طرق الوفاء بالثمن في العقود الالكترونية

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫ماسرت‪ :‬القانون واملقاوةل ‪/‬العقار والتعمري‬

‫الفصل‪ :‬الثامن‬
‫جمزوءة‪ :‬قانون تدابري حامية املس هتكل‬
‫عرض حتت عنوان‬

‫وسائل الوفاء ابل مثن يف العقود الالكرتونية‬

‫من اجناز الطالبات‪:‬‬


‫‪ ‬فاطمة احللميي‬
‫‪ ‬فاطمة الزهراء لعاكيب‬
‫‪ ‬يرسى خرمزي‬
‫‪ ‬سارة يعكويب‬
‫الئحة المختصرات‬

‫دون ذكر الطبعة‬ ‫دذط‬


‫دون ذكر الطبعة‬ ‫د مط‬
‫صفحة‬ ‫ص‬
‫الطبعة‬ ‫ط‬
‫ظهير االلتزامات والعقود‬ ‫ظ‪.‬ل ‪.‬ع‬
‫مرجع سابق‬ ‫مس‬
‫مقال سابق‬ ‫مق‪.‬س‬
‫مطبعة‬ ‫مط‬
‫مقدمة‬
‫إن التطور الهائل في االنتاج الفكري والعلمي وفي كثير من فروع وحقول المعرفة التي شهدها‬
‫القرن العشرين‪ ،‬أدى إلى إحداث ثورة جديدة عرفت بثورة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والتي يعود الفضل‬
‫في إحداثها إلى التزاوج الذي تم بين أنظمة الحاسوب وأنظمة االتصاالت‪ ،‬والذي تولد عنها ما أصبح‬
‫يعرف اليوم بالشبكة العالمية لإلنترنت‪.‬‬
‫ولقد أدت هذه الثورة إلى ظهور أشكال جديدة من المعامالت اإللكترونية‪ ،‬أثرت على أسلوب‬
‫التعامل بين البشر بصفة عامة وعلى الميدان التجاري بصفة خاصة‪ ،‬وكان هذا االخيرأكثر الميادين‬
‫المتأثرة بالتطور التكنولوجي المعلوماتي الحديث‪ ،‬ونجم عنها كذلك ظهور نوع جديد من أنواع التجارة‬
‫ويتعلق األمر بالتجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫هذه االخيرة التي يمكن تعريفها على أنها " ترويج وتبادل السلع واتمام صفقاتها باستخدام وسائل‬
‫االتصال وتكنولوجية وتبادل المعلومات الحديثة عن بعد‪ ،‬دون حاجة إلى انتقال األطراف‪ ،‬والتفاهم في‬
‫مكان ما‪ ،‬سواء أمكن تنفيذ االلتزامات المتبادلة إلكترونيا‪ ،‬أو تطلب األمر تنفيذها بشكل مادي ملموس‪".‬‬
‫فمفهوم التجارة اإللكترونية يستغرق كافة المعامالت أو باألحرى المراحل التي يمر منها العقد‬
‫التجاري بداية بمرحلة ما قبل التعاقد‪ ،‬حيث يتم العرض األولي للسلع والخدمات بشكل إلكتروني‪ ،‬ثم‬
‫مرحلة التعاقد حيث يتم عرض اإليجاب والتعبير عن القبول داخل الموقع االفتراضي لمجلس التعاقد‪،‬‬
‫وآخر مرحلة والتي تهم موضوع الدراسة وهي الوفاء بااللتزامات (الوفاء بالثمن) عبر الوسائط‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار فقد مرت وسائل الدفع بمجموعة من المراحل التاريخية‪ ،‬حيث عرفت المجتمعات‬
‫القديمة النقود كأول وسيلة دفع والتي تطورت أشكالها بتطور المجتمعات وحاجياتهم‪ ،‬فقد كان أول ما‬
‫ظهر منها النقود السلعية وهذا مباشرة بعد اختفاء نظام المقايضة أي (تبادل سلعة مقابل سلعة اخرى)‪،‬‬
‫ثم بعد ذلك النقود المعدنية (المعادين وسيطا للمبادالت)‪ ،‬بعدها ظهرت النقود الورقية كوسيلة للوفاء‬
‫والتعامل‪ ،‬ثم ظهور األبناك والمؤسسات المالية التي ساهمت في ابتداع األوراق التجارية‪ ،‬ومن أهمها‬
‫الكمبيالة والشيك والسند األمر‪.‬‬
‫ولم يقف األمر عند هذا الحد بل ابتدعت البنوك وسائل أخرى لالئتمان والوفاء فاقت في أهميتها‬
‫األوراق التجارية‪ ،‬تمثلت فيما سمي ببطاقات الدفع اإللكتروني‪ ،‬وصوال إلى األداء بواسطة الوسائط‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫ولذلك فإن تطور وسائل األداء أو الوفاء جعلت جل التشريعات الدولية والوطنية تهفو إلى وضع‬
‫إطار قانوني لهذه الوسائل‪ ،‬وهذا ما حذاه المغرب من خالل ترسانته القانونية‪ ،‬وذلك من خالل المادة‬

‫‪1‬‬
‫‪ 6‬من القانون ‪ ،1 103.12‬التي نصت على " تعتبر وسائل لألداء جميع األدوات التي تمكن أي شخص‬
‫من تحويل أموال كيفما كانت الدعامة أو الطريقة التقنية المستعملة لذلك‪".‬‬
‫وأمام المتغيرات التي يعرفها ويفرضها واقع التجارة اإللكترونية‪ ،‬أصبح إعمال وسائل الوفاء‬
‫اإللكترونية أمرا ال محيد عنه‪ ،‬ألنها تحقق نتائج مهمة بالنسبة للمؤسسات البنكية‪ ،‬إذ تمكنها من إعادة‬
‫النقود المودعة لديها في االستثمارات ودعم القطاع الخاص‪ ،‬الشيء الذي يدفع بعجلة االقتصاد في اغلب‬
‫الدول إلى التحسن وبلوغ المراد‪ ،‬لكن على الرغم من الدور االيجابي الذي تلعبه وسائل الدفع الحديثة‬
‫في مختلف الميادين كاإلدارات والشركات والمعاهد والبنوك‪ ،‬إال إنها قد تتعرض للتالعب والتحايل‬
‫باستخدامها‪ ،‬مما يشكل تهديدا مباشرا لحاملها ومصدرها من جهة‪ ،‬وكذا بالنسبة لالقتصاد المحلي‬
‫والدولي من جهة أخرى‪ ،‬خاصة أمام عدم كفاية النصوص القانونية وكذا عدم وجود نظام قانوني متكامل‬
‫يحقق حمايتها‪.‬‬
‫وموضوع العرض قيد الدراسة ليس وسائل الدفع االلكتروني بوجه عام‪ ،‬بل فقط الوسائل التي‬
‫تستخدم للوفاء بااللتزامات المالية التي محلها مبلغ من النقود‪.‬‬
‫ولهذا الموضوع أهمية نظرية وعملية في آن واحد‪ ،‬ويعود ذلك إلى أن هذه الوسائل غير منظمة‬
‫تشريعيا في المغرب‪ ،‬وأن زيادة استخدامها وتداولها في الواقع العملي ال بد ان يثير في احيان معينة‬
‫بعض المنازعات سواء بين الجهة المصدرة ومستخدم هذه الوسائل للوفاء بالتزام معين‪ ،‬أو بين أحدهما‬
‫والتاجر (الدائن)‪.‬‬
‫ونظرا لألهمية التي يحظى بها الموضوع قيد الدراسة والتحليل فانه يثير إشكالية محورية مفادها‪:‬‬
‫الى أي حد أثر الفراغ التشريعي لتنظيم وسائل الوفاء بالثمن في العقود االلكترونية في خلق العديد‬
‫من المشاكل التي يصعب حلها على المستوى العملي؟‬

‫وكفرضية لهدا الموضوع يمكن القول انه بغياب تنظيم قانوني والتفاتة تشريعية لهذه الوسائل يمكن‬
‫ان يؤدي إلى منازعات جمة على المستوى العملي‪ ،‬وانه يحرص المشرع على تنظيم طرق الوفاء في‬
‫العقود االلكترونية سيتم حتما تيسير تنفيذ االلتزامات وتقليل من المنازعات‪.‬‬
‫وقد تمت معالجة الموضوع من خالل المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬لمقاربة طرق الوفاء بالثمن في‬
‫العقود االلكترونية كموضوع مستجد‪ ،‬وإظهار المشاكل الذي يثيرها‪ ،‬وعرض مظاهر الحماية المقررة‬
‫لذلك‪.‬‬
‫ولإلحاطة بالموضوع ثم االعتماد على التصميم التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التقنيات الحديثة لوسائل الوفاء بالثمن في العقود االلكترونية‬
‫ثانيا‪ :‬حماية وسائل الوفاء بالثمن في العقود االلكترونية من المشاكل التي قد تعترضها‬

‫‪ 1‬ظهير شريف رقم ‪ ،193-14-1‬الصادر في فاتح ربيع األول ‪ 24( 1436‬ديسمبر ‪ ،)2014‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات االئتمان‬
‫والهيئات المعتبرة في حكمها‬
‫‪2‬‬
‫أوال‪ :‬التقنيات الحديثة لوسائل الوفاء بالثمن في العقود االلكترونية‬
‫تعد وسائل الوفاء االلكترونية من الوسائل الحديثة‪ ،‬والتي تسمح ألصحابها القيام بالبدل المالي عبر‬
‫االنترنيت سواء كان من خالل القيام بالدفع المباشر او غير المباشر‪ ،‬وهذه الوسائل عديدة ومتفرعة‬
‫أهمها بطاقات الوفاء االلكترونية (ا)‪ ،‬والنقود االلكترونية(ب)‪ ،‬والمحفظة الرقمية(ث)‪.‬‬
‫ا‪ :‬بطاقات الوفاء االلكترونية‬
‫وتنقسم هذه الطائفة من بطاقات الوفاء االلكتروني بدورها إلى مجموعتين‪ ،‬األولى ال تتمتع بخاصية‬
‫اإلئتمان إذ ال تمنح الجهة المصدرة لها مستخدمها أي تسهيل ائتماني‪ ،‬ولهذا يسمى هذا النوع من‬
‫بطاقات الوفاء االلكتروني بالبطاقات المدينة (‪ ،)1-1‬أما الثانية فأن أساس الوفاء فيها هو ما يمنحه‬
‫مصدرها للمستخدم من ائتمان ويطلق عليها بطاقات الوفاء االئتمانية (‪.)2-2‬‬
‫‪ -1‬البطاقة المدينة‬
‫والتي تسمى أيضا ببطاقة الخصوم أو ببطاقة الوفاء وبطاقة السحب المباشر‪ ،‬وهي البطاقة التي‬
‫تخول مستخدمها وفاء ثمن السلع والخدمات التي يحصل عليها من بعض المحالت التجارية التي تقبلها‬
‫بموجب اتفاق مع الجهة المصدرة لها‪ ،‬وذلك بتحويل ثمن السلع والخدمات من حساب المدين مستخدم‬
‫البطاقة إلى حساب الدائن‪.‬‬
‫ان هذا النوع من بطاقات الوفاء ال يكون لمستخدمها حق اعتماد لدى الجهة التي أصدرتها‪ ،‬ألن‬
‫إصدار هذا النوع من بطاقات الوفاء مشروط بفتح حساب مصرفي لدى مصدر البطاقة‪ ،‬وكلما استخدم‬
‫الشخص البطاقة يتم السحب من حسابه لسداد قيمة فاتورة البيع او الخدمة الواردة من البائع أو المورد‪.‬‬
‫وبعد أن تحولت معظم بطاقات الوفاء في الوقت الحاضر الى وسيلة دفع إلكترونية حقيقية‪ ،‬حيث‬
‫يمنح مستخدم البطاقة (المدين) رقما او رمزا سريا يستخدمه في عملية الدفع أو غيرها من الخدمات‬
‫التي يحصل عليها فيما بعد‪ ،‬ففي هذه الحالة يقوم المدين بتسليم بطاقته الى الدائن (التاجر)‪ ،‬والذي يقوم‬
‫بتمرير البطاقة على جهاز الحاسب المرتبط بالبنك مصدر البطاقة للتأكد من وجود رصيد كاف للمدين‬
‫لتسديد قيمة فاتورة البيع او الخدمة‪ ،‬ويطلب من المدين إدخال الرقم أو الرمز السري‪ ،‬وبقيام المدين‬
‫بذلك يتم سداد قيمة الفاتورة‪ ،‬ويسمى استخدام الرقم او الرمز السري للوفاء بالدين بواسطة البطاقة‬
‫االلكترونية (بالتوقيع اإللكتروني)‪.2‬‬
‫‪ -2‬بطاقات الوفاء االئتمانية‬
‫تستخدم هذه البطاقات في الوفاء بالديون أو اإللتزامات المالية والتي تكون مقابل سلع أو خدمات‬
‫يحصل عليها المدين (مستخدم البطاقة) من الدائن (التاجر)‪ ،‬ويمكن تقسيم هذا النوع من بطاقات الوفاء‬
‫االلكترونية إلى قسمين‪ ،‬األول هو بطاقة الخصم الشهري‪ ،‬والثاني بطاقة التسديد باألقساط‪.‬‬

‫‪ 2‬د‪ ،‬حسين عبد هللا عبد الرضا الكالبي‪ " ،‬الوفاء االلكتروني كوسيلة لتنفيذ االلتزام"‪ ،‬د‪ .‬ذ‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬مط‪ ،‬ص ‪14‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬بطاقة الخصم الشهري‬
‫تعرف هذه البطاقة بأنها البطاقة التي تمكن مستخدمها من استعمالها في المحالت التجارية لشراء‬
‫أو الحصول على الخدمات من مكاتب الطيران أو الفنادق او المطاعم ‪ ....‬الخ‪.‬‬
‫ويتبين مما سبق أن مستخدم البطاقة يتمتع في هذا النوع من البطاقات بأجل فعلي في الوفاء بثمن‬
‫ما حصل عليه من سلع وخدمات‪ ،‬مما جعل البعض يطلقون عليها تسمية (بطاقات الوفاء المؤجل)‬
‫نظرا لعدم مطالبة الجهة المصدرة للبطاقة لمستخدمها ثمن مشترياته فورا أوال بأول‪ ،‬كون مطالبة‬
‫الجهة المصدرة مستخدم البطاقة مرة كل شهر‪ ،‬وفي تاريخ معين أو تقييد قيمة المشتريات والخدمات‬
‫في حسابه المدين في هذا التاريخ‪ ،‬يمنح مستخدم البطاقة أجال فعليا في الوفاء‪ ،‬يتمثل في الفترة‬
‫المنصرمة ما بين وقوع الشراء أو الخدمة وحصول الوفاء فعال‪.‬‬
‫‪ ‬بطاقة التسديد على اقساط‬
‫تختلف هذه البطاقة عن بطاقة الخصم الشهري في أن اإلئتمان الذي تولده دين متجدد‪ ،‬فال يلزم‬
‫مستخدم البطاقة عند تسلمه للفاتورة الشهرية أن يسدد مبلغها‪ ،‬الن السداد فيها يكون على دفعات‪ ،‬قد‬
‫تكون منتظمة أو غير منتظمة‪ ،‬بحيث يكون دائما لدى المستخدم البطاقة قدرة على استخدام البطاقة في‬
‫حدود ائتمانية متفق عليها مادام منتظما بسداد الفوائد المستحقة شهريا‪ ،‬ومما تجدر اإلشارة اليه أن هذه‬
‫البطاقات يمكن أن تكون من نوع بطاقات التسديد الشهري‪ ،‬ويمكن ان تكون من نوع بطاقات التسديد‬
‫باألقساط‪.‬‬
‫ب‪ :‬النقود االلكترونية‬
‫يعد موضوع النقود االلكترونية من الموضوعات الحديثة في هذا الصدد‪ ،‬والتي لم تجد لحد االن‬
‫معالجة قانونية كاملة في الدول المتقدمة‪ ،‬فضال عن الدول األخرى التي لم تالف هذا النوع من التعامل‬
‫بعد حتى تفكر في حل له‪.‬‬
‫وعيه يمكن أن تعريف النقود االلكترونية بأنها عبارة عن قيمة نقدية بعملة محددة‪ ،‬تصدر في‬
‫صورة بيانات الكترونية مخزنة على كارت ذكي أو قرص صلب‪ ،‬بحيث يستطيع صاحبها نقل ملكيتها‬
‫إلى من يشاء‪.‬‬
‫يبدأ التعامل بالنقد االلكتروني من خالل إصدار المصرف لعملة الكترونية تعبر عنها سلسلة من‬
‫األرقام العشوائية التي تسمى الرقم المتسلسل للعملة‪ ،‬ويتم حفظ هذا الرقم في بطاقة أو في جهاز العميل‬
‫بعد ذلك يقوم العميل باستخدام هذه النقود عن طريق منح الرقم المتسلسل مشفرا إلى من يتعامل معه‪،‬‬
‫فيقوم هذا األخير باالتصال بالمصرف الستصدار عملة جديدة باسمه أو لتحويل القيمة النقدية إلى‬
‫حسابه‪ ،‬ويقوم المصرف من خالل قائمة األرقام الموجودة لديه بالتحقق من كون هذه النقود صادرة‬
‫منه ومن كونها لم تصرف بعد‪.3‬‬

‫‪ 3‬د‪ ،‬حسين عبد هللا عبد الرضا الكالبي‪ " ،‬الوفاء االلكتروني كوسيلة لتنفيذ االلتزام"‪ ،‬م‪ .‬س ص ‪19‬‬
‫‪4‬‬
‫أن هذه الطريقة منتقدة من وجهين‪ :‬األول أن التاجر أو من يتعامل مع العميل ال يستطيع التحقق‬
‫من كون هذه النقود قد صرفت سابقا أو ال‪ ،‬وإذا أمكنه ذلك فإنه يكون بعد فوات األوان‪ ،‬أما الثاني‪،‬‬
‫فإن هذه الطريقة تجعل الرقم المتسلسل الذي يفترض أن يكون سريا معرضا للكشف عندما يقوم‬
‫المصرف بالتأكد من رقم النقود المتسلسل‪.‬‬
‫وبالرجوع للمادة ‪ 329‬من م‪ .‬ت يفهم من خاللها أنها تستوعب النقود اإللكترونية باعتبارها وسيلة‬
‫دفع جديدة‪ ،‬حيث تمكن هذه األخيرة االشخاص من تحويل األموال‪ ،‬إال أن السند أو األسلوب المستعمل‬
‫في التحويل يعتمد على التقنية والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬لكن كما هو معلوم أنه ال يمكن أن تصدر النقود‬
‫إال من طرف مؤسسات أو هيئات خاضعة للقانون‪.‬‬
‫وفي ظل غياب نص صريح فال يمكن القول بإمكانية استعمال هذا النوع من النقود في المغرب‪،‬‬
‫وهو ما اعتبره مكتب الصرف المغربي في بالغ صادر عنه في ‪ 20‬نونبر ‪ 2017‬وذلك في إطار‬
‫المهام الرقابية الموكولة إليه بأن التعامل بهذه النقود االفتراضية يشكل مخالفة لقانون الصرف الجاري‬
‫به العمل ويعرض مرتكبيها للعقوبات والغرامات المنصوص عليها بالقانون ذات الصلة‪.‬‬
‫ومن خالل القراءة للمادة ‪ 329‬من م‪ .‬ت والبالغ الصادر عن مكتب الصرف المغربي‪ ،‬يالحظ‬
‫تناقض بينهما‪ ،‬وذلك راجعا باألساس لمسالة مكافحة االرهاب الذي يتم دعمه بواسطة العمالت‬
‫االفتراضية‬
‫ث‪ :‬المحفظة الرقمية‬
‫هذا النظام هو عبارة عن‪ :‬برنامج صغير يتم تحميله على حاسب المستخدم وتكون المعلومات‬
‫المتوفرة في هذا البرنامج عن كيفية الوفاء من خالل البطاقات التي يتم من خاللها تبسيط معالجة‬
‫عمليات الدفع اإللكترونية‪.‬‬
‫يقوم هذا النظام على قيام المشتري بالدخول إلى المحفظة الرقمية والنقر على زر الدفع فتظهر‬
‫المحفظة الرقمية كاملة‪ ،‬من ثم يتم اختيار بطاقة الوفاء التي يرغب المشتري الوفاء بها (مثل فيزا‬
‫كارد او ماستر كارد او غيره من البطاقات االخرى)‪ ،‬وينقر عليها لكي يتم إرسال معلومات البطاقة‬
‫مع طلبية الشراء‪ ...‬فيتم بعد ذلك قراءة تفاصيل العقد من قبل حاسب البائع‪ ،‬وإرسال بيانات بطاقة‬
‫الوفاء مع رمز التعريف الشخصي الخاص بالمشتري إلى الجهة المصدرة للبطاقة‪ ،‬ومتى تم استكمال‬
‫كافة اإلجراءات يتم إرسال رسالة إلكترونية للبائع تحتوي على البيانات الضرورية التي تم المصادقة‬
‫عليها ‪،‬واالبالغ عن إمكانية قبول إتمام هذا الوفاء‪.4‬‬
‫ان كل هذه العمليات ال تستغرق أكثر من ثالثون ثانية وال تستغرق وقتا كبيرا‪ ،‬مما تعد هذه الوسيلة‬
‫من الوسائل السريعة جدا في الوفاء والتي تؤدي إلى إبرام العقود بأسرع وقت ممكن‪ ،‬هذا باإلضافة‬

‫‪ 4‬د‪ ،‬ممدوح محمد خيري هاشم‪ " ،‬مشكالت البيع االلكترونية عن طريق االنترنيت"‪ ،‬د‪ .‬ذ‪ .‬ط‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ 2000 ،‬ص ‪ 90‬وما بعدها‪،‬‬
‫أشار اليه د‪ ،‬حسين عبد هللا عبد الرضا الكالبي‪ " ،‬الوفاء االلكتروني كوسيلة لتنفيذ االلتزام"‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫‪5‬‬
‫لكونه أكثر آمن من أي نظام آخر كونه يتم التعامل به بواسطة التشفير‪ ،‬وال يمكن فك التشفير‬
‫بسهولة مما يكون من الصعب القيام بقرصنة هذه المحافظ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا‪ :‬حماية وسائل الوفاء بالثمن في العقود االلكترونية من المشاكل التي قد‬
‫تعترضها‬
‫تعترض وسائل الوفاء اإللكترونية جملة من المخاطر تتمثل في االحتيال واختراق أنظمة‬
‫المعلومات وكشف األرقام السرية من طرف القراصنة عبر األنترنيت‪.‬‬
‫ناهيك عن وجود عدة مخاطر قانونية تكمن باألساس في انعدام وجود تنظيم قانوني شامل ومحكم‬
‫ينظم بوضوح كيفية استخدام هذه الوسائل‪.‬‬
‫وهكذا فمن خالل هذه الفقرة سيتم إبراز بعض المشاكل التي تعترض هذه الوسائل في (أ)‪ ،‬بينما‬
‫سيتم إبراز بعض أنواع الحماية المقررة لهذه الوسائل (ب)‪.‬‬
‫ا‪ :‬المشكالت القانونية لوسائل الوفاء اإللكترونية‪:‬‬
‫باعتبار وسائل الوفاء اإللكترونية وسيلة جديدة ظهرت كنتاج للتطور التقني الذي أفرزته‬
‫التجارة اإللكترونية وتعاقداتها‪ ،‬فقد طرحت والزالت تطرح العديد من المشاكل القانونية على‬
‫مستوى استعمال هذه الوسائل وذلك راجع باألساس إلى الفراغ القانوني الموجود في هذا اإلطار و‬
‫لعل أهم إشكال يطرح في هذا الخصوص يتعلق بالنقود اإللكترونية و كيفية التعامل مع المشاكل‬
‫التي تطرحها‪ ،‬فالتعامل بها يساعد على عمليات تبييض األموال و يشجعها و خصوصا أن العملية‬
‫تكون الكترونيا فيصعب معرفة مصدرها مما يطرح مشكلة رقابة تداول األموال و التحكم في‬
‫عرضها خاصة إذا تم التوسع في إصدارها‪ ،‬و كذا تطرح مشكلة سعر الصرف هل يكون موحدا‬
‫و خصوصا عندما تصدر العمالت اإللكترونية من بلدان مختلفة إضافة إلى صعوبة مراقبة التهرب‬
‫‪5‬‬
‫الضريبي عند التعامل بها ‪.‬‬
‫ف التعامل بالنقد اإللكتروني يحتاج إلى تهيئة تنظيم قانوني للمصارف التي تتعامل به‪ ،‬واعتراف‬
‫قانوني‪ ،‬حتى يمكن عدها نقوداً بالمعنى القانوني‪ ،‬وهذا االعتراف يجب أن يأتي في إطار تنظيم‬
‫قانوني دولي‪ ،‬استنادا على الطبيعة الدولية لهذه النقود ذاتها‪ ،‬والتي ال يمكن السيطرة عليها في إطار‬
‫الحدود الجغرافية لدولة معينة‪.‬‬
‫فعملية الوفاء بطريق بطاقات الدفع اإللكتروني هي عملية دولية متعددة األطراف‪ ،‬وهو أمر‬
‫قد يغري البعض من محترفي النصب والتزوير بالدخول إليها وإساءة استخدامها سواء من حامل‬
‫بطاقات الوفاء نفسه بحصوله على البطاقة بتقديم بيانات مزورة‪ ،‬أو استخدامها بعد انتهاء مدتها‪ ،‬أو‬
‫من قبل التاجر أو موظفي البنوك أنفسهم‪ .‬وذلك مثل خلق أرقام البطاقات‪ ،‬وخلق مواقع وهمية‬
‫‪6‬‬
‫الستقبال المعامالت المالية الخاصة بالموقع الحقيقي‪.‬‬

‫‪ 5‬غسان فاروق غندور طرائق السداد اإللكترونية وأهميتها في تسوية المدفوعات بين األطراف المتبادلة‪ ،‬مقال مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية‬
‫والقانونية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد ‪ ،28‬سنة ‪ ،2012‬ص ‪ 558‬أشار إليه بحماوي الشريف في مقاله "خصوصية وسائل الوفاء االلكتروني ودورها في‬
‫المعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪ 6‬إبراهيم قسم السيد محمد طه " تنفيذ العقود االلكترونية بالوسائل المستحدثة في بحث قانوني" مقال منشور بالموقع اإللكتروني‬
‫‪ https://www.mohamah.net/law‬ثم االطالع عليه بتاريخ ‪ 20/05/2023‬على الساعة ‪22 :00‬‬
‫‪7‬‬
‫كما قد يحدث وأن يفقد المستهلك وحدات النقد اإللكترونية إما نتيجة استيالء الغير عليها وذلك‬
‫بسرقتها من حساب المستهلك لدى مؤسسة اإلصدار أو سرقة وحدات النقد اإللكترونية بعد تحميلها‬
‫‪7‬‬
‫على أداة الدفع اإللكترونية‪ ،‬أو فقدان وحدات النقد اإللكترونية نتيجة االحتيال‪.‬‬
‫لهذا تم االتجاه نحو تأمين الوفاء عن طريق جهات التوثيق مما ال شك فيه أن الثقة واألمان لدى‬
‫المتعاملين عبر شبكة االنترنيت يأتيان في مقدمة الضمانات التي يتعين توافرها الزدهار المعامالت‬
‫اإللكترونية‪ ،‬األمر الذي يس توجب توفير األليات الخاصة بتحديد هوية المتعاملين والوقوف على‬
‫حقيقة التعامل المبرم بينهما ومضمونه‪ .‬ومن هذه األليات اللجوء إلى وسيط محايد ومستقل يتمثل في‬
‫أفراد أو شركات وهيئات مستقلة من جهات أو سلطات التوثيق‪ 8‬وهو ما سيتم التطرق إليه في الفقرة‬
‫الموالية‪.‬‬
‫ب‪ :‬أنواع حماية وسائل الوفاء بالثمن في العقود اإللكترونية‬
‫يعد استخدام الوفاء اإللكتروني في الوقت الحاضر من األمور التي يجبر الشخص على القيام‬
‫بحكم الواقع العملي‪ ،‬ولذلك قد تتعرض المؤسسات المتعاملة في التجارة اإللكترونية لمخاطر‬
‫االعتداءات التقنية الناتجة عن التكنولوجيا ومن أجل التغلب على مخاطر الوفاء اإللكتروني تم‬
‫ابتكار نوعين من الحماية هناك‪ :‬حماية قانونية (‪ )1‬وحماية تقنية (‪.)2‬‬
‫‪)1‬الحماية القانونية لوسائل الوفاء االلكتروني‬
‫تتمظهر هاته الحماية في وسيلتين‪ :‬الكتابة االلكترونية والتوقيع االلكتروني‬
‫اإللكترونية‪:‬‬ ‫‪1‬ـ‪ )1‬الكتابة‬
‫تلعب الكتابة اإللكترونية دوراً مهما ً وتحتل الصدارة في اإلثبات عن الوسائل األخرى في‬
‫الحفاظ على المعامالت وتوثيقها‪.‬‬
‫والكتابة اإللكترونية شأنها شأن الكتابة العادية فهي كذلك تعد وسيلة لإلثبات إذ جعلها المشرع‬
‫مساوية للوثيقة المحررة على الورق سواء كانت مطلوبة لالنعقاد أو اإلثبات فقط‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع المغربي لم يعرف الوثيقة اإللكترونية وهو نفس النهج الذي سار عليه‬
‫‪9‬‬
‫المشرع الفرنسي‬
‫غير أنه بالرجوع إلى المقتضيات ظ ل ع من بعده نجد تحديداً للشروط الواجب توافرها في‬
‫الوثيقة اإللكترونية لكي يعتد بها إما كشكلية لالنعقاد التصرف أو كوسيلة لإلثبات‪ 10‬حيث نص‬

‫‪ 7‬مليكة بومخلد " النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني في القانون المغربي والمقارن" رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش الموسم الجامعي‪ 2009 2010:‬ص ‪.260‬‬
‫‪ 8‬ماء العينين السعداني " اإلطار القانوني للمصادقة على التعامالت اإللكترونية" مجلة القانون واألعمال‪ ،‬العدد الثاني ‪ 2011‬ص ‪ 101‬أشار إليه محمد‬
‫فاضل باني في مقاله" بحث ودراسة حول الحماية القانونية والتقنية لوسائل الوفاء اإللكترونية"‪.‬‬
‫‪ 9‬احمد اديروش‪,,‬تأمالت حول قانون التبادل االلكتروني للمعطيات القانونية‪,‬الطبعة األولى ‪,2009‬مطبعة األمنية الرباط ‪,‬ص ‪59‬‬
‫‪ 10‬احمد ادريوش‪ ,‬تأمالت حول قانون التبادل االلكتروني للمعطيات القانونية‪ ,‬م س‪ ,‬ص ‪59‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل ‪ 417-18‬من ظ ‪.‬ل ‪.‬ع‪ 11‬على الشروط الواجب توافرها في الوثيقة اإللكترونية لالعتداد‬
‫بها نجملها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬كتابة على دعامة إلكترونية أو موجهة بطريقة إلكترونية‪ :‬تتخذ هذه الكتابة أشكال إشارات‬
‫أو رموز أخرى وأضاف القانون الفرنسي وهو ما حدثه المشرع المغربي وقد تتخذ مجموعة من‬
‫الحروف‬
‫أما بخصوص الدعامة اإللكترونية فيكن أن تكون قرصا مدمجا (‪ )CD‬أو شريطا‬
‫(‪ )Disquette‬أو بطاقة ذات ذاكرة (‪ )USB‬وال يهم بعد ذلك الطريقة التي تم بها نقلها أي‬
‫طريق ة تبادل المعطيات القانونية سواء بالمناولة اليدوية للكتابة مجملة على دعامة إلكترونية أو‬
‫بالنقل اإللكتروني عن بعد عبر شبكة اإلنترنت أو غيرها من وسائل االتصال الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون معدة ومحفوظة وفق شروط تضمن سالمتها ‪ :‬وهذا أيضا من الشروط األساسية‬
‫لالعتداد بالوثيقة اإللكترونية ولمساواتها بالوثيقة المحررة على الورق فالدعامة اإللكترونية أيا‬
‫كان مشكلها يجب أن تكون قابلها للحفظ بالطرق الفنية المعروفة وهو ما لم ينظمه المشرع‬
‫المغربي ونظراً ألهمية هذا الشرط فقد ذكره المشرع المغربي أكثر من مرة الفصل(‪-1-1-2-‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ 417‬من ظ ل ع)‬
‫فحجية المحررات اإللكترونية إذن تبقى متوقفة على التوقيع وإال اعتبرت عديمة الجدوى‬
‫الشيء الذي يدفعنا للتساؤل عن أهمية التوقيع اإللكتروني وأثره على المعامالت‬
‫‪2‬ـ‪ )1‬التوقيع االلكتروني‪:‬‬
‫لم يعرف المشرع المغربي التوقيع اإللكتروني ‪ ،‬وإنما استوجب فقط إذا كان التوقيع إلكترونيا‬
‫‪13‬‬
‫أن يتم استعمال وسيلة تعريف موثوق بها تضمن ارتباط ذلك التوقيع بالوثيقة المتصلة به‬
‫(الفقرة األخيرة من الفصل‪2 ،‬ـ‪ 417‬من ظ ل ع)‪ 14‬وقد افترض المشرع المغربي بمقتضى‬
‫الفصل ‪3‬ـ‪ 417‬من ظ ل ع‪ 15‬الوثوق في تلك الوسيلة إلى حين ثبوت العكس وذلك في حالة‬
‫استعمال توقيع إلكتروني مؤمن‪.‬‬

‫‪ 11‬ينص الفصل ‪1‬ـ‪ 417‬من ض ل ع على انه‪" :‬تمثل الوثيقة المحررة بشكل الكتروني لإلثبات شانها في ذالك شان الوثيقة المحررة على الورق شريطة‬
‫أن يكون باإلمكان التعرف بصفة قانونية على الشخص الذي صدرت عنه وان تكون معدة و محفوظة وفق شروط من شانها ضمان تماميتها"‬
‫‪ 12‬عبد الرح يم بن بوعيدة و ضياء علي احمد نعمان‪",‬موسوعة التشريعات االلكترونية المدنية و الجنائية"‪,‬طبعة ‪,2010‬المطبعة ووراقة الوطنية مراكش‬
‫الجزء الثاني‪,‬ص ‪382‬‬
‫‪ 13‬العربي بن بوجمعة جنان ‪,‬التبادل االلكتروني للمعطيات القانونية(القانون المغربي رقم‪)53,05‬الطبعة األولى ‪,2006‬مطبعة ووراقة الوطنية مراكش‪,‬ص‬
‫‪45‬‬
‫الفصل ‪ 417-2‬من ظ‪ ،‬ل‪،‬ع ‪":‬عندما يكون التوقيع اإللكتروني يتعين استعمال وسيلة تعريف موثوق بها تضمن ارتباطها بالوثيقة المتصلة بها‪".‬‬ ‫‪14‬‬

‫الفصل ‪ 417-3‬من ظ ‪،‬ل‪،‬ع ‪" :‬يفترض الوثوق في الوسيلة المستعملة في التوقيع اإللكتروني ‪ ،‬عندما يتيح استخدام توقيع إلكتروني مؤمن إلى أن‬ ‫‪15‬‬

‫يثبت ما يخالف ذلك‪".‬‬


‫‪9‬‬
‫أما بالنسبة للجنة األمم المتحدة للتجارة الدولية "األونسترال " فقد أصدرت قانونا خاصا‬
‫بالتوقيع اإللكتروني سنة ‪ 2001‬تناولت من خالله تعريف هذا التوقيع وكيفية استخدامه والقواعد‬
‫الخاصة به حيث عرفته في المادة ‪ 2‬من هذا القانون بأنه "بيانات في شكل إلكتروني مدرجة في‬
‫رسالة بيانات أو مضافة غليها ومرتبطة به منطقيا حيث يجوز أن تستخدم لتعيين هوية الموقع‬
‫بالنسبة إلى رسالة البيانات ولبيان موافقة الموقع على المعلومات الواردة في هذه الرسالة ويالحظ‬
‫من خالل هذا التعريف لم يقم بتحديد أنواع التوقيع اإللكتروني تاركا المجال مفتوحا أمام‬
‫التشريعات الوطنية للقيام بهذه المهمة‪.16‬‬
‫وتتعدد صور التوقيع اإللكتروني ما بين التوقيع البيومتري والتوقيع الرقمي والتوقيع بالقلم‬
‫اإللكتروني وتعتبر الصورة األولى طريقة من الطرف التحقق من الشخصية عن طريق االعتماد‬
‫وعلى الخواص الفيزيائية والسلوكية لألفراد وتستخدم من طرف التحقق من الشخصية عن طريق‬
‫االعتماد وعلى الخواص الفيزيائية والسلوكية لألفراد وتستخدم هذه التقنيات بواسطة أجهزة األمن‬
‫والمخابرات كوسيلة للتحقق وتتمثل هذه الطرق البيومترية اآلتية‪ :‬البصمة الشخصية ‪ ،‬مسح‬
‫العين البشرية ‪ ،‬التحقق من ميزة للصوت ‪ ،‬التعرف على الوجه البشري ‪ ،‬خواص اليد البشرية‬
‫‪ ،‬التوقيع الشخصى ‪ ...‬الخ‬
‫أما التوقعي الرقمي‪ :‬بأنه قيمة عددية تعمم بها رسالة البيانات حيث تجعل من الممكن استخدام‬
‫وإجراء رياضي معروف يقترن بمفتاح الترميز الخاص بمنشئ الرسالة والقطع بأن هذه القيمة‬
‫العددية قد تم الحصول عليها باستخدام ذلك المفتاح‪.‬‬
‫أما الصورة الثالثة واألخيرة فهي التوقيع بالقلم اإللكتروني ‪ :‬يتم ذلك باستخدام قلم إلكتروني‬
‫يمكن بواسطته الكتابة على شاشة الحاسوب مباشرة عن طريق استخدام برنامج معين ‪ ،‬ويقوم‬
‫هذا البرنامج بوظيفتين األولى خدمة التقاط التوقيع والثانية خدمة من التحقق من صحته وعندما‬
‫يقوم المستخدم بتحريك القلم عن الشاشة وكتابة توقيه يلتقط البرنامج حركة البدء ويظهر هذا‬
‫التوقيع بسالمة الخاصة على الشاشة اتي يميز صفة الموقع كما هو األمر في الكتابة العادية‪.17‬‬
‫‪ )2‬الحماية التقنية لوسائل الوفاء االلكتروني‬
‫تتجلى هاته الحماية التقنية لوسائل الوفاء االلكتروني في‪ :‬وسيط الوفاء االلكتروني الذي يشمل‬
‫كال من (النظام االفتراضي األولي ونظام ‪ )kelelin‬ونظام تشفير البيانات والذي يشمل هو كذالك‬
‫من (نظام المعامالت اإللكترونية اآلمنة ‪ SET‬ونظام نتسكيب للتامين ‪.)SSL‬‬

‫عبد الرحيم بن بوعيدة وضياء علي احمد نعمان ‪"،‬موسوعة التشريعات االلكترونية المدنية و الجنائية"‪,‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪.171-170‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪ 17‬أسماء واعظ ‪ ،‬الحماية المدنية عقود التجارة اإللكترونية رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫سطات ‪ ,‬جامعة الحسن األول ‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2011-2010‬ص ‪134‬‬
‫‪10‬‬
‫‪1‬ـ‪ )1‬وسيط الوفاء اإللكتروني‪:‬‬
‫يتم عبر هذا األسلوب نقل النقود من حساب المدين (العميل) إلى حساب الدائن (التاجر أو‬
‫المورد)‪ ،‬وذلك بعد إتمام إجراءات الوفاء بين بنكي العميل والتاجر وقد كان أبرز أنظمة التحويل‬
‫بين الحسابات النظام االفتراضي األولي ‪ First Virtual‬ونظام(‪.)kleline‬‬
‫‪ ‬النظام االفتراضي األولي ‪First Virtual‬‬
‫يقتضي هذا النظام أن يكون للتاجر حسابا بنكيا في بنك أمريكي وأن يقدم العميل المدين طلبا‬
‫بفتح حساب لديها بعد أن يرسل إليها خارج شبكة االنترنت بالبريد العادي أو الهاتف رقم‬
‫حسابه البنكي ورقم بطاقته البنكية الخاصة به بعد ذلك تزود الشركة أعاله العميل بمعرض (‬
‫‪ )identifant‬وهو عبارة عن رقم تعريف شخصي يرسل له بالبريد ليستعمله أثناء عملية‬
‫التسوية‪.18‬‬
‫يقوم العميل بإرسال رقم تعريفه الشخصي للتاجر الذي يسمح له بالتأكد من وجود و كفاية‬
‫حساب عميله لدى الشركة الوسيطة‪ ،‬وذلك بأن يرسل لها المعلومات الخاصة بالصفقة ولرقم‬
‫التعريف الشخصي للعميل والتاجر معا تم ترسل هذه الشركة للعميل الذي يتطابق مع المصرف‬
‫رسالة اإللكترونية تطلب منه تأكيد عملية التسوية‪.19‬‬
‫وبعد الحصول على رضا العميل ترسل الشركة الوسيطة كامل المعلومات عبر شبكة البنوك‬
‫التقليدية التي يتم من خاللها تنفيذ عملية تحويل النقود من حساب العميل إلى حساب الشركة‬
‫الوسيطة وليس لهذه الشركة بعد ذلك غير الوفاء للتاجر وأخطاره بنجاح عملية الوفاء‪ .‬حتى‬
‫يتمكن من تنفيذ التزامه تجاه العميل‪. 20‬‬
‫‪ ‬نظام ‪kleline‬‬

‫يحتاج العميل المستفيد من هذا النظام إلى أن يضيف لحسابه اإللكتروني الشخصي برنامجا‬
‫للوفاء األمن يسمى (‪ ، )kceboxe‬وبعد أن يرسل العميل طلب الشراء إلى التاجر يرسل هذا‬
‫األخير بطاقة وفاء إلكترونية إلى الشركة الوسيطة التي يجب عليها بعد التأكد من التاجر‪ ،‬أن‬
‫ترسل بطاقة وفاء إلى العميل وبعد استالمه لهذه البطاقة‪ ،‬على العميل أن يصدر قبوله الكترونيا‬
‫وبعد رضا العميل تقوم ( ‪ ) kleline‬بإتمام عملية الوفاء وتضع تصرف التاجر قسيمة‬
‫‪21‬‬
‫صندوق)‪)Bonde caisse‬‬

‫‪ 18‬ضياء علي احمد نعمان "الغش ألمعلوماتي الظاهرة والتطبيقات‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية على ضوء موقف التشريع والفقه والقضاء المغربي المقارن"‬
‫الطبعة األولى ‪, 2011‬المطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬ص ‪260‬‬
‫‪ 19‬ضياء علي احمد نعمان"المسؤولية المدنية الناتجة عن األداء االلكتروني بالبطاقة البنكية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى ‪, 2010‬المطبعة والوراقة‬
‫الوطنية مراكش‪ ،‬ص ‪10‬‬
‫‪ 20‬عدنان إبراهيم سرحان "الوفاء (الدفع)االلكتروني " بحث منشور في أبحاث مؤتمر األعمال االلكترونية المصرفية بين الشريعة والقانون‪ ،‬المجلد األول‪،‬‬
‫ص ‪272‬‬
‫‪ 21‬ضياء علي احمد نعمان "الغش ألمعلوماتي الظاهرة والتطبيقات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪262‬‬
‫‪11‬‬
‫فاألكيد إنه ال توجد أي عالقة تعاقدية بين العميل والشركة الوسيطة عدا رخصة استعمال‬
‫برنامج األمان المشار إليه أعاله وإنما يتم تدخل هذه الشركة إلتمام عمليات الوفاء عن طريق‬
‫توكيل يصدر لها من التاجر‪.‬‬
‫إلى جانب ذلك‪ ،‬يستطيع العميل أن يوفي إما بواسطة البطاقة البنكية أو عن طريق محفظة‬
‫نقود إلكترونية لدى التاجر أو في رواق إلكتروني وهو عبارة عن موقع إلكتروني يجمع عدة‬
‫تجار‪ ،‬وعند اللجوء إلى المحافظ اإللكترونية فان مهمة تنظيمها وإدارتها تكون على عائق شركة(‬
‫‪22‬‬
‫‪)kleline‬‬
‫وبالرغم من الميزة األساسية لنظام ‪ Kleline‬الذي يتمثل ضمان األمان لعملية الوفاء عبر‬
‫برنامج حاسوبي خاص وضمان الوجود الفعلي للتاجر الذي يجب أن يكون مسجال لدى الشركة‬
‫فإنه له مجموعة من السلبيات متمثلة‪:‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬كون هذا النظام خاص بالتجار الفرنسي فهو ليس عالميا كغيره من األنظمة مع أن‬
‫هذا النظام يبقى مفتوحا للمستهلكين األجانب حيث يسمح برنامج الوفاء اآلمن (‪ )Kleline‬بتنفيذ‬
‫شراء بعمالت مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬أي الوفاء إذا تم عن طريق (المحافظ االفتراضية فيجب على العميل أن يفتح محفظة‬
‫لكل تاجر يتعامل معه‪ ،‬وال يستطيع أن يستعمل هذه المحفظة إال بالنسبة لهذا التاجر وحده فإذا‬
‫تم الوفاء بواسطة البطاقة البنكية فال حاجة للتوقيع اإللكتروني ف للعميل مما يوفر فرصة للغش‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬يعد هذا النظام من التعقيد بمكان بحيث عادة ما يكون مكلفا للتجار وال يشجع‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة على استخدامه‪.‬‬
‫إال أنه بالرغم ما تحمله هذه الطريقة (وسيط الوفاء اإللكتروني) من تقليل لمخاطر الوفاء‬
‫اإللكتروني فقد أخد عليها أنها ال تساعد تطوير التجارة اإللكترونية حيث تدخل وسيط بين‬
‫المتعاقدين يعد أمرا غير مرغوب من جانب المورد أو من جانب عمالئه‪.23‬‬
‫‪2‬ـ‪ :)1‬نظام التشفير البيانات‬
‫التشفير هو إجراء يؤدي إلى توفير الثقة في المعامالت اإللكترونية وذلك باستخدام أدوات‬
‫ووسائل تحويل المعلومات بهدف إخفاء محتواها والحيلولة دون تعديلها أ استخدامها المشروع‪.‬‬
‫وقد عرفه المشرع المغربي في القانون رقم ‪ 53.05‬من القانون المتعلق بالتبادل اإللكتروني‬
‫للمعطيات القانونية في نص الفقرة الثانية من المادة ‪" 12‬بأنه كل عتاد أو برمجة أو هما معا‬
‫ينشأ أو يعدل من أجل تحويل معطيات سواء كانت عبارة عن معلومات أو شعارات أو رموز‬
‫استنادا إلى اتفاقيات سرية أو من أجل إنجاز عملية عكسية لذلك بموجب اتفاقية سرية أو بدونها"‪.‬‬

‫‪ 22‬ضياء علي احمد نعمان‪ ،‬الحماية التقنية للتجارة االلكترونية‪ ،‬مقال منشور بمجلة قانون وأعمال‪ ،‬عدد األول‪ .‬مارس ‪ ,2011‬ص‪11‬‬
‫‪ 23‬مقال تحت عنوان "الحماية القانونية والتقنية للتجارة "‪,‬مدونة المعرفة القانونية ‪ ,‬تم نشر هذا المقال بتاريخ أبريل ‪2015 ,21‬‬
‫‪ https://anibrass.blogspot.com/2015/04/blog -post_22.html‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 22 /05 /2023‬على ساعة ‪ 15:00‬دون ذكر‬
‫صفحة‬

‫‪12‬‬
‫ويعرف كذلك التشفير بأنه عملية تحويل المعلومات إلى رموز غير مفهومة تبدو غير ذات‬
‫معنى بحيث يمنع األشخاص غير المرخص لهم من االضطالع على المعلومة أو فهمها فعملية‬
‫التشفير تنطوي على تحويل النصوص العادية أو نصوص مشفرة ومن المعلوم أن اإلنترنت‬
‫تشكل الوسيط األضخم لنقل المعلومات والبد من نقل المعلومات الحساسة لحركات المالية‬
‫والتواقيع اإللكترونية بصيغة مشفرة إن أريد الحفاظ على سالمتها من عبث القراصنة‪.‬‬
‫ويسمح نظام التشفير بتالفي بعض المخاطر المتوقعة من استخدام الطرق اإللكترونية في‬
‫المعامالت التجارية حيث يتم التأكد من طريقة من أن المعلومات التي تسلمها المرسل إليه هي‬
‫تلك البيانات التي قام المرسل بالتوقيع عليها‪ ،‬فالتشفير يساعد على حفظ سرية المعلومات والتوقيع‬
‫اإللكتروني الذي يتطلب الحفاظ على األرقام والرموز لحمايته داخل التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫والغاية من التشفير هو إيجاد وسيلة للمحافظة على سرية البيانات وحمايتها لكي ال يستطيع‬
‫أي شخص االضطالع على هذه البيانات غير المتعاقدين أو من يصرح له قانونا بذلك كما يهدف‬
‫التشفير إلى منع الغير من التقاط الرسائل أو المعلومات ومن تم منع وصولها مشوهة للطرف‬
‫اآلخر في المعامالت التجارية على نحو يعرقلها‪ .24‬فما هي مستوياته؟‬
‫‪ ‬نظام المعامالت اإللكترونية اآلمنة ‪SET‬‬
‫يعد من أهم البرتوكوالت المتعلقة بالنواحي التأمينية والتي ظهرت في مجال التجارة‬
‫اإللكترونية على وجه اإلطالق‪ ،‬ويرجع ذلك إلى تعلقه بأهم جزء من أجزاء المعامالت التجارية‬
‫التي تتم على شبكة المعلومات وهو إتمام عملية البيع باستقبال طلب الشراء وإتمام عملية الوفاء‬
‫عبر الشبكة‪ 25‬لهذا فالهدف األساسي من وراء هذا النظام هو تأمين عملية الوفاء والمعامالت‬
‫المالية التي تتم أثناء المعامالت التجارية‪.‬‬
‫ويعمل هذا الحساب من خالل فتح حساب بنكي لكل من البائع والمشتري بأحد البنوك‬
‫المستخدمة له‪ ،‬وكذلك استخدام المشتري ألحد برامج تصفح نوافذ شبكة المعلومات (‪)Browser‬‬
‫المدعم لنظام (‪ )SET‬واستخدام البائع لمقر معلومات (‪ )Server‬يدعم هو اآلخر ذلك النظام‪.‬‬
‫وعند فتح المشتري للحساب الخاص به يقوم البنك بإرسال كل من شهادة خاصة بالمشتري‬
‫ومفتاحين‪ .‬للتشفير أحدهما خاص واآلخر عام يستخدم في عملية تشفير وتوقيع طلب الشراء‬
‫ويستخدم اآلخر للتوثيق وإرسال بيانات عمليات الوفاء‪.‬‬
‫ويقوم البنك بتسليم كل من البائع والمشتري الشهادة الدالة على شخصية كل منهما على هيئة‬
‫ملف من ملفات الحاسبات اآللية وليس على هيئة شهادة ورقية‪ ،‬ويتم تبادل نسخة من تلك‬
‫الشهادات بين البائع والمشتري أثناء المعاملة التجارية بصورة مشفرة بحيث ال يستطيع أي‬
‫شخص من الخارج االطالع على تلك البيانات‪.‬‬

‫‪ 24‬مقال تحت عنوان "الحماية القانونية والتقنية للتجارة "‪,‬مدونة المعرفة القانونية ‪ ,‬م س ‪ ,‬تم نشر هذا المقال بتاريخ أبريل ‪2015 , 21‬‬
‫‪ https://anibrass.blogspot.com/2015/04/blog -post_22.html‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 22 /05 /2023‬على ساعة ‪ 16:00‬دون ذكر‬
‫صفحة‬
‫‪ 25‬ضياء علي احمد نعمان "الغش ألمعلوماتي الظاهرة والتطبيقات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪269‬‬
‫‪13‬‬
‫وبعد تأكد كل من البائع والمشتري من هوية اآلخر عن طريق تبادل الشهادات المشفرة‬
‫الخاصة بها وحل شفرتها تأتي الخطوة األخيرة في المعاملة التجارية وهي عملية وفاء مقابل‬
‫السلعة أو الخدمة المراد شراؤها‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق تشفير البطاقة البنكية الخاصة به‪ ،‬وال‬
‫يستطيع حل هذه الشفرة سوى البنك الضامن لكل من البائع والمشتري‪.‬‬
‫ويقوم بعد ذلك بإرسال نسخة من طلب الشراء والبيانات الخاصة بإجراءات الوفاء إلى البنك‪،‬‬
‫وينتظر اعتماد البنك وتوقيعه للمعاملة التجارية التي تمت‪.‬‬
‫فيقوم البنك بالتأكد من هوية البائع وصحة الرسالة‪ ،‬وأن كانت عملية الوفاء سوف تتم لهذا‬
‫البائع بشخصه من أجل الطلب الخاص بالشراء بذاته‪ ،‬ثم يقوم بالتأكد من أن رصيد المشتري‬
‫يسمح بإتمام المعاملة ثم يسمح للبائع بتكملة المعاملة التجارية على هذا األساس‪ ،‬ومن ثم يستطيع‬
‫البائع أن يقوم بإرسال المنتج المرغوب في شرائه إلى المشتري سواء أن كان ذلك سوف يتم‬
‫عبر شبكات المعلومات أو عن طريق إرساله بالطرق التقليدية العادية التي تعتمد على النقل‬
‫‪26‬‬
‫والشحن‪.‬‬
‫‪ ‬نظام نتسكيب للتامين ‪SSL‬‬
‫مهمة هذا النظام هي تشفير جميع االتصاالت بين برامج التصفح أو النوافذ على شبكة‬
‫المعلومات (‪ )Browser‬وأحد المواقع أو أحد مقار المعلومات على خادم الشبكة (‪،)Server‬‬
‫وبالتالي فهو يقلل من فرصة وقوع المعلومات أثناء عملية انتقالها في أيدي أي شخص غير‬
‫مرغوب فيه إلى أن تصل إلى المستقبل النهائي‪ ،‬والستخدام هذا النظام البد من الوقوف من ثالث‬
‫خطوات وهي‪:‬‬
‫مرغوب فيه إلى أن تصل إلى المستقبل النهائي‪ ،‬والستخدام هذا النظام البد من الوقوف من‬
‫ثالث خطوات وهي‪:‬‬
‫يقوم الموقع بالتقدم إلى إحدى الهيئات التي تصدر الشهادات الرقمية (مقدمي خدمة المصادقة‬
‫اإللكترونية) التي تتثبت من صحة هوية الموقع‪ ،‬وبعد التأكد من نشاط وحسن سيرة الموقع‪،‬‬
‫باإلضافة إلى استعمال بعض المتطلبات األخرى تقوم الهيئة بإصدار الشهادة الرقمية الخاصة‬
‫بالموقع تدون فيها كل المعلومات الهامة مثل اسم الشركة وتاريخ إصدار الشهادة وتاريخ انتهائها‪،‬‬
‫كما يتم إصدار المفتاح الخاص والمفتاح العام للموقع‪ ،‬ويقوم الموقع بتوفير جهاز خادم مزود‬
‫ببرنامج التشفير ‪ SSL‬ليتم تخزين المفتاح العام الخاص بالموقع به‪.‬‬
‫عند دخول المشتري لصفحة الموقع األمن التي يدخل بها البيانات والمعلومات المطلوبة للشراء‬
‫يقوم المتصفح المزود بهذا البرنامج باالرتباط بالجهاز الخاص للموقع ويطلب منه الشهادة الرقمية‬
‫ومصدرها وتاريخ انتهاء صالحيتها كما تتم المقارنة بين اسم الموقع على شهادة مع اسم الموقع‬
‫في جهاز الخادم المتصفح مع التوقيع اإللكتروني للشركة‪.‬‬

‫‪ 26‬ضياء علي احمد نعمان "الغش ألمعلوماتي الظاهرة والتطبيقات"‪,‬م س‪ ،‬ص ‪271‬‬
‫‪14‬‬
‫بعد التأكد من مصداقية الموقع وارتباطه بجهاز الخادم األمن يتم تشفير المعلومات على أساس‬
‫المفتاح العام للموقع‪ ،‬ويتم نقل المعلومات بطريقة آمنة دون تدخل من المستخدم وال يتمكن أحد‬
‫من سرقة المعلومات أو االطالع عليها سوى الموقع المعتمد من الطرف اآلخر الذي يملك المفتاح‬
‫الخاص إلعادة فك بعد من تشفير المعلومات‪.‬‬
‫ويستطيع المتعاقد حامل البطاقة البنكية مع الشبكة التأكد من إتمام عملية التشفير عندما يالحظ‬
‫أن القفل المفتوح والمبين على الركن األيسر أسفل الشاشة قد تم إغالقه‪.‬‬
‫وعليه رغم وجود هذه األنظمة التي تدخل في إطار الحماية التقنية‪ ،‬إال أنه البد من النظر في‬
‫نظم الحماية واألمن على نحو شامل ومن جوانب متعددة باختيار أفضل سبل الحماية والتأمين‬
‫واالحتياج الفعلي‪ ،‬وذلك بنظرة شمولية وموضوعية وفي ضوء مشاكل التأمين والحماية يتحدد‬
‫اإلطار القانوني المواجهة الجرائم المعلوماتية خاصة ما يتعلق منها بجرائم األموال واالعتداء‬
‫على أموال وبيانات ومعلومات التجارة اإللكترونية وسن التشريعات القانونية الالزمة لذلك‪. 27‬‬

‫‪ 27‬ضياء علي احمد نعمان "الغش المعلوماتي الظاهرة و التطبيقات" ‪,‬م س ‪,‬ص من ‪ 273‬الى‪276‬‬
‫‪15‬‬
‫الخاتمة‬

‫نخلص من خالل هذه الدراسة لوسائل الوفاء اإللكترونية‪ ،‬التي تعتبر من الوسائل المستحدثة‬
‫لتسوية المعامالت المالية وإبرام الصفقات عبر االنترنيت‪ ،‬حيث تطرقنا إلى بعض هذه الوسائل‬
‫منها بطاقات االئتمان باإلضافة إلى النقود اإللكترونية‪ ،‬تبين لنا أن المشرع المغربي لم يعمل على‬
‫تنظيمها‪ .‬في هذا اإلطار يمكن القول إن التشريع المغربي يعرف قصورا في هذا الجانب المهم‬
‫خاصة وأن تنظيمه شأنه أن يشجع على التعامل بهذه الوسائل التي من شأنها أن تساهم في تحسين‬
‫االقتصاد الوطني عن طريق االستغناء عن النقود العادية وجعلها ودائع لدى البنوك الشيء الذي‬
‫يسمح لها باستثمارها في مشاريع تهم االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الئحة منابع العرض‬
‫‪ ‬كتب عامة‬

‫‪ ‬احمد اديروش‪ ،‬تأمالت حول قانون التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ 2009,‬مطبعة األمنية الرباط‬
‫‪ ‬عبد الرحيم بن بوعيدة وضياء علي احمد نعمان‪"،‬موسوعة التشريعات اإللكترونية المدنية‬
‫والجنائية"‪ ,‬طبعة ‪ 2010,‬المطبعة ووراقة الوطنية مراكش ‪12‬الجزء الثاني‬
‫‪ ‬كتب خاصة‬

‫‪ ‬د‪ ،‬حسين عبد هلال عبد الرضا الكالبي‪ " ،‬الوفاء اإللكتروني كوسيلة لتنفيذ االلتزام"‪ ،‬د‪ .‬ذ‪.‬‬
‫ط‪ ،‬د‪ .‬مط‪.‬‬
‫‪ ‬غسان فاروق غندور طرائق السداد اإللكترونية وأهميتها في تسوية المدفوعات بين‬
‫ألطراف المتبادلة‪ ،‬مقال مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد ‪،28‬‬
‫سنة ‪ ،2012‬أشار إليه بحماوي الشريف في مقاله "خصوصية وسائل الوفاء اإللكتروني ودورها في‬
‫المعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬العربي بن بوجمعة جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية القانون المغربي‬
‫رقم‪ 05,53‬الطبعة األولى ‪,2006‬مطبعة ووراقة الوطنية مراكش‬
‫‪ ‬ضياء علي احمد نعمان "الغش ألمعلوماتي الظاهرة والتطبيقات‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية على‬
‫ضوء موقف التشريع والفقه والقضاء المغربي المقارن" الطبعة األولى ‪ ,2011‬المطبعة والوراقة‬
‫الوطنية مراكش‬
‫‪ ‬ضياء علي احمد نعمان"المسؤولية المدنية الناتجة عن األداء اإللكتروني بالبطاقة البنكية‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ,2010‬المطبعة والوراقة الوطنية مراكش‬
‫‪ ‬مقاالت االكترونية‬

‫‪ ‬براهيم قسم السيد محمد طه " تنفيذ العقود اإللكترونية بالوسائل المستحدثة في بحث قانوني"‬
‫مقال منشور بالموقع اإللكتروني ‪https://www.mohamah.net/law‬‬
‫‪ ‬مقال تحت عنوان "الحماية القانونية والتقنية للتجارة "‪,‬مدونة المعرفة القانونية‪ ،‬تم نشرهذا‬
‫المقال بتاريخ ‪ 21/04/2015‬ثم االطالع عليه بتاريخ ‪ 22/05/2023‬على الساعة ‪15.00‬‬
‫‪https://anibrass.blogspot.com/2015/04/blog-post_22.html‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ‬مقاالت ورقية‬
‫‪‬ماء العينين السعداني " اإلطار القانوني للمصادقة على التعامالت اإللكترونية" مجلة القانون‬
‫واألعمال‪ ،‬العدد الثاني ‪ 2011‬أشار إليه محمد فاضل باني في مقاله" بحث ودراسة حول الحماية‬
‫القانونية والتقنية لوسائل الوفاء اإللكترونية"‪.‬‬
‫‪ ‬ضياء علي احمد نعمان‪ ،‬الحماية التقنية للتجارة اإللكترونية‪ ،‬مقال منشور بمجلة قانون‬
‫وأعمال‪ ،‬عدد األول‪ .‬مارس ‪2011‬‬
‫‪ ‬رسائل‬
‫‪ ‬مليكة بومخلد " النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني في القانون المغربي والمقارن" رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر في قانون األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫القاضي عياض مراكش الموسم الجامعي‪2009 2010:‬‬
‫‪ ‬أسماء واعظ‪ ،‬الحماية المدنية عقود التجارة اإللكترونية رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2011-2010‬‬

‫‪18‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪1 .............................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬التقنيات الحديثة لوسائل الوفاء بالثمن في العقود االلكترونية ‪3 ....................‬‬
‫ا‪ :‬بطاقات الوفاء االلكترونية ‪3 .................................................................‬‬
‫ب ‪:‬النقود االلكترونية ‪4 ..........................................................................‬‬
‫ت ‪:‬المحفظة الرقمية ‪5 ...........................................................................‬‬
‫ثانيا حماية وسائل الوفاء بالثمن في العقود االلكترونية من المشاكل التي قد تعترضه ‪7‬‬
‫ا ‪:‬المشكالت القانونية لوسائل الوفاء االلكترونية ‪7 ..........................................‬‬
‫ب ‪ :‬أنواع حماية وسائل الوفاء بالثمن في العقود االلكترونية ‪8 ..........................‬‬
‫خاتمة‪16 ...........................................................................................‬‬
‫الئحة منابع العرض ‪17 .........................................................................‬‬
‫الفهرس ‪19 ........................................................................................‬‬

‫‪19‬‬

You might also like