الكاتب كان يبي القارئ يتعاطف ويا المحكوم عليه بالاعدام حتى لو كان مذنبا، وما استفدته من الرواية كان أني حسيت بألم المحكوم انه يحس ان بيقتلونه في التارالكاتب كان يبي القارئ يتعاطف ويا المحكوم عليه بالاعدام حتى لو كان مذنبا، وما استفدته من الرواية كان أني حسيت بألم المحكوم انه يحس ان بيقتلونه في التاريخ المعين ، وهالشي غاية في الالم تنطفئ كل امالك في هالدنيا وكل بهجة في الحياة.
عدم معرفة موعد الوفاة نعمة كبيرة ، فكرة الموت من اكثر الافكار صعوبة على الهضم ، فلذلك يعيش الناس ولو عمروا فوق المئة سنة يتحاشون ذكر الموت والتهيؤ اليه الناس من المرهق عليهم التعاطف ووضع انفسهم في احذية الآخرين ، هذا سيكلفهم الكثير من التفكير الزائد والكثير من الحزن والسيمبثي المهدر ، وفي النهاية ماذا لعلهم يغيرون في هذا العالم وقوانينه؟ لفتني ان المحكوم كان لديه توق ديني وجانب روحي هو له ظامئ متعطش، لأن الاقبال على الموت يفتح على هذا الباب وللتساؤل ماذا ينتظرني بعد الموت، ولتطمين هذا القلق بكلام ديني مخفف ويربط على القلب ، ولكن هذا الطلب صعب جدا تحقيقه على يد قس اعتيادي لا يريد أن يتعاطف معه بل هو سائم من الروتين اظن نحتاج نحمد ربنا على العافية من عذاب السجن وانتظار الاعدام الرواية قاتمة وسوداوية وماعجبتني لأن مافيي شدة احزن ...more
مشروع مذهل وجميل ، فكرة رائدة ، وهكذا يجب ان يعمل طلاب كلية الآداب ، ليس فقط أن يحفظوا المناهج عن ظهر قلب .. بل أن يبحثوا ويجوسوا خلال ديار البحرين من مشروع مذهل وجميل ، فكرة رائدة ، وهكذا يجب ان يعمل طلاب كلية الآداب ، ليس فقط أن يحفظوا المناهج عن ظهر قلب .. بل أن يبحثوا ويجوسوا خلال ديار البحرين منقبين عن القصة والحزاية البحرينية التي أشرفت على الانقراض.
جميل ان ترى القصص محكية بلهجات اهل البحرين .. كما توارثوها وحكوها ، جميل ان رواة القصص من كبار السن هم من كل مناطق البحرين ، والأجمل هو أن القصص تلك هي منتشرة لدى الجميع بطرق متعددة ، ان هذه الموسوعة هي توثيق رائع ستحتاج له الأجيال القادمة ، لاحظت ان هناك طلابا مميزين سردوا عشرات القصص من رواة مختلفين ، كما لاحظت أن هناك رواة مميزين سردوا عدة قصص بشكل مذهل ،
مجلة صوت البحرين التي كانت تصدر في بدايات الخمسينات أنست بتصفح مجلداتها الأربعة، عدت بالزمن سبعين سنة للوراء لأضع يدي على مستودع وثائق بلا فاصلة بيني ومجلة صوت البحرين التي كانت تصدر في بدايات الخمسينات أنست بتصفح مجلداتها الأربعة، عدت بالزمن سبعين سنة للوراء لأضع يدي على مستودع وثائق بلا فاصلة بيني وبينه جريدة تنشر اعلانات عن البنادق والسيارات موديل 1951 ، والثلاجات لاحقا ، بوكلائها المعروفين ، البحرين وطن الوكلاء تجارها وكلاء للسلع الخارجية الآتية من الشرق والغرب ، ومفكروها وكلاء للأفكار القادمة من الشرق والغرب. كل جماعة تبحث عن امتدادها الفكري خارج حدود البحرين، وإن كانت مجلة صوت البحرين قد وجهت نظرها بشكل جيد نحو البحرين.
حملت صوت البحرين على عاتقها وحدة البحرين داخليا ، جاء ذلك من اول عدد حين كتب "ابن ثابت" مقالا جميلا بعنوان الطائفية علتنا الكبرى ، مكاشفا أهل البحرين عن التنافر السني الشيعي الذي كان دائما يسبب المشاكل، وقد آمن ذلك الجيل بالوحدة ونبذ الخلافات ، وكان فريق المجلة من السنة والشيعة على السواء
إنهم سموا انفسهم شبابا .. شباب طموح جاء ليغير ويطور، هم الطلبة الأوائل لما بدأ التعليم في البحرين ، وهم الطلائع الأولى التي ابتعثت لتدرس في الخارج وتأتي محملة بأفكار كبيرة كالقومية ، ارادوا فيها استنهاض وطنهم من نير الاستعمار ، وتحرير عقول شعبهم من الجهل ، وتعميق الهوية الوطنية ونبذ الخلافات. بحثوا في تاريخ البحرين ، نشروا عن ابن المقرب العيوني وعبدالرؤوف الجدحفصي وميثم البحراني ، استفتوا الشيخ محمد علي التاجر ليحدثهم عن بعض تراث البحرين ، وتمثلوا دائما بقصائد عبدالرحمن المعاودة الجميلة ، وثقوا سيرة الحاج محمد القصاب من أهل الجسرة ذو المئة وثلاثين سنة الذي عاصر حرب الأخوين الشهيرة.
كانت مجلة مستنيرة ذات أفق رحب يتسع للسنة والشيعة ، وسطية بين التدين والتفسخ ، بدأت في قمة قوتها ثم أصبحت أقل قوة في مواضيعها ، استيراد الكتاب والمقالات من الخارج كان اقل ما في المجلة من جمال ، والجميل حقا هو الابداع الذي كتبه ابناء هذا الوطن، حسن جواد الجشي بمقالاته العميقة ، عبدالعزيز الشملان ذلك الاصلاحي الهادئ المتزن ، تقي البحارنة بابحاثه الادبية ، ابراهيم العريض طبعا بطريقته الابوية التي لا يرضى فيها بالشعر الرديء ان ينشر في المجلة ، ومبارك الخاطر بعنفوان الشباب المنتفض على ابراهيم العريض ، هناك الكثير من الامور الجميلة في هذه المجلة ، واجمل ما فيها انها كانت تحمل احلاما كبيرة في وحدة اهل البحرين ونبذهم التفرق وعروبة البحرين ضد الادعاءات الإيرانية ، وتقديرها للعلم التجريبي والاكتشاف والفكر والأدب وكذلك لعلماء الدين من الطائفتين ، شارك في المجلة قاضي البحرين الشيخ عبدالحسين الحلي ، كما تطرقت المجلة لاعلام شيعة امثال الشيخ محمد جواد مغنية وغيره ، كما تطرقت بالطبع لمشايخ سنة ايضا.. كانت حقا مجلة جميلة ، تستحق بنا ان نعود لقراءتها...more
ديوان عظيم جدا بعد أن قرأت ديوان ابن المقرب وديوان ابو البحر الخطي ورأيت كيف ان دواوينهم فتحت بابا ينفذ فيه القارئ إلى أزمانهم هناك لنتعرف على بلاد البحرين ونكتشف الحياة فيها وتفكير أدبائها والوضع السياسي وكل شيء ، خلت أنني لن أجد ديوانا آخر يوثق حياة البحرين ، حتى وجدت هذا السفر المبهر.
السيد عبدالرؤوف أبو المعالي هو رجل من جدحفص البحرين عاش بين 1650 - 1700 ميلادي ، ينحدر من السيد عبدالرؤوف قاضي قضاة البحرين في عهد ابو البحر الخطي، وكان أبو المعالي من علية القوم ، حيث كما يفتخر عن نفسه أنه ورث القضاء والمكانة والمال، فهو احد أعيان البحرين انذاك ، ابان الفترة الصفوية ، في تلك الفترة التي ظهر فيها السيد هاشم التوبلاني وسليمان الماحوزي وعبدالله السسماهيجي، وسيظهر بعد قليل الشيخ يوسف ال عصفور البحراني ، انها الفترة الذهبية للعلوم الدينية في البحرين ، اما من منظور ابو المعالي فيعكس صورة اقل مثالية لذلك الزمان ، ترى ان هناك منافسة شديدة بين العلماء ، ترى ان ابو المعالي وصديقه يحرضان وزير البحرين على بعض القضاة ، ترى ابو المعالي يذم بعض ولاة الصفويين في البحرين واحيانا يمدح بعضهم.
يكتب الشعر في أهل البيت، له في ذلك عدة قصائد ، كان متأثرا بزمانه الذي كانت فيه عصبية مذهبية وتمسك بالامبراطورية الصفوية كحامية للشيعة ، وكره كبير لاولئك القبائل السنية التي نزحت من نجد الى ضفاف الخليج ليحدث بمجيئهم صراع وحروب مع هؤلاء واولئك.
لم يهاجر ابو المعالي من البحرين ، بل اغلب الحوادث تؤكد انه عاش اغلب حياته في جزيرة أوال البحرين ، ووثق ديوانه شيئا من قرى البحرين كجدحفص وكرزكان وصدد والمنامة وبربورة وأبو بهام ومقبرة ابو عنبرة ، وشيئا من شخصيات البحرين وبعضهم فقهاء معروفون ردوا على قصيدة لابي المعالي يذم فيها بعض المتدينيين. رثى ابو المعالي الشيخ سليمان الشاخوري لما توفي ، كما رثى اخته بقصيدة تعبر عن وفاءه لمعنى الأخوة.
كان السيد عبدالرؤوف على غير ما نخبره من علماء الدين المعاصرين ، كان رجلا صريحا وشفافا لا يكتم شيئا ولا يرائي بأنه من اهل التقوى ، فكان نصف الكتاب في تقديري تغزلا بالمحبوبة ، كان هناك الكثير من القصائد التي تحتوي على الفاظ بذيئة خادشة للحياء وتسيء لكاتبها ، كان هناك ايضا تغزل بالخمرة ، كان ابو المعالي قاضيا ورجل دين كما يبدو ، ولكنه كان ايضا شاعرا يبث مشاعره وشخصيته دونما حرج، وهو في ذلك لم يبتعد كثيرا عن سيرة من سبقوه أمثال ابو البحر الخطي وسيد ماجد بن هاشم واناس من اسرة السادة القارونيين وآخرين كان المشهور في زمنهم ان لابأس بالحديث عن الغزل والخمرة بدون ان يقربوا الخمرة بالطبع (كما ورد في ديوان ابو البحر)، ولكن يبدو ان مثل هذا التقليد السائد لم يكن ليستمر ، فكان فقهاء البحرين في عهده قد صار لهم قوة كبيرة ، وقد ردوا عليه وخطؤه في بيت كان يهاجم فيه بعض المرائين بالعبادة انهم كالبعوض ، فرد عليه بابيات مفحمة كل من العلماء التالين: محمد يوسف المقابي ، أحمد محمد يوسف المقابي، سليمان أبي ظبية ، سليمان الماحوزي ، عبدالله بن صالح البحراني ، حسين بن علي الحسيني ، عبدالنبي بن لطف الله ، محمد بن الشيخ أحمد الأجسائي، وأخيرا الشيخ حسن الدمستاني .
وهذا يفسر لماذا كان ديوان الدمستاني كله في رثاء اهل البيت ، وكذلك كل العلماء المعاصرين وفي الاجيال اللاحقة ، نبذوا اي شعر في غير الدين وفي كتب غير الكتب الدينية، كان يبدو على ابو المعالي قراءته لكل الادب والشعر القديم والمعاصر له ، كان ضليعا بمختلف الحقول الفكرية ، على انه لم يضف الكثير من الفكر المستنير ، بل شطح في الغزليات ، نستطيع ان نقول عموما ان غزله فيه عفة غالبة على قصائده ، وان الخمرة والبذاءة قليلة جدا في ديوانه. وفي ديوانه نجد حس الصداقة الجميل بينه وبين اصدقاءه امثال السيد شرف الدين
كان من أجمل ما كتبه أبو المعالي هي ابتهالاته الدينية ، شيء في غاية العظمة والسمو ، لقد عانى السيد عبدالرؤوف من الامراض فكان يمسي طريح الفراش كثيرا ، وهذا يفسر لماذا لم يكن يسافر ، فيبدو ان بدنه ليس قويا ، وكان دائما يتوب إلى ربه من خطاياه ، كان يعترف بخطاياه وهذا الشيء كبر في وجداني ، كان ابو المعالي صادقا في تجربته في الحياة ، لم يأتي ليظهر شخصية غير ماهو عليه ، اظهر نفسه بعيوبه ، بتنافسه وتحاسده وتباغضه مع بعض القضاة والشخصيات ، بغرائزه ومشاعره ، بحبه للمال والوجاهة والمكانة ، ثم بآلامه وسقمه الشديد ، برغبته في صديق يعوده في مرضه ، ثم بتوجهه لله بالتوبة النصوحة ، فكانت قصائد ابو المعالي في الابتهال الى خالقه من اجمل قصائده حقا.
كان لابي المعالي انواع مختلفة من القصائد، نظم في شعر البند ستة بنود في غاية الجمال ، نظم شعر الموال باللهجة الدارجة ، وغريب ان اللهجة المستخدمة هي اقرب لأن تكون مفرداتها اقرب للرفاعية والمحرقية منها الى اللهجة البحرانية ، وهذا قد يفتح لنا بابا للتساؤل حول وجود اللهجتين البحرانية والبحرينية وتاريخ وجودهما في البحرين وانتشارهما بين الناس ، وأقل ما نقول أن عبدالرؤوف الجدحفصي كتب هذه المواويل الهائلة الكثيرة العدد تأثرا بثقافة اخرى هي ثقافة العرب السنة الذين كان لهم وجود انذاك في جزيرة البحرين وحولها ، ورغم الكره والحقد السياسي بين الجدحفصي وبين هؤلاء الا انه كان يشبههم كثيرا في مواويله ، ولعل ذلك يوحي لنا بهوية الناس في البحرين انذاك ، ان كانوا شيعة أو سنة، فكلهم احبوا المواويل الممزوجة بلؤلؤ البحار ورطب النخيل.
هذا الديوان قد اثرى المكتبة البحرينية وسد ثغرات كثيرة في تاريخنا المجهول ، وهو جدير بالقراءة والدراسة والاعتبار...more
ما هذا الألق يا دكتور عمار أسرة تختزن إرثا مؤلما ، سيرة الجيل بعد الجيل محفوظة عند خزنة بنت علي بن غانم ، يستوعبها ويختزنها حفيدها حسن بن علي الخزنة ، ما هذا الألق يا دكتور عمار أسرة تختزن إرثا مؤلما ، سيرة الجيل بعد الجيل محفوظة عند خزنة بنت علي بن غانم ، يستوعبها ويختزنها حفيدها حسن بن علي الخزنة ، يحكيها الى حفيده الطفل الذكي الواعد عمار الخزنة ، يكتب عمار ويدون ذاكرة العائلة الشفاهية وهو في الثانية عشرة ، وبعد عشرات السنين يصبح طبيبا في امريكا ، ولكنه ما زال مسكونا باشباح الراحلين وذكرياتهم الأليمة
عن من أتحدث ؟ عن غانم رأس العائلة وأخوه إبراهيم ، طفلان في السابعة من عمر احدهما يشهدان وقعة العبيد الصلاح المأساوية سنة 1737 ، الهجوم العماني بمعاونة جيش يتحدث اللغة السواحيلية، يسفكون دماء المصلين في صبيحة يوم العيد، يهرب الطفلان إلى البيت بعد أن رأوا ابوهما يذبح ، تخبأهما امهما في بئر في بستانهم وتغلقه عليهم، يخرج الطفلان من البئر بعد يومين ليكتشفان ان امهما قد قتلت هي الاخرى ، وأن الحلة ابيدت ولم يبق منها الا القليل.. ينشأ الطفلان مقطوعين من شجرة ، ككل ابناء البلدة الذين خرجوا للتو من مجزرة مروعة.
علي بن غانم .. قصة البحار والبستاني الشهم ، الواقف كنخلة شماء في رياح عاصفة على الدوام ، لا بد للنخلة ان تقتلع ، ان تهاجر ، وان كانت جذورها ما زالت في الحلة ، وإن كان بحر الحلة يختزن ذكرياته وشبابه وجواهره الثمينة ، وحيث كانت الحلة تحمل ابنائه الأربعة .. عيسى ومحمد وخزنة ونرجس، فكان لا بد أن يمضي الزمن بنا إلى قصصهم ، إلى خزنة ، سيدة الياسمين ورمز المرأة البحرانية ، قوة في عطف ، وألم في أمل .. وعقل في أدب ، القابلة ، والمؤرخة ، وخزانة المآسي.
ها هو الجدري يعصف بالناس ، ها هي حظرة المسجر والجوجبية خالية من السمك، هاهي الحضرة تمتلأ بالدماء ، هاهو بن غانم يتجرع غصة الفراق الطويل اربعين سنة، ها هو عيسى يتيه في بنادر الخليج ، هاهو عمار يضع بين ايدينا هذه القصة المروعة، الآن اعرف لماذا زهد كثير من الأجداد عن سرد حكايا الماضي .. آثر كثير منهم ان يذهب بغصته دون أن يقول شيء، ولماذا يقول يا ترى .. كي تتكرر المأساة ؟ كي يضع ثقل التاريخ المضني على اجيال جديدة ؟ الكبار غارقون في الآلام، والصغار غارقون في ضحكاتهم البريئة وشعورهم الطفولي بجمال العالم وروعته، أفهل ننقل لهم آلامنا ؟ هاهم السود يحاولون تناسي الام اجدادهم ، هاهم البدو يحاولون تناسي حروبهم الداخلية، بل انهم تقريبا نسوا كل ذلك التاريخ وصفحوا عن كل ما كان.
لكن ليت شعري من نكون نحن إذا لم نكن أوفياء لأجدادنا وحافظين بانصاف لسيرتهم ووعيهم الجمعي، ولكن يا ترى اين الحل للمقهورين ، إن الدنيا مكان البلاء والابتلاء ، ولم يعجبني إلحاح الكاتب في بث صرخة مكبوتة تجاه أقدار الله عز وجل ، لماذا يارب كل هذا الجدري ، لماذا الظلم ينتصر، لماذا كل هذه المعاناة ، لم أحب هذا وكنت اتمنى ان لو اضاف بعدا روحانيا عميقا هو بالطبع كان متجذرا في جده الحاج حسن الخزنة أو جدته الكبرى خزنة أو اي من عائلة بن غانم، رغم اني لا اعرفهم ولكن ما اعرفه ان اهل البحرين كانوا على الدوام متدينين اشد التدين ويخففون الامهم بربطها بقضية الامام الحسين عليه السلام ، العبيد الصلاح كانوا مصلين وامامهم في الصلاة الشيخ مالك ، انا اعرف انه كان يمكن للدكتور عمار ان يضع الجانب الديني في الرواية ، على الاقل من زاوية شخصيات الرواية كشخصيات تاريخية وماوصله عنهم من تدين وايمان.
أذهلني الكاتب بمعرفته بالحياة قديما ، بتفاصيل دقيقة في غاية التعقيد، عن الغوص والزراعة وتفاصيل الحياة ، لقد كان طفلا نابها حقا حين استوعب بهذا القدر المعجب ماقاله جده وجدته، كما انه درس الوثائق البريطانية ودرس التاريخ المكتوب والشفوي ، وثق الدكتور عمار حياة كاملة عظيمة ، لا تملك الا ان تحيي فيها ارواح الراحلين عن هذه الأرض ، المظلومين منهم الصابرين على البلاء والشدة ، ذكرتني القصة كثيرا بمسلسل ليل البنادر، كان بطل المسلسل يشبه شخصية علي بن غانم وكذلك ابنه عيسى، ايضا لفت نظري اللهجة المستخدمة في الكتاب ، انها لا تشبه كثيرا لهجة البحارنة ، بل هي الى اللهجة المحرقية اقرب ، لا اعرف هل كانت اللهجة انذاك هكذا خصوصا في قرية الحلة المتفاعلة مع المناطق القريبة منها.
ابدع مبارك وأنصف بكتابته لهذا الكتاب الموثق لشخصية مهمة من الأدباء البحرينيين ولد عبدالله الزايد في بحبوبحة من العيش مع والده تاجر اللؤلؤ، تردد منذ صغرابدع مبارك وأنصف بكتابته لهذا الكتاب الموثق لشخصية مهمة من الأدباء البحرينيين ولد عبدالله الزايد في بحبوبحة من العيش مع والده تاجر اللؤلؤ، تردد منذ صغره على النخبة المثقفة في المحرق امثال الشيخ إبراهيم محمد الخليفة و الشيخ محمد صالح خنجي والشيخ عبدالوهاب بن حجي الزياني ، امكاناته المادية جعلته يسافر إلى بومبي قاصدا تجارة اللؤلؤ، تلك التجارة التي سببت له قرار بالنفي لعامين خارج البلاد.
سافر الاقطار العربية من مصر وغيرها وشب رجلا قد تشكلت في عقله حماسة العروبة وآمن بالتحرر من الاستعمار كما آمن جيله وإن كان تعامل مع بريطانيا وزارها ونشر في وسائلها الاعلامية وراسل ممثليها في البحرين ، استقبل الأديب أمين الريحاني واستقبل غيره من الأدباء العرب الذين زاروا البحرين.
أقام ثاني مطبعة حديثة في البحرين ، فقد استجلب المعدات من بريطانيا ، وأسس فيها مشروعه الذي كان له شق آخر هو عمل جريدة ، فقد أصدر جريدة البحرين سنة 1939، وظلت تصدر اعدادها اسبوعيا حتى أوقفت بقرار من السلطة وافتكينا من هالهم ،
من قضاياه الجميلة التي دافع عنها هي قضية فلسطين والهجرة اليهودية التي كانت تتم انذاك، كان يغطي احداث الحرب العالمية الثانية وينصر بريطانيا وحلفائها على المانيا هتلر وايطاليا ، كان يدعو إلى وحدة الامارات المطلة على الخليج من مسقط إلى الكويت ضمن اتحاد شبيه باتحاد دولة الامارات الحالي، كان يفكر بشكل كبير think big كانت صحيفته تغطي احداث في دبي والشارقة والبحرين والعالم العربي بأسره ، كان يعمل على هذا الاساس ، كان على علاقة طيبة بالحكام وينصح ويقترح ويجد لكلامه اذنا صاغية. عارض الزايد اجراءات عام 1923 ويبدو على اشعاره وتصريحاته انه يتألم منها تألما
عيوب عبدالله الزايد ذكرها مبارك الخاطر بصراحة أمانة للتاريخ ، كان الرجل يشرب الخمر، يرى في مطبعته أحيانا سكرانا ، ولما قرأت هالشي طاح من عيني ، ولما قريت رسالة بعثها إلى صديقه قال فيها بما بمعناه ان في بريطانيا تمشي في الشارع وتشوف الي يسرك في الشارع ، امثال هذا الكلام يقوله رجل يفترض انه عاش عيشة محافظة في أوائل القرن العشرين ، هناك أناس في التاريخ أتمنى لو قابلتهم وبالتأكيد فهذا الأديب ليس من بينهم ، لم استسغ هذه الشخصية الذي كان يبدو من كلامه عزوف كبير عن الأفكار الدينية، فإذا كان هؤلاء هم الذين يعول عليهم في النهضة فليس غريبا اننا لم ننهض بعد،
أريد مستقبلا أن أقرأ اعداد جريدة البحرين، هذا هو إرث عبدالله الزايد الذي تركه للبحرين والخليج لعل فيه شيء من الفائدة ، وحزمة من القصائد الجزلة للزايد وإن كانت اسباب كتابتها في المناسبات التي لاطائل منها ، وحتى القصائد لا تجد فيها ثمة شيء، ولكن أجمل تلك القصائد هي آخر قصيدة كتبها ، وهي متأثرة تمام التأثر بشعر ابو القاسم الشابي، وفيها كان الزايد في مرض وفاته المؤلم الذي طلب فيه من صديقه ان يحرق ملفه السياسي وفعلا احرقه ، لماذا تخلص الزايد من اوراق ووثائق سياسية مهمة ؟ ماذا كان يخفي ؟ وهل يخفي اخطاءا قام بها أم أخطاءا قام بها آخرين ؟ على أية حال .. في مرض وفاته كتب قصيدة جميلة مطلعها : مللت الحياة وكثر السهر ورمت الممات وسكنى الحفر فهو تحدث صراحة عن الموت الموشك، والغريب ان ليس في هذه القصيدة أي معنى ديني ، في الوقت الذي يرجو فيه الانسان المغفرة والرحمة والمعاني الدينية عموما، ومع الاسف ذلك العزوف عن الدين شائع لدى نخبة المثقفين انذاك ، بل ان ابو القاسم الشابي الذي يقلده الزايد كان بتلك الروحية، رغم ذلك .. من نحن كي نحدد العصاة من الصالحين ، الله وحده من يتولى عباده ويحكم فيما فعلوا وقدموا في حياتهم.
لا أعرف لماذا يذكرني عبدالله الزايد بمحمد البنكي ، الأديب البحريني الذي توفي في 2010 شابا في الاربعينات ، كما توفى عبدالله الزايد في بداية الخمسين، كيف ان اثنيهما كانوا يؤمنون بأفكار تقدمية وتحررية ، كيف ان اثنيهم قريبين للسلطة ، كيف أن اثنيهما مثقفين وأدباء حقيقيين ولديهم فكر، كيف أن اثنيهما احدثوا أثرا ما في هذا الوطن الصغير الجميل....more
كتاب جميل يشرح ما كتب على نقود الدولة العيونية التي عثر عليها والتي وجدت منها كميات تعود لفترة حكم حاكم عيوني واحد وهو الحسن بن عبدالله العيوني وهو نجلكتاب جميل يشرح ما كتب على نقود الدولة العيونية التي عثر عليها والتي وجدت منها كميات تعود لفترة حكم حاكم عيوني واحد وهو الحسن بن عبدالله العيوني وهو نجل مؤسس الدولة العيونية الدراسة المحايدة تؤكد ان الدولة العيونية كانت هويتها المذهبية شيعية وهذا الشعار لم يوجد لدى القرامطة بل انه شعار اثنيعشري خالص
عمل راقي ومهني وجميل لا يخلو منالقصور منه فهمت بأسلوبه السلس والجميل تاريخ العيونيين
يمكنكم مشاهدة سلسلتي في تاريخ الدولة العيونية على اليوتيوب https://w عمل راقي ومهني وجميل لا يخلو منالقصور منه فهمت بأسلوبه السلس والجميل تاريخ العيونيين
عظيم يا ابن المقرب ، يا أبا التاريخ العيوني كله كانت رحلة طويلة وجميلة في قراءة هذا الديوان ومعرفة ابن المقرب وظروف حياته ، وكل التاريخ الذي حكاه عن اسعظيم يا ابن المقرب ، يا أبا التاريخ العيوني كله كانت رحلة طويلة وجميلة في قراءة هذا الديوان ومعرفة ابن المقرب وظروف حياته ، وكل التاريخ الذي حكاه عن اسرته الحاكمة العيونية
كتاب استشراقي ترجمه الشيعة وقدم له الشيخ الشيعي اللبناني حيدر حب الله قائلا بأننا نحتاج أن نطلع على دراسات الآخرين عنا وانتقاداتهم لنا، حقا فالكتاب جركتاب استشراقي ترجمه الشيعة وقدم له الشيخ الشيعي اللبناني حيدر حب الله قائلا بأننا نحتاج أن نطلع على دراسات الآخرين عنا وانتقاداتهم لنا، حقا فالكتاب جريء ، فالكاتب كولن ترنر متحامل أكثر من اللازم على الشيعة ويضع طوال الكتاب أحكاما قاسية على مذهبهم
يسرد الحقبة الصفوية منذ بدايتها التي فرض فيها الشاه اسماعيل الصفوي المذهب الشيعي بالقوة ، وعينك ما تشوف الا الانتهاكات التي حصلت من قتل الابرياء وارغامهم بشكل أو آخر على التحول للتشيع ، لا اريد ان ابالغ في شناعة ما حدث ، انا قرأت الكتاب اساسا لأعرف اخبار ومصادر عن القتل وهذه الأمور ، وما قرأته من مصادر في هذا الكتاب لا تخبر عن شلالات دماء بالعمومي ، أو عن مذابح مليونية ، ولكنها تقول ان اسماعيل الصفوي كان يريد تغيير فوري لايران لأن تتشيع بأكملها وذلك لمواجهة العثمانيين ، وبأمر سيادي كان يجب أن لا يكون هناك تسامح مع وجود المذهب السني وأن لا يكون له حرية في العقائد والممارسات، رغم ذلك فالتحول الكامل للمذهب الشيعي اخذ فترة طويلة نسبيا امتدت لأجيال. وعموما فهناك ضحايا كثيرين سقطوا وهناك اضطهاد طائفي حصل، رغم ان الاجيال ثارت على ابائها هي الاخرى ، فتجد ان العلامة المجلسي على سبيل المثال جده البعيد كان عالما سنيا.
يحدثنا المستشرق عن الفقهاء المقربين من الحكام الصفويين ، ابتداءا بالشيخ علي عبدالعالي الكركي اللبناني الذي عين في اعلى منصب ديني في ايران في عهد اسماعيل الصفوي وابنه طهماسب ، وكيف ان العلماء الذين جاؤوا من جبل عامل والبحرين والعراق كانوا يوضعون في أعلى مراتب الدولة الصفوية ، وان أغلب الاسهام الديني الصفوي كان في الجانب البراني على حد تعبير الكاتب ، ويقصد من الجوانب البرانية هي الفقه والشعائر والتركيز على النقل دون العقل، بينما الجوانب الجوانية هي تلك المتعلقة بالاهتمام الكبير بالعقل ، العرفان ، الفلسلفة ، الأخلاق والتجربة الوجدانية للدين ، فهكذا حدد التمايز بين النوعين ، وقال ان الغالبية الساحقة من علماء الدين في العصر الصفوي كانوا برانيين ، سواء كانوا اصوليين ام اخباريين فجميعهم دبجوا في الامور الفقهية الكثير، وجمعوا الكثير من الكتب الحديثية وخفتت وحوربت الاتجاهات العقلية الى حد كبير، هناك القليل امثال ابن جمهور الاحسائي و الداماد وملا صدرا والسبزواري وغيرهم ممن كانوا "جوانيين" وحصلوا على الكثير من الصدام والتقريع من المخالفين لهم.
حسنا .. عن رأيي أؤمن بأن كلا الجانبين البراني والجواني مهم ، وان كلا الصورة الخارجية وتلك الداخلية للدين هي مهمة جدا ، لا دين من دون قشور ، ولكن لا دين ايضا دون لب ، وفعلا يعاني الشيعة والسنة اليوم من ازدياد سماكة قشرة الدين على حساب مساحة لب الدين الضيقة، وكي افسر ما اقول انظر كيف ان اشهر المتحدثين في الدين هم الذين يهاجمون ويثربون ولا يتسامحون في شيء ، وتظن عندما ترى حجم المتحمسين ان المجتمع متدين ، فلما ترى حولك تجد كثير من الناس تتابع نتفلكس ومواد اباحية وتسمع الاغاني وتترك الصلاة وتتحارب وتتحاسد وتأكل مال الحرام وتعمل كل نقيصة وتعرض عن كل فضيلة ، ثم تتقمص لباس الدين والتقوى، فانظر في اليوتيوب وقارن كم عدد مستمعي القران الكريم من عدد مستمعي الاغاني.
ورغم كل شيء فالكتاب ليس صحيحا في اغلبه ، بل تكمن فائدته في انه يحرك الأجواء ، حقا نحتاج ان نثير بعض المياه الراكدة ليتحسن تديننا واخلاصنا في ديننا ، وفي رأيي ان الشيعة لم يكونوا بدعا من السنة في تلك الحقبة التاريخية من التخلف الحضاري ، فبعد سقوط بغداد انحدرت الامة الاسلامية وزاد فيه التعصب الطائفي ، في ذلك الزمن ظهر الشيخ ابن تيمية مبشرا بمزيد من التحفظ على كل المذاهب والأراء "المبتدعة" ، وراحت الامة كلها تخطو في هذا المسار ، وسار الشيعة هم كذلك في هذا الامر، وعندما نشأت امبراطورية شيعية تحميهم ظهر لديهم ردة فعل تجاه قرون طويلة قضوها في الاضطهاد والاستضعاف، اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم....more
مراجعتي للكتب في اليوتيوب https://www.youtube.com/watch?v=k-_F5... المحرق الجزيرة الجميلة والمتميزة في البحرين ، بلهجتها المميزة وبتركيبة سكانها وثقافتهمراجعتي للكتب في اليوتيوب https://www.youtube.com/watch?v=k-_F5... المحرق الجزيرة الجميلة والمتميزة في البحرين ، بلهجتها المميزة وبتركيبة سكانها وثقافتهم وتاريخهم، دائما اذا اتجول في المحرق احس بطبيعة أخرى ، رغم عدم وجود اختلاف حقيقي بينها وبين باقي البحرين ، ولكن مازالت لها تلك الهالة الجميلة وفخر المحرقيين بجزيرتهم ، انها ثقافة الفرجان والبيوت القديمة وميراث الغوص والأصول القبلية والايدولوجيا القومية.
يسرد مبارك العماري دليل لشعراء الموال في المحرق ويسرد لكل منهم شيئا بسيطا من الشعر، الموال السباعي الذي يسمى الزهيري الذي يحتوي على ثلاث ابيات تنتهي بقافية فيها جناس كامل ، ثم ثلاث ابيات اخرى فيها ثلاث ابيات بجناس كامل ايضا، واخيرا يختم ببيت اخير يكون فيه ذات قافية الثلاث ابيات الاولى
ويعتبر الموال شعرا مرتبطا بمهنة الغوص، والنهام وهو المنشد في السفينة، ينشد المواويل بايقاعه البحري المعروف ، وفي البحرين والخليج هناك انواع مختلفة من هذا الغناء ، منها الفجري والعدساني والبحري، فقط استمع الى النهام سالم العلان يصيح بالموال والناس حوله يجاوبونه بالصوت والطبول ، حتى تحس ان هذه الاهازيج البعيدة تضرب على اوتار النفس الانسانية ، تحمس الغاصة ما شاء لها الحماس، وتبكيهم ما شاء لها الابكاء، يقف الغاصة ويزوة المراكب المتجهة في اول الصيف من كل سنة ، مهاجرة عن اوطانها ، عن الاهل والمحبوب ، ذاهبين بعيدا لاربعة اشهر وعشرة ايام ، يلتهم البحر ما يلتهم من البحارة ، يصدح النهام بسيمفونية الللؤلؤ تجاوبه الرياح وامواج البحر واصوات البحارة العارية ابدانهم. من هنا تشكل وجدان الشعر ، من هناك كان لا بد للغيص والسيب والتباب وقبلهم النوخذة أن يستمعوا الى النهام منشدا بالصراخ ترنيمة البحر واللؤلؤ، وكأنهم اذ يسمعونه يقربون الى آذانهم صدفة تصدرمن تجويفاتها آهات البحر عبر الدهور.
كان الموال في المحرق شعرا شعبيا بحق ، يكتبه الأغنياء والفقراء معا ، السادة والعبيد ، لعل العبيد والفقراء كانوا أكثر قابلية للشعر لأن المعاناة هي أم الشعر، تتعدد الاغراض الشعرية ، بين الغزل الذي يأوي إليه كل عاشق ، وبين محاورات الأصدقاء ، وبين التشكي من الزمن وتقلب صروفه والتحذير من الدنيا ، وبين شعر الحكمة والابتهال إلى الله وهو أجمل الشعر.
يحتاج قارئ هذا الكتاب إلى مزيد من الكتب بالذات للباحث مبارك عمرو العماري الذي وثق الكثير من هذه القصائد ، في هذا الكتاب اخذنا رشفة جميلة ولكننا ما زلنا ظامئين لقراءة المزيد والمزيد ولالتقاط الكلام الأجمل والتغني به ، يلفتني أن هذا الفن ازدهر عند البحرينيين من (العرب السنة) منذ قرون ، ولم يوجد حسب اطلاعي لدى (البحارنة الشيعة) ، إذ اهتم هؤلاء بالشعر الفصيح اكثر من غيرهم كما اهتموا بالشعر الشعبي العادي وفي هذا وذاك كان مضمون القصائد يغلب عليها القصائد الحسينية والدينية بشكل عام ، رغم اني ازعم بأنهم عرفوا الموال والنهامة وهذه الامور وإن بشكل أقل. وهذا الاختلاف والتنوع الثقافي يجب أن ننظر له بمنظور إيجابي وانه مصدر غنى وان هذه كلها وجوه متعددة تحكي بحرين الحب وخليج المودة....more
توقعت الكتاب أجمل بصراحة، لم أتوقع ان الأمر لا يعدو كونه احزان وذكريات مبعثرة ها هو مريد البرغوثي يعود إلى رام الله في التسعينات، بعد مصالحات الرئيس ياتوقعت الكتاب أجمل بصراحة، لم أتوقع ان الأمر لا يعدو كونه احزان وذكريات مبعثرة ها هو مريد البرغوثي يعود إلى رام الله في التسعينات، بعد مصالحات الرئيس ياسر عرفات مع اسرائيل بعد ثلاثين سنة قضاها مريد في الغربة جاء ليتأمل كيف آل الحال بشعبه وبدياره قال ان فلسطين خضراء ، ورأى الصحاري تملأها تصورها هو وزملائه بشكل مثالي وجاء فرآها شيئا آخر
وقف في التسعينات في امسية شعرية امام الفلسطينيين فوجدهم يهتفون له ويشجعونه بشعارات منظمة حماس وهنا احس مريد بالحرج، انه لا يؤمن بشعاراتهم التي يقولونها تأييدا له، انهم يحيونه وهم لا يفهمون فكره ولا شعره ، اهو حرج لعيشه بعيدا عن الدين ، لرؤيته التحررية في علاقات الرجال والنساء و أمور الخمر و باقي الامور.
ان النكسة الثانية بعد نكسة 67 هي حين استيقظ المناضلون الفلسطينيون بأدبائهم ومفكريهم الذين غالوا في أفكار الشيوعية والابتعاد عن الدين وافكارالحياة التقدمية امثال غسان كنفاني ومحمود درويش وسميح القاسم وادوارد سعيد واميل حبيبي ومريد البرغوثي فعادوا لواقع بلادهم فوجدوها متدينة أشد التدين لا تؤمن بأي فكرة او ثقافة جاؤوا بها ، رأوها قد كفرت بهم وبكل مفكري وسياسيي فتح وآمنت بحركة حماس وبفكر الاخوان المسلمين ، انها نكسة عظيمة كنست نضال اولئك المفكرين واخرجتهم من خارطة فلسطين، واللوم يقع على الجميع، فكيف يمكن للشعب الفلسطيني ان ينهض دون ان يكون له فكر متشابه ومتزن يحترم طبيعة شعبه المتدين ومشروع سياسي وثقافي موحد ورموز فكرية وسياسية متفق عليها. انه الشتات الفلسطيني، ليس شتات الشعب فقط في البلدان والمخيمات ، بل شتات الافكار والتوجهات والارادة ، وكيف لا يكون الفكر متشظ والمشاعر مغتربة مؤلم هذا الكتاب ما بيده حيلة غير حديث الذكريات والشعور بالغربة في الوطن وفي خارجه.
يتحدث الكاتب باسهاب عن رام الله بين القديم والحديث ، عن عائلة البرغوثي الكبيرة وعن حيهم في دير غسانة، عن اسرته بالتفصيل ، حديث اصابني بالملل فلم أكمل قراءة الكتاب وأتأسف فعلا على شعراء ومثقفين وقدرات رائعة ضاعت في بلد مهشم مسروق....more
استمعت للمسرحية وانا خارج من المدينة المنورة ذاهب إلى مكة المكرمة مع ابي واخي واختي وزوجتي لابسا ثوبي الاحرام مستعدا للعمرة، استمع للكتاب الصوتي حيث الااستمعت للمسرحية وانا خارج من المدينة المنورة ذاهب إلى مكة المكرمة مع ابي واخي واختي وزوجتي لابسا ثوبي الاحرام مستعدا للعمرة، استمع للكتاب الصوتي حيث الامام الحسين يخرج من المدينة ذاهبا الى مكة، مهاجرا من مدينة جده . حاملا مشعل الأنبياء ، وجذوة الحق الإلهي ، وإباء الحرالأبي في زمن العبيد والذئاب .. مسرحية جميلة وإن كانت مخيبة للآمال شيئا ما لغة شاعرية عذبة وفهم جيد لسيرة الإمام الحسين (ع) ولحكم نهج البلاغة للامام علي ولادراك لكل التاريخ السابق اضافة الى سرد القصة وفق منظور عصري وإن كان هناك مسرح للإختلاف بين السنة والشيعة في نظرتهم للحسين وأهل بيته احتوت المسرحية كلاما على لسان الامام الحسين واهل بيته مما لا يليق بمقاماتهم الشريفة من وجهة النظر الشيعية رغم ذلك فالمسرحية فيها الكثير من الاستبصارات والتعابير الجميلة التي سرحت فيها كثيرا خاصة في بدايتها ، ثم خفت هذا الوهج شيئا فشيئا مهما كانت هذه المسرحية عميقة ، فإن سيرة كربلاء أعمق وأبعد ومهما كان الشرقاوي عميق الاطلاع في سيرة الامام الحسين، فإن شيئا كبيرا قد فاته وهناك بعض الأخطاء التاريخية التي وقع فيها مع ذلك فقد اضاف الكثير وتأمل تأملات فريدة. ...more
سيرة العرب القحطانية ملحمة ملوك اليمن القدامى ، بدأت منذ نبي الله هود وولده قحطان بن هود ومن بعده سلسلة ذهبية من الملوك يعرب مثلا اول من تكلم العربية سبأ سيرة العرب القحطانية ملحمة ملوك اليمن القدامى ، بدأت منذ نبي الله هود وولده قحطان بن هود ومن بعده سلسلة ذهبية من الملوك يعرب مثلا اول من تكلم العربية سبأ .. أول من سبى في الحروب
وهكذا يسرد الشاعر الكبير دعبل الخزاعي سيرة اجداده الذين تفرعت منهم قبائل اليمن خزاعة - الازد - همدان - حمير - مذحج - كندة .. وغيرهم تفرقوا وتشتتوا في جزيرة العرب بعد انهيار سد مأرب
هذه هي القصص الشفاهية للعرب العاربة ، وهم أقدم العرب واعرقهم ومنبتهم في اليمن نعم نفتخر بهذا التاريخ الشفاهي وهذه السلسلة الجميلة من النسب الذي حفظها العرب وتناقلوها الى يومنا هذا وإن كانت أمور الانساب فيها الكثير من الاشكالات التاريخية فكيف يمكن حفظ تاريخ ممتد لالاف السنين عبر التناقل الشفاهي فقط والمتأمل في كثير من القصص يرى فيها بعض الخوارق والغرائب ثم ان ابحاث الدنا اليوم تستصعب ان يكون العرب ينتمون الى رجلين فقط عدنان وقحطان الذين عاشا قبل ثلاثة الاف سنة أو اقل او اكثر بل تقول هذه الابحاث ان التقارب بين العرب ابعد غورا وهو سحيق جدا ، ، فتجد الفرع الذي يغلب على العرب والعرب اليمانية بالذات هو فرع J-m267 وهو يعود لجد عاش قبل 20 الف سنة ،، ومع ذلك ليس العرب كلهم ولا نصفهم حتى من ابناء هذا الرجل ومع ذلك فتاريخ قحطان الذي دونه دعبل الخزاعي وغيره هو تاريخ أمة العرب، وهو يؤشر الى حقائق وامور صحيحة ، وهو مستند لهذه الأمة ومبعث فخر لها ، يبين فيه امجاد ملوكها الاوائل وهو ارث جميل للاجيال اذا ما احسنا قراءته...more