لم يكن عذاب مارينا جسدياً مثلما كان نفسياً ومعنويا، وأظن أن امرأة مثلها تحلق بأجنحة الكلمات فوق ذرى الخيال ما كانت ستكتب مثل هذا الكتاب لو كانت المعانلم يكن عذاب مارينا جسدياً مثلما كان نفسياً ومعنويا، وأظن أن امرأة مثلها تحلق بأجنحة الكلمات فوق ذرى الخيال ما كانت ستكتب مثل هذا الكتاب لو كانت المعاناة في أغلبها جسدية.. والفضل في إنتاج هذا الكتاب يعود في الأخير إلى عليّ الذي انقذها من حكم إعدام محقق وحفظها من صنوف عذاب كثيرة، ومنحها روح العائلة في الوقت الذي افتقدته تماماً، ومات في النهاية وهو يدافع عنها.. لم ألمها في أنها لم تستطع أن تحبه.. وقد أحسست في هذا الجزء من الرواية أنني اشبهها، ولكن في الشكر والاهداء الأخير حسبت أنها ستذكر اسمه ضمناً!
حكت مارينا عن واقع سياسي مؤلم في إيران في وقت حكم ايه الله الخميني، وكيف يمكن أن يقود التعصب الديني والسياسي إلى سلسلة لا تنتهي من الدماء.. وقد استطاعت أن تعبر بذكاء عن تلك الفترة حتى من لا يعرف شيئاً عن الثورة الإيرانية،يستطيع أن يتخيل شكل إيران في ذلك الوقت دون اللجوء إلى كتب سياسية أخرى..
جاء أسلوبها سلسا وحالما في أغلب مواضعه.. فكانت تؤمن بالرحمة والأمل وهي في رحم الألم والقسوة.. كذلك الترجمة كانت رائعة فلم أشك للحظة أني اقرأ كتاباً لم يكتب منذ البداية بالعربية.. ً...more
تناول د. يوسف زيدان قصة معتقل جونتنامو من خلال ما رواه على لسان الشاب النوبي الذي اُعتقل بطريق الخطأ ونال من العذاب صنوفاً وألواناً تنوء بحملها الجبال
تناول د. يوسف زيدان قصة معتقل جونتنامو من خلال ما رواه على لسان الشاب النوبي الذي اُعتقل بطريق الخطأ ونال من العذاب صنوفاً وألواناً تنوء بحملها الجبال ثم يُفرج عنه في النهاية بعد ما يقرب من سبع سنوات !
الرواية جاءت مكملة لما بدأه في جزئها الأول " محال " واختتمها بكلمة " نور " وهو الجزء الأخير من الثلاثية التي ينتوي إتمامها
في المجمل ، الرواية جيدة وأعجبني أسلوبها وحبكتها فكما هو معروف عن الكاتب في عزازيل والنبطي وغيرها مما قرأته له ، أنه بارع الوصف ينقل المشهد فتراه رأي العين ,, وهذا ما أكدته الرواية التي بين يدي الآن .. ولكن مقارنة بما قرأته في أدب السجون فهي أضعف كثيراً!
وتكلّف د. يوسف في كثير من أجزائها حيث أحسست أنه أراد أن يملأ النصوص بآيات قرآنية فجاء بعضها متكلفاً وفي غير موضعه
والجو الصوفي المسيطر على الرواية - والذي يحبه الكاتب وأحبه أنا أيضاً - فاجأني قليلاً حيث لم أشعر ببوادر وسمات الصوفية على بطل الحكاية في الجزء الأول ..
وأما عن نفسية البطل .. فلا أستطيع أن أجزم هل يفعل اليقين كل هذا ! أم أنها مبالغة جاءت غير مقبولة ! أم أنني ولعيبٍ في شخصي فقدت إيماني بأشياءٍ كثيرة !
هذا الألم ،، هذه المعاناة وهذا الموت البطئ لم يكن ليسعفه خيال كاتب محترف في هذا النوع من الكتابة فكيف لقلوب بشرية أن تصنعه وتبتكره !
تلك العتمة الباهرة
هذا الألم ،، هذه المعاناة وهذا الموت البطئ لم يكن ليسعفه خيال كاتب محترف في هذا النوع من الكتابة فكيف لقلوب بشرية أن تصنعه وتبتكره !
تلك العتمة الباهرة تحكي قصة بطل "تزمامارت" ,, الناجي مع ثلاث رفاق فقط من أصل 23 معتقل كان نور العتمة بإنسانيته ، بإيمانه ، بصبره الذين لم يفقدهم له ثمانية عشر عاماً من الموت البطئ ،،
الرواية مرعبة ، موجعة ، مُنهكة إلى أقصى حد
جربت في ليلة أن أغلق كل أنوار البيت وأجلس منزوية لا أتحرك في ركن قصي في غرفتي وكأني لن أمتلك غيره وتخيلت أني سأقضي عدة ساعات - فقط- في ذلك الوضع ،، والله بكيت !!
الظلم هو أسوأ ما قد يكون على الأرض وإن دعت أحدهم قدرته على ظلم الناس فليعلم أن قدرة الله عليه أشد بأساً وتنكيلاً
Loading...
