51764079
51764079
51764079
اﻟﻤﺪرس اﻟﺪﻛﺘﻮر
ھﻨﺎء ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺿﺎ رﺣﯿﻢ اﻟﺮﺑﯿﻌﻲّ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺒﺼﺮة -ﻛﻠﯿّﺔ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ
ﻤﻠﺨﹼﺹ :
ﺘﻌﺩ ﻅﺎﻫﺭﺓ )ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ
ﺘﺂﻟﻑ ﻭﺤﺩﺓ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻤﻊ ﻭﺤﺩﺓ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻟﺘﺸﺎﺒﻬﻬﻤﺎ ،ﺃﻭ ﺘﻨﺎﺴﺒﻬﻤﺎ ،ﺃﻭ ﺘﺭﺍﺒﻁﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﺼﺭ
ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻻﻟﻴﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺂﻟﻑ ﻋﺎﺭﻀﺎﹰ ﺃﻡ
ﻤﻁﹼﺭﺩﺍﹰ ،ﺘﺂﻟﻔﺎﹰ ﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻴﺴﺘﺴﻴﻐﻪ ﺍﻟﺴﻤﻊ ،ﻭﺘﺴﺘﺄﻨﺱ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﻭﻴﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ؛
ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻜﺎﻓﹼﺔ : ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﻤل ﻷﺤﺩﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺃﻭ ﻟﺘﺠﺎﻭﺭﻫﻤﺎ،
ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺩﻻﻻﺕ ﻟﻬﺎ ﺃﺜﺭﻫﺎ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ
ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻭﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺸﺊ .
ﻭﺴﻨﻘﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ،ﺘﺎﺭﻜﻴﻥ ﺃﻤﺭ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﺼﺭﻓﻴﺎﹰ ﻭﻨﺤﻭﻴﺎﹰ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ ﻴﺒﺤﺜﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ .
ﻴﻤﺜﹼل )ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻭﻗﻌﻴﺔ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﹼﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻟﻠﻔﻅ ﻤﺎ ،ﻟﺘﻨﺎﺴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﺘﻘﺎﺭﺒﻬﺎ ،ﻭﻴﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻨﺴﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ،ﻤﻨﻬﺎ :ﺍﻹﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺭﻜﻲ ،ﻭﺒﻌﺽ ﺤﺎﻻﺕ
ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ ،ﻭﺍﻹﻤﺎﻟﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﹼﻊ
ﺒﻬﺎ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ،ﻭﻨﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻕ ﺇﻟﻴﻪ .
ﺃﻤﺎ )ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻓﻘﺩ ﺘﻌﺭﻀﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺅﻟﹼﻔﻴﻥ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ
ﻤﻨﻪ ،ﻭﺤﺩﻴﺜﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻻ ﻴﻌﺩ ﺘﻜﺭﺍﺭﺍﹼ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻨﻘﺩ ﻟﻤﺎ ﻜﹸﺘﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻤﻥ
ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﹼﻑ ﻋﻨﺩ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﻤﺎ ﻗﻴل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻓﺄﺩﻯ ﻫﺫﺍ
ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻟﹼﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻀﻭﻱ ﺘﺤﺘﻬﺎ؛ ﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻓﻲ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺩﺍﺨﻼﺕ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻤﻊ ﺒﻴﺎﻥ ﺨﻁﹼ
ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺘﺄﺭﻴﺦ ،ﻭﺼﻭﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺩﺍلّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ .
) ( ١٤٢
( ١٤٣ )
)ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ:
ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺭﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺴﻌﻴﺎﹰ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺨﻔﹼﺔ ﻭﺍﻟﻴﺴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ :
ﺍﻟﺘﻐﹼﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻡ ،ﻤﻥ ﺘﻘﺭﻴﺏ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺕ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻨﺴﺔ
ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﺃﻭ ﺼﻴﺭﻭﺭﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺜﻠﻪ ،ﺃﻭ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ؛ ﻟﻤﺎ ﻴﺤﺩﺜﻪ ﺍﻟﺘﻤﺎﺜل ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻤﻥ
ﺜﻘل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺒﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﻎ ﻓﻴﺘﺨﻠﹼﺹ ﻤﻨﻪ ﺒﺎﻟﺘﻐﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻟﻔﻪ)(۱
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺘﺤﺩﺙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻨﺴﺠﺎﻡ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻤﻊ
ﻤﺎ ﻴﺠﺎﻭﺭﻫﺎ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺏ
ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ؛ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﻌﻀﻠﻲ ،ﻭﺍﻟﺨﻔﹼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ،
ﻭﺍﻟﻴﺴﺭ ﻭﺍﻟﺴﻬﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﺎﻏﻡ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﻊ ﺒﻌﺽ .
ﻭﻤﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺘﻐﹼﻴﺭ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺠﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺴﻌﻴﺎﹰ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺨﻔﹼﻑ
ﻭﺍﻟﻴﺴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ :ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒـ)ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ(
ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ،ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ
ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺤﺩﻩ ،ﺇﺫ ﻟﺠـﺄ ﺇﻟﻰ ﺭﺒﻁ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺘﺼل ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ
ﺭﺒﻁﺎ ً ﻭﺜﻴﻘﺎ ً ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺼﻠﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺴﻤﻴﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ
ﺒﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ).(۲
ﻴﻘﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻤﺘﹼﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﺭﺝ،
ﻟﻜﻨﹼﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ،ﻭﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ،ﻫﻲ :ﺍﻟﺫﺍل ﻭﺍﻟﺜﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻀﺎﺀ ،ﺍﻟﺩﺍل ﻭﺍﻟﻀﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻁﺎﺀ ،ﺍﻟﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﻭﻥ ﻭﺍﻟﺭﺍﺀ ،ﺍﻟﺯﺍﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩ .
ﻓﻤﺨﺎﺭﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﺒﻴﻥ ﺃﻭل ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻁﺭﻓﻪ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﻴﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ،
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺼﻔﺎﺘﻬﺎ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ) .(۳ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ﻤﺜﻼ ً ﻗﺩ ﻴﻘﻊ ﺒﻴﻥ ) :ﺍﻟﺩﺍل( ﻭ)ﺍﻟﺘﺎﺀ( ﻷﻥ
ﻤﺨﺭﺠﻬﻤﺎ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻫﻭ )ﻨﻁﻊ( ﺍﻟﻔﻡ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺼﻔﺎﺘﻬﻤﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺇﻥ ﺍﺘﹼﻔﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺩﺓ،
ﻓﺎﻟﺩﺍل ﺼﻭﺕ ﻤﺠﻬﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ﺼﻭﺕ ﻤﻬﻤﻭﺱ ،ﺃﻭﻗﺩ ﻴﻘﻊ ﺒﻴﻥ )ﺍﻟﺜﺎﺀ( ﻭ)ﺍﻟﻅﺎﺀ( ﺍﻟﻠﺜﻭﻴﺎﻥ
) ( ١٤٥
- ١ﺍﻹﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺭﻜﻲ:
ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺘﺒﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﺅﺜﹼﺭ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻪ ﺃﻭ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻪ ﻓﻴﺘﻤﺎﺜﻼﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻁﻕ ﻤﻤﺎ ﺴﻤﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﺒﺎﻟﻤﻀﺎﺭﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺱ ،ﻭﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ
ﺒﺎﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺤﺭﻜﻲ ﻭﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ (٦) ﻓﻘﺩ ﻻﺤﻅﻭﺍ ) ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ﺘﻤﻴل ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ()( ٧
ﻓﺘﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﻤﺒﺫﻭل ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻁﻕ .ﻭ)ﺍﻹﺘﺒﺎﻉ( ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ
ﻤﻘﺒﻼﹰ ،ﺃﻱ ﻴﺅﺜﹼﺭ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﻴﻪ ﻓﻴﺤﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺼﻭﺕ ﻤﺠﺎﻨﺱ ﻟﻪ ،ﺃﻭ ﻗﺩ
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺩﺒﺭﺍﹰ ﻓﻴﺅﺜﹼﺭ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻴﺤﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺼﻭﺕ ﻤﺠﺎﻨﺱ ﻟﻪ
ﺤﺭﻓﺎﹰ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺃﻭ ﺤﺭﻜﺔ .
ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ ﺇﺩﺨﺎل ﻅﺎﻫﺭﺓ ) ﺍﻹﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺭﻜﻲ ( ﻀﻤﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ؛
ﻻﻥ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺼل ﻭﻀﻌﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺤﺭﻭﻑ ﻟﻴﻥ ﻗﺼﻴﺭﺓ ،ﻭﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻠﻴﻥ ﻫﻲ
) ( ١٤٦
) ﺇﻥ ﻗﻭﺓ ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺤﻠﻕ ﻭﻨﺼﺎﻋﺔ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ
ﺃﻀﻌﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﺠﺭﺴﺎﹰ؛ ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﺏ ﻟﺼﻭﺕ ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺤﻠﻕ ﻤﺜل
ﺍﻟﻀﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺴﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ،ﻤﺘﻤﻜﹼﻨﺎﹰ ،ﻗﻭﻴﺎﹰ ،ﺜﺎﺒﺘﺎﹰ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻐﻴﺭ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ
ﻗﺒﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺴﻪ() .(۹ﻭﻋﻠﻰ ﻭﻓﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻓﺴﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﻜﺴﺭ ﻓﻲ
ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺤﻠﻕ ِﻨﺤﻭ :ﺭﹺﺤل ،ﻤﺤﻙ ،ﺠﹺﺌِﺭ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ :ﺇﻨﹼﻤﺎ ﺃﺼل ﺒﻨﺎﺌﻪ ﻋﻠﻰ
ﻓﹶﻌل ﻜﺤﺫﺭ ﻭﻟﻜﻨﹼﻬﻡ ﻜﺴﺭﻭﺍ ﻓﺎﺀ ﺍﻟﻔﻌل ﺇﺘﺒﺎﻋﺎﹰ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﺭﻑ ﺍﻟﺤﻠﻕ ،ﻓﻜﺴﺭﻭﺍ ﻓﺎﺀ
ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻜﺴﺭﺓ ﻋﻴﻨﻪ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻨﻘﻭل ﻓﻲ ﺭﻏﻴﻑ :ﺭﹺﻏﻴﻑ ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﻭﻻ ﻨﻘﻭل ﻓﻲ
ﺠﺭﻴﺏ ﻭﻗﻔﻴﺭ :ﺠﹺﺭﻴﺏ ﻭﻗﻔﻴﺭ ﻷﻨﹼﻪ ﻟﻴﺱ ﺘﺎﻟﻲ ﺤﺭﻭﻓﻬﻤﺎ ﺤﺭﻓﺎﹰ ﻤﻥ ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺤﻠﻕ ).( ۱۰
ﻭﺘﻁﹼﺭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﻜﺴﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺠﺎﻤﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻔﺔ ،ﻴﻘﻭل
ﺍﻟﺯﺒﻴﺩﻱ)ﺕ۳۷۹ھ() :ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺘﻜﺴﺭ ﺸﻴﻨﻪ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺘﻤﻴﻡ ﻭﻜﺫﺍ ﻜلّ )ﻓﻌﻴل( ﺤﻠﻘﻲ
ﺍﻟﻌﻴﻥ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻭﺼﻔﺎﹰ ﻜﺸﻬﻴﺩ ﺃﻭ ﺃﺴﻤﺎﹰ ﺠﺎﻤﺩﺍﹰ ﻜﺭﻏﻴﻑ ،ﻭﺒﻌﻴﺭ ،ﻭﺃﻫل ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ
ﻭﺒﻨﻭ ﺃﺴﺩ ﺒﻔﺘﺢ ﺃﻭﺍﺌﻠﻬﻥ().(۱۱
ﺏ -ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﺴﺘﺜﻘﻠﺕ ﺃﻥ ﻴﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﺴﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﻀﻤﺔ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻜﺴﺭﺓ ﺃﻭ
ﻜﺴﺭﺓ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻀﻤﺔ ﻭﻭﺠﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺴﺭﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻤﺘﻴﻥ ﺘﺠﺘﻤﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ
ﻓﻌﻠﹼﻠﻭﺍ ﻗﺭﺍﺀﺓ )ﺍﻟﺤﻤﺩ ﻟِﻠﻪ( ﻭ )ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ( )ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ( ۲/ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ :
)ﻫﺫﻩ ﻜﻠﻤﺔ ﻜﺜﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺤﺘﻰ ﺼﺎﺭﺕ ﻜﺎﻻﺴﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻓﺜﻘل ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﻥ
ﻴﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﺴﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﻀﻤﺔ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻜﺴﺭﺓ ﺃﻭ ﻜﺴﺭﺓ ﺒﻌﺩﻩ ﻀﻤﺔ ،ﻭﻭﺠﺩﻭﺍ
ﺍﻟﻜﺴﺭﺘﻴﻥ ﻗﺩ ﺘﺠﺘﻤﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻤﺜل ﺇِﺒل ﻓﻜﺴﺭﻭﺍ ﺍﻟﺩﺍل ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻤﻥ
) ( ١٤٧
) ( ١٤٨
) ( ١٤٩
ﻭﻤﺜﻠﻪ ﺇﺩﻏﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﺍﻱ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻭﺇِﺫﹶﺍ ﺍﻟﻨﱡﻔﹸﻭﺱ ﺯﻭﺠﺕﹾ [)ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﺭ (٧/
ﻓﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺍﻟﺯﺍﻱ ﺃﻗﻭﻯ ﺒﺎﻟﺠﻬﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺤﺴﻥ ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ .
ﻭﻫﺫﺍﻥ ﺍﻟﻨﻭﻋﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ ﻴﻤﺜﹼﻼﻥ ﻨﺴﺒﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺇﺩﻏﺎﻡ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺔ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﻥ .
- ٣ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻭﻥ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﺃﻨﹼﻪ ﻤﻤﺎ ﻴﻘﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻷﻭل ﻭﻀﻌﻑ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻨﺤﻭ ﺇﺩﻏﺎﻡ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﻡ ،ﻓﻬﻭ ﻗﺒﻴﺢ ﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﺒﺎﻟﺠﻬﺭ ﻭﺍﻟﺘﻜﺭﻴﺭ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻓﻴﻪ،
ﻭﻀﻌﻑ ﺍﻟﻼﻡ ﻟﻌﺩﻡ ﺍﻟﺘﻜﺭﻴﺭ ﻓﻴﻪ ﻭﻀﻌﻑ ﺍﻟﺠﻬﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺩﻏﻤﺕ ﻨﻘﻠﺕ ﺍﻷﻗﻭﻯ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻀﻌﻑ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻜﺭﻭﻩ ﻀﻌﻴﻑ .ﻭﻗﺩ ﻋﻠﹼل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻗﻭﻟﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻓﹶﺎﻏﹾﻔﺭ ﻟﹶﻨﹶﺎ [)ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ (۱٦/ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﻏﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﻡ ﺼﺎﺭﺕ ﻻﻤﺎﹰ،
ﻭﻟﻔﻅ ﺍﻟﻼﻡ ﺃﺴﻬل ﻭﺍﺨﻑﹼ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺄﺘﻲ ﺒﺭﺍﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻜﺭﻴﺭ ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ﻻﻡ ﻭﻫﻲ ﻤﻘﺎﺭﺒﺔ ﻟﻠﺭﺍﺀ
ﻓﻴﺼﻴﺭ ﻤﺜل ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﺜﻼﺜﺔ ﺃﺤﺭﻑ ﻤﻥ ﻤﺨﺭﺝ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﺒﺫﻟﻙ) .(۱٦ﻭﺍﻟﺫﻱ
ﻴﺒﺭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ ﻗﺭﺏ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ،ﻭﺃﻨﹼﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻭﺍﻟﺭﺨﺎﻭﺓ
ﻭﻴﻤﺘﺎﺯﺍﻥ ﺒﻭﻀﻭﺤﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ . ﻭﻗﺩ ﺍﺤﺩﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻔﺎﺀ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻜﺭﻴﺭ ).(۱٧
ﻭﻤﺜﻠﻪ ﺇﺩﻏﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺀ ،ﻓﺎﻟﺩﺍل ﺼﻭﺕ ﻤﺠﻬﻭﺭ ﺸﺩﻴﺩ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻓﻬﻭ ﺃﻀﻌﻑ
ﻷﻨﹼﻪ ﻤﻬﻤﻭﺱ ﺸﺩﻴﺩ ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻋﺩ ﺍﺒﻥ ﻤﺠﺎﻫﺩ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺩﺍل ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﺨﺭﻭﺠﺎﹰ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ
ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻘﺎل ) :ﻭﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻅﻬﺎﺭﻩ ﻓﻘﻭﻟﻪ ] :ﻗﹶﺩ ﺘﹶﺒﻴﻥ)[ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ (۲٥٦/ﻭ ]ﻟﹶﻘﹶﺩ
ﺘﹶﺭﻜﹾﻨﹶﺎ [)ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻭﺕ (۳٥/ﻭ ]ﻗﹶﺎﻟﹶﺕﹾ ﻁﹶﺎﺌِﻔﹶﺔﹲ [)ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ( ٧۲/ﻭ ]ﻫﻤﺕﹾ ﻁﹶﺎﺌِﻔﹶﺘﹶﺎﻥﹺ [)ﺁل
ﻋﻤﺭﺍﻥ (۱۲۲/ﻭﻤﺎ ﺃﺸﺒﻪ() .(۱۸ﻭﻗﺩ ﻋﻠﹼل ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ)ﺕ۱۸۰ھ ( ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺒﻘﻭﻟﻪ ) :
ﻤﺎ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻪ ﻴﻌﻨﻲ ﻤﺜل )ﻗﺩﺕﹸ ( ﺤﻴﺙ ﺘﺩﻏﻡ ﺍﻟﺩﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺀ؛
ﻷﻨﹼﻬﺎ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺘﺎﺀ ﺃُﺩﺨﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﺎﺀ() .( ۱۹ﻭﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻟﻡ ﻴﻬﻤل ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻓﻲ ﻤﺜل
) ( ١٥٠
- ٣ﺍﻹﻤﺎﻟــــﺔ :
ﻭﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻨﺤﻭ ﺒﺎﻹﻟﻑ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻴﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﻟﻌﻠﹼﺔ ﺘﺩﻋﻭ ﺇﻟﻴﻬﺎ)،(۲۱
ﻭﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻤﺎﻟﻭﺍ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﺃﻤﺎﻟﻭﺍ ﺍﻷﻟﻑ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻑ ،ﻭﺸﺒﻪ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ
ﺒﺎﻟﻜﺴﺭﺓ ﻤﺜل ﺸﺒﻪ ﺍﻷﻟﻑ ﺒﺎﻟﻴﺎﺀ ،ﻓﺄﺭﺍﺩﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺒﻭﻫﺎ ﻤﻨﻬﺎ) .(۲۲ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻥ
ﺇﺤﺩﺍﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺏ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﹼﻡ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﺴﺠﺎﻡ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻤﻊ ﻤﺎ
ﻴﺠﺎﻭﺭﻫﺎ ،ﻭﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﺠﻬﺩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ .
ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻟﻺﻤﺎﻟﺔ ﻋﺩﺓ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺇﻻ ﺃﻨﹼﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻔﺴﺭ ﺍﻹﻤﺎﻟﺔ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﻨﺱ
ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ :
ﺃ -ﺍﻹﻤﺎﻟﺔ ﻟﻠﻜﺴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﺎﺀ .
ﺏ -ﺍﻹﻤﺎﻟﺔ ﻟﻺﻤﺎﻟﺔ .
-ﺇﻤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻟﻑ ﻓﻲ )ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ(؛ ﻭﻋﻠﹼﺔ ﺍﻹﻤﺎﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺴﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻷﻟﻑ،
ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻥ ﻜﺴﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻴﺎﺀ ﻓﺤﺴﻨﺕ ﺇﻤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻟﻑ ﻟﺘﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻜﺴﺭﺍﺕ ﻭﻫﺫﻩ ﻤﺠﺎﻨﺴﺔ
ﺼﻭﺘﻴﺔ ﺍﻜﺘﻤﻠﺕ ﺒﺠﻌل ﺍﻷﻟﻑ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﺎﺀ .
) ( ١٥١
) ( ١٥٢
)ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ:
)ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻴﻥ ﻴﻤﺜﹼل ﺃﺤﺩ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺩﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﺔ ،ﻭﻟﻬﻡ ﻓﻴﻪ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻨﹼﻬﻡ ﻴﻜﺎﺩﻭﻥ ﻴﺠﻤﻌﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ
ﺒﺎﻟﺘﺠﻨﻴﺱ :ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻓﻲ ﺘﺄﻟﻴﻑ ﻜلّ ﺤﺭﻭﻓﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ،ﻭﺍﺨﺘﻼﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ .
ﻭﻫﻨﺎ ﺘﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ )ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻤﻥ ﻤﺜﻴﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ
ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ؛ ﻓﻜﻼﻫﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﺤﻭﺭﺍﻥ :ﺍﺘﻔﺎﻕ ،ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ،ﻓﺎﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻴﺤﺩﺙ ﺒﻴﻥ
ﺃﺼﻭﺍﺕ :ﻤﺘﹼﻔﻘﺔ ﺃﻭ ﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﺭﺝ ،ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ
ﻓﻴﺤﺩﺙ ﺒﻴﻥ ﺃﻟﻔﺎﻅ :ﻤﺘﹼﻔﻘﺔ ﺃﻭ ﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ،ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ .
ﻋﺭﻑ ﻗﺩﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻴﻥ ﻓﻥ )ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻭﻩ ﻟﻜﻨﹼﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻁﻠﻘﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﺴﻤﻴﺔ
)ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﻭﺇﻨﹼﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺎﺴﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﺎﺌﺭﻩ ﻓﺠﻌﻠﻭﺍ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺤﺎل ﻜﻠﻤﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺘﻬﺎ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎﻨﺴﺔ ) ،( ۲٦ﻓﺎﻟﺠﻨﺱ :ﺍﻟﻀﺭﺏ ﻤﻥ
ﻜلّ ﺸﻲﺀ ،ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻨﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺱ ،ﻴﻘﺎل :ﻫﺫﺍ ﻴﺠﺎﻨﺱ ﻫﺫﺍ ﺃﻱ ﻴﺸﺎﻜﻠﻪ ،ﻭﻓﻼﻥ
ﻴﺠﺎﻨﺱ ﺍﻟﺒﻬﺎﺌﻡ ﻭﻻ ﻴﺠﺎﻨﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻭﻻﻋﻘل ) .(۲۷ﻗﺎل ﺍﻟﺨﻠﻴل :
ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻟﻜلّ ﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻁﻴﺭ ﻭﺍﻟﻌﺭﻭﺽ ﻭﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺘﺠﺎﻨﺱ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺘﺄﻟﻴﻑ ﺤﺭﻭﻓﻬﺎ ﻭﻤﻌﻨﺎﻫﺎ) .(۲۸ﻭﻻ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ
ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒـ)ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﻭﺇﻨﹼﻤﺎ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺃﻱ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﻠﺠﻨﺎﺱ ،ﻓﺎﻷﺴﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ .
) ( ١٥٣
) ( ١٥٤
ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ:
ﻥ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﺭﻜﹼﺯﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻨﻪ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻋﺩﻴﺩﺓ ،ﻭﻤﺜﻠﻤﺎ ﻻﺤﻅﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎﹰ ﻓﺈ
ﻫﻤﺎ :ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻁﺎﺒﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻔﻅﺎﻥ ﺘﻁﺎﺒﻘﺎﹰ ﺘﺎﻤﺎﹰ ،ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﺤﻴﺙ ﻴﻨﻌﺩﻡ ﺍﻟﺘﻁﺎﺒﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﻥ ﻭﺘﺘﻭﻓﹼﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﻤﺎ .
ﺃﻥ ﻨﺭﻜﹼﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﺒﺭﺯ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺁﻟﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻴﻥ ﻓﻲ
ﻭﺴﻨﺤﺎﻭل ﻫﻨﺎ ۫
ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ .
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻨﻭﻋﻴﻥ :ﺘﺎﻡ ﻭﻨﺎﻗﺹ ،ﻭﻴﻨﺩﺭﺝ ﺘﺤﺕ ﻜلّ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ
ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﺘﻔﺭﻴﻌﺎﺕ ﺘﻨﺎﺴﺏ ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﺍلّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻜﺎﻵﺘﻲ :
ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺎ ﻤﻥ ﻨﻭﻋﻴﻥ– ﻜﺎﺴﻡ ﻭﻓﻌل – ﺴﻤﻲ ﻤﺴﺘﻭﻓﻲ ،ﻜﻘﻭل ﺃﺒﻲ ﺘﻤﺎﻡ ﺃﻴﻀﺎ ً :
۫
ﻴﺤﻴﺎ ﻟﺩﻯ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲِ()( ٤۳ ﻤﺎ ﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﻜﺭﻡ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻓﺈﻨﻪ
ﻭﻗﺩ ﺃﻟﺤﻕ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻭﻥ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺘﺠﻨﻴﺱ ﺍﻻﺸﺘﻘﺎﻕ :ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﻥ ﺃﺼل ﺍﺸﺘﻘﺎﻗﻲ ﻭﺍﺤﺩ ) ،( ٤٤ﻤﺜل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻓﹶﺄَﻗﻡ ﻭﺠﻬﻙ ﻟِﻠﺩﻴﻥﹺ
ﺍﻟﹾﻘﹶﻴﻡﹺ [)ﺍﻟﺭﻭﻡ ،( ٤۳/ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻓﹶﺭﻭﺡ ﻭﺭﻴﺤﺎﻥ ﻭﺠﻨﱠﺔﹸ ﻨﹶﻌﻴﻡﹴ [)ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ،(۸۹/
ﻓﺎﻻﺸﺘﻘﺎﻕ ﻴﻭﺠﺩ ﺘﺸﺎﺒﻬﺎﹰ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﻥ؛ ﻟﺫﺍ ﺃﻟﺤﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺒﺎﻟﺠﻨﺎﺱ
ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻜﻭﻨﻬﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺼل ﺍﺸﺘﻘﺎﻗﻲ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ
ﻓﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻤﻁﻠﻘﺎﹰ .ﻭﻗﺩ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ (٤٥) ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺍﻻﺸﺘﻘﺎﻗﻲ ﻓﻘﺎل ):
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻓﻠﺸﺩﺓ ﺘﺸﺎﺒﻬﻪ ﺒﺎﻟﻤﺸﺘﻕ ﻴﻭﻫﻡ ﺃﺤﺩ ﺭﻜﻨﻴﻪ ﺃﻥ ﺃًﺼﻠﻬﻤﺎ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻟﻴﺱ
ﻜﺫﻟﻙ ﻜﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻭﺇِﻥ ﻴﺭﹺﺩﻙ ﺒﹺﺨﹶﻴﺭﹴ ﻓﹶﻠﹶﺎ ﺭﺍﺩ ﻟِﻔﹶﻀﻠﻪ)[ ﻴﻭﻨﺱ ،(۱۰٧/ﻭﻜﻘﻭﻟﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻟِﻴﺭﹺﻴﻪ ﻜﹶﻴﻑﹶ ﻴﻭﺍﺭﹺﻱ ﺴﻭﺃَﺓﹶ ﺃَﺨﻴﻪ)[ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ .( ٤٦)(۳۱/ﻭﻗﺩ ﻨﻔﻰ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ – ﺃﻱ ﺍﻻﺸﺘﻘﺎﻗﻲ – ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎل ...) :ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﹼﻕ ﻏﻠﻁ ﻓﻴﻪ
ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻋﺩﻭﻩ ﺘﺠﻨﻴﺴﺎﹰ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﻕ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ،
ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺭﻜﻨﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻜلّ ﺭﻜﻥ ﻤﻨﻪ ﻴﺒﺎﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ() ،(٤۷ﻭﻫﻲ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﻻ ﺘﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺼﺤﺔ .
- ٢ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﻨﺎﻗﺹ:
ﻭﻴﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺒﻪ ﻭﻴﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻟﻔﻅﻴﺔ ﻭﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ،ﻴﺠﻤﻌﻬﺎ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﺠﺯﺌﻲ
ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ،ﺒﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﺭﻑ ﺃﻭ ﻨﻘﺼﺎﻨﻪ ﺃﻭ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﻭ ﺘﺄﺨﻴﺭ)( ٤٨
ﻭﺠﻤﻴﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﻻ ﻴﺘﻤﺎﺜل ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻤﺎﺜﻼﹰ ﺘﺎﻤﺎﹰ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﺎﻡ
ﻭﺇﻨﹼﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﺍﻟﺘﻤﺎﺜل ﻓﻲ ﺠﺯﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﻥ ،ﻓﻘﺩ ﻴﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﻓﻲ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﺭﻑ :
-ﻜﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻨﺤﻭ ﻗﻭﻟﻬﻡ ) :ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎل( ﻓﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ
)ﺍﻟﻤﺭﺩﻭﻑ(.
) ( ١٥٧
-ﺃﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻠﻔﻅ ،ﻨﺤﻭ ﻗﻭﻟﻬﻡ ):ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻤﻁﻴﺔ ﺍﻟﻬﻭﺍﻥ( ،ﻓﻴﺴﻤﻰ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ )ﺍﻟﻤﻁﺭﻑ (.
ﻭﻗﺩ ﻴﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻠﻔﻅﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ،ﻭﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ﺍﺸﺘﻘﺎﻕ ﻓﻴﺴﻤﻰ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ )ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ( ،ﻤﺜل ﻗﻭﻟﻪ )ﺼﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺴﻠﹼﻡ() :ﺃﺴﻠﻡ ﺴﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﷲ ﻭﻏﻔﹼﺎﺭ
ﻏﻔﺭ ﺍﷲ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻋﺼﻴﺔ ﻋﺼﺕ ﺍﷲ ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ(.
ﻓﺈﻥ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﻥ ﺍﺸﺘﻘﺎﻕ ﺴﻤﻲ ﺠﻨﺎﺱ )ﺍﻻﺸﺘﻘﺎﻕ( ﻨﺤﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻟﹶﺎ ﺃَﻋﺒﺩ ﻤﺎ
ﺘﹶﻌﺒﺩﻭﻥ _ ﻭﻟﹶﺎ ﺃَﻨﹾﺘﹸﻡ ﻋﺎﺒﹺﺩﻭﻥ ﻤﺎ ﺃَﻋﺒﺩ)[ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻭﻥ ،(٣ ،٢/ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ )ﺍﻟﻤﺫﻴل (
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺤﺭﻓﻴﻥ ﻓﻲ ﺁﺨﺭﻩ .ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ)ﺍﻟﻤﻁﺭﻑ( ﻭﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﺒﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﺭﻓﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻪ .ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ)ﺍﻟﻤﻀﺎﺭﻉ( ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺭﻜﻨﻴﻪ
ﻓﻲ ﺤﺭﻓﻴﻥ ﻟﻡ ﺘﺘﺒﺎﻋﺩﺍ ﻤﺨﺭﺠﺎ ً ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ،ﻨﺤﻭ ﻗﻭﻟﻬﻡ ) :ﻟﻴل ﺩﺍﻤﺱ ،ﻭﻁﺭﻴﻕ ﻁﺎﻤﺱ(،
ﻭﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺴﻁ ،ﻨﺤﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻭﻫﻡ ﻴﻨﹾﻬﻭﻥ ﻋﻨﹾﻪ ﻭﻴﻨﹾﺄَﻭﻥ ﻋﻨﹾﻪ) [ ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ،(٢٦/
ﻭﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻨﺤﻭ ﻗﻭﻟﻪ )ﺼﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺴﻠﹼﻡ() :ﺍﻟﺨﻴل ﻤﻌﻘﻭﺩ ﻓﻲ ﻨﻭﺍﺼﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺭ
ﺇﻟﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ( .ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ )ﺍﻟﻼﺤﻕ ( ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺭﻜﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﺘﺒﺎﻋﺩﻴﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﻨﻬﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻫﻤﺯﺓ ﻟﹸﻤﺯﺓ) [ ﺍﻟﻬﻤﺯﺓ ،(١/ﺃﻭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻭﺴﻁ ،ﻨﺤﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻭﺇِﻨﱠﻪ ﻋﻠﹶﻰ ﺫﹶﻟِﻙ ﻟﹶﺸﹶﻬﹺﻴﺩ _ ﻭﺇِﻨﱠﻪ ﻟِﺤﺏ ﺍﻟﹾﺨﹶﻴﺭﹺ ﻟﹶﺸﹶﺩﻴﺩ[
)ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺎﺕ ،(٨ ،۷/ﻭﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭ ﻨﺤﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ] :ﻭﺇِﺫﹶﺍ ﺠﺎﺀﻫﻡ ﺃَﻤﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﹾﺄَﻤﻥﹺ ﺃَﻭﹺ
ﺍﻟﹾﺨﹶﻭﻑ ﺃَﺫﹶﺍﻋﻭﺍ ﺒﹺﻪ)[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .(٤٩)(٨٣/
ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺃﺸﻌﺎﺭﻫﻡ ﺒﻜﺜﺭﺓ ﻟﻐﺭﺽ
ﺘﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻲ ﻟﻘﺼﺎﺌﺩﻫﻡ ﻭﻫﻡ ﻗﺩ ﻴﺘﻤﺤﻠﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻤﺤﻼﹰ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ) ﺍﻟﺼﻠﺔ
ﺍﻟﻨﻐﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻘﺼﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻓﻲ ﻨﻅﻤﻪ ،ﻟﺘﻘﻭﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺭﺱ ﻓﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅﻪ ،ﻭﺒﻪ ﺃﺸﺒﻪ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .( ٥٠)( ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﻔﺴﺭ ﻟﻨﺎ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﺜﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻭﻕ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﺤﻴﺎﻥ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻟﺩﻯ
) ( ١٥٨
) ( ١٥٩
ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ:
ﺇﻥ) ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻓﻨﹼﺎﹰ ﺒﻼﻏﻴﺎﹰ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ۫ ﻴﺤﻘﹼﻕ ﻏﺭﻀﺎﹰ ﺘﻌﺒﻴﺭﻴﺎﹰ ﻴﺘﻭﺨﹼﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﹼﻡ
ﻤﻥ ﻭﺭﻭﺩﻩ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ ،ﻭﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺘﻜﺘﻔﻲ ﺒﺈﻴﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺩﺍﻟﹼﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ
ﺩﻭﻥ ﺫﻜﺭ ﻟﻔﺎﺌﺩﺘﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻗﺭﺏ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺫﻜﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻟﻠﺠﻨﺎﺱ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻫﻭ ﻋﺒﺩ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ) ﺕ ٤۷١ﺃﻭ ٤۷٤ھ() (٥٣ﻓﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ
ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺃﻨﻤﻭﺫﺠﺎﹰ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻥ ﻓﻘﺎل …) :ﻓﺠﻤﺎل ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻴﺭﺠﻊ
ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺩﺍﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻓﻴﻪ ﻨﻅﻥ ﺃﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻫﻭ
ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﻨﺘﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻭﺃﻨﹼﻬﺎ ﺘﻌﻁﻴﻨﺎ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﺠﺩﻴﺩﺍﹰ،
ﻭﻜﺄﻨﹼﻬﺎ ﻋﻁﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺭﺘﻘﺒﺔ ،ﻭﻜلّ ﻫﺫﺍ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺼﻭﺕ
ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺤﺴﻲ ... ﻭﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻟﻤﺎ ﺘﻀﻤﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺄﺓ ﻭﻤﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺩﺍﻉ() .(٥٤ﻓﺎﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﺭﺍﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺄﺓ ﻟﻠﺴﺎﻤﻊ
ﺒﺄﻤﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺭﺘﻘﺏ ﻻ ﻴﺘﻭﻗﹼﻌﻪ ،ﺇﺫ ﻴﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻜﺭﺭ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﺠﺩﻴﺩ
ﺃﻥ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﻌﻜﺱ ﺫﻟﻙ .ﻭﻤﺭﺠﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺴﻥ – ﻤﺜﻠﻤﺎ
ﻭﻟﻜﻨﹼﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻴﺘﻔﺎﺠﺄ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ۫
ﻴﺸﻴﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ – ﺭﺍﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ،ﻭﻗﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ﺃﻥ
ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻫﻭ ﺤﺴﻥ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﺭﻴﺭ
ﻭﺍﻹﻋﺎﺩﺓ).(٥٥
ﺃﻤﺎ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ)ﺕ٦٣۷ھ( ﻓﻘﺩ ﺃﺭﺠﻊ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺱ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻘﺎل :
) ( ١٦٠
ﻭﻻﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ) ﺕ۷٣۷ھ( ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﻓﻘﺩ ﺘﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺩﻡ
ﻭﻀﻭﺡ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻭﺨﹼﺎﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻭﺤﺎﻭل ﺃﻥ۫ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻴﻤﺎ ﻜﺘﺒﻭﻩ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﻟﻴﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻓﺎﺌﺩﺘﻪ ﻭﻏﺭﻀﻪ ﻓﻘﺎل ) :ﻏﻴﺭ ﺃﻨﹼﻬﻡ ﻋﺒﺭﻭﺍ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺸﻲﺀ ﻴﺸﺒﻪ ۫
ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻟﻠﺘﺠﻨﻴﺱ ،ﻓﺈﻨﹼﻬﻡ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﺇﻥ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺱ ﺘﺤﺩﺙ ﺒﺎﻟﺴﻤﻊ ﻤﻴﻼﹰ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺘﺘﺸﻭﻑ ﺇﻟﻰ ﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ،ﻭﺘﺘﻭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤل ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻓﺼﺎﺭ ﻟﻠﺘﺠﻨﻴﺱ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻭﻓﺎﺌﺩﺓ ().(٥٩
ﻭﺭﺃﻱ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺇﻨﹼﻤﺎ ﻫﻭ ) ...ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ
ﺘﺤﺩﺜﻪ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﻭﺨﻴﺎل ﻻﺴﺘﺠﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻓﺈﻥ ﺘﺭﺠﻴﺢ
ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﺘﺩﻕﹼ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺘﻭﻗﻅ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻭﺘﺘﺸﻭﻑ ﻟﻭﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ () .(٦٠ﻭﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺃﻗﺭﺏ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﺤﻘﹼﻘﺔ ﻤﻥ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻓﻬﻭ
ﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺅﻜﹼﺩ ﻟﻠﻨﻐﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﺍﻟﻜﻠﹼﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﻓﻲ
ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﺫﻫﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻤﻌﻨﻰ ﺘﻨﺼﺭﻑ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﻠﻔﻅﺘﺎﻥ ﺒﻤﺎ ﻴﺜﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻨﺴﺠﺎﻡ ﺒﻴﻥ ﻨﻐﻡ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ﻭﻤﺩﻟﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ
ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ) .( ٦١ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻻ ﺘﺘﻭﻗﹼﻑ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﻅﺎﻫﺭﺓ )ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻘﻁ ﻭﺇﻨﹼﻤﺎ ﺘﻨﻌﻜﺱ ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﺠﻨﺎﺱ( ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﺃﻴﻀﺎ ً ،ﻓﺎﻟﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻓﻲ
ﺃﺼﻠﻪ ﺠﻨﺎﺱ ﺼﻭﺘﻲ ﻴﺭﻜﹼﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺴﺠﺎﻡ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻟﺘﻘﻭﻴﺔ ﺠﺭﺱ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ
ﻭﻨﻐﻤﻴﺘﻬﺎ .
) ( ١٦١
) (٨ﻅ :ﺒﺤﺙ :ﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ :ﺩ .ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻌﻁﻴﺔ . ٥٩– ٥۷:
) (٩ﻤﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻨﻴﺎﺕ . ١٣٢ :
) ( ١٠ﻅ :ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ :ﺍﺒﻥ ﺠﻨﹼﻲ ،١٤٣ / ٢:ﺍﻟﻤﻨﺼﻑ :ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ. ١٩ / ١:
) ( ١١ﺍﻟﻤﻨﺼﻑ . ١٩ / ١:
) ( ١٢ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ،٤ ،٣ / ١:ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ :ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ . ١٢٠ / ١:
) ( ١٣ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ . ١٤٦ / ٤ :
) ( ١٤ﻅ :ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ . ٤٤٥/ ٤ :
) (١٥ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ :ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ. ١٣٨ –١٣۷ / ١:
) ( ٢٤ﻅ :ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﺤﺠﺠﻬﺎ . ١٩٢ – ١٩١/ ١ :
) ( ١٦٢
) ( ١٦٣
ﻗﺎﺌﻤــﺔ ﺍﻟﻤﺼــﺎﺩﺭ
ﺃ -ﺍﻟﻜﺘـــــﺏ :
-ﺍﻟﻘﺭﺃﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .
-ﺇﺩﻏﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ :ﺃﺒﻭ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺴﻴﺭﺍﻓﻲ) ﺕ ٣٦٨ھ ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
ﺍﻟﺭﺩﻴﻨﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ – ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ )ﺩ .ﺕ (.
-ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ) ﺕ ٤۷١ﺃﻭ ٤۷٤ھ( :ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻫـ ـ
ﺭﻴﺘﺭ ،ﺍﺴﺘﺎﻨﺒﻭل ١٩٥٤ ،ﻡ .
-ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ :ﺩ .ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺃﻨﻴﺱ ،ﻁ ،٤ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ،
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ١٩۷١،ﻡ .
) ( ١٦٤
-ﺍﻹﻴﻀﺎﺡ :ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﺯﻭﻴﻨﻲ) ﺕ۷٣٩ھ ( ،ﺸﺭﺡ ﻭﺘﻌﻠﻴﻕ ﻭﺘﻨﻘﻴﺢ :ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ
ﺍﻟﻤﻨﻌﻡ ﺨﻔﺎﺠﻲ ،ﻁ ،٣ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ١٩٨٩ﻡ .
-ﺍﻟﺒﺩﻴﻊ ﻓﻲ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ :ﺃﺴﺎﻤﺔ ﺒﻥ ﻤﻨﻘﺫ ﺒﻥ ﻤﺭﺸﺩ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻅﻔﹼﺭ ﺍﻟﺸﻴﺭﺍﺯﻱ) ﺕ٥٨٤ھ(،
ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺩ .ﺃﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺩﻭﻱ ،ﻭ ﺩ .ﺤﺎﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ١٣٨٠ ،ھ –
١٩٦٠ﻡ .
-ﺍﻟﺘﻠﺨﻴﺹ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ :ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﺯﻭﻴﻨﻲ ،ﻀﺒﻁﻪ ﻭﺸﺭﺤﻪ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ
ﺍﻟﺒﺭﻗﻭﻗﻲ ،ﻁ ،١ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ،ﻤﺼﺭ١٩٠٤ ،ﻡ .
-ﺠﺭﺱ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩﻱ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ :ﺩ .ﻤﺎﻫﺭ ﻤﻬﺩﻱ
ﻫﻼل ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ،ﺒﻐﺩﺍﺩ١٩٨٠ ،ﻡ .
-ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻜﻨﺯ :ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ) ﺕ۷٣۷ھ(،
ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺯﻏﻠﻭل ﺴﻼﻡ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ )ﺩ .ﺕ(.
-ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﻭﺴل ﺇﻟﻰ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺭﺴل :ﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ٦٣٠) ھ(،
ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺩ .ﺃﻜﺭﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻴﻭﺴﻑ ،ﺒﻐﺩﺍﺩ١٩٨٠ ،ﻡ .
-ﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻀﺭﺓ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ :ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻅﻔﹼﺭ
ﺍﻟﺤﺎﺘﻤﻲ) ﺕ ٣۷۷ھ ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺩ .ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﻨﻲ ،ﺒﻐﺩﺍﺩ١٩۷٩ ،ﻡ .
-ﺨﺯﺍﻨﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻏﺎﻴﺔ ﺍﻷﺭﺏ :ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ٨٣۷) ھ ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :
ﻋﺼﺎﻡ ﺸﻌﻴﺘﻭ ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﻭﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻬﻼل ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٩٨۷ ،ﻡ .
-ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺠﻨﹼﻲ )ﺕ ٣٩٢ھ( ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ،
ﻁ ،٢ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻬﺩﻯ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ) ﺩ .ﺕ (.
-ﺩﻻﺌل ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺸﺎﻜﺭ ،ﻨﺸﺭ ﻤﻜﺘﺒﺔ
ﺍﻟﺨﺎﻨﺠﻲ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٩٨٤ﻡ .
-ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺃﺒﻲ ﺘﻤﺎﻡ )ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩﺓ ﻋﺯﺍﻡ ،ﻁ ،٤ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﻤﺼﺭ١٩٨٢ ،ﻡ .
) ( ١٦٥
) ( ١٦٦
ﺏ -ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ:
- ١ﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ :ﺩ .ﺨﻠﻴل ﻋﻁﻴﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ /ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ :
) ( ١٦٧