حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخلاصة الإصلاحية والإيداع

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 125

‫شعبة القانون الخاص‬

‫وحدة التكوين والبحث في‬

‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬

‫(الفوج األول)‬

‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‬


‫تحت عنوان‪:‬‬

‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي‬


‫الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إنجاز الطالب الباحث‪:‬‬


‫محمد شاذي‬ ‫محمد حمدون‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الدكتور‪ :‬محمد شاذي‪ .................................................................‬مشرفا ورئيسا‬
‫الدكتور‪ :‬محمد آيت الحاج‪.....................................................................‬عضوا‬
‫الدكتور‪:‬المصطفى شنظيظ‪....................................................................‬عضوا‬

‫السنة الجامعية ‪2018/2019‬‬


‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫مقدمـــــــة‪:‬‬

‫تشكل الملكية العقارية إحدى الدعائم األساسية لتحقيق التنمية‪ ،‬التي لم يعد لها ارتباط‬
‫بالوظيفة الطبيعية واالستثمارية فقط‪ ،‬وإنما أصبحت لها وظيفة اجتماعية‪ ،‬متجسدة في انتقال‬
‫الملكية الخاصة من الحق المطلق الذي يغلب عليه النزعة الفردية إلى الحق المقيد الذي تحكمه‬
‫العدالة االجتماعية والصالح العام‪.1‬‬

‫فالعقار أصبح يؤدي دورا هاما في تحقيق االستقرار والسلم االجتماعي نظرا للدور الفعال الذي‬
‫يقوم به على المستوى االقتصادي واالجتماعي والسياسي والبيئي‪ ،‬بحيث أصبح يتأثر ويؤثر‬
‫في النشاط االقتصادي‪ ،2‬دون إغفال دوره في تحقيق االستقرار للعنصر البشري وذلك بإقامة‬
‫المشاريع السكنية‪ .3‬غير أن اضطالع العقار بهذه المهمة يتوقف على وجود إطار قانوني‪،‬‬
‫يوفر للملكية العقارية أرضية صلبة تمكن الجميع من التعامل فيه بكل ثقة واطمئنان؛ ذلك ما‬
‫دفع المشرع المغربي إلى تنظيمها بمقتضيات خاصة‪.4‬‬

‫وهكذا؛ فقد تم إيجاد نظام له دور مهم في إعطاء الملكية العقارية وضعا أكثر استقرارا‬
‫وثقة في التعامل‪ ،‬يثمل في نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬الذي وضع قواعد تنظم الملكية والحقوق‬
‫العقارية الواردة عليها‪ ،‬وبالتالي يساعد على تقوية االئتمان العقاري‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الرحمان اللمثوني‪" :‬النظام القانوني لبيع العقارات بالمغرب"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنازعات العقارية من خالل اجتهادات المجلس األعلى‪،‬‬
‫الندوة الجهوية الخامسة سطات‪ ،‬يومي ‪ 27-26‬أبريل ‪ ،2007‬ص‪.337 :‬‬

‫‪ - 2‬رضوان الطيبي‪" :‬الطعن في إجراءات اإلنذار العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنازعات العقارية‪ ،‬دراسات وأبحاث في ضوء نظام التحفيظ‬
‫العقاري ومدونة الحقوق العينية والمستجدات التشريعية في المادة العقارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬طبعة ‪ ،2014‬ص‪.75 :‬‬

‫‪ -‬أحمد مسرار‪" :‬سلطات القاضي في تكييف العقود المدنية"‪ ،‬بحث نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬الفوج ‪ ،2011-2012 ،38‬ص‪.55 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ - 4‬صليحة حاجي‪" :‬الدعاوى الكيدية في ميدان التحفيظ العقاري"‪ ،‬منشورات مختبر البحث في قانون العقار والتعمير بالناظور‪ ،‬أشغال الندوة الوطنية‬
‫المنظمة من طرف الماستر ا لمتخصص في قانون العقار والتعمير‪ ،‬بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور‪ ،‬حول موضوع التعمير والبناء ومتطلبات‬
‫الحكامة الترابية‪ ،‬أيام ‪ 4-3-2‬مارس ‪ ،2017‬طبعة ‪ ،2018‬ص‪.83 :‬‬

‫‪2‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫و يعتمد هذا النظام على مبادئ وأسس سليمة يرجع الفضل فيها إلى نظام (تورانس‪)5‬‬
‫االسترالي‪ ،6‬الذي أدخله المستعمر الفرنسي إلى المغرب بمقتضى ظهير ‪ 12‬غشت ‪"1913‬‬
‫المتعلق بالتحفيظ العقاري إبان عهد الحماية‪ ،‬وإن كانت الغاية من ذلك هي تثبيت الملكية‬
‫العقارية للفرنسيين‪ ،‬وذلك بنزع ملكيتها من أصحابها بأثمان بخسة‪ ،7‬ألنه ال يمكن تحقيق‬
‫أهدافه االستعمارية إال بالسيطرة على األرض باعتبارها رمزا للسيادة‪.8‬‬

‫وبعد االستقالل اختار المغرب الحفاظ على هذا النظام الذي سنه المستعمر‪ ،‬حيث أخضعه‬
‫للمراجعة بما يضفي عليه الصبغة الوطنية‪ ،‬وذلك بغية بناء دولة عصرية مستقلة تقوم على‬
‫تنظيم مختلف المجاالت بواسطة قوانين حديثة‪ .9‬إضافة إلى كون هذا النظام يمكن من ضبط‬
‫الملكية ا لعقارية ويطهرها من جميع ما كانت مثقلة به من حقوق قبل تحفيظها‪ ،‬وكذا تحقيق‬
‫األمن العقاري من خالل ما يوفره التحفيظ من دقة ووضوح وأمان من شأنه التقليل من‬
‫النزاعات‪.10‬‬

‫‪ -‬نسبة إلى "روبر تورانس" الذي كان يشتغل مهمة مدير التسجيالت بأستراليا الجنوبية‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫يعتمد نظام ا لتسجيل العيني أو نظام تورانس على مبادئ أساسية تعطيه خصوصيته‪ ،‬وترتكز كل البلدان التي تأخذ بنفس النظام على هذه المبادئ على‬
‫الرغم من بعض االختالفات البسيطة التي أدخلتها بعض هذه البلدان على قوانينها العقارية تبعا ألوضاعها العقارية‪ .‬وقد كرس ظهير التحفيظ العقاري‬
‫بالمغرب هذه المبادئ من خالل الفصول الواردة في الظهير المذكور‪ ،‬وتم تأكيدها في القانون ‪ 14.07‬المعدل لظهير التحفيظ العقاري‪ .‬ومن المبادئ‬
‫التي يقوم عليه نظام التسجيل العيني نذكر ما يلي‪ :‬مبدأ التنظيم العيني‪ ،‬مبدأ التطهير‪ ،‬مبدأ العلنية أثناء التحفيظ والتقييد‪ ،‬مبدأ مشروعية التقييد‪ ،‬مبدأ‬
‫حجية التقييد‪ ،‬مبدأ عدم سريان التقادم على الحقوق المقيدة‪.‬‬

‫أنظر محمد خيري‪" :‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2014‬ص‪ 36 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪ -‬أحمد إدريوش‪" :‬أصول نظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2003 ،‬ص‪.13 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ - 7‬طارق دخيسي‪" :‬تحبين الرسوم العقارية وأثره على التنمية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار بكلية الحقوق بوجدة السنة الجامعية‬
‫‪ ،2008/2007‬ص‪.4 :‬‬

‫‪ - 8‬سعيدة بن عزي‪" :‬التعرض على التحفيظ بين البعد ا لحمائي واالستعمال التعسفي على ضوء القانون ‪ ،"14.07‬مقال منشور بمجلة الحقوق‪ ،‬قراءات‬
‫في القوانين العقارية الجديدة‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2013‬ص‪.84 :‬‬

‫‪ -‬يوسف مختري‪" :‬حماية الحقوق الواردة على العقار في طور التحفيظ"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2016‬ص‪.16 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ - 10‬حدو معسو‪" :‬حماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي النشر واإليداع طبقا للفصلين ‪ 83‬و ‪ 84‬من ظ ت ع"‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر في قانون العقار والتعمير‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل‪ ،‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2014/2015‬ص ‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫إال أن ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬أصبح ال يستجيب للتطور االقتصادي واالجتماعي‬


‫الذي عرفته الوضعية العقارية ببالدنا‪ ،‬باإلضافة إلى طول المساطر وتعقد اإلجراءات‪ ،‬الشيء‬
‫الذي جعل المشرع المغربي يتدخل ويقوم بتعديله بموجب القانون رقم ‪ ،1114.07‬وذلك وعيا‬
‫منه بأهمية العقار في تحقيق التنمية على المستوى االقتصادي‪.12‬‬

‫وبهذا أضحى النظام العقاري المغربي نظام مزدوج في هيكله‪ ،‬إذ يوجد نظام خاص بالعقارات‬
‫غير المحفظة والذي أصبح يخضع ألحكام مدونة الحقوق العينية‪ ،13‬بعدما كان يستمد مبادئه‬
‫من أحكام الشريعة اإلسالمية وبعض قواعد القانون المدني‪ ،14‬ثم نظام العقارات المحفظة‬
‫والذي يخضع لمقتضيات القانون رقم ‪.14.07‬‬

‫ويوجد إلى جانب هذين النظامين نظام آخر يعرف بالعقار في طور التحفيظ‪ ،‬ويقصد به ذلك‬
‫العقار الذي قدم بشأنه مطلب التحفيظ ولم يصدر قرار التحفيظ بعد‪ ،‬هذه الصفة تمتد من تاريخ‬
‫وضع ال مطلب إلى حين صدور قرار نهائي بتحفيظه وذلك بعد المرور بمجموعة من‬
‫اإلجراءات اإلدارية والقضائية‪ ،15‬ودراستنا في هذا البحث ستقتصر على هذا النظام األخير‬
‫دون النظامين اآلخرين‪.‬‬

‫‪ - 11‬ظهير شريف صادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ ) 1913‬المتعلق بالتحفيظ العقاري المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 14.07‬الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.177‬في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نونبر ‪ ،)2011‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 27‬ذو الحجة ‪1432‬‬
‫( ‪ 24‬نونبر ‪ ،)2011‬ص‪ 5575 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪ - 12‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪" :‬دراسة في القانون العقاري المغربي على ضوء مستجدات‪ :‬القانون رقم ‪ 14.07‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‪ ،‬القانون‬
‫رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية‪ ،‬القانون رقم ‪ 106.12‬المتعلق بملكية الشقق والطبقات‪ ،‬القانون رقم ‪ 36.15‬المتعلق بالماء‪ ،‬الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.09.236‬المتعلق بمدونة األوقاف‪ ،‬مطبعة قرطبة‪ ،‬أكادير‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2017‬ص‪.1 :‬‬

‫‪ - 13‬القانون رقم ‪ 39.08‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.178‬صادر في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر ‪ )2011‬والمنشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص‪.5587 :‬‬

‫‪ - 14‬تنص المادة األولى من مدونة الحقوق العينية في فقرتها الثانية على أنه‪" :‬تطبق مقتضيات الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪12( 1331‬‬
‫غشت ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات وا لعقود في ما لم يرد به نص في هذا القانون‪ ،‬فإن لم يوجد نص يرجع إلى الراجح والمشهور وما جرى به‬
‫العمل من الفقه المالكي"‪.‬‬

‫‪ - 15‬لحسن توغزاوي‪" :‬العقار في طور التحفيظ"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪-‬أكدال‪ -‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2000-1999‬ص‪.6 :‬‬

‫‪4‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وعلى الرغم من أن العقار في طور التحفيظ يتسم حق التملك فيه بعدم الثبات وعدم االستقرار‪،‬‬
‫وال ينعم بهما إال بعد خضوعه إلجراءات مسطرية معقدة وطويلة‪ ،‬فإن ذلك ال يؤدي إلى‬
‫تجميده وإخراجه من دائرة التداول‪ ،‬بل يكون لصاحبه جميع الحقوق عليه ببيعه أو رهنه أو‬
‫شفعته أو غيرها من التصرفات القانونية والتكاليف‪.16‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فإن إيداع مطلب التحفيظ قصد إخضاع عقار غير محفظ لنظام الرسوم العقارية‪ ،‬ال‬
‫يمنع صاحب المطلب من مختلف التصرفات عليه بعوض أو بدون عوض‪.‬‬

‫وقد تؤدي مسطرة التحفيظ إلى تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وما يترتب عنه من األثر‬
‫التطهيري للعقار من جميع الحقوق األصلية والمتفرعة عن حق الملكية والتي لم يقع االحتجاج‬
‫بها أثناء مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫ولتفادي قاعدة التطهير‪ ،‬قرر المشرع ألصحاب الحقوق التي نشأت على العقار في طور‬
‫التحفيظ ممارسة مسطرة النشر في الجريدة الرسمية أو ما يعبر عليها من الناحية العملية‬
‫بمسطرة الخالصة اإلصالحية المقررة في الفصل ‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬أو مسطرة‬
‫اإليداع المنصوص عليها في الفصل ‪ 84‬من نفس القانون‪.‬‬

‫ذلك أن عدم االحتجاج بالحق الخاضع للتسجيل أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬يؤدي إلى حرمان‬
‫صاحبه من االحتجاج به بعد تأسيس الرسم العقاري إعماال لقوة التطهير لهذا الرسم‪.‬‬

‫ورغم األهمية التي تلعبها هذه المساطر في إشهار الحقوق العينية على العقار في طور‬
‫التحفيظ‪ ،‬فإن التنظيم التشريعي لها بمقتضى الفصلين ‪ 83‬و ‪ 84‬من ظ ت ع يعرف العديد من‬
‫االختالالت التي من شأنها أن تؤثر على استقرار الحقوق الواردة على هذا الوعاء العقاري‬
‫الذي تزداد أهميته يوما بعد يوم؛ بل إن األمور تعقدت أكثر جراء التنظيم المضطرب‬
‫لمسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‪.‬‬

‫‪ - 16‬محمد بن أحمد بونبات‪" :‬الحقوق على العقارات دراسة شاملة لواقع العقار وللحقوق العينية على ضوء التشريع المغربي"‪ ،‬المطبعة والوراقة‬
‫الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2008‬ص‪.65 :‬‬

‫‪5‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ولعل مل يزيد األمور تعقيدا‪ ،‬وضعيته المتذبذبة وما يترتب عنها من كثرة التعرضات‪ ،‬وبعض‬
‫أفعال طالب التحفيظ الحائلة دون إتمام عملية التحفيظ في وقتها‪ ،‬وما يصدره المحافظ على‬
‫ضوئها من قرارات‪ ،‬وغيرها من االختالالت المؤثرة على المراكز القانونية الناشئة أثنائها‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫إن موضوع العقار في طور التحفيظ يكتسي أهمية بالغة سواء على المستوى‬
‫االقتصادي أو االجتماعي أو القانوني‪.‬‬

‫فأهمية الموضوع من الناحية االقتصادية تتمثل في توظيف الرصيد العقاري ليكون منطلقا‬
‫لتحقيق تنمية حقيقية‪ ،‬عن طريق بعث دينامية جديدة في االقتصاد الوطني برمته‪ ،‬عبر توسيع‬
‫القاعدة العقارية الصالحة إلنشاء المشاريع الفالحية والصناعية والخدماتية‪ ،‬ومن تم المساهمة‬
‫في تحقيق البرامج والمخططات الحكومية في مختلف القطاعات المذكورة‪ ،‬بل وخلق الظروف‬
‫المالئمة لنجاحها كتحقيق االئتمان العقاري الذي ينتعش بالثقة التي تتميز بها العقارات‬
‫المحفظة‪.‬‬

‫وإدراكا من المشرع المغربي لما يلعبه العقار من دور بارز في توسيع االستثمارات و تنمية‬
‫الثروات عن طريق الحصول على التمويل و القروض‪ ،‬فقد وسع صراحة من محل الرهن‬
‫الرسمي‪ ،‬فبعد أن كان يشمل العقار المحفظ فقط بمقتضى ظهير ‪ 2‬يونيو ‪ ،1915‬أصبح من‬
‫خالل المقتضيات الجديدة التي جاءت بها مدونة الحقوق العينية يشمل كذلك العقار في طور‬
‫التحفيظ‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إلى التشجيع على االستثمار‪ ،‬والنهوض باالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫أما عن أهمية الموضوع من الناحية االجتماعية فتبرز في مدى تحقيق السلم واألمن‬
‫االجتماعين من خالل الحماية التي توفرها مسطرة الخالصة اإلصالحية واإليداع ألصحاب‬
‫الحقوق المكتسبة أثناء مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وأما األهمية القانونية فتتمثل في أن المستفيد من مسطرة الخالصة اإلصالحية يتمتع حقه‬
‫بحجية مطلقة عند تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وال يمكن مواجهته بالحقوق العينية غير المعلن عنها‬
‫أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬كما أن مسطرة اإليداع تمكن صاحب الحق فيها من حفظ الرتبة‬
‫والتمسك بحقه تجاه الغير‪ ،‬وإعطاء لكل من يدعي حقا معينا على اإليداع مكنة التعرض عليه‪.‬‬

‫دواعي اختيار الموضوع‪:‬‬

‫على الرغم من ما قيل عن هذا الموضوع بأنه اجتر اجترارا واستهلك استهالكا‪ ،‬إال أنه‬
‫ال ي زال يثير العديد من اإلشكاالت سواء من الناحية القانونية أو على المستوى العملي‪ ،‬الشيء‬
‫الذي دفعني لكي أتناوله بالبحث محاوال قدر المستطاع الوقوف على أبرز اإلشكاالت المتعلقة‬
‫به‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن خوض البحث في هذا الموضوع ليس بالسهولة بمكان‪ ،‬فهو موضوع ذو‬
‫طبيعة مركبة إجرائية وموضوعية‪ ،‬ويتطلب اإلحاطة بقوانين متعددة ومتشعبة‪ ،‬لكل منها‬
‫قواعدها ومبادؤها الخاصة‪ ،‬التي ال يمكن التعامل معها إال باستحضار قواعد مسطرة التحفيظ‪،‬‬
‫شكلياتها وآجالها واألسس التي تقوم عليها‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫على الرغم من أن المشرع المغربي حاول حماية حقوق الغير المكتسبة خالل مسطرة‬
‫التحفيظ وذلك بإقراره لمسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‪ ،‬إال أنهما لم يناال تنظيم وافر‪،‬‬
‫الشيء الذي جعل العديد من المتعاملين يشككون في مصداقية المسطرتين وفي دورهما في‬
‫حماية حقوقهم‪ ،‬مما يفضل معه الكثير منهم انتظار نهاية مسطرة التحفيظ وتأسيس الرسم‬
‫العقاري إلبرام التصرفات الممكنة مع المالك بالرسم العقاري‪.‬‬

‫كما أن المقتضيات القانونية التي تنظم إشهار التصرفات الجارية على العقار في طور التحفيظ‬
‫جاءت جد مقتضبة وغير مفصلة لتلك اإلجراءات‪ ،‬مما قد يجعل تلك التصرفات تمر في جو‬

‫‪7‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫من السرية التي قد يكون من نتائجها العكسية ضياع حقوق األغيار الذين يدعون حقوقا على‬
‫العقار موضوع مسطرة التحفيظ ولم يصل إلى علمهم دخوله في مسطرة التحفيظ‪ ،‬وخاصة‬
‫المسطرة المتعلقة باإليداع طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫وعليه فإن هذا الموضوع يطرح إشكالية محورية مفادها‪:‬‬

‫هل استطاع المشرع فعال توفير آليات استيعاب جميع التصرفات والتعامالت القانونية التي‬
‫تطرأ على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬دونما تأثيرات سلبية من جانب مسطرة التحفيظ وآجالها‬
‫الصارمة؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية عدة أسئلة فرعية تتمثل في‪:‬‬

‫ما هي األحكام المنظمة لمسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع؟ وما هي إجراءاتهما؟ وما‬
‫هي اآلثار المترتبة عنهما؟ وما أهم إشكاالتهما العملية؟‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫إن هذه اإلشكالية وما تتضمنه من أسئلة سنحاول اإلجابة عنها وفق مقاربة قانونية‬
‫واجتهادات قضائية وآراء فقهية‪ ،‬باالعتماد على المنهج التحليلي والوصفي‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫تحليل األساس القانوني لمسطرة الخالصة اإلصالحية واإليداع‪ ،‬وكذا المنهج النقدي إلبراز‬
‫مكامن الخلل والنواقص التي تشوب المسطرتين‪ ،‬باإلضافة إلى المنهج المقارن بالنظر إلى‬
‫مقارنة المسطرتين مع باقي المساطر المشابهة‪.17‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإن معالجة اإلشكالية محور الدراسة واحتراما للمنهجية العلمية القانونية ارتأيت أن‬
‫أقسم هذا الموضوع إلى فصلين‪ ،‬وذلك على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬للتفصيل بخصوص المناهج القانونية أنظر‪:‬‬ ‫‪17‬‬

‫محمد العروصي‪" :‬المرشد في المنهجية القانونية"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2016-2015 ،‬مطبعة مرجان‪ ،‬مكناس‪.‬‬

‫إدريس الفاخوري‪" :‬مدخل لدراسة مناهج العلوم القانونية"‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬

‫‪8‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفصل األول‪ :‬اآلليات القانونية لحماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع وإشكاالتهما العملية‬

‫‪9‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفصل األول‪ :‬اآلليات القانونية لحماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ‬

‫إن عملية إشهار الحقوق العينية العقارية الناشئة على العقارات في طور التحفيظ ‪ ،‬لها‬
‫أهمية كبيرة في استقرار المعامالت العقارية وحفظ الحقوق‪ ،‬إذ تسمح لكل شخص يهمه العقار‬
‫االطالع على وضعيته القانونية بالمحافظة العقارية‪ ،‬أو طلب شهادة من المطلب تتضمن‬
‫البيانات والمعلومات األساسية المتعلقة بالملك‪ ،‬وكافة اإليداعات والتحمالت‪.‬‬

‫ف البدء في مسطرة التحفيظ المتعلقة بعقار معين‪ ،‬ال يمنع من إجراء التصرفات العقارية‬
‫بشأنه سواء بعوض كالبيع أو بدون عوض كالهبة‪ .‬ذلك أن تقديم مطلب التحفيظ ال يشل العقار‬
‫عن الحركة‪ ،18‬بحيث يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر‪.‬‬

‫وحينما يقدم مطلب تحفيظ العقار‪ ،‬فإنه يكتسب وضعية قانونية متميزة من حيث خضوعه‬
‫إلجراءات استثنائية تروم تطهيره من كل شائبة أو نزاع‪ ،‬ووجوب إشهار مختلف التصرفات‬
‫الواردة عليه عبر آليات خاصة ممثلة في مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‪ .‬ألن عدم‬
‫االحتجاج بالحق الخاضع للتقييد أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬يؤدي إلى حرمان صاحبه من االحتجاج‬
‫به بعد تأسيس الرسم العقاري إعماال لقوة التطهير لهذا الرسم‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإن التعامل بشأن العقار قيد مسطرة التحفيظ يخضع لمجموعة من الضوابط واألحكام‪،‬‬
‫تتلخص في وجوب إشهار الحقوق الواردة عليه عبر مسطرتي النشر واإليداع المشار إليهما‬
‫أعاله‪.‬‬

‫وإذا كان المشرع المغربي أعطى للمستفيد من الحق إمكانية الخيار بين مسطرة الخالصة‬
‫اإلصالحية أو اإليداع‪ ،‬فإنه بالمقابل ألزمه في بعض األحيان سلوك إحدى المسطرتين دون‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪ - 18‬محمد عسولي‪" :‬الحماية الوقائية لحقوق الغير خالل المرحلة اإلدارية للتحفيظ"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية الحقوق وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2007/2006‬ص‪.90 :‬‬

‫‪10‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ومن أجل تسليط الضوء حول األحكام المنظمة لمسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬
‫سنحاول تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين وذلك على الشكل التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام المنظمة لمسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية التمييز بين مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪11‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام المنظمة لمسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫إن التصرفات الواردة على العقار في طور التحفيظ تعد بال شك مصدرا حيويا للتنمية‬
‫العقارية إذ تساهم في تحسين االقتصاد الوطني وتيسير المعامالت والتداول العقاري‪ ،‬إال أن‬
‫الوضعية القانونية المتذبذبة للعقار في طور التحفيظ من شأنها اعتراض مسار إدماجه في‬
‫مسلسل التنمية‪ ،‬األمر الذي يحتاج نهج سياسة حكيمة من طرف المشرع ترمي إلى استغالل‬
‫أفضل لهذه الثروة العقارية عن طريق توفير الضمانات الكفيلة بزرع الثقة بنفوس المتعاملين‬
‫لالطمئنان حول مصير أموالهم‪.‬‬

‫وهي إما إشهارها‬ ‫‪19‬‬


‫ألجل ذلك وضع المشرع المغربي آليتين اثنتين إلشهار هذه التصرفات‬
‫عن طريق نشرها في الجريدة الرسمية ‪ ،‬أو إيداعها بسجل التعرضات‪ ،‬حسب اختيار المستفيد‬
‫منها‪ ،‬غير أن فعالية هذه التصرفات تبقى رهينة بإجراء بعض الشكليات التي استلزمها المشرع‬
‫من خالل الفصلين ‪ 83‬و ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫ذلك ما سنتطرق إليه من خالل المطلبين التاليين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مسطرة الخالصة اإلصالحية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مسطرة اإليداع‬

‫‪ - 19‬هناك آلية أخرى تتمثل في التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬وسوف لن نتطرق إليه في بحثنا هذا إال بمناسبة مقارنته مع اآلليتين التين نحن بصدد‬
‫دراستهما‪ ،‬ألن التعرض يكون عند وجود نزاع بشأن حق الملك لطالب التحفيظ أو مدى هذا الحق أو بشأن حدود العقار أو في حالة اإلدعاء بمباشرة‬
‫حق عيني قابل للتسجيل على الرسم العقاري الذي سيقع إنشاؤه (الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع)‪ ،‬بينما اآلليتين اللتين نحن بصدد دراستهما يكونان في حالة‬
‫االتفاق بين طالب التحفيظ وبين من انتقلت إليه الملكية (كما في البيع والهبة‪ )...‬أو بحكم القانون (كما في اإلرث ونزع الملكية للمنفعة العامة)‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المطلب األول‪ :‬مسطرة الخالصة اإلصالحية‬

‫من ظ ت ع أو مسطرة الخالصة اإلصالحية‬ ‫‪20‬‬


‫تعتبر مسطرة النشر طبقا للفصل ‪83‬‬
‫كما يعبر عنها فقها وقضاءا‪ ،21‬من أهم اآلليات القانونية التي أحدثها ظهير التحفيظ العقاري‬
‫من أجل حماية صاحب الحق المنشأ أو المعدل أو المقر به خالل عملية التحفيظ وتمكين من‬
‫انتقل إليه الحق المرتبط بوعاء مطلب التحفيظ من التدخل في المسطرة ومواصلة إجراءات‬
‫التحفيظ باسمه وذلك في حدود الحق المنشأ أو المغير أو المقر به‪.‬‬

‫وتجري مسطرة التحفيظ مجراها القانوني مع مراعاة الحق المنشأ أو المعدل أو المقر‬
‫به‪ ،‬و ذلك سعيا من المشرع المغربي في إقحام العقار في طور التحفيظ دائرة التعامل حتى ال‬
‫يظل جامدا عبر مختلف التصرفات القانونية المؤدية إلى تحميله بحق من الحقوق العينية أو‬
‫نقلها أو تغييرها‪.‬‬

‫وما استحداث مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع إال من أجل تحفيز استغالل هذه‬
‫الثروة العقارية في تنزيل المشاريع التنموية وتشجيع االستثمار‪.22‬‬

‫إال أنه ال يتم اللجوء إلى مسطرة الخالصة اإلصالحية إال بعد توفر العديد من الضوابط‪ ،‬سواء‬
‫الضوابط الموضوعية ( الفقرة األولى)‪ ،‬أو الضوابط الشكلية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ - 20‬ينص الفصل ‪ 83‬من القانون رقم ‪ 14.07‬على ما يلي‪" :‬بغض النظر عن المسطرة المقررة في الفصل ‪ 83‬من هذا القانون‪ ،‬يمكن لصاحب حق‬
‫وقع إنشاؤه أو تغييره أو اإلقرار به أثناء مسطرة التحفيظ أن يطلب نشره بالجريدة الرسمية بعد إيداع الوثائق المثبتة للحق بالمحافظة العقارية‪.‬‬

‫تتابع مسطرة التحفيظ بصفة قانونية مع أخذ الحق المنشأ أو المغير أو المقر به بعين االعتبار‪.‬‬

‫يكتسب صاحب الحق المنشأ أو المغير أو المقر به صفة طالب التحفيظ في حدود الحق المعترف له به‪.‬‬

‫إذا كان اإلعالن عن انتهاء التحديد قد تم نشره بالجريدة الرسمية فيجب أن يعاد نشره من جديد ليفتح أجل شهرين للتعرض‪ ،‬يبتدئ من تاريخ اإلعالن‬
‫عن الحق المنشأ أو المغير أو المقر به‪ .‬وفي هذه الحالة لن تقبل إال التعرضات المنصبة مباشرة على الحق المذكور‪.‬‬

‫يؤخذ بعين االعتبار عند التحفيظ الحق المنشأ أو المغير أو المقر به خالل المسطرة‪".‬‬

‫‪ - 21‬عمر أزو كار‪" :‬الدليل العملي للعقار في طور التحفيظ"‪ ،‬منشورات دار القض اء العالي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2011‬ص‪.120‬‬

‫‪ - 22‬إيمان السائح وتوفيق فاطمي‪" :‬الحيازة القانونية في التبرعات الواردة على العقار بين النص واالجتهاد القضائي"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المعرفة‬
‫القانونية والقضائية‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬العدد األول ‪ ،2017‬ص‪.118 :‬‬

‫‪13‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الضوابط الموضوعية‬

‫من خالل مقتضيات الفصل ‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري يحق لكل صاحب حق وقع‬
‫إنشاؤه أو تغييره أو اإلقرار به خالل مسطرة التحفيظ أن يطلب نشره في الجريدة الرسمية بعد‬
‫إيداعه للوثائق المثبتة للحق بالمحافظة العقارية‪ ،‬غير أنه ال يعمل بمسطرة الخالصة‬
‫اإلصالحية إال إذا توفرت عدة شروط موضوعية وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن يتعلق األمر بانتقال بين األحياء أو ما يعبر عنه بالتصرفات اإلرادية‬

‫المقصود بهذا الشرط هو أن يكون العقد المنشئ أو المعدل أو المقر للحق موضوع‬
‫مسطرة الخالصة اإلصالحية قد أبرم بين أشخاص أحياء وفق تصرف قانوني صحيح‪ ،23‬وهو‬
‫ما يستبعد الوقائع المادية كالوفاة‪ ،‬إذ أن واقعة الوفاة ال تؤثر على مسطرة التحفيظ‪ ،‬ألن الورثة‬
‫يعتبرون خلفا عاما لمورثهم‪ ،‬وعليه فال يحتج عليهم بالفصل ‪ 83‬من ظ ت ع إعماال للقاعدة‬
‫الفقهية "من مات على حق فلورثته"‪.‬‬

‫من نفس الظهير ينظم تقييد الحقوق العينية العقارية الناتجة عن‬ ‫‪24‬‬
‫وإذا كان الفصل ‪82‬‬
‫بأن هذا التقييد هو الذي ينقل تلك‬ ‫‪25‬‬
‫فتح التركة‪ ،‬فإنه ال يقضي كما فعل ذلك الفصل ‪67‬‬
‫الحقوق من ذمة الهالك المورث إلى ذمة الورثة‪ ،‬وهذا يعني أن تقييد انتقال الحقوق العينية‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪ - 24‬ينص الفصل ‪ 82‬من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي‪" :‬لتقييد الحقوق العينية العقارية المترتبة على اإلرث يجب على الورثة أو الموصى لهم‬
‫أن يقدموا للمحافظ على األمالك العقارية طلبا للتقييد مدعما بكل الوثائق المثبتة النتقال الحق لفائدتهم بصفة قانونية‪.‬‬

‫يجب أن يتضمن الطلب البيانات المنصوص عليها في الفصل ‪ 69‬من هذا القانون‪.‬‬

‫يجب أن تنص الوثائق المثبتة النتقال الحق على نصيب كل واحد من الورثة والموصى لهم"‪.‬‬

‫‪ - 25‬ينص الفصل ‪ 67‬من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي‪" :‬إن األ فعال اإلرادية واالتفاقات التعاقدية‪ ،‬الرامية إلى تأسيس حق عيني أو نقله إلى‬
‫الغير أو اإلقرار به أو تغييره أو إسقاطه‪ ،‬ال تنتج أي أثر ولو بين األطراف إال من تاريخ التقييد بالرسم العقاري‪ ،‬دون اإلضرار بما لألطراف من‬
‫حقوق في مواجهة بعضهم البعض وكذا بإمكانية إقامة دعاوى فيما بينهم بسبب عدم تنفيذ اتفاقاتهم"‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫العقارية بسبب الوفاة ال ينشئ هذه الحقوق وال ينقلها‪ ،‬وإنما يعلنها فقط‪ ،‬وأن تلك الحقوق تنشأ‬
‫بمجرد الوفاة‪.26‬‬

‫ما يلي‪"" :‬لكن ردا على السببين‬ ‫‪27‬‬


‫وفي هذا اإلطار جاء في قرار صادر عن محكمة النقض‬
‫أعاله لتداخلهما‪ ،‬فإن عدم تقييد إراثة الطاعنين في الرسوم العقارية ال ينفي صفتهم في الدعوى‬
‫باعتبارهم خلفا عاما لموروثهم‪ ،‬الذي ال يزال اسمه مقيدا في هذه الرسوم‪ ،‬وأن االلتزامات‬
‫ينتقل أثرها إلى الورثة باعتبارهم خلفا عاما للموروث‪ ،‬وال يلتزمون إال في حدود أموال التركة‬
‫وبنسبة مناب كل واحد منهم‪ ،‬حسب مدلول الفصل ‪ 229‬من قانون االلتزامات والعقود"‪.28‬‬

‫ولئن كان قرار التحفيظ يبطل الحقوق السالفة على التحفيظ‪ ،‬إال أن تلك الناتجة عن‬
‫الوفاة تخرج حتما من هذه القاعدة‪ ،‬على اعتبار أن التركة تنتقل إلى من له الحق فيها بمجرد‬
‫الوفاة‪.29‬‬

‫لذلك فالتصرف الذي يستوجب اإليداع للحق الناشئ عنه خالل مسطرة التحفيظ هو ذلك‬
‫التصرف اإلرادي الناتج عن إرادة الفرد أو الفردين‪ ،‬كالعقود الملزمة للجانبين كعقد البيع أو‬
‫الرهن أو غيرها أو العقود الملزمة لجانب واحد كعقد الهبة أو الوصية‪.‬‬

‫‪ - 26‬محمد بلحاج الفحصي‪" :‬تقييد الحقوق العينية العقارية وتحقيق األمن العقاري‪ ،‬وفق آخر تعديالت القانون رقم ‪ 14.07‬المغير والمتمم لظهير‬
‫التحفيظ العقاري"‪ ،‬مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬يونيو ‪ ،2017‬ص‪.127 :‬‬

‫‪ - 27‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ ،2669‬المؤرخ في ‪ ،2008/07/09‬ملف مدني عدد ‪ ،2005/1/1/1177‬غير منشور‪ ،‬وارد عن عمر‬
‫أزوكار‪" :‬مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء قانون ‪ 14.07‬ومدونة الحقوق العينية"‪ ،‬منشورات دار القضاء بالمغرب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.200‬‬

‫‪ - 28‬وفي نفس اإلطار جاء في قرار صادر عن محكمة النقض كذلك‪" :‬إن اإلرث يستحق بموت الموروث حقيقة أو حكما‪ ،‬وبتحقق حياة وارته بعد‬
‫وإخراج الحقوق المتعلقة بالتركة‪ ،‬وبهذا‪ ،‬فإن ملكية التركة انتقلت إلى الورثة بمجرد الوفاة‪ ،‬وقبل تسجيلهم في الصك العقاري‪ ،‬ألنه إذا توفي صاحب‬
‫الحقوق العينية العقارية فإن حقوقه تنتقل مباشرة إلى الورثة‪ ،‬وان بقاء موروثهم مسجال بالرسم العقاري ال يخرج عن كونه وضعية مادية ألغى الموت‬
‫مفعولها القانوني‪ .‬ألن الميت عدم والعدم ال يملك حقوقا‪ ،‬والمحكمة لمل صرحت بأن الطالبين احتلوا الرسم العقاري المدعى فيه قبل تسجيل اراثتهم فيه‪،‬‬
‫واعتبرتهم محتلين بدون موجب قانوني فإنها لم تركز قضائها على أساس"‪.‬‬

‫قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 07/10/28‬تحت عدد ‪ 3870‬في الملف المدني عدد ‪ 07/87‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪69‬‬
‫ص‪ 44 :‬وما يليها‪ .‬وارد عن محمد بفقي ر‪" :‬ظهير التحفيظ العقاري والعمل القضائي المغربي"‪ ،‬منشورات دراسات قضائية‪ ،‬سلسلة القانون والعمل‬
‫القضائي المغربيين‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2011‬ص ‪.152‬‬

‫‪ -‬يوسف مختري‪ ،‬حماية الحقوق الواردة على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2016‬ص ‪.266‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪15‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ثانيا‪:‬أن يكون الحق الناشئ على االلتزام أو التصرف اإلرادي حقا عينيا‬

‫مفاد هذا الشرط أن يكون الحق الخاضع لمسطرة الخالصة اإلصالحية حقا عينيا طبقا‬
‫من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬وبالتالي فإن الحقوق الخاضعة‬ ‫‪30‬‬
‫لما جاء في الفصل ‪65‬‬
‫لمسطرتي النشر واإليداع هي نفسها الخاضعة لمسطرة التقييد‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 65‬المذكور‪ ،‬نجده يحدد التصرفات الخاضعة لإلشهار في جميع‬
‫الوقائع واالتفاقات الناشئة بين األحياء‪ ،‬وكذا جميع المحاضر واألوامر المتعلقة بالحجز‬
‫العقاري واألحكام التي اكتسبت قوة الشيء المقضي به‪ ،‬متى كان موضوعها تأسيس حق عيني‬
‫أو نقله إلى الغير أو اإلقرار به أو إسقاطه‪.‬‬

‫هذا وقد عددت المادتين التاسعة والعاشرة من مدونة الحقوق العينية الحقوق العينية‬
‫وكذا الحقوق العينية التبعية‪ ،32‬بحيث حددت المادة التاسعة الحقوق العينية األصلية‬ ‫‪31‬‬
‫األصلية‬
‫في إحدى عشر حقا أهمها حق الملكية‪ ،‬الذي يتفرع عنه كل من حق االرتفاق والتحمالت‬
‫العقارية وحق االنتفاع وحق العمرى ثم حق االستعمال وحق الكراء الطويل األمد وحق الحبس‬
‫وحق الزينة وحق الهواء والتعلية وكذا الحقوق العرفية المنشأة بوجه صحيح قبل دخول مدونة‬
‫الحقوق العينية حيز التنفيذ‪.‬‬

‫أما الحقوق العينية التبعية فقد حصرتها المادة العاشرة في كل من حق االمتياز وحق الرهن‬
‫الحيازي والرهن الرسمي‪.‬‬

‫‪ - 30‬جاء في الفصل ‪ 65‬من ظهير التحفيظ العقاري ما يلي‪" :‬يجب أن تشهر بواسطة تقييد في الرسم العقاري‪ ،‬جميع الوقائع والتصرفات واالتفاقات‬
‫الناشئة بين األحياء مجانية كانت أو بعوض‪ ،‬وجميع المحاضر واألوامر المتعلقة بالحجز العقاري‪ ،‬وجميع األحكام التي اكتسبت قوة الشيء المقضي به‪،‬‬
‫متى كان موضوع جميع ما ذكر تأسيس حق عيني عقاري أو نقله إلى الغير أو اإلقرار به أو تغييره أو إسقاطه‪ ،‬وكذا جميع عقود أكرية العقارات لمدة‬
‫تفوق ثالث سنوات‪ ،‬وكل حوالة لقدر مالي يساوي كراء عقار لمدة تزيد على السنة غير مستحقة األداء أو اإلبراء منه‪".‬‬

‫‪ -‬الحق العيني األصلي هو الحق الذي يقوم بذاته من غير حاجة إلى أي حق آخر يستند إليه‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ -‬الحق العيني التبعي هو الحق الذي ال يقوم بذاته‪ ،‬وإنما يستند في قيامه على وجود حق شخصي‪ ،‬ويكون ضمانا للوفاء به‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫للتوسع في الحقوق العينية األصلية والتبعية‪ ،‬أنظر إدريس الفاخوري‪" :‬الحقوق العينية وفق القانون ‪ ،"39.08‬دار نشر المعرفة – الرباط‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ،2013‬ص‪ 65 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وإلى جانب الحقوق العينية يمكن استثناءا تقييد وإيداع بعض الحقوق الشخصية التي حددها‬
‫الفصل ‪ 65‬من ظهير التحفيظ العقاري على سبيل الحصر‪ .‬وتتمثل هذه الحقوق في عقود‬
‫أكرية العقارات لمدة تفوق ثالث سنوات‪ ،‬وكل حوالة لقدر مالي يساوي كراء عقار لمدة تزيد‬
‫على السنة غير مستحقة األداء أو اإلبراء منه‪ .‬والغاية من تقييد األكرية لمدة تفوق ثالث‬
‫سنوات هو أنه يجعل العقار مثقال به‪ ،‬وبالتالي ينقص من حرية مالكه‪ ،‬مما يستدعي إشهار هذه‬
‫التصرفات كي يكون األغيار على بينة من وضعيته القانونية‪.33‬‬

‫وبالتالي فإن هذه الحقوق هي وحدها التي تكون محل تقييد في الرسم العقاري والتي‬
‫يمكن أن تكون موضوع مسطرة الخالصة اإلصالحية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أال يكون ملف التحفيظ قد تمت إحالته على القضاء‬

‫يشترط لممارسة الخالصة اإلصالحية أن ال تتم إحالة ملف التحفيظ على المحكمة من‬
‫أجل البت في التعرضات‪ ،‬إذ ال يوجد ما يوجب على المحكمة أن تحيل الملف من جديد على‬
‫المحافظ في حالة التفويت الكلي لوعاء مطلب التحفيظ‪.34‬‬

‫وبمفهوم المخالفة مادام الملف في مرحلته اإلدارية فإن مسطرة الخالصة اإلصالحية تبقى‬
‫مفتوحة‪ ،‬وأساس هذا الطرح هو انعدام أي أساس قانوني يرغم المحكمة بإرجاع الملف‬
‫للمحافظ قصد نشر الحق المودع طبقا للفصل ‪ 83‬بالجريدة الرسمية‪ .35‬مما يتعين عليه إتباع‬
‫مسطرة اإليداع‪.‬‬

‫‪ - 33‬مازن الجم‪" :‬الحقوق الخاضعة للتسجيل وفق نظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،1991-1990 ،‬ص‪46‬‬

‫‪ -‬عمر أزوكار‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪ - 35‬عالي أفقير‪" :‬حماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي النشر واإليداع"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون المدني‬
‫المعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ابن زهر أكادير‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2017-2016‬ص ‪.26‬‬

‫‪17‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ويترتب عن ممارسة الخالصة اإلصالحية‪ ،‬أن تصبح جميع اإلجراءات التي قطعتها مسطرة‬
‫التحفيظ منذ تقديم المطلب الغية وعديمة األثر‪ ،‬حيث يصبح المفوت إليه طالبا للتحفيظ‪،‬‬
‫وتباشر جميع اإلجراءات باسمه‪ ،‬وتعاد من جديد‪ ،‬وكأن األمر يتعلق بمطلب قد قدم للمحافظ‬
‫ألول مرة‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد جاء في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪....":‬وبمقتضى خالصة إصالحية نشرت‬
‫بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 2005/12/28‬تحت عدد ‪ ،365‬فإن مسطرة تحفيظ الملك المذكور‬
‫أصبحت تتابع في اسم (ب ع) استنادا إلى ما تم اإلدالء به‪.36"...‬‬

‫رابعا‪ :‬الوثيق كشرط إلشهار الحقوق المكتسبة خالل مسطرة التحفيظ‬

‫إذا كان القانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية‪ ،37‬قد اهتم بتنظيم مختلف‬
‫الحقوق العينية العقارية‪ ،‬فإنه عمل أيضا على تحديد شكلية توثيق التصرفات الواردة على هذه‬
‫الحقوق‪ ،‬حيث أقر المشرع من خالل المادة الرابعة من هذه المدونة بأن توثيق التصرفات‬
‫أو في محرر ثابت‬ ‫‪38‬‬
‫العقارية يجب أن يرد –تحت طائلة البطالن‪ -‬إما في محرر رسمي‬
‫التاريخ يحرره محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض‪ .39‬وهو ما أكدته المحكمة اإلدارية‬
‫بالدارالبيضاء في حكمها الذي جاء فيه‪ " :‬حيث إن الطلب يرمي إلى الحكم بإلغاء القرار‬
‫الصادر عن المحافظ والقاضي برفض تسجيل عقد عرفي بعلة مخالفة القانون‪.‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،8/93‬المؤرخ في ‪ ،2014/03/11‬في الملف المدني عدد ‪ ،2013/8/1/4/4083‬غير منشور‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪ - 37‬ظهير شريف رقم ‪ 1-11-178‬صادر في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق‬
‫العينية منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 24‬نوفمبر ‪.2011‬‬

‫‪ - 38‬يعرف المشرع المغربي الورقة الرسمية من خالل الفصل ‪ 418‬من قانون االلتزامات والعقود على النحو التالي‪" :‬الورقة الرسمية هي التي يتلقاها‬
‫الموظفون العموميون الذ ين لهم صالحية التوثيق في مكان تحرير العقد وذلك في الشكل الذي يحدده القانون"‪.‬‬

‫‪ - 39‬بوبكري عبد القادر‪" :‬توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية وإشكاالته القانونية والعملية"‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون المدني‪ ،‬العدد‬
‫األول ‪ ،2014‬ص‪.75‬‬

‫‪18‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وحيث إنه لما كان الثابت قانونا أنه يتوجب أن تحرر جميع التصرفات المتعلقة بنقل‬
‫الملكية أو إنشاء حقوق عينية أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها بموجب محرر رسمي أو محرر‬
‫ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف مهني ينتمي إلى مهنة قانونية منظمة يخولها قانونها تحرير‬
‫العقود وذلك تحت طائلة البطالن‪...‬‬

‫وحيث إنه استنادا إلى ما سبق بيانه يكون طلب المدعي غير مرتكز على أساس قانوني‬
‫وواقعي سليم األمر الذي يناسب االستجابة له والتصريح بإلغاء القرار المطعون فيه"‪.40‬‬

‫وعليه فنطاق تطبيق مقتضيات المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية والذي حددته‬
‫المادة االولى من نفس المدونة يسري على الملكية العقارية والحقوق العينية‪ ،‬ما لم يتعارض مع‬
‫تشريعات خاصة‪ ،‬فهو يشمل جميع العقارات سواء كانت محفظة أو غير محفظة أو في طور‬
‫التحفيظ‪ .41‬مما يوجب أن تحرر التصرفات الواردة على العقارات في طور التحفيظ في عقود‬
‫رسمية أو في محررات ثابتة التاريخ محررة من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة‬
‫النقض‪ ،42‬تحت طائلة البطالن لكون الكتابة المشترطة هي لالنعقاد وليس لإلثبات‪.43‬‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 799‬بتاريخ ‪ 18-11-2006‬ملف قسم اإللغاء عدد ‪ ،2006/294‬أشار إليه حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.23‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪ - 41‬عادل حاميدي‪" :‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المادة العقارية والمدنية"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬أبريل ‪ ،2012‬ص‬
‫‪.27‬‬

‫‪ - 42‬حددت المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ 28.08‬المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة المحامون الذين يكتسبون صفة المحامي المقبول للترافع أمام محكمة‬
‫النقض في‪:‬‬

‫المحامي الذي يكون مسجال بجدول هيئة المحامين لمدة خمسة عشر سنة على األقل؛‬

‫المحامي الذي تم قبول تسجيله في الجدول بعد تعاقده أو استقالته وكان مستشار بصفة نظامية أو محاميا لدى محكمة النقض قبل أن يكتسب صفة‬
‫محامي؛‬

‫المحامي الذي كان قاضي أو أستاذ للتعليم العالي‪ ،‬ومعفى من شهادة األهلية ومن التعريف بعد خمس سنوات من تاريخ تسجيله بالجدول‪.‬‬

‫‪ - 43‬خير الدين الطاوس‪" :‬إشهار الحقوق المكتسبة خالل مسطرة التحفيظ وآثارها في ضوء مستجدات القانون ‪ ،"07/14‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2013/2012‬ص ‪.29‬‬

‫‪19‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضوابط الشكلية‬

‫تتطلب مسطرة الخالصة اإلصالحية احترام مجموعة من الضوابط الشكلية‪ ،‬والتي‬


‫تتمثل في إيداع السندات المثبتة للحق بالمحافظة العقارية (أوال)‪ ،‬واستخالص الرسوم (ثانيا)‪،‬‬
‫وكذا إشهار الحقوق المكتسبة بواسطة الخالصة اإلصالحية (ثالثا)‪ ،‬إضافة إلى القيام بالتحديد‬
‫التصحيحي أو التكميلي (رابعا)‪ ،‬وسوف نتناول هذه الشروط بشكل مفصل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إيداع السندات المثبتة للحق بالمحافظة العقارية واستخالص الرسوم‬

‫نص على هذا الشرط الفصل ‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري الذي جاء فيه ما يلي‪:‬‬
‫"بغض النظر عن المسطرة المقررة في الفصل ‪ 84‬من هذا القانون‪ ،‬يمكن لصاحب حق وقع‬
‫إنشاؤه أو تغييره أو اإلقرار به أثناء مسطرة التحفيظ أن يطلب نشره بالجريدة الرسمية بعد‬
‫إيداع الوثائق المثبتة للحق بالمحافظة العقاري‪."...‬‬

‫فمن خالل هذا النص يتعين على الشخص الذي له حق عيني على عقار في طور التحفيظ أن‬
‫يودع جميع الوثائق والمؤيدات المثبتة للحق المزعوم بالمحافظة العقارية‪ ،‬كاإلدالء برسم‬
‫الشراء بالنسبة للمشتري أو برسم الرهن بالنسبة للدائن المرتهن أو برسم الهبة بالنسبة‬
‫للموهوب له‪ ،‬أو برسم الوصية بالنسبة للموصى له‪.44‬‬

‫بحيث يقوم المحافظ على األمالك العقارية بالتأكد من صحة هذه الوثائق شكال وجوهرا‪،45‬‬
‫استنادا إلى مقتضيات الفصل ‪ 72‬من ظهير التحفيظ العقاري الذي جاء فيه‪" :‬يتحقق المحافظ‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪ - 45‬هناك من يرى أن جميع األعمال واالتفاقات موضوع تأسيس حق عقاري أو نقله أو إقراره أو تغييره أو إسقاطه تخضع لمراقبة مسبقة يجريها‬
‫المحافظ على األمالك العقارية سواء في مرحلة ما قبل التحفيظ أو في مرحلة التقييدات والتشطيبات إذ يجب عليه أن يتحقق من كل عملية على حدة قبل‬
‫اتخاذ اإلجراء حيث تسفر هذه المراقبة إما على إقرار اإلجراء أو رفضه‪.‬‬

‫أنظر ابتسام حرار‪ " :‬الرقابة القضائية على مشروعية أعمال المحافظ العقاري"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة‬
‫التكوين والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2000-1999‬ص‪.8 :‬‬

‫‪20‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫على األمالك العقارية‪ ،‬تحت مسؤوليته‪ ،‬من هوية المفوت وأهليته وكذا من صحة الوثائق‬
‫المدلى بها تأييدا للطلب شكال وجوهرا"‪.‬‬

‫بحيث إذا تبين للمحافظ أن أحد العقود غير صحيحة أو أنها مزورة‪ ،‬فإنه يقوم برفض الطلب‪.‬‬
‫أما إذا تأكد من صحة الوثائق يطلب من المستفيد توقيع طلبه وبأنه اختار طريقة النشر في‬
‫الجريدة الرسمية طبقا للفصل ‪ 83‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫ثم بعد ذلك يؤدي الرسوم الخاصة بالمحافظة العقارية والمحددة بمقتضى المرسوم المتعلق‬
‫في مادته األولى مقابل وصل يستلمه المستفيد‬ ‫‪46‬‬
‫بتحديد تعريفة رسوم المحافظة العقارية‬
‫يتضمن من جهة المبالغ المؤذاة إلى المحافظة العقارية ومن جهة أخرى تاريخ وضع الطلب‪...‬‬

‫وبمجرد التأشير على الطلب من قبل المحافظ يعفى من اإليداع في سجل التعرضات‪ ،‬على‬
‫أساس أن تنجز له خالصة إصالحية تحمل جميع البيانات المتعلقة بالملك وصاحبه ورقم‬
‫مطلب تحفيظه وكذا رقم الجريدة الرسمية التي تم إدراجه فيها سابقا‪ ،‬ويتم اإلشارة فيها إلى‬
‫حلول المالك الجديد كال أو بعضا محل طالب التحفيظ‪.47‬‬

‫‪ - 46‬مرسوم رقم ‪ 2.16.375‬صادر في ‪ 13‬من شوال ‪ 18 ( 1437‬يوليو ‪ ) 2016‬بتحديد تعريفة وجيبات المحافظة العقارية‪ ،‬منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6484‬بتاريخ ‪ 21‬يوليو ‪ 2016‬يوليو ‪ ،2016‬ص ‪.5621‬‬

‫‪ - 47‬رشيد بالوشو‪" :‬التصرفات التي تجري على العقار في طور التحفيظ"‪ ،‬دبلو م الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني‪ ،‬جامعة محمد الخامس‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2002‬ص ‪.17‬‬

‫‪21‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ثانيا‪ :‬نشر الخالصة اإلصالحية‬

‫تقنية قانونية يمكن بواسطتها لمكتسب حق قابل‬ ‫‪48‬‬


‫تعد مسطرة الخالصة اإلصالحية‬
‫لإلشهار أثناء مسطرة التحفيظ أن يشهره بالجريدة الرسمية‪ ،‬عبر التعليق لملخص لها بالجهات‬
‫من ظهير التحفيظ العقاري المغير والمتمم بالقانون رقم‬ ‫‪49‬‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪18‬‬
‫‪.5014.07‬‬

‫فالهدف من الخالصة اإلصالحية هو نقل مجريات مسطرة التحفيظ من طالب التحفيظ إلى‬
‫المالك الجديد‪ ،‬بحيث يصبح هو المعني باألمر إذ يراسل من طرف المحافظة‪ ،‬ويعلم بأي‬
‫إجراء سوف تقوم به كإخباره مثال بيوم وتاريخ التحديد‪...‬الخ‪.‬‬

‫وتتضمن الخالصة اإلصالحية اسم الملك ورقم مطلب التحفيظ ومراجع الجريدة‬
‫الرسمية التي أدرجت بها خالصة مطلب التحفيظ سابقا‪ ،‬وكذا ملخص التصرف‪ ،51‬مع اإلشارة‬
‫إلى أن مسطرة تحفيظ الملك ستتابع من اآلن فصاعدا في اسم المستفيد وحده‪ ،‬إذا كان التصرف‬

‫‪ -‬توجد العديد من الحاالت يتم فيها اللجوء إلى مسطرة الخالصة اإلصالحية ونشير إلى بعضها‪:‬‬ ‫‪48‬‬

‫أوال‪ :‬حالة تغير ط الب التحفيظ‪ ،‬وعادة ما يتم هذا التغير عند القيام بتفويتات كالبيع؛‬

‫ثانيا‪ :‬الحالة التي يتم فيها تقسيم المسطرة؛‬

‫ثالثا‪ :‬حالة تصحيح أو توسيع جديد للعقار؛‬

‫رابعا‪ :‬حالة المطالبة بالقسمة‪.‬‬

‫‪ - 49‬ينص الفصل ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 14.07‬على ما يلي‪" :‬يوجه المحافظ على األمالك ال عقارية نسخا من الوثائق المشار إليها في الفصل ‪ 17‬من‬
‫هذا القانون‪ ،‬مقابل إشعار بالتوصل‪ ،‬إلى رئيس المحكمة االبتدائية وممثل السلطة المحلية ورئيس المجلس الجماعي الذين يقع العقار المعني في دائرة‬
‫نفوذهم‪ ،‬وذلك قبل التاريخ المعين للتحديد بعشرين يوما‪.‬‬

‫يقوم كل واحد من هؤالء لزوما‪ ،‬بتعليق الوثائق المذكورة في مقر إدارته‪ ،‬ويعمل على إبقائها معروضة على أنظار العموم إلى اليوم المعين للتحديد‪.‬‬

‫يقوم ممثل السلطة المحلية كذلك بإشهار ملخص المطلب واإلعالن عن تاريخ ووقت التحديد في األسواق الواقعة في دائرة نفوذه إلى يوم التحديد"‪.‬‬

‫‪ - 50‬وئيل أوعيسى‪" :‬الخالصة اإلصالحية ودورها في حماية حقوق األطراف خالل مسطرة التحفيظ"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود‬
‫والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص ‪.75‬‬

‫‪ -‬محمد الحياني‪" :‬ع قد البيع وقانون التحفيظ العقاري"‪ ،‬مطبعة وراقة الكتاب‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬يناير ‪ ،1994‬ص ‪150‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪22‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫كليا أو في اسمه واسم طالب التحفيظ إذا كان جزئيا أو لحقوق مشاعة بالملك أو لتأسيس حق‬
‫عيني متفرع عن حق الملكية كحق االنتفاع مثال‪.‬‬

‫وعموما؛ فإن الخالصة اإلصالحية ال تؤدي إلى فتح مطلب جديد‪ ،‬وإنما يحتفظ بنفس‬
‫المطلب‪ ،‬على أن يتم إعادة اإلجراءات من جديد وكأنه قدم ألول مرة أمام المحافظة‬
‫العقارية‪ ،52‬ويتم إدراج اسم المستفيد وكأنه هو طالب التحفيظ األصلي ويأخذ صفة المدعى‬
‫عليه في حالة وجود أية منازعة على العقار موضوع مطلب التحفيظ‪.53‬‬

‫وفي هذا اإلطار ورد في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪" :‬لكن ردا على السببين معا لتداخلهما‪،‬‬
‫فإنه يتجلى من العرض أعاله أن مسطرة تحفيظ العقار محل النزاع أصبحت تتابع في اسم كل‬
‫من محمد فتواكي ومعزاي عواد بصفتهما طالبي التحفيظ أخيرا حال محل طالب التحفيظ‬
‫األصلي بوكرين الطيب مورث الطاعنين بالشراء منه المؤرخ في ‪ 1993-06-15‬لكل العقار‬
‫موضوع مطلب التحفيظ‪ ،‬وبالتالي فإن صفة الطاعنين ورثة البائع المذكور أصبحت منعدمة‬
‫في النزاع‪.‬‬

‫األمر الذي يعتبر معه السببان معا بالتالي غير جديرين باالعتبار"‪.54‬‬

‫وفي األخير البد من اإلشارة إلى أن المستفيد من الخالصة اإلصالحية ال يكتسب صفة‬
‫طالب التحفيظ إال من تاريخ قبول طلبه من طرف المحافظ وأداء الواجبات القانونية‪ ،‬وليس من‬
‫تاريخ إيداع الوثائق المثبتة للحق الناشئ على العقار قيد التحفيظ‪.‬‬

‫‪ -‬عمر أزوكار‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.122‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪ - 53‬هشام المراكشي‪" :‬دور مسطرة إشهار العقار في طور التحفيظ والتصرفات الواردة عليه في حماية حقوق األغيار"‪ ،‬مقال منشور في مجلة القانون‬
‫المغربي‪ ،‬العدد ‪ ،25‬نونبر ‪ ،2014‬ص ‪.128‬‬

‫‪ - 54‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 494‬المؤرخ في‪ 2006-02-15 :‬ملف مدني عدد ‪ 2005-1-1-2982‬غير منشور‪ ،‬أشار إليه عمر أزوكار الدليل‬
‫العملي للعقار في طور التحفيظ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.120.121‬‬

‫‪23‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ثالثا‪ :‬القيام بالتحديد التكميلي أو التصحيحي‬

‫عملية التحديد عملية تقنية باألساس يقوم بها مهندس مساح ينتمي إلى هيئة المهندسين‬
‫الطبوغرافيين‪ ،‬حيث ينتقل إلى عين المكان بحضور األطراف لمعاينة العقار المراد تحديده‬
‫وألخذ المقاييس الالزمة لمعرفة حدوده ومعالمه ومشتمالته قصد وضع تصميم مدقق عن‬
‫الوضعية المادية للعقار‪ ، 55‬الشيء الذي من شأنه أن يلفت انتباه العموم إلى خضوع العقار إلى‬
‫عملية تحفيظ وشيكة‪.56‬‬

‫وهي كذلك عملية قانونية يتم فيها استفسار طالب التحفيظ وجميع المتدخلين عن كل ما يتعلق‬
‫بالملك ا لمعني من حقوق عينية‪ ،‬أو منازعات‪ ،‬أو تحمالت قد ترد عليه؛ باإلضافة إلى اعتبار‬
‫التحديد فرصة لمعاينة الحيازة ومدتها‪ ،57‬وحالة العقار إزاءها نظرا ألهميتها العملية‬
‫وضروريتها القصوى في ميدان الملكية العقارية خاصة عند تعدد المالكين وغموض أسبابها‬
‫أحيانا‪.58‬‬

‫ومما الشك فيه أن التحديد يعتبر مؤقتا في طور مسطرة التحفيظ والسبب في ذلك‪ ،‬هو أنه‬
‫يكون قابال لتعديالت أو إصالحات الحقة كتصحيح حدود عقار أو تقسيم ناتج عن تفويت‬
‫جزئي أو تمديد حدود‪...‬الخ‪.59‬‬

‫‪ - 55‬محمد خيري‪" :‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي من خالل القانون الجديد رقم ‪ 14.07‬المتعلق بالتحفيظ العقاري"‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2014‬ص ‪.176‬‬

‫‪ - 56‬هشام بصري‪" :‬إشكاالت تدبير مسطرة التحديد على ضوء القانون ‪ ،"14.07‬مقال منشور بمجلة المنبر القانوني – أعمال الندوة العلمية التي‬
‫نظمتها مجلة المنبر القانوني بشراكة مع الفضاء المدني يوم ‪ 05‬مايو ‪ 2012‬بتزنيت‪ ،‬حول موضوع قانون التحفيظ العقاري بين روح ظهير ‪1913‬‬
‫ومستجدات قانون ‪ ،14.07‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪ ،2012‬ص‪.13 :‬‬

‫‪ -‬هشام بصري‪" :‬مسطرة التحفيظ وإشكاالتها العملية"‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2013‬ص ‪.56‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪ - 58‬عبد العلي بن محمد العبودي‪" :‬نظام التحفيظ العقاري وإشهار الحقوق العينية بالمملكة المغربية"‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الطبعة األولى ‪،2003‬‬
‫ص ‪.39‬‬

‫‪ -‬رشيد بالوشو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪24‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫والتحديد التصحيحي أو التكميلي يعني انتقال المهندس المساح إلى عين المكان لتغيير النطاق‬
‫المادي للعقار المطلوب تحفيظه‪ ،‬وهو إجراء إضافي تستوجبه ضرورة المسطرة أو يطلبه‬
‫المتدخل فيها‪ ،‬الغرض منه تصحيح وإعادة تعيين حدود الملك ودائرته وذلك بوضع أحجار‬
‫تحمل كل منها رقما معينا باإلضافة إلى تعيين القطع المتعرض عليها داخل الملك‪.‬‬

‫وتبدأ إجراءات التحديد التكميلي بانتقال المهندس المساح إلى موقع العقار موضوع مسطرة‬
‫التحفيظ في التاريخ والساعة المحددين إلجرائه‪ ،‬ثم يقوم بتلقي الوثائق التي تثبت هوية طالب‬
‫التحفيظ والمستفيد من الحق الناشئ أو المعدل أثناء جريان المسطرة‪ ،‬بعد ذلك يقوم بوضع‬
‫األنصاب التي يعمل على إحضارها المستفيد وفق الحدود التي تلقاها في برنامج التحديد‬
‫التكميلي من قبل المحافظ‪.60‬‬

‫وتكتسي العمليات الهندسية التكميلية أهمية بالغة في تطبيق اتفاقات األطراف‪ ،‬أو تنفيذ‬
‫المقررات القضائية‪ ،‬خاصة خالل مسطرة التحفيظ وتطبيق مسطرة الخالصة اإلصالحية‪.‬‬

‫لذلك يتعين على الم حافظ العقاري التنسيق مع المصلحة الهندسية قصد االنتقال إلجراء التحديد‬
‫التكميلي وتوجيه االستدعاءات للمعنيين باألمر وإجراء خالصة إصالحية ونشرها بالجريدة‬
‫الرسمية‪.61‬‬

‫والجدير بالذكر أن عملية التحديد المنجزة على العقار شبه المحفظ تبقى مؤقتة إلى غاية‬
‫تأسيس رسم عقاري خاص بالعقار موضوع مطلب التحفيظ‪ ،‬بمعنى آخر إن عملية التحديد‬
‫قابلة للتغيير في أية لحظة مادامت مسطرة التحفيظ لم تنته بعد‪ .‬وهكذا عند تفويت طالب‬
‫التحفيظ لجزء من العقار في طور التحفيظ يكون الركون إلى تحديد تصحيحي واجبا‪ ،‬وهو‬

‫‪ -‬عالي أفقير‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪ -‬محمادي لمعكشاوي‪ " :‬الدليل العملي في التحفيظ العقاري"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة بالدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2014‬ص ‪.35‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪25‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫نفس الشيء عند صدور حكم قضائي نهائي يقضي بصحة تعرض جزئي على مطلب‬
‫التحفيظ‪.62‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مسطرة اإليداع‬

‫إن وضعية العقار في طور التحفيظ في الغالب متحركة فقد تجري عليها عدة تصرفات‬
‫أثناء سريان مسطرة التحفيظ‪ ،‬هذا األمر الذي جعل المشرع يضع مسطرة اإليداع‪ ،‬باعتبارها‬
‫خارطة طريق لكل مستفيد من هذه الوضعية‪ ،‬وبالتالي حماية حقوق الغير من كل ما يمكن أن‬
‫يضر بها‪.63‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإن اكتساب حق معين على عقار في طور التحفيظ يقتضي إيداعه بسجل التعرضات‬
‫طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع حتى ال يواجه صاحب الحق بالقوة التطهيرية الناتجة‬
‫عن تأسيس الرسم العقاري‪.‬‬

‫إال أن سلوك مسطرة اإليداع يتطلب مجموعة من الشروط الموضوعية والشكلية (الفقرة‬
‫الثانية)‪ ،‬التي تميزها عن بعض األنظمة المشابهة له (الفقرة األولى)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تمييز مسطرة اإليداع عن بعض األنظمة المشابهة‬

‫إذا كانت مسطرة اإليداع وسيلة تحمي الحقوق الناشئة أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬فإنها قد‬
‫تختلط مع بعض المؤسسات المشابهة لها من قبيل مسطرة الخالصة اإلصالحية التي تعتبر‬
‫بدورها آلية لحماية الحقوق الناشئة خالل مسطرة التحفيظ (أوال)‪ .‬ولما كان اإليداع يقيد بسجل‬
‫التعرضات فإن ذلك جعل البعض يخلط بين اإليداع والتعرض‪ ،‬لهذا يلزم التمييز بينهما (ثانيا)‪،‬‬

‫‪ -‬عالي أفقير‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪ - 63‬هشام علوي‪" :‬التعرض على الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري في ضوء مستجدات القانون ‪ ،"14.07‬مقال‬
‫منشور بمجلة المنازعات العقارية‪ ،‬سلسلة دراسات وأبحاث‪ ،‬منشورات القضاء المدني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.155‬‬

‫‪26‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫كما يجب التمييز بين مسطرة اإليداع والتقييد االحتياطي على اعتبار أنهما يهدفان إلى‬
‫حماية حقوق الغير كما أنهما يعتبران إجراءين مؤقتين(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تمييز مسطرة اإليداع عن الخالصة اإلصالحية‬

‫إن مسطرة اإليداع شبيهة بمسطرة الخالصة اإلصالحية إلى حد يجعل صاحب الحق‬
‫يجد صعوبة في االختيار بين سلوك إحدى هاتين المسطرتين من أجل حفظ حقوقه‪.64‬‬

‫إال أن مسطرة الخالصة اإلصالحية تختلف عن مسطرة اإليداع من عدة نواحي‪ ،‬فالشخص‬
‫الذي اختار سلوك مسطرة الخالصة اإلصالحية تصبح له صفة طالب التحفيظ‪ ،‬وبذلك يحل‬
‫محل سلفه بعد نشر خالصة إصالحية وإعادة اإلجراءات من جديد‪ ،‬وعند تأسيس الرسم‬
‫العقاري يؤسس في اسمه‪.‬‬

‫وذلك على عكس المستفيد الذي اختار مسطرة اإليداع‪ ،‬إذ ال يكتسب أي صفة‪ ،‬أي أنه ال يمكن‬
‫اعتباره طالب التحفيظ وال متعرض‪ .‬بحيث يوجد قي قاعة االنتظار‪ ،‬ومكانته توجد خلف طالب‬
‫التحفيظ وال أهلية له في الدفاع عن حقوقه وعن مصير مطلب التحفيظ‪ ،‬ألن المسؤول عن‬
‫مسطرة التحفيظ هو طالب التحفيظ دون أصحاب الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫وفي حالة سلوك الخالصة اإلصالحية يتم فتح آجال جديدة للتعرضات إذا سبق أن ُنشر إعالن‬
‫عن انتهاء التحديد حتى يكون للمعنيين باألمر دائما أجل شهرين ابتداء من تاريخ نشر انتهاء‬
‫االعالن عن انتهاء التحديد إلبداء تعرضاتهم‪.65‬‬

‫وذلك على عكس مسطرة اإليداع التي ال يتم فيها فتح أي آجال جديدة‪ ،‬وكذا ال يتم فيها أي‬
‫إشهار‪ ،‬بل تقتصر على إيداع المستفيد للوثائق التي تثبت حقه بالمحافظة العقارية التي يوجد‬

‫‪ - 64‬عبد الغني بولنوار‪ " :‬مسطرة اإليداع والتعرض عليها وفق الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود‬
‫والعقاري‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص ‪.9‬‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪27‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫العقار في مو طنها‪ ،‬ويتم تقييده في سجل التعرضات بهدف حفظ رتبته‪ ،‬وعندها يتم تقييده في‬
‫الرسم العقاري في نفس الوقت عند إنشاء أو تأسيس الرسم العقاري‪.66‬‬

‫كذلك تختلف مسطرة اإليداع عن مسطرة الخالصة اإلصالحية‪ ،‬في كون هذه األخيرة غالبا ما‬
‫يتم اللجوء إليها قبل انتهاء أجل التعرضات‪ ،‬بينما مسطرة اإليداع يتم اللجوء إليها حتى بعد‬
‫انتهاء أجل التعرضات‪ ،‬بل وحتى في حالة إحالة الملف على المحكمة‪.‬‬

‫وعموما‪ ،‬فإن الفصل ‪ 84‬عمره أطول من الفصل ‪ 83‬من ظ ت ع‪ ،‬والدليل على ذلك‬
‫هو أن بدايته تبدأ مع فتح مطلب التحفيظ وتنتهي مع نهايته‪ ،‬أي عند إلغائه أو تحويله إلى رسم‬
‫عقاري‪ .‬أما الفصل ‪ 83‬في غالب األحيان يجد أرضية مالئمة له قبل انتهاء أجل التعرضات‪،‬‬
‫ألنه إذا استعمل بعد انتهاء هذا األجل‪ ،‬تفتح آجال التعرضات من جديد‪ ،‬الشيء الذي ال يرغب‬
‫فيه المستفيد من الحق الذي آل إليه خوفا من مواجهته من طرف أشخاص معترضين جدد أو‬
‫من مرت عليهم فرصة التعرض من قبل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز مسطرة اإليداع عن التعرض‬

‫واإليداع يقيدان في سجل التعرضات‪ ،‬إال أن هناك فرق‬ ‫‪67‬‬


‫على الرغم من أن التعرض‬
‫بينهما ‪ ،‬فغالبا ما يحصل خلط بينهما ألن كال الوسيلتين تمارسان أثناء جريان مسطرة التحفيظ‬
‫إال أن الفرق بينهما شاسع‪.68‬‬

‫فا لتعرض ادعاء في مواجهة طالب التحفيظ من أجل منازعته في حق ملكيته للعقار أو‬
‫في مدى هذا الحق أو في حدود العقار أو مطالبته بحق عيني على العقار أنكره طالب التحفيظ‬

‫‪ -‬عمر أزوكار‪" :‬آثار انتقال الحقوق أثناء مسطرة التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور بسلسة االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2011 ،‬ص ‪.70‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪ - 67‬للتوسع حول موضوع التعرض أنظر‪ :‬إدريس الفاخوري‪" :‬التعرضات على مط لب التحفيظ بين النص القانوني والعمل القضائي"‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمجلة الحقوق –قراءات قي القوانين العقارية الجديدة‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،3013‬اإلصدار الخامس‪.‬‬

‫‪ - 68‬برادة غزيول‪" :‬مطلب التحفيظ وإشكالية توثيق التصرفات القانونية الواردة عليه"‪ ،‬مقال منشور بمجلة الحقوق‪ ،‬سلسة األنظمة والمنازعات‬
‫العقارية‪ ،‬اإلصدار السابع‪ ،‬فبراير ‪ ،2013‬ص ‪.133‬‬

‫‪28‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ولم يشر إليه في مطلبه‪ .69‬كذلك يعتبر وسيلة قانونية يمارسها الغير للحيلولة دون إتمام‬
‫إجراءات التحفيظ إ لى أن يوضع حد للنزاع المتعلق بالعقار موضوع طلب التحفيظ من طرف‬
‫المحكمة‪.70‬‬

‫أما اإليداع فهو وسيلة لحماية الحق المكتسب على العقار خالل مرحلة التحفيظ سواء كان ذلك‬
‫بالشراء أم بالمعاوضة‪ ،‬أم عن طريق الرهن‪ ،‬فيكون من الضروري إيداع السندات المثبتة لتلك‬
‫الحقوق بصفة قانونية طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع ودون انتظار تأسيس الرسم العقاري‪.71‬‬
‫فالتعرض إذن له طابع نزاعي‪ ،‬يدعي من خالله المتعرض حقوقا ترد على العقار‪ ،‬بينما‬
‫التقييدات طبقا للفصل ‪ 84‬هي إجراء يتم بموافقة طالب التحفيظ‪.72‬‬

‫كذلك يختلف التعرض عن اإليداع من ناحية األشخاص الذين يحق لهم تقديمهما‪ ،‬فإذا كان‬
‫التعرض يتم تقديمه من طرف أي شخص ينازع طالب التحفيظ في ملكية العقار المراد‬
‫تحفيظه‪ ،‬أو في حدوده أو في حق عيني مترتب عليه‪ .73‬فإن اإليداع ال يمكن تقديمه إال من‬
‫طرف الشخص الذي اكتسب حق أثناء سريان مسطرة التحفيظ‪.74‬‬

‫‪ - 69‬المختار بن أحمد عطار‪" :‬التحفيظ العقاري في ضوء التشريع المغربي (وفق أحدث التعديالت)"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪،2016 ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪ - 70‬محمد محبوبي‪" :‬أساسيات في أحكام الشهر العقاري والحقوق العينية العقارية في ضوء التشريع المغربي"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ -‬الرباط‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ :‬أكتوبر ‪ ،2017‬ص ‪.80‬‬

‫أنظر كذلك‪:‬‬

‫محمد بن أحمد بونبات‪" :‬نظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬طبعة ‪ ،2005‬المطبعة الوطنية بمراكش‪ ،‬ص‪.43 :‬‬

‫محمد العبو دي‪" :‬نظام التحفيظ العقاري بالمغرب"‪ ،‬المركز العربي بالدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2003‬ص‪.46 :‬‬

‫‪ -‬برادة غزيول‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪ - 72‬عبد العالي دقوقي‪" :‬التقييدات الواردة على مطلب التحفيظ في إطار الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنازعات‬
‫العقارية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬الجزء الثاني‪ ،2014 ،‬ص‪.126 :‬‬

‫‪ -‬الفصل ‪ 24‬من القانون رقم ‪.14.07‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪ -‬الفصل ‪ 84‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪29‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫عالوة على ذلك فإن التعرض يختلف عن اإليداع من حيث األجل الذي يكمن تقديمه فيه‪،‬‬
‫فالتعرض حدد له المشرع أجل شهرين من تاريخ اإلعالن عن انتهاء التحديد‪ ،‬وذلك في حالة‬
‫إذا لم يتقدم المتعرض بتعرضه من قبل‪ ،‬كما يمكن تقديمه بصفة استثنائية خارج األجل‪ .75‬أما‬
‫اإليداع فإنه غير مرتبط بأي أجل‪ ،‬بحيث يمكن تقديمه منذ فتح مطلب التحفيظ إلى غاية تأسيس‬
‫الرسم العقاري‪.‬‬

‫ويختلف التعرض عن اإليداع كذلك من ناحية األشخاص الذين يقدم لهم‪ ،‬بحيث نجد التعرض‬
‫أجاز المشرع تقديمه أمام المحافظ على األمالك العقارية والمهندس المساح الطبوغرافي‪،76‬‬
‫بينما اإليداع ال يقدم إال أمام المحافظ‪.‬‬

‫وقد سبق للمجلس األعلى أن ميز بين اإليداع والتعرض في قرار صادر عنه‪ ،‬حيث‬
‫جاء فيه‪" :‬إن هناك فرقا من حيث اآلثار القانونية بين التعرض على مطلب التحفيظ المنصوص‬
‫عليه في الفصل ‪ 24‬وما بعده من الظهير الشريف الصادر في ‪12‬غشت ‪ 1913‬بشأن التحفيظ‬
‫العقاري ونظام اإليداع المنصوص عليه في الفصل ‪ 84‬منه الذي ال يقتضي إحالة أي نزاع‬
‫على المحكمة لتبث فيه وإنما يكون على المحافظ أن يقيد موضوعه برتبته في التاريخ عند‬
‫إنشاء الرسم العقاري‪ ،‬والشفيع بالتالي ال يكون ملزما برفع دعواه إلى قاضي التحفيظ إال إذا‬
‫كان هناك نزاع ناشئ عن تعرض على مطلب التحفيظ‪ ،...‬والمحكمة كانت على حق عندما‬
‫ميزت بين التعرض واإليداع وصرحت أنها مختصة للبت في طلب الشفعة"‪.77‬‬

‫‪ - 75‬ينص الفصل ‪ 29‬من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي‪" :‬بعد انصرام األجل المحدد في الفصل ‪ 27‬أعاله يمكن أن يقبل التعرض بصفة‬
‫استثنائية من طرف المحافظ على األ مالك العقارية‪ ،‬ولو لم يرد على مطلب التحفيظ أي تعرض سابق‪ ،‬شريطة أن ال يكون الملف قد وجه إلى المحكمة‬
‫االبتدائية‪.‬‬

‫يتعين على المتعرض أن يدلي للمحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬بالوثائق المبينة لألسباب التي منعته من تقديم تعرضه داخل األجل‪ ،‬وبالعقود والوثائق‬
‫المدعمة لتعرضه‪ .‬كما يتعين عليه أن يؤدي الرسوم القضائية وحقوق المرافعة أو يثبت حصوله على المساعدة القضائية‪.‬‬

‫يكون قرار المحافظ على األمالك العقارية برفض التعرض غير قابل للطعن القضائي"‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل ‪ 25‬من القانون رقم ‪.14.07‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪ - 77‬قرار‪.‬عدد ‪ 2592‬صادر بتاريخ ‪ 1998/04/22‬في الملف المدني عدد ‪ 93/4353‬منشور بالتقرير السنوي للمجلس األعلى‪ :‬دون ذكر‬
‫‪.‬المطبعة‪ ،‬ودون ذكر عدد الطبعة ‪ ،1998‬ص ‪ .123‬أشار إليه عالي أفقير‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.40.41‬‬

‫‪30‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وعموما‪ ،‬فإن وجه الشبه بينهما هو تلك المسطرة اإلجرائية المتمثلة في تقييدهما بنفس‬
‫سجل التعرضات‪ ،‬ما عدا ذلك‪ ،‬فأحكامهما تبقى مختلفة اختالفا كليا‪ ،‬وإال فما هو الدافع الذي‬
‫جعل المشرع يخصص لكل منهما أحكاما خاصة‪.78‬‬

‫ثالثا‪ :‬تمييز مسطرة اإليداع عن التقييد االحتياطي‬

‫التقييد االحتياطي هو ما يضمنه المحافظ على األمالك العقارية في رسم الملكية‬


‫بسجالت المحافظة العقارية‪ ،‬وعلى النظير منه الذي يكون عادة عند المالك‪ ،‬ويقصد بذلك‬
‫التقييد حفظ الحق المترتب على العقار من التفويت الذي يدعي طالب التقييد حفظ الحق‬
‫المترتب على العقار من التفويت الذي يدعي طالب التقييد أنه قد تعذر عليه تقييد حقه المذكور‬
‫على الرسم العقاري‪ ،‬طبقا لقاعدة اإلشهار المطلوبة بصفة نهائية لسبب من األسباب‪ ،‬وإن ذلك‬
‫التقييد ال يكون إال مؤقتا في انتظار زوال المانع من التقييد النهائي‪.79‬‬

‫أما مسطرة اإليداع فهي كما سبقت اإلشارة إليه أعاله وسيلة قانونية منحها المشرع لكل‬
‫صاحب حق نشأ أثناء مسطرة التحفيظ تمكن المفوت له حق من الحقوق القابلة لإلشهار من‬
‫الحفاظ عليها ومواجهة الغير بها إلى حين تأسيس الرسم العقاري ليسجل في الرتبة التي‬
‫يستحقها‪.‬‬

‫إال هناك فرق بين مسطرة اإليداع المنصوص عليها في الفصل ‪ 84‬من القانون رقم‬
‫‪ 14.07‬ومسطرة التقييد االحتياطي المنظمة بموجب الفصل ‪ 85‬من نفس القانون‪.‬‬

‫فاإليداع يمارس على العقار في طور التحفيظ وذلك قبل اتخاذ قرار التحفيظ‪ .‬أي أن‬
‫اإليداع ال يمكن تصوره بعد تأسيس الرسم العقاري‪ .‬أما التقييد االحتياطي ال يمكن أن ينصب‬
‫إال على العقار المحفظ وال يرد إال على الرسوم العقارية فقط دون مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫‪ -‬عبد العالي دقوقي‪" :‬اإللغاء والتشطيب في التشريع العقاري المغربي"‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ -‬سطات‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2019‬ص‪.74 :‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪ - 79‬محمد بلحاج الفحصي‪" :‬تقييد الحقوق العينية العقارية وتحقيق األمن العقاري"‪ ،‬مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.47‬‬

‫‪31‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وفي هذا السياق جاء في رسالة للمحافظ العام تحت رقم ‪ 3596‬بتاريخ ‪" :2005/12/24‬ال‬
‫يمكن تضمين تقييد احتياطي بناء على مقال بالملك موضوع مطلب التحفيظ طبقا لمقتضيات‬
‫الفصل ‪ 85‬من ظهير التحفيظ العقاري التي تنص صراحة على أنه (لكل من يدعي حقا في‬
‫عقار محفظ أن يطلب تقييدا احتياطيا قصد االحتفاظ المؤقت بهذا الحق) وبالتالي‪ ،‬فهذا اإلجراء‬
‫متعلق فقط بالعقارات المحفظة ال بالعقارات في طور التحفيظ‪.80‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضوابط الموضوعية والشكلية لمسطرة اإليداع‬

‫جاء في الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 14.07‬ما‬
‫يلي‪" :‬إذا نشأ على عقار في طور التحفيظ حق خاضع لإلشهار أمكن لصاحبه‪ ،‬من أجل ترتيبه‬
‫والتمسك به في مواجهة الغير‪ ،‬أن يودع بالمحافظة العقارية الوثائق الالزمة لذلك‪ .‬ويقيد هذا‬
‫اإليداع بسجل التعرضات‪.‬‬

‫يقيد الحق المذكور عند التحفيظ بالرسم العقاري في الرتبة التي عينت له إذا سمحت إجراءات‬
‫المسطرة بذلك"‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فقد أشار المشرع من خالل الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع إلى وضعية األشخاص الذين‬
‫يكتسبون حقوقا عينية على العقار خالل مرحلة التحفيظ سواء كان ذلك بالشراء أو بالمعاوضة‬
‫أو عن طريق الرهن‪ ،‬حيث استلزم منهم ألجل ضمان حقوقهم المكتسبة أن يضعوا سنداتهم‬
‫بالمحافظة العقارية قصد تسجيل تلك الحقوق بصفة قانونية ودون انتظار تأسيس الرسم‬
‫العقاري‪ ،‬وبالتالي فإن المستفيد من الحق عليه احترام مجموعة من الشروط الموضوعية‬
‫(أوال) والشكلية (ثانيا) من أجل إيداع حقوقه طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫‪ -‬برادة غزيول‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.134‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪32‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫أوال‪ :‬الضوابط الموضوعية‬

‫‪ .1‬أن يكون التصرف القانوني موضوع مسطرة اإليداع وارد على عقار في طور التحفيظ‪،‬‬
‫سواء كان بعوض أو بدون عوض‪ ،‬شريطة أن يكون من الحقوق القابلة للتقييد في الرسم‬
‫العقاري‪.81‬‬

‫‪ .2‬أن يكون الحق موضوع مسطرة اإليداع من الحقوق الخاضعة لإلشهار‪ ،‬وهي تلك الحقوق‬
‫المشار إليها في الفصل ‪ 65‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،82‬أي البد من تعلق المعاملة‬
‫ال عقارية الواردة على مطلب التحفيظ بحق قابل لإلشهار‪ ،‬والذي يجد مصدره في االتفاقات‬
‫التعاقدية واألفعال الرامية إلى تأسيس حق عيني من الحقوق المنصوص عليها في مدونة‬
‫الحقوق العينية‪ ،83‬وجميع الوقائع المنشئة ‪ ،‬أو التصرفات الناشئة بين األحياء مجانية كانت‬
‫أو بعوض‪ ،‬وكافة األعمال التي تجد مصدرها في القانون‪ ،‬كمحضر الحجز العقاري‪،‬‬
‫والحجز التحفظي‪ ،‬واألحكام الحائزة لقوة الشيء المقضي به المقررة لنشوء حق عقاري‪،‬‬
‫ومحضر البيع بالمزاد العلني‪.84‬‬

‫‪ - 81‬عمر أزوكار‪" :‬مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء قانون ‪ 14.07‬ومدونة الحقوق العينية"‪ ،‬منشورات دار القضاء بالمغرب‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.165‬‬

‫‪ - 82‬فاطمة الحروف‪" :‬حجية القيد في السجل العقاري"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬وحدة القانون المدني‪ ،‬كلية الحقوق بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،1993-1994‬ص ‪.174‬‬

‫‪ - 83‬تنص المادة التاسعة من مدونة الحقوق العينية على ما يلي‪... " :‬الحقوق العينية األصلية هي‪ :‬حق الملكية‪ -‬حق االرتفاق والتحمالت العقارية‪ -‬حق‬
‫االنتفاع‪ -‬حق العمرى‪ -‬حق االستعمال‪ -‬حق السطحية‪ -‬حق الكراء الطويل األمد‪ -‬حق الحبس‪ -‬حق الزينة‪ -‬حق الهواء والتعلية‪ -‬الحقوق العرفية المنشأة‬
‫بوجه صحيح قبل دخول هذا القانون حيز التنفيذ"‪.‬‬

‫وتنص المادة العاشرة من نفس المدونة على ما يلي‪..." :‬الحقوق العينية التبعية هي‪ :‬االمتيازات‪ -‬الرهن الحيازي‪ -‬الرهون الرسمية"‪.‬‬

‫‪ - 84‬رشيد حمداوي‪" :‬اإلشكاالت العملية لإليداع طبقا للفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة األبحاث والدراسات القانونية العدد‬
‫السابع ‪ ،2016‬ص ‪.163‬‬

‫‪33‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ويستثنى من جميع ما ذكر واقعة الوفاة بحيث ال تخضع لزوما إلى مسطرة اإليداع‪ ،‬ألن الورثة‬
‫محقون في أي وقت سواء أثناء مسطرة التحفيظ أم بعد تأسيس الرسم العقاري من تسجيل‬
‫اراثتهم بالمحافظة العقارية‪.85‬‬

‫وإذا كانت الحقوق الخاضعة للتقييد هي نفسها الخاضعة لإليداع فإنه يمكننا التساؤل عن‬
‫مكرر من ظ ت ع على‬ ‫‪86‬‬
‫إمكانية تطبيق غرامة التأخير المنصوص عليها في الفصل ‪65‬‬
‫الطلبات المقدمة في إطار الفصلين ‪ 83‬و ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫إجابة عن هذا السؤال فقد جاء في دورية صادرة عن المحافظ العام تقضي بعدم إخضاع هذه‬
‫الطلبات لغرامة التأخير‪ ،‬ومما ورد في الدورية‪...." :‬يشرفني أن أنهي إلى علمكم أن الفصل‬
‫‪ 65‬مكرر المتعلق بتطبيق غرامة التأخير جاء ضمن فصول القسم الثاني المتعلق بإشهار‬
‫الحقوق العينية المترتبة على العقارات المحفظة وتقييدها في السجل العقاري من الظهير‬
‫المتعلق بالتحفيظ العقاري‪ ،‬كما ألفت انتباهكم إلى أن مقتضيات الفصل ‪ 65‬مكرر المذكور‬
‫تطبق على العمليات المنصوص عليها في الفصل ‪ 65‬الذي ينص صراحة على أن العمليات‬
‫المذكورة "يجب أن تشهر بواسطة تقييدها في الرسم العقاري"‪.‬‬

‫‪ - 85‬برادة غزيول‪" :‬مطلب التحفيظ العقاري وإشكالية توثيق التصرفات القانونية الواردة عليه"‪ ،‬مقال منشور بمجلة الحقوق‪ ،‬سلسة األنظمة‬
‫والمنازعات العقارية‪ ،‬اإلصدار السابع‪ ،‬فبراير ‪ ،2013‬ص ‪.135‬‬

‫‪ -‬جاء في الفصل ‪ 65‬مكرر من ظ ت ع ما يلي‪" :‬يحدد أجل إنجاز التقييد النصوص عليه في الفصل ‪ 65‬في ثالثة أشهر ويسري هذا األجل بالنسبة‪:‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪ . 1‬للقرارات القضائية ابتداء من تاريخ حيازتها لقوة الشيء المقضي به؛‬

‫‪ . 2‬للعقود الرسمية ابتداء من تاريخ تحريرها؛‬

‫‪ . 3‬للعقود العرفية ابتداء من تاريخ آخر تصحيح إمضاء عليها‬

‫غير أن هذا األجل ال يسري على العقود المشار إليها في البندين ‪ 2‬و ‪ 3‬أعاله إذا‪:‬‬

‫كانت موضوع تقييد احتياطي طبقا للفصل ‪85‬؛‬ ‫‪-‬‬

‫تعلقت‬ ‫‪-‬‬

‫باألكرية أو اإلبراء أو الحوالة المنصوص عليها في الفصل ‪ 65‬من هذا القانون‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إذا لم يطلب التقييد بالرسم العقاري ولم تؤد رسوم المحافظة العقارية داخل األجل المقرر أعاله‪ ،‬فإن طالب التقييد يلزم بأداء غرامة تساوي خمسة‬
‫في المائة من مبلغ الرسوم المستحقة‪ ،‬وذلك عن الشهر األول الذي يلي تاريخ انقضاء األجل المذكور و ‪ 0.5‬في المائة عن كل شهر أو جزء من‬
‫الشهر الموالي له‪."...‬‬

‫‪34‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬يتعين عليكم عدم تطبيق غرامة التأخير على طلبات اإلعالن أو إيداع‬
‫الحقوق المتعلقة بمطالب التحفيظ وفقا ألحكام الفصلين ‪ 83‬و ‪ 84‬من ظ ت ع"‪.87‬‬

‫‪ .3‬أن تكون الحقوق والتصرفات الواجبة التقييد حالة وقائمة‪ :‬يجب أن تكون هذه االلتزامات‬
‫و التصرفات المبرمة بشأن تلك الحقوق أو األحداث التزامات وتصرفات تامة وصحيحة‬
‫تتوفر فيها كل مقومات وشروط العقد أو الحالة المدنية الواجبة اإليداع كالوفاة‪ ،‬وتجعل‬
‫الحق نهائيا غير احتمالي‪.88‬‬

‫وهذا ما أكدته محكمة االستئناف بالرباط في قرار لها جاء فيه‪" :‬إن الحقوق العينية الحالة‬
‫والقائمة هي التي تكون وحدها قابلة للتقييد"‪.89‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضوابط الشكلية‬

‫من أجل سلوك مسطرة اإليداع طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ ،‬يتطلب األمر إتباع‬
‫مجموعة من اإلجراءات الشكلية والتي يمكن إجمالها في إيداع الوثائق التي تستند عليها‬
‫الحقوق التي نشأت أو عدلت أثناء جريان المسطرة بالمحافظة العقارية (‪ ،)1‬ثم طلب تقييد‬
‫اإليداع بسجل التعرضات وتأشير المحافظ على الطلب (‪ ،)2‬وأخيرا استخالص الرسوم‬
‫المفروضة قانونا (‪.)3‬‬

‫‪ -‬دورية عدد ‪ 392‬صادرة عن المحافظ العام بتاريخ ‪ 16‬يناير ‪.2016‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪88‬‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 2777‬بتاريخ ‪ ،29/11/1945‬أورده حدو معسو‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪35‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ : 1‬إيداع السندات المثبتة للحق بالمحافظة العقارية‬


‫نصت على هذا الشرط الفقرة األولى من الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع التي جاء فيها‪" :‬إذا‬
‫نشأ على عقار في طور التحفيظ حق خاضع لإلشهار أمكن لصاحبه‪ ،‬من أجل ترتيبه والتمسك‬
‫به في مواجهة الغير‪ ،‬أن يودع بالمحافظة العقارية الوثائق الالزمة لذلك‪"....‬‬

‫فالمشرع أعطى لصاحب الحق الذي نشأ على العقار في طور التحفيظ إمكانية أن يودع الوثائق‬
‫التي تثبت انتقال ذلك الحق إليه مع كل الوثائق الالزمة بالمحافظة العقارية الموجود بدائرتها‬
‫العقار المطلوب تحفيظه‪ ،90‬كعقد البيع أو الهبة أو رهن رسمي‪...‬إلخ‪.‬‬

‫وتقدم هذه الوثائق في شكل طلب موجه إلى السيد المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬حيث يقوم‬
‫هذا األخير بدراسته وتسجيل مالحظاته‪ ،‬فإذا قبله يحدد الرسوم القانونية الواجبة األداء ثم يؤشر‬
‫على الطلب المذكور بعبارة صالح لإليداع‪.91‬‬

‫ويجب أن يتضمن هذا الطلب عدة بيانات متعلقة بالمستفيد من الحق الناشئ أثناء مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬كاسمه الكامل وحالته المدنية ومحل سكناه أو موطنه المختار إن اقتضى الحال‪ ،‬وكذا‬
‫تصريحه باختيار طريقة اإليداع عن طريق الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫وبعد تقديم هذا الطلب يلزم المحافظ على األمالك العقارية أن يتحقق تحت مسؤوليته من صحة‬
‫الوثائق المدلى بها شكال ومضمونا وكذا التأكد من هوية األطراف وأهليتهم للتعاقد‪ ،‬طبقا‬
‫للفصل ‪ 92 72‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪ - 90‬هشام نوبي‪" :‬التصرفات التي تجري على العقار في طور التحفيظ"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون المدني‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عين الشق –الدارالبيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2011 -2010‬ص ‪.35‬‬

‫‪ -‬رشيد حمداوي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪162‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪ - 92‬ينص الفصل ‪ 72‬من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي‪" :‬يتحقق المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬تحت مسؤوليته‪ ،‬من هوية المفوت وأهليته‬
‫وكذا من صحة الوثائق المدلى بها تأييدا للطلب شكال وجوهرا"‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ :2‬استخالص الرسوم الخاصة باإليداع‬

‫يلزم المستفيد من حق أثناء مسطرة التحفيظ والذي اختار سلوك مسطرة اإليداع من‬
‫يؤدي الرسوم الخاصة باإليداع‪ ،‬والتي حددها المرسوم رقم ‪ 932.16.375‬لسنة ‪.2016‬‬

‫وقد خصص هذا المرسوم الباب الثاني للتقييد في الرسوم العقارية أو اإليداع طبقا‬
‫للفصل ‪ 84‬من الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪.)1913‬‬

‫وتحدد على النحو التالي تعريفة رسوم المحافظة على األمالك العقارية‪....":‬‬

‫أ ـ واقعة أو اتفاقية قابلة للتقييم كالتفويت والمعاوضة والقسمة واالعتراف بحقوق عينية‬
‫واإليجار‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ حقوق عينية أو غيرها‪:‬‬

‫‪ -‬وجيبة بحسب القيمة‪%1.5 ................................................................ :‬؛‬

‫‪ -‬وجيبة ثابتة (عن كل عقار)‪ 100 ..................................................... :‬درهم؛‬

‫‪ -‬أدنى ما يستوفى‪ 500 ................................................................ :‬درهم‪.‬‬

‫فيما يخص عقود اإليجار‪ ،‬تستوفى الوجيبة بحسب القيمة على أساس مجموع مبالغ اإليجار‬
‫المتعلقة بجميع السنوات التي تستغرقها مدة العقد‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ التركات‪:‬‬

‫‪ -‬وجيبة ثابتة (عن كل عقار)‪ 100 ................................................ :‬درهم‪.‬‬

‫‪ - 93‬مرسوم رقم ‪ 2.16.375‬صادر في ‪ 13‬من شوال ‪ 18 ( 1437‬يوليو ‪ ،) 2016‬بتحديد تعريفة وجيبات المحافظة العقارية‪ ،‬منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6484‬بتاريخ ‪ 21‬يوليو ‪ ،2016‬ص ‪.5621‬‬

‫‪37‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ .3‬عمليات قسمة التركة‪:‬‬

‫‪ -‬إذا تم التقييد أو اإليداع خالل السنتين التاليتين للوفاة‪:‬‬

‫وجيبة ثابتة (عن كل عقار)‪ 500............................................................‬درهم‪.‬‬

‫وتستوفى الوجيبة الثابتة باإلضافة إلى الوجيبات المترتبة عن العمليات الطبوغرافية عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬

‫‪ -‬إذا تم التقييد أو اإليداع بعد السنتين التاليتين للوفاة‪:‬‬

‫‪ ‬وجيبة بحسب القيمة‪.%1.5...................................................................‬‬

‫‪ ‬وجيبة ثابتة ( عن كل عقار)‪ 100.......................................................‬درهم؛‬

‫‪ ‬أدنى ما يستوفى‪ 500...................................................................‬درهم‪.‬‬

‫وتستوفى الوجيبة بحسب القيمة باإلضافة إلى الوجيبات المترتبة عن العمليات الطبوغرافية عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬

‫ب) واقعة أو اتفاقية غير قابلة للتقييم كالتقييد االحتياطي وشطبه والترشيد وتغيير الحالة المدنية‬
‫وشطب عقود اإليجار ورفع الحجز أو اإلنذار والتدخل في الحجز ونقل حق عيني أو تحمل‬
‫عقاري‪:‬‬

‫‪ -‬وجيبة ثابتة (عن كل عقار)‪ 500 ..................................................... :‬درهم‪.‬‬

‫من النص أعاله نالحظ أن المشرع ميز بالنسبة للرسوم المفروضة على تقييد وإيداع‬
‫حق المستفيد من حق ناشئ أثناء مسطرة التحفيظ بين ما إذا كانت الواقعة أو االتفاقية المراد‬
‫إيداعها قابلة للتقييم‪ ،‬كالتفويت والمعاوضة والقسمة‪ ،‬والتي فرض لها وجيبة بحسب القيمة‬
‫‪ . %1.5‬إضافة إلى فرضه وجيبة ثابتة عن كل عقار حددها في ‪ 100‬درهم‪ ،‬وجعل أدنى ما‬

‫‪38‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫يستوفي محدد في ‪ 500‬درهم‪ .‬وبين ما إذا كانت الواقعة أو االتفاقية غير قابلة للتقييم كالتقييد‬
‫االحتياطي وتغيير الحالة المدنية‪ ،‬فقد فرض لها وجيبة ثابتة عن كل عقار في ‪ 500‬درهم‪.‬‬

‫و الستخالص الرسوم المفروضة على مسطرة اإليداع أهمية كبرى تكمن في اعتباره المعول‬
‫عليه في ضمان رتبة التقييد بعد تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وبعد استخالص الرسوم يتم تقييد‬
‫اإليداع بسجل التعرضات‪.94‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقييد اإليداع بسجل التعرضات وتأشير المحافظ على الطلب‬

‫على الرغم من أن اإليداع ال يعتبر تعرض فإنه يتم تقييده بسجل التعرضات‪ ،‬إذ بعدما‬
‫يُستخلص من المستفيد من حق ناشئ أو معدل أثناء جريان مسطرة التحفيظ الرسوم المفروضة‬
‫قانونا يُقيد هذا اإليداع بسجل التعرضات‪ ،‬دون إخضاعه إلى أي إشهار بالجريدة الرسمية‪.‬‬
‫ويتحقق ذلك بتدوين كافة البيانات التي تفيد مضمون التصرف المنصب على العقار في طور‬
‫التحفيظ‪ ،‬ورقم ترتيبه الذي انتهى إليه ذلك السجل‪ ،‬وكذا اسم الملك ورقم مطلب التحفيظ‪.95‬‬

‫باإلضافة إلى اإليداع الذي يجري في سجل التعرضات فإن نفس المعلومات تضمن في‬
‫مطبوعين حددت اإلدارة المركزية شكلهما يختلفان بحسب طبيعة التصرف‪.‬‬

‫فبخصوص المطبوع األول يشار فيه إلى كناش اإليداع ورقمه الترتيبي بسجل التعرضات‪،‬‬
‫وتاريخه‪ ،‬وكذا مرجع العقد ونوعه وتاريخه‪ ،‬مع ذكر رقم مطلب التحفيظ المطلوب اإليداع فيه‬
‫وموقعه واسم طالب التحفيظ واسم المستفيد‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمطبوع الثاني‪ ،‬فيتضمن نفس المعلومات السابقة‪ ،‬ويؤشر المحافظ على‬
‫المطبوعين‪ ،‬ويوضعان بملف فرعي‪ ،‬يضمن بملف مطلب التحفيظ ويوضع له رقم ترتيبي‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪ -‬محمد الحياني‪" :‬في نظام التحفيظ العقاري المغربي"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2004 ،‬ص‪.146‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪39‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫بالمطلب‪ ،‬وفي نهاية كل يوم يقوم السيد المحافظ بحصر سجل التعرضات بوضع خط تحت‬
‫آخر إيداع أو تعرض ثم يضع إمضائه‪.96‬‬

‫وعموما فإن المحافظ ال يمكنه أن يشطب على اإليداع استنادا إلى الفصل ‪ 29‬من القرار‬
‫الوزيري ‪ 3/6/1915‬الختالف مسطرة التحفيظ عن مسطرة التقييدات التي ال ترد على العقار‬
‫المحفظ‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار جاء في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪" :‬ويعيبونه في السبب الثالث‬
‫بانعدام التعليل ذلك أن قرار المحافظ بإلغاء التقييدين المضمنين بكناش التعرضات ‪ 40‬عدد‬
‫‪ 259‬و‪ 260‬كان في محله لكون العقار موضوع مطلب عدد ‪ 19826‬سبق عرض نزاعه‬
‫على القضاء وبت فيه بصفة نهائية حسب القرارات المدلى بها في ملف القضية من جهة ومن‬
‫جهة ثانية فإن التقييد الذي سجله المحافظ بالكناش المذكور هو تقييد خاطئ ومبني على حجج‬
‫غير سليمة‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬ردا على السببين معا لتداخلهما‪ ،‬فإنه يتجلى من مستندات الملف أن قرار المحافظ أعاله‬
‫بإلغاء التقييدين المذكورين المدونين من طرفه في نطاق مقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬
‫إنما ينبني على مقتضيات الفصل ‪ 29‬من القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 3/6/1915‬بشأن‬
‫تفاصيل تطبيق النظام العقاري للتحفيظ‪ ،‬والمتعلقة فقط باالغفاالت أو األغالط والمخالفات التي‬
‫تقع بالرسم العقاري أو في التقييدات المضمنة به الحقا‪ ،‬وليس باإليداع المدون من طرفه في‬
‫نطاق مقتضيات الفصل ‪ 84‬المذكور المتعلقة بالحقوق الناشئة على عقار في طور التحفيظ كما‬
‫هو عليه في النازلة‪ ،‬األمر الذي يعتبر معه القرار حيث علل قضاءه بأن القرار (قرار المحافظ‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.66‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪40‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫بإلغاء التقييد المذكور ال سند له) معلال وغير خارق لمقتضيات الفصل ‪ 84‬المذكور والسببان‬
‫معا بالتالي غير جديرين باالعتبار"‪.97‬‬

‫‪ - 97‬قرار محكمة النقض عدد‪ 294 :‬المؤرخ في ‪ 25/1/2006‬في الملف المدني عدد ‪ ،2004-1-1-488‬غير منشور أشار إليه عمر أزوكار‪:‬‬
‫مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء قانون ‪ 14.07‬ومدونة الحقوق العينية‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.171‬‬

‫‪41‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية التمييز بين مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫إن الحماية القوية التي يربو إليها طالب التحفيظ من وراء تحفيظ حقوقه العقارية‪ ،‬وضمها‬
‫مع العقارات المحفظة‪ ،‬ال يمكن أن تكون مبررة وقائمة بالفعل ما لم تخضع هذه الحقوق‬
‫لتحريات وتحقيقات واسعة‪ ،‬تؤكد بما ال يدع مجاال للشك أنها ترجع فعال لطالب التحفيظ وليس‬
‫ألحد غيره‪.98‬‬

‫إذ يجب أن ال تمر مسطرة التحفيظ في جو يطبعه السرية والكتمان‪ ،‬ألن هذا يتنافى مع المبادئ‬
‫التي يقوم عليها نظام التحفيظ بالمغرب‪ ،‬بحيث يلزم إشهار مختلف العمليات التي تمر منها‬
‫مسطرة التحفيظ حتى يكون الغير على علم بذلك‪.‬‬

‫لهذا سعى المشرع المغربي إلى حماية حقوق الغير التي يكون اكتسبها إما قبل تقديم مطلب‬
‫التحفيظ أو أثناء جريان مسطرة التحفيظ‪ ،‬وذلك من خالل التنصيص على ضرورة إشهارها‪،‬‬
‫حتى ال تضيع أو تتضرر من عملية التحفيظ‪.‬‬

‫ومن أجل ذلك أوجد المشرع مسطرتين تتمثالن في مسطرة الخالصة اإلصالحية المنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪ ،83‬وكذا مسطرة اإليداع المقررة بمقتضى الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫ولكل مسطرة خصوصياتها ومميزاتها (المطلب األول)‪ ،‬الشيء الذي يجعل المستفيد من الحق‬
‫يختار المسطرة األكثر ضامنا لحقه‪ ،‬إال أن حق الخيار هذا ليس مطلق وإنما ترد عليه‬
‫استثناءات (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ -‬يوسف مختري‪" :‬حماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.263‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪42‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المطلب األول‪ :‬مميزات مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫لحماية الحقوق الواردة على العقار في طور التحفيظ أقر المشرع المغربي نظاما خاصا‬
‫ذو وجهين؛ األول يكسب المستفيد من الحق صفة طالب التحفيظ بعد مباشرة مسطرة خاصة‬
‫تعرف بمسطرة "الخالصة اإلصالحية" والتي نص عليها الفصل ‪ 83‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫والوجه الثاني فيتيح لصاحب الحق اإلعالن عن حقوقه دون أن تنتقل إليه التزامات‬
‫طالب التحفيظ المتعلقة بمتابعة مسطرة التحفيظ وال صفته‪ ،‬فتحفظ حقوقه في نظام يدعى‬
‫"اإليداع" ويتحول إلى تقييد بعد تأسيس الرسم العقاري وفقا لما ينص عليه الفصل ‪ 84‬من ظ‬
‫ت ع‪.‬‬

‫وبهذا فإن لكل نظام خصوصياته تميزه عن األخر‪ ،‬ذلك ما سنتطرق له من خالل الفقرتين‬
‫المواليتين‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مميزات مسطرة الخالصة اإلصالحية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مميزات مسطرة اإليداع‬

‫‪43‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مميزات مسطرة الخالصة اإلصالحية‬

‫ورد في الفصل ‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري ما يلي‪" :‬بغض النظر عن المسطرة‬
‫المقررة في الفصل ‪ 84‬من هذا القانون‪ ،‬يمكن لصاحب حق وقع إنشاؤه أو تغييره أو اإلقرار‬
‫به أثناء مسطرة التحفيظ أن يطلب نشره بالجريدة الرسمية بعد إيداع الوثائق المثبتة للحق‬
‫بالمحافظة العقارية‪.‬‬

‫تتابع مسطرة التحفيظ بصفة قانونية مع أخذ الحق المنشأ أو المغير أو المقر به بعين االعتبار‪.‬‬

‫يكتسب صاحب الحق المنشأ أو المغير أو المقر به صفة طالب التحفيظ في حدود الحق‬
‫المعترف له به‪.‬‬

‫إذا كان االعالن عن انتهاء التحديد قد تم نشره بالجريدة الرسمية فيجب أن يعاد نشره من جديد‬
‫ليفتح أجل شهرين للتعرض‪ ،‬يبتدئ من تاريخ االعالن عن الحق المنشأ أو المغير أو المقر به‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة لن تقبل إال التعرضات المنصبة مباشرة على الحق المذكور‪.‬‬

‫يؤخذ بعين االعتبار عند التحفيظ الحق المنشأ أو المغير أو المقر به خالل المسطرة"‪.‬‬

‫باستقراء مقتضيات الفصل أعاله نجد أن هذه المسطرة تتميز بالعديد من الخصائص‬
‫والمميزات‪.‬‬

‫فمن مميزات مسطرة الخالصة اإلصالحية أنها يكتسب فيها صاحب الحق صفة طالب التحفيظ‬
‫ويحل محل طالب التحفيظ األصلي في حدود الحق المعترف له به‪ ،‬كما أنها تعطي للمستفيد‬
‫أمام القضاء في مواجهة المتعرض‪ ،‬على اعتبار أن هذه المسطرة‬ ‫‪99‬‬
‫منها صفة المدعى عليه‬
‫تمنح له نفس الصالحيات الممنوحة لطالب التحفيظ أثناء سريان مسطرة التحفيظ وذلك من قبيل‬
‫الدفاع عن حقوقه أمام القضاء‪.‬‬

‫‪ -‬وإن كان البعض يعتبر هذه الميزة سلبية‪.‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪44‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫فمثال لو اقتنى شخص ما عقارا –كليا أو جزئيا‪ -‬في طور التحفيظ فيمكنه أن يطلب من‬
‫المحافظ على األمالك العقارية أن تتابع المسطرة في اسمه عوض طالب التحفيظ األول إذا ما‬
‫اقتنى العقار كليا‪ ،‬أو تتابع المسطرة مجزأة في اسمه بشأن القطعة المقتناة‪ ،‬وفي اسم طالب‬
‫التحفيظ األصلي فيما تبقى من الملك‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار جاء في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪" :‬حيث يستفاد من مستندات الملف‪ ،‬أنه‬
‫بمقتضى مطلب تحفيظ قيد بالمحافظة العقارية بإنزكان بتاريخ ‪ 1991/09/11‬تحت عدد‬
‫‪ 09/26691‬طلبت ( ز م ) تحفيظ الملك المسمى "دو الخربت" حددت مساحته في ‪6‬‬
‫هكتارات و ‪ 68‬آرا و ‪ 9‬سنتيارات بصفتها مالكة له حسب رسم االستمرار المؤرخ في‬
‫‪ 1977/09/29‬وأنه بمقتضى خالصة إصالحية مؤرخة في ‪ 2000/01/19‬فإن مسطرة‬
‫تحفيظ الملك المذكور أصبحت تتابع في اسم ( محمد و الحسين و مبارك والحسن و أحمد وأم‬
‫العيد أبناء ( أ ) بصفتهم مالكين على الشياع حسب النسب المشار إليها‪.100"...‬‬

‫ومن بين المميزات التي تمتاز بها هذه المسطرة كذلك أنها تقوم بإعادة نشر الحقوق المشمولة‬
‫بمسطرة الخالصة اإلصالحية في الجريدة الرسمية‪ ،‬وما يترتب على هذا النشر من فتح آجال‬
‫جديدة للتعرض على الحقوق المشمولة بها‪ ،‬شريطة أن تكون التعرضات منصبة على الحقوق‬
‫موضوع مسطرة النشر وذلك طبقا لما هو منصوص عليه في الفقرة الرابعة من الفصل‬
‫‪ .10183‬وحسن فعل المشرع أنه قصر التعرض على الحقوق المنشأة أو المغيرة أو المقر بها‬
‫دون باقي الحقوق‪.‬‬

‫وتكمن أهمية الخالصة اإلصالحية أيضا في تجزيء المسطرة‪ ،‬واتخاذ قرار التحفيظ في‬
‫األجزاء التي ال تطالها التعرضات‪ .‬باإلضافة إلى أن التعرض على مطلب التحفيظ بعد نشر‬
‫الخالصة‪ ،‬ال يؤثر على سريانها‪ .‬بحيث إن أراد أحد األغيار التعرض على هذا الحق المنشأ أو‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ ،1/63‬المؤرخ في ‪ ،2014-02-11‬في الملف المدني عدد ‪( ،2013-1-1-3728‬غير منشور)‪.‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪ -‬وئيل أوعيسى‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪101‬‬

‫‪45‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المعدل‪ ،‬فعليه أن يسلك مسطرة التعرض من خالل ذكر الملك المسمى الذي أعطاه المتدخل‪،‬‬
‫وكذا أداء الوجيبة القضائية‪ 102‬وحقوق المرافعة‪.103‬‬

‫ويترتب عن ممارسة مسطرة الخالصة اإلصالحية‪ ،‬أن تصبح جميع اإلجراءات التي قطعتها‬
‫مسطرة التحفيظ منذ تقديم المطلب الغية وعديمة األثر‪ ،‬حيث يصبح المفوت إليه طالبا‬
‫للتحفيظ‪ ،‬وتباشر جميع اإلجراءات باسمه‪ ،‬وتعاد من جديد‪ ،‬وكأن األمر يتعلق بمطلب قدم‬
‫للمحافظ أول مرة‪.104‬‬

‫وإذا قام المفوت إليه بسلوك مسطرة الخالصة اإلصالحية‪ ،‬لم يعد لطالب التحفيظ المفوت أو‬
‫لذوي حقوقه حق االستمرار في مباشرة إجراءات التحفيظ‪ .‬وهذا ما أقره قضاء محكمة النقض‬
‫بقوله‪:‬‬

‫"لكن‪ ،‬ردا على السببين معا لتداخلهما‪ ،‬فإنه يتجلى من العرض أعاله أن مسطرة تحفيظ العقار‬
‫محل النزاع أصبحت تتابع في اسم كل من محمد فتواكي ومعزاي عواد بصفتهما طالبي‬
‫التحفيظ‪ .‬أخيرا حال محل طالب التحفيظ األصلي بوكرين الطيب موروث الطاعنين بالشراء‬
‫منه المؤرخ في ‪ 15.06.1993‬لكل العقار موضوع مطلب التحفيظ‪ ،‬وبالتالي فإن صفة‬
‫الطاعنين ورثة البائع المذكور أصبحت منعدمة في النزاع‪ ،‬األمر الذي يعتبر معه السببان معا‬
‫بالتالي غير جديرين باالعتبار"‪.105‬‬

‫‪ - 102‬وإن كان هناك من ينتقد إلغاء التعرض لعدم أداء الوجيبة القضائية وحقوق المرافعة‪ ،‬أنظر بهذا الخصوص فاطمة الحروف‪" :‬دور المحافظ‬
‫العقاري بشأن التعرضات على مطلب التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ 19‬السنة ‪ ،2002‬ص‪.54 :‬‬

‫‪ 103‬بوجمعة زفو‪" :‬أثر نظام التحفيظ على تداول الملكية العقارية‪ ،‬مقاربة عملية على ضوء قانون ‪ 14.07‬و‪ ،39.08‬مطبعة دار القلم بالرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،2013‬ص‪.29 ،‬‬

‫‪ -‬عمر أزوكار‪" :‬الدليل العملي للعقار في طور التحفيظ"‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.121‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪ - 105‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 494‬المؤرخ في ‪ 2006.2.15‬ملف مدني عدد ‪ 2005.1.1.2982‬غير منشور‪ ،‬أشار إليه عمر أزوكار‪ ،‬آثار‬
‫انتقال الحقوق أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنبر القانوني‪ ،‬العدد األول‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2011‬ص‪.20‬‬

‫‪46‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وعليه‪ ،‬فيمكننا اعتبار مسطرة النشر طبقا للفصل ‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬آلية قانونية‬
‫لحماية حقوق ا لغير من خالل إعادة مطلب التحفيظ إلى نقطة البداية من جديد وإعادة جميع‬
‫العمليات التي سبق وأن خضع لها العقار‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن مسطرة الخالصة اإلصالحية يعمل بها في بعض التصرفات‬
‫التي ترد على العقار في طور التحفيظ إجباريا‪ ،‬والتي تتمثل في حالة تغيير طالب التحفيظ‪،‬‬
‫أثناء سريان مسطرة التحفيظ‪ ،‬وذلك نتيجة تفويت العقار سواء كليا أو جزئيا‪ .‬وكذا حالة تقسيم‬
‫المسطرة‪ ،‬وغالبا ما يكون السبب الذي يدفع إلى طلب تقسيم المسطرة هي الظروف الداعية‬
‫لذلك والمتمثلة أساسا في حالة التفويت أو التعرض‪ ،‬إذ تكون إحدى القطعتين محل تعرض‪،‬‬
‫بحيث يتم في هذه الحالة تأسيس الرسم العقاري للقطعة غير مشمولة بالتعرض وذلك عن‬
‫طريق نشر خالصة إصالحية لهذه القطعة‪.‬‬

‫وكذا حالة الزيادة في مساحة العقار والتي تتجاوز الربع بين ما تم التصريح به وبين المساحة‬
‫التي أظهرها التصميم العقاري‪ ،‬وحالة تصحيح النسب ويقع هذا التصحيح في الغالب عند إيداع‬
‫مطلب للتحفظ في اسم عدة أشخاص دون تحديد نسبهم أو إغفال بعض منها‪.106‬‬

‫كما أن ن شر خالصة إصالحية يعد إجباريا‪ ،‬حين يتم تطبيق حكم قضائي قضى بصحة‬
‫التعرضات على حقوق مشاعة على مطلب التحفيظ‪ .‬حيث يتم نشر خالصة إصالحية تتضمن‬
‫‪107‬‬
‫المالك الجدد من متعرضين وطالب التحفيظ‬

‫وإذا كان لمسطرة الخالصة اإلصالحية عدة مميزات تهدف إلى حماية صاحب الحق‬
‫الذي اكتسبه أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬فإنه بالمقابل لها سلبياتها التي تحد من نجاعتها وتتمثل هذه‬
‫السلبيات فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬رشيد بالوشو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪106‬‬

‫‪ -‬بوجمعة زفو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪107‬‬

‫‪47‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫في حالة تم اللجوء إلى مسطرة الخالصة اإلصالحية بعد إقفال باب التعرضات‪ ،‬فإن في ذلك‬
‫مجازفة للمستفيد من هذه المسطرة‪ ،‬ألن إيداع الوثائق المثبتة للحق بالمحافظة العقارية بعد‬
‫انتهاء أجل التعرضات‪ ،‬يترتب عليه نشر خالصة إصالحية وفتح أجل جديد للتعرضات مدته‬
‫شهرين من تاريخ اإلعالن عن انتهاء التحديد‪ .‬وبالتالي سيعطي الفرصة للمتعرضين الذين مر‬
‫عليهم أجل التعرض لتقديم تعرضهم على الحق‪ .‬الشيء الذي ينتج عنه إحالة الملف على‬
‫القضاء من أجل البت في التعرضات وما يترتب على ذلك من تعطيل المسطرة‪.‬‬

‫وفي حالة إحالة الملف على أنظار القضاء من أجل البت في التعرضات فإن المستفيد من هذه‬
‫المسطرة يكون في مركز المدعى عليه‪ ،‬وبالتالي ال يستفيد من خدمات طالب التحفيظ‪ ،‬إن كان‬
‫لهذا األخير حججا قوية في مواجهة المتعرض‪.108‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مميزات مسطرة اإليداع‬

‫من أجل االعتراف بالحقوق الواردة على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬البد من‬
‫إخضاعها لقواعد خاصة من اإلشهار العقاري‪ ،‬حيث يسجل اإليداع بالسجل الممسوك لدى‬
‫من المرسوم‬ ‫‪109‬‬
‫المحافظ على األمالك العقارية ولهذا الغرض طبقا لمقتضيات الفصل ‪24‬‬
‫المؤرخ في ‪ 14‬يوليو ‪ ،2014110‬وحين يقرر المحافظ تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬تقيد تبعا لذلك‬

‫‪ -‬بوجمعة زفو‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.30‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪ - 109‬ينص الفصل ‪ 24‬من المرسوم الوزيري المؤرخ في ‪ 14‬يوليو ‪ 2014‬على ما يلي‪" :‬يمسك المحافظ على األمالك العقارية سجلي اإليداع‬
‫والتعرضات في نسختين‪ ،‬ويقوم يوميا بحصر وتوقيع اإلجراءات المقيدة بهما‪.‬‬

‫تودع نسخة من السجلين المذكرين خالل ‪ 30‬يوما من تاريخ حصرهما‪ ،‬بالمصالح المركزية للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري‬
‫والخرائطية‪.‬‬

‫ويمسك المحافظ أيضا سجلين ترتيبيين‪ ،‬األول خاص باإلجراءات السابقة للتحفيظ والثاني خاص بالجزاءات الالحقة للتحفيظ‪.‬‬

‫تكون كل صفحات السجالت التي يمسكها المحافظ ع لى األمالك العقارية مرقمة ومؤشر عليها بالخاتم الرسمي للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‬
‫والمسح العقاري والخرائيطية‪ ،‬وال يعتد بكل بشر أو شطب أو بياض أو إقحام أو كتابة بين السطور‪ ،‬ما لم تتم المصادقة عليه بهامش أو بآخر النص‪.‬‬

‫يمكن للمحافظ على األمالك العقارية تدبير السجالت باألساليب االلكترونية"‪.‬‬

‫‪ - 110‬مرسوم رقم ‪ 2.13.18‬صادر في ‪ 16‬من رمضان ‪ 14( 1435‬يوليو ‪ ) 2014‬في شأن إجراءات التحفيظ العقاري‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 6277‬بتاريخ ‪ 28‬يوليو ‪ ،2014‬ص‪.6119‬‬

‫‪48‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫جميع الحقوق المودعة طبقا للفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه عبارة‬
‫اإليداع قصد التقييد بالرسم العقاري المزمع تأسيسه‪.111‬‬

‫وعلى غرار مسطرة الخالصة اإلصالحية‪ ،‬فإن مسطرة اإليداع تمتاز بعدة خصائص‬
‫ومميزات‪.‬‬

‫فاختيار تطبيق مقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ ،‬يساهم بشكل فعال في تداول الملكية‬
‫العقارية أثناء سريان مسطرة التحفيظ العقاري‪ ،‬بحيث أن انتقال الملكية ال يتطلب أي إجراء‬
‫شكلي‪ ،‬وذلك من قبيل النشر واإلشهار‪ ،‬باستثناء الرقابة المخولة للمحافظ على األمالك العقارية‬
‫في إطار الفصل ‪ 72‬من ظ ت ع‪.112‬‬

‫عالوة على أن مسطرة اإليداع تمكن صاحبها من ربح الوقت واإلسراع في اتخاذ قرار‬
‫التحفيظ في اسم طالب التحفيظ ثم تقييد حقه في الرتبة الموالية‪ ،‬خاصة إن تم نشر اإلعالن عن‬
‫انتهاء الت حديد‪ ،‬وتم قفل باب التعرضات‪ ،‬وإن كانت هذه المسألة أثارت نقاشا خاصة حول‬
‫الحجية التي تكتسبها الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ .‬سنفصل الحديث في‬
‫هذه النقطة من خالل الفصل الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬

‫ومن مميزات مسطرة اإليداع أيضا أن الشخص الذي اختار سلوك هذه المسطرة‪ ،‬ال يمكن‬
‫التعرض على الحق الذي اكتسبه خالل مسطرة التحفيظ‪ ،‬ألن هذا الحق غير خاضع لإلشهار‬
‫وكل ما ال ينشر في الجريدة الرسمية ال يمكن التعرض عليه‪ .‬وذلك خالفا للحقوق المعلنة في‬
‫إطار الفصل ‪ 83‬والتي يمكن التعرض عليها‪.‬‬

‫لكن المشرع المغربي من خالل الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 24‬ظ ت ع جاء بمقتضى آثار‬
‫العديد من النقاشات بين المهتمين بالشأن العقاري‪ ،‬إذ نصت هذه الفقرة على أنه يمكن‬
‫التعرض‪...‬في حالة المنازعة في حق وقع اإلعالن عنه طبقا للفصل ‪ 84‬من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ - 111‬محمد ابن الحاج السلمي‪" :‬سياسة التحفيظ العقاري في المغرب بين اإلشهار العقاري‪ ،‬التخطيط االجتماعي ‪-‬االقتصادي‪ ،‬منشورات عكاظ‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2011‬ص ‪.78‬‬

‫‪ -‬بوجمعة زفو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪49‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وبذلك يكون المشرع قد جاء بمستجد أال وهو السماح بالتعرض على الحقوق المعلنة في إطار‬
‫الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫إال أن التعرض على اإليداع‪ ،‬خطأ من المشرع‪ ،‬ألن كل ما ال ينشر بالجريدة الرسمية يعتبر‬
‫غير موجود‪ .‬إذ يبقى "الحق" مخبأ وغير معروف‪ ،‬فالهدف من النشر في الجريدة الرسمية هو‬
‫تدعيم حق طالب التحفيظ من جهة وتمكين أي شخص آخر من العلم بمسطرة التحفيظ لكي‬
‫يدافع عن حقه عن طريق التعرض‪ ،‬في مواجهة طالب التحفيظ من جهة أخرى‪ .‬ال يمكن أن‬
‫تنجح مسطرة التحفيظ وال يمكن تأسيس أي رسم عقاري نهائي إال بفضل النشر في الجريدة‬
‫الرسمية‪.113‬‬

‫ولنفترض إمكانية التعرض على اإليداع وتم قبول هذا التعرض‪ ،‬هل سيتم إحالة الملف على‬
‫المحكمة من جديد من أجل البت فيه؟ وهل القضاء مختص بالبت في نزاع بين مستفيد من‬
‫الفصل ‪ 84‬ومتعرض عليه؟‬

‫ال يمكن ذلك ألن البت في التعرض يتم بين طالب التحفيظ والمتعرض‪ ،‬وذلك استنادا على‬
‫الفصل ‪ 37‬من ظ ت ع‪ .‬عموما سنفصل في هذه المسألة عند التطرق إلشكالية التعرض على‬
‫اإليداع‪.‬‬

‫ومن مميزات مسطرة اإليداع كذلك‪ ،‬أن إشهار هذه الحقوق والوقائع يسمح للمودع بحفظ رتبته‬
‫في التقييد عند تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وتخول له أحقية التمسك بهذا التقييد في مواجهة الغير‪،‬‬
‫تبعا لنهائية الرسم العقاري حسب‬ ‫‪114‬‬
‫وتكسب هذا اإليداع بعد تقييده في الرسم العقاري حجية‬

‫‪ - 113‬أمبارك السباغي‪" :‬التعرض على حق في ظهير التحفيظ العقاري "‪ ،‬مقال منشور بجريدة الصباح‪ ،‬بتاريخ ‪ 31‬أغسطس ‪ ،2015‬تاريخ االطالع‬
‫‪ 25‬مايو ‪https//assabah.ma/96540.html ،2019‬‬

‫‪ - 114‬أثارت حجية الحقوق المودعة طبقا للفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري جدال بين المتهمين بالشأن العقاري‪ ،‬ذلك ما سنفصل فيه في الفصل‬
‫الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫من مدونة الحقوق العينية‪ ،‬والفصلين األول والثاني والستون من‬ ‫‪115‬‬
‫مقتضيات المادة الثانية‬
‫ظهير التحفيظ العقاري‪.116‬‬

‫وفي هذا اإلطار جاء في قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 06/7/12‬ما يلي‪" :‬إن‬
‫المشتري لعقار في طور التحفيظ أو خلفه الذي لم يقم بالتعرض على مطلب التحفيظ وال‬
‫باإليداع المنصوص عليه في الفصل ‪ 84‬من ظهير ‪ 1913/8/12‬يواجه بقاعدة التطهير‬
‫المنصوص عليها في الفصلين ‪ 2‬و‪ 62‬من نفس القانون‪ ،‬والذي ال ينشأ بتاريخ انتهاء إجراءات‬
‫التحفيظ وإنما ينشأ بتاريخ إنشاء الرسم العقاري"‪.117‬‬

‫وفي نفس اإلطار يذهب أحد الباحثين إلى ضرورة استثناء الحقوق الناشئة أثناء مسطرة‬
‫التحفيظ العقاري من األثر التطهيري‪ ،‬استنادا على مقتضيات الفصل ‪ 84‬الذي حدد جزاء عدم‬
‫اإليداع في سقوط التمسك بها في مواجهة الغير‪ ،‬ومراعاة لمبادئ العدالة ذلك أنه قد ينشأ خالل‬
‫المراحل األخيرة للمسطرة أحد التصرفات القانونية وال يكون أمام صاحب الحق الوقت الكافي‬
‫إليداعها فيكون من المجحف ترتيب هذا األثر في مواجهته‪.118‬‬

‫‪ - 115‬تنص المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية على ما يلي‪" :‬إن الرسوم العقارية وما تتضمنه من تقييدات تابعة إلنشائها تحفظ الحق الذي تنص‬
‫عليه وتكون حجة في مواجهة الغير على أن الشخص المعين بها هو فعال صاحب الحقوق المبينة فيها‪.‬‬

‫إن ما يقع على التقييدات من إبطال أو تغيير أو تشطيب من الرسم العقاري ال يمكن التمسك به في مواجهة الغير المقيد عن حسن نية‪ ،‬كما ال يمكن أن‬
‫يلحق به أي ضرر‪ ،‬إال إذا كان صاحب الحق قد تضرر بسبب تدليس أو زور أو استعماله شريطة أن يرفع الدعوى للمطالبة بحقه داخل أجل أربع‬
‫سنوات من تاريخ التقييد المطلوب إبطاله أو تغييره أو التشطيب عليه"‪.‬‬

‫‪ - 116‬ينص الفصل األول من ظهير التحفيظ العق اري على ما يلي‪ " :‬يرمي التحفيظ إلى جعل العقار المحفظ خاضعا للنظام المقرر في هذا القانون من‬
‫غير أن يكون في اإلمكان إخراجه منه فيما بعد ويقصد منه‪:‬‬

‫تحفيظ العقار بعد إجراء مسطرة للتطهير يترتب عنها تأسيس رسم عقاري وبطالن ما عداه من الرسوم‪ ،‬وتطهير الملك من جميع الحقوق السالفة‬ ‫‪-‬‬
‫غير المضمنة به؛‬

‫‪.".......‬‬ ‫‪-‬‬

‫كما ينص الفصل ‪ 62‬على ما يلي‪" :‬إن الرسم العقاري نهائي وال يقبل الطعن‪ ،‬ويعتبر نقطة االنطالق الوحيدة للحقوق العينية والتحمالت العقارية‬
‫المترتبة على العقار وقت تحفيظه دون ما عداها من الحقوق غير المقيدة"‪.‬‬

‫‪ - 117‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 06/7/12‬تحت عدد ‪ 2336‬في الملف عدد ‪ ،4/1855‬منشور بمجلة القضاء المدني عدد ‪ ،3‬ص ‪265‬‬
‫وما يليها‪.‬‬

‫‪ - 118‬محمد شنان‪" :‬عبثية اإلبقاء على األثر المطلق للرسم العقاري بعد االستقالل"‪ ،‬مقال منشور بأشغال الندوة المشتركة حول نظام التحفيظ العقاري‬
‫بالمغرب‪ ،‬المنظمة بكلية الحقوق بالرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 4‬و ‪ 5‬مايو ‪ ،1990‬ص ‪.91‬‬

‫‪51‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫إال أن سلوك مسطرة اإليداع ال يخلو من بعض السلبيات التي تؤثر على المستفيد‬
‫الذي اختار سلوك هذه المسطرة‪.‬‬

‫فمصير صاحب الحق المستفيد من مسطرة اإليداع يبقى معلقا على إرادة طالب التحفيظ الذي‬
‫قد يتراخى عن متابعة إجراءات التحفيظ بعد أن فوت كل حقوقه‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن المودع‬
‫ال يستطيع متابعة إجراءات التحفيظ وذلك لكونه ال يتوفر على أي صفة‪ .‬مما يتحتم عليه تغيير‬
‫المسطرة ومتابعتها في إطار مقتضيات الفصل ‪ 83‬من ظ ت ع‪ ،‬وهذا ما يطيل أمدها وتتعطل‬
‫معه الغاية المتوخاة من العقار موضوع مطلب التحفيظ حتى يكون سهال للتداول‪.119‬‬

‫لكن الممارسة اإلدارية للمحافظة العقارية تتحاشى تطبيق هذه المقتضيات درءا لضياع حقوق‬
‫المستفيدين من اإليداع طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ ،‬بحيث يتم التواصل معهم فيما يخص‬
‫الرسائل واإلنذارات التي تتعلق بمتابعة مسطرة التحفيظ‪ ،‬كحضور عملية التحديد أو اإلدالء‬
‫ببيانات أو سندات تتعلق بملكية العقار وغير ذلك‪ .‬ألن المستفيد من اإليداع رغم عدم توفره‬
‫على صفة طالب تحفيظ‪ ،‬فإنه يبقى مع ذلك صاحب مصلحة وهو األولى بتتبع مآلها لمعرفة‬
‫نتائجها‪.120‬‬

‫كذلك من سلبيات هذه المسطرة أن المودع ال يعتبر طرفا من أطراف دعوى التحفيظ التي وقع‬
‫إحالتها على المحكمة من طرف المحافظ‪ ،‬وال يحق له أن يمارس الطعون بهذه الصفة‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار جاء في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪ " :‬طرفي النزاع في مسطرة التحفيظ هما‬
‫فقط طالب التحفيظ والمتعرض‪.‬‬

‫‪ -‬بوجمعة زفو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪119‬‬

‫‪ - 120‬عبد الحليم عد‪" :‬اآلجال في ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬دراسة في ضوء النص القانوني والعمل العمل القضائي‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق‪ ،‬سلسلة‬
‫المعارف القانونية والقضائية‪ ،‬ص‪.96 :‬‬

‫‪52‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫استئناف الحكم الصادر في هذه المسطرة من طرف من أعلن حقوقه عن طريق إيداع رسومه‬
‫طبقا للفصل ‪ 84‬من ‪ 1913/8/12‬غير مقبول لكونه ليس طرفا في النزاع"‪.121‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إمكانية الخيار بين المسطرتين‬

‫إن تقديم مطلب التحفيظ ال يمنع صاحبه من إجراء مختلف التفويتات عليه سواء كانت‬
‫بعوض أو بدون عوض‪ ،‬بل يمكن إجراء كافة التصرفات على عقار في طور التحفيظ وترتيب‬
‫مختلف التكاليف عليه‪ ،‬بيد أنه يتعين إيداع كل العقود المتعلقة بهذه التصرفات والتكاليف لدى‬
‫المحافظة العقارية‪ ،‬وذلك إما بإتباع مسطرة الخالصة اإلصالحية المنصوص عليها في الفصل‬
‫‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬أو مسطرة اإليداع كما هي واردة في الفصل ‪ 84‬من نفس‬
‫الظهير‪.‬‬

‫وبذلك يكون المشرع قد أعطى الخيار للمستفيد من حق أثناء مسطرة التحفيظ في سلوك إحدى‬
‫المسطرتين (الفقرة األولى)‪ ،‬إال أن مكنة الخيار هذه ليست مطلقة وإنما ترد عليها بعض‬
‫االستثناءات (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ - 121‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 87/6/16‬تحت عدد ‪ 1395‬في الملف المدني عدد ‪ 84/2993‬منشور بمجلة المحامي عدد ‪ ،49‬ص‪:‬‬
‫‪ 353‬وما يليها‪ ،‬وارد عن محمد بفقير‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.155 :‬‬

‫‪53‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة األولى‪ :‬جواز الخيار بين المسطرتين‬

‫إن مبدأ االختيارية بين المسطرتين لم يكن مكرسا في السابق‪ ،‬حيث كانت‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 83‬تلزم المستفيد في حالة التفويت الكلي للملك بسلوك مسطرة الخالصة‬
‫اإلصالحية لإلعالن عن حقوقه ما لم يتفق األطراف على إتباع الفصل ‪ ،12284‬وبهذا كان‬
‫اللجوء إلى مسطرة اإليداع يتم في حالتين إما في حالة التفويت الجزئي أو في حالة اتفاق‬
‫األطراف‪.‬‬

‫إال أن التعديل الذي عرفه الفصل ‪ 83‬بمقتضى القانون ‪ 14.07‬لم ينص على هذا المقتضى‬
‫وترك الحرية لصاحب الحق في االختيار بين مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‪.‬‬

‫فالفصل ‪ 83‬ينص على ما يلي‪":‬بغض النظر عن المسطرة المقررة في الفصل ‪ 84‬من هذا‬
‫القانون‪ ،‬يمكن لصاحب حق وقع إنشاؤه أو تغييره أو اإلقرار به أثناء مسطرة التحفيظ أن يطلب‬
‫نشره بالجريدة الرسمية بعد إيداع الوثائق المثبتة للحق بالمحافظة العقارية‪."...‬‬

‫وجاء في الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع ما يلي‪":‬إذا نشأ على عقار في طور التحفيظ حق خاضع‬
‫لإلشهار أمكن لصاحبه‪ ،‬من أجل ترتيبه والتمسك به في مواجهة الغير‪ ،‬أن يودع بالمحافظة‬
‫العقارية الوثائق الالزمة لذلك‪ ،‬ويقيد هذا اإليداع بسجل التعرضات‪."...‬‬

‫باستقراء مقتضيات الفصلين أعاله يتضح لنا أن المشرع أجاز للمستفيد من الحق إشهار‬
‫حقه إما عن طريق نشر خالصة إصالحية في الجريدة الرسمية أو إيداع الوثائق الالزمة لذلك‬
‫بالمحافظة العقارية وتقييدها بسجل التعرضات‪.‬‬

‫ففي النصين استعمل المشرع عبارة "يجوز" و"أمكن"‪ ،‬وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على‬
‫أن المستفيد من حق ناشئ أثناء مسطرة التحفيظ يكون مخيرا بين أن يتبع إحدى مسطرتي‬
‫اإلشهار المنصوص عليهما في الفصلين وهما‪ :‬إما إشهار حقه عن طريق نشر الخالصة‬

‫‪ -‬عمر أزوكار‪" :‬آثار انتقال الحقوق أثناء مسطرة التحفيظ"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪122‬‬

‫‪54‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫اإلصالحية بالجريدة الرسمية أو إيداع الوثائق بالمحافظة العقارية لتقييدها في سجل‬


‫التعرضات‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار جاء في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪" :‬تسجيل العقد بالمطلب يتطلب إما‬
‫إيداعه وفقا ألحكام الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬أو تقديم باسم جميع طالب التحفيظ‬
‫خالصة إصالحية إلى المحافظة تتضمن النسب المتفق عليها‪ ،‬والتي تكون مطابقة لألصل"‪.123‬‬

‫إال أن التساؤل الذي يطرح بهذا الخصوص‪ ،‬هو هل من حق المستفيد العدول عن اختياره؟‬

‫إجابة عن هذا السؤال البد من نميز بين حالتين‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬تراجع المستفيد عن اإليداع واختيار النشر‬

‫إذا اختار صاحب الحق الناشئ أثناء مسطرة التحفيظ إيداع حقه بناء على الفصل ‪84‬‬
‫من ظ ت ع‪ ،‬وبعد ذلك قدم طلب جديد للمحافظ من أجل إلغاء هذا اإليداع وسلوك مسطرة‬
‫الخالصة اإلصالحية‪ ،‬فإنه ليس هناك ما يمنع هذا العدول‪ ،‬خاصة إذا كان هناك تراخي من‬
‫طالب التحفيظ في إتمام مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫ومن األسباب التي تدفع المستفيد إلى اختيار مسطرة النشر والعدول عن مسطرة اإليداع‪:‬‬

‫‪ -‬حالة التعرض على اإليداع؛‬


‫‪ -‬حالة وجود تعرضات سابقة عن اإليداع؛‬
‫‪ -‬حالة تزاحم اإليداعات‪.‬‬

‫‪ - 123‬قرار عدد ‪ ،704‬صادر بتاريخ ‪ ،2006/3/1‬الملف المدني عدد ‪ ،2004/2056‬منشور بمقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬طبعة ‪ ،2009‬ص ‪.117‬‬

‫‪55‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الحالة الثانية‪ :‬تراجع المستفيد عن النشر واختيار اإليداع‬

‫في هذه الحالة يجب أن نميز بين ما إذا كان تم نشر الخالصة اإلصالحية أم لم يتم نشرها‪.‬‬

‫ففي حالة تم نشر الخالصة اإلصالحية‪ ،‬فإنه ال يجوز العدول عن النشر وسلوك‬
‫مسطرة اإليداع‪ ،‬ألن المستفيد أصبح هو المعني بالمسطرة‪ ،‬وبالتالي ال يمكنه التراجع عمال‬
‫الذي يقول على أنه إذا تقدم المالك بمطلب من أجل تحفيظ‬ ‫‪124‬‬
‫بأحكام الفصل ‪ 6‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫‪125‬‬
‫ملك فإنه ال يمكن أن يسحبه بعد ذلك ويصبح ملزما بإتباع المسطرة إلى نهايتها‪.‬‬

‫أما قبل نشر الخالصة اإلصالحية‪ ،‬فإنه ال مانع من التراجع عن مسطرة النشر وسلوك مسطرة‬
‫اإليداع‪ ،‬ألن المستفيد لم يصبح بعد مخاطبا بإجراءات التحفيظ‪ ،‬وبالتالي يمكنه العدول‪ ،‬وذلك‬
‫لسببين‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬أن أهم إجراء ت قوم عليه آلية اإلشهار وهي نشر الخالصة اإلصالحية بالجريدة‬
‫الرسمية إلحاطة الغير علما بما جرى من تغيير على مستوى مالكي الحق لم يجري بعد‪ ،‬وأن‬
‫المسطرة الزالت تسير وفق نفس االتجاه الذي ابتدأت عليه‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬أن األصل في األفعال هو اإلباحة حتى يرد المنع‪ ،‬واإلطالق حتى يرد التقييد‪ ،‬ومن تم‬
‫فلما أحجم المشرع عن تقييد عدول المستفيد عن اختياره بنص قانوني‪ ،‬فإن في تقييده خروجا‬
‫عن سياسة المشرع التي تقوم على الرغبة في إشهار الحقوق الناشئة أثناء مسطرة التحفيظ‬
‫بغض النظر عن الوسيلة لذلك‪ ،‬سواء أكانت نشرا بالجريدة الرسمية أو إيداعا بسجل‬
‫التعرضات‪.126‬‬

‫‪ 124‬وقد جاء في الفصل ‪ 6‬المذكور‪" :‬إن التحفيظ أمر اختياري غير أنه إذا قدم مطلب التحفيظ فإنه ال يمكن مطلقا سحبه"‪.‬‬

‫‪ 125‬خالد مداوي‪" :‬مسطرة التحفيظ العقاري"‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2000 ،‬ص‪ 15.‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ -‬هشام نوبي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.53-52‬‬ ‫‪126‬‬

‫‪56‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وعموما‪ ،‬فإن حق الخيار بين المسطرتين يبقى محكوما بالمرحلة التي وصلت إليها‬
‫مسطرة التحفيظ‪ ،‬فإذا كان أجل التعرضات الزال ساريا فإن أفضل وسيلة إلشهار الحقوق‬
‫الواردة على مطلب التحفيظ هي سلوك مسطرة الخالصة اإلصالحية‪.‬‬

‫أما إذا كان أجل التعرضات قد انتهى‪ ،‬فإنه يستحسن الركون إلى مسطرة اإليداع‪ ،‬ألن‬
‫باب التعرضات قد سد وتأسيس الرسم العقاري بات قريب‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬استثناء عدم إمكانية جواز الخيار‬

‫إذا كان المبدأ هو االختيارية كما أشرنا إلى ذلك في الفقرة السابقة‪ ،‬فإنه استثناءا يكون‬
‫المستفيد من الحق الوارد على العقار في طور التحفيظ ملزم بسلوك إما مسطرة النشر أو‬
‫اإليداع‪.‬‬

‫ففي حالة التفويت الكلي للملك موضوع مطلب التحفيظ‪ ،‬يلزم المستفيد من التصرف الناقل‬
‫للملكية أن يركن إلى الفصل ‪ 83‬دون مكنة اللجوء إلى مسطرة اإليداع المقررة بمقتضى‬
‫الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ .127‬نظرا لما ترتبه من استمرارية مسطرة التحفيظ‬
‫وتأسيس الرسم العقاري باسم المفوت إليه‪ ،‬على خالف اإليداع الذي يضمن فقط رتبة الحق‬
‫عند تأسيس الرسم العقاري‪.128‬‬

‫كما أن طالب التحفيظ األصلي قد يتراخى عن إتمام إجراءات التحفيظ‪ ،‬ألنه أصبح غير معني‬
‫بمسطرة التحفيظ‪ ،‬وذلك بعد أن فوت جميع حقوقه‪ ،‬الشيء الذي يترتب عليه ضياع حقوق‬
‫المفوت إليه‪ ،‬وإذا ما أراد المفوت إليه حماية حقه عليه أن يحل محل طالب التحفيظ األصلي‬
‫عن طريق سلوك مسطرة الخالصة اإلصالحية‪.‬‬

‫‪ -‬عمر أزوكار‪" ،‬الدليل العملي للعقار في طور التحفيظ"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.120‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪ - 128‬خير الدين الطاوس‪" ،‬إشهار الحقوق المكتسبة خالل مسطرة التحفيظ وآثارها في ضوء مستجدات القانون ‪ ،14.07‬دار السالم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع – الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2015‬ص ‪.76‬‬

‫‪57‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫كما أن مسطرة الخالصة اإلصالحية تعد إجبارية أيضا حين يتم تطبيق حكم قضائي قضى‬
‫بصحة ا لتعرضات على طلب التحفيظ‪ ،‬حيث يتم نشر خالصة إصالحية تتضمن المالك الجدد‬
‫الذين حكمت لهم المحكمة بصحة تعرضهم‪.‬‬

‫وإذا كانت الخالصة اإلصالحية مكنة إلعالن الحقوق المكتسبة خالل المسطرة‪ ،‬فإن المشرع‬
‫استثنى إعمالها في إشهار بعض الحقوق المتمثلة في‪:‬‬

‫التي نظمها المشرع أول مرة بمقتضى‬ ‫‪129‬‬


‫‪ ‬الحقوق الناشئة أثناء مسطرة التحفيظ اإلجباري‬
‫القانون ‪.13014/07‬‬

‫يلزم إشهارها عن طريق‬ ‫‪131‬‬


‫فالحقوق التي يتم اكتسابها خالل مسطرة التحفيظ اإلجباري‬
‫مسطرة اإليداع المنصوص عليها في الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ ،‬وطبقا لمقتضيات الفصل ‪-51‬‬
‫‪ 17‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪ ‬رهن العقار في طور التحفيظ‪ ،132‬إذ يلزم الدائن المرتهن أن يودع عقد الرهن بملف مطلب‬
‫التحفيظ إليداعه بسجل التعرضات‪ ،‬قصد تقييده بالرسم العقاري المزمع تأسيسه عمال‬
‫بمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪ -‬ينص الفصل ‪ 17-51‬على ما يلي‪" :‬يجب نشر كل حق تم اكتسابه خالل مسطرة التحفيظ طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من هذا القانون"‪.‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪ - 130‬شكيب حيمود‪" ،‬وسائل ح ماية الحقوق الناشئة خالل مساطر التحفيظ العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة دفاتر محكمة النقض‪ ،‬العدد ‪ ،26‬الندوة‬
‫الوطنية في موضوع األمن العقاري‪ ،‬مطبعة األمية‪-‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2015‬ص ‪.522‬‬

‫‪ - 131‬التحفيظ اإلجباري‪" :‬مسطرة خاصة إجبارية ومجانية‪ ،‬تسمح للدولة بتحفيظ العقارات بما لها من سلطة عامة‪ ،‬عبر إتباع المساطر القانونية‬
‫المقررة‪ ،‬ابتداء من تحرير مطالب التحفيظ إلى حين تأسيس رسوم عقارية لجميع العقارات‪ ،‬بحيث ينتقل معه العقار غير المحفظ إلى عقار محفظ‪ ،‬وذلك‬
‫ابتغاء من الدولة في تحقيق المصلحة العامة"‪.‬‬

‫خالد العظيمي‪" :‬التحفيظ اإلجباري وفق القانون رقم ‪– 14.07‬دراسة مقارنة بالتسجيل اإلجباري التونسي‪ ،"-‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ -‬سطات‪ ،‬السنة الجامعية‪.24 ،2013-2012‬‬

‫‪ - 132‬نصت المادة ‪ 165‬من مدونة الحقوق العينية على م ا يلي‪" :‬الرهن الرسمي حق عيني تبعي يتقرر على ملك محفظ أو في طور التحفيظ ويخصص‬
‫لضمان أداء دين"‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫فالدائن المرتهن هو الذي يحق له تقديم الطلب باعتباره صاحب المصلحة في ذلك‪ ،‬ويجوز له‬
‫أن يطلب التقييد (وحتى اإليداع) ولو كان ناقص األهلية‪ ،‬ألن هذا اإلجراء يعتبر من األعمال‬
‫النافعة له نفعا محضا‪ ،‬كما يحق لورثته طلب تقييد الرهن سواء كان ذلك باسمهم أو باسم‬
‫المتوفى‪.133‬‬

‫ويجب على طالب التقييد أن يقدم إلى المحافظ على األمالك العقارية قائمة تتضمن‪ :‬تاريخ‬
‫توثيق الرهن اسم الموثق أو العدليين الذين تلقيا اإلشهاد‪ ،‬أسماء أطراف الرهن وصفتهم‬
‫وعناوينهم وحالتهم المدنية‪.‬‬

‫‪ ‬حالة إيقاع حجز على عقار في طور التحفيظ‪ ،‬بحيث يجب أن تبلغ إلى المحافظ قصد‬
‫إيداعها بسجل التعرضات طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ ،‬وذلك كي يستفيد من رتبته في‬
‫التقييد عند تحفيظ العقار وتأسيس الرسم العقاري‪.134‬‬
‫‪ ‬إضافة إلى ذلك فإن تقديم مطلب التحفيظ ال يمنع أحد الشركاء على الشياع من تفويت‬
‫حصته‪ ،‬سواء بعوض أو بدون عوض‪.‬‬

‫وإذا ما أراد المفوت إليه أن يحمي حقه البد له من إيداع حقه طبقا للفصل ‪ 84‬من ظهير‬
‫ا لتحفيظ العقاري‪ ،‬وذلك دون إمكانية اللجوء إلى مسطرة النشر المنصوص عليها في الفصل‬
‫‪ 83‬من نفس الظهير‪ ،‬ألن المشرع حدد الوسيلة الوحيدة التي تمكن المفوت إليه من الحفاظ‬
‫على حقه‪ ،‬من خالل المادة ‪ 304‬من مدونة الحقوق العينية التي جاء فيها‪" :‬يمكن للمشتري بعد‬
‫تقييد حقوقه في الرسم العقاري أو إيداعها في مطلب التحفيظ أن يبلغ نسخة من عقد شرائه إلى‬
‫من له حق الشفعة‪ ،‬وال يصح التبليغ إال إذا توصل به شخصيا من له الحق فيها‪ ،‬ويسقط حق‬
‫هذا األخير إن لم يمارسه خالل أجل ثالثين يوما كاملة من تاريخ التوصل‪."...‬‬

‫‪ - 133‬حليمة بن حفو‪" :‬تقييد الرهن الرسمي في السجل العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمنشورات كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مركز‬
‫الدراسات القانونية المدنية والعقارية‪ -‬مراكش‪ ،‬أشغال ندوة العقار واإلسكان‪ ،‬سلسة الندوات واأليام الدراسية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬الخميس ‪ 24‬أبريل‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ -2003‬مراكش‪ ،‬ص‪.169.170‬‬

‫‪ - 134‬فائز عبد الحكيم‪ " :‬إشهار الحقوق الناشئة على العقار في طور التحفيظ بين النشر واإليداع"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في العلوم القانونية‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪-‬الرباط‬

‫‪59‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وعالوة على هذه الحقوق التي ال يمكن إشهارها إال بسلوك مسطرة اإليداع المنصوص عليها‬
‫في الفصل ‪ ،84‬فإنه يضاف إلى ذلك مختلف التصرفات التي تنشأ على مطلب التحفيظ والملف‬
‫رائج أمام المحكمة‪ ،‬حيث ال يمكن تثبيت هذه التصرفات إال عن طريق اإليداع نظرا‬
‫للصعوبات المنطوية عن سلوك خالصة إصالحية بشأنها‪.135‬‬

‫وعموما‪ ،‬فإن حق الخيار بين المسطرتين يبقى حقا ثابتا للمستفيد من الحق الناشئ أثناء مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬ال تحد منه إال بعض االستثناءات التي تحدد طريقة إشهار هذه الحقوق‪.‬‬

‫إال أنه من الناحية العملية‪ ،‬فإن المحافظ على األمالك العقارية هو من يتولى تحديد مسطرة‬
‫إشهار الحقوق المكتسبة أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬بحيث إذا كان أجل التعرضات الزال مفتوحا‬
‫اختار مسطرة الخالصة اإلصالحية‪ ،‬أما إذا كان أجل التعرضات قد انتهى فإنه يختار مسطرة‬
‫اإليداع‪.‬‬

‫‪ -‬خير الدين الطاوس‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫‪135‬‬

‫‪60‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار مسطرتي النشر واإليداع وإشكاالتهما العملية‬

‫إن وضع مطلب لتحفيظ عقا ر معين يجعله يتحول من عقار غير محفظ إلى عقار في‬
‫طور التحفيظ‪ ،‬هذا الوضع الذي يصبح عليه يجعله يخضع لقواعد خاصة‪ ،‬وهو أمر ال يعني‬
‫أن وضعيته تتوقف أو يعتريها الجمود‪ ،136‬وإنما تكون محل إلقامة مختلف التصرفات عليه‬
‫سواء بعوض أو بدون عوض‪ .‬فعلى هذا األساس يمكن لطالب التحفيظ تفويت عقاره عن‬
‫طريق البيع أو الهبة ‪ ،‬كما له أن يجعله محل رهن رسمي أو إجراء قسمة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫ولهذا فقد أقر مشرع التحفيظ العقاري مسطرتان – مسطرة لخالصة اإلصالحية‬
‫ومسطرة اإليداع‪ -‬توخا من خاللهما تمكين المفوت إليه أو كل من يدعي حقا قابال للتقييد من‬
‫الحفاظ ع لى حقه الذي انتقل إليه في المرحلة ما بين تقديم مطلب التحفيظ واتخاذ قرار التحفيظ‪،‬‬
‫أو يكون اكتسبه قبل تقديم مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫وسلوك إحدى هاتين المسطرتين تترتب عنه مجموعة من النتائج واآلثار الهامة (المبحث‬
‫األول)‪ ،‬كما أن تطبيقهما ال يخلو من بعض اإلشكاالت التي تحد من فعاليتهما (المبحث‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫‪ 136‬سمرة محدوب‪ " :‬االزدواجية اإلجرائية أمام قضاء التحفيظ العقاري على ضوء االجتهاد القضائي ومستجدات القانون ‪ ،"14.07‬أطروحة لنيل‬
‫الد كتوراه في القانون الخاص‪ ،‬شعبة القانون الخاص وحدة البحث والتكوين في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2013-2012‬ص ‪.119‬‬

‫‪61‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المبحث األول‪ :‬آثار إشهار الحقوق المكتسبة أثناء مسطرة التحفيظ‬

‫إذا كان الهدف من سلوك المستفيد من الحق أثناء مسطرة التحفيظ مسطرة النشر أو‬
‫اإليداع‪ ،‬هو حفظ حقه وتحصينه من أية منازعة وتفادي ضياعه باألثر التطهيري للرسم‬
‫العقاري‪ ،‬فإن سلوكه ألحد هاتين المسطرتين تترتب عنه مجموعة من النتائج واآلثار الهامة‬
‫والتي تختلف ما بين المسطرتين‪.137‬‬

‫فمن أهم اآلثار المترتبة على سلوك مسطرة الخالصة اإلصالحية بعد نشر اإلعالن عن انتهاء‬
‫التحديد‪ ،‬هو إعادة نشر اإلعالن عن انتهاء التحديد‪ ،‬الذي بموجبه يتم فتح أجل جديد للتعرض‬
‫وذلك حتى يتمكن كل متعرض من ممارسة حقه في التعرض‪ ،‬الشيء الذي قد يؤدي إلى‬
‫تعطيل المسطرة وربما تجميدها‪.‬‬

‫وآثار مسطرة الخالصة اإلصالحية ال تقتصر على مسطرة التحفيظ‪ ،‬وإنما تمتد إلى المستفيد‬
‫من الحق المكتسب أثناء مسطرة التحفيظ‪ .‬بحيث يكتسب هذا األخير صفة طالب التحفيظ‪ ،‬التي‬
‫تخوله أن يكون طرفا في النزاع‪( .‬المطلب األول)‪.‬‬

‫وعلى غرار مسطرة النشر فإن سلوك مسطرة اإليداع بدورها ترتب العديد من اآلثار‪ ،‬سواء‬
‫قبل تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬أو بعد تأسيسه‪( .‬المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪137‬‬

‫‪62‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المطلب األول‪ :‬اآلثار المترتبة على اإلشهار عن طريق مسطرة الخالصة اإلصالحية‬

‫بعدما يعلن المستفيد من الحق موضوع مسطرة التحفيظ عن رغبته في مواصلة‬


‫إجراءات التحفيظ باسمه عوض طالب التحفيظ األصلي في حالة ما إذا كان التفويت كلي‪ ،‬أو‬
‫في اسمه واسم طالب التحفيظ في حالة التفويت الجزئي‪ ،‬فإن ذلك يرتب عدة آثار على الحقوق‬
‫موضوع مسطرة التحفيظ (الفقرة األولى)‪ ،‬عالوة على بعض اآلثار التي تنصرف إلى المستفيد‬
‫من الحق (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آثار الخالصة اإلصالحية على مسطرة التحفيظ‬

‫إن سلوك مسطرة النشر عن طريق مسطرة الخالصة اإلصالحية يرتب عدة آثار على‬
‫مسطرة التحفيظ‪ ،‬فإذا كان اإلعالن عن انتهاء التحديد قد تم نشره بالجريدة الرسمية فيجب أن‬
‫يعاد نشره من جديد ليفتح أجل شهرين للتعرض (أوال)‪ ،‬الشيء الذي قد يؤدي إلى تعطيل‬
‫المسطرة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬فتح باب التعرضات‬

‫جاء في الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري كما تم تعديله وتتمميه‬
‫بالقانون رقم ‪ 14.07‬ما يلي‪...":‬إذا كان اإلعالن عن انتهاء التحديد قد تم نشره بالجريدة‬
‫الرسمية فيجب أن يعاد نشره من جديد ليفتح أجل شهرين للتعرض‪ ،‬يبتدئ من تاريخ اإلعالن‬
‫عن الحق المنشأ أو المغير أو المقر به‪ .‬وفي هذه الحالة لن تقبل إال التعرضات المنصبة‬
‫مباشرة على الحق المذكور‪."...‬‬

‫فأهم أثر يترتب عن سلوك مسطرة الخالصة اإلصالحية هو إعادة فتح باب التعرضات‪ ،‬لكي‬
‫يتسنى لمن ينازع المستفيد في الحق الناشئ أو المعدل أثناء جريان المسطرة تقديم تعرضه‬
‫ضدها خالل أجل شهرين اثنين‪ ،‬تبتدئ من يوم نشر الخالصة اإلصالحية واإلعالن عن انتهاء‬

‫‪63‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫بالجريدة الرسمية‪ .‬شريطة أن تكون هذه‬ ‫‪138‬‬


‫التحديد أو اإلعالن الجديد عن انتهاء التحديد‬
‫التعرضات منصبة على الحقوق موضوع مسطرة النشر فقط وذلك طبقا لما هو منصوص‬
‫عليه في الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 83‬من ظ ت ع‪.139‬‬

‫وبذلك فالمشرع لم يترك باب التعرض على مسطرة الخالصة اإلصالحية مفتوحا على‬
‫مصراعيه‪ ،‬بل حصر ذلك في الحقوق المعلن عنها بمقتضى هذه الخالصة‪.140‬‬

‫لكن‪ ،‬ال تؤدي هذه المسطرة (مسطرة الخالصة اإلصالحية) إلى التشطيب التلقائي عن‬
‫التعرضات الواقعة داخل األجل أو تلك التي قرر المحافظ قبولها خارج األجل‪ ،‬طبقا للفصل‬
‫‪ 29‬من ظ ت ع و الذي جاء فيه‪" :‬بعد انصرام األجل المحدد في الفصل ‪ 27‬أعاله يمكن أن‬
‫يقبل التعرض بصفة استثنائية من طرف المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬ولو لم يرد على‬
‫مطلب التحفيظ أي تعرض سابق‪ ،‬شريطة أن ال يكون الملف قد وجه إلى المحكمة‬
‫االبتدائية‪."...‬‬

‫ويرى بعض الفقه أن المتعرض خارج األجل بالنسبة لمطلب التحفيظ المقدم من طرف طالب‬
‫التحفيظ المفوت يتحول إلى متعرض داخل األجل بالنسبة للمطلب بعد الخالصة‬
‫اإلصالحية‪.141‬‬

‫هذا وإذا كان نشر الخالصة اإلصالحية يؤدي إلى إلغاء إجراءات التحفيظ السابقة وتعاد‬
‫إجراءات التحفيظ من جديد وكأنه تم تقديم مطلب التحفيظ ألول مرة‪ ،‬فإنه إن كان طالب‬
‫التحفيظ المفوت قد تقدم بالطعن باإللغاء في قرار المحافظ بفتح أجل تعرض جديد خارج‬

‫محمد بن الحاج السلمي‪" :‬سياسة التحفيظ العقاري في المغرب بين اإلشهار العقاري والتخطيط االقتصادي_االجتماعي"‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.78.‬‬ ‫‪138‬‬

‫‪ - 139‬عبد العالي لعديري‪" :‬الحماية القانونية لألطراف المتدخلة في مسطرة التحفيظ العقاري –اإلشهار العقاري نموذجا‪ ،"-‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬مختبر األنظمة المدنية والمهنية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2016‬‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.65‬‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.138‬‬ ‫‪140‬‬

‫‪ -‬عمر أزوكار‪" :‬الدليل العملي للعقار في طور التحفيظ"‪ ،‬م س‪.121 ،‬‬ ‫‪141‬‬

‫‪64‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫األجل‪ ،‬فال يحق لطالب التحفيظ الجديد أن يحل محل طالب التحفيظ المفوت في مواصلة‬
‫إجراءات الدعوى‪.‬‬

‫والتعرض على الخالصة اإلصالحية يمارس من طرف الغير ضد المستفيد وليس ضد طالب‬
‫التحفيظ األصلي‪ ،‬وبذلك فإن أطرافه تختلف عن أطراف التعرض العادي الذين هم المتعرض‬
‫وطالب التحفيظ‪ ،‬فأطراف التعرض على الخالصة اإلصالحية هم المتعرض على الحق المعلن‬
‫من جهة والمودع للحق موضوع مسطرة الخالصة اإلصالحية من جهة أخرى‪.‬‬

‫وعن إجراءات التعرض على الحقوق المعلن عنها بمقتضى الفصل ‪ 83‬من ظ ت ع‪ ،‬فإنها ال‬
‫تختلف عن مسطرة التعرض العادي طبقا للفصل ‪ 25‬من ظ ت ع‪.142‬‬

‫أما عن الجهة المختصة للبت في التعرض على الخالصة اإلصالحية فإنها ال تختلف عن‬
‫الجهة المختصة للبت في التعرض على مطلب التحفيظ بصفة عامة‪ ،‬حيث أن المحكمة‬
‫االبتدائية التي يقع في دائرتها العقار موضوع مطلب التحفيظ هي المختصة مكانيا للبت في‬
‫ذلك التعرض‪.‬‬

‫والمحكمة وهي تفصل في هذا النوع من التعرض‪ ،‬تعتبر المتعرض مدعيا وهو الملزم‬
‫باإلثبات‪ ،‬والمستفيد يعتبر مدعى عليه‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الذي يميز التعرض ضد الحقوق الناشئة أو المعدلة أثناء جريان‬
‫مسطرة التحفيظ على التعرض ضد مسطرة التحفيظ المنظم في الفصل ‪ 24‬المذكور‪ ،‬أن‬
‫المشرع حدد نطاق الحقوق المسموح التعرض عليها في مسطرة الخالصة اإلصالحية‪.143‬‬

‫‪ - 142‬ينص الفصل ‪ 25‬من ظ ت ع على ما يلي‪" :‬تقدم التعرضات عن طريق تصريح كتابي أو شفوي إما للمحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬وإما‬
‫للمهندس المساح الطبوغرافي المنتدب أثناء إجراء التحديد‪ .‬تضمن التصريحات الشفوية للمتعرض‪ ،‬بحضوره في محضر يحرر في نسختين تسلم إليه‬
‫إحداهما‪."...‬‬

‫‪ -‬هشام نوبي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.77‬‬ ‫‪143‬‬

‫‪65‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ثانيا‪ :‬تعطيل مسطرة التحفيظ‬

‫إذا كان يترتب عن ممارسة مسطرة الخالصة اإلصالحية إعادة جميع المساطر من‬
‫جديد ومنها مسطرة التحديد األولي والتكميلي‪ ،‬والنشر والتعليق‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى تعطيل‬
‫مسطرة التحفيظ ككل‪.‬‬

‫ذلك أن المحافظ يكون مضطرا كلما أنشئ حق من الحقوق خالل جريان المسطرة‬
‫وطلب منه نشره بالجريدة الرسمية‪ ،‬لفتح آجاال جديدة للتعرض من جديد‪ ،‬وهكذا قد تتوالى هذه‬
‫اآلجال إلى ما ال نهاية‪ ،‬مما يطيل عمر مسطرة التحفيظ‪ ،‬وبالتالي يبعدها أكثر عن الواقع‬
‫وينقص من فعالية وعملية‬ ‫‪144‬‬
‫االجتماعي ويساهم في عرقلة السير الجيد لنظام التحفيظ بأكمله‬
‫اإلشهار العقاري‪.‬‬

‫وفي حالة وجود تعرضات على الحقوق المعلن عنها بمقتضى الخالصة اإلصالحية‪،‬‬
‫فإن المحافظ يكون ملزم بإحالة الملف على القضاء من أجل البت فيها‪ ،‬مما ينتج عنه تجميد‬
‫المسطرة‪ ،‬وعدم استطاعة المحافظ تأسيس الرسم العقاري إال بعد بت المحكمة في التعرضات‬
‫المثارة بصدد مطلب التحفيظ‪ ،‬وتصدر حكما حول كل تعرض في مواجهة الحق الناشئ أو‬
‫المعدل على حدة وصيرورة هذا الحكم نهائيا أي مكتسبا لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫محمد بن الحاج السلمي‪" :‬سياسة التحفيظ في المغرب ما بين اإلشهار العقاري والتخطيط االجتماعي االقتصادي"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.78.‬‬ ‫‪144‬‬

‫‪66‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار الخالصة اإلصالحية على الوضعية القانونية للمستفيد‬

‫ال تقتصر آثار مسطرة الخالصة اإلصالحية على مسطرة التحفيظ فقط‪ ،‬وإنما تشمل‬
‫كذلك المستفيد من الحق الناشئ أثناء مسطرة التحفيظ كذلك‪ .‬وتتمثل هذه اآلثار في اكتساب‬
‫المستفيد لصفة طالب التحفيظ (أوال)‪ ،‬وكذا تأسيس الرسم في اسمه (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اكتساب المستفيد صفة طالب التحفيظ‬

‫نصت على هذا األثر الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري التي جاء‬
‫فيها‪..." :‬يكتسب صاحب الحق المنشأ أو المغير أو المقر به صفة طالب التحفيظ في حدود‬
‫الحق المعترف له به"‪.‬‬

‫إن المشرع المغربي منح للمتدخل في مسطرة التحفيظ عن طريق الخالصة اإلصالحية‬
‫صفة طالب التحفيظ في حدود الحق المنشأ أو المغير أو المقر به‪ ،‬وذلك على أساس أن كل‬
‫شخص تقدم لدى المحافظة العقارية بطلب يرمي تحفيظ حقه العيني يسمى طالب التحفيظ‪،‬‬
‫والذي يفترض فيه أنه المالك للحق المراد تحفيظه‪ ،‬ويبقى طالب التحفيظ مالكا مفترضا طيلة‬
‫مسطرة التحفيظ إلى أن تثبت ملكيته بشكل قاطع أو يتعرض مطلبه لإللغاء‪.145‬‬

‫فمثال لو اكتسب شخص عقار في طور التحفيظ سواء كان بعوض أو بدون عوض‪ ،‬واختار‬
‫سلوك مسطرة الخالصة اإلصالحية فإن إجراءات التحفيظ تواصل باسمه عوض طالب‬
‫التحفيظ األصلي إذا كان الحق قد نشأ على كل العقار‪ ،‬أما إذا نشأ الحق في حدود جزء معين‬
‫من العقار فال تشمل مسطرة الخالصة اإلصالحية إال هذا الجزء ويكتسب من خالله المستفيد‬
‫صفة طالب التحفيظ في حدود هذا الجزء فقط‪.‬‬

‫‪ - 145‬عبد الكريم شهبون‪" :‬الشافي في شرح قانون التحفيظ العقاري الجديد رقم ‪ ،"14.07‬مكتبة الرشاد – سطات‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2014‬ص ‪-216‬‬
‫‪.217‬‬

‫‪67‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وفي هذا اإلطار جاء في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪" :‬حيث يستفاد من مستندات الملف‪ ،‬أنه‬
‫بمقتضى مطلب تحفيظ قيد بتاريخ ‪ 2008/11/03‬بالمحافظة العقارية بالفقيه بن صالح تحت‬
‫عدد ‪ 68/3296‬طلب ( أ ب ) تحفيظ الملك المسمى "سلمى" والكائن بسوق السبت بالمحل‬
‫المدعو "خالوطة" إقليم بني مالل بمساحة قدرها ‪ 973‬مترا مربعا تقريبا‪ ،‬بصفته مالكا له‬
‫بالشراء عدد ‪ 180‬المؤرخ في ‪ 1996/02/07‬من البائع له ( ب أ ب ) والذي كان يتملك‬
‫المبيع إرثا من والده الذي كان يتملكه بدوره بالشراء عدد ‪ 626‬المضمن بتاريخ‬
‫‪.1984/02/24‬‬

‫وبمقتضى خالصة إصالحية مؤرخة في ‪ 2008/11/19‬أصبحت مسطرة التحفيظ تتابع‬


‫بمساحة قدرها ‪ 11‬آرا و‪ 72‬سنتيارا التي أسفر عنها التحديد اإلداري ولقطعتين اثنتين األولى‬
‫تحت تسمية سلمى ‪ 2‬للقطعة الثانية بمساحة آر واحد و ‪ 67‬سنتيار‪ ،‬والثانية تحت التسمية‬
‫األولى بمساحة ‪ 10‬آرات و‪ 04‬سنتيارات‪ ،‬بناء على نفس الوثائق والعقود المودعة"‪.146‬‬

‫ولعل هذا األثر أهم حافز يجعل المستفيد من الحق الناشئ أو المعدل أثناء مسطرة‬
‫التحفيظ يختار إلشهار حقه آلية نشر الخالصة اإلصالحية بذل من إيداع الوثائق التي تثبت حقه‬
‫بالمحافظة العقارية لتقييدها بسجل التعرضات طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،147‬حيث أن‬
‫سلوك المستفيد لهذه المسطرة تجعله غير ذي صفة على اعتبار أنه يبقى تابعا لطالب التحفيظ‬
‫األصلي‪.‬‬

‫وصفة طالب التحفيظ تمنح المستفيد من مسطرة النشر صفة المدعى عليه أمام القضاء‪ ،‬حيث‬
‫تخول له نفس الصال حيات الممنوحة لطالب التحفيظ‪ ،‬وهذا من شأنه الدفاع عن مصالحه أمام‬
‫المحكمة‪ .148‬ويترتب عن كونه مدعى عليه أن يعفى من اإلثبات على اعتبار أن المتعرض هو‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 8/68‬مؤرخ في‪ ،2013/02/05 :‬ملف مدني عدد ‪ ،2012/8/1/1594‬غير منشور‬ ‫‪146‬‬

‫‪ -‬هشام نوبي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.80‬‬ ‫‪147‬‬

‫‪ -‬بوجمعة زفو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪148‬‬

‫‪68‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الملزم باإلثبات ولو كان حائزا‪ .149‬فالمحكمة ال تنظر في حجج طالب التحفيظ إال إذا أدلى‬
‫المتعرض بحجج تدعم وتعضد تعرضه‪ ،‬وفي حالة عدم إدالء المتعرض بحججه فال يحق‬
‫لقاضي التحفيظ مناقشة حجج طالب التحفيظ‪.‬‬

‫ولعل أشق مسألة في التعرض هي مسألة اإلثبات‪ ،‬فإذا لم يقم المدعي وهو المتعرض بإثبات‬
‫الحق الذي يدعيه رفضت دعواه وليس على المحكمة أن تبحث في ملكية المدعى عليه‪.150‬‬

‫كذلك ليس من شأن تقديم الخالصة اإلصالحية‪ ،‬أن تفقد طالب التحفيظ الجديد مركز المدعى‬
‫عليه في اإلثبات في حالة وجود مطلب آخر انصب على نفس العقار‪ ،‬ألن صاحب المطلب‬
‫األسبق في التاريخ عن المطلب الالحق له في التاريخ‪ ،‬يجعل صاحب هذا األخير متعرضا‪،‬‬
‫ويلزم بإثبات ادعائه حسب ما استقر عليه قضاء المجلس األعلى‪ .‬ومما جاء في أحد قراراته ما‬
‫يلي‪" :‬باالطالع على وثيقتي الشراء وكذلك مطلبي التحفيظ يثبت أن شراء المستأنف عليه أقدم‬
‫بكثير من شراء المستأنف‪ ،‬كما أن المستأنف عليه قد سبق إلى تحفيظ األرض قبل المستأنف‪.‬‬

‫وبذلك يكون طالب التحفيظ المتأخر بمثابة متعرض‪ ،‬وأن المتعرض في هذا الميدان يعتبر‬
‫مدعيا‪ ،‬وعليه يقع عبء اإلثبات لما يدعى أوال‪ ،‬قبل أن يسأل طالب التحفيظ عن حججه‪ .‬وأنه‬
‫قد ثبت من خالل الوثائق ووقائع القضية أن شراء محمد بنجلون من فهمي العربي لم يكن‬
‫متبوعا بوضع اليد العلني؛ الذي يثبت الحيازة الهادئة الناقلة للملكية‪ ،‬بدليل النزاع الحاصل بين‬
‫البائع لمحمد بنجلون وبين المستأنف عليه‪ .‬وأنه بهذه التعليالت غير المنتقدة من الطاعن يكون‬
‫القرار معلال تعليال كافيا‪ ،‬مما تبقى معه بقية علله المنتقدة علال زائدة يستقيم القضاء بدونها‬
‫والسبب بالتالي غير جدير باالعتبار"‪.151‬‬

‫‪ - 149‬محمد بونبات‪" :‬نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬دراسة في القوانين المرتبطة بنظام التحفيظ العقاري في المغرب"‪ ،‬سلسلة آفاق القانون (‪ ،)11‬المطبعة‬
‫والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ط الثانية‪ ،2005 ،‬ص‪ 41‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ -‬محمد خيري‪" :‬التعرضات أثناء التحفيظ العقاري في التشريع المغربي"‪ ،‬مطبعة دار الثقافة‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1983‬ص ‪.210‬‬ ‫‪150‬‬

‫‪ - 151‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 54‬المؤرخ في ‪ 2006-1-4‬ملف مدني عدد ‪ 2003-1-1-3029‬غير منشور‪ ،‬وارد عن عمر أزوكار‪" ،‬آثار انتقال‬
‫الحقوق أثناء مسطرة التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنبر القانوني‪ ،‬العدد األول‪ ،2011 ،‬ص ‪.22-21‬‬

‫‪69‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وفي األ خير البد من اإلشارة إلى أن المستفيد من الخالصة اإلصالحية ال يكتسب صفة طالب‬
‫التحفيظ إال من تاريخ قبول طلبه من طرف المحافظ وأداء الواجبات القانونية‪ ،‬وليس من تاريخ‬
‫إيداع الوثائق المثبتة للحق الناشئ على العقار قيد التحفيظ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تأسيس الرسم العقاري في اسم المستفيد‬

‫عندما يرى المحافظ على األمالك العقارية أن الملف مر عبر جميع اإلجراءات‬
‫المسطرية‪ ،‬وأن الوثائق صحيحة من حيث الشكل والجوهر‪ ،‬فإنه يتخذ قرار التحفيظ بشأن‬
‫العقار الذي تم تفويته إلى المستفيد إما في اسمه لوحده في حالة االنتقال الكلي للملك دون ذكر‬
‫طالب التحفيظ األصلي‪ ،‬وإال في اسمه واسم طالب التحفيظ األصلي في حالة االنتقال الجزئي‬
‫للملك موضوع مطلب التحفيظ إذا كان الحق المنشأ مشاعا‪.‬‬

‫و يعتبر تأسيس الرسم العقاري النتيجة النهائية لمسطرة التحفيظ التي يخضع لها العقار‪ ،‬سواء‬
‫كانت هذه المسطرة إدارية أو كانت مسطرة قضائية‪ ،‬بحيث يترتب عن عملية التحفيظ اعتبار‬
‫الرسم العقاري له الصفة النهائية ودليال قاطعا على ما قيد فيه‪ ،‬ويعد نقطة االنطالق الوحيدة‬
‫للحقوق العينية والتكاليف العقارية المنصبة على العقار وكل صلة بين هذا األخير وماضيه قد‬
‫انقطعت‪ .152‬إذ الرسم العقاري المؤسس يعطى هوية جديدة للعقار ويطهره من الوضعيات‬
‫القانونية والتقنية السابقة‪ ،153‬ويعتبر قرار تأسيس الرسم العقاري قرار نهائي وال يقبل أي‬
‫طعن وله حجية مطلقة‪ 154‬وال يقبل أية مراجعة قضائية أو إدارية‪.‬‬

‫ف تأسيس الرسم العقاري في اسم المستفيد مباشرة له فوائد كثيرة يجنيها هذا األخير‪ ،‬ذلك‬
‫أن ح قوقه تكون متمتعة بمناعة مطلقة ال يمكن الطعن فيها نظرا للقيمة التي منحها إياها‬

‫‪ -‬إدريس الفاخوري‪" :‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،"14.07‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2016‬ص ‪.97‬‬ ‫‪152‬‬

‫‪ - 153‬آمنة مبروك مهالوي‪" :‬مدخل لدراسة النظام العقاري المغربي"‪ ،‬ترجمة إلى اللغة العربية عبد هللا إدومجود وعبد السالم زيزون‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2018 ،‬ص ‪.204‬‬

‫‪ - 154‬للتوسع أكثر في هذه الحجية أنظر حنان سعيدي‪" :‬نهاية قرار التحفيظ بين صحة المؤيدات وسالمة اإلجراءات"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2011 -2010‬‬

‫‪70‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المشرع في الفصلين‪ 1‬و ‪ 155 62‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬كما أن الرسم العقاري ال يقبل الطعن باإللغاء‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار جاء في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪" :‬لكن حيث إنه ال يلزم من كون قرار‬
‫رفض التحفيظ ال يمكن الطعن فيه حسب مقتضيات الفصل ‪ 96‬من ظهير التحفيظ العقاري إال‬
‫أمام جهة القضاء العادي أن قرار التحفيظ باعتباره صادرا عن سلطة إدارية يكون قابال للطعن‬
‫باإللغاء وأمام جهة القضاء اإلداري ذلك أن قرار التحفيظ كما استقر عليه اجتهاد الغرفة‬
‫اإلدارية بالمجلس األعلى وحسب مقتضيات ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬حول التحفيظ العقاري‬
‫يعتبر قراراتها ال رجعة فيها ومن هذا المنطلق فإنه ال يقبل أي طعن سواء أمام القضاء‬
‫اإلداري أو أمام جهة القضاء العادي‪.....‬وحيث يستخلص من كل ما سبق أن المحكمة اإلدارية‬
‫قد أخطأت عندما أخضعت قرار التحفيظ باعتباره صادرا عن سلطة إدارية في شخص‬
‫المحافظ لمراقبة القضاء اإلداري والحالة أن القرار المذكور ال يخضع ألية رقابة وأن عملية‬
‫التحفيظ والتي تنطوي على تطهير العقار المذكور تعتبر عملية نهائية ال رجعة فيها مما يجب‬
‫معه إلغاء الحكم المستأنف"‪.156‬‬

‫ومن تم فإن الحقوق المقيدة بموجب الخالصة اإلصالحية تستفيد من األثر التطهير الذي‬
‫يتميز به قرار التحفيظ‪ ،‬ويمتد إليها وال يمكن المطالبة بإلغائها أو تعديلها أو التشطيب عليها‪ ،‬ما‬

‫‪ - 155‬ينص الفصل األول من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي‪" :‬يرمي التحفيظ إلى جعل العقار المحفظ خاضعا للنظام المقرر في هذا القانون من‬
‫غير أن يكون في اإلمكان إخراجه منه فيما بعد ويقصد منه‪:‬‬

‫تحفيظ العقار بعد إجراء مسطرة للتطهير يترتب عنها تأسيس رسم عقاري وبطالن ما عداه من الرسوم‪ ،‬وتطهير الملك من جميع الحقوق السالفة‬ ‫‪-‬‬
‫غير المضمنة به؛‬

‫تقييد كل التصرفات والوقا ئع الرامية إلى تأسيس أو نقل أو تغيير أو إقرار أو إسقاط الحقوق العينية أو التحمالت المتعلقة بالملك‪ ،‬في الرسم‬ ‫‪-‬‬
‫العقاري المؤسس له"‪.‬‬

‫وينص الفصل ‪ 62‬من نفس الظهير على ما يلي‪" :‬إن الرسم العقاري نهائي وال يقبل الطعن‪ ،‬ويعتبر نقطة االنطالق الوحيدة للحقوق العينية والتحمالت‬
‫العقارية المترتبة على العقار وقت تحفيظه دون ما عداها من الحقوق غير المقيدة"‪.‬‬

‫‪ - 156‬قرار محكمة النقض عدد‪ 420 :‬المؤرخ في ‪ 2002-4-11‬ملف إداري عدد ‪ 99-1-4-24‬غير منشور‪ ،‬وارد عن عمر أزوكار‪" :‬التحفيظ العقاري‬
‫في ضوء التشريع العقاري وقضاء محكمة النقض‪ ،‬منشورات دار القضاء بالمغرب‪ ،‬الطبعة األولى ‪.448-447 ،2014‬‬

‫‪71‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫دامت قد خضعت لمسطرة إشهار واسعة يفترض علم أكبر قدر ممكن من العموم‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن لمسطرة التحفيظ العادية‪.157‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة على مسطرة اإليداع‬

‫إن وضعية العقار القانونية والمادية ال تجمد طبعا خالل مسطرة التحفيظ‪ ،‬حيث يمكن‬
‫لطالب التحفيظ في هذه المرحلة أن يقوم بجميع التصرفات على عقاره لفائدة الغير‪ ،‬وذلك‬
‫بسلوك مسطرة اإليداع المنصوص عليها في الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري –إلى‬
‫جانب مسطرة الخالصة اإلصالحية‪.-‬‬

‫فانتقال الحقوق الناشئة على العقار في طور التحفيظ عن طريق مسطرة اإليداع تنتج عنه عدة‬
‫آثار سواء قبل اتخاذ قرار التحفيظ (الفقرة األولى)‪ ،‬أو بعد تأسيس الرسم العقاري للملك الذي‬
‫كان محال لإليداع (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ -‬عالي أفقير‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪157‬‬

‫‪72‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آثار اإليداع قبل تأسيس الرسم العقاري‬

‫إن إيداع عقود التصرفات التي تجري على العقار في طور التحفيظ في ظل الفصل ‪84‬‬
‫من ظ ت ع تختلف اختالفا كليا عن مسطرة النشر المنصوص عليها في الفصل ‪ 83‬من ظ ت‬
‫ع‪ ،‬بحيث ال يتم إشهارها بنفس الكيفية‪ ،‬وال يكتسب فيها المستفيد صفة طالب التحفيظ‪ ،‬إذ‬
‫تستمر المسطرة في اسم طالب التحفيظ األصلي (أوال)‪ .‬ويكتفي المحافظ بتقييد الحق الجديد‬
‫بسجل التعرضات‪ ،‬هذا الحق الذي قد يكون محل تعرض عليه من طرف الغير مادام المشرع‬
‫فتح هذه اإلمكانية بموجب الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 24‬ظ ت ع(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عدم إحداث أي تغيير على مسطرة التحفيظ‬

‫إذا كان يترتب عن سلوك مسطرة الخالصة اإلصالحية إعادة إجراءات التحفيظ وفتح‬
‫أجل جديد للتعرضات إذا كان األجل قد انتهى‪ ،‬فإن األمر يختلف عند سلوك مسطرة اإليداع‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫بحيث إن مسطرة التحفيظ تبقى جارية وفق مجراها العادي دون توقف أو تغيير في اسم‬
‫طالب التحفيظ األصلي إلى غاية تأسيس الرسم العقاري في اسمه وإن كان الملك قد انتقل كليا‬
‫للمستفيد‪ .‬الشيء الذي يؤدي إلى ربح الوقت واإلسراع في اتخاذ قرار التحفيظ في اسم طالب‬
‫التحفيظ ثم تقييد حق الم ستفيد في الرتبة التي عينت له‪ ،‬كما أن هذه المسطرة تقلل من حجم‬
‫التعرضات على الحقوق المودعة خاصة إذا كان أجل التعرضات قد انتهى‪ ،‬وإن كان المشرع‬
‫أتى بمقتضى من خالل الفصل ‪ 24‬من ظ ت ع يسمح بالتعرض على الحقوق المودعة – ذلك‬
‫ما سنتطرق إليه في النقطة الموالية ‪.-‬‬

‫وإذا كانت مسطرة التحفيظ تتابع في اسم طالب التحفيظ األصلي‪ ،‬فإن ذلك يترتب عليه‬
‫تأسيس الرسم العقاري في اسمه ثم يقيد حق المستفيد من التصرف بالرسم العقاري الذي أسس‬
‫في اسم طالب التحفيظ بالرتبة التي كانت له في سجل التعرضات إذا سمحت بذلك مسطرة‬

‫‪73‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫التحفيظ‪ ،‬وهذا ما عبر عنه المشرع في نهاية الفصل ‪ 84‬بقوله‪..." :‬ويقيد الحق المذكور عند‬
‫التحفيظ بالرسم العقاري في الرتبة التي عينت له إذا سمحت إجراءات المسطرة بذلك"‪.‬‬

‫مما يعني‪ ،‬أن الحقوق التي تنشأ على عقار في طور التحفيظ يمكن إيداعها في سجل‬
‫التعرضات في انتظار استكمال اإلجراءات المسطرية وتأسيس الرسم العقاري‪ ،‬ليقيد الحق‬
‫برتبته السابقة‪ ،‬كما أن هذا الحق وفقا لمنطوق هذا الفصل يبقى مرتبطا بمصير طالب التحفيظ‬
‫أو مطلب التحفيظ بصفة عامة وجودا وعدما‪.158‬‬

‫إال أن هذه المسطرة وعلى الرغم من إيجابياتها فإنها ال تخلو من بعض السلبيات تجعلها‬
‫قاصرة‪ ،‬فمن بين سلبياتها أن مصير صاحب الحق يبقى معلقا على إرادة طالب التحفيظ بحيث‬
‫ال يمكن له تحريك المسطرة إال بموافقته‪ ،‬خاصة عندما يمتنع طالب التحفيظ عن متابعة‬
‫اإلجراءات‪ ،‬بحيث أن صاحب الحق ليس له الصفة في متابعة هذه اإلجراءات‪.159‬‬

‫كذلك من اإلشكاالت التي تعرفها هذه المسطرة أنه في حالة قيام المحافظ برفض أو إلغاء‬
‫مطلب التحفيظ‪ ،‬في هذه الحالة هل يحق للمودع الطعن في قرار المحافظ؟‬

‫إن المودع ال يكتسب صفة طالب التحفيظ وال صفة المتعرض‪ ،‬وبالتالي ليس طرفا في مسطرة‬
‫التحفيظ وال يحق له التدخل فيها ال إراديا وال هجوميا‪ .‬وهذا ما جاء في قرار لمحكمة النقض‪:‬‬
‫"‪...‬لكن ردا على الوسيلة فإن اإليداع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع في حد ذاته ال يعطي‬
‫لصاحبه ال صفة متعرض وال صفة طالب التحفيظ وبذلك فإن ما عللت به المحكمة قراراها‬
‫المطعون فيه بهذا الخصوص ال يعد خرقا للفصلين المدعى خرقهما والوسيلة غير عاملة"‪.160‬‬

‫‪ - 158‬مراد عامر‪" :‬نهائية الرسم العقاري بين ثوابت النص ومتطلبات الواقع"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في العلوم القانونية –شعبة القانون الخاص‪-‬‬
‫جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –السويسي‪ -‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2019-2018‬ص ‪.89‬‬

‫‪ -‬عبد الغني بولنوار‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪159‬‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 2775‬بتاريخ ‪ ،2006/07/16‬ملف مدني عدد ‪ 2006/1/1/3708‬غير منشور‪ ،‬وارد عن حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪160‬‬

‫‪74‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫بأنه يحق له الطعن في قرار المحافظ ألن له الصفة للقيام بذلك‪،‬‬ ‫‪161‬‬
‫هذا ويرى أحد الباحثين‬
‫ومن تم يجب على المحافظ تبليغ قرار اإللغاء لكل المتدخلين في هاته المسطرة ومن بينهم‬
‫المودع بطبيعة الحال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعرض على اإليداع‬

‫من بين اآلثار التي تترتب عن سلوك مسطرة اإليداع أن المشرع خول إمكانية التعرض‬
‫على الحقوق المودعة طبقا للفقرة األخيرة من الفصل ‪ 24‬من ظ ت ع‪ ،‬وهذا يعتبر من‬
‫المستجدات التي جاء بها القانون رقم ‪ ،14.07‬بحيث قبل صدوره لم تكن هناك أي إمكانية‬
‫للتعرض على الحقوق المودعة‪.‬‬

‫هذا المستجد آثار العديد من النقاشات بين الفقهاء والممارسين‪ ،‬فهناك من يرى بأن المشرع قد‬
‫وفق في إقراره مسطرة التعرض على اإليداع‪ ،‬ألن ذلك –في نظرهم‪ -‬يساهم في مواجهة‬
‫بعض األوضاع التي كانت سائدة في القانون السابق حيث كثيرا ما كان يختفي من انتقل إليه‬
‫الحق بأية طريقة مشبوهة بستار الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ .162‬نظرا لكون المستفيد من اإليداع‬
‫ال يتم إشهار حقوقه خصوصا في الحالة التي يعمد فيها إلى اقتناء جميع العقار موضوع مطلب‬
‫التحفيظ‪ ،‬ومع ذلك تستمر المسطرة جارية في اسم طالب التحفيظ لكل العقار المعني‪.163‬‬

‫في حين ذهب البعض اآلخر إلى خالف ذلك‪ ،‬بحيث يرون أن هذا المستجد فارغ في محتواه‬
‫ويمكن تصنيفه في الحشو الزائد في هذا التعديل التشريعي‪ ،‬ألنه إذا ما تم ربط هذا المقتضى‬
‫الجديد ببعض المبادئ األخرى التي ينبني عليها نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬لوجدنا –في نظرهم‪-‬‬
‫أن هذا النظام ينبني على مبدأ اإلشهار‪ .‬في حين أن ما يتم إيداعه وفقا للفصل ‪ 84‬ال يتم‬

‫‪ -‬بوجمعة زفو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪161‬‬

‫‪ - 162‬عمر السكتاني‪" :‬الجو انب اإلجرائية لمسطرة التعرض في نظام التحفيظ العقاري الجديد دراسة في تطور االجتهاد القضائي المغربي"‪ ،‬مقال‬
‫منشور بمجلة الملف العدد ‪ /21‬أكتوبر ‪ ،2013‬ص ‪.61.62‬‬

‫‪ - 163‬سعيدة بن عزي‪" :‬التعرض على التحفيظ بين البعد الحمائي واالستعمال التعسفي على ضوء القانون رقم ‪ ،"14.07‬مقال منشور بمجلة الحقوق –‬
‫قراءات في القوانين العقارية الجديدة‪ ،-‬مطبعة المعارف الجديدة‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2013‬ص ‪.97‬‬

‫‪75‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫إشهاره ال عن طريق نشره بالجريدة الرسمية وال تعليقه بمكاتب المحافظة وال القيادة‬
‫والمحكمة‪ ،‬بل يتم االقتصار على إيداعه بسجل التعرضات‪ ،‬مما يفتح الباب واسعا أمام السؤال‬
‫عن الكيفية التي يمكن بها للعموم العلم بوجود حق تم إيداعه وفقا للفصل ‪.16484‬‬

‫ونحن نؤيد هذا االتجاه األخير‪ ،‬ألن كل ما ال ينشر بالجريدة الرسمية يعتبر غير موجود إذ‬
‫يبقى الحق مخبئا وغير معروف‪ .‬فالهدف من النشر بالجريدة الرسمية هو تدعيم حق طالب‬
‫التحفيظ من جهة‪ ،‬وتمكين أي شخص آخر من العلم بمسطرة التحفيظ لكي يدافع عن حقه عن‬
‫طريق التعرض في مواجهة طالب التحفيظ من جهة أخرى‪.‬‬

‫وحتى لو افترضنا إمكانية التعرض على الحقوق المودعة طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ ،‬فإن‬
‫المشرع لم يحدد أجل لممارسة هذا التعرض‪ ،‬فهل سنطبق عليه أجل التعرض المنصوص عليه‬
‫في الفصل ‪ 24‬من نفس القانون؟‬

‫ال يمكن ألن هذا األجل يتعلق بالتعرض العادي‪ ،‬واإليداع يمكن تقديمه منذ فتح مطلب التحفيظ‬
‫إلى غاية تأسيس الرسم العقاري‪ ،165‬وبالتالي قد يرد هذا اإليداع بعد انتهاء أجل التعرضات‪.‬‬
‫فكيف إذن نتعرض على الحقوق المودعة والحال أن أجل التعرضات قد انتهى؟ هل سيقوم‬
‫المحافظ بفتح أجل استثنائي طبقا للفصل ‪ 29‬ظ ت ع؟‪.‬‬

‫بخصوص هذه المسألة هناك من يرى أن أجل التعرض على الحقوق المودعة في إطار الفصل‬
‫‪ 84‬يبتدئ من يوم إيداع مطلب التحفيظ إلى حين إصدار قرار التحفيظ‪ ،‬على اعتبار أن هذه‬
‫الحقوق يمكن إيداعها منذ إيداع مطلب التحفيظ إلى حين صدور قرار التحفيظ‪ ،‬وبالتالي فإن‬

‫‪ - 164‬خالد الفكاني‪" :‬تأمالت حول المستجدات التشريعية المتعلقة بالتعرض والمقررة بمقتضى القانون رقم ‪ ،"07/14‬مقال منشور بمجلة األمالك‪ -‬العدد‬
‫المزدوج ‪ ،2013-2012 /12-11‬ص ‪.194‬‬

‫‪ - 165‬عمر أزوكار‪" :‬التعرض على مسطرة اإليداع‪ :‬الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنبر القانوني – أعمال الندوة‬
‫العلمية التي نظمتها مجلة المنبر القانوني بشراكة مع الفضاء المدني يوم ‪ 05‬مايو ‪ 2012‬بتزنيت‪ ،‬حول موضوع قانون التحفيظ العقاري بين روح‬
‫ظهير ‪ 1913‬ومستجدات قانون ‪ ،14.07‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪ ،2012‬ص‪.46 :‬‬

‫‪76‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الحق في التعرض عليها يظل ممكنا كلما تم إيداعها في مطلب التحفيظ ألن الحق في التعرض‬
‫على هذه الحقوق ال ينشأ إال بعد إيداعها‪.‬‬

‫إال أننا ال نتفق مع هذا الطرح‪ ،‬ألننا لو فتحنا هذا الباب لن يتأسس الرسم العقاري قط‪ ،‬بحيث‬
‫كلما اقترب المحافظ من اتخاذ قرار التحفيظ‪ ،‬إال وبادر أحد األغيار بإيداع حقه طبقا للفصل‬
‫‪ ،84‬وبالتالي فتح إمكانية التعرض عليه‪ ،‬الشيء الذي يلزم المحافظ بإحالة الملف على‬
‫المحكمة من أجل البت في التعرضات‪ ،‬وبالتالي نبقى في حلقة مفرغة ولن يتأسس الرسم‬
‫العقاري مطلقا‪.‬‬

‫وما يعزز من موقفنا هو أن المحكمة غير مختصة بالبت في نزاع أطرافه المودع والمتعرض‬
‫عليه دون طالب التحفيظ األصلي‪ ،‬ألن أطراف النزاع هم المتعرض وطالب التحفيظ أما‬
‫المودع فإنه ال يكتسب أي صفة‪ .‬وفي هذا اإلطار جاء في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪" :‬إن‬
‫أطراف النزاع في مسطرة التحفيظ هم طالبو التحفيظ والمتعرضون‪ ،‬وأنه بمقتضى الفصلين‬
‫‪ 24‬و ‪ 83‬من ظهير ‪ ،1913/8/12‬فإن من يدعي تملك عقار في طور التحفيظ عليه لكي‬
‫يكون طرفا في النزاع المعروض على القضاء أن يتدخل كطالب تحفيظ ليحل محل الطالبين‬
‫السابقين في حالة موافقتهم وإما أن يتعرض على المطلب في حالة النزاع‪.‬‬

‫إن الطاعنة –في هذه النازلة – لم تكن من بين طالبي التحفيظ وال من بين المتعرضين بالمعنى‬
‫القانوني على المطلب موضوع النزاع‪ ،‬وإنما اقتصرت فقط على اإليداع المخول لها بمقتضى‬
‫الفصل ‪ 84‬من الظهير المذكور‪.166"....‬‬

‫‪ - 166‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 87/6/16‬تحت عدد ‪ 1396‬في الملف المدني عدد ‪ 84/2916‬منشور بمجموعة قرارات المجلس األعلى‬
‫المادة المدنية ‪ ،96-58‬ص‪ 125 :‬وما يليها‪ .‬وارد عن محمد بفقير‪ :‬م س‪.155 ،‬‬

‫‪77‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار اإليداع بعد تأسيس الرسم العقاري‬

‫إن أهم أثر يترتب على سلوك مسطرة اإليداع بعد اتخاذ الرسم قرار التحفيظ هو أن‬
‫تأسيس الرسم العقاري يكون في اسم طالب التحفيظ األصلي‪ ،‬ثم بعد ذلك تقيد حقوق المستفيد‬
‫في الرتبة التي عينت لها من قبل (أوال)‪ ،‬وعندما يتم تقييد هذه الحقوق في الرسم العقاري فإنها‬
‫تطرح إشكاال يتمثل في قوتها الثبوتية‪ ،‬أي بمعنى آخر هل هذه التقييدات المصاحبة تكتسب‬
‫حجية مطلقة كتلك التي يتوفر عليها الرسم العقاري‪ ،‬أم أنه تبقى لها حجية نسبية؟ (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تأسيس الرسم العقاري في اسم طالب التحفيظ‬

‫تعد مسطرة اإليداع تقنية قانونية تمكن من نشأ له حقا خالل مسطرة التحفيظ أن يطلب‬
‫ترتيبه بملف فرعي داخل مطلب التحفيظ ويعطى له رقم ترتيبي بسجل التعرضات‪ ،‬في انتظار‬
‫ما ستسفر عنه المسطرة‪ ،‬فإن انتهت بدون عوارض يحفظ العقار في اسم طالب التحفيظ‬
‫األصلي ويقيد المودع كمالك منتقل له حق الملكية‪ ،‬ويعطى لإليداع المذكور رقما ترتيبيا جديدا‬
‫بسجل اإليداع بعد صيرورته رسما عقاريا‪.167‬‬

‫ف أهم ما يترتب عن سلوك مسطرة اإليداع أن الرسم العقاري يؤسس في اسم طالب التحفيظ‬
‫األصلي‪ ،‬بينما يقيد اسم المستفيد من الحق الناشئ خالل مسطرة التحفيظ بالرسم العقاري‬
‫بالرتبة التي عينت له من قبل‪.‬‬

‫فإذا تعلق األمر ببيع جزئي‪ ،‬فإن المحافظ يعمل على تقييده بسجل التعرضات‪ ،‬ثم القيام بالتحديد‬
‫التكميلي الستخراج الجزء الذي انصب عليه البيع‪ ،‬وبعد انتهاء اإلجراءات المسطرية يتخذ‬
‫كتقييد مصاحب‪ ،‬أو‬ ‫‪168‬‬
‫المحافظ قرار التحفيظ في اسم طالب التحفيظ ثم يليه تقييد البيع الجزئي‬

‫‪ - 167‬شكيب حميود‪" :‬وسائل حماية الحقوق الناشئة خالل مساطر التحفيظ العقاري"‪ ،‬مقال منشور بدفاتر محكمة النقض –الندوة الوطنية في موضوع‬
‫األمن العقاري‪ -‬العدد ‪ ،26‬مطبعة األمية – الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2015‬ص ‪.525-524‬‬

‫‪ -‬عبد الغني بولنوار‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪168‬‬

‫‪78‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫يؤسس له رسم عقاري جزئي يستخرج من الرسم األصلي أو رسوم عقارية جزئية إن كانت‬
‫التفويتات تتعلق بعدة قطع أو شقق‪.‬‬

‫أما بالنسبة للحالة الثانية وهي حالة االنتقال الكلي للملك‪ ،‬فإن قرار التحفيظ يصدر باسم طالب‬
‫التحفيظ األصلي رغم أنه لم يظل كذلك من الناحية الواقعية‪ ،‬ثم يسجل حق المستفيد بالرسم‬
‫العقاري بنفس الرتبة التي حددت له يوم تقييد اإليداع بسجل التعرضات‪.169‬‬

‫فأهم أثر يترتب عن مسطرة التحفيظ هو تأسيس رسم عقاري يعرف برسم الملكية يتضمن بيانا‬
‫تفصيليا عن وضعية العقار مع حدوده وبيان األمالك المجاورة والمالصقة له ونوعه ومساحته‬
‫مع التعريف بمالكه وتحديد مختلف الحقوق والتصرفات الواقعة عليه ويحرر في سجل تتولى‬
‫إدارة المحافظة على األمالك العقارية تحديد شكله‪.170‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن سلوك مسطرة اإليداع من إيجابيتها أنها سريعة‪ ،‬إال أنه يؤاخذ عليها‬
‫أنها مسطرة تستمر في اسم طالب التحفيظ‪ ،‬بل تحفيظ العقار يكون في اسم هذا األخير‪ ،‬أما‬
‫باقي التصرفات المودعة طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع فيتم تقييدها بالرسم العقاري في الترتيب‬
‫بعد قرار التحفيظ‪ .‬مما يدفعنا إلى التساؤل عن القيمة الثبوتية التي تتمتع بها هاته التقييدات‬
‫المصاحبة لقرار التحفيظ؟ هل تأخذ الحجية نفسها التي يأخذها قرار التحفيظ أو ال؟‬

‫ذلك ما سنتطرق له في النقطة الموالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجية الحقوق المعلن عنها طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‬

‫إذا كان الهدف من سلوك المستفيد من الحق مسطرة اإليداع المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ ،‬هو حفظ حقه وتحصينه من أية منازعة وتفادي ضياعه باألثر‬
‫التطهيري للرسم العقاري‪ ،‬فإن سلوكه لهذه المسطرة تترتب عنه مجموعة من اآلثار الهامة‪،‬‬

‫‪ -‬محمد خيري‪" :‬واقع وآفاق نظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة األمالك‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬العدد األول ‪ ،2006‬ص ‪.16‬‬ ‫‪169‬‬

‫‪ -‬المختار بن أحمد عطار‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.108‬‬ ‫‪170‬‬

‫‪79‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫حيث يبقى أهمها هي قيمة وحجم القوة الثبوتية المعطاة للحقوق المعلنة سواء في مواجهة‬
‫األطراف أو في مواجهة الغير‪ .171‬بمعنى آخر هل الحقوق المعلنة طبقا للفصل ‪ 84‬تتمتع‬
‫بالحجية التي يتمتع بها الرسم العقاري‪ ،‬مع العلم أنها لم تخضع لمسطرة النشر واإلشهار‪ ،‬أي‬
‫أن الغير غير عالم بها؟‪.‬‬

‫بخصوص هذه المسألة فقد انقسمت اآلراء إلى قسمين‪ ،‬األول يعترف لها بالحجية المطلقة‪،‬‬
‫بينما الرأي الثاني ينفي عنها هذه الحجية‪.‬‬

‫االتجاه القائل بالحجية المطلقة للتقييدات المصاحبة‬

‫يرى هذا االتجاه أن الحقوق التي يعلن عنها قرار التحفيظ والتي تظهر على الرسم‬
‫العقاري وقت تحفيظه تكتسب حجية مطلقة‪ ،‬ألنه ال يهم إذا كانت هذه الحقوق قد تضمنها‬
‫مطلب التحفيظ أم نشأت بعد البدء في مسطرة التحفيظ‪ ،‬ويذهب أنصار هذا االتجاه إلى القول‬
‫وال تستطيع أي قوة تعطيلها‬ ‫‪172‬‬
‫أيضا بأن هاته التقييدات لها قيمة قانونية قاطعة ال تقبل الطعن‬
‫ويستند هذا التوجه إلى مقتضيات الفصل ‪ 62‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.173‬‬

‫كما أنهم يرون بأن هذا اإليداع قد تم أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬هذه المسطرة التي هي طويلة‬
‫وبطيئة‪ ،‬حيث تتيح لكل من له مصلحة في التعرض على هذا الحق أن يتعرض عليه‪ ،‬ولما كان‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪171‬‬

‫‪ - 172‬وفي نفس االتجاه يقول األستاذ المختار عطار ‪ :‬أنه "يتعين أن نميز بين الحقوق المسجلة (المقيدة) والحقوق المحفظة‪ ،‬فالحق المسجل له حجية‬
‫مطلقة ونسبية‪ ،‬أما الحق العيني الذي وقع تحفيظه فيكتسب مناعة مطلقة تحول دون الطعن فيه"‪.‬‬

‫المختار عطار‪" :‬المخاطر المهددة لمشتري العقار عند تقديم حقه بالرسم العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة األمالك‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،1‬ص ‪.70‬‬

‫‪ -‬من أنصار هذا التوجه‪:‬‬ ‫‪173‬‬

‫محمد مهدي الجم‪" :‬التحفيظ العقاري في المغرب"‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة ‪ ،1986‬دار الثقافة‪ ،‬ص ‪.201‬‬ ‫‪-‬‬

‫عبد الكريم السباعي‪" :‬صعوبة الخيار بين النشر واإليداع"‪ ،‬مقال منشور بمجلة التحفيظ العقاري‪ ،‬العدد ‪ ،4‬يونيو ‪.1993‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪80‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫قرار التحفيظ يصدره المحافظ بصفة نهائية فإنه من األجدر أن يكون هذا اإليداع في مأمن من‬
‫كل نزاع الحق أو طعن جديد وإال ما فائدة مبدأ التطهير واإلشهار‪.174‬‬

‫ال شك أن التقييد بالسجل العقاري يعد من بين أهم الضمانات التي يخولها نظام التحفيظ‬
‫العقاري لألمالك الخاضعة له‪ ،‬فهو بمثابة حجة رسمية على ثبوت الحق ودليال قويا تجاه‬
‫األطراف والغير‪ ،‬يتمتع بقرينة الوجود والصحة فال يسقط وال يتقادم بل يكتسب مناعة وقوة‬
‫من خالل االعتراف القانوني به والحماية التي توفر له‪.‬‬

‫وعليه فهذا االتجاه ينقل هذا األثر إلى سائر الحقوق سواء تلك التي تم تقييدها عند تأسيس‬
‫الرسم العقاري أو التي قيدت بعد تأسيسه‪.175‬‬

‫فالحقوق المعلن عنها أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬تكتسي حجية مطلقة بعد اتخاذ قرار التحفيظ‪ ،‬فمن‬
‫يدعي خالف صحة تلك الحقوق‪ ،‬عليه سلوك مسطرة التعرض إذا ما تم إشهارها عمال بأحكام‬
‫الفصل ‪ 83‬من قانون التحفيظ العقاري‪ ،‬أو سلوك مسطرة التعرض على اإليداع إذا ما تم‬
‫اإلعالن عنها عمال بأحكام الفصل ‪ 84‬من نفس القانون‪.176‬‬

‫وفي نفس التوجه نجد قرار صادر عن المجلس األعلى –محكمة النقض حاليا‪ -‬جاء فيه‪" :‬لكن‬
‫حيث إن الفصل ‪ 91‬المحتج به إنما يتعلق بالحقوق التي يقع إشهارها بالرسم العقاري بعد أن‬
‫يكون العقار قد حفظ وخصص له رسم عقاري‪ .‬فهذه هي الحقوق التي يمكن أن يشطب عليها‬
‫بمقتضى عقد أو حكم يثبت انعدام أو انقضاء أو عدم صحة تلك الحقوق‪ ،‬بينما أن حقوق‬
‫المطلوبين في النقض على العقار موضوع النزاع لم تسجل بالرسم العقاري بعد تحفيظه حتى‬
‫ترد عليها مقتضيات الفصل ‪ 91‬المذكور التي جرت وقام بها الرسم العقاري‪ ،‬فهي لهذا محمية‬
‫بمقتضيات الفصلين ‪ 2‬و‪ 62‬من الظهير المذكور التي اعتمدتها المحكمة لرد دعوى الطاعنين‬
‫‪ -‬محمد الحياني‪" :‬عقد البيع وقانون التحفيظ العقاري بالمغرب"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬يناير ‪ ،1994‬مطبعة ووراقة الكتاب‪-‬فاس‪ ،‬ص‪.151 :‬‬ ‫‪174‬‬

‫‪ - 175‬مأمون الكزبري‪" :‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع المغربي"‪ ،‬المطبعة العربية للطباعة والنشر – الرباط‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة الجزء الثاني ‪ ،1987‬ص ‪.95‬‬

‫‪ -‬شكيب حيمود‪" :‬وسائل حماية الحقوق الناشئة خالل مساطر التحفيظ العقاري"‪ ،‬م س‪.236 ،‬‬ ‫‪176‬‬

‫‪81‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫والتي تفيد أن إقامة الرسم العقاري للملك طهر من كافة الحقوق السابقة عليه وغير المضمنة‬
‫بالرسم الذي تكون له صفة نهائية ال تقبل الطعن‪ ،‬ويشكل نقطة االنطالق الوحيدة للحقوق‬
‫العينية وقت تحفيظه دون ما عداه من الحقوق غير المسجلة"‪.177‬‬

‫االتجاه الرافض لمبدأ الحجية المطلقة للتقييدات المصاحبة‬

‫مناهض لفكرة الحجية المطلقة للتقييدات‬ ‫‪178‬‬


‫في مقابل االتجاه األول‪ ،‬ظهر توجه ثان‬
‫الالحقة‪ ،‬حيث اعتبر أن أثر التطهير ال ينبغي أن يشمل الحقوق الناشئة بعد تقديم المطلب وقبل‬
‫صدور الرسم العقاري إذ البد من حصر نطاق أثر التطهير من حيث الحقوق المشمولة‪ ،‬فليس‬
‫من العدالة في شيء تحصين الحقوق المقيدة بناء على الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع ضد الطعن‪،‬‬
‫خاصة وأنها لم يتم إعالنها للعموم وال تكون خاضعة لإلشهار وال لمسطرة التعرضات ضد‬
‫المستفيد منها‪ ،179‬فليس هناك أي مبرر قانوني صريح لتقاس وتقارن بالتحفيظ‪.‬‬

‫ف كيف يعقل أن يستفيد الغير من آثار قرار التحفيظ دون أن يكون طرفا أصليا وبالتالي إضفاء‬
‫الحجية المطلقة على التقييدات المصاحبة ال لسبب سوى لورودها قبل اتخاذ قرار التحفيظ‪ ،‬بل‬
‫من اإلنصاف أن تظل التقييدات طبق الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع كغيرها من التقييدات حجية‬
‫نسبية ترتبط بصحة السند الذي استندت عليه‪ ،‬فال تأخذ قوة قرار التحفيظ ألنها لم تخضع‬
‫لإلشهار الكافي‪ ،‬وبالتالي فال حجية مطلقة بدون إشهار‪.180‬‬

‫‪ - 177‬قرار صادر بتاريخ ‪ ،1987/06/17‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 41‬سنة ‪ ،1988‬ص‪ ،25-24 :‬وارد عن حدو معسو‪ ،‬م س‪،‬‬
‫‪.116‬‬

‫‪ - 178‬قرار المجلس األعلى بتاريخ ‪ 17‬بتاريخ ‪ ،1987‬منشور بمجلة المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،41‬سنة ‪ ،1988‬ص ‪ ،25-24‬أورده‪ .‬مراد عامر‪ ،‬م س‪،‬‬
‫ص‪.96‬‬

‫‪ -‬ومن مؤيدي هذا التوجه‪:‬‬ ‫‪179‬‬

‫محمد فلجي‪" :‬قرار التحفيظ بين صحة السندات وسالمة اإلجراءات"‪ ،‬مقال منشور بمجلة جمعية المحافظين‪ ،‬العدد ‪ 6‬أبريل ‪.1997‬‬

‫‪ -‬بوجمعة زفو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪34‬ز‬ ‫‪180‬‬

‫‪82‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫إن نظام مؤس سة اإليداع ال يشفع في تبرير قاعدة التطهير على الحقوق المعلنة بواسطته‪ ،‬ألن‬
‫هذا النظام ال يقوم على إشهار التصرفات التي يحفظها‪ ،‬وال يوقف أو يعيد أي إجراء من‬
‫إجراءات مسطرة التحفيظ بعد اإلعالن عن حق معين بواسطته‪ ،‬وذلك عكس الفصل ‪ 83‬من ظ‬
‫ت ع الذي يوجب إعادة إشهار الحقوق المكتسبة أثناء جريان مسطرة التحفيظ‪ ،‬وأحيانا يفتح‬
‫آجاال جديدة للتعرض‪ ،‬ويمنح لمكتسب الحق صفة طالب التحفيظ‪ ،‬ويحل محل سلفه ويواجه‬
‫الجميع بهذا التغيير الطارئ في مسطرة التحفيظ‪.181‬‬

‫ونحن نؤيد هذا االتجاه األخير إذ ال يعقل أن مجرد تضمين الحق بالرسم العقاري يضفي عليه‬
‫نوع من القداسة والحجية المطلقة‪ ،‬فالتسليم بتطهير الحقوق المودعة لمن شأنه أن يجعل هذه‬
‫المؤسسة مطية للتدليس والتحايل واالستفادة من أكثر الفصول صرامة في ظ ت ع‪ ،‬ذلك أن‬
‫المستفيد من حق معين على العقار في طور التحفيظ سيتحين الوقت المناسب إلعالن حقه‬
‫بواسطة اإليداع‪ ،‬وقد يكون اليوم ما قبل األخير التخاذ قرار التحفيظ‪ ،‬وهو ما سيفوت الفرصة‬
‫على المتضررين الطعن في ذلك التصرف أمام القضاء‪ ،‬صورة تجعل من عملية التحفيظ سالبة‬
‫ال ضامنة‪.182‬‬

‫‪ -‬يوسف مختري‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.208‬‬ ‫‪181‬‬

‫‪ -‬يوسف مختري‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.209‬‬ ‫‪182‬‬

‫‪83‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلشكاالت العملية لمسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫كما هو معلوم فإن حق الملكية يتأثر بجملة من التصرفات القانونية التي تؤثر عليه‪،‬‬
‫فمنها ما تضيق من نطاقه أو تعدل من مداه‪ ،‬ومن أهم التطبيقات الشائعة لتغيير حق الملكية من‬
‫طرف المالك نفسه‪ ،‬يمكن الحديث عن الشفعة التي تكون مرتبطة دوما بالملكية الشائعة بين‬
‫مالكين أو أكثر‪.‬‬

‫ومنها ما تثقله وترتب عليه حقوقا لفائدة الغير‪ ،‬ومن أهمها نجد الرهن الرسمي والحجز‬
‫التنفيذي الذي يقع على العقار في طور التحفيظ ‪ ،‬وإذا ما أراد أصحاب هذه الحقوق ضمان‬
‫حقوقهم فعليهم اإلعالن عنها طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬إال أن‬
‫سلوك هذه المسطرة ال يخلو من عدة إشكاالت ذلك ما سنتطرق إليه في المطلبين التاليين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إشكالية إيداع الشفعة على عقار في طور التحفيظ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إشكالية إيداع الحجز التنفيذي والرهن الرسمي على عقار في طور التحفيظ‬

‫‪84‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المطلب األول‪ :‬إشكالية إيداع الشفعة على عقار في طور التحفيظ‬

‫نظم المشرع المغربي ألول مرة األحكام العامة للشفعة المطبقة على العقار في طور‬
‫التحفيظ بقواعد تشريعية مكتوبة من خالل مدونة الحقوق العينية‪ ،‬واضعا بذلك حدا لتطبيق‬
‫أحكام الفقه اإلسالمي التي كانت تنظم هذا النوع من العقارات‪.‬‬

‫والشفعة هي حق ممنوح للش ريك على الشيوع في أن يأخذ لنفسه الحصة الشائعة التي فوتها‬
‫أحد شركائه على الشيوع للغير‪ ،‬مقابل أدائه للمشفوع منه كل ما أنفقه هذا األخير مقابل تملكه‬
‫الشيء المراد شفعته‪ ،‬مع مراعاة أحكام القانون المطبق على موضوع الشفعة‪.183‬‬

‫ولممارسة الشفعة البد من احترام العديد من اإلجراءات التي نص عليها المشرع من خالل‬
‫مدونة الحقوق العينية‪ ،‬كما يجب عليه احترام قواعد مسطرة التحفيظ المنصوص عليها في‬
‫ظهير التحفيظ العقاري إذا كان األمر يتعلق بعقار في طور التحفيظ‪ ،‬بحيث يتعين عليه سلوك‬
‫مسطرة إيداع دعوى الشفعة في سجل التعرضات طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ ،‬قبل صدور‬
‫قرار التحفيظ‪ ،‬تحت طائلة تعذر تقييد الحكم القاضي باستحقاق الشفعة بالرسم العقاري من‬
‫طرف المحافظ العقاري‪ ،‬وتضيع بالتالي حقوقه المعترف بها قضاء نتيجة لذلك‪.184‬‬

‫إال أن ممارسة الشفعة على العقار في طور التحفيظ ال يخلو من بعض اإلشكاالت العملية‪،‬‬
‫سوا ء تلك المتعلقة بآجال ممارستها (الفقرة األول)‪ ،‬أو تلك المرتبطة بتعرض الشفيع على‬
‫الحقوق المودعة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ -‬محمد محبوبي‪" :‬الشفعة في الفقه المالكي والتشريع المغربي"‪ ،‬مطبعة دار القلم‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬د س‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪183‬‬

‫وقد عرف المشرع المغربي الشفعة من خالل مدونة الحقوق العينية من خالل المادة ‪ 292‬على الشكل اآلتي‪" :‬الشفعة أخذ شريك في ملك مشاع أو حق‬
‫عيني مشاع حصة شريكه المبيعة بثمنها بعد أداء الثمن ومصروفات العقد الالزمة والمصروفات الضرورية النافعة عند االقتضاء"‪.‬‬

‫‪ - 184‬حسن فتوخ‪" :‬مسطرة إيداع دعوى الشفعة وآثارها بعد اتخاذ قرار التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪3‬‬
‫مايو ‪ ،2010‬ص‪.76 :‬‬

‫‪85‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أجل ممارسة الشفعة‬

‫تعتبر دعاوى استحقاق الشفعة من بين األكثر الدعاوى العقارية انتشارا أمام المحاكم‪،‬‬
‫ويرجع ذلك باألساس لألهداف المتوخاة من وراء المطالبة بحق الشفعة والتي تتجلى أساسا في‬
‫عدم رغبة المالك على الشياع التملك مع أجانب وفي الحد من تجزئة الملكية والتقليص من‬
‫عدد الشركاء إلى غيرها من األسباب‪.‬‬

‫لعل أبرز اإلشكاالت الناتجة عن ممارسة الشفعة على عقار في طور التحفيظ هي تلك المتعلقة‬
‫باألجل‪ ،‬فهو العنصر األساسي والضامن الحقيقي لتطبيق سليم للشفعة‪ .‬هذا وقد حدد المشرع‬
‫من مدونة الحقوق العينية‪ ،‬مميزا في ذلك بين أجل‬ ‫‪185‬‬
‫المغربي أجل الشفعة في المادة ‪304‬‬
‫الشهر وأجل السنة‪.‬‬

‫فإذا تم تبليغ الشفيع شخصيا بعقد الشراء فإن أجل ممارسة الشفعة يكون ‪ 30‬يوما من تاريخ‬
‫هذا التبليغ‪ ،‬والحقيقة أن مسطرة التبليغ تعد وسيلة قانونية وفعالة في مسطرة الشفعة‪ ،‬وتحول‬
‫دون كثير النزاعات المرتبطة بها‪ ،‬إذ تساهم في استقرار األوضاع بأخف األضرار‪ ،‬لكن هذه‬
‫الشكلية تتطلب تقبال من المشتري بإمكانية استحقاق حقوقه من شركاء سلفه‪ ،‬والممارسة العملية‬
‫أثبتت أنه قلما يقبل الناس استشفاع ما يشتروه من حقوق عقارية‪.186‬‬

‫‪ - 185‬تنص المادة ‪ 304‬من مدونة الحقوق العينية على ما يلي‪" :‬يمكن للمشتري بعد تقييد حقوقه في الرسم العقاري أو إيداعها في مطلب التحفيظ أن‬
‫يبلغ نسخة من عقد شرائه إل ى من له حق الشفعة‪ ،‬وال يصح التبليغ إال إذا توصل به شخصيا من له الحق فيها‪ ،‬ويسقط حق هذا األخير إن لم يمارسه‬
‫خالل أجل ثالثين يوما كاملة من تاريخ التوصل‪.‬‬

‫يتعين أن يتضمن التبليغ تحت طائلة البطالن بيانا عن هوية كل من البائع والمشتري‪ ،‬مع بيان عن الحصة المبيعة وثمنها والمصروفات ورقم الر سم‬
‫العقاري أو مطلب التحفيظ أو مراجع عقد التفويت‪ ،‬فإن لم يقع هذا التبليغ فإن حق الشفعة يسقط في جميع األحوال بمضي سنة كاملة من تاريخ التقييد‬
‫إذا كان العقار محفظا أو اإليداع إذا كان العقار في طور التحفيظ‪ ،‬وبمضي سنة على العلم بالبيع إن كان العقار محفظا أو اإليداع إذا كان العقار في‬
‫طور التحفيظ‪ ،‬وبمضي سنة على العلم بالبيع إن كان العقار غير محفظ‪.‬‬

‫وإذا لم يتحقق العلم بالبيع فبمضي أربع سنوات من تاريخ إبرام العقد"‪.‬‬

‫‪ - 186‬رضى بلحسين‪" :‬ممارسة الشفعة في العقار المحفظ قبل تقييد عقد البيع بالرسم الع قاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة ملفات عقارية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.178‬‬

‫‪86‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫أما إذا لم يتم التبليغ فإن أجل ممارسة الشفعة يكون سنة من تاريخ إيداع مطلب التحفيظ إذا‬
‫تعلق األمر بعقار في طور التحفيظ‪ ،‬أو من تاريخ تقييد البيع بالرسم العقاري إذا كان العقار‬
‫محفظ‪.‬‬

‫من‬ ‫‪187‬‬
‫وعالوة على أجل السنة فإن المشرع أتى بشرط جديد من خالل المادة ‪305‬‬
‫مدونة الحقوق العينية من أجل ممارسة الشفعة على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬بحيث نص على‬
‫أنه ال يعتد بطلب الشفعة إال إذا ضمن الشفيع تعرضه بمطلب التحفيظ‪ ،‬والحال أن أجل‬
‫التعرض العادي هو شهرين من تاريخ اإلعالن عن انتهاء التحديد‪ .‬الشيء الذي يجعلنا نتساءل‬
‫عن األجل الذي يعتد به للتمسك بممارسة الشفعة؟ هل نعتد باألجل الذي حدده المشرع من‬
‫خالل المادة ‪ 304‬من م ح ع أم نطبق أجل التعرض المنصوص عليه في الفصل ‪ 24‬من ظ‬
‫ت ع‪.‬‬

‫بخصوص هذه المسألة انقسمت آراء الفقهاء والمهتمين بالمجال العقاري إلى عدة تيارات‪،‬‬
‫فهناك من يرى‪ 188‬بأن التوفيق بين األجلين يختلف بين الحاالت التالية‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إذا سقط حق الشفيع في ممارسة الشفعة بمرور أجل السنة المنصوص عليه في‬
‫المادة ‪ 304‬من م ح ع‪ ،‬وقدم الشفيع تعرضه على اعتبار أن أجل التعرض الزال مفتوحا‪ ،‬فإنه‬
‫في هذه الحالة يلزم المحافظ قبول التعرض ويحيله على القضاء الذي يصرح بعدم صحته ألن‬
‫حق الشفعة قد سقط؛‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إذا نشأ الحق في الشفعة داخل األجل القانوني للتعرض‪ ،‬ومع ذلك لم يتقدم‬
‫بتعرضه إال بعد فوات األجل المذكور‪ .‬فإنه ال يسوغ – دائما في نظر هذا االتجاه – للمحافظ‬

‫‪ - 187‬تنص المادة ‪ 305‬من مدونة الحقوق العينية على ما يلي‪" :‬إذا كان العقار في طور التحفيظ فال يعتد بطلب الشفعة إال إذا ضمن الشفيع تعرضه‬
‫بمطلب التحفيظ المتعلق به"‪.‬‬

‫‪ -‬هشام بصري‪ " :‬مسطرة التحفيظ وإشكاالتها العملية"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.117-116‬‬ ‫‪188‬‬

‫‪87‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫أن يمتنع عن قبول طلب تعرض استثنائي يتقدم به الشفيع خارج األجل‪ ،‬مادام أن أجل السنة‬
‫المضروب له ألجل ممارسة حقه في الشفعة مازال قائما وقت تقديم الطلب؛‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬إذا نشأ حق الشفيع خارج األجل القانوني للتعرض‪ ،‬أو بعد إحالة المطلب على‬
‫القضاء‪ ،‬يجب على المحافظ قبول التعرض ألن حق الشفيع لم يكن موجود خالل أطوار‬
‫مسطرة التحفيظ ولم ينشأ إال بعد انصرام األجل القانوني للتعرضات‪.‬‬

‫لكن األخذ بهذا الرأي فيه تجاوز إلرادة المشرع‪ ،‬الذي خص مؤسسة الشفعة بتنظيم قانوني‬
‫محكم حول كيفية ممارستها بما في ذلك أجلها‪ ،‬وعليه فالشفعة مرتبطة بأجلها األصلي وليس‬
‫بأجل التعرض‪ ،‬وأي تصور آخر يشكل مخالفة صريحة للنصوص المعمول بها‪.189‬‬

‫وهناك من يرى أن الشفيع يتعين عليه ممارسة الشفعة داخل أجل الشهرين من تاريخ اإليداع‬
‫بسجل التعرضات عن طريق التعرض على اإليداع طبقا للحالة الثالثة من حاالت التعرض‬
‫المحددة في الفصل ‪ 24‬من ظ ت ع‪.190‬‬

‫بينما ذهب البعض األخر إلى أنه يمكن للشركاء ممارسة الشفعة ولو بعد تأسيس الرسم‬
‫العقاري‪ ،‬ألن إيداع عقد الشراء وفق الفصل ‪ 84‬من ظ ت ع قد تحول بعد هذا التأسيس إلى‬
‫تقييد بات‪ ،‬مما أعطى للمستفيد منه صفة المشتري اعتبارا من تاريخ هذا التقييد وليس من‬
‫تاريخ اإليداع‪.191‬‬

‫فمن خالل المنحى الذي سلكته المادة ‪ 305‬من مدونة الحقوق العينية يتضح جليا أن‬
‫الشفيع عليه التقيد بأجل التعرض العادي‪ ،‬وبالتالي يستنتج أن تأسيس رسم عقاري لمطلب‬

‫‪ -‬خير الدين الطاوس‪" :‬إشهار الحقوق المكتسبة خالل مسطرة التحفيظ وآثارها في ضوء مستجدات القانون ‪ ،"14.07‬م س‪ ،‬ص‪.121‬‬ ‫‪189‬‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.186‬‬ ‫‪190‬‬

‫‪ -‬محمد خيري‪" :‬الشفعة وآجالها بين العقار المحفظ والعقار في طور التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحاكمة‪ ،‬عدد ‪ 3‬أكتوبر –دجنبر ‪ ،2007‬ص‬ ‫‪191‬‬

‫‪.35‬‬

‫‪88‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫التحفيظ المتعرض عنه من شأنه أن يجعل مسطرة التطهير سارية على حق الشفعة بالرغم من‬
‫أن أجل الشفعة المنصوص عليه في المادة ‪ 304‬من القانون سالف الذكر يكون الزال مفتوحا‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن أجل الشفعة هو أجل سقوط ال أجل تقادم ذلك أن هذا األجل ال يخضع‬
‫لالنقطاع وال تطبق عليه مقتضيات الفصل ‪ 192381‬من قانون االلتزامات والعقود‪.193‬‬

‫وبالمقابل برز اتجاه أخر يرى بأن الشفعة مرتبطة بأجلها األصلي وليس بأجل التعرض‬
‫وأي تصور آخر يشكل مخالفة صريحة إلرادة المشرع وتقليصا ألجلها المحدد‪ ،‬وبانقضائه‬
‫يسقط الحق فيها إذ ال فائدة ترجى من إحالتها على المحكمة بعد ذلك‪.194‬‬

‫ونحن نؤيد هذا الطرح األخير ألن كلمة "التعرض" الواردة في المادة ‪ 305‬من م ح ع‪ ،‬ال‬
‫يقصد منها التعرض المذكور في الفصل ‪ 24‬من ظ ت ع‪ ،‬بل لها عالقة بالتطهير العقاري ال‬
‫بالنزاع القائم حول العقار المراد تحفيظه‪ .‬بمعنى آخر للمادة ‪ 305‬من م ح ع عالقة خوف‬
‫من ظ ت ع ال أقل وال أكثر‪ .‬فوجود هذا‬ ‫‪196‬‬
‫والثاني والستون‬ ‫‪195‬‬
‫وتخوف من الفصلين األول‬

‫‪-‬ينص الفصل ‪ 381‬من قانون االلتزامات والعقود على ما يلي‪ " :‬ينقطع التقادم‪:‬‬ ‫‪192‬‬

‫بكل مطالبة قضائية أو غير قضائية يكون لها تاريخ ثابت ومن شأنها أن تجعل المدين في حالة مطل لتنفيذ التزامه‪ ،‬ولو رفعت أمام قضا غير‬ ‫‪.1‬‬
‫مختص‪ ،‬أو قضى ببطالنها لعيب في الشكل؛‬

‫‪ . 2‬بطلب قبول الدين في تفليسة المدين؛‬

‫بكل إجراء تحفظي أو تنفيذي يباشر على أموال المدين أو بكل طلب يقدم للحصول على اإلذن في مباشرة هذه اإلجراءات"‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ -‬محمد نبيل حرزان‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.170‬‬ ‫‪193‬‬

‫‪ -‬خير الدين الطاوس‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.90‬‬ ‫‪194‬‬

‫‪ - 195‬ينص ال فصل األول من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي‪" :‬يرمي التحفيظ إلى جعل العقار المحفظ خاضعا للنظام المقرر في هذا القانون من‬
‫غير أن يكون في اإلمكان إحراجه منه فيما بعد ويقصد منه‪:‬‬

‫تحفيظ العقار بعد إجراء مسطرة للتطهير يترتب عنها تأسيس رسم عقاري وبطالن ما عداه من الرسوم‪ ،‬وتطهير الملك من جميع الحقوق السالفة‬ ‫‪-‬‬
‫غير المضمنة به؛‬

‫تقييد كل التصرفات والوقائع الرامية إلى تأسيس أو نقل أو تغيير أو إقرار أو اسقاط الحقوق العينية أو التحمالت المتعلقة بالملك‪ ،‬في الرسم‬ ‫‪-‬‬
‫العقاري المؤسس له"‪.‬‬

‫‪ -196‬جاء في الفصل ‪ 62‬من ظهير التحفيظ العقاري م ا يلي‪" :‬إن الرسم العقاري نهائي وال يقبل الطعن‪ ،‬ويعتبر نقطة االنطالق الوحيدة للحقوق‬
‫العينية والتحمالت العقارية المترتبة على العقار وقت تحفيظه دون ما عداها من الحقوق غير المقيدة"‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫التعرض يعتبر ضوءا أحمر يمنع المحافظ العقاري من اتخاذ قرار التحفيظ إلى حين البت في‬
‫الشفعة المعروض مقال استحقاقها على أنظار القضاء‪ ،‬محتفظا بملف مطلب التحفيظ الذي ال‬
‫يحيله على القضاء إال في حالة وجود تعرضات أخرى عادية تم قبولها طبقا للفصول ‪24‬‬
‫و‪.19729‬‬

‫وهكذا فإنه يحق للشفيع أن يمارس حقه في ممارسة الشفعة على العقار في طور‬
‫التحفيظ على الرغم من أن أجل التعرضات قد انتهى‪ ،‬ألن األجل الذي يحكم ممارسة الشفعة‬
‫هو األجل المنصوص عليه في المادة ‪ 304‬من مدونة الحقوق العينية ال األجل المتعلق‬
‫بالتعرض المنصوص عليه في الفصل ‪ 24‬من ظ ت ع‪ .‬بحيث ال يعقل أن نطبق أجل الشهرين‬
‫على الشفعة ألن ذلك سيؤدي إلى ضياع حقوق األغيار‪ ،‬بل األكثر من ذلك أنه في بعض‬
‫األحيان قد يتم تفويت الحصة الشائعة بعد انتهاء أجل التعرضات أو يكون الملف قد تمت إحالته‬
‫على القضاء من أجل البت في التعر ضات‪ ،‬وكما هو معلوم فإن اإليداع قد يرد حتى بعد انتهاء‬
‫أجل التعرضات‪ ،‬في هذه الحالة إذا ما أراد الشفيع أن يشفع في الحصة التي تم تفويتها كيف‬
‫سيضمن طلبه على شكل تعرض والحال أن أجل التعرضات قد انتهى‪ ،‬وحتى إمكانية فتح أجل‬
‫استثنائي للتعرض أصبحت غير ممكنة ألنها فقدت أحد شروطها وهو إحالة الملف على‬
‫القضاء‪.198‬‬

‫وبالتالي فإن التعرض الوارد في المادة ‪ 305‬من مدونة الحقوق العينية ليس هو التعرض‬
‫الوارد في الفصل ‪ 24‬من ظ ت ع‪ .‬وفي هذا اإلطار صدر قرار عن محكمة النقض جاء فيه ما‬
‫يلي‪ " :‬حيث مما يعيبه الطاعن على القرار فساد التعليل الموازي النعدامه وعدم ارتكازه على‬

‫‪ -‬امبارك السباغي‪ :‬م س‪.‬‬ ‫‪197‬‬

‫‪ - 198‬ينص الفصل ‪ 29‬من القانون ‪ 14.07‬المتعلق بالتحفيظ ال عقاري على ما يلي‪" :‬بعد انصرام األجل المحدد في الفصل ‪ 27‬أعاله يمكن أن يقبل‬
‫التعرض بصفة استثنائية من طرف المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬ولو لم يرد على مطلب التحفيظ أي تعرض سابق‪ ،‬شريطة أن ال يكون الملف قد‬
‫وجه إلى المحكمة االبتدائية‪.‬‬

‫يتعين على المتعرض أن يدلي ل لمحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬بالوثائق المبينة لألسباب التي منعته من تقديم تعرضه داخل األجل‪ ،‬وبالعقود والوثائق‬
‫المدعمة لتعرضه‪ ،‬كما يتعين عليه أن يؤدي الرسوم القضائية وحقوق المرافعة أو يثبت حصوله على المساعدة القضائية‪.‬‬

‫يكون قرار المحافظ على األمالك العقارية برفض التعرض غير قابل للطعن القضائي"‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫أساس قانوني‪ ،‬ذلك أن التعرض المنصوص عليه في الفصل ‪ 305‬من مدونة الحقوق العينية‬
‫ليس مفهومه التعرض المنصوص عليه في الفصل ‪ 24‬من ظهير التحفيظ العقاري بل إنه يأخذ‬
‫شكل إيداع طبقا للفصل ‪ 84‬من الظهير المذكور واعتبره مشرع المدونة شرطا شكليا لقبول‬
‫دعوى الشفيع بغض النظر عن مآل مطلب التحفيظ وأن المشفوع منه والشفيع ال عالقة لهما‬
‫بمسطرة التحفيظ التي تبقى جارية حسب قواعدها ومسطرتها بمنأى عن دعوى الشفعة وأن‬
‫األحكام الصادرة فيها ال تؤثر على حقوق طالبي التحفيظ‪ ،‬والمحكمة مصدرة القرار المطعون‬
‫فيه لما عللته بأنه يتعين عليه باعتباره ممارسا لدعوى الشفعة في مطلب التحفيظ سلوك مسطرة‬
‫وإجراءات التعرض بمفهوم التعرض الحقيقي الذي يرد على مسطرة التحفيظ بسبب منازعة‬
‫حول العقار لدى قضاء التحفيظ جاء تعليلها فاسدا وهو بمثابة انعدامه وغير مرتكز على أساس‬
‫قانوني سليم مما يتعين نقضه"‪.199‬‬

‫فالقرار أعاله قد وفق في التمييز بين التعرض الوارد في المادة ‪ 305‬من مدونة الحقوق‬
‫العينية‪ ،‬وكذا التعرض العادي المتعلق بمسطرة التحفيظ العقاري‪ ،‬فكل تعرض يختلف عن‬
‫اآلخر وبالتالي ال يجوز الخلط بينهما‪ .‬فالتعرض من أجل الشفعة يمكن ممارسته خالل كافة‬
‫مراحل مسطرة التحفيظ ولو خالل المرحلة القضائية‪ ،‬وذلك بمجرد تبليغ الشفيع بالشراء أو‬
‫إيداعه طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪ .‬بينما التعرض العادي محكوم بأجل الشهرين من تاريخ‬
‫اإلعالن عن انتهاء التحديد‪.‬‬

‫‪ - 199‬قرار عدد ‪ 4/17‬صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ ،2016/01/12‬ملف مدني عدد ‪ ،2014/4/1/2757‬منشور بنشرة قرارات محكمة النقض –‬
‫الغرفة المدنية‪ -‬السلسلة ‪ 6‬العدد ‪ ،27‬مطبعة ومكتبة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪91‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تعرض الشفيع على الحقوق المودعة عن طريق مسطرة اإليداع‬

‫من أهم اإلشكاالت التي تعرفها شفعة عقار في طور التحفيظ هو المقتضى الذي جاءت‬
‫به المادة ‪ 305‬من مدونة الحقوق العينية‪ ،‬بحيث نصت على أنه ال يعتد بطلب الشفعة إال إذا‬
‫ضمن الشفيع طلبه في شكل تعرض‪.‬‬

‫هذه الكلمة "تعرض" استفزت عدة أقالم وخلقت مجاال للنقاش والتحليل والتأويل‪ ،‬ومازال‬
‫الجدل والتناقض قائمين في غياب تحليل منطقي وقانوني وموضوعي لهذه الكلمة الفريدة في‬
‫مدونة الحقوق العينية يوصلنا إلى المبتغى والهدف المقصودين من طرف المشرع‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فإنه ال يعتد بطلب الشفعة إال إذا ضمن الشفيع طلبه في شكل تعرض وهو ما جاء في‬
‫أحد القرارات الصادرة عن محكمة النقض‪ ،200‬إذ نص على ما يلي‪" :‬حيث تبين صحة ما‬
‫عاب به الطالب القرار المذكور ذلك أن الثابت من وثائق الملف أن طلب الشفعة في النازلة‬
‫يتعلق بعقار في طور التحفيظ وبالتالي فإنه يتعين تقديم هذا الطلب في شكل تعرض على‬
‫مطلب تحفيظه عمال بمقتضيات الفصل ‪ 24‬من ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬المحدث لنظام‬
‫التحفيظ العقاري وهو ما لم تسلكه المطلوبة فيه والحالة هذه عندما ذهبت خالف ذلك بعلة أن‬
‫مجرد وضع مطلب التحفيظ أمام المحافظة العقارية ال ينهي اختصاص القاضي المدني للبت‬
‫في الدعوى المتعلقة بالعقار وأن الذي ينهي هذا االختصاص هو إحالة الملف من طرف‬
‫المحافظ على كتابة ضبط المحكمة االبتدائية على إثر تقديم أحد التعرضات ضد المطلب‬
‫المذكور وأنه ال وجود بالملف لما يفيد تمام هذا اإلجراء تكون قد بنت قراراها على أساس غير‬
‫سليم وعرضته بالتالي للنقض واإلبطال"‪.‬‬

‫إن ما يالحظ على القرار أعاله هو أنه لم يأخذ بعين االعتبار االختالف الحاصل بين‬
‫أجل التعرض وأجل ممارسة حق الشفعة بالنسبة لعقار في طور التحفيظ‪.‬‬

‫‪ - 200‬قرار عدد ‪ 5464‬صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 11‬دجنبر ‪ ،2012‬في الملف المدني عدد ‪ .2011/1/4/245‬وارد عن محمد نبيل حرزان‪:‬‬
‫"ممارسة حق الشفعة بخصوص عقار في طور التحفيظ‪ ،‬مناقشة وتحليل في ضوء قرارين لمحكمة النقض والقانون رقم ‪ ،"39.09‬مقال منشور بمجلة‬
‫الحقوق‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط‪ ،‬اإل صدار الثامن "المستجدات التشريعية في المادة العقارية"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬السنة ‪ ،2013‬ص ‪.166‬‬

‫‪92‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وفي نفس السياق صدر حكم عن المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء يسير في نفس‬
‫االتجاه بحيث يلزم طالب الشفعة بتضمين طلبه على شكل تعرض ومما ورد في الحكم‪" :‬حيث‬
‫إن دعوى المدعي تهدف إلى استحقاق الشفعة في عقار في طور التحفيظ وأن هذا الطلب قد‬
‫قدم بعد دخول مدونة الحقوق العينية حيز التطبيق‪.‬‬

‫وحيث إن المدعي لم يؤطر دعواه التأطير القانوني السليم إذ نصت المادة ‪ 305‬من مدونة‬
‫الحقوق العينية على ما يلي‪" :‬إذا كان العقار في طور التحفيظ فال يعتد بطلب الشفعة إال إذا‬
‫ضمن الشفيع تعرضه بمطلب التحفيظ المتعلق به‪ ،‬األمر الذي لم يسلكه المدعي أضف إلى ذلك‬
‫أنه للمصادقة على العرض يتعين أن يكون حقيقيا ال فعليا والعرض الحقيقي هو الذي نصت‬
‫عليه قواعد قانون المسطرة المدنية حرفيا في الفصل ‪ 171‬وما بعده وأن المحضر اإلخباري‬
‫ال يغني عن سلوك المساطر األخرى وخاصة الفصل ‪ 173‬من ق م م التي يتعين سلوكها قبل‬
‫اإليداع األمر الذي يتعين معه التصريح معه بعدم قبول الطلب"‪.201‬‬

‫وقد تم الطعن في هذا الحكم باالستئناف‪ ،‬ولما عرض األمر على محكمة االستئناف‬
‫بالدارالبيضاء قضت بتأييد الحكم االبتدائي‪ .202‬وبهذا تكون محكمة االستئناف قد ذهبت في‬
‫نفس التوجه الذي سارت فيه المحكمة االبتدائية‪،‬‬

‫إال أنه عندما تم عرض القضية على محكمة النقض ذهبت إلى خالف ذلك وقامت بنقض‬
‫القرار المطعون فيه‪ ،‬وقضت بأن التعرض الوارد في المادة ‪ 305‬من مدونة الحقوق العينية ال‬
‫عالقة له بالتعرض المنصوص عليه في الفصل ‪ 24‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ .‬ومما ورد في‬
‫القرار‪" :‬حيث مما يعيبه الطاعن على القرار فساد التعليل الموازي النعدامه وعدم ارتكازه‬
‫على أساس قانوني‪ ،‬ذلك أن التعرض المنصوص عليه في المادة ‪ 305‬من مدونة الحقوق‬
‫العينية ليس مفهومه التعرض المنصوص عليه في الفصل ‪ 24‬من ظ ت ع بل إنه يأخذ شكل‬

‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية المدنية بالدارالبيضاء بتاريخ ‪ 6‬مايو ‪ ،2013‬في الملف المدني رقم ‪ ،13/21/1253‬غير منشور‪.‬‬ ‫‪201‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بالدارالبيضاء بتاريخ ‪ ،2014/02/24‬في الملف المدني رقم ‪ ،2013/3516‬غير منشور‪.‬‬ ‫‪202‬‬

‫‪93‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫إيداع طبقا للفصل ‪ 84‬من الظهير المذكور واعتبره مشرع المدونة شرطا شكليا لقبول دعوى‬
‫الشفيع بغض النظر عن مآل مطلب التحفيظ وأن المشفوع منه والشفيع ال عالقة لهما بمسطرة‬
‫التحفيظ التي تبقى جارية حسب قواعدها ومسطرتها بمنأى عن دعوى الشفعة وأن األحكام‬
‫الصادرة فيها ال تؤثر على حقوق طالبي التحفيظ‪ ،‬والمحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لما‬
‫عللته بأنه يتعين عليه باعتباره ممارسا لدعوى الشفعة في مطلب التحفيظ من سلوك مسطرة‬
‫وإجراءات التعرض بمفهوم التعرض الحقيقي الذي يرد على مسطرة التحفيظ بسبب منازعة‬
‫حول العقار لدى قضاء التحفيظ جاء تعليلها فاسدا وهو بمثابة انعدامه وغير مرتكز على أساس‬
‫قانوني سليم مما يتعين نقضه"‪.203‬‬

‫وقد سبق لمحكمة النقض أن أصدرت قرارا يسير في نفس اتجاه القرار أعاله مؤكدة على أن‬
‫الشفيع غير ملزم بتقديم طلبه في شكل تعرض ومما جاء في حيثيات القرار‪ " :‬إن طالب‬
‫الشفعة في عقار في طور التحفيظ غير ملزم بحسب ما يستفاد من الفصلين ‪ 24‬و ‪ 84‬من‬
‫ظهير ‪ 1913/8/12‬المتعلق بالتحفيظ العقاري بتقديم طلبه في شكل تعرض‪ ،‬إذ يبقى له تقديم‬
‫طلب استحقاقها في شكل دعوى مستقلة‪ ،‬طالما أن الفصلين معا ينصان على كلمة "اإلمكان"‬
‫وليس "االلزم"‪ ،‬إذ جاء في الفصل ‪ 24‬أعاله ما يلي‪" :‬يمكن لكل شخص أن يتدخل عن طريق‬
‫التعرض في أعمال التحفيظ‪ "...‬وجاء في الفصل ‪ 84‬المذكور ما يلي‪" :‬إذا نشأ على عقار في‬
‫طور التحفيظ حق خاضع لإلشهار أمكن لصاحبه‪."...‬‬

‫لقد اعتبر هذا القرار أن ممارسة حق الشفعة بالنسبة لعقار في طور التحفيظ ال يمكن تقييدها‬
‫بالمقتضيات المنظمة لمسطرة التحفيظ (الفصالن ‪ 24‬و‪ 84‬من ظ ت ع)‪ ،‬بل ذهب إلى إمكانية‬
‫ممارسة هذا الحق عن طريق تقديم دعوى مستقلة‪.‬‬

‫يتبين مما سبق أن ممارسة الشفعة حق خوله القانون للشفيع‪ ،‬الذي يجب عليه أن ال‬
‫يتقيد بمساطر خاصة من أجل ممارسته وهو الموقف الذي أخذ به القرار أعاله‪ .‬وبالتالي فإن‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 4/17‬صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ ،2016/01/12‬في الملف المدني عدد ‪ ،2014/4/1/2757‬غير منشور‪.‬‬ ‫‪203‬‬

‫‪94‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫مسطرة التحفيظ لها خصوصياتها وال يمكنها بأي حال من األحوال أن تطبق على ممارسة حق‬
‫الشفعة الذي هو حق مضمون بقوة القانون كما سبق ذكره‪ ،‬وبالتالي فإن الموقف الذي تبناه‬
‫القانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية فيه مساس بهذا الحق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إيقاع الحجز والرهن على العقار في طور التحفيظ‬

‫بالرغم من أن العقار في طور التحفيظ يتسم فيه حق التملك بعدم الثبات وعدم‬
‫االستقرار‪ ،‬وال ينعم بهما إال بعد خضوعه إلجراءات مسطرية معقدة وطويلة فإن المشرع في‬
‫المسطرة المدنية أجاز حجزه حجزا تنفيذيا (الفقرة األولى)‪.‬‬

‫وإدراكا من المشرع المغربي لما يلعبه العقار من دور بارز في توسيع االستثمارات و تنمية‬
‫الثروات عن طريق الحصول على التمويل و القروض‪ ،‬فقد وسع صراحة من محل الرهن‬
‫الرسمي‪ ،‬فبعد أن كان يشمل العقار المحفظ فقط بمقتضى ظهير ‪ 2‬يونيو ‪ ،1915‬أصبح من‬
‫خالل المقتضيات الجديدة التي جاءت بها مدونة الحقوق العينية يشمل كذلك العقار في طور‬
‫التحفيظ (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إيداع الحجز التنفيذي على العقار في طور التحفيظ ودعوى االستحقاق‬
‫الفرعية‬

‫كما سبقت اإلشارة إليه أعاله فإن العقار في طور التحفيظ قد يكون مثقل بحجز تنفيذي‬
‫(أوال)‪ ،‬إال أنه قد يتدخل أحد من الغير ويطلب إلغاء هذا الحجز لكونه مس حق من حقوقه‪،‬‬
‫وذلك عن طريق رفعه لدعوى استحقاق فرعية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫أوال‪ :‬الحجز التنفيذي على العقار في طور التحفيظ‬

‫يعرف الحجز التنفيذي بأنه‪" :‬وضع أموال المدين بين يدي القضاء‪ ،‬وذلك بقصد‬
‫تنفيذ حكم أو سند قابل للتنفيذ في مواجهة المنفذ عليه إلى أن يتم بيعها بالمزاد العلني القتضاء‬
‫‪205‬‬
‫حق الحاجز من ثمنها"‪.‬‬

‫وقد نظم المشرع المغربي الحجز التنفيذي في الفصول من ‪ 459‬إلى ‪ 487‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪ ،‬وقد يقع على المنقوالت (الفصول من ‪ 459‬إلى ‪ 487‬ق م م)‪ ،‬كما قد يرد على‬
‫العقارات (الفصول ‪ 469‬إلى ‪ 487‬ق م م)‪.‬‬

‫وبما أن الحجز التنفيذي يرد على العقارات كذلك‪ ،‬فإنه قد يكون العقار في طور التحفيظ‬
‫موضوع حجز تنفيذي ضمانا لدين على طالب التحفيظ‪ ،‬والذي يستلزم من أجل ترتيب آثاره‬
‫احترام مجموعة من اإلجراءات والشكليات‪.206‬‬

‫‪ -‬للتوسع حول موضوع الحجز التنفيذي العقاري أنظر‪:‬‬ ‫‪204‬‬

‫*عبد العلي حفيظ‪" :‬الحجز التنفيذي العقاري"‪ ،‬أ طروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية الرباط‪ ،‬شعبة القانون الخاص وحدة القانون المدني المعمق‪ ،‬س‪.‬ج‪.2008/2007 :‬‬

‫‪ 205‬الطيب براد‪" :‬التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬تحت إشراف المعهد‬
‫الوطني للدراسات القضائية‪ ،1988 ،‬ص‪.297.‬‬

‫‪ - 206‬أنظر عبد الكريم الطالب‪" :‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة – الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2015‬ص ‪ 369‬وم‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي لم يتطرق للحجز التنفيذي على العقار في طور‬
‫التحفيظ باستثناء ما تمت اإلشارة إليه من خالل الفصل ‪ 471‬من قانون المسطرة المدنية‪.207‬‬

‫إال أن هذا ال يمنع من ورود الحجز التنفيذي على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬ما دام أن صاحب‬
‫الحجز يهدف إلى بيع العقار موضوع مسطرة التحفيظ عن طريق القضاء قصد استخالص‬
‫دينيه وليس الحلول محل طالب التحفيظ‪.208‬‬

‫وقد نص قانون المسطرة المدنية من خالل الفصل ‪ 470‬على ضرورة إشهار محضر‬
‫الحجز العقاري‪ ،‬وذلك بتقييده بالرسم العقاري إذا كان العقار محفظ أو إيداعه في السجل‬
‫الخاص بالمحكمة االبتدائية إذا كان العقار غير محفظ‪ .‬إال اإلشكال يطرح عندما يتعلق األمر‬
‫بعقار في طور التحفيظ‪ ،‬فهل يودع محضر الحجز التنفيذي طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع أم أنه‬
‫يقدم في شكل تعرض؟‬

‫يرى بعض الفقه أن الحجز المنصب على عقار في طور التحفيظ مشمول بقاعدة وجوب‬
‫شهره بالمحافظة العقارية وسندهم في ذلك أن القاعدة العامة التي تسري على هذا النوع من‬
‫العقارات الذي يخضع في أحكامه اإلجرائية لظهير التحفيظ العقاري‪ .209‬وهذا الشهر يتميز‬
‫بخصوصية بحيث ال يتم تقييده في الرسم العقاري‪ ،‬ألن ذلك مقتصر على العقارات‬
‫المحفظة‪ ،‬وإنما يتم إيداعه طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫والحقيقة أن طالب الحجز ال تتوفر فيه صفة المتعرض‪ ،‬ألنه ال يعارض في مطلب التحفيظ وال‬
‫ينازع في حق طالبه‪ ،‬وإنما يطلب أن يحفظ العقار مثقال بحق الحجز إذا لم يتم البيع قبل‬
‫التحفيظ وتم تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وأن من مصلحته أن تثبت ملكية العقار لطالب التحفيظ‬

‫‪ - 207‬ينص الفصل ‪ 471‬من قانون المسطرة المدنية على ما يلي‪..." :‬إذا صرح المدين بفقدان رسم الملكية أو عدم توفره عليه وتعلق األمر بعقار محفظ‬
‫أو في طور التحفيظ أصدر الرئيس أمرا يقضي على المحافظ بتسليمه شهادة ملكية أو نسخة من المستندات الموضوعة المعززة لمطلب التحفيظ حسب‬
‫األحوال‪."...‬‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.158‬‬ ‫‪208‬‬

‫‪ -‬محمد الكشبور‪" :‬بيع العقار بين الرضائية والشكلية"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1997‬ص ‪.42‬‬ ‫‪209‬‬

‫‪97‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫تقوية للضمان الذي للدائن على أموال مدينه‪ ،210‬وبمعنى أوضح أن الحاجز يحاول فقط‬
‫المحافظة على رتبة الحق بعد تأسيس الرسم العقاري وأيضا االحتجاج بالحق في مواجهة‬
‫الغير‪.211‬‬

‫وإيداع الحجز بسجل التعرضات ال يمنع من تقديم تعرضات على نفس المطلب‪ ،‬إال أن‬
‫اإلشكال يطرح حول مصير هذا الحجز في حالة الحكم بصحة التعرض؟‬

‫أن اإلجابة عن هذا اإلشكال البد من التمييز بين حالتين‪:‬‬ ‫‪212‬‬


‫يرى أحد الباحثين‬

‫‪ ‬حالة الحكم بصحة التعرض الكلي‪ :‬هنا المحافظ ملزم بتطبيق مسطرة الخالصة اإلصالحية‬
‫وإعالن جديد عن انتهاء التحديد‪ ،‬يعلن عن الحقوق الجديدة المحكوم بصحتها‪ .‬والتي تجعل‬
‫من صاحبها طالبا جديدا للتحفيظ‪ ،‬وبالتالي فإن الحجوزات التي تم إيداعها في مطلب‬
‫التحفيظ في حالة الحكم بصحة التعرض الكلي تبقى معرضة للتشطيب‪.‬‬
‫‪ ‬حالة الحكم بصحة التعرض الجزئي‪ :‬هنا تتابع مسطرة الخالصة اإلصالحية بالنسبة للجزء‬
‫الذي شمله التعرض‪ ،‬أما بالنسبة للجزء غير المتعرض عليه فإنه يبقى موضوعا للحجز‬
‫المودع طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫وهو ما نراه منطقيا ألن إيقاع الحجز التنفيذي على العقار في طور التحفيظ وإيداعه طبقا‬
‫للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع بسجل التعرضات‪ ،‬ال يمنع الغير من منازعة طالب التحفيظ‬
‫المحجوز عليه في مسطرة التحفيظ والمطالبة بحق ملكية العقار في طور التحفيظ أو في‬
‫مداه أو في حالة ادعاء استحقاق حق عيني قابل للتقييد بعد تأسيس الرسم العقاري‪.‬‬

‫‪ - 210‬أحمد جدوي‪" :‬الحجز التنفيذي على العقار في طور التحفيظ والدعوى الفرعية االستحقاقية وأثرهما على مسطرة التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور بالمجلة‬
‫المغربية لالقتصاد والقانون المقارن‪ ،‬سياسة التحفيظ العقاري بالمغرب أشغال الندوة الوطنية التي نظمها مختبر الدراسات القانونية المدنية والعقارية‬
‫بالكلية‪ ،‬مراكش يومي ‪ 18‬و ‪ 19‬أبريل ‪ ،2008‬العدد ‪ 50‬السنة ‪ ،2008‬ص ‪.133‬‬

‫‪ - 211‬سارة أزواغ‪" :‬رفع الحجز التنفيذ ي على العقار على ضوء المستجدات التشريعية واالجتهاد القضائي"‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2015‬ص‪.57 :‬‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.160‬‬ ‫‪212‬‬

‫‪98‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ومن بين اإلشكاالت التي يثيرها الحجز على العقار في طور التحفيظ أن طالب التحفيظ‬
‫في بعض األحيان قد يتغيب عن إجراءات التحفيظ؟ أو يمتنع عن متابعتها رغم إنذاره طبقا‬
‫للفصل ‪ 50‬من ظ ت ع‪ ،‬وبالتالي نتساءل عن إمكانية إلغاء المحافظ لمطلب التحفيظ على‬
‫الرغم من أنه مثقل بالحجز؟‬

‫يذهب البعض إلى أنه ليس هناك ما يمنع المحافظ من اإلنهاء السلبي لمسطرة التحفيظ‪ ،‬بل‬
‫إن هناك حاالت تستدعي رفض مطلب التحفيظ دون تأخير‪ ،‬كما إذا انصب المطلب على‬
‫عقار محفظ أو تحديد إداري مصادق عليه‪ ،‬هنا ال ترجى نتيجة ال من مسطرة التنفيذ وال‬
‫من مسطرة التحفيظ‪.213‬‬

‫بينما يرى أحد الباحثين أن إيداع محضر الحجز التنفيذي في إطار الفصل ‪ 84‬يغل يد‬
‫المحافظ من اتخاذ قرار إلغاء مطلب التحفيظ‪ ،‬كما يمنع طالب التحفيظ من إدخال أي تغيير‬
‫أو تعديل على مطلبه من شأنه أن يؤدي إلى التقليص من مساحته ومحتوياته‪.214‬‬

‫ونحن نؤيد هذا التوجه على اعتبار أن السماح للمحافظ بإلغاء مطلب التحفيظ المثقل بالحجز‬
‫من شأنه أن يشجع طالبي التحفيظ سيء النية عن التراخي على إتمام إجراءات التحفيظ‬
‫قصد إلغاء مطلب التحفيظ وبالتالي تحللهم من الحجز الواقع على العقار المراد تحفيظه‪،‬‬
‫الشيء الذي ينتج عنه ضياع حقوق الدائن الحاجز‪ ،‬بحيث تصبح مرتبه مع أصحاب الديون‬
‫العادية‪.‬‬

‫‪ -‬يوسف مختري‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.311‬‬ ‫‪213‬‬

‫‪ -‬أحمد جدوي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.134‬‬ ‫‪214‬‬

‫‪99‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى االستحقاق الفرعية‬

‫عند مباشرة إجراءات الحجز على العقار في طور التحفيظ قد يدعى الغير أن الحجز‬
‫انصب على عقارات يملكها‪ ،‬لذلك منحه المشرع المغربي إمكانية رفع دعوى للمطالبة‬
‫باستحقاق ذلك العقار‪ ،‬وهي التي تعرف بدعوى االستحقاق الفرعية‪.‬‬

‫ويمكن تعريف دعوى االستحقاق الفرعية بأنها الدعوى التي يرفعها شخص من الغير‪ ،‬إلى‬
‫محكمة الموضوع المختصة مدعيا ملكية العقار الذي وقع حجزه‪ ،‬ولم تنته إجراءات‬
‫المزايدة النهائية األخيرة طالبا رفع الحجز‪.215‬‬

‫ويطلب من خاللها المدعي إبطال إجراءات الحجز ألنه إذا ما طلب المدعي الحكم بملكية‬
‫العقار فحسب دون بطالن الحجز فال تكون الدعوى دعوى استحقاق فرعية كما يتجلى ذلك‬
‫من مقتضيات الفصل ‪ 482‬من ق م م‪ ،216‬وإنما نكون أمام دعوى استحقاق عادية التي‬
‫يرفعها مدعي ملكية العقار في مواجهة الحائز يرمي من خاللها إلى الحكم باستحقاقه للعقار‬
‫بإسناد ملكيته إليه‪.217‬‬

‫إال أنه يثار إشكال حول المسطرة الالزم إتباعها من أجل البت في هذه الدعوى‪ ،‬هل يتم‬
‫البت فيها بشكل مستقل من طرف المحكمة المختصة التي يمكنها إيقاف إجراءات البيع إلى‬
‫حين البت في دعوى االستحقاق‪ ،‬أم تسجل هذه الدعوى بسجل التعرضات ويبت فيها‬
‫كتعرض؟‬

‫‪ -‬الطيب برادة‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.350 :‬‬ ‫‪215‬‬

‫‪ - 216‬ينص الفصل ‪ 482‬من قانون لمسطرة المدنية على ما يلي‪" :‬إذا ادعى الغير أن الحجز انصب على عقارات يملكها أمكنه إلبطال الحجز رفع‬
‫دعوى االستحقاق‪.‬‬

‫يمكن رفع هذه الدعوى إلى حين إرساء المزايدة النهائية ويترتب عليها وقف مسطرة التنفيذ بالنسبة إلى األموال المدعى فيها باالستحقاق إذا كانت‬
‫مصحوبة بوثائق يظهر أنها مبنية على أساس صحيح"‪.‬‬

‫‪ - 217‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪" :‬نظرية االستحقاق في القانون المغربي‪ ،‬دراسة مقارنة مدعمة بآراء الفقه واجتهادات القضاء"‪ ،‬دجنبر ‪،2010‬‬
‫مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪100‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫يرى أحد الباحثين أنه يجب التعامل مع دعوى االستحقاق من طرف المحافظ كتعرض ألن‬
‫الغير الذي يدعي ملكيته العقار المحجوز ينازع في حق طالب التحفيظ وهو شكل من‬
‫أشكال التعرض‪.218‬‬

‫إال أن هذا التوجه يتعارض مع خصوصية دعوى االستحقاق الفرعية‪ ،‬بحيث يمكن رفعها‬
‫في أية مرحلة من مراحل التحفيظ إداريا وقضائيا ما دام شرطها قائما وهو عدم إرساء‬
‫المزاد العلني‪ ،‬الشيء الذي يدفعنا إلى القول بعدم إمكانية تقديمها كتعرض والبت فيها بصفة‬
‫مستقلة‪ ،‬وذلك لكون التعرض يخضع تقديمه ألجل محدد‪.‬‬

‫وبالتالي فإن أحكام مسطرة التحفيظ غير قادرة على استيعاب دعوى االستحقاق الفرعية من‬
‫خالل مؤسسة التعرضات‪ ،‬ما يجعل ممارسة هذه الدعوى بشكل مستقل عن مؤسسة‬
‫التعرضات أمرا ال مفر منه‪.219‬‬

‫وإن كانت هذه الصورة بدورها ال تخلو من بعض الصعوبات‪ ،‬تتلخص أساسا في كيفية‬
‫التعامل مع األحكام والقرارات الصادرة في دعوى االستحقاق‪ ،‬وقيمتها التي تظل بدون شك‬
‫مؤثرة على مسطرة التنفيذ إما ببطالن إجراءاتها في حالة الحكم بأحقية المدعي للملك‬
‫المحجوز‪ ،‬وإما بصحتها وفسح المجال الستكمالها في حالة رفض طلبه‪.‬‬

‫هذا وإذا كان رفع دعوى االستحقاق الفرعية ممكنا في أي مرحلة من مراحل التحفيظ‪،‬‬
‫سواء في المرحلة اإلدارية أو المرحلة القضائية شريطة عدم إرساء المزاد العلني بهدف‬
‫إيقاف إجراءات التنفيذ‪ ،‬فهذا يجعلنا نطرح التساؤل حول أثر رفع دعوى االستحقاق‬
‫الفرعية في حالة إيقاف إجراءات التنفيذ؟ بمعنى آخر هل إيقاف إجراءات التنفيذ يقتصر‬
‫أثره على إيقاف اثر الحجز من إشهار وبيع؟ أم له تأثير حتى على إجراءات التحفيظ؟‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد جدوي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.138 :‬‬ ‫‪218‬‬

‫أنظر كذلك سمرة محدوب‪" :‬االزدواجية اإلجرائية أمام قضاء التحفيظ العقاري على ضوء االجتهاد القضائي ومستجدات القانون رقم ‪ ،07.14‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في القانون الخاص كلية الحقوق وجدة السنة الجامعية ‪ ،2013/2012‬ص‪.144 :‬‬

‫‪ -‬يوسف مختري‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.319 :‬‬ ‫‪219‬‬

‫‪101‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫أن إيقاف إجراءات التنفيذ له تأثير على مسطرة التحفيظ‪ ،‬وبذبك‬ ‫‪220‬‬
‫يرى أحد الباحثين‬
‫يجب إيقاف إجراءات التحفيظ إلى حين معرفة مصير دعوى االستحقاق التي تقرر صحة‬
‫الحجز برفض طلب المدعي أو بطالنه ورفعه إذا استجيب للطلب‪ ،‬وإن من شأن مواصلة‬
‫إجراءات التحفيظ مع وجود دعوى االستحقاق إفراغ الحكم الذي سيصدر من محتواه وقوة‬
‫الشيء المقضي به‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرهن الرسمي‬

‫يكتسي الرهن الرسمي أهمية بالغة في تدعيم وتمويل المشاريع االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياحية وغيرها‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يساهم في تحقيق التنمية والنهوض بالقطاعات‬
‫اإلسكانية والخدماتية الشيء الذي ينعكس إيجابا على االقتصاد الوطني بصفة عامة‪.221‬‬

‫لهذا عمل المشرع المغربي من خالل مدونة الحقوق العينية إلى توسيع نطاق الرهن‬
‫الرسمي‪ ،‬فبعدما كان يشمل العقارات المحفظة بمقتضى ظهير ‪ 2‬يونيو ‪ 1915‬أصبح من‬
‫خ الل المقتضيات الجديدة التي جاءت بها مدونة الحقوق العينية يشمل كذلك العقارات في طور‬
‫التحفيظ‪ .222‬إذ أن الوضعية العقارية لهذه األخيرة ال تجمد خالل مسطرة التحفيظ‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫أن تكون موضوع كل المعامالت العقارية كالرهن ضمانا لمبلغ القرض‪.‬‬

‫ويعتبر الرهن الرسمي من أهم الضمانات العينية إذ نجده يتصدر مختلف أنواع‬
‫الضمانات األخرى‪ ،‬وذلك للخاصية التي يتميز بها بكونه يوفر ضمانة للمؤسسة البنكية تجعلها‬
‫تقدم القرض وهي مطمئنة على أموالها‪ ،‬وفي نفس الوقت ال يعرقل النشاط المقام على العقار‬
‫المرهون‪ ،‬باعتبار أن الرهن الرسمي ال تكون فيه حيازة محل الرهن بخالف الرهن الحيازي‪.‬‬

‫‪ -‬أحمد جدوي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.139‬‬ ‫‪220‬‬

‫‪ - 221‬عبد الكريم شهبون‪" :‬الشافي في شرح مدونة الحقوق العينية الجديدة وفق القانون رقم ‪ ،"39.08‬مكتبة الرشاد – سطات‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،2017‬‬
‫ص ‪.326‬‬

‫‪ - 222‬ينص الفصل ‪ 165‬من مدونة الحقوق العينية على ما يلي‪" :‬الرهن الرسمي حق عيني تبعي يتقرر على ملك محفظ أو في طور التحفيظ‬
‫ويخصص لضمان أداء دين"‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫هذا‪ ،‬ويخضع الرهن الرسمي كسائر الحقوق العينية لقاعدة العالنية واإلشهار‪ ،‬حيث يجب‬
‫تقييده في السجل العقاري إذا وقع على عقار محفظ أو إيداعه بمطلب التحفيظ إذا وقع على‬
‫عقار في طور التحفيظ قصد أخذ رتبته عند تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وإال ال يكون ملزما‬
‫للمتعاقدين وال نافذا إزاء الغير‪.223‬‬

‫غير أن وجود رهن رسمي على عقار في طور التحفيظ يثير العديد من اإلشكاالت‬
‫أولها كيفية تحقيق هذا الرهن في حالة عدم األداء؟ وبما أن تحقيق الرهن على عقار محفظ ال‬
‫يبتدئ إال بعد الحصول على شهادة التقييد الخاصة‪ ،‬فهل يمكن للمحافظ العقاري منح هذه‬
‫الشهادة حتى في حالة ارتباط الرهن بعقار ال يزال موضوع مطلب التحفيظ؟ وكيف يمكن‬
‫للدائن المرتهن ضمان الوفاء بأداء الدين المنصب رهنه على مطلب تحفيظ تحيط به الشكوك‬
‫ويهيمن عليه الخوف خالل مرحلة التطهير العقاري؟‪.‬‬

‫إن إيقاع الرهن الرسمي على عقار في طور التحفيظ يجعل الدائن المرتهن تحت رحمة‬
‫المدين الراهن‪ ،224‬ألن الضمانة المنصبة على عقار ال يزال في طور التحفيظ تعد ضمانة‬
‫هشة بالنظر إلى طول اإلجراءات ألنها تقتصر على مجرد إيداع الرهن على مطلب التحفيظ‬
‫لفائدة الدائن المرتهن وترتيب حقه في التقييد‪ ،‬وهو ما نص عليه الفصل ‪ 84‬من القانون رقم‬
‫‪ 14.07‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‪ ،‬وبالتالي يمكن للدائن المرتهن أن تتعرض حقوقه‬
‫لإلجهاض والتعطيل إذا ما خسر المدين أو طالب التحفيظ أمام المتعرضين في المرحلة‬
‫القضائية فيتحول بذلك حق المرتهن لمجرد حق شخصي باعتباره دائنا عاديا‪.225‬‬

‫‪ - 223‬مأمون الكزبري‪" :‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في التشريع المغربي"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة العربي للنشر بالرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪ ،1987‬ص ‪.39‬‬

‫‪ - 224‬نور الدين لعرج‪" :‬مدى إمكانية ورود رهن رسمي على عقار في طور التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور بالموقع الرسمي لوزارة العدل‪ ،‬قسم الدراسات‬
‫والمؤلفات‪ ،‬المادة العقارية‪.www.justice.ma،‬‬

‫‪ - 225‬عمر حمزة‪" :‬االئتمان البنكي كضمانة شخصية والرهن الرسمي كضمانة عينية"‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬السويسي‪-‬الرباط‪ ،2011 ،‬ص ‪.318‬‬

‫‪103‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ولإلشارة فإن للتعرض األولوية في التطهير سواء قبل إيداع الرهن أو بعده سواء قبل إيداع‬
‫محضر البيع أو بعده‪ ،‬بمعنى أن وجود الرهن أو المحضر ال يؤثر عليه إطالقا وربما يقضي‬
‫التعرض عليهما ويقتلهما تماما‪.‬‬

‫لماذا كل هذا االمتياز المعطى للتعرض؟ فعال ال يمكن تحصين تصرفات طالب التحفيظ في‬
‫العقار المراد تحفيظه قبل أن يحصن نفسه ويطهر عقاره‪ ،‬إنه ال زال غير حاصل على صفة‬
‫مالك العقار‪ ،‬من جهة ومن جهة أخرى طالما أن التعرض يبدأ من تاريخ فتح مطلب التحفيظ‬
‫إلى تاريخ انتهاء أجل التعرضات بعد نشر إعالن عن انتهاء التحديد النهائي بالجريدة الرسمية‪،‬‬
‫معناه أن المدة التي يتمتع بها التعرض طويلة زمنيا وقد تحل بمطلب التحفيظ في أي لحظة‬
‫داخل األجل وحتى خارجه استثناء وال مجال لتطبيق الفصل ‪ 77‬من ظهير التحفيظ العقاري‬
‫ألن هذا الفصل ال يطبق إال على الرسوم العقارية‪.226‬‬

‫ناهيك عن الصعوبات التي يثيرها بيع العقار الذي ال يزال في طور التحفيظ في حالة تقاعس‬
‫المدين عن أداء الدين مما يفرغ الضمانة البنكية من محتواها ويعصف بحقوق الدائن المرتهن‪.‬‬

‫ومن بين اإلشكاالت التي يثيرها كذلك الرهن الرسمي المنصب على عقار في طور التحفيظ‪،‬‬
‫بالرهن والتي تعتبر سندا‬ ‫‪227‬‬
‫هي مدى أحقية الدائن المرتهن في أن يتسلم شهادة التقييد الخاصة‬
‫تنفيذيا تقي من رفع دعوى مستقلة في الموضوع؟ حتى يمكن للدائن المرتهن سلوك مسطرة‬
‫اإلنذار العقاري‪ 228‬والمطالبة بتحقيق الرهن‪.‬‬

‫‪ - 226‬ينص الفصل ‪ 77‬من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي‪" :‬يحدد ترتيب األولوية بين الحقوق المتعلقة بالعقار الواحد حسب ترتيب تقييدها‪،‬‬
‫باستثناء الحالة المقررة بالفقرة األخيرة من الفصل السابق والمتعلقة بالتقييدات الواقعة بنفس الرتبة"‪.‬‬

‫‪ - 227‬تعتبر الشهادة الخاصة التي يحصل عليها الدائن المرتهن من طرف المحافظ على األمالك العقارية المستخرجة والمطابقة لما هو مسجل بالرسم‬
‫العقاري‪ ،‬حجة قوية حاسمة ولها قوة سند قابل للتنفيذ‪ ،‬يعتمد عليها الدائن المرتهن في طلبه ببيع الملك المرهون الستيفاء دينه من ثمنه بعد البيع بالمزاد‬
‫العلني ووفق ما يفرضه القانون من إجراءات شكلية‪ ،‬وشروط مقررة‪ ،‬في مسطرة التنفيذ قبل تبليغ الملك المرهون‪.‬‬

‫‪ - 228‬يقصد باإلنذار العقاري إشعار يوجهه الدائن المرتهن إلى المدين الراهن بواسطة عون التبليغ يطالب فيه بأداء الدين المضمون برهن تحت طائلة‬
‫نزع ملكية العقار المرهون‪ ،‬وبيعه بالمزاد العلني لتسديد هذا الدين وفوائده ومصاريفه‪ .‬أنظر حبيبة التايس‪" :‬اإلشكاالت العملية في موضوع اإلنذار‬
‫العقاري"‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت‪ ،‬العدد ‪ 6‬مايو ‪ ،2003‬ص‪.31 :‬‬

‫‪104‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫إن الرهن الوارد على عقار في طور التحفيظ يعتبر مجرد إيداع ال غير‪ ،‬وبالتالي فإن إمكانية‬
‫تسليم شهادة خاصة بالتقييد من الناحية الواقعية مستحيلة‪ ،‬مما يجعل الدائن المرتهن في خطر‬
‫كبير‪ ،‬فهو ال يتوفر على سند تنفيذي يمكنه من اللجوء للقضاء قصد المطالبة بتحقيق الرهن‬
‫ونزع ملكية العقار وبيعه في المزاد العلني‪.‬‬

‫فالعقار الذي لم يؤسس بشأنه رسم عقاري ال يمكن تصور إنشاء رهن رسمي عليه بالمفهوم‬
‫القانوني إال إذا تم تأسيس رسم عقاري له‪ ،‬بحيث يمكن بعد ذلك للمحافظ العقاري أن يسلم‬
‫للمستفيد منه شهادة خاصة بالرهن تثبت حقوقه على العقار المقدم كضمان‪.229‬‬

‫جاء فيه بأنه ‪" :‬حيث أن المدعي‬ ‫‪230‬‬


‫وهو ما أكده حكم صادر عن المحكمة التجارية بوجدة‬
‫استند في دعوى على الشهادة المستخرجة من مطلب التحفيظ رقم ‪ ...‬لدى محافظة الناظور‬
‫والتي تتضمن إيداع رهن من الدرجة األولى لفائدة البنك ‪ ...‬لكن وحيث أن تقييد الرهن في‬
‫عقار موضوع مطلب التحفيظ ‪ ...‬هو مجرد إيداع لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري وأن مصيره يبقى معلقا على مآل المطلب ذاته فإذا تحول إلى رسم في اسم المدين‬
‫الراهن أصبح الرهن رسميا منتجا بآثاره القانونية أما قبل ذلك فال ينتج أي أثر وحيث أنه ولعلة‬
‫أعاله فإن طلب تحقيق الرهن واإلذن ببيع العقار لم يتحول بعد مطلبه إلى رسم عقاري في اسم‬
‫المدين الراهن يجعل المطلب سابقا وأنه يتعين رده"‪.‬‬

‫صادر عن نفس المحكمة جاء فيه ‪ " :‬إن العقار المطلوب بيعه هو موضوع‬ ‫‪231‬‬
‫وفي حكم آخر‬
‫مطلب تحفيظ ولم يتم تحفيظه بعد مما يبقى معه طلب بيعه سابقا ألوانه ويتعين عدم قبوله"‪.‬‬

‫‪ 229‬محمد خيري‪" :‬عقار في طور ا لتحفيظ والشهادة الخاصة بالرهن"‪ ،‬الحدث القانوني‪ ،‬عدد خاص تحقيق الرهن العقاري‪ ،‬العدد ‪ 15‬أبريل ‪،1999‬‬
‫ص ‪.12‬‬

‫‪ 230‬حكم عدد ‪ 02/616‬ملف رقم ‪ 4/02/795‬الصادر بتاريخ ‪ 2002/12/24‬منشور بالمجلة المغربية لالقتصاد والقانون عدد ‪ 7‬أبريل ‪ 2003‬ص‬
‫‪ .151‬وارد عن مراد أبو العال‪ :‬حماي ة الدائن المرتهن في الرهن الرسمي العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون عقود وعقار‪ ،‬شعبة القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬ص‪.51 :‬‬

‫‪ 231‬حكم عدد ‪ 2007/271‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬أبريل ‪ 2007‬في الملف رقم ‪" ،5/05/767‬غير منشور" ‪ ( ،‬أوردته رشيدة مزوغ‪ :‬اإلشكاالت العملية‬
‫في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون الخاص‪ ،‬شعبة قانون العقود والعقار‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬ص ‪.) 34 :‬‬

‫‪105‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫ما ذهب إليه القضاء المغربي نرى بوجاهته على اعتبار أن الرهن وإن كان من الممكن أن يقع‬
‫على عقار في طور التحفيظ‪ ،‬فإن ذلك ال ينتج عنه تقييده وإنما إشهاره فقط‪ ،‬ومن بين اآلثار‬
‫القانونية المترتبة على تقيد عقد الرهن تسليم المحافظ العقاري لشهادة التقييد الخاصة‪ ،‬وعلى‬
‫خالف ذلك نجد أن المحافظ على األمالك العقارية يرفض تسليم شهادة التقييد الخاصة على‬
‫عقار مرهون في طور التحفيظ‪.‬‬

‫وبخصوص هذه المسألة يذهب أحد الفقهاء إلى أن المحافظ ليس باستطاعته تسليم شهادة خاصة‬
‫بالرهن‪ ،‬وإنما بإمكانه تسليم شهادة عادية‪ .232‬وبالتالي ففي حالة حلول أجل استحقاق الدين‬
‫ورغبته في التنفيذ على العقار ال يكون له سوى طرق باب قضاء الموضوع بعد توجيه إنذار‬
‫عقاري للمدين الستصدار حكم نهائي ببيع العقار المرهون وتحديد الثمن الذي سينطلق منه‬
‫المزاد‪ ،‬ويكون السند التنفيذي الجبري على العقار هو الحكم القضائي ال الشهادة الخاصة التي‬
‫يظل مفعولها محصورا في ضمان الرتبة التي يحكمها تاريخ اإليداع‪ ،‬ويكون لها اعتبار عند‬
‫تسجيل الحق في الرسم بعد إنشائه‪.233‬‬

‫وعموما‪ ،‬فإن الرهن الرسمي الوارد على العقار في طور التحفيظ يبقى مصيره مرتبط‬
‫بمآل مطلب التحفيظ‪ ،‬وأحيانا قد يبقى تحت رحمة المدين فرغم أن طالب التحفيظ ال يمكنه‬
‫التراجع عن طلبه إال أنه قد يتراخى في إتباع إجراءات التحفيظ أو ال يحضر عمليات التحديد‬
‫رغم استدعائه وإنذاره مما سيضطر المحافظ إلى توقيف إجراءات التحفيظ بإلغاء مطلب‬
‫التحفيظ أو رفضه‪.234‬‬

‫وأمام المخاطر التي تترتب عن تقرير رهن رسمي على عقار في طور التحفيظ فقد‬
‫مقارنة مع الرهون الواردة على العقارات‬ ‫‪235‬‬
‫تراجعت نسبة الرهون الرسمية الواردة عليه‬

‫‪ -‬محمد خيري‪" :‬عقار في طور التحفيظ والشهادة الخاصة بالرهن"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنبر القانوني‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪232‬‬

‫‪ - 233‬مليكة بامي‪" :‬قراءة في بعض فصول مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ 1968‬المتعلق باإلنذار العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة القضاء والقانون‪ ،‬العدد ‪،148‬‬
‫ص‪.224 :‬‬

‫‪ -‬حدو معسو‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.175‬‬ ‫‪234‬‬

‫سناء الترابي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.271 :‬‬ ‫‪235‬‬

‫‪106‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫المحفظة و مرد ذلك عزوف الدائنين و خاصة مؤسسات االئتمان عن قبول مثل هذه الضمانات‬
‫التي تحمل في طياتها العديد من العراقيل والمخاطر والتي تؤدي إلى تراجع مستوى األداء‬
‫االئتماني بسبب نقص السيولة‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫خاتمـــــــــــــــة‪:‬‬

‫إذا كان المشرع سمح بتداول الملكية على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬فإنه بالمقابل سعى إلى‬
‫إيجاد آليات قانونية تسهل انتقال الحقوق الواردة عليه دون إعاقة مسطرة التحفيظ كما هو الشأن‬
‫في حالة سلوك آلية التعرض لحماية هذه الحقوق وذلك عبر إحداث وتنظيم مسطرتي الخالصة‬
‫اإلصالحية واإليداع‪.‬‬

‫وعلى الرغم من األهمية التي تكتسيها هاتين المسطرتين في توفير حماية ألصحاب الحقوق‬
‫الناشئة على مطلب التحفيظ‪ ،‬إال أن ذلك ال يخلو من عدة نواقص وإشكاالت‪ ،‬ذلك ما استنتجناه‬
‫من خالل هذه الدراسة‪ ،‬وتتمثل هذه اإلشكاالت فيما يلي‪:‬‬

‫غياب تنظيم دقيق لمسطرة الخالصة اإلصالحية واإليداع على غرار مسطرة التعرض على‬
‫اعتبار أنهما من أهم آليات التدخل خالل مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫عدم مراعاة خصوصية بعض التصرفات التي يمكن أن يخضع لها العقار في طور التحفيظ‪،‬‬
‫كالرهن الرسمي الذي ال يخول للدائن المرتهن إمكانية الحصول على الشهادة الخاصة بالرهن‬
‫التي تمكنه من التنفيذ الجبري على العقار وكذا حق الشفعة الذي حدد له أجل خاص في مدونة‬
‫الحقوق العينية والذي يتعارض مع أجل التعرض الذي يعد اآللية الوحيدة للمنازعة في الحقوق‬
‫الواردة على مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫فتح باب التعرض على الحقوق المودعة ما يجعلها مجرد إعاقة لعملية التحفيظ‪.‬‬

‫قصور عملية اإلشهار سواء تعلق األمر بالحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 83‬أو ‪ 84‬من ظ‬
‫ت ع‪ .‬فعلى الرغم من أن المشرع نص على إمكانية النشر من خالل الجريدة الرسمية إال أن‬
‫هذه الوسيلة تبقى قاصرة‪ ،‬ألن أغلب الناس ال يطلعون على ما ينشر فيها‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫التوصيـــــــــــــات‪:‬‬

‫وحتى ننهي البحث في موضوع حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق‬
‫مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‪ ،‬فينبغي علينا طرح االقتراحات التي استنتجناها من‬
‫خالل البحث في الموضوع‪ ،‬والساعية إلى المساهمة في تطوير اآلليات القانونية الخاصة‬
‫بإشهار التصرفات الجارية على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬وإغنائه عبر اقتراح بدائل أو حلول‬
‫أو تعديالت أو إضافات من أجل خلق قواعد قانونية أكثر مالءمة لتحقيق النمو االقتصادي‬
‫الذي ينشده المجتمع بأكمله‪ ،‬والتي ينبغي على مشرعنا تبنيها‪ .‬وسوف نسوقها الواحدة تلو‬
‫األخرى‪:‬‬

‫‪ ‬إلغاء الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 24‬من ظهير التحفيظ العقاري التي تنص على إمكانية‬
‫التعرض على الحقوق المودعة طبقا للفصل ‪ 84‬ظ ت ع‪.‬‬

‫‪ ‬التنصيص بشكل صريح على استثناء الحقوق المكتسبة أثناء جريان مسطرة التحفيظ من‬
‫األثر التطهيري لقرار التحفيظ‪.‬‬

‫‪ ‬إعادة النظر في الفصليين ‪ 83‬و ‪ 84‬من ظ ت ع خاصة على مستوى بعض الجوانب‬
‫الموضوعية‪ ،‬كالقيمة الثبوتية للتقييدات المالزمة لقرار التحفيظ‪.‬‬

‫وتحديد الحيز الزمني لكل مسطرة عبر تحديد الوقت المناسب لممارسة كل مسطرة‪ ،‬كأن‬
‫يسمح بممارسة مسطرة الخالصة اإلصالحية عندما يكون أجل التعرضات الزال مفتوحا‪،‬‬
‫ومسطرة اإليداع بعد انتهاء أجل التعرضات‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة توسيع المشرع لدائرة اإلشهار بجعله يشمل النشر حتى في جريدة مخول لها نشر‬
‫اإلعالنات القانونية‪ ،‬وتفعيل اإلشهار بتعليق اإلعالنات كذلك باألماكن التي يوجد بها العقار‬
‫المراد تحفيظه أو الذي جرى عليه التصرف إلى غاية الساعة المحددة إلنجاز التحديد‪،‬‬
‫والعودة إلى طريقة التبريح باألسواق واألماكن العمومية‪ ،‬لما ال‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الئحـــــة المراجـــــــــع‪:‬‬

‫المراجـــع العامـــــــة‪:‬‬

‫‪ ‬أحمد إدريوش‪" :‬أصول نظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ ‬إدريس الفاخوري‪":‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،"14.07‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة – الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2016‬‬
‫‪ ‬إدريس الفاخوري‪" :‬الحقوق العينية وفق القانون ‪ ،"39.08‬دار نشر المعرفة – الرباط‪،‬‬
‫طبعة ‪.2013‬‬
‫‪ ‬إدريس الفاخوري‪" :‬مدخل لدراسة مناهج العلوم القانونية"‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫‪ ‬الطيب برادة‪" :‬التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬شركة بابل‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬تحت إشراف المعهد الوطني للدراسات القضائية‪،‬‬
‫‪.1988‬‬
‫‪ ‬المختار بن أحمد عطار‪" :‬التحفيظ العقاري في ضوء التشريع المغربي (وفق أحدث‬
‫التعديالت)"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2016 ،‬‬
‫‪ ‬آمنة مبروك مهالوي‪" :‬مدخل لدراسة النظام العقاري المغربي"‪ ،‬ترجمة إلى اللغة العربية‬
‫عبد هللا إدومجود وعبد السالم زيزون‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ ‬بوجمعة زفو‪" :‬أثر نظام التحفيظ على تداول الملكية العقارية‪ ،‬مقاربة عملية على ضوء‬
‫قانون ‪ 14.07‬و‪ ،"39.08‬مطبعة دار القلم بالرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2013‬‬
‫‪ ‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪" :‬دراسة في القانون العقاري المغربي على ضوء مستجدات‪:‬‬
‫القانون رقم ‪ 14.07‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‪ ،‬القانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة‬
‫الحقوق العينية‪ ،‬القانون رقم ‪ 106.12‬المتعلق بملكية الشقق والطبقات‪ ،‬القانون رقم‬

‫‪110‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ 36.15‬المتعلق بالماء‪ ،‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.09.236‬المتعلق بمدونة األوقاف‪،‬‬


‫مطبعة قرطبة‪ ،‬أكادير‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2017‬‬
‫‪ ‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪" :‬نظرية االستحقاق في القانون المغربي‪ ،‬دراسة مقارنة‬
‫مدعمة بآراء الفقه واجتهادات القضاء"‪ ،‬دجنبر ‪ ،2010‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬خالد مداوي‪" :‬مسطرة التحفيظ العقاري"‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2000 ،‬‬
‫‪ ‬سارة أزواغ‪" :‬رفع الحجز التنفيذي على العقار على ضوء المستجدات التشريعية واالجتهاد‬
‫القضائي"‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2015‬‬
‫‪ ‬عادل حاميدي‪" :‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المادة العقارية والمدنية"‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬أبريل ‪.2012‬‬
‫‪ ‬عبد الحليم عد‪" :‬اآلجال في ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬دراسة في ضوء النص القانوني‬
‫والعمل العمل القضائي‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق‪ ،‬سلسلة المعارف القانونية والقضائية‪.‬‬
‫‪ ‬عبد العالي دقوقي‪" :‬اإللغاء والتشطيب في التشريع العقاري المغربي"‪ ،‬مكتبة الرشاد‪-‬‬
‫سطات‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2019‬ص‪.74 :‬‬
‫‪ ‬عبد العلي بن محمد العبودي‪" :‬نظام التحفيظ العقاري وإشهار الحقوق العينية بالمملكة‬
‫المغربية"‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2003‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم الطالب‪" :‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة –‬
‫الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2015‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم شهبون‪" :‬الشافي في شرح قانون التحفيظ العقاري الجديد رقم ‪ ،14.07‬مكتبة‬
‫الرشاد – سطات‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2014‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم شهبون‪" :‬الشافي في شرح مدونة الحقوق العينية الجديدة وفق القانون رقم‬
‫‪ ،"39.08‬مكتبة الرشاد – سطات‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2017‬‬
‫‪ ‬عمر أزوكار‪" :‬التحفيظ العقاري في ضوء التشريع العقاري وقضاء محكمة النقض‪،‬‬
‫منشورات دار القضاء بالمغرب‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2014‬‬
‫‪ ‬عمر أزوكار‪" :‬مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء قانون ‪ 14.07‬ومدونة الحقوق‬
‫العينية"‪ ،‬منشورات دار القضاء بالمغرب‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2012‬‬
‫‪111‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ ‬مأمون الكزبري‪" :‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع‬
‫المغربي"‪ ،‬المطبعة العربية للطباعة والنشر – الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة الجزء الثاني ‪.1987‬‬
‫‪ ‬محمد بلحاج الفحصي‪" :‬تقييد الحقوق العينية العقارية وتحقيق األمن العقاري‪ ،‬وفق آخر‬
‫تعديالت القانون رقم ‪ 14.07‬المغير والمتمم لظهير التحفيظ العقاري"‪ ،‬مطبعة دار السالم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬يونيو ‪.2017‬‬
‫‪ ‬محمد الحياني‪" :‬عقد البيع وقانون التحفيظ العقاري بالمغرب"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬يناير‬
‫‪ ،1994‬مطبعة ووراقة الكتاب‪ -‬فاس‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الحياني‪" :‬في نظام التحفيظ العقاري المغربي"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ ‬محمد العروصي‪" :‬المرشد في المنهجية القانونية"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2016-2015 ،‬مطبعة‬
‫مرجان‪ ،‬مكناس‪.‬‬
‫‪ ‬محمد العبودي‪" :‬نظام التحفيظ العقاري بالمغرب"‪ ،‬المركز العربي بالدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪.2003‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور‪" :‬بيع العقار بين الرضائية والشكلية"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة – الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1997‬‬
‫‪ ‬محمد ابن الحاج السلمي‪" :‬سياسة التحفيظ العقاري في المغرب بين اإلشهار العقاري‪،‬‬
‫التخطيط االجتماعي –االقتصادي"‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2011‬ص ‪.78‬‬
‫‪ ‬محمد بن أحمد بونبات‪" :‬نظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬طبعة ‪ ،2005‬المطبعة الوطنية‬
‫بمراكش‪.‬‬
‫‪ ‬محمد بن أحمد بونبات‪" :‬الحقوق على العقارات دراسة شاملة لواقع العقار وللحقوق العينية‬
‫على ضوء التشريع المغربي"‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2008‬‬
‫‪ ‬محمد بونبات‪" :‬نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬دراسة في القوانين المرتبطة بنظام التحفيظ العقاري‬
‫في المغرب"‪ ،‬سلسلة آفاق القانون (‪ ،)11‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ط الثانية‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ ‬محمد بفقير‪" :‬ظهير التحفيظ العقاري والعمل القضائي المغربي"‪ ،‬منشورات دراسات‬
‫قضائية‪ ،‬سلسلة القانون والعمل القضائي المغربيين‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2011‬‬

‫‪112‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ ‬محمد بلحاج الفحصي‪" :‬تقييد الحقوق العينية العقارية وتحقيق األمن العقاري"‪ ،‬مطبعة دار‬
‫السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2017‬‬
‫‪ ‬محمد محبوبي‪" :‬أساسيات في أحكام الشهر العقاري والحقوق العينية العقارية في ضوء‬
‫التشريع المغربي"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ :‬أكتوبر ‪.2017‬‬
‫‪ ‬محمد محبوبي‪" :‬الشفعة في الفقه المالكي والتشريع المغربي"‪ ،‬مطبعة دار القلم‪-‬الرباط‪،‬‬
‫الطبعة الخامسة‪ ،‬دون ذكر السنة‪.‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪" :‬عقار في طور التحفيظ والشهادة الخاصة بالرهن"‪ ،‬الحدث القانوني‪ ،‬عدد‬
‫خاص تحقيق الرهن العقاري‪ ،‬العدد ‪ 15‬أبريل ‪.1999‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪" :‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي"‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2014‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪" :‬التعرضات أثناء التحفيظ العقاري في التشريع المغربي"‪ ،‬مطبعة دار‬
‫الثقافة‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1983‬‬
‫‪ ‬محمد مهدي الجم‪" :‬التحفيظ العقاري في المغرب"‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة ‪ ،1986‬دار‬
‫الثقافة‪.‬‬

‫المراجــــع الخاصـــــــــة‪:‬‬

‫‪ ‬خير الدين الطاوس‪" :‬إشهار الحقوق المكتسبة خالل مسطرة التحفيظ وآثاراها في ضوء‬
‫مستجدات القانون ‪ ،"14.07‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع – الرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪.2015‬‬
‫‪ ‬عمر أزوكار‪" :‬الدليل العملي للعقار في طور التحفيظ"‪ ،‬منشورات دار القضاء العالي‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2011‬‬
‫‪ ‬محمادي لمعكشاوي‪ " :‬الدليل العملي في التحفيظ العقاري"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫بالدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة االولى ‪.2014‬‬

‫‪113‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ ‬هشام بصري‪" :‬مسطرة التحفيظ وإشكاالتها العملية"‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ ‬يوسف مختري‪" :‬حماية الحقوق الواردة على العقار في طور التحفيظ"‪ ،‬مطبعة المعرف‬
‫الجديدة – الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2016‬‬

‫األطروحــــــــات‪:‬‬

‫‪ ‬حنان سعيدي‪" :‬نهاية قرار التحفيظ بين صحة المؤيدات وسالمة اإلجراءات"‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2011 -2010‬‬
‫‪ ‬سمرة محدوب‪ " :‬االزدواجية اإلجرائية أمام قضاء التحفيظ العقاري على ضوء االجتهاد‬
‫القضائي ومستجدات القانون ‪ ،"14.07‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬شعبة‬
‫القانون الخاص وحدة البحث والتكوين في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2013-2012‬‬
‫‪ ‬عبد العالي لعديري‪" :‬الحماية القانونية لألطراف المتدخلة في مسطرة التحفيظ العقاري –‬
‫اإلشهار العقاري نموذجا‪ ،"-‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬مختبر األنظمة‬
‫المدنية والمهنية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2017-2016‬‬
‫‪ ‬عبد العلي حفيظ‪" :‬الحجز التنفيذي العقاري"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس أكدال‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط‪ ،‬شعبة القانون‬
‫الخاص وحدة القانون المدني المعمق‪ ،‬السنة الجامعية‪.2008/2007 :‬‬
‫‪ ‬عمر حمزة‪" :‬االئتمان البنكي كضمانة شخصية والرهن الرسمي كضمانة عينية"‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬السويسي‪-‬الرباط‪.2011 ،‬‬
‫‪ ‬مراد عامر‪" :‬نهائية الرسم العقاري بين ثوابت النص ومتطلبات الواقع"‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في العلوم القانونية –شعبة القانون الخاص‪ -‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية –السويسي‪ -‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2019-2018‬‬
‫‪114‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الرسائـــــل‪:‬‬

‫‪ ‬ابتسام حرار‪ " :‬الرقابة القضائية على مشروعية أعمال المحافظ العقاري"‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫د بلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون‬
‫المدني‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2000-1999‬‬
‫‪ ‬حدو معسو‪" :‬حماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي النشر‬
‫واإليداع طبقا للفصلين ‪ 83‬و ‪ 84‬من ظ ت ع"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقار‬
‫والتعمير‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل‪ ،‬مكناس‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2014/2015‬‬
‫‪ ‬خالد العظيمي‪" :‬التحفيظ اإلجباري وفق القانون رقم ‪– 14.07‬دراسة مقارنة بالتسجيل‬
‫اإلجباري التونسي‪ ،"-‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن األول‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ -‬سطات‪ ،‬السنة الجامعية‪.2013-2012‬‬
‫‪ ‬خير الدين الطاوس‪" :‬إشهار الحقوق المكتسبة خالل مسطرة التحفيظ وآثارها في ضوء‬
‫مستجدات القانون ‪ ،"07/14‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2013/2012‬‬
‫‪ ‬رشيد بالوشو‪" :‬التصرفات التي تجري على العقار في طور التحفيظ"‪ ،‬دبلوم الدراسات‬
‫العليا المعمقة في القانون المدني‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2002‬‬
‫‪ ‬رشيدة مزوغ‪" :‬اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في قانون الخاص‪ ،‬شعبة قانون العقود والعقار‪ ،‬سنة ‪.2008‬‬
‫‪ ‬طارق دخيسي‪" :‬تحيين الرسوم العقارية وأثره على التنمية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫قانون العقود والعقار بكلية الحقوق بوجدة السنة الجامعية ‪.2008/2007‬‬
‫‪ ‬عالي أفقير‪ " :‬حماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي النشر‬
‫واإليداع"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون المدني المعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ابن زهر أكادير‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2017-2016‬‬
‫‪115‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ ‬عبد الغني بولنوار‪ " :‬مسطرة اإليداع والتعرض عليها وفق الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقاري‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫‪ ‬فاطمة الحروف‪" :‬حجية القيد في السجل العقاري"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪،‬‬
‫وحدة القانون المدني‪ ،‬كلية الحقوق بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1994-1993‬‬
‫‪ ‬فائز عبد الحكيم‪" :‬إشهار الحقوق الناشئة على العقار في طور التحفيظ بين النشر‬
‫واإليداع"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في العلوم القانونية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪-‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬لحسن توغزاوي‪" :‬العقار في طور التحفيظ"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون‬
‫ال خاص‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس‪-‬أكدال‪ -‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2000-1999‬‬
‫‪ ‬مراد أبو العال‪ :‬حماية الدائن المرتهن في الرهن الرسمي العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في قانون عقود وعقار‪ ،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪.‬‬
‫‪ ‬مازن الجم‪" :‬الحقوق الخاضعة للتسجيل وفق نظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪.1991-1990 ،‬‬
‫‪ ‬محمد عسولي‪" :‬الحماية الوقائية لحقوق الغير خالل المرحلة اإلدارية للتحفيظ"‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2007/2006‬‬
‫‪ ‬هشام نوبي‪" :‬التصرفات التي تجري على العقار في طور التحفيظ"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون المدني‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬عين الشق –الدارالبيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2011 -2010‬‬
‫‪ ‬وئيل أوعيسى‪ " :‬الخالصة اإلصالحية ودورها في حماية حقوق األطراف خالل مسطرة‬
‫التحفيظ"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018-2017‬‬

‫‪116‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫بحــــــــوث‪:‬‬

‫‪ ‬أحمد مسرار‪" :‬سلطات القاضي في تكييف العقود المدنية"‪ ،‬بحث نهاية التدريب بالمعهد‬
‫العالي للقضاء‪ ،‬الفوج ‪.2011-2012 ،38‬‬

‫المقــــــــــــاالت‪:‬‬

‫‪ ‬أحمد جدوي‪" :‬الحجز التن فيذي على العقار في طور التحفيظ والدعوى الفرعية االستحقاقية‬
‫وأثرهما على مسطرة التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية لإلقتصاد والقانون المقارن‪،‬‬
‫سياسة التحفيظ العقاري بالمغرب أشغال الندوة الوطنية التي نظمها مختبر الدراسات‬
‫القانونية المدنية والعقارية بالكلية‪ ،‬مراكش يومي ‪ 18‬و ‪ 19‬أبريل ‪ ،2008‬العدد ‪50‬‬
‫السنة ‪.2008‬‬
‫‪ ‬إيمان السائح وتوفيق فاطمي‪" :‬الحيازة القانونية في التبرعات الواردة على العقار بين‬
‫النص واالجتهاد القضائي"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المعرفة القانونية والقضائية‪ ،‬مطبعة‬
‫الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬العدد األول ‪.2017‬‬
‫‪ ‬إدريس الفاخوري ‪" :‬التعرضات على مطلب التحفيظ بين النص القانوني والعمل القضائي"‪،‬‬
‫مقال منشور بمجلة الحقوق –قراءات قي القوانين العقارية الجديدة‪ ،‬دار نشر المعرفة‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،3013‬اإلصدار الخامس‪.‬‬
‫‪ ‬المختار عطار‪" :‬المخاطر المهددة لمشتري العقار عند تقديم حقه بالرسم العقاري"‪ ،‬مقال‬
‫منشور بمجلة األمالك‪ ،‬العدد ‪..2006 ،1‬‬
‫‪ ‬امبارك السباغي‪" :‬التعرض على حق في ظهير التحفيظ العقاري"مقال منشور بجريدة‬
‫الصباح‪ ،‬بتاريخ ‪ 31‬أغسطس ‪ ،2015‬تاريخ االطالع ‪ 25‬مايو ‪،2019‬‬
‫‪https//assabah.ma/96540.html.‬‬
‫‪ ‬برادة غزيول‪" :‬مطلب التحفيظ وإشكالية توثيق التصرفات القانونية الواردة عليه"‪ ،‬مقال‬
‫منشور بمجلة الحقوق‪ ،‬سلسة األنظمة والمنازعات العقارية‪ ،‬اإلصدار السابع‪ ،‬فبراير‬
‫‪.2013‬‬

‫‪117‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ ‬بوبكري عبد القادر‪" :‬توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية وإشكاالته القانونية‬
‫والعملية"‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون المدني‪ ،‬العدد األول ‪.2014‬‬
‫‪ ‬حبيبة التايس‪" :‬اإلشكاالت العملية في موضوع اإلنذار العقاري"‪ ،‬مقال منشور بالمجلة‬
‫المغربية لقانون األعمال والمقاوالت‪ ،‬العدد ‪ 6‬مايو ‪.2003‬‬
‫‪ ‬حسن فتوخ‪" :‬مسطرة إيداع دعوى الشفعة وآثارها بعد اتخاذ قرار التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور‬
‫بالمجلة المغربية للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ 3‬مايو ‪.2010‬‬
‫‪ ‬حليمة بن حفو‪" :‬تقييد الرهن الرسمي في السجل العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمنشورات كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية‪-‬‬
‫مراكش‪ ،‬أشغال ندوة العقار واإلسكان‪ ،‬سلسة الندوات واأليام الدراسية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬الخميس‬
‫‪ 24‬أبريل‪ ،‬الطبعة األولى ‪ -2003‬مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬خالد الفكاني‪" :‬تأمالت حول المستجدات التشريعية المتعلقة بالتعرض والمقررة بمقتضى‬
‫القانون رقم ‪ ،"07/14‬مقال منشور بمجلة األمالك‪ -‬العدد المزدوج ‪-2012 /12-11‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ ‬رضوان الطيبي‪" :‬الطعن في إجراءات اإلنذار العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنازعات‬
‫العقارية‪ ،‬دراسات وأبحاث في ضوء نظام التحفيظ العقاري ومدونة الحقوق العينية‬
‫والمستجدات التشريعية في المادة العقارية‪ ،‬الجزء الثاني‪.2014 ،‬‬
‫‪ ‬رضى بلحسين‪" :‬ممارسة الشفعة في العقار المحفظ قبل تقييد عقد البيع بالرسم العقاري"‪،‬‬
‫مقال منشور بمجلة ملفات عقارية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪ ‬رشيد حمداوي‪" :‬اإلشكاالت العملية لإليداع طبقا للفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري"‪،‬‬
‫مقال منشور بمجلة األبحاث والدراسات القانونية العدد السابع ‪.2016‬‬
‫‪ ‬سعيدة بن عزي‪" :‬التعرض على التحفيظ بين البعد الحمائي واالستعمال التعسفي على‬
‫ضوء القانون ‪ ،"14.07‬مقال منشور بمجلة الحقوق‪ ،‬قراءات في القوانين العقارية‬
‫الجديدة‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2013‬‬
‫‪ ‬شكيب حيمود‪" :‬وسائل حماية الحقوق الناشئة خالل مساطر التحفيظ العقاري"‪ ،‬مقال‬
‫منشور بمجلة دفاتر محكمة النقض‪ ،‬العدد ‪ ،26‬الندوة الوطنية في موضوع األمن العقاري‪،‬‬
‫مطبعة األمية‪-‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2015‬‬

‫‪118‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ ‬صليحة حاجي‪" :‬الدعاوى الكيدية في ميدان التحفيظ العقاري"‪ ،‬منشورات مختبر البحث في‬
‫قانون العقار والتعمير بالناظور‪ ،‬أشغال الندوة الوطنية المنظمة من طرف الماستر‬
‫المتخصص في قانون العقار والتعمير‪ ،‬بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور‪ ،‬حول‬
‫موضوع التعمير والبناء ومتطلبات الحكامة الترابية‪ ،‬أيام ‪ 4-3-2‬مارس ‪ ،2017‬طبعة‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ ‬عبد الرحمان اللمثوني‪" :‬النظام القانوني لبيع العقارات بالمغرب"‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫المنازعات العقارية من خالل اجتهادات المجلس األعلى‪ ،‬لندوة الجهوية الخامسة سطات‬
‫‪ 27-26‬أبريل ‪.2007‬‬
‫‪ ‬عبد العالي دقوقي‪" :‬التقييدات الواردة على مطلب التحفيظ في إطار الفصل ‪ 84‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنازعات العقارية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ ‬عمر أزوكار‪" :‬آثار انتقال الحقوق أثناء مسطرة التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور بسلسة االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬العدد الثاني‪.2011 ،‬‬
‫‪ ‬عمر أزوكار‪" :‬التعرض على مسطرة اإليداع‪ :‬الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري"‪،‬‬
‫مقال منشور بمجلة المنبر القانوني – أعمال الندوة العلمية التي نظمتها مجلة المنبر‬
‫القانوني بشراكة مع الفضاء المدني يوم ‪ 05‬مايو ‪ 2012‬بتزنيت‪ ،‬حول موضوع قانون‬
‫التحفيظ العقاري بين روح ظهير ‪ 1913‬ومستجدات قانون ‪ ،14.07‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط ‪.2012‬‬
‫‪ ‬عمر السكتاني‪ " :‬الجوانب اإلجرائية لمسطرة التعرض في نظام التحفيظ العقاري الجديد‬
‫دراسة في تطور االجتهاد القضائي المغربي"‪ ،‬مقال منشور بمجلة الملف العدد ‪ /21‬أكتوبر‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم السباعي‪" :‬صعوبة الخيار بين النشر واإليداع"‪ ،‬مقال منشور بمجلة التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬العدد ‪ ،4‬يونيو ‪.1993‬‬
‫‪ ‬فاطمة الحروف‪" :‬دور المحافظ العقاري بشأن التعرضات على مطلب التحفيظ"‪ ،‬مقال‬
‫منشور بمجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ 19‬السنة ‪.2002‬‬
‫‪ ‬مليكة بامي‪" :‬قراءة في بعض فصول مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ 1968‬المتعلق باإلنذار‬
‫العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة القضاء والقانون‪ ،‬العدد ‪.148‬‬

‫‪119‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ ‬محمد خيري‪" :‬واقع وآفاق نظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬مقال منشور بمجلة األمالك‪ ،‬المطبعة‬
‫والوراقة الوطنية‪ ،‬العدد األول ‪.2006‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪" :‬الشفعة وآجالها بين العقار المحفظ والعقار في طور التحفيظ"‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمجلة المحاكمة‪ ،‬عدد ‪ 3‬أكتوبر –دجنبر ‪.2007‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪" :‬عقار في طور التحفيظ والشهادة الخاصة بالرهن"‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫المنبر القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬محمد فلجي‪" :‬قرار التحفيظ بين صحة السندات وسالمة اإلجراءات"‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫جمعية المحافظين‪ ،‬العدد ‪ 6‬أبريل ‪.1997‬‬
‫‪ ‬محمد نبيل حرزان‪" :‬ممارسة حق الشفعة بخصوص عقار في طور التحفيظ‪ ،‬مناقشة‬
‫وتحليل في ضوء قرارين لمحكمة النقض والقانون رقم ‪ ،"39.09‬مقال منشور بمجلة‬
‫الحقوق‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط‪ ،‬اإلصدار الثامن "المستجدات التشريعية في‬
‫المادة العقارية"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬السنة ‪.2013‬‬
‫‪ ‬محمد شنان‪" :‬عبثية اإلبقاء على األثر المطلق للرسم العقاري بعد االستقالل"‪ ،‬مقال منشور‬
‫بأشغال الندوة المشتركة حول نظام التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ،‬المنظمة بكلية الحقوق‬
‫بالرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 4‬و ‪ 5‬مايو ‪.1990‬‬
‫‪ ‬نور الدين لعرج‪" :‬مدى إمكانية ورود رهن رسمي على عقار في طور التحفيظ"‪ ،‬مقال‬
‫منشور بالموقع الرسمي لوزارة العدل‪ ،‬قسم الدراسات والمؤلفات‪ ،‬المادة‬
‫العقارية‪.www.justice.ma،‬‬
‫‪ ‬نشرة قرارات محكمة النقض –الغرفة المدنية‪ -‬السلسلة ‪ 6‬العدد ‪ ،27‬مطبعة ومكتبة‬
‫األمنية‪-‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬هشام المراكشي‪" :‬دور مسطرة إشهار العقار في طور التحفيظ والتصرفات الواردة عليه‬
‫في حماية حقوق األغيار"‪ ،‬مقال منشور في مجلة القانون المغربي‪ ،‬العدد ‪ ،25‬نونبر‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ ‬هشام علوي‪" :‬التعرض على الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري في ضوء مستجدات القانون ‪ ،"14.07‬مقال منشور بمجلة المنازعات العقارية‪،‬‬
‫سلسلة دراسات وأبحاث‪ ،‬منشورات القضاء المدني‪ ،‬ج‪.1‬‬

‫‪120‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫‪ ‬هشام بصري‪" :‬إشكاالت تدبير مسطرة التحديد على ضوء القانون ‪ ،"14.07‬مقال منشور‬
‫بمجلة المنبر القانوني – أعمال الندوة العلمية التي نظمتها مجلة المنبر القانوني بشراكة مع‬
‫الفضاء المدني يوم ‪ 05‬مايو ‪ 2012‬بتزنيت‪ ،‬حول موضوع قانون التحفيظ العقاري بين‬
‫روح ظهير ‪ 1913‬ومستجدات قانون ‪ ،14.07‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪.2012‬‬

‫الظهائـــــــر والمراسيــــم‪:‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف صادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬المتعلق بالتحفيظ‬


‫العقاري المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 14.07‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.11.177‬في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نونبر ‪ ،)2011‬منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 27‬ذو الحجة ‪ 24 ( 1432‬نونبر ‪.)2011‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1-11-178‬صادر في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر‬
‫‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 24‬نوفمبر ‪.2011‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.16.375‬صادر في ‪ 13‬من شوال ‪ 18 ( 1437‬يوليو ‪ )2016‬بتحديد‬
‫تعريفة وجيبات المحافظة العقارية‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6484‬بتاريخ ‪21‬‬
‫يوليو ‪ 2016‬يوليو ‪.2016‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.13.18‬صادر في ‪ 16‬من رمضان ‪ 14( 1435‬يوليو ‪ )2014‬في شأن‬
‫إجراءات التحفيظ العقاري‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6277‬بتاريخ ‪ 28‬يوليو‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ ‬دورية عدد ‪ 392‬صادرة عن المحافظ العام بتاريخ ‪ 16‬يناير ‪.2016‬‬

‫‪121‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفهـــــــــــــرس‪:‬‬

‫مقدمة‪2...............................................................................................:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اآلليات القانونية لحماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ‪10..................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام المنظمة لمسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‪12....................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مسطرة الخالصة اإلصالحية‪13...................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الضوابط الموضوعية‪14............................................................‬‬

‫أوال‪ :‬أن يتعلق األمر بانتقال بين األحياء أو ما يعبر عنه بالتصرفات اإلرادية‪14................‬‬

‫ثانيا‪:‬أن يكون الحق الناشئ على االلتزام أو التصرف اإلرادي حقا عينيا‪16.....................‬‬

‫ثالثا‪ :‬أال يكون ملف التحفيظ قد تمت إحالته على القضاء ‪17......................................‬‬

‫رابعا‪ :‬الوثيق كشرط إلشهار الحقوق المكتسبة خالل مسطرة التحفيظ‪18.........................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضوابط الشكلية‪20...................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬إيداع السندات المثبتة للحق بالمحافظة العقارية واستخالص الرسوم‪20....................‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشر الخالصة اإلصالحية‪22..................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬القيام بالتحديد التكميلي أو التصحيحي‪24.....................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مسطرة اإليداع‪26...................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تمييز مسطرة اإليداع عن بعض األنظمة المشابهة‪26.............................‬‬

‫‪122‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫أوال‪ :‬تمييز مسطرة اإليداع عن الخالصة اإلصالحية‪27..........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز مسطرة اإليداع عن التعرض‪28........................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬تمييز مسطرة اإليداع عن التقييد االحتياطي‪31...............................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضوابط الموضوعية والشكلية لمسطرة اإليداع‪32................................‬‬

‫أوال‪ :‬الضوابط الموضوعية‪33......................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضوابط الشكلية‪35............................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقييد اإليداع بسجل التعرضات وتأشير المحافظ على الطلب ‪39............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية التمييز بين مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‪42...................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مميزات مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‪43.............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مميزات مسطرة الخالصة اإلصالحية‪44..........................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مميزات مسطرة اإليداع‪48...........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إمكانية الخيار بين المسطرتين‪53..................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬جواز الخيار بين المسطرتين‪54.....................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬استثناء عدم إمكانية جواز الخيار‪57.................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع وإشكاالتهما العملية‪61.............‬‬

‫المبحث األول‪ :‬آثار إشهار الحقوق المكتسبة أثناء مسطرة التحفيظ‪62............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اآلثار المترتبة على اإلشهار عن طريق الخالصة اإلصالحية‪63................‬‬


‫‪123‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آثار الخالصة اإلصالحية على مسطرة التحفيظ‪63................................‬‬

‫أوال‪ :‬فتح باب التعرضات‪63........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعطيل مسطرة التحفيظ‪66.....................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار الخالصة اإلصالحية على الوضعية القانونية للمستفيد‪67.....................‬‬

‫أوال‪ :‬اكتساب المستفيد صفة طالب التحفيظ‪67......................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تأسيس الرسم العقاري في اسم المستفيد‪70...................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة على مسطرة اإليداع‪72............................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آثار اإليداع قبل تأسيس الرسم العقاري‪73..........................................‬‬

‫أوال‪ :‬عدم إحداث أي تغيير على مسطرة التحفيظ‪73...............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعرض على اإليداع‪75.......................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار اإليداع بعد تأسيس الرسم العقاري‪78..........................................‬‬

‫أوال‪ :‬تأسيس الرسم العقاري في اسم طالب التحفيظ‪78.............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجية الحقوق المعلن عنها طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪79................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلشكاالت العملية لمسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‪84..................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إشكالية إيداع الشفعة على عقار في طور التحفيظ‪85.............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أجل ممارسة الشفعة‪86..............................................................‬‬

‫‪124‬‬
‫حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي الخالصة اإلصالحية واإليداع‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تعرض الشفيع على الحقوق المودعة عن طريق مسطرة اإليداع‪92..............‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إيقاع الحجز والرهن على العقار في طور التحفيظ‪95............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إيداع الحجز التنفيذي على العقار في طور التحفيظ ودعوى االستحقاق‬
‫الفرعية‪96............................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الحجز التنفيذي على العقار في طور التحفيظ‪96.............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى االستحقاق الفرعية‪100................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرهن الرسمي‪102...................................................................‬‬

‫خاتمة‪108...........................................................................................:‬‬

‫الئحة المراجع‪110..................................................................................:‬‬

‫الفهرس‪122.........................................................................................:‬‬

‫‪125‬‬

You might also like