Womencompanionship

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 62

‫فتاوى المرأة المسلمة‬

‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫عشرة النساء‬

‫‪ -1‬استمتاع كل من الزوجين باآلخر‬


‫وحدود ذلك وآداب الجماع‬
‫سئل الشيخ د‪ .‬عبد الوهاب بن ناصر الطريري عضو‬
‫هيئةالتدريس بجامعة المام محمد بن سعود السلمية سابقًاما‬
‫حكم أن يجامع الرجل زوجته في دورة المياه ‪ -‬أجلّك الله ‪-‬‬
‫فإن البعض يستحم مع زوجته فيفتن بها فما هو الجواب ؟‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫أآخي السائل وفقك الله للخير وأغناك بما أحل لك عما‬
‫حرمعليك ‪ ،‬ما ذكرته في سؤالك يجاب عنه بملحظة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬دورات المياه في وضعها الحالي في البيوت الحديثة كما فيبلدك‬
‫تختلف اآختلفًا كبيرًا عن أماكن قضاء الحاجة في السابقوالتي‬
‫تسمى الكنف والحشوش والتي كانت مجمعًا للنجاساتوالهوام‬
‫والنتن ‪ ،‬أما الدورات الحالية فليس فيها من ذلك شيء‪،‬وإنما‬
‫يحافظ عليها طاهرة نظيفة وليس فيها شيء من‬
‫أعيانالنجاسات ‪ .‬وبالتالي فإن لها حاًل أآخرى غير حال أماكن‬
‫قضاءالحاجة في السابق ‪ ،‬وبينهما من الفروق ما ل يخفى عند‬
‫أولنظر ‪ ،‬وعليه فل يظهر وجود مانع معتبر يمنع من قضاء‬
‫الوطرفيها عند الحاجة إلى ذلك من نحو ما ذكرته ‪.‬‬
‫‪ .2‬قضاء النسان وطره من أهله يكون في أحيان كثيرة‬
‫استجابةلحالة انفعالية نتيجة رؤية أو ملمسة أو نحو ذلك ‪ ،‬ولذا‬
‫فإنإطفاء الشهوة عند ثورانها في هذه الحال سبيل للعفاف‬
‫وغضالبصر‪ ،‬وكف جموح الشهوة ‪ ،‬وقد أرشد إلى ذلك النبي ‪-‬‬
‫صلىالله عليه وسلم‪ -‬في الحديث الذي رواه مسلم (‪ )1403‬عن‬
‫جابرأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأى امرأة فأتى‬
‫امرأتهزينب‪ ،‬وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته‪ ،‬ثم آخرج إلى‬
‫أصحابهفقال ‪ " :‬إن المرأة تقبل في صورة شيطان‪ ،‬وتدبر في‬
‫صورةشيطان‪ ،‬فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله‪ ،‬فإن ذلك يرد‬
‫ما فينفسه " وأآخرج أحمد (‪ )19403‬واللفظ له‪ ،‬وابن ماجة (‬
‫‪)1853‬وابن حبان في صحيحه (‪ )4171‬عن عبد الله بن أبي أوفى‬
‫قال‪:‬‬
‫(( ل تؤدي المرأة حق الله – عز وجل – عليها كله حتى تؤدي‬
‫حقزوجها عليها كله‪ ،‬لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب‬
‫لعطتهإياه )) ‪.‬‬
‫‪ .3‬ومع ذلك فينبغي أل يذهل المسلم مع ثوران شهوته‬
‫عناستحضار نية العفاف والستمتاع بالطيب المباح ‪ ،‬فإن‬
‫عملهبذلك يكون صدقة وبرًا كما قال ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪: -‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫(( وفي بضع أحدكم صدقة" قالوا ‪ :‬يارسول الله ‪ :‬أيأتي‬
‫أحدناشهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال ‪ :‬أرأيتم لو وضعها في‬
‫حرام ‪،‬أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلل كان له‬
‫أجر ))أآخرجه مسلم (‪ )1006‬من حديث أبي ذر ‪.‬‬
‫وعليه أن يذكر المأثور من الذكر في هذه الحال كما قال ‪-‬صلىالله‬
‫عليه وسلم‪ " :-‬لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال‪ :‬بسمالله‪،‬‬
‫اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا‪ ،‬فإنه إنيقدر‬
‫بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدًا " أآخرجه البخاري(‬
‫‪ ،)6388‬ومسلم (‪ )1434‬من حديث عبد الله بن عباس وفقكالله‬
‫وبارك فيك وبارك لك ‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪.‬طارق بن عبد الرحمن الحواس عضو‬


‫هيئةالتدريس بجامعة المام محمد بن سعود‬
‫أنا يا شيخ أمزح مع زوجتي باليد فتتأذى وأحيانًا تقول الله‬
‫ليسامحك وهي تعلم أني مازح وبعد ما يزول اللم تستغفر‪،‬‬
‫هألنا آثم؟ وهل دعاؤها دعاء مظلوم ؟ و أحيانًا أمزح معها‬
‫بالقولفتنقهر ؟‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫السلم عليكم‪.‬‬
‫أشكرك على سؤالك وحرصك على أمور دينك‪ ،‬ثم أما بعد‪:‬‬
‫فل شك في مشروعية المزاح فقد كان ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬
‫يمازح الصحابة –رضي الله عنهم‪ -‬ويداعبهم‪ ،‬كما ثبت ذلك‬
‫فيالصحيح وغيره‪ ،‬ومن ذلك مداعبته لنسائه وتسليته لهن‬
‫بالحديثتارة كما في حديث أم زرع انظر‪ )5189( :‬ومسلم (‬
‫‪،)2448‬وبالجري كما جاء في الصحيح تارة أآخرى وغير ذلك‪ ،‬وقد‬
‫عقدالمام الترمذي بابا في الشمائل المحمدية أورد ما ثبت عنه –‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ -‬في أمر المزاح‪ ،‬وهذا ل إشكال فيه‪،‬‬
‫ولكنالمر الذي يحتاج زيادة بيان ضوابط المزاح وأظهرها‪:‬‬
‫‪-‬أل يكون فيه كذب‪.‬‬
‫‪-‬أل يكون فيه ضرر على اآلخر أو أذى‪.‬‬
‫‪-‬أل يستغرق فيه حتى ل يعرف عنه إل ذلك‪.‬‬
‫‪-‬وأن يدآخل به السرور على المقابل‪.‬‬
‫فهو مزاح صدق وبقصد مع فرح وانشراح صدر فأنت مشكورعلى‬
‫حسن معاشرتك لزوجتك وإدآخالك السرور عليها بالمزاح‪،‬ولكن‬
‫ليس بالشكل الذي صنعته فإن من أصول المزاح الذي فهمعن‬
‫رسول الله أل يكون فيه أذى ول ضرر ول مبالغة فطالماشعرت‬
‫أن الضرب ولو كنت مازحًا يؤثر فيها وتشعر بجرح فيشعورها‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫فأعرض عنه والواقع أن بعض الناس ل يتحمل هذا النوعمن‬


‫المزاح آخاصة المرأة‪ ،‬ثم كان المفترض منك أن تترك هذاالنوع‬
‫من المزاح بعدما ظهر لك كره زوجتك له‪ ،‬والمرأة تحبالمزاح‬
‫الذي يحافظ على شعورها وأنوثتها‪ ،‬وليس الضرب واللكلم‬
‫الجارح من ذلك في شيء‪ ،‬ثم إن دعاءها يظهر لك مقدارغضبها‬
‫وحنقها من نوعية المزاح الذي تمارسه معها‪ ،‬فأقترحعليك بارك‬
‫الله فيك أن تعرض عن هذا النوع من المزاح وتقبلعلى غيره من‬
‫الكلم الذي ليس فيه ما تكرهه زوجتك‪ ،‬بل تفرحبسماعه وتحب‬
‫أن تراه منك وأنت أآخبر بذلك في زوجتك منغيرك‪ ،‬جعل الله‬
‫السرور والسعادة دائمًا وأبدًا ترفرف علىبيتكما وعلى حياتكما‪،‬‬
‫والسلم عليكم‪.‬‬

‫سئل الشيخ محمد بن صالح الدحيم القاضي في محكمة‬


‫الليثبسم الله الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫هل للرجل الحق في معاشرة الزوجة رغمًا عنها؟ ولكم‬
‫جزياللشكر‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫* حق الزوج على زوجته عظيم يقول –صلى الله عليه‬
‫وسلم‪":-‬لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لحد لمرت المرأة أن‬
‫تسجدلزوجها من عظم حقه عليها" الترمذي (‪ )1159‬وابن ماجة (‬
‫‪ )1852‬وأحمد (‪.)12614‬‬
‫* وامتناع الزوجة عن فراش زوجها ل يجوز ما لم يكن عليهاضرر‬
‫كمرض ونحوه‪ ،‬لكن يجب أن يعلم أن الجماع لذة وما لم‬
‫تكنالسباب متهيئة ل يحصل المقصود فعلى الزوجين أن‬
‫يتباداللحب والشوق ويحركا المشاعر بهدية وابتسامة‬
‫وقبلةونظرة‪....‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين عضو‬


‫جرت العادة‬ ‫هيئةالتدريس بجامعة المام محمد بن سعود‬
‫عندبعض السر أنه أثناء ليلة الزفاف –الدآخلة‪ -‬الولى وبعد‬
‫فضغشاء البكارة وآخروج بعض الدم على قميص المزفوفة لكي‬
‫تريهلمها وأم الزوج كدليل على عذريتها‪ ،‬هل هذا جائز أم حرام؟‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫وهل هو داآخل في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم‪-‬‬
‫الوارد في النهي نشر ما يكون بين الرجل والمرأة للناس؟‬
‫باركالله فيكم‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫فهذه العادات قبيحة ول يجوز إظهار شيء من هذا للناس‪،‬‬
‫فالزوج مؤتمن على حفظ أسرار زوجته بأن ل يتكلم بما‬
‫يكونبينه وبينها من أمور الستمتاع ووصف تفاصيل ذلك‪ ،‬وما‬
‫يجريمن المرأة فيه من أمور آخاصة من قول أو فعل ونحوه‪،‬‬
‫فهو منأعظم المانة التي يجب على الزوج أن يحفظها‪ ،‬قال‬
‫النبي –صلى الله عليه وسلم‪":-‬إن من أعظم المانة عند الله‬
‫يومالقيامة‪ ،‬الرجل يُف ضي إلى امرأته وتُف ضي إليه ثم ينشر‬
‫سرها"وفي رواية عن ابن نمير "إن أعظم" وفي رواية "إن من‬
‫أشرالناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى‬
‫امرأته‪،‬وتفضي إليه‪ ،‬ثم ينشر سرها" رواه مسلم برقم (‪.)1437‬‬
‫فالزواج الذين ينشرون أسرار نسائهم‪ ،‬أولئك شرار الناس‬
‫عندالله تعالى منزلة يوم القيامة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار‬


‫العلماءما حكم الجماع أثناء الحمل؟الجواب ‪:‬‬
‫سئل فضيلة الشيخ‪ :‬عبد الله بن منيع –حفظه الله‪ -‬عن‬
‫جماعالحامل فقال‪:‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬ليس في الشريعة السلمية نهي عن جماع‬
‫الرجلزوجته الحامل‪ ،‬وإنما النهي آخاص بجماع المرأة الحائض‬
‫أوالنفساء‪ ،‬وأما إذا قرر الطباء لمرأة معينة لظروفها الصحية‬
‫أنجماع زوجها يضر بها‪ ،‬فهذه حالة آخاصة ل يقاس عليها‪،‬‬
‫واللهأعلم‪.‬‬
‫[مجموع فتاوى وبحوث لفضيلة الشيخ‪ :‬عبد الله بن منيع (‬
‫‪.[(4/228‬‬

‫سئل الشيخ عبد الحكيم محمد أرزقي بلمهدي كلية‬


‫بسم الله‬ ‫الشريعة‪/‬جامعة المام محمد بن سعود‬
‫الرحمنالرحيم‬
‫هل يجوز شرعًا لمن سبق له أن عقد على امرأة عقدًا شرعيًاولم‬
‫يدآخل بها إذ إنه لم يتمكن من توفير مستلزمات حفل‬
‫الزواجوالسكن بعد‪ ،‬هل يجوز إذ أمكن من الخلوة بها أو السفر‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫معها أنيجامعها؟ أرجو الجواب بشيء من التفصيل لتعم الفائدة‪،‬‬


‫إذ إنهذا المر عادة ما يحدث‪ ،‬وبارك الله فيكم‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله‪.‬‬
‫إن مجرد العقد الشرعي الصحيح من الرجل على المرأة يبيح‬
‫لهالدآخول بها متى شاء‪ ،‬وإن ذلك متوقف على طلبه هو‪.‬‬
‫إل أن الذي جرى عليه العمل في بلد المسلمين وتعارفوا‬
‫عليهأن الدآخول ل يكون إل بعد إشهار النكاح عن طريق العرس‬
‫غالبًا‪،‬وهو الذي ينبغي مراعاته‪ ،‬إذ إن العرف معتبر ما لم يخالف‬
‫نصًاصريحًا‪ ،‬ولم يجر العرف في أي بقعة من بلد المسلمين‬
‫بخروجالمرأة مع بعلها قبل دآخوله بها الدآخول المعروف دون‬
‫ضابط‪،‬فضًل عن السفر معها والخلوة بها ومن ثم مجامعتها‪ ،‬أما‬
‫إذاوقع ذلك أي آخرج معها وربما واقع زوجته فيه فإنه ل إثم‬
‫عليه‪،‬ولكن يترتب على هذا الوقاع أمور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أن المرأة تستحق مهرها كامًل ‪ ،‬لنها بالعقد تستحق نصفالمهر‪،‬‬
‫وبالخلوة بها تستحق النصف اآلخر‪ ،‬وقد حصل‪ ،‬فلو‬
‫قدروطلقها قبل العرس فإنها تستحق المهر كامًل ‪.‬‬
‫أنه تجب عليه نفقتها؛ لن النفقة تستحق بالتمكين‪ ،‬وقد‬
‫مكنتهمن نفسها وهي زوجة له‪ ،‬فتجب عليه‪.‬‬
‫أن ما جاءت به من ولد فهو منه‪ ،‬إن جاءت به بعد ستة أشهر‬
‫منالوقاع الول؛ لنها أصبحت له فراشًا‪.‬‬
‫هذه أبرز التبعات التي يتحملها الزوج‪ ،‬والله – تعالى‪ -‬أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ هاني بن عبدالله الجبير القاضي بالمحكمة‬


‫طلقت من زوجي‪ ،‬وبعد‬ ‫الكبرىبجدة‬
‫ضغط‬
‫شديد وافقت على الزواج منه مرة أآخرى‪ ،‬على أن أكون‬
‫مربيةلولدي فقط‪ ،‬بدون أن يكون لزوجي حق في العشرة‪ ،‬هل‬
‫يجوزاشتراط هذا الشرط في العقد؟‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فإذا تزوج شخص امرأة واشترط أحدهما عدم العشرة‪ ،‬أو‬
‫عدمالنفقة‪ ،‬أو أل تسلم نفسها‪ ،‬ونحو ذلك من الحقوق التي‬
‫يقتضيهاعقد النكاح‪ .‬فإن هذه الشروط ل تصح‪ ،‬ولكن عقد النكاح‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫يبقىصحيحًا‪ ،‬فلكل واحد منهما بعد العقد أن يطالب اآلخر بما‬
‫اشترطإسقاطه‪.‬‬
‫وإن تراضيا بعد العقد على إسقاط شيء من الحقوق فل‬
‫مانعمن ذلك؛ لن الحق ل يعدوهما‪ ،‬لكن لي منهما بعد إسقاطه‬
‫أنيرجع فيطالب بأدائه‪.‬‬
‫وعليه فإن العقد المذكور في السؤال عقد صحيح‪ ،‬لكن يمكنلي‬
‫من الزوجين بعد إتمامه أن يطالب بحقه في العشرة‪ ،‬فإنتراضيا‬
‫بعد إتمام العقد على أن يسقطا حق المعاشرة فل مانع‪.‬‬
‫فقد روى البخاري (‪ )5212‬ومسلم (‪ )1463‬أن سودة بنت زمعة–‬
‫رضي الله عنها‪ -‬وهبت يومها وليلتها لعائشة –رضي الله عنها‪-‬‬
‫زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – تبتغي بذلك رضا رسول الله–‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ -‬والله أعلم‪ .‬وصلى الله وسلم على‬
‫نبينامحمد‪.‬‬
‫سئل الشيخ د‪ .‬عبد الوهاب بن ناصر الطريري عضو‬
‫ما حكم‬ ‫هيئةالتدريس بجامعة المام محمد بن سعود‬
‫تصويرالمعاشرة الزوجية بالفيديو؟ وقد كنت أستحي من طرح‬
‫هذاالسؤال‪ ،‬ولكني قرأت فتوى في مجلة (الفرحة) أنه ل حرج‬
‫فيذلك‪ ،‬لذا أرجو الفادة‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫تصويرها بالفيديو إذا كان من نوع الكاميرا الثابتة‪ ،‬والتي‬
‫يتمالتصوير فيها بطريقة آلية‪ ،‬ثم ل يطلع عليه بعد ذلك إل‬
‫الزوجانفإن هذا مثل فعل الجماع أمام المرآة‪ ،‬هذا عندما نصف‬
‫الفعلمجردًا‪ ،‬ولذا فإن من أفتى بذلك نظر إليه من هذا الجانب‪.‬‬
‫بقي أن نعرف أنه لبد من ملحظة تداعيات الحال وأآخذها‬
‫فيالعتبار في مثل هذه المور‪ ،‬فإن الصورة والحال هذه‬
‫صورعورات مستورة‪ ،‬وحال آخاصة‪ ،‬وسر مستأمن عليه كل‬
‫منالزوجين‪ ،‬فوضعه بهذه الطريقة تعريض لهذا السر‬
‫للفضح‪،‬والستر للكشف‪ ،‬والمتضرر ليس الزوجان فقط‪ ،‬بل‬
‫وأسرتاهما‪،‬وأبناؤهما‪ ،‬وربما مات الحياء وبقيت العورات‬
‫مكشوفة‪.‬‬
‫أيها األخ الكريم‪ :‬ثم إننا لسنا بحاجة لتلقف كل صرعات‬
‫الغربالجنسية‪ ،‬والذي ل يراعي من الحرمات ما نراعيه‪ ،‬ول‬
‫يستحيمما نستحي منه‪ ،‬إنهم قوم ل آخلق لهم‪ ،‬إنهم ل يرجون‬
‫للهوقارًا‪ ،‬ولذا فإن الحذر من هذا الفعل مطلوب‪ ،‬وحماية‬
‫العوراتوالعراض من الضرورات التي ل بد من حمايتها وصيانتها‬
‫والبعدعن أسباب افتضاحها‪.‬‬

‫سئل الشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد عضو هيئة التدريس‬


‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫هناك قضية تثير‬ ‫بجامعة المام محمد بن سعود‬


‫جداًلعنيفًا في جاليتنا في ميونخ‪ ،‬ونحتاج فيها إلى جواب‬
‫واضحصريح مدعوم بالدلة‪ ،‬إذا رفضت الزوجة الجماع مع زوجها‬
‫بدونسبب أو بقصد إضراره فهل يجوز له أن يجبرها على‬
‫الجماعبقوة؟ نرجو منكم جوابًا صريحًا مدعومًا بالدلة يوضح‬
‫الحكمالشرعي‪ :‬هل يجوز أم ل يجوز؟ وشكرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فالحديث الذي يتوعد المرأة بأن تلعنها الملئكة حتى تصبح‬
‫إذاهي هجرت فراش زوجها ليس على إطلقه كما يتوهم‬
‫بعضهم‪،‬بل هو مخصوص بمن ل عذر لها في ذلك‪ ،‬ومجرد عدم‬
‫رغبتها ليعد عذرًا يبيح لها الرفض‪.‬‬
‫أما فإن كانت الزوجة معذورة بعذر شرعي كحيض أو صوم قضا‬
‫ٍءءضاق وقته‪ ،‬أو بعذر حسي كمر ٍءض ونحوه‪ ،‬أو معنوي كشدة‬
‫غموحزن‪ ،‬أو مرض نفسي‪ ،‬وما إلى ذلك من العذار التي‬
‫تمنعهامن أن يستمتع بها زوجها – فل يجوز له أن يكرهها عليه‬
‫بالقوة؛لما في ذلك من الضرار بها‪ ،‬وفي الحديث‪":‬ل ضرر ول‬
‫ضرار"ابن ماجة (‪ )2340‬وأحمد (‪ )2862‬ومالك (‪)1461‬‬
‫وصححهاللباني وقال – تعالى ‪":-‬ول تضاروهن" [الطلق‪]6:‬‬
‫وقاأليضًا‪":‬وعاشروهن بالمعروف" [النساء‪]19:‬‬
‫وليس من المعاشرة بالمعروف أن يكرهها على حاجته إذا‬
‫كانتتضرها‪.‬‬
‫وإذا هجرت فراش زوجها بغير عذر فهي ناشز يباح له‬
‫تأديبها‪،‬ويبدأ بالوعظ فإن لم ينفع هجرها فإن لم يُْجِد ضربها‬
‫ضربًا غيرمبرح‪ ،‬كما بينه النبي –صلى الله عليه وسلم‪ -‬في‬
‫قوله‪":‬وإنلكم عليهن أل يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه‪ ،‬فإن‬
‫فعلنفاضربوهن ضربًا غير مبرح" أآخرجه مسلم (‪.)1218‬‬
‫وهنا ل بد من بيان المقصود بالضرب غير المبرح‪ :‬هو‬
‫الضربغير الشديد‪ ،‬يقول ابن عباس – رضي الله عنهما‪ -‬لما‬
‫سئلعنه‪":‬هو بالسواك ونحوه"‬
‫وأما الضرب المبرح فل يجوز بحال‪ ،‬كما ل يجوز الضرب‬
‫فيالوجه والمواضع المخوفة كالرأس والبطن ونحو ذلك‪.‬‬
‫على أن الضرب إنما هو رآخصة وليس بمستحب‪ ،‬وذهب عامة‬
‫أهاللعلم على أن تركه أفضل مطلقًا‪ ،‬وهذا رسول الله –صلى‬
‫اللهعليه وسلم‪ -‬كما تروي عائشة –رضي الله عنها‪" -‬ما‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫ضربرسول الله –صلى الله عليه وسلم‪ -‬شيئًا قط بيده ول امرأة‪،‬‬
‫وآلخادمًا" أآخرجه مسلم (‪.)2328‬‬
‫ويجب أن يكون الضرب بقصد الصلح ل بقصد النتقام‬
‫والهانة‪،‬وعلى الزوج أل يلجأ إلى الضرب إذا غلب على ظنه أنه‬
‫ليصلحها‪ ،‬فإن من النساء من ل يزيدها الضرب إل عنادًا‬
‫ونفورًا‪،‬ولو كان ضربًا غير مبرح‪ ،‬وعليه أن يحلم عليها‪ ،‬ويطيَل‬
‫معهاأسلوب الوعظ والتذكير‪ ،‬فوْعظُه ا وهي في لحظة غض ٍءب‬
‫ل ينفعغالبًا‪ ،‬وكثيرًا ما تأآخذها العزة بالثم‪ ،‬ول يكون لموعظتِه‬
‫في تلكاللحظة موضُع قبو ٍءل في نفُس ها‪ ،‬فعليه أن يتوآخى وقتًا‬
‫مناسبًايراها فيه هادئَة النفس مستقرة الحال‪....‬في لحظة ل‬
‫يساورهافيها غضب يغطي عقلها‪ ،‬ول حَز ن ول قلق يشغل بالها‬
‫ونفسها‪.‬‬
‫وله في حال نشوزها أن يمنعها النفقة؛ لنها قد منعته‬
‫حقالستمتاع بها‪ ،‬ومعلوم أن المهر يقابل استمتاعه بها‬
‫"فمااستمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة"‪[ ...‬النساء‬
‫منالية‪.]24:‬‬
‫قال ابن تيمية (مجموع الفتاوى ‪( )32/275‬فمتى امتنعت‬
‫عنإجابته إلى الفراش كانت عاصية ناشزة‪ ،‬وكان ذلك يبيح‬
‫لهضربها كما قال – تعالى ‪":-‬واللتي تخافون نشوزهن‬
‫فعظوهنواهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فل‬
‫تبغواعليهن سبيًل ‪[ "...‬النساء من الية‪ ]34 :‬انتهى‪.‬‬
‫أما ما سألت عنه وهو قسرها على الوطء بالقوة‪ ،‬فليس‬
‫فيالحديث ما يشير إليه‪ ،‬فهو في حكم المسكوت عنه‪ ،‬والظهر‬
‫أنله ذلك؛ لنه إذا كان له أن يضربها ضربًا غير مبرح عند‬
‫نشوزهابهجر فراشه‪ ،‬فيسوغ له من باب أولى أن يُكرَه ها على‬
‫الجماع بلضرب مبرح‪.‬‬
‫ويتأكد ذلك إذا طال هجُر ها لفراشه‪ ،‬وآخاف على نفسه‬
‫العنَتوالوقوَع في الحرام‪.‬‬
‫على أنه ينبغي للزوج أّل يبدأ به بمجرد رفضها دعوتَه‬
‫لهاللفراش‪ ،‬بل عليه أن يعظها ويخوَف ها بالله‪ ،‬ويتودد لها‬
‫بالكلمةالطيبة والمعاملِة الحسنة‪ ،‬وليجّر ْب أن يقدم لها هَديًة‬
‫تشفع لهعندها ولو غير ثمينة‪ ،‬فالهدايا تفعل في النفوس فعلها‬
‫العجيب‪،‬وليتزيّن لها وليتطيب وليهيئ لرغبته جّو ها المناسب؛‬
‫حتىتستجيَب زوجتُه عن رغب ٍءة صادقة‪.‬‬
‫ول ينبغي للزوج أن يأآخذ بأغلظ الطرق وهو يجد سبيًل‬
‫إلىالهين اللين‪ ،‬ويكفي أن صورة إتيانها بالقوة والكراه‬
‫تُش اكُلصورة الغتصاب‪ ،‬ولربما زاد هذا السلوُب من عناِدها‬
‫ونفورها‪،‬فاجعلَْه آآخر أسلوب تنتهجه معها‪ ،‬كما أن آآخر الدواء‬
‫الكي‪.‬‬
‫وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫‪ -2‬الوطء في الحيض والنفاس وفي الدبر‬


‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬صالح بن محمد السلطان أستاذ الفقه‬
‫ما حدود ما‬ ‫بجامعةالمام محمد بن سعود السلمية‬
‫يجوزللرجل من امرأته الحائض؟ وهل له الستمتاع بها في‬
‫دبرها ؟الجواب ‪:‬‬
‫ليعلم أن المرأة الحائض يجوز لزوجها أن يستمتع بها في‬
‫كلشيء ماعدا الوطء في الفرج‪ ،‬قال تعالى ‪ ":‬ويسألونك‬
‫عنالمحيض قل هو أذًى فاعتزلوا النساء في المحيض"‬
‫[البقرة‪:‬‬
‫‪ ]222‬أي اعتزلوا مكان الحيض والدم‪ ،‬وقد بين ذلك النبي – صلىالله‬
‫عليه وسلم‪ -‬بقوله وفعله ‪ ،‬فأما قوله فما رواه مسلم فيصحيحه‬
‫عن أنس –رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬كانت اليهود إذا حاضتالمرأة لم‬
‫يؤاكلوها ‪ ،‬فقال النبي –صلى الله عليه وسلم‪:"-‬‬
‫اصنعوا كل شيء إل النكاح" أي الوطء ‪.‬‬
‫وأما فعله فما رواه البخاري (‪ )300‬ومسلم (‪ )293‬عن عائشة –‬
‫رضي الله عنها‪ -‬قالت ‪ ":‬كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلميأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض" ‪ .‬والزار يكون من‬
‫السرةإلى الركبة ‪ ،‬ولكن هذا ليس على سبيل الوجوب وإنما هو‬
‫منباب التنزه وحتى ل يرى الرجل من امرأته ما يكره‪ ،‬لعموم‬
‫الحديث السابق والية‪ ،‬ولنه مجرد فعل والفعل ل يدل‬
‫علىالوجوب ‪ ،‬وقد ذكر العلماء أنه يجوز أن يستمتع بما بين‬
‫فخذيالمرأة كذلك‪ ،‬ولكن هذا الجواز (في كل ما سبق) مقيد‬
‫بأمرين ‪:‬‬
‫‪ -1‬أل يجره ذلك إلى الوطء في الفرج فإن كان يخشى‬
‫علىنفسه من ذلك لم يحل له ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تتحفظ المرأة حتى ل يمس الدم ‪ ،‬لن النجاسة ل‬
‫تجوزملمستها إل لحاجة ‪ ،‬ودم الحيض نجس ‪.‬‬
‫كما يجوز للرجل أن يستمتع بامرأته بدبرها ‪ ،‬ما عدا الوطء‬
‫فإنهمحرم‪ ،‬قال النبي –صلى الله عليه وسلم‪ ": -‬ملعون من‬
‫أتىامرأة في دبرها" ‪ .‬رواه أبو داود (‪ )2162‬والنسائي في‬
‫السننالكبرى (‪ )8966‬وهو حديث حسن بشواهده ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫‪ -3‬العزل والجهاض وتحديد النسل‬
‫سئل الشيخ د‪ .‬عبدالله بن ناصر السلمي عضو هيئة‬
‫ما حكم إنزال‬ ‫التدريسبالمعهد العالي للقضاء‬
‫الجنينالذي لم ينفخ فيه الروح ‪ ،‬نرجو التفصيل الكامل في ذلك‬
‫‪ ،‬وماضرورات ذلك ؟الجواب ‪:‬‬
‫بحث مجمع الفقه السلمي هذه المسألة ‪ ،‬وآخرج بنتائج ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫أن الجنين إذا نَف خ فيه الروح ‪ ،‬فقد أجمع أهل العلم على أنه‬
‫ليجوز إسقاطه ‪ ،‬وأن إسقاطه محّر م ‪ ،‬وفيه غرة عبد أو‬
‫وليدة ‪،‬كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي هريرة ‪-‬رضي‬
‫اللهعنه‪ (( : -‬أن امرأة ضربت امرأة ‪ ،‬وهي حامل في بطنها‬
‫وألقته ‪،‬فقضى النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ : -‬أن دية الحمل غرة‬
‫عبد أووليدة )) ‪ ،‬أّم ا إذا لم يُنفخ فيه الروح ‪ ،‬وهو أن يكون أقل من‬
‫مئةوعشرين يومًا ‪ ،‬فقد اآختلف الفقهاء ‪ ،‬وجمهور أهل العلم‬
‫علىالتحريم ‪ ،‬وهذا الصل‪ ،‬والدليل على هذا قوله تعالى ‪:‬‬
‫(( ومنأحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا )) ‪ ،‬وعموم الحاديث في‬
‫ذلك ‪،‬وقالوا ‪ :‬ول يجوز إسقاط الجنين إذا لم ينفخ فيه الروح‬
‫ولميتخلَّق ‪ ،‬فالمسألة في ثلث صور‪ ،‬الصورة الولى ‪ :‬لم يتخلّق‬
‫بعُد( نطفة ) ‪ ،‬الصورة الثانية ‪ :‬تخلَّق ‪،‬ولكن لم ينفخ فيه‬
‫الروح ‪،‬الصورة الثالثة ‪ :‬نفخ فيه الروح ‪ ،‬فالثالثة ‪ :‬محّر م _ مطلقًا‬
‫_ إلشكال فيه ‪ ،‬الثانية ‪ :‬وهي الذي تخلق ‪ ،‬وعرف أنه َح ْم ل ‪،‬‬
‫ولكنلم تنفخ فيه الروح ‪ ،‬فجمهور أهل العلم على التحريم ‪،‬‬
‫والصورةالولى ‪ :‬هي النطفة ‪ ،‬ولم يتخلق بعد ‪ ،‬فهذه يقول‬
‫العلماء ‪- ،‬أيضًا ‪ -‬ل يجوز إل إذا أثبت الطباء المؤتمنون أن هذا‬
‫الحمليؤدي إلى إضرار بالم ‪ ،‬ول يكفي ثقة واحدًا أو اثنين‪ ،‬إذ ل‬
‫بد أنيتفق الطباء ؛ لن الطبيب ربما يقول هذا ويخالفه الرأي‬
‫طّبيبآآخر‪ ،‬ولهذا ينبغي الحتياط في هذا المر ‪ ،‬وعلى هذا ل‬
‫يجوزإسقاط النطفة إل إذا تحققت المضرة‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫سؤالي هو‪ :‬أن‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود‬
‫زوجتيكانت حامًل في شهرها الخامس‪ ،‬وتعرضت إلى سقطة ‪-‬‬
‫اللهيكرمكم‪ -‬في الحمام‪ ،‬ترتب عليها بعد يومين نزيف‬
‫متقطعويومي‪ ،‬وبعد مراجعة الطبيب أفاد بأن الجنين في حالة‬
‫غيرطبيعية‪ ،‬وربما يتشوه‪ ،‬وعند سؤال الدكتور عن مقدرته‬
‫لعملعملية إجهاض لتفادي الموقف رفض الطبيب المعالج عمل‬
‫ذلك‪،‬وتم إجراء عملية الجهاض في مكان آآخر‪ ،‬وأسباب رفض‬
‫الطبيبمع تأكيده بأن الجنين في حالة غير سوية‪ ،‬إل أنه رفض‬
‫بقوله‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫إن الجهاض حرام لن الجنين في الشهر الخامس‪ ،‬أرجو‬


‫منسعادتكم الفادة جزاكم الله آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ - ،‬والصلة والسلم – على من ل نبي‬
‫بعده‪،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فالجواب أنه ل يجوز إجهاض الجنين في أي طور من‬
‫أطواره‪،‬وإجهاضه بعد أربعة أشهر‪ ،‬أو أكثر تعتبر جناية عليه‪ ،‬لنه‬
‫قد تمنفخ الروح فيه‪ ،‬كما وردت بذلك الحاديث الصحيحة عن‬
‫النبي –صلى الله عليه وسلم‪ ،-‬انظر مثًل ما رواه البخاري (‬
‫‪،)3208‬ومسلم (‪ )2643‬من حديث عبد الله بن مسعود –رضي الله‬
‫عنه‪-‬هذا وما قاله الطبيب بتحريم الجهاض‪ ،‬ل سيما وأن الجنين‬
‫فيالشهر الخامس‪ ،‬وامتناعه عن الجهاض هو عين الحق‬
‫وفقهالله‪.‬‬
‫هذا وعلى الجاني على الجنين بالجهاض‪ ،‬أو المتسبب‬
‫لذلكالتوبة إلى الله تعالى‪ ،‬والندم على ما فات وعدم العودة‬
‫لمثلهذا‪ ،‬وعليه أيضًا دية الجنين ذكرًا كان أو أنثى‪ ،‬وهي غرة‬
‫عبد أوأمة أي ما يساوي عشر دية أمة؛ آخمس من البل‪ ،‬تقارب‬
‫قيمتهاستة آلف ريال سعودي‪ ،‬تدفع لورثة الجنين‪ ،‬ول يرث‬
‫منهاالجاني ول المتسبب شيئًا إن كانا من ورثته‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ هاني بن عبدالله الجبير القاضي بالمحكمة‬


‫أنا طبيب توليد‪ ،‬أعمل في‬ ‫الكبرىبجدة‬
‫بريطانيا‪ ،‬جاءتنا أم حامل بطفل مشوه‪ ،‬وهي تعاني من‬
‫أمراضوتحتاج إجراء ولدة لها‪ ،‬وقد اآختارت فقدان الحمل وقتله‪،‬‬
‫ذهبتلمشاهدة المر مع الستشاري‪ ،‬وكان عندي انطباع أن‬
‫الطفلسيموت بعد الولدة على أي حال‪ ،‬طلب مني الستشاري‬
‫إعدادالدواء الذي سيوقف قلب الطفل‪ ،‬ثم طلب مني حقن‬
‫ذلكالدواء‪ ،‬وللسف ل أستطيع أن أرفض‪ ،‬حيث كانت البرة‬
‫داآخلةفي بطن المريضة في ذلك الوقت‪ ،‬وللتخفيف من شدة‬
‫المرعلّي قلت إن هؤلء ليسوا مسلمين وهم يقتلون أطفالنا‪،‬‬
‫فيفلسطين‪ ،‬فهل يعتبر هذا قتل عمد؟ عرفت بعد ذلك أن‬
‫هناكآخمس حالت في بريطانيا مثل هذه الحالة‪ .‬أفيدوني‬
‫مأجورين‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فإن كان الحمل المذكور الذي حقنته الدواء دون أربعة‬
‫أشهر‪،‬يعني لم يتم الحمل مائة وعشرين يومًا فل شيء في‬
‫فعلك‪.‬‬
‫وإن كان قد تجاوز هذه المدة فل يخلو إما أن يكون بقاء‬
‫الحملمؤثرًَا على حياة الم وبقاؤه يؤدي لموتها فكذلك عملك‬
‫مباح‪،‬وأما إن كان قد تجاوز تلك المدة وبقاؤه ل يؤثر على حياة‬
‫الم‪،‬وإنما أرادت التخلص منه لكونه مشوهًا ففعلك حرام‪.‬‬
‫إذ الحمل بعد هذه المدة يكون آدميًا منفوآخًا فيه الروح‪ ،‬عن‬
‫عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله‬
‫عليهوسلم – قال‪" :‬إن أحدكم يجمع آخلقه في بطن أمه أربعين‬
‫يومًانطفة‪ ،‬ثم يكون علقة مثل ذلك‪ ،‬ثم يكون مضغة مثل ذلك‪،‬‬
‫ثميرسل الملك فينفخ فيه الروح" رواه البخاري (‪ )3208‬ومسلم (‬
‫‪.)2643‬‬
‫قال ابن رجب (نفخ الروح روي صريحًا عن الصحابة – رضي‬
‫اللهعنهم ‪ -‬أنه إنما ينفخ فيه الروح بعد أربعة أشهر) جامع‬
‫العلوموالحكم ص (‪.)51‬‬
‫ونقل النووي وابن حجر اتفاق العلماء على ذلك‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ )11/490‬ول يجوز العتداء عليه‪ ،‬وحيث إن عملك عندهممعاهدة‬
‫معهم‪ ،‬والعهد يمنع العتداء عليهم لقول النبي – صلىالله عليه‬
‫وسلم ‪" : -‬من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة" رواهالبخاري (‬
‫‪.)3166‬‬
‫والمسلم مأمور بأداء المانة إلى من ائتمنه‪.‬‬
‫ولذا فإن عليك التوبة والستغفار من فعلك ‪ ،‬وليس‬
‫عليككفارة‪ ،‬لن العهد ل كفارة فيه‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫أنا رجل متزوج‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود‬
‫وعنديطفلن أحدهما يعاني من مرض التلسيميا‪ ،‬واآلخر حامل‬
‫له‪،‬الطفل المصاب بهذا المرض يحدث له انخفاض في نسبة‬
‫الدمناتج عن تكسر كريات الدم الحمراء‪ ،‬مما يضطر الطفل‬
‫المريضأن يأآخذ وحدة دم كل ‪ 3‬أسابيع لتعويض النقص‪ ،‬ونتيجة‬
‫آلخذالدم المتكرر يحدث ارتفاع في نسبة الحديد في الدم‪،‬‬
‫فيحتاجالمريض إلى أآخذ إبرة تحت الجلد يوميًا لتذويب الحديد‬
‫تبقى هذهالبرة مركبة لمدة ست ساعات يوميًا على جهاز آخاص‪،‬‬
‫والمصاببهذا المرض يبقى على هذه الحالة إلى ما شاء الله‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫فليس هناكعلج لهذه الحالة‪ ،‬ولتجنب حدوث ولدة طفل مصاب‬


‫بهذا المرضيجرى فحص أثناء الحمل تظهر نتيجته بعد‪ 80‬يومًا من‬
‫الحمل‪،‬السؤال هو‪:‬هل يجوز الجهاض بعد ‪ 80‬يومًا إذا تبين أن‬
‫الجنينمصاب بهذا المرض؟‬
‫وهل علي من إثم إذا ما منعت زوجتي من الحمل؟‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده وعلى‬
‫آلهوصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫أما السؤال الول‪ :‬فنقول اتفق علماء المة السلمية علىتحريم‬
‫السقاط بعد نفخ الروح‪ ،‬إل بضرورة قصوى كخوف هلكالم‪ ،‬كما‬
‫اتفقوا على أن نفخ الروح ل يكون إل بعد أربعة أشهرمن الحمل‪،‬‬
‫أما السقاط قبل نفخ الروح فمحل آخلف بين أهاللعلم‪ ،‬والراجح‬
‫في نظري عدم جوازه في جميع أطوار الجنين‪،‬ما لم يكن هناك‬
‫سبب قوي يقتضي إسقاطه‪ ،‬هذا وأرى جوازالسقاط قبل أربعة‬
‫أشهر أي‪ :‬قبل نفخ الروح إذا تبين أنالجنين مصاب بالمرض‬
‫المذكور في السؤال أو نحوه إذا وافقتالم على ذلك وذلك للحاجة‬
‫الملحة‪ ،‬ل سيما وأن من العلماء منأجاز السقاط مطلقًا قبل نفخ‬
‫الروح وهم جمهور الحنفية"ينظر حاشية ابن عابدين ج‪ 3‬ص‪،"176‬‬
‫لكنني كما سبق أرىعدم جواز السقاط في كل مراحل الجنين‬
‫بدون سبب قوي‪،‬وإنما رأيت الجواز للسبب الذي ذكره السائل ل‬
‫مطلقًا‪ ،‬أماالجواب عن السؤال الثاني وهو‪ :‬هل علي من إثم إذا‬
‫منعتزوجتي من الحمل؟ فنقول‪ :‬يجوز استعمال ما يمنع الحمل ل‬
‫مايقطعه‪ ،‬ل سيما مع السبب الذي ذكر في السؤال الول‪،‬‬
‫وقدأجاز جمهور العلماء من الصحابة –رضي الله عنهم‪ -‬ومن‬
‫بعدهمالعزل‪ ،‬وهو النزع بعد اليلج أثناء مجامعة الرجل للمرأة‬
‫قربالنزال‪ ،‬مستدلين بما جاء في الصحيحين عند البخاري (‬
‫‪،)5209‬ومسلم (‪ ،)1440‬عن جابر ‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬كنا نعزل‬
‫علىعهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم‪ -‬والقرآن ينـزل‪"،‬‬
‫ولمارواه مسلم وغيره عن جابر –رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬كنا نعزل‬
‫علىعهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم‪ -‬فبلغ ذلك نبي الله‬
‫فلمينهنا‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫سئل الشيخ د‪ .‬عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي عضو‬
‫لي أم عمرها‬ ‫هيئةالتدريس بجامعة الملك آخالد‬
‫‪49‬سنة‪،‬‬
‫وقبل عشر سنوات وضعت البن التاسع واآلخير بعملية‬
‫قيصرية‪،‬فطلب أبي من الطبيب إجراء عملية ربط الرحم أثناء‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫تلكالعملية القيصرية‪ ،‬آخوفًا عليها من الحمل مرة أآخرى‪ ،‬علمًا‬
‫أنهاوضعت أولدها الثمانية السابقين وضعًا طبيعيًا‪ ،‬وكل هذا‬
‫لجهألمي وأبي بحكم ذلك قطعًا‪ ،‬والن وبعد عشر سنوات من‬
‫إجراءالعملية تبين لنا حرمة قطع النسل‪ ،‬فماذا نفعل الن؟ علمًا‬
‫أنلدى أمي التهابات الكلى‪ ،‬والمسالك‪ ،‬ونخشى من ضرر‬
‫فكالرحم عليها ثانية‪ ،‬أفيدونا جزاكم الله بالفقه في‬
‫الدين‪،‬وأكرمكم بالجنة‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫كان يجب على أبيك وعلى أمك أن يسأل عن الحكم‬
‫الشرعيلربط الرحام‪ ،‬وكذلك المر بالنسبة للطبيب المعالج‪.‬‬
‫وكل من قصر في ذلك فهو آثم‪ ،‬وأما الن فإن كان يترتب علىفك‬
‫الرحام مضاعفات مرضية يخشى منها على صحة الم إمابهلكها‬
‫أو التسبب في آلم شديدة لها‪ ،‬فل يلزمها فك الرحامثانية‪،‬‬
‫والمرجع في تقدير الضرر وعدمه هو الطبيب الثقة‪ .‬واللهأعلم‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫السلم عليكم و رحمة‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود‬
‫اللهو بركاته‪ :‬لقد أجريت عملية طفل النابيب منذ حوالي‬
‫شهرين‪ ،‬وتم ‪-‬بحمد الله‪ -‬الحمل بأربعة أجنة‪ ,‬ولكن الطباء و‬
‫الحصاءاتالعلمية تشير إلى آخطورة الحمل بأكثر من جنينين‪ ،‬و‬
‫بازديادنسب الولدة المبكرة جدًا التي قد تؤدي إلى التشوه الدائم‬
‫أوسقوط الحمل في حوالي الخمسة أشهر‪ ,‬أو وجود آخطورة‬
‫علىالم‪ ،‬وإمكانية التسمم الحملي‪ ,‬ولذلك نصحني‬
‫الطبيببضروروة التخفيض لجنينين‪ ،‬مع العلم أن التخفيض سيتم‬
‫قبلتمام (‪ )120‬يومًا من بدء الحمل‪ ,‬فهل هناك حرمة في ذلك؟‬
‫وهل أعد بفعلي هذا مزهقة للروح؟‬
‫أفيدوني أفادكم الله‪ ،‬فأنا وزوجي في حيرة و قلق‬
‫شديدين‪،‬ويجب أن نتخذ القرار عاجًل ‪ .‬جزاكم الله آخيرًا‪،‬‬
‫والسلم عليكم‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده وعلى‬
‫آلهوصحبه أجمعين‪،‬‬
‫وبعد‪ :‬الجواب‪ :‬أنه ما دام أن الحمل بأربعة أجنة يشكل آخطرًاعلى‬
‫الم‪ ،‬وإمكانية التسمم الحملي‪- ،‬كما ورد في السؤال‪،-‬‬
‫وأنتخفيض الحمل ضرورة كما قرره الطبيب‪ ،‬وأن هذا‬
‫التخفيض(أي‪ :‬السقاط لبعض الحمل) سيتم قبل تمام (‪ )120‬يومًا‬
‫أي‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫قبل نفخ الروح في الجنين أو الجنة؛ لن الجنين تنفخ فيه‬


‫الروحبعد أربعة أشهر من الحمل‪ ،‬إذا كان المر كذلك بالتفصيل‬
‫الذيذكرته والذي جاء في السؤال فإسقاط بعض الحمل جائز‬
‫شرعًاضرورة‪ ،‬فالضرورات تبيح المحظورات‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬حمد بن إبراهيم الحيدري عضو هيئة‬


‫السلم عليكم‬ ‫التدريسبجامعة المام محمد بن سعود‬
‫ورحمةالله وبركاته‪.‬‬
‫هل يجوز استخدام وسائل منع الحمل بمختلف أنواعها‬
‫علىالرغم من الضرار التي تسببها للمرأة؟ وما السباب التي‬
‫يباحفيها استخدامها؟ وما الوسائل البديلة عنها؟‬
‫وهل يجوز لي السماح لزوجتي بعمل عملية جراحية من‬
‫أجاللتوقف عن النجاب؟ على الرغم أن لدي من الولد ثمانية‪-‬‬
‫والحمد لله‪ -‬وذلك من أجل المحافظة على صحتها‬
‫أفيدوناأفادكم الله‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫استخدام وسائل منع الحمل يرجع إلى أمرين ‪:‬‬
‫المر الول‪ :‬ينظر في سبب استعمالها فإن كان ذلك لضرورة‬
‫أولحاجة ملحة فل بأس به مثل أن يشير الطباء الثقات‬
‫بذلكمراعاة لصحة المرأة مثًل ‪ ،‬فإذا استردت عافيتها تركت‬
‫هذهالموانع لتعاود الحمل‪ .‬ومثل أن تكون ولداتها متعاقبة‬
‫بحيثإنها تحمل قبل فطام طفلها السابق فإن العلماء ذكروا أنه‬
‫لحرج في استعمال موانع الحمل حينئذ؛ لن النبي – صلى اللهعليه‬
‫وسلم – هّم أن ينهى عن الغيلة – وهي‪ :‬وطء المرضع ‪-‬وذلك لئل‬
‫يتضرر الرضيع‪ ،‬انظر‪ :‬مسلم (‪ )1442‬وبعضهم حد هذهالمدة‬
‫بسنتين وهي مدة الرضاع لمن أراد أن يتم الرضاعة‪ .‬وأماإذا كان‬
‫استعمال موانع الحمل لغير حاجة فل يجوز‪.‬‬
‫المر الثاني‪ :‬ينظر في أثر هذه الموانع فل يجوز استعمال‬
‫موانعتضر بالمرأة من حيث صحتها العامة‪ ،‬ومن حيث‬
‫سلمتهاالتناسلية‪ ،‬فإن بعض هذه الوسائل تؤدي إلى العقم‬
‫ويمكنمراجعة الطبيب الثقة حال الحاجة ليعين المانع المناسب‪،‬‬
‫وأماالبدائل المناسبة فالطباء هم العلم بها‪ ،‬لكن منها تجنب‬
‫الجماعزمن إآخصاب المرأة‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫أما السؤال الثاني‪ :‬فجوابه أنه ل يجوز السماح لزوجتك‬
‫بعملعملية جراحية من أجل التوقف نهائيًا عن النجاب مثل‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫استئصااللرحم ونحوه‪ ،‬إل لضرورة ل مناص منها‪ ،‬فقد صرح‬
‫العلماء‬
‫بحرمة قطع النسل نهائيًا وذلك لما فيه من المضادة لما‬
‫يريدهالنبي – صلى الله عليه وسلم – من أمته فقد قال – صلى‬
‫اللهعليه وسلم–‪ ":‬تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم المم"‬
‫قالذلك لما استأذنه رجل في أن يتزوج امرأة عقيمًا ل يولد‬
‫لهاانظر‪ :‬النسائي (‪ ،)3227‬أبو داود (‪ ،)2050‬وأحمد (‪ ،)12613‬فمابالك‬
‫بقطع سبب الحمل من امرأة ولود؟ لكن الضرورة لها أحكاموهي‬
‫تقدر بقدرها مثل أن تكون المرأة مصابة بمرض في‬
‫رحمهايخشى أن يسري إلى سائر جسدها فيهلكها كسرطان‬
‫الرحم‪-‬عافانا الله وإياكم‪ -‬أو أن يخشى بناء على تقرير الطباء‬
‫علىالمرأة أن تموت إذا حملت‪ ،‬وماعدا حال الضرورة فل يجوز‪،‬‬
‫وكمرأى الناس عبرًا من رجل اكتفى هو وامرأته بما عندهما‬
‫منأولد فعمدا إلى استئصال الرحم فحصلت حادثة أودت‬
‫بأولدهماجميعًا‪ ،‬وبقيا بدون أولد يعضان أصبع الندامة حيث ل‬
‫ينفع الندم‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫أنا متزوج ولي من‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود‬
‫البناء‪ 3‬أولد وبنتان والحمد لله‪ ،‬وزوجتي هي ابنة عمي وقدر الله‬
‫لنابمرض أحد البناء وعمره الن ‪ 13‬عامًا وهو تخلف عقلي‪،‬وحسب‬
‫التقارير الطبية أكد لي الطباء أن المشكلة هي وراثية‪،‬ونصحوني‬
‫وزوجتي بالتوقف عن إنجاب أطفال جدد؛ وإل لبدمن تكرر‬
‫الصابة بطفل مريض آآخر‪ ،‬فامتنعنا لفترة ليستبالقصيرة ويقدر‬
‫الله وتحمل زوجتي وتنجب لنا ابنة مصابةبنفس مشكلة أآخوها‬
‫والحمد لله على كل حال‪.‬‬
‫سؤالي‪ :‬هل مجرد التفكير في نصيحة الطباء بالمتناع عنالحمل‬
‫معارض للقضاء والقدر؟ وإذا كان الجواب ل فما رأيكمفي‬
‫إنجاب المزيد من الطفال المعاقين وآخصوصًا أن من‬
‫لديهأطفال معاقون يعاني بما يعانيه الطفل المعاق‪ ،‬ويجد‬
‫نفسه ليستطيع عمل شيء؟‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده وعلى‬
‫آلهوصحبه أجمعين‬
‫وبعد‪ :‬فالجواب أن ما ذكرته عن تقرير الطباء من أن ما حصللك‬
‫مشكلة وراثية؛ فنقول قد تكون الوراثة سببًا ‪ -‬بإذن اللهتعالى ‪-‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫وقد ل تكون‪ ،‬ويدل على ذلك أن أكثر أولدك والحمد للهولدوا‬


‫بحالة عقلية جيدة‪ ،‬وقد روي "اآختاروا لنطفكم فإن‬
‫العرقدساس‪ "،‬انظر سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة (‬
‫‪،)3401‬وروي أيضًا ‪" :‬إياكم وآخضراء الدمن" انظر سلسلة‬
‫الحاديثالضعيفة والموضوعة (‪.)14‬‬
‫هذا ول يظهر لي أن التفكير في نصيحة الطباء بالقلع عنالحمل‬
‫فيه معارضة للقضاء والقدر‪ ،‬ذلك أنه يجوز لك المتناععن الحمل‬
‫بالعزل ونحوه‪ ،‬ولو لم يحصل لك شيء مما ذكرت فيسؤالك؛ فقد‬
‫روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما‬
‫– أنه قال‪ :‬كنا نعزل على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم –‬
‫والقرآن ينـزل‪ ،‬زاد إسحاق قال سفيان –أحد رواة الحديث ‪" :-‬لو‬
‫كان شيئًا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن‪".‬رواه البخاري (‪)5209‬‬
‫ومسلم (‪ )1440‬وروى مسلم في صحيحه(‪ )1439‬عن جابر – رضي‬
‫الله عنه ‪ -‬أن رجًل أتى رسول الله –صلى الله عليه وسلم – فقال‪:‬‬
‫إن لي جارية وأنا أطوف عليهاوأكره أن تحمل؛ فقال‪ :‬اعزل عنها‬
‫إن شئت فإنه سيأتيها ما قدرلها فليست الرجل ثم أتاه فقال إن‬
‫الجارية قد حبلت قال ‪ :‬قدأآخبرتك ‪ :‬أنه سيأيتها ما قدر لها‪.‬‬
‫هذا العزل هو النـزع والنزال آخارج الفرج‪ ،‬أقول وبناًء على‬
‫هذافإنه يجوز لك المتناع عن النجاب بالعزل أو نحوه مما‬
‫هومعلوم‪ ،‬ل سيما وحالتك ما ذكرت‪ ،‬ولك أن تتزوج أآخرى غير‬
‫قريبةإن شئت‪ ،‬وعليك اليمان بالله تبارك وتعالى وبقضائه‬
‫وقدرهوبأنه ل يرد حذر من قدر وأن ما شاء الله كان‪ ،‬وما لم يشأ‬
‫لميكن‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬سعود بن محمد البشر عضو هيئة التدريس في‬


‫السلم عليكم ورحمة اللهو‬ ‫المعهد العالي للقضاء‬
‫بركاته‪.‬‬
‫أنا شاب يسر لي الله الزواج من فتاة مؤمنة صالحة‪ ،‬وبعد‬
‫مدةليست بالقصيرة عرفنا أن الحمل والولدة يشكلن آخطرًا‬
‫علىحياة زوجتي‪ ،‬وذلك بسبب عيب آخلقي غير ظاهر‪ ،‬والذي‬
‫وددتالسؤال عنه هو‪ :‬هل يمكننا أن نمنع الحمل بإحدى‬
‫الطرقالمتوافرة حتى ل تتعرض حياة زوجتي للخطر؟ وهل من‬
‫محظورشرعي في المسألة؟ أفتونا ‪-‬أثابكم الله‪-.‬الجواب ‪:‬‬
‫إذا كان الحمل يعرض حياة زوجتك لخطر فل مانع من‬
‫منعالحمل؛ لقول الله –تعالى‪":-‬فاتقوا الله ما استطعتم"‬
‫[التغابن‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫‪ ،]16‬ولقوله –تعالى‪":-‬ل يكلف الله نفسًا إل وسعها" [البقرة‪:‬‬
‫‪.[286‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫السلم عليكم‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود‬
‫ورحمةالله وبركاته‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ لدي سؤال أود طرحه وهو أنني‪ ،‬قبل عدة‬
‫شهورأسقطت الحمل بناء على رغبة مني ولكنني تبت إلى‬
‫اللهواستغفرت لذنبي وبعد شهور أآخذت تراودني أحلم أنه يخرج‬
‫منبطني آخرز ملون‪ ،‬وشرائح لحم وآخيوط وأنا الن آخائفة من‬
‫هذهالحلم فما رأي فضيلتكم هل هذه الحلم قد تكون سحرًا‬
‫أولنني أسقطت الجنين أفتوني جزاكم الله آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده وعلى‬
‫آلهوصحبه أجمعين‪.‬‬
‫وبعد فالعتداء على الجنين جريمة عظيمة أدآخلها بعض أهاللعلم‬
‫في الوأد الذي قال الله فيه "وإذا المؤودة سئلت بأي ذنبقتلت"‬
‫[التكوير‪.]9-8 :‬‬
‫وعلى كل فالسائلة عرفت والحمد لله أن هذا ل يجوز وقد‬
‫ذكرتأنها تابت من ذنبها واستغفرت وهذا شيء طيب تشكر عليه‪.‬‬
‫لكن ليعلم أنه ل تكفي التوبة في هذا بل لبد من دفع دية‬
‫الجنينوهي يسيرة والحمد لله فهي غرة عبد أو أمة لما روى‬
‫البخاري (‪ )5758‬في صحيحه أن النبي – صلى الله عليه وسلم –‬
‫قضى فيالجنين يقتل في بطن أمه بغرة عبد أو أمة‪ ،‬والغرة‬
‫قيمتها آخمسمن البل روى ذلك عن عمر وزيد – رضي الله عنهما‬
‫– فعلى المالتي أسقطت جنينها بل ولو تسببت كشرب دواء‬
‫ونحوه فعليهادفع تلك الدية التي هي آخمس من البل لورثته ما‬
‫عداها فل ترثهي منها شيئًا وقد جاء في منار السبيل في شرح‬
‫الدليل ما نصه(وإن شربت الحامل دواء فألقت جنينا فعليها غرة‬
‫ل ترث منهابل آخلف قاله في الشرًح ‪ .‬هذا وما ذكرته السائلة من‬
‫وجودأحلم مزعجة هذه ليست سحرًا وستذهب إن شاء الله تعالى‬
‫بعددفع الدية المذكورة والتوبة إلى الله تعالى وعدم العودة‬
‫لمثلهذا والندم على ما فات والتوكل على الله‪ ،‬فالله سبحانه‬
‫معالتوبة الصادقة يغفر الذنوب جميعًا‪ .‬وصلى الله على نبينا‬
‫محمدوعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي عضو‬


‫هل يجوز أآخذ‬ ‫هيئةالتدريس بجامعة الملك آخالد‬
‫حبوبإنجاب التوائم؟الجواب ‪:‬‬
‫ل يظهر لي مانع من أآخذ هذه الحبوب‪ ،‬بشرط أل يترتب على‬
‫ذلكضرر على المرأة‪ ،‬ويتم تحديد الضرر بواسطة الطبيبة‬
‫المختصةأو الطبيب عند الحاجة‪ ،‬وذلك لن حصول التوائم مظنة‬
‫الضرر‪،‬فيحتاج إلى معرفة رأي الطبيب في حصول الضرر‬
‫وعدمه‪ ،‬ولورضيت المرأة بما يقسم الله لها من ولد أو أكثر‪ ،‬كان‬
‫ذلك أولى‪.‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬عبد الوهاب بن ناصر الطريري عضو‬


‫ما حكم‬ ‫هيئةالتدريس بجامعة المام محمد بن سعود‬
‫منع‬
‫الحمل من قبل الزوج بدون سبب شرعي أو صحي لكل‬
‫الطرفينوالرغبة من الزوج؟ علمًا أني الزوجة الثانية ولديه من‬
‫الطفالستة بنين وبنات وحالته المادية ممتازة؟ جزاكم الله آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫ل يجوز له أن يمنعك من الحمل والحال كما ذكرتذكرتِ ‪،‬‬
‫والنجاب حقللمرأة كما هو حق للرجل‪ ،‬وإذن المرأة في تأآخير‬
‫النجاب معتبرولذا قال العلماء‪" :‬ل بعزل عن الحرة إل بإذنها"‬
‫وعليك التفاهممع زوجك بالحسنى وتذكيره بحقك الشرعي‪،‬‬
‫والتفاق على مدةمحددة للتوقف عن النجاب يعدك بعدها بترك‬
‫الموانع‪ .‬واللهيوفقك‪.‬‬

‫سئل الشيخ راشد بن مفرح الشهري القاضي بالمحكمة‬


‫أنا امرأة متزوجة منذ ثلث‬ ‫الكبرىبالطائف‬
‫سنوات‪ ،‬من رجل ظننته صالحًا وتقيًا‪ ،‬كنت أحسبه كذلك‪،‬‬
‫وفييوم فوجئت بوجود محادثات جنسية بين زوجي وبين‬
‫فتياتكافرات أوروبيات على النت! وكانت مفاجأتي كبيرة‬
‫لمارأيت‪ ...،‬وحيث إني كنت متغيبة عن البلد (أي بعيدة عنه)‬
‫لمدةشهر ونصف‪ ،‬ل أعلم لي حد امتدت هذه العلقات‪ ،‬ولكني‬
‫قدطلبت الطلق‪ ،‬وأثناء تدآخل ّالهل لصلح البين‪ ،‬فوجئت‬
‫بأنيحامل‪ ،‬كما فوجئت بأن زوجي لم يترك أو يقطع هذه‬
‫العلقاتبعد!‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫سؤالي‪ :‬ما حكم طلبي للطلق هنا؟ وهل يعتبر طلب طلقبدون‬
‫سبب؟ حيث إني أشعر بأني ل أحترمه‪ ،‬وأصبحت أنظر‬
‫إليهباحتقار شديد‪،‬‬
‫وسؤالي الثاني‪ :‬ما حكم الجهاض في هذه الحالة؟ علما بأنعمر‬
‫الجنين ‪ 3‬أسابيع فقط‪ ،‬أفيدوني في أقرب وقت؛‬
‫لحاجتيالشديدة لمعرفة الجابة في أقرب وقت ممكن ‪ -‬جزاكم‬
‫الله عناكل الخير ‪ -‬والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬وبعد‪..‬‬
‫أما جواب السؤال الول فإذا كان كره المرأة زوجها لما رأتمنه‪،‬‬
‫وطلبها الطلق لجل هذا السبب‪ ،‬فإن طلب الطلق جائزفي هذه‬
‫الحالة‪ ،‬ولكن أفضل منه نصحه‪ ،‬ووعظه ودعاء الله لهبالهداية؛‬
‫عّل الله أن يرحمهما بتوبة هذا الرجل‪ ،‬ول ينطبق عليهاقوله –‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" -‬أيما امرأة سألت زوجها الطلقفي غير ما‬
‫بأس فحرام عليها رائحة الجنة" رواه أبو داود (‬
‫‪ )2226‬والترمذي (‪ )1187‬وابن ماجة (‪ )2055‬من حديث ثوبان –رضي‬
‫الله عنه‪-.‬‬
‫أما جواب السؤال الثاني‪ :‬فل يجوز الجهاض في هذه‬
‫الحالة‪،‬وتستعين بالله‪ ،‬وتحاول استصلح زوجها‪ ،‬أسأل الله أن‬
‫يصلححالهما‪ ،‬ولتعلم اآلخت الكريمة أن النساء فتنة‪ ،‬وأن عليها‬
‫إعانةزوجها وإبعاده عن مواطن الريب‪ ،‬ووسائل الثارة‪ ،‬وفق‬
‫اللهالجميع لما يحب ويرضى‪ ،‬إنه سميع مجيب‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫زوجتي كانت حامًل ‪،‬‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود‬
‫وفييوم قامت برش المنزل بمبيد الحشرات ‪ ،‬اليوم التالي‬
‫أصابهاالتعب ونقلت إلى المستشفى بسبب تعرضها المباشر‬
‫لرائحةالمبيد‪ ،‬تطور المر وحدث نزيف ونزل الجنين‪ ،‬وبعد يومين‬
‫ظهرجنين آآخر ونزل نزيف ثان‪ ،‬وفي النهاية نزل الجنين‬
‫الثانيحسب رواية الطبيب‪ ،‬عمر الجنين لم يتعد ثلثة أشهر‪،‬‬
‫للمعلوميةكان هناك عدم استقرار للجنين منذ البداية‪ ،‬وقد‬
‫تعرضت زوجتيللتعب وراجعت الطبيبة قبل هذا الحادث‪.‬‬
‫السؤال هل زوجتي عليها ذنب فيما حدث؟ وإذا كان كذلك‬
‫ًا‬
‫فماذاعليها أن تفعل؟ وشكر ‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده ‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪ ،‬وعلىآله‬
‫وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫إذا كان المر على ما ذكر في السؤال فليس على زوجتك‬


‫أيشيء والحمد لله‪ ،‬لنه لم يحصل منها قصد أو تسبب‬
‫للسقاط‪،‬وعليها مستقبًل أن تتجنب كل ما يؤثر عليها أو على‬
‫جنينها‪،‬وفق الله الجميع لكل آخير‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي عضو‬


‫ظهر في السواق‬ ‫هيئةالتدريس بجامعة الملك آخالد‬
‫النشيء يستخدم لمنع الحمل‪ ،‬وهو عبارة عن لصقة صغيرة‬
‫أصغرمن راحة الكف‪ ،‬توضع في أي مكان بالجسم‪ ،‬وتترك شهرًا‬
‫كامًلثم تستبدل‪ ،‬وهي ضد الماء‪ ،‬ول تتحرك من مكانها إل إذا‬
‫أردنا‪،‬وأنا أود استخدامها؛ لنها سهلة‪ ،‬فهل يجوز ذلك لنها قد‬
‫تمنعوصول الماء إلى البشرة أثناء الغسل؟‪ -.‬وجزاكم الله آخيرًا‪-.‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫ل بد من إزالة هذه اللصقة إذا كانت في مواضع الوضوء؛ حتىيصل‬
‫الماء إلى العضو المراد غسله‪ ،‬وكذلك لو كانت في غيرمواضع‬
‫الوضوء‪ ،‬واحتاجت المرأة إلى الغسل الواجب فل بد منإزالة هذه‬
‫اللصقة‪ ،‬ول يظهر لي إلحاقها بالجبيرة ليمسح فوقها؛لن‬
‫الجبيرة إنما توضع حماية لما تحتها؛ آخشية وصول الماءإليها؛ لنه‬
‫يحصل الضرر بذلك‪ ،‬بينما الغاية من وضع اللصقةالواردة في‬
‫السؤال هو منع الحمل‪ ،‬أو تنظيمه على الصحيح‪،‬وهذا أمر يتم‬
‫باللصقة وبغيرها من موانع الحمل‪ ،‬فل بد منإزالتها عندما يُح تاج‬
‫إلى غسل ما تحتها‪ ،‬ول يكفى المسح فوقها‪،‬لكن لو وصف لها‬
‫الطبيب الثقة هذه اللصقة وأآخبرها بأنه ل بدلها من منع الحمل‬
‫في هذه الفترة أو كان فعًل يشق عليهاالحمل في فترة مؤقتة‪،‬‬
‫وأآخبرها الطبيب أنه ل يقوم مقام هذهاللصقة غيرها من‬
‫الدوية‪ ،‬فيجوز استخدامها في هذه الحالةفقط‪ ،‬وفي الختام‬
‫أشير إلى أن منع الحمل بالكلية‪ ،‬والسعيإلى قطع النسل ل‬
‫يجوز؛ لعموم الحاديث التي تحث على تكثيرالنسل‪ ،‬كقوله – صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :-‬تزوجوا الودود الولود؛فإني مكاثر بكم‪ "،‬وفي‬
‫حديث آآخر‪" :‬تزوجوا؛ فإني مكاثر بكمالمم" الحديثان عند أبي‬
‫داود (‪ ،)2050‬والنسائي (‪ ،)3227‬وابنماجة (‪ )1846‬عن معقل بن يسار‬
‫وأبي هريرة – رضي اللهعنهما – وانظر صحيح الجامع (‪-2941-2940‬‬
‫جـ‪/‬ص ‪ ،)566‬وكذلكأحاديث النهي عن التبتل واآلختصاء؛ أما تنظيم‬
‫النسل بالتوقفعن النجاب لفترة مؤقتة كسنة أو سنتين‪ ،‬ولغرض‬
‫صحيح‪،‬كإراحة الم من تعب الحمل المتواصل‪ ،‬فل حرج في ذلك‬
‫شرعًا‪.‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫سئل الشيخ د‪ .‬محمد بن عبد الرحمن العمير عضو هيئة‬
‫السلم عليكم ورحمة‬ ‫التدريسبقسم الدراسات السلمية‬
‫اللهوبركاته‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ‪ ،‬لي سؤال بسيط قد حيرني كثيرًا‪ ،‬وهو‪ :‬ما‬
‫الفرقبين تنظيم السرة وتحديد النسل وما حكم الشرع‬
‫فيهما‪،‬وجزاكم الله آخيرًا‪.‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فتحديدالنسل يراد به وضع حد أعلى لعدد الولد الذين ينجبهم‬
‫الزوجان‪،‬فإن كان هذا التحديد بقرار عام من جهة رسمية فل‬
‫يجوز؛ لنهيعارض توجيه السلم إلى تكثير النسل؛ ولنه في الغالب‬
‫يبنىعلى مقاصد اقتصادية‪ ،‬وأن كثرة النسل تؤثر على‬
‫المستوىالقتصادي للبلد‪ ،‬وأن الموارد ل تكفي إل لعدد محدود‪،‬‬
‫وهذامخالف لحسن الظن بالله والتوكل عليه‪ ،‬وأنه ما من‬
‫نفسمنفوسة إل على الله رزقها‪ .‬أما إن كان القرار آخاصا‬
‫بزوجينمعينين فينظر سببه‪ ،‬فإن كان السبب طبيا كتضرر المرأة‬
‫منالحمل وآخطره عليها‪ ،‬وثبت ذلك من قبل طبيب حاذق أمين‬
‫أومن لجنة طبية موثوقة فل بأس بذلك‪ ،‬وأما إذا لم توجد‬
‫حاجةحقيقية ول ضرورة‪ ،‬وإنما قصد الزوجان الكتفاء بعدد محدد‬
‫منالولد وكان هذا عن تراض منهما فهذا ل يخلو من‬
‫كراهةشديدة؛ لمخالفته مقصد من أهم مقاصد الزواج‪ ،‬لكن ل‬
‫أقولبتحريمه؛ لن ترك الزواج وإيثار العزوبة ليس بمحرم‪ ،‬فلن‬
‫ليحرم عليه النجاب بعد الزواج من باب الولى‪ .‬أما تنظيم‬
‫النسلفيقصد به المباعدة بين فترات الحمل‪ ،‬واآلخذ بأسباب‬
‫منعالحمل حتى ل يكون النجاب متتابعا‪ ،‬وقد يرى الزوجان في‬
‫ذلكمصلحة كراحة الم من أتعاب الحمل مدة قبل أن تحمل بآآخر‪،‬‬
‫أولمزيد من التفرغ للعناية بالطفل قبل أن يأتي له أأخ جديد‪،‬‬
‫فلبأس بذلك‪ ،‬وقد كان العزل معروفا على عهد رسول الله‬
‫صلىالله عليه وسلم‪ ،‬يقول جابر رضي الله عنه‪( :‬كنا نعزل‬
‫والقرآنينزل) والعزل سبب من أسباب منع الحمل‪ .‬والله أعلم‬
‫وأحكم‪.‬‬
‫وأنقل لك قرارهيئة كبار العلماء في المملكة العربية‬
‫السعودية‪،‬وقرار مجمع الفقه السلمي بهذ الشأن‪:‬‬
‫أول‪ :‬قرار هيئة كبار العلماء رقم ‪ 42‬وتاريخ ‪4/1396/13‬هـ‪:‬‬
‫نظرًا لن الشريعة السلمية ترغب في انتشار النسل‬
‫وتكثيرهوتعتبر النسل نعمة كبرى وِم نة عظيمة مّن الله بها على‬
‫عباده‪،‬فقد تضافرت بذلك النصوص الشرعية من كتاب الله‬
‫وسنةرسوله مما أوردته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‬
‫فيبحثه المعد للهيئة والمقدم إليها‪ ،‬ونظرًا إلى أن القول‬
‫بتحديدالنسل أو منع الحمل مصادم للفطرة النسانية التي فطر‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫اللهالخلق عليها‪ ،‬وللشريعة السلمية التي ارتضاها الرب‬


‫تعالىلعبادة‪ ،‬ونظرًا إلى أن دعاة القول بتحديد النسل أو منع‬
‫الحملفئة تهدف بدعوتها إلى الكيد للمسلمين عامة وللمة‬
‫العربيةالمسلمة بصفة آخاصة؛ حتى تكون لهم القدرة على‬
‫استعمارالبلد واستعمار أهلها‪ ،‬وحيث إن في اآلخذ بذلك ضربًا من‬
‫أعمااللجاهلية وسوء ظن بالله وإضعافًا للكيان السلمي المتكون‬
‫منكثرة اللبنات البشرية وربطها‪ ،‬لذلك كله فإن المجلس قرر‬
‫بأنهل يجوز تحديد النسل مطلقًا‪ ،‬ول يجوز منع الحمل إذا كان‬
‫القصدمن ذلك آخشية إملق؛ لن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة‬
‫المتين‪،‬وما من دابة في الرض إل على الله رزقها ويعلم‬
‫مستقرهاومستودعها‪ ،‬أما إذا كان منع الحمل لضرورة محققة‬
‫ككونالمرأة ل تلد ولدة عادية وتضار معها إلى إجراء عملية‬
‫جراحيةآلخراج الولد‪ ،‬أو كان تأآخيره لفترة ما لمصلحة يراها‬
‫الزوجانفإنه ل مانع حينئذ من منع الحمل أو تأآخيره‪ ،‬عمًل بما‬
‫جاء فيالحاديث الصحيحة وما روي عن جمع من الصحابة رضوان‬
‫اللهعليهم من جواز العزل‪ ،‬وتمشيًا مع ما صرح به بعض الفقهاء‬
‫منجواز شرب دواء للغاء النطفة قبل الربعين‪ ،‬بل قد يتعين‬
‫منعالحمل في حالة ثبوت الضرورة المحققة‪ .‬وصلى الله على‬
‫نبينامحمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قرارمجمع الفقه السلمي رقم‪ :)5/1( 39 :‬إن مجلسمجمع‬
‫الفقه السلمي المنعقد في دورة مؤتمره الخامسبالكويت من ‪1‬‬
‫إلى ‪ 6‬جمادى اآلخر ‪1409‬هـ الموافق‪15-10‬كانون الول (ديسمبر)‬
‫‪1988‬م بعد اطلعه على البحوث المقدمةمن العضاء والخبراء في‬
‫موضوع تنظيم النسل‪ ،‬واستماعهللمناقشات التي دارت حوله‪،‬‬
‫وبناء على أن من مقاصد الزواجفي الشريعة السلمية النجاب‪،‬‬
‫وًالحفاظ على النوع النساني‪،‬وأنه ل يجوز إهدار هذا المقصد‪،‬‬
‫لن إهداره يتنافى مع نصوصالشريعة وتوجيهاتها الداعية إلى‬
‫تكثير النسل والحفاظ عليهوالعناية به‪ ،‬باعتبار حفظ النسل أحد‬
‫الكليات الخمس التي جاءتالشرائع برعايتها قرر ما يلي‪:‬‬
‫أوًل ‪ :‬ل يجوز إصدار قانون عام يحد من حرية الزوجين‬
‫فيالنجاب‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬يحرم استئصال القدرة على النجاب في الرجل أو‬
‫المرأة‪،‬وهو ما يعرف بالعقام أو التعقيم‪ ،‬ما لم تدُع إلى ذلك‬
‫الضرورةبمعاييرها الشرعية‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬يجوز التحكم المؤقت في النجاب بقصد المباعدة بينفترات‬
‫الحمل‪ ،‬أو إيقافه لمدة معينة من الزمان‪ ،‬إذا دعت إليهحاجة‬
‫معتبرة شرعًا‪ ،‬بحسب تقدير الزوجين عن تشاور بينهماوترا‬
‫ٍءض‪ ،‬بشرط أن ل يترتب على ذلك ضرر‪ ،‬وأن تكون‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫الوسيلةمشروعة‪ ،‬وأن ل يكون فيها عدوان على حم ٍءل قائم‪.‬‬
‫والله أعلم قرار رقم‪ ،)5/1( 39 :‬بشأن تنظيم النسل‪ .‬انظر‪ :‬مجلة‬
‫المجمع(ع ‪ ، 4‬ج‪ 1‬ص ‪.)73‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫أنا أم لربعة‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود‬
‫أطفال‪،‬وقد حملت بطفلة آخامسة‪ ،‬وقد ذكر لي الطبيب أنها‬
‫مريضة أثناءالحمل وأنا في الشهر السادس ومرضها يعرف باسم‬
‫سندراروميعني‪ :‬عدد الكروموسومات غير مكتمل (‪ )x455‬أي‪:‬‬
‫ينقصها‬
‫كروموسوم واحد‪ ،‬ونتيجة ذلك أن هذه البنت تخرج وشكلها‬
‫غيرطبيعي قصيرة جدًا ووجهها ورقبتها متورمة ول يمكن‬
‫أنتحيض‪ ،‬أي‪ :‬ل يمكن أن تحمل أبدًا‪ ،‬وأيضًا عندها مرض‬
‫فيالقلب‪ ،‬وسببت لي زيادة في المويات مما أتعبني وزاد‬
‫مننبضات قلبي وأضعف عضلت قلبي‪،‬‬
‫مع أن الدكتور يرجح عدم استمرار الحمل أو موتها بعد‬
‫آخروجهابزمن قصير‪ .‬أرجو التأكد من مثل هذه الحالة‪.‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫اعلمي أنه إذا بلغ الجنين في بطن أمه أربعة أشهر تنفخ‬
‫فيهالروح كما جاء ذلك في الحديث الصحيح‪" :‬إن أحدكم يجمع‬
‫آخلقهفي بطن أمه أربعين يومًا نطفة‪ ،‬ثم يكون علقة مثل ذلك‪،‬‬
‫ثميكون مضغة مثل ذلك‪ ،‬ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه‬
‫الروح"‪....‬‬
‫الحديث البخاري (‪ )3208‬ومسلم (‪.)2643‬‬
‫فالجنين بعد الربعة الشهر يكون إنسانًا قد كمل‬
‫آخلقهفالعتداء عليه اعتداء على نفس كاملة الخلق‪ ،‬وبناء على‬
‫ذلكفل يجوز إسقاطه أو التسبب لسقاطه ولو كان المقصود‬
‫منهالتخلص من الطفل المشوه ‪-‬كما ورد في السؤال‪-.‬‬
‫وإنما يجوز إسقاطه في حالة واحدة‪ ،‬وهي‪ :‬ما إذا قرر جمع‬
‫منالطباء الموثوقين المختصين أن بقاء الجنين في بطن‬
‫أمهيشكل آخطرًا عليها وبعد استنفاذ كافة الوسائل اآلخرى‬
‫لنقاذحياتها فهنا يتوجه القول بالجواز دفعًا لعظم الضررين‬
‫وجلبًالعظمى المصلحتين‪.‬‬
‫هذا وأوصي السائلة بتقوى الله والتثبت في المر إذ ليس كل‬
‫ماقاله الطبيب أو قرره يكون صحيحًا لسيما إذا كان واحدًا‪،‬‬
‫واللهأعلم‪ ،‬وصلى الله على محمد وآله وصحبه‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫سئل الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار‬


‫العلماءما حكم تحديد النسل ‪ -‬بالنسبة لي أنا كأب – لسرتي‪ ،‬كأن‬
‫أحدّدعدد البناء إلى آخمسة؟ أفيدونا‪ .‬جزاكم الله آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫تحديد النسل ل يجوز بحال من الحوال وهو محرم‪ ،‬واعتراضعلى‬
‫إرادة الله سبحانه وتعالى‪ ،‬مع أن الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬فيحكمه‪،‬‬
‫وفي إرادته ل يستطيع أي أحد أن يقف أمام إرادة الله‪،‬لكن هذا‬
‫سوء أدب مع رب العالمين‪ ،‬وفي نفس المر نحن نقولبأن‬
‫الموضوع بحث في هيئة كبار العلماء في المملكة‬
‫العربيةالسعودية‪ ،‬وفي نفس المر حينما بحث الموضوع‬
‫قسمواالموضوع إلى قسمين‪ :‬تحديد النسل‪ ،‬وتنظيم النسل‪ ،‬أما‬
‫تحديدالنسل بأن يقول‪ :‬والله أنا أكتفي بولدين‪ ،‬بثلثة أولد‪،‬‬
‫بأربعةأولد‪ ،‬وفي نفس المر يكفيني هذا الشيء فهذا محرم ول‬
‫يجوز‪،‬وقد كاد إجماع فقهاء المسلمين أن يقع على تحريم ذلك‪،‬‬
‫وأنه ليجوز‪.‬‬
‫وأما تنظيم النسل بحيث إنه يقول‪ :‬أريد أن يكون النسل‬
‫بعدسنتين‪ ،‬أو ثلث سنوات حتى يكون للمرأة قوة على أن‬
‫تستعيدصحتها‪ ،‬ويكون لها كذلك مجال وفرصة لتربية ولدها‪،‬‬
‫(رضيعهاالصغير)‪ ،‬فنقول‪ :‬هذا ل بأس به‪ ،‬وهيئة كبار العلماء‬
‫أآخذت بجوازذلك‪ ،‬وأصدرت قرارًا بجواز تنظيم النسل للحاجة‪،‬‬
‫وبتحريم تحديدالنسل مطلقًا‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ هاني بن عبدالله الجبير القاضي بالمحكمة الكبرى‬


‫انقطعْت عني الدورة في شهر‪،12‬‬ ‫بجدة‬
‫وتم التحليل في نهاية شهر واحد‪ ،‬وظهر موجبًا‪ ،‬أي أنيحامل‪،‬‬
‫عندها منعتني الطبيبة من الجماع؛ وقاية من الجهاض‪،‬فعند‬
‫ذهابي إلى البيت طلب مني زوجي مجامعته‪ ،‬رضختلكلمه مع‬
‫الحرص بعدم الحركة حتى ل يكون الضرر‪ ،‬ولكن بمجردالنتهاء زاد‬
‫الدم‪ ،‬زادت كمية العلج والبر‪ ،‬وألزمتني براحة‪،‬بعدها تم الكشف‬
‫مرة أآخرى‪ُ ،‬ف وِج د الكيس لم يكبر وأآخذبالنكماش‪ ،‬فقالت‪ :‬إما أن‬
‫يكون مَات أو سقط أثناء نزول الدم‪،‬علمًا بأنه لم يتجاوز عمره‬
‫أربعة أسابيع‪ ،‬والوقت من آآخر دورةحتى نزوله ثلثة أشهر‪ .‬هل‬
‫أكون قد تعمدت إنزاله أنا وزوجيوعلّي صيام شهرين أم ماذا؟‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫فإذا كان الجهاض قبل مرور أربعة أشهر على الحمل فل‬
‫يكونإسقاطه قتًل تجب فيه الكفارة؛ لنه لم ينفخ فيه الروح‪،‬‬
‫كمافهم ذلك أهل العلم؛ إذ نقل النووي وابن حجر اتفاق‬
‫العلماءعلى أن نفخ الروح ل يكون إل بعد أربعة أشهر‪ ،‬فتح‬
‫الباري(‪ ،)11/490‬وروى ذلك صريحًا عن الصحابة – رضي الله‬
‫عنهم‪-‬كما قاله ابن رجب في جامع العلوم والحكم" (ص‪،)51‬‬
‫ويدل لهحديث ابن مسعود –رضي الله عنه‪ -‬المرفوع‪" :‬إن أحدكم‬
‫يجمعآخلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة‪ ،‬ثم يكون علقة مثل‬
‫ذلك‪،‬ثم يكون مضغة مثل ذلك‪ ،‬ثم يرسل إليه الملك‪ ،‬فينفخ‬
‫فيهالروح" متفق عليه عند البخاري (‪ ،)3208‬ومسلم (‪.)2643‬‬
‫وحيث إنه سقط آخلل الربعين يومًا الولى فهو في‬
‫طورالنطفة‪ ،‬وهي يجوز إلقاؤها عند الجماع بالعزل‪ ،‬ولذا فإنه‬
‫ليسعليك ول على زوجك كفارة‪ .‬والله الموفق والهادي‪.‬‬

‫‪ -4‬حقوق الزوج على زوجته والزوجة على‬


‫زوجها‬
‫سئل الشيخ د‪ .‬عبد الرحمن بن علوش المدآخلي عضو هيئة‬
‫هل للزوجة حق‬ ‫التدريس بكلية المعلمين‬
‫شرعي في منع زوجها من الذهاب إلى أصدقائه‪ ،‬فإنني أذهبفي‬
‫السبوع مرة أو مرتين‪ ،‬لننا في الغربة‪ ،‬والذين أزورهم منأبناء‬
‫بلدي‪ ،‬وعملي لفترة واحدة‪ ،‬وفي المساء أكون مع‬
‫عائلتي‪،‬وعندما أقرر الذهاب آخارج البيت تقول زوجتي هذا‬
‫الوقت منحقنا‪ ،‬وتشعرني هذه الكلمة بأنني قّص رت معها‪،‬‬
‫فأذهب وفيداآخلي ضيق شديد‪ ،‬ل أعرف هل لها حق في كل‬
‫وقتي؟ أم منحقي الذهاب إلى أصدقائي‪ ،‬ما هو قول الشرع في‬
‫هذه الحالة؟ الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪ ،‬وبعد‪..‬‬
‫فيا أآخي محمد‪ ،‬إذا أردت حكم الشرع في هذه المسألة‪،‬‬
‫فإنهليس للمرأة أن تمنع زوجها من الذهاب إلى أصدقائه‪،‬‬
‫سيما إذاكان جلوسه معهم على غير معصية الله تعالى‪ ،‬لن‬
‫القوامةللرجل‪ ،‬قال تعالى‪" :‬الرجال قوامون على النساء"‬
‫[النساء‪:‬‬
‫‪ ،]34‬لكن أوصيك يا أآخي الحبيب بمرافقة أهلك‪ ،‬سيما وأنتم‬
‫فيأرض الغربة‪ ،‬فإنهم يحسون بالوحشة والبعد عن أهلهم‪ ،‬فل‬
‫تكثرمن الخروج إل للضرورة‪ ،‬وإذا آخرجت فل تتأآخر عليهم‪ ،‬لنه‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫ربمايحدث لهم شيء في غيابك‪ ،‬واعلم أن حرص زوجتك عليك‬


‫نابعمن شدة حبها لك‪ ،‬ورغبتها أن تكون بقربك دائمًا‪ ،‬وفقك‬
‫اللهلكل آخير‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪.‬حسين بن آخلف الجبوري عضو هيئة‬


‫السلم عليكم ورحمة‬ ‫التدريسبجامعة أم القرى‬
‫اللهوبركاته‪ ،‬وبعد‪ ..‬فهل يجوز أآخذ المال من الم إذا كانت‬
‫تسرقهمن أبي؟ وهل يجوز أآخذه من أبي إذا كان ل يعدل‬
‫بيني وبينإآخوتي؟ رغم أنه يعطي بعضهم أكثر مما يعطيني‪،‬‬
‫ويعطيالبعض اآلخر أقل من ذلك‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪ ،‬وبعد‪..‬‬
‫فأقول وبالله تعالى التوفيق والسداد‪ :‬ل يجوز للزوجة أن‬
‫تسرقمن مال زوجها شيئًا‪ ،‬وفعلها محرم إل إذا كان الزوج‬
‫موسرًا‪ ،‬أولنه بخيل شحيح‪ ،‬ل يسد حاجة زوجته وأولدها‪ ،‬فلها أن‬
‫تأآخذ منماله من غير علمه بقدر الضرورة الشرعية وسد‬
‫الحاجة‪،‬استدلًل بحادثة زوجة أبي سفيان –رضي الله عنهما‪ -‬إذ‬
‫جاءتإلى الرسول – صلى الله عليه وسلم‪ -‬وقالت يا رسول الله‬
‫إن أباسفيان رجل شحيح فهل لي أن آآخذ من ماله ما يكفيني‬
‫وأولديفقال – صلى الله عليه وسلم‪":-‬آخذي ما يكفيك‬
‫وولدكبالمعروف" رواه البخاري (‪ ،)5364‬ومسلم (‪ )1714‬من‬
‫حديثعائشة –رضي الله عنها‪ -‬أما أآخذك من مال أبيك من غير‬
‫علمهفل يجوز‪ ،‬وإن ظهر لك أنه لم يعدل بين أبنائه‪ ،‬فإن كان‬
‫كماتقول فعليه وزر ذلك‪ ،‬لكن هذا ل يسوغ لك أآخذ المال من‬
‫غيرمعرفته وعلمه‪ ،‬وعليك أن تكلمه بالحسنى والرفق‬
‫والدب‪،‬وتفهم منه لماذا يفرق بينكم في النفقة‪ ،‬هذا والله‬
‫أعلمبالصواب‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬عبد الوهاب بن ناصر الطريري عضو‬


‫السلم‬ ‫هيئةالتدريس بجامعة المام محمد بن سعود‬
‫عليكمورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫هل يجوز لي أن أقدم استقالة زوجتي إلى عملها‬
‫مكتوبةباسمي؟ وذلك لن تلك الوظيفة وراتبها سبب بيني‬
‫وبينزوجتي مشكلة وسببت تلك الوظيفة تفرقة بيننا في كثير‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫مناليام وكذلك أنا محتاج بأن تكون زوجتي بالقرب من‬
‫أولديلتقوم بشؤونهم وشؤون زوجها‪.‬‬
‫فأرجو إفادتي هل يحق لي أن أقدم استقالة زوجتي من‬
‫تلكالوظيفة مكتوبة باسمي وذلك لظروفي التي أوضحتها؟‬
‫رعاكمالله‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وبعد‪:‬‬
‫أآخي الكريم إن كنت تزوجتها وهي تعمل‪ ،‬أو شرطت العمل‬
‫عندعقد النكاح فليس لك التعرض لعملها ومضايقتها فيه فإن‬
‫هذامن المضارة المحرمة‪ ،‬وقد دآخلت في المر على بصيرة‬
‫فليسلك المزايدة بعد ذلك على راتبها أو عملها‪ ،‬كما أنه ليس‬
‫للزوج أنيقدم هو استقالتها بغير إذنها‪ ،‬لن الوظيفة وظيفتها‬
‫وهي تامةالهلية‪ ،‬وإني أرى للسائل الكريم – من باب النصح له –‬
‫أل يسلكمثل هذه الطرق في حل مشاكله الزوجية‪ ،‬بل عليه‬
‫بالرفقواستعمال الحكمة‪ ،‬لن الشدة والعنف – في غالب الحوال‬
‫– لتحمد عواقبها‪ ،‬ولو تم لك إقالتها من عملها على نحو ما‬
‫ذكرت‪،‬فمن المرجح أل تحل مشاكلكم‪ ،‬بل يغلب على الظن أن‬
‫تزيدوتتعقد‪ ،‬ول تنس مقولة نبيك – صلى الله عليه وسلم –‬
‫لزوجه أمالمؤمنين – فيما أآخرجه مسلم (‪ )2594‬وغيره (يا عائشة‬
‫إن اللهرفيق يحب الرفق‪ ،‬ويعطي على الرفق ما ل يعطي على‬
‫العنفوما ل يعطى على ما سواه) وفي لفظ (إن الرفق ل يكون‬
‫فيشيء إل زانه‪ ،‬ول ينـزع من شيء إل شانه) فاستعمل‬
‫أآخيالكريم الرفق والتسديد والمقاربة‪ ،‬ولو أن تتنازل عن‬
‫بعضحقوقك‪ ،‬أسأل الله تعالى أن يهيئ لك من أمرك رشدًا‪،‬‬
‫واللهأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬محمد بن أحمد الصالح أستاذ الدراسات‬


‫هل صحيح‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫أنالمسلم إذا تزوج كتابية (نصرانية) وبقيت على دينها وكتب‬
‫فيالعقد أن ديانتها المسيحية فليس لها حقوق مادية إذا طلقها‬
‫كماأآخبرنا القاضي الشرعي في المحكمة الردنية أثناء عقد‬
‫الزواج؟وإذا كان هذا غير صحيح شرعًا‪ ،‬فهل يجوز استخدامه من‬
‫قباللمحكمة الشرعية لدفع النصرانيات إلى السلم؟ ولكم‬
‫جزياللشكر‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫أقول وبالله التوفيق‪:‬‬


‫يَْش ترط السلم لصحة الزواج من الكتابية نصرانية أو‬
‫يهودية أن تكون محصنة بمعنى أن تكون عفيفة‬
‫"محصنات غير مسافحات ول متخذات أآخدان" قال الله‬
‫تعالى في الية (‪ )5‬من سورة المائدة‪":‬اليوم أحل لكم‬
‫الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل‬
‫لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا‬
‫الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير‬
‫مسافحين ول متخذي أآخدان" [النساء‪ ]25:‬وإذن فعقد الزواج‬
‫يرتب للزوجة حقوقًا منها الصداق والنفقة والمعاشرة‬
‫بالمعروف والعدل بينها وبين غيرها إن كانت له زوجة‬
‫أآخرى وإذا كان عقد الزواج يرتب حقوقًا للمرأة فإن‬
‫الطلق أيضًا يرتب لها حقوقًا أآخرى وهذه الحقوق هي‪:‬‬
‫مؤآخر الصداق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫نفقة العدة‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أجرة الرضاع إن كانت ترضع ولدًا‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أجرة الحضانة‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫متعة الطلق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫ومتعة الطلق مفصلة من حيث مقدارها وأحكامها في‬
‫كتب الفقه وفي بحث لنا بعنوان (متعة المطلقة في‬
‫الفقه السلمي) مجلة أضواء الشريعة العدد (‪ )9‬جامعة المام‬
‫محمد بن سعود السلمية‪ ،‬والله أعلم‪ ،‬وصلى الله وسلم‬
‫على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫العليابجامعة المام محمد بن سعود السلمية ما حق الزوج‬
‫فيراتب زوجته الموظفة‪ ،‬آخصوصًا إذا كان متزوجًا من زوجة‬
‫ثانيةويصرف عليها‪ ،‬وعندما أطلب منه المال يقول‪ :‬أنِت‬
‫موظفةيجب أن تصرفي على نفسك وتساهمي معي أيضًا‬
‫فيالمصاريف اآلخرى ؟ الجواب ‪:‬‬
‫ل حق للزوج في راتب زوجته؛ لنه مالها‪ ،‬ول يحل مال امرئمسلم‬
‫إل بطيب نفس منه‪ ،‬وعلى الزوج نفقة زوجته‬
‫وسكناهابالمعروف ولو كانت من أغنى الناس‪ ،‬وهذا بإجماع‬
‫العلماء لقوله‬
‫– تعالى ‪ " :-‬لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه‬
‫رزقهفلينفق مما آتاه الله " الية [الطلق ‪ ،]7 :‬ولقوله – تعالى ‪:-‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على‬
‫بعضوبما أنفقوا من أموالهم " [النساء ‪ ]34 :‬ولما رواه مسلم (‬
‫‪ )1218‬أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال‪ ":‬فاتقوا الله‬
‫فيالنساء فإنكم أآخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن‬
‫بكلمةالله ولكم عليهن أن ل يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه فإن‬
‫فعلنذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن‬
‫وكسوتهنبالمعروف " ‪.‬‬
‫هذا وعلى زوجك أن يتقي الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ويؤدي ما وجب‬
‫عليهتجاهك‪ ،‬ول يطلب ما ليس له فيه حق إل ما أعطيته عن رضا‬
‫منكوطيب نفس‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬

‫سئل الشيخ محمد بن سليمان المسعود القاضي بالمحكمة‬


‫ما كفارة حلفان‬ ‫الكبرى بجدة‬
‫الزوجةلزوجها(تحرم علّي ليوم الدين)؟‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله تعالى وحده‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فإن المرأة السائلة تسأل عن كفارة حلفان الزوجة لزوجها‪:‬‬
‫تحرم علي ليوم الدين‪ ،‬وهذا اللفظ صادر منها لزوجها‪،‬‬
‫فأقوإلن ذلك من باب التحريم لما أحل الله وكفارته كفارة‬
‫اليمينوهي إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون‬
‫أهليكم‪ ،‬أوكسوتهم أو تحرير رقبة فإن لم يستطع فصيام ثلثة‬
‫أيام علىهذا الترتيب‪ ،‬الثنتان الوليان على التخيير وذلك للية‬
‫في سورةالمائدة‪ ،‬وكذلك لقوله تعالى‪ ":‬يَا أَيَّه ا النّبِّي لَِم تَُح ّر ُم‬
‫َم ا أََح ّل اللُّه لََك تَبْتَِغ ي َم ْر َض اَت أَْز َو اِج َك َو اللُّه َغُف وٌر َر ِح يٌم َق ْد‬
‫َف َر َض اللُّه لَكُْم تَِحلَّة أَيَْم انِكُْم َو اللُّه َم ْو لكُْم َو ُه َو الَْع لِيُم‬
‫الَْح كِيُم "[التحريم‪،]2-1:‬‬
‫وأنصح السائلة بترك مثل هذه اللفاظ حتى ل توقع زوجها‬
‫فيالحرج‪ .‬والله الموفق‪ ،‬وصلى الله على نبينا محمد وآله‬
‫وصحبهوسلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬رياض بن محمد المسيميري عضو هيئة‬


‫كيف هو الحب‬ ‫التدريسبجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫بينالزوجين في السلم وما هي صفته ؟ وهل من ذلك أن‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫يحققالزوج الطلبات الكمالية؟ وهل من معناه أن تهب عينيك‬


‫عندالطلب إذا احتاج المر كتعبير عن حقيقة المحبة؟ الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وبعد ‪ ،‬فإن الحب بين الزوجين في السلم‬
‫مطلبمقصود للشارع الحكيم‪ ،‬إذ به تقوى أواصر المودة والتلحم‬
‫بينالزوجين‪ ،‬وهي ضرورية لقيام كيان السرة واستقرارها‬
‫وعمألساسي في بقاء وديمومة الحياة الماتعة الفاعلة لبيت‬
‫الزوجية‪،‬كما هي بالغة الثر في صياغة شخصية البناء والذرية‬
‫ومدىصلحهم الديني والجتماعي والنفسي‪ ،‬والصل في كل‬
‫هذاقوله –تعالى‪ "-:‬ومن آياته أن آخلق لكم من أنفسكم‬
‫أزواجًالتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ‪ " ...‬الية [الروم‪:‬‬
‫‪]21‬وكان ‪-‬عليه السلم‪ -‬يحب نسائه ويبادلنه الحب‪ ،‬ففي‬
‫الصحيحمن حديث عائشة –رضي الله عنها‪ -‬قوله ‪-‬عليه السلم‪-‬‬
‫لبنتهفاطمة –رضي الله عنها‪" -‬أي بنية ألست تحبين ما أحب"؟‬
‫فقالت‪ :‬بلى قال‪ ":‬فأحبي هذه" يعني عائشة –رضي الله عنها‪-‬‬
‫والحديث رواه البخاري (‪ )2581‬ومسلم (‪ ،)2442‬وفي الصحيحكذلك‬
‫من حديث عمرو بن العاص –رضي الله عنه‪ -‬أن رسول الله– صلى‬
‫الله عليه وسلم – بعثه على جيش ذات السلسل قال‪:‬‬
‫فأتيته فقلت‪ :‬أي الناس أحب إليك؟ قال "عائشة ‪ "...‬الحديثرواه‬
‫البخاري (‪ )3662‬ومسلم (‪ ،)2384‬وروى مسلم (‪)2435‬من حديث‬
‫عائشة – رضي الله عنها – ما غرت على نساء النبي –صلى الله‬
‫عليه وسلم – إل على آخديجة‪ ،‬وإني لم أدركها‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا ذبح شاة يقول‪:‬‬
‫أرسلوا بها إلى أصدقاء آخديجة‪ ،‬قالت‪ :‬فأغضبته يومًا فقلت‪:‬‬
‫آخديجة؟ فقال‪ :‬إني قد رزقت ُح بها" والمقصود أن الحب‬
‫القائمعلى اللطف والشفقة والمودة والرحمة بين الزوجين‬
‫مطلبمحمود‪ ،‬وغرض مقصود ‪-‬كما تقدم‪ -‬إل أن من المهم جدًا‬
‫فيهذه القضية أن يكون الحب المتبادل بين الزوجين تابعًا لحب‬
‫الله‪-‬تعالى‪ -‬وحب رسوله ‪-‬عليه السلم‪ -‬بمعنى أن تُّق دم محاب‬
‫اللهومحاب رسوله على محاب الزوج‪ ،‬وأن يظل هذا اآلخير في‬
‫حدودالسائغ المشروع‪ ،‬وأل يتجاوز النطاق المأذون به شرعًا‬
‫آخشيةأن يتحول الحب إلى عامل هدم يقوض بناء السرة ويجعلها‬
‫فيمهب الريح‪ ،‬ول عجب فبقاء السرة وسعادة الزوجين‬
‫مرهونبمدى التزامهما بأمر الله وسنة رسوله الكريم ‪-‬عليه‬
‫السلم‪ -‬أإلن من علمات صدق الحب بين الزوجين أن يحرص كل‬
‫واحدمنهما على ما ينفع اآلخر في دينه ودنياه‪ ،‬فيتبادلن‬
‫المربالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬والتواصي بالحق‬
‫والتواصيبالصبر‪ ،‬وأن يُبّص ر كّل واحد منها اآلخر بعيوبه بالكلمة‬
‫الطيبة ‪،‬والقول الجميل‪ ،‬وفي قالب من التقدير والحترام‬
‫والرفقوالتبجيل ‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫كما أن مما يحقق المطلوب حسن الملطفة والعشرة‬
‫بالمعروفوالقيام بحق الطرف اآلخر المتقرر له شرعًا‪ ،‬كقيام‬
‫الزوجبواجب النفقة والسكنى وتلبية متطلبات الحياة المعيشية‬
‫فيحدود قدرته المادية ‪ ":‬ل يكلف الله نفسًا إل ما آتاها " [الطلق‪:‬‬
‫‪ ]7‬وإن لبّى بعض متطلباتها الكمالية من غير إسراف ول‬
‫تبذيرفحسن‪ ،‬مع الحذر التام من متطلبات محظورة شرعًا‬
‫كأجهزةاللهو والفساد كالدشوش والمجلت الهابطة ونحوها‪ ،‬كما‬
‫أن منواجب الزوج صيانة زوجه من التبرج والسفور وذرع‬
‫السواقجيئة وذهابًا دون حاجة ملحة أو بدون محرم‪ ،‬وليثق أآخونا‬
‫السائلوغيره أن ما ذكرته هو الحب الشرعي الحقيقي‪ ،‬ل ما‬
‫تروجهوسائل العلم وتفرضه المشاهد والفلم‪ ،‬وتصوره‬
‫الرواياتالهابطة والكتابات الساقطة‪ ،‬والتي تدور معظمها على‬
‫أساستجسيد مبدأ الحب قبل الزواج‪ ،‬وتجعله عامل النجاح الول‬
‫للحياةالزوجية المستقبلية!! ناهيك عن مكر ودهاء بالغين توهم‬
‫منآخلله المتابع والمتلقي أن ممارسات وتصرفات معينة يقوم‬
‫بهاالطرفان كفيلة بإضفاء السعادة والحيوية في عش‬
‫الزوجينالجديدين أبرزها تبادل الزيارات المختلطة مع‬
‫القاربوالصحاب‪ ،‬وملحقة أحدث ما تقذف به بيوت الزياء العالمية‬
‫منثياب الخلعة والمجون ‪-‬والعياذ بالله‪.-‬‬
‫والله أسأل أن يرزقنا حبه وحب ما يحبه‪ ،‬وأن يهب لنا‬
‫منأزواجنا وذرياتنا قرة أعين ويجعلنا للمتقين إمامًا‪ ،‬وصلى‬
‫اللهعلى محمد وآله وصحبه ‪.‬‬

‫سئل الشيخ نايف بن أحمد الحمد القاضي بمحكمة رماحإحدى‬


‫قريباتي متزوجة منذ ثلث سنوات‪ ،‬واتضح بعد سنتين منالزواج‪،‬‬
‫وبعد عدة تحاليل ‪-‬ل تدع مجاًل للشك‪ -‬أن زوجها عقيم‪،‬السؤال‪:‬‬
‫هل يلحقنا أي إثم حال طلبها للطلق؟ حيث إنها غيرراضية‬
‫إطلقًا أن تعيش دون أولد‪ ،‬جزاكم الله آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فل شك أن من حكم مشروعية الزواج إنجاب الولد فهم منزينة‬
‫الحياة الدنيا‪ ،‬وعقم الزوج يبيح للزوجة أن تطلب منهالطلق أو‬
‫الخلع‪ ،‬فإن لم يجبها فلها التقدم للمحكمة الشرعيةلطلب فسخ‬
‫النكاح –هذا إن لم تصبر وتحتسب‪ ،-‬ولكن قد يترتبعلى الفراق‬
‫بعض المور المادية إن لم يرَض الزوج بفراق زوجتهدون عوض‪،‬‬
‫وذلك لكون طلب الفرقة بناء على رغبة الزوجة‪،‬فعن ابن عباس‬
‫–رضي الله عنهما‪ -‬قال‪ :‬جاءت امرأة ثابت بنقيس بن شماس إلى‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫النبي – صلى الله عليه وسلم‪ -‬فقالت‪ :‬يارسول الله ما أنقم على‬
‫ثابت في دين ول آخلق‪ ،‬إل أني أآخافالكفر‪ ،‬فقال رسول الله –‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :-‬فتردين عليهحديقته"؟ فقالت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فردت عليه‪ ،‬وأمره ففارقها" رواهالبخاري (‪ ،)5276‬والله –تعالى‪-‬‬
‫أعلم‪ ،‬وصلى الله وسلم علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬سليمان بن قاسم العيد عضو هيئة التدريس‬


‫السلم عليكم ورحمة‬ ‫بجامعة الملك سعود‬
‫اللهوبركاته‪.‬‬
‫أنا شاب ظروفي المعيشية صعبة‪ ،‬لكن – الحمد لله – على‬
‫كلحال‪ ،‬وجدت عمًل شريفًا بإحدى الدول الوروبية‪ ،‬لكن هناك‬
‫منقال لي إن الشرع ل يبيح لي ترك زوجتي أكثر من ستة‬
‫أشهرلتجنب الفتنة‪ ،‬مع العلم أني عاقد العزم على إلحاق‬
‫زوجتيوابني بي حالما تتيسر الظروف بإذن الله‪ ،‬أرجو إجابتي‬
‫فيأسرع وقت‪ ،‬وجزاكم الله كل آخير‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫أآخي السائل حفظك الله ورعاك ‪ ،‬اعلم أن بعض أهل العلم‬
‫وقتواللرجل أن يغيب عن‬
‫زوجته ستة أشهر‪ ،‬لما في حديث عمر بن الخطاب (رضي‬
‫اللهعنه)‪" ،‬حين سأل ابنته ‪ :‬يا‬
‫بنية؛ كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت‪ :‬سبحان الله!‬
‫مثلكيسأل مثلي عن هذا؟ فقال‪ :‬لول أني أريد النظر للمسلمين‬
‫ماسألتك فقالت‪ :‬آخمسة أشهر‪ ،‬ستة أشهر‪ ،‬فوقت للناس‬
‫فيمغازيهم ستة أشهر؛ يسيرون شهرا‪ ،‬ويقيمون أربعة‬
‫أشهرويرجعون في شهر" انظر‪ :‬مصنف عبد الرزاق (‪– 7/151‬‬
‫‪،)152‬والبيهقي (‪ )29/9‬وموسوعة فقه عمر (‪ .)236‬وسئل أحمد‬
‫كمللرجل أن يغيب عن أهله؟ قال يروى ستة أشهر‪ ،‬وقد يغيب‬
‫أكثرمن ذلك لمر ل بد له منه‪ .‬ويلحق بذلك الحج‪ ،‬وطلب رزق‬
‫محتاجإليه‪ ،‬نص عليه إن لم يكن عذر؛ يعني‪ :‬إذا كان له عذر ل‬
‫يلزمهالقدوم‪ ،‬لن صاحب العذر يعذر من أجل عذره‪.‬‬
‫والولى لك أيها السائل أن تأتي إليها بين حين وآآخر‪ ،‬إن‬
‫كانذلك ل يشق عليك‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫سئل الشيخ محمد بن سليمان المسعود القاضي بالمحكمة‬
‫يعيش رجل وزوجته في‬ ‫الكبرى بجدة‬
‫بيت واحد دون مودة ول محبة ول جماع‪ ،‬وكل منهم ينفق‬
‫علىنفسه من ماله الخاص‪ ،‬وفّض ل هذا الوضع على الطلق من‬
‫أجألطفالهما واستمر هذا أكثر من عشر سنوات‪ ،‬في ظل هذا‬
‫كلههل الزواج لزال شرعيا؟ وهل يمكن بالتالي أن‬
‫يعودلمعاشرتها؟ ولكم جزيل الشكر‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله تعالى وحده‪ ،‬وبعد‪ :‬فإنه ما دام أنها ل تزال فيعصمتك‬
‫ولم يصل طلق البتة فإنه مهما كان من طول الفرقةمن عدم‬
‫نفقة أو محبة أو جماع ولو عشرات أو مئات السنينفهي زوجة‬
‫لك تحل لك في كل حين‪ ،‬ول مانع من العودة إليهاومعاشرتها‪،‬‬
‫وأسأل الله عز وجل أن يصلح حالكما وأن يجمعبينكما على‬
‫الخير‪ ،‬وأوصيك بتقوى الله في السر والعلنيةوالمحافظة على‬
‫الصلوات وأداء الواجبات وفعل الخير‪ ،‬فإن اللهتعالى وعد‬
‫المتقين فقال سبحانه‪َ ":‬و َمْن يَتِّق اللَّه يَْجَع ْل لَُهَم ْخ َر جًا *َو يَْر ُز ْق ُه‬
‫ِم ْن َح ْي ُ ُْث ل يَْح تَِس ُب " [الطلق‪ ،]3-2 :‬ويقولتعالى‪َ" :‬مْن َعِم َل‬
‫َص الِح ًا ِم ْن ذَك ٍءَر أَْو أُنْثَى َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن َف لَنُْح يِيَنُّه‬
‫َح يَاة طَيّبًَة " [النحل‪ :‬من الية‪ ،]97‬فمن أصلح ما بينه وبين ربهأصلًح‬
‫الله تعالى له ما بينه وبين الناس جميعًا والله هو الموفق ‪.‬‬
‫وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫أنا رجل‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫متزوج ‪،‬وأمتلك طاقة قوية للجماع‪ ،‬ولكن المشكلة أن زوجتي ل‬
‫ترغبفي المعاشرة الزوجية بكثرة‪ ،‬ودائمًا يثار بيننا الجدل حول‬
‫هذاالموضوع‪ ،‬وتقول بأنني أنا المعيب حيث إن شهوتي قوية‪.‬‬
‫فمانصيحتكم لها‪ ،‬وجزاكم الله آخيرًا ‪.‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده وعلى‬
‫آلهوصحبه أجمعين‪ :‬وبعد فالجواب عن السؤال بعاليه كالتالي‪:‬‬
‫زواجك ثانية إلى أربع مباح شرعًا إذا علمت من نفسك أو‬
‫غلبعلى ظنك أنك ستعدل ‪ -‬إن شاء الله ‪ -‬قال – تعالى ‪:-‬‬
‫"فانكحواما طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع فإن آخفتم‬
‫أل تعدلوافواحدة" [النساء ‪ ]3 :‬وما ذكرت من مشكلتك مع‬
‫زوجتكبخصوص رغبتك في كثرة الجماع وعدم رغبتها فالواجب‬
‫علىكل منكما معاشرة اآلخر بالمعروف‪ ،‬قال – تعالى ‪:-‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫"وعاشروهن بالمعروف" [النساء ‪ .]19 :‬وقال ‪ -‬سبحانه ‪:-‬‬


‫"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" [البقرة‪ ]228:‬هذا‬
‫وللزوجالستمتاع بزوجته في القبل ما لم يشغلها عن الفرائض‬
‫أويضرها‪ ،‬ولهذا نهيت المرأة أن تصوم صوم تطوع وزوجها‬
‫حاضرإل بإذنه فيما رواه البخاري (‪ )5192‬ومسلم (‪ )1026‬من‬
‫حديثأبي هريرة –رضي الله عنه‪-.‬‬
‫هذا وجاء في كشاف القناع للبهوتي (ج‪ ،5‬ص ‪ )188‬ما نصه‪:‬‬
‫(فإن زاد الزوج عليها في الجماع صولح على شي ٍءء منه لنه‬
‫غيرمقدر ‪ ...‬قال الشيخ تقي الدين (يعني ابن تيمية ) فإن‬
‫تنازعافينبغي أن يفرضه الحاكم كالنفقة وكوطئه إذا زاد‪ ،‬وجعل‬
‫عبدالله بن الزبير –رضي الله عنه‪ -‬لرجل أربعًا بالليل وأربعًا‬
‫بالنهار‪،‬وصالح أنس –رضي الله عنه‪ -‬رجًل استعدى على امرأته‬
‫علىستة)‪ .‬انتهى محل الغرض منه ‪.‬‬
‫هذا ونصيحتي للزوج أن يراعي ظروف امرأته فإذا كانت‬
‫تكرهالجماع أو يضر بها فينبغي أل يكثر منه‪ ،‬كما أن على‬
‫الزوجة أنتراعي ظروف زوجها ما دام يرغب في الجماع بل‬
‫وقد يخشىعلى نفسه‪ ،‬هذا ونقول للزوجة‪ :‬علمِت ما جعله ابن‬
‫الزبير –رضي الله عنه‪ -‬وما صالح عليه أنس –رضي الله عنه‪،-‬‬
‫وزوجككما جاء في السؤال يكتفي بالمرة الواحدة في اليوم‬
‫والليلةوهذا ليس فيه ضرر عليك ‪ .‬والواجب عليك الصلح معه‬
‫فهوأفضل لك من أن يتزوج عليك أآخرى‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬محمد بن سليمان المنيعي عضو هيئة التدريس‬


‫هل آخدمة الزوجة لوالدي‬ ‫بجامعة أم القرى‬
‫الزوج واجبٌة؟ أم تقوم بها من منطلق إرضاء الله تعالى‪،‬‬
‫وجزاكمالله آخير الجزاء‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫ليس على الزوجة آخدمة والدي زوجها‪ ،‬ولكنه المعروفوالحسان‬
‫وإكرام الزوج‪ ،‬وكل ما تفعله الزوجة في معاملةأقارب زوجها‬
‫هو دين يسدده زوجات أبنائها في وقت تكون فيأمس الحاجة له‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬آخالد بن علي المشيقح عضو هيئة التدريسبجامعة‬


‫عندما تريد أميالخروج من‬ ‫المام محمد بن سعود السلمية‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫المنـزل لزيارة القارب أو غيرهم‪ ،‬تستأذن من الوالدولكنه يرفض‬
‫بدون سبب‪ ،‬وإذا آخرجت إلى أي مكان ولم تخبره ليبدو عليه زعل‬
‫ول يناقشها في عدم استئذانها وكأن شيئًا لميكن‪ ،‬يعني‪" :‬إذا‬
‫استأذنت يرفض‪ ،‬وإذا لم تستأذن وآخرجت لميقل لها شيئًا)‪،‬‬
‫أرجو تبيين المر‪ ،‬وماذا أفعل مع أبي وأمي؟وجزاكم الله آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫الصل أن الزوجة ل تخرج من بيتها إل بإذن زوجها؛ لقول الله –‬
‫عز وجل ‪َ" :-‬و أَلَْف يَا َس يّدََه ا لَدَى الْبَاِب " [يوسف‪ :‬من الية‬
‫‪،]25‬فسمى الله – عز وجل – الزوج سيدًا‪ ،‬والمسود تحت إمرة‬
‫سيده‪،‬وأيضًا قول الله تعالى‪" :‬الّر َج اُل َق ّو اُم وَن َعلَى النَّس ِاِء"‬
‫[النساء‪:‬‬
‫من الية‪ ، ]34‬ومقتضى القوامة الستئذان‪ ،‬وأيضًا ما ثبت‬
‫فيالصحيح أن أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – لما‬
‫أردنالعتكاف استأذّن النبي – صلى الله عليه وسلم ‪ ،-‬فدل ذلك‬
‫علىأنه ل بد من الذن انظر ما رواه البخاري (‪ ،)2033‬ومسلم (‬
‫‪ )1173‬من حديث عائشة –رضي الله عنها‪ -‬وأيضًا يدل لهذا‬
‫قواللنبي – صلى الله عليه وسلم –‪" :‬إنهن عوان عندكم" يعني‪:‬‬
‫أسيرات‪ ،‬والحديث رواه الترمذي (‪ ،)1163‬وابن ماجة (‪)1851‬من‬
‫حديث عمرو بن الحوص‪.‬‬
‫وإذا كان كذلك فإنه لبد من الستئذان‪ ،‬وهذا هو الحوط‪ ،‬وأماقوله‪:‬‬
‫إذا كان ل يأذن‪ ..‬فأما إذا كان عدم إذنه ليس جادًا وإنمايعرف من‬
‫القرائن أنه يرضى بذلك‪ ،‬وأنه ل يكرهه ولكنه يأذن إذناٍءلم يرض‬
‫عنه تمام الرضا‪ ،‬فإذا كان يفهم من القرائن أنه ليُكرهه ذلك ول‬
‫يُض يقه وأنه يأذن بذلك فإنه ل بأس‪ ،‬والحوط معذلك هو‬
‫الستئذان‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪.‬طارق بن عبد الرحمن الحواس عضو‬


‫هيئةالتدريس بجامعة المام محمد بن سعود السلمية هل‬
‫طاعةالزوج أهم من طاعة الوالدين؟علمًا أن طاعة الوالدين‬
‫ثابتةبالقرآن الكريم وطاعة الزوج ثابتة فقط بالحديث الكريم‪،‬‬
‫فهاللحديث ينسخ القران؟ وهل طَاَعُة الَْو الِدَيِْن َو الِْح َس اُن‬
‫إلَيِْهَم اَف ْر ٌض َعلَى الَْو لَِد ‪َ ،‬ق اَل تََع الَى ‪َ":‬و َق َض ى َر بَّك أَل تَْع بُدُو ا إّل‬
‫إيّاهَو بِالَْو الِدَيِْن إْح َس انًا‪ ،‬إّم ا يَبْلَُغ ّن ِع نْدََك الْكِبََر أََح دُُه َم ا أَْو كِلُهَم ا‬
‫َُف لتَُق ْل لَُهَم ا‪ :‬أُّف َو ل تَنَْه ْر ُه َم ا‪َ ،‬و ُق ْل لَُهَم ا َق ْو ل كَِر يًم ا‪َ ،‬و اآْخ ِف ْض‬
‫لَُهَم اَج نَاَح الذّّل ِم ْن الّر ْح َم ِة َو ُق ْل َر ّب اْر َح ْمُهَم ا كََم ا َر بّيَانِي‬
‫َص ِغ يًر ا‪َ".‬ق اَل الُْق ْر طُبِّي ‪ :‬أََم َر اللُّه ُس بَْح انَُه بِِع بَادَتِِه َو تَْو ِح يِدِه َو َجَع َل‬
‫بِّر الَْو الِدَيِْن َم ْق ُر ونًا بِذَلَِك كََم ا َق َر َن ُش كَْر ُه َم ا بُِش كِْر ِه َفَق اَل ‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫"َو َق َض ىَر بّك أَل تَْع بُدُو ا إل إيّاه َو بِالَْو الِدَيِْن إْح َس انًا "َو َق اَل ‪" :‬أَْن‬
‫اُْش كُْر لِيَو لَِو الِدَيَْك إلَّي الَْم ِص يُُر ‪َ".‬و َق اَل الَْج ّص اُص ‪َ :‬و َق َض ى َر بّك‬
‫َم ْع نَاه‪ :‬أََم َر َر بّك ‪َ ،‬و أََم َر بِالَْو الِدَيِْن إْح َس انًا ‪َ ،‬و ِق يَل َم ْع نَاُه ‪َ :‬و أَْوَص ى‬
‫بِالَْو الِدَُيِْنإْح َس انًا ‪َ ،‬و الَْم ْع نَى َو اِح ٌد ‪ ،‬لَّن الَْو ِص يَّة أَْم ٌر ‪َ ،‬و َق د أَْوَص ى‬
‫اللُّه تََع الَىبِبِّر الَْو الِدَيِْن َو اْلِْح َس اِن إلَيِْهَم ا ِف ي َغيِْر َم ْو ِض ٍءع ِْمْن‬
‫كِتَابِِه َو َق اَل "َوَوّص يْنَا اْلِنَْس اَن بَِو الِدَيِْه إْح َس انًا "َق اَل ابُْن الَْع َر بِّي ‪:‬‬
‫ل يَُج وُز أَْنيَكُو َن َم ْع نَى َق َض ى َه اُه نَا إل أََم َر ‪َ .‬و َعْن أَبِي بَكَْر ة َر ِض َي‬
‫اللُّه تََع الَىَع نُْه َق اَل ‪َ :‬ق اَل َر ُس وُل اللِّه َص لّى اللُّه َعلَيِْه َو َس لََّم ‪ ":‬أَل‬
‫أُنَبّئُكُْم بِأَكْبَِر الْكَبَائِِر ؟ ُق لْنَا‪ :‬بَلَى يَا َر ُس وَل اللِّه ‪َ ،‬ق اَل ‪ :‬اْلِْش َر اُك‬
‫بِاَللِّه َو ُعُق وُق الَْو الِدَيِْن ‪َ".‬و َق اَل ِه َش اُم بُْن ُعْر َو ة َعْن أَبِيِه ِف ي‬
‫َق ْو لهتََع الَى ‪َ" :‬و اآْخ ِف ْض لَُهَم ا َج نَاَح الذّّل ِم ْن الّر َْح َم ِة"‪ :‬ل تَْم نَْع ُهَم ا‬
‫َش يْئًايُِر يدَانِِه ‪َ.‬و َح ّق الطّاَعِة لِلَْو الِدَيِْن لَيَْس َم ْق ُص وًر ا َعلَى‬
‫الَْو الِدَيِْنالُْمْس لَِم يِْن ‪ ،‬بَْل ُه َو َم كُْف وٌل ‪ -‬أَيًْض ا ‪ -‬لِلَْو الِدَيِْن الُْم ْش ِر كَيِْن ‪،‬‬
‫َق ااَل لَْج ّص اُص ِف ي َق ْو له تََع الَى "أَْن اُْش كُْر لِي َو لَِو الِدَيَْك إلَّي‬
‫الَْم ِص يُر ‪َ،‬و إِْن َج اَه دَاَك َعلَى أَْن تُْش ِر َك بِي َم ا لَيَْس لَك بِِه ِع لٌْم َف ل‬
‫تُطِْع ُهَم اَوَص اِح بُْهَم ا ِف ي الدّنْيَا َم ْع ُر وًف ا ‪".‬أََم َر بُِم َص اَح بَِة الَْو الِدَيِْن‬
‫الُْم ْش ِر كَيِْن بِالَْم ْع ُر وِف َم َع النّْه ِي َعْن طَاَعتِِه َم ا ِف ي الّش ْر ِك ‪ِ ،‬لَنُّه‬
‫َلطَاَعَة لَِم ْخلُو ٍءق ِف ي َم ْعِص يَِة الَْخالِِق َو َق اَل ابُْن َحَج ٍءر ِف ي‬
‫َق ْو لهتََع الَى ‪َ" :‬وَوّص يْنَا اْلِنَْس اَن بَِو الِدَيِْه ُح ْس نًا‪َ ،‬و إِْن َج اَه دَاَك على‬
‫أنتُْش ِر َك بِي َم ا لَيَْس لََك بِِه ِع لٌْم َف ل تُطِْع ُهَم ا" اْق تََض ْت اليَُة‬
‫الَْو ِص يَّةبِالَْو الِدَيِْن َو الَْم َر بِطَاَعتِِه َم ا َو لَْو كَانَا كَاِف َر يِْن ‪ ،‬إل إذَا أََم َر ا‬
‫بِالّش ْر ِكَف تَِج ُب َم ْعِص يَتُُهَم ا ِف ي ذَلَِك وطَاَعُة الّز ْو ِج َو اِج بٌَة َعلَى‬
‫الّز ْو َجِة ‪.‬‬
‫َق اَل اللُّه تََع الَى ‪" :‬الّر َج اُل َق ّو اُم وَن َعلَى النَّس ِاِء بَِم ا َف ّض َل‬
‫ٍءض َو بَِم ا أَنَْف ُق وا ِم ْن أَْم َو الِِه ْم ‪َ".‬ق اَل‬ ‫اللُّه بَْع َض ُهْم َعلَى بَْع‬
‫الُْق ْر طُبِّي ‪:‬‬
‫َأ‬
‫ِق يَاُم الّر َج اِل َعلَى النَّس ِاِء ُه َو أَْن يَُق وَم بِتَدْبِيِر َه ا َو ت ِْديبَِه ا ‪،‬‬
‫َو إِْمَس اكَِه ا ِف ي بَيْتَِه ا َو َم نِْع َه ا ِم ْن الْبُُر وِز (أَْي الُْخ ُر وِج )‪َ ،‬و أَّن‬
‫ٍءَس –‬ ‫َعلَيَْه اطَاَعتَُه َو َق بُو َل أَْم ِر ِه َم ا لَْم تَكُْن َم ْعِص يًَة ‪َ .‬و َعْن أَن‬
‫رضي اللهعنه ‪"-‬أَّن َر ُج ل انْطَلََق َغاِز يًا َو أَْوَص ى اْم َر أَتَُه ‪ :‬أَْن َل تَنِْز َل‬
‫ِم ْن َف ْو ِق الْبَيِْت ‪َ ،‬و كَاَن َو الِدَُه ا ِف ي أَْس َف ِل الْبَيِْت ‪َ ،‬ف اْش تَكَى أَبُو َه ا‪،‬‬
‫َف أَْر َس لَْتإلَى َر ُس وِل اللِّه َص لّى اللُّه َعلَيِْه َو َس لَّم تُْخبُِر ه َو تَْس تَأِْم ُر ه‬
‫َف أَْر َس إَل لَيَْه ا‪ :‬اتِّق ي اللَّه َو أَطِيِع ي َز ْو َج ك ثُّم إّن َو الِدََُه ا تُُو ّف َي‬
‫َف أَُْر َس لَْتإلَيِْه َص لّى اللُّه َعلَيِْه َو َس لَّم تَْس تَأِْم ُر ه ‪َ ،‬ف أَْر َس َل إلَيَْه ا ِم ثَْل‬
‫ذَلَِك ‪َ،‬و آَخ َر َج َر ُس وُل اللِّه َص لّى اللُّه َعلَيِْه َو َُس لَّم َو أَْر َس َل إلَيَْه ا ‪ :‬إّن‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫اللَّه َق د َغَف َر لَك بِطََو اِع يَتِك لَِز ْوِج ك ‪َ".‬و َق اَل ابُْن ُق دَاَم َة ‪ :‬طَاَعُة‬
‫الّز ْوِجَو اِْج بٌَة ‪َ :‬ق اَل أَْح َم د ِف ي اْم َر أ ٍءَة لََه ا َز ْو ٌج َو أُّم َم ِر يَضٌة ‪ :‬طَاَعُة‬
‫َز ْوِج َه اأَْو َجُب َعلَيَْه ا ِم ْن أُُّمَه ا‪ ،‬إل أَْن يَأْذََن لََه ا ‪ .‬أرجو طرح‬
‫الموضوعللنقاش ‪..‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫األخ الكريم‪ :‬السلم عليكم‪ .‬وبعد‪:‬‬
‫فنشكر لك مراسلتك ومواصلتك معنا على موقع السلم اليوم‪.‬‬
‫أما عن جواب سؤالك وقد أآخضعته للحوار والبحث‬
‫المفتوحفأقول برأيي الذي أفهمه من نصوص الشرع أن طاعة‬
‫الزوجمقدّم ة على طاعة الوالدين‪ ،‬طالما أن الزوجة باقية وليتها‬
‫فيذمة زوجها‪ ،‬وذلك لن نصوص طاعة الوالدين ل تتعارض‬
‫معنصوص طاعة الزوج‪ ،‬وإنما كل بحسب الحال وهو ما يسمى‬
‫عندالعلماء بالتخصيص‪ ،‬فطاعة الوالدين ثابتة طالما ولية‬
‫المرأةتحت والديها‪ ،‬فإذا انتقلت وليتها إلى زوجها صارت‬
‫الطاعةلزمة في حقها لزوجها‪ ،‬فهو انتقال حكم من طرف إلى‬
‫آآخر‪،‬وأما عن سؤالك هل الحديث ينسخ القرآن؟ فهذه مسألة‬
‫فيهانزاع بين العلماء‪ ،‬وبيان ذلك أن الحديث النبوي نوعان‪:‬‬
‫آحادومتواتر‪ .‬الول‪ :‬نسخ القرآن بالسنة الحادية‪ ،‬والجمهور‬
‫علىعدم جوازه‪ ،‬وذلك لن القرآن متواتر يفيد اليقين‪،‬‬
‫والحادمظنون ول يصح رفع المعلوم بالمظنون‪ ،‬والثاني‪ :‬نسخ‬
‫القرآنبالسنة المتواترة وقد أجازه أبو حنيفة ومالك وأحمد في‬
‫روايةعنه لن الكل وحي‪ ،‬والله يقول‪" :‬وما ينطق عن الهوى إن‬
‫هو إلوحي يوحى" [النجم‪ ،]4-3 :‬وقال تعالى‪" :‬وأنزلنا إليك‬
‫الذكرلتبين للناس ما نزل إليهم" [النحل‪ ،]44:‬والنسخ نوع من‬
‫البيان‪،‬ومنعه الشافعي وأهل الظاهر وأحمد في الرواية اآلخرى‬
‫لقولهتعالى ‪" :‬ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو‬
‫مثلها"[البقرة‪ ،]106 :‬والسنة ليست آخيرًا من القرآن ول‬
‫مثله‪،‬ولكن هل حكم طاعة الزوج وتقديمه على طاعة الوالدين‬
‫وثبوتهبالسنة يعني أن ذلك نسخ لما في القرآن؟ في ذلك نظر‪،‬‬
‫وذلكأن من شروط صحة النسخ ‪ -‬أل يكون الخطاب المرفوع‬
‫حكمهمقيدًا بوقت معين فإذا زال زال الحكم‪ ،‬وفي مسألتنا أن‬
‫المرأةتقدم طاعة الزوج على والديها طالما أنها باقية في‬
‫ذمته‪،‬وبمجرد حدوث الطلق البائن أو الموت أو الخلع تعود‬
‫وليتهالوالديها وتكون طاعتهما لزمة في حقها‪ ،‬ولذلك ل تعد‬
‫هذهالمسألة من صور النسخ‪ ،‬ولعل ما أوردته في سؤالك من‬
‫نصوصأغناني عن ذكرها والتي تدل على وجوب الطاعة للزوج‪،‬‬
‫واللهالموفق والهادي لسواء السبيل‪ ،‬وهو أعلم وأحكم سبحانه‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫سئل الشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد عضو هيئة‬


‫كنت قد‬ ‫التدريسبجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫تناقشت أناوإحدى اآلخوات المسلمات في إحدى ساحات الحوار‬
‫عن حديثالرسول ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬بما معناه‪:‬إن الملئكة‬
‫تلعنالزوجة التي تمتنع عن معاشرة زوجها جنسيّا من دون سبب‬
‫وجيه‪ ،‬فهذه اآلخت ترى أن السلم لم ينصف المرأة؛ حيث إنه‬
‫ليوجد حديث يقول بلعن الرجل الذي يمتنع عن معاشرة‬
‫زوجتهدون سبب وجيه‪ ،‬فأنا أريد أن أعرف هل هناك نص شرعي‬
‫منقرآن أو سنة يبين ما هي عقوبة هذا الزوج في هذه الحالة؟‬
‫بمعنى هل هناك تحذير له من الله –تعالى‪ -‬مثل لعن الملئكة أوأن‬
‫يتوعده الله بعقوبة في اآلخرة نتيجة امتناعه عن زوجته؟‬
‫فإذاتكرمتم أرجو الجابة علّي سريعًا لو كنتم تستطيعون اليوم‪،‬‬
‫حيثإن النقاش بيننا لم ينته بعد و هي تنتظر‪ ،‬ول أريد أن أتأآخر‬
‫عليهاأكثر من ذلك‪ ،‬وجزاكم الله آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فالحديث الذي تعنينه هو قوله – صلى الله عليه وسلم‪" :-‬إذا‬
‫دعاالرجل امرأته إلى فراشه فأبت‪ ،‬فبات غضبان عليها‪،‬‬
‫لعنتهاالملئكة حتى تصبح‪ "،‬والحديث متفق عليه‪ ،‬عند البخاري (‬
‫‪ ،)3237‬ومسلم (‪ )1436‬عن أبي هريرة – رضي الله عنه ‪.-‬‬
‫ومعناه ظاهر‪ ،‬ولكن ليس على إطلقه كما يتوهم بعض‬
‫الرجال‪،‬فليس كلما امتنعت المرأة وأبت دعوة زوجها إلى‬
‫فراشه فقدحّق ت عليها لعنة الملئكة‪ ،‬بل الوعيد مقيٌّد‪ -‬كما قرر‬
‫ذلك أهاللعلم – بحالة عدم وجود العذر الشرعي‪.‬‬
‫فإذا كانت المرأة معذورة شرعًا فل حرج عليها أن تأبى‬
‫دعوةزوجها لها إلى الفراش‪ ،‬كما لو كانت في صوم قضاء‪ ،‬أو‬
‫كانتمريضة والجماع يؤلمها‪ ،‬أو يزيد من مرضها‪ ،‬أو كانت في‬
‫حالةنفسية سيئة ل تحتمل معها أن يواقعها زوجها‪.‬‬
‫والمقصود أنه متى كان الجماع يسبب للزوجة ضررًا بينًا لم‬
‫يكنعليها من حرج أن تأبى دعوة زوجها إلى الفراش‪ ،‬بل يجب‬
‫عليهاالمتناع عندئذ‪.‬‬
‫على أنه مع ذلك ل يجوز للمرأة أن تتمنع عن الوطء لمجرد‬
‫عدمرغبتها فيه‪ ،‬فهي ـ في عدم وجود العذر الشرعي ـ مأمورة‬
‫أنتستجيب لرغبة زوجها‪ ،‬فإن أبت حّق عليها وعيد الحديث‪.‬‬
‫وإنما ورد هذا الوعيد في شأن الزوجة دون الزوُج ؛ لن الرجل –‬
‫في الغالب – هو الطالب‪ ،‬والمرأة هي المطلوبة‪ ،‬والرفض‬
‫ليُتصور إل من المطلوب‪ ،‬والغالب أن الرجل هو الذي‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫يدعوهاللفراش‪ ،‬وقليٌل ما تدعوه هي لذلك‪ ،‬وإذا دعته فقليل‬
‫ما يأبىالزوج دعوتها‪ ،‬ولذا كان الزجر أغلظ على الطرف الذي‬
‫يتّص ورمنه التمنع أكثر؛ لكونه مطلوبًا‪ ،‬وهو المرأة‪.‬‬
‫وورد هذا الوعيد في شأن الزوجة دون الزوج لن الرجل ـ أيضًا ـل‬
‫يتصّو ر منه حصول الوطء إّل بانتشار آلته (عضوه)‪ ،‬وبدونظهور‬
‫رغبته ل جدوى غالبًا من دعوته‪ ،‬بخلف المرأة؛ فهي محلقابل‬
‫للوطء والستمتاع‪ ،‬سواء رِغ بت أم لم ترغب‪ ،‬تحّر كتشهوتها أم لم‬
‫تتحّر ك‪.‬‬
‫وكذلك لن صبر الرجل على ترك الجماع أضعف من صبر‬
‫المرأة‪،‬كما أنه أسرع منها استجابًة للمثيرات والمرغبات‪ .‬ومنُع ه‬
‫منقضاء وطره وإتيان شهوته أشد ضررًا وأعظُم مفسدًة من‬
‫منعالمرأة من ذلك‪ ،‬فإن المرأة تصّبر‪ ،‬والرجل ل يصبر‪.‬‬
‫ويشبه هذه المراعاة لحاجة الزوج في الوطء ما جاء في‬
‫الشرعمن كثرة التذكير بحقوق الوالدين‪ ،‬ومن تكرار النهي‬
‫عنعقوقهما‪ ،‬وتكرار التذكير بالوعيد الشديد على ذلك‪ ،‬فأنت‬
‫تجدمن ذلك ما ل تجد مثله في التذكير بحقوق الولد؛ لن‬
‫تقصيرالناس في حق الوالدين أعظم من تقصيرهم في حقوق‬
‫الولد‪،‬ولن في فطرتهم من دواعي مراعاة حقوق الولد‬
‫والحدبعليهم والرأفة بهم ما ل يحتاجون معه إلى التأكيد‬
‫علىحقوقهم‪ ،‬فلم تكن الحاجة داعية إلى التأكيد على ذلك كما‬
‫كانتالحاجة داعيًة إلى التأكيد على حقوق الوالدين‪.‬‬
‫إن النظرة القاصرة التي ل تتجاوز ظاهر الحديث – وهو‬
‫لعنالمرأة التي تأبى دعوة زوجها إلى الفراش‪ -‬قد ل ترى‬
‫فيالحديث إل مراعاة مصلحة الرجل فحسب‪.‬‬
‫بيد أّن النظرة العميقة الفاحصة ‪ -‬التي ل تقف عند ظاهر‬
‫لفظالحديث ودللة منطوقه – ترى في هذا الحديث مراعاة‬
‫لمصلحةالزوجين جميعًا‪ ،‬ل لمصلحة أحدهما دون اآلخر‪،‬‬
‫فالحدًيث وإنكان ظاهره مراعاة مصلحة الرجل وحاجته‪ ،‬إل أن‬
‫مآله فيهمصلحُة الزوجين كليهما‪.‬‬
‫وبيان ذلك‪ :‬أن المرأة العاقلة ل ترضى أن يفرغ زوجها‬
‫شهوتهفي غيرها بالحرام‪ ،‬وهي تغار أشّد الغيرة لو هّم زوجها‬
‫بذلك‪،‬فكيف لو وقع؟‪!.‬‬
‫غير أنه ل يتناسب مع هذه الرغبة والغيرة رفُض ها لدعوته‬
‫إياهالفراشه‪ ،‬فهذا الرفض دافٌع قوي – وبخاصة إذا تكرر‪ -‬إلى‬
‫أنيبحث زوجها عن موض ٍءع آآخر (غيرها) يضع فيه شهوته‬
‫ويمارسمعه المتعة‪.‬‬
‫وكلما تمنعت المرأة من زوجها عظَُم في نفسه الدافُع إلىقضاء‬
‫وطره في غيرها‪ ،‬وقد يفضي به المر إلى أن تخرج منقلبه‪،‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫وتصبح العلقة بينهما سطحية رتيبة؛ كعلقة الرجل بزميلهفي‬


‫العمل‪ ،‬وهذا – قطعًا – ل يضر الزوج وحده‪ ،‬بل يضر الزوجةمعه‪.‬‬
‫إّن تفّه م الزوجة لحاجة زوجها الجنسية وتقبلَه ا لدعوته‪ -‬بما‬
‫ليضر بها وإن كثُر ‪ -‬يجعله راغبًا فيها ل راغبًا عنها‪ ،‬منصرفًا‬
‫إليهال منصرفًا إلى غيرها‪ .‬كما أنه يقطع الطريق على‬
‫وساوسالشيطان أن تتسلل إلى قلبه‪ ،‬فتوسوس له وتزين له‬
‫الفاحشة‪،‬وتجعل من رفض زوجته لشباع رغبته عذرًا له أن يقع‬
‫فيالمحظور‪.‬‬
‫ومن هنا يظهر لنا جليًا أن الحديث يأمر المرأة بما هو مصلحة‬
‫لهافي مآله لو تأّم لت أبعاد هذا المر في دللة الحديث‪.‬‬
‫على أنه ليس في هذا الحديث – ل من مفهومه ول من منطوقه‪-‬‬
‫حث الزوج على أن يلح على زوجته في الستجابة‬
‫لرغبته‪،‬فيقسرها ويكرهها على الجماع‪ ،‬وليس فيه – كذلك‪ -‬أن‬
‫له أنيحّق ق رغبته ويقضي وطره كلما َعّن له ذلك‪.‬‬
‫كما أنه ليس من منهج العدل والنصاف في شيء عند‬
‫استظهارنظرة الشرع للمرأة أن تؤآخذ نصوص من الشرع‬
‫مجتزأة تُج عألصًل يحكم على السلم به‪ ،‬وتنسى أدلة أآخرى‬
‫كثيرة مًس تفيضةتؤكد للرجال حقوق النساء‪ ،‬وتأمرهم‬
‫بمراعاتها‪ ،‬وتزجرهم عنالتهاون فيها أشد الزجر‪.‬‬
‫فل بد – إذًا – أن تستقرأ جميع النصوص الواردة في شأن‬
‫علقةالرجل بالمرأة‪ ،‬وفي شأن حقوقها عليه‪ ،‬وحقوقه عليها‪،‬‬
‫ومناستقرأها أدرك بيقين ل يزعزعه شك أن السلم أنصف‬
‫المرأةكما أنصف الرجل‪ ،‬وأعطاها بقدر ما لها من الحق‪ ،‬ولم‬
‫يأآخذ منهاإل بقدر ما عليها‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬علي بن عمر با دحدح عضو هيئة التدريس‬


‫أنا رجل متزوج‪،‬‬ ‫بجامعةالملك عبد العزيز بجدة‬
‫وأفهم أنلي أرحاما تجب علّي صلتهم وزيارتهم‪ .‬فما حكم صلتي‬
‫لرحمزوجتي ‪ ،‬بمعنى هل يجب علي زيارة أهلها؛ إآخوتها‬
‫وأآخواتهاوأعمامها وأآخوالها؟ أو بصورة أآخرى هل تجب على‬
‫النثى صلةرحمها من الذكور؟ أم أنه واجب عليهم هم زيارتها‬
‫مثل الجواب ‪:‬‬
‫أولى السلم صلة الرحم أهمية كبيرة؛ لن البعد النسانيوالعلقات‬
‫الجتماعية ذات أثر كبير في حياة البشر‪ ،‬والسلمدين شامل‪ ،‬عني‬
‫بكل ما يحتاجه النسان من حوائج حياتهومعاشه‪ ،‬ومن متطلبات‬
‫فطرته وغريزته‪ ،‬وقد جعل الله – عزوجل – لصلة الرحم أهمية‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫كبرى‪ ،‬ورعاها رعاية عظمى‪ ،‬وكما جاءفي قول الله – عز وجل‪-‬‬
‫"واتقوا الله الذي تساءلون بهوالرحام" [النساء‪ ]1:‬وهذه الية قرن‬
‫فيها الله عز وجل بينصلة الرحم والتقوى ومراعاة أمر الله ‪-‬‬
‫سبحانه وتعالى‪ -.‬ومعلوم أن من النصوص التي وردت في صلة‬
‫الرحم قول الله‪-‬سبحانه وتعالى‪" :-‬فهل عسيتم إن توليتم أن‬
‫تفسدوا فيالرض وتقطعوا أرحامكم" [محمد‪ ،]22:‬وهذا على سبيل‬
‫الذم‪،‬فيكون سمة السلم المدح في صلة الرحم ل في قطيعتها‪.‬‬
‫وكذلك نجد أحاديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم – تدلعلى‬
‫ذلك‪ ،‬كما في حديثه في الحديث القدسي "إن الله ‪-‬عزوجل‪ -‬قال‬
‫آخلقت الرحم‪ ،‬وشققت لها اسمًا من اسمي‪ ،‬وجعلتلها أن أصّل‬
‫من وصلها‪ ،‬وأقطع من قطعها" الترمذي (‪)1907‬وأحمد (‪،)1662‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬صحيح‪ ،‬كما صححه اللباني‪.‬‬
‫وقد بين النبي – صلى الله عليه وسلم – عظيم أثر صلة الرحمكما‬
‫في الصحيحين البخاري (‪ )5986‬ومسلم (‪ )2557‬أنه عليه‪-‬الصلة‬
‫والسلم‪ -‬قال‪" :‬من أراد أن يبسط له في رزقه وينسأله في أثره‬
‫فليصل رحمه" وغير ذلك من الحاديث‪.‬‬
‫والسائل يسأل عن علقته بأهل زوجته وبوصفهم كذلك من‬
‫أهلرحمه‪ ،‬ول شك أن صلته وبره وإحسانه وحسن معاملته‬
‫لوالدزوجته ووالدتها وذوي قرابتها في الجملة‪ ،‬ل شك أنه من‬
‫إكرامزوجته ومن حسن عشرتها؛ لن ذلك يدآخل السرور على‬
‫قلبالزوجة‪.‬‬
‫ومن جهة أآخرى إن كانوا مسلمين فينبغي صلتهم كذلك‬
‫باعتبارالسلم وباعتبار قرابة الزوجة‪ ،‬أما الوجوب بمعنى‬
‫الفرضاللزم‪ ،‬فهذا ليس عليه دليل بحد وقدر معين‪ ،‬كأن يجب‬
‫أنيزورهم في السبوع مرة أو نحو ذلك‪ ،‬فل دليل يوجبها‬
‫بالجملة‪،‬والحاجة في مثل هذه المور غالبًا ل ينظر إليها بهذه‬
‫النظرةالضيقة التي ربما تعتمد على المكافأة‪ ،‬أو بمعنى أن‬
‫يزورهممرة في كل كذا ليزوره في كل كذا! كل هذه قائمة على‬
‫حسنالصلة والمودة والسماحة (وما لم يدرك كله ل يترك جله)‪،‬‬
‫فإنتعذرت الزيارة لمر أو آلخر فهناك وسائل التصال الهاتفي‬
‫أوالكتابة مما يحقق الغرض المنشود‪ ،‬من وجود التقدير‬
‫والحتراموالعناية والهتمام ونحو ذلك‪.‬‬
‫أما الزوجة فالذي يجب عليها من البر بر أبويها وبر‬
‫محارمهاوصلة محارمها من أعمامها وأآخوالها‪ ،‬لكن دون أن‬
‫يكون ذلكمؤثرًا على طاعة زوجها‪ ،‬ودون أن يكون ذلك مؤثرًا‬
‫على واجبهااتجاه أسرتها‪ ،‬أو معارضا لها في طاعة زوجها‪،‬‬
‫والصل العنايةبالهم فالمهم‪ ،‬فالوالدان هما الهم‪ ،‬وهو واجب‬
‫عليها‪ ،‬وعلىزوجها واجب أن يعينها على بر والديها؛ لنه إعانة‬
‫على واجبشرعي‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫وأما ما وراء ذلك فإن هذه المور بحسب العرف‪ ،‬فإن كان‬
‫لهذهالسر لقاء أسري جامع في المناسبات مثل العياد‬
‫وغيرها‪،‬فحسن أن تتاح للزوجة الفرصة للزيارة؛ لترى جميع‬
‫محارمها منالرجال وقرابتها من النساء‪ ،‬وتكون على صلة بهم‪.‬‬
‫أما إذا كانت زيارة الزوجة لهلها – ضمن قياس الشرع‬
‫وليسبالمقياس الشخصي للزوج كأن تترتب عليها مفاسد في‬
‫دينها‪،‬حيث يكون أهلها مثًل ليسوا حريصين على التزام السلم‪،‬‬
‫وقديحثونها على ارتكاب المعاصي ونحو ذلك‪ ،‬فهذا له أن يمنعها‬
‫إذاكان هناك سبب شرعي حقيقي‪ ،‬وله أثر غالب في الفساد‪،‬‬
‫وإنكانت صلة الرحم في الصل ينبغي أن يحرص عليها‪ ،‬حتى‬
‫معوجود ذلك؛ بما يعمل على تغيير ذلك الفساد‪ ،‬فقد أمر‬
‫الرسول –صلى الله عليه وسلم – بصلة الم مع كفرها‪ ،‬انظر‬
‫البخاري(‪ )2620‬ومسلم(‪ )1003‬وهذا هو الواقع في آيات القرآن‬
‫الكريمكما نعلمه‪" :‬وصاحبهما في الدنيا معروفًا" [لقمان‪]15:‬‬
‫واللهأعلم‪.‬‬

‫‪ -5‬تعدد الزوجات‬
‫سئل الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الرشيد عضو هيئة‬
‫أنا لدي‬ ‫التدريسبجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫زوجتان‪،‬وبالنسبة للعدل بينهما من ناحية السفر ‪ -‬حيث إن‬
‫الولى لهاأولد ووظيفة‪ ،‬والثانية ليس لها شيء من ذلك ‪ -‬فهل‬
‫هما فيالسفر سواء؟ هل أعدل في السفر إذا كان يومًا وليلة‬
‫فقط؟وما هي أفضل الكتب في العدل بين النساء في‬
‫المسائاللمعاصرة؟‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف‬
‫النبياءوالمرسلين‪ ،‬نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬أما‬
‫بعد‪ :‬فإنالله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬أمر بالعدل في المور كلها‪ ،‬قال‬
‫تعالى‪:‬‬
‫"إن الله يأمر بالعدل والحسان" [النحل‪ ،]90:‬وقد أآخبر الرسول‬
‫– صلى الله عليه وسلم‪ -‬بأن الله حّر م الظلم على نفسه‬
‫وجعلهعلى عباده محرمًا‪ ،‬انظر ما رواه مسلم (‪ )2577‬من حديث‬
‫أبيذر –رضي الله عنه‪ ،-‬ولذلك فإن الواجب على النسان أن‬
‫يتحرىالعدل في كل شؤونه‪ ،‬مع نفسه وولده وزوجه‬
‫وآخادمه‪،‬وغيرهم‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫ومما يجب توآخي العدل فيه ما يتعلق بالزواج والتعامل‬
‫معالزوجات‪ ،‬فإذا كان النسان لديه زوجتان فإنه يجب عليه‬
‫أنيكون عادًل بينهما في القسم والمبيت والنفقة والسفر وما‬
‫إلىذلك من المور الظاهرة‪ ،‬ول يجوز له أن يفضل إحدى‬
‫زوجاتهعلى غيرها بشيء ما إل برضا الزوجات اآلخر‪ ،‬فإذا تنازلت‬
‫إحدىالزوجات عن شيء من حقوقها فإنه يجوز لها ذلك‪ ،‬ويشهد‬
‫لهذاما فعلته سودة – رضي الله عنها‪ -‬زوج النبي – صلى الله‬
‫عليهوسلم‪ -‬فإنها تنازلت عن حقها في المبيت لعائشة – رضي‬
‫اللهعنها‪ ،-‬وقبل النبي –صلى الله عليه وسلم‪ -‬هذا التنازل‪ ،‬انظر‬
‫مارواه البخاري (‪ )5212‬ومسلم (‪ )2445‬من حديث عائشة –رضيالله‬
‫عنها‪ ،-‬مما يدل على جوازه ومشروعيته‪،‬وإذا أراد الزوج أنيسافر‬
‫ويصطحب معه إحدى نسائه فإنه يقرع بينهن أوًل ‪ ،‬فمنجاءت‬
‫القرعة لها يسافر بها أوًل ‪ ،‬ثم يسافر باآلخرى فيالسفرة الثانية‪،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬إل أن تسمح إحداهن لآلخرى فيجوز كماسبق ذكره‪ ،‬وإذا‬
‫كان المر كما تذكر من أن إحدى زوجتيكموظفة ولديها أولد‬
‫واآلخرى ليست كذلك‪ ،‬فإنه يمكن أن تحققالعدل بينهما‪ ،‬حيث‬
‫تجعل السفر بالزوجة الموظفة وأولدها فيأوقات الجازة‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل المحافظة على وظيفة الزوجةودراسة الولد‪.‬‬
‫على أني أنبه إلى أن الزوجة الموظفة إذا امتنعت من السفرلجل‬
‫وظيفتها الخاصة بها فإنه يجوز للزوج السفر مع الزوجةاآلخرى؛‬
‫لن الزوجة الموظفة هي التي تنازلت عن حقها فيالسفر فسقط‬
‫عنها‪ ،‬أما إذا امتنعت عن السفر من أجل دراسةالولد فإن‬
‫امتناعها له سبب معتبر‪ ،‬ولذلك يحسن بك أنتعوضهم بالسفر في‬
‫أوقات الجازة‪ ،‬وكما يجب على الزوج أنيعدل بين زوجاته في عدد‬
‫مرات السفر‪ ،‬فإنه يجب عليه أن يكونعادًل بينهم في مدة السفر‬
‫ونوعه‪ ،‬فل يجوز له أن يخص إحدىزوجاته بالسفر الطويل‬
‫واآلخرى بالسفر القصير‪ ،‬أو يخص إحدىزوجاته بالسفر المريح‬
‫واآلخرى بالسفر الشاق ونحو ذلك‪ ،‬إل إنحصل هذا المر من غير‬
‫قصد‪ ،‬ومما يحسن التنبيه إليه أن الزوجإذا كان يحسن التعامل مع‬
‫زوجاته‪ ،‬ول يظلم واحدة منهن فإنهيستطيع تدبير أموره‬
‫وتسييرها بالرضا والتفاهم بين جميعالطراف‪ ،‬ومن نقص شيئًا‬
‫من حقوقها فإنه يجتهد في تعويضهفي جوانب أآخرى‪ ،‬أما ما‬
‫يتعلق بالكتب التي تتحدث عن العدلبين الزوجات‪ ،‬فإن أنفع شيء‬
‫في هذا المجال ما ورد في كتبالسنة من تعامل النبي –صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ -‬مع زوجاته‪ ،‬معالطلع على ما كتبه أهل العلم شرحًا‬
‫وتعليقًا على هذهالحاديث‪ ،‬إضافة إلى فتاوى أهل العلم‬
‫المعاصرين آخصوصًا فيالمسائل المعاصرة‪ ،‬وكيف يحقق الزوج‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫العدل فيها‪ .‬والله أعلم‪،‬وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬محمد بن أحمد الصالح أستاذ الدراسات‬


‫أنا متزوج‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫منثلث‪ ،‬وزوجتي الثالثة من عائلة لهم عادات بعد الزواج‬
‫وهيالكسوة‪ ،‬علما بأني لما دفعت المهر اتفقت مع أبيها بأن‬
‫يجعاللمهر مع الكسوة‪ ،‬وقد أعطيته ‪60‬ألف ريال كما طلب‪،‬‬
‫ولكنالزوجة تطلب مني أن أكسو أهلها بعشرة آلف ريال‪،‬‬
‫السؤال‪:‬‬
‫هل يلزمني إذا أعطيتها المبلغ أن أعطي كل زوجاتي عشرةآلف‬
‫ريال؟ وهل الهدية التي تعطى للزوجة يشترط فيها العدلبين‬
‫الزوجات؟‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫جاء في حديث عمرو بن عوف المزني – رضي الله عنه –مرفوعًا‪:‬‬
‫"والمسلمون على شروطهم" رواه الترمذي (‪،)1352‬وابن ماجة (‬
‫‪ )2353‬ويقول – عليه السلم ‪" :-‬إن أحق الشروطأن يوفي به ما‬
‫استحللتم به الفروج" رواه البخاري (‪،)2721‬ومسلم (‪ )1418‬من‬
‫حديث عقبة بن عامر – رضي الله عنه ‪،-‬وقال الخليفة عمر –‬
‫رضي الله عنه ‪" :-‬مقاطع الحقوق عندالشروط" رواه البخاري‬
‫تعليقًا كتاب‪ :‬الشروط‪ .‬باب‪ :‬الشروطفي المهر عند عقدة‬
‫النكاح‪ ،‬ومن القواعد الشرعية‪ :‬الشرطالعرفي كالشرط‬
‫اللفظي‪ ،‬والمعروف عرفًا كالمشروط شرطًا‪،‬وعلى الرجل أن‬
‫يفي بما جرت عليه أعراف القبيلة ما دام أنه ليحل حرامًا‪ ،‬ول‬
‫يحرم حلًل ‪ ،‬ول يسقط واجبًا‪ ،‬ول يوجب ساقطًا‪.‬‬
‫غير أن التفاق مع أبيها بدآخول الكسوة ضمن المهر ل يبقي‬
‫لهمحقًا في المطالبة بما زاد على التفاق‪ ،‬إن كان هذا‬
‫التفاقمكتوبًا أو اعترف به أبوها‪.‬‬
‫والمهر حق للزوجة هو وما يتبعه‪ ،‬ول يلزم الزوج أن يدفعلزوجاته‬
‫السابقات نظير هذا المهر أو نظير ما جرى به العرف‪،‬وإذا أهدى‬
‫لزوجته بمناسبة آخروجها من النفاس أو إنجازها عمًلتفردت به‬
‫مما يعود عليه وعليها بالخير فل يلزمه أن يساوي بينهاوبين‬
‫زوجاته اآلخر‪ ،‬والعلم عند الله‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫سئل الشيخ نايف بن أحمد الحمد القاضي بمحكمة رماحهل‬
‫الزواج بالمرأة الثانية يبيح للولى طلب الطلق أو الفسخ؟‬

‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬وبعد‪..‬‬
‫يجوز أن يتزوج الرجل زوجة ثانية‪ ،‬وثالثة‪ ،‬ورابعة‪ ،‬وجواز‬
‫التعددمشروط بالقدرة على العدل بين الزوجات‪ ،‬قال الله‬
‫تعالى‪:‬‬
‫"وإن آخفتم أل تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم‬
‫منالنساء مثنى وثلث ورباع فإن آخفتم أل تعدلوا فواحدة أو‬
‫ماملكت أيمانكم ذلك أدنى أل تعولوا" [النساء‪ ،]3 :‬لذا ذهب‬
‫بعضالعلماء إلى أن الصل التعدد‪ ،‬وليس زواج الزوج بزوجة ثانية‬
‫ممايبيح للزوجة الولى أن تطلب الطلق‪ ،‬إل إذا لم يعدل‬
‫زوجهابينهما‪ ،‬وقد جاء الوعيد للزوج الظالم‪ ،‬حيث قال – صلى‬
‫اللهعليه وسلم‪" -‬من كان له امرأتان يميل لحداهما على‬
‫اآلخرىجاء يوم القيامة أحد شقيه مائل" رواه النسائي (‬
‫‪)3942‬والبيهقي في الشعب (‪ )8713‬من حديث أبي هريرة – رضي‬
‫اللهعنه‪ ،-‬هذا إذا كانت المرأة لم تشترط عليه في العقد أل‬
‫يتزوجعليها‪ ،‬فإن كانت قد اشترطت عليه أل يتزوج عليها فتزوج‬
‫فلهاالفسخ في أصح قولي العلماء؛ لحديث عقبة بن عامر –‬
‫رضيالله عنه‪ ،-‬قال‪ :‬قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم‪:-‬‬
‫"أحقالشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج‪ "،‬رواه البخاري‬
‫(‪ )2572‬ومسلم (‪ )1418‬والله تعالى أعلم – وصلى الله وسلمعلى‬
‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه‪-.‬‬

‫سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ‪ -‬رحمه الله ‪-‬عضو‬


‫هيئةالتدريس بكلية الشريعة جامعة المام محمد بن سعود‬
‫السلميةوعضو هيئة كبار العلماء‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ما حكم من صلى آخلف الصف منفردًا الصلة كاملة؟ هل‬
‫يعيدالصلة؟ وإذا صلى بعض الركعات آخلف الصف والبعض بعد ما‬
‫أتمالمام الصلة‪ ،‬وما حكم من علم بالحكم بعدما قضيت‬
‫الصلةسواء بزمن قليل أو بزمن كثير؟ والله يحفظكم‬
‫ويرعاكم‪،‬والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫سئل فضيلة الشيخ‪ :‬محمد بن عثيمين –رحمه الله‪ -‬عن‬


‫سؤالمشابه لسؤالك‪ ،‬فإليك السؤال والجواب‪:‬‬
‫سـ‪ /‬ما حكم الصلة آخلف الصف منفرداً؟‬
‫ًا‬
‫جـ‪ /‬الصلة آخلف الصف منفرد ل تجوز ول تصح على‬
‫القواللراجح‪ ،‬وهو المشهور من مذهب المام أحمد –رحمه الله –‬
‫وإنكان عنه رواية أآخرى أنها تصح وهو مذهب الئمة الثلثة‪:‬‬
‫مالك‪،‬وأبي حنيفة‪ ،‬والشافعي‪.‬‬
‫ولكن الراجح أنها ل تصح آخلف الصف منفردًا إل إذا تعذر‬
‫الوقوففي الصف بحيث يكون الصف تاّم ًا‪ ،‬فإنه يصلي آخلف‬
‫الصفمنفردًا تبعًا للمام؛ لنه معذور‪ ،‬ول واجب مع العجز كما‬
‫قاألهل العلم – رحمهم الله – وإذا كان الرسول ‪ -‬عليه‬
‫الصلةوالسلم‪ -‬جعل المرأة تقف آخلف الصف منفردة عن‬
‫الرجالللعذر الشرعي‪ ،‬وهو عدم إمكان وقوفها مع الرجال‪ ،‬فإن‬
‫العذرالحسي أيضًا يكون مسقطًا لوجوب المصافة‪ ،‬وذلك لنه في‬
‫هذهالحال إذا لم يجد الرجل إل موقفًا آخلف الصف منفردًا فإما‬
‫أنيصلي منفردًا آخلف الصف مع المام‪ ،‬أو يصلي منفردًا وحده‬
‫عنالجماعة‪ ،‬أو يجذب واحدًا من الصف ليكون معه‪ ،‬أو يتقدم‬
‫ليصليإلى جانب المام‪ ،‬هذه الحوال الربعة التي يمكن أن تكون‬
‫لهذاالرجل الذي لم يجد موقفًا في الصف‪.‬‬
‫فنقول له‪ :‬أما التقدم إلى المام حتى يكون إلى جانبه فإن‬
‫فيهمحذورين‪ ،‬أحدهما‪ :‬الوقوف مع المام في صلة الجماعة‬
‫وهذاآخلف السنة؛ لن الفضل أن ينفرد المام في مكانه‪،‬‬
‫ليكونإمامًا متميزًا عن الجماعة منفردًا عنهم في المكان ليعرف‬
‫أنهإمام‪ ،‬وأنه ل ثاني معه‪ ،‬ول يرد على هذا قصة أبي بكر –رضي‬
‫اللهعنه– حين جاء النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬وأبو بكر‬
‫يصليبالناس فكان على يسار أبي بكر وأبو بكر عن يمينه انظر‪:‬‬
‫البخاري (‪ )664‬ومسلم (‪)418‬؛ لن أبا بكر – رضي الله عنه‪ -‬هوالمام‬
‫أوًل ويتعذر أن يرجع إلى صف وراءه لنه متصل‪ ،‬فوقوفأبي بكر‬
‫هنا على سبيل الضرورة‪.‬‬
‫المحذور الثاني‪ :‬أنه إذا تقدم مع المام فإنه سوف يتخطىالصف‪،‬‬
‫أو الصفين‪ ،‬أو الثلثة حسب ما يجد أمامه من الصفوف‪.‬‬
‫وفي هذه الحال – أي تقدمه إلى المام – يكون هناك فوات‬
‫أمرمطلوب وهو أنه إذا تقدم وصلى مع المام‪ ،‬ثم دآخل آآخر ولم‬
‫يجدمكانًا في الصف فمعناه أنه سيتقدم إلى المام‪ ،‬ويكون‬
‫معالمام رجلن‪ ،‬لكن لو أن هذا لم يتقدم إلى المام وبقي‬
‫آخلفالصف ثم جاء الثاني صار صّف ًا معه‪.‬‬
‫أما جذبه لواحد من الصف الذي أمامه فهذا أيضًا يترتب عليه‬
‫عدةمحاذير‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫المحذور الول‪ :‬فتح فرجة في الصف وهذا من قطع الصف‪،‬‬
‫وقدقال النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪":-‬من قطع صفًا قطعه‬
‫الله"النسائي (‪ )819‬وأبو داود (‪ )660‬وأحمد (‪.)5724‬‬
‫المحذور الثاني‪ :‬أن هذه الفرجة التي حدثت في الصف فإنالغالب‬
‫أن الناس يتقاربون‪ ،‬وحينئذ يؤدي إلى حركة جميعالصف‪ ،‬ولول‬
‫جذب هذا الرجل ما تحرك الصف ولبقي الناس علىأمكنتهم‪.‬‬
‫المحذور الثالث‪ :‬أنه ينقل صاحبه الذي جذبه من المكان‬
‫الفاضإللى المكان المفضول وفي هذا نوع اعتداء عليه‪.‬‬
‫المحذور الرابع‪ :‬أنه إذا جذب المصلي فلبد أن يكون عنده‬
‫فزعونحوه مما يوجب عليه تشويش صلته‪.‬‬
‫أما الحال الثالثة وهي‪ :‬أن نقول انصرف ول تصّل مع‬
‫الجماعةلن الصف تام‪ ،‬وحينئذ نحرمه من صلة الجماعة‪ ،‬ويكون‬
‫منفردًافي موقفه وفي صلته أيضًا‪.‬‬
‫وتبقى عندنا الحال الرابعة وهي‪ :‬أن نقول له‪ :‬كن آخلف‬
‫الصفمنفردًا في المكان‪ ،‬موافقًا في الفعال‪ ،‬وهذه اآلخيرة هي‬
‫آخيرالقسام بل شك‪ ،‬فإذا كانت هي آخير القسام فإنها تكون‬
‫هيالمطلوبة ونقول له‪ :‬قف آخلف الصف وصّل مع المام‬
‫منفرداً؛لنه معذور‪.‬‬
‫أما قول الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪":-‬ل صلة لمنفرد‬
‫آخلفالصف" أحمد (‪ )16297‬بلفظ "لمفرد" أو "لفرد" وأآخرجه‬
‫ابنماجة (‪ )1003‬فهذا حمله من يرون أن المصافة ليست‬
‫بواجبةحملوه على أنه نفي للكمال وليس نفيًا للصحة‪ ،‬ولكن‬
‫هذاالطريق ليس بصحيح؛ لن الصل في ما نفاه الشرع‬
‫انتفاءالصحة‪ ،‬هذا هو الصل إل إذا وجد دليل على أن المراد‬
‫انتفاءالكمال‪ ،‬فيحمل على انتفاء الكمال وإل فالصل أن النفي‬
‫نفيللصحة‪.‬‬
‫وبهذه المناسبة‪ :‬أود أن أبين أن ما ورد نفيه في النصوص‬
‫فلهثلث حالت‪:‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬أن يكون نفيًا لوجوده وهذا هو الصل‪ ،‬مثل‪ :‬آلخالق‬
‫إل الله‪ ،‬هذا نفي لوجود آخالق للخلق سوى الله –عز وجل‪-‬وهذا‬
‫أعني نفي الوجود هو الذي يجب عليه حمل النفي أولً؛ لنهالصل‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إن لم يمكن حمل النفي على نفي الوجود‪،‬‬
‫وكانالشيء موجودًا‪ ،‬فإنه يحمل على نفي الصحة شرعًا‬
‫مثل‪":‬لصلة بغير طهور" مسلم (‪ ،)224‬فالنسان قد يصلي‬
‫غيرمتوضئ وتوجد الصلة‪ ،‬لكنها شرعًا منفية وهذا نفي للصحة‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬إن لم يكن الحمل على نفي الصحة لوجود دليليمنع‬
‫من ذلك فإنه يحمل على نفي الكمال مثل‪":‬ل صلة بحضرةطعام‪،‬‬
‫ول وهو يدافعه اآلخبثان" مسلم (‪ )560‬فإنها هنا محمولةعلى نفي‬
‫الكمال‪ ،‬على أن بعضًا من أهل العلم يقول‪ :‬إن هذاالحديث‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫محمول على نفي الصحة إذا كان ينشغل انشغاًل كامًلل يدري ما‬
‫يقول في صلته فإنه ل تصح صلته حينئ ٍءذ‪.‬‬
‫وعلى كل حال فهذه المراتب الثلث ينبغي لطالب العلم‬
‫أنيلحظها‪ :‬أن الصل في النفي نفي الوجود‪ ،‬فإن لم يمكن‬
‫وكانالشيء موجودًا فهو محمول على نفي الصحة‪ ،‬فإن لم‬
‫يمكنوكان قد قام الدليل على الصحة فإنه يكون محموًل على‬
‫نفيالكمال‪.‬‬
‫وعلى هذا فقوله –صلى الله عليه وسلم‪":-‬ل صلة لمنفرد‬
‫آخلفالصف" أو لفرد آخلف الصف هو من القسم الثاني أي مما‬
‫نفيتصحته‪ ،‬فل تصح صلة منفرد آخلف الصف‪ ،‬ولكن هذا يدل‬
‫علىوجوب المصافة‪ ،‬ووجوب المصافة عند التعذر يسقط‬
‫بتعذره؛لن القاعدة المعروفة عند أهل العلم والتي دل عليها‬
‫قوله –تعالى‪":-‬ل يكلف الله نفسًا إل وسعها"[البقرة‪ ]286:‬تدل‬
‫علىأنه ل واجب مع العجز‪ ،‬وبهذا تبين أنه إذا تعذر الوقوف‬
‫فيالصف لكماله فإن الداآخل يصف وحده ويتابع إمامه‪ ،‬وصلته‬
‫فيهذه الحالة صحيحة‪.‬‬
‫[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ‪ :‬محمد بن عثيمين –رحمه الله‪( -‬‬
‫‪.[(197-15/193‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬فيحان بن شالي المطيري عضو هيئة‬


‫إذا كان للرجل‬ ‫التدريسبالجامعة السلمية‬
‫زوجتان‪،‬‬
‫وولدت إحداهما‪ ،‬فهل يلزم الزوج العدل في المبيت أم‬
‫يسقطحق من ولدت في المبيت؟‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫المراد من المبيت عند الزوجة النس والسكن في الدرجةالولى‪،‬‬
‫وليس المراد منه التصال الجنسي ل غير‪ ،‬وإن كان هذاالمر‬
‫مقصدًا من مقاصد النكاح‪ ،‬قال الله –تعالى‪َ"-:‬و ِم ْن آيَاتِِه أَْنآَخلََق‬
‫لَكُْم ِم ْن أَنُْف ِس كُْم أَْز َو اجًا لِتَْس كُنُو ا إِلَيَْه ا َو َجَع َل بَيْنَكُْم َم َو دًّةَوَر ْح َم ًة‬
‫إِّن ِف ي ذَلَِك ليا ٍءت لَِق ْو مٍء يَتََف كُّر وَن " [الروم‪.]21:‬‬
‫وقد أجمع أهل العلم على عدم وجوب الجماع على الزوج فيليلة‬
‫المرأة المقسوم لها مع إجماعهم على وجوب المبيت‬
‫عليه‪،‬والقسم لها من النفقة والسكنى والكسوة‪ ،‬وعليه يجب‬
‫علىالزوج المبيت عند الزوجة النفساء إل أن تتنازل عن حقها‬
‫فيالمبيت أو يكون العرف جاريًا بينهما على عدم المبيت في‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫حااللنفاس‪ ،‬ويكون هذا المر معلومًا عند الزوجين أو الزوجات؛‬
‫لنالمقصود العدل والنفاس جا ٍءر على كل واحدة على حد سواء‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬عبد الوهاب بن ناصر الطريري عضو‬


‫هيئةالتدريس بجامعة المام محمد بن سعود السلمية سابقًاأنا‬
‫رجل ل تكفيني زوجة واحدة وقد تهيأ لي الزواج بأآخرى‪،‬‬
‫وقدصارحت زوجتي بنيتي في الزواج فقالت لي‪ :‬طلقني‪.‬‬
‫فقلتلها‪ :‬اذهبي إلى أهلك أسبوعًا أو أسبوعين‪ ،‬وفكّر ي جيدًا‬
‫فيالموضوع‪ ،‬واعلمي أني سأقدم على الزواج مهما كلّف‬
‫الثمن ‪.‬‬
‫فهل يلحقني إثم بسبب أطفالي إذا طلقتها ؟ أم أنها هي‬
‫الثمةوليس علي إثم إن شاء الله؟‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫أوًل ‪ :‬أحب أن تعلم أيها األخ الكريم أن غضب زوجتك دليل‬
‫علىحبها لك‪ ،‬وغيرتها عليك‪ ،‬وهذا ما يجب أن يرفع رصيدها‬
‫عندك ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬المرأة التي ل تغار على زوجها ول تشح به ل آخير فيها‬
‫له‪،‬فبادل امرأتك حبا بحب‪.‬‬
‫ثالثًا‪:‬لم يعجبني تصرفك مع زوجتك وقولك لها إني سأقدم‬
‫علىالزواج مهما كلّف الثمن‪ ،‬فهذا إظهار لعدم أهميتها لك‪،‬‬
‫وكنتتستطيع أن تفهمها موقفك بطريقة أكثر لطفًا ولباقة‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أرى أن تشرح لها ظروفك بلطف وتفّه م‪ ،‬وأن تخبرها‬
‫أنآخيارك هو فيما أحل الله لك‪ ،‬وأن لك سببًا مقنعًا وهو‬
‫عدمحصول العفاف بزوجة واحدة‪ ،‬وأن زواجك بثانية هو‬
‫بقصدإحصان نفسك وغض بصرك‪ ،‬وليس زهدًا فيها‪ ،‬ول بسبب‬
‫تقصيرمنها‪ ،‬وأنك ستكون وفيًا لها ما بقيت‪ ،‬مجتهدًا في إسعادها‬
‫ماحييت‪ ،‬وأن تذكر لها سابقتها معك‪ ،‬وتضحيتها من أجلك‬
‫بعينالتقدير ‪.‬‬
‫وأنا متأكد أن امرأتك مسلمة صالحة‪ ،‬لن تحول بينك وبين ما‬
‫أحاللله لك‪ ،‬ولن تدفعك بسلوكها إلى الحرام‪ ،‬ولن تكون‬
‫عونًاللشيطان عليك‪ .‬ولكن أحسن التعامل وبالغ في البر ول‬
‫تنسواالفضل بينكم‪.‬‬

‫سئل الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب بن سردار آخطيب جامع‬


‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫ما حكم تعدد‬ ‫العمودي بالمدينة النبوية‬


‫الزوجاتبالتفصيل؟الجواب ‪:‬‬
‫تعدد الزوجات عمل مستحب؛ لقول الله –تعالى‪َ"-:‬و إِْن آِخ ْف تُْم‬
‫أَّلتُْق ِس طُو ا ِف ي الْيَتَاَم ى َف انْكُِح وا َم ا طَاَب لَكُْم ِم َن النَّس ِاِء‬
‫َم ثْنَىَو ثَُلَث َوُر بَاَع َف إِْن آِخ ْف تُْم أَّل تَْعِدلُو ا َف َو اِح دة" [النساء‪.]3:‬‬
‫فاآختار الله –عز وجل‪ -‬التزوج بأكثر من َو ًاحدة‪ ،‬فإن آخاف‬
‫عدمالعدل تزوج بواحدة فقط‪ ،‬ثم إن التعدد هو السنة وعمل نبينا‬
‫–صلى الله عليه وسلم‪ -‬والله –عز وجل‪ -‬يقول‪ ":‬لقد كان لكمفي‬
‫رسول الله أسوة حسنة" [الحزاب‪ ]21:‬وقال ابن عباس –رضي‬
‫الله عنهما‪":-‬إن آخير هذه المة أكثرها نساًء" رواه البخاري‬
‫(‪ )5069‬يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫وينبغي على العبد الذي يريد تطبيق هذه السنة أن يطبقها‬
‫معاللتزام بالضابط الشرعي حتى يكون التعدد رحمة ونعمة‬
‫كماأراده الشرع‪ ،‬أما إذا تخلى عن الضوابط الشرعية وترك‬
‫تقوىالله –عز وجل‪ -‬في شأن التعدد فإنه يقع في المحاذير‬
‫الشرعيةوالمشكلت الجتماعية‪.‬‬
‫وأهم ضابط شرعي هو أن يعرف من نفسه أنه يعدل‬
‫بينالزوجات‪ ،‬كما ينبغي أن يراعي أن يكون قادرًا القدرة‬
‫الماليةعلى النفاق على زوجتين أو أكثر‪ ،‬ويكون قادرًا القدرة‬
‫البدنيةعلى إعفاف الزوجات‪ ،‬ويكون قادرًا القدرة الدارية‬
‫الجتماعيةبحيث يحسن عشرة الزوجات ويربي البناء والبنات‪،‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬فهد بن عبدالرحمن اليحيى عضو هيئة‬


‫أنا رجل‬ ‫التدريسبجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫متزوج مناثنتين والحمد الله وقد رزقني الله من واحدة ذرية ومن‬
‫اآلخرىلم يرزقني فهي ل تُنجب والحمد لله على نعمته وهو‬
‫مقسمالرزاق وبفضل الله أحاول بقدر استطاعتي أن أعدل‬
‫بينهماوأسأل الله لي التوفيق والثبات‪ .‬ولكن الن أولدي كبروا‬
‫شيئًاما فأنا أجلس في بيتهم أكثر مما أجلس في بيت الزوجة‬
‫التي لتُنجب ولكني أبيت في بيت كل زوجة ليلة وأعدل بينهما‬
‫في ذلكوالحمد لله ولكني الن أفكر أن أعطي زوجتي التي ل‬
‫تنجب يومًاأبيت فيها عندها وعند بيتي اآلخر يومين‪.‬‬
‫ووالله ل أفعل ذلك إل من أجل الولد فقط وأنا متزوج‬
‫منذحوالي تسع سنوات وأعدل بينهما في كل شيء والحمد‬
‫للهحسب ما أستطيع ولكن الن والولد يحتاجونني أكثر من‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫ذيقبل وأنا أعمل طيلة اليوم وأذهب في المساء إليهم‪،‬‬
‫لذلكفكرت أن أبيت في بيت أولدي يومين وفي البيت اآلخر‬
‫يومًاواحدا‪ ،‬فما حكم هذا العمل بارك الله فيك‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬

‫الحمد لله وبعد فإن العدل بين الزوجات في المبيت‬


‫واجبباتفاق أهل العلم ول يسقط إل بإسقاط الزوجة‬
‫برضاها عنطيب نفس أو بنشوزها وهو عصيانها لزوجها‬
‫وآخروجها عنطاعته‪.‬‬
‫وإذا علم هذا فإن ما ذكر في السؤال ليس مبررًا لترك‬
‫العدل‪،‬فلكل امرأة ليلة سواء كان لديها أولد أم ل؟ ‪.‬‬
‫وأما حاجة الولد إليك فيمكن تداركها بالمرور عليهم في‬
‫النهاروالنظر فيما يحتاجون‪ ،‬وأما المبيت والمستقر فيكون في‬
‫بيتمن لها القسم تلك الليلة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ نايف بن أحمد الحمد القاضي بمحكمة‬


‫رماحالسلم عليكم‪.‬‬
‫أنا امرأة ملتزمة ومنتقبة ومتزوجة منذ سبع سنين ولي‬
‫طفلنمن زوجي وأعيش حياة سعيدة جدًا مع زوجي‪ ،‬ومنذ‬
‫أسابيعقليلة فاجئني زوجي بأنه يريد أن يتزوج امرأة أآخرى‬
‫وطلبتالطلق فأآخبرني أن هذا ل يجوز لي لنه لم يفعل إل‬
‫السنة كماأنه لم يقبل ذلك؛ لنه ل يريد لولده أن يتربوا بعيدًا عن‬
‫أبويهم‪.‬‬
‫والسؤال‪ :‬هل يحق لي أن أطلب الطلق منه؟ وهل يعد ذلكطلبًا‬
‫للطلق بغير بأس؟وإذا دعوت الله أل يرزقه ماًل حتى ل يتزوج‬
‫هل أكون آثمة؟ ومانصيحتكم لي ولزوجي؟‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫وعليكم السلم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فقد أكرم الله تعالى اآلخت السائلة بأمور منها الحجاب‬
‫واللتزاموالزواج والطفال والسعادة الزوجية فهذه نعم عظيمة‬
‫ُح رمهاكثير من النساء؛ لذا يجب على اآلخت السائلة أن تحمد الله‬
‫تعالىوتشكره على تلك النعم وتسأله الثبات ول بد أن تعلم‬
‫اآلختالسائلة أنه يجوز لزوجها وغيره أن يتزوج زوجة ثانية إذا لم‬
‫تكنالمرأة قد اشترطت عليه قبل العقد أل يتزوج عليها‪،‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫وجوازالتعدد مشروط بالقدرة على العدل بين الزوجات قال‬


‫اللهتعالى‪":‬وإن آخفتم أل تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب‬
‫لكممن النساء مثنى وثلث ورباع فإن آخفتم أل تعدلوا فواحدة أو‬
‫ماملكت أيمانكم ذلك أدنى أل تعولوا"[النساء‪ ]3:‬لذا ذهب جملة‬
‫منالعلماء إلى أن الصل التعدد‪ ،‬وليس زواج الزوج بزوجة ثانية‬
‫ممايبيح للزوجة الولى أن تطلب الطلق إل إذا لم يعدل‬
‫زوجهابينهما وقد جاء الوعيد للزوج الظالم حيث قال –صلى الله‬
‫عليهوسلم‪":-‬من كان له امرأتان يميل لحداهما على اآلخرى جاء‬
‫يومالقيامة أحد شقيه مائل" رواه النسائي (‪ )3942‬من حديث‬
‫أبيهريرة –رضي الله عنه‪-.‬‬
‫أما الدعاء فإن الله تعالى يستجيب دعاء عبده ما لم يدع بإثم‬
‫أوقطيعة رحم كما في صحيح مسلم (‪ )2735‬لذا فإن كانت‬
‫اآلختالسائلة داعية فلتسأل الله تعالى أن يقنع زوجها بها ويكفيه‬
‫بهاونحو ذلك‪ ،‬والله تعالى أعلم‪ ،‬وصلى الله وسلم على نبينا‬
‫محمدوعلى آله وصحبه‪.‬‬

‫سئل الشيخ ناصر بن محمد آل طالب القاضي بمحكمة‬


‫عرعربسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬هل يحّل شرعًا للرجل أن‬
‫يبقي أمرزواجه الثاني سرًا عن زوجته الولى التي تشك في‬
‫هذا المروتطلب معرفة الحقيقة ؟ وما هو الدليل الشرعي؟‬
‫جزاكم اللهعني كل آخير‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫يجوز للرجل أن يبقي زواجه الثاني سرًا من زوجته الولى‬
‫التيتشك في هذا المر‪ ،‬ولو طالبت بمعرفة الحقيقة لعدم‬
‫وجودالدليل المانع من ذلك‪ ،‬والصل أن معاملت الناس مبنية‬
‫علىالباحة إل ما حرمه الشارع‪ ،‬ول أعلم دليًل يوجب على الزوج‬
‫أنيخبر زوجته الولى بزواجه من الثانية‪.‬‬
‫وإذا طالبت الولى بمعرفة حقيقة المر ولم يشأ الزوج أنيخبرها‬
‫لعتقاده أن المصلحة في عدم إآخبارها فله ذلك‪ ،‬وقدرآخص النبي‬
‫– صلى الله عليه وسلم – في الكذب للصلح وفيأحاديث الزوجين‬
‫مع بعضهما فيما من شأنه أن يعين علىاستمرار الحياة الزوجية‬
‫على أحسن حال‪ .‬انظر ما رواه الترمذي‬
‫(‪ )1939‬من حديث أسماء بنت يزيد –رضي الله عنها‪-.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬عبد الرحمن بن علوش المدآخلي عضو هيئة‬


‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫هل الصل في‬ ‫التدريس بكلية المعلمين‬
‫الزواجالتعدد ؟ وهل الزواج بأآخرى ينبغي أن يكون بعذر‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فإن الصل في الزواج التعدد؛ لقوله تعالى‪َ ":‬و إِْن آِخ ْف تُْم أَّل‬
‫تُْق ِس طُو ا ِف ي الْيَتَاَم ى َف انْكُِح وا َم ا طَاَب لَكُْم ِم َن النَّس ِاِء‬
‫َم ثْنَىَو ثَُلَث َوُر بَاَع َف إِْن آِخ ْف تُْم أَّل تَْعِدلُو ا َف َو اِحدَة أَْو َم ا َم لَكَْت‬
‫أَيَْم انُكُْم‬
‫ذَلَِك أَدْنَى أَّل تَُع ولُو ا" [النساء‪ ،]3:‬فدلت اًلية على أن الصل‬
‫هوالتعدد‪ ،‬وهذه القضية ثابتة شرعًا وعقًل ‪ ،‬فإن عدد النساء‬
‫أكثرمن عدد الرجال‪ ،‬سيما إذا حدثت حروب وغيرها‪ ،‬وليس‬
‫شرطًاأنه ل يعدد إل من كان له عذر في ذلك؛ لن التعدد أبيح‬
‫بدونشروط إل شرط العدل‪ ،‬والعدل المقصود في الية هو في‬
‫المور الظاهرة المقدور عليها كالقسم في المبيت‪ ،‬والعدل‬
‫فيالنفقة والتعامل‪ ،‬وأما الميل القلبي فل يشترط فيه ذلك‬
‫لقواللنبي – صلى الله عليه وسلم – "اللهم هذا قسمي فيما أملك‬
‫فلتلمني فيما تملك ول أملك"‪ .‬رواه أبو داود (‪ ،)2134‬والترمذي (‬
‫‪ ،)1140‬والنسائي (‪ ،)3943‬وابن ماجة (‪ )1971‬من حديثعائشة –رضي‬
‫الله عنها‪-.‬‬
‫أما إذا كان النسان متيقنًا أنه سيظلم إحدى زوجاته ويضر‬
‫بهاول يعطيها حقوقها؛ فإن التعدد يكون في حقه حراماً؛‬
‫لقولهتعالى‪َ " :‬ف إِْن آِخ ْف تُْم أَّل تَْعِدلُو ا َف َو اِحدًة" [النساء‪.]3 :‬‬
‫وأما إذا كان النسان يخشى على نفَس ه الوقوع في‬
‫الفاحشةلمرض زوجته الولى‪ ،‬أو عدم قيامها بحقه‪ ،‬أو كبرها أو‬
‫غير ذلك؛فإن التعدد يكون في حقه فرضًا واجبًا والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد عضو هيئة‬


‫أنا أعيش‬ ‫التدريسبجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫فيإحدى الدول الغربية وأريد أن أتزوج زوجة ثانية‪ ،‬لكن‬
‫المرأةالثانية تخشى أن يكون زواجنا فيه مخالفة شرعية؛ لنه‬
‫مخالفلنظمة الدولة التي تحظر تعدد الزوجات‪ ،‬وتقول إن‬
‫الئمةالربعة أشاروا إلى وجوب اتباع أنظمة مكان إقامة الشخص‪.‬‬
‫فماالحكم الشرعي الصحيح في هذه الحالة؟ وهل يجوز أن‬
‫نتزوج؟مع العلم أن هناك كثيرين معددين هنا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫نعم! المسلم المقيم في بلد الكفار مأمور أل يخالف‬


‫أنظمتها‪،‬إل إذا أمرْت بمعصية‪ ،‬أو نهْت عن طاعة واجبة‪ ،‬فحينئذ‬
‫ل نقول‪:‬‬
‫تجوز مخالفته فحسب‪ ،‬بل تجب مخالفته ول يجوز اتباعه إل‬
‫فيحال الضطرار والكراه‪ ،‬ول طاعة لمخلوق في معصية الخالق‪.‬‬
‫وأما ما ل يمنع من واجب‪ ،‬ول يأمر بمعصية‪ ،‬ولكنه يحرم‬
‫النسانمن رآخصة شرعية – كالتعدد مثًل ‪ -‬فيجوز له مخالفة‬
‫نظامهموالتحايل عليه‪ ،‬بشرط أن تكون المصلحة فيه راجحة‪ ،‬ول‬
‫يترتبعليه إضرار باآلخرين‪ ،‬ول تعريض للنفس إلى‬
‫المخاطرةوالعقوبة التي قد ل يحتملها النسان‪.‬‬
‫فزواج المسلم بزوجة ثانية في ذلك البلد الكافر الذي‬
‫يعجبمظاهر الفتنة والفواحش فيه مصلحة راجحة ول شك‪،‬‬
‫وهيتحصين فرجه وإعفاف نفسه عن الحرام‪ ،‬وليس في تحقيق‬
‫هذهالمصلحة الراجحة مفسدة ول مضرة على اآلخرين‪.‬‬
‫وما كان من قبيل هذه الٌص ورة – أعنٌي ما فيه مصلحة دينيةراجحة‬
‫ل يترتب على تحقيقها أي مفسدة أو مضرة لآلخرين‪ -‬فليلزم‬
‫المسلم التزام النظام الذي يمنعه ما دام أن الشرع قدرآّخص‬
‫فيه‪.‬‬
‫بيد أنى أنصح األخ أن يتأمل المر جيدًا ويقدّر العواقب‪ ،‬فل‬
‫يقبلعليه إل إقبال المتأمل المتبّص ر‪ ،‬ل المتعجل غير‬
‫المبالي‪،‬فمسألة نسبة أولده إليه من الثانية في السجل المدني‬
‫في ذلكالبلد كيف ستكون؟! وهل تحايله على النظام بنسبتهم‬
‫إليه منزوجته الولى ل تترتب عليه إشكالت في مستقبل‬
‫أولدهأولئك؟!‬
‫المر يحتاج إلى تأني وتأمل‪ ،‬اللهم إل إذا كانت زوجته‬
‫الثانيةعاقرًا ل تلد‪ ،‬فالمر عندئ ٍءذ أهون ‪.‬‬
‫وفقك الله لكل آخير‪ ،‬وأعانك على إعفاف نفسك‬
‫وتحصينفرجك‪.‬‬
‫والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ د‪ .‬محمد بن إبراهيم الغامدي عضو هيئة التدريس‬


‫أنا شاب أريد التزوج‬ ‫بجامعة الملك آخالد‬
‫بثانيةلحاجتي لذلك ‪...‬قال الله ‪-‬تعالى‪" :-‬إن يكونوا فقراء يغنهم‬
‫اللهمن فضله‪ "،‬وقد أورد المام البخاري حديثًا تحت باب‬
‫(جوازتزويج الفقير) فهل إقدامي على الزواج وأنا فقير مبتغيا‬
‫الرزقمن الله ينافي التوكل؟ وهل فعل ذلك مع عدم رغبة‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫الوالدينواسترضائهما فيما بعد يوقعني في الثم ؟ وجزاكم الله‬
‫آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من لنبي بعده ‪ :‬أما بعد‪:‬‬
‫وعليكم السلم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫معنى الية ل تمتنعوا عن التزويج بسبب فقر الرجل والمرأة‬
‫"إنيكونوا فقراء يغنهم الله من فضله" [النور‪ ]32:‬وهذا وعدبالغنى‬
‫للمتزوجين طلب رضا الله واعتصامًا من معاصيه‪ ،‬قالهالقرطبي‬
‫قال ابن مسعود ‪:‬التمسوا الغنى في النكاح وتل هذهالية‪ ،‬وقال‬
‫عمر رضي الله عنه ‪ :‬عجبي ممن ل يطلب الغنى فيالنكاح ‪ ،‬قال‬
‫القرطبي ‪ 12/160‬المراد غنى النفس‪ ،‬وقياللمعنى‪ :‬يغنيهم الله‬
‫من فضله إن شاء ‪ ،‬وقيل المعنى‪ :‬إنيكونوا فقراء إلى النكاح‬
‫يغنهم الله بالحلل ليتعففوا عن الزنا‬
‫‪،‬واآلخبار في أن النكاح سبب الغنى كثيرة قال في روحالمعاني‪:‬‬
‫ولغنى الفقير إذا تزوج سبب عادي وهو مزيد اهتمامهفي‬
‫الكسب‪ ،‬والجد التام في السعي‪ ،‬حيث ابتلي بمن تلزمهنفقتها‬
‫شرعا وعرفا وينضم إلى ذلك مساعدة المرأة له وإعانتهاإياه‬
‫على أمر دنياه‪ .....‬وعلى أي حال نأمل أن تكون زوجتك التيتزوجت‬
‫هي سبب غناك‪.‬‬
‫والله أعلم‪ ،‬وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬سئل الشيخ عبد الله بن سليمان المخلف القاضي‬
‫بالمحكمة‬
‫بسم الله‬ ‫الكبرى في المدينة النبوية‬
‫الرحمنالرحيم‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫سؤالي هو‪ :‬إذا تزوج زوج على زوجته‪ ،‬فطلبت الزوجة الولىمنه‬
‫إعطاء ليلتها إلى الزوجة الثانية مع بقاء زوجها مع أبنائه‬
‫فيالنهار‪ ،‬وهى صغيرة في السن‪ ،‬وفعلت ما فعلت بدافع‬
‫الغيرةالشديدة جدًا‪ ،‬وهي تعلم جيدًا أنها لو بقيت مع زوجها‬
‫فستكونحياتهما جحيمًا‪ ،‬أو أنها طلبت الطلق‪ ،‬فأي الحلين‬
‫أفضل؟ وماشرعيتهما في السلم؟‬
‫أفيدوني أفادكم الله‪ ،‬وفتح عليكم أبواب رحمته‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫وعليكم السلم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫للمرأة أن تتبرع بليلتها لجارتها إذا رأت أنه ل قدرة لها‬
‫علىالمعاشرة بالمعروف‪ ،‬وآخشيت من الوقوع بالثم‪ ،‬ولكني‬
‫أنصحهابأن تلح على الله بالدعاء أن يخفف غيرتها‪ ،‬وأن ترضى‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫بقضاءالله وقدره‪ ،‬لتسعد في دينها ودنياها‪ ،‬وحتى ل يغويها‬


‫الشيطانفي الوقوع بالمحرم‪ ،‬وربما إذا صبرت وأحسنت إلى‬
‫زوجهاكسبته ونالت رضاه‪ ،‬وهو من أبواب الجنة لها حيث قال –‬
‫صلىالله عليه وسلم‪ ":-‬فانظري أين أنت منه‪ ،‬فإنما هو جنتك‬
‫ونارك"رواه أحمد(‪ )19003‬من حديث الحصين بن محصن –رضي‬
‫اللهعنه‪ -‬وقال – صلى الله عليه وسلم‪" :-‬إذا صلت المرأة‬
‫آخمسها‪،‬وصامت شهرها‪ ،‬وحصنت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها‪ ،‬قيل‬
‫لها‪:‬‬
‫ادآخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" رواه أحمد(‪)1661‬‬
‫منحديث عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه‪ -‬فاتقي‬
‫الله‪،‬وجاهدي نفسك على طاعة الله‪ ،‬وتعاوني مع زوجك على‬
‫تربيةالبناء على منهج النبوة واقرئي سير نساء الصحابة‬
‫وأمهاتالمؤمنين – رضي الله عنهن‪ ،-‬ومن بعدهم لتكون لك‬
‫قدوةوأسوة بالخير‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫‪ -6‬مسائل متفرقة في عشرة النساء‬


‫سئل الشيخ عبدالله بن عمر السحيباني عضو هيئة‬
‫زوج يطلب‬ ‫التدريسبجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫منزوجته إطالة أظافرها‪ ،‬وهي ترفض ذلك‪ ،‬وتحاول أن تقنعه‬
‫بأنقص الظافر من سنن الفطرة‪ ،‬ولكنه يقول إن هذه سنة‬
‫ولتأثمي بتركها‪ ،‬وللعلم فهو يرد كثيرًا من السنن‪ ،‬بحجة أنها‬
‫سنةل نأثم بتركها‪ ،‬أو بفعل المنهي عنه‪ ،‬ماذا أفعل لكي أقنعه؟‬
‫وهويسبب لي مشكلة نتيجة قص أظافري‪ ،‬أرجو منكم الرد‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫ليس للزوج أن يأمر زوجته بما يخالف الشرع المطهر‪،‬‬
‫وليسللزوجة طاعته في ذلك‪ ،‬فإن كان أمر الزوج لها بفعل‬
‫شيءمحرم‪ ،‬فإنه يحرم عليها طاعته‪ ،‬فإن ألزمها بعقابها على‬
‫ذلك‪،‬كان الثم عليه‪.‬‬
‫وإن كان هذا الفعل ل يصل إلى حد المحرم؛ كترك قص‬
‫الظفار‪،‬فالولى للزوجة أن تحاول إقناع الزوج بأن ما يأمر به من‬
‫إطالةالظفار مما يخالف السنة بل سنن المرسلين‪ ،‬وهو أيضًا‬
‫يخالفالفطرة‪ ،‬كما جاء في الحديث‪ ،‬وربما يكون سببًا‬
‫لجتماعالوساأخ التي تنتج عنها المراض‪ ،‬وربما يمنع من وصول‬
‫ماءالطهارة إلى ما تحتها‪ ،‬وقد تبقى فيها بعض النجاسات‪ ،‬ولذا‬
‫جاءفي الحديث الصحيح عند مسلم(‪ )258‬وغيره عن أنس –‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫رضيالله عنه‪ -‬أن النبي – صلى الله عليه وسلم‪":-‬وقت في‬
‫تقليمالظفار‪ ،‬أن ل تترك أكثر من أربعين يومًا‪".‬‬
‫قال أهل العلم‪( :‬وذلك هو نهاية ما تترك إليه‪ ،‬ل أنها تترك كلذلك‬
‫الوقت)‪ ،‬على أن إطالة الظفار قد تكون ممنوعة إذا كانتإطالتها‬
‫تؤدي إلى التشبه بالكافرات للنهي عن ذلك‪ ،‬والذيينبغي‬
‫للسائلة أن تلتزم بالسنة في نفسها‪ ،‬وتحرص على‬
‫هدايةزوجها‪ ،‬وتعليقه بالسنة وترغيبه فيها بأسلوب مقبول‪،‬‬
‫معالجتهاد والدعاء لها ولزوجها بالهداية والصلح‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫لم أنجب‬ ‫العليابجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫منذتزوجت وحملت مرة واحدة وسقط الجنين وزوجي‬
‫يرفضقيامي بتلقيح صناعي ويدعوني للصبر وأنا كبرت وأصبح‬
‫عمري‪ 29‬سنة‪ ،‬وأنا أصلي وأصوم وأزكي وأدفع الصدقات‬
‫وأكفالليتام لعل الله أن يكشف بها الضر عني‪ ،‬سؤالي‪ :‬لو أني‬
‫قمتبالتلقيح الصناعي بأآخذ الحيوانات المنوية من زوجي على‬
‫اعتبارالفحص‪ ،‬وطلبت من الدكتورة تلقيحي بها‪ ،‬هل يعتبر‬
‫ذلكحراماً؟ علمًا أنها ستتم دون علمه‪ .‬وجزاكم الله آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪ ،‬وعلىآله‬
‫وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فالجواب‪ :‬هو أنني ل أرى أنه يحق لك أن تقومي بما ذكرت‬
‫منالتلقيح الصناعي بدون علم زوجك‪ ،‬بل عليك أن تستأذنيه‬
‫فيذلك‪ ،‬فإن رفض فعليك أن تبعثي شفيعًا (وسيطًا) من‬
‫قرابتهيشير عليه ويرغبه بما ذكرت ويُبين له أن المصلحة تعود‬
‫علىالطرفين مستقبًل بمشيئة الله تعالى‪ ،‬وأن لكل منكما حقًا‬
‫فيالنجاب وفعل السباب المؤدية إليه‪ ،‬هذا وإذا تمت‬
‫موافقتهفعليكما أن تعلما أنه يلزم ما يأتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن يقوم بهذا التلقيح امرأة طبيبة مسلمة ثقة فإن لميحصل‬
‫فلو غير مسلمة ثقة فإن لم يتيسر فطبيب ثقة مسلمفإن لم‬
‫يتيسر‬

‫فلو غير مسلم ثقة‪.‬‬


‫(‪ )2‬يلزم أآخذ الحتياطات اللزمة لعدم اآختلط النطف‬
‫وعدمالحتفاظ بالمني في الثلجات بل إجراء التلقيح فور‬
‫أآخذه منالزوج وإعطائه للزوجة‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫هذا ما قرره علماء الشريعة السلمية‪ ،‬وأنصحكما بالطلع‬


‫علىمؤلف للدكتور‪ :‬محمد علي البار والموسوم بـ (أآخلقيات‬
‫التلقيحالصناعي)‪ ،‬فقد نقل كلم علماء الشريعة حول التلقيح‬
‫الصناعيما يجوز منه وما ل يجوز‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫سئل الشيخ أ‪.‬د ‪.‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬


‫العليابجامعة المام محمد بن سعود السلمية السـؤال ‪ :‬هل يجوز‬
‫أنتكون العصمة بيد المرأة (النساء)؟‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫العصمة بيد الرجل فيما بين الزوجين‪ ،‬فهو الذي بيده‬
‫عقدةالنكاح وبيده الطلق وهو القيّم على المرأة وليس بيد‬
‫المرأةشيء من ذلك‪ ،‬قال – تعالى ‪ ":-‬الرجال قوامون على‬
‫النساء بمافضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم‬
‫" [النساء‬
‫‪ ]34 :‬وقال تعال‪ " :‬إل أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدةالنكاح‬
‫"[البقرة ‪ .]277 :‬وقد جاء في الحديث أن الذي بيده عقدةالنكاح هو‬
‫الزوج‪ ،‬انظر ما رواه الدارقطني في سننه (‪)3/279‬والبيهقي في‬
‫السنن الكبرى (‪ )7/251‬وقال ابن كثير‪ :‬الذيبيده عقدة النكاح‬
‫حقيقًة الزوج فإن بيده عقدها وإبرامهاونقضها وانهدامها ‪.‬‬
‫انتهى‬
‫هذا وإن كان السائل يقصد بسؤاله الولية للنساء فقد جاء‬
‫فيالحديث أن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪ ":‬لن يفلح‬
‫قومولوا أمرهم امرأة " أآخرجه البخاري (‪ .)4425‬والله أعلم ‪.‬‬
‫سئل الشيخ سعد بن عبد العزيز الشويرأخ عضو هيئة‬
‫قد مّن الله‬ ‫التدريسبجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫عليبعد عشر سنين من الزواج بطفلة رزقني إياها عن طريق‬
‫عمليةطفل النابيب‪ ،‬وحينها أشار علي بعض اآلخوان بتجميد ما‬
‫تبقىلدينا من أجنة؛ وذلك لما نلقيه من تكاليف تكرار عملية‬
‫طفاللنابيب ماديًا وصحيًا‪ ،‬حيث تضطر الزوجة آلخذ كميات‬
‫كبيرة منالبر لجراء عملية لسحب البويضات‪ ،‬ولكن علمت فيما‬
‫بعد أنمجمع الفقه السلمي لم يجز تجميد الجنة؟! فهل هذا‬
‫صحيح؟وما السبب في ذلك؟ وماذا علينا الن وقد احتفظنا‬
‫ببعض الجنةالمجمدة في المستشفى؟ هل نتخلص منها أم‬
‫نزرعها أم ماذا؟أفيدونا وجزاكم الله آخيرًا‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫لجراء عملية طفل النابيب لبد من توفر الضوابط‬
‫الشرعيةلجرائها‪ ،‬وذلك بأن تجرى تحت أيدي الطباء العدول‬
‫الثقات‪،‬وضمن إجراءات طبية مشددة تمنع اآختلط النطف‪،‬‬
‫وتكون بينالزوجين في أثناء الحياة الزوجية فإن هذه العملية‬
‫جائزة‪ ،‬ومنالشروط القتصار على محل الضرورة‪ ،‬وذلك بأن‬
‫تستخدم هذهالبويضات وهذه النطف في إجراء هذه العملية‪،‬‬
‫والقاعدة‪ :‬أن ماجاز لعذر يبطل بزوال هذا العذر‪ ،‬كما أن تجميد‬
‫هذه النطف سواءكانت بويضات أو حيوانات منوية‪ ،‬أو بويضة‬
‫ملقحة ل يجوز‪ ،‬لنذلك يؤدي إلى اآختلطها بغيرها مع الوقت‪،‬‬
‫ولنه ل توجد أيرقابة مشددة على هذه المراكز‪ ،‬وقد تختلط‬
‫بغيرها إما علىسبيل الخطأ وإما على سبيل العمد‪ ،‬ولنه قد ثبت‬
‫في حوادثمتكررة حصول اآختلط هذه النطف بغيرها‪ ،‬وما ذكرته‬
‫السائلةمن وجود الحاجة الملحة إلى ذلك‪ ،‬يجاب عنه‪ :‬أن الضرر‬
‫المترتبعلى تجميد هذه النطف أعظم من الضرر المترتب على‬
‫عدمالتجميد‪ ،‬فيقدم الضرر العلى وذلك بإتلفها‪ ،‬والواجب‬
‫بعدالنتهاء من هذه العملية إتلف ما زاد على ذلك‪ ،‬ول‬
‫يجوزالحتفاظ بشيء منها بعد ذلك‪ ،‬وعلى هذا آخرجت فتوى‬
‫مجمعالفقه السلمي‪ ،‬وكذلك المنظمة السلمية للعلوم‬
‫الطبيةوغيرها من الفتاوى‪ ،‬وهذا القول هو الذي دلت عليه الدلة‪،‬‬
‫ومنذلك قاعدة سد الذرائع‪ ،‬حيث يترتب على تجميد هذه‬
‫النطفمفاسد عظيمة فتدرأ هذه المفاسد بمنع تجميدها‪ ،‬وكذلك‬
‫الصألن هذه العملية جائزة للضرورة‪ ،‬والضرورة تقدر بقدرها‪،‬‬
‫والمراآلخر‪ :‬أن الحتفاظ بها يؤدي إلى اآختلطها بغيرها‪ ،‬إما‬
‫علىسبيل الخطأ أو العكس‪.‬‬
‫سئل الشيخ أ‪.‬د‪ .‬سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات‬
‫العليابجامعة المام محمد بن سعود السلمية متزوج منذ تسع‬
‫سنواتولم أرزق بالذرية‪ ،‬وبعد المراجعات العديدة والكشوفات‬
‫ذكرالطباء أنه ل يوجد علج من أجل النجاب إل التلقيح المجهري‪-‬‬
‫بإذن الله تعالى‪ ،-‬ووجدنا دكتورة متخصصة في هذا‬
‫المجاللتراجعها زوجتي وتقوم بالعملية‪ ،‬ولكن غرفة العمليات ل‬
‫تخلومن رجال‪ ،‬حيث يكون هناك طاقم طبي من نساء و رجال‬
‫للقيامبالعملية‪ ،‬فهل يجوز من ناحية شرعية القيام بهذه‬
‫العملية؟ حيثيتم فيها كشف العورة والوجه‪ ،‬هل يكون لنا حكم‬
‫المضطرين؟أفيدونا مأجورين‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده وعلى‬
‫آلهوصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪ :‬الجواب‪ :‬أنه إذا دعت الحاجة إلى‬
‫التلقيحفليعلم أنه يجب أن يكون التلقيح بماء الزوج وأن كل‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

‫وسيلةتستخدم للنجاب آخارج نطاق الزوجية أو ملك اليمين‬


‫باطلةولغية شرعًا‪.‬‬
‫فاستعمال أي طرف ثالث في وسائل النجاب يعد باطًل‬
‫وغيرشرعي‪ ،‬والمقصود بالطرف الثالث ما يلي‪:‬‬
‫نطفة ذكرية من شخص غير الزوج‪.‬‬ ‫(ا)‬
‫بويضات (نطف أنثوية) من غير الزوجة‪.‬‬ ‫(ب)‬
‫لقيحة جاهزة من نطفة رجل غريب وامرأة غريبة‪.‬‬ ‫(ج)‬
‫استخدام رحم امرأة لحمل اللقيحة المكونة من نطفة‬ ‫(د)‬
‫الزوجونطفة الزوجة (البويضة)‪ ،‬وإذا كانت المعالَج ة امرأة‬
‫فالذييقوم بالعلج متخصصات من النساء دون الرجال؛ لن‬
‫في هذهالعملية كشف العورة‪ ،‬وإذا دعت الضرورة إلى‬
‫ًا‬
‫اشتراك الرجالمعهن ‪-‬كما ورد في السؤال‪ -‬فل مانع شرع ‪،‬‬
‫والله أعلم ‪.‬‬

‫سئل الشيخ عبد الرحمن بن عبدالله العجلن المدرس بالحرم‬


‫ما هو المعروف الذي أمر‬ ‫المكي‬
‫الله سبحانه وتعالى الزواج به في الية الكريمة‬
‫"وعاشروهنبالمعروف"؟ وجزاكم الله آخيرًا‪.‬‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫المعروف كل ما ُعرف في الشرع حسنه‪ ،‬والمنكر كل ما ُعرففي‬
‫الشرع قبحه‪ ،‬وهذا بالنسبة للزوجة يشمل المعاشرة‬
‫القوليةوالفعلية وحسن المعاملة‪ ،‬والقيام بما أوجب الله –جل‬
‫وعل‪ -‬منالنفقة بالمعروف على حسب حال كل منهما‪ ،‬وبحسب‬
‫العرفالسائد في الزمان والمكان اللذين هما فيهما‪.‬‬
‫فتاوى المرأة المسلمة‬
‫مكتبةمشكاة اإلسلمية‬

You might also like