخصم‪ ،‬والمتمثلة في التظهير ‪.5‬‬

‫وبذلك‪ ،‬فإن نظرية الشكل ترى أن الخصم مجرد عملية تظهيرية ‪ ،‬وهو رأي العديد‬
‫من الفقهاء اإليطاليين‪ ،‬والفكرة نفسها ثم األخذ بها في فرنسا‪ ،‬حيث ال حاجة للجوء إلى‬
‫القانون المدني أ و عقد القرض لتفسير الخصم‪ ،‬فاآللية البنكية التي بواسطتها يتحقق الخصم‬
‫وهي التظهير تكفي لتحديد طبيعته القانونية‪ ،‬فالتظهير حسب هذا الرأي هو عملية ذات طبيعة‬
‫مجردة ال يؤخذ السبب فيها بعين االعتبار‪ ،‬فالبنك المظهر إليه يصبح الحامل لورقة التجارية‪،‬‬
‫وهذه الخاصية وحدها كافية لتحديد حقوقه‪ ،‬والزبون الذي قام بتظهير األوراق التجارية تكفي‬
‫صفته لتحديد التزاماته‪ ،‬ومن ثم يبقى هو الضامن ألداء قيمة األوراق التجارية‪ ،‬والقانون الذي‬
‫ينظم العالقة بين الطرفين هو وحده قانون الصرف‪ ،‬وهو مستقل وال يراعي ال السبب وال‬
‫القصد الكامن و راء العملية التي كانت وراء تظهير األوراق التجارية ‪.6‬‬

‫إال أنه ما يعاب على هذه النظرية كونها ال تستغرق كل صور الخصم‪ ،‬فهي ال تشمل‬
‫خصم الحقوق غير الثابتة في أوراق تجارية قابلة للتظهير‪ ،‬كما هو الشأن في السند لحامله‪،‬‬
‫وهذه النظرية أحيانا واسعة‪ ،‬بمعنى أن هناك عمليات أخرى كثيرة ‪-‬غير الخصم‪ -‬تتم بتظهير‬
‫ناقل لورقة تجارية‪ ،‬ففي نظر الغير حسن النية يكون التظهير في ذاته معنى واحد دائما‪،‬‬
‫بينما من الواجب أن ينظر إلى اتفاق الطرفين فإن هذه النظرية تفقد كثيرا من قيمتها‪ ،‬ألنها‬
‫‪7‬‬
‫تركز كل األهمية على التظهير حده‪ ،‬وهو تركيز غير منتج‪.‬‬

‫‪ 5‬علي جمال الدين عوض ‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية في قانون التجارة الجديد وتشريعات البالد العربية‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪،‬‬
‫طبعة ‪ ، 2000‬الصفحة ‪.626‬‬
‫‪ 6‬سمير الستاوي‪ ،‬المسؤولية البنكية في مجال خصم األوراق التجارية‪ ،‬مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫‪ 2015‬الصفحة ‪108‬‬
‫‪ 7‬جمال الدين عوض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪735-734‬‬

‫‪5‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية الموضوع‬

‫ذهب بعض الفقهاء منهم األستاذ" هامل ‪ " Hamel‬و "الجارد ‪ " Lagarde‬إلى أن‬
‫الخصم حوالة حق تستند إلى عملية البيع ‪ ،‬أي أن الخصم حوالة من الزبون إلى البنك لحق له‬
‫على الغير‪ ،‬فالبنك يشتري من الحامل حقه الثابت األوراق التجارية بثمن أقل من قيمتها‬
‫االسمية‪ ،‬يحيل الحامل هذا الحق إلى البنك الذي يكون له إستفاءه من المحيل عليه في معاد‬
‫االستحقاق‪ ،‬على أن يكون للبنك الرجوع على المحيل في حالة عدم الوفاء‪ ،‬مع مراعاة أن‬
‫الحوالة في هذه الحالة هي حوالة بعوض ‪.8‬‬

‫إال أنه ما يعاب على هذه النظرية أن حوالة الحق ال يضمن فيها المحيل إال وجود‬
‫الحق في وقت الحوالة‪ ،‬أما الزبون الذي يظهر الورقة للخصم فإنه يضمن زيادة عن وجود‬
‫ويسار المدين‪ ،‬الوفاء بقيمة الورقة في معاد استحقاقها‪ ،‬كذلك من قواعد البيع أن المشتري‬
‫يرجع على البائع في حالة الفسخ بالثمن الذي دفعه فحسب‪ ،‬والمظهر إليه عندما يتلقى حقا‬
‫الورقة ال يتلقاها بصفة خلفا خاصا للمظهر كما البيع‪ ،‬بل يتلقى حقا مجردا من دفوع العالقات‬
‫السابق‪.‬‬

‫بينما ذهب رأي أخر إلى اعتبار الخصم قرض بفائدة‪ ،‬فالبنك يقرض المبلغ الذي‬
‫يجعله لحامل األوراق التجارية على أن يسترد هذا المبلغ في معاد االستحقاق‪ ،‬والبنك في ذلك‬
‫ال يختلف عن المقرض‪ ،‬فالبنك ال يسترد مبلغ القرض من (الحامل)‪ ،‬بل من شخص أخر‪،‬‬
‫ولكن وجود طرف آخر ال يعدل من طبيعة عملية الخصم‪.‬‬

‫ويضيف أنصار هذا الرأي‪ ،‬أن القرض في عملية الخصم يكون مضمونا برهن‬
‫األوراق التجارية رهنا حيازي ا‪ ،‬ويحصل البنك على األوراق التجارية ألنه يجد فيها سند‬
‫رجوعه على الموقعين عليها‪ ،‬بحيث إذا امتنع الموقعون عن الوفاء كان للبنك أن يرجع على‬
‫الحامل كرجوع المقرض على المقترض ‪.9‬‬

‫‪ 8‬جمال الدين عوض‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬الصفحة ‪.627‬‬


‫‪ 9‬حسني المصري‪ ،‬القانون التجاري عمليات البنوك –الودائع النقدية الخزائن الحديدية ‪ -‬فتح االعتماد ‪-‬القبول االئتماني‪ ،‬دون ذكر مطبعة ‪،‬‬
‫‪ ،1987‬الصفحة ‪. 45‬‬

‫‪6‬‬
‫وهذا الرأي لم يسلم أيضا من النقد‪ ،‬على اعتبار أن أحكام القرض ال تتفق وحقيقة‬
‫العالقة الناشئة عن عملية خصم األوراق التجارية‪ ،‬ألنه إذا تقرر أن الزبون في مركز‬
‫المقترض فإنه ملتزم التزاما شخصيا ومباشرا اتجاه البنك برد قيمة األوراق التجارية التي‬
‫تمثل مبلغ القرض‪ ،‬إال أن الزبون ال يكون ملتزما برد هذا المبلغ‪،‬وإنما يقوم البنك بتحصيل‬
‫قيمة األوراق ا لتجارية بعد تظهيرها إليه على وجه التملك‪ ،‬عند حلول أجلها من المدين بها‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫فأن لم يف بها المدين جاز للبنك الرجوع على الزبون الذي طلب خصم األوراق التجارية‪.‬‬

‫فنظرية القرض تتجاهل إرادة الطرفين‪ ،‬ألن إرادة الحامل ال تتجه إلى االقتراض من البنك‪،‬‬
‫بدليل أن الزبون ينقل فورا األوراق التجارية إلى البنك مقابل المبلغ الذي يقدمه له‪ ،‬ألنه ال‬
‫يصح القول بأن البنك دائن مرتهن رهن حيازة‪ ،‬لكون رجوعه على الحامل يستند في حقيقة‬
‫األمر على صفته كحامل مالك الورقة التجارية المخصومة‪ ،‬لذلك فهو يرجع على الحامل فإنه‬
‫يباشر الرجوع الصرفي وليس رجوع المقترض‪ ،‬بمعنى أنه يستعمل األوراق التجارية كحامل‬
‫‪.11‬‬
‫وليس كدائن مرتهن‬

‫ثالثا‪ :‬الخصم عملية مصرفية مركبة‬

‫أمام االنتقادات التي وجهت إلى النظريات المشار إليها أنفا‪ ،‬يرى اتجاه فقهي ضرورة‬
‫النظر إلى جوهر عملية الخصم دون التقييد مقدما كما فعلت النظريات السابقة بإطار قانوني‬
‫معين ‪ ،‬باعتبار الخصم عمال مصرفيا فريدا‪ ،‬له ظروفه وأهدافه ‪ ،‬ومن تم ‪ ،‬نظامه الخاص‬
‫دون الحاجة إلى وصفه أو إفراغه في قالب مما يعرفه القانون المدني أو التجاري‪ ،‬شأنه في‬
‫ذلك شأن عمليات مصرفية أخرى كثيرة‪.‬‬

‫فالخصم حسب أنصار هذه النظرية عملية مركبة تعد في حقيقتها قرض ولكن تصرف الزبون‬
‫يتم بتصرف ناقل للملكية‪ ،‬باعتبار أن حامل األوراق التجارية حينما يسعى لخصمها إنما‬
‫يعمل في الحقيقة من أجل الحصول على مبلغ نقدي من البنك‪ ،‬وهو يقدم له هذا المبلغ فإنه‬
‫يقبل إخراجه من حوزته واالنتظار حتى ميعاد االستحقاق حتى يسترده‪ ،‬فهدف الزبون إذن‬

‫‪ 10‬سمير الستاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪115‬‬


‫‪ 11‬حسني المصري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪47‬‬

‫‪7‬‬
‫أن يحصل من البنك على ائتمان‪ ،‬وهو ما يتمكن من الوصول إليه بتظهير الورقة التجارية‬
‫تظهيرا ناقال للملكية‪.12‬‬

‫وبناء على هذا األساس فإن تحديد نوع الخدمة الني يقدمها البنك إلى الزبون من خالل‬
‫عملية خصم األوراق التجارية يمكن كم تحديد طبيعة الخصم‪ ،‬فالبنك يقدم إلى الزبون خدمتين‬
‫أساسيتين‪:‬‬

‫✓ األولى هي خدمة ائتمانية‪ ،‬ذلك أن الزبون يحصل على قيمة األوراق التجارية قبل حلول‬
‫أجلها‪ ،‬في حين أن البنك لن يقوم بتحصيل هذه القيمة إال عند حلول هذا األجل ‪ ،‬وذلك ما‬
‫لم يقم بتحصيل قيمتها لدى بنك أخر‪ ،‬فقد كان البنك قد منح ائتمانه إلى الزبون عن الفترة‬
‫ما بين تاريخ الخصم وموعد الوفاء بالقيمة التجارية‪.‬‬
‫✓ الثانية تتمثل في إعفاء الزبون من الرجوع على المدين بقيمة األوراق التجارية‪ ،‬مع أن‬
‫الزبون يظل ضامنا الستفاء هذه القيمة‪ ،‬إال أنه يطمئن إلى البنك وقدرته على حمل المدين‬
‫على الوفاء‪.‬‬

‫لذلك يتعين األخذ بعين االعتبار المهمة المزدوجة التي يؤديها البنك الخاصم بمناسبة قبول‬
‫خصم األوراق التجارية في االعتبار‪ ،‬ألن التظهير الناقل للملكية يمثل اآللية القانونية التي‬
‫يتحقق بها جانب هام من آثار عملية الخصم‪ ،‬مما يترتب عنه وجوب تطبق أحكام القانون‬
‫الصرفي على العالقات التي تنشأ عن عملية الخصم‪ ،‬سواء فيما يتعلق بعالقة البنك بالمدين‬
‫أو عالقة البنك بالزبون ‪.13‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬تمييز عقد الخصم عن النظم المشابهة‬

‫يندرج عقد الخصم ضمن عمليات االئتمان البنكي الذي تقدمه البنوك لزبنائها التجار‬
‫لدعم مركزهم المالي أمام المتعاملين معهم‪ ،‬و ينصب هذا االئتمان على ورقة تجارية قابلة‬
‫للتداول‪،‬وهذا قد يؤدي إلى الخلط بين عقد الخصم وغيره من التصرفات القانونية المشابهة له‬
‫كاالستخالص‪ ،‬و عقد القرض‪ ،‬و االعتماد بالقبول‪.‬‬

‫‪ 12‬هاني محمد دويدار‪ ،‬العقود التجارية والعمليات المصرفية ‪ ،‬مطبعة اإلشعاع اإلسكندرية مصر‪ ،‬طبعة ‪ ،1994‬الصفحة‪258‬‬
‫‪ 13‬سمير الستاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪117‬‬

‫‪8‬‬
‫لهذا ارتأينا أن نخصص هذه الفقرة لتمييز عقد الخصم عن كل من استخالص األوراق‬
‫التجارية(أوال)‪ ،‬و عقد القرض (ثانيا)‪ ،‬و االعتماد بالقبول (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تميز الخصم البنكي عن االستخالص‬
‫لعل أبرز التصرفات المشابهة للخصم ما يسمى باالستخالص أو ما يصطلح عليه‬
‫كذلك بالتحصيل‪ .‬و تتجلى أوجه التشابه بين هاتين العمليتين في كونهما من العمليات البنكية‬
‫التي تقوم بها البنوك لفائدة زبنائها التجار‪ ،‬و يكون محل العمليتين أوراقا تجارية يتم نقلها إلى‬
‫البنك عن طريق التظهير‪.‬‬
‫و بالرغم من مظاهر الشبه بينهما‪ ،‬فإنه هناك فروقا جوهرية بينهما يمكن إجمالها في‬
‫مظهرين أساسين و هما‪:‬‬
‫▪ من حيث شكل التظهير ‪:‬‬
‫إن عملية خصم األوراق التجارية تستلزم انتقال ملكية الورقة التجارية إلى البنك وهذا‬
‫ال يكون إال بتظهير الورقة إليه تظهيرا تاما أي ناقال للملكية‪ ،‬أوعلى بياض بحيث تنتقل ملكية‬
‫الحق الثابت في الورقة من الزبون(المظهر) إلى البنك (المظهر إليه)‪.‬‬
‫أما بخصوص التظهير في عملية التحصيل يتم بواسطة التظهير التوكيلي‪ ،‬والذي يعد‬
‫أحد طرق تداول األوراق التجارية ويقصد به القيام بتوكيل المظهر إليه في أن يحصل قيمة‬
‫السند عند تاريخ االستحقاق‪ ،‬وذلك باستعمال ما يفيد التوكيل كذكر اصطالح " القيمة للتوكيل‬
‫" أو" التحصيل" أو " القبض "‪ ،‬أو أي اصطالح يؤدي ذات المعنى‪.‬‬
‫و بالتالي فباالستناد إلى شكل التظهير يمكن التمييز بين الخصم و التحصيل‪ ،‬أي أنه إذا‬
‫كان التظهير تاما أو على بياض كان العقد خصما‪ .‬أما إذا كان التظهير توكيليا فالعملية تعد في‬
‫هذه الحالة مجرد استخالص بمعنى أن الورقة التجارية دفعت من أجل التحصيل فقط ‪.‬‬
‫▪ الدفع اآلني لمقابل الورقة التجارية‪:‬‬
‫مفاد هذا المعيار أننا نكون أمام تظهير توكيلي يتسلم فيه البنك الورقة ألجل التحصيل‬
‫إذا لم يصاحب تسليم الورقة التجارية للبنك منح مقابل الورقة بشكل آني للزبون‪ .‬أما إذا سلم‬
‫البنك لحامل الورقة التجارية مبلغها فورا‪ ،‬كان ذلك عقد خصم يتملك بمقتضاه البنك الورقة‬
‫التي تم تظهيرها له‪ ،‬وإن ك ان البنك غالبا ما يعتمد كذلك عند تقديم الورقة التجارية إليه ألجل‬

‫‪9‬‬
‫االستخالص إلى تسجيل مبلغها فورا في الجانب الدائن لحساب الزبون‪ ،‬مما ينم على وجود‬
‫التداخل بين المؤسستين ‪.14‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز عقد الخصم البنكي عن عقد القرض‬
‫يعتبر القرض من أبسط صور االئتمان و أقربها إلى القواعد العامة الواردة في قانون‬
‫االلتزامات و العقود‪ ،‬و هو يتم بموجب عقد بين البنك و أحد زبنائه‪ ،‬بمقتضاه يسلم األول إلى‬
‫الثاني نقودا على أن يلتزم الزبون بردها في الوقت المحدد مع الفائدة المتفق عليها‪.‬‬
‫و جوهر الت فرقة بين الخصم و القرض يكمن في االلتزامات التي تنجم عن كل منهما‪،‬‬
‫فيلتزم البنك في عقد القرض بتسليم الزبون مبلغ القرض‪ ،‬و ال يلزم أن يتم التسليم و قت التعاقد‬
‫بل يمكن أن يتم بعده‪ ،‬فالقرض يعد مبلغا عينيا‪ ،‬و يلتزم الزبون أن يرد المبلغ المقترض إلى‬
‫البنك في األجل المتفق عليه و يلتزم بأن يؤدي إضافة إلى ذلك الفائدة المتفق عليها و العمولة‬
‫البنكية‪.‬‬
‫أما بخصوص خصم األوراق التجارية‪ ،‬فإنه يجب على الزبون طالب الخصم نقل ملكية‬
‫األوراق التجارية إلى البنك بتظهيرها إليه تظهيرا ناقال للملكية‪ ،‬و على البنك أن يؤدي للزبون‬
‫قيمة الورق ة التجارية بعد تظهيرها إليه‪ ،‬و يخصم من قيمتها عمولة الخصم ‪.15‬‬
‫و ما ينبغي التأكيد عليه في هذا الصدد‪ ،‬أن عملية الخصم ال تعتبر من قبيل العمليات‬
‫التي يقوم بواسطتها البنك بإقراض زبونه مبلغا معينا من النقود مقابل تخلي هذا الزبون عن‬
‫حيازة األوراق التجارية‪ ،‬ضمانا ل لمبلغ المسلم في هذه الحالة‪،‬نظرا لالختالف القائم بين عملية‬
‫الخصم و عملية القرض‪ ،‬ذلك أن حيازة البنك للورقة التجارية كضمان لمبلغ القرض الذي‬
‫منحه لزبونه‪ ،‬ال يسمح له باستخالص قيمتها عند تاريخ االستحقاق إال إذا امتنع هذا الزبون‬
‫عن إبراء ذمته من مبلغ القرض الممنوح له في هذا اإلطار‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أنه إذا كان تظهير األوراق التجارية للبنك في عقد القرض يكون‬
‫تظهيرا تأمينيا ‪ ،16‬فإنه في إطار عملية الخصم يكون تظهيرا ناقال للملكية للمؤسسة البنكية‪.‬‬

‫‪ 14‬محمد مومن‪،‬الوجيز في أحكام وسائل األداء و االئتمان في القانون المغربي‪،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪،‬الطبعة األولى ‪ ،2020‬الصفحة‬
‫‪.199‬‬
‫‪ 15‬سمير الستاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.82-81‬‬
‫‪ 16‬أي بمثابة رهن في حالة القرض بضمان ورقة تجارية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫و رغم هذا االختالف الحاصل بين القرض و خصم األوراق التجارية ‪ ،‬إال أن كليهما‬
‫ينشآن بمقتضى عقد رضائي و يخضعان معا للعرف التجاري و األحكام الخاصة بهما‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمييز الخصم عن االعتماد بالقبول‪:‬‬
‫إن عملية االعتماد بالقبول عملية بنكية ائتمانية مثلها مثل الخصم بدورها ترد على األوراق‬
‫التجارية‪ ،‬إال أن تحقيقها يختلف تماما عن تحقيق عملية الخصم‪ ،‬فاالعتماد بالقبول عقد يلعب‬
‫فيه البنك دور المسحوب عليه‪ ،‬و يتم عن طريق فتح البنك اعتمادا لزبونه يستخدم كمقابل وفاء‬
‫للكمبيالة التي سحبها عليه زبونه‪ ،‬أو الطرف اآلخر الذي يتعامل مع هذا الزبون‪ ،‬و يلتزم البنك‬
‫بدفع قيمتها عند االستحقاق‪ .‬و متى دفع البنك قيمة الكمبيالة المقبولة من قبله قام بقيد قيمتها في‬
‫الجانب المدين لحساب الزبون‪ ،‬و جاز له الرجوع عليه بالمبالغ المدفوعة بمقتضى هذا‬
‫االعتماد‪ ،‬في حين أن الخصم يتم بتظهير الورقة التجارية المراد خصمها إلى البنك تظهيرا‬
‫ناقال للملكية للحصول على قيمتها قبل موعد االستحقاق‪ ،‬و ثمة فوارق جوهرية أخرى تميز‬
‫بين عملية الخصم و االعتماد بالقبول‪ ،‬يمكن أن تحدد فيما يلي ‪:17‬‬
‫✓ في الخصم يلتزم البنك ب أن يقدم لزبونه قيمة الورقة التجارية المخصومة نقدا و بصورة‬
‫مباشرة‪ ،‬أما في االعتماد بالقبول فإن البنك ال يلتزم بتقديم أي مبلغ نقدي بل إن موقفه‬
‫يكون إما مجرد تعهد بالدفع في صورة توقيع بالقبول على كمبيالة مسحوبة عليه‪ ،‬أو‬
‫تمكين الزبون من الحصول على قرض‪ ،‬أو على مجرد األجل الذي يحتاجه‪.‬‬
‫✓ يعد البنك في عملية الخصم مالكا للورقة التجارية المخصومة بموجب التظهير الناقل‬
‫للملكية الحاصل من قبل الزبون طالب الخصم‪ .‬و بالتالي فهو مظهر إليه‪ ،‬و هو حامل‬
‫قانوني أخير انتقلت إليه كل الحقوق الناشئة عن الورقة التجارية‪ ،‬أما في االعتماد‬
‫بالقبول‪ ،‬فإن البنك يعد مسحوبا عليه‪ ،‬و يلتزم صرفيا أمام حملة الورقة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إبرام عقد الخصم عقد الخصم‬

‫اعتبرت المادة ‪ 526‬من مدونة التجارة أن الخصم عقد تلتزم بمقتضاه المؤسسة البنكية‬
‫بأن تدفع للحامل قبل األوان مقابل تفويته لها مبلغ األوراق التجارية‪ .‬فالخصم إذا بهذه الصفة‬

‫‪ 17‬محمد مومن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬

‫‪11‬‬
‫يعتبر عقدا رضائيا بين الطرفين‪ ،‬و يلزم لصحته ما يلزم لصحة العقود عموما‪ ،‬لذلك سنعمل‬
‫على تحديد األطراف المتدخلة لقيامه (الفقرة األولى )‪ ،‬وكذا الشروط الواجب توافرها فيه‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أطراف عقد الخصم‬

‫تتمثل أطراف عقد الخصم فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المؤسسة البنكية‬

‫تعتبر عملية الخصم البنكي إحدى العمليات االئتمانية المباشرة التي تقدمها المؤسسات‬
‫البنكية لفائدة زبناءها‪ .‬وبذلك يعتبر البنك الجهاز األساسي ضمن عقد الخصم ‪ ،18‬وتتم عملية‬
‫الخصم بتسليم األوراق التجارية أو السندات القابلة للتداول من قبل الزبون‪ ،‬ويتحقق التسليم‬
‫على وجه العموم عند التداول الصرفي المتمثل في التظهير الذي غالبا ما يكون على بياض‪.‬‬
‫وي تعين على البنك الخاصم ان يؤدي للمستفيد من الخصم قيمة الورقة التجارية وذلك في تاريخ‬
‫حيازته للورقة و يمكن ان يتم األداء نقدا و هو ما يعرف بالخصم لدى الصندوق أو عن طريق‬
‫تسجيل مبلغ الورقة التجارية في جانب الدائن لحسابه باإلطالع المفتوح لدى البنك الذي أجرى‬
‫عملية الخصم ‪.19‬‬

‫ويتحمل البنك الخاصم كامل المسؤولية إذا تأخر في تسجيل قيمة الورقة أو السند‬
‫المخصوم في الجانب الدائن للحساب باالطالع‪ ،‬حيث يبدأ سريان التاريخ الذي يمكن مواجهة‬
‫األغيار فيما يخص عملية الخصم من تاريخ تظهير الورقة التجارية في الجانب الدائن‪ .‬ألن‬
‫الحق الثابت في الورقة التجارية ينتقل بمجرد التظهير‪ .‬ويصبح بذلك البنك الحامل الشرعي‬
‫للورقة بمجرد تظهيرها له من طرف الزبون‪ ، 20‬ويتعين على المؤسسة البنكية قبل أن تخصم‬

‫‪ 18‬محمد مومن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.276‬‬


‫‪ 19‬محمد جنكل‪ ،‬العمليات البنكية‪ ،‬الجزءاألول‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2003 ،‬الصفحة ‪.182‬‬
‫‪ 20‬محمد أو هروش‪ ،‬خصم األوراق التجارية كعملية بنكية على ضوء التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون األعمال‬
‫والمقاوالت‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ -‬السويسي‪،‬الرباط‪ ،2008،‬الصفحة ‪.50‬‬

‫‪12‬‬
‫االوراق التجارية المقدمة اليها أن تستعلم عن وضعية الزبون و مركزه المالي عالوة على‬
‫ضرورة فحص تلك األوراق‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المبلغ الحقيقي الذي يؤدى للزبون في إطار عملية الخصم ال‬
‫يعادل قيمة الورقة التجارية أو السند المخصوم‪ .‬ذلك انه يتعين األخذ بعين االعتبار المبلغ‬
‫المخصوم من القيمة كضمان لعملية الخصم وبصفة عامة مستحقات البنك عن هذه العملية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الزبون‬

‫يقصد بالزبون في عملية خصم األوراق التجارية المستفيد من الخصم في عقد الخصم‬
‫البنكي والحامل للورقة التجارية أو المظهر إليه األخير‪ ،‬والذي يجوز له تظهير الورقة التجارية‬
‫للبنك من أجل خصمها وقد يختلف بحسب ما إذا تعلق األمر بالكمبيالة والشيك والسند ألمر‪.‬‬

‫فبالنسبة للكمبيالة‪ ،‬يكون الساحب ضامنا للوفاء بها وقبولها‪ ،‬ويجوز له أن يعفي نفسه من‬
‫ضمان قبولها‪ ،‬ويعتبر الغيا وكأن لم يكن كل شرط يعفيه من القبول حسب مقتضيات المادة‬
‫‪ 165‬من مدونة التجارة‪ ،‬إلى جانب الضامن االحتياطي والمسحوب عليه القابل وكل موقع‬
‫على الكمبيالة‪.‬‬

‫أما فيما يخص الشيك‪ ،‬فإن المدين األصلي فيه يعتبر هو الساحب‪ ،‬وال يخضع الشيك للقبول‬
‫لكونه غير مستحق الوفاء بمجرد االطالع وذلك طبقا لما تنص عليه المادة ‪ 242‬من مدونة‬
‫التجارة‪.‬‬

‫أما بخصوص السند ألمر فالمتعهد المدين األصلي للحق الثابت في السند أي محرر السند‬
‫هو الذي يلتزم بدفع المبلغ الثابت فيه عند حلول تاريخ االستحقاق إلى المستفيد‪.‬‬

‫إال أن السند ألمر في المغرب ال يعرف تداوال واسعا مقارنة مع الكمبيالة ومن ثم فإنه ال‬
‫يتم تقديمه في إطار عملية الخصم إال في نطاق ضيق جدا ‪.21‬‬

‫‪ 21‬سمير الستاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.144‬‬

‫‪13‬‬
‫ولكون خصم األوراق يتميز بانتقال ا لحق الثابت في الورقة التجارية إلى المؤسسة البنكية‬
‫عن طريق التظهير الناقل للملكية‪ ،‬فإن للمؤسسة البنكية ضمانات مزدوجة أساسها قواعد‬
‫القانون الصرفي‪ .‬وعالوة على ذلك يمكن للضمانات االتفاقية أن تتخذ شكل ضمانات شخصية‬
‫أو عينية أو هما معا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط إبرام عقد الخصم‬

‫يتستلزم قيام عقد الخصم توفر شروط عامة (أوال)‪ ،‬و أخرى خاصة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط العامة إلبرام عقد الخصم‬

‫رغم احتواء كل من القانون البنكي و مدونة التجارة بصفة خاصة على مقتضيات منظمة‬
‫لعقد الخصم فإنه ال يعني أن هذا العقد قد خرج نهائيا عن دائرة القانون المدني الذي يعتبر‬
‫الشريعة العامة لكل القوانين‪ ،‬لذا فعقد الخصم تسري عليه القواعد العامة التي تسري على جميع‬
‫العقود خاصة تلك المتعلقة باإلبرام‪ .‬ويتعلق األمر باألهلية والرضا والمحل والسبب‪.‬‬

‫أ‪ -‬األهلية‬

‫لم يتطرق المشرع المغربي لألهلية المتطلبة إلبرام عقد الخصم في الزبون طالب‬
‫الخصم وحيث أن الخصم يتضمن نقل ملكية الحق المخصوم إلى البنك الخاصم‪ ،‬فإنه يشترط‬
‫فيه اكتساب األهلية الكاملة وفق ما نص عليه القانون‪.‬‬

‫وتكون تصرفات كل طالب للخصم ال يتمتع باألهلية المنصوص عليها قانونا من تظهير‬
‫وطلب للخصم باطلة بالنسبة إليه‪ ،‬غير أن هذا البطالن ال يمتد إلى التزامات باقي الموقعين‪ ،‬إذ‬
‫تبقى صحيحة ومنتجة آلثارها استنادا إلى قاعدة استقالل التوقيعات‪.‬‬

‫و يجوز للشخص المعنوي إبرام عقود الخصم مع األبناك التي يتعامل معها عن طريق‬
‫ممثله القانوني‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أما فيما يخص المؤسسة البنكية فال يثير شرط األهلية بالنسبة إليها أي مشكلة ألنها‬
‫متمتعة بالصالحية الالزمة لممارسة جميع األعمال البنكية من بينها عملية الخصم ‪.22‬‬

‫ب‪-‬الرضا‬

‫يعرف التراضي بأنه توافق إرادتي المتعاقدين على إحداث األثر القانوني المتوخى من‬
‫العقد‪ ،‬ويتحقق هذا التوافق قانونا بتبادل التعبير عن إرادتين متطابقتين‪ .‬ويكون ذلك بصدور‬
‫إيجاب يتضمن عرضا يوجهه شخص آلخر و صدور قبول مطابق لإليجاب من الشخص الذي‬
‫وجه إليه العرض فيقترن القبول باإليجاب و يحصل التراضي و بالتالي يتم العقد ‪.23‬‬

‫ويتوجب قيام عقد الخصم توافر الرضا وخصوصا رضا البنك‪ ،‬ويجب أن يكون الرضا‬
‫صحيحا وأن ينصرف إلى معنى الخصم‪.‬‬

‫وقد يشوب إرادة أحد طرفي العقد عيبا‪ ،‬كأن تكون إرادة الزبون معيبة بسبب الغلط‪،‬‬
‫فيكون له حق التمسك بطلب إبطال عقد الخصم‪ ،‬كما قد يكون عيب الرضا في جانب البنك‬
‫الذي يقع في غلط مؤثر‪ ،‬ألنه قد يقع ضحية غش من جانب الزبون الذي يقدم له ‪-‬مثال ‪ -‬كمبيالة‬
‫مجاملة ال تمثل دينا حقيقيا أو عالقة جدية‪ ،‬هنا يكون للبنك حق طلب إبطال العقد ‪.24‬‬

‫ج‪ -‬المحل‬

‫أو الحق موضوع الخصم‪ ،‬والذي نصت عليه المادة ‪ 528‬من مدونة التجارة‪ ،‬حيث‬
‫خولت للمؤسسة البنكية فيما يخص األوراق التجارية موضوع عملية الخصم بأن تطالب الغير‬
‫بالوفاء بهذه األوراق‪ ،‬مما جعل البنك يتمتع بحقين أال وهما الحق في مطالبة طالب الخصم‪،‬‬
‫إلى جانب حقها في الرجوع على الغير ويقصد بالغير جميع الموقعين على الورقة التجارية‪.25‬‬

‫د‪ -‬السبب‬

‫‪ 22‬محمد مومن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.203‬‬


‫‪ 23‬مأمون الكزبري‪ ،‬نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات و العقود المغربي‪ ،‬بيروت ‪ ( ،1978‬بدون ذكر المطبعة)‪ .‬الصفحة ‪136‬‬
‫‪ 24‬مصطفى ا لهوامي‪ ،‬خصم األوراق التجارية في إطار العمليات البنكية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪-‬مراكش‪ ،2011-2010 ،-‬الصفحة ‪.36‬‬
‫‪ 25‬نصت المادة ‪ 528‬من مدونة التجارة المغربية على أن‪ ":‬للمؤسسة ا لبنكية تجاه المدينين الرئيسيين لألوراق المذكورة والمستفيد من الخصم‬
‫والملتزمين اآلخرين جميع الحقوق المرتبطة بالسندات المخصومة‪".‬‬

‫‪15‬‬
‫يقصد بالسبب في التشريعات المدنية الغرض المباشر المقصود من العقد‪ ،‬وعليه فإن‬
‫السبب في عقد الخصم يتمثل في قصد الزبون من إبرام هذا العقد مع البنك‪ ،‬وهو الحصول على‬
‫قيمة األوراق التجارية التي تعود للزبون قبل موعد استحقاقه‪ ،‬ويتمثل هذا القصد بالنسبة للبنك‬
‫في الحصول على العمولة والفائدة مقابل دفع قيمة األوراق التجارية‪ ،‬وبالرجوع إلى القواعد‬
‫العامة للقانون المدني المتعلقة بالسبب فإن هذه القواعد تشترط أن يكون السبب حقيقيا بمعنى‬
‫أن يكون موجودا وليس وهميا‪ ،‬وأن يكون مشروعا وغير مخالف للنظام العام واآلداب العامـة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الخاصة إلبرام عقد الخصم‬

‫لتطبيق أحكام الخ صم وتحقيق آثاره على عملية الخصم يجب أن تتوفر في الورقة‬
‫التجارية محل الخصم شروط عامة إلى جانب الشروط الخاصة التي سبق وأن ذكرناها وتتمثل‬
‫هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬

‫✓ أن تمثل الورقة المقدمة للخصم مبلغا نقديا‪ :‬األصل أن األوراق التجارية وبالخصوص‬
‫الكمبيالة جاءت لتحل محل النقود في المبادالت التجارية تجنبا لألخطار التي تعترض‬
‫حامليها أثناء التنقل‪ ،‬مما يجعل الحق الذي تمثله هذه األوراق ال يمكن أن يكون إال مبلغا‬
‫من النقود مهما ك ان مصدرها‪ ،‬سواء كانت نتيجة شراء بضاعة أو القيام بعمل أو تقديم‬
‫خدمة أو أي مصدر آخر مشروع‪ ،‬ألن العبرة بالمبلغ النقدي الذي تمثله‪.‬‬

‫وبذلك ال يصح خصم السندات التي تمثل التزاما بعمل أو بضاعة كسندات الشحن وتذاكر‬
‫النقل‪ ،‬وسندات إيداع البضائع في المخازن ألن محلها ال يمثل مبلغا نقديا بل تمثل بضاعة قد‬
‫ترتفع قيمتها وقد تنخفض‪.‬‬

‫✓ أن يكون الحق الثابت في الورقة المقدمة للخصم معين المقدار ‪ :‬وبذلك ال تصلح األسهم‬
‫للخصم لصعوبة تحديد قيمتها الحقيقية بالرغم من أنها تصدر بقيمة اسمية ثابتة‪ ،‬وذلك ألن‬
‫قيمتها متغيرة من وقت آلخر‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك أن األسهم ال تمثل دينا على الشركة التي‬
‫أصدرتها وإ نما تمثل حق المساهم في الشركة‪ ،‬فهي ال تخول حاملها سوى صفة المساهم‬

‫‪16‬‬
‫في الشركة وما لهذه الصفة من حقوق في األسهم تصلح ألن تكون محال للشراء‬
‫والمضاربة‪ ،‬ولكن ال تصلح ألن تكون محال للخصم ‪.26‬‬
‫✓ يجب أن تكون الورقة المقدمة للخصم مستحقة األداء بعد أجل معين‪ :‬ذلك أن الغرض من‬
‫تقديم طالب الخصم الورقة للبنك هو حاجته العاجلة للنقود التي ال تتحمل انتظار وصول‬
‫أجل االستحقاق‪ ،‬لذلك يخرج من نطاق الخصم الشيك باعتباره أداة وفاء إذ ال مبرر لخصمه‬
‫في الوقت الذي يستحق فيه‪ .‬فالشيك أداة وفاء مستحق األداء بمجرد االطالع ‪ ،‬فال فائدة من‬
‫خصمه بال نسبة لحامله فهو واجب الدفع فورا وحامله يستطيع أن يقبض قيمته كاملة من‬
‫البنك المسحوب عليه ‪.27‬‬
‫✓ يجب أن تخول الورقة المقدمة للخصم البنك الخاصم حق مطالبة الغير‪ :‬فال بد أن يكون‬
‫تظهير الورقة من قبل الزبون طالب الخصم للبنك على سبيل التمليك‪ ،‬وبهذا الشرط نستطيع‬
‫التميي ز ما بين الخصم والقرض‪ ،‬ففي القرض يكون تقديم الورقة للبنك على سبيل الرهن‬
‫من خالل التظهير التأميني‪ ،‬بينما يكون التظهير في الخصم على سبيل التمليك من خالل‬
‫التظهير التام الناقل للملكية‪ ،‬ويكون هذا التمليك مقابل ما يعجلها البنك للزبون طالب الخصم‪،‬‬
‫وهذا ما سبق شرحه عند التفرقة بين الخصم والقرض ‪.28‬‬
‫✓ أن تكون الورقة مملوكة للزبون طالب الخصم وقت الخصم‪ :‬حيث ال يمكن للزبون طالب‬
‫الخصم نقل ملكية الورقة للبنك إال إذا كان مالكا لها بدوره سواء بصفته ساحبا لها أو مستفيدا‬
‫منها أوآلت إليه بموجب تظهير تام ‪.29‬‬
‫✓ أن تكون الورقة المقدمة للخصم قابلة للتداول بالطرق التجارية وهي التظهير‪ ،‬وأن يقبل‬
‫العرفا لتجاري الورقة المقدمة للخصم كأداة ائتمان ‪.30‬‬

‫لذلك فإن الخصم يرد أكثر على السفتجة والسند ألمر باعتبارهما أدوات ائتمان‪ ،‬وتبدو فائدة‬
‫تاريخ االستحقاق في تمكين البنك من احتساب أجرته عن العملية بالنظر ألجل استحقاق الورقة‬

‫‪ 26‬علي جمال الدين عوض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.772‬‬


‫‪ 27‬فائزة لبيض‪ ،‬عملية الخصم في السفتجة والسند ألمر "دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬كلية الحقوق قسنطينة‪-2005 ،‬‬
‫‪ ،2006‬الصفحة ‪.8‬‬
‫‪ 28‬عبد هللا الخطيب‪ ،‬خصم الورقة التجارية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جماعة اليرموك‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬األردن‪ ،2011،‬الصفحة ‪.58‬‬
‫‪ 29‬فائزة لبيض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.38‬‬
‫‪ 30‬عبد هللا الخطيب‪ ،‬المرجع السابق الصفحة ‪ 58‬و ‪.59‬‬

‫‪17‬‬
‫التجارية‪ ،‬كما يمكنه أيضا من معرفة التاريخ الذي يتقدم فيه المدين بها استيفاء قيمتها منه‪،‬‬
‫لذلك فإن تاريخ االستحقاق هو الذي ينهي عملية الخصم ‪ -‬إن لم يتم إلغاء العقد أو فسخه ‪ -‬سواء‬
‫بوفاء المدين بقيمة الورقة أو حتى برفضه الوفاء‪ ،‬كما أن هذا التاريخ هو الذي يأخذه البنك‬
‫بعين االعتبار عند تحرير االحتجاجات واحتساب مدة دعوى الرجوع الصرفي بعد رفض‬
‫المدين الوفاء في تاريخ االستحقاق‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األثار القانونية لخصم األوراق التجارية‬

‫يرتب عقد الخصم التزامات متبادلة بين طرفيه (المطلب األول)‪ ،‬كما يمنح للبنك عدة‬
‫ضمانات في حالة عدم الوفاء بالسند المخصوم (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التزامات األطراف في عقد الخصم‪.‬‬

‫بما أن عقد الخصم من عقود المعاوضة كما رأينا سابقا‪ ،‬فإنه يرتب حقوقا و التزامات‬
‫ألطرافه ( البنك والزبون)‪ ،‬وبما أن حقوق أحدهم تعتبر التزامات بالنسبة لألخر‪ ،‬فإننا ارتأينا‬
‫أن نتناول في هذا المطلب كل من التزامات الزبون (الفقرة األولى) والتزامات البنك (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التزامات الزبون في عملية الخصم‪.‬‬

‫إذا كان المشرع المغربي في تعريفه لعقد الخصم في المادة ‪ 526‬من مدونة التجارة‪،‬‬
‫أشار إلى التزام الزبون بدفع فائدة وعمولة للبنك (ثانيا )‪ ،‬فإن هناك التزام آخر مهم وهو نقل‬
‫الزبون لملكية الورقة التجارية إلى البنك (أوال)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تسليم الورقة للبنك على وجه التملك‪.‬‬

‫إذا كان المشرع المغربي أثناء تعريفه لعقد الخصم أغفل اإلشارة إلى هذا االلتزام المهم‪،‬‬
‫فإن الفقه تدارك األمر في تعريفاته لعقد الخصم‪ ،‬نذكر على سبيل المثال تعريف الدكتور علي‬
‫جمال الدين عوض‪ " :‬الخصم هو العملية التي بمقتضاها يعجل البنك إلى المستفيد من ورقة‬
‫تجارية لم يحل أجلها بعد‪ ،‬قيمة الورقة مقابل تنازل المستفيد للبنك عن ملكية الحق الثابت‬
‫بالورقة‪ ،‬من تاريخ دفعه إلى تاريخ استحقاق الورقة"‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫هذا االلتزام يترتب في ذمة طالب الخصم مما يعني ضرورة اتخاذ الوسيلة المناسبة‬
‫لنقل ملكية الورقة إلى البنك وتسليمها له تسليما ماديا‪ ،‬وهذا االلتزام حتمي على الزبون بما‬
‫يعني أنه التزام بتحقيق نتيجة ‪.31‬‬

‫فالبنك الخاصم يكتسب ملكية السند أو الورقة التجارية في إطار عملية الخصم عن‬
‫طريق التظهير الناقل للملكية‪ ،‬فالتظهير هو الوسيلة التي تعطي البنك أكبر قدر من الحقوق‬
‫والضمانات ‪.32‬‬

‫إذا فالمستفيد من الخصم يضع الورقة أو األوراق التجارية بين يدي البنك عن طريق‬
‫تظهيرها له تظهيرا ناقال للملكية مما يخول للمؤسسة البنكية الخاصمة حرية التصرف في‬
‫الورقة التجارية المخصومة‪ ،‬إذ تستطيع إعادة خصمها لدى البنك المركزي(بنك المغرب) أو‬
‫لدى أي بنك آخر‪ ،‬أو تحتفظ بالورقة إلى حين حلول أجل استحقاقها فتقدمها للمسحوب عليه‬
‫قصد أداء مبلغها ‪.33‬‬

‫وهنا يصبح البنك يتمتع بجميع االمتيازات والحقوق التي يمنحها قانون الصرف للحامل‬
‫الشرعي للورق التجارية‪ ،‬وفي هذا الصدد جاء في قرار لمحكمة االستئناف بفاس بأن‪" :‬‬
‫للمؤسسة البنكية اتجاه المدينين الرئيسيين باألوراق التجارية وكذا المستفيدين من الخصم‬
‫والملتزمين اآلخرين جميع الحقوق المرتبطة بالسندات المخصومة إذ لها حق الرجوع عليهم‬
‫جميعا بأداء ما أدته في إطار عملية الخصم طبق المادتين ‪ 526‬و ‪ 528‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫األمر القاضي باألداء اعتمادا على األوراق المدلى بها والتي ثبت انقضاء المديونية‬
‫بشأنها يعد في محله ويتعين تأييده ‪." 34‬‬

‫‪ 31‬محمد الكيالني‪ :‬األوراق التجارية ‪ -‬دراسة مقارنة‪ -‬الموسوعة التجارية والمصرفية‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬مطبعة دار الثقافة عمان‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫االصدار الثاني ‪ ،2009‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 32‬محمد الكيالني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62:‬‬
‫‪ 33‬بكور المختار‪ " ،‬األوراق التجارية في القانون المغرب ي"‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة األولى ‪ ، 1999‬ص‪.202 :‬‬
‫‪ 34‬القرار عدد ‪ 1544‬الصادر بتاريخ ‪ 2011/11/22‬في الملف عدد ‪ ،2011/1410‬نقال عن الموقع التالي‪:‬‬
‫‪ ، /https://www.droitetentreprise.com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪.2021-03-05 :‬‬

‫‪19‬‬
‫ثانيا‪ :‬دفع الفائدة والعمولة‬

‫لقد نص المشرع المغربي على هذا االلتزام في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 526‬من مدونة‬
‫التجارة‪ ،‬التي جاء فيها‪" :‬للمؤسسة البنكية مقابل عملية الخصم فائدة وعمولة"‬

‫➢ بالنسبة للفائدة ‪ :‬يشمل سعر الخصم الفائدة المستحقة على مبلغ الورقة التجارية خالل‬
‫فترة األجل المضمن فيها‪ ،‬وتمتد هذه الفقرة بين تاريخ إجراء عملية الخصم وتاريخ‬
‫االستحقاق‪ ،‬ويستند هذا الحق إلى االئتمان الذي يقدمه البنك لزبونه طيلة المدة التي‬
‫تمكن فيها من الحصول على قيمة الورقة أو السند نقدا قبل حلول أجله ‪.35‬‬
‫ويمكن للزبون أن يتفق مع البنك على سعر محدد للفائدة‪ ،‬شريطة عدم تجاوز الحد‬
‫األقصى المعين لسعر الفائدة من طرف البنك المركزي "بنك المغرب"‬
‫➢ بالنسبة للعمولة ‪ :‬تمثل العمولة نسبة معينة من قيمة الورقة التجارية‪ ،‬ويتقاضاها البنك‬
‫عن كل عملية خصم يقوم بها وذلك قصد تغطية النفقات العامة ‪ ،36‬ويدخل في إطار هذه‬
‫العمولة المبالغ التي يحددها البنك وفقا للمخاطر التي قد يتعرض لها عند عدم الوفاء‪،‬‬
‫كذلك مقدار قيمة الورقة والمدة المتبقة لميعاد االستحقاق‪.‬‬
‫➢ بالنسبة للمصاريف ‪ :‬فتتمثل في المبالغ التي سينفقها البنك بمناسبة تقديمه الورقة‬
‫التجارية للمسحوب عليه للوفاء‪ ،‬أما المبالغ التي سيضطر البنك لصرفها بمناسبة رفعه‬
‫لدعوى الرجوع لعدم الوفاء فال تعتبر مصاريف لتحصيل الورقة التجارية‪ ،‬وإنما هي‬
‫مصاريف الدعوى ‪.37‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات المؤسسة البنكية في إطار عملية الخصم‪.‬‬

‫إن الهدف الرئيسي من عملية الخصم يتمثل في حصول الزبون على قيمة الورقة‬
‫التجارية قبل حلول أجل استحقاقها‪ ،‬لذلك فإن أول التزام يقع على المؤسسة البنكية هو التعجيل‬

‫‪ 35‬لبنى كطيبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.72 :‬‬


‫‪ 36‬لبنى كطيبي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.74:‬‬
‫‪ 37‬محمد جنكل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.183:‬‬

‫‪20‬‬
‫بدفع قيمة الورقة إلى الزبون (أوال )‪ ،‬مع ضرورة التزام البنك باتخاذ اإلجراءات الالزمة‬
‫لتحصيل قيمة الورقة التجارية المخصومة(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دفع مقابل الحق المخصوم‬

‫من خالل تعريف المشرع المغربي لعقد الخصم‪ ،‬نجد أن أول التزام يقع على المؤسسة‬
‫البنكية في عملي ة الخصم هو الوفاء بمبلغ الورقة التجارية للعميل قبل حلول أجل استحقاقها‪.‬‬

‫هذا األداء الذي يقوم به البنك لزبون في إطار عملية الخصم يتميز بصفات معينة‪ ،‬أوال مونه‬
‫أداء مقدم‪ ،‬بمعنى أن يعجل البنك قيمة الورقة التجارية المخصومة قبل ميعاد استحقاقها ‪ ،38‬ثانيا‬
‫يجب أن يتم هذا األداء بصورة فعلية ال قانونية فقط‪ ،‬بمعنى أنه ليس للبنك أن يدعي انقضاء‬
‫التزامه بوقوع مقاصة بينه وبين حق له في مواجهة العميل‪ ،‬وذلك ما لم تنصرف إرادة‬
‫األطراف إلى معنى مختلف ‪.39‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المقصود بالتنفيذ الفعلي ليس دفع المبلغ نقدا‪ ،‬بل يكفي أن يوضع‬
‫فورا تحت تصرف الزبون‪ ،‬مثال بأن يقيد في الجانب الدائن لحسابه الجاري ‪.40‬‬

‫وأخيرا يتصف هذا األداء بكونه غير كامل‪ ،‬وذلك ألن البنك لن يدفع قيمة الورقة‬
‫المخصومة كلها بل سيقتطع مما يدفعه للزبون مبلغا يمثل مصاريف الخصم ‪.41‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬نشير إلى أن محكمة االستئناف التجارية بفاس قضت في قرار لها بتاريخ‬
‫‪ 2003/11/12‬بإلزام المؤسسة البنكية بدفع مقابل األوراق التجارية إلى الزبونة المستفيدة من‬
‫عملية الخصم ومما جاء في قرارها هذا "‪ ...‬وحيث إن البنك المستأنف دفع لوكيل المستأنف‬
‫عليها قبل األوان مقابل تفويتها له مبلغ الشيكات التي يحل أجل دفعها في تاريخ معين مقابل‬
‫حصول البنك على فائدة وعمولة مقابل عملية الخصم‪.42 ...‬‬

‫‪ 38‬لبنى كطيبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76:‬‬


‫‪ 39‬محمد الكيالني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62 :‬‬
‫‪ 40‬علي جمال الدين عوض‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.684:‬‬
‫‪ 41‬لبنى كطيبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.76:‬‬
‫‪ 42‬قرار عدد ‪ ،1239‬بتاريخ ‪ ,2003/11/12‬في ملف عدد ‪، 725/03‬غير منشور‪ ،‬منقول عن‪ :‬سمير الستاوي‪ ،‬المسؤولية البنكية في مجال خصم‬
‫األوراق التجارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.223 :‬‬

‫‪21‬‬
‫إلى جانب دفع قيمة الورقة التجارية إلى العميل‪ ،‬يلتزم البنك باتخاذ اإلجراءات الالزمة لتحصيل‬
‫قيمة الورقة التجارية المخصومة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التزام البنك باتخاذ اإلج راءات الالزمة لتحصيل قيمة الورقة التجارية المخصومة‬

‫لقد سبق وقلنا أن الورقة التجارية في عقد الخصم تنقل من العميل إلى البنك عن طريق‬
‫التظهير الناقل للملكية‪ ،‬بمعنى يصبح البنك الحامل الشرعي للورقة‪ ،‬وبالتالي فهو ملزم بالقيام‬
‫بجميع الواجبات المفروضة على الحامل الشرعي والمنصوص عليها في مدونة التجارة‪.‬‬
‫وتتمثل هذه الواجبات فيما يلي‪:‬‬

‫➢ تقديم الورقة التجارية للمسحوب عليه للقبول‪ :‬لقد أعطى المشرع المغربي للحامل الحرية في‬
‫تقديم الكمبيالة للقبول كمبدأ عام ‪ ،43‬وألزمه بهذا التقديم في حاالت معينة وتتمثل هذه األخيرة‬
‫في حالة ال ورقة المستحقة األداء بعد مدة من االطالع وحالة وجود شرط التقديم االلزامي‬
‫للقبول‪ ,‬كما أن المشرع أتاح للساحب الحق في وضع شرط عدم التقديم للقبول ‪.44‬‬
‫➢ تقديم الورقة التجارية أو السند للوفاء في ميعاد االستحقاق‪ :‬الزم المشرع الحامل بتقديم الورقة‬
‫التجارية للوفاء في مي عاد االستحقاق‪ ،‬وفي حالة عدم احترامه لهذا األجل يسقط حقه في‬
‫الرجوع على المظهرين وبقية الملتزمين حيث يعتبر حامال مهمال ‪.45‬‬
‫➢ مطالبة المدين األصلي ‪ :‬هذا االلتزام يترتب بذمة البنك الخاصم‪ ،‬بحيث يتعين عليه أن يطالب‬
‫المدين األصلي أوال سواء أكان هذا المدين هو المسحوب عليه أو المحرر‪ ،‬ونتيجة لذلك‬
‫فإنه ليس للبنك أن يطالب العميل إال بالرجوع لعدم الوفاء ‪.46‬‬
‫➢ إقامة محضر االحتجاج لعدم الوفاء‪ :‬في حالة عدم حصول الوفاء في ميعاد االستحقاق‪،‬‬
‫يكون من الضروري على المؤسسة البنكية إقامة محضر االحتجاج لعدم الوفاء‪ ،‬وتبليغه‬
‫إلى جميع الموقعين على الورقة التجارية‪ ،‬تحت طائلة اعتبارها حامال مهمال وسقوط حقها‬
‫في الرجوع الصرفي‪ .‬ويعتبر االحتجاج ذلك المحرر الرسمي الذي يحرره مأمور كتابة‬

‫‪ 43‬عبد اإلله المحبوب وحنان البكوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.60‬‬


‫‪ 44‬المادة ‪ 174‬من مدونة التجارة التي تنص‪ " :‬يجوز لحامل الكمبيالة أو لمجرد الحائز لها أن يقدمها حتى تاريخ االستحقاق إلى المسحوب عليه في‬
‫موطنه لقبولها‪"...‬‬
‫‪ 45‬المادة ‪ 206‬من مدونة التجارة التي تنص‪ ":‬يسقط حق الحامل بالرجوع على المظهرين والساحب وبقية الملتزمين باستثناء القابل بعد انصرام‬
‫اآلجال المحددة‪"...‬‬
‫‪ 46‬محمد الكيالني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.63:‬‬

‫‪22‬‬
‫الضبط حسب المادة ‪ 209‬من مدونة التجارة إلثبات امتناع المدين األصلي (المسحوب‬
‫عليه) عن الوفاء‪ ،‬فالحامل يكون مل زما بإقامة هذا االحتجاج حتى يحفظ حقه في الرجوع‬
‫على الموقعين في إطار الرجوع الصرفي‪ ،‬غير أنه في بعض الحاالت يكون البنك معفى‬
‫من هذا اإلجراء‪ ،‬كحالة الحكم بالتسوية أو التصفية القضائية للمسحوب عليه‪ ،‬حالة إقامة‬
‫احتجاج عدم القبول حيث يغني هذا األخير عن احتجاج عدم الوفاء‪ ،‬وحالة إيراد شرط‬
‫الرجوع بدون مصاريف‪ ،....‬كما أن لهذا اإلجراء ميعاد يجب أن يقام داخله نص عليه‬
‫المشرع في المادة ‪ 197‬من مدونة التجارة ‪.47‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يمكن تأجيل استحقاق الورقة أو السند‪ ،‬إما باالتفاق بين البنك‬
‫الخاصم و المدين األصلي‪ ،‬لكن هذا ا التفاق ال يلزم إال من كان قد وقع عليه‪ ،‬وبمقتضاه يتم‬
‫إطالة حياة الورقة التجارية أو السند‪ ،‬وإما بإنشاء ورقة تجارية جديدة تتضمن جميع البيانات‬
‫المشار إليها في الورقة السابقة باستثناء تاريخ االستحقاق األصلي‪ ،‬وتكون هذه الورقة مستقلة‬
‫عن الورقة األصلية‪ ،‬وال تلزم إ ال الموقعين عليها ‪.48‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ضمانات البنك الخاصم في حالة عدم الوفاء بالسند المخصوم‬

‫خول المشرع للبنك الخاصم في الحالة التي ال يتم فيها الوفاء بالورقة التجارية‬
‫المخصومة في تاريخ االستحقاق‪ ،‬مجموعة من اإلجراءات تمكنه من استفاء حقوق وتؤمنه من‬
‫أخطار عدم الوفاء وتتمثل هذه الضمانات واإلجراءات في دعوى الرجوع الصرفي ( الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬والقيد العكسي ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ 47‬جاءت المادة ‪ 197‬من مدونة التجارة بأجلين إلقامة احتجاج عدم الوفاء وذلك بالنظر إلى تاريخ استحقاق الكمبيالة‪ ،‬فبالنسبة للكمبيالة المستحقة‬
‫األداء في يوم معين أو بعد مدة من االطالع أو من تاريخ إنشائها‪ ،‬فإن إقامة االحتجاج بالنسبة لها يجب أن يتم داخل أحد أيام العمل الخمسة الموالية‬
‫ليوم االستحقاق‪ ،‬أما بالنسبة للكمبيالة المستحقة األداء عند االطالع‪ ،‬فيجب إقامة االحتجاج بالنسبة لها داخل المدة القانونية لتقدي م الكمبيالة للوفاء‪،‬‬
‫أي داخل أجل سنة من تاريخها‪.‬‬
‫‪ 48‬لبنى كطيبي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.78:‬‬

‫‪23‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دعوى الرجوع الصرفي‬

‫إذا أصبح البنك حامال للورقة المظهرة إليه على سبيل التمليك‪ ،‬فإنه يتقيد بواجبات‬
‫الحامل المعروفة في قانون الصرف ومن أهمها إقامة دعوى الرجوع‪ ،‬فالبنك في هذه الحالة‬
‫يكون صاحب حق أصلي ومباشر في الرجوع على ا لمدين بالورقة التجارية ‪. 49‬‬

‫والمقصود بدعوى الرجوع الصرفي تلك الدعوى التي تستند إلى القانون الصرفي‬
‫نتيجة الدين الثابت في الورقة التجارية‪ ،‬والتي تمكن الدائن من الرجوع على كل الملتزمين‬
‫صرفيا بشكل تضامني ودون مراعاة الترتيب الذي ورد به التزامهم‪ ،‬وتتميز هذه الدعوى بأنها‬
‫صرفية مصدرها القانون التجاري وهي تختلف بذلك عن دعوى ملكية المؤونة التي تحكمها‬
‫قواعد االلتزام العادي ‪.50‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 528‬من مدونة التجارة نجدها تنص على أنه" للمؤسسة البنكية‬
‫تجاه المدي نين الرئيسيين والمستفيد من الخصم والملتزمين اآلخرين جميع الحقوق المرتبطة‬
‫بالسندات المخصومة"‪ .‬وهكذا يكون للبنك الخاصم الرجوع على المستفيد من الخصم وباقي‬
‫الموقعين على الورقة التجارية‪ .‬هذا ما أكده القضاء المغربي في قرار للمجلس األعلى بتاريخ‬
‫‪ ..." 200/05/08‬للمؤسسة البنكية التي قامت بالخصم حقا مرتبطا بالسند المخصوم حسب‬
‫القانون المنظم له‪،‬كقانون الصرف بالنسبة لخصم األوراق التجارية‪ ،‬وذلك في مواجهة كل‬
‫موقع على السند‪ ،‬وحقا مستقال عن السند وهو الناتج عن الخصم في مواجهة المستفيد فقط‪.51 "...‬‬

‫وعلى البنك الخاصم الذي سيباشر هذه الدعوى أن يلتزم باإلجراءات المحددة لذلك‬
‫ويمكن إجمال هما في شرطين أساسيين وهما االحتجاج واإلعالم ويلزم على البنك في حالة التقيد‬
‫بهذه اإلجراءات وإال اعتبر مهمال ‪.‬‬

‫‪ 49‬سمير ستاوي‪ ،‬المسؤولية البنكية في مجال خصم األوراق التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.295‬‬
‫‪ 50‬جليل الباز‪ ،‬دعوى الرجوع الصرفي‪ ،‬مقال متوفر على الموقع االلكتروني التالي ‪ WWW.FRSSIWA.BLOGSPOT.COM‬تم‬
‫االطالع عليه في ‪.2021/05/16‬‬
‫‪ 51‬قرار عدد ‪ 659‬بتاريخ ‪ 2002/05/08‬ملف تجاري عدد ‪ ،01/165‬أورده سمير ستاوي‪ ،‬المسؤولية البنكية في مجال خصم‬
‫األوراق التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.296‬‬

‫‪24‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القيد العكسي‬

‫تنص المادة ‪ 502‬من مدونة التجارة على أنه‪" :‬حينما يكون تسجيل دين في الحساب‬
‫ناتجا عن ورقة تجارية مقدمة للبنك‪ ،‬يفترض أن التسجيل لم يتم إال بعد التوصل بمقابلها من‬
‫المدين الرئيسي‪ ،‬ونتيجة لذلك إذ لم تؤد الورقة التجارية في تاريخ االستحقاق فللبنك الخيار في‬
‫متابعة الموقعين من أجل استخالص الورقة التجارية‪.‬‬

‫أو تقييد في رصيد المدين لحساب الدين الصرفي الناتج عن عدم أداء الورقة أو دينه‬
‫العادي ردا للقرض‪ ،‬ويؤدي هذا القيد على انقضاء الدين‪ ،‬وفي هذه الحالة ترجع الورقة التجارية‬
‫إلى الزبون"‬

‫ويتضح من خالل مضمون المادة ‪ 502‬أعاله أنه إذا تم خصم الورقة التجارية عن‬
‫طريق تسجيلها في الجانب الدائن لحساب الزبون المستفيد من الخصم‪ ،‬فإنه من حق البنك‬
‫الخاص م تقييد قيمتها في الجانب المدين للحساب في حالة عدم أداء المسحوب عليه بقيمتها‪ ،‬هو‬
‫ما يعرف بالقيد العكسي لألوراق التجارية‪.52‬‬

‫وإن القيد العكسي إجراء يقصد به تحقيق آثار معينة‪ ،‬ويشترط لصحة القيد العكسي أن‬
‫تتوافر فيه مجموعة من الشروط فال يجوز القيام بالقيد العكسي في أي صورة من صوره‪ ،‬إال‬
‫بعد حلول أجل استحقاق الورقة التجارية وعدم الوفاء بقيمتها (أوال)‪ ،‬وأن يرد في الحساب‬
‫باطالع (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حلول أجل االستحقاق وعدم األداء‬

‫اشترط المشرع للقيام بالقيد العكسي حلول أجل استحقاق الورقة التجارية مع عدم الوفاء‬
‫بقيمته من طرف المدين األصل‪ ،‬ما لم يكن البنك المستفيد قد مدد أجل االستحقاق قبل حلول‬
‫موعده‪ ،‬فال يجوز إال متى حل األجل الجديد‪ ،‬أما إذا حل األجل األصلي وطولب المدين فاستمهل‬

‫‪ 52‬سمير الستاوي‪ ،‬المسؤولية البنكية في مجال خصم األوراق التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪290‬‬

‫‪25‬‬
‫البنك فأمهله‪ ،‬فإن وفاء الورقة يعتبر مرفوضا‪ ،‬فيكون من حف البنك إجراء القيد العكسي‬
‫بالرغم من هذا اإلمهال‪.53‬‬

‫وقد أكد المشرع المغربي على هذا الشرط من خالل المادة ‪ 502‬السالفة الذكر‪ ،‬حيث‬
‫خير البنك من خاللها بين إمكانية متابعة الموقعين على الورقة التجارية‪ ،‬أو إجراء القيد العكسي‬
‫في الجانب المدين لحساب الزبون المستفيد من وذلك إذا لم ِيدي قيمة تلك الورقة عند حلول‬
‫‪54‬‬
‫أجل استحقاقها‬

‫وباعتبار القيد العكسي إمكانية تعزز الضمانات المتاحة للبنك‪ ،‬فهي ترتبط أساسا بحلول‬
‫أجل استحقاقها وعدم الوفاء بقيمتها‪ ،‬حينها فقط يمكن للبنك إما متابعة جميع الموقعين عليها‪،‬‬
‫أو إجراء القيد العكسي ويؤدي هذا القيد إلى انقضاء دين البنك في جانب الزبون‪. 55‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضرورة إجراء القيد العكسي في الحساب باالطالع‬

‫بهذا الخصوص نجد أن اإلشكال المطروح هو مدى إمكانية البنك القيام في حالة عدم‬
‫الوفاء بقيمة الورقة التجا رية محل عقد الخصم في تاريخ االستحقاق من قبل الملزم بها‪،‬‬
‫وتفضيلها الرجوع صرفيا عن طريق القيد العكسي‪ ،‬إلى إرجاعه في حساب آخر غير الحساب‬
‫باالطالع‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى مضمون المادة ‪ 502‬من مدونة التجارة السالفة الذكر بحيث هي المادة‬
‫الوحيدة التي تناولت الحديث المقتضيات المتعلقة بالقيد العكسي‪ ،‬نجدها لم تتعرض بتاتا لهذا‬
‫اإلشكال‪ ،‬األمر الذي يتطلب معه الرجوع إلى االجتهاد الفقهي والقضائي‪.‬‬

‫ب حيث أن الفقه والقضاء الفرنسيين يتفقان على أن القيد العكسي الذي يجرى في الحساب‬
‫الخاص ال يعتبر بمثابة وفاء وال يجرد البنك من حقه في االحتفاظ بملكية الورقة التجارية من‬
‫أجل متابعة الملتزمين بها‪.‬‬

‫‪ 53‬علي جمال الدين عوض‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪852‬‬
‫‪ 54‬وقد نصت عبى هذا الشرط معظم التشريعات القانونية‪ ،‬نذكر منها القانون المصري في المادة ‪ 375‬من قانون التجارة التي جاء فيها‪" :‬ال يجوز‬
‫إجراء القيد العكسي إال فيما يتعلق باألوراق التجارية التي لم تفع في مواعيد استحقاقها‪ ،‬ويقع باطال كل اتفاق على غير ذلك"‬
‫‪ 55‬ياسين مساعف‪ ،‬عملية استخالص األوراق التجارية على ضوء القانون والممارسة البنكية‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬وحدة قانون التجارة واألعمال‪ ،‬جامعة محمد الخامس الظسوسيس الرباط‪ ،2004 ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪26‬‬
‫وعليه فإن القيد العكسي ال يؤدي وظيفته وال يرتب آثاره القانونية من انقضاء دين البنك‬
‫اتجاه الزبون‪ ،‬وإلزامه بإرجاع الورقة غير المؤداة إليه‪ ،‬إال إذا تم في الحساب باالطالع وليس‬
‫ما يعرف بالحساب الخاص ‪، 56‬ولعل الغاية من ذلك تتجلى في أن البنوك عملت على إيداع تقنية‬
‫الحساب الخاص من أجل عزل دينها حتى ما إذا كانت وضعية الزبون مدينة بشكل ال يسمح‬
‫للبنك باستيفاء دينه‪ ،‬وقام بإجراء قيد عكسي فإن ذلك ال يخول للبنك االحتفاظ بملكية الورقة‬
‫التجارية للرجوع صرفيا وتضامنيا على الملتزمين بها‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫وختاما يمكن القول بأن عملية الخصم االئتمانية التي تباشرها األبناك على األوراق‬
‫التجارية تعد أبرز وسيلة لتعبئ ة الديون القصيرة و المتوسطة األجل‪ ،‬كونها تمكن الزبناء من‬
‫الحصول على المبالغ المالية التي هم بحاجة ماسة إليها قبل ميعاد استحقاق الورقة التجارية‬
‫لتسديد ديونهم الحالة‪ ،‬و بذلك يكون للخصم دورا مهما في تنمية مناخ األعمال والتجارة والدفع‬
‫بعجلة االقتصاد نحو التقدم‪.‬‬

‫و من خالل دراستنا و تحليلنا للموضوع تم تسجيل مجموعة من المالحظات‬


‫والمقترحات و التي نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫✓ رغم األهمية الكبيرة التي تتمتع بها عملية الخصم في مجال التجارة واألعمال فإن المشرع‬
‫المغربي لم يعرها اهتماما كبيرا‪ ،‬حيث لم يخصص لها سوى ثالثة مواد في مدونة التجارة‬
‫(‪ 526‬و ‪ 527‬و ‪ ،)528‬الشيء الذي يطرح إشكاالت عديدة يصعب معالجتها في ظل غياب‬
‫ترسانة قانونية محك مة وشاملة‪ ،‬وبالتالي على المشرع المغربي أن يعمل على مواكبة‬
‫التطور الذي يعرفه مجال االستثمار واألعمال‪ ،‬وذلك من خالل صياغة نصوص قانونية‬
‫وإدخال تعديالت جديدة على المدونة تواكب هذا التطور‪.‬‬
‫✓ يجب تقوية الضمانات التي تشترطها البنوك على زبنائها للقيام بعمليات الخصم‪ ،‬وذلك‬
‫عبر وضع قواعد قانونية مضبوطة بشكل يحفظ التوازن في العالقات التعاقدية بين البنك‬
‫والزبون‪ ،‬وكذا تأمين البنك من أي خطر قد يعترضه في حالة عجز الزبون أو عدم وفائه‪.‬‬

‫أوهروش محمد‪ ،‬خصم األوراق التجارية كعملية بنكية على ضوء التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪27‬‬
‫✓ بالنسبة لآلليات التي يتم بها خصم الورقة التجارية فإن مدونة التجارة لم تحدد المراحل‬
‫والكيفية التي تتم بها‪ ،‬فعلى المشرع أن يتدارك هذا الفراغ التشريعي وأن يزيل اللبس عن‬
‫هذا األمر‪.‬‬

‫كما نشير إلى أن هذا الموضوع رغم المكانة التي يحظى بها في الواقع العملي إال أن‬
‫الدراسات و األبحاث القانونية التي تناولت الموضوع تبقى قليلة مقارنة بأهميته‪ ،‬وهذا ربما‬
‫يمكن إرجاعه للفراغ التشريعي الحاصل‪.‬‬

‫وعليه ندعو كل المهتمين والباحثين في المجال القانوني عامة ومجال األعمال خاصة‬
‫إلى البحث في الموضوع والتركيز على الفراغات التشريعية التي تعتريه حتى يتفطن المشرع‬
‫لذلك ويعمل على معالجتها‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫❖ الكتــــــــب‬
‫‪ -‬علي جمال الدين عوض ‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية في قانون التجارة الجديد‬
‫وتشريعات البالد العربية‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬طبعة ‪.2000‬‬
‫‪ -‬سمير الستاوي‪ ،‬المسؤولية البنكية في مجال خصم األوراق التجارية‪ ،‬دار السالم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2015‬‬
‫‪ -‬حسني المصري‪ ،‬القانون التجاري عمليات البنوك – الودائع النقدية الخزائن الحديدية‬
‫‪ -‬فتح االعتماد‪ -‬القبول االئتماني‪ ،‬دون ذكر المطبعة ‪.1987 ،‬‬
‫‪-‬‬
‫هاني محمد دويدار‪ ،‬العقود التجارية والعمليات المصرفية ‪ ،‬مطبعة اإلشعاع‬
‫اإلسكندرية مصر‪ ،‬طبعة ‪.1994‬‬
‫‪-‬‬
‫محمد مومن‪،‬الوجيز في أحكام وسائل األداء و االئتمان في القانون المغربي‪،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪،‬الطبعة األولى ‪.2020‬‬
‫‪-‬‬
‫محمد جنكل‪ ،‬العمليات البنكية‪ ،‬الجزءاألول‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬مأمون الكزبري‪ ،‬نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات و العقود المغربي‪،‬‬
‫دون ذكر المطبعة‪ ،‬بيروت ‪.1978‬‬
‫‪ -‬محمد صبري‪ ،‬األخطاء البنكية‪ ،‬مطبعة النجاح الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.2007،‬‬
‫‪ -‬محمد جنكل‪ ،‬العمليات البنكية‪ ،‬الجزء األول‪ -‬العمليات البنكية المباشرة‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫م طبعة النجاح‪،‬الدار البيضاء‪،‬الطبعة الثانية‪.2010،‬‬
‫‪ -‬عبد اإلاله المحبوب و حنان البكوري‪ ،‬شرح وسائل األداء و االئتمان‪ ،‬مطبعة سجلماسة‬
‫مكناس‪ ،‬طبعة ‪.2018‬‬
‫أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬طبعة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1998‬‬

‫‪29‬‬
‫‪-‬‬
‫محمد الكيالني‪ :‬األوراق التجارية ‪ -‬دراسة مقارنة‪ -‬الموسوعة التجارية والمصرفية‪،‬‬
‫المجلد الثالث‪ ،‬مطبعة دار الثقافة عمان‪ ،‬الطبعة األولى االصدار الثاني ‪.2009‬‬
‫‪-‬‬
‫بكور المختار‪ " ،‬األوراق التجارية في القانون المغربي"‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع الطبعة األولى ‪.1999‬‬

‫❖ الرسائــــل‬
‫‪ -‬لبنى كطيبي‪ ،‬العمليات البنكية‪-‬الخصم نموذجا‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية الحقوق بطنجة‪.2018/2017،‬‬
‫‪ -‬محمد أو هروش‪ ،‬خصم األوراق التجارية كعملية بنكية على ضوء التشريع المغربي و‬
‫المقارن‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون األعمال والمقاوالت‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪-‬السويسي‪ ،‬الرباط‪.2008،‬‬
‫‪ -‬مصطفى الهوامي‪ ،‬خصم األوراق التجارية في إطار العمليات البنكية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫و االجتماعية بمراكش‪.2011-2010 ،‬‬
‫‪ -‬ف ائزة لبيض‪ ،‬عملية الخصم في السفتجة و السند ألمر"دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫قسم القانون الخاص‪،‬جامعة منتوري‪ ،‬كلية الحقوق قسنطينة‪.2006-2005 ،‬‬
‫‪-‬‬
‫ياسين مساعف‪ ،‬عملية استخالص األوراق التجارية على ضوء القانون والممارسة‬
‫البنكية‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة قانون التجارة‬
‫واألعمال‪ ،‬جامعة محمد الخامس الظسوسيس الرباط‪.2004 ،‬‬
‫‪-‬‬
‫عبد هللا الخطيب‪،‬خصم الورقة التجارية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬جماعة‬
‫اليرموك‪ ،‬كلية القانون‪،‬األردن‪.2011،‬‬

‫❖ مواقع إلكترونية‬
‫‪https://anibrass.blogspot.com/2014/11/blog-post.html‬‬
‫‪https://www.droitetentreprise.com‬‬
‫‪WWW.FRSSIWA.BLOGSPOT.CO‬‬

‫‪30‬‬
‫مقدمة‪1..............................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد الخصم الوارد على األوراق التجارية‪4.......‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تحديد األساس القانوني لعقد الخصم وتمييزه عن بعض النظم المشابهة‪4....‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التكييف القانوني لعقد الخصم‪4........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬نظرية الشكل‪5........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية الموضوع‪6...................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الخصم عملية مصرفية مركبة‪7...................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تمييز الخصم عن بعض التصرفات القانونية المشابهة‪8..........................‬‬
‫أوال‪ :‬تميز الخصم البنكي عن االستخالص‪9...........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز عقد الخصم البنكي عن عقد القرض‪10 .....................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمييز الخصم عن االعتماد بالقبول‪11 ..............................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إبرام عقد الخصم‪11 .....................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬أطراف عقد الخصم‪12 ....................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المؤسسة البنكية‪12..................................................... ..............................‬‬


‫ثانيا‪ :‬الزبون‪13..............................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط عقد الخصم‪14...................................................................‬‬

‫أوال‪:‬الشروط الموضوعية‪14..............................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬الشروط الشكلية ‪16..................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آثار الخصم على األوراق التجارية‪18...................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التزامات األطراف في عقد الخصم‪18................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التزامات الزبون في عملية الخصم‪18 .................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تسليم الورقة للبنك على وجه التملك‪18 ............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬دفع الفائدة والعمولة‪20 ...............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات المؤسسة البنكية في إطار عملية الخصم‪20 ..............................‬‬

‫‪31‬‬
‫أوال‪ :‬دفع مقابل الحق المخصوم‪21 .......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التزام البنك باتخاذ اإلجراءات الالزمة لتحصيل قيمة الورقة التجارية المخصومة‪22....‬‬
‫ال مطلب الثاني‪ :‬ضمانات البنك الخاصم في حالة عدم الوفاء بالسند المخصوم‪23 ...........‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دعوى الرجوع الصرفي‪24 ..............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القيد العكسي ‪25 ..........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬حلول أجل االستحقاق وعدم األداء‪25 ..............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬ضرورة إجراء القيد العكسي في الحساب باالطالع‪26 ..........................................‬‬
‫خاتمة‪27.....................................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪29 ............................................................................................‬‬
‫الفهرس‪31...................................................................................................‬‬

‫‪32‬‬

You might also like