| dbo:abstract
|
- أحدث التمويل العسكري للعلوم تحولًا قويًا في ممارسات ونتاجات البحث العلمي في بداية القرن العشرين؛ فمنذ الحرب العالمية الأولى خصوصًا، عُدت التكنولوجيا العسكرية المعتمدة على العلوم الأكاديمية أحد العوامل الأساسية في تصنيف فاعلية ونجاح الجيوش. غالبًا، يطلق على الحرب العالمية الأولى «حرب الكيميائيين»؛ وذلك بسبب الاستخدام المكثف للغازات السامة وبروز أهمية مواد كيميائية كالنترات والحشوات شديدة الانفجار. استخدم الغاز السام خلال الحرب بكثافة من قبل الألمان والبريطانيين على حد سواء؛ بدايةً من عام 1915، أنتجت المصانع الألمانية المتخصصة بالأصباغ الكيميائية غاز الكلور، ومع امتداد الحرب انخرط العلماء في كلا الجانبين بسباق تسلح كيميائي لتطوير غازات أقوى، إضافةً إلى تطوير التدابير المضادة لتحييد فاعلية الغازات الجديدة التي ينتجها العدو على الطرف الأخر. ساهمت الفيزياء أيضًا في المجهود الحربي، بتطوير تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية والطرق المعتمدة على تحليل الصوت لاكتشاف الغواصات. فتحت هذه الأحداث الباب لعلاقة ناشئة (لأول مرة) بين العلوم الأكاديمية والعسكرية. شهدت الحرب العالمية الثانية زيادة هائلة في التمويل العسكري للعلوم، وعلى رأسها الفيزياء؛ فإضافةً إلى مشروع مانهاتن الأمريكي، الذي أنتج القنبلة الذرية، عمل البريطانيون والأمريكيون على صناعة الرادارات على نطاق واسع، وكان لذلك تأثير كبير في سير الأحداث في الحرب؛ فقد مكنت الرادارات من اكتشاف سفن وطائرات العدو، إضافةً إلى استخدام الرادارات في توجيه المقذوفات المجهزة بصاعق اقترابي (المقذوفات التي تنفجر قبل اصطدامها بالهدف بمسافة معينة). عُد كل من التشفير الرياضي وتوقعات الأنواء الجوية وبحوث تطوير الصواريخ؛ تخصصات محورية بالنسبة للجهد الحربي، إذ كان للتمويل الحربي -الذي حظي بالأولوية في تلك الحقبة- تأثيرات كبيرة طويلة الأمد على تطور تلك التخصصات. في نهاية الأمر، أنتج توظيف التكنولوجيا في الجهد الحربي الوصول إلى الطائرات النفاثة، والرادارات، والمقذوفات المجهزة بالصاعق الاقترابي، وصولًا إلى القنابل النووية، وهو ما يلخص الاختلاف الجذري لتكنولوجيا ما بعد الحرب عما قبلها. أدى ذلك بالقادة العسكريين لأن يروا في مواصلة التقدم التكنولوجي مفتاحًا للتفوق في الحروب المستقبلية. تعزز الارتباط بين المؤسسات العسكرية والعلوم الأكاديمية مرة أخرى خلال الحرب الباردة، خصوصًا بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، إذ واصل الإنفاق العسكري بالصعود حتى خلال فترات السلام الظاهرية، وبالواقع فإنه توسع ليشمل العلوم الإنسانية والطبيعية، وأدت رعايته إلى استحداث علوم جديدة تمامًا كالحوسبة الرقمية. انخفض التمويل العسكري للبحث العلمي بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي، ولكن الكثير من البنية التحتية العلمية الأمريكية بقيت قائمة. أثارت الوتيرة العالية للتمويل العسكري للعلوم -التي ارتفعت كثيرًا منذ الحرب العالمية الثانية- نتاجًا كبيرًا من المؤلفات التاريخية لتحليل آثار هذا التمويل، وخاصةً بالنسبة للعلوم الأمريكية؛ فمنذ مقال بول فورمان عام 1987 الذي حمل عنوان «ما وراء الإلكترونيات الكمية: الأمن القومي كأساس للبحث الفيزيائي في الولايات المتحدة، 1940-1960 »، كان هنالك نقاش تاريخي مستمر حول كيفية تأثير التمويل العسكري ومداه على مسار البحث العلمي والاكتشاف. رد فورمان وآخرون بأن التمويل العسكري أعاد توجيه العلوم بصفة جوهرية، ولا سيما الفيزياء، نحو بحوث تطبيقية، وأن التقنيات العسكرية قد شكلت أساسًا للبحث اللاحق حتى في مجالات العلوم الأساسية. في نهاية المطاف، أدى التعاون المكثف بين العلماء والمخططين العسكريين إلى تغيرات في اتجاه البحث العلمي على الصعيد الثقافي والفكري. قدم دانييل كيفليس وجهة نظر بديلة، إذ أفاد بأن التمويل العسكري ورغم رفده العلماء بالفرص ووسع نطاق البحث الفيزيائي كثيرًا، فإنه حافظ على استقلالية العلماء الفكرية. (ar)
- The military funding of science has had a powerful transformative effect on the practice and products of scientific research since the early 20th century. Particularly since World War I, advanced science-based technologies have been viewed as essential elements of a successful military. World War I is often called "the chemists' war", both for the extensive use of poison gas and the importance of nitrates and advanced high explosives. Poison gas, beginning in 1915 with chlorine from the powerful German dye industry, was used extensively by the Germans and the British ; over the course of the war, scientists on both sides raced to develop more and more potent chemicals and devise countermeasures against the newest enemy gases. Physicists also contributed to the war effort, developing wireless communication technologies and sound-based methods of detecting U-boats, resulting in the first tenuous long-term connections between academic science and the military. World War II marked a massive increase in the military funding of science, particularly physics. In addition to the Manhattan Project and the resulting atomic bomb, British and American work on radar was widespread and ultimately highly influential in the course of the war; radar enabled detection of enemy ships and aircraft, as well as the radar-based proximity fuze. Mathematical cryptography, meteorology, and rocket science were also central to the war effort, with military-funded wartime advances having a significant long-term effect on each discipline. The technologies employed at the end—jet aircraft, radar and proximity fuzes, and the atomic bomb—were radically different from pre-war technology; military leaders came to view continued advances in technology as the critical element for success in future wars. The advent of the Cold War solidified the links between military institutions and academic science, particularly in the United States and the Soviet Union, so that even during a period of nominal peace military funding continued to expand. Funding spread to the social sciences as well as the natural sciences, and whole new fields, such as digital computing, were born of military patronage. Following the end of the Cold War and the dissolution of the Soviet Union, military funding of science has decreased substantially, but much of the American military-scientific complex remains in place. The sheer scale of military funding for science since World War II has instigated a large body of historical literature analyzing the effects of that funding, especially for American science. Since Paul Forman's 1987 article “Behind quantum electronics: National security as a basis for physical research in the United States, 1940-1960,” there has been an ongoing historical debate over precisely how and to what extent military funding affected the course of scientific research and discovery. Forman and others have argued that military funding fundamentally redirected science—particularly physics—toward applied research, and that military technologies predominantly formed the basis for subsequent research even in areas of basic science; ultimately the very culture and ideals of science were colored by extensive collaboration between scientists and military planners. An alternate view has been presented by Daniel Kevles, that while military funding provided many new opportunities for scientists and dramatically expanded the scope of physical research, scientists by-and-large retained their intellectual autonomy. (en)
|
