الكاتب كان يبي القارئ يتعاطف ويا المحكوم عليه بالاعدام حتى لو كان مذنبا، وما استفدته من الرواية كان أني حسيت بألم المحكوم انه يحس ان بيقتلونه في التارالكاتب كان يبي القارئ يتعاطف ويا المحكوم عليه بالاعدام حتى لو كان مذنبا، وما استفدته من الرواية كان أني حسيت بألم المحكوم انه يحس ان بيقتلونه في التاريخ المعين ، وهالشي غاية في الالم تنطفئ كل امالك في هالدنيا وكل بهجة في الحياة.
عدم معرفة موعد الوفاة نعمة كبيرة ، فكرة الموت من اكثر الافكار صعوبة على الهضم ، فلذلك يعيش الناس ولو عمروا فوق المئة سنة يتحاشون ذكر الموت والتهيؤ اليه الناس من المرهق عليهم التعاطف ووضع انفسهم في احذية الآخرين ، هذا سيكلفهم الكثير من التفكير الزائد والكثير من الحزن والسيمبثي المهدر ، وفي النهاية ماذا لعلهم يغيرون في هذا العالم وقوانينه؟ لفتني ان المحكوم كان لديه توق ديني وجانب روحي هو له ظامئ متعطش، لأن الاقبال على الموت يفتح على هذا الباب وللتساؤل ماذا ينتظرني بعد الموت، ولتطمين هذا القلق بكلام ديني مخفف ويربط على القلب ، ولكن هذا الطلب صعب جدا تحقيقه على يد قس اعتيادي لا يريد أن يتعاطف معه بل هو سائم من الروتين اظن نحتاج نحمد ربنا على العافية من عذاب السجن وانتظار الاعدام الرواية قاتمة وسوداوية وماعجبتني لأن مافيي شدة احزن ...more
سقط المخلوق الفضائي ميكا في حديقة الطفل جو في ليلة كان والداه في المستشفى في ليلة كان فيها مخاض والدته بأخيه الصغير، لعله ليلة من سنوات الستينات ، في أيام هبوط الإنسان على القمر، وكما قال ارمسترونع رائد الفضاء واصفا هبوطه على القمر: "خطوة صغيرة لإنسان، وثبة عملاقة للبشرية"
في تلك الليلة التي سادها ترقب الطفل جو لرؤية أخيه الصغير في اليوم التالي ، وبينما كانت خالته في طريقها إلى منزله كي تقضي معه تلك الليلة، كان لدى جو سر خاص ، سر سيخفيه عن خالته وعن والديه ايضا، إنه ميكا الفضائي الغريب الذي كان يختلف عنه كثيرا فهو جاء من كوكب بعيد جدا، عينيه وفمه وأذنه تختلف ، لغته و ثقافته، قدراته ومواهبه، كل شيء بينهما مختلف، ولكن يا للغرابة كان هناك الكثير من المتشابهات بينهما.
اهم تلك المتشابهات هو القدرة على التفكير والتساؤل، كل واحد منهما يحدث الاخر عن كوكبه ،، العلوم الحديثة والمناهج المتعلقة بالفلك والأحياء قد وضعت بكثرة كاثرة، حتى يخيل لك احيانا انك امام كتاب في التاريخ الطبيعي، تدور حوارات بينهم عن الديناصورات والاسماك والزواحف والثديات والطيور، وكيف ان الانواع تطورت كما تقول نظرية التطور، وكما تعلم المناهج الغربية ابنائها ، ولكن هناك اضافة أدبية في هذا الكتاب، تلك المحاورات الجميلة والاقتباسات الرائعة
كان من طبيعة الفضائي أنه اذا سمع سؤالا لافتا ، ينحني اجلالا لهذا السؤال
يقول الكاتب على لسان ميكا: ( أعتقد أن من لا يؤمن بخالق لهذا الكون.. يفتقد حاسة من الحواس، حاسة في غاية الأهمية ) ص ٨٨
ويقول ميكا:(لقد انقضت ملايين السنين قبل ان يوجد كائن حي مثلنا، كائن يفكر ويحلم، يتذكر وينسى، فالعالم كله مسخر لنا)
لم يكن ذلك الفضائي سوى أخوه الصغير، انه التقاه في رؤياه أو في خياله وهو مازال في بطن أمه إنه القادم من المجهول ، لا شك ان كل طفل ولد لم يأتي من هذه الأرض، بل إنه هبة السماء ، وروح جديدة جابت افاق الكون لتصل إلى هذا البيت بالتحديد ، إنه ميكا .. الذي سموه مايكل ، إن ميكا هو الذي هبط إلى الأرض مقلوبا كما يهبط الجنين الى هذا العالم مقلوبا، أو لعله لا يهبط بل يصعد، إنه هو الذي لم يكن في بطنه سره ، وذلك لأن سره البطن لا تكون إلا للذين قد ولدوا ، ثم إن ميكا كان يمص ابهامه باستمرار ، كذلك كان أخوه الصغير ، وكما كان ميكا يخاف ويفزع من الأمور الغريبة مثل صوت الهاتف ويصرخ ويعبر عن ضيقه فلا يهدأه الا جو حين يدغدغ ذقنه أو يربت عليه، إنه ميكا الذي ملئ المنزل بالفوضى واسقط كيس الدقيق من الخزانة ، فكذلك سيكون مايكل الصغير، وكما أن ميكا كان ينحني للأسئلة ويحب التساؤل والتفكير في هذا الكون ، فإن أي طفل مولود لديه رغبة جامحة في اكتشاف العالم حوله ، لا يثبط ذلك الفضول ولا يفت في عضد هذا العقل الفلسفي النامي لدى الطفل غير أجوبة الأهل المعلبة التي تقنعه أخيرا بأن كل الأجوبة موجودة فلا داعي لأن تسأل.
أراد الكاتب أن يفتح أفقا لتمثل قيمة الأطفال الذي يأتون إلى هذه الدنيا ، إنهم فضائيون ، جاؤوا من بعيد ، لديهم ما يقولونه وعليهم المعول في بناء مستقبلهم ، كل ما يمكننا فعله نحن من نستقبلهم أن نخبرهم عن العالم بموضوعية وأمانة ، وأن نثق بأنهم سيتحملون أمانة الأجداد وموروثهم الطويل وسيعكسونه بطريقتهم وحسب ظروف زمانهم.
وجه جو حديثه هذا الى كاميليا ، وهي كما يبدو ابنة اخيه الذي ولد في تلك الليلة التي التقى فيها بميكا الفضائي
هل يكون جلال الدين رومي زنديقا كما يعتقد البعض ؟ هل يكون بعيدا عن الدين ؟ هل يكون فاسقا أو ضالا ؟
وهذا كتابهيااااه يا جلال الدين أي كلام وأي تأمل وأي روعة
هل يكون جلال الدين رومي زنديقا كما يعتقد البعض ؟ هل يكون بعيدا عن الدين ؟ هل يكون فاسقا أو ضالا ؟
وهذا كتابه بين ايدينا كله تأمل وانغماس في العقيدة الاسلامية يستلهم من كتاب الله والسنة النبوية معان دقيقة مرهفة لا يعني هذا انه ليس لديه اخطاء وليس لديه ما نخالفه فيه ولكن ثقافة التسقيط والهدم لا يروق لها مثل هذه الروحانية ، لأنهم لا يفهمونها اصلا وغير متعطشون اليها
ما هذه الكلمات العظيمة ايها الشاعر الفارسي الذي صاغته جبال خراسان وانضجته جبال الأناضول والهمه القرآن والسنة النبوية حتى كان حديثه كله حواش وتأملات عليهما وكم ألهمته الطبيعة بطيورها وحدائقها وشمسها ،، ولا أنسى شمس تبريز !
ياااه يا جلال الدين ايها المسلم المبدع الجميل في هذا الكتاب انه طويل جدا قرأت بعضه وبقي الكثير ستة مجلدات ضخمة ،، تكفيك طوال عمرك ، تستطيع ان تروي بها ظمأك وامثال هذا الصوت النادر يتعطش المتعطشون إلى كلامه العذب وتأملاته الراقية
لا شك ان المترجم ابراهيم الدسوقي شتا ابدع الكثير وكان شاعرا رائعا بصياغته لهذه الترجمة الراائعة بحق...more
هل يمكن للإنسان أن يعيش 110 سنوات مختزلة في عشر سنوات فقط ، هذا ما فعله أوسكار وما فعله كاتب القصة الفرنسي
رواية صوفية ملهمة وأبكتني، أوسكار الطفل الم هل يمكن للإنسان أن يعيش 110 سنوات مختزلة في عشر سنوات فقط ، هذا ما فعله أوسكار وما فعله كاتب القصة الفرنسي
رواية صوفية ملهمة وأبكتني، أوسكار الطفل المصاب بسرطان الدم والمقيم في المشفى يضجر من تصرفات أهله الذين يشفقون عليه ويعاملونه بكثير من الحزن والأسى، يتعرف على السيدة الوردية وهي موظفة في المشفى، تنصحه بأن يكتب للخالق عز وجل ، و تخبره أن يطلب منه شيئا في كل مرة ، وأن يركز على طلب الأمور المعنوية من الله عز وجل. يكتب أوسكار لربه ببراءة الطفولة ويحدثه عن يومياته ، عن مشاعره ، عن تساؤلاته حول الحياة والمعاناة وعن دور الله عز وجل
يذهب اوسكار الى الكنيسة يرى الرب (يسوع كما يؤمن به المسيحيون) مصلوبا منغرسة المسامير في اطرافه ، والدماء تشخب منه ، وأسى اوسكار لحاله ، كيف للرب أن يعاني مثل هذا ( أو في عقيدتنا الإسلامية كيف لنبي الله ان يعاني هذه المعاناة) ، قالت له السيدة الوردية انظر الى وجهه ترى انه لا يعاني ، هناك فرق بين المعاناة النفسية والمعاناة الجسدية، ويسوع كان جسده يعاني ولكنه كان في اوج جماله وهو يعاني.
يطلب الطفل اوسكار من الله عز وجل ، فتتحقق بعض من هذه الامنيات ، كان في البداية قلبه متعلق بطفلة مصابة بالسرطان تسكن معه في نفس الجناح ، ثم ابتعدت عنه ، في البداية وجد الحب مع الجنس الاخر ، ثم مع اهله الذين ازدادت علاقته بهم قربا وقضى معهم حفلة رأس السنة ، وفي النهاية وجد الحب الحقيقي هو حب الخالق الذي أراد ان يزوره ، وتمنى ان يأتي لزيارته وان يحضر اليه حتى لو كان نائما او مشغولا او أيا كانت حاله، قبل وفاته بثلاثة أيام علق لافتة على سريره كتب فيها ، (الله وحده هو من له الحق في ايقاظي)
وتوفي الطفل ، أيقظه الرب من نوم الحياة الدنيا ليأخذه الى حياة أخرى أجمل ، انتهت حياته الغضة القصيرة التي نظر اليها بطريقة إيجابية ، كانت تزيد سنواته في ظرف ايام ، ينتقل من الطفولة الى الشباب الى الكهولة الى الشيخوخة الى أواخر الشيخوخة ، تتلخص كل تجارب الانسان في تجارب طفل صغير يعيش في المشفى، و كوردة عمرها أيام ، تزهر فتبث اجمل ما فيها ، وسرعان ما تذوي وتموت ، هل يحق لنا ان نعترض على الرب عز وجل على ذبول الورد وموته ، اليست هي طبيعة الحياة ، موجة ترتفع ثم تنخفض متيحة المجال الى الاف الأجيال من الأمواج القادمة.
هذه هي طبيعة الحياة كما خطها الخالق العزيز ، لحظات نعبر فيها هذه الحياة ثم نمضي اليه ، فيستقبلنا برحمته الواسعة، لا يهم طول مدة الحياة بل المهم عدد اللحظات الجميلة فيها ، ليس المهم معاناة الجسد، المهم سعادة الروح. ليست مهمة مشاكلك المستعصية بقدر أهمية أن تعرف أنها بعين الله.
بطبيعة الحال الرواية فيها أمور نختلف فيها من الناحية العقائدية الإسلامية، طريقة الكلام والدعاء لخالقنا تختلف عن الطريقة المطروحة في الكتاب، ماذكر في الكتاب يناسب الى حد كبير العقيدة المسيحية ، وحتى مع ذلك هناك شطح ، ككل شطحات الصوفية ، أو قل ككل شطحات الأطفال ، يكفي ان تجلس مع أي طفل ويسائلك عن الله والحياة حتى يشطح شطحات كبيرة ويقول كلام غير مناسب او أسئلة غير مناسبة بحق الله عز وجل ، فنسارع بتسكيته ونقول ان كلامه غير ملائم ، وهو كذلك حقا ، ولكننا نعرف ان هذا الطفل لايشطح لأنه زنديق بل هو اكثر طهرا منا ، ولكنه يتحدث كذلك لأنه بريء وقلبه نظيف ويريد أن يعرف ويفهم. والله عز وجل ليس من أمثال شيخ دين يضيق صدره بكل كلمة لا تناسب مقام ربوبيته العظمى، حاشى الرب اللطيف الخبير الرحيم الذي يمدنا برعايته في كل لحظة من حياتنا أيا كانت دياناتنا وفي أي أرض حللنا....more
أين الجمال في هذه الرواية؟ أين المعنى منها ؟ لا أعرف لماذا أخفق في تذوق جمال الأدب العالمي
رجل نبيل مجنون اسمى نفسه دون كيشوت جننته الكتب التي قرأها عن ا أين الجمال في هذه الرواية؟ أين المعنى منها ؟ لا أعرف لماذا أخفق في تذوق جمال الأدب العالمي
رجل نبيل مجنون اسمى نفسه دون كيشوت جننته الكتب التي قرأها عن الفروسية ، فأراد ان يكون فارسا هو الآخر لبس درعه وحمل سيفه وركب حصانه الهزيل واخذ يجوب الشوارع مع مساعده سانشو ليقضي انجازات زائفة ضد اعداء زائفين
الرواية مملة ، والمعنى ضائع ، والكلام تطويل بلا طائل ومليء بالجنون الذي لا يقود الى معنى والنكت التي لا تضحك كثيرا عزائها انها كتبت في 1600 ميلادي في سياق تطور الرواية الغربية الحديثة فإن كان الأمر بالقدم فأين تجيء هذه الرواية من ملحمة جلجامش وهي قصة مشوقة ومعجبة بنصها وفصها كتبت قبل اربعة الاف سنة وفي النهاية ذوقي هو رأيي الخاص وقد اكون اقل قدرة على فهم المعنى او ان ذائقتي بعيدة عن اجواء وثقافة الرواية
نسمع عن الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير ونسمع عن مسرحياته المختلفة، نسمع عنها كمعلومات ثقافية تخبرنا كم هي قصص مؤثرة في تاريخ الأدب ولكن ماذا لو فحصنا كت نسمع عن الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير ونسمع عن مسرحياته المختلفة، نسمع عنها كمعلومات ثقافية تخبرنا كم هي قصص مؤثرة في تاريخ الأدب ولكن ماذا لو فحصنا كتاب هاملت بذائقة قارئ عادي من هذا القرن هل سيكون الكتاب قابلا للقراءة في هذا الزمن فضلا أن يكون رائعة خالدة،
شكسبير كتب مسرحيات، أي أن الكتاب هذا يجعلنا نتخيل مسرحا، فيه مشاهد متعددة ، وفيه من يدخل ويخرج ، لا يوجد أي دور لراوي القصة ، فقط ممثلون على الخشبة يتحدثون بالنصوص المكتوبة ويا لها من نصوص.
تدور أحداث المسرحية في قصر ملك الدنمارك، هاملت نجل الملك يعود إلى القصر ليكتشف أن اباه الملك قد توفي، وأن عمه أصبح هو الملك الجديد، وأن أمه قد تزوجت من عمه، تزوجت منه بعد شهر فقط من وفاة زوجها الملك السابق ، مشاعر هاملت كانت شديدة التأثر بهاتين الحادثتين ، وفاة ابيه من جهة وزواج امه المتسرع من جهة الذي رأى فيه عقوقا لحق أبيه.
يتحدث شكسبير بلغة شاعرية فيها الكثير من العاطفة، يصور المشهد اجتماع الملك والملكة وهاملت في مشهد آخر خارج القصر يشاهد حراس القصر وهم من أصدقاء هاملت يشاهدون شبحا يظهر ثم يختفي، كان ذلك الشبح يشبه الملك السابق، ربما كانت روحه هي التي تهيم قلقة في الأرجاء تريد البوح بشيء ما، يخبر هؤلاء الحراس هاملت بالشبح الذي شاهدوه، فيقيم معهم ماكثا خارج القصر منتظرا قدوم الشبح، فيأتي شبح أبيه الملك، وهنا يذهب هاملت مع شبح ابيه الى مكان ما ليخبر شبح الملك بالقصة السوداء ،
يقول شبح الملك لابنه هاملت أنه مات مقتولا وأن من قتله هو أخوه الذي استولى على الملك، ثم تزوج زوجته التي كانت متواطئة معه في هذه الجريمة.
أكون أو لا أكون تلك هي المسألة أو بترجمة أخرى الحياة أم الهلاك تلك هي المشكلة
في هذه الظروف تملكت هاملت حيرة وصراع مضني خير نفسه بين الانتحار أو الحياة ، ولكنه اختار أمرا ثالثا ، وهو الانتقام.
يتميز شكسبير بفصاحة وبتعبير مؤثر وقيم، دائما كنت أحس أن الغرب جامدون في احاسيسهم لا يعبرون عن ما في قلوبهم كما نعبر نحن في الشرق، ولكن هذا الكاتب كان قويا جدا في ذلك ...more
نصيحة لا تضيعون وقتكم بهالرواية رواية مملة ككل الروايات العالمية التي تحصد اعلى الجوائز
مع ان الرواية قصيرة الا انني لم انهها الا بشق الانفس كأنني كنت انصيحة لا تضيعون وقتكم بهالرواية رواية مملة ككل الروايات العالمية التي تحصد اعلى الجوائز
مع ان الرواية قصيرة الا انني لم انهها الا بشق الانفس كأنني كنت اصارع تلك الرواية ان تبهرني كما صارع سانتياغو سمكته الضخمة كيف ولماذا كانت هذه الروايات هي الروايات الأجمل في هذا العالم وتحصل على جوائز نوبل وبوليتزر وغيرها ويكون كاتبها كالعادة شخصا متذمرا من الحياة ويستخلص عصارة ابداعه من دهاليز الحانات وعمق الكآبة الى ان يختل عقله في النهاية وينتحر مخلفا العبث وتأوهات المثقفين !! .. قصة ذلك المسن صياد السمك الذي أوشكت حياته على الأفول وقلت حظوظه ، ذات يوم يركب البحر وتعلق في شباكه سمكة ضخمة اكبر من قاربه وبعد ثلاثة ايام من تمسك الرجل المسن بها ، تموت السمكة ، ويظفر بها المسن ، ولكن يا للحسرة ، لم يكن ما اصطاده الا مائدة للقروش التي جاءت لتأكل السمكة ، قام المسن بجهود بطولية في التمسك بالحبال التي تشدها السمكة لثلاثة ايام ، ولك ان تتخيل ما ستخلفه الحبال في يدي هذا المسن كما قتل العديد من القروش التي جاءت لأكل فريسته، وهنا عاد الى بيته كالميت بلا انجاز مادي، ولكن كان الانجاز معنويا اكثر انه حقق كل ذلك. .. نعم هناك أثر تضعه الرواية عليك ذلك الجو ، حياة الشيخوخة ، الاصرار ، معنى ركوب البحر جمال هذا العالم ، النجوم ، البحر والاسماك الكبيرة والصغيرة الالام والتباريح المستمرة ، رفض الخسارة والمضي قدما نعم الرواية جميلة وغير جميلة ، فيها 1% اقتباسات رائعة حكيمة ، و99% نصوص تبعث على السأم، يمكن أن تفسر الرواية بطريقة افضل مما اراد الكاتب نفسه ايصاله ، يمكن ان تدلك الرواية على فلسفة جميلة أو ربما فلسفة قبيحة هناك ما ستجده بعد أن تركز في هذه الرواية ، ولكنها تبقى رواية مملة وتبعث على السأم ..
ايقنت انني لن احب مثل هذا الادب العميق، وانني لن اتشدق يوما بروعة ما كتب دوستيوفسكي أو هيمنغواي او اضرابهم وانني لا اريد ذلك ابدا ، لأنني مع كل كلمة اقرأها يكاد ينفجر رأسي من السأم ، ما هذا !!! ان المسلسلات الخليجية الرتيبة التي ضجرنا منها لهي اهون بمراحل من تلك الروايات التي اكل عليها الدهر وشرب نعم هؤلاء الكتاب عباقرة ولديهم رؤية عميقة ، ولكنها رؤية ازرت بهم قبل ان تزري بغيرهم ، وليست ذات بال ، ولا يهتم بها العالم بما فيه العالم الغربي...more
كتاب جميل جدا يقرأ في جلسة واختيار موفق للمترجم محمد الضبع، يتحدث الكتاب عن مواقف مضحكة تحدث لبائعة تعمل في متجر كتب،
في القصة تواجه بائعة الكتب الكثي كتاب جميل جدا يقرأ في جلسة واختيار موفق للمترجم محمد الضبع، يتحدث الكتاب عن مواقف مضحكة تحدث لبائعة تعمل في متجر كتب،
في القصة تواجه بائعة الكتب الكثير من المتاعب بسبب الزبائن الذين يطلبون حاجات تناقض ما يهتم المتجر بفعله وهو بيع الكتب، فهم يطلبون تغليف الكتب وكتب بعناوين او توقيعات على مزاجهم وعن توصيات بكتب وعن تحضير قهوة وعن الديكور ويتجادلون مع البائعة في امور متنوعة وفي النهاية لا احد يشتري. ومن الغريب ان احداث القصة تدور في لندن حيث تعتبر اكثر المناطق احتفاءا بالكتب في العالم وليت شعري اذا كان هذا الحال في لندن فماذا يحدث في دولنا ، بصراحة لا اجد فرقا، ودائما يتضح لي ان الشعوب الغربية ليست متفوقة عنا بكثير في الاهتمام الشعبي بالقراءة.
هذا لا يعني اننا متفوقون في القراءة ، بل ان العالم في مجموعه لا يأبه بالقراءة كثيرا
عالم من الفنتازيا يشبه كثيرا القصص الاوروبية حيث الغابة والبساتين والجنيات والاميرات، هذه هي عوالمه التي تسحرهاذن نتعرف هنا على عوالم جبران خليل جبران
عالم من الفنتازيا يشبه كثيرا القصص الاوروبية حيث الغابة والبساتين والجنيات والاميرات، هذه هي عوالمه التي تسحره وتسحر قراءه
لديه رؤية فلسفية للكون تتسم بعمق ما، وقصائده تحمل في طياتها الكثير، ويوجد بعض مما قاله يصلح كاقتباسات رائعة
ولكن لم يرقني هذا الشاعر..شيء ما جعلني لا استسيغ ما يقول هل هي الفلسفة والمحتوى الذي لم اتقبله ، ام اللغة المعربة ، ام الاسلوب ، ام ان الشاعر غربي في ثقافته ولغته وكل شيء واحس بأن شعره بعيد كثيرا عن روح الشرق، وربما اكون مخطئا
كلنا نعرف المثل الذي يقول مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة ولكننا لا نعرف من الذي قاله، وفي الحقيقة ان هذه الحكمة الجميلة جاءتنا من الصين وتحديدا من الحكيم الصيني القديم لاوتسو، الذي عاش قبل الفين وستمئة سنة ولكن هذه الحكمة تم اختزالها من مقطع جميل كامل.
هذا الحكيم الصيني لديه الكثير ليقوله لنا، كتب كتابا اسماه تاو تي تشينج او كتاب الطاو وهو كتاب صغير كله مثل وحكم ، ويحتوي على فلسفة عميقة اعتنقها بعض الصينيين الى يومنا هذا وتسمى بالديانة أو الفلسفة الطاوية وان كان ليس ديانة. ازداد اهتمام العالم بهذا الكتاب في القرنين الأخيرين وفعلا هذا الكتاب يحمل حكمة نفاذة غاية في العمق والاستبصار استطاعت ان تلهم الكثيرين في القديم والحديث
ما هو التاو؟ التاو امر عميق لا يستطيع ذات الكاتب ان يقدم وصفه، مافهمته ان الطاو هو روح الكون الأصيلة، ثمة نظام يحكم العالم فيه توازن بين الخير والشر، يقول لاوتسو ان الشر والمشاكل لا بد من وجودها دائما بين قلة وكثرة ولكن السبيل لتقليل الشر يكمن في الا نحاربه، لا نستعمل العنف من اجل ان نحظى بالسلام ولا يجب ان نحاسب الناس ونضيق عليهم اكثر من اللازم فاسلوب القهر سيعقبها دائما تمرد المقهور، على نفس المبدأ القائل ان كل فعل يصاحبه ردة فعل مساوية في المقدار ومعاكسة في الاتجاه، فإن اي شيئين متناقضين في هذا العالم عندما نجعلهم يتصارعان سوف تحدث مشكلة اكبر من لو جعلناهم يعيشان سويا بهدوء.
توجد مفردات في الكتاب تختلف دلالاتها عن المعنى الذي يتبادر الى ذهننا ، على سبيل المثال الكاتب كثير ما يقول (لا تفعل شيئا) وهو بذلك لا يقصد ان تكون كسولا، ولكن هو يريد معنى اعمق من ذلك وهو الا تتكلف الافعال التي تقوم بها، لا تنوي القيام بعمل هائل يغير الكون، فقط افعل شيئا صغيرا جيدا مثل طبخ سمكة صغيرة، وعندما تسترسل في عملك البسيط سترى ان انجازك صار اكبر واكبر، إن اعظم الانجازات الكبرى في العالم خرجت من نية ابسط كثيرا مما تعتقد ..هكذا يقول الحكيم لاوتسو.
ونأخذ مفردة اخرى هي الأذكياء مثلا، يسيقها الكاتب بالذم ، فيذم اصحاب الذكاء المتقد، وبرأيي انه لا يقصد ما نعرفه وانما يقصد الدهاة منهم الذين يقومون بالكثير من الخطط الذكية ولكنها خطط تخرب العالم من وجهة نظر الحكيم. يبدو ان الكتاب موجه بالدرجة الاولى الى حاكم الدولة ينصحه بكثير من الرؤى و المثل التي يجب ان يفهمها ولكن الكتاب يصلح لأن نقرأه نحن ايضا بعد الاف السنين وان نأخذ من هذا الكتاب اجمله ونترك الافكار الغير صحيحة والتي لاتناسبنا....more
قصة قصيرة من الأدب الفرنسي تحكي قصة زوجين محدودي الدخل، الزوجة ربة المنزل والزوج الموظف المتواضع يتلقون دعوة من الوزير لحضور حفل ما، فتحتار الزوجة ماذقصة قصيرة من الأدب الفرنسي تحكي قصة زوجين محدودي الدخل، الزوجة ربة المنزل والزوج الموظف المتواضع يتلقون دعوة من الوزير لحضور حفل ما، فتحتار الزوجة ماذا يمكن ان ترتدي في حفل البهرجة هذا، لا يمكن ان تذهب لحفلة الاغنياء بثياب الفقراء، فتقرر الاسرة ان تتكبد خسائر شراء زي راقي ثم ماذا عن المجوهرات، تستعير الزوجة حلية من الالماس من صديقتها لتلبسها في هذا الحفل، فيذهبون الى الحفل ويعودون ثم ينصدمون بضياع الحلية الثمينة، يعودون مسرعين للبحث عنها في كل مكان، فكيف ستنتهي هذه القصة ياترى ؟
غريب ان يعيش الانسان فوق مستواه فقط للمباهاة والمخايلة، هل يمكن ان تكون قطعة حجر اغلى من حياة كاملة لانسان، وهل يمكن ليوم واحد من الغنى الزائف ان يعادل عمرا من الحرمان.
ولكن في المقابل، الامر ليس ذنب الفقراء الذين يصورون انفسهم اغنياء، انه ذنب الاعراف والمجتمع الذي يمجد الغني ويحتفي بمظاهر الترف،في ذلك الزمن بالذات لا يوجد احد يتحدث غير الاغنياء، انه عالم الاغنياء المحكوم بثقافة النبلاء المترفين ، اما الفقراء فهم مقلدون ومعجبون بالاغنياء.
اما الآن فاتوقع اننا في وضع افضل حالا بكثير، فالفروقات بين حياة الغني ومتوسط الدخل تبدو اقل وضوحا في زمننا هذا، وصار العالم محكوم بثقافة متوسطي الدخل،حتى الغني صار يقلد متوسطي الدخل في لباسه وطريقة حياته...more
ستيفان زفايغ ذلك العبقري الذي يضعك في عوالم لا يمكن ان تنساها، ذلك التشويق الذي يضعك فيه، وتركيبة القصة وحبكتها، تبدو قصصه كتحف مكتملة بلا رتوش، كل حدستيفان زفايغ ذلك العبقري الذي يضعك في عوالم لا يمكن ان تنساها، ذلك التشويق الذي يضعك فيه، وتركيبة القصة وحبكتها، تبدو قصصه كتحف مكتملة بلا رتوش، كل حدث في مكانه وكل فصل يكتب لغرض وله تأويل معين.
في هذه القصة نستقل باخرة سياحية ابان الحرب العالمية الثانية، بطل الرواية الهاوي للعبة الشطرنج يكتشف ان البطل العالمي للشطرنج يستقل ذات الباخرة فيحاول بطريقة ما ان يخوض معه جولة ما، وفعلا يتحالف مع هاوي ثري لكي يتم هذا اللقاء، يقبل البطل العالمي باللعب لقاء مبلغ باهض يتكفل بأداءه الصديق الثري، تبدأ اللعبة ويتعاون الاثنان ضد البطل العالمي ولكنه يهزمهم شر هزيمة، فيخوضون جولات متعددة ويخسرون، حتى اذ كانوا على وشك الخسارة في جولة ما اذ برجل غريب يدخل على الخط وينصحهم بخطوات تجعلهم يتعادلون على الأقل، فيكون كما توقع هذا الغريب وتنتهي المباراة بالتعادل، يتفاجئ الجميع ويطلب البطل العالمي جولة مع هذا الغريب، فيرفض الغريب وينسحب بعيدا،
يجلس بطل الرواية مع الغريب وينجح في ترتيب جولة أخرى، ولكن قبل ذلك أراد ان يعرف قصة هذا الغريب، كان ذلك الغريب معتقلا في السجون النازية ووضعوه في حبس انفرادي يجعله متحطما تماما حتى يحصلون منه على المعلومات، كاد الغريب ان يجن من الوحدة والفراغ وذات يوم بينما كان في غرفة التحقيق اذ وقع نظره على كتاب ما، عرف ان هذا الكتاب سوف ينقذه من الفراغ الذي يعيشه فخبأه ورجع به الى زنزانته ، فما هو هذا الكتاب وكيف سيغير حياته وما علاقة ذلك بلعبة الشطرنج التي ستجري؟؟
ولكن لحظة، هذه الرواية كتبها الكاتب قبل انتحاره باسابيع، فلا شك ان الرواية ترمز لشيء ما، ما اظنه ان رقعة الشطرنج تمثل الحياة كما يراها الكاتب ، الحياة لعبة ضيقة حربية ولايوجد شيء يستحق ان تستمر باللعب فيها لوقت طويل، ينهض الملوك والرؤساء في كل زمن ويبدأون جولة شطرنج جديدة، تسقط البيادق والقلاع وتتدمر الرقعة وبعدها يقوم رؤساء اخرين ويكررون ذات اللعبة، وهي على اية حال لعبة ضيقة ومملة اذا ما لم نتحول الى مهووسين بها، هذه هي الحياة، ذلك السجن الذي كبرنا فيه وجعلنا مهووسين فيه رغما عنا حيث لايوجد غيره حسب اعتقاد الكاتب.
النظرة العبثية للحياة الذي عاشها الكاتب وجعله ينتحر ، طبعا انا لا اوافق على هذه النظرة السوداوية، ولا احب الروايات الاكتئابية، ستيفان زفايغ لا يشكو في رواياته، لا يتذمر من الحياة، ولذلك قد تبدو القصص محايدة وغير مكتئبة، ولكن بالذات هذه القصة كانت فعلا قاتمة، ما اسفت على رجل انتحر كما اسفت على هذا الرجل، ولانه كاتب منتحر مكتئب، اتمنى الا اقرأ له مجددا.
نحن مع جلال الدين الرومي .. اسمع مقاطع له واتهيب من قراءة كتبه الضخمة المثنوي وشمس تبريز التي لا تنتهي
وجدت هذا الديوان القصير المسمى بالرباعيات فحسبتهنحن مع جلال الدين الرومي .. اسمع مقاطع له واتهيب من قراءة كتبه الضخمة المثنوي وشمس تبريز التي لا تنتهي
وجدت هذا الديوان القصير المسمى بالرباعيات فحسبته مدخلا بسيطا الى الرومي الشاعر والصوفي الذي اثر في العالم
الكتاب شعري بامتياز، وانا لست متذوقا عتيدا للشعر ، كنت ابحث عن الشعر القصصي عند جلال الدين حيث يحكي القصص ويغرق في التخيل واستنطاق الحكم ، ولكن هذا الديوان اشبه بمشاعر وخواطر تتعلق بالحب الالهي وغيره من المواضيع
من اسمه (الرباعيات) .. فالقصائد الموضوعة لا تتعدى ٤ اسطر قصيرة ، شيء يشبه الومضة او الرؤية الخاطفة، وهذا لا يحفزني كثيرا حيث اريد حديثا اكثر يكفي لافهم المقصود ولكن يبقى هذا النوع له محبوه
لغة الرومي صعبة ومبهمة ، لا اعرف لماذا ترجمات الرومي بالذات رديئة وتستعمل الفاظ غريبة لا تناسب السياق، هل فعلا الترجمات رديئة ام انها ليست سوى مرآة تعكس شعر الرومي الغريب.. اظن ان الرأيين ممكنين بنسبة ما..
من الاشعار التي اعجبتني عيوننا ما تراك ، لكنّ عُذرا لنا : فالعيونُ ترى مَظهرا لا حقيقة -----
واصل التجوال رغم انه لا مكان لكي تصل لاتجرب أن تروم مرامي الأبعاد ليس هذا لآدمي.. فارحل الى باطنك -----
غرست وردا، لكنه من دونك استحال شوكا رقدت بيضا لطاووس، فحوى ثعابين عزفت على قيثارة، فسدت الالحان ارتقيت الى السماء الثامنة، فكانت سفلى جهنم -----...more
عاش الاقدمون حياة ابسط كثيرا.. ومع الزمن اخذنا بتعقيد الحياة أكثر فأكثر، فأصبحت الحياة معلبة تماما وجاهزة لنا لنتناولها كما يفعل كل من حولنا، وظيفة ومعاش الاقدمون حياة ابسط كثيرا.. ومع الزمن اخذنا بتعقيد الحياة أكثر فأكثر، فأصبحت الحياة معلبة تماما وجاهزة لنا لنتناولها كما يفعل كل من حولنا، وظيفة ومسؤوليات ودوامة أزمات مالية ولا وقت لتعيش فعلا كما عاش الاسلاف بقلوب هادئة مفعمة بالافراح والاهازيج رغم الفقر
ميتتان لرجل واحد هي قصة قصيرة من عيون ادب أمريكا اللاتينية، تحكي عن رجل يدعى جواكيم يعمل في مصلحة الضرائب ولديه زوجة وابنة ويعيش حياة عادية تشبه حياة اغلب الناس، يقرر في أواخر عمره ان يحقق شغفه الذي ظل محرما طوال حياته، ماهو هذا الشغف؟ ان يعيش متشردا في الحانات والاحياء الأكثر فقرا وجريمة، هكذا يقضي الحياة بلا عمل ولا عائلة، فقط مع جوقة من الأصدقاء المتشردين وبحفلات وعربدة طوال الوقت، يبدو أن هذه الحياة قد راقت لجواكيم الذي تغير اسمه عند اصدقاءه المتسكعين الى كينكاس هدير الماء، وظل هكذا يجلب العار لاهله ويدخل السجون ويعيش حياته بكل انحطاط وسعادة حتى مات..
بعد أن مات كينكاس صار لدينا فريقان في الرواية ، فريق أهل المتوفي وهم أخوه واخته وابنته فندا وزوجها والاحفاد والفريق الاخر يحوي أصدقائه المتشردين وأهالي تلك الاحياء الفقيرة، بالنسبة لفريق الأهل، يبدو ان خبر وفاة كينكاس كان فرصة لتذكر الماضي السيء لهذا الأب (الي يفشل)، وصار الامر اشبه بعبئ على هذه الاسرة ، ماذا سيقولون للاحفاد عن جدهم المتشرد المجنون، وماذا سيقول المعارف غير التغامز على ماضي المتوفي الأسود، حسنا يبدو انهم اقتنعوا بأن يقللوا كثيرا من مراسم الجنازة وتكاليفها الباهضة ويجعلوها جنازة ملفوفة
في الوقت الذي كان الاهل يستعرون من فقيدهم كانت الاحياء الفقيرة تضج بالبكاء والحزن على وقع خبر وفاة كينكاس هدير الماء، ولما راح اصدقاء كينكاس الى الجنازة لرؤيته لم يستطيعوا تمييزه من نظافته وبدلته الثمينة، حيث انه كان قذرا ورث الثياب في حياته الاخيرة، وفي النهاية يقتنع اصدقاء كيكاس بانه غير متوف وبالفعل يذهب معهم كينكاس الى حانتهم المعهودة وفي اخر الليلة يركبون قاربا ويدخلون البحر بأمواجه العاتية وهناك يقفز كينكاس هدير الماء الى البحر معلنا موتته الثانية وهو يقول: "سأدفن كما أشتهي في الساعة التي أشتهي يمكنكم أن تحفظوا تابوتكم إذن لميتة جديدة وميت جديد أما أنا فلن أترك أحد يحبسني في قبر أرضي رذيل".
انها ميتتان تعبران عن النهاية التي يريدها كل فريق، الاهل يريدون منه ان يموت مثل كل مسيحي محترم، والأصدقاء يريدونه يموت ميتة بطولية على طريقة المتسكعين، ينتصر الكاتب جورج امادو وينحاز الى فريق المتسكعين ويسخر كثيرا من الأهل وانا انحاز أكثر الى فئة الاهل وعلى اية حال فالرواية تفتح الباب لتساؤلات كثيرة منها:
معنى الحياة هل هي سعادتك في الحياة ام مسؤوليتك؟ حسنا السعادة هي مطلب أساسي ينشده الانسان ولكن ليس الوحيد، توجد ثمة مسؤولية عليك لاهلك ومجتمعك، عندما تعمل في وظيفة مملة فربما لا تكون سعيدا ولكنك تمضي بالعالم الى الامام، إذا كنت تبحث عن شيء تريده فكر ان تجعل هدفك يصب في مصلحة الجميع أو الغالبية، ولكن هذا الجواب يحمل مايحمل من اشكاليات ايضا فهل حقا يمضي العالم للامام عندما تعمل أو تكون أبا صالحا ؟
ماهي الحياة الأفضل؟ التي يريدها المجتمع لك ام التي تريدها انت؟ ماهو الإرث الذي تريد ان يذكرك به الناس بعد موتك؟ أسئلة تبقى مفتوحة الاجابة
مع التحفظ على ما تحويه الرواية من كلام سوقي ومحتوى خادش للحياء، فإن المثال الذي يقدمه الكاتب للحانة والاحياء المليئة بالجريمة انها اقرب الى روح الحياة تبدو لي غير معقولة، فهذه الأماكن مكتئبة اكثر هي الأخرى ومليئة باسوء القيم والافعال، تذكرني هذه الرواية برواية الخيميائي التي تشترك مع هذه الرواية في انك يجب ان تتبع شغفك، ولكن في تلك الرواية كان الشغف اكثر سموا، اما هنا فكأنما يقول الكاتب ان تذهب الى شغفك وان كان بهذا الانحطاط، وانا اختلف كثيرا مع هذه الرؤية.
كتاب عبارة عن مختارات لمقالات ادبية غربية، يبدأ الكتاب على طريقة المعلقات بالحديث عن الحب ومفهومه من وجهة نظر الغربيين وبعدها يعرج على التركيز أكثر فيكتاب عبارة عن مختارات لمقالات ادبية غربية، يبدأ الكتاب على طريقة المعلقات بالحديث عن الحب ومفهومه من وجهة نظر الغربيين وبعدها يعرج على التركيز أكثر في عالم الكتابة في مقالات ورسائل وحوارات مع كتاب عالميين، ونستطيع ان نقول ان الموضوع الرئيس للكتاب هو الكتابة، وحول هذا الموضوع تتناثر الأحاديث الأدبية في مختلف الأمور خاصة المواضيع الرومنسية
الاديب اليمني الشاب محمد الضبع في كتابه هذا وبترجمته المتقنة الجميلة يجعلنا نقترب من الادباء العالميين فمن مقال عن كافكا الكاتب الكابوسي الذي احب القراءة عنه لفرادة ادبه الذي مازال يشغل الدارسين، الى حوار لطيف مع جابريال غارسيا ماركيز ونظرته حول ادبه وحول الشهرة، الى حديث هاروكي موراكامي عن تجربة نجاحه في الادب ، الى هيمنغواي وقصص تتعلق بحياته الشخصية ، ومن الكتاب الذين تعرفت عليهم في هذا الكتاب برادبري صاحب رواية فهرنهايت 451 والكاتب كورت فونجيت ويوجد اخرون من الكتاب يتكلمون في مواضيع متنوعة لاتتعلق بالكتابة بالضرورة، فكانت مقالات ذات قيمة ما، وستعجب كثير من القراء
اذا كنت من اولئك المولعين باجواء القراءة مع فنجان من القهوة او ممن يحبون منظر العواصم الغربية في حقبة الخمسينات او الاطلاع على رسائل رومنسية من زمن البريد ، فهذا الكتاب سيعجبك، في مقالة " اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة" التي اختار الكاتب عنوانها كعنوان لكتابه تتلخص فحوى الكتاب بتمجيد الكتابة وتصوير ماذا يعني ان تتعامل مع كاتب، وكيف هي حياة الكتاب والمثقين، ومن هذه المقالة يستمر الكاتب في سرد مقالات تصب في نفس المحتوى، يثبت الكتاب ثمة صورة نمطية للمثقفين أولئك المتسكعون في المقاهي وذلك الإحساس الغامر بعبثية الحياة والنظرة الرمادية للعالم والتذمر من الكون، وتلك العزلة والاستعلاء ، الكتاب على الرغم انه مقالات متفرقة الا انه يبدو كوحدة واحدة لها هوية ومزاج واحد، نحن نقول اقرأ لتخرج من النمطية والتقليد وليس العكس
تغريب الكتاب يعتبر نموذج متطرف للثقافة الغربية من جهة الأخلاقيات، لم يعجبني في الكتاب هذا التوغل في الأمور الحرجة بشكل فظ، والتأكيد في اختيارات الكاتب على ما في الثقافة الغربية من انحلال، وانزال الروح الى المحسوسات
لا يخلو الكتاب من مقطوعات أدبية راقية وفكر وفلسفة حياة مستقاة من اشهر الفلاسفة والادباء العالميين، نعم يوجد ما سيقدمه لك الكتاب خاصة اذا كنت من محبي هذا العالم، ولكن لم يناسبني الكتاب حيث احسست بعده بأني اريد ان اهجر الغرب قليلا واخذ استراحة روحية في تراث المشرقيين.
طفل مريض اسمه ادغار يقدم مع امه الى منتجع ما في رحلة من اجل العلاج، يصادفهم بارون (شخص من طبقة نبيلة) كتاب تشويق من الطراز الرفيع، قرأته في جلسة واحدة
طفل مريض اسمه ادغار يقدم مع امه الى منتجع ما في رحلة من اجل العلاج، يصادفهم بارون (شخص من طبقة نبيلة) سولت له نفسه ببلوغ ما أراده مما ليس له، يستعمل البارون الطفل ادغار كوسيلة لبلوغ مآربه فيدعي مصادقته، كان ادغار طفلا تتآكله الانهزامية ولم يحظ بالتقدير اللازم، لذلك طار فرحا بهذا الصديق المهم، كانت حفنة من كلمات الثناء والاهتمام كفيلة بأن تسرق قلب ادغار، ولكن كيف يا ترى ستتطور الأمور بعد ذلك؟!
في هذه القصة تفكر كطفل بريء، ولكن في أجواء غير بريئة بالمرة،
القصة لن تترك تدعها حتى تنهيها، من الفصل الثاني حتى الفصل قبل الأخير انت مع سلسلة متتالية من الاحداث المشوقة، والكلمات المستخدمة في القصة والتراكيب اللغوية وطريقة السرد شيء غاية في الخيال، حتى كأن القصة منجم من الاقتباسات، ومحطات القصة والأماكن وترتيب الاحداث واضح بشكل غريب في ذهني كأنها فيلم من روعة الوصف في القصة،
في القصة انت تتعاطف مع الطفل ادغار الى درجة تحرك فيها قسمات وجهك معه، فتغضب عندما يغضب وتستهزئ وتفكر وكل شيء، الكاتب لديه قصة في منتهى الجمال، ولكن النهاية لم تكن بقوة المتن، أو ربما كان غرضها تشويقا فحسب ، كان الحدث صاعدا متوهجا فانتهى كل شيء مع اخر صفحة، لم اعد افكر بادغار او كل احداث القصة، وهذه من ميزات الرواية وليست القصة القصيرة، فالمميز في هذه القصة هي تفاصيلها واحداثها التي تتالت على طول الصفحات وليست الصورة الكلية التي تتجلى لك مع انتهاء القصة
عمر القارئ المناسب +18
كاتب منتحر (هامش على المراجعة) ماذا يعني أن تقرأ لشخص منتحر؟ ستيفان زفايغ انتحر عندما تألمت نفسيته باحداث الحرب العالمية الثانية، فهل تنعكس هذه الشخصية القابلة للانتحار على اعماله الادبية؟ وهل داء الكآبة واليأس المزمن ممكن ان ينتقل بهدوء اليك بينما تقلب صفحات كتبه؟ بالنسبة لي أكره أن أقرأ لشخص منتحر، لأنه في رأيي أسوء من يمكن أن يحدثك عن جمال الحياة وعن الحب والأمل والروح والايمان والسعادة والكوميديا الذي لم يره في حياته البائسة وبعقليته المكتئبة،
إن أكثر النصوص كآبة يمكن أن يأوله القارئ فيتصوره مليء بالامل والحياة والكوميديا، ولكن عندما يكون صاحبه منتحرا تسد كل الأبواب الرحبة للتأويل
استغربت بصراحة أن القصة ليست كئيبة تماما، نعم يوجد ذلك الاحساس بالالم والمعاناة التي يتقنها الكتاب اليهود أكثر من غيرهم، لكن القصة يوجد بها ذلك العالم الواعد الذي تحمس له البطل ادغار، كان يمكن للقارئ ان يحس بالسعادة في نهاية الرواية او بجمال القمر والغيوم في تلك الليلة المظلمة وبمدى روعة الفندق وبالحب الذي يغمر العائلة من جدة وعمة واب وفي ذلك البيت البعيد، او بالامل بالمستقبل، ولكن عندما تعرف بأن هذه الشخصيات والمشاهد متولدة من عقل منتحر هل ستكون عوالم الرواية الا مشاهد كابوسية ملؤها سواد الألم والمرارة؟...more
تحفة الشرق الخالدة ودرة الادب العربي صاغتها وحفظتها لنا الهمم العالية من بيدبا الى برزويه الى عبدالله بن المقفع
في هذا الكتاب انت مرتحل الى الادغال بين الوحوش والطيور، كل كائن جاء بفلسفته وبفكره بين خليط بين طبيعته الحيوانية وجوانب بشرية الصقت به .. وقريبا من الادغال تطل علينا قصور الملوك وتبدو المدن والارياف بسحرها وقصصها الآسرة
مقدمة الكتاب رأس البراهمة الحكيم الهندي بيدبا، ساءه الاستبداد والظلم الذي يجري في بلاده فنصح الحاكم وتعرض للسجن وبعد ذلك اعجب الحاكم برؤية بيدبا الاصلاحية وامره ان يكتب كتابا خالدا تجمع فيه الحكم والامثال ، في محاولة طموحة للاصلاح السياسي عبر الحكايات كتب بيدبا ما في جعبته من حكمة وسلمها للحاكم..
وتناهت الاخبار الى كسرى انوشروان ان كتابا في الهند فيه اصل كل علم ورأس كل ادب والدليل على منفعة فأوعز الى شيخ النساك الحكيم الفارسي برزويه الى الحصول عليها واستنساخها وكذلك فعل.. كان برزويه حكيما متصوفا قضى حياته مكبا على العلم وناسكا بعيدا عن المال والدنيا، بعد ذلك ترجمها الى العربية وزاد عليها الاديب المسلم عبدالله بن المقفع لنا باسلوب تتقاطر لغته العذبة في نسق جذاب يسحر الالباب
ان مقدمة كتاب كليلة ودمنة لوحدها هي رسالة من التسامح بين الاديان والحضارات الشرقية وفيها نرى تعاضد العقول الراجحة نحو العلم والسمو ..
باب الاسد والثور القصة الابرز في الكتاب وفيها شخصيتي كليلة ودمنة وكلاهما ابن اوى .. وربما كانت لمعاني اسمائهم دلالة فكليلة تعني الضعيف ودمنة تعني الارض الخراب يقرر دمنة ان يحظى بمكانة عند الاسد سيد الغابة فيبالغ في قصد مجالسه والتقرب اليه، وفي يوم ما جاء ثور الى الغابة فتعرف على الاسد وصار اقرب الحيوانات اليه فغاض ذلك دمنة وقرر ان ينشب البغضاء بينهما فجاء للاسد وقال له بأن الثور يخطط للانقلاب ضدك وراح للثور وقال ان الاسد يريد ان يأكل لحمك، وكان أخوه كليلة ينصحه بعدم القيام بذلك فلم يستمع له فكيف سينتهي بهم الحال؟
في غمرة تشويق القصة يضرب الحكيم بيدبا الغابة مثلا للمملكة .. ويرمز للملك بالاسد ولدمنة ابن اوى بالمتسلقين الذين يجرون وراء الملك لاغراض خاصة.. والثور هو الشخص الناصح للملك من غير تملق والاكثر اهلية لان يكون من حاشيته
باب البوم والغربان فيها اسقاطات حول الصراع بين الدول والطابور الخامس ومدى خطر الكلام العنصري
باب الناسك وابن عرس حديث حول سوء التعجل
باب الجرذ والسنور في هذه القصة نعرف كيف ان الاعداء ممكن ان يتعاونوا لمصلحة ما
باب الملك والطير فنزة نتعلم كيف ان هناك صداقات لاتستمر لعدم التوافق، وان وجود الثارات والضغائن الكبرى يستدعي الفراق فورا
باب القرد والغيلم زعموا ان قردا صادق غيلما -والغيلم هو ذكر السلحفاة- فصار يجلس معه طول وقته، فغاض ذلك زوجة الغيلم واشارت عليها جارتها بأن تتظاهر له بأنها مريضة وأن علاجها هو أن تأكل قلب قرد فقالت ذلك للغيلم وصار الغيلم في حيرة وحسرة .. هل يقتل صديقه العزيز ليشفي امرأته ام يدع امرأته تموت بمرضها؟
باب اللبؤة والاسوار والشغبر زعموا أن صيادا اصطاد أشبال لبؤة ما .. فظلت اللبؤة تتأمل في حالها وما صنعت طوال عمرها قصة تلوح منها الافكار الهندوسية في الحث على ان نكون نباتيين
باب السائح والصواغ فيها حكمة جسورة تقول .. ان الانسان اكثر الكائنات نكرانا للجميل.. قصة جميلة ومحكمة
باب ابن الملك واصحابه قصة مشوقة تشبه القصص الغربية الكلاسيكية، عن ابن ملك وابن تاجر وابن فلاح وشخص وسيم كانوا في سفر بلا اموال ولا طعام .. ففي كل يوم يكون هناك اختبار لكل واحد منهم في كيفية كسب قوت يومهم
باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين قصة جميلة تشير الى مفارقة ان تكون ناصحا لغيرك ولا تنصح نفسك
ملاحظات
- في هذا الكتاب اساليب بديعة في سرد القصص.. داخل هذه الابواب القصصية توجد قصص فرعية وداخل بعض هذه القصص قصص اصغر .. يعني قصة داخل قصة داخل قصة.. يبدو هذا الاسلوب معقد قليلا في الفهم ولكنه اعجبني - كلنا نعرف مثل الغراب الذي حاول تقليد مشية غيره فنسي مشيته، هذا المثل جاء من كليلة ودمنة
- كتاب يحمل تصانيف الامثال والحكم القديمة ، هي تعكس لنا حكم ذاك الزمان من الهنود والفرس والعرب.. وفيها اعتقادات الاسلام مهيمنة على ما لا يكاد يلاحظ من نسك الهندوسية والزرادشتية .. فيها اشراقات جميلة وفيها افكار خاطئة واعتقادات بالية، ولكن ذلك كان زمان اخر فيه قيم اكثر بدائية منا وكانت حياته اقسى .. ولكن يبقى الكتاب محاولة للرقي في ذلك الوضع السيء
- تم عمل كثير من الرسوم وحكايات الاطفال مقتبسة من كليلة ودمنة ولكن يبقى الكتاب القديم يحتوي على امور لا تصلح للاطفال كما يوجد بها الكثير من العنف والقتل عمر القارئ المناسب +16...more
نيقولاي غوغول الاديب الكبير في هذه القصة لايأخذ الأمور بجدية ، يحاول إضفاء روح الهزل بدون معنى بالضرورة ،وهكذا جرت مقادير الأمور ، تحدث المشاكل دائما،
نيقولاي غوغول الاديب الكبير في هذه القصة لايأخذ الأمور بجدية ، يحاول إضفاء روح الهزل بدون معنى بالضرورة ، ولكل امة طريقتها في الاضحاك، فقط خذه بحلمك..
نحن في هذه القصة القصيرة مع موعد مع حادثة مؤسفة لضياع انف الرائد كوفاليوف، يهرع الرائد خارجا للتبليغ عن فقده للأنف الذي ادرك لأول مرة أهميته الشديدة بالنسبة له، فجأة يراه بالصدفة فيحاول اقناع الانف بالرجوع له لأنه من ملكيته، فيجد الانف الذي يرتدي بدلة رسمية برتبة عالية يستغرب منه طلبه هذا ويقول انه لا ينتمي له، يغادر الانف فيطارده الرائد فيفلت منه ، يرجع الى منزله فيفاجئ بأن الانف قد عثر عليه !
هل عثر عليه كبيرا يلبس بدلة ويمشي في الشوارع كما رآه للتو ؟! "لا لا .. هذا غير معقول" .. يقول الضابط الذي احضر الأنف واحضر سارقه انه صغير وعلى حاله ويمكنك ان تلبسه.. أقصد تلصقه، اما السارق من يكون ؟! اسمه ايفان وهو حلاق الرائد الذي يحلق له دائما
في الحقيقة ايفان المسكين ليس سارقا.. هو عثر على الانف في طعامه، وعرف انه انف الرائد، لكن لأنه لا يعرف كيف يتعامل مع مشكلة كهذه فحاول ان يتبع أسلوب الفقراء في التخلص من المشكلة دون التفكير بحلول مثلى.. فقام برمي الانف في النهر كي لا يسائله احد، ولسوء حظه المعتاد فقد امسكه الضابط
"لماذا سرقت الانف يا ايفان ؟!".. يقول الرائد
ايفان لا يعلق.. ولا يجب ان يعلق.. كان لا بد لأي مشكلة في العالم ان يتحمل مسؤوليتها شخص فقير من امثاله حسنا هذا غير مهم دعنا نضع هذا الانف المشاكس على وجهك أيها الرائد ما هذا انه لا يلتصق! من السبب يا ترى؟ يفكر الرائد ويفكر، هو دائما يبحث عن معنى وتفسير
وجد تفسيرا منطقيا.. ربما هي تلك المرأة التي تريدني أن اتزوج ابنتها أرسل رسالة لها يتهمها بانها السبب في مشكلته .. وبالمناسبة غريب كيف يتحدث الروس لبعضهم البعض، من الغريب ان تكتب لشخص رسالة تتهمه فيها بالسحر والشعوذة وتغلفها بكثير من التحية وكلمات التعبير عن الاحترام فترد عليه رسالة يفهم منها انها لم تأخذه على محمل الجد وأنها لازالت ترغب بأن يتزوج ابنتها
وهكذا جرت الشائعات بأن الانوف قررت الانفصال عن أصحابها المتغطرسين بلا فائدة، ربما سيكون لها فائدة أفضل لو كانت لحما شهيا في طبق انسان فقير، او ان كان ولا بد.. يمكنها ان تكون انوفا مستقلة وستكون بالتأكيد أقدر على تقلد المناصب الرفيعة فكلنا نعرف أنك لا تحتاج الا الى انف شامخ كي تقوم بمهام عالية المستوى..
لحسن حظ الرائد ان الشائعات كانت مجرد شائعات، فها هو قد استيقظ ذات يوم وانفه قد عاد اليه، يا للسعادة .. انتهت القصة على فكرة
حسنا، يوجد نفس التوجه الذي رسمه غوغول في الانحياز للفقراء وللنقد السياسي والاجتماعي، في القصة نرى توثيقا للحياة العادية في روسيا قبل قرنين تقريبا.. عرضا يبعث على التأمل بشكل عام
يقال.. في الرواية تنتهي من الرواية عندما تقرأ اخر صفحة، اما القصة القصيرة فتبدأها بعد ان تنتهي من قراءة اخر صفحة لا اعرف هل انا الوحيد الذي كان يشعر طول قراءة القصة بالتوتر وعدم الراحة والرغبة في التوقف، وعندما انهيت القصة وفكرت فيها وجدت انها تستحق ان تُقرأ.. تبدو القصة اعتباطية.. ولو قلتها لاحد المراهقين لضحك من سخافة محتواها.. ولكن هذا هو الأسلوب الادبي.. يتعمق في الشيء العادي بصورة غير عادية...more
هاهو الكاتب نيقولاي غوغول يحكي لنا قصة اكاكي اكاكيفتش، الفقير الذي يمشي وكل شيء ضده، يعمل كموظف في النسخ كأنه آلة صماء، لا أحد يكترث له الا اذا أرادواهاهو الكاتب نيقولاي غوغول يحكي لنا قصة اكاكي اكاكيفتش، الفقير الذي يمشي وكل شيء ضده، يعمل كموظف في النسخ كأنه آلة صماء، لا أحد يكترث له الا اذا أرادوا ان يسخروا منه، فكان اقصى مايستطيع ان يفعله ان يقول: " دعوني في حالي لماذا تهينوني". اكاكيفتش كان فوق فقره المدقع ضعيف الشخصية ، هو شائع ويوجد الكثيرين من نوعيته لكن لا احد يكترث لهم، ولكن غوغول الكاتب هو الوحيد الذي قرر أن يراقب إحساس هذا الشخص ليرى كيف ان العالم الرحب بكل اتساعه يضيق كثيرا على أمثال اكاكيفتش.
تعتبر قصة المعطف اشبه بانعطافة ساهمت في تأسيس الادب الروسي الذي بزغ لاحقا باعلامه الكبار من أمثال تولستوي ودوستيوفسكي وتشيخوف. هذا الادب الروسي الذي اتسم بنزعته الإنسانية ، الذي يقف في صف الفقراء ويحكي مآسيهم
شتاء روسيا قادم، اكاكيفتش المسكين لا يملك سوى معطف قد تهرئ من شدة الاستعمال ومهما حاول مع الخياط ان يرقعه يرفض الخياط ويقول باستحالة ذلك، ويا لقلب اكاكيفتش كان كل شخص يخيفه وكل شخص يدوس عليه، حتى الخياط الذي يفترض ان يعامله معاملة الزبون الكريمة، نجد ان اكاكيفتش يراه كابوسا هو وامرأته الذان يصرخان عليه ويطالبانه بالاموال، كان الخوف يتملكه من كل شيء، حتى من ان يرفع رأسه لينظر الى الأفق الرحب ، ياه يا اكاكيفتش، هل كنت مضطرا ان توفر! وكيف يمكن لفقير مثلك ان يوفر، نعم، هو وجد انه يجب ان يمتنع عن الشاي وان يخفف من المشي بالحذاء، كان سعيدا بأنه يوفر،
هاهو اكايفتش وبعد مدة طويلة يجمع كل المال اللازم من اجل معطف جديد، وها قد جهز ذلك المعطف الباهر ، وها قد اشرق قلب اكاكيفتش وملئته السعادة بهذا المعطف، كان جنة وأي جنة ، المعطف الوحيد الذي سيمكنه من الشعور بالدفء في برد روسيا. وذهب الى سهرة سعيدة قضاها مع اصدقاءه فخورا حتى خرج منهم بعد منتصف الليل وحيدا، ليعترض طريقه مجموعة لصوص فينهبون معطفه، الذي هو كنزه الاغلى،
كان هذا المعطف لا يعني الكثير لاحد، لا للسارقين ولا للحارس الذي لم يعثر على اللصوص ولا على الشرطة وبالطبع لم يعني شيئا للضابط المسؤول الذي التقى به اكاكيفتش وشرح له وقائع السرقة، فما كان من الضابط ذي الرتبة العالية الا ان يقرعه لانه لم يحترمه بالقدر الكافي فصرخ فيه صرخة كادت السماء ان تتفطر وتقع على قلب اكاكيفتش وهو يرى معطفه كحلم ابيض جاء واختفى ولن يعود، عاد الى بيته وبقى طريح الفراش ، كان يشعر بالبرد وكان يريد ذلك المعطف بالذات ليحس بالدفئ ، ولأن المعطف لم يعد ، رحل اكايفتش بهدوء عن هذه الحياة
كان لا بد للعنة ما ان تحصل، عاد اكاكيفتش كشبح في انحاء بطرسبرغ يجول الشوارع ويبحث عن معطفه، كان من العدل ان يرجع لينتقم من السارق ومن الحارس ومن الضابط ، كان لابد للكاتب ان ينتصر لبطله .. البطل الذي ليس بطلا على الاطلاق، فليت شعري من الملام في عوز الفقراء .. هل هم الفقراء انفسهم مع شخصياتهم الضعيفة ام المجتمع الذي لا يكترث بهم ام الحكومة التي لا تعينهم ولاتحميهم .. على اني لست من هواة الادب الكلاسيكي عموما واشعر بأن قصصه تحتوي على صياغة رتيبة واطالة وغياب للتشويق (بالنسبة لي) ، الا انني عندما انتهيت من هذه القصة القصيرة شعرت بأن اكاكيفتش قد خرج من الكتاب الى ذهني مباشرة .. استطيع الان ان اراه يوميا في وجوه المغلوبين على امرهم
لم يكن الحدث هو المهم في القصة ، ولم تكن النهاية غامضة كثيرا، ولكن ما يهم هو كل ذلك الوصف للشخصية الذي جعلها تحيا، وهذه هي ميزة الادب
وهكذا شوهد شبح يفر من بين صفحات القصة ليخرج الى شوارع البحرين في صيف 2018 .. كان واضحا كم كان يتصبب عرقا وفجأة خلع معطفه وركض مسرعا نحو قصته الباردة، دخلها ولبس معطفه واحس بالبرودة الدافئة.. ولم يشاهد بعد ذلك ابدا....more
Loading...
